آخر 10 مشاركات
ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          فالكو (52) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثالث من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          و سيكون لنا لقاء(73)-قلوب شرقيةـ للكاتبة *نغم الغروب* الفصل الثاني عشر* (الكاتـب : نغم - )           »          عندما ينتهي الكذب - هيلين بيانشين - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          357 - كاذبة ولكن - كاثرين روس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-16, 05:57 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 كيف يرضى البعد وعيوني تحبه ! / للكاتبة فُتون






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


نقدم لكم رواية
كيف يرضى البعد وعيوني تحبه !
للكاتبة فُتون




قراءة ممتعة لكم جميعاً....





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-16, 05:58 PM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

صباح/مساء الخير على الجميع


انا هُنا اليوم لأضع بين أيديكم روايتي الأولى في هذا المنتدى بعنوان

"كيف يرضى البعد وعيوني تحبه!"



؛ الإنسان ليس معصوماً عن الخطأ لذلك لابد من وجود الأخطاء فَ إليك عزيزي المنتقد/ اجعل انتقادك يليق بكونك قارئ حتى أستطيع أن أطوّر به من نفسي وأتجنب الخطأ في روايتي القادمة
موعد نزول فُصول الرواية سيكون كل أثنين وخميس ، لا يمكنني أن أعدكم بوقت محدد لذلك بمجرد نزول الفصل سأكتب تغريده على حسابي في التويتر "FtoonNovels"
أتقبّل انتقاداتكم وآرائكم حول الرواية سواءً أكنت هُنا في صفحات هذا المنتدى أو على حسابي في التويتر – أترككم مع الفصل الأول – بسم الله




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-16, 05:59 PM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول


الرياض ؛ 5:57 دقيقة صباحاً..
أخرجت يدها من تحت الغطاء بحثاً عن المنبه لتطفئه ، أطالت البحث عنه بيدها دون أن تنظر ؛ في جهة أخرى من الغرفة ذاتها رفعت الغطاء لتضعه على وجهها ، لم يستمر صوت المنبه المزعج كثيراً إذ دخلت امرأة في الأربعين من العمر لتتحدث بصوتٍ عالٍ : قومي انتي وياها
...... : لا اله إلا الله ، شوي شوي
في الجهة الأخرى لم تكن تستمع لحديثهم أو بالأصح كانت تتجاهله تجنباً للوقوع في المشاكل ، إلا أنها لم تتركها في شأنها بل اقتربت منها لتسحب الغطاء عنها : فـــجــــر قــومــي
دون أن تدخل معها في نقاش لا جدوى منه رفعت باقي الغطاء عنها لتنزل قدميها الصغيرتين من على السرير وتتجه بخطوات متباطئة نحو دورة المياه..
التفتت على النائمة فوق السرير الآخر : وانتي يا جود إن جيت ولقيتك على وضعك ذا لا تلومين إلا نفسك ، بعدين اقعدي ابكي وقولي عزوز سحب علي ترا هو وراه اختبار اليوم مو فاضي لتأخيركم
خرجت لتغلق الباب من خلفها بقوة ؛ عنيفة ! في ظاهرها فقط فقلبها يخاف علينا من نسمة هواء..
أقفلت صنبور المياه لتأخذ المنشفة المعلقة بجانبها وتبدأ بمسح وجهها وعيناها على المرآه .. مع كل مسحة تكشف فيها المنشفة عن عينيها كان صوته يتردد في مسامعها : "أغار على عيناكِ منكِ" ، ابتسمت لتعيد المنشفة إلى مكانها وتتجه إلى الباب ، فتحته لتصرخ جود في وجهها مازحة : بــــــــوو
فجر : وقفتي قلبي
جود : تستاهلين ، ساعه بالحمام ؟!
فجر : اسمعي عجلي على ما استشور شعري
جود : من جدك بتستشورين !!
فجر : امزح معك مثلاً ؟..
-
صخب المشاكل في منزل وهدوء التفاهم في منزل آخر..
رفعت شعرها كهيئة ذيل حصان ومن ثمّ أغمضت عينيها لتخرج دمعة على خدها همّت بمسحها سريعاً ؛ اقتربت منها لتحيط عنقها بيديها : من مزعل الحلو ؟
ابتسمت : ابد ما في شي
شدت بذراعيها على عنقها أكثر : أكــــيــــد ؟؟
...... : وأكيدين بعد
ابتعدت عنها لتقف بجانبها تصفف شعرها..
...... : أبوي صحى ؟
أجابتها وهي تضع الكحل على عينيها : ايه
...... : رايحة عرس انتي !! شيلي الكحل اشوف لا اعلم عليك امي
تأففت : الاقيها منك ولا من مدرستنا ؟! ترا كحل مو ... ، توقفت عن الحديث حينما دخلت والدتها "هدى"..
هدى : وش هاللي بيدك يا غزل ؟
تركته لتسحب منديل كان على الطاولة وتمسح به عينها : مدري وش دخل بعيني يمه
ابتسمت على أعذار ابنتها التي لم تتغير منذ زمن لتنقل نظرها إلى ابنتها الكبرى : محتاجه شي ؟
...... : لا يمه مشكوره
غزل : يمه طب انا اسأليني
هدى : ولا يهمك ، ها تبين شي ؟
اقتربت من والدتها : بس بس ابي 100 ريال
هدى : 100 !! ليه ؟ وش تبين فيها وانتي طالعه للمدرسة ؟
غزل : بروح مع صديقاتي المول بعد ما نرجع من المدرسة
وضعت يديها على عجلات مقعدها لتبدأ بتحريكه تجاههم..
هدى : انتي ضامنه اني بخليك تروحين المول عشان تطلبين مني فلوس ؟!
...... : يمه
هدى : عيونها ؟
...... : يخلي لي عيونك بس كنت بقول لك اتركي غزل تروح مع صديقاتها هالمره عشاني ، انا اعرفهم وانتي تعرفينهم وتعرفين اهلهم بعد
غزل : شفتي يمه
تنهدت تلك التنهيده التي تحمل معنى القبول لتقترب غزل منها وتحتضنها بقوة : يخليك لي يا اجمل ام في الدنيا..
-
الرياض ؛ 11:30 دقيقة ظهراً..
كعادته يصل إلى الجامعة متأخراً من دون عذر ، اتجه باتجاه أحد القاعات بملل ليجد المحاضر في انتظاره أمام الباب : كان ما جيت احسن ، ابي اعرف انت ما تدري ان عليك اختبار ؟
ابتسم بسخرية : لا ما ادري
دون أن يناقشه دخل إلى القاعة وأقفل الباب بقوة..
...... : فكّه عاد من زين شرحك عشان اختبر
اخرج هاتفه من جيبه ليجد خمس من المكالمات الفائتة التي تحمل اسم المتصل "سعد" : وش يبي ذا بعد !
بهدوء كان يتتبعه ، اقترب منه ليصرخ في اذنه : هــلا
ابتعد عنه ليصطدم بالعمود الذي بجانبه : الله ياخذك
سعد : استغفر ، تبي جهنّم يعني ؟
أقترب منه ليهمس في أذنه بكلمات أحر من وقع أنفاسه على عنقه : وانت ضامن الجنة ؟ - سكت قليلاً ليكمل بحديثه اللاذع – تبي اذكرك باللي كنت تسويه ؟ تبي اذكرك بالــ ....
قاطعه بعصبية : تهدد يا نايف !!
نايف : ايه اهدد ليه ما اهدد ؟ وش الفرق بيني وبينك ؟ ولا عشان انت سعد ولد حسان تهدد وانا لا ؟
سعد : انت ليه مو راضي تقتنع اني تغيّرت ؟!
نايف : لأن امثالك ما يتغيرون ، لأن امثالك انخلقوا يكونون حــ ....
لم يكمل حديثه لأن كفاً من سعد كان أسرع من تلك الحروف التي تخرج من فمه..
رفع كف يده ليمسح فمه الذي بدأ بالنزيف : واضح انك نسيت نفسك
سعد : ابشرك انت اللي نسيت نفسك - تغيّرت كثيراً ، بات حالك من سيء لأسوأ ، لما لم تتب كما فعلت ! لما لم تبادر إلى إرضاء رب العباد ؟ إلى استغفاره على ما فعلته من معاصٍ ! ، أين أنت من التوبة ؟ كنّا معاً في ذات المعصية لأتوب وتبقى أنت على حالك بل أسوأ !! ، ربي دله على طريق الهدى ، دله على الطريق الصحيح..
نايف : وش فيك تطالع ! شكلي معجبك ؟
سعد : مشفق على حالك والله..
-
دخل الى المنزل ليلقي بشماغه على الأريكة ، فتح أول أزرار ثوبه ليلقي برأسه إلى الخلف ، يشعر بصداع شديد بألم لم يشعر به من قبل ! ؛ اقتربت منه بخوف لتضع يدها الباردة على جبينه : أبو سالم ، انت بخير ؟
لم يستطع الإجابة يشعر بثقل في لسانه يمنعه من الكلام..
اتجهت للطاولة التي بجانبها لتسكب له كوب من الماء ؛ حاول أن يشربه ولكنه لم يستطع ليسقط الكوب على الأرض مصدراً صوت تحطم الزجاج..
بخوف صرخت : عــــايـــشــــة ، عــــايـــشــــة
خرجت من المطبخ ركضاً لتتجه إليها ، صُدمت برؤية أبو سالم بهذا المنظر لتتحدث بأحرف متقطعة من شدة الإرتباك : اش..في..ب..بابا علي ؟!!
أم سالم "هدى" وعينيها مثبتة على أبو سالم : قولي للسواق يجهز السيارة بسرعة
بخوف ركضت باتجاه غرفة السائق..
اللهم خفف عليه ، اللهم لا ترني فيه مكروهاً – اسمرت بالدعاء حتى طرق السائق الباب ليتحدث إليها بخوف : بابا علي كويّس ؟
هدى بعصبية : يعني لو زين كان ناديتك ؟!
اتجهت إلى المطبخ ليدخل السائق إلى الداخل ويساعد أبو سالم في الوقوف والذهاب باتجاه السيارة..
-
أقترب من سيارته ليفتح الباب وإذا بهاتفه يهتز في جيبه ، أخرجه ليصدم بعدد المكالمات الهائل من زوجة عمه ! ، شغّل السيارة بيده اليمنى ليضع الهاتف على أذنه بعد أن أتصل على زوجة عمه : بسم الله عليك خالتي فيك شي ؟ عمي صار له شي ؟!
بصوتٍ كاد أن يختفي من شدة البكاء : عمك ....
قاطعها بخوف على ذلك الذي كان له عماً بمثابة أب : شفيه عمي ؟ خالتي لا توقفين قلبي الله يخليك تكلمي
هدى : بعدين اقول لك اللي ابي اطلبه منك الحين تجيب غزل وكيان من دواماتهم وتاخذهم لبيتكم والمهم لا تحسسهم بشي
...... : بس ...
بنبرة صوت باكية غلبها الرجاء : طلبتك عبدالعزيز لا تردني
عبدالعزيز : ان شاء الله خالتي ، وانتي بعد جهزي نفسك بمرك بعد البنات ونروح له ، طيب ؟
هدى : ان شاء الله
محاولةً منه في التخفيف عن نفسه همس : ما رح يصير له شي ان شاء الله ، يمكن انخفض عليه السكر ، عمي وادري فيه قوي ما يهزّه شي!..
-
غزل : مو كأنه طوّل عليكم ؟
فجر : لا عادي اليوم عليه اختبار تلقينه تو مخلص
غزل : على اساس بطلع مع صديقاتي المول بس دام عزيز تأخر بجلس معك
فجر : لا عادي اذا ودك تروحين روحي
غزل : لا لا بنتظرك تروحين في النهاية عادي اذا ما طلعت اليوم بطلع بكرا ان شاء الله
فجر : ومين بيرجعك ؟
ضربت بكف يدها رأسها بقوة : ام المخ على اساس برجع مع البنات الحين مين يرجعني !
فجر : عــ ....
من خلفهم : عزوز يعني مين ؟ مو مالي عينك أخوي !
التفتت للخلف لتجد أختها جود : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
جود : شايفة جني ؟
ضحكت : ماش ما تبطلون هواش ، اللي اعرفه ان التوأم يكونون قريبين لبعض بس انتوا ما تبطلون هواش
جود : التوأم المختلف
فجر : هه ظريفة
من بعيد كانت تمشي باتجاههم لتصل إليهم وتبدأ بتحريك خصل شعرها كعادتها محاولةً منها في لفت انتباه كلاً من فجر وجود : اخوكم برا ينتظركم
اقتربت جود من غزل لتهمس في أذنها : تدرين ذي معجبة بعزوز
غزل : كـــذابـــــة !!
المشرفة : خير ان شاء الله ؟
غزل : آسفة
المشرفة : وانتي اهلك متى ناوين يجونك ؟
غزل : بطلع معهم
تغيرت ملامح المشرفة : مو محرمك على أي اساس تطلعين معه ؟!!
غزل : مو طالعة مع احد غريب ، أولاً تراه ولد عمي ، ثانياً تراه خطيبي وين المشكلة ؟
المشرفة بصدمة : خطيبك !!
غزل : ايوا ، ليه ؟
تراجعت بخطواتها للخلف قليلاً : تفضلوا – ابتعدت عنهم وهي بداخلها تسب وتشتم في غزل..
مدت جود كف يدها لغزل : كفّك يا الذيبة
فجر : اقول يلا يا ويلنا من عزوز زودناها..
-
أمسكت بهاتفها لتتصل بوالدتها : هلا يمه
هدى : هلا يا عيونها
كيان : يمه وين ابوي ؟ اتصل عليه ما يرد ! ترى لي اكثر من ساعة مخلصة مو بعادته يتأخر علي هالكثر !
هدى : يوه حبيبتي نسيت ما ادق عليك ابوك اليوم عنده شغل كثير فما رح يقدر يجيك وقلت لعبدالعزيز يمر خواته واختك ثم يجي
كيان وقلبها يخبرها بعكس ذلك ، يخبرها بان هناك شيء مخبأ بين كلمات والدتها : على خير ان شاء الله
هدى : انتبهي لنفسك..
-
بغضب لم يعتادون عليه : لا كان جلستوا للعصر احسن !!
جود : شفيك عزوز ؟ كأنك ما تدري ان المشرفة اللي اسمها سامية تقعد لنا على الوحدة
أغمض عينيه بقوة ، يحاول أن يخفي ذلك الخوف والتوتر الذي يشعر به : غزل
بإحراج خرجت الأحرف من فمها : هلا ؟
عبدالعزيز : تدرين وين جامعة اختك ؟
غزل : لا
فجر : هي بالجامعة اللي مقابل جامعتك ولا ؟
عبدالعزيز : طيب
جود : عزوز عادي اجي اركب قدام ؟
عبدالعزيز : تعالي
اقتربت فجر من غزل لتهمس : عمي فيه شي ؟
غزل : لا بس يمكن مشغول ، هو اذا انشغل يخلي عزيز يجيبنا
جود : عزوز فاتك اليوم وش قالت غزل لسامية عشان توافق انها تجي معنا
عبدالعزيز : وش ؟
جود : قالت لها انك خطيبها ، عاد فاتك وجهها كيف صار تقلّب الوان زي غزل الحين
من غير أن يشعر ألتفت ليرى غزل تحرك يديها على وجهها محاولةً منها في تخفيف الحر الذي تشعر به ، عاد ليلتفت إلى الأمام : وصلنا ، انزلي نادي اختك..
-
دخلت وهي في نفسها تتوعد بجود التي أحرجتها أمام عبدالعزيز ؛ من بعيد رأتها لتنادي بصوت شبه عالٍ : غــــــزول
ركضت باتجاهها : عيون وقلب غزول
كيان : يخلي لي عيونك وقلبك
أمسكت بمقبض مقعدها لتبدأ بتحريكه باتجاه البوابة : أكره شي عندك يوم يجيبنا عزيز صح ؟
كيان : لا شدعوه ! عادي والله ، الا اقلك اتوقع الولد يغير اسمه ، انتي تقولين له عزيز وانا عز وخواته عزوز وامي عبدالعزيز يعني صراحة مدري وش اقول
ضحكت لتردف : الله يعينه..
-
فتحت الباب لتساعد أختها كيان في الجلوس على المقعد ، أما هوَ فخرج من السيارة ليأخذ مقعدها ويضعه في حقيبة السيارة..
غزل : مرتاحة ؟
كيان : ايه ما تقصرين
أغلقت الباب لتتجه إلى الجهة الأخرى وتركب وكذلك فعل عبدالعزيز ، أغلق بابه ليبدأ بسؤاله المعتاد الذي لم يتغير منذ زمن : كيفك كيان ؟
كيان : الحمدلله
بهدوء سار باتجاه منزلهم..
جود : مو كأن ذا طريق بيتنا ؟
عبدالعزيز : ايه ، امي لزمت تتغدون عندنا حتى الحين بحطكم في البيت واروح اجيبها
فجر : أجل السهرة الليلة صباحي
عبدالعزيز : قلت غدا
كيان : افا يا عز يعني طرده ؟
عبدالعزيز : ما عاش من يطردكم وانا موجود
جود : يا عيني على الحب يا ناس
عبدالعزيز : أي حب !! تفكيرك المتحجر غيريه
جود : والله عاد ذا الواضح
ضحك رغماً عنه ؛ يخرجوني من أشد أوجاعي رغماً عني ، رغم ما بي من ضيق .. ابتسم ، وجودهم كفيل بأن يجعلني أبتسم سنواتٍ عدة من غير أن يكون لهذه الابتسامة سبباً سوى وجودهم ؛ هم نعمة أدعوك ربي أن لا تزول..
فجر : ترا عادي الحب ما يعرف عمر
كيان : ليه عز كم عمرك ؟
عبدالعزيز : مواليد 1993
جود : يا الشايب
كيان : اكبر مني ، انا مواليد 1995
فجر : اقول يا حلوين خلوا التعارف بعدين
أعتلت الضحكات مع نهاية جملة فجر ليقطعها اتصال على هاتف عبدالعزيز : اص خالتي تدق
من بين شهقات بكائها همست بضعف : عبدالعزيز
امتلأت محاجر عينيه بالدموع دون أن يسمع باقي حديثها ، أكتفى باسم عبدالعزيز من ذلك الصوت الباكي!..
جود : عبدالعزيز شفيه ؟
كيان : عز لا تخوفنا تكلّم ؟!
سار قليلاً حتى توّقف أمام أحد المحطات ليخرج من السيارة ويغلق الباب ؛ أبتلع الغصة العالقة في حلقه : عمي مات !
ببكائها الذي أحرق قلب عبدالعزيز أكثر وأكثر : ايه مات ، مات وخذا قلبي معه وروحي ، ليته خذاني كلي وارتحت لـــيـــت
عبدالعزيز : ادعي له ، ما يبي منك غير الدعاء – أغلق الخط ليعيد هاتفه إلى جيبه ومن ثمّ فتح باب السيارة ليركب ؛ سار بها دون أن ينطق حرفاً واحداً..
جود : شفيه خوفتنا ؟
عبدالعزيز : ولا شي
كيان : صوتك يقول غير كذا يا عز !
غزل بخوف : أبوي فيه شي ؟
بعصبية لم يتوقعها الجميع : قلت لكم ما في شي ، ما تـــفـــهــمــيــن !!..
-
جلس بجانبه ليقدّم إليه كوب من القهوة : شفيك متضايق ؟
...... : مو بالعادة ، ادق على امي وخواتي ما يردون !
...... : يمكن طلعوا مكان يعني مو شرط في شي
أرتشف قليلاً من القهوة محاولةً منه في إخفاء الرجفة التي يشعر بها تلك الرجفة التي تحمل معنىً أخر مختلف تماماً عن رجفة الشتاء..
...... : بردان ؟
...... : تدري ان هذي مو رجفة برد يا بندر
بندر : طيب دق على ولد عمك عبدالعزيز يطمنك عليهم
بهدوء فتح جهات الاتصال ليتصل بعبدالعزيز..
-
خرجت فجر من السيارة واغلقت الباب ليبقى عبدالعزيز بمفرده ، أمسك بهاتفه ليجد ابن عمه "سالم" يتصل به ؛ أخبره أم لا ؟ كيف سيكون وقع الخبر على مسامعه وهو بعيد ؟ مُغترب ليس بجانبه أحد!!..
عبدالعزيز : هلا بولد العم
سالم : هلابك
عبدالعزيز : آمرني وانا ولد عمك ؟
سالم : ما يامر عليك عدو بس كنت بسألك عن امي وخواتي ورا ما يردون ؟
عبدالعزيز : تطمن تو وصلتهم لبيتنا
سالم : عسى ما شر ؟
عبدالعزيز : جنبك أحد ؟
سالم : ايه خويي بندر
عبدالعزيز : خلك جنبه – صعبة النطق على عبدالعزيز فكيف ستتقبلها أذن سالم ! – توفى..
-
بندر بخوف : سالم شفيك ؟
ضاعت الأحرف ، نسي كيف له أن يتحدث ! ، عجز عن الكلام وعن البكاء وحتى عن ابتلاع تلك الغصة المؤلمة!..
سحب الهاتف من يد سالم : عبدالعزيز شفيه ؟
أراد أن يتحدث ولكنه أيضاً لم يستطع ، كان في انتظار أحد يشاركه ألم ذلك الخبر ليتوقف عن الحديث..
بندر : عبدالعزيز وقفت قلبي انت وسالم انطق وش صار ! احد توفى ؟
ألتفت إليه سالم لينطق بألم : راح وترك لي أمانه أم واختين وطفل
أغلق الخط فجملة سالم كانت كفيلة لتصف لبندر كل شيء دون أن يتحدث ، فتح أول أزرار ثوبه ومن ثمّ أرجع المقعد للخلف قليلاً ليلقي برأسه ، أغمض عينيه بهدوء ليهمس لنفسه : انت قد هاللي يصير يا عز..
-
في منزلها كانت تبكي حتى أصبح بكائها من غير صوت ، فقط دموع تنهمر على خديها بهدوء – لما تركتني وحدي ؟ لما لم تأخذني معك ؟! ، أخبرتك مراراً أن لا حياة لي بعدك!..
رن جرس الباب لتتجه إليه عائشة وتفتحه : ماما بابا عبدالعزيز جاء
بخطوات متباطئة تتحامل بها على وجعها اقتربت من عباءتها لترتديها ؛ بصوت لم يكن واضحاً بما فيه الكفاية لعائشة : خليه يدخل
عبدالعزيز : قالت ادخل
ابتعدت عائشة عن الباب ليدخل عبدالعزيز ، دخل ليجدها تجلس على أحد الأرائك فاقترب ليجلس أمامها مباشرة على الأريكة الأخرى : ما قصدت اتأخر عليك
هدى : ما له داعي تعتذر
عبدالعزيز : شايلة بقلبك علي ؟ من طريقة حكيك مبين
هدى : ليه تأخرت ؟ ما تدري اني كنت ابي اشوفه ؟ ابي اتأمله لآخر مره بالعمر ؟ ولا اساساً وش يهمك ، عمك اللي متوفي مو احد مهم
عبدالعزيز : تتوقعين اني متعمد اتأخر عليك واحرمك من شوفته ؟ انا تعبت ، انهلكت ، كنت ابي احد يخفف علي همي ما لقيت ! ما لقيت من يشاركني اوجاعي ، من ابكي على كتفه ويتحمل دموعي ، من يفهم الوجع اللي بقلبي – أبتلع غصته ليكمل – تعبت وانا احاول اخفي دموعي عن خواتي وبناتك ، تعبت اتكلم بصوتي المتزن ، صوتي اللي ما هزه الا موت ابوي والحين عمي ، عمي اللي كان لي أب ثاني بعد وفاة أبوي
دمعة خلف دمعة كانت تأخذ مجراها على خديها ، لم تتوقع أن يخرج كل ذلك من عبدالعزيز!..
عبد العزيز : تبين اكمل ولا اكتفيتي ؟ ، على العموم تراني للحين قد الأمانة وما خنتها ، لا امي ولا خواتي ولا بناتك يدرون عن شي وعشان ما اطلع كذّاب سالم ولدك درى مني
وقف من على الأريكة ليتجه باتجاه الباب..
هدى : كل ذا بقلبك ؟
ابتسم بسخرية على حاله : تسمين هذا كل شي ؟ هذا ولا يجي ربع اللي بقلبي والله..
-
وضعت كف يدها على بطنها لتحركها بشكل دائري : جوعانة
فجر : وانا بعد
غزل : وانا
جود : وانتي كيون ؟
كيان : مو مشتهية شي
فجر : عسى مو عزوز اللي مضايقك ؟ ترا اعتذر وقال انه اليوم تعبان شوي
كيان : لا شدعوه من متى أزعل من عز ! بس مو مشتهية شي الحين والله – لم أسمع نبرة الصوت تلك إلا حينما توفى عمي ، أعلم جيداً بأنك رجل ليس كباقي الرجال ، صوتك لا يختلف إلا فالشديد المُوجع ، ما الذي حدث ؟! لما لم تقاسمني أوجاعك كما فعلت في وفاة عمي ؟!! لما لم تجعلني أخفف عنك هذه المرة!..
-
فرنسا ؛ باريس..
وضع رأسه على الطاولة ليتبع ذلك تنهيدة تعب ، سحب أحد الملفات التي كانت بجانبه ليرفع رأسه ويفتح الملف ، نظر إلى الاسم ومن ثمّ إلى تلك الصورة الصغيرة المرفقة في زاوية الورقة..
فُتح الباب بهدوء ليدخل أحدهم : اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه
أغلق الملف سريعاً ليعيده إلى مكانه : محد ماخذ عقلي – أشار إلى المقعد الموجود أمامه – تفضل
تقدم ليجلس على المقعد : ايه وش عندك للحين ؟ عليك مناوبة اليوم ؟
...... : لا بس عندي شوية شغل
...... : غادة ؟!
...... : شفيها !!
...... : هي شغلك صح ؟
بعصبية يحاول جاهداً أن لا تظهر في نبرة صوته : وليد ، ترى غادة مريضة عندي واهتمامي فيها زي اهتمامي بأي مريض
وليد : شفيك ناصر ! امزح معك
ناصر : ما فيني شي ، وممكن تتركني اشوف شغلي؟..
-
الرياض ؛ 12:17 دقيقة بعد منصف الليل..
سحبت الغطاء عن جود : قومي عزوز يبينا تحت مدري وش عنده
جود : بعدين ، بعدين
كانت على وشك أن تنام ولكن اسمه كفيل بأن يغير كل شيء : شفيه عز !
فجر : مدري والله ، انتي بعد قومي قال يبينا كلنا
كيان : امي جت ؟
فجر : ما شفت احد ، انا كنت اتفرج فيلم ويوم جيت بطلع للغرفة هو شافني وقال اصحيكم يبيكم بموضوع ضروري
كيان : تعالي ساعديني اجلس على الكرسي
اقتربت منها لتساعدها في الجلوس على مقعها المتحرك..
كيان : مشكوره
فجر : الواجب يا بنت العم
كيان : اعطيني شرشف صلاة ، انا بنزل اشوفه على ما تصحين جود وغزل
فجر : اول ما تنزلين من الغرفة رح تلقين صندوق على يدك اليسار خذي اللي تبين
بدأت في تحريك مقعدها باتجاه الباب وقلبها يدعو أن يكون كل شيءٍ على ما يرام..
-
مسح على وجهه ليراها على مقعدها في بداية الدرج : ليه نمتي فوق ؟
كيان وهي تنزل بخطوات متقنة ، 17 عاماً وهي على هذا المقعد كيف لها أن تعجز عن النزول!..
وقف من على الأريكة ليقترب من الدرج خوفاً من أن تسقط : خليك ، أنا بساعدك
كيان وقد تبقى لها خطوة واحدة فقط : 17 سنة ما تبيني أعرف أنزل درج ؟
عبدالعزيز : وين فجر وباقي البنات
كيان : انا قلت لفجر بنزل اشوفك على ما يصحون
توقفوا عن الحديث ، انفاسهم هو الحديث الوحيد الدائر بينهم ؛ قطع هذا الهدوء جود وهي تنزل الدرج : شصاير عزوز ؟ بالله عليك ذا وقت تصحينا فيه ؟!
عبد العزيز : اجلسوا الموضوع يبي له شوية وقت
جلسوا بجانب بعضهم على الأريكة الطويلة : واللي هو ؟
ألتفت على كيان : قربي لهم
اقتربت منهم لتقف بمقعدها أمام غزل ؛ فتح فمه ليتحدث إلا أن صوته كان قد أعلن الخيانة!..
جود : في احد سمع ؟
عبدالعزيز : عمي...
قاطعته بخوف على والدها : شفيه أبوي ؟
كيان : كمل حكيك
عبدالعزيز : تعبان وهو الحين بالعناية
كين : الله يرحمه
جود : خير ، خير وش فيك ؟ في احد يقول كذا ؟! غبية انتي ؟ المفروض تدعين الله يشفيه
فجر: عادي ، من قال ان الرحمة بس للميت ؟
عبدالعزيز وقد أيقن تماماً بأن خدعته باتت واضحة لكيان : الله يرحمه
لم تخرج من الصدمة الأولى بأن والدها في العناية لتصدم الآن بأنه قد فارق الحياة!..
جود : عمي مات ؟!
فجر : عزوز انت قاعد تدعي له بالرحمة صح ؟ هو ما مات
عبدالعزيز : ارحموني والله مالي حيل
سقطت دموعها بنهاية جملته ، دموعها اللي كانت تنتظر القليل لتسقط ، القليل فقط ؛ أبعد عيناهُ عنها ، لا يستطيع أن يتحمّل أكثر ، لا يستطيع أن يرى دموعها تسقط وهو يقف عاجز عن فعل أي شيء! ، أرجوكِ أرفقي بحالي ، لا تضاعفين عليّ أوجاعي بدموعك ، أفعلي كما فعلتي عندما توفى والدي ، خففي عني فأني أكاد أنفجر!..
أصوات شهقاتهم التي بدأت بالارتفاع كانت كفيلة بأن تجعله يخرج من المنزل بأكمله ، لم يعد يستطع تحمل المزيد ، فهوَ يشعر بالاختناق!..
-
في المشفى التي توفى بها أبو سالم "علي"..
أبو عبدالله : كيف يعني ؟ مين اللي مخلص الاجراءات ؟!
فتحت الدرج الذي أمامها لتخرج صورة من بطاقة هويته : هذا اللي سوى كل شي ، حتى موعد الدفن تحدد رح يكون بكرا بعد صلاة العصر ان شاء الله ؛ اذا ما تعرفه نقدر اننا نبلغ عليه ؟
أبوعبدالله : الا أعرفه ، هذا حفيدي..
-
على بداية يوم جديد بمنزل أبوعبدالله..
أبو عبدالله : امس رحت ابي اخلص الاجراءات قالوا انك سويت كل شي يا عبدالعزيز
عبدالعزيز : جدي ، عمي متوفي من الساعة 12 الظهر وانت رايح 12 بالليل يعني برايك المستشفى بيخلونه كذا لو ما في احد جاهم ؟
أبو عبدالله : انا رحت عشان اشوف من اللي فيكم كفو وسواها
وضع كف يده على كف يد عبدالعزيز ليردف : هدي يا عبدالعزيز ذا جدك !
عبدالعزيز : استغفر الله
أبوعبدالله : وانت يا ولدي عبدالرحمن وينك عن الموضوع ؟ ذا اخوك المفروض انت اللي مسوي الاجراءات !
عبدالرحمن : ما وصل لي الخبر الا متأخر
أبوعبدالله : اظاهر اول من درى عبدالعزيز
وقف من مكانه : توصون شي ؟
أبو عبدالله : على وين ؟ ولا تكبرت علينا يوم انك مسوي الاجراءات حق عمك ؟
عبدالرحمن : يبه الله يهداك شفيك على الولد !!..
-
كعادته حينما يغضب يضرب قدمه بالأرض عدة مرات ورأسه ينظر للأعلى..
اقترب منه : عبدالعزيز
عبدالعزيز : عمي روح مالي حيل اكلم احد
تركي : وانا احد ؟
عبدالعزيز : عمي الله يوفقك ارجع للمجلس
تركي : انت تدري بأبوي ان تضايق ما يحب دمعته تنزل فيحط حرته باللي قدامه
عبدالعزيز وما زالت عينيه مثبته على السماء :عمي تكفى طلبتك ادخل
تركي : طيب بس انت بعد ادخل ، ما يصير واقف هنا بالشارع !
ابتسم حينما مرّ طيفها أمامه : جنبها تعجزون
تركي : منهي ؟
عبدالعزيز : انسى..
-
في الجهة الأخرى من المنزل ؛ الدموع كانت هي الأسئلة وشهقات البكاء هي الإجابة!..
جود : جدتي تبين شي ؟ ما اكلتي شي من الصباح مو زين لك رح ينزل عليك السكر
أم عبدالله : لا بنيتي مو مشتهية شي
أم عبدالعزيز "ابتسام" : عمتي لازم تاكلين لو شوي
فجر : غزل
غزل : هــمــمــمــم
فجر : احس بدوخة – وما هي إلا ثوانٍ قليلة حتى سقطت على الأرض ! ؛ بخوف اقتربت من ابنتها : فجر ، فجر حبيبتي تسمعيني ؟
أم عبدالله : دقوا على عبدالعزيز
أخذت هاتفها لتكتب تلك الأرقام التي حفظتها عن ظهر قلب ، أجابها : كيان !
كيان : عز تعال اختك فجر طاحت علينا..
-
في المشفى ؛ يمشي ذهاباً وإياباً ، خائف أن يفقدها ، خائف أن يخسر شخصاً أخر فقلبه لم يعد يتحمل المزيد ، خرج الطبيب من غرفتها ليتجه إليه عبدالعزيز : طمني عليها ؟
...... : ابد اخوي ما فيها إلا العافية بس واضح انها ما اكلت شي من فترة طويلة فانخفض عندها السكر
تنهد براحة كبيرة : متى تقدر تخرج ؟
...... : نحنا الحين حطينا لها مغذي والى الآن ما فاقت فيفضل أنك تخليها عندنا للمساء
عبدالعزيز : مشكور دكتور
...... : واجبنا
أهتز هاتفه في جيبه ليخرجه وينظر إلى المتصل "جود"..
جود : عزوز ، كيف فجر زينة الحين ؟ متى بتخرج ؟ طيب بتطوّل ؟! يعني بتحتاج مرافق لها ولا لا ؟
ابتسم رغم كل ما يشعر به من وجع : شوي ، شوي
جود : عزوز مو وقتك ، جاوبني ياخي
عبدالعزيز : ما فيها إلا العافية بس احتمال تقعد للمساء
جود : بتقعد عندها ؟
عبدالعزيز : اكيد
جود : طب بتطفش لوحدك شرايك اجي اونسك ؟
عبد العزيز : اقول جود
جود : هلا !
عبدالعزيز : انتبهي لجدتي وامي وخالتي وعماتي كلهم ولنفسك اكيد ما ابي احد يصير له مثل اللي صار لفجر
جود : وغزل وكيان ينتبهون لنفسهم صح ؟
عبدالعزيز : لا يا قلبي تحطينهم بعيونك
جود : طيب يا العاشق ، سلام..
-
أم عبدالله : بشري يا بنيتي ؟
جود : الحمدلله يقول زينة بس يمكن تقعد للمساء
بنهاية جملتها انتشرت همسات : الحمدلله
جود : ترى عزوز موصيني انتبه لكم يقول ما يبي احد يصير له مثل اللي صار لفجر فـ الله يعافيكم كلوا لو شوي خصوصاً اللي مثل فجر ما اكلوا من امس
ابتسام : مثلك يا بنتي اللقمة ما دخلت حلقك من امس
جود : مو مشتهية
غزل : كلنا مو مشتهين..
-
...... : شفيك مو على بعضك اليوم ؟
...... : نايف
بعصبية : هذا ما تركته للحين !!
...... : يهددني ، ما ادري وش ناوي عليه
وضع يده على كتفه : حبيبي سعد افتح لي عقلك انت وش اللي مخليك ساكت عليه للحين ؟ ماسك عليك شي ؟ يعني معه دليل شي يثبت انك زمان كنت معه ؟ بعدين انت تبت وخلاص تركت عنك هالخرابيط يعني حتى لو اعطاهم أي شي رح تطع منها
سعد : حتى ولو يا مشعل بالنهاية هذا صاحبي صعب اتخلى عنه بهالظروف..
-
الرياض ؛ 8:00 مساءً..
فتحت عينها ببطء لتراه نائم على مقعد بجوارها ، بتعب همست باسمه : عبدالعزيز
بمجرد أن سمع اسمه أستيقظ : عيونه ؟
رفعت يدها لتشير إلى علبة المياه الموجودة بالقرب منه ، أخذ العلبة ليفتحها ويمدها إلبها : سمي بالله
شربت القليل : كم الساعة ؟
عبدالعزيز : الساعة ثمانية
فجر : يـــــوه كل ذا نايمة !
عبدالعزيز : نومك ثقيل
ابتسمت : ليه ما رحت البيت ؟
عبدالعزيز : يعني بالعقل أتركك هنا لمين ؟ وبعدين شسمه إذا تحسين نفسك تمام بروح أكلم لك الدكتورعشان تطلعين ؟
فجر : ايه تمام
عبدالعزيز : اجل غطي نفسك بروح انادي الدكتور
أكتفت بهز رأسها للأمام قليلاً ليخرج عبدالعزيز..
-
في جهة أخرى من نفس المشفى كان ينتظر خروج عبدالعزيز ليدخل هوَ ، ظلّ يراقب عبدالعزيز حتى أختفى من الممر ليقترب من باب غرفة فجر ويفتحه بهدوء ، بخوف من رؤيته نحدثت إليه وهو لم يدخل بعد : انت وش جابك هنا ؟ تبي عبدالعزيز يشنقك ويشنقني معك ؟!
أغلق الباب ليقترب من سريرها : ما قدرت ارتاح يوم درين انك هنا
فجر : الله يخليك اطلع لا تسوي لنا مشكلة
...... : عبدالعزيز راح ينادي الدكتور صح ؟
فجر : ايه
...... : يعني مطوّل لا تشيلين هم ما رح يشوفني ولا رح يدري اني جيت المستشفى اساساً
فجر : ســــــــــعــــــــــد ، الله يخليك اطلع
سعد : لهدرجة كارهة شوفتي ؟!
فجر : سعد لا تفهم غلط بس انت تدري لو عبدالعزيز يشوفك الحين والله ما تخرج حي من هنا
ابتسم : لا تخافين..
-
أمسك بمقبض الباب ليفتحه : تفضل دكتور
دخل الطبيب ليتبعه عبدالعزيز ويغلق الباب..
فجر : تأخرت
عبدالعزيز : الدكتور كان عنده شوية شغل
...... : كيفك اخت فجر ؟
فجر : الحمدلله
...... : تحسين انك قادره تطلعين ولا حابه تبقين في المستشفى باقي اليوم ؟
فجر : لا الحمدلله ما يحتاج
التفت على عبدالعزيز : اجل رح اعطي الاستقبال خبر بإذن الخروج وتكمل باقي الاجراءات عندهم
عبدالعزيز : مشكور دكتور
خرج ليغلق الباب من خلفه..
فجر : جبت ملابسي ؟ يعني عندي لبس البسه تحت العباية غير حق المستشفى ؟
أقترب من الدولاب : ايه جبتها هنا
صرخت : لا تفتحه
عبدالعزيز : بسم الله عليك ، شفيك ؟
فجر : لا تفتحه وخلاص
بحسن نية ابتعد عن الدولاب : طيب لا تاكليني..
-
يتبع..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-16, 05:59 PM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

