خـوآتـم (1) *مميزة ومكتملة* .. سلــسلة شقآئق النعمان

[للفرح ثمن]

هلا والله نورتي انتي والروايه والمقدمه متابعتج انشالله تحياتي

[فُتُوْن]

الفصل الأول اليوم الأربعاء
حينزل الساعة تسعة بتوقيت السعودية
مع صور الابطال بناء على طلب الأعضاء ان شاءالله
انتظروني

[sanity]

كيفك فتون
قراءت المقدمة والقصائد وكانو حلوين كتير
بانتظار الفصل الاول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 1 والزوار 4)
‏sanity

[فُتُوْن]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 3 والزوار 0)
‏فُتُوْن, ‏بت البر, ‏رهفة

يا هلا والله بالربع

[فُتُوْن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة للفرح ثمن

هلا والله نورتي انتي والروايه والمقدمه متابعتج انشالله تحياتي

النور نورك يا للفرح ثمن
وسعيدة جداً بطلتك وكلامك الجميل لي
أتمنى أن تكون الرواية عند حسن ظنك
وأتمنى أن ترقى لذائقتك الأدبية

شاكرة لك المرور
أنرت وأسفرت

[فُتُوْن]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sanity

كيفك فتون
قراءت المقدمة والقصائد وكانو حلوين كتير
بانتظار الفصل الاول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 1 والزوار 4)
‏sanity

الحمد لله يا سارتي
أنت كيفك وشو أخبارك ؟

الحمد لله إنو المقدمة والقصائد عجبوك
وبتمنى كون عند حسن ظنك يا سارا
وتعجبك الرواية للنهاية

منورة للمرة المليون
حبيبتي

[فُتُوْن]

الفصل الأول بعد دقائق
إن شاء الله

التموا التموا

[رياح النصر]

تسجيل حضور في انتظار الفصل الاول لكن لي رجاء خاص محاوله الالتزام باللغه العربيه بدون اللهجات فأنا ضعيفه فيها وتشوش علي فهم الروايه شكرا حبيبتي

[عويشة]

السلام عليكم مقدمة مثيرة و مشوقة بانتظار الفصول بالتوفيق.

[فُتُوْن]

~.. آلسلآم عليكم ورحمة الله وبركاته ..~
\\ صبآحكم , مساءكم //
|| مفعمٌ بالأمل والجمال ||



قبل أن أنقل لكم الفصل الأول
أريد أن أخبركم شيئاً عن الرواية
إن شخصيات هذه الرواية واقعية
عاشرتها لمدة أنا شخصياً وأحببت أن أكتب عنها في رواية
ربما تثير شخصيات في الرواية نفور البعض
ولكنها موجودة في الواقع
وربما تثير شخصيات أخرى شفقة البعض
وكذلك فهي موجودة في الواقع




كذلك أريد أن أخبركم بشيء مهم
اقترحت العزيزة
cleopatra mms
أن أضع صوراً للأبطال كي تعيش معهم
وأنا وافقتها الرأي
وأشكرها جزيل الشكر على هذا الاقتراح
وتذكروا دائماً أنَّ ذراعي دائماً ممدودة لاقتراحاتكم
ولذلك سوف أهديها هذا الفصل
وأتمنى أن يلاقي إعجابها وإعجابكم أيضاً



الآن مع صور الأبطال :
أشكر الغالية العزيزة إليازر على التصاميم المذهلة للأبطال
والتي أتعبت عيونها وتركت دراستها لأجل أن تنهي التصاميم لفصل اليوم
شاكرة لها من الأعماق


























لن يكون الفصل الأول مخفي
ولكن اعذروني إن أخفيت بقية الفصول

وأذكر بأن هذه الرواية حصرية لمنتديات روايتي الثقافية

اعذروني على الإطالة
والآن مع الفصل الأول




.. الفصل الأول ..



