شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f394/)
-   -   و للحبِ فرصٌ أخرى (1)*مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات الحب و القدر (https://www.rewity.com/forum/t355871.html)

may lu 27-11-16 12:49 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 (المشاركة 11740332)
قفلة رومانسية يا مايلو
رهف ما زالت فى غيبوبة هل ستستفيق منها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زياد يبدو ان هناك معجبة جديدة وهى اية اخت صديقه
لكن قلبه معلق بوتينه
احببت مواجهة سؤود لرجاء
كنت اتمنى لو نتفت لها شعرها
اذن سيف خطب هاميس والجد موافق
الله يستر من رجاء الزفتة
امتى نرتاح منها ؟
رويدا نجحت فى خداع سالم بتظاهرها
سلمت يداكى يا مايلو
وبانتظار القادم

مساء الورد يا قمر نورتيني :amwa7:
رهف هربت من الواقع الأليم لغيبوبة ... محتاجة تحس بوجود أسرتها جوارها و دعمهم عشان تقدر تواجه مخاوفها و ترجع أقوى
آية هل هتكون سبب يبعد زياد عن وتين أكتر ؟؟
ههههههههه حلوة فكرة نتف شعرها دي :Ts_011:
لما نشوف آخر تخطيط رويدا و هل هتوصل لأهدافها
تسلمي حبيبتي و منوراني دايماً بوجودك العطر
إن شاء الله الفصل الجاي يعجبك أكتر
أرق تحياتي لكِ :29-1-rewity:

may lu 27-11-16 01:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii (المشاركة 11740786)
فصل جبااااااار يا مي
البت رويدا رهيبة محتاجة تحترف التنثيل و تنزل هوليوود تمثل معاهم
وقتها هتنسي سالم و اللي جابوه
الخوف حاليا علي وتين من الساحرات التلاه بنا يولع فيهم
تحسيها عامل وي ميس الملاكمة كل واحد يضرب شوية
سؤؤد يالهنووووووووي طلعت رهيبة الصراحة اتكيفت منها بطريقة عحب
عجبني كلامها و تهديدها و شخصيتها الصراحة رجاء تستاهل مل خير و نفسي سؤد تنفذ تهديدها و تنفخها
سيف طلع مش بيضيع وقت و راح طلب هانيس حلووووو كده الكل عارف رجاء متقدرش تقول حاحة عليه
زياد ابعد عن ايه البت هبلة و حبتك من نظرة عين
عاصي وحعلي قلبي علي رهب ناوية تعملي ايه في رهف يا ميوش
الفصل تحفة و بانتظار الفصول الجاية

مساء الورد رونتي مبسوطة قوي إن الفصل عجبك :amwa7:
هههههه فعلاً رويدا محتاجة تحترف التمثيل و هتوصل للعالمية
هههههههه تشبيهك لوتين فصلني ضحك ... ربنا يستر عليها ..ده غير آية اللي طلعت لها في البخت
سؤدد دي البرنسيسة و شخصيتها مزيج متناسب من التناقضات حنان و حب لعائلتها تحت غلاف من القوة و السيطرة و البرود .. ثلج مع نار
الجد رفعت دايماً واقف في صف أحفاده ...لما نشوف رجاء هتعترض إزاي على قرار الجد
يا ريت رهف تحس بوجود عاصي و أسرتها جنبها و تحارب مخاوفها و تخرج من العالم اللي صنعته في لاوعيها و هربت له و ترجع أقوى
إن شاء الله الأحداث الجاية تعجبك أكتر رونتي
منوراني دايماً يا جميل :amwa7:

may lu 27-11-16 01:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجميله2 (المشاركة 11743733)
تسلمي يا عسل على الفصل الجميل جدا

نورتيني يا جميلة سعيدة إن الفصل أعجبك:amwa7:

may lu 27-11-16 01:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باسم محمد ابراهيم (المشاركة 11742604)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

قراءة ممتعة ... سعدت بمرورك :29-1-rewity:

may lu 27-11-16 01:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dodo1990 (المشاركة 11744170)
Thnxxxxxxxxxxxxxxxxxx

سعدت بوجودك العطر :29-1-rewity:

may lu 02-12-16 01:49 AM

الفصل الرابع و العشرون (الجزء الأول)

اندفعت (هاميس) داخل غرفتها و ألقت بنفسها على فراشها و هي تنفجر في البكاء ، دفنت وجهها في الوسادة و هي لا تستطيع التحكم في دموعها التي ازدادت و هي تستعيد مشهد والدتها و هي تصفع (سيف) على وجهه ... لم تكن قد ذهبت إلى غرفتها كما أمرتها أمها ، وقفت بعيداً تختلس النظر إليهما في قلق من ردة فعل أمها التي تعرف كيف تكون حين تغضب ، لتنزل صفعتها القوية على قلبها هي قبل أن تلامس وجهه ... لم تستطع تحمل المزيد فاندفعت تجري باكيةً حتى غرفتها .. ازداد بكاؤها لتدفن وجهها أكثر في وسادتها ... كيف فعلت أمها هذا؟ .. تعرف أنها أخطأت و (سيف) أيضاً ... لكن .. أن تصفعه بهذه الطريقة !! .. لم يعامله أحد من قبل هكذا ... توجع قلبها أكثر و هي تفكر كيف يشعر الآن بعد ما حدث .. لابد أنه غاضب و متألم بشدة ... همست بأنين
_"أنا آسفة يا (سيف) ... سامحني"
قاطعها صوت طرقات هادئة فوق باب غرفتها فدفنت وجهها أكثر دون أن ترد .. لا تريد أن ترى أحداً ، لتشهق فجأة مع صوته القلق خلف الباب
_"(ميسا) ... أنتِ بخير؟!"
تجمدت دموعها و ارتجف قلبها و هي ترفع رأسها عن وسادتها و تعتدل ... لم تستطع النطق بحرف لتسمعه يقول في توسل
_"(ميسا) ... أرجوكِ ..... أريد أن أطمئن عليكِ حبيبتي"
جاهدت لتنطق فخرجت حروفها متعثرة باكية
_"اذهب (سيف) ... أنا بخير"
صوتها الباكي جعل قلبه يختنق في صدره فأخذ نفساً عميقاً قبل أن يقول
_"سأدخل (ميسا)"
اعتدلت بسرعة في قلق و نظرت للباب الذي تحرك مقبضه لينفتح ببطء ... عضت شفتيها بقوة ... لماذا لم تغلق الباب خلفها بالمزلاج؟ ... لو رأته أمها في غرفتها الآن لن يمر اليوم على خير أبداً ... ألم يكتف ذلك المتهور بما حدث؟ ... قبل أن تهتف به ألا يدخل كان قد فتح الباب و أطل وجهه الشاحب من خلفه يبحث عنها بقلق ... ضاعت كل أفكارها و هي تقف بتوتر أمام فراشها تبادله النظر ... ارتجف قلبها و هي تنظر نحوه بعينين عادت الدموع لتغشيهما لينعقد حاجباه و يقترب منها مستنداً لعكازه ، بوجه مطرق خجل من أن ينظر نحوها بعد ما تسبب فيه لها ، بينما قلبه يزداد اختناقاً بعد رؤيته لدموعها ... هو السبب يعرف هذا ، و لكنها يجب أن تعرف أنه ليس نادماً على ما حدث و لا على مواجهته لأمها ... يجب أن تعرف أنه لن يتخلى عنها أبداً مهما حدث و مهما حاولت أمها أن تبعده عنها ، كان يعرف أن هذه المواجهة مع (رجاء) آتية لامحالة .. لا بأس إن كانت حدثت أبكر مما توقع ، ربما هذا أفضل ... كل ما يهمه الآن هو (هاميس) فقط ... توقف أمامها و رفع عينيه لها يتأمل وجهها الباكي و قبل أن ينطق بحرف كانت هي قد رفعت كفها تمسح دموعها بقوة لتقول برجاء
_"(سيف) ... أرجوك ... وجودك هنا سيسبب المزيد من المشاكل ... غادر الآن ... أنا سأكون بخير"
تنفس بقوة دون أن يتحرك لتتابع بتوسل
_"أرجوك (سيف) ... لو رأتك أمي هنا قد تقتلك هذه المرة"
ابتسم في حنان و هو يقول
_"فداكِ حبيبتي"
احمر وجهها ليتابع بمزاح و هو يغمز بعينه
_"ثم إنها لن تكون المرة الأولى التي تراني فيها في غرفتك ... أتذكر أنها قد تعودت طردي من غرفتك كل صباح لأعود فأحتلها كل ليلة"
ازدادت حمرة وجهها لتهز رأسها بيأس منه و تقول و هي تنظر لأثر صفعة أمها على خده و قلبها يكاد يدفعها لترفع كفها فتمسح على خده في حنان تمحو عنه قسوة أمها
_"أرجوك (سيف) ... يكفي ما حدث قبل قليل ... أمي ستفتعل مشكلة أكبر لو أتت الآن و رأتك ... أرجوك من أجلي"
تأمل وجهها قبل أن يرفع كفه و يمسح دمعة سالت مع توسلها ليهمس
_"أردت فقط أن أطمئن عليكِ (ميسا)"
صمت لحظة و كفه يلامس خدها في حنان فابتعدت عنه بحرج ليقول بإبتسامة متفهمة
_"أنا آسف (ميسا) لما حدث قبل قليل ... لقد تسببت لكِ بمشكلة مع أمك ، لكن أنا لست نادماً حبيبتي ... آجلاً أم عاجلاً كانت ستعرف بحبي لكِ"
أطرقت و قلبها يرتجف ليتابع
_"كنت أنتظر بعض الوقت قبل أن أخبرك أنني قد تحدثت مع جدي بخصوصنا"
رفعت له عينين متسعتين في ذهول ليبتسم في حب بينما همست
_"(سيف) ... أنت .. هل .."
لم تعرف ماذا تقول و هي تحترق خجلاً من أن يكون جدها قد عرف فعلاً بالأمر ... اقترب هو مجيباً بحنان
_"لا تقلقي حبيبتي .. جدي ليس غاضباً منا ... ثم هل تصورتِ أنني قد أخجل من أن أحدثه بالأمر أو أخفي عنه رغبتي في أن تكوني لي .. أن تكوني حبيبتي و زوجتي"
همست بوجل و بصوت مرتجف
_"زوجتك!!"
ضحك على تعبيرات وجهها ليقول بحب
_"طبعاً زوجتي ... ماذا ستكونين غير ذلك؟ .. لماذا أنتِ مصدومة هكذا؟"
شعرت بخديها يشتعلان خجلاً ليقول بحاجبين معقودين ممثلاً التجهم
_"هل تتخيلين نفسك زوجة لشخص آخر مثلاً؟"
ارتجفت شفتاها و هي تهز رأسها نفياً بسرعة ليبتسم متابعاً بينما يقترب منها ببطء
_"لم أكن لأسمح لكِ بمجرد التخيل أصلاً (ميسا)"
نبض قلبها بعنف و تراجعت للخلف بتوتر مع اقترابه المتأني لتهمس بوجل و ساقيها تلامسان حافة سريرها فتقع جالسة فوقه
_"(سيف)"
مال نحو وجهها المرفوع نحوه تتطلع إليه بعينين متسعتين قلقاً منه و قلبها يزداد ارتجافاً بين ضلوعها و هو يميل ليهمس أمام شفتيها
_"أنت لي (ميسا) و لن أسمح لأي شخص أن يحلم مجرد حلم أن يأخذك مني ... ستكونين حبيبتي و زوجتي .. (ميسايّ) أنا"
ارتجفت شفتاها بقوة و هي تهمس اسمه مجدداً ليقول بحب دون أن يبتعد
_"قلب (سيف)"
همست بصعوبة
_"ابتعد"
امتلأت نظرته بالحنان و هو يتراجع ببطء لتتنهد بقوة قبل أن تقف بصعوبة في مواجهته ... وجهها مطرق و خداها أحمران من الخجل و من شئ من الغضب بدأ يتسلل إليها ... غضباً منه لتهوره و إندفاعه كأنه لا يبالي إن أتت أمها في أي لحظة لتراه فتُحدث مصيبة هذه المرة .. غضباً من نفسها لأنها رغم كل شئ تجد نفسها ضعيفة أمامه لا تستطيع لومه على أي شيء يفعله .. و شعور آخر بالخجل ربما أو بالغضب لأنه تحدث مع جدهما قبل أن يخبرها أو يأخذ رأيها ... كأن موافقتها أمر مسلم به ... لم تدر أنه كان يراقب تغيرات تعابيرها بتدقيق و شعور بقلق مبهم يتسلل لقلبه ليهمس
_"(ميسا) .. ما الأمر؟!"
رفعت له عينين حائرتين لتقول بتوتر
_"أنت كلمت جدي"
قطب حاجبيه و هو يقول
_"هذا سؤال أم تقرير؟ ... أخبرتك أنني تحدثت معه و أخبرته برغبتي في خطبتك ... أعرف أنكِ قد تفكرين أن الأمر مازال باكراً و لكنني .."
صمت لحظة و هو يتأملها
_"أنا أريد أن يعرف الجميع أنكِ لي (ميسا) ... لا أريد أن يفاجئني أحدهم بطلب يدك يوماً ما و يراه الجميع مناسباً ، بينما أنا أنتظر أن أنهي دراستي و أعمل حتى أكون جديراً بكِ"
أطرقت برأسها ليقول بينما قلقه يزداد
_"لماذا أشعر أنكِ غير راضية عما فعلت (هاميس)؟"
رفعت رأسها له عندما نطق اسمها ... تعرف متى يتوقف عن تدليلها و ينطق اسمها الكامل ... لم تعرف بماذا ترد .. هي تحبه جداً و الأكيد أنها حلمت دوماً أن تكون له .. لماذا ترتبك مشاعرها الآن .. هل هي غاضبة فقط لأنه تجاوزها و تحدث مع جدها بالأمر قبل أن يخبرها .. أم لأنها أدركت بعد ما فعلته أمها قبل قليل أن الأمر لن يكون بهذه البساطة ... أن أمها ستقف دوماً عقبة في طريق رغبتهما في أن يكملا حياتهما معاً ... تعرف أمها جيداً حين تكره أو تغضب من أحدهم أو حين يقف شخصٌ ما ضدها ... لقد رأت بنفسها كيف تتعامل بقسوة مع (وتين) فقط لأن (زياد) وقع في حبها ... هل يمكنها أن تُعرض (سيف) لمزيد من الأذى ... و هي التي تألمت لمجرد صفعة من أمها له هل ستحتمل أن تراه يتأذى أكثر ... تأملت القلق الظاهر على وجهه و هو يبحث عن سبب لترددها لتقول برجاء
_"ليس الأمر هكذا (سيف) ... أنت فاجئتني فقط .. لم أتوقع هذه الخطوة الآن"
و صمتت لحظة لتبتلع لعابها بصعوبة قبل أن تقول
_"أنت حتى لم تسألني رأيي قبل أن تقوم بخطوتك"
ابتسم بمرارة زادت ألمها و هو يقول بتهكم بينما يدرك ترددها نحو فكرة ارتباطهما
_"ظننت أن مشاعرنا واحدة (هاميس) ... ظننت أنكِ أيضاً تتلهفين لنكون معاً"
ثم اقترب منها مجدداً ليقول بتوجس
_"هل كنت واهماً (هاميس)؟ ... هل كنت أرسم قصوراً في الهواء؟ .. أخبريني"
توقف للحظة عن الكلام ليقول
_"صحيح أنكِ حتى الآن لم تعترفي بمشاعرك كما فعلت لكنها وصلتني كاملة (هاميس) .. شعرت بكل حبك و احساسك نحوي ... أم"
راقب ترقرق الدموع في عينيها و ضغطها على شفتيها بشدة ليتابع
_"أم أنني أخطأت الفهم؟"
صمتت مطرقة و دموعها تسيل بألم ليهز رأسه و يقول بهدوء
_"يبدو أنني أخطأت فعلاً .. ويبدو أن والدتك كانت محقة في النهاية "

صمت للحظة قبل أن يرفع رأسه يتأملها للحظة أخيرة قبل أن يقول بأسف مرير
_"أعتذر إذن على الفهم الخاطئ ... لا تقلقي سأصلح سوء الفهم و أخبر جدي أن ينسى الأمر فقد أخطأت حين تصورت أن فتى غر مثلي يستحق أن تقعي في حبه"
رفعت رأسها له بذعر و اتسعت عيناها و هي تراه يدير لها ظهره مغادراً غرفتها و نبض قلبها بقسوة يلومها بقوة ... لقد أغضبته ... لا .. بل هي جرحته بقسوة .. جعلته يعتقد أنها ترفضه .. لا تحبه .. راقبته يبتعد في صمت بخطواته البطيئة العرجة و اختنقت بأنفاسها و هي تراه يغادر و يتركها خلفه غارقة في ألمها و تخبطها ... سيغادر و يتركها .. هكذا ببساطة؟!
***********