في منزل أبو عبدالله..
أم عبدالله : يا بنات تغطوا الرجاجيل بيدخلون
وقفت غزل من على الأريكة لتتجه إلى كيان وتمسك بمقبض مقعدها : حقك فوق صح ؟
كيان : ايه اطلعي جيبيه مالي حيل الطع
أفلتت يدها من على المقبض : ابشري انتي تآمرين وحنا ننف
كيان : تبشرين بالجنة
أم عبدالله : خلي عنكن الهذرة ، الرجال بيدخلون وانتن لسا تهذرون
غزل : ان شاء الله
وما هي إلا دقائق ليجتمع الكل في صالة الجلوس..
أبو عبدالله : وينها ندى ؟
سامية " ابنة أبو عبدالله" : نايمة فوق
أبو عبدالله : اطلعي صحيها الكل مجتمع الا هي فوق نايمة !
سامية : على امرك يبه
اقتربت غزل من كيان لتهمس في أذنها : رح تسوي لنا مشاكل كالعادة وانا اليوم نفسيتي قافلة بطلع حرتي كل ابوها فيها
كيان : هدي ان شاء الله ما رح يصير شي
طَرق الباب ليردف : طريق !
عبدالرحمن : ادخل يا عبدالعزيز
دخل عبدالعزيز وبجانبه فجر ؛ وقفت جود من على الأريكة لتتجه إلى فجر وتحتضنها بقوة : وحشتيـــــــــــني
فجر : وانتي اكثر
جلس بجانب عمه عبدالرحمن بعد أن سلّم على الجميع ، وأما فجر فقد جلست بجانب جود وغزل وكيان..
نزلت من الأعلى ومن خلفها سامية : السلام عليكم على الجميع – اقتربت من والدتها لتجلس بجانبها..
سامية : يبه تبي قهوة ؟
أبو عبدالله : ايه يا بنيتي يا ليت
سامية : انت تامر امر
ندى : اشوفكم يا بنات علي ما تبكون ! شسالفة ؟!!
عضت على شفتها السفلى بقوة لتهمس : استغفر الله
كيان : من قال لك ان الحزن بالدموع ؟
ندى : تكلمت الفيلسوفة
عبدالرحمن : احترمي نفسك يا ندى ، هذا وانتي عمتهم يتطلع منك هالحكي !
ندى : ما قلت شي خطأ
غزل : ابد ما خطيتي كلامك كله صح
أم عبدالله : انتوا ما تحترمون وجود أحد ؟!
غزل : اصلاً لو انها مو بعمتي كان ..
قاطعتها كيان : خلاص
أبو عبدالله بحدة : ندى اطلعي غرفتك
ندى : اصلاً ذا اللي ابيه
وقف عبدالرحمن بعصبية : انتي لو ما تحترمين نفسك وتحسنين من اسلوبك قسم بالله لا يصير شي ما يرضيك
أبو عبدالله : تهددها قدامي !!
عبدالرحمن : اصلاً هي ما خربها الا دلعكم – اتجه باتجاه الباب ليترك لهم المنزل بأكمله!..
أم عبدالله : انتوا ما تجتمعون الا وتسوون مشاكل
جود : والله البلا ببنتك
أبو عبدالله بذات الحدة التي وجه بها كلامه إلى ندى : كل واحد يروح داره لا اشوف واحد فيكم قدامي
التفتت لعبدالعزيز : عز !
وضع عينيه بعينها من غير أن ينطق بأي شيء..
كيان : قم ودنا لبيتنا اذا ما فيها كلافه
جود : لا وش بيتكم ! ودنا كلنا بيتنا
أبو عبدالله : وان قلت ما لكم خرجة من هالبيت ؟
بهدوء : يتنفذ كلامك..
-
وضعت رأسها على الوسادة : منهد حيلي أن ودكم تسهرون اسهروا تحت
جود وهي تعدل فراشها : من له خلق يسهر يا كيون !!
اغمضت عيناها لتسقط دموعها بصمت على وسادتها..
فجر : ندى تــقهــــر ! ما كأنها عمتي ، ودي اشنقها
جود : اصلاً هالنوعيات الذبح فيهم حلال
غزل : استغفري انتي وياها كل كلمة تقولينها محاسبة عليها عند ربي يوم القيامة
جود وفجر : استغفر الله
اقتربت للإضاءة : اطفيها ؟
غزل وفجر : ايه
لماذا تركتني في هذه الحياة وحدي ؟! ، تعلم جيداً بأنني ضعيفة .. أحتاج لأن يكون بقربي رجل ، رجل مثلك يا أبي يشعرني بأنني قوية ، بأنني لستُ كباقي النساء!..
-
صباح يوم جديد على مدينة نيويورك..
ارتدى زيه العسكري استعداداً للذهاب إلى دورته التدريبية التي أوشكت على الانتهاء ، اقترب من صديقه النائم : بندر
بندر : هــمــمــم
سالم : قم الساعة سبع
بخوف اعتدل على السرير بسرعة : يا جعلك باللي ماني بقايل وشوله ما صحيتني للحين ؟!
أجابه وهو يضع قبعته على رأسه : قل الحمدلله اني ما سحبت عليك
بندر : طيب ، طيب لا تمن علينا يا الأخو..
-
فرنسا ؛ باريس..
خرج من أحد المتاجر وهوَ يحمل كتاباً في يده "جعلتني احب القراءة من أجل عينيكِ" ، اتجه باتجاه المشفى التي يعمل بها والابتسامة لم تفارق شفتيه توجه نحو مكتبه ليجد وليد في انتظاره!..
وليد : ما بغيت تشرف ؟
خلع معطفه ليضعه على الأريكة : اتوقع مو انت اللي تحاسبني !
بعصبية : يا حبيبي وحدة من مرضاك توفت وانت تقول انه مو انا اللي احاسبك !
ببرود : عمرها خلص
وليد : لو غادة كان قلت هالحكي ؟
اقترب منه ليشده من ياقة قميصه وبنبرة غضب خالطها الكثير من الغيرة : قلت لك غادة مالها دخل ، ابي افهم ليه كل شي تدخل فيه غادة ؟!
أبعده عنه : لان انت حاطها قبل كل شي ، المفروض انك هنا قبل ساعة بس حضرتك رحت تشتري كتاب لعيون غادة ، مريضتك جت ما لقتك ، كانت في حالة ما يعلم بها إلا الله ، حاولت بقد ما اقدر اساعدها بس ما قدرت ، تدري ليه ؟ لأنك مقفل على ملفات مرضاك كلها – رفع يده ليشير إلى دولاب من الأرفف خلف ناصر – مقفل عليها بهالدولاب ، ما كنت ادري انها مريضة سكر ، خليتني اعطيها دوا غلط وماتت – ارتفع صوته ليصرخ – فهمت الحين وش دخل غادة ؟؟
ناصر : أولاً الكتاب اللي انت شايفه لي مو لغادة وثاني شي مسؤوليتها اذا جاية قبل موعدها
وليد : انت دكتور وكل اللي يصير مسؤوليتك ، وبعدين اذاك جاي هنا عشان تضحك لك على كم بنت روح باللي خبرك يا كثرهم
احتد النقاش ! بين عاشق يغار على معشوقته وطبيب يشعر بالضيق لأن أحدهم لم يقم بواجبه على أكمل وجه..
ناصر : قلت لك عمرها خلص
مسح على وجهه بقوة ، يشعر بأن أعصابه ستفلت..
ناصر : خلصت حكيك ؟ تفضل
توجه إلى الباب ليخرج ، فهوَ يعلم جيداً بأنه لو بقيّ لدقيقة واحدة لن يتراجع عن قتله أبداً..
-
الرياض ؛ بمنزل أبو عبدالعزيز..
مجتمعين على طاولة الطعام..
القت برأسها إلى الخلف : مو مشتهية آكل ابد
ابتسام : يا بنتي كلي ما يصير ما اكلتي إلا شوي !
جود : يمه الله يخليك مو مشتهية طعم الأكل والله
خدى : يا بنتي عشان امك لا تكسرين بخاطرها
اعتدلت بجلستها لتأخذ قطعة صغيرة من الخبز وتضعها في فمها..
-
عيناه تبحث عن إجابة في أعينهم ، إجابة عن ذلك الاتصال الذي انتهى بـ"أهلي أمنة في رقبتك يا عبدالعزيز"..
رفع يده ليضعها على جبين عبدالعزيز : بسم الله عليك ، شفيك ؟
عبدالعزيز : ما فيني شي
أبعد يده عن جبينه : إلا تعرق بشكل مو طبيعي ورجولك قاعدة تهتز ، واضح إن أعصابك مو تمام
عبدالعزيز : قلت لك ما فيني شي !
تركي : ما درست 7 سنين من حياتي عبث !
أغمض عيناه بقوة ليرفع كفيه على وجهه ؛ لا أريد أن أرى نظرات الشفقة في أعينكم ، فقط أتركوني .. لأنني شخص لم يعد بإمكانه أن يتحمل المزيد..
تركي : عبدالعزيز ؟
اكتفيت بما سمعته منذ ولادتي ، حقاً لقد اكتفيت!..
عبدالرحمن : اطلعوا من الغرفة أنا بكلمه
تركي : بيجيه انهيار بالأعصاب
عبدالرحمن : اطلع وانت ساكت ولد اخوي واعرف له
بهدوء اتكأ على عصاته ليتجه إلى خارج المجلس..
عبدالرحمن : تركي ، أبوي وطلع تكفى طلبتك اطلع وفكنا
تركي : ان احتجت شي علمني – خرج ليغلق باب المجلس معه..
جلس على ركبتيه أمام عبدالعزيز ليهمس : عبدالعزيز ، تسمعني ؟ - وضع كفيه على يدي عبدالعزيز : ادري اللي مريت فيه مو سهل بس انت رجال والرجال لازم يتحمل ، الحين عمرك 23 سنة يا عبدالعزيز مو صغير عشان ما تقدر تتحمل اللي يصير لك ، كلنا عانينا بحياتنا كثيـــــــر بس تحملنا لأن ما عندنا حل غير إننا نتحمل
بنبرة صوتٍ حاول جاهداً أن تخرج متزنة : قلبي يوجعني يا عبدالرحمن
ترك يديه ليقف ويجلس بجانبه مباشرة : مشكلتك كتوم ، تشيل بقلبك أشياء وما تخلي أحد يشاركك فيها
عبدالعزيز : لأنها بعاداتنا وتقاليدنا حرام
ابتسم لأن عبدالعزيز تحدث إليه وأخرج القليل مما في قلبه..
عبدالعزيز : حبها أهلك قلبي الضعيف والله
عبد الرحمن : تدري أن الكل يدري أنك تحبها ؟
أبعد يديه عن عينيه لينظر إلى عبدالرحمن...!




