زهور بين أحضان الصخور* مميزه ومكتملة*

[rontii]

[rontii]

الفصل الخامس



داخل أحد السيارات التي تنطق بالفخامة أمام المشفي التي تتعالج بها لوسين يجلس زياد الوكيل يتحدث في الهاتف ببرود : هيام قلت لكِ أنا اليوم مشغول و مع ذلك هاتفتني أكثر من ستة مرات !!!!! لعل الموضوع هام و ﻻ يخص أحد جولاتك الشرائية
هيام زوجة زياد إبنة أحد الوزراء السابقين في السابعة والعشرون من عمرها متزوجة من زياد منذ خمسة سنوات لم تسطع فيهم أن تكسب حبه
حتي هاله اﻹنبهار بها في بداية علاقتهم لم تعد تجدي نفعاً معه
تعبت من بروده و ﻻ مبالته معها أحياناً تشعر إنه لا يعرف كيف يحب فلا مكان بقلبه لهذه المشاعر الحمقاء
فهو يري أن وظيفة القلب الوحيدة هي ضخ الدم لباقي أعضاء الجسم
هو عملي لأقصي درجة ذكي جداً و ﻻ يهتم سوي بمستقبله المهني و تكاد تجزم إنه لم يتزوجها إلا لعلاقات والدها و مصالحه المشتركة معه ليس إﻻ
أما هي بالبداية إنبهرت به بقوة شخصيته و ذكاءه و عدم إهتمامه بها علي عكس ما تعودت فقد حاول الكثيرين الزواج منها قبله و جعلها تقع في شباكهم لكن ما يحدث كان العكس
إﻻ زياد هي من حاولت لفت إنتباهه و لكنها فشلت فشل ذريع قد تكون جذبت إهتمامه نظراً لاختلافها عن كل ما تربي عليه لكن عندما قرر الزواج منها لم يكن للمشاعر مكان بينهم
زيجة تحكمت فيه المصالح و العلاقات الشخصية والتفكير العقلاني
هل تحبه؟؟ ﻻ هي لم تحبه هي تعلقت به أعجبت بشخصيته المختلفة عن الوسط الذي نشأت فيه و لكن بعد مضي السنه الأولي شعرت أنه يقيدها بأوامره و تحكماته بها
فهو برغم كل شئ يظل إبن الطبقة المتوسطة الذي تربي علي عادات و تقاليد مختلفة عن ما تعودت عليه
فمنذ زواجهم اشترط عليها قطع صدقاتها مع أي رجل آخر كما منعها مطلقاً من إحتساء المشروبات الروحية هي ليست شرهه في شربها لكن بالحفلات كانت تتناول كأس أو إثنان
حتي السفر بالبداية رفض رفضاً قاطعاً سفرها للخارج بدونه و لكن مع إنشغاله بالعمل وافق أخيراً تحت عدة ضوابط و قوانين يجب الإلتزام بها أولها أن تكون والداتها معها أما باقي الضوابط بالطبع هي ﻻ تلتزم بها و لكن لا تستطيع المجاهرة بعصيانها لقوانينه فمن الغباء إستفزاز زياد الوكيل
أيضاً لم تتمكن من إرتداء مايوه أو إرتداء إحدى فساتينها العارية في وجوده لكن بعدم وجوده تتنفس الصعداء لتفعل كل ما هو محظور
هي ليست صارخة الجمال لكن تعلم جيداً كيف تبرز جمالها المتواضع لتكون أجمل من مارلين مونرو
قصة شعر مناسبة تبرز استدارة وجهها مع صبغة شعر تظهرها أكثر بياضا
أما مستحضرات التجميل فهي بارعة في إستخدامها بما يجعلها متألقة دائماً
و إن كانت غير مبهرة الجمال لكنها تتميز بجسد أنثوي مثير تهتم به إهتمام خاص من طعام صحي و رياضة يوميه و ملابس تعكس مدي جمال جسدها
حرمها في الآونة الأخيرة من إرتداء ملابس معينه لكنها تتحايل بطرق مختلفة لتبرز رشاقتها و أناقتها حتي تري الإعجاب والحسد في عيون الآخرين حتي لو أعترض فهي خبيرة في إختيار الوقت المناسب لفعل ما تشاء بدون إثارة غضبه
و لكنه أصبح عصبي حاد الطباع بعد زواج أخيه من هذه النكرة الذي تزوجها لذلك تحاول البتعاد عنه و عدم اثارة المشاكل معه
لكنها تريد منه أن يوافق علي سفرها لبورتو السخنة آخر الاسبوع لحضور حفلة نظمتها مع أصدقائها و ﻻ تسطيع التخلف عنها و الأهم التأكد من عدم حضوره لتكون حرة و تقابل كل أصدقائها القدامي و تتصرف كما تشاء
ستضطر لإستخدام التحايل و الدلع كي تصل إلي هدفها لأنها لا تستطيع تأجيل الكلام ليوم آخر فالوقت ليس في صالحها
انتفضت علي صوته الهادر بها : هيام هل تتصلِ لتسمعيني صوت أنفاسك انطقي ماذا تريدين مني كي أهتم بشؤني
قالت بصوت يفيض منه الدلال : زياد لما تصرخ هكذا تعلم إنك ترعبني حبيبي
رفع حاجبه من كلمة حبيبي التي ﻻ تسخدمها إلا عندما تريد شئ فقال بتهكم : حبيبك مشغول فتكرمي علي بسبب المكالمة كي أعود لما أفعله
أطلقت نفس حاد و حاولت تمالك أعصابها و قالت : صديقتي شاهي تقيم عيد ميلادها آخر الأسبوع أي بعد غد في بورتو السخنة و أريد الذهاب معها
زفر بحنق و قال صارخاً : أنا أفكر بمرافعه قضية رأي عام إذا ربحتها ستقلب وضع الإقتصاد بالبلد و أنتِ تتحدثين عن عيد ميلاد صديقتك التافهه شاهي
أكمل بغضب : بالطبع ﻻ.... أنا أوافق فقط علي سفرك للخارج مع والدتك لعدم تمكني من السفر معك
أما حفلات شاهي و باقي التافهات أصدقاءك فمرفوضة تماماً بدوني
أعلم جيداً طبيعهة حفلاتها و ﻻ يجب لزوجة زياد الوكيل التواجد في حفلة مثل هذه
صرخت هيام بعد أن فقدت السيطرة علي أعصابها من هذا المغرور الوقح هو رفض خوفاً علي إسمه و ليس خوفا عليها تباً له : تعلم لقد مللت منك و من تحكماتك و من غرورك الزائد من أنت لتتحكم بي هكذا ؟؟
ﻻ تشربي ﻻ تخرجي ﻻ تسافري ﻻ للمايوه ﻻ لأصدقائي الشباب ﻻ ينقص سوي أن تقول ﻻ تتنفسي !!
لمعت عيناه بغضب و رد بجمود و صوت هادئ و لكنه حازم : أنا زوجك و إن كنتِ نسيتِ فأنظرِ ببطاقتك الشخصية ستجدي إسمي بخانة الزوج
ثم أضاف ببرود : بالمرة القادمة التي سيعلو صوتك فيها علي سوف أحرص أن أفهمك ما تفعله الزوجات المحترمات بقريتنا بالدلتا كي يرضوا أزواجهم
ردت من تحت أسنانها : جيد إنك تتذكر أصلك جيداً فغيرك كان يقبل يده ليل نهار لقبولي به ﻻ أن يقيد حريتي و يحول حياتي لسجن إنفرادي
هنا قال بصوت مرعب جعلها ترتجف خوفاً و تلعن غباءها فبرغم كل شئ وصل له زياد إﻻ أنه فخور جداً بأصوله الريفية و ﻻ يمل من ذكر أصله المتواضع كأنه يغيظها هي و والدها : من يجب أن يقبل يدي ليل نهار هو أنتِ و سعادة الوزير السابق الذي لولا موافقتي علي الدفاع عنه كان الآن يقضي عقوبة ﻻ تقل عن خمسة عشر عاما بالسجن بعد التحفظ علي كل ممتلكاته و أصبحتِ أنتِ مجرد عاملة نظافة بمكتبي هذا إذا وافقت علي تعينك فأنتِ فاشلة في كل شئ إلا الشراء و السفر
ثم اضاف بصوت خافت لكنه قاطع : أنا و أنتِ نعلم جيداً أن والدك كان يستحق الإعدام أو المؤبد علي أحسن تقدير و لكن بمجهودي أستطعت إخراجه براءة بعد التصالح مع الدولة فإياكِ و التباهي بوالدك أمامي مرة أخري فأنا أكثر من يعرف مدي فساده
ثم أغلق الخط و هو يزفر بغضب و حنق لم يندم علي شئ في حياته سوي علي الزواج من هذه السخيفة أين كان عقله وقتها حين وافق علي عرض والدها بالزواج بها
نعم وقتها لم يفكر إلا بالمكاسب المترتبة علي هذا الزواج و لم يحسب حساب أبداً كونها فارغة العقل و القلب
مجنونه ﻻ تفكر إلا في متعتها الشخصية المتمثلة في السفر و الشراء و الحفلات
تناول هاتفه مرة اخري و إتصل برقم محفوظ عنده قائلا : أريد متابعه السيدة هيام بكل تحركاتها بدون أن تشعر بك فأخاف أن تتعرض لسوء بسبب أحد أعدائي أو أعداء والدها و تصلني تحركاتها أول بأول
أستمع قليلاً للجانب الآخر و قال بشراسة : ﻻ إياك أن ترفع عنها المراقبة لوسين تأتي لي بكل ما يخصها إن إستطعت عد أنفاسها ﻻ تتردد
و أغلق هاتفه و ألقاه بالمقعد المجاور و هو يفكر
الآن تخلص من أكثر أسباب أرقه بالايام الماضية تخلص من زوجة أخيه فهو متأكد من إنها لا تحبه بعد معرفته بوضعها المادي بعد وفاة والدها و زوجته
بالتأكيد وجدت بمالك صيد ثمين يحقق لها الحماية و الأمان و الرخاء
بعد أن علم من مالك رغبته بالزواج منها جمع كافة المعلومات عنها
و عرف انها وحيدة الأب و الأم لم تكمل تعليمها برغم تفوقها لكن ضيق ذات اليد جعلها تؤجل السنة النهائية أكثر من مرة
عندما ذهب لعملها القديم سمع بالصدفة إحدي العاملات هناك تكلم صديقتها عن لوسين قائله إنها وضعت شباكها علي أحد الأغنياء كي تضمن حياة مريحة و ميسرة حتي لو لم تكن تحبه تكفي أمواله و وسامته و كيف إنها حاولت إغواء صاحب المطعم أكثر من مرة لكنه لم ينتبه لها و فضل عليها المتحدثة لجمالها و أخلاقها
وقتها خرح قبل أن يسأل أي شخص عنها يكفي ما سمعه لهذا كان يجب التخلص منها بأسرع وقت و لكن مالك لم يستمع له و تمسك بها و بشده و ما كان أمامه سوي تأليف هذه التمثيلية علي مالك كي يطردها من حياته
بالتأكيد مالك سيشكره بعد أن يعرف حقيقتها الحمد لله أن مالك لم يتهور ليكتب لها شقته أو يشتري لها أخري
و بطريقته الخاصة سيتأكد أن مالك لن يعطيها جنية واحد من مؤخر الصداق
الآن سيراها للمرة الاخيرة كي يقطع أي أمل لديها في العودة لمالك
ترجل من سيارته و ﻻ يوجد هدف أمامه سوي التأكد من خروح لوسين من حياتهم للأبد