may lu 02-12-16 02:01 AM

رفع (عاصي) وجهه ليبتعد قليلاً عن وجهها لمسافة تسمح له أن ينظر لجفنيها المغمضين كأنه يتوقع أو يرجوها أن تفتحهما في أي لحظة ... ابتلع لعابه و هو يدرك أنها لازالت غارقة هناك ترفض العودة ... تنهد بحرقة لتلامس أنفاسه شفتيها و قلبه لا يتوقف عن النبض بقوة تطعنه بقسوتها ليهمس مجدداً
_"توقفي عن الهرب (رهف) .. أعرف أنكِ تشعرين بي ... أعرف أنكِ تسمعينني فتوقفي عن الهرب بعيداً عني"
و رفع كفيه يغرس أصابعه في خصلاتها و هو يقترب أكثر هامساً بتوعد
_"سأقولها لكِ مرة أخيرة ... لن أسمح لكِ بالهرب بعيداً عني (رهف) ، هل تفهمين؟!"
أخذ نفساً عميقاً لتتغلغل رائحتها داخل صدره ممزوجة برائحة غرفة المشفى فتعيده رغماً عنه لذكريات حادثها الأول فيهز رأسه رافضاً تخيل أنها قد تغيب مجدداً لشهور كما فعلت أول مرة ... عاد يهمس
_"أنا عند وعدي (رهف) ... سأنتقم لكِ من ذلك الحقير فعودي لتشهدي انتقامي بنفسك"
ابتلع لعابه بصعوبة و غصبة رهيبة تقف في حلقه مع شعور ساحق بالكراهية و الغضب و رغبة جارفة في الإنتقام ليتنفس بقوة و هو يميل ليطبع قبلة طويلة فوق جبينها حملت كل حرقته قبل أن يعتدل و يلقي نظرة أخيرة على وجهها الساكن ليهمس لها
_"أنا أنتظرك (رهف) .. لا تتأخري"
وقف بصعوبة ملقياً نظرة أخيرة عليها قبل أن يغادر غرفتها و يغلق الباب خلفه بهدوء ... وقع ناظراه على (سلمى) التي جلست على أحد مقاعد الإنتظار المجاورة لغرفة (رهف) و تبكي في صمت منذ خرجت من غرفة ابنتها التي صممت على رؤيتها لتخرج بعد لحظات قليلة و هي تكاد تنهار ... تأملها بأسى و هو يتذكر ما حدث بعد رؤيته لصورة (سامر) ... كيف اندفع فجأة ينوي الخروج من المشفى و هو لا يرى أمامه سوى صورة (سامر) مغرقاً بدمائه التي سيسفكها هو بيده ... لم يوقفه سوى صوتها الباكي و هي تناديه ليتوقف و ينظر نحوها بعينين لا تريان من الغضب المجنون الهادر في أعماقه قبل أن يرتجف قلبه و هو يراها تكاد تسقط أرضاً ليندفع نحوها و يضمها لصدره بقوة لتبكي و هي تتوسله ألا يتركها هي و (رهف) ... كانتا في حاجته ... كيف يمكنه أن يتركهما وحدهما .. و (رهف) المعلقة بين الحياة و الموت كيف يتركها الآن ... على الأقل حتى يأتي (هشام) ... أغمض عينيه لتسقط دموعه و هو يشعر بالعجز الشديد بينما يضمها بقوة أكثر دافناً شهقاتها الباكية في صدره حتى وصل (هشام) مصعوقاً و هو يرى أمه المنهارة و (عاصي) الذي يضمها مواسياً ليقترب منهما مستفهماً بجزع عما أصاب (رهف) و قبل أن يخبره (عاصي) كان الطبيب يقترب منهم و على وجهه ملامح الأسف ليخبرهم بحالة (رهف) و كيف أن الصدمة النفسية التي تعرضت لها للتو دفعت بعقلها اللاواعي ليلجأ إلى حيلة دفاعية تمثلت في هربها إلى غيبوبة ... عالم بعيد في لاوعيها يحميها من صدمة الواقع القاسية و أن الأمر متوقف على إرادتها و رغبتها في العودة و أنها لابد أن تشعر بوجودهم و دعمهم لها للتمكن من العودة بسرعة .... أغمض عينيه بألم متذكراً إنهيار (سلمى) و فقدانها الوعي بعد كلمات الطبيب و إدراكها المرير أن ابنتها ستغيب عنها كما فعلت من قبل و ربما لا ترغب في العودة مجدداً .... عاد للواقع ليقترب منها و يجلس جوارها هامساً و هو يرفع ذراعه ليضمها له في حنان
_"لا تبكي أمي ... ستكون بخير"
انفجرت في البكاء و هي تدفن رأسها في صدره
_"لقد ذهبت من جديد يا (عاصي) ... لماذا يحدث لها هذا بني؟ ... لماذا صغيرتي؟"
ربت على رأسها قائلاً برجاء
_"إنه قدرها أمي ... أنتِ مؤمنة حبيبتي ... ثقي في رحمة الله و صدقيني (رهف) ستعود و ستكون بخير ... ستكون بخير أمي"
بكت و هي تهز رأسها و تهمس من بين دموعها
_"يا رب"
ضمها للحظات حتى تهدأ و قلبه يردد معها الدعاء ... لحظات و لمح (هشام) يقترب منهما بوجه مهموم بعد أن أنهى إجراءات دخول (رهف) للمشفى .. إزداد ألمه و هو يرى أمه منهارة من جديد فاقترب قائلاً
_"أمي ... ماذا أخبرتك قبل قليل؟ ... (رهف) تحتاج لقوتكِ و تماسككِ لتعود ... تحتاج لنمدها بقوتنا أمي فلا تجعليها تشعر بضعفك أرجوكِ"
أومأت برأسها و هي تعتدل لتمسح دموعها بكفها فرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه و هو يربت على كتفها متابعاً
_"هيا حبيبتي .. عودي للمنزل و ارتاحي"
رفعت رأسها بحدة لتقول برفض
_"لن أغادر و أترك ابنتي"
تنهد بيأس و هو يقول
_"أمي .. ماذا كنت أقول قبل لحظات؟ ... أرجوكِ انظري لنفسك تكادين تسقطين أرضاً من التعب"
هزت رأسها في عناد و رفض ليقول (عاصي) داعماً (هشام)
_"هيا أمي ... (هشام) مُحِق أنتِ تحتاجين للراحة و لا تقلقي على (رهف) ... (هشام) و أنا هنا ... لا داعي لقلقك حبيبتي"
نظرت له بتوسل ليقول و هو ينظر نحو (هشام)
_"أعدك أنني سأعود و آخذك بنفسك بعد أن ترتاحي قليلاً و ربما أقنعهم هنا بأن يسمحوا لكِ بالبقاء في غرفة مجاورة لها ليطمئن قلبك"
نظرت لـ(هشام) الذي ابتسم لها في حنان و هو يمد يده لها لتلتقط كفه و تنهض ببطء ليحتضنها بحب و مواساة و هو يهمس لها
_"لا تقلقي حبيبتي ... سنهتم بها حتى ترتاحي و تعودي لها و أنتِ أقوى ... تذكري أنها يجب أن تشعر بقوتك و أنتِ بجوارها"
أومأت بضعف و هي تستند إليه و تسير بجواره بخطوات بطيئة و رأس مطرق فتبادل نظرة مع (عاصي) و هو يومئ له برأسه ليهز (عاصي) رأسه متفهماً ... وقف مكانه يراقب رحيلهما الهادئ و قلبه يأن ألماً على (سلمى) قبل أن يعاود الجلوس من جديد و يدفن وجهه بين كفيه غارقاً في تفكيره ... ماذا بعد؟ ... لولا إحتياج (سلمى) و (رهف) لغادر بحثاً عن ذلك الحقير حتى يجده و لم يكن ليتركه حتى يجعله يتوسل الموت فلا يمنحه إياه ... تنفس بقوة و النار تعود لتشتعل بجنون داخله و الدم يرتفع إلى رأسه و عقله يستعيد مشهد إنهيار (رهف) الأخير ليردد بعنف من بين أسنانه
_"لن أرحمه ... لن أرحمه أبداً"
**********
قاد (هشام) سيارته بملامح لا تحمل العواصف التي تدور بعنف داخله ... ألقى نظرة على أمه التي مالت رأسها بعد أن غرقت في النوم متعبة من البكاء ... تأملها في حزن قبل أن ينظر أمامه متابعاً الطريق غارقاً في أفكاره ... يتذكر كيف اندفع بقلب واجف بعد اتصال (عاصي) يخبره بإنهيار (رهف) و وجودهم بالمشفى و كيف وصل بعد قيادة متهورة ليجد والدته المنهارة و (عاصي) بوجهه الشاحب و دموعه المكتومة يضمها مواسياً ... عاد ينظر إلى وجه (سلمى) و آثار دموعها التي لم تتوقف حتى غرقت في النوم و هو يستعيد إنهيارها بعدما أخبرهم الطبيب بغيبوبة (رهف) ... زفر بقوة و هو يضرب بقبضته مقود السيارة و الغضب يزداد داخله ... كيف حدث كل هذا؟ ... عاد يلوم نفسه لأنه لم يكن مع (رهف) عندما كانت في حاجته... حمداً لله أن (عاصي) كان هناك وقتها ... تنهد بقوة عندما وصل أخيراً للمنزل ليلتفت نحو أمه و يربت على خدها بحنان و هو يهمس
_"أمي ... لقد وصلنا ... هيا"
فتحت عينيها ببطء و تطلعت نحوه بتعب قبل أن تلتفت نحو البيت و الدموع تعاودها لتقول بألم
_"كيف سأدخله بدونها؟ .. مرة أخرى!! ... كيف أعيش هذا الألم من جديد(هشام)؟"
تنهد و هو يغمض عينيه بألم ليقول برجاء
_"حبيبتي ... أعرف أن الأمر صعب ، لكن الألم سيمر كم مر من قبل و (رهف) ستعود للبيت من جديد و ستنيره مرة أخرى"
و ربت على خدها مرة أخرى و هو يتابع
_"فقط تماسكي و كوني أقوى من أجلها ... من أجلنا جميعاً ، اتفقنا؟!"
أومأت برأسها ليبتسم لها بحب و يهبط ليفتح لها الباب و يساعدها لتغادر السيارة و يتجه بها نحو البيت و هو يحيط كتفيها بذراعه .... لم يتركها حتى نامت في فراشها و دثرها جيداً و هو يعدها أن يعود ليأخذها لترى (رهف) مرة أخرى بعد أن ترتاح ... جلس جوارها لبعض الوقت حتى غرقت في النوم من جديد ، فمسح على شعرها قبل أن يميل ليقبل جبينها في حب و ينهض ليغادر لاحقاً بـ(عاصي) الذي وعده أن يخبره بكل التفاصيل التي لم يستطع أن يخبره بها بعد أن انشغلا بإنهيار (سلمى) و اجراءات دخول شقيقته للمشفى ... يجب أن يعرف لماذا انهارت (رهف) بهذه الطريقة التي أصابتها بصدمة و جعلتها ترغب فى الهرب بعيداً عن الواقع ... قلبه يشعر أن ما سيخبره به (عاصي) لن يكون جيداً أبداً و ربما سيقلب حياتهم كلها ... رنين هاتفه أنقذه من أفكاره القلقة ليلتقطه مجيباً بسرعة بعد أن رأى اسم المتصل ليقول بصوت حمل كل قلقه
_"مرحباً (سيلين) ... كيف الحال؟"
جاوبه الصمت على الطرف الآخر رغم سماعه لأنفاسها ليأتيه صوتها بعد لحظة قائلة بصوت مستفهم حمل قلقها
_"(هشام) .. أنت بخير؟ ... لماذا يرتجف صوتك هكذا؟"
ضغط على شفتيه بقوة و الألم يزداد في صدره لتهتف هي و القلق ينهش قلبها بقوة
_"(هشام) ... كل شيء بخير عندك؟ .. أخبرني ما الأمر"
تنفس بقوة قبل أن يقول بصوت متألم
_"إنها (رهف) ... ليست بخير أبداً (سيلين)"
ران الصمت للحظات بعد كلماته ليأتيه صوتها الحازم
_"سأعود على أول طائرة (هشام) .. لن أتأخر"
و بكل عمليتها الشهيرة و قبل أن يعترض كان قد ودعته بهدوء بعد أن طلبت منه أن يهتم بنفسه و بـ(سلمى) حتى تعود
**********

may lu 02-12-16 02:15 AM

أغلق (سامر) الهاتف مع شقيقه الذي أكد عليه أن يهتم بأمور الشركة التي أسساها حديثاً بعد عودتهما للوطن كخطوة أولى لإنتقامهما ، حتى يعود ليتولى الأمور بنفسه خلال بضع أيام ... قطب حاجبيه بحيرة و هو يفكر فيما أخبره به شقيقه ... (عماد) مسافر لفرنسا غداً ... لماذا؟! ... ما الذي يخطط له (عماد) بالضبط و لماذا فرنسا؟ ... لا يعتقد أن لسفره علاقة بالعمل أبداً كما أخبره ... (عماد) يخفي عنه شيئاً مهماً ... زفر بضيق و هو يلقي بجسده على الفراش ... و ماذا يتوقع من (عماد) الغامض و الكتوم دوماً ... (عماد) يُفضل الاحتفاظ بالأسرار لنفسه و لا يبلغه إلا بما يرى أنه يحتاج لمعرفته ... عاد يزفر بقوة و هو يفكر ... حسناً ربما عليه أن يكون مُنصفاً فيقول أن (عماد) صار أسوأ بعد خروجه عن الخطة قبل أشهر حين تصرف من نفسه و أدخل (رهف رضوان) في لعبة الإنتقام ... تمدد على فراشه و ثنى أحد ذراعيه على الوسادة ليسند رأسه عليه و هو يعود بذاكرته لعام مضى حين قرر أن يدخل (رهف) في اللعبة ... (عماد) يعتقد أنه تصرف بتهور و بتخطيطه هو ، لكنه لا يعرف أن قرار الإنتقام منها لم يكن قراره وحده و أنه لم يتصرف أبداً من تلقاء نفسه ... تنهد بقوة .. هو لا يعرف حتى لماذا استثناها (عماد) من انتقامهم ... أليست ابنة (فاروق رضوان)؟ .. ابنة الرجل الذي تسبب في إيذائهم و ابتعادهم عن وطنهم لسنوات ... تذكر والده لينبض قلبه حقداً و كراهية و هو يتذكر ما فعله (فاروق) .. ليس هو وحده بل ما ارتكبه البقية في حق أبيه و في حقهم جميعاً .. لقد عانوا بسببهم لسنوات ... لا .. ليس منطقياً أن يُستثنى أي شخص ... (رهف) ابنة (فاروق) و كان عليها أن تدفع ثمن ما فعله والدها ... (عماد) الذي قضى سنوات مراهقته و شبابه يرسم خطة عودتهم و انتقامهم استثناها بكل بساطة و لا يدري السبب حتى اللحظة لكنه ليس غبياً أو مثالياً كشقيقه الأكبر ليخرج أحدهم من حساباته و لأي سبب ... (عماد) يتهمه أن خروجه عن الخطة المرسومة سيفسد الأمور ، لكن لا .. ما يحدث هو الصحيح و ما يجب أن يحدث فعلاً ... لن يفلت أحدهم من العقاب حتى و لو كان بريئاً مما جرى ... يكفي أنهم يحملون دم من أخطأ ... (رهف) كانت تحمل دم (فاروق) هذا سبب أول ... و الثاني أنها كانت تُهِم (عاصي رضوان) ... مراقبتهم لسنوات جعلته يدرك هذا ليجعلها هدفه في الوقت الذي انشغل (عماد) بتهديد أعمال والدها مرات و مرات حتى تسبب في إنهيار شركته و موته في النهاية ... عرف كم هي مهمة لـ(عاصي) و ماذا تُمثل له و كم سيُمزقه ما سيفعل بها ... ما أصابها كان ضربة قاصمة له ... ما فعله بها كان موجهاً له في المُقام الأول ... كان ليكسره هو .. عندما تنكسر و تتحطم هي هو سيلحق بها ... كانت خطوة أولى في انتقامهم منه هو شخصياً ... أغمض عينيه يتذكر كيف دخل حياة (رهف) و كيف استغل تخبط حياتها و مشاعرها وقتها ليتسلل إليها .. كيف خدعها و استغل براءتها و سذاجتها ، كيف استدرجها ليُكمل إنتقامه ... عادت صرخاتها تلك الليلة تتردد في عقله ... فتح عينيه يتطلع ليديه .. عادت الصور لمخيلته كأنها حدثت البارحة .. يكاد يراها أمام عينيه و يشعر بلمسات يديه لجسدها دون رحمة أو شفقة بينما تقاومه بجنون لا نهائي رغم جسدها الرقيق مقارنة بجسده القوي الذي كان يجهض كل مقاومتها و ركلاتها التي كانت تضعف مع الوقت ... توسلاتها و أنينها تردد في عقله دون هوادة ليغمض عينيه لترتسم صورتها أوضح ... صراخها باسم (عاصي) مراراً و تكراراً مزق حاجز سيطرته على وحش الكراهية و الغضب في أعماقه لينطلق من عقاله لينهشها دون أي رحمة ... و مع كل مرة كانت تصرخ فيها باسم (عاصي) تتوسله أن يأتي لينقذها كان هو يزداد وحشية في انتهاكه لجسدها و براءتها ... أنفاسه اختنقت في صدره لينتفض في فراشه قبل أن يتنفس بقوة و صدره يهبط و يصعد بجنون بينما يرفع يديه أمام وجهه .. أجل .. بهاتين اليدين مزقها و انتهكها .. لا يتذكر كم صفعة وجهها إليها و هو يخبرها أن الأوان قد فات و أن ملاكها الحارس لن يأتي أبداً ... لن ينقذها منه و لن يصل إليها ... و لم يصل (عاصي) أبداً ... نهض من فراشه ليتحرك في الغرفة بجنون ... لا يشعر بأي شفقة ... لا .. ما حدث كان يجب أن يحدث ... (رهف) كان يجب أن تموت لتكسرهم جميعاً ... خسارة الأموال و الشركة لم تكن لتكسرهم كما فعلت بهم صدمتهم بمصيبة (رهف) ... لن يشعر بشفقة أبداً .. أجل لم يخطط للحادث الذي أصابها بعد ذلك و جعلها تفقد قدرتها على المشي ، لكنه كسرها أكثر و كسرهم معها ... لمعت عيناه بكراهية و هو يردد بينما يهز رأسه ينفي أي فكرة للشفقة أو لتأنيب الضمير أن تتسلل لقلبه ... لا رحمة أبداً ... منذ متى كان في الانتقام رحمة؟ .. توقفت خطواته المتوترة عندما ارتفع رنين هاتفه برنة مميزة ليلتقطه بسرعة و يجيب بهدوء مسيطراً على أفكاره
_"مرحباً أمي"
أتاه صوتها الهادئ ذو النبرة المتسلطة القوية و هي تقول
_"هل نفذت ما أمرتك به (سامر)؟"
عاد التوتر إليه و هو يتذكر ما أمرته به قبل سفره ليقول
_"ليس بعد أمي"
صمتت للحظة أصابته بالقلق من رد فعلها حتى أتاه صوتها محملاً بغضب مكتوم
_"(سامر) ... لن أكرر الأمر ... أريد نتائج في أسرع وقت"
ردد بقلق
_"و لكن أمي .. إن (عماد) ليس .."
قاطعته بغضب
_"لا تهتم لأوامر (عماد) ... لن أسمح له بإفساد الأمر بتدخلاته .. ستنفذ ما أمرتك به (سامر) كما وعدتني .. أمر (راندا هاشمي) يجب أن ينتهي كما أمرتك و لا تهتم لغضب (عماد) سأتكفل به"
جلس على حافة فراشه و هو يقطب حاجبيه بقوة بينما ضيق شديد لا يعرف سببه يكتم على صدره و صوتها يأتيه آمراً
_"علاقتك بـ(راندا) ستستمر كما خططنا حتى النهاية التي أريدها ، هل تفهم؟"
زفر بضيق ليرد و هو يمرر أصابعه في شعره بتوتر
_"حسناً أمي ... كما تريدين"
سمعها تأخذ نفساً و تطلقه بارتياح لتقول بعدها
_"جيد بني أنا أعتمد عليك فلا تخيب ظني بك"
تنفس عميقاً ليقول
_"حسناً"
سمعها تودعه و تغلق الهاتف ليلقي بالهاتف جواره و عقله يشرد إليها ... (راندا) ... هدف الإنتقام التالي ... صورتها احتلت عقله بينما قلبه يسأله بحيرة ... هل سيستطيع فعلها حقاً هذه المرة؟!
************
انتهى الجزء الأول و يليه الجزء الثاني غداً بإذن الله

may lu 02-12-16 02:27 AM

أعتذر جداً عن التأخير في نزول الفصل ... كنت ناوية أكتب فصل طويل جداً كتعويض لكن انقطعت الكهربا اليوم لفترة طويلة و خربت خططي و عطلتني كتير و تسببت في تأخيري :tears: .. إن شاء الله بقية الفصل هتنزل بكرة و تبقى مُرضية للجميع
قراءة ممتعة و إن شاء الله الفصل يعجكم
أرق تحياتي للجميع :amwa7:

rontii 02-12-16 11:55 PM

ﻻﻻﻻﻻ متقوليش ان سيف هي جع في كلامه و انه فهم ان ميسا مش بتحبه
ﻻﻻﻻﻻﻻﻻ يا مي ارجوكي كفاية شر رجاء و بنت اختها و رويدا
صحيح سؤال هي ام سامر تقرب لرجاء تحسي نفس الحينات الوراثية القذرة مشتركة بينهم
سامر و امه بيخطوطو لمصيبة تخص راندا بس اعتقد ان الخطة مش اغتصابها علي قد ماهو استدراج بكامل ارادتها
المهم ان هشام و عاصي عارفين ان سامر وري النصيبة بتاهه رهف
هل هيقدروا يحمو رهف و راندا و ينتقمو
عماد بفرنسا ليه عشان سيلين اللي هي راحعه بطيارة انهاردة يعني هو يوصل هي تخلع
الاحداث قوية و ربنا يستر من تعقد الامور
بانتظارك بالفصل الجديد