انـــــــتـــــــهـــــــ ى

مقتطفات من الفصل الثاني:
" تلاعبه تتخيل لو أن بإمكانها أن تحمل طفلها هكذا بين ذراعيها ولكنها تعلم جيداً بأن ذلك أشبه بالمستحيل!"
"أنتبه لرباط حذاء سالم المنسدل لينثني على ركبتيه ويقوم بعقده!"
" كان على وشك الحديث إلا أن صوت إطلاق النار جعله يتوقف!"
ملاحظة/ قبل أن تسرق الرواية وتنسبها إلى نفسك أو تقتبس فكرة من أفكارها تذكّر جيداً بأن مراقبة الله لك أمر محتوم ؛ عذراً فَ أنا لا أقبل بنقل روايتي إلى مكانٍ آخر.




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-16, 06:00 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثاني


ابتسم لأن عبدالعزيز تحدث إليه وأخرج القليل مما في قلبه..
عبدالعزيز : حبها أهلك قلبي الضعيف والله
عبد الرحمن : تدري أن الكل يدري أنك تحبها ؟
أبعد يديه عن عينيه لينظر إلى عبدالرحمن!..
عبدالرحمن : عيونك تحكي أوجاع ثانية ، ليه اخترتها هي من بين كل الأوجاع ؟!
عبدالعزيز : لأنها اساس أوجاعي
وقف ليمد يده إلى عبدالعزيز : قم معي ، اغسل وجهك وتوضى وضوء الصلاة وبطلع انا وياك نحكي بغير مكان
بهدوء مد يده إلى عبد الرحمن – يحاول أن يخفي الرعشة التي يشعر بها في قلبه ولكنها خانته لتتجسد في رعشة بكف يده المُمتد إلى عبدالرحمن!..
-
في الجهة الأخرى من منزل أبو عبدالله..
غزل : جدتي ، بيدخلون الرجال ؟
أم عبدالله : هقوتي ما بوه أحد غريب كلهم عمك تركي وجدك
جلست بعدما قبلت رأس جدتها : اها
فجر : وين عمتي سامية ؟
أم عبدالله : بالمطبخ
جود : بروح اشوفها
فجر : وانا بعد
غزل : وتتركوني لحالي ؟
أم عبدالله : ليه أنا مو بماليتن عينك ؟
غزل : لا والله جدتي ما اقصد ، خلاص ، خلاص روحوا
من خلف الباب : طريق يا ولد
أم عبدالله : ادخل يا تركي كلهن خواتك وبنات اخوانك
دخل تركي وبرفقته والده ليجلسان بالجهة المقابلة لأم عبدالله وغزل..
أبو عبدالله : كيفك يا بنتي ؟
غزل : الحمدلله على كل حال
بخطوات ثقيلة ناعسة تنزل الدرج : يمه
أم عبدالله : سمي ؟
اقتربت منها لتلقي بنفسها على قدميها : فيني نوم
أم عبدالله : أجل وش مصحيك ! روحي دارك
ندى : حلمت حلم شين
تركي : كم عمرك انتي عشان تدلعين ؟ اللي بعمرك بعيالهم وعيالهم مخلفين بعد
التفتت عليه : كلمتك انا ؟ - وقعت عيناها بعينيّ غزل – الله بنت علي عندنا ، الا وين اختك المعاقة ذيك ما اشوفها ؟
أبو عبدالله بحدة : ندى !!
ندى : طيب ، طيب رح اسكت
تركي : اطلعي بدلي ملابسك واقعدي مثل العالم والناس
تركي : ما اشوف أحد غريب!
وقفت : عن اذنكم بروح اشوف عمتي – شدت على كلمة عمتي قليلاً – سامية..
-
أمريكا ؛ نيويورك..
مصطفين بجانب بعضهم البعض بذات الزي العسكري ! ؛ بخطوات ثابتة ينقل نظره بينهم : اتوقع انه جاكم خبر ليه انتوا قدامي الحين
بصوتٍ واحد : نعم سيدي
...... : قلت لهم يختارون أفضل عشرين شخص حاضرين في هذي الدورة وبما ان انتوا قدامي يعني انتوا افضل عشرين شخص
...... : طيب ما عندك نية تقول انت ليه جايبنا هنا ؟
جميع الأعين انتقلت بنظرها إليه ، أي جرأة يمتلكها كي يتكلم بهذه الطريقة مع رجل أعلى منه بالعديد من الرتب ! ؛ اقترب منه ليقف أمامه مباشرة : انت تدري إن اسلوبك هذا يخليك تعفن بالسجن ؟ - صرخ – تدري ولا ما تدري ؟
ابتسم : والله انا ما غلطت واعتقد ان من حقنا نناقش ، ولعلمك ما جبت شي من عقلي كله موجود بالورقة اللي تسمونها شروط العسكرية أو شي زي كذا
عيناه أحمرت من شدة الغضب فَمنذُ أن وصل لهذه الرتبة لم يتطاول عليه أحد ليأتي مبتدئ ويخاطبه بتلك الطريقة!..
...... : شف يا طويل العمر انا يوم قدمت على العسكرية قدمت عشان ادافع عن هالبلد مو عشان اسمع كلام من شخص يملي علي الأوامر وما يخليني ابدي رآي ولا حتى اعرف هالشي انا اسويه ليه ويكون بعلمك انا ما كان ودي اكون قدامك الحين لأن لما ابتدي من الصفر رح يكون لي بصمة أكبر من أني ابتدي معك أنت
عاجزين عن الكلام ، يريدون أن يهمسون باسمه لكي يتوقف ولكنهم خائفين أن يتحوّل الغضب عليهم..
شد على قبضة يده ليهمس لنفسه : دامه قرا ذيك الورقة يعني عنده معلومات رح تحول الخطأ علي لو امد يدي عليه الحين – عض على شفته السفلى بقوة – وش اسمك ؟
...... : ريان بن فهد بن بندر بن مساعد "الاسماء الموجودة في الرواية من وحي الخيال وأي تشابه بينها وبين الواقع فأنها مجرد صدفة لا أكثر"..
أي جرأة يملكها لينطق اسمه الرباعي دون تردد ! ح ابتعد عنه ليتجه للشخص الواقف بجانبه : وانت ؟
...... : بندر بن ....
قاطعه : يكفيني الاسم الأول بس – اتجه للشخص الآخر – وانت ؟
...... : سالم
بغصب : يعني لازم اقول لكل واحد تكلم !! اللي قبلك قال اسمه انت قول اسمك
اسم خلف اسم حتى انتهوا جميعاً ليأمرهم بالانصراف..
-
فتح باب السيارة ليجلس على مقعد السائق : ايه تكلم ما احب اشوف ولد اخوي بالشكل ذا واقعد اتفرج عليه
عبدالعزيز : جبت مويا ؟
مد إليه علبة المياه : اصلاً انا نازل البقالة عشان اجيبها
امسك بها ليفتحها إلا أنه عجز عن ذلك ! ، عجز أن يفتح علبة المياه لأن يديه لم تكف عن الارتعاش بعد ؛ اخذها من بين يديه ليفتحها ويعيدها إليه : اشرب على مهلك
شرب القليل ومن ثمّ أغلقها : تدري أن من كثر أوجاعي نسيتها ؟!!
عبدالرحمن : انت اللي مضايق نفسك بنفسك ولا لعلمك ترا يمديك تتجنب هالوجع
عبدالعزيز : حبها اهلكني يا عمي – سكت قليلاً ليكمل – تدري ليه ما رح توافق علي ؟ لأنها ما تبي تربط مصيري معها ، حاطه في بالها أن ما في واحد بالحياة يرضى يكمل حياته مع عاجزة مثل ما تسمي نفسها
عبد الرحمن : هي قالت لك هالحكي ؟
عبدالعزيز : عيونها تقول : والله يا عمي اني صرت افهم عيونها ن التفت لها قبل تنادي لأني اعرف أنها تبي تقول عز ، عيونها فضحتها يا عمي فاضحتها – هيَّ أساس أوجاعه جميعها إن أصبحت بقربه سيزول كل شيء..
لا يعلم كيف يخفف عنه ما يشعر به ، لم يجرب الحب يوماً فكيف له أن يفهم ما يشعر به من وجع الحب!..
عبدالعزيز : صرت انسان ضعيف ، انا ذاك اللي ما هزه الا موت ابوه الحين ابسط شي يهزه
عبدالرحمن : لا توهم نفسك بالضعف
عبدالعزيز : ولا توهمني اني ذاك الــ عبدالعزيز..
-
قلقة ! ليس مطمئنة على عز قلبها فكيف لها أن ترتاح ! ؛ حركت يدها أمام عينيها لتفيق من سرحانها : هويه وين وصلتي ؟
كيان : معكم
التفتت على عمها الموجود بالقرب منها : عمي
تركي : عيونه ؟
جود : وين عزوز ؟ ما تعوّدت يمر يوم بدون ما اشوفه
تركي : عمك عبدالرحمن يبيه بمشوار فَطلع معه
فجر : يا طول هالمشوار الساعة بتضرب الـ 12 وهو للحين ما جاء
طُرق باب غرفتهم بهدوء..
جود : يمه اكيد انتي المهم شسمه ترا عمي تركي باقي عندنا بالغرفة ما طلع
من خلف الباب تحدثت إليه : الله يصلحك يا تركي ليه ما تروح دارك ترتاح ؟ في النهاية البنات بغرفهم ما عليهم شي وعبدالعزيز ان ما جاء الحين يشوفونه بكرا ان شاء الله
تركي : ما عليه مرتاح بين بنات اخواني
ابتسام : اللي تشوفه
عادت أدراجها للخلف باتجاه المطبخ..
ألقت بنفسها على السرير : فيني نوم
تركي : نامي !
جود : ما رح يجيني نوم إلى ما أشوف عزوز
غزل : إيه والله متعودين يجي للباب يسأل عنا قبل ينام إذا محتاجين شي
فجر : وبعد وقف معي يوم طحت بالمستشفى يعني لازم نتطمن عليه
ابتسم : متعلقين فيه حيــــــل
جود : أخوي الوحيد من لي غيره !
غزل : وانا اخوي من دخل العسكرية ما عاد شفت وجهه يعني صار عزيز بمثابة أخوي
تركي : افا يا بنت عبدالله ما هقيتها منك
جود : يمه بسم الله شقلت ؟!!
تركي : ما لك غيره ها ؟ أجل انا هنا رجل كرسي ؟
وقفت من على سريرها لتجلس بجانبه : طلعت حساس يا ولد محمد
تركي : طاقة ميانة الأخت ، بعدين يكون بعلمك اسمي تركي
جود : بس ولد محمد
تركي : اص ، اص روحي نامي
وضعت رأسها على كتفه : قلت لك لازم اشوف عزوز أول..
-
أحتضنه بقوة محاولةً منه في أن يمتص ما يشعر به من ألم : خلك قوي ما تعوّدنا عليك كذا
أبتعد عنه : إن شاء الله
دخلا إلى داخل المنزل لتركض باتجاهه جود وتحتضنه بشدة : وحشتنا يا الدبي ما نمنا ننتظرك تجي
اقتربت منه فجر لتقبل رأسه : والله لك وحشة ، يوم كامل يا الظالم
عبدالرحمن : تعالي غزول ما عليك منهم
ابتسمت لتقترب منه : ثاني مرة إن كانك تبي تاخذ عزيز مشوار لا تطوّل انت وياه برا
عبدالرحمن : يا شينه شيناه ذا الــ عبدالعزيز
عبدالعزيز : غيرة الله يكفينا الشر – يبحث بعينيه عنها ن متأكد بأن النوم لن يتسلل إلى عينيها دون أن تراه..
خرج من الغرفة وبجانبه كيان : ابلشتنا ثاني مرة تعال بدري شوي واختك تطقني كف عادي
جود : قايلة لكم ان فيني النوم ما اعرف احد
كيان : كيفك عمي ؟
عبدالرحمن : بخير الحمدلله ، إلا كيان بكرا بتروحين للجامعة ؟
كيان : ايه ان شاء الله عبدالرحمن : خلاص انا رح اوديك لأن ابيك بموضوع
كيان : ان شاء الله
تركي : اسمع عبدالعزيز اذا بتتأخر بالجامعة اتصل علي انا اجيبهم
جود : لا إله إلا الله صدق مدلع ذا العز
ابتسم : يكفيكم اني مدلعكم خلني اتدلع على اعمامي..
-
فرنسا ؛ باريس..
حبها أمات كل شيء في قلبه فقط هي المالكة لكل المشاعر ، بات لا يعرف الحزن أو الفرح إلا من عينيها ؛ أخذَ نفساً عميقاً ليطرق الباب ، أتاهُ صوتها : مين ؟
ابتسم فَصوتها كفيل بتغيير تعابير وجهه كاملة : ناصر
مدت يدها لتسحب الغطاء من على الطاولة المجاورة لها لتضعه على رأسها : ادخل
فَتح الباب ليدخل بخطوات بطيئة إلى داخل الغرفة ، وقعت عينيه بعينيّها ليلتفت سريعاً إلى الباب..
غادة : عسى ما شر دكتور ناصر ؟
أجابها وما زالت عينيه مثبتة على الباب : خير ان شاء الله بس حبيت اقول لك ان عمليتك مثل ما انتي عارفة رح تكون بكرا ان شاء الله ولازم ما تجهدين نفسك وتدخلين وانتي مرتاحة عشان نتجنب أكبر عدد ممكن من المضاعفات اللي ممكن تصير وقت العملية
غادة : الحمدلله مرتاحة وراضية وأمي ما كان لها ضغط علي باتخاذ القرار بالعكس هي كانت ما تبيني اسويها لكن اقنعتها اني اسويها دام نسبة نجاحها 60%
ناصر : بإذن الله رح تنجح..
-
أمريكا ؛ نيويورك..
يسيرون في شوارع المدينة من غير زيهم العسكري تجنباً للوقوع في المشاكل او بالأصح حتى لا يخالفون ما يسمى بالقانون ؛ تقدم ليسير بعكس اتجاه سيرهم ليشكلوا مثلثاً : يا ان عليك هياط كان ودي احذفك باللي برجلي والله
ابتسم : كان جربت عشان تدخل السجن وما عاد تطلع منه إلا على القبر
سالم : بس والله جد ردك أعجبني
ريان : اصلاً أنا ما أبي العسكرية بس جاي أدور شي في بالي وأطلع
بندر : وانت تحسب الدخول مثل الخروج !
ريان : يا حبيبي انا ما ينخاف علي لو ابي اطلع الحين طلعت
بندر : والله بعد اللي شفته اليوم صدق ما ينخاف عليك
سالم : اقول امشوا نقعد بالمحل ذا تعبت..
-
الرياض ؛ 2:16 دقيقة بعد منتصف الليل..
وقف ليصرخ بفرحة : قـــــــــــــــــول يا زيني يا ناس
سعد : قصر صوتك أهلي نايمين
مشعل : والله من الحماس الموضوع مو بيدي
طُرق الباب عدة مرات ليُفتح بقوة ويدخل نايف ؛ أعتلت وجوههم الصدمة ليهمس مشعل : انت وش جايبك هنا ؟!!
بابتسامة جعلت البراكين تغلي في وسط قلب مشعل : جاي اسلم على صديقي ولا بعد ما يصير؟
أقترب منه ليمسكه من ياقة قميصه ويثبته على الجدار : انت وش وضعك بالضبط ؟ تدوّر على المشاكل وتمشي لها مشي برجولك ليه ؟!
لم ينطق بأي شيء أكتفى برسم الابتسامة المستفزة على شفتيه حتى أنه لم يحاول إبعاد مشعل عنه!..
سعد : نايف اطلع من البيت ما ابي اشوف وجهك مرة ثانية واعتبر ان صداقتنا من هاللحظة انتهت
أبعد مشعل عنه بقوة ليوجه تهديده إلى سعد : والله لا أحرق قلبك مثل ما حرقت قلبي بها والله – خرج ليترك مشعل في حيرة من أمره!..
سعد : لا تصدقه كذاب وستين الف كذاب يبي يفرّق بيننا بالكلمتين هذي
مشعل : توصي شي ؟
سعد : صدقني ما سويت شي
مشعل : فمان الله..
-
تلاعبه تتخيل لو أن بإمكانها أن تحمل طفلها هكذا بين ذراعيها ولكنها تعلم جيداً بأن ذلك أشبه بالمستحيل!..
هدى : يمه كيون يلا بتتأخرين على عمك عبدالرحمن
رفعت حاجبها باستنكار : عمي عبدالرحمن !
أخذت فهد "أخو كيان الأصغر" من بين يديها : ايه هو اللي بياخذك للجامعة اليوم
كيان : ايه صح تذكرت قال لي امس – قبلت كف والدتها – فمان الله
هدى : انتبهي لنفسك..
-
رائحة المستشفيات تشعره بالاختناق عند الزيارة فقط فكيف وهو لم يخرج منها منذ أكثر من شهر ! ؛ رفع يده ببطء ليضغط على جرس الخدمة وما هي إلا دقائق قليلة لتحظر إليه إحدى الممرضات : نعم أخوي ؟
...... : ابي اخرج من الغرفة ، اختنقت مو قادر اتنفس
الممرضة : انت تعرف اني ما اقدر اتصرف بحالتك وخصوصاً ان المراقبة عليك كبيرة فَـ إن كان عندك حكي تقوله قوله للمسؤول عن المستشفى وعن حالتك وان وافق وقال لي اسمح لك خرجتك شوي بالحديقة تشم لك هوا
يشعر بأن رأسه سينفجر من شدة الغضب ، هوَ الذي أعتاد على أن يأمر والآخرين ينفذون من غير جدل ينتظر من أحدهم أن يأذن له بالخروج ؟! وليس بذلك الخروج الصعب بل من أجل أن يستنشق بعضاً من الهواء النقي!..
اقتربت من الدرج الذي بجانب سريره لتسحبه وتتفاجأ بأن علبة الدواء لم يتغير مكانها منذ أن وضعتها هي ! : انت تعرف ان اللي تسويه هذا أكبر غلط وأنه رح يضرك ويخليك تجلس هنا أكثر
ببرود : انا اللي بموت مو انتي ، انا اللي محبوس هنا مو انتي ، ما يهمك عشت يوم زيادة أو لا صح ؟
تاهت بعينيه وهوَ يتحدث إليها ، عينيه التي تحمل معانٍ مختلفة من الألم!..
ابتسم بسخرية : تهتي بعيوني ؟ ادري انها تفتن غيرك كثير تاهوا فيها
الممرضة : تعجبني ثقتك بس لعلمك اللي جذبني مو عيونك ، اللي جذبني الأم اللي ترك كل جسمك وتجسد بعيونك ؛ عن اذنك – خرجت لتتركه بمفرده في الغرفة..
مختلفة عن فتيات العالم أجمع ، كبريائها يزعزع تلك الثقة التي بداخلي ، لم أشعر بأنني أريد أن أكسب فتاة إلى جانبي كما أريد أن أكسبها في هذه اللحظة فهيَ فرصتي الوحيدة للخروج من هذا المكان المُمرض!..
-
كعادتهن في حصص الفراغ يجتمعن في آخر الصف مشكلين مثلثاً صغيراً..
فجر : تبين الصدق احس عز وكيان وراهم مصيبة
جود : هذا اللي كنت بقوله
بضيق : خايفة يكون أخوي فيه شي وعز ما يبي يقول لنا
جود : لا تشيلين هم وان شاء الله مصيبتهم خير
فجر : وهو في مصيبة خير ؟!
أنزلت قدميها ن على الطاولة إلى الأرض لتقف : غلطان اللي يجلس معكم اصلاً بروح عند فطوم أحسن من مقابل وجيهكم
غزل : اجلسي
جود : تعالوا انتوا معي عند فطوم قسم خلقي ضايق ومحد يونسني غيرها
وقفت بجانب أختها لتسحب يد غزل : يلا قومي منجد نبي نضحك يكفي البيت كله هواش ونكد
...... : انا سامعة اسمي عندكم
عادت لتجلس على الطاولة مرة أخرى : الله جابك تو كنا نبي قوم عندك
جلس فاطمة لتجلس فجر بجانبها : تدرين فطوم
فاطمة : لا ما ادري قولي اسمع ؟
ابتسمت : احسك كذا حبيّبه
فاطمة : اقول ممكن تسكتين ما تعرفين تعبرين عن مشاعرك ، اسمعوا بس عرفوني عليكم انا اعرف عن فجر توأم وعندها اخو اسمه عبدالعزيز واذا ما خاب ظني انتي يا غزول بنت عمها
غزل : ما شاء الله تعرفين كل شي وش تبين زود ؟
فاطمة : انا اسمي فاطمة تدرون احسب اسمي حصه هه هه مو لازم تضحكون ترا المهم أخوي الكبير اسمه ريان واللي اصغر منه سعد وانا بعد سعد واكون الصغيرة المدلعة وسلامتكم
وكأن اسم ريان قد مرّ على مسامعها سابقاً ! : ريان ؟!!
فاطمة : شوفي يا قلبي انتي اخوي من سابع المستحيلات انه يتزوج فاصرفي نظرك عنه بارك الله فيك
غزل : لا ، لا بي هذا بالعسكرية صح ؟
فاطمة : تعرفينه !
غزل : سمعت اسمه من عبدالعزيز يوم كان يكلمني عن أخوي سالم يعني شكله أخوك صديق أخوي
فاطمة : صـــــــــــدق ؟!! اجل ريان من نصيبك واخوك اذا مملوح ابيه
جود : مملوح وبس ؟ الا يطيّح الطير من السماء
فجر : عاد تبين الصدق فطوم والله سلوم مملوح
غزل : يتغزلون بأخوي عيني عينك بعد !
انتشرت الضحكات مع نهاية جملة غزل – بسيطة هي قلوبنا فأبسط الكلمات كفيلة بتغيير حالنا إلى الأفضل..
-
في جامعة كيان ؛ 12:49 دقيقة بعد الظهر..
كيان : قومي اوصلك على طريقنا
...... : لا ، لا ما ابي اتعبك معي
كيان : شهود ! ترى ما بين بيتنا وبيتك إلا شارع
شهد : بس والله خايفة أخوي يسوي لي مشكلة لأني طالعة معكم
كيان : طيب دقي عليه وقولي له برجع مع الجيران
أمسكت بهاتفها لتتصل على أخيها..
-
كن ينتظرها بداخل سيارته ليتفاجأ بخروجها مع فتاة أخرى ! خرج من السيارة ليقترب من كيان ويجلس على ركبتيه أمامها : فيك شي ؟ تعبانة ؟
ابتسمت خلف نقابها : لا بس ذي بنت جيرانا الباص راح عليها وأخوها مشغول فقلت نوصلها على طريقنا
تنهد براحة : ما في مشكلة
كيان : شهود روحي أركبي
هزت رأسها بـ نعم لتتجه باتجاه السيارة..
عبدالرحمن : يعني كل ذا عشان ما اكمل الحكي معك بخصوص عبدالعزيز ؟
كيان : ما له دخل وغير كذا انت تبي تسمع مني حكي وانا قلت لك ما عندي شي اقوله
عبدالرحمن : الا عندك ، يا كيان ارحميه والله انه تغيّر والسبب انتي
كيان : اقول عمي مو حلوة نتأخر على البنت صح ؟..
-
فرنسا ؛ باريس..
كعادتهم لا يجتمعان إلا وأصواتهم تصل إلى كل من في المشفى!..
ناصر : مو بكيفك يا وليد ، العملية محد رح يسويها غيري
أخرج ورقة من جيبه ليمدها إلى ناصر : ما جبت كلام من عندي هذا قرار من مدير العمليات باطلاع من مدير المستشفى فيه منعك ومنعي من أننا نسوي العملية لغادة
مسح على وجهه بقوة ؛ خائف .. لا يريد لغيره أن يجري لها العملية حتى يشعر أنها بأمان..
وليد : رح يسوي لها دكتور فرنسي من المستشفى نفسها يعني مو أحد بعيد
بعصبية لم يتوقعها وليد : فـــــــــــرنـــــســـــ ي !!
وليد : ايه فرنسي احسن مني ومنك بعد
ناصر : مو من دولته ولا تحمل نفس ديانته ما رح يهتم لها
أقترب منه أكثر ليمسك به من ياقة قميصه ويثبته على الجدار : التفكير المتخلف هذا تفكيرك وبس انت اللي ما اهتميت لمريضتك وخليتها تموت كنت ظالم غادة بس الحين تأكدت إن الغلط كله منك وأنت اللي أمانتك بالشغل معدومة
ناصر : قلت لك عمرها خلص
دفعه إلى الحائط أكثر لتتغير ملامح ناصر إلى ألم ويهمس بـ : آه
وليد : يكفي يا ناصر ، الغباء اللي انت عايش فيه متى رح تصححه وتكون قد المكان اللي انت واقف به؟!
ناصر : ابعد
أفلته بقوة ليتجه باتجاه الباب : قلت لك يا ناصر ارحم حالك وارحم غادة..
-
طَرقت الباب لتفتحه وتدخل بخطوات بطيئة إلى الداخل : استاذ ؟
رفع عينيه من على الأوراق التي في يده ليرفع نظره إلى الباب : حياك هيفاء
أغلقت الباب لتتقدم بخطواتها وتجلس على المقعد الذي أمامه : انا جيت اكلمك بخصوص المريض اللي مهمتي أشرف عليه
...... : أي واحد ؟
هيفاء : اللي جبته من زود شهر تقريباً اسمه ماجد
...... : طيب وش فيه ؟
هيفاء : هو ليه هنا ؟ يعني الولد من سوالفي معه انه عاقل وما بوه شي عشان ينحجز بمصحة نفسية !
بحدة : انا مو منبهك وقايل لك لا تسألين عن أي مريض موجود هنا ليه هو هنا ؟ انا قلت انتي غير عن الكل وللحين ما سألتي يعني عاقلة وفاهمة شغلك صح والحين جاية تسألين ؟!!
هيفاء : والله ما اقصد شي استاذ بس ...
قاطعها بذات الحدة : لا اسمعك تسألين السؤال هذا مرة ثانية وللمرة الألف رح اقول لك لا تاخذين وتعطين مع المرضى كثير ولا شغلك رح يتغير وعلى العموم ماجد من اليوم ما رح يكون من مسؤوليتك ويلا روحي شوفي شغلك
وقفت لتهمس بــ : ان شاء الله..
-
في منزل أبو عبدالله..
سامية : يبه
أبو عبدالله : سمي يا بنتي ؟
سامية : سم الله عدوك بس كنت بسألك وش حاب اليوم على الغداء ؟
أشار إلى المكان الفارغ الموجود بجانبه : ولا شي تعالي اجلسي أنا اليوم عازمكم على الغداء
اقتربت لتجلس بجانبه وتضع رأسها على كتفها : الله لا يحرمنا منك
فُتح الباب لتدخل ندى وهي تتذمر من الجو الحار : يا الله وش هالحر !
أم عبدالله : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جلست على الأريكة الأقرب لها : طيب شوي شوي علي ترا رح أسلم مو يهودية انا
أبو عبدالله : انتبهي لحكيك يا ندى تراها أمك
ندى : طيب سوري ماما اوكيه ؟
أم عبدالله : احكي زين لا اكسر العصا على ظهرك
وقفت لتتجه باتجاه الدرج الذي يؤدي إلى غرفتها : طيب انا بطلع غرفتي عشان ما ازعلكم وتزعلوني اذا جيتوا تتغدون نادوني ، سلام..
-
أمسكت بمقبض باب السيارة : مشكورة كيان تعبتك معي – سكتت قليلاً لتكمل – مشكور أخوي
عبدالرحمن : الجار للجار
كيان : انتبهي لنفسك
ابتسمت لتفتح الباب وتخرج ؛ انتظر أمام منزلها إلى أن أغلقت شهد الباب ومن ثم سار بالسيارة باتجاهٍ آخر مختلف تماماً عن اتجاه المنزل!..
كيان : على وين ؟
عبدالرحمن : اتوقع ان الحكي معك ما خلّص
كيان : بس انا قلت لك ما عندي شي !
عبدالرحمن : وبما ان ما عندك شي رح تسمعين اللي اقوله بس مو لازم تتكلمين
لم تكن تريد ان تستمع إلى أي شيء يخص عبدالعزيز!..
عبدالرحمن : تذكرين يوم طلعت انا وعبدالعزيز وما رجعنا إلا متأخر ؟ ذاك اليوم اللي جلس تركي معكم فيه بالغرفة إلى ما جينا ؟
كيان : كمل حكيك ولا تنتظر مني جواب
عبدالرحمن : عبدالعزيز في ذاك اليوم انهار قدام أبوي وتركي بالمجلس أنا متعود على اللي صار لأن مو أول مرة أشوفه وهو بهالحالة كان كأنه طفل حاط ادينه على وجهه ومغمض عيونه بقوة ، ما يبي يسمع وما يبي يشوف ، رجوله تهتز بتوتر ، خليتهم يخرجون من المجلس عشان اقدر آخذ راحتي معه بالحكي وكالعادة اخرجه من الحالة اللي هو فيها ويوم ارتاح شوي وابعد ادينه عن وجهه طلعت انا وياه برا البيت لأن تركي قال لو استمرت الحالة أكثر رح يجيه انهيار بالأعصاب ، تدرين انه اختارك انتي من بين كل شي ؟ ترك كل أوجاعه وقال كيان ، اتعبه حبك واللي متعبه أكثر انه يفهم وش تبين تقولين من عيونك
لا تستطيع أن تنطق بأي شيء فَدموعها اجتمعت في محاجرها في انتظار كلمة واحدة لتسقط!..
عبدالرحمن : إلى متى رح توجعين قلبه الضعيف بعيونك ؟ عبدالعزيز محتاج شخص يكون بجنبه ويخفف عليه أوجاعه ، محتاج شخص يشاركه الوجع اللي بقلبه ويحمل جزء منه لو بسيط هو راضي..
-
بمنزل أبو عبدالله ؛ 2:17 دقيقة بعد الظهر..
الكُل مجتمع في صالة الجلوس باستثناء كيان وندى..
تركي : ندى فيها شي ؟
عبدالرحمن : كأنك ما تعرف اختك ، اربع وعشرين ساعة بغرفتها لو أبوي مو مجبرها تاكل معنا كان ما شفنا وجهها اصلاً
أبو عبدالله : عبدالرحمن !!
عبدالرحمن : آسف يبه
جود : عمي ، ليه ما تطلع تمشينا مثل ما طلعت ذاك اليوم انت وعزوز ؟
ألتفت إليها : ابشري من عيوني يوم الخميس بإذن الله رح نطلع كلنا
وقفت من مكانها لتتجه إليه وتجلس بجانبه : يا جعلني فدا عمي يا ناس
تركي : وانا قاعد عنكم يوم كامل ما سمعت هالحكي !
جود : يا غيرتك يا ولد محمد
غزل : ولا تزعل علينا يا عمي ترى نحبك بس عندنا كره للدكاترة
تركي : لولا الله ثم الدكاترة اللي الله حط العلاج بيدهم كان محد تعافى
فجر : نمزح معك يا عمي
وقفت سامية لتترك مساحة جنب والدها الأيمن فارغة : يلا بروج أجهز الأكل
فجر : بساعدك
غزل : وانا بعد
عبدالرحمن وهو يمسح بكف يده على شعر جود : وانتي ما ودك تقومين ؟
جود : لا ، هم يكفون ويوفون..
-
مستلقية على السرير وعيناها تنظر للأعلى تحاول أن تمنع الدموع من أن تأخذ طريقاً على خديها – أصبحتُ أتجنب الحديث معك حتى تتجنب أنتَ الألم لأكتشف اليوم بأنك تتألم رغم صمتي لأنك تجيد قراءة العينين مثلي تماماً ، أخبرني كيف لي أن أصلح ما كسرته بطريقة أخرى غير الزواج بك فَـ بالله عليك كيف لك أن تمضي ما تبقى من عمرك مع عاجزة!..
طُرق الباب ، لتبلع غصتها وتنطق بصوتٍ بالكاد كان واضحاً للطرف الآخر : مين ؟
عبدالرحمن : عمك عبدالرحمن
كيان : دام حكيك للحين ما خلّص ليه رجعتني البيت ؟
عبدالرحمن : انا ما جيت اكلمك بذاك الموضوع ، جيت اقول لك انزلي للغدا
كيان : جماعي ؟
عبدالرحمن : وعلى سفرة وحدة بعد ، لا تتأخرين لأنك تدرين برآي أبوي بالموضوع هذا تحديداً
كيان : طيب..
-
بأصابع مرتجفة بدأت بالضغط على الأرقام وعينيها تنظر إلى الباب ، خائفة من أن يدخل أحدهم إلى الغرفة ويسمعها وهي تتحدث إليه ؛ اتاها صوته من سماعة الهاتف : ندوي ؟
ندى : ايه ندى
...... : عسى ما شر فيك شي ؟
ابتسمت : بس اشتقت اسمع صوتك
...... : وقفتي قلبي احسب فيك شي
ندى : سلامته – كانت ستكمل حديثها إلا أن صوت الطرقات المتتالية على الباب جعلها تتوقف عن الحديث ، أغلقت الخط لتلقي بهاتفها على السرير وتتجه لفتح الباب : حمني ؟ فزعتني !
عبدالرحمن : شفيك أكنك كنتي تركضين ؟
ندى : كنت اسوي تمارين
بشك : اها
ندى : ايه ما قلت لي وش تبي ؟
عبدالرحمن : ابد بس جيت اقول لك إن الغدا جاهز
ندى : اوكيه ببدل ملابسي وأجيكم..
-
أمريكا ؛ نيويورك..
أحتضنه بقوة فَهو خائف أن يخسر صديقه : انتبه لنفسك
أبتعد عنه : الواحد ما يموت إلا بيومه يا أخوي
ريان : خففت عنه الصراحة
وضع قبعته على رأسه : وما يصير أوهمه بأشياء ونحنا كلنا نعرف بخطر الشي اللي رايح له
يعلم جيدا بأن ذهاب صديقه في وقت كهذا على قرب نهاية الدورة التدريبية أمر شديد الخطورة وكأنه يذهب إلى الموت بنفسه ولكنه يريد أن يوهم نفسه بأن كل شيء سيكون بخير..
سالم : أقول بندر انت وريان
بصوت واحد : سم ؟
سالم : ان صار ودق عليكم عبدالعزيز قولوا له ان سالم في مهمة ما تسمح له يكلم بالجوال اسبوعين وان تعدت الاسبوعين وما كلمتكم ادعوا لي بالرحمة
بندر : رح ن رح لا بارك الله بعدوك
رفع ريان يديه إلى السماء ليدعو : لك الحمد يا الله انك بعدت بين سالم واهله
سالم : استغفر الله !!
ريان : والله جد يعني لو تودعهم بالطريقة هذي رح يموتون من الخوف عليك
أنتبه لرباط حذاء سالم المنسدل لينثني على ركبتيه ويقوم بعقده – لم يتوقع ذلك أبداً يعلم جيداً بأن صداقتهم تجاوزت مرحلة الصداقة العادية ولكنه لم يتوقع منه أن ينثني على ركبتيه ليعقد ربطة حذاءه!..
عاد ليقف على قدميه وبابتسامة : ترا ربطتك ذي كفيلة بأنها توديك بداهية
ألتفت ريان على سالم ليجده ما زال ينظر إلى المكان الذي كان يجلس به بندر منذ قليل : الله يحفظك يا سويلم ويردك لنا ولأهلك سالماً ما بك شي..
-
كالعادة حينما يمل من الجلوس بمفرده يضغط على جرس الخدمة بتحدث إلى الممرضة أو بالأصح ليتشاجر معها قليلاً..
طُرق الباب لتدخل ممرضة مختلفة عن تلك التي أعتاد الحديث معها : نعم أخوي ؟
تغيرت ملامحه حينما رآها : غلطانة
الممرضة : لا مو غلطانة بس اذا كنت تقصد الممرضة اللي كانت مسؤولة عن حالتك تغير شغلها وصرت انا المسؤولة عنك
ألتفت للجهة الأخرى ، ليس لديه الاستعداد ليبدأ في الحديث مع ممرضة أخرى ليقنعها بأنه قادر على الخروج من هذا المكان!..
الممرضة : أخوي ماجد تبي شي ؟
ماجد : ايه ابي اكل بطق من الجوع
الممرضة : شوي ويكون عندك..
-
تركي : شفيك كيون ما تاكلين ؟
كيان : الا آكل
أبو عبدالله : تحرك يا أبوي قطع لخواتك وبنات اخوانك من اللحم
عبدالرحمن : على أمرك يبه
ندى : أنا لا تقطع لي ما آكل لحم
جود بهمس لغزل الجالسة بجانبها : يعني اتكيت وحركات
غزل : مدري من قال لها أن البنات عيب ياكلون لحم !
أبو عبدالله ألتفت لجود وغزل : أنا مو قلت لكم لا تتساسرون قدام الكل وخصوصاً وقت الأكل ؟
جود : آسفين يأ أبو عبدالله
عبدالعزيز : جود أعطيني مويا
جود : خل كيون تعطيك هي الأقرب من المويا
رفعت عينيها لجود لتأخذ كوب ماء بهدوء وتضعه أمام عمها عبدالرحمن بالقرب من عبد العزيز – ينظر إليهم بهدوء للمرة الأولى يلحظ الحب في أعينهم بهذا الشكل الكبير!..
فجر : هويه
ألتفت لها : هلا ؟
فجر : عيونك كلها على عز وكيان عبرنا طيب
عبدالرحمن : ابشري عمتي فجر..
-
كجلساتهم المعتادة لا تخلوا من الخطأ ! ؛ فتح هاتفه ليتصل بفتاة كعادته حينما يشعر بالملل : هلا
...... : هلابك حبيبي
...... : لحظة أنتي نورة صح ؟
نورة : لا يكون تكلم غيري ؟
...... : لا ، لا بس شسمه اتأكد وحشني صوتك ما استوعبت اني سمعته
ابتسمت : اقدر اشوفك قريب ؟
...... : بشوف نقول ان شاء الله
من خلفه : خلص يا ابوي اليوم نورة وبكرا سارة وانت ماشي
رفع يده ليشير إليه بالسبابة تهديداً : يلا حبيبتي اشوفك على خير
...... : باي
اقترب منه : انت هيه ، يعني كان لازم الكلام هذا اللي ماله داعي ؟
...... : اول شي ترا لي اسم تبي اذكرك فيه ؟
بعصبية : ما يحتاج نايف البلا
نايف : الحمدلله تعرف يا حبيب نوير
لم يتحمل أكثر لينحني لمستوى نايف ويرفعه من ياقة قميصه : انتبه لألفاظك يا الحبيب
نايف : اوك عمري آسف
وقفوا الشباب محاولةً منهم في تهدئة الوضع : اذكروا الله
نايف وسلطان معاً : لا اله إلا الله
...... :خلاص سلطان اتركه ما صار إلا كل خير
سلطان : لا مو خير اذا انا اكلم بنات على الأقل ما .....
قطع حديثه الكف الذي تلقاه من نايف ! ؛ ابعد يده ليضعها على خده موضع الكف..
أبتعد نايف عنهم ليتجه إلى الخارج ؛ لحق به ليمسك به من معصمه : ما كان له داعي الكف
نايف : انت اكثر واحد تدري باللي فيني وتدري ان الموضوع هذا خصوصاً يستفزني
سعد : انا لو ما أعزك كان ما لحقتك للباب
نايف : شدخل المعزة الحين ؟ بعدين انت قلت صداقتنا انتهت اتوقع مالك أي دخل باللي اسويه
يعد : نايف انت لازم تتعالج!..
-
يتبع..