تتربع صفحات وجهها المدور الناعم في ذهنه لتأخذه بعيداً عن ذلك المكان الضيق الذي يجلس به إلى مكان واسع لا شيء فيه إلاها.
كغزالة برية يبدأ طيفها بالقفز في مخيلته بكل الاتجاهات ليمنع بحركته الدؤوبة أي حدث يستطيع أن يلفت انتباهه لأي أحد سواها.
وهو يجلس على كرسي الطائرة عائداً إلى عائلته وبيته كان التفكير بردة فعلها حينما تراه عائداً لها قبل ثلاثة أيام من موعد عودته المفترض هو كل ما يشغل باله وكيانه.
وداد تلك الفتاة الحالمة التي رآها لأول مرة في حفل زفاف صديقه، بفستانها الأسود القصير الذي أبرز آنذاك معظم أجزاء جسدها الرشيق.
ما زال يذكر ملامحها التي لم تتغير على مدار العام ونصف العام الذي قضاه برفقتها.
بيضاء الوجه، حادة الملامح , يبدو لعينيها لمعة جرأة مع رشات أنوثة طاغية.
قد اغرقته بسحرها منذ ذلك اليوم الذي التقاها به وإلى الآن، وستبقى تسحره للنهاية.
كانت تحوم حوله كفراشة تحوم حول النور، حاولت كثيراً أن تجتذب أنظاره برقصها المدلل وصوتها الذي تغنجت به عليه وهي تقول :" أيها الجميل، هل ترقص معي؟ "
فاجئته بجرأتها العالية , يومئذ , وقوة شخصيتها .
حينما رأت تلعثمه أمامها، مدت يدها إلى ربطة عنقه لتسحبه ورائها قاصدة ساحة الرقص.
لقد تبعها دون أي اعتراض، كان الذهول هو الانفعال الوحيد الذي ظهر عليه.
حينما وصلت إلى الساحة، بدأت تتمايل قبالته.
رقصاتها وحركاتها التي أثارته بقوة سلبت له لب عقله.
وكيف له ألا يفتن بها وهو ليث الذي لم يعرف النساء وكيدهن ومهارتهن في ايقاع الرجال بغرامهن.
وهكذا فعلت معه، أوقعته في غرامها.
لقد ظل يرقص معها حتى الصباح دون أن يمل من جنونها الذي أظهرته أمامه دون حدود.
لقد اشتاق لها، اشتاق لكل شيء فيها.. اشتاق ليراها ويضمها بين حنايا صدره ويقبلها كما كان يفعل كل يوم.
غاب عنها لثلاثة شهور، هذه أطول مدة منذ أن عرفها، تمنى لو لم يفعل ولكنه مضطر.
مضطر أن يسافر كل فترة كي يشتري مسلتزمات المحلات التجارية التي سلمها له والده في أعرق الأسواق وأفخمها.
ما زال يذكر المرة الأولى التي أخبرها بها أنه سوف يسافر لأيام إلى كوريا كي يشتري بضاعة ليتاجر بها هنا، عندها أمضت ساعتين وأكثر تبكي فراقه وهي منسدلة على كتفه كطفلة صغيرة.
جزمت بأنها لا تستطيع العيش دونه لدقيقة فكيف سيطاوعه قلبه أن يغيب عنها أيام.
ابتسم لتلك الذكرى , استطاع أخيراً أن يجعلها تتقبل ظروف عمله بعد تعب.