[rontii]

بعد أن أنهت ورده مرورها اليومي علي المرضي إتجهت لغرفة لوسين لتعرف آخر قرارتها و تحاول مساعدتها بقدر الإمكان
دخلت وردة لحجرة لوسين وجدتها تجلس علي الكرسي المجاور للشباك و غارقة في التفكير أخذت نفس عميق و قالت : لوسين
التفتت لها لوسين متعجبة فهي لم تشعر بدخولها الغرفة يبدو إنها غرقت بأفكارها و لم تعي دخول أحد حاولت الإبتسام قائلة : مرحبا دكتورة تفضلي
ابتسمت وردة قائلة :إسمي وردة فقط بدون ألقاب
سرحت لوسين و ردت كأنها تتذكر شئ : تعلمي نحن الأثنان أسمائنا علي أسماء الورود
رفعت وردة حاحبها قائلة : حقاً لوسين معناه وردة أيضاً لم أكن أعلم!
ابتسمت لوسين بخجل قائلة : نعم لوسين إسم وردة نادرة تبنت في صخور الجبال
حكي لي أبي أن أمي رحمها الله كانت تحب الورود بكل أنواعها و تهتم بصفاتهم و أشكالهم لذلك اختارت هذا الإسم لي
ردت وردة قائلة : رحمها الله احسنت اختيار الاسم
تقدمت وردة بهدوء و جلست بجوارها : أسمعي لوسين فهمت من الحجة فاطمة أن ﻻ أحد لكِ بعد وفاه أهلك غير انكِ لا تملكِ مكان للعيش فيه
ما رأيك أن تأتي لتقيمي معي صدقيني أنا فتاة مرحة و لن تملي مني ابدا ؟؟؟؟؟؟
نظرت لها لوسين بدهشة تفكر في كلامها الغريب فهي لم تعرفها سوي أمس لم تتبادل معها حوار شخصي سوى بضع جمل متفرقة كيف و بهذه السرعه تعرض عليها المكوث معها شكلها يوحي بالطيبة و لكنه ليس مقياس فكثير من البشر بوجوه جميلة و نفوس مريضة و العكس صحيح
فكرت قائلة و لكن ماذا ستسفيد مني أنا لست مثار للطمع ﻻ مال و ﻻ جمال و ﻻ جسد مثير قد يطمع به أحد خاصة بظروفي الحمل
و لكنها طبيبة !!!! و في الآونة الاخيرة سمعت عن إنتشار تجارة الأعضاء يالهي هل تنوي قتلي و سرقة أعضائي
أم تفكر في خطف طفلي مني بعد ولادتي مباشرة شهقت بخوف و وضعت يدها علي بطنها بحماية خوفاً من مسار أفكارها و حركت رأسها بخوف و قالت بفزع : ﻻ ﻻ شكراً لعرضك سأجد حل مناسب لوضعي
ثم بخطوات متعجلة وقفت و وضعت ملابسها الممزقة بأحد الاكياس بدأت بجمع بعض الأشياء التي أتت بها فاطمة بالأمس و هي تدعو بسرعه عودة عمتها بملابس لها حتي تبدل ملابس المشفي و ترحل سريعا من هنا
أما وردة فلم تستوعب بالبداية ردة فعل لوسين ففي البداية كانت هادئة ساكنه أما الآن تشعر بذبذبات الخوف التي تنطلق منها
اقتربت منها بهدوء قائلة : ﻻ أعلم سبب خوفك أو قلقك المبالغ فيه مني قد تجدِ عرضي غريب و مثير للقلق و لكن حقا أريد مساعدتك أنتِ بعمر أختي الصغيرة و أتمني أن أستطيع مد يدي لكِ
دعينا ننتظر الحجة فاطمة و أعرضي عليها الأمر و سوف أعطيها رقم هاتفي و عنواني كي تطمئن عليكي كل فترة سواء بالإتصال أو الزيارة
ثم أضافت بمرح غافلة عن أفكار لوسين المتطرفة : أنا أعمل هنا منذ تخرجي من الكليه و الكل يعرفني فإذا كنت أنوي خطفك أو إيذائك مثلاً لم أكن سأبلغ الحجة فاطمة بمكاني أو حتي بعرضي لكِ
قالت لوسين بحرج بعد شعورها بالراحة لكلام وردة العفوي : أنتِ لا تعرفيني أليس من الممكن أن أكون كما يدعي مالك أني خائنة بأخلاق سيئة أو طامعه و قد أسرقك مثلاً ثم سئلت بمرارة كيف تثقين بي بهذه السهولة إذا كان زوجي لم يثق بي؟؟
ثم كأنها تذكرت شيئا سئلت بقلق : هل أنتِ متزوجة
ردت وردة بسرعه فزعة كأنها تهمة يجب نفيها سريعاً : متزوجة ﻻ طبعا اعوذ بالله هل انا مجنونه كي أسلم نفسي لرجل يقلب حياتي جحيم و يشعرني كم تكرم علي لزواجه بي
إنهم كلهم جبناء خائنين حمقي مغرورون وقد أكتفيت منهم و من شعورهم بالتفوق علينا
و رداً علي كلامك السابق أنا ﻻ أصدق حرف مما قاله المدعي زوجك أو طليقك الغبي أعمي القلب و البصر
سأقول لكِ علي ظروفي حتي تطمأني أنا طبيبة أبلغ من العمر ثلاثون عام أقيم وحدي أبي و أمي أطال الله أعمارهم اصرو علي بقاءهم بأخر أيامهم بالقرية التي ولدوا بها بعد أن أكرمنا الله و تحسنت أحوالنا المادية وتركوا العمل بالقاهرة
لي أخت أصغر مني بخمسة أعوام مخطوبة لأبن عمي و ستتزوج بالقرية و أخي أكبر مني بعام واحد و هو حالياً بالخارج للحصول علي درجة الدكتوراة في علم النفس و هو مقيم معي في حال رجوعه و لكنه لن يرجع قبل عام و أنا كما تعلمين دكتورة نساء و توليد أعمل هنا و حياتي بين المنزل و المشفي و ختمت كلامها بإبتسامة مشرقة و نظرة تشجيعية حتي توافق لوسين
لم تعرف لوسين ماذا تقول عرض ﻻ يرفض خصوصاً إنها اطمأنت نفسياً لهذه الطبيبة و لكن تبقي المعضله إنها لا تعمل و إن تحملتها وردة شهر لن تتحملها أكثر
فالمال الذي معاها ستدخره لمصاريف الولادة و شراء مستلزمات طفلها و لا تريد تبذيره قدر المستطاع
انتبهت وردة لغرق لوسين بأفكارها فقالت في محاولة منها في إقناعها : لقد فكرت بموضوع عملك أنتي حالياً تحتاجي للعمل ليس لأني ﻻ أستطيع أن اتكفل بنا و لكن لأني أعلم جيداً إنكِ سترفضي هذا رفضاً قاطعاً
صمتت ثواني وقالت : بنفس المنزل الذي أقيم فيه يوجد بالدور الأرضي حضانه تطلب مشرفات و مدرسات أعتقد إنكِ حاصلة علي مؤهل عالي أو حتي متوسطx ما رأيك أن اسألهم اليوم و أعرف شروطهم و مرتبهم إن كان مناسب أم ﻻ؟؟
ستكون وظيفة ملائمة لكِ بنفس محل السكن و بعد الولادة يكون بإمكانك أخذ طفلك معك بدون خوف أو مشاكل
أضافت : هي وظيفة مؤقته تتناسب مع ظروفك الصحية و بمجرد تنظيم أمورك يمكنك أن تعملي بأي مكان آخر يلائم شهادتك
ترددت لوسين فأي عاقل سيوافق علي هذا العرض المغري أومأت برأسها دون أن تدرك انها وافقت علي العرض فقالت : نعم و لكن اخاف أن أثقل عليكَ أو أسبب أي مشاكل
اشاحت وردة بيدها : أي مشاكل ستسببها زهرة جميلة مثلك و ﻻ تقلقي أنا و المشاكل أصدقاء أعرف جيداً كيف أتعامل معها فكري و قرري سريعا كي تخبري قريبتك فأنا ستنتهي مناوبتي بعد ساعه و نصف
أريد أن تكوني معي فلا أضمن تصرفات طليقك المجنون أخاف أن يعود و يفتعل مشكلة جديدة
و همت بالنهوض لتغادر فقالت لها لوسين بسرعه : موافقة سأتي معك أنا فقط أنتظر عمتي فاطمة ستأتي لي بأوراقي الشخصية من المنزل و بعض المال كي أستطيع تدبر أمري بالبداية
جلست لوسين بتخاذل و هي تقول بألم : مالك رفض رؤيتي مرة أخري و رفض دخولي الشقة أيضاً و بالتالي لن يعطيني أي من متعلقاتي الشخصية كملابسي او شبكتي و لكن عمتي أصرت علي بيع احد القطع الذهبية التي أهداها لي مالك لي في عيد ميلادي كي تساعدني هذه الأموال في أيامي القادمة
التقطت أنفاسها و قالت : أنا لم أوافق فأنا ﻻ أريد أي شئ من مالك ولكن عمتي أصرت و أنا..... أنا أحتاج هذه الأموال بشده فمهما بلغ راتبي عندما أعمل لن أستطيع توفير الاف الجنيهات للولادة
نظرت بانكسار للارض و دموع تتجمع بعينها و قالت : هل تعتقدي أن مالك عندما يعلم سيعتقد أني سرقته
تنهدت وردة مشفقه علي هذه الساذجة إنها طيبة لدرجة تغيظ و تحب هذا الحقير
أي حب هذا الذي يجعل أي أنثي تجد مبرر لضرب زوجها لها و أي حب الذي يهين كرامتها لتقول لها : لوسين صدقيني هذا أقل بكثير من حقك و لو كنت مكانك لم أكن لاترك له قشه في منزله كتعويض لما أصابك .... هذا جزء ضئيل من حقك كي يساعدك في الأيام القادمة
انهضي جهزي نفسك حتي تأتي عمتك فاطمة لنأخذ أوراقك و أموالك و نذهب للمنزل

[rontii]