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-16, 06:01 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


فرنسا ؛ باريس..
مُغلق الباب على نفسه بداخل مكتبه ورأسه على الطاولة ؛ مُتعب .. مُنهك .. يشعر بأن الحياة قد سلبت منه آخر ما تبقى له فيها ، رفع رأسه من على الطاولة لتسقط دمعة على الورقة التي أمامه ، سال الحبر على الورق تماماً كما سالت الدموع واحدة تلو أخرى على خديه..
طُرق الباب عدة مرات بقوة : ناصر ، اللي تسويه بنفسك خطأ
لا يسمع سوى صوتها ، جميع الأصوات تدخل إلى أذنيه بصوت غادة!..
-
أمريكا ؛ نيويورك..
أقترب للوحة بالقرب من الباب ليضع خطاً صغيراً أمام اليوم الأول : مو كأن الأسبوع هذا طال ؟!
ريان : وباقي اسبوع ثاني بعد
بندر : اشتقت لـ حسّه والله ، كان لي اب وام واخوان وحتى خوات كان لي اشياء كثير احتاجها بالغربة هذي
ريان : الله يرده لنا سالم ما بوه شي
بندر وما زالت عينيه على اللوحة : آمين
ريان : ودك نطلع نغير جو ؟
بندر : بنام ، تعبان وبعد بكرا عندي مناوبة
أقترب منه : أجل حتى أنا بنام
ألتفت إليه : تهقى النوم زار عيونه ؟
ابتسم – لم يرى صداقة من قبل كهذه ، صداقة بندر لسالم مختلفة عن كل تلك الصداقات التي رآها والتي عاشها ، صداقتهم مختلفة لأبعد حد ، صداقة تحمل معنى الأخوة العميق في ثناياها!..
-
منزل أبو عبدالله ؛ 10:17 دقيقة مساءً..
كعادتهن ، فجر .. غزل .. كيان وجود مجتمعين ولكن في هذه المرة كانت سامية الجديدة في الجلسة..
جود : سيمو ما كأنها عمتي قسم عسل احسها اختي او صديقتي
غزل : ايه كيوت مدري كيف
ألتفتت فجر على سامية الجالسة بالقرب منها : الا بسألك ليه ما دخلتي جامعة ؟ يعني وحدة مثلك جايبه 99% وش اللي يمنعها تدخل جامعة ؟
بهدوء : ما احب الدراسة
جود : ما تحب الدراسة وجايبه 99% أجل انا أم 65% وش أقول عن نفسي ؟
بضحكة : والله جد ما احب الدراسة يعني لو ابوي مو مشدد علينا كان شفتوني عايدة ثالث 6 مرات
جود : تعجبني الصراحة
سامية : كيون !!
فاقت من سرحانها : هلا ؟
سامية : وش فيك ؟ الأيام هذي مو معجبتني ، في شي مضايقك ؟!
كيان : لا ما في شي بس ضغط الاختبارات
ابتسمت : يلا كلها كم يوم وتخلصون ان شاء الله
كيان : ان شاء الله
غزل : الإجازة هذي لازم نحلل أم أمها
فجر : كل سنة نقول نفس الكلام وفي الأخير نقضيها نوم وأكل
غزل تنهدت : للأسف
وقفت من على الأريكة : افا بس وجود موجودة تقضونها نوم واكل ؟
غزل : كل سنة وانتي موجودة وش الجديد ؟
جود : اص ، يعني لازم تخربين الحكي !
كيان : كملي نسمعك
جود : حنا ما رح نقضيها نوم واكل ، حنا رح نقضيها اكل ونوم
انتهت من جملتها لتلقي كل واحدة منهن بالوسادة على جود..
غزل : مالت وانا اللي احسب عندك سالفة
رفعت يدها لتعدل شعرها : مالت عليكم انتوا خربتوا شعري
بصوت واحد : أحسن..
-
في جهة أخرى من ذات المنزل..
...... : واضح الكل مجتمع طال عمرك
...... : سوي اللي قلت لك عليه بالحرف الواحد ، اقسم بالله يا طلال لو تغلط ما رح يتحمل الغلط غيرك
ابتلع ريقه بخوف : ان شاء الله..
-
في مجلس الرجال..
أبو عبدالله : يا عز ما ودك تفرحنا فيك ؟
عبدالعزيز : نفرح بأعمامي الأول
تركي : كانك تنتظرني عز الله ما تزوجت
أبو عبدالله التفت على تركي : عيني عينك تقولها !
تركي : والله انا عايف جنس حواء كل ابوهم والزواج ماني بطاق له خبر خير شر
حوّل نظره إلى عبدالرحمن : عاد قلي انت بعد مثل اخوك عشان اقول لكم لاني ابوكم ولا اعرفكم
وقف من مكانه ليتجه إلى والده ويقبل رأسه : شدعوه يبه تتبرا منا ؟
أبو عبدالله : أجل ذا حكي رجاجيل عقّال وفاهمين ؟!!
اقترب منهم ليقبل رأس والده هو الآخر : آسفين يبه
عبدالعزيز : الحمدلله جدي راضي عني
كان على وشك الحديث إلا أن صوت إطلاق النار جعله يتوقف ! ؛ بخوف الجميع وقف من على الأريكة!..
عبدالعزيز : عمي روح شوف البنات وانا وعبدالرحمن بنشوف من وين جاء ذا الصوت
خرجوا من المجلس متجهين مباشرة إلى حديقة المنزل أما أبو عبدالله فـ أتكأ على عصاته ولحق بتركي..
-
لم يسمعن أي شيء لأن صوت الأغاني كان عالياً جداً ؛ فُتح الباب بقوة لتطفئ غزل الأغاني فور دخوله : خرعتنا شوي ، شوي !!
يبحث بعينيه عنهن يريد التأكد بأن الكل بخير : كيان وينها ؟
جود : بالحديقة طلعت تشم هواء ، واضح انها متضايقة ، ليه تسأل ؟
بخوف اتجه ركضاً للحديقة..
فجر : شفيه ذا ؟
غزل هزت كتفيها بمعنى "ما ادري" لتشغل الأغاني مرة أخرى..
-
أقترب من عبدالعزيز وعبدالرحمن : كيان مو في البيت
لم يجد اجابة ليلتفت إلى المكان الذي ينظرون إليه ويصدم بكرسي كيان الفارغ! ، ابتلع ريقه ليردف بخوف : وينها ؟
عبدالرحمن : خطفوها
تركي : مين !!
عبدالعزيز بعصبية : يعني لو ندري مين كان شفتنا واقفين هنا ؟!
عبدالرحمن بهدوء يحاول أن يخفي به غضبه : عبدالعزيز ادخل داخل
عبدالعزيز : لا ما رح ادخل ، هي ساعة وحدة بس ان ما جابوها الشرطة رح اقلب الرياض فوق تحت
عبدالرحمن بحدة لم يستطع اخفائها : اقول لك ادخل!..
-
نائمة في المقعد الخلفي للسيارة أو بالأصح مخدرة ! ؛ رفع هاتفه ليجري اتصالاً وعينيه تراقبها من المرآة : ايه طال عمرك جبتها
...... : حطها بالمكان اللي قلت لك عليه ونفذ الخطة مثل ما اتفقنا من الألف للياء وغلطة وحدة بس مهما كانت بسيطة رح تدفع الثمن غالي يا طلال
طلال : ما رح يصير الا اللي يرضيك
...... : تدل المكان ؟
طلال : ايه طال عمرك ادله..
-
التوتر والخوف يسيطر على الجميع دون استثناء ؛ بكاء هدى وابنتها غزل وبكاء جود وفجر ايضاً ، لم يعد يتحمل المزيد يشعر بانه على وشك الانهيار ؛ اقترب من الطاولة التي تحتوي على مفاتيح سيارته ليأخذها : ما رح انتظر الشرطة
عبد الرحمن : شوف يا عبدالعزيز يا تقعد بأدبك ولا أقسم بالله العلي العظيم لا آخذ مفاتيحك ودورها بعدين
عبدالعزيز : سو اللي بتسويه ما فرقة معي
ضرب بــ عصاته الأرض بقوة ليقف عبدالعزيز في مكانه دون حراك : اللي قاله عمك عبد الرحمن هو الي يمشي
بغضب القى مفاتيحه على الطاولة ليصعد إلى غرفته المخصصة له في هذا المنزل....!