ظلت تستدرجه حتى وصل بهما الأمر أن يستأجر غرفة في فندق لليلة جمعتهما.
كانت دائماً تقول أنها بهذا تستطيع أن تجعله يحبها ويهيم بها أكثر، وكذلك تبقيه بعيداً من أن يفكر بأي فتاة غيرها، ويتعوذ من الشيطان إن رأى وجه امرأة أخرى .
اعترض في بداية الأمر على النوم معها، ولكنه جبن أمام أنوثتها التي أحاطت به ومنعته من المقاومة.
كثيرة هي الليالي التي قضوها في الفنادق فما إن بدأ الأمر حتى اعتاده ليث كما اعتاد الهواء والماء.
اقنعته بأنه عليه أن يشتري لها منزلاً يأوي حبهما، وسيكون بإمكانهما أن يلتقيان متى ما شاءا.
لقد عرفت وداد ما يحتاجه الرجال، لقد عرفت تماماً كيف تجعله يحبها ويتيم بها.
ابتسامة عريضة أخرى ارتسمت على وجه ليث الذي لم يتوقف لثانية عن التفكير بها.
سحبته من الماضي يد مضيفة الطيران التي رتبت على كتفه قائلة
:" سيدي، لقد حان موعد نزولك من الطائرة، شاكرين استخدامك لخطوطنا الجوية. "
تفكيره بها أخذه من كل شيء، كل شيء حتى أنه لم يلحظ هبوط الطائرة ولم يشعر بانخفاض ضغطه الذي اعتاد عليه عند كل سفر و هبوط.
ابتسم من جديد فلم تكن وداد حبيبته فقط بل كانت كذلك شفائه من كل داء.
تناول حقيبته من الرف العلوي الموجود على متن الطائرة.
بعض الثياب والنقود وهدية مميزة لوداد هذا كل ما جلبه معه، فقد سبق وشحن تجارته قبل موعد طيارته بساعات.
ركض مسرعاً إلى خارج الطائرة، ليدلف إلى البهو حيث أكمل اجراءات جواز السفر، وحينما انهى كل شيء توقف عند باب المطار.
كان يريد أن يستأجر سيارة لتقله إلى وداد.. أراد أن يراها قبل أهله حتى.
لم يعتد ركوب سيارات الأجرة ولكنَّ اخفائه لنبأ وصوله قبل ثلاثة أيام جعله لا يملك خياراً آخراً، فلم يعلم أحد بأمر قدومه كي يجلب له سيارته من المنزل.
ما إن رأى سيارة أجرة تقف قبالته حتى ركض مسرعاً إليها أعطى السائق عنوان منزله ولما وافق السائق على الذهاب إلى هناك انطلق بلهفة.. لهفة لقائها.
لمحت عيناه السوداء الكحيلة متجراً للذهب، وهو في طريقه إلى المنزل.
التفت ناحية السائق يقول له :" قف هنا أرجوك أريد أن أشتري شيئاً. "
هز السائق رأسه بلطف وقال :" حاضر سيدي، سأنتظرك لتأتي. "
امتدت قدميه خارج السيارة، لتنتصب قامته المديدة ويتوجه إلى المتجر.
الكثير من الخواتم بأحجام مختلفة وألوان مختلفة وأشكال مختلفة قد جذبت انتباهه.
ولكن أي منها يناسب وداد، صاح بداخله.
أراد أن يشتري لها خاتماً يعرض به الزواج عليها في هذه الليلة الاستثنائية.
فهو غائب عنها منذ ثلاث شهور وأتى قبل موعده بثلاثة أيام كان عليه أن يفاجئها بثلاث مفاجئات.
كان الخاتم المفاجئة الأولى التي فكر بها، انتقى الخاتم بعناية بعد نصف ساعة من الحيرة.
أراد أن يكون خاتماً مميزاً يليق بعرض زواجه منها.
أراد أن تصبح حبيبته بشكل رسمي وزوجته على الملأ.
أراد أن يعرفها على أهله جميعهم بأنها هي شريكة حياته ورفيقة دربه.
ابتسم بمرح حينما تخيلها وهي ترتدي ذلك الفستان الأبيض الذي جلبه لها خصيصاً من كوريا لحفل زفافهما المنتظر.
لقد كان الفستان هو المفاجئة الثانية التي حضرها لها.
حمل بيده خاتم الألماس الأبيض ودخل مسرعاً إلى السيارة.
اعتذر من السائق على تأخره :" أنا آسف على التأخير. "، ليجيبه برحابة صدر :" لا تقلق، خذ وقتك سيدي. "
دقائق مضت على مضي السيارة قبل أن تقف مرة أخرى ليترجل منها ليث من جديد متوجهاً إلى متجر لبيع الزهور.
نصف ساعة ويعود ليث إلى السيارة حاملاً معه باقة ورود حمراء وبيضاء مكللة بطوق من الياسمين.
سلبت الباقة لب السائق الذي تنحنح ثم قال :" إنها باقة جميلة جداً. "
تنطلق كلمات ليث اللطيفة إلى مسامعه :" تستطيع أن تأخذها لولا أنني اشتريتها لإنسان غال على قلبي كثيراً. "
يهمس السائق بتردد :" إذاً هل أستطيع أن أخذ وردة واحدة منها، إن ابنتي اسمها ياسمين وهي تحب الورود كثيراً، كم ستفرح لو رأتني أدخل عليها مساء وبيدي وردة تحبها. "
يتكلم ليث بلطف اعتاده :" لن أعطيك واحدة بل سأعطيك ثلاثة. "
يقولها ليث ويمد أنامله إلى الباقة ليقتلع منها بحزر وردة حمراء وأخرى بيضاء والثالثة ياسمينة ليعطيها إلى السائق ثم يهتف :" لحسن حظك إنني في مزاج جيد ولذلك اعطيتك إياها، أرجو أن تنال إعجاب ابنتك. "
يردد :" ستنال إعجابها بكل تأكيد، شكراً لك. "
اعتقد ليث أن ابنته صغيرة السن، هو لم يعلم أبداً أن صغيرة السن هذه تبلغ من العمر اثني وعشرين عاماً.
يركن السائق سيارته الأجرة ليودع ليث منها ويتجه إلى منزله.