ميار111 02-12-16 11:58 PM

فصل رائعرجدا. ..
سامرررر ليه كذا ياسامر و الله قلبي وجعني ع رهف ما كنت متوقعه ابدا ان هذا الي حصل لها كمان كنت متأمله شويه طيبه في سامر حاسه انه طيب لكن الانتقام يغذيه و كمان امه مو مقصره ابدا بدل ماتقول لاولدها خليكم جنبي تقوم تعطيهم الخطط يا نهار ابيض .... سامر احساسي يقول انه معجب فيه راندا ....
عاصي اهى اهئ ربنا يكون في عونك ....
هشام و عماد مادري مين ابوه الظالم و مين المظلوم احس انها مؤامره انلعبت زين عليهم ... سيلين الى متى ... ربي يكون في عونك مالومك ابدا ع عمليتك الي شفتيه بحياتك مو قليل ...
سيف انت سكر و الله ياكذا الحب يا بلاء ...
ميسا متك لله يابعيده ماقدرتي تقولي كلمه زين و كله خوف ع سيف من أمك ...... رجاء لا تعليق ناس مريضه

ياسمين نور 03-12-16 01:12 AM

الرواية متميزة للغاية
التطور والتناول لكل شخصية يتم بطريقة مبدعة
ظهرت كثير من الحقائق

(رويدا )
تسعى بكل الطرق للوصول لقلب سالم ولا يهم الطريقة
هل سيستسلم سالم لهذه التمثيلية هل ستتمكن من السيطرة عليه
أم شخصيته الصارمة ستكشف اللعبة ولن يقع فريسة لها

( سامر )
من الواضح أن أمه من تخطط وهو يقوم بالتنفيذ
في البداية رهف والآن راندا
انتقام حقير من يتخذ من عرض النساء هدفا
يا ترى ماذا حدث في الماضي لتكون هذه العداوة الخطيرة
هل يمكن ان يظهر لهذا السامر قلب
ولكن بعد جريمته في حق رهف لا مجال مع التعاطف معه
هناك جرام لا يوجد معها غفران

(عماد )
بالرغم من التخطيط للانتقام الذي يسيطر عليه إلا أنه يحاول أن يكون نزيها وهو ينتقم
الانتقام في مجال العمل فقط
هو غضب من أخيه لما فعله وطلب منه التراجع عن علاقته براندا
ماذا يريد عماد بالفعل ولماذا يريد ترك الباب مواربا
أم أن شخصيته تحمل جزء خير لا يريد له التلوث

(هشام )
يا ترى ماذا سيكون رد فعل فعله حين يعلم أن سامر هو المجرم في حق أخته أعتقد أن الحساب سيكون عسيرا
وخاصة مع ما يخطط له لراندا
أعتقد أنه سيتمنى أي مكان ليختبأ فيه من عاصي وهشام معا

(عاصي )
هو المعني بالانتقام لماذا ؟
ما الذي يربط عاصي أو يربط والدبه بسامر ووالده
أعتقد ان الماضي هو ما يحرك الأحداث حتى الآن

(سيف )
هل سيبتعد حقا عن ميسا
هل سيتنازل عن حبه هل سيصدق ترددها

(زياد )
معجبة جديدة تظهر
هل سيكون هناك استغلال لوجودها من قبل أمه

( رجاء )
نعمة شاذة في عائلة متماسكة أرجو أن تكون نهايتها قريبة وعادلة لكل أفعالها السيئة
بجدارة هي شريرة الرواية
بالتوفيق دائما
دمتي بخير

may lu 03-12-16 01:44 AM

الفصل الرابع و العشرون (الجزء الثاني)

وقفت (هاميس) شاحبة الوجه متسعة العينين تتطلع إلى (سيف) الذي أعطاها ظهره مغادراً غرفتها ... انقبض قلبها بألم و سالت دموعها على خديها حارة .. سيغادر ... هكذا فقط و دون كلمة ... دون أن يحاول حتى أن يفهم سبب خوفها و ترددها ... دون أن يحاول أن يسمع دفاعها حتى و يمحو مخاوفها و قلقها و يؤكد لها أن كل ما تفكر فيه مجرد أوهام و أن حبهما أقوى من كل شيء ... ها هو يغادر مجروحاً يعتقد أنه لا يستحق أن تحبه ... من يستحق قلبها إن كان هو لا يفعل .. انحبست أنفاسها و قلبها نبض بألم أشد لتندفع خلفه دون تفكير و قبل أن يصل لباب الغرفة كانت هي قد اندفعت لتحتضنه و تلف ذراعيها الرقيقين حول خصره و هي تستند برأسها إلى ظهره و تنفجر في البكاء و هي تهتف من بين دموعها
_"لا (سيف) ... .. توقف ... لا تذهب أرجوك"
تجمد في مكانه و هو يشعر بها تضم نفسها بقوة لظهره تتشبث به كطفلة صغيرة خاصة مع قصر قامتها بالنسبة لطوله و توقف قلبه للحظة بين ضلوعه لينتفض بعدها بنبضات متسارعة و هو يسمعها تتابع ببكاء و حرقة
_"أنا أحبك (سيف) ... أحبك كثيراً (سيف) ... أقسم بالله أنا أحبك .. صدقني"
لم ينطق بحرف و ابتسامة حانية صغيرة لمعت في عينيه قبل أن ترتسم على شفتيه و قاوم بشدة أن يلتفت ليحتضنها و يمسح دموعها و يخبرها أنه لا يحبها فقط .. بل هو عاشق .. متيمٌ هو بها منذ كان طفلاً صغيراً يتبعها في كل مكان ... كلمات الحب في العالم كله لا يمكنها أن تعبر عن شعوره نحوها كما يستحق ، اكتفى بالصمت و قلبه الذي كان مشتاقاً لسنين أن يسمع اعترافها بحبه ارتجف بقوة يتشبع بكل كلمة تقولها بينما تهتف بتوسل
_"أنا أحبك (سيف) و لا يمكنني تصور حياتي بدونك ... تقول أنك لا تستحق حبي ، فمن غيرك يستحق يا (سيف)"
بكت للحظات قبل أن تتابع
_"أنت لست فتى غر (سيف) ... لست كذلك أبداً .. أنت رجلي (سيف) ... أنت أكثر نضجاً من أي شاب آخر قابلته ... أنت حبيبي (سيف) ... الوحيد الذي أحببته و سأظل أحبه للأبد ... الوحيد الذي يستحق قلبي"
أغمض عينيه بينما الإبتسامة تتسع على شفتيه و راحة غامرة ممزوجة بالسعادة تغمر قلبه ، قبل أن يحرك يده ليربت على يدها كانت تهمس في لوم
_"أحبك يا (سيف) ، لكنك أنت من لم تثق بي و لا بحبي ... بمنتهى السهولة تتركني و تغادر ... دون لحظة تفكير أو دفاع عن حبك لي تتخلى عني بمنتهى البساطة ... تقول أنك تحبني أيها الكاذب و ها أنتذا مع أول خطأ تتركني .. أين حبك الذي كنت تتشدق به قبل لحظات أيها الأحمق المخادع؟"
ابتسم بشدة و هو يسمع نبرتها تتغير إلى الإتهام قبل أن تهتف
_"اذهب هيا كما أردت ، أنا لن أمنعك ... هيا ، ما الذي يوقفك؟!"
رد ببرود مفتعل و هو يحاول السيطرة على رغبته في الضحك
_"أنتِ تتمسكين بي ... لا أستطيع الحركة"
سمع شهقتها الضعيفة فضغط على شفتيه بقوة ليمنع ضحكته و هي تهتف بينما تلتف ذراعاها أكثر حول وسطه
_"و هل أنا حمقاء لأتمسك بك؟ .. لماذا أتمسك بشخص لا يحبني و تخلى عني بكل سهولة؟ ... لقد ظهرت على حقيقتك أخيراً أيها المُدعي"
شعرت بجسده يهتز لتتوقف دموعها و ترفع رأسها عن ظهره و حاجباها ينعقدان و هي تدرك أنه يحاول كتم ضحكاته لتهتف فيه
_"أنت تضحك؟"
انفجر في الضحك بقوة ليسمعها تشهق و هي تحل ذراعيها لتبتعد عنه و هي تتابع
_"هل تسخر مني؟"
التفت نحوها و هو مازال مستمراً في الضحك لتزم شفتيها بغضب و هي تتطلع في وجهه و خطت مبتعدة عنه لكنه مد ذراعه السليمة بسرعة يشدها إليه و يمنعها الإبتعاد بينما يحاول التوقف عن الضحك بينما يقول
_"أين تذهبين أيتها الجبانة؟ ... ما صدقت أنكِ تخليتِ عن جبنك و اعترفتِ أخيراً"
حدقت في وجهه الذي يدعي البراءة للحظات قبل أن تهتف بإنفعال
_"هل ... هل كنت تخدعني كل هذا الوقت؟ ... كنت تمثل؟ .. أيها الأحمق"
دفعته في صدره لتبتعد في غضب لكنه زاد من تمسكه بها و هو يضحك مجيباً
_"أنتِ هي الحمقاء حبيبتي ... هل تتخيلين للحظة أنني قد أسمح لكِ أن تبتعدي عني أو أنني قد أتركك لثانية؟ ... هل أنا مجنون لأفعل؟"
و صمت للحظة مبتسماً و هو يراها تزم شفتيها بطفولية
_"أنا أحبك يا حمقاء و أعرف أنكِ أيضاُ تحبينني ... حتى لو راودتك بعض المخاوف أو القلق أو حتى الشكوك ... هل تتصورين أنني سأتخلى عنكِ .. عن روحي و قلبي (ميسا)؟! .. كيف أحيا دونهما إذن؟ ... أنتِ جزء مني (ميسا) .. لا بل أنتِ كياني كله"
صمت لحظة و هو يناظرها في حب قبل أن يرفع كفه و يبعد خصلات شعرها خلف أذنها و يهمس
_"أنتِ قلقة حبيبتي ، صحيح؟ ... تخافين من الخطوة القادمة .. هل تعتقدين أنني لست جديراً بإسعادك أو الوقوف في وجه مخاوفك؟"
هزت رأسها نفياً و عيناها تغرقان في عينيه الحانيتين ليتابع بحب و كفه تعانق خدها
_"لا شيء أبداً سيجعلني أتخلى عنكِ (ميسا) أو عن حلمي في أن تكوني لي ... مهما كانت مخاوفك اتركيها عليّ و ثقي بي .. أنا قادر على هزيمتها كلها حبيبتي"
سالت دموعها و هي تهمس بألم
_"أمي يا (سيف) .. لن ترضى عن حبنا أبداً"
و رفعت كفها تلامس مكان الصفعة على خده و هي تتابع بألم
_"لن أحتمل أبداً أن تتعرض للأذى مرة أخرى بسببي كما حدث اليوم ... لا تعرف كيف شعرت لحظتها"
ابتسم بحب و مال ليسند جبينه لجبينها و هو يهمس
_"فداكِ حبيبتي ... والدتك غضبت من تصرفي و لا يمكنني أن ألومها ... و هي مهما طال الوقت ستدرك في النهاية أن حبي لكِ أقوى من أي شيء و أن لا أحد أبداً قادر على إسعادك و العناية بكِ مثلي ... يوماً ما ستتخلى عن كراهيتها و عنادها و ستعترف بحبنا .. ثقي بكلامي"
لمع الشك واضحاً في عينيها فتنهد مفكراً أنها مُحقة في شكوكها .. يعرف أن معركته مع (رجاء) ستكون صعبة و طويلة و أنها لن تخلى عن كراهيتها له بسهولة و ربما لا تفعل أبداً ... حسناً ... نفسه طويل جداً و رغم كل شيء هو هاشمي و لا يستسلم بسهولة و الأهم أنه مثلهم لا يقبل بالهزيمة أبداً في معاركه ... ران الصمت عليهما للحظات حتى همست هي
_"إذن ماذا قال جدي عندما أخبرته؟"
زفر بألم مفتعل
_"لقد غضب و رفض الأمر كُلياً"
شهقت و هي ترمقه بذهول ليضحك فتقطب هي حاجبيها في ضيق ليتابع
_"يا حمقاء ماذا قلت قبل قليل؟ ... ألم أخبرك أنه ليس غاضباً منا ... ثم إننا نتحدث عن (رفعت هاشمي) العاشق المُخضرم ، هل يمكن أن يلوم أحفاده لأنهم يسيرون على خطاه بإمتياز؟"
ابتسمت في حنان لكلامه عن جدهما ليتابع بسعادة ضاحكاً
_"لو ترين كيف كان سعيداً و أنا أخبره ... لقد أخبرني أنه كان يعرف بالأمر و لو كنا تأخرنا و لم نقم بهذه الخطوة في أقرب وقت لكان استبقنا هو إليها"
بادلته الضحك للحظة قبل أن تنظر لعينيه بحب و تهمس بصوت متهدج
_"(سيف)"
بادلها همساً مماثلاً
_"قلب (سيف)"
لمعت عيناها بمشاغبة لتقول ضاحكة و هي تدفع صدره
_"ابتعد"
نظر لها بذهول مفتعل قبل أن يهتف معترضاً
_"أنتِ تغشين"
ضحكت و هي تدفعه برفق
_"تلميذتك يا أستاذي ... هيا غادر قبل أن تأتي أمي و تقتلك فعلاً هذه المرة"
تأوه بتمثيل و هو يرفض التحرك إنشاً و رغبته في مشاكستها تزداد ليميل عليها كأنه يريد تقبيلها و استمتع برؤية عينيها اللتين اتسعتا في جزع بينما يهمس
_"ادفعي المقابل أولاً كما أخبرتك"
_"(سيف)"
ضحك لتضربه و هي تهتف
_"أيها الأحمق .. لن تتغير أبداً"
و عادت تدفعه
_"هيا ... هيا .. غادر و إلا لن أنتظر أمي و سأقتلك بنفسي"
وضع كفه على قلبه متأوهاً بتمثيل
_"أوه ... أنتِ قتلتني مسبقاً حبيبتي ، ليس عدلاً أن تقتلينني مرتين"
احمر وجهها ليبتسم لها في حب قبل أن يتحرك في خطوات بطيئة نحو باب الغرفة و التفت لها مرة أخيرة قبل أن يغادر ليهمس و هو يغمز لها بعينه
_"أحبك أميرتي المعاقبَة"
راقبته و هو يغادر مغلقاً الباب خلفه لتتحرك و على شفتيها إبتسامة سعيدة لتغلق الباب بالمزلاج و تستند عليه لتهمس بحب و سعادة
_"و أنا أحبك (سيف) .. أحبك يا أميري المشاغب"
***********

may lu 03-12-16 02:01 AM

تحرك (عاصي) بخطوات رتيبة في الرواق أمام غرفة (رهف) في إنتظار خروج (هشام) الذي أخبره أنه سيطمئن عليها أولاً قبل أن يغادر معه لمكان هادئ ليعرف منه تفاصيل ما حدث ... تنهد بقوة و هو يحاول السيطرة على جنون مشاعره ليرتب أفكاره ... لا يريد أن يتخيل كيف ستكون ردة فعل (هشام) عندما يعرف .. رغم أنه يريد أن ينفجر بشدة لكنه داخله يدعو أن يكون (هشام) أكثر حكمة منه ليوجهه للطريق الصحيح ، انتبه لصوت الباب يفتح ليلتفت نحو (هشام) الذي غادر الغرفة بملامح مبهمة ، لكنّ عينيه حملتا كل غضبه و ألمه بعد رؤيته (رهف) ... مرر أصابعه في شعره بتوتر أكبر ليقترب منه قائلاً
_"أنت بخير (هشام)؟"
نظر نحوه بمرارة و هو يجيب
_"ماذا تعتقد (عاصي)؟ ... شقيقتي الصغيرة وصلت لهذه الحالة و أنا لم أكن موجوداً حتى عندما احتاجتني ... هل رأيت حالتها (عاصي)؟ ... صغيرتي المسكينة لا تستجيب أبداً"
اقترب (عاصي) ليربت على كتفه برفق
_"ستكون بخير (هشام)"
زفر بقوة لينظر له قائلاً
_"ما الذي حدث بالضبط (عاصي)؟ ... ما الذي جعلها تنهار بهذه الطريقة؟"
تطلع (عاصي) للمكان من حوله قبل أن يقول
_"لنذهب لنتحدث في مكان آخر و سأخبرك بكل شيء"
ألقى (هشام) نظرة نحو باب غرفة شقيقته قبل أن يرافق (عاصي) إلى الخارج حتى سيارته ...
**********
ران الصمت عليهما للحظات لا يقطعه سوى صوت أنفاس (هشام) التي تصاعدت بغضب و هو يمسك في كفه صورة (سامر) يتطلع للعينين المقابلتين المطلتين منها بكراهية شديدة ... احترم (عاصي) صمت (هشام) فهو أكثر من يعرف كيف يشعر الآن ... انقبضت كف (هشام) على الصورة بقوة بينما نيران الغضب تشتعل بجنون في عينيه و هو يضغط على أسنانه بقوة قبل أن يلتفت نحو (عاصي) هاتفاُ بغضب شديد رغم يقينه من الأمر
_"أنت متأكد (عاصي)؟!"
ضغط على شفتيه بقوة و هو يحاول التحكم في إنفعاله هو الآخر و هو يرد
_"لا تفسير آخر (هشام) ... لماذا ستنهار بهذه الطريقة عندما ترى صورته ... هذه الصورة انتزعتها من كفها ، كانت تقبض عليها بقوة"
و صمت لحظة قبل أن يقول
_"من أين لها أن تعرف شكل (سامر) الذي لم نكن نعرف عنه أي شيء حتى وقت قريب ... كنا نشك في أن عائلة اليزيدي لها علاقة بما حدث لـ(رهف) و الآن لدينا الدليل (هشام)"
تأمل ملامح (هشام) التي ازداد الغضب فيها ليقول بغضب مكبوت
_"لولا حاجة أمي و (رهف) لي ، لكنت الآن قد عثرت عليه و قتلته بيديّ هاتين بعد أن أجعله يتوسل الموت"
صمت (هشام) للحظات مفكراً قبل أن يقول بهدوء رغم البراكين التي تثور داخله بجنون
_"جيد أنك لم تتهور (عاصي)"
نظر له بضيق متسائل ليتابع من تحت أسنانه
_"يبدو أننا استهنا بهم (عاصي) ... لو فكرنا جيداً في كل ما حدث .. من قبل حتى وفاة أبي و حتى ما حدث لـ(رهف) .. لو ربطت كل ما عرفته عنهم و ما اكتشفته حديثاً - رغم قلة معلوماتي -عن ماضي تلك العائلة و علاقة (عزت اليزيدي) بأبي كل هذا يصل بي إلى فكرة واحدة شككت بها من قبل ... أن كل ما فعلوه حتى اللحظة لم يكن مجرد منافسة عمل .. و الآن أنا واثق أن ما حدث لم يكن تخطيطاً عبثياً ... كل خطوة قاموا بها من الواضح أنهم قد خططوا لها جيداً ... ما حدث لأبي و لـ(رهف) كان انتقاماً لا أعرف سببه حتى اللحظة"
اذدرد (عاصي) لعابه و هو يتطلع له بتوجس ليكمل بكراهية
_"(عماد) و (سامر اليزيدي) لم يعودا بعد كل سنوات الغربة هذه سوى لهدف واحد .. الإنتقام ... أنا واثق من أنهما قد خططا لوقت طويل جداً ... هذان الاثنان .. من الواضح أنهما ليس سهلين أبداً (عاصي) ... أعرف ما تشعر به الآن (عاصي) و أنا أتلهف أكثر منك لأسحق ذلك الحقير و شقيقه بيديّ هاتين لكن .."
صمت لحظة قبل أن يتابع بحسم و قسوة
_"هذه اللعبة التي بدآها هما ، نحن من سينهيها .. و النار التي أشعلوها لتحرقنا .. سأجعلهما يحترقان فيها دون أدنى رحمة ... لن أرحمهما أبداً (عاصي) أقسم بهذا ، لكن نحتاج الآن لنفكر بهدوء شديد ... نحتاج لنخطط جيداً مثلما فعلا ... يجب أن نعرف كل شيء عنهما لنعرف كيف سنرد لهما الصاع صاعين"
تنفس (عاصي) بقوة قبل أن يومئ برأسه موافقاً و هو يقول
_"أنت مُحق (هشام) ، رغم أنني سأموت قهراً حتى أحصل على إنتقامي .. لكن لا بأس سأصبر حتى أضع يدي على ذلك الحقير"
ربت (هشام) على كتفه قائلاً
_"جيد .. لا نحتاج للتهور أبداً .. الأيام القادمة ستحمل لنا الكثير (عاصي) و يجب أن نستعد جيداً"
أومأ له موافقاً فتابع (هشام)
_"سننتظر (سيلين) .. لقد أخبرتني أنها ستعود على أول طائرة"
عقد (عاصي) حاجبيه في حيرة و هو يسأل
_"و ما شأن (سيلين) بالأمر؟ .. أنا لا أفهم"
تنهد بقوة مجيباً
_"لديها ثأر خاص مع عائلة (اليزيدي)"
زادت الحيرة في نظرات (عاصي) ليتابع
_"سأخبرك بالتفاصيل لاحقاً (عاصي) .. ما تحتاج معرفته الآن هو أن وجود (سيلين) ضروري .. وجودها سيساعدنا كثيراً ... الآن ما ستفعله هو أن تتصل بذلك المحقق ... أريد أن أعد عليهما أنفاسهما و أعرف عنهما كل شيء .. كل شيء (عاصي) .. منذ ولِدا و حتى اللحظة .. و أنا من جهتي سأبحث أكثر عن ما حدث بين والدهما و بين أبي في الماضي .. ربما عائلة (هاشمي) لديها خيط عن ذلك الماضي فأمي قالت أن .."
صمت فجأة لينظر له (عاصي) بدهشة بينما عقد (هشام) حاجبيه في شدة و خاطر مزعج صفع عقله و قلبه فجأة ... (سامر) و (راندا هاشمي) ... انقبض قلبه بقوة ... كيف غاب عن ذهنه .. كيف غفل عن الأمر ... هل هي مجرد صدفة؟ ... شخص مثل (سامر) يمكنه أن يرتكب فعلاً حقيراً كهذا لا يمكنه أن يكون صادقاً أو مخلصاً أبداً ... شخص مثله لا يملك قلباً من الأساس ... كان مُحقاً عندما شعر بخطره و حقارته ... السؤال الحقيقي الآن هو هل هو يعبث بمشاعر (راندا) فقط أم أن ... نبض قلبه بخوف شديد .. ذلك الماضي الغامض ... مخطط الإنتقام ذاك ... هل يشمل عائلة (هاشمي) أيضاً؟ ... تنفس بقوة .. يا إلهي .. لا ... يالله فليكن مخطئاً ... فلو صح ظنه فهذا يعني ... يعني أن وجود (سامر) في حياتها ليس صدفة أبداً ... و ليس لمجرد العبث .. هذا يعني أن (راندا) أيضاً في خطر .. تماماً كما كانت (رهف) من قبل .. لمعت عيناه بمشاعر الخوف و انقبضت يديه بقوة حول مقود السيارة ليهتف (عاصي) بقلق
_"(هشام) .. ما الأمر؟"
التفت نحو (عاصي) ليزداد قلقه و هو يرى النظرة المُطلة من عينيّ (هشام) فهتف به بجزع
_"(هشام) ماذا أصابك؟ ... أنت تقلقني"
أغمض (هشام) عينيه بقوة و هو يأخذ نفساً عميقاً قبل أن يزفر بحرقة و يجيب بعد لحظة أحرقت أعصاب (عاصي)
_"أنا بخير (عاصي) .. لا تقلق"
و تابع متجاهلاً نظرات الشك التي رمقه بها
_"قلت لا تقلق (عاصي) ... فقط ابدأ في تنفيذ ما طلبته منك .. أنا اعتمد عليك (عاصي) و أثق أيضاً أنك لن تقصر أو تتهور"
أومأ مؤكداً
_"بالتأكيد (هشام)"
ابتسم له بشحوب محاولاً التحكم في مشاعره و هو يربت على كفه قبل أن يلتفت أمامه ليشرد مفكراً بقلق ينهش قلبه بقسوة ... إن كان قد قرر مسبقاً أن يبعدها عنه دفاعاً عن حقه فيها و لأنها ملكه وحده فالآن رغبته في إبعاده عن حياتها أصبحت أقوى ... قبل أن يبدأ مخطط انتقامه من (سامر اليزيدي) و قبل أن يحطمه بيديه هاتين ، يجب أن يبعده نهائياً عن طريقها ... يجب أن يحميها منه بأي طريقة و بأي ثمن ... لمعت عيناه بحزم و هو يهمس داخله بوعيد قاسٍ
_"(سامر اليزيدي) ... استعد جيداً فالأيام القادمة ستكون الأسوأ في حياتك كلها .. أعدك بهذا"
*************
انتهى الفصل الرابع و العشرون
أتمنى ينال إعجابكم و في إنتظار آرائكم و تعليقاتكم
قراءة ممتعة
أرق تحياتي للجميع