انـــــــتـــــــهـــــــ ى

مقتطفات من الفصل الثالث :
"ذلك الاسم يصنع بداخله ألف شعور وشعور ، لم يعتد أن يسمعه من غيرها .. عز ! أصبح لذلك الاسم وقع مختلف على مسامعه!"
"فتح فمه ليتحدث إلا أن قلبه كان أقوى منه بكثير ، رفع كف يده ليضغط به على قلبه بقوة ، يشعر بأن قلبه سينتزع من بين أضلاعه!"
"الساعة أوشكت على الاقتراب من الثانية عشر ، الكل مجتمع بالأسفل فـ كيف لهم أ يذوقوا طعم النوم وستكمل كيان اختفائها لليوم الثاني!"
ملاحظة/ قبل أن تسرق الرواية وتنسبها إلى نفسك أو تقتبس فكرة من أفكارها تذكّر جيداً بأن مراقبة الله لك أمر محتوم ؛ عذراً فَ أنا لا أقبل بنقل روايتي إلى مكانٍ آخر.





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-16, 06:01 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث

فتحت عينيها بهدوء لتُصْدَم عند رؤية طلال يقف أمامها مباشرة ؛ بخوف : مين انت ؟ وليه انا هنا !!
ابتسم بخبث : اعتقد ليه انتي هنا واضح لك صح ؟
ارتعشت يديها بل ارتعش جسدها بأكمله حتى قلبها الصغير!..
طلال : بصراحة انتي بنت ما تتفوّت بس اللي موصيني اجيبك هنا محرص علي احطك بعيوني يعني لو اسوي لك شي اصلاً حتى لو ازعلك شال جزء من حياتي هذا اذا مو كلها
صوتها أختفى ، لم تعد قادرة على الكلام وحتى الصراخ!..
-
بمنزل سعد ؛ 2:09 دقائق بعد منصف الليل..
فتح الباب ليتفاجأ برؤية أخته نائمة على الأريكة ، اقترب منها بهدوء ليهمس : فطوم هــــيه فطوم
فاطمة : هـــمـــم
سعد : شفيك نايمة هنا ؟
اعتدلت بجلستها لترفع كفيّ يديها وتفرك بهما عينيها : كنت بقول لك شي بس انت تأخرت
سعد : أمي فيها شي ؟!!
فاطمة : لا ، لا ما فيها شي – تثاوبت لتكمل – ريان
بحدة : فاطمة تكلمي وش صاير ؟ انا ما رح اقعد اسحب الحكي منك سحب مثل الأطفال !
فاطمة : قال لي يبيك بموضوع ضروري وحكى لي حكي كثيـــــــــر ما فهمته ويوم قلت له ما فهمت قال لي ولا رح تفهمين اصلاً واذا جاء سعد قولي له يتصل علي ضروري
سعد : خلاص انتي اطلعي غرفتك وانا بشوفه وش يبي
هزت رأسها قليلاً لتقف وتتجه إلى غرفتها بخطواتٍ بطيئة ناعسة..
جلس على الأريكة ليخرج هاتفه من جيبه ويتصل بـ ريان : شفيك ؟!
ريان : ما فيني شي بس كنت ابيك بموضوع وانتهى
سعد : الحين فطوم المسكينة جيت لقيتها نايمة على الكنب تنتظرني عشان تجي انت تقول لي كنت ابيك بموضوع وخلاص انتهى !!
ريان : تبي الصدق ما انتهى بس رح اكتفي بتحذير بسيط
رفع حاجبه متعجباً من كلمة " تحذير " : من وشو ؟
ريان : من نايف..
-
صباح يوم جديد على مدينة الرياض ؛ الكآبة تحيط بمنزل أبو عبدالله من جميع الجهات ، الجميع خائف على كيان من دون أي استثناء فمن يعلم ماذا يريد بها الخاطف!..
سامية : فجر الله يخليك كلي لو شوي بعدين رح يهبط عليك السكر مثل ذاك اليوم ، يكفي انك ما تعشيتي امس
فجر : مو مشتهية
تركي : كلي ولا رح أعطيك الإبرة
فجر : انت كل شي عندم ابر !!
تركي : ايه ، يلا اشوف كلي
بملل أخذت قطعة من الخبز لتدهنا بالقليل من الجبن..
خرج من غرفته ليجد الجميع مجتمع باستثناء عبدالعزيز وبالطبع كيان : وينه ؟
تركي : عبدالعزيز ولا ؟
عبدالرحمن : ايه من غيره يعني
تركي : بغرفته من امس ما نزل هنا ولا شفناه
بهدوء التفت إلى الدرج ليصعده متجهاً إلى غرفة عبدالعزيز ، طَرق الباب مراتٍ عدة من دون أن يتلقى أي إجابة وحينها أدرك تماماً بأنه قد غادر المكان ولكن صوت الباب حينما فُتح جعل من توقعه خاطئ ! : انت هنا ؟!
عبدالعزيز : لا هناك ، شرايك يعني ؟
عبدالرحمن : توقعتك تطلع
عبدالعزيز : راحة عن بالي الصراحة ، زين ذكرتني
عبدالرحمن : انزل تحت ، فطور
عبدالعزيز : مو جوعان أو بالأصح مو مشتهي ، والحين ممكن يا سمو الأمير عبدالرحمن تتركني لحالي لأني مو طايق أشوف حتى وجهي بالمراية ؟
عبدالرحمن : لا مو ممكن لأن خواتك يبي لهم احد يضغط عليهم ياكلون ، فجر وضاغط عليها تركي بالإبرة لكن جود وغزل ؟ وخالتك وامك وحتى جدتك للحين ما اكلت شي !
عبدالعزيز : خلاص ، خلاص شوي وتعطيني جدي السابع عشر ، رح ابدل ملابسي وانزل
دخل إلى غرفته ليغلق الباب ، يتظاهر بالقوة ولكن قلبه ضعيف ، كأنه كان في انتظار اختطاف كيان لينهار بالكامل ! ، اقترب من أحد الأدراج ليسحبها ويخرج علبة دواء صغيرة ، ابتلع حبة من هذه العلبة ليتبعها بالكثير من الماء!..
-
بالأسفل..
أبو عبدالله : كلمته ؟
عبدالرحمن : ايه بـ يبدل ملابسه وينزل
اقتربت لتجلس بجانب عمها عبدالرحمن ، وجهها شاحب مصفّر ، منهكة فـ كيان ليس أي أحد بل شقيقتها : عمي
عبدالرحمن : عيونه ؟
غزل : الشرطة قالوا شي ؟ يعني على الأقل لقوا شي يدلهم على مكانها ويقرب لهم المسافة ؟
سحبها إليه أكثر ليثبت رأسها على كتفه : قريب إن شاء الله
نزل الدراج بخطوات غير متوازنة وكأنه على وشك السقوط ! ، اتجه إلى جده وجدته ليقبّل رأسيهما ومن ثمّ جلس بالقرب من عمه تركي..
عبدالرحمن : قفل أزرار ثوبك على الأقل
تنهد ليرفع يديه ويبدأ في إغلاق أزرار ثوبه بهدوء..
سامية : تبي اكل ؟
عبدالعزيز : فطرت
سامية : بالعافية
أم عبدالله : يمه سامية اختك ندى وينها ؟ من امس بعد الغداء ما شفتها !
سامية : شفتها يمه طلعت كلمتها امس باليل وبعد اليوم الفجر كنت عندها تقول تعبانة شوب فما لها حيل تنزل
أم عبدالله : البنت هذي أربع وعشرين ساعة تعبانة !
أبو عبدالله : ودوها المستشفى ما ينفع تبقى على الحال هذا كل يومين تعبانة
تركي : إن شاء الله يبه بس كسان ترجع لنا بالسلامة رح أوديها بنفسي
جود : عز
" ذلك الاسم يصنع بداخله ألف شعور وشعور ، لم يعتد أن يسمعه من غيرها .. عز ! أصبح لذلك الاسم وقع مختلف على مسامعه! " : هلا ؟
جود : ينفع آخذ إبرة بدون فطور صح ؟
عبدالعزيز : لا ما ينفع انتي غير عن فجر
تأففت : بس ما ابي فطور مو غصب
عبدالعزيز : كلي لك شي لو شريحة توست
التفتت سامية على جود : اجيب لك ؟
وقفت : بقوم معك
قدميه تهتز بتوتر ! ، تلك الحبوب التي يبتلعها لا تزيده إلا توتراً!..
تركي : عبدالرحمن قم ابيك شوي
وقف عبدالرحمن ليتجه إلى الخارج ومن خلفه تركي..
عبدالرحمن : شفيك ؟
تركي : عبدالعزيز
عبدالرحمن : وش فيه !
تركي : اعصابه تالفة ، واضح انه ياخذ حبوب تهدئة أعصاب وهذي لها آثار على المدى البعيد وبصراحة اللي خلاني اشك بالشي هذا رجله اللي تهتز بشكل مو طبيعي أبداً
عبدالرحمن : عبدالعزيز ياخذ حبوب !! مستحيل
تركي : انا دكتور واعرف شغلي واحتمالية انه ياخذ حبوب 75% فـ أبي منك تفتش غرفته ان كان عنده حبوب أو لا واذا فيه أبيك تجيبها لي
تنهد بضيق فـ هو لم يتوقع أن عبدالعزيز يعاني إلى هذا الحد!..
تركي : بتشوف غرفته ولا انا اشوفها ؟
عبدالرحمن : خلاص أنا بشوفها..
-
مغلق عينيه في محاولةً منه للنوم - طُرق الباب عدة طرقات متتالية ليُفتح دون انتظار إجابة ! - فَتح عينيه ليلتفت إلى الباب كان سينفجر بالشخص الداخل إلا أنه توقف حينما رآها ! : هيفاء !!
أغلقت الباب لتقترب منه : ماجد انا جيت اقول لك كلمتين واطلع
ماجد : شفيك ؟
هيفاء : انت لازم تخرج من هنا بأقرب وقت ممكن
التفتت لتتجه إلى الباب ولكن يد ماجد التي أمسكتها من معصمها بقوة جعلتها تتوقف : فهميني وش صاير ؟ انتي اصلاً ليه ابعدوك عني ؟
أفلت معصمها لتلتفت إليه ، محاجرها مليئة بالدموع ! قليلاً وستسقط..
ماجد : هيفاء تكلمي ، شفيك تبكين ؟!
ابتلعت غصتها بصعوبة : كنت اقتلهم بدون ما ادري كنت احسب اني صح والكل غلط كنت اشوف اني اساعد الناس ما دريت اني اذبحهم ، اذبحهم يا ماجد بيديني هذي اذبحهم
ماجد : تذبحينهم !!..
-
فرنسا ؛ باريس..
فتح عينيه ببطء ليرفع رأسه بتعب ويكتشف أنه ما زال نائماً بمكتبه من يوم أمس ! ، مسح على وجهه بقوة ، يشعر بأن رأسه سيتفتت من شدة الصداع – طُرق الباب – ليهمس يتعب : ادخل
حاول فتح الباب ولكنه بالطبع مُغلق من يوم أمس!..
وليد : ناصر افتح الباب
بخطوات متعبة اتجه إلى الباب ليفتحه بهدوء..
امسك به من كتفه بخوف : فيك شي ؟ نايم يوم كامل !! وقفت قلبي عليك
ناصر : بخير ، بخير بس – أغمض عينيه بقوة ليكمل – شوية صداع
وليد : تدري حنا بأي يوم ؟
ناصر : انا مت تاريخ 28/1 هذا اللي اذكره..
-
يريد أي عذرٍ حتى يأخذ مفاتيح الغرفة من عبدالعزيز ! : اقول عبدالعزيز
عبدالعزيز : هلا ؟
عبدالرحمن : شاحن جوالك معك ؟
عبدالعزيز : لا بغرفتي ، ليه !
عبدالرحمن : شاحن جوالي خرب وابي اشحنه ما في احد بالبيت ايفون غيرك
أخرج مفاتيحه من جيبه ليعطيها لـ عبدالرحمن : بثاني درج تلاقيه
عبدالرحمن : مشكور – وقف ليتجه إلى الدرج وتحديداً نحو غرفة عبدالعزيز ، وقلبه يدعو بأن لا يجد شيء وأن يكون تركي مخطئ ، فتح الباب بهدوء ليقترب من الأدراج وما زال قلبه يردد الدعاء من دون انقطاع ، سحب الدرج الأول ليجده مليء بالحبوب!..
من خلفه : لقيته ؟
أغلق الدرج ليلتفت إلى عبدالعزيز : لا
أقترب عبدالعزيز ليسحب الدرج الثاني ويخرج الشاحن : فيك حوّل
عبدالرحمن : احترمني تراني عمك
ألقى بنفسه على السرير : ما لي خلق محاضراتك اللي ما تخلص ، الشاحن وأخذته توكل على الله وقفل الباب وراك
عبدالرحمن : وش اللي حادك تاخذ حبوب ؟!!
عبدالعزيز : استغفر الله العلي العظيم غصب تبيني أعصب يعني ! أنا وش اللي مخليني أعطيك المفتاح أصلاً!!
أتجه إلى الباب ليغلقه ومن ثمّ عاد ليجلس على مقعد بجوار سرير عبدالعزيز : اللي تسويه غلط ، انت تبي تموت ؟ يعني ما انت مستوعب ان وراك خوات واهل ؟!!
عبدالعزيز : عبدالرحمن لو سمحت أطلع برا ، انت لو تعيش اللي أعيشه كان ما عاتبتني على اللي اسويه
عبدالرحمن : ليتك منتظم على الدواء ولا جايبه بوصفه كله بعشوائية
عبدالعزيز : تبيها ؟ خذها ، ارميها ، تفداك أعرف أجيب مثلها..
-
فتحت عينيها ببطء لتتسلل أشعة مغيب الشمس على عينيها ومن ثمّ عادت لتغلقها مجدداً لتأخذ الدموع مجراها على خديها بهدوء..
...... : دموعك ما تخلّص ؟!
تمنت لو أن بإمكانها الحراك ، عاجزة ؟ أصبح لتلك الكلمة أثر أكبر من ذي قبل على نفسها..
...... : الدموع ما رح تفيدك بشي بعدين ترا انتي هنا بأمان
بصوتٍ كاد أن يختفي من شدة البكاء : من متى اللي يكون مع مجرم يكون بأمان !..
-
الساعة أوشكت على الاقتراب من الثانية عشر ، الكل مجتمع بالأسفل فـ كيف لهم أن يذوقوا طعم النوم وستكمل كيان اختفائها لليوم الثاني!..
اتكأ على عصاته ليقف : أنا بروح غرفتي أرتاح وأنتن يا بنات لا تتأخرون على النوم وراكن اختبار بكرا
غزل : ما ذاكرت سطر ، ابعتذر عن الاختبار وباخذه صيفي دور ثاني
جود : وانا مثلها
أبو عبدالله : وش عذركن ؟ أختكن انخطفت ! تبون الناس تحكي عن كيان وعنا بالشينة ؟!!
تركي : إن كانهم ما ذاكروا ما نبي لهم الرسوب بس مادة يوم الأثنين تتذاكر
غزل : إن رجعت كيان ذاكرتها
تركي : تذاكرونها ولا تداومون بكرا ؟
جود : بنذاكر بس فكنا واكتب لنا تقرير طبي عشان نغيب
تركي : فجر أقدر أكتب لها بما أنها مريضة سكر بس انتوا فكروا لكم بعذر أكتبه
في الجهة الأخرى ألتفتت أم عبدالله لـ ندى : وانتي يا بنتي ذاكرتي ؟
ندى : الحمدلله ذاكرت اللي اقدر عليه بس ان كانكم تحتاجون مساعدة ابعتذر عن الاختبار واقعد معكم
جود : عمتي سامية ما تقصّر
أم عبدالله بحدة لـ جود : انتي ما تحترمين أحد !
جود : ما قلت شي يزعل واذا زعلت فـ هي حساسة بزيادة على العموم أنا بطلع غرفتي ان بغيتوا شي نادوني ما ظنتي أنام
أقترب من عبدالرحمن ليهمس في أذنه : اللي قلته لك طلع صحيح ؟
عبدالرحمن : للأسف إيه
تركي : ترا علاجه نفسي إن ما تعافى وبطل ياخذ الأدوية هذي مضطر أروح فيه لدكتور نفسي يخرجّه من الحالة اللي هو فيها
عبدالرحمن : العلاج عندي بي انت خلي كيان ترجع لنا بالسلامة..
-
مساء يوم جديد على مدينة نيويورك..
أخذ كوبه ليضع به القليل من السكر ومن ثمّ يضيف إليه القهوة : أنا أبي أفهم ليه تاركينا بلا شغل لهم حول الأسبوعين وبعدين ياخذون سالم اسبوعين ثانية !!
ريان : المشكلة اننا من العسكرية المفروض يوم راحة ما فيه وهم تاركينا بذا الفندق وكل شي عندنا !
بندر : ريان انت متأكد إننا قدما على العسكرية ؟
ريان : تستبهل أنت ؟ مين بالله عليك يقدر يسوي كل الأشياء هذي ويتكلم باسم دولة وهو كذّاب ؟!!
بندر : انت عمرك سمعت عن عسكر يتدربون خارج وطنهم ؟
ريان : في دورات تدريبية بس ...
قاطعه : بس مو لهذي الدرجة ! ، ريان نحنا دخلنا بشي كبير ما نعرف وش هو وأكبر ضحايا هالشي سالم!!..
-
من مساء مدينة نيويورك إلى صباح مدينة جدة..
خرج من غرفته ليتجه إلى الأسفل ذاهباً إلى عمله ليتفاجأ بجلوس زوجته على الأريكة المُفردة في صالة الجلوس : صاحية !!
...... : لا الجني قدامك ، يعني بالله عليك ما لاحظت إني مو بالسرير ؟!
...... : إلا بس كنت أحسبك بالحمام
...... : أسمع يا سمو الأمير سطام بتشرف البيت اليوم قبل الظهر ولا لا ؟
سطام : مدري على حسب ، ليه يا سموّة الأميرة بيان ؟
بيان وما زالت تنظر إلى الطاولة التي أمامها متجاهلة وقوف سطام خلفها مباشرة : عشان أطبخ لك الغداء اللي تعبي فيه بطنك
سطام : ناظريني ! ولا للحين زعلانة مني عشان اللي صار أمس ؟
بيان : ما ابي اناظرك عشان ما يخرب صباحي
ابتسم فتصرفاتها تجعله يبتسم رغماً عنه ، بريئة هيَ إلى حد الطفولة!..
-
الرياض ؛ 7:37 دقيقة صباحاً بمنزل أبو عبدالله..
قبّل رأسه والده ووالدته : توصون شي قبل أطلع ؟
الجميع بهمس : سلامتك
أبو عبدالله : عبدالعزيز ما عنده اختبار اليوم ؟
عبدالرحمن : بكرا إن شاء الله أول يوم
أبو عبدالله : زين الحمدلله خله يرتاح شوي عشان يقدر يركز
عبدالرحمن : يلا فمان الله
أم عبدالله : الله يحفظك ويوفقك يا ولدي
فجر : جود ، غزول ذا الدرس عجز يدخل مخي ، فاهمينه ؟
غزل : أي درس ؟
فجر وهيَ تقلب في صفحات الكتاب : مدري صبر ضاعت الصفحة
سامية : إن ما فهمتوا شي أسألوني أو اسألوا عبدالعزيز
بابتسامة : إن شاء الله
أم عبدالله : إلا أقول سامية أختك راحت الجامعة ؟
سامية : ايه يمه راحت مع تركي
فُتح الباب ليدخل عبدالعزيز : صباح الخير
أبو عبدالله : انت كن برا ؟!!
عبدالعزيز : ايه طلعت اسأل الشرطة إذا عرفوا شي عن كيان
أم عبدالله : بشر يا ولدي ؟
حرك رأسه بمعنى "لا" ليجلس بهدوء بجانب جده..
-
جدة ؛ 11:00 قبل الظهر بمنزل سطام..
ممددة على الأريكة الطويلة تتحدث مع صديقاتها عبر الهاتف وبجانبها التلفاز مشغّل بصوتٍ عالٍ وعلى الطاولة المجاورة لها فشار ؛ رنّ جرس هاتفها لتعتدل في جلستها سريعاً وتخفض من صوت التلفاز : هلا يمه
أم بيان : انتي كل ما اتصلت عليك رديتي ما وراك اكل تسوينه لرجلك ؟!
بيان : الا يمه سويت ، سويت
أم بيان : أمداك تسوينه !! عسى مو مقضينها اندومي ؟
بيان : لا افا عليك يمه والله بنيتك سنعه ان شكّى سطام مني ذيك الساعة عاتبيني
أم بيان : وانا بنتظره يشتكي !
سمعت صوت فتح قفل الباب لتنهي المكالمة بسرعة : يلا يمه سطام جاء بعدين اكلمك ، ســــــلام
اغلقت الهاتف لتضعه على الطاولة وتعود لتمدد قدميها على الأريكة وعينيها على التلفاز هذه المرة..
سطام : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بيان : شايف جني !
سطام : بالله في وحده تقابل زوجها باللبس هذا ! لا وبعد متمددة وتطفح من ذا الفشار
بيان : ايه فيه انا وبعدين ترا غداك جاهز شفه بالمطبخ
اقترب بخطواته منها ليجلس على ركبتيه بينها وبين التلفاز : زعلانه !
بيان : انت سويت شي يزعل ؟
امسك بكف يدها ليشد عليه بقوه : ما يهون علي زعلك والله
ابتسمت هيّ لتتسلل تلك الابتسامة الى شفاه سطام ايضاً..
-
وضعت كفها على معدتها لتضغط عليها بقوة ، تشعر بالجوع الشديد ، يومين من غير طعام اشبه بالمستحيل!..
فتحت الباب لتدخل وتضع صينية الطعام أمامها : لازم تاكلين لمتى بتبقين على هالحال ؟
كيان : الى ما ياخذ الله امانتي واموت
...... : ما ودك تردين لأهلك !
ابتسمت بسخرية على حالها : مخطوفه وتقولين ارد لأهلي ! انتي شكلك على نياتك ما تدرين وش هي حالتي
...... : الا ادري لأن مثلي مثلك هنا..
-
فرنسا ؛ باريس..
بمكتب مدير المشفى في انتظار قدوم صديقه ناصر وما هي إلا دقائق ليدخل بخطوات بطيئة لا حياة فيها ويجلس مقابلاً لوليد أمام المدير..
المدير : انا جمعتكم انتوا الاثنين عشان اقلكم شي واحد بس و هالشي رح اقوله لناصر بس حبيت اقوله قدامك يا وليد بما انك زميله بالشغل وعلاقتكم قوية مع بعض
ناصر : تكلم ؟
المدير : انت ما قمت تصلح للوظيفة و ....
وقف من مقعده ليقاطعه : من بكرا ما رح تشوفني هنا – ومن ثمّ خرج ليغلق الباب خلفه بقوه..
وقف وليد هو الآخر ولكن بهدوء عكس ناصر تماماً : آسف ع اللي صار واعتقد انك اتخذت القرار الصحيح بخصوص ناصر بس يا ليت تخليه هو يقدم استقالته لان الفصل بحقه شين وهو الحين يعاني من ضغوط نفسيه وكلها فتره ويرجع مثل قبل واحسن ان شاء الله ورح يصير محتاج للوظيفة
المدير : اللي تشوفه..
-


يتبع..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-16, 06:02 PM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