قبل أن تتجة للباب اقتحم الغرفة كيان غاضب وجدت لوسين تقف شاحبة مرتعدة من الخوف و تتراجع للخلف حتي اصطدمت بالحائط خلفها
عادت لتنظر لهذا المقتحم مرة أخري كيان رجولي مسيطر غاضب نظراته للوسين شديدة الإحتقار و الإنتصار بنفس الوقت
طويل قمحي البشرة شعر قصير ملامح صارمة انما وسيم و لكن بخشونه
فاقت من تاملاتها علي كلامه المهين للوسين بمنتهي الخبث قال : اها ... انظروا من هذه الجميلة !!!! اقترب أكثر من لوسين ليمسك فكها بين اصابعه بقسوة قائلا : يبدو أن أخي العزيز وضع بصمته علي وجهك الملائكي المخادع
رفع حاجبه و ابتسم بتهكم و أكمل : من الواضح إنه كان في قمة غضبة لماذا يا تري ؟؟؟
أقترب أكثر حتي أصبح وجهه أمام وجهها : ألم أقل لكي سيأتي اليوم الذي تتمني فيه إنكِ لم تقابلي مالك و لكنك غبية طامعه عنيدة لم تستمعي لكلامي
ترك فكها فجأة ووضع يده بخصره ليقول بتشفي : من يصدق أن مالك الحنون المحب يفعل هذا بوردته الجميلة مشيرا لوجهها الذي تحول لونه للارجواني بفعل صفعات مالك
ضحك بتهكم : أرجو أن تكوني تعلمتي درسك جيداً يا صغيرة و ﻻ تفكري مرة أخري أن تعبثي مع زياد الوكيل
و إن كان مالك لم يعرف حقيقتك القذرة فأنا أعرف مخططك الدنئ للزواج من أخي طمعاً في أمواله بعد أن فشلتي في إغواء صاحب المطعم الذي كنتِ تعملين به
رفع سبابته بتحذير : إن فكرتي بالاقتراب من مالك مرة أخري سأحرص علي أن ﻻ تري عيونك الشمس مرة أخري .... مفهوم ؟؟؟
لم ترد لوسين فكانت بحالة صدمة ﻻ تفهم ما يتفوه به زياد مرعوبة و كل جزء بجسدها يرتعد خوفا منه
نعم هي تهابه و تخافه هو كان أكبر معارض لزواجها و سمعته مرة عندما زارهم بعد الزواج بأيام قليلة و هو يحذر مالك منها و أثناء خروجه هددها بأنه سيقلب حياتها جحيم إن لم تترك مالك و ترحل لم تتوقع أبداً أن يصل الأمر لأن يتهمها بشرفها و يدبر لها هذا الفخ الحقير
لم يأتي في خيالها أنه سبب ما حدث توقعت أن من دبر الأمر فتاه معجبة بمالك مثلاً و حقدت عليها لأنها فازت به بالنهاية برغمx ظروفها لكن أن يكون أخوه هو من يطعن بشرفة لم تتوقعها بأسوء أحلامها
عندما لم يسمع زياد ردها و شعر بها غارقة في تفكيرها أعتقد إنها تحاول التفكير بخطة جديدة لجعل مالك يسامحها فأغتاظ و تلبسته الشياطين و ردد بصوت أعلي سمعه من بالمشفي و المساكن المحيطة : مفهووووووووم ؟؟؟؟؟؟
هزت رأسها موافقة بآلية و لم تقوي علي النطق ﻻ تعلم ماذا تقول أو تفعل أغمضت عينها و هي تبكي بصمت
و كأن صوته الغاضب جعل وردة تفيق من صدمتها بعد دخوله المفاجئ و تتعجب من كم الغضب و الكراهيه الموجهه ناحية لوسين لتنتفض و تصرخ : أنت أيها الهمجي الفظ عديم الذوق و الأخلاق كيف تسمح لنفسك أن تدخل هكذا علي مريضة لتهددها و كأنك ملكت الكون و كأنك الحاكم بأمر الله
إن كنت تعتقد إنك الآن تستطيع إيذائها فأنت واهم إن كان مالك هذا ليس به من الرجولة ليحمي زوجته من وغد مثلك الآن هي تحت حمايتيx
اقتربت منه لتواجهه و اشارت باصبعها السبابه بتهديد و قالت بوعيد : فكر مرة اخري أن تتعرض لها و إنتظر مني ما لن تتخيله أبداًx
ألتفت زياد علي هذا الصوت الغاضب و كأنه لم يدرك وجود أحد مع لوسين عندما دخل ليري طبيبة صغيرة الحجم جميلة الملامح غاضبة الوجهه تمتلك عينين لم يرى مثلهم من قبل عيناها بها سحر يجذبك إليها يجعلك تطيل النظر إليهم ولا تمل توشك أن تلتهمه حيا لو استطاعت
تدافع عن لوسين كما تدافع القطة عن أطفالها يعترف إنها قطة شهيه مثيرة جداً غاضبة جداً جداً سيستمتع ليكسر أنفها و يفهمها إنها ﻻ تستطيع مواجهته أبدا و لكنه الآن غير مهتم أو متفرغ لها كل اهتمامه الآن منصب علي مالك و الحقيرة لوسين
رفع حاحبه باستهزاء و ضحك بتهكم لينظر للوسين مرة أخري و يصفق بهدوء قاتل و يقول : أعترف لوسين علي براعتك في الخداع و جعل هذه الطبيبة الحسناء تدافع عنكِ..... كما جعلتي مالك يهيم بكِ عشقا و لكن أنا لست بسذاجة هذه و ﻻ بطيبة أخي و ماعندي قلته استوعبيه جيدا لتعرفي صالحك
نظر مرة اخري لوردة الغاضبة الحانقة علي غروره و ثقته الزائده بنفسه لتقول بصوت عالي : تباً لك و لغرورك أخرجx قبل أن أستدعي لك الأمن و أبلغ عنك الشرطة و اتهمك بالتهجم عليها و التحرش بي أخرج ايها الوغد الوقح
لترتفع ضحكاته و يقول من بينها : يا الهي أنتِ ممتعه حقاً....
اتحرش بمن يا صغيرة ألم تنظري لنفسك صباحاً بالمرآة قبل خروجك
أنا لم اتحرش بإمرأة من قبل و بالتاكيد عندما افعل لن اتحرش بطفلة صغيرة سعيدة بأول يوم لها كطبيبة و من تدافعي عنها ليست سوي متسلقة طامعه تسعي لتحسن مستواها المادي و الاجتماعي بعد أن كانت تعمل كنادلة بأحد المطاعم المغمورة و بالتأكيد هي الآن تسعي أليكِ كي تستفيد منك كما فعلت مع أخي الغبي
و كأن كلماته زادت وردة جنونا فاقتربت منه : أيها الأحمق أي صغيرة هذه التي تتحدث عنها أنا طبيبة هنا منذ عدة سنوات ﻻ ينقصني سوي متباهي آخر بأصله و حسبه و نسبه فقد أكتفيت منك و من أمثالك الفخورين بأصولهم التي لم يكن لهم يد فيها
كانت في حالة هستيريه كلماته كانت كالملح علي جرح لم تبرأ منه كانت تحارب كل أشباحها كل من خذلها و تفاخر عليها بمستواه الإجتماعي
رأت فيه كل ما تكرهه كل من سبب لها ألم و جرح ﻻ تستحقة لمجرد انها من أسرة متواضعة كأن تلامى بإختيارها
أخذت تدفعه بيدها : أخرج أخرج من هنا فوراً تباً لك و لمستواك الإجتماعي الذي يجعلك تهين البشر لمجرد إنهم ولدوا ببيئة غير بيئتك التي تفخر بها و كأن من هم أقل منك مادياً لا يستحقوا الحياة و لم يخلقو إلا لخدمتك انت و أمثالك من المتبجحين
و ظلت تحرك بيه و هو كجبل ثابت بالارض مشدوه من انفجارها مستمتع بلمساتها و كل ما يفكر فيه الآن ماذا سيحدث إن حملها كشوال البطاطس و يأخذها رهينة لديه كي يعلمها الأدب و يفهمها كيف تتكلم مع زياد الوكيل الذي يقف أمامه أهم رجال بالدولة يكلموه بمنتهي الإحترام
كانت لوسين تتابع إنفجار وردة متعحبة من ردة فعلها العنيف و لكن كلامها امدها ببعض القوة ليرتفع صوتها و تقول بوضوح : كما تدين تدان
لتتجمد وردة مكانها و ينظر زياد لها فيسمعها تكررها مرة أخري بصوت أعلي : كما تدين تدان يا زياد و كما اتهمتني بشرفي و أخلاقي سيأتي اليوم الذي يرد لك الله الصاع صاعين و كل ما أتمناه أن ﻻ يرد فعلك في أختك الصغيرة فهي أنقي من أن تدفع ثمن خطياك أنت و أخيك
أنت لفقت لي تهمه شرف و أخوك اتهمني بلا بينه و ظلمني و أنا أقولها بعلو صوتي حسبي الله و نعم الوكيل قادر علي أن يأتي لي بحقي كاملاً
و أقول لك ﻻ تغفل عينك عن كل ما يخصك أختك و أمك و زوجتك و بالمستقبل ابنتك كله سلف و دين عليك
أخرج و ﻻ أريد ان أراك مرة أخري أنت أو مالك فقد أكتفيت من قبح أفكارك و سوء تصرفات أخوك
نظر لها زياد مبهوتا من كلماتها التي أصابته بالتخبط هو يعلم جيداً إنه لم يظلمها إنها طامعه باخوه و ﻻ تريد إلا أمواله و لهذا استحقت كل ما فعله لكن كلماتها لمست شيئاً داخلة لمست زياد قديم زياد اختفي منذ عدة سنوات
فتح الباب و خرج هارباً من كلامتها و مازلت تتردد باذنه كما تدين تدان
تهاوت لوسين علي أقرب مقعد بعد كلامها العنيف لزياد
لم تتخيل أبداً مدي الكراهية التي يكنها لها زياد برغم إنها لم تأذيه بيوم من الأيام بالعكس كانت دائماً تسعي لإصلاح العلاقات بين مالك وأهله و لكنها اكتشفت بالطريقة الأصعب إنها كانت غبية و ساذجة
اقتربت منها وردة و ربتت علي كتفها بهدوء: هيا لوسين أنسي كل شئ و استعدي لحياة جديدة بمجرد أن نترك جدران هذه الغرفة