may lu 03-12-16 03:03 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii (المشاركة 11764438)
ﻻﻻﻻﻻ متقوليش ان سيف هي جع في كلامه و انه فهم ان ميسا مش بتحبه
ﻻﻻﻻﻻﻻﻻ يا مي ارجوكي كفاية شر رجاء و بنت اختها و رويدا
صحيح سؤال هي ام سامر تقرب لرجاء تحسي نفس الحينات الوراثية القذرة مشتركة بينهم
سامر و امه بيخطوطو لمصيبة تخص راندا بس اعتقد ان الخطة مش اغتصابها علي قد ماهو استدراج بكامل ارادتها
المهم ان هشام و عاصي عارفين ان سامر وري النصيبة بتاهه رهف
هل هيقدروا يحمو رهف و راندا و ينتقمو
عماد بفرنسا ليه عشان سيلين اللي هي راحعه بطيارة انهاردة يعني هو يوصل هي تخلع
الاحداث قوية و ربنا يستر من تعقد الامور
بانتظارك بالفصل الجديد

مساء الورد رونتي نورتيني يا جميل :amwa7:
سيف و ميسا فعلاً كفاية عليهم تخطيط مامتها اللي مش ناوية تخليهم يتهنوا سوا
ههههههههههه فعلاً أم سامر ورجاء نفس الصفات و العقلية الشيطانية و لسه لما تشرف بنفسها بس ممكن ساعتها تقولي إن رجاء ملاك جنبها
هنشوف في تكملة الفصل إزاي هيبدأ هشام و عاصي يخططوا لإنتقامهم
عماد سفره فعلاً متعلق بسيلين هل هيقدر يوصل لأسرار ماضيها اللي محدش يعرفها أبداً غير هشام
إن شاء الله تكملة الأحداث تعجبك أكتر و منوراني دايماً حبيبتي :amwa7:

may lu 03-12-16 03:27 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميار111 (المشاركة 11764445)
فصل رائعرجدا. ..
سامرررر ليه كذا ياسامر و الله قلبي وجعني ع رهف ما كنت متوقعه ابدا ان هذا الي حصل لها كمان كنت متأمله شويه طيبه في سامر حاسه انه طيب لكن الانتقام يغذيه و كمان امه مو مقصره ابدا بدل ماتقول لاولدها خليكم جنبي تقوم تعطيهم الخطط يا نهار ابيض .... سامر احساسي يقول انه معجب فيه راندا ....
عاصي اهى اهئ ربنا يكون في عونك ....
هشام و عماد مادري مين ابوه الظالم و مين المظلوم احس انها مؤامره انلعبت زين عليهم ... سيلين الى متى ... ربي يكون في عونك مالومك ابدا ع عمليتك الي شفتيه بحياتك مو قليل ...
سيف انت سكر و الله ياكذا الحب يا بلاء ...
ميسا متك لله يابعيده ماقدرتي تقولي كلمه زين و كله خوف ع سيف من أمك ...... رجاء لا تعليق ناس مريضه

مساء الخير ميار نورتيني كتير يا قمر :amwa7:
سعيدة جداً إن الفصل أعجبك و إن شاء الله تعجبك تكملته
سامر الإنتقام حوله لوحش عنيف بيتحرك بس بشهوة الإنتقام و نار كراهيته أمه غذتها لسنين طويلة ... سامر مشاعره تحركت نحو راندا .. هل هيقدر يأذيها زي ما عمل مع رهف و لا هتقلب مخططاته
عاصي شعوره صعب جداً خصوصاً و هو عارف إنها كانت بتستنجد به وقتها و هو تأخر عن نجدتها
مين الظالم و مين المظلوم و ليه كل طرف مؤمن إنه مظلوم .. إيه اللي حصل في الماضي بالضبط .... هنعرف مع الأحداث
سيلين فعلاً اللي تعرضت له في حياتها هو اللي جعلها بالبرود و العملية دي .. هل هتلاقي السلام قريب
هههههههه سيف سكر فعلاً و هيعجبك أكتر في تكملة الفصل :67:
ميسا خوفها سيطر عليها .. هل هتستسلم له
و رجاء عذابها و عقابها في النار اللي بتحرقها طول الوقت و مانعاها تحس بالسلام النفسي
أتمنى الأحداث القادمة تنال إعجابك أكتر
أرق تحياتي :amwa7:

may lu 03-12-16 04:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين نور (المشاركة 11764691)
الرواية متميزة للغاية
التطور والتناول لكل شخصية يتم بطريقة مبدعة
ظهرت كثير من الحقائق

(رويدا )
تسعى بكل الطرق للوصول لقلب سالم ولا يهم الطريقة
هل سيستسلم سالم لهذه التمثيلية هل ستتمكن من السيطرة عليه
أم شخصيته الصارمة ستكشف اللعبة ولن يقع فريسة لها

( سامر )
من الواضح أن أمه من تخطط وهو يقوم بالتنفيذ
في البداية رهف والآن راندا
انتقام حقير من يتخذ من عرض النساء هدفا
يا ترى ماذا حدث في الماضي لتكون هذه العداوة الخطيرة
هل يمكن ان يظهر لهذا السامر قلب
ولكن بعد جريمته في حق رهف لا مجال مع التعاطف معه
هناك جرام لا يوجد معها غفران

(عماد )
بالرغم من التخطيط للانتقام الذي يسيطر عليه إلا أنه يحاول أن يكون نزيها وهو ينتقم
الانتقام في مجال العمل فقط
هو غضب من أخيه لما فعله وطلب منه التراجع عن علاقته براندا
ماذا يريد عماد بالفعل ولماذا يريد ترك الباب مواربا
أم أن شخصيته تحمل جزء خير لا يريد له التلوث

(هشام )
يا ترى ماذا سيكون رد فعل فعله حين يعلم أن سامر هو المجرم في حق أخته أعتقد أن الحساب سيكون عسيرا
وخاصة مع ما يخطط له لراندا
أعتقد أنه سيتمنى أي مكان ليختبأ فيه من عاصي وهشام معا

(عاصي )
هو المعني بالانتقام لماذا ؟
ما الذي يربط عاصي أو يربط والدبه بسامر ووالده
أعتقد ان الماضي هو ما يحرك الأحداث حتى الآن

(سيف )
هل سيبتعد حقا عن ميسا
هل سيتنازل عن حبه هل سيصدق ترددها

(زياد )
معجبة جديدة تظهر
هل سيكون هناك استغلال لوجودها من قبل أمه

( رجاء )
نعمة شاذة في عائلة متماسكة أرجو أن تكون نهايتها قريبة وعادلة لكل أفعالها السيئة
بجدارة هي شريرة الرواية
بالتوفيق دائما
دمتي بخير

مساء النور ياسمين نورتيني من جديد يا جميلة :amwa7::
سعيدة جداً ان تطور الأحداث أعجبك و أعجبني جداً تحليلك للشخصيات
سالم : يشك في رويدا و صعب يثق بسهولة ، للحظات استسلم لتأثير ضعفها الجديد عليه ، لكن هل لديها فرصة لتنجح مخططاتها المستمرة
سامر: يتحرك بتخطيط أمه التي زرعت الكراهية في قلبه و قلب عماد ، لكن تأثيرها أكبر على سامر ... سامر مشاعره تحركت نحو راندا .. هل يملك قلب رغم تصرفه مع رهف ... فعلاً بعض الجرائم لا تُغتفر
عماد:يملك بعض المثاليات رغم نار الإنتقام داخله لذلك أمه تخطط من دون علمه و سامر ينفذ لأنها وجدت أن مخططات عماد لن تشبع رغبة الإنتقام داخلها
هشام :بالتأكيد لن يرحم سامر أبداً لجريمته مع رهف و أيضاً لإقترابه من راندا ، لكن عكس تهور عاصي سيلجأ للتخطيط بهدوء من أجل انتقامه
عاصي:الماضي فعلاً هو ما يحرك الأحداث ... والد سامر كما عرفنا كان يعشق والدة عاصي بجنون و سلمى أخبرت هشام أن والده تأكد أن عزت اليزيدي هو من قتل والديّ عاصي .. لكن ما دخل عاصي في الإنتقام إن كان والداه هما الضحية في الماضي ... الفصل القادم بإذن الله سيزيل الغموض عن الأمر
سيف:بقية الفصل ستجيب عن رد فعله و هل فعلاً سيتخلى عن حبه لهاميس
زياد: هل وجود شقيقة صديقه سيسبب مزيد من المشاكل في علاقته بوتين .. الأحداث ستجيب
رجاء:يكفيها للوقت الحالي نار الحقد و الكراهية التي تحرقها و تمنعها العيش في سلام و راحة نفس
سعدت جداً بتعليقك الجميل و أتمنى أن تنال الأحداث القادمة إعجابك
أرق تحياتي لكِ :amwa7:

ذهب 04-12-16 12:58 AM

متحمسة كثيرًا لحل لغز عائلة اليزيدي وانتقامهم الدموي
فمثل هذا الانتقام المعبر عن ردة فعل بشعة يعبر على أن الفعل الأصلي كان شنيعًا جدًا
ماذا فعلوا هاشمي ورضوان لهم ؟!!
عماد و سؤدد حكاية لم تبدأ بعد أم نحنُ في منتصفها ؟
عصافير الحب هميس و سيف ومشاعرهم الجميلة واحلامهم الوردية في طريقها للإغتيال بيدي رجاء دون أن يرف لها رمش مع الأسف
:(
سامر هل حقًا أعتدي على رهف و أغتصبها ؟!!
يالسواد روحك و عفنها تستحق القتل والتعذيب وعاصي وهشام مستعدين لك
وتين لا أظن بأنها تعلم ما تريد حقًا !
الرواية جميلة جدًا بشخصياتها وحبكتها
شكرًا مايلو ❤️

rontii 04-12-16 08:14 AM

صباح الورد يا مي
معلش للتاهير بس كنت طول اليوم برة امبارح
الحمد لله البت هاميس لحقت سيف قبل ما يخرج و مسكت فيه بايدها و سنانها و اﻻ كانت هتفرح فينا رجاء الجزمة
بس ده ميمنعش ان رجاء مش هتسكت و زي ما حاولت تشوه وتين ممكن تجيب لسيف شلل دي ست قادرة الله ينتقم منها
عاصي و هشان حكمو عقلهم الحمد لله و هيبدؤا بالتفكير بخطة محكمة للقضاء علي ال يزيدي
تعرفي مش متوجسة من عماد قد رعبي من سامر الاتنين طين و زباله بس سامر بيلعب بقذارة و بيدخل اطراف اضعف من انهم يكونو في لعبة قذرة زي دي
حاليا متاكدة ان هشام هيحمي لاندا و هياخد بتار رهف
بانتظارك يا قمر بفصل جديد يكشف الغموض اللي احنا فيه


ساءر في ربى الزمن 04-12-16 10:53 AM

بقولك خلصي على رجاء وبنت اختها

الجميله2 04-12-16 08:23 PM

فصل رائع جدا تسلمي

قمر الليالى44 05-12-16 11:07 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رووووووووووعة يا مايلو
هاميس وسيف عصفورا الحب
الله يستر من رجاء
مش مرتاحة لها
عاصى وهشام وغضبهم ومعرفتهم بان سامر هو الذى اغتصب رهف
سامر يبدو انه وضع رندا هدفه التالى كما امرته امه
فعائلة اليزيدى يحركهم الانتقام
ما سببها ؟
انا متاكدة ان هشام سيحمى رندا اذا ادرك نيتهم
يسلمو يا مايلو
وبانتظار القادم

قمر الليالى44 05-12-16 11:07 PM

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 2 والزوار 0) ‏قمر الليالى44, ‏maiswesam

may lu 07-12-16 04:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذهب (المشاركة 11768361)
متحمسة كثيرًا لحل لغز عائلة اليزيدي وانتقامهم الدموي
فمثل هذا الانتقام المعبر عن ردة فعل بشعة يعبر على أن الفعل الأصلي كان شنيعًا جدًا
ماذا فعلوا هاشمي ورضوان لهم ؟!!
عماد و سؤدد حكاية لم تبدأ بعد أم نحنُ في منتصفها ؟
عصافير الحب هميس و سيف ومشاعرهم الجميلة واحلامهم الوردية في طريقها للإغتيال بيدي رجاء دون أن يرف لها رمش مع الأسف
:(
سامر هل حقًا أعتدي على رهف و أغتصبها ؟!!
يالسواد روحك و عفنها تستحق القتل والتعذيب وعاصي وهشام مستعدين لك
وتين لا أظن بأنها تعلم ما تريد حقًا !
الرواية جميلة جدًا بشخصياتها وحبكتها
شكرًا مايلو ❤

مساء النور يا قمر سعدت جداً بوجودك و ردك العطر :amwa7:
سر الماضي .. من الظالم و من المظلوم و سبب الإنتقام القاسي سينجلي غموضه مع الأحداث بإذن الله ...
عماد و سؤدد هل سيجمعهما طريق واحد مع كل سوداوية الماضي ؟!
سيف و هاميس أمامهما طريق طويل للدفاع عن سعادتهما ، مع إعتراض رجاء التام على هذه العلاقة
سامر الكراهية حولته لوحش لا يأبه بأي طريقة يكون إنتقامه
وتين و زياد في حاجة للكف عن الهرب من المواجهة
أعتذر جداً عن التأخير في الرد عزيزتي و أتمنى تسعديني دائماً بوجودك و تشجيعك
أرق تحياتي :29-1-rewity:

may lu 07-12-16 04:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii (المشاركة 11769017)
صباح الورد يا مي
معلش للتاهير بس كنت طول اليوم برة امبارح
الحمد لله البت هاميس لحقت سيف قبل ما يخرج و مسكت فيه بايدها و سنانها و اﻻ كانت هتفرح فينا رجاء الجزمة
بس ده ميمنعش ان رجاء مش هتسكت و زي ما حاولت تشوه وتين ممكن تجيب لسيف شلل دي ست قادرة الله ينتقم منها
عاصي و هشان حكمو عقلهم الحمد لله و هيبدؤا بالتفكير بخطة محكمة للقضاء علي ال يزيدي
تعرفي مش متوجسة من عماد قد رعبي من سامر الاتنين طين و زباله بس سامر بيلعب بقذارة و بيدخل اطراف اضعف من انهم يكونو في لعبة قذرة زي دي
حاليا متاكدة ان هشام هيحمي لاندا و هياخد بتار رهف
بانتظارك يا قمر بفصل جديد يكشف الغموض اللي احنا فيه