بعيداً عن باريس عائدين إلى الرياض..
اقترب للباب ليأخذ نفس عميق ومن ثمّ طرقه ليأتيه صوته المهيب من داخل المكتب : تفضل
فتح الباب بهدوء ليتقدم اليه بعد أن أدى التحية العسكرية : سيدي
...... : وش عندك فواز ؟
فواز : انا ادري ان هالشي اللي رح اقوله ماله علاقه بالمهام اللي انت موكلني بها لكن هالشي ما ينسكت عنه ، الموضوع له علاقة قوية بأمن البلد
رفع حاجبه بتعجب مما يقول "امن البلد" !! الموضوع اكبر مما تصور : اقعد
اقترب من المقعد ليجلس امامه مباشره : الصراحة انا لاحظت اخر فتره ان اعداد طلاب الكلية العسكرية اللي تجينا اوراقهم تقل ! يعني سنه عن سنه وعددهم في تناقص
...... : ايه ؟
فواز : والعدد اللي فقدناه عدد كبير في خلال هالسنتين ولاحظت ان العدد متقارب جداً مع عدد الشباب اللي سافروا مع بداية العام للخارج
متوتر يريد ان يعرف نهاية هذا الحديث ، مسؤولية كبيرة يحملها على عاتقه ، امن وطن!..
فواز : انا مو بقادر افهم الموضوع ولا حبيت اتوسع فيه زياده الا بإذن منك لان اتوقع ان الموضوع اكبر من كون انه تناقص بأعداد الطلاب
بلل شفتيه بلسانه : اليوم بعد ما ينتهي دوامك ابيك ، الموضوع ما يخلص نقاشه بدقايق
وقف ليؤدي التحية العسكرية ومن ثمّ أنصرف..
-
جدة ؛ 10:07 دقائق مساءً..
بخطوات متعبة اقترب من الأريكة ليلقي برأسه على قدم بيان ويتبع ذلك بتهنيدة تعب : آه
بخوف : سلامتك من الـ آه شفيك !!
صدره يعلو ويهبط بسرعة ، نفسه غير منتظم إطلاقاً!..
بيان : سطام شفيك ؟ بعدين ليه متأخر وادق عليك ما ترد قسم بالله خفت عليك حيـــــل
سطام : انكرفت بالشغل
عينيه مقروءة لبيان ، يكذب ! لكن لماذا ! : مآ تبي تخوفني عليك ، بس انت كذا تخوفني عليك اكثر - اختلفت نبرت صوتها معلنة عن دموع قريبة - تكفى قلي وش فيك؟
رفع رأسه من على قدميها ليجلس بجانبها ويمسك بكف يدها ليشد عليه بقوة .. يحاول ان يمتص منها الخوف الذي تشعر به..
بيان : سطام الله يخليك تكلم
سطام : ما فيني شي اتركي عنك الخوف
بيان : مقلب ؟ قلي مقلب والله ما ازعل كثر لو ادري انك مخبي عني شي
فتح فمه ليتحدث إلا أن قلبه كان أقوى منه بكثير ، رفع كف يده ليضغط به على قلبه بقوة ، يشعر بأن قلبه سينتزع من بين أضلاعه!..
بخوف : سطـــــام !!
بتعب ونفس متقطع : ما...فيني..شي
وقفت لتتجه الى الطاولة المجاورة لهم لتسحب هاتفها وتتصل بأخيها "مشعل" : هلا بيون !
دموعها خانتها لتسقط وبصوتها الباكي الذي افزع قلب مشعل : سطام
مشعل : شفيه !!؟
بكائها كآن كفيل بأن يعلم مشعل أن سطام ليس بخير!..
مشعل : جايك ، جايك..
-
الرياض بمنزل أبو عبدالله..
عبدالرحمن : ما ودكم تنامون انتوا ؟
جود : تو الساعة عشرة وربع وشو له ننام !
تركي : انتي خلي عنك طوالت اللسان ، تراددين عمك !
وقفت : تصبحون على خير - صعدت إلى غرفتها لتلحق بها غزل..
فجر : معليش عمي بس والله اختي صارت حساسة بعد ما اختفت عنا كيان حتى غزل
عبدالرحمن بابتسامة : عاذرها بس هو تركي الله يهديه يعاتبهم
تركي : هذي جزاتي اطالبهم يحترمونك ؟
اقتربت من عمها تركي لتقبل رأسه : تصبح على خير
عبدالرحمن : الله يوفقك ويسهل عليك يا رب
اتجهت باتجاه عمها عبدالرحمن لتقبل رأسه ايضاً لكنه ابعد رأسه عنها : لا تشيبين فيني بعدني صغير الله يحفظني
ابتسمت : تصبح على خير
عبدالرحمن : تلاقي الخير..
-
في أحد مستشفيات مدينة جدة ؛ 11:17 دقيقة مساءً..
لم تستطع الجلوس خائفة ، لم يمضي على زواجهم سوى ثلاثة أشهر ليتعب بهذا الشكل المفاجئ ، تشعر بوجعه ، فـ روحها قد استوطنت جسده منذ زمنٍ بعيد!..
مشعل : بيان اجلسي ولا اقلك روحي المصلى ادعي له بكيك هذا مو بنافعه والله
فقدت القدرة على الكلام ، أذنيها لا تستمع لحديث مشعل ابداً ؛ لا تفكر بسواه ، وجهه المتعب ، صدره الذي يعلو ويهبط بسرعة وصوت تنهيدة التعب المُوجعة لقلبها ، اغمضت عينيها بقوة تريد ان تزيل هذه اللحظات عن ذاكرتها ، تريد أن تتذكر سطام قبل هذا اليوم!..
خرج الطبيب من الغرفة ليقترب منه كل من مشعل وبيان : طمنا دكتور ؟
انزل كمامته عن وجهه : الحمدلله بخير بس شوية تعب وبزول ان شاء الله
بيان : اقدر ادخل عليه ؟
الدكتور : معليش اختي لازم يرتاح شوي وبعدين هو الحين مخدر يمكن يصحى بعد ربع ساعة
بيان : بس بشوفه
الدكتور : يفضل تخلينه لحاله
مشعل : خلاص انتي روحي للمصلى صلي لك ركعتين شكر وبعدين ادخل انا وياك مع بعض عنده ان شاء الله
هزت رأسها بهدوء ودموع الفرح قد تجمعت في محاجر عينيها لكونه بخير..
الطبيب بهمس لمشعل : ابيك بغرفتي شوي
تقدم الطبيب ليلحق به مشعل ؛ دخل الى الغرفة ليتبعه مشعل ويغلق الباب من خلفه : آمرني دكتور ؟
اشار الى المقعد الموجود امامه : ما يامر عليك عدو ، تفضل
مشعل : ايه ؟
تنهد : بصراحة انا ما حبيت اتكلم قدام الاخت اللي هناك لأن واضح تعلقها الشديد فيه
مشعل : ايه يا دكتور المريض زوجها
الطبيب : في الحقيقة أخوي إن المريض عنده القلب ، طيحته هذي بسبب انه مهمل نفسه بخصوص نوع الاكل وبعد انفعالاته كثيرة ولازم يخفف عن نفسه الضغوط والواضح انه ضاغط على نفسه كثير بالشغل
عض على شفته السفلى بقوة ليهمس من بين أسنانه : مشكور دكتور
بابتسامة : العفو هذا واجبنا..
-
اسبوع منذ ان تحدثت إليه ، اسبوع منذ أن قالت له يجب عليك الهرب ! اين هي الآن ؟ لماذا اختفت ! كيف له الهروب دون مساعدتها!..
طُرق الباب ليُفتح بهدوء ، اغلقته لتقترب منه : اسمع لآزم تطلع من هنا الحين
ماجد بحده لم تتوقعها هيفاء : انتي وبعدين معك ! تجين وتحكين لك كلمتين وتطلعين ؟ مو انا اللي انفذ أوامر بنت!
ابتلعت ريقها خوفاً من حدة ماجد وبهمس : انا ما اقدر اقلك كل شي الكاميرات تسجل كل لحظة اصلاً حتى وجودي عندك هذا بعلمهم ويكون بعلمك كل اللي اقوله لك بصوت عالي كذب بكذب لأنهم هم يبون اقول لك كذا
ماجد بذات الهمس : نعم !!
هيفاء عادت لتتحدث بصوتٍ عالٍ : على العموم ان كانك تبي تهرب ما عندك الا اليوم لأن بعدين رح يكشفونك ان طلعت من هنا
ألتفت على الجهة الأخرى : مآ ابي منك شي ، تفضلي برا..
-
صباح يوم الأثنين على مدينة الرياض ؛ 5:47 دقيقة صباحاً بمنزل أبو عبدالله..
على سفرة الطعام مجتمعين لتناول وجبة الفطور..
أبو عبدالله : عسى ذاكرتن يا بناتي ؟
جود : ايه الحمدلله ، الله يوفقنا
أم عبدالله : وانت يا عبدالعزيز ؟؟
عبدالعزيز : مذاكر
تركي : يلا قوموا أوصلكم على طريقي
عبدالرحمن : وانا بروح مع عبدالعزيز دام حنا بنفس الجامعة
ندى : الله يوفقكم يا رب
تركي : وانتي متى اختبارك الثاني عشان ما انساك !؟
ندى : يوم الاربعاء
تركي : يصير خير ان شاء الله..
-
جدة ؛ بالمستشفى التي يتواجد بها سطام..
ببكائها الذي أوجع قلب مشعل : ما صحى ، الدكتور قال ربع ساعة والحين ثاني يوم وما صحى
مشعل : صدقيني رح يقوم بس بعض الناس فترة المخدر فيهم تطول
بصوت بحّ من البكاء : ترا مالي حياة مِن ....
قاطعها صوته : يطيل الله بعمرك يا حياتي
ألتفتت له ، كان يبتسم رغم ما به من الالم ، يحاول ان يخفف عنها .. لا يريدها ان تشعر بما يشعر به ؛ اقتربت منه لتلقي برأسها على صدره وتنخرط في البكاء ، اوجعته رغم ذلك رفع كف يده ليضعها على رأسها ويمسح عليه بهدوء..
مشعل : الحمدلله على السلامة ، يلا اخليكم
سطام بتعب يتضح في صوته : عندك شي اليوم ؟
مشعل : شوية شغل بشركة الوالد تدري عاد الوالد هالفترة شاد علي عشان كنت اسلك له واجد بالشغل واغيب كثير
سطام : الله يعينك
مشعل : آمين يا رب وياك ، يلا فمان الله
خرج ليغلق الباب خلفه..
ما زالت كالطفلة الصغيرة تبكي على صدره..
سطام : خلاص بيون هذاني قدامك ما فيني الا العافية
رفعت رأسها ببطء لتثبت عينيها بعينيه..
سطام : والله ما يليق على عيونك الحزن
بيان : تكفى لا تفجعني فيك
رفع يده ليضعها على خدها : وانتي لا توجعين قلبي بدموعك..
-
على حالها منذ ان أُحظرت الى هذا المكان لم تتحرك من على سريرها الا من اجل ان تذهب لدورة المياه بمساعدة وإجبار من تلك التي تشاركها ذات الغرفة "سهام"..
سهام : تدرين اني للحين ما اعرف وش هو اسمك ؟
نطقت احرف اسمها بصوتٍ خالٍ من الحياة صوت اقرب للموت من كل شيء : كيان
سهام : عاشت الأسامي - توقفت عن الحديث في انتظار رد من كيان ولكن عينيها التي تنظر الى الفراغ كانت كفيله أن تخبرها بأنها لن تتحدث - متضايقة اكيد لأنك هنآ من فتره طويله حتى اليوم اللي احنا فيه ما تعرفين اسمه بس صدقيني لازم تتأقلمين ، انا لما جيت هنآ كنت مثلك بل اسوء بس تأقلمت لأني حسيت اني قاعدة اقتل نفسي بالتصرف ويمكن الخاطف هذا هدفه ما ابي الشخص اللي يكرهني يحقق مبتغاه عشان كذا تعايشت مع الحياة هنا وكملت حياتي عادي ولا كأن شي صار ، بتقولين كيف ولا كأن شي صار واهلي هنآك حارقين الدنيا عشان يلقوني ؟ حطي قدامك امل انك ترجعين وتخيلي ردت فعل اهلك لو يوصلهم خبر موتك!..
-
أميركا ؛ نيويورك..
بندر : بيكمل الشهر وسالم ما شرف انا أبقهم هذولا وش هدفهم بالحياة وش يبون مننا !! الى وش يبون يوصلون بالضبط ؟ كلية عسكريه وهمية ! جنود الوطن كلهم راحوا بسببهم
ريان : قصر صوتك انت ما تدري من يسمعك هنا
بعصبية : يسمعني اكبر كبير فيهم جعلهم بحريقه ، حسبي الله عليهم واحد ، واحد
توقف ليمسك بندر من كتفيه ويثبته على الحائط : صوتك لا يرتفع ان كانك مثل ما تقول رح تحمي الوطن هذا معناه لازم تحافظ على روحك غيرك عقله ما استوعب اللي عايش فيه للحين ، غيرك عايش على عماه هنا..
-
فرنسا ؛ باريس..
أصبحت باريس موحشة بالنسبة إليه ، الحياة بهت لونها مع موت غادة 28/1 لين ينسى هذآ التاريخ أبداً ، حينما رحلت غادة ورحلت روحه معها ليبقى جسداً من غير روح ، شخص ينام ليحلم بـ غادة ، هارب من الواقع الذي لا يحتويها يفضل العيش في الأحلام حتى يتأمل ملامحها..
...... : ناصر هيه ناصر
ناصر وهو ما زال مغمض لعينيه : انت كيف دخلت هنا !
بعصبية صرخ : تارك الباب مفتوح وتقول كيف دخلت هنا ! اصلاً زين ما احد جاك واذبحك بمكانك
ببرود : ما عندي اعداء
وليد : يكسرك موت بنت ! انت وش بقيت لو ....
قاطعه : لو ايش ؟ اهل وما عندي لما صحيت على الدنيا واستوعبت نفسي لقيت اني بدار أيتام !! الله العالم كيف جيت على هذي الحياة اصلاً
وليد : استغفر الله ما يصير تقول هالحكي
وقف من سريره ليتجه للطاولة التي امامه ويفرغ كل ما فيها على الأرض بقوة ؛ اجزاء الزجاج المتناثرة كانت كفيلة بأن تأخذ ما تبقى من حياة في قلبه معها..
اقترب منه ليمسك بيديه ويثبتها خلف ظهره : تعوذ من الشيطان - ضغط عليه اكثر ليكرر - تعوذ من الشيطان
بضعف : اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وليد : اللي تسويه بحق نفسك غلط ، روحك هذي انت مسؤول عنها ، رح تتحاسب يوم القيامة عنها ، اللي تسويه بحق نفسك اسمه انتحار !
ناصر : انا مت من زمان يا وليد مت قبل ما ابدأ حياتي
ترك يديه ؛ لا يعلم ماذا يقول لتهدئته فهو لم يعاني كل ذلك ، لديه ام واب واخوة لديه كل ما يحتاج ، ناصر يعاني ! الحياة تقف ضده للمرة الثانية!..
ناصر : كنت ابي احد ينسيني اني يتيم ، ان مآلي اهل ! جت غادة رغم انها ما سوت شي لكن حسيتها نستني اليتم ، والحين ؟ ماتت ، تركتني اعيش الالم مره ثانية بس ليــــه انا وش ذنبي أذاني غلطه ! ليه أعاني ليه اتعب ليه اتحمل ثمن غلطتهم !! - بضعف جلس على ركبتيه - انا وش ذنبي اتحمل غلطهم ! قلي وش ذنبي ؟!!..
-
يشعر بأن ناراً تغلي في وسط صدره ، اين هو عن كل ذلك ؟ كيف لم ينتبه لشيء كهذا !! ؛ رفع سماعة الهاتف : ابيك بمكتبي الحين
وماهي إلا ثواني حتى يطرق الباب..
...... : ادخل
فتح الباب ليدخل ويؤدي التحية العسكرية..
...... : قفل الباب وتعال اجلس يا فواز
فواز : حاظر يا سيادة الفريق
الفريق "إبراهيم" : شصار على موضوعنا ؟
فواز : انا ما لقيت الا حل واحد بس واللي هو نسأل اهل المسافرين عيالهم وين راحوا
إبراهيم : شدخل ذا بذا ؟ فتح لي مخك الله يرضا لي عليك
فواز : سيادة الفريق ، اللي صار له علاقة واضحة لو العلاقة جداً بسيطة انت تدري ان عدد المسافرين جداً متقارب مع عدد النقص اللي صاير على الاقل رح يقولون لنا عيالهم وين راحوا بالضبط !!
إبراهيم : اسمعني يا فواز نحنا ما نبي نخوف اهلهم عليهم وتصير حركتنا مكشوفه للعدو
فواز : علمني انت وش تبيني اسوي وبسويه ؟
إبراهيم : لازم نشكل فريق يمسك هذي القضية..
-
جده ؛ 1:08 دقائق بعد الظهر..
فتح عينيه ليجدها نائمة بجانبه على المقعد : بيان !
استيقظت بفزع : فيك شي تعبآن ؟انادي الدكتور ؟؟
سطام : هــــــش ما فيني شي ، ليه ما رحتي مع مشعل البيت ؟
بيان : مستحيل اخليك لحالك ، على الاقل هنا نمت لو رحت البيت مستحيل انام وانت بعيد عني
سطام بابتسامه : تخافين عليّ ؟
بيان : بالله ذا سؤال ينسأل ! لو ما اخاف عليك بخاف على مين ؟
طرق الباب عدة طرقات ليدخل بهدوء : ظهر الخير
سطآم : الله جابك مشيعيل متى بطلع ؟ والله طفشت من القعدة هنا
مشعل : كلمت الدكتور قبل شوي قال رح يجي يفحصك فحص اخير يتطمّن فيه عليك وبعدين يكتب لك خروج ان شاء الله
سطآم : اختك هالخبلة ليه ما اخذتها معك ؟
بيان : الحين انا يوم اني نمت عندك صرت خبله !
سطام : امزح والله
وقفت لتعدل نقابها : يلا مشعل أبرجع البيت
مشعل : أويلك سطام زعلتها
سطام : ما عليك اعرف أراضيها بطريقتي
اقترب منه ليهمس في أذنه : ليه خبيت علينا ؟
سطام : دريت امس الظهر ومن التعب بالتفكير طحت ، طلعت من المستشفى ولسا التعب فيني ويوم وصلت البيت رجعت تعبت ثاني
مشعل : انتبه لنفسك و ترا للعلم لازم تخبر بيون
سطام : يصير خير..
-
الرياض ؛ 1:57 دقيقة بعد الظهر ؛ بمنزل أبو عبدالله..
بتعب دخلوا ليلقوا بأنفسهم على الأريكة : آه
عبدالرحمن : قليلة الـ آه والله
أم عبدالله بخوف على أبنها وأحفادها : بسم الله عليكم وش فيكم ؟
جود : زحمة بشكل
فجر : من الساعة 11 ناشبين بالشارع عشان في اثنين صادمين ببعض
غزل : والله خطوتين ونوصل البيت بغينا نترك السيارة ونجي مشي
عبدالرحمن : بس خفت على سيارتي يسحبها المرور
أم عبدالله : اهم شي انكم بخير
أبو عبدالله : وين عبدالعزيز ؟
عبدالرحمن : يقول يبي يريح بالخيمة
ام عبدالله : ورا ما ينام بداره !
عبدالرحمن : يقول يبي مكان فيه هوى
خرجت من غرفتها لتتجه إليهم ، قبلت رأس والدها ووالدتها لتجلس بجانبهم : مسكم بالخير ، بشروا كيف الاختبار ؟
جود بهمس لـ غزل : مو كأنها تغيرت ؟
غزل : مــــــــــــره
ضرب بعصاته الأرض بقوة : ما تتركون المساسر انتن !
جود وغزل : آسفين
خرجت من المطبخ لتقف في منتصف الصالة : تبون الغداء الحين ؟
عبدالرحمن : عن نفسي ابي اريح بداري وبعد عبدالعزيز مريح بالخيمة
فجر : اذا جدي وجدتي مو جوعانين ناكل بعد العصر
ام عبدالله : انا ما عندي مشكله
ابو عبدالله : اهم شي عندي ناكل مع بعض
سامية : اللي تشوفونه..
-
جدة ؛ بمنزل ابو مشعل..
أم مشعل بخوف على ابنتها الوحيدة : بيان فيها شي ؟ لا تخوفني عليها الله يخليك
مشعل : والله يا امي ما فيها شي دقي اسأليها اذا مو مصدقتني
أم مشعل : اجل وينك امس ؟ وبعد اليوم وينك مختفي !؟ رجعت لروحات الرياض اللي بدون علمي وعلم ابوك عند أخوياك !
مشعل : يمه والله ما طبيت خط السفر اصلاً
اخذت هاتفها لتتصل على "بيان" : يمه بيان انتي بخير ؟
بيان : الحمدلله يمه ما فيني شي
تنهدت براحة : الحمدلله
مشعل : قلت لك يمه ما فيها شي بس انتي ما صدقتيني
بيان : يلا يمه توصين شي ؟
ام مشعل : سلامتك يمه..
-
على الأريكة مستلقي على قدمها : شفيها عمتي ؟
أجابته وهي تحرك يدها على شعره : خايفة عليّ تلقى مشعل توه داخل البيت من امس عشان كذا خافت
سطام : للحين يطلع الرياض ؟
بيان : لا هوّن ، من فتره تهاوش مع صاحبه هناك وما عاد صار يروح إلا اذا ابوي ارسله يضبط شغل عشان الشركة
سطام : بيان ممكن اطلب منك طلب ؟
بابتسامه : اكيد ، لو تطلب عيوني أعطيتها لك
سطام : ابيك تربطين لي قلبك - عقدت حاجبيها بعدم فهم ليكمل : يعني ابقلك شي بس اوعديني ما تخافين
بيان : فيك شي ؟؟
سطآم : خفتي وانا بعد ما قلت ! خلاص هوّنت ماني بقايل لك
بيان : لا خلاص الله يخليك قول
اعتدل ليجلس بجانبها ومن ثمّ مد ذراعه خلفها ليقربها له اكثر ويضع رأسها على كتفه : رح اقلك هالشي لأني محتاجك تساعديني – سكت قليلاً ليكمل - بيان انا فيني القلب..
-
الرياض ؛ 4:30 دقيقة عصراً..
تناول القليل ليقف : اكرمكم الله
ابتسام : وين يا ولدي ما اكلت شي !
عبدالعزيز : الا اكلت يمه
تركي : اسمع عبدالعزيز ابي اكلمك بموضوع اليوم
عبدالعزيز : حياك بأي وقت فاضي
أم عبدالله : والله هالولد قلبي ماكلني عليه صاير ما ياكل ما تدرين وش هي علته ؟
ابتسام : ولدي عنيد وراسه يابس عجزت اطلع منه حرف
جود : خالتي وين فهود ؟
هدى : مع سامية فوق
أم عبدالله : الا هو صدق سامية ورا ما تاكل معنا ؟!
ندى : تقول ما تبي تاكل
أم عبدالله : ما صدقنا تنزلين تاكلين معنا تجي اختك ذي تسوي سواتك
خرجت من الغرفة على حديثهم حاملة بين ذراعيها فهد : هذاني يمه جيت لا تزعلين علي
أم عبدالله : ورا ما جيتي تاكلين معنا ؟!
سامية : ما ابي اكل الحين بعدين باكل ان شاء الله
غزل : عمي والله اشتقت
عبدالرحمن : يا عيون عمك ما تركت مكان الا ودورتها فيه حتى الشرطة للحين يدورون عنها ، الله يردها لنا قريب
الجميع : آمين
اقترب من عمته ليأخذ فهد من بين ذراعيها ؛ يحمل الكثير من ملامحها يشبهها لحدٍ بعيد، ما زالت رائحتها به ما زال عطرها بجسد هذا الصغير!..
سامية : مبين تحب الأطفال
بحديثٍ بينه وبين نفسه "تقصدين أحبها هي"..
سامية : عبدالعزيز !
عبدالعزيز : هلا ؟
سامية : وين وصلت ؟
اعاد لها فهد ليخرج من المنزل بأكمله!..
-
بدأت تعداد على هذه الحياة فكلمات "سهام" قد اثرت بها ، توقعت ردت فعل عز عند فقدانها فكيف لو وصل إليه خبر وفاتها!..
سهام : احكي لي عنك
كيان وهي تحرك الملعقة بكوب قهوتها : اسألي وانا بجاوب
سهام : والله ما في بالي سؤال محدد بس يلا بسألك تذكرين كيف انخطفتي ؟
ارتشفت قليل من القهوة : طلعت اشم هوى بالحديقة وبعدين ما اذكر شي غير انه كان في واحد غطا عيوني وبخ علي شي وعلى طول تخدرت
سهام : حظك
كيان : نعم !!
سهام : انا صوبوا على رجلي هذي - اشارت على قدمها اليسرى - ظليت انزف كثير ومن شدة الألم وكمية الدم اللي فقدتها اغمى علي
كيان : وبعدين ؟
سهام : صحيت بمستشفى وكان في شخصين يحرسون غرفتي لابسين ملابس عسكرية ، توقعت ان الشرطة مسكت اللي خاطفيني والحين انا بأمان بس انصدمت بعد يومين يعني بعد ما تعافيت تقريباً ان في احد دخل علي الغرفة وخدرني وصحيت هنا
تكذب ومن ذا الذي يصدق بأن جرح رصاصة قادر على أن يصبح أفضل في غضون يومين فقط ! وأيضاً نبرة صوتها تقول لها بأنها تكذب ولكنها مع ذلك أكملت الحديث معها محاولةً منها في الوصول إلى شيء : ما احتاجوا يسوون لي كل هذا لاني اصلاً عاجزة
سهام : على الاقل ما حسيتي بكمية الألم اللي حسيت فيها ، قولي الحمدلله
كيان : في احد غيرنا هنا ؟
سهام : ممنوع نخرج من هذي الشقة ابداً يعني ما رح تشوفين غيري هنا
كيان : حاولتي تخرجين ؟
سهام : تبين الصدق لا كمية الحرس اللي قدام الشقة ما خلتني اتهور
كيان : كيف شفتيهم ؟
سهام : لما دخلت الخدامة تدخل الاغراض شفتهم واقفين ، حتى أشكالهم ترعب
تنهدت بيأس فـ هيَ لن تستطيع أن تصل إلى شيء وتلك الفتاة التي أمامها مستمرة في الكذب بهذا الشكل الذي لا يصدقه عقل الطفل حتى تصدقه هيَ.....!