يصعد ليث درج البناء، لم يكن منزله مرتفعاً، لقد كان في الطابق الثاني.
يمشي خطوات واثقة ليصل عند الباب.
يضع علبة الفستان الأبيض التي كان يحملها بيده اليمنى مع باقة الورود التي اشتراها لوداد - وردته الجميلة - ليتمكن بذلك فتح باب شقته.
يدلف إلى الداخل حيث وجد الصالون فارغاً لا أحد فيه.
ينادي :" وداد حبيبتي. "
إلا أنه ما من أحد يجيب، يتجه إلى الغرفة الصغيرة التي على يساره ليفتح بابها دون أن يجد أحداً.
ينادي من جديد :" وداد أين أنت؟ ".
يبحث عنها في المطبخ ولم يجدها.
يتجه أخيراً إلى غرفة النوم يفتح بابها وهو يقول :" أين أنت يا ود"...
وقطعت الكلمة.
كادت عروقه أن تتصلب، ويتجمد الدم في أروقة روحه.
لقد شعر وكأن كومة دبابيس حادة غرزت في جسده مرة واحدة.
تجحظ عيناه السوداء الكالحة، ويتصبب العرق منه.
لقد توقع كل شيء من وداد..
توقع أن تهجره لأنه وفي كل مرة يتجادلان بها تهدده بتركه.
توقع أن تقسو عليه بمعاملتها لأنها اعتادت أن تعاقبه في كل مرة يغيب عنها بذلك.
إلا أنه لم يتوقع أن تخونه مع أشد الأصدقاء قرباً له زياد.

.،*،.

عندما يرى قامتها المنتصبة أمام باب غرفتها , تنتظر عودته , يشعر بمدى حبه لها.
لقد كانت له على مدى الاثني والعشرين عاماً نعم الابنة المطيعة، والفتاة الصالحة.
يتملق عينيها البنيتين وشعرها البني الفاتح، كانت تشبه والدتها تماماً.
هذا الأمر الذي جعل زوجته تغار منها وأي غيرة!
والدتها توفت وتركتها لليتم وهي بعمر الست سنوات، ربتها خالتها أخت أمها بحب بين أولادها ولكنها وحين كبرت وكبر أولادها الشبان اضطرت لأن تعيدها إلى والدها بعمر الخامسة عشر.
والدها الذي تزوج بعد وفاة والدتها بأربعة شهور.
-أعذب لدهر ولا أرمل لشهر –
هذا المثل الشعبي الذي قالته له أمه قبل أن تزوجه مرة أخرى.
عاملتها زوجة أبيها بقسوة، عاملتها كخادمة بلا مشاعر ولا أحاسيس.
كان غيظها منها جميعه ينصب من كونها جميلة تشبه والدتها.
يا كم تلك الليالي التي نامت فيها وهي تبكي، تتردد في ذاكرتها كلامها القاسي لها.
ويا كم تلك الآهات التي زفرتها في غرفتها وحيدة.
لقد مضى كل ذلك وباتت الآن قوية.
قوية بالعلم فهي تخرجت من كلية العلوم الطبيعية، وقوية بالمال فمنذ أن تخرجت توظفت كمعلمة مادة الكيمياء في ثانوية قريبة، وقوية بالأخلاق فهي كثيراً ما تجذب من حولها بأخلاقها العالية وتربيتها الصالحة التي ربتها عليها خالتها صفية.
" هيا يا ياسمين اقتربي، لدي مفاجئة لك. "
تدنو ياسمين خطوتين باتجاه والدها الذي جلس على الأريكة ، ولكنها تلجم أقدامها عندما تصطدم بنظرات زوجة أبيها الحاقدة لها.
تهمس لوالدها بوجه باسم :" قل لي ما هي؟ "
يشير بيده لثلاث وردات كن على الطاولة قبالته.
وردة حمراء وأخرى بيضاء والثالثة ياسمينة.
تركض إليه مسرعة تحتضنه بقوة، ثم تدنو من يده لتقبلها.
تقول بامتنان :" شكراً لك يا أبي، لقد كنت وما زلت أروع أب في العالم. "
ينظر لها بعينين مليئتين بالحب، يمسح على رأسها ثم يقبلها من جبينها.
تلحظ من جديد نظرات زوجة أبيها لها، لقد كانت تشتاط غيظاً.
تقول لأبيها :" حسناً أبي علي أن أذهب لأنام فلدي دوام غداً. "
يجيبها بابتسامة :" حسناً ياسمينتي، تغطي جيداً، فالجو بارد يا ابنتي. "
" حاضر أبي، تصبح على الخير. "
أخذ الورود و تمضي إلى غرفتها، تحضر أوراقها المدرسية وكتبها الدراسية، تضعهم في حقيبتها وتتأكد من أن كل شيء مرتب ومنظم وجاهز ثم تستلقي في سريرها وتنام.