صباح الياسمين رونتي نورتيني حبيبتي :amwa7:
و لا يهمك يا قمر مفيش مشكلة .. أنا كمان بعتذر إني تأخرت في الرد كل ما أدخل عشان أرد على التعليقات لازم حاجة تحصل و معرفش أرد
هههههه الحمد لله هاميس لحقت نفسها قبل ما تعك الدنيا .. سيف مش ناقص
رجاء أكيد مش هتستسلم ... ريناد بنت أختها هي اللي ورا الإعتداء على وتين ..
سامر بيلعب بدون نزاهة و متأثر أكتر بوالدته و مش مهم الضحية و لا نوع الإنتقام
إن شاء الله الأحداث الجاية تعجبك أكتر و منوراني دايماً يا جميل :amwa7:

may lu 07-12-16 04:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساءر في ربى الزمن (المشاركة 11769271)
بقولك خلصي على رجاء وبنت اختها

هههههههههه ماشي تمام :67:
سعدت جداً بمرورك العطر :29-1-rewity:

may lu 07-12-16 04:24 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجميله2 (المشاركة 11770563)
فصل رائع جدا تسلمي

تسلمي يا جميل و سعيدة جداً إنه أعجبك :amwa7:

may lu 07-12-16 04:31 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 (المشاركة 11774560)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رووووووووووعة يا مايلو
هاميس وسيف عصفورا الحب
الله يستر من رجاء
مش مرتاحة لها
عاصى وهشام وغضبهم ومعرفتهم بان سامر هو الذى اغتصب رهف
سامر يبدو انه وضع رندا هدفه التالى كما امرته امه
فعائلة اليزيدى يحركهم الانتقام
ما سببها ؟
انا متاكدة ان هشام سيحمى رندا اذا ادرك نيتهم
يسلمو يا مايلو
وبانتظار القادم

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته ... نورتيني يا قمر :amwa7:
سعيدة جداً إن الفصل أعجبك
رجاء مش هتستسلم مع رفضها التام للعلاقة بين بنتها و سيف
سر الماضي و سبب إنتقام عائلة اليزيدي هنعرفه مع الأحداث ... حالياً بعد معرفة هشام و عاصي للحقيقة أصبح الإنتقام متبادل
إن شاء الله الأحداث الجاية تعجبك أكتر و منوراني دايماً يا جميل :amwa7:

may lu 09-12-16 01:36 AM

الفصل الخامس و العشرون (الجزء الأول)

أسرع حارس البوابة بفتحها عندما اقتربت السيارة الفارهة لتدلف إلى الداخل و تسير لمسافة على الطريق المُسفلت الخاص بالسيارات و المحاط بالخضرة من الجانبين و ما أن توقفت أمام المنزل الكبير الذي يتوسط الحديقة الشاسعة بأشجارها المختلفة الأنواع و الأحجام و بورودها المتنوعة التي تغزوها في منظر ساحر خلاب ، حتى كان سائقها يسرع بمغادرة مقعده و يتحرك نحو بابها الخلفي ليفتحه و هو ينحني قليلاً في احترام لسيدته التي أخرجت إحدى ساقيها تتبعها الأخرى لتستقر قدماها اللتان احتواهما حذاءٌ أنيق ذو كعبٍ عال على الأرض ، لتغادر صاحبتهما السيارة و تقف بكل اعتدادها و أناقتها تتطلع للمنزل الشامخ أمامها ... رمقت السائق بنظرة باردة بينما هو لازال مطرقاً أمامها و أشارت له بأحد كفيها قبل أن تتحرك نحو منزلها .. أسرع الخدم لإستقبال سيدتهم و بادلوها التحية بإحترام مُطرقي الرؤوس و أسرعت إحداهم في خطوات سريعة تتبعها بعد أن حملت عنها حقيبتها ... دخلت جناحها الواسع لتسرع الخادمة في مساعدتها في خلع معطفها الخفيف لتصرفها هي بعد ذلك بإشارة من كفها و هي تقول ببرودها المعتاد
_"يمكنك الذهاب"
انحنت قليلاً بإحترام قبل أن تقول بتردد
_"مرحباً بعودتك سيدتي .. السيدة الصغيرة عادت و كانت تطلب الإذن لـ.."
ماتت الحروف على شفتيها عندما التفتت سيدتها نحوها و رمقتها بنظرة نارية جعلتها ترتجف بقوة و تزدرد لعابها بصعوبة ، لتكمل بعد لحظة في خوف حاولت السيطرة عليه لتنقل الرسالة كاملة
_"أ .. أردت أن أقول .. الآنسة (همسة) عادت و طلبت أن نخبرها عندما تعودين لأنها تريد مقابلتك لأمر هام و "
رفعت كفها في وجه الخادمة التي شحبت برعب لتقول بصرامتها المخيفة
_"و منذ متى وظفتك الآنسة لتنقلي رسائلها و تتلقين الأوامر منها؟ ... سأتغاضى عن خطأك هذا لأنه الأول"
أومأت برأسها في وجل
_"آسفة سيدتي , لن أكررها"
عادت تقول بصرامة
_"و لا تنسي أبداً أن لهذا البيت سيدة واحدة فقط ، فهمتي؟!"
عادت تهز رأسها بسرعة لتتابع الأخرى
_"اذهبي هيا"
تحركت خطواتها بسرعة هرباً من أمامها و هي تلعن اليوم الذي دفعها فيه الفقر و الحاجة لتعمل في خدمة هذه السيدة الرهيبة ... أغلقت الباب خلفها بهدوء لتزفر الأخرى بحرارة و تتحرك لتلقي جسدها على الأريكة الوثيرة في جناحها و تخلع حذاءها و تلقي به في إهمال و ترجع ظهرها للخلف و تغمض عينيها لتغرق لدقائق في ذكريات قديمة ... قديمة جداً .. لم تعرف كم مضى من الوقت قبل أن تفتح عينيها و تنهض بتثاقل لتبدل ثيابها و تقف بعدها أمام المرآة تتأمل وجهها المرهق من أثر السفر ... رفعت كفها تتحسس آثار سنونها السبع و خمسين و التي رغم كل اهتمامها الكبير ببشرتها و جسدها أبت إلا أن تظهر بتجاعيد بسيطة حول عينيها و شفتيها ... قابلت إنعكاس عينيها الخضراوين اللتين أورثتهما لولديها لتهمس لنفسها بخفوت و النيران تشتعل بخفوت في مقلتيها
_"و ماذا بعد (ليلى)؟ ... هل ستقفين هكذا لتمر سنوات العمر تباعاً دون أن تتمكني من تذوق نشوة إنتقامكِ الكاملة؟ ... بعد كل هذه السنوات لازالت خططك لا تكتمل أبداً ... لازال إنتقامك ناقصاً .. يأبى القدر أن يمنح قلبك السكون الذي يستحقه"
تنهدت في حرارة لتتابع بينما الكراهية تتخلل صوتها
_"لازال القدر بعد كل هذه السنين يقف إلى جانبهم .. لازال يقلب كل خططكِ عليكِ (ليلى) ... حتى (عماد) بما يفعله لم يستطع منحكِ إنتقاماً مُرضياً ... يا إلهي!! ... لماذا؟ ... لماذا يقف القدر معهم ضدي؟ .. لماذا؟"
هتفت كلمتها الأخيرة بصوت مرتفع حانق و هي تضرب سطح منضدة مرآتها بقهر و تسارعت أنفاسها و هي تكز أسنانها
_"لا و الله لن يكون ... لن أموت قبل أن أجعلهم يدفعون الثمن غالياً ... جميعهم"
ابتعدت عن المرآة و التقطت حقيبتها لتخرج هاتفها و هي تفكر .. أجل ... (سامر) .. هو وحده من يمشي على خُطاها .. وحده من يفهم ما تريد ... لا يجب أن تعتمد على مُخططات (عماد) ... لن تحقق لها إنتقامها المنشود ... تنهدت بحرقة ... (عماد) بكرها و ثمرة فؤادها و رجلها الأول ، فرحتها الأولى في غفلة من الأحزان .. ابنها الحبيب رغم كل محاولاتها مازال مصمماً على السير في مخططه هو ... لازال يستثني من يراهم أبرياء أو ضعفاء ... كزت على أسنانها بقوة ... هو لا يعلم ... لا يعلم أبداً ... لا أحد بريء ... لا أحد منهم يحمل ضعفاً لعيناً بين عروقه ... جميعهم يحملون نفس الدم و جميعهم سيدفعون الثمن سواء كانوا أبناء رضوان أو هاشمي ... الجميع سيدفع ثمن مرارة سنواتها الطويلة .. سيدفعون ثمن قهرها و غربتها ، و ما اقترفه الكبار سيسبقهم في دفع ثمنه الصغار ..
عاودت النظر لهاتفها ... (سامر) فقط من يفهم ما تريد ... (سامر) .. كم يشبهها ... ارتفع ركن شفتيها بإبتسامة متهكمة ... و يشبه والده ، بينما (عماد) يحمل بعض صفات عمه الكريه ... ذلك الوغد الذي يتعفن خلف قضبان السجن منذ سنوات و لا يعرف ما سيحل بعائلته الحبيبة قريباً ... تنفست و قلبها يخفق كأنما ترى تلك اللحظة أمام ناظريها لتلمع عيناها ... ستذهب بنفسها لترى حسرته عليهم ... لتراه يموت قهراً عندما يعرف أنه عجز عن حمايتهم هذه المرة .. حسناً .. لا يجب أن تتعجل ... ألا يُقال أن الإنتقام طبق يُفضل أن يؤكل بارداً ... فلتتخلص منهم واحداً بعد الآخر ... ليسير (عماد) في خطه الخاص لا بأس .. بينما (سامر) سينفذ خططها ... ضمت قبضتها أمام وجهها في حسم ... لقد بدأ انفراط العقد و حباته ستتساقط واحدة بعد أخرى ... (فاروق رضوان) و ابنته و قريباً جداً بقيتهم .. خاصة هو ... ضغطت على شفتيها حتى كادت أن تدميها ... (عاصي) .. ابن تلك المرأة التي ظلت حتى بعد رحيلها عن الدنيا شوكة لعينة في خاصرتها ... حبيبة زوجها ... (همسة العاصي) .. (همسة) رحلت ، لكن من قال أنها ستستثني الموتى من إنتقامها ، ستجعل روحها تتقلب في قبرها و هي تنتقم من ابنها و ممن تُحبهم ... زادت من ضغط قبضتها ... لا ... لن تستسلم لذكرياتها اللعينة ... عليها أن تركز في خطوتها القادمة ... الدور الآن على (أمجد) و ابنته ... (عماد) كما هو متوقع رفض أن يزج بها في الأمر ، لكنه لا يعرف ... (راندا هاشمي) لا أحد غيرها سيصيب آذاها (أمجد) في مقتل ... الإنتقام العادل أن تشعر ابنته بمرارتها التي أذاقها إياها (أمجد) لسنوات طويلة ... أن تغرق في دوامة كتلك التي ابتلعتها بسببه قبل سنين ... حسمت أمرها و هي تضغط على رقم هاتف (سامر) لتتأكد أنه مُتابع خطتها التي بدأها و أن أمر (عماد) له لم يجعله يتراجع ... أتاها صوت (سامر) بعد لحظات لتسأله
_"هل نفذت ما أمرتك به (سامر)؟"
استمعت لصوته المتردد لتهتف بغضب
_"(سامر) ... لن أكرر الأمر ... أريد نتائج في أسرع وقت"
أغمضت عينيها في حنق و هو يخبرها بأمر (عماد) لتهتف فيه ألا يهتم له و هي ستتولى أمر إعتراضه ... أغلقت الهاتف و هي تشدد عليه حتى حصلت على تأكيده لها أن ينفذ ما تريد ... شردت للحظات قبل أن تقوم من مكانها و تتجه نحو شرفتها و هي تشعل إحدى سجائرها و تضع مبسمها بين شفتيها ... لم تبال لثيابها الخفيفة و لا الهواء الذي يصفع جسدها و بشرتها التي تظهر من أسفل الروب الشفاف المفتوح فوق قميص نومها ... زفرت دخان سيجارتها بحرقة و ذاكرتها تغرق إلى عمق سحيق في ماضيها و النار التي تحرق سيجارتها تستمد جذوتها من نار الكارهية داخل قلبها ... لم يخرجها من أفكارها سوى صوت طرقات على باب جناحها فأذنت بشرود لصاحبها بالدخول لتلتفت بتجهم مع صوت مألوف يتنحنح في حرج و انعقد حاجباها في كراهية مَضاعفة و هي تهتف في الفتاة التي وقفت أمامها في توتر
_"ما الذي تفعلينه هنا؟ ... من سمح لكِ بالدخول؟"
احمر وجه الفتاة بشدة و ارتبكت في وقفتها لتقترب (ليلى) بعد أن ألقت بالسيجار أرضاً و سحقتها بقوة لتهتف
_"كيف تجرؤين على الظهور أمامي؟ ... غادري فوراً"
ازداد احمرار وجهها و هي تهتف بارتباك و الدموع تكاد تطفر من عينيها
_"أنا .. ف .. فقط كـ .. كنت"
_"غادري ... اللعنة عليكِ"
تهدج صوت الفتاة و تماسكها ينهار
_"أمي .. أنا .."
صرخت فيها بقسوة
_"اخرسي"
انتفضت الفتاة و اتسعت عيناها بخوف عندما اقتربت منها (ليلى) و أمسكت بذراعها تهزها بقوة
_"لا تناديني أمي .. إياكِ أن تنطقيها مرة أخرى ... أنا لست أمكِ و لن أكون أبداً .. هل تفهمين؟"
هزت رأسها بسرعة و دموعها تسقط لتتابع (ليلى) دون رحمة و هي تدفعها بقسوة
_"اغربي عن وجهي و اذهبي لتبحثي عن تلك العاهرة التي أنجبتكِ و تخلت عنكِ من أجل المال ... اذهبي هيا"
_"أمي"
صوت (عماد) الغاضب أوقف صراخها لتلتفت نحو باب غرفتها لتراه واقفاً و حاجباه معقودان في غضب شديد و اشتعل الغضب داخلها أكثر و هي ترى الفتاة تتطلع إليه باكية و تنظر نحوه كأنه مُخَلِصُها .. اقترب (عماد) بنظراته الغاضبة قبل أن تلتقط عيناه دموعها في شفقة ليناديها بحنان
_"(همسة)"
اندفعت نحوه و هي تبكي بحرقة
_"أخي"
ضمها إليه بحب و ربت عليها قائلاً
_"اذهبي لغرفتك حبيبتي و سآتي لكِ بعد قليل لنتحدث سوياً"
أومأت برأسها فمسح دموعها في حنان قبل أن يربت على شعرها و يتابعها بعينيه تغادر غرفة أمه برأس مطرق و ملامح حزينة ، ليلتفت نحو أمه التي وقفت عاقدة ذراعيها فوق صدرها و حاجباها معقودان بالمثل .. بادلته النظر بتحدي قبل أن تعطيه ظهرها و تجلس فوق أريكتها ... زفر في حدة قبل أن يقول في لوم
_"أمي ... كيف تتحدثين مع (همسة) بهذه الطريقة؟"
رفعت أحد حاجبيها في تحذير و هي تقول
_"ماذا (عماد)؟ ... هل ستعلمني الآن كيف أتحدث؟"
هز رأسه في يأس قبل أن يقترب منها متابعاً
_"أمي ... أرجوكِ ... أخبرتك من قبل أن تتوقفي عن قسوتك معها ، ما كان الداعي لكل ذلك الكلام القاسي؟"
قالت ببرود
_"لم أقل سوى الحقيقة و إن كانت لا تحتمل الإستماع لها فلتذهب للجحيم"
ضاق ذرعاً بطريقتها في الحديث عنها و قسوتها الدائمة ليهتف
_"أمي .. لا تنسي أبداً أن (همسة) أختي و لا أحتمل أبداً هذه المعاملة التي تُعاملينها بها"
رمقته بحنق للحظة قبل أن تصرخ بكراهية مجنونة
_" لا تقلق (عماد) .. أنا لم أنسى .. و لن أنسى أبداً أن تلك الفتاة تُمثل طعنة والدك و غدره بي ... تلك الفتاة ثمرة خيانته لي .. هو حتى لم يكتف بأنه خانني و أنجبها من عاهرة ما ، بل أطلق عليه اسم عشيقته و لأموت قهراً لصقها باسمي أيضاً .. و تريدني بعد كل هذا أن أتقبلها في حياتي (عماد)"
أغمض عينيه في ضيق لتتابع هي بهيستيرية جعلته يسارع بالإقتراب منها
_"أنا أكرهها (عماد) .. أكرهها و أكره رؤيتها أمامي .. أرجوك ابعدها عن هنا .. أبعدها عني (عماد) أنا لا أطيقها ... أرسلها بعيداً قبل أن أفقد سيطرتي و أقتلها بيديّ هاتين ، هل تفهم؟"
أسرع يجلس جوارها و ضمها بين ذراعيه مربتاً عليها
_"اهدأي أمي .. اهدأي أرجوكِ"
انهمرت دموعها و هي تبكي على صدره
_"تقول لي لا تحتمل معاملتي لها ... و ماذا عني أنا (عماد) ... كيف أحتمل أنا أخبرني ... أنت لا تشعر بي أبداً (عماد) .. حتى أمر بسيط تستكثره علىّ ... تستكثر علىّ أن أشعر بالكراهية تجاه من تُمثل نقطة سوداء بشعة في حياتي .. تجاه خيانة أبيك البشعة لي ... لا و ليس فقط هذا ، أنت حتى تستكثر علىّ إنتقامي (عماد)"
أغمض عينيه و هو يضمها إليه بقوة لتتابع بإنهيار
_"أنت لا تفهمني أبداً و لا تشعر بي"
فتح عينيه عندما شعر بها تفتح عينيها تتطلع إليه بعينين مليئتين بالرجاء
_"أنت ستنتقم لي بُني ، صحيح؟"
و تشبثت بقبضتيها بقميصه المبتل بدموعها متابعة بتوسل
_"لقد وعدتني (عماد) ... وعدتني أن تأتي بهم و تجعلهم جميعاً يركعون تحت قدميّ يتوسلون الرحمة .. أنت وعدتني بُني و ستفعل ذلك ، صحيح؟ .. أنت لن تخذلني بُني .. قل أنك لن تفعل"
تنهد بقوة و هو يربت عليها واعداً
_"أجل أمي ... لن أخذلك .. لقد وعدتكِ أمي أن أجعلهم يدفعون الثمن و سأفعل ... لا تقلقي حبيبتي"
أومأت بضحكة باكية كطفلة حصلت على حلواها أخيراً ، ليبتسم لها بحنان و يضمها إليه من جديد و يغرق في تفكيره حائراً قبل أن يشرد إلى الصغيرة التي يثق أنها تبكي في غرفتها الآن ... عليه أن يجد حلاً لتلك المُعضلة ... حتى لو كانت أمه لا تطيقها هي أخته و صغيرته و لا يمكنه التخلي عنها أبداً ...
************