انـــــــتـــــــهـــــــ ى

مقتطفات من الفصل الرابع :

"فَتح الباب ليدخل بهيئته التي أرعب والدته بها ! أكمام ثوبه المرتفعة إلى منتصف ذراعه ، أزراره المفتوحة إلى منتصف صدره ، وشماغه المُلقى على كتفه بعشوائية ! كل ذلك كان كفيلاً بأن يدب الرعب في قلبها الصغير!"
"بمجرد أن يتخيل وجود والديه على قيد الحياة وهو هُنا في هذه الغربة وحيد وقبل تلك الكلمة يتيم ينتشر الغضب في خلايا جسده ابتداءً من قمة رأسه حتى أسفل قدميه!"
"سعد هو المتحدث الوحيد و أم ريان تستمع فقط أما فاطمة فـ عقلها لم يتسع لكل هذه الصدمات المتتالية!"




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-16, 06:04 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع

أميركا ؛ نيويورك..
بقهر مسح على وجهه بقوة : حتى الجوازات اخذوها منا
ريان : يعني لو طلعنا من المكان هذا مالنا طلعه من أمريكا
بندر : دام حنا مو قادرين نرجع نفيدهم وحنا هنا
رفع كلا حاجبيه باستغراب : كيف ؟
بندر : ابد نعرف مخططاتهم على الاقل نمنعهم ينفذونها او نوصلها للي هناك عشان يوقفونهم
ريان : دام جوالتنا للحين معنا رح يكون تواصلنا معهم سهل
بندر : لا جد جد انت من كثر ما حشيت علي صرت غبي
بحدة : نــــــعــــــــم!!
بندر : اسمع لا تعصب ابد مو وقتك بس اقصد انه يعني معقوله مو مراقبين جوالاتنا ؟
ابتلع ريقه بخوف : اهلي !
ضرب بكف يده على جبينه : راحت عن بالي ، يعني احداثيات بيتنا عندهم فأي خطوه رح نخطيها رح نحط أرواح أهلنا بخطر
بقهر همس حتى لا يسمعه أحد : الله ياخذهم اخذ عزيز مقتدر..
-
جدة؛ 11:00 مساءً..
ما زالت تبكي منذ أن قال لها أنه مصاب بالقلب لتشعر بالألم في قلبها هيّ..
سطام : بيان الله يخليك يكفي بكي والله ان بكيك يوجع قلبي
وقفت من على السرير لتتجه إليه وتحتضنه بقوة ؛ رفع يده ليمسح على رأسها : هـــــــــش والله احس دموعك كأنها تصب بقلبي نار
بصوتٍ بحّ من شدة البكاء : اوعدني ما تروح وتتركني
سطام : اوعدك اني ابقى معك لآخر يوم لي بالحياة
عادت لتبكي بشده اكثر من ذي قبل - "لآخر يوم لي بالحياة" !! هذآ يعني انك ستتركني وتذهب!..
سطآم : يلا بيون الله يرضى لي عليك لا تبكين انا ما قلت لك الا لأني ابيك تخففين عني ابيك تساعديني أتجاوز اللي انا فيه ترا طيحتي اللي طحتها من الصدمة يوم دريت والدكتور قال لمشعل لازم انتبه لأكلي وابتعد عن الانفعالات والإجهاد ، راحتي بك لو ترتاحين انتي انا ارتاح
ابتعدت عنه لتمسح دموعها بكف يديها الصغيرتين : دموعك هذي ما ابي أشوفها لا بوجودي ولا بغيابي ، طيب ؟
أكتفت بهز رأسها قليلاً..
سطآم : ابي اسمعها
بيان : طيب
امسك يدها ليخرج بها خارج الغرفة ويتجه الى الأريكة ليجلس وتجلس هيّ بجانبه : ليه جبتنا هنا ؟
سطام : ابي اشوف معك فيلم
بيان : الحين !!
سطام : ادري الوقت متأخر بس ما عليه اهم شي ترتاحين عشان ارتاح
بيان : مرتاحة
رفع يده ليشير الى قلبها : ابهيا من هنا..
-
الرياض ؛ بمنزل ابو عبدالله..
الجميع نائمون باستثناء عبدالرحمن وتركي وعبدالعزيز يجلسون معاً في الصالة وبرود عبدالعزيز قد اشعل النيران في صدورهم..
تركي : انت عايف عمرك يوم انك تاكل الحبوب !
عبدالعزيز : تهدية أعصاب لا اقل ولا اكثر
عبدالرحمن : معطيك اياها دكتور ؟ انت صارفها لنفسك من صيدلية وليتك ماخذ راي تركي او على الاقل اي دكتور
عبدالعزيز : طيب ؟
تركي : انا من شفت حالتك ذاك اليوم حسيت انك تاخذ حبوب صرت الاحظ ابسط حركاتك وبعدها تأكدت
اكمل عبدالرحمن : وقال لي وقلت له مستحيل عبدالعزيز يسويها ورحت غرفتك وانا ادعي اني ما القى شي ، ادعي ان يكون تركي غلطان
اشار بيده على عبدالرحمن ليتكلم بعصبية تناقض تماماً ذلك البرود الذي كان يتكلم به منذ قليل : انت تدري وش هي علتي ، تدري ليه انا بالحال هذا ، ما فتحت لك قلبي عشان توقف لي على الوحدة !
عبدالرحمن : ابي مصلحتك ، خايف عليك ، انت بغيابها وبحضورها تعبان ! ارحم حالك
التفت على عبدالرحمن : من هي ؟
عبدالعزيز : لا بعد قله احسن ، تدري شي اكتبه بالجرايد وبالنت وبكل مكان وانشره رسالة جماعية بالواتس توفر عليك وقت اكثر
عبدالرحمن : تركي اتركني انا وياه لحالنا
تركي : ماني بطالع مكان الى ما افهم كل شي
وقف من على الأريكة ليكمل بذات العصبية وذات النبرة الحادة المرتفعة : الحين بتخبي عليه ؟ الحين تقول له اتركنا لحالنا ! ما له داعي تطرده انا أقولها له ما هو بذاك الشي الصعب - التفت لتركي - ولد اخوك يحب ، يحب وحدة احرقت قلبه بصدها ، عيونها تقول انها تحبني وتقول انها ما تبيني ، تقول انه ما في واحد بالعالم يرضى يكمل حياته مع عاجزة ! عيونها هي اللي احرقتني .. اتعبتني .. عيونها هي اللي هزتني ، فاضحتها عيونها لأبعد حد ، تبيني وما تبيني ، وانا أبيها كلها بعيوبها قبل مزاياها ، قربها يوجعني وبعدها الحين خلاني انهار ، اخذت روحي وراحت ، روحي انخطفت معها روحي للحين ما ردت لي ، الرجال ما تدخل قلبه مره بسهوله وان دخلت ما يطلعها منه الا الموت - اخذ نفس عميق ليكمل - قلي بس وش ذنب قلبي أذاه حب له وحده عيونها تذبح قول لي بس كيف هي راضيه بالبعد وعيوني تحبها !!..
-
فرنسا ؛ باريس..
فتح عينيه ببطء ليجد "وليد" نائماً بجواره ؛ رفع يديه على وجهه ليجدها محاطة بقطعة من القماش ومن ثمّ أغمض عينيه بهدوء متذكراً ما حدث..
وليد : صحيت ؟
فتح عينيه : انت ما نمت !
وليد : الا بس حسيتك يوم قمت قلت اشوف اذا محتاج شي
ناصر وعينيه تنظر للأعلى : تدري اتوقع عندها عيال كبري واصغر وهو بعد يمكن عنده ، لي إخوان كثير بالحياة بس هم ما يدرون عني
وليد : يكفي قلبك وجع
ناصر : تتوقع غادة كانت اختي عشان كذا احبها !
بهدوء : ناصر !
ناصر : طيب تتوقع بيوم من الايام يتذكروني ؟ يتذكرون ان لهم ولد بالحياة هذي !
بحده يريد ان يسكت بها ناصر .. لا يريده ان يؤلم قلبه اكثر : نـــــــــــاصـــــــــــ ر
بضعف : بوعدك اني ما اجيب الطاري هذا مو عشناك عشان قلبي ما عاد له طاقه يتحمل مزيد..
-
صباح يوم جديد على مدينة الرياض ؛ بمنزل أبو عبدالله..
تنهدت براحه : يا الله لك الحمد اخيراً جت الإجازة تعبت من المذاكرة ليل ونهار
ابتسام : اللي يسمعك يقول انك ماسكه الكتاب ليل ونهار من صدق ، الوعد بالنتايج ان شاء الله
جود : شوي شوي يا امي علي اكلتيني خليني احس براحه يكفي الإجازة مو حلوه بدون كيان
ابتسام : الله يردها لنا قريب
الجميع بهمس : آمين
أبو عبدالله وعينيه تبحث عن عبدالعزيز : وينه ؟
تركي : طلع مع اخوياه
عبدالرحمن : جيت أشيله معي قال لا بعدين انا بجي مع واحد من الشباب
أبو عبدالله : الله يهديه هالولد من اختفت كيان وشياطين الارض كلها براسه
رنّ هاتفها لتغلقه بارتباك..
عبدالرحمن بشك : مين ؟
ندى : مو احد مهم ، البنات بيسألوني عن الاختبار وانا مالي حيل اتكلم
عبدالرحمن : اها
أم عبدالله : شفيك على البنيه ؟!
القى برأسه للخلف قليلاً على الأريكة : ما فيني شي يمه
سامية وهي تلاعب فهد : حتى ذا النتفة مشتاق
غزل : والله كلنا اشتقنا
رنّ جرس المنزل ليقف تركي متوجهاً الى الباب..
فجر : جدتي عازمين احد ؟
أم عبدالله : لا والله يا بنيتي مدري منهو جاينا بهالوقت !
-
تركي : هلا اخوي كيف اقدر اخدمك ؟
اخرج بطاقته العسكرية من جيبه ليضعها أمام عيني تركي : معك العقيد فواز
فتح الباب قليلاً : تفضل حياك – اتجه به الى داخل الخيمة - آمر سيادة العقيد ؟
فواز : ما يامر عليك ظالم بس أيسألك انت وش علاقتك بسالم علي ؟
تركي : عمه ، وشو له تسأل !
فواز : الموضوع معقد وكبير ان كان في مجال تنادي لي كبير البيت هنيا
تركي : قلي انا اول واشوف ان ينفع اقول له او لا ، نحنا نمر بوضع ما يسمح انك تقول لنا كلام وتمشي
فواز : ابسألكم عن ولدكم سالم وين سافر ؟ طلع من السعودية وما رجع للحين صح ؟ يعني طالع دراسة ولا كيف !
تركي : هه من الشرطة وما تدري عن اخوي ؟!
فواز : شدخل اخوك بالشرطة اساساً !؟
تركي : اقصد ولد اخوي غلطنا ، ولا بعد ما يصير نغلط !
فواز : اصلاً حتى ولد اخوك شدخله ؟
تركي : انت وش قاعد تخربط ؟ اقول اطلع قبل اطلع حرتي كلها فيك
وقف : اللي ابيك تفهمه ان ولدكم سالم ما هو بعندنا
بصدمة : نــــــــعـــــــم!!
فواز : ولد اخوك سالم مسجلين له خروج من السعودية من فتره ماهي بطويله وللحين ما رجع ولاهو بعندنا ولا نعرف عنه شي
تركي : بس هو مقدم على الكلية العسكرية وجاه قبول والفترة هذي قال انه طالع دورة في الخارج وراجع
ابتسم ، فقد وصل للنقطة التي يريدها : كليه عسكريه ؟
تركي : أيه كليه عسكريه طالع مع خويه اسمه بندر
فواز : اتوقع انك كبير هالبيت بعد ابوك وعشان كذا حكيّ بالموضوع هذا رح يصير معك ودام انك ما تقبلت الموضوع يا ليت ما تعلم احد الى ما نلاقي ولدكم
تركي : شلون اخبي عن امه ؟ الحين هي لاهية بس ان تذكرته ! قاطع اسبوعين موصي خويه يقول لنا انه مشغول وما رح يقدر يكلمنا وخلصت الأسبوعين ومرت شهور لو امه تحس ان ولدهها بوه شي بتطيح علينا ، قلبها ضعيف ما عاد يتحمل زود
وضع كفه على كتف تركي : يا اخوي حنا مهمتنا اصلاً نلاقي الشباب اللي تسجل لهم خروج من السعودية وللحين ما رجعوا
تركي : استغفر الله العلي العظيم وين بيروح يعني ؟ قال لي انا رايح افدي روحي لهالوطن ! اصلاً يوم قدم أوراقه على الكلية كنت معه
فواز : يا اخوي هدي هاللي تسويه بنفسك ما هو براده ، بإذن الله يرجع لكم قريب بس حنا محتاجينك تخدمنا لا تبخل علينا بكلمه - اخرج بطاقة من جيبه ليضعها في كف تركي - ذا رقمي ان تذكرت شي علمني وانا اوعدك اني بعلمك بكل شي اول بأول الى ما تشوفونه قدام عيونكم
خرج فواز متجهاً إلى خارج المنزل اما تركي ضلّ واقفاً في ذات المكان ؛ صدمة كبيرة لم يستطع عقله ان يتقبلها بعد!..
-
بداخل منزل ابو عبدالله..
ام عبدالله : مو كأن ولدي ابطى وما جاء للحين !
عبدالرحمن : يمه تركي ما هو بزر تخافين عليه تلاقينه واحد يعرفه ودخله الخيمة يسولف معه ولا عبدالعزيز
أم عبدالله : انا ما قلت تركي بزر بس بعد اللي صار لكيان ما ودنا يتكرر بتركي ! ولا انت تبي الفكّه من اخوك ؟
عبدالرحمن : استغفر الله يمه وش هالحكي ! في احد يبي الفكّه من اخوه ؟! بعدين ترا في فرق بين كيان وتركي يمه ذا رجال وذيك مره اصلاً ما بوه احد يخطف رجاجيل يمه
ام عبدالله : والله بالزمن هذا كل شي متوقع
دخل بهدوء ، تعابير وجهه كفيله بأن تجعل الكل يقف بخوف حتى والديه!..
ام عبدالله بخوف تتكئ على عصاتها لتتجه إليه ، وضعت كفيها على وجهه : يمه ولدي شفيك !
تركي : ما فيني شي يمه
ام عبدالله : وش اللي ما فيك شي وجهك كأن ميت لك احد
بخوف على أختها : كيان فيها شي !!
تركي : لا يا عمي والله ما فيها شي
ابو عبدالله : ان كان مالك نيه تعلمنا ما كان له داعي تدخل علينا بالشكل هذا وتوقف قلوب هالضعيفات
قبّل رأسه والدته ليتجه لوالده ويقبّل رأسه : آسف يبه والله ما قصدت اخوف احد
ابو عبدالله : حصل خير يا ابوي
عبدالرحمن : ابيك شوي
ام عبدالله : والله انكم مغبرين شي وما تبون تعلمونا حكيكم ذا مع بعض ما عاد يريحني
عبدالرحمن : اخو وبيتكلم مع اخوه وين المشكلة ؟
ابو عبدالله : لا بعد طقها احسن ؟
عبدالرحمن : حاشها اكيد ، عن اذنكم
تركي : يمه ابطلع اشوفه تكفى !
ام عبدالله : اطلع ذا ما بوه عقل لا هو ولا ولد اخوه لا عصبوا ما يدلون درب السنع
قبّل رأسها مجدداً ليخرج من المنزل على امل ان يجد عبدالرحمن..
جود : والله واضح ان الإجازة هذي كل أبوها اكشن ، تصدقون عاد والله وناسه على الاقل يصير عندي شي احكيه لعيالي واحفادي بعدين
فجر : قصري حسك لو جدي يسمعك دفنك حيه
جود : حيه ولا ثعبان ! هههههه ما له داعي تضحكين يكفي انا ضحكت
غزل : استغفر الله حتى سماجتك بوقت غلط
ابو عبدالله بعصبيه : وانتم شعندكم هنا ؟ دامكم ما تبون احد يسمع حكيكم اطلعوا لغرفكم !
سكتن خوفاً من عصبية جدهم غير المعتادة!..
ندى : نسلم عليكم ابطلع غرفتي انأم شوي قبل يأذن العصر
قبّلت رأس والدها ووالدتها لتصعد الى غرفتها..
جود : يصير نطلع غرفنا ؟
ابو عبدالله : اذلفن من قدامي لا اكسر العصا على روسكم
وقفت جود لتتبعها غزل ثمّ فجر..
جود بهمس لغزل : الحين نسلم ولا لا اخاف يهفنا بالعصا ؟
غزل : كذا ولا كذا بيهاوش ، امشي نسلم
اقتربن من جدهم ليقبلن رأسه ثم رأس جدتهم ويصعدن الى الغرفة..
جود : الحمدلله انها عدت على خير توقعت ما ادري الا بالعصا في ظهري
غزل : والله حتى انا..
-
فتح باب السيارة ليركب : زين اني لقيتك
عبدالرحمن : استغفر الله العلي العظيم ، انت وش جابك ؟ شف تراهي واصله معي بطلع الحرة كلها فيك
تركي : احمد ربك جاي اشوفك
عبدالرحمن : ما طلبت منك
تنهد : عبدالرحمن انا لازم اقلك شي يخص سالم
عبدالرحمن : ماني متحمل نفسي لا تقول لي شي الحين يكفي ذاك ما ندري عن ارضه من امس حتى الاختبار ما ندري اختبر ولا لا !
تركي : هقوتي انه اختبر
عبدالرحمن : لا والله انا ما هقوتي ذا ودع عقله من اللي ياخذه
تركي : قلت لك بروح فيه مصحّه نفسيه بس انت رفضت وش اسوي ما بيدي شي ثاني
عبدالرحمن : الحل انه ياخذها
تركي : بتفرضه عليها !
عبدالرحمن : قلبي ما هو متحمل يشوفه بالشكل هذا وانا ادري وش هي علته
تركي : لا رجعت يصير خير
عبدالرحمن : بترجع وبنفس يوم رجعتها ابخطبها له..
-
جدة ؛ 3:00 عصراً ؛ بمنزل سطام..
بابتسامه وهيّ تضع الطعام على الطاولة : زينه مديركم ذا أعطاك اجازة هذا وانت ما طلبتها اجل لا طلبتها ما كان رح يقول لك لا
سطام : حاولت ارفض بس ما رضى قال لي خذ شهر ومن هنا لهنا قال خلاص اسبوع وترجع المهم ترتاح شوي يبي لك وقت تتقبل اللي انت فيه
بيان : بصراحه ودي اهفك بالصحن اللي بيدي في احد مديره يعطيه اجازه ويقول لا !
سطام : ما ابي اتعود الدلع
بيان : اقول تعال كل بس قال ما ابي اتعود الدلع
جلس على الكرسي ليبدأ بتأمل الطعام الذي لم يراه من قبل على هذه الطاولة : كل ذا يجي منك ؟ ومقضينها انا وياك اكل من برا ولا رز ابيض ! اخ بس ليتني اعرف اني مريض من زمان كان طبختي لي هالاكل السنع
بيان : استغفر الله لا تقول هالحكي ! في احد يدعي انه مريض من زمان !
سطام : استغفر الله ما اقصد كذا بس اقصد ليتني دريت من زمان انه فيني
بيان : كل وانت ساكت اصلا المرض ان اكتشف من زمان يعني كأنك تدعي على نفسك انه جاك من زمان مرض القلب ما يمديك تعرف كم له سنه فيك اساساً
سطام : اوه نسينا انك مشروع دكتوره
بيان : والله احس هالسنه ماش من تزوجتك وانا لاهيه عن الدراسة يا غايبه يا جالسه بالبيت اطبخ لك نص ابو المحاضرات هالسنه سحبت عليها لدرجة انه نزل لي حرمان
سطام : يا الخبلة ما يصير ! لا تهملين دراستك خلاص اخر سنه باقي لك السنه الجاية امتياز وتخلصين ما لقيتي تخبصينها الا الحين !!
بيان : وش اسوي ما عرفت ارتب وقتي
سطام : وانا اللي احسبك تغيبين لان ما عندك محاضرات ، تدرين شي لو ينخسف معدلك هالسنه برجعك لأبوك لين تاخذين شهادتك ثمن اجيبك
بيان : اذا انا ما اهتميت لدراستي تهتم انت لها ليه ؟
سطام : لأن انتي انا بجسد ثاني ، انا شفتني فيك يا بيان حتى حلم اني اصير دكتور والله ما اراد لي احققه شفتك انتي اللي بتحققينه لي ، والله شايل بخاطري عليك بعد الحكي اللي قلتيه الحين
بيان بهمس : آسفه ما اقصد
سطام : السنه خلصت ونتيجتك ان ما طلعت اليوم بتطلع بكرا والله ان عمي بياخذ بخاطره انتي تدرين رايه بالزواج أساساً بس انتي قلتي له ما رح يأثر على مستواك
بيان : سطام خلاص والله اني حسيت بالذنب
سطآم : لو ما احبك ما قلت لك هالحكي..
-
الرياض ؛ بمنزل ابو ريان..
مجتمعين ولكن ينقصهم فردين في هذه العائلة الصغيرة ، ابو ريان وريان..
سعد : فطيم
فاطمة : هلا ؟ عيوني انت آمر ؟
سعد : يا الله ديم الروقان
فاطمة : آمين ، يلا قول لي وش عندك ؟
سعد : قلتي لي عندك صديقه تبينها لريان صح ؟
فاطمة : أيـــــــــــه يعني شيلها من بالك حتى تفكير فيها لا تفكر
ام ريان : والله كأني جدار بالغرفة
سعد : حاشاك يمه بس صبر ابي اوصل للي ابيه
فاطمة : خلص وش تبي تراك ثقيل دم
ام ريان وعينيها اتسعت من الفرحة : بتخطب صح ؟
ابتسم : ايه يمه ابي اخطب والبنت حاط عيني عليها بس ابيك تقولين تم
ام ريان : تم ، كم سعد عندي انا !
سعد : ما ودك تعرفين من هي يمه ؟
ام ريان : واثقه فيك وباللي رح تختارها ما اني بحاجه اسأل هي بنت مين
سعد : يمه هي بنت عبدالله
اختفت الابتسامة من على وجه ام ريان اما فاطمة لم تفهم ما الذي جرى لوالدتها!!..
ام ريان : شف لك غيرها ، اتوقع انك تدري براي في بناته
سعد : يمه انتي ليه تحملين خالي عبدالله وباقي خوالي كل شي اذا ابوي ضيّع الدرب ما يعني ان هم السبب !
فاطمة : يمه حنا عندنا خوال ؟
سعد : يمه والله ما يصير حارمه نفسك من اهلك وحارمتنا منهم سنين يمه انا كنت معك بس يوم عن يوم اكتشفت انك تحملينهم الخطا ظلم ! يمه والله اللي تسوينه غلط بغلط انا ابي بنت خالي احبها يا يمه احبها لا تحرميني منها على حساب اوهام انتي حاطتها لنفسك
سعد هو المتحدث الوحيد و أم ريان تستمع فقط أما فاطمة فـ عقلها لم يتسع لكل هذه الصدمات المتتالية!..
سعد : يمه شفتي ان ابوي مو خيره لك ؟ انتي اغضبتيهم اخذتيه وهم مو راضيين عنك ، عشان كذا ما توفقتي بحياتك ، يمه ادري انك تحبين ابوي وكنتي تبينه واهلك اللي هم خوالي رفضوا لأنه مو من العيلة بس حتى ولو يمه الاهل هم اللي باقيين لك شفتي ابوي الحين راح ما يندرى حي ولا ميت !
ام ريان : اسكت ما ابي اسمع منك حرف زياده
سعد : يمه الى متى اسكت ؟!! يمه لو تدرين عن حالي ما كان قلتي لي اسكت ! باخذها يمكن تنسيني اللي فيني يمكن تقدر تاخذني من هالعالم لها
فاطمة : سعد الله يخليك فهمني احس رجولي مو شايلتني وش هالحكي اللي تقوله !؟
تنهد : اللي سمعتيه..
-
فرنسا ؛ باريس..
اصرار وليد على خروجه معه جعله يشعر بتحسن قليل : ما عندك نيه تقول لي وش الشي اللي لازم تخرجني عشانه ؟
وليد : شفت هذاك اللي هناك - رفع يده ليشير الى رجل كبير في السن يجلس بأحد المقاعد -
ناصر : شفيه ؟
وليد : هذا اللي زوجته ماتت عندك كانت له كل شي ما عنده منها عيال ما بقى شي بالكون يشوف ملامحها فيه
اغمض عينيه بقوة : وكأنه كان ناقصني تذكرني بالغلط الكبير اللي سويته!
وليد : فكرت يوم تستغفر عن الغلط ؟ او على الاقل تطلب من الرجال يسامحك يمكن ربي يصفح عنك !
ناصر : انا ما صدقت احس اني احسن تجي تسد نفي بالسالفة هذي !! ياخي ارحم حالي ارحم قلبي اللي ما عاد باقي فيه الا شوي حي
وليد : تضمن تعيش يوم زياده ؟ تضمن تغمض عيونك وترجع تفتحها ؟ تضمن انك ترجع الشقة اللي كنت فيها !!؟
ناصر : وش لزمة هالحكي الحين ؟!
وليد : الروح اللي راحت من بين يدك امانة ربي رح يحاسبك عليها يوم القيامة الواحد ما يدري متى يموت وانت كل يوم تضيع فرصة انك تتقرب لربك وتستغفره عن اللي سويته
ناصر : اذا على الرجال الحين اعتذر منه ، في شي ثاني ؟
وليد : انت ماخذ الموضوع بمزح اكثر من كون انه حقيقه !
ناصر : انت وش اللي تيببه بالضبط ؟ لا كذا عاجب ولا كذا عاجب !
وليد : ماني بداخل معك بجدال ما رح ينتهي الا بكف يصحيك من اللي انت فيه - ابتعد عنه ليترك ناصر وحده لا يفصله عن الرجل المسن الا القليل!..
-
يتبع..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-10-16, 06:04 PM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