،.*.،

زياد ذلك الصديق الذي عاش معه شبابه ومراهقته وكان أيضاً صديقاً لطفولته.
لقد أعطاه الكثير من المال والاهتمام، لم يرفض له يوماً طلباً، يراه الآن في السرير مع وداد.
وداد وردته الرقيقة التي وهبها حبه وقلبه قبل أن يهبها الكثير من الهدايا الفارهة.
حتى هذا البيت الذي يأويها أهداها إياه في عيد ميلادها الماضي.
ترتمي باقة الزهور وعلبة الفستان من يده.
يكاد يتفجر الدم في رأسه.
يقف أمامهم بصمت دون أن يقول أي كلمة ولا أن يحرك ساكناً.
يقف يتملقهم، يحاول أن يدرك حقيقتهم التي تعرت أمامه.
مصدوم هو حتى قاع عظامه، وأي صدمة!
صدمته غدت صدمتان، صدمة بوداد وصدمة بزياد.
يشعر بضيق في تنفسه لترتمي قدماه أرضاً بلا حراك بعد أن جعلته الصدمة غير قادر على الانتصاب أكثر .
يسدل جفونه بتعب.
ينهض زياد من السرير ويتجه إلى ثيابه ليضعها على جسده.
يمشي بخطوات يائسة إلى باب الغرفة، يمر بجانب ليث الذي لم يستطع أن يقول له أي حرف، ويمضي خارجاً.
تبدأ وداد بإصدار صوت بكاء حاد اخترق مسامع ليث.
دموع كدموع التماسيح انهمرت منها.
دموع كانت غالية جداً عليه ولكن ليس بعد الآن.
يصرخ بألم :" أهكذا تفعلين بي يا وداد؟ تخونينني؟ "
كان جواب وداد الوحيد هو البكاء.
ينظر لها بعينين محمرتين وبوجه غاضب عبوس.
يتكلم وهو يعض على أسنانه :" أهكذا تردين لي إحساني تجاهك، تفعلين ذلك وراء ظهري يا وداد. "
ينهض كفهد بسرعته وكنسر يتجه إلى وداد لاقتناص شعرها.
يشده بكل قوته ويسحبها منه لترتمي أرضاً.
يدنو منها ليصفعها على وجهها عدة مرات.
تترامى كفي يديه على وجهها دون توقف، ثم يضربها بقدميه على جسدها.
كانت أناتها وصرخاته بين يديه هي ردة فعلها الوحيدة، تحاول أن تتملص منه دون فائدة تحاول أن تقاومه إلا أنها لم تستطع.
يعود ليمسك شعرها ويجرها ورائه إلى باب البيت الرئيسي.
يرميها خارجاً ويبقي الباب مفتوحاً ليعود إلى الداخل يجلب معه ثيابها ويلقيها قبالة جسدها ومن ثم يغلق الباب بوجهها.
منهارة أمام باب منزله، تنهض لترتدي ثيابها على عجل قبل أن يمر أحد الجيران ويراها بهذه الحالة.
تمسح دموع الكذب التي زفرتها قبل قليل، وتتجه إلى نافذة المنزل المقابل لها.
تنظر إليها كانت نافذة عاكسة تعدل من هندامها، وتمتد أناملها إلى وجهها الذي غدى بلون أحمر من ضربات ليث.
" سافل " تردد بغيظ ثم تتجه عيونها إلى يديها وذراعيها لتجد علامات ركلاته لها واضحة العيان.
تتمتم بتهديد :" ستدفع ثمن تشويه جسدي غالياً أيها الحقير ليث . "
كانت تعلم أشد العلم أنه سيكتشف حقيقتها السوداء يوماً إلا أنها لم تتوقع أن يكتشفها بهذه السرعة.