may lu 09-12-16 01:51 AM

توقفت سيارة جيب رباعية في ساعة متأخرة من الليل على مقربة من بوابة قصر (هاشمي) ليلتفت قائدها نحو الفتاة التي تجاوره و قد مالت رأسها جانباً مع غرقها في النوم .. تحركت عيناه على جسدها تلتهم ما ظهر منه بنظرات وقحة بدايةً من خصلات شعرها المتمردة بلونها الناري نزولاً لعينيها المغمضتين بكحلهما الكثيف و شفتيها المغويتين .. ابتلع لعابه بقوة و عيناه تتابعان نزولهما على قدها الرشيق الذي احتوته بلوزة رقيقة تتعلق بحمالة رقيقة حول رقبتها لتظهر بسخاء بشرة كتفيها و نصف ظهرها مروراً بساقيها اللتين أظهرتهما تنورة شديدة القصر ... متع عينيه الجائعتين للحظات قبل أن يمد يده يلامس بشرة ساقها الناعمة و هو يميل هامساً بفحيح
_"لقد وصلنا ... استيقظي يا جميلة"
فتحت عينيها بتثاقل و نظرت له بحيرة من خلف عينيها المُكحلتين بمظهرهما الغجري المتمرد قبل أن تعتدل و تلتفت ناظرة خارج نافذة السيارة ، لتلتفت بعدها نحوه قائلة له و للبقية
_"شكراً يا شباب .. كانت سهرة ممتعة جداً"
ارتفعت أصوات رفاق سهرتها في صخب لم يغلبه سوى صوت الموسيقى الصاخبة في السيارة و ضحكت مع هتاف إحدى الفتيات
_"أنتِ كاذبة (رينو) .. لقد غلبكِ النوم بعد أن شعرتِ بالملل"
أجابتها ملوحة بكفها بينما تحاول التركيز
_"بل شعرت بتخمة المرح يا سخفية و تعبت من الرقص طول الليل .. حقاً استمتعت كثيراً معكم .. لنكررها كثيراً ، اتفقنا؟"
تعالت هتافاتهم لتضحك بينما الشاب الذي يجاورها لازال يحاصرها بنظراته الوقحة لتهتف مداعبة و هي تمد كفها له لتصافحه
_"و شكراً لك أيها الوسيم لإيصالي للمنزل"
استغل فرصة غياب عقلها بعد المشروبات التي تناولتها ليحتضن كفها بينما يميل نحوها ينوي تقبيلها و هو يهمس
_"لا شكر على واجب يا فاتنة"
قبل أن يمس شفتيها كانت قد حركت وجهها لتسقط قبلته قرب زاوية فمها لتقول بلوم من بين الغيوم التي تتكاثف من جديد بينما رفاقهما يصفرون بحماس
_"تؤ تؤ .. أنت تغش يا سيد .. لا أحب هذه الحركات"
و حركت كفها بتثاقل لتفتح الباب بينما تتابع
_"يجب أن أذهب يا شباب .. ليلة سعيدة"
تحركت بخطوات مترنحة نحو البوابة ليناديها فاقتربت من نافذته بتساؤل ليقول بينما يتطلع نحو البوابة العالية و اللافتة المعلقة
_"أنتِ تسكنين قصر (هاشمي)؟"
ابتسمت بتلاعب لتهتف فتاة أخرى
_"ألا تعرف أن (رينو) على صلة وثيقة بعائلة (هاشمي)؟ .. خالتها تكون (رجاء) هانم زوجة السيد (شاكر هاشمي) يا (أمير)؟"
لمعت عيناه بشدة و اتسعت إبتسامة شفتيه المنتشية كأنما وقع على صيد كبير
_"حقا؟! .. لم أعرف بهذا يا فاتنة .. تقبلي اعتذاري"
ابتسمت بصعوبة و هي تقول
_"لا عليك .. و أجل خالتي من أصحاب القصر"
و ضحكت بنشوة و هي تكمل قبل أن تلوح لهم مبتعدة
_"و قريباً أنا أيضاً سأكون .. وداعاً شباب"
راقبتها عيناه بنشوة ذئب وقع على فريسة لا تُقاوم ... و ألقى نظرة أخرى نحو القصر حيث تسكن فريسته القادمة ... تلك الفتاة التي سرقت عقله عندما وقع ناظراه عليها قبل أيام في النادي و لولا قريبها الأحمق ذاك لكان أخذ فرصته الكاملة معها ... حسناً .. لم يفت الوقت بعد ... ها هو الحظ يمنحه فرصة جديدة و يضعها في طريقه بعد أن لقن قريبها درساً لن ينساه ، و لن يمضي وقت قصير إلا و قد أضافها إلى قائمة فتياته التي لا تنتهي ... عاد بعينيه لـ(ريناد) التي فتح لها الحارس البوابة و تابع جسدها المغري و عض على شفتيه بوقاحة مفكراً .. حسناً ستكون التالية على القائمة بعد تلك الغجرية المتمردة التي كانت تشتعل الليلة في رقصها المجنون ... لمعت عيناه أكثر و نشوة الصيد في أعماقه تشتعل بشدة ... أفاق على إحدى الفتيات تتحرك من الخلف لتجلس جواره بينما يناوله صديقه سيجارة محظورة و هو يهتف به
_"ماذا بك (أمير)؟ .. تحرك هيا .. السهرة لم تنتهي بعد"
تحرك بالسيارة و ضغط على دواسة الوقود لينطلق بها بسرعة جنونية جعلت الجميع يصرخون بصخب لينفث الدخان من شفتيه و يهتف
_"من قال هذا يا رجل؟"
و رفع قبضته للأعلى هاتفاً
_"السهرة بدأت للتو"
تعالت صرخاتهم و السيارة تنطلق بسرعتها الجنونية التي وازت جنون حياتهم الغارقة في اللهو و الغفلة ...
************
أغلق الحارس بوابة القصر و هو يهز رأسه مستغفراً بعد أن دخلت (ريناد) بثيابها القصيرة و خطواتها الثملة ... تطلع نحو القصر بحاجبين معقودين و هو يتساءل كيف يسمح السيد (رفعت هاشمي) بهذا الإنحلال في قصره ... هز كتفيه و هو يتراجع لمكانه محدثاً نفسه ألا تتدخل في حياة القوم ... بينما (ريناد) تابعت طريقها تتحكم في خطواتها بصعوبة و الإرهاق يكاد يقتلها ... اللعنة .. لقد أثقلت في الشرب و الرقص الليلة ... لم تفعلها من قبل .. حسناً .. فعلتها ، لكن .. ليس بهذه الطريقة ... زفرت بحدة .. اللعنة ... هي حانقة بشدة و كل ما حولها يدفعها للغضب و التمرد ... لهذا تصرفت بجنون مُضاعف الليلة ... ترنحت للحظة و اصطدمت قدمها بأحد الكراسي في الشرفة ... تسمرت مكانها و رفعت اصبعها إلى شفتيها تهمس لنفسها
_"شششش يا حمقاء .. قد يستيقظ أحدهم"
تحركت بضع خطوات قبل أن تقف مكانها مع الخيال الذي قاطع طريقها لتضيق عيناها ناظرة نحوه في حنق ازداد و هي تتعرف على صاحبته التي اقتربت و وجهها يحمل غضباً و اذدراءاً جعلها تزداد كرهاً لها لتهتف
_"ماذا؟ .. لماذا تنظرين إلىّ هكذا؟ .. ابتعدي عن طريقي"
وقفت (وتين) أمامها تشتعل غضباً منها .. تلك الغبية .. ما الذي كانت تفعله خارج القصر حتى هذا الوقت المتأخر؟ ... اتسعت عيناها و هي ترى ثيابها العارية لتقترب منها و تمسك ذراعها بقوة هامسة من بين أسنانها حتى لا توقظ البقية
_"أين كنتِ (ريناد) حتى هذا الوقت المتأخر من الليل؟ .. و بهذه الثياب؟!"
انتزعت ذراعها لتبتعد مترنحة و هي تهتف
_"و ما شأنكِ أنتِ؟ ثم لماذا أنتِ مستيقظة حتى الآن؟ .. هل تراقبينني؟"
شهقت (وتين) و هي تتراجع بينما يدرك عقلها أن (ريناد) ثملة لتهتف بغضب شديد
_"أنتِ ثملة (ريناد) .. هل .. هل تشربين الخمر؟"
عادت تقول و هي تلوح بكفها
_"قلت و ما شأنكِ أنتِ؟ .. هيا ابتعدي عن طريقي .. أريد أن أنام"
حاولت تخطيها لتمسكها (وتين) من جديد هاتفة بقسوة
_"إن كنتِ لا تبالين لسمعتك و لا لنفسك .. على الأقل احترمي المنزل الذي قبل ضيافتك يا هذه"
ضحكت (ريناد) بينما تزيح (وتين) قائلة بعبث و هي تطرقع باصبعيها الإبهام و الوسطى أمام عينيها
_"أنا لست ضيفة هنا عزيزتي ... أنا لي حق في هذا القصر و أكثر منكِ أنتِ لمعلوماتك"
و فردت ذراعيها و هي تهتف بنصف عقل
_"كل هذا سيكون لي قريباً .. قريباً جداً .. صدقيني .. و أنتِ .. أنتِ لن يكون لكِ مكان هنا أبـ .."
شهقت بقوة و الماء البارد يصفع وجهها لتسعل بشدة و هتفت و هي تمسح وجهها
_"هل جُننتِ؟"
لم ترد (وتين) التي كانت تقف بعينين متسعتين ناظرة في إتجاه آخر لتعقد حاجبيها و تنظر لنفس الإتجاه حيث وقفت (راندا) بملامح تشتعل بالغضب و في يدها كوب كان قبل لحظة واحدة يمتلأ بالماء الذي كانت أشد من مسرورة بإلقائه في وجهها ... تنفست بجنون و هي تهتف
_"أيتها الحقيرة"
وضعت (راندا) الكوب بقوة على الطاولة القريبة منها لتقول بغضب
_"الحقيرة هنا هي التي تعود في وقت كهذا و ترتدي ثياباً حقيرة لا تفرق شيئاً عن ثياب بائعات الهوى"
شهقت (ريناد) بكراهية لتقترب و هي ترفع كفها
_"أيتها اللعينة ، كيف تجرؤين؟"
رفعت (راندا) كفها تلتقط كف (ريناد) في الهواء و توقف صفعتها و هي تقول من بين أسنانها
_"اصمتي تماماً أيتها التافهة .. أنتِ لم تري شيئاً من جنوني بعد فلا تستفزينني أكثر لأظهر لكِ وجهاً آخر لن تحبي رؤيته"
و دفعت بكفها في إذدراء
_"إن كنتِ لن تحترمي البيت الذي استضافك هو و أهله فالأكرم لكِ أن تغادري و إلا صدقيني لن يحصل لكِ طيب أبداً"
أمسكت (ريناد) معصمها تدلكه و الغضب يفتك بها ممزوجاً بغمام السكر الذي يلف عقلها لتهتف
_"أيتها البغيضة ستندمين على كلماتك هذه ، أقسم لكِ"
و رمقتها بإحدى نظراتها المحرقة التي قابلتها (راندا) ببرود لتتحرك (ريناد) في اتجاه غرفتها و هي تمر بـ(وتين) التي وقفت ساكنة لتقول ببغض و بصوت بلغ (راندا)
_"و أنتِ ستدفعين الثمن قبلها ... و كلمة أخيرة مني .. (زياد) لن يكون لأي واحدة منكما أبداً ... على جثتي ، هل تفهمان؟"
و حركت اصبعيها تشير بينهما و هي تكمل بجنون
_"تذكرا هذا .. (زياد) سيكون لي أنا .. أنا وحدي .. لن يكون لكِ أنتِ و لا لتلك المشوهة ... تذكرا كلمتي هذه؟"
شهقة (وتين) الخافتة بلغت أذنيّ (راندا) اللتين توقفتا عند تلك الكلمة التي رمت بها (ريناد) دون أن تنتبه لتحدق فيها بحيرة قبل أن تلتفت نحو الأخرى التي تذرع الأرض بغضب نحو غرفتها قبل أن تعود بعينيها نحو (وتين) التي تجمدت مكانها لتقترب منها و داخلها يرتجف بقوة لتمسك ذراعها بيد مرتجفة هامسة
_"ما الذي كانت تقصده تلك البغيضة (وتين)؟ .. أنا .. لا أفهم"
انتفضت (وتين) بخفوت لا يكاد يُلحظ لتلتفت نحو (راندا) بابتسامة صغيرة مجيبة بهزة كتف
_"لا أعرف حبيبتي ... لابد أنها شتمة جديدة أضافتها اليوم لقاموسها .. لا تُلقي بالاً لها"
و رفعت كفها تربت على خدها بحنان و تقول بمزاح مفتعل
_"هيا حبيبتي ... اذهبي للنوم ... غداً أمامنا يوم طويل لا تنسي .. لن أتركك تفلتين أنتِ و (ميسا) لتتركا ترتيبات يوم الجمعة لي وحدي ، هل تفهمين؟"
و دون إنتظار رد كانت تتحرك مبتعدة كأنما تكاد تفقد السيطرة على قناع تماسكها الواهي ، تتبعها عينا (راندا) اللتان بدأ التوجس و الخوف في التسلل إلى الحيرة داخلهما ... هل (وتين) محقة فعلاً و تلك البغيضة لم تقصد شيئاً من كلمتها؟ .. أم .. أم أنها قصدت كل ما للكلمة من معنى ...
**********

may lu 09-12-16 02:01 AM

أغلقت (وتين) باب غرفتها لتستند بظهرها إليه و عيناها تحدقان أمامها بألم قبل أن تغمضهما و دموعها تشق مجراهما على خديها بحرقة و هي ترفع كفها تغطي فمها تمنع شهقة ألم ... إذن كانت شكوكها حقيقية ... (ريناد) تعرف الحقيقة و بالتأكيد (رجاء) أيضاً ... هذا يعني أنهما بالفعل وراء ما أصابها ... زاد الألم في قلبها لتتفجر دموعها بقوة و وهنت ساقاها لتنزلق بجسدها على الأرض تبكي بإنهيار و هي تدفن وجهها بين ذراعيها و ركبتيها بينما تسترجع تلك الكلمة الكريهة التي انطلقت كالخنجر من بين شفتيها لتزق قلبها بلا رحمة ... مشوهة ... أجل .. هي مشوهة .. ألا تعرف هذا ؟ ... ما الجديد في الأمر ... ألم تتقبل تلك الحقيقة أخيراً ... ألم تبدأ علاجها النفسي مع الطبيبة التي أوصت بها (سؤدد)؟ ... ألم تعاهد نفسها ألا تسمح لتلك الحقيقة أن توقف طريقها؟ .. ألم تفعل؟! .. إذن لماذا تعود لتضعف بهذه الطريقة؟ ... لماذا مزقتها الكلمة هكذا؟ .. ألأنها وضعتها على طريق المواجهة الحقيقية عندما يعرف الجميع مأساتها و حقيقتها .. ألأنها تعرف أنها لن تحتمل نظرات الشفقة و الدليل أنها هربت بسرعة من مواجهة (راندا) حتى لا تنهار أمامها تعترف بكل شيء ... أم فقط لأنها عرفت و تأكدت من بشاعة ما تخفيه زوجة خالها و ابنة أختها و ما ارتكبتاه في حقها لتبعداها عن (زياد) ... تأوهت و ازدادت دموعها مع ذكر اسمه لينتفض قلبها بألم أشد و مالت برأسها على الباب لتهتف باكية
_"(زياد) .. أين أنت؟ ... أنا أحتاجك بشدة حبيبي .. لماذا تركتني؟!"
و وضعت كفها على قلبها المتألم كأنما تواسيه و هي تتابع همسها الباكي
_"عد يا (زياد) أرجوك .. أنا أحتاجك ... (زياد)"
*************
تحركت (راندا) بخطوات غاضبة نحو مكتبة القصر و هي تتمتم بتذمر من بين شفتيها ... تباً لتلك الكريهة (ريناد) ... لقد أفسدت عليها ليلتها ... لم تحصل على نومٍ هانيء طيلة الليل بفضل تلك البغيضة التي لابد غرقت في النوم فور أن وضعت جسدها فوق الفراش ... بالطبع فعلت مع حالتها الثملة تلك ... عادت تهمس في حنق
_"أتمنى أن تستيقظي بصداع بشع لا يفارقكِ أبداً طيلة اليوم و لا يذهب بالمسكنات ، كما أفسدتي ليلتي أيتها الغبية"
عقدت حاجبيها .. يجب أن تتوقف عن غضبها وتتحكم في ضيقها و إلا ستكون قد سمحت لها بإفساد نهارها و لن تتمتع بإجتماع العائلة الأسبوعي أبداً ... ضربت الأرض بقدمها في حنق شديد و هي تهتف
_"تحكمي في غضبك (راندا) ... لا تدعيها تفسد يومك"
أخذت نفساً عميقاً تلته بآخر و هي تهتف بحماس بينما تتابع خطواتها
_"أجل ... لن أسمح لها أبداً أن تنجح في هذا .. لن يحدث أبداً ما يعكر صفو يومي"
اقتربت من الباب و هي تهتف بمرح تسلل إليها بسرعة طارداً الضيق ، بينما تفرد ذراعيها و تدور حول نفسها راقصة دون أن تنتبه للباب الذي فُتح فجأة
_"أبداً .. أبداً .. أبـ "
انقطعت جملتها بشهقة قوية عندما اصطدم جسدها بأحدهم بقوة أوقفت دورانها لتتعثر و تكاد تسقط أرضاً ، لكنها لم تفعل .. فتحت عينيها بسرعة عندما شعرت بتلك الذراع القوية تحيط خصرها بإحكام تمنع سقوطها فابتسمت بتلقائية و هي ترفع نظرها لمنقذها قبل أن تموت الإبتسامة على شفتيها و تتسع عيناها بجزع و هما تقابلان العينين المتسليتين و الإبتسامة البغيضة التي تجيد بعثرة أعماقها لتهتف بذهول
_"أنت؟!"
ارتفع أحد حاجبيه بمرح و هو يقول بينما يمسك معصمها بيد و ذراعه الأخرى تحيط خصرها بتملك و جسده منحني قليلاً للأمام مع جسدها الذي لم تنتبه لميله للخلف و ضاعت أنفاسها في ذهول مع كلماتها الهامسة
_"مرحباً حبيبتي ... اشتقت لكِ"
************
انتهى الجزء الأول من الفصل
و يليه الجزء الثاني غداً بإذن الله
قراءة ممتعة للجميع
أرق تحياتي

rontii 09-12-16 11:23 AM

ههههههههههه انتوقعت و ﻻ الهوي اللي رماك
من بين مل الاحضان ملقتش الا حضن اتش و تقع فيه
رجاء و عرفنا انها ست طماعة لكن ليلي بقي مجنونه صواميل مخها فاكه كلها
الانتقام و الحقد ملي قلبها بتنتقم من أحياء واموات
عماد بصراحة مش عارفة اكرهه زي كرهي لسامر
حاسه جواه بذرة طيبة و لولا ام جلمبو ليلي كان الواد بقي كويس
همسة صعبت عليا اويي
وتين اتاكدت من شكوكها ان ريناد وري اللي حصلها
ريناد الهي تولع حواليكي و تتشوهي و ما يلاقو ميه يطفو الخريقة يا بعيدة


قمر الليالى44 09-12-16 09:08 PM

قفلة شريرة
مين اللى مع رندا وتسبب بخوفها ؟
هل هو هشام ام سامر الذى وضع رندا هدفه القادم بامر من امه ليلى
ليلى التى اعماها الانتقام وناوية تنتقم بواسطة رندا
عماد صراحة لسه غامضا
حسيت انه ليس مثلهم كما فهمت وليس مثل اخوه سامر الخاضع لامه
وتين وصدمتها من كلام رناد التى عادت ثملة
زياد مختفى هاد الفصل وباقى الابطال مختفين
يسلمو يا مايلو
وبانتظار القادم


may lu 10-12-16 03:41 AM

الفصل الخامس و العشرون (الجزء الثاني)