دقائق و كانت فاطمة وصلت بأوراق لوسين الشخصية و مبلغ جيد من المال يكفي لمصاريف الولادة و الطفل
و بعد وداعها لفاطمة علي وعد بالإتصال بمجرد شراء خط و هاتف جديد ليطمئن كل منهن علي الآخر خرجت لوسين من المشفي علي أمل ببدء حياة جديدة بعيدة عن الألم و الظلم و المؤامرات
لم تترك لوسين لفاطمة عنوان وردة خوفاً من أن تبوح به لمالك هي تعلم جيداً أن فاطمة تحبها و لكن حبها و ولائها الأول لمالك ابنها الذي لم تلده و قد تضعف و تقول له علي الحمل و منها علي العنوان و وقتها لن يتواني مالك أو أخوه من أخذ الطفل منها بعد التأكد طبعاً أنه إبنه و عندها تخسر كل شئ
هي متأكدة أن مالك لن يعجز عن معرفة عنوان وردة إذا أراد و لكنها علي يقين أن الآن آخر ما يفكر فيه رؤية وجهها أو سماع صوتها و بالتالي لن يبحث عنها إلا في حالة واحدة هي معرفة حملها و لذلك تدعو الله أن تكتم فاطمة سرها و ﻻ تبوح به لمالك

[rontii]

بعد ساعة في منزل مالك
كان مالك علي حافة الجنون فبعد أن تأكد من البنك و علم حجم مصروفات زوجته التي لم تتعدي بضعه مئات من الجنيهات خلال الشهور الماضية
و بعدها طلب فاتورة مفصلة لرقم هاتفها المسجل بإسمه و وجد أن كل اتصالاتها ما بين رقم هاتفه أو هاتف مريم عندما يتعذر لها الوصول لمالك و كانت الطامة الكبري عندما قارن امضائها بعقد زواجه منها و الامضاء الآخر بصورة العقد العرفي لم يجد أي تطابق من أول نظرة.... كأن من دبر هذه المصيبة متأكد من غباء مالك و يسخر منه و من تسرعه بالحكم علي لوسين
بعد معرفة كل هذه الحقائق كان مالك في طريقة للخروج من شقته حتي يذهب للوسين و محاولة إصلاح الأمور لكنه فوجئ بدخول فاطمة و بنظراتها النارية التي يستحقها بجدارة سألها عن لوسين لتقول له ما زلزل العالم حولة إنها تركت المشفي وخرجت
حاول التشبث بأخر أمل ليقول : ألم تترك عنوان أو رقم هاتف كي تطمئني عليها
قالت فاطمة بتوبيخ : و هل معها هاتف أو تعلم المسكينة أين ستذهب كانت تنتظرني لأحضر لها أوراقها الشخصية كي تسطيع البحث عن سكن و عمل وهي لا تملك حتي ملابس لها بعد أن تمزقت ملابسها بالأمس من شدة ضربك لها فأخذت أوراقها و بعض من ملابسها بشنطة صغيرة
قال و هو يلعن غباءه و تسرعه : من أين لها بالمال كي تبحث علي سكن
نظر لفاطمة برجاء : هل أعطيتها أي مبلغ من المال حتي تسطيع تدبر أمرها
اشاحت بوجهها غاضبة منه و لكن لن تسطيع ان تراه قلقاً هكذا فهو قطعه منها فقالت بعتاب : كنت ادخر بعض المال كي أسافر لعمل العمرة قريبا فاعطيتها إياه بعد أن اقنعتها أني سآخذ الذهب التي ترتديه و أقوم ببيعه و ارغمتها إرغاماً علي آخذ المال كي يكون لها عون حتي تجد مكان مناسب للسكن و عمل تعول به نفسها
فهي ما كانت لتوافق لو علمت أنه مالي
المسكينة رفضت بالبداية خوفاً أن تتهمها بسرقته أو تتأكد من طمعها المزعوم و لكني لم أتركها هكذا و الححت عليها بشدة حتي وافقت
جلس مالك أمامها القرفصاء و هي منهار نفسياً خوفا و قلقاً عليها تتراقص الدموع بعينه علي ما فعله بحبيبته أي شيطان جعله يصدق هذا التخريف ضم أيدي عمته إليه وقبلها ثم قال : عمتي قولي لي إنكِ تعلمين مكانها و إنها طلبت أن تعاقبني بعدم إبلاغي مكانها
ﻻ تقولي لي ﻻ أرغب سوي في الاطمئنان عليها
أغمضت عينيها لاعنه الشيطان الذي دخل بينهم : أقسم لك يا ولدي ﻻ أعرف عنوانها كل ما طلبته منها أن تطمئني عليها فور شرائها رقم و هاتف جديد غير هذا لا أعلم عنها شئ
عاد ليسألها : هل زارها أي شخص صديقة أو جارة قديمة قد تستعين بها في البحث عن سكن
زاغت عينها و ﻻ تعلم ماذا تقول!! هل تقول علي أن وردة سوف تساعدها أم تقول له إنها شاهدت زياد و هو خارج من المشفي و ﻻ تعلم هل كان يزور لوسين أم شخص آخر
ربت مالك علي يدها : عمتي فاطمة أرجوكِ ساعديني لقد ارتكبت أكبر حماقة بحياتي و اضعت من يدي أكثر إنسانة احبتني بغيرتي وغبائي أريد فقط الاطمئنان عليها و سوف أتركها حتي تلتئم جراحها مني و لن أقترب منها الآن فقط أريد أن أعرف أين هي
قامت فاطمة و هي محتارة و لكن يجب أن تقوي قلبها ليتعلم مالك من اخطاءه فقالت : اااه يا ولدي الآن فقط علمت إنك ظلمتها و اتهمتها في شرفها بكل تهور و غيرة حمقاء

حتي الآن ﻻ تصدق أن مالك صدق هذه التمثليه الحقيرة التي حدثت بمجرد أن اوضحت لها لوسين ما حدث فهمت أن هناك من أدخل في عقل مالك ان لوسين تخونه و أثبت له هذا
لا تستبعد أبدا أن زياد وراء ماحدث زياد تغيير كثيراً عن زياد الذي تربي علي يدها
اخرجها من افكارها قبلة حنونه من مالك علي يدها فحسمت امرها و قال : صدقني لا أعلم عنوانها كل ما اعلمه أني رأيت أخوك زياد خارج من المشفي و أنا أخرج من سيارة الأجرة هو لم يراني و لوسين لم تحكي لي شئ فلا أعلم هل ذهب لها أم لشخص آخر بالمشفي
انتفض مالك ووقف سريعا : زياد عندها لماذا ؟؟؟
تذكر كلام سليم عندما قال له يحب أن يعرف من وراء هذا الموضوع كيف لم يفكر في هذا الاحتمال
تذكر مكالمة زياد لعمته بالأمس لدعوتها علي العشاء المزعوم
لم ينتظر أكثر من هذا هتف حانقاً : غبي
ثم تناول هاتفه و مفاتيحه و خرج سريعا لينطلق بسيارته في طريقه لمقابلة زياد و معرفة كل الحقيقة منه

[rontii]