هي التي اعتادت على ايقاع الرجال بفخ حبها مستخدمة سحرها النسائي.
جمال ورشاقة وجرأة واثارة وهل يريد الرجال أكثر من ذلك.
ليث ذلك البريء الذي لم يكن يوماً يعلم شيئاً عن النساء وكيدهن سقط ضحية شجعها منذ ما يقارب العام ونصف العام.
عندما علمت أنه من كبار تجار المنطقة يوم التقت به في حفل زفاف ابنة خالتها جعلته هدفاً تصبو إليه.
فحبها للنقود وإدمانها على اقتناء الثياب الفاخرة ذات الماركات العالمية أودى بها إلى أن تصبح عاهرة تبيع جسدها مقابل الحصول على مال كانت محرومة منه.
لقد بقيت مع ليث مدة قصيرة ومع هذا فإنها استطاعت أن تجني الكثير منه.
المنزل الذي كتبه باسمها، والسيارة وكذلك الكثير الكثير من المجوهرات الثمينة.
تعترف بأنه أحبها كما لم يحبها رجل قبله وهي استغلت حبه لها أشد استغلال.
وها هو انتهى أمرها معه الآن فقد اكتشف حقيقتها.
ويا كم كان اكتشاف قاس له حينما رآها مع صديقه المقرب.
تضحك بهستيرية كما لو أنها انتصرت عليه فاستطاعت حقاً أن تكسر قلبه بخيانتها له وتقصم ظهره بخيانة أقرب أصدقائه إليه.
تعود لتضحك بهستيرية، هي التي اعتادت أن تتغذى على قلوب الرجال المنكسرة وآلامهم تحطيماً منها لعقدتها التي نشأت منذ صغرها.
تغلغل أصابعها في شعرها تشعر بألم .
ترفع رأسها إلى الأعلى بتكبر وتمضي.
حينما تخرج من العمارة تجد زياد ينتظرها في الأسفل ترمقه بنظراتها، وتمضي متجاهلة وجوده.
يركض ورائها، يمسك يدها ليوقفها ويجعله تواجهه.
قبل أن يتكلم زياد بكلمة واحدة يقترب رأس وداد منه لتبصق عليه قائلة :" لقد خنت صديقك، وشخص خائن مثلك لا يناسبني أن أكون معه. "
تثير كلماتها الساخرة غضبه ليمسكها من ذراعيها بقوة ويهزها بين يديه بعنف.
يقول لها :" أنت من أغويتني وجعلتني أتيم بك. أنت من استدرجتني لخيانة صديقي المقرب الوحيد. "
تعود لتبصق بوجهه مرة ثانية.
تنتزع جسدها من بين يديه وتخطو خطوتين إلى الوراء مبتعدة عنه.
تقول بعينين وقحتين :" نعم لقد فعلت ذلك، وماعساك تفعل!؟ "
ترتفع يده لتواجه وجهها ، كاد أن يصفعها إلا أن يدها كانت أسرع في ايقافه.
تصرخ بوجهه :" لقد تحملت الكثير من صاحبك ولن أدعك تمد يدك علي أنت الآخر. "
تمشي أمامه بتخايل، ترفع أصابع يدها وهي تقفو مودعة وتدوي ضحكاتها في ذلك الشارع المظلم الفارغ كصوت كلب يعوي وحيداً.


.،*،.
انتهى الفصل الأول


أرجو أن ينال إعجابكم
قراءة ممتعة أتمناها لكم
وأتمنى لو تعطوني رأيكم ولو بكلمة
كما وأتمنى أن تضعوا لايكاتكم وتعليقاتكم على الفصل إن أعجبكم
فهي تعني الكثير لي




الفصل الثاني يوم الأربعاء القادم
إن شاء الله
انتظروني