أميركا ؛ نيويورك..
الأوراق مبعثرة في كل مكان ، عقولهم عجزت ان ترسم خطه للهرب ، للخروج من هذا المكان الموحش!..
بتعب القى برأسه بقوه على الأريكة : الله ياخذهم معقدين الامور مره
لم يكن اقل تعب منه ولكن اصراره على الخروج يجعله يتأمل تلك المخططات التي امامه من غير ان يرف له جفن!..
رفع رأسه من على الأريكة : والحل ؟ ترا انهد حيلنا لنا فوق ثلاث اسابيع وحنا نرسم بالورق ومن غير نتيجة !
ريان : جايتك النتيجة لا تستعجل على رزقك
بندر : ابي افهم وش الصبر اللي فيك ! قسم احس اني بطق من القهر
ريان : لأن ما عندك حل غير الصبر ، بكرا ينكشف موضوعنا ويسحبون منا الجوالات وما يندرى وش يسوون فينا ، الثانية ما تتفوت يا بندر ما تتفوت
مسح على وجهه بقوة : الله ياخذهم اخذ عزيز مقتدر
ريان : ادعي بس تحرك وسوي شي مو وكأن ما بيدك شي تسويه !
بابتسامة يهزأ فيها من حاله أولاً وثمّ من ريان : الرسم على الورق هذا شي اسويه مثلاً ؟
ريان : أقول اسكت وخلي عنك الهواش لأني ماني بطايق نفسي
بندر : على اساس انا اللي طايق نفسي!..
-
الرياض بمنزل ابو عبدالله ؛ 8:19 دقيقه مساءً..
جود : والله مالي حيل انزل واتهاوش معه
فجر : خير ذا جدك عيب عليك وش هالحكي !
جود : يختي انا مدري انتي على ايش توأمي المفروض غزل هي توأمي
فجر : وش اللي فيني مو عاجبك ؟
جود : احسك على نياتك يختي طيبه بزياده الله يهديك
فجر : حتى غزل كانت كذا بس من عاشر القوم اربعين يوماً صار منهم
طُرق الباب عدت طرقات متتالية..
جود : ادخل ، ادخل حياك الله يا الضيف
فتح الباب بهدوء ليدخل : في مجال اقعد ولا جلسة بنات مالي فيها ؟
جود وهي تشير على مكان فارغ بجانبها : حياك عمي اقلط البيت بيتك
عبدالرحمن : اجل بيت الجيران ؟
جود : هههههه ظريف مره
غزل : اخيراً عرفنا طالعه على مين بالسماجة
عبدالرحمن : سولفوا لأن جد طفشان من دخلت البيت وهم ماسكيني هواش ، الا صح ابسألكم عبد العزيز ما رجع البيت؟
فجر : لا ما شفناه تهقى بوه شي ؟
عبدالرحمن : ان شاء الله ما فيه الا العافية ، متى ما طق براسه يرجع البيت يدل الطريق..
-
فَتح الباب ليدخل بهيئته التي أرعب والدته بها ! أكمام ثوبه المرتفعة إلى منتصف ذراعه ، أزراره المفتوحة إلى منتصف صدره ، وشماغه المُلقى على كتفه بعشوائية ! كل ذلك كان كفيلاً بأن يدب الرعب في قلبها الصغير!..
بخوف اقتربت منه : يمه ولدي بسم الله عليك فيك شي ؟؟
عبدالعزيز : ما فيني شي يمه لا تخافين
ابتسام : متهاوش مع مين الله يصلحك ؟
عبدالعزيز : مع واحد من الشباب يمه لا تشيلين هم ما تأذيت
ابتسام : رح يا ابوي تروّش على ما اطلع لك ملابس جديده
عبدالعزيز : اعرف ادبّر اموري يمه ماني بزر !
خرج من غرفة بنات اخيه ليصدم بمنظر عبدالعزيز !! : وش هالشكل اللي جاي به ؟ من هو اللي مسوي بك كذا ؟!
عبدالعزيز : خبري بك ادرى وش هي علتي انت وذا -رفع يده ليشير الى عمه تركي الجالس بالقرب من عبدالرحمن -
بحده : ذا اللي تأشر عليه اسمه عمي
عبدالعزيز : عبدالرحمن ولا اقلك عمي عبدالرحمن عشان ما تعصب لا تدخّل فيني لو سمحت لأن لو ابي احمل احد اللي قاعد يصير لي ما رح احمله احد غيرك
عبدالرحمن : لا انت مضيع عقلك بالطريق وانت جاي ! - اقترب منه ليسحبه من ياقة ثوبه امام الجميع الى المجلس -
ابتسام : عمي تكفى الله يخليك تصرف لا يسوي شي بالبولد
ابو عبدالله : خليه يتصرف معه ولا ذا كلام واحد عاقل !!
ابتسام والدموع بدأت تأخذ مجراها على خدها : عمي الله يخليك يكفي حاله ما هو بعاجبني آخر الأيام..
-
في المجلس ؛ برود عبدالعزيز يثير غضبه اكثر واكثر!..
عبدالرحمن : ما هو كل من حب سوّى سواتك
عبدالعزيز : انا مدري لهدرجه من كثر ما اني احبها ما عرفت اشرح لكم وش كثر احبها !
عبدالرحمن : انت تتوقع اللي تسويه بنفسك الحين يرضيها ؟
عبدالعزيز : ليه هي تدري عني اصلاً عشان يرضيها ؟
عبدالرحمن : استغفر الله العلي العظيم ما عاد قمت افهم انت وش تبي !
عبدالعزيز : أبيها هي ابي قلبها يحن لو شوي عليّ ابي عيونها الذباحة تخف من حدتها ثواني
عبدالرحمن : انت اللي خف على نفسك شوي اللي تسويه بنفسك اسمه انتحار
عبدالعزيز : حاولت انساها بس قلبي عجز يحن عليّ شوي حتى بمنامي اشوفها ، صرت اتجنب النوم محاولة مني في نسيانها تخيّل !
عبدالرحمن : ليه تبي تنساها ؟ انت تحبها وش اللي خلاك الحين تبي تنساها ؟
ابتسم باستهزاء : عشان ما انصدم لا جتني بعد هالفترة كلها بعيالها
بغضب اقترب منه ليوقفه من ياقة ثوبه : تماديت كثيــــــــر والحين تجي ترمي عليها حكي ! ترا زي ما انت ولد اخوي هي بعد بنت اخوي !! قسم باللي خلق الأرض اللي تمشي عليها لو تجيب طاريها بالشينه لا تلوم الا نفسك - بصوتٍ عالٍ وصل الى الجميع في خارج المجلس - فــــــــــــــــاهــــــ ـــــم!!؟
ابعد يد عبدالرحمن عنه : انت عمها وهي بنت اخوك ، بس انا هي لي روحي وانا لها قلبها
عبدالرحمن : استغفر الله العلي العظيم انا لو اذبحك ما احد لامني فيك
عبدالعزيز : ليه عاجز تستوعب اللي اقوله ؟
عبدالرحمن : لأن اللي تقوله ما يدخل المخ مره معها ومره ضدها !
عبدالعزيز : قلبي معها وعقلي ضدها
التفت على الجهة الاخرى لا يريد ان يرى عبدالعزيز حتى لا ينهال فيه ضرباً..
عبدالعزيز : سكت عن حبها واهلكتني بشوفها ويوم اعترفت بحبها اهلكتني بغيابها ! ابي افهم ليه الحياة موقفه عندها !!
عبدالرحمن : لأنك انت اللي قلت لها يا حياة وقفي عندها..
-
جدة ؛ بمنزل سطام | 10:00 مساءً..
سطام : ودي اطلع اختنقت من البيت
بيان : المدير ما اعطاك اجازه عشان تتعب نفسك يبيك ترتاح
سطام : طيب انتي اخبر وتدرين ان بعض مرضى القلب القعدة لهم ماهي بزينه صح ؟
بخوف : امش نروح المستشفى
سطآم : شفيك ؟
بيان : قوم مستحيل اخليك تقعد كذا الى ما اعرف انت من اي نوع اخاف يصير فيك شي وانا السبب والله ما اسامح نفسي
سطآم : قلبي ما بوه الا انتي
لم تعر ما قاله اي اهتمام ، خائفة ! الخوف واضح في عينيها يحاول ان يخفف عنها ولكنه لا يستطيع ، حتى كلمات الغزل اللي تحرجها لساعاتٍ طويلة باتت مجرد احرف!..
قام من على الأريكة ليتجه إليها ويمسك بكفها : بيون والله لو فيني شي كان علمتك ، الله يخليك لا تخليني اندم اني قلت لك ان فيني القلب ، لا تخليني ما اقول لك شي مره ثانيه
بيان : بس ...
سطآم : لا بس ولا شي صدقيني انا بخير والله..
-
المكان هادئ تماماً ، مساحة واسعة لاثنتين فقط بالطبع سيعمُّ الهدوء..
تريد ان تقف ان تتحرك ان تتجول قليلاً في هذه الشقة ولكن الكرسي بعيد عنها ، لا تعلم لماذا ! دائماً حينما تخلد "سهام" الى النوم تضع الكرسي بعيداً عنها ! أهي خائفة عليها ان تخرج ويصيبها مكروه ام خائفة ان تكتشف شيء لا تريد لها ان تكتشفه!..
بهمس: سهام ؟
لا إجابة..
بصوت اعلى من ذي قبل : سهام ؟!
ابعدت الغطاء عن وجهها قليلاً : هلا؟
كيان : اعطيني الكرسي ابي اروح الحمام
سهام: طيب شوي
كيان : ضروري
بتململ ازالت الغطاء عنها لتتجه الى الكرسي وتحركه باتجاه كيان : خلصي وارجعي مالي حيل انتظرك بنام
كيان : نوم العافية
التفتت عائده لسريرها : يعافيك..
-
فتحت الباب بهدوء لتتجه إليه ومن ثمّ تقترب منه لتهمس في أذنه باسمه : ماجد
مع نهاية نطقها لاسمه فتح عينيه ؛ فهو لم يكن نائما..
هيفا : ابي اسألك سؤال على السريع
ماجد : اصدق ولا اكذّب !
هيفاء : لا هالمره صدق
ماجد : قولي وش عندك ؟
هيفاء : انت ليه هنا ؟ يعني وش السبب ؟
عقد حاجبيه متعجباً من سؤالها : بفيدك بشي ؟
هيفاء : ايه كثيــــــــــر
ماجد : انا آسف ما اقدر اقول لك
هيفاء : الله يخليك لازم اعرف اذا انت تدري وش هو سبب وجودك هنا انا ما ادري ، انا ضعت ما ادري اللي اسويه صح او خطا ، حكيك ينافي حكيهم دايم !!
ماجد : وان قلت لك رح تصدقيني ؟ رح تحميني ! رح توقفين معي للنهاية مع كل اللي رح تسمعينه ضدي !
تريده ان يطمئنها لتثق به وتطلب منه ما تريد إلا أنه بحديثه هذا يجعلها خائفة اكثر من ذي قبل!..
ماجد : ادري كلامي ارعبك بس وجودك معي خطر لك وانا ما ابي اضرك ، هيفاء انا ما رح اقدر اقول لك شي عن حياتي ولا حتى شي بسيط لان حملك له رح يكون خطر عليك ، تبين نصيحتي ؟ ابعدي عني والله قربك مني خطر!..
-
الرياض ؛ بمنزل ابو عبدالله..
تنتظر امام باب المجلس خائفة على ابنها الوحيد..
ام عبدالله : ولدي عاقل لا تخافين ما هو بذابح ولدك الا اذا هو مسوي مصيبة كبيره
سامية : يمه الله يهداك لا تخوفينها زود شوفيها كيف تنتفض من الخوف
-
بداخل المجلس ما زل عبدالرحمن في محاولاته لكبت غضبه وعبدالعزيز يبرر لموقفه بدافع الحب!..
عبدالرحمن : انساها ، مو انت تقول انها بتجينا بعيالها ؟ اجل انساها لا تجيب طاريها لا تذكرها ياخي لا تحبها
عبدالعزيز : لو نسيانها وحبها بيدي ما كان ذا حالي
عبدالرحمن : رجال طول بعرض يضعفه حب ! بالله ما تحس انك غبي ؟
عبدالعزيز : ليه الرجال ما له قلب ؟ تدري شي انت ما رح تفهم اللي اعيشه الى ما تحب ، مو شرط مثلي قبل الزواج يمكن بعد الزواج تحبها بس صدقني كل حرف قلته لك بتحس فيه يوم قلبك ذا يلاقي من يكمله - وقف ليتجه الى الباب ومن ثمّ فتحه ليجد والدته تقف امامه..
ابتسام : يمه ولدي انت بخير ؟
اقترب منها ليحتضنها بقوة : بخير يمه ، بس علميني وشوله تبكين ؟ ترا ما عاش اللي ينزّل دموعك
ابتسام : ما ابي افقدك يمه يكفي ابوك
لم يرين والدتهن بهذا الضعف من قبل ، حتى حينما توفى والدهن كانتا صغيرتان لا يذكرن أي شيء!!..
ابعد رأس والدته عن صدره : لا تبكين يمه ما تعودنا منك الا انك قويه ، ترا حالك هذا ما يرضيني ولا يرضي بناتك
ابتسام : ان شاء الله
اتكأ على عصاته ليقف : عن اذنكم بروح لغرفتي انام عشان اصحى لصلاة الفجر
وقف الجميع ليقبّل رأس ابو عبدالله..
ام عبدالله : وين ولدي ؟
عبدالعزيز : بالمجلس
ام عبدالله : وش مسوي له ؟
عبدالعزيز : بصحه وعافيه ما فيه شي
من خلفه : ما بقى الا ذا يسوي فيني شي
عبدالعزيز : ليه وش به ذا ؟ ترا لو اطقك الحين ما يردني الا الشرطة
عبدالرحمن : عاد انا لو اطقك الحين ما يردني الا موتك..
-
صباح يوم جديد على مدينة باريس..
بمجرد أن يتخيل وجود والديه على قيد الحياة وهو هُنا في هذه الغربة وحيد وقبل تلك الكلمة يتيم ينتشر الغضب في خلايا جسده ابتداءً من قمة رأسه حتى أسفل قدميه ؛ اقترب منه ليضع كوب القهوة امامه على الطاولة : تراك قاعد تتعب نفسك بنفسك صدقني ها اللي تسويه بنفسك غلط
ناصر : عايشين حياتهم وانا هنا وحيد ، وش ذنبي !
وليد : انت ليه حاط ببالك هالشي ! يمكن اهلك توفوا ومالك احد فحطوك بالدار ليه حاط في بالك انك...
قاطعه : اص لا تكمّل حكيك ، يكفي اللي فيني بعد تبي تزيده ؟ بعدين لا تحسب اني اقول هالحكي من فراغ ، كل شي عشته يثبت هالشي
وليد : لو يجونك يطلبون شوفتك ؟
ناصر : ابد انا اهلي ماتوا من زمان ، انا وأحد يتيم ما له اهل..
-
جدة ؛ الخامسة فجراً بمنزل سطام..
وضع يده على كتفها ليحركها بهدوء : بيون قومي صلاة
بهمس : صليت قبل تصحى
سطام : وليه ما صحيتيني ؟
بيان : توقعتك قمت لأن شفتك تتحرك
سطام : طيب اسمعي انا ابطلع مشوار الحين جاني شغل ضروري ما يتأجل بكون هنا على الساعة 10 ان شاء الله
اعتدلت لتجلس على السرير والغطاء على قدميها : مشوار الحين ؟ وضروري ؟؟!
سطام : ايه ضروري وما يتأجل كلها كم ساعة واجي ما رح اتأخر وترا ان دقيتي ما رح ارد عليك فلا تتعبين نفسك وتدقين
بيان : تكفى لا تخوفني عليك
سطام : لو عليّ ابي اكون معك طول الوقت بس المشوار ضروري وما ينفع اكلمك وقت هالمشوار فلا تخافين علي ان شاء الله اول ما اخلص اتصل عليك يمكن على 9 ونص أو 10
بيان : ما فيك شي صح ؟
سطام : والله ما فيني شي ، يلا عاد خليني اروح وانا متطامن عليك
بيان بهمس : الله معاك..
-
في أحد القصور المتمتعة بالرقي والفخامة ، مجتمعين على طاولة الاجتماعات باستثناء مقعد واحد فارغ وما هي إلا ثواني حتى يطرق الباب ويدخل : آسفين على التأخير
...... : كأن تأخيراتك صارت كثيرة ؟
اغلق الباب ليتجه الى مقعده ويجيبه بابتسامه : والله عاد مشاغل الزواج
...... : اذكر ان الرئيس شارط عليك ان الزواج ما يشغلك !
اختفت تلك الابتسامة من على شفاهه ليلتفت إلى من يتحدث إليه : واتوقع ان الرئيس ما شكى لك !؟
رفع يده ليضرب الطاولة بقوة : بس انت وياه ، ناقصني هواش ، انا جمعتكم اليوم عشان اعطيكم بعض التعليمات اللي قالها لي الرئيس وطلب اني اوصلها لكم - اخذ القلم من على الطاولة ليحركه يميناً وشمالاً بأصبعيه - اول شي حاب يقلكم ان وقت الجد بدأ ورح نبدأ نشوف شغلنا والشي الثاني طلب مني انبهكم ان محد يطلب انه يشوفه يعني ولا واحد منكم يجي يقول يبي يشوف الرئيس الا انت - رفعه يده ليشير بإصبعه الى الجالس امامه ، صاحب التأخيرات الكثيرة - يعني لو تبون شي قولوا له وهو يقل للرئيس ، وصح نسيت اهم نقطه يقول اذا نقصكم اي شي او تبون تشترون اي شي قولوا لي انا عشان اعطيكم - ضحك ليكمل - عاد تعرفوني بخيل يعني رح تطلعون مني الفلوس بطلعة الروح..
-
جدة 8:00 صباحاً ؛ بمنزل ابو مشعل..
بخطوات متعبه خرج من غرفته ليلقي بنفسه على الأريكة..
بخوف الأم : بسم الله عليك يمه شفيك؟
مشعل : تعبـــــــــان
ابو مشعل : خلي عنك الدلع وقم قدامي على الشركة لا اخصم عليك راتب شهر
اقتربت من ابنها لتضع كفها على جبينه : ولدك لو تقلي عليه بيضه انقلت
اعتدل بجلسته ليمسح على وجهه بقوة : احس راسي ينفجر
ام مشعل : بسم الله عليك
ابو مشعل : قم نروح المستشفى
مشعل : ماله داعي يبه اباخذ حبه بندول وبصير احسن
وقف من على الأريكة : انا ما سألتك له داعي ولا لا قلت لك قم نروح المستشفى..
-
الرياض ؛ منزل ابو عبدالله..
ارتدت نقابها لتتجه الى والدها ووالدتها لتقبل رأسيّهم : ادعو لي
ام عبدالله : الله يوفقك ويسهل عليك يا بنيتي
جود : يلا ان شاء الله تخلص ندويه على خير عشان تبدأ اجازتنا صح
رفعت عصاتها لتشهر بها في وجه جود : ايا قليلة الأدب اسمها عمتي مو نوديه مدري وش انتي قايله
جود : ندويه ، ندويه يمه
ندى : يلا تركي جاهزة
تركي : فمان الله جميع ، سلموا لي على عبدالرحمن وعبدالعزيز
جود : ترا بتشوفهم برا متسدحين بالخيمة لهم كم يوم وهم على ذا الحال مدري وش وضعهم عندهم غرف طول بعرض وينامون بالخيمة ، يا الله لك الحمد
ام عبدالله : انتي ان ما مسكتي لسانك لا تلومين الا نفسك
رفعت كفها لتضعه على فمها : سكتنا ، سكتنا
فجر : وين عمتي سامية ؟
جود : اسمها سامية ، سيمو ، وش عمتي ذي !
ام عبدالله : عز الله فلحنا
جود : يــــوه صح نسيت خلاص بسكت..
-
في الخيمة..
استيقظ ليفتح عينيه ويجد عمه عبدالرحمن نائم أمامه في الجهة المقابلة : عبدالرحمن ، دحمي يا هوه قوم
عبدالرحمن : ايا ليل وش تبي ؟
عبدالعزيز : قم شف كم الساعة مالي حيل اقوم
عبدالرحمن : احلف ؟ انا عمك انت اللي تقوم مو انا
عبدالعزيز : مشــــــوار – سكت قليلاً ليكمل - تدري شي نام ، نام اجازه وشوله نقوم وحنا مصلين الفجر
عبدالرحمن : اتوقع المغرب اذن
فتح عينيه ببطء ليعود ويغلقها : تو تركي طل بالخيمة ومعه احد اكيد عمتي لأن اختبارها اليوم يعني بعده الظهر ما اذن
عبدالرحمن : اجل اسكت ونام..
-
جدة 9:57 دقيقة صباحاً..
خائفة لا تريد ان تأتي الساعة العاشرة وهو لم يأتي بعد ، قلبها يردد الدعاء وشفتيها تهمس بـ آمين..
سمعت قفل الباب لتتجه إليه وتحتضنه والدموع قد اخذت مجراها على خدها منسابة على كتف سطام..
سطام : الحين وشوله البكي ؟ حتى الساعة 10 لسا ما جت
ابتعدت عنه لتمسح دموعها بسرعة : خفت عليك
سطام : قلت لك رايح شغل ترا كذا تخليني اهوّن اقول لك شي والله خوفك هذا يقلقني زيادة ، ويعوّر قلبي اكثر واكثر ، انا ابي اطلع من البيت وانا متطمن انك بخير وانك مرتاحة ومو خايفة والله العظيم كذا تتعبيني
بهمس : آسفه
سطام : انا ما ابي اعتذار ابي اشوفك مرتاحة عشان ارتاح....!


انـــــــتـــــــهـــــــ ى
مقتطفات من الفصل الخامس :
"أرتمى في حضنه وكأنه بحاجة لهذا الحضن منذ زمن ، حضن رجل يفهم الألم الذي يشعر به ؛ والده مختفي منذ مدة ووضعه هوَ في انهيار مستمر!"
"استخارت مئة مرة بل أكثر ، لا تعلم ما الذي تشعر به أهوَ راحة ؟ أم أنها بهذا الزواج ستغلق جميع الأبواب أمام عبدالعزيز!"
"لم يلزموا الصمت هذه المرة ، الجميع عبّر عن رأيه دون أن يكترثوا لأحد ، الجميع باستثناء أم عبدالله!"


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:12 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.