يقف مالك أمام فيلا أخوه زياد بنفس المنطقة السكنية و لكن بمجمع سكني آخر اكثر رقي و فخامة
يعتبر مالك و زياد من أم وأب من الطبقة المتوسطة مادياً والدته تعمل كوكيلة بأحد المدارس الثانوية بعد تدرجها الوظيفي من مدرسة لغة عربية إلي وكيلة و تنتظر ترقيتها لمنصب ناظرة هذا العام و والده كان مدير عام بمصلحة الضرائب و أحيل للمعاش من ثلاث سنوات
أما زياد تخرج من كلية الحقوق و نتيجة لتفوقه و معارف والده تم تعينه كوكيل نيابة و بعد عدة سنوات حدث ما غير مسار حياته ليفاجئهم بتقديم إستقالته و قام بعدها بتأسيس مكتب للمحاماه خاص به
يعتبر زياد عقلية متفردة بمجاله أستطاع أن يبني له إسم و صيت كبير خلال سنوات قليلة و بعد عده قضايا ناجحة لمع إسمه و أصبح يذهب إليه كبار رجال الأعمال و السياسة بعد توليه الدفاع عن أحد الوزراء بقضية فساد تخصه و خرج منها براءة و كانت أتعابه بهذه القضية رقم مكون من ستة أصفار وبعدها تزوج من بنت هذا الوزير وذاع صيته فقد كانت من أهم القضايا علي الساحة الإعلامية في هذا الوقت يومها و بعدها كما يقال فتحت له طاقة القدر
و هذا ما أدي إلي حدوث نقلة كبيرة في المستوي المادي لزياد و من البداية كان انتقائي جداً في إختيار قضاياه غير مهم براءة موكله المهم كم سيدفع موكله و كم سترفع هذه القضية من أسهمه في ساحات القضاء و الإعلام
لم يكن زياد ببداية حياته العملية بهذه الشخصية الانتهازية و لكنه تعرض لصدمة قوية بحياته أفقدته توازنه و كل ما كان مؤمن به فسافر بعدها لعدة أشهر و بعدها عاد للواقع بشخصية جديدة عليه ﻻ يهمه إلا المال و النفوذ لاقتناعه التام أن النفوذ هي صمام الأمان كي تعيش بحرية و كرامة بهذه البلد
استطاع زياد و زوجته الشمطاء إقناع الأم ان ترفض زواج مالك كورقة ضغط عليه و ظل والده بموقف محايد ﻻ موافق و ﻻ معارض و قال رأيه بجملة واحدة كل يتحمل نتيجة اختيارته
هل من الممكن أن يكون زياد وراء ما حدث ضم قبضته بقوة يحاول أن يهدئ نفسه فهو ﻻ يريد أن يخسر أخاه
لن يقوم بنفس الخطأ مرتين يجب أن يتاكد أولاً قبل أن يتهور كما تهور مع لوسين و لكن إذا تاكد أن له يد بما حدث لن يقف مكتوف الأيدي أبداً
دخل مالك الفيلا و طلب من الخادمة مقابلة زياد و أثناء إنتظاره خرجت له زوجته هيام
اااه كم يكرهها لتكبرها و غرورها و حتي الآن لا يفهم ما سر إعجاب زياد بها إذا كان معجب بها من الأصل فزياد من الممكن أن يتزوجها لضمان علاقات إجتماعية تساعده في بناء إسمه لكنه يستبعد أن يكون أحبها أو حتي أعجب بها
مدت هيام يدها بتكبر لمالك : أهلا مالك كيف حال و حال امممم نسيت إسمها كيف حال زوجتك؟؟
جلس مالك ببرود : بخير أين زياد أريد التحدث اليه
جلست بترفع و وضعت ساق علي الأخري و نظرت لطلاء أظافرها و هي ترد : زياد معه مكالمة هاتفية مهمه تخص أحد القضايا المسؤل عنها
تعلم جيدا إنه الآن ﻻ يتولي قضايا إﻻ لكبار رجال السياسة و التجارة بفضل معارف أبي
قاطعها زياد و هو يدخل لغرفة الصالون بلهجة جليدية : بفضل ذكائي و أسمي هيام و ليس بفضل أحد آخر
ليقوم مالك و يسلم عليه و يقول بنبرة توبيخ مقصودة : الحمد لله علي ذكاءك و أسمك فكله بفضل الله أولاً
تنحنح زياد بحرج و قال : طبعاً يا مالك لولا توفيق الله لما وصلت لما أنا فيه الآن
نظر له مالك بنظرة غريبة لما يعتادتها زياد منه : أريد التحدث معك علي إنفراد يا زياد هل نتكلم هنا أم نذهب إلي أحد المقاهي بالمنطقة
ضيق زياد عينه بتوجس يستشعر غرابة مالك هل قالت له لوسين ما حدث
ﻻ هو لما يراها لقد تابع خط سيرها بعد خروجها من المشفي و علم من المراقب لها إنها ذهبت لتسكن عند هذه الطبيبة ذات العيون الساحرة و اطمئن إنها لم تعود لمالك و ستظل تحت المراقبة فترة كي يتأكد من إنقطاع أي أمل لديها كي تعود له
قام زياد ليرشد مالك لغرفة المكتب : ﻻ تفضل في غرفة المكتب فهي شديدة الخصوصية
و نظر لهيام نظرة أمرة : اطلبي لنا فنجانان من القهوة و ﻻ أريد أي مقاطعه و دخل غير منتظر أي رد منها
وقفت و عينها تشتعل غضباً : ستري يا زياد... ستري ما ستفعله هيام لتضعك بحجمك الطبيعي و بعدها تعض أصابع الندم في إهانتك لي
بداخل غرفة المكتب جلس مالك أمام زياد و سأله مباشرة : لماذا كنت عند لوسين بالمشفي اليوم
رفع زياد حاجية بسخرية و تهكم : و هل لوسين بالمشفي لم أكن أعلم ألف سلامه عليها ماذا بها؟؟