قلّب (عاصي) في الأوراق أمامه و زم شفتيه ضيقاً قبل أن يرفع عينيه للمرة التي لم يعرف عددها نحو (سيلين) التي حضرت لتساعده في غياب (هشام) .. ضيق عينيه و هو يتأملها في حيرة .. منذ حضرت للمكتب قبل ساعة و هي لم ترفع عينيها عن ما تفعله ... راقب تركيزها و أصابع يديها الرشيقة تتحرك بسرعة فوق لوحة مفاتيح الحاسوب بينما حاجبيها معقودين في تركيز تنقله بين الأوراق و الحاسوب و بين الحين و الآخر تكتب شيئاً في الأوراق ... لا يفهم حتى اللحظة لماذا انتظرها (هشام) ... أجل .. أخبره عن ثأرها الخاص دون أي تفاصيل و هو لم يتدخل و يسألها عن أي شيء حتى اللحظة ... وضع قبضته تحت ذقنه و هو مستمر في تأملها مفكراً .. لماذا عادت هي بهذه السرعة بمجرد أن عرفت بوجود مشكلة في العائلة؟ .. عاد بذاكرته لليوم السابقة عندما عرف بعودتها ليصدمه وجودها في غرفة (رهف) ، لم تدرك وجوده بالقرب و لم يسمع هو من مكانه ما كانت تهمسه لـ(رهف) الغارقة في غيبوبتها بينما تمسك كفها بين يديها ، لم يتخيل أن تصرف كهذا قد يصدر من سيدة الثلج ... لم يدرك أنها انتبهت أخيراً لتأملاته عندما التفتت لتسأله عن شيء ما ، لينتبه على صوتها يناديه _"(عاصي) .. (عاصي) .. أين ذهبت؟"
انتفض بخفوت و انتبه لها و هي تكمل بلكنتها الفرنسية التي لم تتغلب عليها السنوات التي قضتها هنا
_"أناديك منذ لحظات و أنت شارد ، ما الأمر؟"
هز رأسه مبتسماً و هو يجيب
_"آسف ... شردت للحظات .. لا تقلقي"
تأملته للحظة قبل أن تقول
_"أنت قلق من أجل (رهف) ، صحيح؟"
تنهد و هو يهز رأسه لتقول بتأكيد
_"ستكون بخير إنها قوية"
أومأ برأسه موافقاً و لم يتمالك السيطرة على فضوله فسألها
_"رأيتك البارحة في غرفتها"
نظرت له في حذر لتسأل ببطء
_"و ؟!"
تنحنح في حرج قبل أن يحسم أمره
"لماذا تفعلين كل هذا (سيلين)؟ ... ساعدتِ (هشام) في تجاوز محنة الشركة التي كادت تُفلسها بكل أموالك دون تردد و عدتِ سريعاً عندما عرفتِ بأمر (رهف) و زيارتك لها البارحة فور عودتك من السفر ... كل هذا يحيرني خاصة و أنا لا أفهم أبعاد علاقتك بـ(هشام) .. ... أعرف أن والدك كان صديق عمي لكن .. حسناً .. ممم .. لولا أنني أثق في أخلاق (هشام) لقلت فعلاً أن بينكما علاقة خاصة"
لمعت عيناها بقوة ... هل هذه ضحكة التي يراها داخلهما دون أن تسمح لشفتيها بإظهارها ليسمعها تجيب بعد برهة
_"لم أعرف أن مساعدة صديق و زيارة مريض و دعمه في شدته تستدعي كل هذه الحيرة و الشكوك (عاصي)"
ضاقت عيناه بإعتراض لتكمل هي بحسم
_"لكن لا بأس سأخبرك ... الأمر بإختصار أنني أدين لـ(هشام) بالكثير جداً منذ أتيت هنا و من قبله السيد (فاروق) ، لذلك وقت احتاجني (هشام) لم أتردد و في كل مرة سيحتاجني جواره سأفعل ، أتمنى أن أكون قد أرضيت فضولك"
تأملها في شك فهزت رأسها قبل أن تقول و هي تتنهد
_"(عاصي) .. حسناً .. سأؤكد لك شيئاً واحداً .. أنا لن أسبب الأذى أبداً لـ(هشام) أو لأي فرد من عائلته ، حسناُ؟"
بادلها النظرات لتقول و هي ترفع الأوراق في يدها
_"و الآن هل نركز في عملنا دون تضييع المزيد من الوقت؟"
ابتسم بقلة حيلة ليهز رأسه موافقاً قبل أن يسأل بفضول من جديد
_"إذن ... أنتِ لا تحبين (هشام)؟!"
النظرة في عينيها جعلته يتأكد أنها تتحكم بالفعل في ضحكتها لتقول بهزة رأس يأساً منه
_"(عاصي) ... لا داعي لتقلق من هذه الناحية .. لا أنكر أنني أحب (هشام) فعلاً و لكن ليس بالطريقة التي تقصدها"
و شردت عيناها للحظة قبل أن تقول
_"و ليطمئن قلبك أكثر أنا لا أؤمن بالحب و لا بالمشاعر من الأساس"
ضحك للحظات قبل أن يقول مُداعباً
_"لم أتوقع غير هذا من سيدة الثلج ... يا إلهي !! كيف جرؤت على توجيه مثل هذا الإتهام الخطير لكِ ... آسف جداً سيدتي"
تنهدت و هي ترفع عينيها للأعلى قبل أن تقول
_"لا فائدة منك (عاصي) ... عندما يعود (هشام) سأخبره أنك السبب في إنشغالي عن ما كلفني به"
رفع كفيه مستسلماً
_"حسناً .. حسناً ... أنتِ تنتصرين .. سأصمت تماماً"
مضت لحظة واحدة قبل أن يسأل من جديد
_"إذن ما الذي كنتِ تهمسين به لـ(رهف)؟"
نظرت له في ذهول واضح و اتسعت عيناها بشدة ليضحك و هو يحصل على رد فعل أخيراً خارج قناع برودها المعتاد و تحكمها في تعابيرها و يقول بعد أن هدأت ضحكته
_"حسناً سأصمت تماماً ... أردت فقط أن أشكرك لأجل دعمك لها البارحة فهذا ما تحتاج إليه ... أن تشعر بوجود الجميع إلى جوارها"
نظرت له للحظات قبل أن تقول
_"تحبها كثيراً (عاصي) ، صحيح؟"
ارتبكت ملامحه مع كلماتها و هي تثير النقطة التي طالما حاول تجنب الوصول إليها بتفكيره ليتنحنح قائلاً بعد لحظة
_"حسناً ... بالطبع أحبها .. ممم .. ليس بالطريقة التي تقصدين .. الأمر أن .."
رفعت أحد حاجبيها بسخرية لتقاطعه بتهكم
_"هذه كلماتي بالمناسبة"
تنحنح في حرج لتدرك حيرته الواضحة في إدراك حقيقة مشاعره و هو يخلل أصابعه في شعره بتوتر مجيباً
_"(رهف) ... لوقت طويل .. كانت شقيقتي الصغيرة الشقية التي تتبعني من مكان لآخر و لا تتوقف عن إيقاعي في مقالبها الشريرة ... الآن هي .. هي ... حسناً .. الأمر معقد كثيراً (سيلين)"
راقبت تغير المشاعر في عينيه و وجهه لتهمس و هي تزم شفتيها
_"غبي"
نظر لها بدهشة و هو يشكك فيما سمعها تهمسه
_"عفواً ، ماذا قلتِ ؟"
ابتسمت له في سماجة مجيبة و هي تتمنى قتله على غبائه الواضح
_"لا شيء (عاصي) ... حسناً .. هل نعود للعمل أم أنك تنوي تضييع المزيد من الوقت؟"
رمقها شذراً قبل أن يزفر و يعاود التركيز في عمله و هو يقول بتذمر
_"حسناً سأعود للعمل سيدتي ... ماذا كان يجب أن أتوقع أصلاً؟ ... هذا ما يحدث دائماً ...(هشام) يتلذذ بتوريطي مع سيدات البرود في العالم .. مرة (رواء) صاحبة الدكتوراة في الردود الباردة التي تجعل الدم يتجمد في العروق و الآن (سيلين) سيدة الثلوج كلها"
و ضاقت عيناه و هو يهمس لنفسه بتذمر
_"يغرقني هنا يوم العطلة و يذهب هو ليغرق في السعادة جوار حبيبة القلب بحجة أنه ذاهب ليجمع معلومات مهمة .. ذلك المخادع .. لابد أنه يكاد يلمس السماء بأصابعه من السعادة"
لم يرى (سيلين) التي هزت رأسها و هي تختلس النظر نحوه و هي تطلق سراح إحدى ابتساماتها الصغيرة النادرة قبل أن تغرق في العمل هي الأخرى
**************

may lu 10-12-16 03:51 AM

لم يتخيل (هشام) في أجمل أحلامه حين وافق على دعوة السيد (رفعت) البارحة - بعد اتصاله به - على مقابلته اليوم ، أنه سيقابل (راندا) بهذه الطريقة ... حسناً كان يعرف قبل لحظات أنه سيلتقيها على الغداء الذي أصر عليه السيد (رفعت) قبل قليل أن يتناوله برفقتهم و هو يخبره أن اليوم هو موعد التجمع العائلي و أنه يعتبره من العائلة منذ وافق على خطبته لـ(راندا) و لم يستطع (هشام) أبداً رفض دعوته التي أيدها السيد (أمجد) أيضاً ، لكن أن يلتقيها بهذه الطريقة و هو يغادر المكتبة - حيث كان اللقاء بينهم - متعذراً بإجراء مكالمة ضرورية ... نبض قلبه بعنف عندما فتح الباب ليقع ناظراه عليها و هي تدور حول نفسها بحماس دفع أطناناً من السعادة إلى قلبه المشتاق لها بشدة ، كانت شاردة مع نفسها فلم تنتبه لوقوفه في طريقها حتى اصطدمت به بقوة و كادت تسقط لولا أن اندفع ذراعه بتلقائية ليحيط بخصرها و تنهد قلبه ارتياحاً و هو ينقذها من السقوط أرضاً ... تجاهل خفقات قلبه المجنونة لوجودها بين ذراعيه و ابتسم في تسلي عندما تجمدت ابتسامة الشكر على شفتيها و هي تنظر له بذهول قبل أن تهتف به
_"أنت؟"
لم يقاوم مشاكستها كالعادة ليميل بها قليلاً حتى كادت خصلاتها الطويلة تلامس الأرض هامساً
_"مرحباً حبيبتي ... اشتقت إليكِ"
انتبهت لحظتها لوضع جسدها المائل و نظرت إلى المكان من حولها كأنما تحاول إدراك أبعاد وضعها قبل أن تهتف فيه و هي ترفع قبضتيها تدفعه في صدره
_"ماذا تفعل أيها المجنون؟ ... دعني"
ابتسم أكثر مجيباً ببراءة مفتعلة
_"ستسقطين لو فعلت"
حدقت فيه كما لو كان مجنوناً بالفعل لتهتف بينما قبضتها تدفعه أكثر
_"قلت لك ابتعد عني أيها الوقح"
اتسعت ابتسامته المشاكسة تتلاعب بأعصابها أكثر قبل أن يعتدل بجسده رافعاً إياها لتقف بإعتدال لتهتف بحاجبين معقودين بينما تدفعه ليبتعد عنها
_"ما الذي تفعله هنا أيها المغرور؟"
كتف ذراعيه مجيباً بتسلي
_"ماذا أفعل؟ ... أزور خطيبتي و عائلتها كأي خاطب يحترم نفسه"
راقب بإستمتاع نظراتها المتسعة قبل أن تتلفت حولها في قلة حيلة و تزفر ملوحة بيدها
_"اسمع يا هذا .. لا أعرف كم مرة سأخبرك بهذا .. عرضك مرفوض تماماً و لا خطيبة لك هنا ... هيا اذهب قبل أن أنادي أبي"
أشار بكفه نحو باب المكتبة قائلاً بتحدي
_"هيا افعلي"
قطبت حاجبيها أكثر قبل أن تتنفس بقوة و هي تهمس
_"اهدأي (راندا) ... ماذا كنتِ تقولين قبل قليل؟ ... لا تسمحي لأي شيء أن يعكر صفو يومك"
و رمقته بنظرة نارية و هي تتابع
_"خاصةً شخص مغرور و مجنون يعتقد أن كل ما يريده يحصل عليها"
رفعت أحد حاجبيها بغرور مشابه لغروره لتقول مشيرة بكفها بغطرسة
_"ابتعد عن طريقي إذن ... أنت تعطلني"
هز كتفيه دون أن يتحرك إنشاً دافعاً بالمزيد من نيران الغضب المُضاعف إلى عروقها و رغبة القتل التي تراودها دوماً في حضوره جعلتها أكيدة أنها على وشك إرتكاب جريمة أوقفها عنها لحسن الحظ باب المكتبة الذي فُتِح من جديد لتصطدم بمغادرة جدها و والدها مبتسمين قبل أن يتوقفا عن حديثهما مع رؤية الاثنين المتناطحين بوضوح أمامهما ليقول جدها في حبور
_"(راندا) حبيبتي ... آه أرى أنكِ التقيتِ (هشام) .. إنه صديق عزيز للعائلة أرجو أن تُرحبي به جيداً"
هتفت بإنفعال مذهول
_"ماذا؟ ... صديق للعائلة!!"
تدخل والدها قائلاً في لوم
_"(راندا) ... (هشام) ليس غريباً .. و أنتِ قابلتيه من قبل في الحفل القريب ، تتذكرين؟"
ليتابع جدها بما كاد يدفعها لتفقد ما تبقى من عقلها
_"(هشام) سيتناول الغداء برفقتنا اليوم ... اجعليه يشعر أنه في بيته حبيبتي"
هتفت بجنون
_"ماذا؟ ... سيتناول الغداء معنا؟! .. و .. و .. تريدني أن أجعله يشعر كأنه في بيته .. مستحيل"
و نظرت نحو (هشام) المبتسم في براءة زادت حنقها لتهتف موجهة الحديث له
_"في أحلامك إن فعلت"
رمت جملتها و اندفعت بخطوات متذمرة نحو المكتبة و دفعت بابها في غضب شديد تاركة ثلاثتهم ينظرون خلفها قبل أن يضحك جدها بإستمتاع و هو يبادل والدها النظر ليقول لـ(هشام) مربتاً على كتفه
_"من الواضح أن طريقك صعب و طويل يا فتى"
اتسعت ابتسامة (هشام) و هو يجيب
_"لا تقلق سيد (رفعت) أنا .."
قاطعه في لوم
_"ماذا أخبرتك قبل قليل بُني؟"
ابتسم في إمتنان ليتابع
_"حسناً .. لا تقلق يا جدي ... أنا لها و لا تقلق على أميرتك الغالية"
ضحك الاثنان ليقول الجد و هو يربت على كتفه من جديد
_"لست قلقاً عليها بُني ... أنت هو من أنا قلق من أجله .. لكني أثق بك كثيراً .. حسناً كما اتفقنا (هشام) .. أريد نتائج في أسرع وقت ، حسناً؟ .. و تذكر لن أجبر حفيدتي على أي شيئ ضد رغبتها"
أومأ له مؤكداً قبل أن يسألهما بتردد و هو يشير برأسه نحو المكتبة
_"إذن هل يمكنني ..؟"
فهما طلبه المتردد ليقول الجد و هو يهز رأسه موافقاً و هو يتحرك برفقة ولده
_"حسناً ... خمس دقائق فقط يا فتى"
و غمز له بعينه قائلاً
_"و إلا سأضطر لطلب النجدة من أجلك"
ضحك (هشام) و هز رأسه في احترام ممزوج بالإمتنان و تابع انصرافهما ليتطلع بعدها نحو الباب المغلق و يرفع رأسه للسماء زافراً بتوتر كمراهق ذاهب للقاء حبيبته ، قبل أن يخطو ليفتح الباب و يدلف إلى الداخل دون أن يغفل ترك الباب مفتوحاً ...
***********

may lu 10-12-16 04:01 AM

كانت (راندا) تقف أمام أرفف المكتبة و هي تُكلم نفسها بغضب مكتوم و تهز رأسها بين الحين و الآخر فلم تنتبه لدخول (هشام) الذي راقب حركات جسدها التي تنم عن الغضب و اقترب منها ليسمع تمتماتها المتذمرة
_"رحبي به و اجعليه يشعر أنه في البيت ... تباً .. و ذلك المغرور يقف منتظراً أن أفعل ذلك ... في أحلامه"
لم تشعر بوقوفه خلفها و هي تتكلم بينما تقف على أطراف أصابعها تحاول إلتقاط أحد الكتب و ذراعها مفرود على أقصاه ، لتصدمها أنفاسه خلفها بينما ذراعه تمتد ببساطة سمحت بها قامته الطويلة ليلتقط الكتاب بينما يقول بإستمتاع
_"أخبرتك من قبل حبيبتي ، أن أحلامي دوماً تتحول لحقيقة"
التفتت شاهقة و هي تستند للمكتبة من خلفها لتجده يطل عليها بجسده محاصراً كما فعل من قبل في مكتبة بيته ... لم تمنحه الفرصة ليقترب أكثر و هي تنسل مبتعدة لتهتف بغضب
_"كيف تجرؤ يا هذا؟ ... من سمح لك بالدخول و أنا هنا؟ .. أنت ضيف جدي لا يعني هذا أنه يمكنك أن .."
قاطعها مشيراً نحو الباب المفتوح و هو يقول
_"لا داعي لكل هذا الغضب حبيبتي .. أخذت الإذن من جدك و والدك"
شعرت بالغضب منهما و كادت تندفع خارجة ليوقفها هو قائلاً
_"ثم إن الباب مفتوح ، و إن شئت الدقة أنا من يجب أن يقلق على نفسه من وجوده بمفرده معك"
التفتت له لتهتف بذهول
_"ماذا؟"
ضحك مجيباً و هو يهز كتفيه
_"لم أقصد أنكِ قد تتحرشين بي لا سمح الله"
اتسعت عيناها أكثر و هي تصرخ
_"ماذا ؟ .. أيها الـ "
اقترب منها مقاطعاً
_"حبيبتي .. يجب أن تكوني أكثر رقة في التعامل مع زوجك المستقبلي .. تعرفين الزوجة يجب أن تحترم زوجها"
صرخت و هي ترفع رأسها للسماء
_"الرحمة يا رب"
ضحك للحظات قبل أن يقرر أن يرحمها من مشاكسته ليقول
_"حسناً أعتذر منكِ ... كل ما أردته هو بعض الحديث الجاد معك"
نظرت له بشك في نواياه و قبل أن تهتف به أن لا مجال أبداً لتتحدث بجدية مع شخص مثله كانت عاصفة صغيرة تقتحم المكتبة متمثلة في (رفيف) الصغيرة التي اندفعت نحوها يتبعها شقيقها (رامي) و هي تصرخ ملوحة بالهاتف في يدها و عيناها تلمعان بقوة
_"(رورو) ... ( رورو)"
استقبلتها (راندا) و هي تنحني ضاحكة تمسكها من كتفيها الصغيرين و هي تقول
_"اهدأي أيتها الجنية و التقطي أنفاسك أولاً"
لوحت بالهاتف لها و هي تهتف بحماس و أنفاس متلاحقة
_"بابا ... (آدم) ... بابا يريد أن يتكلم معك"
اتسعت عيناها بسعادة كبيرة و هي تهتف
_"(آدم)؟"
لتختطف الهاتف و ترفعه لأذنها هاتفة
_"(آدم) ... حبيبي .. هل هذا أنت؟"
أتاها صوته الهادئ لتقول بصوت متهدج و الدموع تترقرق في عينيها
_"حبيبي .. يا إلهي! .. اشتقت لك كثيراً أخي ... كيف حالك؟"
انتبهت على نظرات (هشام) الغريبة لها لتدير ظهرها له و تتجه إلى أقصى الغرفة لتمنعه من سماعها أو رؤية الدموع التي سالت من عينيها و هي تستمع لصوت شقيقها الحبيب يأتيها قائلاً
_"(رورو) .. اشتقت لكِ أميرتي .. كيف حالك؟ .. هل يتعبك الصغيران كثيراً؟"
ضحكت من بين دموعها قائلة و هي تختلس النظر للصغيرين اللذين كانا يتحدثان مع (هشام)
_"بالطبع لا ... إنهما ملاكيّ الصغيرين ... طمأني عليك أخي .. أنت بخير؟"
أتتها ضحكته القصيرة ليتنهد قلبها في راحة من أجله و رجاء يتردد داخلها أن تكون رحلة حزنه قد انتهت أخيراً ليأتيها صوته الضاحك
_"و لو أنني أشك في مسألة الملاكين هذه ، لكن سأمثل أنني أصدقك هذه المرة ... المهم .. أنا بخير حبيبتي لا تقلقي .. ألم يطمئنكم (زياد) أنه رآني سالماً و بكل خير؟!"
هتفت بتذمر
_"لا تذكرني ... ذلك الوغد أخفى عني أنه كان مقيماً معك من الأساس"
ضحك من جديد قبل أن يقول
_"أميرتي غاضبة جداً ، لا بأس سأصالحك بنفسي .. اطلبي ما تريدين يا أميرة حتى تسامحينني"
هتفت بلهفة
_"لا أريد شيئاً حبيبي سوى عودتك لنا .. متى ستعود يا (آدم)؟"
صمت للحظة قبل أن يجيب
_"قريباً صغيرتي .. لن أتأخر"
همست برجاء و حزن
_"ألم تعثر بعد على ما رحلت بحثاً عنه (آدم)؟"
ران الصمت للحظة أخرى قبل أن يأتيها صوته يسأل في حذر
_"ماذا تقصدين؟"
تنهدت بحرارة لتجيب
_"راحة القلب يا (آدم) و ماذا أقصد غيرها؟ .. الراحة التي تعتقد أنك ستجدها بعيداً عن عائلتك يا أخي؟"
أتاها صوته بعد زفرة حارة
_"كان يجب أن أبتعد لبعض الوقت (راندا) .. لكنني سأعود قريباً إن شاء الله"
صمتت لحظة في حزن قبل أن تقول
_"حسناً أخي لا تتأخر"
_"حسناً حبيبتي ... آه ... لحظة واحدة (راندا)"
قابلها الصمت للحظات قبل أن يأتيها صوته قائلاً
_"يجب أن أذهب حبيبتي .. أمر هام .. سأعاود الإتصال اليوم لأتحدث مع البقية ، حسناً؟"
أومأت قائلة
_"حسناً أخي سننتظرك .. إلى اللقاء قريباً"
ودعها لتقف مكانها برهة تنظر للهاتف في يدها و قلبها غارق في مزيج غريب من السعادة و الحزن لتتنهد و تلتفت متجهة نحو (هشام) و الصغيرين لتتسع عيناها بشدة و هما تقعان على المشهد أمامها .....
**********

may lu 10-12-16 04:24 AM

حدق (هشام) في (راندا) التي منحته ظهرها مبتعدة لتتحدث مع شقيقها ... لم يعرف كيف سيطر بقوة على غيرته المجنونة و هو يسمعها تناديه "حبيبي" .. تباً .. يعرف أنه شقيقها ، و رغم هذا تنتابه الغيرة و هو يراها تحدثه بهذه الطريقة و بكل هذه الرقة الناعمة المعاكسة تماماً لشراستها معه .. زفر بحرارة مفكراً .. من الجيد أنها ابتعدت و إلا كان تصرف بجنون أمام الصغيرين و هو يرى الدموع تطفر من عينيها و قلبه المجنون الذي كان يحترق غيرة تألم لرؤية دموعها و كاد يدفعه دفعاً لضمها إليه ليمسح نظراتها الحزينة و دموعها .. هز رأسه يتخلص من أفكاره لينتبه للصغيرين اللذين كانا يحدقان فيه بفضول ، فابتسم لهما و هو يقول
_"مرحباً"
اقتربت (رفيف) منه و هي تتطلع له بفضول ممزوج بالإنبهار لتسأله
_"من أنت؟"
تأمل ملامحها الجميلة بحنان و عيناه تلتقطان الشبه بينها و بين (راندا) ليخفق قلبه و هو يتخيلها صغيرة مثلها يوماً .. نفس الملامح و الشعر و النظرة الشقية التي تظهر بوضوح في عينيّ الصغيرة ليهفو قلبه أكثر و يرتجف بين ضلوعه و هو يتخيل نسخاً صغيرة منها في بيت يجمعهما معاً ليختلس النظر نحو أميرته التي تقف بعيداً غارقة في حديثها مع شقيقها الغائب غافلة تماماً عن ما يدور في عقله و الأحلام التي نسجها بمجرد رؤيته للصغيرين ... انتبه لـ(رفيف) التي وضعت كفيها على جانبيّ خصرها فبدت مثلها تماماً و كاد يضحك و هي تسأله في تذمر طفولي
_"أنت لم تسمعني؟ .. من تكون؟"
و اقترب (رامي) سائلاً بتملك ذكوري
_"و ماذا تفعل هنا مع (رورو)؟"
لمعت عيناه و أذنه تلتقط اسم تدليلها مع غيرة الصغير عليها .. و من يلومه ... اختلس نحوها نظرة أخرى قبل أن يميل هامساً بتآمر كأنما يفشي سراً خطيراً
_"أنا زوج العمة (رورو) .. اسمي (هشام)"
لمعت عينا الصغيرة فيما عقد شقيقها حاجبيه في شك لتهتف الأخرى
_"زوج (رورو) .. مثل بابا و ماما"
أومأ لها بإبتسامة واسعة و هو يجيب مقابلاً نظرات الشك في عينيّ (رامي)
_"أجل .. سنكون مثل بابا و ماما .. لكن (رورو) غاضبة مني و ترفض .. هل تتحدثين معها و تقولين لها أنني أحبها و سأجعلها سعيدة دائماً ، هل ستفعلين؟"
أومأت بحماس طفولي
_"و لن تجعلها تبكي؟"
هز رأسه نفياً بتأكيد
_"أبداً .. أبداً"
تابعت
_"و ستحبها دائماً كما يحب بابا ماما (رُبا)"
هز رأسه مؤكداً
_"دائماً"
صفقت بجذل متابعة
_"حسناً اتفقنا"
ربت على شعرها ليقول محدثاً الصغير المتجهم
_"و أنت أيها الشاب .. هل ستساعدني؟"
ضاقت عينا الصغير لُيشعر (هشام) أنه تحت اختبار ليقول
_"الجد (رفعت) نفسه سيساعدني و الجد (أمجد) أيضاً"
تغيرت ملامح الصغير قليلاً ليقول بتذمر واه
_"حسناً سأفعل"
مد كفيه لهما و هو يقول
_"حسناً شريكيّ .. لم تخبرا العم (هشام) بأسمائكما الجميلة بعد"
أسرعت (رفيف) تلتقط أحد كفيه بحماس شديد و هي تنطق اسمها كاملاً و بابتسامة كبيرة
_"أنا (رفيف آدم أمجد رفعت هاشمي)"
ضحك (هشام) أكثر عندما قالت بلهجة جادة كسيدة شابة
_"يمكنك أن تناديني (روفي) كما يفعل الجميع .. فقط من أحبهم"
ربت على شعرها ضاحكاً
_"حسناً آنسة (روفي) و ماذا عن هذا الشاب الغاضب"
أجابه بإختصار و هو يمد يده ليصافح كف (هشام)
_"أنا (رامي)"
هز رأسه كأنه يتحدث مع رجل يماثله سناً
_"تشرفنا (رامي)"
فوجئ بالصغيرة تشد أحد الكراسي و تقربه منه لتقف عليه تحت أنظاره الدهشة لتقول ضاحكة بعذوبة
_"أنت طويل جداً عمو (هشام) .. مثل بابا"
و مدت ذراعيها نحوه قائلة
_"أريد أن أقبلك"
اقترب مبتسماً و سعادة لذيذة تتسلل لقلبه و تزيح الهموم التي تراكمت مؤخراً فوقه ليميل واصلاً لمستواها الجديد و يحتضنها بحنان و يمنحها خده لتطبع عليه قبلة رقيقة و هي تقول
_"(روفي) تحبك عمو (هشام)"
قبل خديها بحنان و حب و هو يقول
_"و العم (هشام) يحب (روفي) كثيراً"
أتى صوتها المتذمر في تلك اللحظة مقاطعاً لحظتهم السعيدة و هي تقول في حنق
_"ماذا يحدث هنا بالضبط؟"
التفت لها و كاد يضحك على ملامحها المتجهمة و حاجبيها المعقودين ليقول بابتسامة بريئة
_"ماذا حبيبتي؟ .. هل تغارين عليّ؟"
ضمت قبضتها بغضب و هي تتنفس بقوة و كادت تشتمه دون مُراعاة لوجود الطفلين لولا أن قفزت (رفيف) من الكرسي إلى ذراعيها بقوة كادت تسقطها أرضاً و تعلقت بعنقها و هي تهتف
_"(روفي) تحب العم (هشام) كثيراً (رورو)"
حدقت فيها بذهول و هي تهتف
_"ماذا؟"
أومأت بحماس و هي تكمل بسعادة
_"و أنا سعيدة جداً لأنه زوجك (رورو)"
نظرتها الذاهلة كانت تستحق صورة للذكرى قبل أن تتمالك نفسها و تضع (رفيف) أرضاً لتهتف و هي تحدق بقهر في إبتسامته المتسلية
_"زوج من ؟"
و التفتت نحو الصغيرين قائلة بإبتسامة مصطنعة
_"(روفي) حبيبتي ... خذي الهاتف و اذهبي مع (رامي) لتخبري الجد (رفعت) أن بابا سيتصل به مرة أخرى .. (رورو) ستبقى هنا و تتحدث قليلاً في أمر هام مع .."
و ضغطت على أسنانها و هي ترمقه بنظرة قاتلة قبل أن تتابع
_"مع العم (هشام) .. زوجها"
أومأت (رفيف) و هي تأخذ منها الهاتف و تلوح لـ(هشام) مبتسمة قبل أن تغادر ليتبعها (رامي) بعد لحظة بعد أن رمى (هشام) بنظرة غيورة متنمرة كادت تجعله يفقد سيطرته على ضحكه في مواجهة المشتعلة غضباً أمامه و التي هتفت بشراسة بمجرد أن غادر الصغيران
_"ما هذا الهراء الذي أخبرتهم به؟"
هز كتفه مجيباً بهدوء
_"الحقيقة حبيبتي .. أخبرتهم الحقيقة و التي بالمناسبة تصممين على إنكارها"
هتفت بعينين متسعتين
_"يا رب"
و رفعت اصبعها في وجهه محذرة و هي تهتف بجنون
_"لآخر مرة سيد (هشام) سأخبرك .. انزل إلى أرض الواقع من فضلك و أوقف هذا الجنون لأنني لن أحتمله طويلاً"
هز رأسه بقلة حيلة مفتعلة و هو يجيبها
_"أنا على أرض الواقع بالفعل حبيبتي .. إن لم تدركِ الأمر بعد فقد حصلت على موافقة كبار عائلتك"
و غمز لها متابعاً بمرح
_"و موافقة الصغار أيضاً ، فماذا تبقى؟ .. (رورو)"
فار الدم في عروقها مع نطقه لاسم الدلال خاصتها مع شعور آخر لم تدرك ماهيته خاصة مع طريقة نطقه للاسم ... ستقتله ... مؤكد ستقتله في أي لحظة و لن يلومها أحد أبداً .. تباً له .. تباً .. و هي التي كانت قلقة بشأنه قبل يومين و سيطرت على نفسها بصعوبة حتى لا تذهب و تتوسل لأمها أن تتصل بعائلته لتتطمئن عليه .. لكنه بخير ... الوغد بخير تماماً بل و مستمتع بالتلاعب بها و هي الغبية تمنحه الفرصة ليفعل ... زفرت بحدة لتهتف
_"بقى موافقتي أيها المغرور"
و قلدته مكملة
_"و التي بالمناسبة لن تحصل عليها"
و صرخت فيه بحدة و هي تنوي المغادرة بعد أن اكتفت من كل ما يحدث
_"أبداً"
رن هاتفها في نفس اللحظة مقاطعاً رده الوشيك لتخرجه من جيب بنطالها و هي تزفر ... رفعته لتقطب في دهشة و هي ترى اسم المتصل لتفكر في حيرة ... (سامر) .. لمذا يتصل بها الآن؟ .. ألم تطلب منه مهلة للتفكير مع نفسها في عرضه قبل أن تتصل به بنفسها ... اختلست النظر للواقف أمامها لتلمع عيناها بخبث التقطه لتضيق عيناه بتوجس ، فيما هي رفعت الهاتف لأذنها مجيبة بسعادة مفتعلة
_"(سامر) .. كيف حالك؟ .. ما الـ..."
انقطعت جملتها بشهقة قوية و الهاتف ينُتزع من كفها بقوة لتهتف بذهول
_"ما الـ .؟"
ابتلعت كلمتها مع النار السوداء المشتعلة في عينيه و ارتجف قلبها بقوة و هي تراه يتنفس بقوة و غضب محدقاً في عينيها لتبتلع لعابها بصعوبة .. بادلها النظر للحظة قبل أن يرفع الهاتف لأذنه فيأتيه صوت الآخر يهتف بقلق
_"(راندا) .. حبيبتي ما ال .."
قطع المكالمة و النار تشتعل في عينيه أكثر و تغمر عروقه بجنون فازداد ارتجافها و قالت محاولة السيطرة على ارتجافها فخرج صوتها مرتعشاً
_"ما هذه الوقاحة؟! .. كيف تفعل هـ "
اقترب منها ببطء لتتراجع بخوف و هي تهتف فيه
_"توقف .. لا تقترب مني .. اسمع .. لا .. لا يجب أن .."
رن هاتفها من جديد ليغلقه تماماً هذه المرة و يلقي به بعيداً على الأريكة القريبة منهما لتهتف به
_"أنت مجنون يا هذا .. ماذا تظن نفسك؟"
خرجت كلماته بطيئة حادة كحد السكين و هو يقول
_"ألم أقل لكِ أن تبتعدي تماماً عن هذا الوغد؟"
و هتف بقوة أكبر جعلتها تنتفض
_"ألم أفعل؟"
هتفت بصوت مرتجف
_"و من أنت حتى تأمرني ، هه؟"
اقترب أكثر و هو يقول بغضب و رغبة شديدة في القتل تتدفق في عروقه و تزداد و صوت (سامر) يتردد في أذنه
_"قلت لكِ أن تقطعي علاقتك به (راندا) و إلا لن يحدث طيب .. فعلت أم لم أفعل؟ ... أي شيء في كلماتي هذه لم يدخل رأسك العنيد هذا؟"
هتفت بدفاع و هي تتراجع أكثر
_"ليس شأنك أبداً .. و ابـ .. ابتعد عني قبل أن أصرخ و أسبب لك فضيحة ليطردك الجميع من هنا"
لم يتوقف عن اقترابه المُعذب لأعصابها فهتفت بتحدي مُندفع و دون حساب للعواقب
_"و لعلمك (سامر) طلب يدي للزواج و أنا موافقة على طلبه"
توقف قلبها مع توقف خطواته لتبتلع لعابها بألم مع النظرة الوحشية التي لمعت في عينيه لتشهق بقوة عندما انتزعتها ذراعه من مكانها بعيداً عنه لتذرعها بقوة فوق صدره متسعة العينين و ذراعاه تحكمان حصارهما القوي حول جسدها ... ارتجفت بشدة و هي تدرك أنها لحماقتها الشديدة جذبت ذيل الليث النائم و عليها الآن أن تتحمل نتائج غضبه الناري ... دفعت بقبضتيها صدره رعباً دون جدوى و هي تسمعه يهمس في أذنها بتحدي زاد من ارتجافها
_"فليجرؤ و يقترب خطوة واحدة منكِ (راندا) و سأقتله بيديّ هاتين ... و زواجك المزعوم هذا سيحدث في حالة واحدة حبيبتي"
و نظر في عينيها المتسعتين و هو يكمل بصرامة شديدة جمدت الدم في عروقها
_"على جُثتي فقط (راندا) ، هل تسمعين؟ ... على جُثتي فقط"
****************
انتهى الفصل الخامس و العشرون
أتمنى ينال إعجابكم و عذراً على التأخير
قراءة ممتعة
أرق تحياتي للجميع

may lu 10-12-16 05:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii (المشاركة 11787084)
ههههههههههه انتوقعت و ﻻ الهوي اللي رماك
من بين مل الاحضان ملقتش الا حضن اتش و تقع فيه
رجاء و عرفنا انها ست طماعة لكن ليلي بقي مجنونه صواميل مخها فاكه كلها
الانتقام و الحقد ملي قلبها بتنتقم من أحياء واموات
عماد بصراحة مش عارفة اكرهه زي كرهي لسامر
حاسه جواه بذرة طيبة و لولا ام جلمبو ليلي كان الواد بقي كويس
همسة صعبت عليا اويي
وتين اتاكدت من شكوكها ان ريناد وري اللي حصلها
ريناد الهي تولع حواليكي و تتشوهي و ما يلاقو ميه يطفو الخريقة يا بعيدة


صباح الورد رونتي نورتيني كتير يا قمر و آسفة جداً على التأخير :amwa7:
ههههههههههه شفتي و الأخ هشام هيستغل الفرصة اللي جات لحد عنده :S_45:
ليلى واضح مجنونة و لسه جنونها هيبان أكتر بعد كده .. ربنا يستر
عماد فعلاً لولا أم جلمبو :icon_smile_rotating كان طلع كويس .. لما نشوف هيعمل إيه ف اللي جاي
وتين تأكدت و لسه جوها ضعف من حقيقتها .. هتحتاج تركز في تأهيلها النفسي عشان تقدر تواجه الكل و متهربش زي ما عملت مع راندا
هههههههه ريناد واضح إنها رايحة للوبا برجليها و أمير هيستغلها عشان يوصل لهاميس و مفيش مانع يضمها لقائمة غزواته النسائية ...
إن شاء الله تكملة الفصل تعجبك أكتر يا جميل .. قراءة ممتعة مُقدماً
أرق تحياتي :amwa7:

may lu 10-12-16 05:30 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 (المشاركة 11788541)
قفلة شريرة
مين اللى مع رندا وتسبب بخوفها ؟
هل هو هشام ام سامر الذى وضع رندا هدفه القادم بامر من امه ليلى
ليلى التى اعماها الانتقام وناوية تنتقم بواسطة رندا
عماد صراحة لسه غامضا
حسيت انه ليس مثلهم كما فهمت وليس مثل اخوه سامر الخاضع لامه
وتين وصدمتها من كلام رناد التى عادت ثملة
زياد مختفى هاد الفصل وباقى الابطال مختفين
يسلمو يا مايلو
وبانتظار القادم


صباح الياسمين قمر نورتيني بوجودك :amwa7:
راندا مذهولة و مصدومة و مفيش غير الأخ هشام اللي ابتسامته بتقدر تقلب كيانها :S_45:
ليلى مجنونة بإنتقامها و من سنوات طويلة كمان و نقلت كراهيتها و إنتقامها لأولادها و إن كان عماد بيحكم عقله أكثر من سامر اللي بيشبه أمه في الإنتقام الأعمى من الكل
عاصي و سيلين شرفوا في تكملة الفصل .. و الفصل الجاي زياد و البقية هينوروا إن شاء الله
قراءة ممتعة لبقية الأحداث و يا رب تعجبك
أرق تحياتي :29-1-rewity:

rontii 10-12-16 10:31 PM

مساء الجمال
اوبا بقي هشام تحول في ثواني لتنين مجنح و طلع نار من بوقه
و دي اخرة اللي يلعب مع الوحش
ليه يا رندا الغباء يا ماما قالم سامر ﻻ يبقي تسمعي الكلام و تبقي مؤدبة
عاصي هو عاصي مشاكث و طبعه و خفة دمه هي الاساس
برغم كل حاجة بتحصل ووجع قلبه ميقدرش يعيش من غير هزار و خفة دم
ادم و عودته اتمني تكون قريب اكيد هتفرق كتير مع الاح9اث اللي جاية بالطريق
فصل جميل يا مي و بانتظار الباقي


الساعة الآن 09:09 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.