ليرد مالك بعصبية واضحة : زياد ﻻ تتذاكي علي لقد شاهدتك عمتي فاطمة أثناء زيارتها للوسين و أنت خارج من المشفى
عاد زياد بظهرة باسترخاء و هو يفكر إذن عمته هي من قالت له و ليست لوسين هذا معناه إنها لم تحاول مكالمته : كنت بالمشفي لزيارة صديق و فوجئت بأحد الممرضات تقول إسمها و عندما تأكدت إنها زوجتك ذهبت لرؤيتها
و بضحكة ساخرة : لم أصدق عندما علمت إنك من قمت بضربها بتلك الوحشية مالك أخي الحنون الهادئ يضرب زوجته حتي تنهار و تذهب للمشفي بحالة سيئة للغاية
ليتناول علبة سجائره و يشعل إحداها و يقول بلؤم : ماذا فعلت ياتري لتنال هذا العقاب القاسي منك
انتفض مالك و إقترب من زياد : زياد أنا أعلم جيدا أن لوسين بريئة من تلك الخدعة الخقيرة و أصبحت متأكد الآن إنك من دبر هذه الحيلة الرخيصة
نعم وقتها ثرت و غضبت و سبق غضبي تعقلي ﻷنهال عليها ضرباً لكن بعدها تأكدت أن لوسين أبعد ما يكون عن الخيانه أو الطمع
وقف زياد بغضب ليدفع مالك للخلف و يصرخ به : لأنك غبي ﻻ تري أبعد من قدميك ذهبت و تزوجت من إمرأة حقيرة ليست أهل لنسبنا إمرأة طامعه ﻻ تريد سوي أموالك و مركزك الإجتماعي
أنت بدون خبرة في الحياة لتحكم علي أمثالها و لكني أفهم في هذه النوعيه جيداً لقد توليت الكثير من القضايا و أعرف الطامعات و أساليبهن
هنا اندفع مالك ليضرب زياد بلكمة قويه فاندفع الدم بغزارة من أنفه و قال بغضب أعمي : إياك أن تتكلم عن زوجتي بهذه الطريقة مرة أخري
هل تعلم الغبي هو أنت .... الغبي من ﻻ يستطيع معرفة الحب الحقيقي من المزيف ..... الغبي من يري بنت الوزير الفاسد المرتشي هي من تستحق أن تحمل إسمك و تري من تربت علي الأخلاق و العمل الشريف ﻻ ترقي لمستوي المحامي العظيم
أنت الغبي الذي ﻻ يري أبعد من قدمية هذه الطامعه لم تطلب مني مؤخر بملايين الجنيهات و لم تطلب مني أن اؤمن مستقبلها بفيلا و سيارة أحدث موديل و لم تطلب مني السفر لباريس كل شهر لشراء ملابسها لم تطلب أي شئ لنفسها
و أنا بغبائي و تهوري طلقتها و الآن ﻻ أعلم أين هي كل ما أعلمه أني ظلمتها و ﻻ أعلم كيف سأجعلها تسامحني علي ما فعلته بها
لينظر له بآسف : راجع مفهوم الطمع عندك لتفهم الفرق بين الزجاج و الألماس و ﻻ تنسي اصلك يا زياد
ﻻ تنسي إننا مجرد أسرة متوسطة الحال كنا نذهب المدرسة سيراً علي الأقدام و لم نكن نملك سيارة و كان مصروفنا اليومي ﻻ يمكنا من شراء شئ سوي زجاجة مياة غازية و علبة بسكوت
إن كان تغير وضعك مادياً و اجتماعياً بعد أن أصبحت المحامي الشهير لا تنسي أصولنا و حي حدائق القبة الذي ولدنا به وترعرعنا فيه نلعب الكرة بالشارع و نؤجر العجل بإجازة الصيف و أشياء كثيرة من الواضح إنك محيتها من ذاكرتك
أكمل بقهر : أنت تتكلم عن وضعك المادي أما أنا فوضعي المادي ﻻ يوجد أي شئ به يستدعي الطمع مجرد مهندس معماري يملك مكتب خاص كل ما املكة شقة بحي جيد تعلم جيداً كيف حصلت عليها و سيارة مازلت أسدد اقساطها حتي اليوم
أما بالنسبة لدخلي الشهري فشهر يتخطي العشرة آلاف جنية و أشهر ﻻ يتعدي ألف أو الفان جنية كصافي ربح لي و بعدها تقول لي طامعة
ضحك بسخرية فرد ذراعيه جانبه ثم أنزلهم بعنف علي جانبيه ثم نظر له بآسف وقال بحزن و إنكسار شديد : لقد دمرت حياتي بأفكارك الغبية و طعنك بشرفي و شرف زوجتي و أنا كاﻷحمق صدقت و انسقت وراء خطتك الحقيرة
لذلك أعلم اني لن اسامحك أبدا علي ما فعلته بي و بها
ودار مغادرا غرفة المكتب و الفيلا بأكملها و بعد عدة دقائق سمع زياد صوت محرك السيارة ينطلق بعنف
تهالك زياد علي المكتب و وضع وجهه بين كفيه لم يتخيل أن يعلم مالك الحقيقة بهذه السرعه كان يريد ان يحضر له دليل ملموس علي طمعها به كي يصدق إنه علي حق إنه فعل الصواب
إنها حاولت إغواء مديرها كما سمع من العاملين هناك إنها رمت شباكها عليه طمعاً في حياة مريحة يضمنها عمله و مستواه الإجتماعي
دلك رأسه بتعب و أتخذ القرار سيذهب بأقرب وقت للمطعم و يأتي بهذه الفتاة كي تقول لمالك عن حقيقة لوسين القذرة
شعر بوجود هيام يسبقها عطرها الثقيل و ﻻ ينقصه الآن سوي تدخلها السافر بحياة أخوه فعائلته بالنسبة له خط أحمر فقال بعنف بدون أن يرفع رأسه : اخرجي فوراً ﻻ أريد أن أري وجهك اليوم
لتنسحب ساخطة عليه و علي أخوه الغبي الذي تجرأ و قارنها بهذه الحقيرة البدينة القبيحة التي كانت سبب من سخرية أصدقائها بالنادي منها
و لكنها ضحكت بسعادة لا يهم أي شئ سوي إنها تخلصت منها و من هاله البراءة الزائفه حولها

[rontii]

بالمكتب الهندسي مساءاً
بعد عودة سليم للمكتب مرة اخري قامو بالاجتماع مع العميل للاتفاق معه علي آخر التعديلات الخاصة بمشروعه لبدء التنفيذ
نظر معتصم لسيلم بقلق : هل أنت بخير وجهك متورم من الجهه اليمين أخشي أن يكون هناك نزيف داخلي
حرك سليم يده بلا مبالاه : ﻻ تهتم يومان أو ثلاثة سيعود وجهي كما كان
إبتسم معتصم قائلاً : لقد ارتعب العميل بمجرد رؤيتك
ضحك سليم بتعب و إرهاق واضح : لكنك اثبت خبرتك في مجال التأليف و الإخرج عندما أخبرته عن العصابة المزعومة التي أرادت سرقة السيارة علي الطريق الصحرواي ليلاً
تعالت ضحكاته : لوهلة شعرت إنك تتكلم عن سوبر مان و ليس العبد الفقير إلي الله
ضحك معتصم بدوره و رد بامتنان : أنت في نظري أشجع من سوبر مان
اعتدل و تكلم بجدية : لوﻻ وجودك كان موته سيكون علي يدي لقد انقذتني من ازهاق روحه و دخول السجن بحقير مثلة
شكراً لك سليم لدفاعك عن هيا و.....
قاطع سليم كلامه بإستنكار : هل جننت يا معتصم تشكرني عن دفاعي عنها هي أختك قبل أن تكون زوجتي المستقبليه إن شاء الله و أي كلمة تمسها كأنها وجهت لي
رد معتصم بسخرية مغيظة : من أين لك بهذا التأكيد كونها زوجتك المستقبلية
حاول أن تتجنب زيارتنا بالمنزل هذا الأسبوع حتي ﻻ تراك و ترتعب منك و تضيف إلي قائمتها كونك بلطجي
زفر سليم بغضب : معتصم ﻻ تعتمد علي صبري و قلت لك انتهي زمن الدلال إما ان أن تقنعها أو تتركني أنا و ساجعلها تبصم بالعشرة علي الموافقة
ضحك معتصم : أحب بك ثقتك بنفسك و الدليل رفضها لك علي مدي سبع سنوات
كاد سليم أن ينفجر به و لكن أنقذه طرقات هادئة علي الباب جعلت قلبه يهدر بعنف و غضبة يتبخر في الهواء و يتحول إلي لهفة لصاحبة هذه الطرقات
فإن أخطأ بأي شئ ﻻ يمكن الخطأ فيما يخص هيا بعطرها و طرقاتها الرتيبة علي الباب بأنفاسها التي يشعر بها علي بعد مئات الأمتار
دخلت هيا بإرتباك فهي ﻻ تحب الحضور للمكتب حتي ﻻ تواجهه سليم مرة أخري و لكنها كانت في زيارة لأحدي صديقتها في المنطقة المجاورة للاطمئنان عليها بعد إجراءها لأحد العمليات الجراحية
و لم تحب أن تعود وحدها في هذا الوقت فالمسافة كبيرة وهي تخشي ركوب سيارات الأجرة وحدها بعد أن يحل الظلام ففضلت أن تمر علي معتصم للعودة معه للمنزل
نظرت لمعتصم هرباً من الجالس بجواره التي شعرت بذبذات التوتر الصادرة منه قائله : السلام عليكم كيف حالكم
حانت منها التفاته جانبية لتصدر شهقة عنها بمجرد رؤية وجهه سليم و أسرعت الخطي ناحيته متناسية وجود معتصم و موقفها العدائي من سليم
كل ما تفكر به الآن معرفة ما حدث و الاطمئنان عليه فقالت برعب أرضي كبرياء سليم حد التخمة : سليم ماذا حدث يا إلهي هل أنت بخير هل هناك شئ يؤلمك بالطبع فوجهك ملئ بالكدمات من هذا الحقير الذي مد يده عليك
وقف معتصم يراقب خوف هيا و كلماتها المتلاحقة و وجد أن الأمر واضح للأعمي أن هيا غارقة في حب سليم لهفتها خوفها و توترها يؤكد هذا إذن لماذا رفضته و إستمرت في الرفض
هناك سبب و هو لن يهدئ له بال حتي يعرف و يفهم كل شئ
أما سليم كاد أن يطير من الفرحة لرؤيتها بهذا الخوف و التوتر عليه أليس هذا دليل على الحب أو علي أقل تقدير وجود مشاعر تتعدي الأخوه
تدخل معتصم محاولا لفت إنتباه هيا لتصرفها فضمها إليه قائلاً : هيا حبيبتي سليم في أحسن أحواله بضع كدمات ستختفي خلال يومين أو ثلاثة علي الأكثر
تدراكت نفسها فقد ارتعبت من رؤيته بهذا الشكل و اندفعت كمراهقة صغيرة ﻻ تتحكم في انفعالاتها
ابتلعت ريقها بتوتر محاولة التراجع عن موقفها المخزي قائلة بنبرة متهمه و لكنها مهزوزة : من فعل هذا أكيد أخ لأحد صديقاتك أكتشف علاقتك بها
تكلم معتصم بحدة : هيا كيف تتكلمين مع سليم بهذه الطريقة !!!
أغمضت عينها و ذهب اللون من وجهها و همست لنفسها غبية هيا كيف تسمحين أن تنفعلي هكذا أمام معتصم دائماً كنتي باردة متحكمة باعصابك بوجوده و تتعاملي مع سليم بمنتهي البرود و اللباقة كيف سيفسر الأمر الآن
فتحت عينها ببطء و تكلمت بصوت خافت : آسفة لم أقصد الإساءة أنا أعلم أن سليم له صديقات كثيرة و دائما ما يكلمهم أمامنا فأعتقدت حدوث سوء تفاهم بينه و بين إحداهن
رفع سليم حاجة بتهكم : طبعاً طبعاً لم تقصدي أي إساءة
ثم جمع أشيائه باعياء واضح عليه قائلا في نفسه ﻻ فائدة دائما تهاجمني بدون أسباب و بعدها وجهه كلامه إلي معتصم قائلاً بإرهاق : اعذرني معتصم مضطر للمغادرة كي ارتاح و أضع كمدات علي وجهي حاول أن تكلم مالك و تعلم منه تطورات الوضع
قام معتصم سريعاً قائلاً بحدة غير مقصودة : هل تتخيل أن أتركك تقود و أنت بهذه الحالة
نظر لهيا قائلا : هيا صغيرتي نقوم بإيصال سليم ثم نعود للمنزل
قبل أن ترد هيا قال سليم مستسلم لارهاقه: لن اجادلك معتصم فأنا حقا لن أستطيع القيادة لكن لن اركب سيارتك الخردة هذه لتعطل بنا وسط الطريق
القي له مفاتيح سيارته وتلاقها معتصم ببراعة ليكمل سليم : ستقود سيارتي و تمر علي بالصباح لأحضر معك إلي هنا و أترك سيارتك العتيدة هنا للصباح
ضحك معتصم بخشونة : أنت تغار من سيارتي لأنها معمرة فقد تحملت منا ما ﻻ تتحملة سيارتك الحديثة فهي معي منذ عشر سنوات كانت لنا خير عون
إبتسم سليم و هو في طريقة لباب الغرفة قائلاً : ﻻ أستطيع إنكار فضلها علينا و لكن هذا كان من عشرة سنوات فأرجو منك أن تفكر جدياً بشراء أخري جديدة حتي لو دفعت ثمنها بالقسط كما فعل مالك
خرجت هيا ورائهم و فضولها يكاد يقتلها لمعرفة سبب ما حدث لسليم ستحاول معرفة الأمر من معتصم بالتأكيد سيقع أمامها بالكلام لتلتقط طرف الخيط و تفهم الموضوع كاملاً منه
بصالة الإستقبال كانت مريم تلملم اشيائها فقال سليم : هيا يا مريم ستأتي معنا
نظرت له بتعجب فهو نادر ما يعرض عليها أن يوصلها هو أو معتصم بالرغم أنهم من سكان نفس المنطقة فقالت : شكراً يا بشمهندس ساركب موصلات مثل كل يوم
تدخل معتصم قائلا : أنا سأقوم بإيصال سليم ﻻنه ﻻ يستطيع القيادة و هيا معنا أي انك لن تركبي وحدك معنا فلا مجال للرفض
رفعت حاجبها تشعر أن معتصم مختلف طريقة كلامه معها و نبرة صوته نظراته لكن ﻻ تعلم أين الإختلاف أو سببه !!!
سبقهم سليم يستند علي معتصم و توقفت هيا منتظرة مريم فقد فكرت إنها من الممكن أن تمتلك إجابة عن سؤالها الملح
ابتسمت هيا لمريم بود لعلاقتهم الطيبة و قالت ببساطة : ماذا حدث لسليم سألتهم بالداخل و لم يجاوبني أحد
تلفتت مريم حولها كأنها ستقول سر إختراع الذرة و قالت بخفوت : سأقول لك سريعاً و لكن لا تخبري بشمهندس معتصم أنا أخاف من ردود أفعاله وﻻ حتي سليم اتفقنا
رفعت هيا حاجبها مستنكرة إنها تقول إسم سليم بدون ألقاب بينما تقول ﻷخوها بشمهندس هل العلاقة بينهم قوية لهذه الدرجة
لم تعي مريم مسار أفكار هيا بالطبع فقالت : لقد جاء خطيبك السابق هنا و قابل بشمهندس معتصم و سمعنا صوت صراخ بينهم و خرج وائل و قال كلام أحمق يخصك فسمعه سليم فضربه حتي كاد أن يموت في يده لوﻻ تدخل بشمهندس معتصم و باقي العاملين بالمكتب
يالله يا هيا لم أشاهد سليم بهذه الحالة من قبل فقد تعودنا عليه مرح و هاديء و أبعد ما يكون عن العصبية أما اليوم فقد ارتعبت منه حقاً
ثم مسكت معصمها و مالت علي اذنها و قالت بخفوت شديد : صدقيني ما بوجهه سليم ﻻ يعتبر شئ بجوار ما حدث لوائل أعتقد أنه يعاني الآن من ضلع مكسور و حاجب مشقوق و إحتمال فقدان أسنانه الأمامية غير الكدمات و العلامات التي ستترك اثر لمدة طويلة جداً
كانت هيا مصدومه من كلام مريم لم تتوقع أبداً أن يصل الأمر لهذا الوضع أن عيب فيها وائل و من يدافع عنها هو سليم و هي من كانت تتهمه أمام معتصم بسوء أخلاقه
عضت علي شفتيها بقهر شديد هي ﻻ تفهم هل هو حقا يحبها لهذه الدرجة أم كما اوهمت نفسها إنها مجرد واحدة من طابور طويل ملئ بالمعجبات
أما مريم فأكملت و هما علي درجات السلم بعد أن تأكدت أن معتصم و سليم لن يسمعوها : هيا سأقول لك شئ ... قد ﻻ يحق لي التدخل و لكنك بمثابة أختي الصغيرة واضح أن سليم يحبك فرد فعله اليوم كان غير طبيعي ليس مجرد دفاع عن أخت صديقه ﻻ أنه دفاع عن حبيبته ....
ألم يلمح لك بأي شئ من قبل ؟؟؟
لم تستوعب هيا كلام مريم هي مشتته بين سعادة لرد فعله و بين حزن لاختيارها وائل و بين تناقض في مشاعرها تجاة سليم تحبة و تخاف منه تعشقه و ﻻ تثق به مشاعرها تحتاج جلسة صراحة مع نفسها لتعيد تقييم أهدافها
لكنها الآن واثقة أن تصرفات سليم ليس مجرد إعجاب أو هدف جديد يسعي للحصول عليه
و يبقي السؤال هل هي مستعدة للزواج منه برغم كل علاقاته السابقة؟؟
هل تستطيع نسيان ما سمعت و رأت بعينها ؟؟
هل تستطيع الثقة به و البدء من جديد ؟؟


و خلصنا الفصل يا عسلية انتي و هي

[*جارة القمر*]

مساكم خير
.
.
تسجيل حضووور
بأنتظارك رونتي و بأنتظار زهورك كلها

[rontii]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 24 ( الأعضاء 22 والزوار 2)
‏rontii, ‏body222, ‏sara osama, ‏Diego Sando, ‏فل وياسمين, ‏اجمل غموض, ‏dalia22, ‏sosomaya, ‏nada alaa, ‏AROOJ, ‏ليله طويله, ‏سديم الذكريات, ‏bella snow+, ‏دوسة 93, ‏عاشقة الحرف, ‏amoula24, ‏ميريزااد, ‏deegoo+, ‏AyOyaT, ‏ابن الشام2, ‏knan

[أسولة جود]

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .