آخر 10 مشاركات
رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          بين ذراعيك مملكتي - ج1 سلسلة رؤساء عاشقون - قلوب زائرة - للرائعة * salmanlina*كاملة * (الكاتـب : salmanlina - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          80- لعبة من يخسر يربح- بيني جوردان -روايات عبير الجديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )           »          80 - العذراء والمجهول - جيسيكا ستيل (الكاتـب : فرح - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الهاجس الخفى (4) للكاتبة: Charlotte Lamb *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

Like Tree27Likes
موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-12-17, 10:58 AM   #701

*تاج راسي*

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية *تاج راسي*

? العضوٌ??? » 360747
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,149
?  نُقآطِيْ » *تاج راسي* has a reputation beyond repute*تاج راسي* has a reputation beyond repute*تاج راسي* has a reputation beyond repute*تاج راسي* has a reputation beyond repute*تاج راسي* has a reputation beyond repute*تاج راسي* has a reputation beyond repute*تاج راسي* has a reputation beyond repute*تاج راسي* has a reputation beyond repute*تاج راسي* has a reputation beyond repute*تاج راسي* has a reputation beyond repute*تاج راسي* has a reputation beyond repute
افتراضي


جزيتي الفردوس غاليتي رابعه ابدااااع كما اعتدنا منكب ربي يسعدك ويحفظك ويقيكي شر الفتن ويرزقك الثبات والسداد والرشاد والعفو والعافيه ...كل الاحترام والتقدير والشكر لكي ..في انتظارك بكل شوووق ....



*تاج راسي* غير متواجد حالياً  
قديم 17-12-17, 04:28 PM   #702

فيليسيتي

? العضوٌ??? » 382755
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 173
?  نُقآطِيْ » فيليسيتي is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروك حياتي الروايه قريته بيوم ورائعه جدا وحتابعه بس حبيت اسال شنو اسم روايتج الاولى؟

فيليسيتي غير متواجد حالياً  
قديم 20-12-17, 12:53 PM   #703

Bobo 20

? العضوٌ??? » 413346
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » Bobo 20 has a reputation beyond reputeBobo 20 has a reputation beyond reputeBobo 20 has a reputation beyond reputeBobo 20 has a reputation beyond reputeBobo 20 has a reputation beyond reputeBobo 20 has a reputation beyond reputeBobo 20 has a reputation beyond reputeBobo 20 has a reputation beyond reputeBobo 20 has a reputation beyond reputeBobo 20 has a reputation beyond reputeBobo 20 has a reputation beyond repute
افتراضي

بنات متى الوقت اللي ينزل فيه البارت!

Bobo 20 غير متواجد حالياً  
قديم 20-12-17, 01:09 PM   #704

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bobo 20 مشاهدة المشاركة
بنات متى الوقت اللي ينزل فيه البارت!
ما في وقت محدد.. بس غالبا بالليل


ندى المطر غير متواجد حالياً  
قديم 20-12-17, 03:08 PM   #705

Mrs.hamdallah
 
الصورة الرمزية Mrs.hamdallah

? العضوٌ??? » 376197
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 441
?  نُقآطِيْ » Mrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond reputeMrs.hamdallah has a reputation beyond repute
افتراضي

الاسم جذاااب جدا ...ان شاء الله ابدا قراءة..اامنى معرفة مواعيد التنزيل هل يومي

Mrs.hamdallah غير متواجد حالياً  
قديم 20-12-17, 11:19 PM   #706

رَملة

? العضوٌ??? » 387481
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » رَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond repute
افتراضي




أنا غاضب وأحملُ قصيده ..
من قوتِها جعلتني أعرفُ مكانك
.()
(36)


_شكيب

كان حُلماً رهيباً بل كابوساً أفاق منهُ مُتعرقاً بالكامل ..
شؤوماً يشمهُ في مفترقِ أيامهِ وشعر بهِ في هذا الكابوس المُتعب ..
شعر بأن عِضامهُ تنخرُ فيهِ ثُم تنخر وكأنها تحفرُ عِظامهُ العريضه ..
بالكادِ أستطاع أن يُزيح بطانيتهُ الثقيلة عن جسدهِ حتى شد جسدهُ بشكلٍ قويٍ ثُم نهض جالساً ..
مسح ملامحهُ وجبينهُ المُتعرق مِراراً هو يهزُ رأسهُ يمنةً ويساراً ليُبعد عن عينيهِ آخر أضغاث هذا الحُلم ..
_بسم الله , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
قالها بخفوت وهو ينهضُ من سريره ..
هذا المنزلُ الخالي إلا منهُ بات مؤخراً يُصيبهُ بالغثيان والبردةٍ في معدته ..
يشعر بأن داخل جسدهِ بارد , بارداً جداً ولايدري مالذي أستجد ..!
مُنذُ عشرِ سنواتٍ واكثر وهو يعيشُ لوحدهِ مُتنقلاً بين شقةٍ واخرى ..
كيف أصبح الآن جلوسهُ لوحدهِ مثل أرجوحةٍ قد قُطع حبلها الآخر ..
فلا هي تستفيد ولا يُستفادُ منها ..!
بالكادِ أستطاع الوقوف أمام المغسلةٍ البيضاء حتى تطلع في ملامحهِ طويلاً في المرأة ..
شاربهُ الكث بات طويلاً وعريضاً بشكلٍ مُقرف ..
أمسك مكينةِ الحلاقةِ وبكُلِ برود أجتث شاربهُ بترتيب وليُبقي على لحيةٍ مُرتبةٍ خفيفه ..
غسل طويلاً ثُم توضأ ..
رنينُ هاتفهِ تعالى ما إن خرج إلا أنهُ تجاهلهُ وهو يقفُ أمام سجادتهِ مُكبراً لصلاةِ الفجر ..
الساعةِ تُشيرُ للسابعةِ صباحاً ووقتُ الصلاة قد فاتهُ كما هي العاده ..
إلا أن هذا يودُ أن يُنهيهِ عن آخره ..
أشدُ ما يودهُ أن يُحافظ على صلاته ..
أن يأتيهِ من يوقضهُ ليلاً ليُصلي ..
سلم ثُم وقف ..
سحب هاتفهُ من الطاولةِ ونظر للأسمِ ملياً بتنهد ..
رد بصوتٍ خافت مليء بالخوفِ والرجاء ..
_هلا ..
أتاهُ صوتُ صقر رخيماً هادئاً ..
ليُجيب برجاء وأمل ..
_بشرني ولا تفجعني يا صقر ..
_تم القبض على عدة مشبوهين ويبونك تجي تشوفهم ..
_وش حقه ؟!
_وش وش حقه يا شكيب ؟! يبونك تطلع من الوجيه أحداً شفته من قبل ..
_إيه إيه , زين أن شاءالله بس بدور لي حجز أسرع وأن شاءالله باجر عندكم ..
_على خير , أول ما توصل عطني خبر أجيك آخذك ..
قالها صقر ثُم أغلق منه , ليبقى هو في تنهدٍ وتوتر ..
أما لهذا الكابوس أن ينتهي ..
فقط لو يستيقض ويجد أن ما حدث محضُ سحابةٍ سوداء وأنقشعت ..
إنهُ مثل نارٍ لظى وليس حولها أحد ..
يطيرُ حمماً منها في الفضاء ورغم ذلك لا تلتفت الإنتباه ..
أن يستيقض ويجد أن رفيقهِ أصبح ذا سمعةٍ سيئه لهو أمرٍ مؤلم جداً ..
فضلاً عن ذاك الآخر الذي فزع معهُ وغاب في الجُب المجهول ..
فلا هو يعلمُ هل حيُ يُرجى أو هو ميت فيُنعى ..
هذا الأنتظار البطيء يُفتتُ أعصابهُ ببطء ليذر من أفكارهِ تشتيتاً لا يستوعبه ..
أما تِلك التي أنتظرها مِراراً وبقي دون زواجٍ سنينهِ الثلاثين ..
ليُفكر بأن الأمس كان عيد ميلادهِ الثالث والثلاثون ..
ولم يعلم ولا أحد يعلم ..!
من يحفل بأمرك يا معتوه أبقى صامداً فقط ولا تأبه ..
فكر بهذا وهو يفركُ حاجبهِ الأشقر بملل ويخرجُ للصالونِ الصغير المُلتحقِ بالمطبخ ..
فتح الشُباك وفتح الغلايه ثُم أنحنى ليفتح جهازه ..
أستوى على كُرسيهِ وهو يدخلُ لأسمها المدونِ في الأسماء في هاتفهِ ..
نظر للحالةِ التي وضعتها فأصابهُ الهدوء السقيمِ الذي يُشعرهُ بالمرض ..
(اللهم أفرغ قلبي منهُ فراغاً مُشبعاً وجميلا)
أيُ حالٍ هي بهِ الآن ..
أخبرهُ سعود أنها تسكنُ عِندهم حالياً ..
لما .! هل تهربُ من شبحِ سُمعتهِ التي ستطارده .!!
هل تهربُ من إسمهِ وخياله .!!
كيف أوصلوا لها سواد زوجها السابق الذي رضيتِ بهِ كثيراً لتضحي بفطرتها بالألتجاء إليه حتى تعود لعُمر .!
عُمر العُمر الضائع الذي أهدرتهُ وأهدرهُ هو ..
لا يُريد أن يسبق بهِ العُمر سبقاً ليصل نحو الأربعين وهو لا يعلمُ ماموقعهُ من الإعراب ..
فلا أماً ولا ولا أباً ولا زوجه .!؟
كيف يسكنُ إن رفضتهُ بحجةِ أن ماكان سيربطها بهِ قد غاب وسيغيبُ إلى الأبد ..
فكر بهذا وهو يتخيلُ الحق الصادر بحقِ عُمر وأمثالهِ من المحكمةِ كما يقول صقر إذا ثبتت التُهمه ..
قتلاً ..
آهٍ من كلمةٍ القتلِ لهي شنيعه .!
بل هي الخوفُ بعينهِ ..
إلا أن هذا الحق الصادر لمن هُم على هذا الطريق , فهو لا يرتدع ولا يتوقف ويجرُ معهُ شطراً طويلاً
من الشبابِ والدمار ..
تنهد بألم وهو يبتلعُ عبرةً سدت مجرى بلعومهِ ثُقلاً ثقيلا ..
نهض بشكلٍ سريع وهو يرمي بهاتفهِ جانباً , دلف للمطبخ ليُعد كوباً من القهوةِ وشطيرة جُبن بزعتر ..
ثُم رجع إلى جهازه ..
حجز تذكرة سفرٍ إلى القصيم صباحاً ..
أرتشف ما بقي لهُ من كوبهِ وهو يسمعُ الصوتِ الساكن في شقته ..
لأولِ مرةٍ يشعرُ بأن للسكونِ صوتاً ..
صوتاً مُزعجاً وكريهاً ..
هو الذي لطالما أعتادهُ وعاش فيه ..
إلا أن الحال تغير وهو يعلمُ ذلك ..
مُذ ترك الطيش وطريق السوء والهلاك الذي كان يعيشُ فيه في أرضِ أمهِ تونس
وهو في تفكيرٍ عميق لاينقطع ..
يشعر بأن داخلهُ بركانٍ يفور حتى يوشكُ أن يقضي عليه ..
نهض بشكلٍ مُفاجىء وسريع ليدلف غُرفته ..
لبس لباسهُ الرياضي وحِذاءهِ بشكلٍ سريعٍ متوتر ثُم خرج لممشى ..
هرول ثُم بدأ بالركضِ بشكلٍ مُلفتٍ وخاطئ ..
لم يشعر بالعيون التي تُحدقُ بهِ وتهرولُ وهو يتعداها ..
دار الممشى بأربعِ دقائقٍ ونصف بسرعتهِ الرهيبه ليضربهُ أحداً ما على كتفهِ قائلاً بضحكٍ خافت ..
_مو جذي الرياضه وأنا أخوك هد أعصابك ..
توقف فجأة ولاشيء يخطرُ على بالهِ غيرها ..
سيأتي بِها مهما كلف الأمر ..
وإن رفضتهُ هو أهلاً لرد خدعتها التي كانت ستقومُ بها لتجعلهُ ضحيةً ما ..
_أن شاءالله ’ أن شاءالله
قالها بخفوت وهو يمسحُ العرق الذي يتصببُ منهُ بشرودِ وضياع
ليمضي الرجُلِ بتعجبٍ وأبتسامةِ ضاحكه ..

,, ,,

_سياف

تستلقي على السرير بشكلٍ كالجنين ..
مُتكورةً بشكلٍ قوي وهي تشدُ يداها بقسوةٍ على نفسها لا إيراديه ..
أما هو أمامها يضعُ يداهُ بأستنادٍ تحت فكه ..
يدخلُ في تفاصيلها وهي تُغلقُ عينيها بحرصٍ لتُبعدها عن مستوى عينيه ..
بقي فترةٍ طويلةً دون أن تفتح عينيها ودون أن يتحرك ..
حتى طُرق الباب ثُم فُتح ..
دلف خلف مُسلماً بهدوء ..
مد يدهُ للسلامِ ثُم وضع صينيةِ القهوةِ , ثُم أنحنى لشقيقتهِ يُقبلُ راسها المُنحني إلى أقصى نحرها ..
وحين لم يجد منها حِراكاً ومن الذي يتفرسُ أبقى نظرهُ عليها ..
خرج بهدوء مثل دخولهِ الهادىء ..
تنهد ما إن أُغلق الباب ..
ليمد جذعهُ قليلاً ويُمسك بيدها المشدوده ويبقيها في يده ..
حاولت أن تسحبها بعنف إلا أنهُ شدها بشكلٍ قوي لتبقى في يدهِ رُغماً عنها ..
مسد أصابعها بهدوء واحداً تلو الآخر بأنشغالِ وهو يرقبُ أنفعالاتها في ملامحها ..
إلا أن لاشيء يُذكر ..
هي هكذا ..
ملامح ميتهِ تحكي معاناةً مدفونه مُذ أخذها من المستُشفى حتى هُنا ..
لم تتحدث ولم تنطق فقط تُشيحُ بوجهها عن مستوى عينيهِ قدر ما تستطيع ..
لتضعهُ في العذابِ القاسي من جديد ..
هو الذي دفن روحاً منهُ وأودعها القبر بالأمس ..
عِلم مذ خرج من المقبرةِ أنهُ سيُقاسي من الحرمانِ المدروسِ أمداً طويلاً ..
لذا هو لن ييأس ..
سيبقى حتى تنظر لداخل عينهِ وترا اليأس المُماثل الذي يسكنُ قلبها ..
هو الشبيهِ لروحها ولا غيرُه رغم تجبره ..
هو الذي يكتملُ نقصهُ مع نقصها حتى يرضا ويخفت ..
شعر بيدها تسترخي قليلاً فخاف حتى أن يتنهد أو أن يتحرك ..
يواصل تمسيد أصابعها ويدها بيدهِ بشكلٍ بطيء ..
شعر بتنهدها العميق الذي جعل من نحرها يعتلي فـ تنهد بشكلٍ مُماثل ..
رنينُ هاتفهِ أخذ في الرنينِ ليُفسد اللحظةِ التي حرص أن لا تنتهي ولو الآن ..
سحب يدهُ الأخرى لجيبهِ بهدوء ليُخرج هاتفه ليرد حالما عرف أن المُتصل أمه ..
_لبيه يا أمي ..
أتاهُ صوتِ أمهِ مُتسائلاً ..
_ياوليدي وينك عسى ما شر من طلعت ماشفتك ..
_هذاي يمه موجود طفى جوالي وتوي أشحنه ..
_عسى ماشر نوره بها شي يا أبوي ؟!
_سقطت أمس يمه ..
_سقطت .!!
قالتها والدتهُ بألم لتُردف بحنان ..
_إرادة الله خير يا أبوي , وشلونها تدري عنها ..
_طيبه الحمدلله
_سوو لها تنظيف ؟
لا يعلمُ ماذا يُجيب أمهِ فهمس ..
_هذاها نايمه قدامي فبيت أهلها العصر طلعتها ..
_وأمس ماجيت يا أبوي أنشغل بالي عليك ..
_بالمستشفى أراكض ثم دخلت مسجد الفجر أصلي ونمت فيه ماحسيت ..
وهذاني عاد شوي وجايك أن شاءالله ..
_طيب حرمتك طيبه .! هي بخير يا أبوي ؟!
_أن شاءالله يمه أنها بخير بس تعبانه ..
_أكيد الله يعافيها ويقويها , والولد بداله ولد يا ولدي
الله يخلف عليكم بأبرك ..
أغلق منها بعد دُعاءً طويلاً ..
تنهد بقوةٍ وهو يُفكر بأن تنصلهُ من المزيد من الأجوبةِ لهو من البراعةِ في حضرةِ أمهِ الفطنه
فهو حتى الآن يُثيرُ العجب في نفسه أنها لم تكشف حمل نوره التي رأتها مراتٍ عديده ..
رغم ملابسها الفضفاضةِ إلا أن ظاهر الحمل كان بديهياً لمن يفطنُ للأمر الغريب الذي أدى لزواجهِ السريع.!
من الجميل أنها لم تُلح عليه بأسباب غيابه ..
فهو لن يذكر أنهُ بقي عند المقبرةِ حتى شروق الشمس ثُم نهض وعاد للمُستشفى لينام بقية النهارِ والليلِ كُلهِ
في سيارتهِ في مواقفِ المستشفى ..
لم يعي حتى آذان الفجر التالي ..
يشعرُ الآن كأنهُ نام دهراً طويلاً ..
وأن نومهُ راحةً ليبدأ حصيلة هذا العذاب من جديد ..
طُرق الباب من جديد ثُم فُتح ..
دخل صقر بهدوء قائلاً ومن خلفهِ أمهِ ..
_مسيت بالخير
لأولِ مرةٍ يتمعنُ في ملامحها مُذُ زواجهِ حتى الآن ..
شعر بالنفور ما إن وقعت عيناهُ في عيناها إلا أنهُ كتم ما أحس به وهو ينهضُ تاركاً اليد التي يحتضنُها ..
_الحمدلله على سلامة نوره يا خاله ..
لم يجد رداً سِوى همهمةً لم يُدرك ما هيا , حتى عاد مستوياً على كُرسيهِ مُوجهاً جانب جذعهِ نوحهم ..
_وشلون نوره عساها قامت وأكلت شي ..
قالها صقر بهدوء وهو ينظرُ لنوره التي لاتزالُ على حالها ..
ليهز رأسهُ بأسف وهو يحد النظر في وجهِ خالتهِ التي تتخذُ الصمت مهرباً ..
تنحنح وهو ينظرُ لخالتهِ وهو يقولُ بهم ..
_نوره تبي أحد حوله مايصلح تجلس لحاله وهذا راي الدكتور ..
عشان يتوسع صدره و تنسى ..
سمِع تنهداً طويلاً ..
ثُم بُكاءٍ خافت ..
لينتفض بألتفاتِ نحو المُستلقيةِ التي تهتز ..
ويُعيد النظر لأم صقر التي نهضت وقالت بفحيح وشِدة ..
_كل هالتعب اللي بها منك , أنا أنصحك ماهو أنت تنصحنا ..
أن قدرت تقعد معه ولا خذها لبيتكم ..
_يمه ..
قالها صقر بسخط وهو يُمسكُ يدا أمهِ برجاء ..
لتلفظها بقوةٍ وهي تهمسُ بفحيحِ وألم دمعت معهُ عيناها ..
_أصلاً لازم تروح معه , مايحق لها تجلس جلسة النفاس ..
هي سقطت مثل ماتوهم الناس ماهي والده .. تاخذها بعد كم يوم ..وتكمل لها نفاسها أنت فبيتك بالخفاء ..
_أطلعوووو
دوت صرخةً رهيبه من حنجرتها لتلفض آخر تجلدٍ كان يعتصمُ بهِ إزاء الحديثِ المُهين ..
لينتفض وينهض واقفاً ..
_أطلعوووو كلكم أطلعو ما بيكم كلكم ما أبي أحد أطلعووو أطلعوو
تحرك صقر بخفةِ ساحباً أمهِ معهُ ليُغلق الباب
ليبقى هو ساكناً أمام بُكائها الذي تحول لهجومٍ وهي تنهضُ من مكانهاِ بتعب وتصرخُ قدر ما تستطيع ..
_أطلعع بعد أنت وش تبي ..!!
أطلعع من حياتي الله ياااخذك أطلعع
تقدم بهدوء نحوها لتضرب يدهُ الممتدةٍ بيدها وهي تصرخُ بقوة ..
_لاتقعد قم , قم أطلع مالي خلقك ولا لي خلق وجهك وخر
الله ياخذك والله ياخذن قبلك .. وخر لاتلمس , لاتلمسن وخر أقووووول
شعر بالتشتت وهو يقتربُ منها بشكلٍ مُرتبكٍ وسريع ..
أحاطها بقوةٍ وأدخلها ضلوعهُ وهو يهمسُ بأرتباك ..
_إذا أسكتي وهديتي أبطلع , ماراح أطلع وأنا أشوفتس تسذا .. أسكتي خلاص
واصلت الصراخ بشكلٍ أخذت تنتفض له ..
شيئاً ما في روحهِ ود أن يصرخ معها ..
أن يُشاركها البُكاء ..
أن يحفر في قلبهِ بئراً ويضعها فيهِ لتُسقي نفسها منه متى ما أرادت ..
شعر أخيراً بأنها تهدأ شيئاً فشيئا ..
لا يعلمُ كم مر من الوقت وهو يشدها بشكلٍ خفيف لينزل راسهُ ويجد أنها تغمضُ عينيها بشكلٍ غير مُريح ..
تعصرهما تارةً وتارةً يشتد حاجبيها أشتداداً ملحوضاً لتنكمش على أثره ..
شعر بملمسٍ دافء على جانبهِ المُلتصقِ بجانبها ..
ليشهق ما إن رأى الإحمرار القاني شديداً وواضحاً في قميصها الأبيض ..
تراجع قليلاً ليُزيلُها ويتفقد أمرها ..
ليجد أنها تعصرُ نفسها بتكورٍ شديد وشفتيها تصطكانِ بشكلٍ قوي ..
صوتُ أصطكاكِ أسنانها وهي تبدأ في الأرتجاف أربك اصابعهُ وهو يبحثُ عن هاتفهِ في جيبه ..
بالكادِ وجد أسمِ شقيقتهِ لتوترهِ وهو يضغطُ إسمها أخيراً ..
لحظاتٍ وهمس ..
_هلا شفيا تعالي ..
ثُم أغلق ..
لحظاتٍ ليست طويلةٍ ثُم طرق الباب ودخلت ..
همست وهي تقفُ أمامهُ بتوتر ..
_سم يا أخوي وش بغيت ؟!
_أبي الحمام وينه ؟!
وابي ملابس لنوره حطيها هِنا فوق السرير بس وصليني الحمام قبل ..
لا يعلمُ كيف وصل إلى الحمامِ ودلف وهو يحملُها بخوف ..
أوقفها على قدمٍ وهو يُثبتها بقدمهِ الأخرى ويهمس ..
_نوره تمسكي بكتفي خل نغسل جسمتس ونطلع , تحملي شوي بس
يشعر بوهنِ يداها وهي ترميها فوق كتفهِ ببطء ..
أسندها بدورهِ بحرص وهو يأخذُ المنشفة من شفيا ويُغلق الباب بقدمه ..
ساعدها على إزالةِ ملابسها العلويةِ ثُم أستدار حين همست ..
_خلاص لف بقعد على الكرسي ..
بطاعةٍ أنتظرها دون أن يُصدر صوتاً أو أن يعترض ..
يشعر بأنهُ بحاجة هذهِ الإستدارةِ أكثر منها ..
لايرغبُ بأحياء شيئاً كتمهُ بالكادِ لأشهر عديدة وخاصةً الآن ..
مسح على ملامحهِ بتنهد وهو يغمضُ عينيهِ بتجلد حتى لا يستدير ناحيتها وهي تتأوهُ بخفوتٍ وألم ..
_إذا حسيتي أنتس بدوخين علمين ..
شعر بوقوفها فأستدار بمنشفتها العريضةِ يلفُها عليها ..
الوهن الذي يرسمُ أصفرار ملامحها عاد من جديد على شكلِ أصطكاكِ أسنانها ..
لتهمس بتعب ..
_بسرعه أبي ملابسي بردانه ..
حملها من جديد وخرج ..
دلف الغُرفة يميناً ثُم وضعها على السرير الذي تبدل مفرشهُ بآخر ..
شكر شفيا التي أقبلت بكوبِ من عصير البرتقال وهي تهمس قبل خروجها ..
_خلها تشربه له ..
ساعدها بأرتداء ملابسها لترتمي بتعب ..
_يالله تحملي شوي وأقعدي ..
بالكادِ شربِت العصير حتى أستلقت من جديد ..
لتهمس حال ما وقف يُغطيها بحرص ..
_سياف خلاص رح وريح , أنا ودي أقعد لحالي وأنام ..
_بدري على النوم ..
قالها بهدوء وهو يُشيرُ لساعةِ الحائط التي تُشيرُ للسابعةِ ليلاً ..
إلا أنها همست بخفوت ..
_أعرف أنه بدري أبي أنام وبس ..
_ماتبين اسولف عليتس ..
_لا ..
_أفااا , سوالف تبي تفوتتس
صمتت دون أن تُجيب ..
ليقول بهدوء وهو يجلسُ على الكُرسي بأصرار ..
ويلتفت ناحية القهوة التي وضعت فوق الطاولةِ الجانبيه .. يصبُ لهُ فنجالاً من القهوةِ ويبتلعُ رطباً بارداً ..
_أنا باخذ فنجال وأنتي خوذي غفوه .. أن شفتس نمتي طلعت ..
لايدري كم فنجانٍ قهوةٍ شرب ..
حتى سمِع تنهداتِ نومها الذي أعتادهُ منها ..
ليقوم بهدوء ماسحاً فمهُ بيدهِ ويُطفىء النور ويُغلق الباب ..

_أم سياف

الساعةِ تُشيرُ للعاشرةِ ليلاً ..
تُغلقُ عيناً ثُم تفتحُ الأُخرى ..
تواسي ملفعها بيدٍ مُتعرقةٍ ثُم تستوي بوهنٍ في جلستِها ..
للتو خرجت منها أختها التي أمرتها أن تأتي لتتجاذب معها أطراف الحديث ..
ليأتيها سُلطانِ النومِ الآن ..
إلا أن خيالُ نوره السمين أسفل بطنها بشكلٍ مُلفت يُعيدُ لها أوهاماً فكرت بِها بعده ..
هل حقاً أبنها الذي تظنهُ حمامة السلام قد انتهك عرضاً ؟!!
وبعد هذا الأنتهاك الذي أحدث حملاً ثقيلا كان زواجِ أبنها السريع .!!
هل هكذا هي مُجملُ حكايةِ هذا الزواج الذي أرهقهم أوله ..!!
لاتودُ أن تُفكر بهكذا خاطر إلا أن الخيوط التي بدأت تتشابك تدعوها للتفكير ..
هذا الغياب الطويل من زوجةِ أبنها ..
الغياب في غرفتِها مدة مجيئها وبقائها يُثيرُ فيها التعجب ..
وهي التي لايفوتها شاردةً ولا وارده هذا الأمرُ تُحاولُ أن تتخطاهُ بالتجاهل والأستغباء ..
إلا أن وجهُ نوره الراضي والمُستريح لطالما أراحها على فتراتِ رؤويتها الثلاثه ..
وأبنها ذاك المُتحفز دائماً من بعدِ موتِ والده تجدهُ في سكونٍ تام ..
أشدُ ما يؤورقُها الآن إن كان أبنها قد وطأ بالحرام .!!
هذا الشيء لا تُريدُ حتى أن تُصدقه إن كان قد حدث .!
أغمضت عينيها من جديد بجانبِ المدفأه وهي تسترقُ السمع لصوتِ الباب عل أبنها يدخلُ يسألُ عنها ..
عندها ستسبرُ أغوارهُ المكشوفةِ دائماً لها ..
ستعرفُ سبب هذا الإرتباك الذي يُغيبه ..
وإن كانت نوره قد أسقطت جنيناً فـ الحمدُ لله هذا ليس فاجعةً كُبرى ..!
نظرت يميناً لجزلاء التي تستلقي بعلو بطنها ..
صوتُ شخيرها وأنينها يأتيها بين الفينةِ والأخرى بشكلٍ يُشبهُ التنهدات ..
أيُ فجيعةٍ أنتي بِها يا أبنتي ..
بدايةً بزواجِك الذي تشائمنا منه نِهايةً بهذا الإستلقاء المريض إزاء الفقدِ والوهن ..
تنهدت بدورها أيضاً إزاء تنهد جزلاء لتهمس بروحٍ تسألُ اللطف من الله ..
_لا إله إلا الله , يا رب لطفك وعافيتك وعفوك .
خُيل لها صوتُ هدبا تُصدرُ الأوامر للصغيراتِ في الأعلى ..
فـ تنهدت أخرى وهي تسألُ الله زواجاً محموداً لها ..
أخبرها سعود مؤخراً فقط ينتظرُ إشارةً منهم حتى يتقدم ويأتي بأبيهِ لخطبةِ رسميه ..
إلا أنها الآن أشدُ ما تحتاج لوجودِ هدبا بجانبها ..
فور ترتيب الحياة بعد مجيء نوره وسياف ستُشيرُ لسعود الذي أنتظر طويلاً بالتقدم ..
أما الآن في هذهِ الفوضى التي تؤلمُها ليست مُستعدةً أبداً لغيابِ هدبا أيضاً ..
هدبا التي تحملُ نصف همومها الآن وكاملِ أعمالها ..
تنهدت وهي تدعوا لها بقلبِها وتُغمضُ عينيها تستجدي النوم أن يأتي ..
وما إن شعرت بأن النوم يسحبُها إليه ..
حتى أنتفضت على صوتِ فتح الباب الداخلي .. لتجلس على وهن على أثرِ دخولِ أبنها ..
_مساتس الله بالخير ..
قالها ثُم أنكب عليها يُقبلُ رأسها ويديها ليستوي أخيراً جالساً بجوارها ..
_حياك أبوي شلونك بعد حيي ؟!
_بخير يمه بخير , شلونتس أنتي ؟!
قالها وهو يُقبلُ يدها أخرى ثُم أردف ..
_أعذرين يمه ما جيتس أمس ولا عطيتس خبر بغيابي عساتس ما قعدتي هالليل تنتظرين مثل هالأنتظار.
_يا أبوي بس عطني أتصال والله يساعدك , أنا لادريت أنك بخير يكفين ..
_جعلي ما أذوق حزنتس أبشري يمه أبشري ..
_وشلون نوره ..
قالتها وهي تتفقدُ ملامح وجههِ الصفراء ..
ليهمس بهدوء وهو يلتفتُ لجزلاء التي نهضت بكسلٍ وغابت في غُرفتها ..
_طيبه الحمدلله ..
_عساها أرتاحت .!
_إيه الحمدلله , بس معها نزيف كثير والتحليل قال معها فقر دم حاد ..
_الحمدلله لا أن شاءالله بترد صحته , بس خلها تاكل أشياء ترد عظمها ودمها ..
لتُردف بوهن ..
أتصل على أم صقر ما يردون ..
وأختك شفيا ما ترد ..
_شفيا مشغوله هي اللي قايمةً بنوره الله يجزاها خير تطبخ العشاء والغداء وتجهز الدلال ..
عز الله خلفتي سنافيه يا بنت السنافي ..
_عسى ربي يقوله يا كريم , والله أني متوجسه من حياته ما غير راصتن ضلوعي ..
أخاف تروح حياته مع أبو محمد وهي ترد الهروج عليه معي علمها ما تمسك لسانه ..
_ههههههه لا أبو محمد أشوفه مستقر وخبرتس الرجال تعرف الرجال
ماعليه منقود ولا به أخلاف ..
_وأنت ..!
_أنا .! وش فيني يا خلفهم ؟!
_أنت ونوره وش نوحكم .. أنا أتغيفل عن صكاتها للباب بحجرتها ولا تعتب حولنا ..
بيستمر هالموال ولا ولا .!!
مسح على ملامحهِ بتنهد ..
ليقول بهدوء ..
_لا بتجي عقب أسبوع وبتكمل عندكم ..
_وش تكمل ..
_أقصد تبي تصير حولتس أن شاءالله ..
تطلعت بعينيه وهو يُشيحها عنها وهو يُدفء يداهُ على المدفأه ..
تبسمت بقلق وهي تُحاولُ دحض شيطانها بالتجاهل العميق وتهمس ..
_تعشيت ؟
_ما أشتهي , اللحين بيجي سعود ويبي يمرني بنوصل مزرعة صقر ..
_هالحزه يا أبوي ؟!
_إيه يمه ماورانا بكرا دوامات ..
_زين الله يحفظك , تبي قهوه وشاهي تاخذه معك ؟!
_والله كن هدبا بتسوي لي ..
_لا أنا أسوي ..
قالتها وهي تنهضُ من مكانها بحماسٍ وهي تلفُ ملفعتها بإحكامٍ حولها ..
ليقول بود وهو يتبعُ خطواتِها ..
_أبشوف جزلاء أنا وآخذ غرض من غرفتي وأجيتس ..
تراجع عنها لتتقدم بحنو وهي تمسحُ عن مُخيلتها حكايا وهميه تجرعتها غصصاً جراء إحساسِها الأمومي ..
تفوحُ رائِحةُ القهوه لتُبدد عنها كئابة اليوم المليء بالهواجيس المُتعبه ..
أمتزج دخانِ حرارةِ القهوةِ بصوتِ الفناجيل وهي تضعها في السلةِ المُخصصةِ بحنان ..
تشعر بأن كل جزء في جسدها نشطاً ما إن شمت راحةً في صوتهِ وإن أخفت عيونهُ ما أخفت ..
يكفي أنهُ أمامها يدعي أن كُل شيء بخير ..
أعدت القهوة بإحكامٍ والشاي في السلةِ المُخصصه وخرجت على رنينِ جرسِ الباب ..
صوتُ سياف يأتي من بعيد أن إفتحوا الباب ..
لتمشي بوهن ناحية الباب نادت بصوتِها الذي عركتهُ السنين ..
_مين ..
_ولدك سعود ..
_جعل شمسك ما تغيب ..
قالتها وهي تُخفي وجهها وتفتحُ الباب ..
ليدلف مُتنحنحاً وهو ينظرُ إلى أقدامهِ بخجل من ترحيبها الحار ..
_هلاوالله هلا , وين الغيبات يا ولدي ماقمنا نشوفك ..
_هلا يمه ياهلابك , وش أسوي يمه أشغال وأمور شركة الوالد مثلك عارفه ماتنتهي ..
_جعلك ماتغيب من شر , أقلط يمه حياك ..
_أدق على سياف ما يرد ..
_شكله بالحمام .. أدخل ..
دلف خلفها وهو يسألُ عن حالها وأحوالهم لتهمس بتنهد ..
_الله يرد الغايب يا أبوي و يجيب الخير وأنا أمك , والله أن قلبي على نار دامنا ماجانا علم عن هاللي
راح ولا له طاري ..
_يجيب الله خير يمه , تنفرج أن شاءالله ..
ثُم أردف بتساؤول ..
_والبنات شلونهن كلهن بشري عنهن ؟!
_بخير جعلك بخير , أنا أبنشدك عن بناتي اللي عندكم ..
_لا بخير يمه بخير الحمدلله , من جيت هالأمطار وهالخير وهم بس يطامرون بالبر ..
_هههههه إيه تقوله غياهب , الحمدلله والله لاسمعت حسها وحياة صوتها أني أتصبر
ما أبيها ترجع إلا وهي بخير ..
_لا أن شاءالله أنه مرحلة وعدت ..
_خل أزل القهوه أستريح ..
_لا يمه لا أبطلع أنتظر سياف بس مواعدين صقر ..
لحظاتِ ودلف سياف يُعدلُ شعرهُ الرِطب بمشطٍ صغير أدخلهُ في جيبه ..
مسد ملابسهُ بأهتمامٍ وهو يمدُ يدهُ يُسلمُ على سعود
_الحمدلله على السلامه ..
_الله يسلمك يالله نمشي .!
_يالله ..
تنهدت تستودعهم الله على أثرِ خروجهم وهي تُغلق الأنوار لتدلف غرفتها ..
أستلقت بتعبٍ وهي تُفكرُ بأن غداً ستذهبُ لزوجةِ أبنها ..
ستزورها وستُنهي حال الإنعزال الذي تتخذهُ عِندهم ..
صوتُ رنينِ الهاتف أجلسها من جديد لتهمس بتعب وهي تنهضُ وتتوجهُ نحوه ..
_يالله خير يا رب ..
ليأتيها صوتُ أم كايد حاراً قد غلبهُ البُكاء ..
_أم سياف والله أني قد لي شميت ريحة ولدي .. وأنه جاي جاي بأذن الله ..
جلست بوهن وهي تُسمي عليها وتعطيها الأمل ..
_بسم الله عليتس , أن شاءالله أنه حياً ويرزق ويجيتس بالخير ..
الله لايوريتس به ماتكرهين ..ولانسمع عنه ما نكره ..

,,,,

_لافي

مُنتصفِ الليل ..
في مزرعةِ صقر ..
يجلسون مُتحلقين حول الضو المُلتهبه ..
يصعدُ دُخانها عباب السماء ويمتزجُ قبل صعودهِ برائِحةِ القهوه ..
دارت الأحاديثُ بينهم مثل دورانِ فناجيلهم ..
صوتُ لافي يأتيهم من المطبخ وهو يهتف ..
_واحد يجي يا شباب ..
نهض خلف وتوجه نحوه ليهمس لافي وهو يرفعُ ثوبهُ لخاصرته ..
_شل السفره والماء خل اجيب الرز ..
_تبشر بعزك يا أبو سليمان ..
قالها خلف ليهمس إليهِ بتأكيد وعتب ..
_ابو كايد طال عمرك ولا ماعندك علم ؟!
_الله يرده ..وابوك
_وش جاب طاري أبوي اللحين ؟!
_وهو طاري تهرب منه يا لافي .!
_خلف أقصر السالفه وأمش قدامي ..
_أبوك طرت ولا وقعت , مهما صار ردي يبقى أبوك ..
قالها خلف ثُم أستدار يحملُ السفرة وكرتون الماء ..
وضعها على الأرض ليُقبل لافي بصحنِ الرز ..
تحلقوا حولهُ بشكلٍ دائري وسمو بالله ..
صوتُ لافي الذي يُقهقه يسحبُ حُزنهم إلى مالا نِهايه ..
رغم أنهم يعلمون مدى حُزنهُ الشديدِ الغامض ..
إلا أن ضِحكتهُ ترسمُ لهم خطاً مدروساً بأن لا شيء في هذهِ الحياةِ يدعوا للحُزن ..
إنها الحياة ..!
وهل يأمنونها بهذا القدرِ المُحزن ..!؟
هو الذي أعتاد أساليب الكبتِ والحُزنٍ أشكالاً عده ..
هو الذي تجرع مرارة فقدِ الأمِ والأبِ وفقد الشقيقات ..
ليس بعاجزٍ أن يتجرع فقداً آخر ..
هو يستطيع أن يقف بصمود ..
لازال يستطيع أن يضحك بوجهِ الدُنيا رغم أنها دوماً ما تعبسُ في وجهه ..
وهو يبتسم لأنهُ يعلم أنها الحياة ..
وأن هذا ديدنُها فما الداعي لهذا اليوم الأسود الذي يُميتهُ هو الآخر وهو حياً يُرزق ..
إنهُ يُحاولُ بأستماته أن ينام وفي جسدهِ عظمةً لم تسلم من الإرهاقِ الطويل ..
يُحاولُ أن يُرهق نفسهُ قدر ما يستطيع ..
يركبُ الخيل صباحاً حتى الإشراق ..
ثُم يلبسُ ملابسهِ ويذهبُ للمطار حيثُ العمل البسيط والمُمل الذي ينتظرهُ هُناك ..
ثُم يعود للبيت ليتغدى مع شقيقاتهِ بصمت ..
ثُم يخرج للمزرعةِ ويعدو بلباسهِ الرياضي حتى يتعرق ..
ثُم يدخل للاستحمامِ ثُم يخرجُ ليُعد المكان لأصحابه ..
يطبخ يُعد القهوةِ يجلسُ وينهض دون صبر ودون ملل ..
مثل عود الآراك بدا اصفراً بشعرهِ الأصهب الذي طال وتمدد إلى أقصى رقبته الطويله ..
شيئاً من بؤوس دائماً ما يُلامس روحه ..
يُحاربهُ بالقِراءةِ طويلاً حتى يسقُط مِنهُ الكِتاب وينام لفجر اليومِ التالي ..
مسد رقبتهُ وهو ينهضُ حامداً لله من مكانه ..
غسل يديهِ ثُم عاد وهو يضعُ أبريق الشاي فوق الجمر الذي حركهُ خشية أن يترمد ..
مسح يديهِ بقوةٍ وهو يقولُ بصوتٍ عالي لسعود ..
_سعود الجمر يبي قصيدك .. يالله خل أجهز لك شاهي خدير ..
نهض سعود من السُفرةِ وتوجه ليُغسل يداه ..
ليأتي وهو يضربُ لافي من ذراعهِ بقوةٍ وهو يقولُ بفحيح ..
_تبين أقول القصيد وأنا توي قايم من السفره .. قد لي أشبعت جوعي يا أبو كايد علامك ..!
_لا سخن سخن , حياك أمد لك كاس الشاهي وتروق ..
أكتمل الجمعُ حول الجمر ليشق عباب السماء صوتُ لافي وهو يقولُ بشيء يُشبهُ النواح ..
_ونةً ونيتها والخلايق نايمين ..
أرجفت منها الجبال الرواسي وارعدت ..
وأبكت العالم ورجت قلوب المسلمين ..
وشردت منها وحوش البراري وأشردت ..
ولو درت شمس الضحى شاركتني فالونين ..
_الله الله
قالها خلف بصوتٍ مُرتفع وهو يصبُ لهُ فنجاناً من الشاي ..
_لافي وش اخبار أم كايد ..
صمت لافي طويلاً وهو يتنهد ليقول بخفوت ..
_وش أخبارها يا صقر .. مريضه ماتبي ألا علماً عن ولده ..
_الله يجيب العلم اللي يسرها ويسر الجميع ..
قالها سياف بتنهد ..
_ألا ما جاء علماً جديد يا صقر .؟
قالها سعود بتساؤول ..
صوتُ رنينِ هاتفِ صقر قطع تساؤولهم الذي أنبعث ..
ليرد على الرقمِ المعروف عِنده ..
_هلا عبدالعزيز ..
أنصت طويلاً ثُم همس ..
_ولا بحثتوا بالسجل عن أسمه ؟!
ثُم صمت طويلاً ثُم أردف ..
_تابعوا الرجال تابعوه وعلمنا وين يوصل ..
أغلق هاتفهُ ثُم التفت لملامحهم المُتسائله .. ليهمس ببرود ليُضيع الأمل الذي يخشى أن يُطفئه ..
_هذا رفيقي اليوم عندهم مُداهمه وتابع له سيارة مشبوه ..
وكأنهم عِرفوا أنهُ يُخفي أمراً ما ..
إذ همس لافي بأمل ..
_عندك هروجاً ما قلتها يا صقر قل وش عندك ..
_ماعندي يا لافي , أبنتظر الرجال يتابعون السياره ونشوف ..
قالها صقر ثُم أرتشف الشاي ببرود ..
يشعر بأن حصيلة الأنتظار باتت تأخذُ من صبرهِ شيئاً فشيئا وهو ينهضُ بأعتدال ..
يكتبُ بيدهِ أسم خالهِ ورفيقهِ الغائب كالمُعتاد بباطنِ كفه كمن يضغطُ بحروف الصبر على عروق قلبه ..
أرتشف سياف فنجالهُ ثُم همس وهو ينهض ..
_أنا أستاذن يا جماعه ..
ثُم أردف لصقر ..
_صقر أختي عند أهلك ؟!
_الله الله ..
_تصبحون على خير أجل يالربع ..
قالها ثُم همس لسعود ..
_تجي معي ؟! ولا توك ..
_لا توه .. أنت وقلنا وراك حرمه و هذا وش وراه ..
قالها لافي بسخريه .. ليغزه سعود وهو يهمس بسخريه ..
_لا بقعد معك أسامر الليل وأدعي الله يجيب اللي أقوم أنصاف الليالي عشانها ..
_حياك حياك معك اطلق رفيقاً مايحب ألا الهروج اللي تجي تالي الليل .


_ضِرار

فجراً ..
بِداخلِ الخيمةِ الواسعةِ السوداء ..
بِساطاً أحمر من أقمشةِ الأفغانِ المزركشةِ بالخيوطِ الملونةِ الأحمر والبُرتقالي ..
وفوقها وسائد حمراء وضعت بشكلٍ مُرتب لتُشكل مجلساً أرضياً عربياً ..
على الجانبِ منهُ ركنُ قصي , تتعالى منهُ أبخرةُ القهوةِ التي وضعت فوق الجمر ..
وفي الوسط سُفرةُ شعبيةً من الخوص ..
وضع فيها عُلباً حديديه مملؤوةً بالرُطب المرصوص ..
وأكلاتٍ شعبيةٍ وضعت بترتيب ..
من بعيد تسمعُ صوت الآذان العالي يصدحُ بصوتِ الكهل ..
ولكأن العالمُ كُلهُ في كفه وهذا المكان في الكفةِ الأُخرى ..
شعر بأن هذا المكان عِلاجاً للضيقِ الذي كان يهربُ منهُ طويلاً ..
من صخب المدينةِ و إلزامِ القُربى وبالواجب إلى هُنا لتكون غريباً ..
محضُ غريبٍ صامتٍ لا يبتغي غير فُتاةِ العيش حتى يستعيد وعيهُ وفتوته ..
نهض من فِراشهِ بعد أن أمعن النظر للنائمِ المريضِ بجواره ..
خرج يُغسلُ وجههُ من الصنبور الموضوعِ بجانبِ مسطبةٍ رفيعه ..
ليُسبغ على يداهُ الوضوء وقد تجمدت أطرافه ..
هذا الجزء من هذا العالم لم يتوقع أن يكون فيهِ يوماً ما ..!
مسح شعرهُ الذي يحملُ بعضاً من اللونِ الفضي ثُم خبأهُ في غترتهِ ليحمي رأسهُ من زمهريرِ البرد ..
ثُم توجه إلى الكهل الذي بقي بجانبهمِ عن طيبِ خاطر ..
كبر الكهلُ للصلاةِ ما إن أقبل الراعي آدم مهرولاً ليلحق بالصلاةِ بجانبه ..
صوتهُ الرخيمِ يُثيرُ السكون في البقعةِ الصغيرةِ المفروشةِ بسجادةٍ طويلةِ حمراء للصلاة ..
الحمدُ لله ربِ العالمين ..
سكوناً يعجُ بالحمدِ الصامتِ والتسبيح ..
وما إن أنتهو حتى جلس يذكر الله قليلاً ليأتي صوت الكهل أبو حمد مُشيراً لهُ
_حياك يا ولدي تعال أشرب فنجال ..
نهض وهو يبتسمُ لحماسهِ وهو يستعجلُ آدم بالفطور للضيف ..
ليقول ببتسامه ..
_كان أنت تبي تعدني ضيف يا أبو حمد فـ أنا يلزمن اليوم الثالث أروح ..
_أفاا , لا ياولدي حياك والمنزل منزلك بس لزوم نكرمك ..
_كفيت ووفيت , جعل منصى كريماً ما يزول ..ونحمد اللي جابنا صوبكم ..
_الحمدلله , تفضل أقدع ..
يشربُ القهوة تلو الأخرى في هدوء ..
ليُقبل آدم بصينةِ مُستديره تحوي صحوناً من العسلِ والسمنِ والقشطه وعصيدة تمر ..
سمى بالله مع الكهل وآدم ,وبدأو بالأكل حتى قطع صمتهم أبو حمد حين همس ..
_رفيقك وأنا أبوك ماعليه خوف أن شاءالله , بس لزوم توصله المستشفى
_أنت تشوف أنه به شياً خطير يا ابو حمد ..
_أنا ماعندي علم وأنا أبوك بهالطب بس تشوف أن أصابة كتفه مهب هوينه ..
يده ماقام يحركها وأخاف تنشل طول عمره أن ما حركناها ..
_وعينه .. !
قالها بتساؤول .. ليُجيب الكهل ..
_وعينه لازم يشوفها الدختر .. ولا أن شاءالله بيقوم حياً يرزق ..
_أن شاءالله ..أجل دام الأمر يحتاج مستشفى طلبتك يا أبو حمد توصلنا اليوم يم ديرتنا ..
_أصبر يا أبوي الرجال بعده ما صحى ..
_يصحى يا أبوي يصحى أن شاءالله , كان ما على آدم أمر يوصلنا ..
_والله يا أبوي لولا أن أخوك يبي عنايةً طبيه ولا كان ما برحتوا هالمكان ..
_عارفاً كرمك يا أبو حمد مايجي منك قصور ..
وما إن نهض من إفطارهِ حتى هتف أبو حمد لآدم ..
_جب الصيدليه خل نعاين با المريض ..
ثُم تبِع خطواتهِ للغريب ..
وما إن دلف الخيمةِ التي كانوا قد ناموا فيها ليومان ..
حتى وجد رفيقهُ جالساً بإنحناء ..
هرول ناحيتهُ وهو يهمسُ بفرح ..
_الحمدلله , الحمدلله أنت قمت يا رجال ..
ألتف أبو حمد خلف ظهر الغريب يُعاينهُ بحرص ..
ثُم أمر آدم أن يأتيهِ بماء وملح ..
ثُم قال لـ ضِرار ..
_لزوم تسبح الرجال بالماء مع الملح نعقم الجروح قبل توصولون الديره ..
_أبشر بس خل أشيله للحمام ..
حملهُ بخفةٍ وتوجه بهِ للحمام ..
خلع ثيابهُ وأمرهُ بالتمسكِ به ثُم بدأ بصبِ الماء على ظهرهِ وجروحه ..
ثُم ساعدهُ بأرتداء ملابسهِ التي أتو بِها ..
وخرج به ووضعهُ في الفِراش ..
أقبل آدم بطنجرةٍ حديدةِ مُلئت بالحليب ليهتف أبو حمد لضرار ..
_خله يشرب الحليب , حليب النياق ما مثله يشد العظام ..
بالكادِ أرتشف قليلاً ليتنهد بتعب وهو يهمسُ أخيراُ ويُحدقُ بوجهِ ضِرار بعينهِ السليمه ..
_وين أنا , وأنت من أنت ؟!
_أنا اللي لازم أوجه هالأسئله يا أخوي , قدامنا مشوار طويل لين نوديك لـ أهلك ..
_أهلي ؟!
_إيه يا أبوي ..
صمت طويلاً ليهمس الغريب أخيراً بتعب ..
_أنا كايد الوراق ..
_والنعم ..
_أنت من أي ديره ..
قالها ضِرار بتساؤول ..
ليُجيب كايد بهمس ..
_من القصيم , محافظة .......
_وصلت خير , أنا ولد ديرتك .. ضِرار الـ....
ثُم أردف وهو يُحدق بيدِ كايد المشدوده بتجمد ..
_إيدك هذي تحس بها ؟!
_لا
قالها بوهن ..
ليُجيب ضِرار بحماسٍ دب في عروقه ..
_أجل لزوم نمشي عن ضيفة هالنشاما اللي ما قصرو ..
يوصلوننا يم ديرتنا وعقب أوديك المستشفى ..
_أبي أهلي بس ..
_أهلك أن شاءالله تروح لمهم ..
تبي تكلمهم .!
_وشوله ؟!
قالها كايد بضياع ليُحدق ضرار النظر به وهو يهمس ..
_ماتبي تكلم أهلك .. أمك , أبوك .. أحد يعز عليك ؟!
هز كايد رأسهُ بصمت وهو يتراجع لفراشهِ يستلقي ..
لينهض ضِرار لـ أبو حمد الذي يُجهزُ مركبتهم ..
_تبي تمشي يا أبوي ..؟!
_والله أحب لي مشية النهار أخاف نوصل بأنصاف الليول ..
_أجل خذ رقمي أتواصل معك , والله يحفظكم ..
قبل ضرار رأسهُ بود وشكرهُ بعمق طويلاً,وضرب كتف آدم ببتسامةٍ ليستعجلهُ بالتجهيز ..
_أنا أبسوق يا آدم وأنا أخوك , أنت بس عاين بالرجال خل عينك عليه
ثُم غاب داخل الخيمه ..
أخذ بطانيتان ومسدهما في السيارةِ وعاد ..
حمل مُسدساً أهداهُ أياه أبو حمد وخبأهُ داخل جيبِ ثوبه ..
ثُم حمل كايد الذي فتح عينهُ السليمة من جديد وهمس بتساؤول ..
_على وين .! وين تاخذني يا رجال ؟!
_آخذك يم أهلك ..
_تاخذني عند جزلاء ..!
_!؟؟
حدق ضِرار بهِ بأستغراب وهو يهمسُ له ويُلقيهِ مُستنداً داخل السياره ..
_أوديك عند جزلاء أبشر ..
_لايصير أخذها جبر بعد ..
_أفا يا ذا العلم ياخذها جبر ..
_أنا أدري أنه يبي ياخذها ..
_وجزلاء هذي منهي ..
_هذي أمرتي أم عيالي ..
_عندك عيال ..!
_يمكن .. أنا كم غبت ..!
_ماغبت واجد ..
_أجل يمكن جاني ولد ..
_جبر هو اللي ضاربك !؟
قالها ضِرار وهو يركبُ بجانبهِ ويأمر آدم بأن يُخرجهم للطريق ..
_يخسى ..
قالها بآهةٍ ثُم همس ..
_أصلاً ما تقدر تاخذ جبر وهي حامل صح ..!
مسح ضِرار على ملامحهِ بتنهد وهو يقول بتحديق وشفقه ..
_لا يخسى ياخذها وتخسى هي ..
أبتسم كايد بأستحسان ثُم ألقى رأسهُ وأغمض عينهُ وصمت ..
صوتُ ضِرار أتاهُ وهو يهمسُ له ..
_أنت من أنت مناسب ..
صمتاً من كايد ليفتح عينهُ المُغقلةِ بحده ويُدقق النظر في ملامح ضرار ..
_أنت منهو ..!
_أنا ضِرار الـ.....
_والنعم ..
قالها كايد بوهن ثُم أردف ..
_أنت اللي شلتني على ظهرك مسافةً طويله ..
_الله الله ..
_والنعم بأهل الجمايل ..
قالها كايد بصوتٍ يرجوا أن يكون بهِ حِده ..
_ماعليك زود ..
ليُردف ضِرار ..
_أنت من مناسب ..
_هاه ؟!
_جزلاء من هي بنتاً له ..
لينتفض صدرُ كايد بتنهد وهو يهمسُ بحميه ..
_جزلاء بنت الشيخ مسفر , جزلاء أم عيالي ما أخذتها ألا بالشقى
ابتسم ضرار نصف أبتسامه وهو يُمسكُ يدا كايد المشدوده التي أشتدت عروقها دون أن يستطع أن يُحركها ..
_والنعم , الشيخ مسفر الـ .....
قالها ضِرار بتساؤول ..
_الله الله ..
ليهمس من جديد بحذر ..
_أجل جبر أخو عمر اللي يكون نسيب الشيخ هو اللي يبي ياخذ أم عيالك ..
_يخسسى
قالها كايد بصوتٍ خرج من حُنجرتهِ ليُربت ضِرار على يدهِ التي يحتضها برفق وهو يهمس ..
_إيه والله يخسى ..
_أجل أوديك للمستشفى بالأول ..
_لا لا
قالها كايد بأعتراض ثُم أردف ..
_أبي بيت الشيخ مسفر
_يا رجل أنت تعبان نعاينك ثم نطلع لبيت الشيخ ..
_أبداً , أبداً ..
قالها بأعتراض ليهمس ضِرار ..
_على خير , أن شاءالله ..
أنشغل ضِرار بذهنٍ شارد على خروجِ آدم للطريقِ ليأخذ الطريق المؤودي لديرتهم التي تبعد
قرابة الأريعِ ساعات ..
يشعر بإحتضارِ الشعور على صوتٍ يخرجُ من كايد كالفحيح ..
صدرهُ يعلو ويهبط مثل دقاتِ الساعةِ الرتيبةِ المُقلقه ..
أمر آدم بأن يتوقف بصوتٍ جليدي وهو ينظر للزرقةِ التي أخذت تلونُ شفتيه ..
ليتوقف آدم ويتبادلان الأماكن ..
ضغط على البانزين بسرعةِ رهيبه وهو يتخطى مراكب السيارات ..
_آدم أفحصه بالصيدليه اللي معك شف وش جاه ..!
_ماعندي خبره واللهِ يا زول ..
فتح صوتُ المذياع ليأتي صوتُ القٌرآن يملأ عليهم السكون المُتوتر ..
همس بالأستغفار وهو يسألُ الله الفرج والعافيه ..
أستودعهُ الله بقلبه ..
ثُم نادى بصوتهِ الضخم الجهوري ..
_كايد , يا كايد جزلاء تبي شوفتك حي ..
شعر بتأوه كايد الملقي مثل جثةٍ جافه ..
ليقول بصوتٍ عالي من جديد ..
_جزلاء تحتريك , مسافة السكه ونوصلها تحمل وأنا أخوك ..
_لا يزكر جزلاء ولا حاجه لو يزكر ربنا أحسن يا زول والله يحتضر يا راجل ..
_ميخالف يا آدم خله بس يصحى لا يغيب وحنا تونا الدرب طول ..
ثُم أردف بشفقه ..
_اللي ما ذكر ألا جزلاء وهو بهالحال فهي عوقه وأنا أخوك ..

,, ,,,

_جزلاء

الساعةِ تُشيرُ للتاسعةِ صباحاً حين بدأت آلامِ الطلقِ تنخر في جسمها المُنهك لتُنهك مابقي منه ..
من الليل بالأمس وهي تشعر بأنها ستُجن من الآلآم التي تكتمها ..
إلا أنها تشعر بأنها آلاماً كالمُعتاد تجيء وتغرب مع غروب الشمس ..
إلا أن اليوم طلعت الشمسِ وهي في وهنٍ وعرقٍ يتصبب ..
نهضت من مكانِها حين شعرت بأن روحها ستخرج مع كُل أنينِ تلوكهُ في فمِها حاراً ..
خرجت من غُرفةِ غياهب التي سكنتها بغيابِها وهي تجر نفسها جراً لغُرفةِ أمها ..
فتحتها بقوةٍ وهي تسحبُ الأنفاس تلو الأخرى بأنينِ علا وزاد ..
فِراشِها الوثير خالي ..
نادت بصوتِها المُرهق ..
_يمماااه , يماااااه ..
إلا أن لا أحد حولها ..
لاشيء غير صوتِ أنفاسِها التي تزدادُ مثل أزديادِ فورة البُركانِ الذي ثار ولم يهدأ ..
شعرت بأن وركيها تصطكانِ بأصواتٍ شديده ..
لتختبر شعوراً جديداً لم تختبرهُ مُطلقاً وهي ترا بأن ماءً شديد الشفافيةِ أخذ بالنزولِ منها بهدوءِ ..
صرخت بقوةٍ وهي تُنادي ..
_يماااه .. يمااااااه
ولا أحد ..
تلفتت تبحثُ بعينيها عن هاتفها الذي لا تعلمُ أين رمته ..
آخر مرةٍ كان بيدها بأهتمام قبل أسبوعين رُبما حين كانت تنتظرُ رسالة من كايد ..
ثُم رمتهُ ولا تدري بأيِ مكانِ أصبح ..
شعرت بأن روحها ستخرج وهي تُنادي ثُم تكتمُ النِداء على خروجِ فحيح منها يدكُ عِظامها دكاً ..
صوتاً أخيراً بات يقتربُ منها لتتنهد براحةٍ وهي تهمس ..
_آآه يمه ,, آآه آآيييي
_وشوو , وشووو وشبتس ..!!
قالتها هدبا وهي تأتي مُسرعةِ وكأنها نهضت مثل الملسوع من فراشِها ..
_هدبا دقي على أحد دقي , سياف وينه أبي سياف وأمي بسرعه بسرعاااااه
_طيب , طيب خل أجيب الجوال وعباتس .. أمشي أمشي بالحوش يالله ..
بالكادِ أستطاعت المشي وهي تسحبُ نفسها للفِناء ..
تشعر بأنها لن تستطيع أن تخطو خطوةً أخرى ..
أبداً لاتستطيع وركها أخذ بالتوسعِ شيئاً تشعرُ بهِ مثل دكيكِ الجبال حين تتزحزح ..
سقطت فوق العتبةِ قبل أن تنزل الدرجات وهي تجلسُ ممدةً ساقيها بألمٍ رهيب ..
_آآآه , آآه يا ربي , يااااربي يااااربي ..
شيئاً ما خرج منها ..
تشعرُ بأن الجنون هو ما يحصل وأن الموت آتٍ لا محاله وهي تنتفضُ على صرخةِ هدبا العاليه ..
لتبدأ بالأنتفاض والانتفاض والبرد يدلف أقصى عِضامِها ..
صرخت صرخةً أخيره لتشعر بأنهُ ينسل منها ..
إنهُ حقاً خرج .!!!
هذا ما جاء بعقلها قبل أن تغيب للحظات ..
إلا أن ضربةً أتت خديها بشكلٍ قوي لتفتح عينيها الغارقه وهي تنظرُ لهدبا بضياع ..
صوتُ هدبا نهض عنها وهي تصرُخ ..
_أصبري , يمه أصبري جزلاء هذا سياف جاء جاء قسم جاء ..
نهضت منها وسقطت ثُم نهضت ..
شيئاً يُشبهُ الحُلم تشعر بأنهُ يحدث وهدبا تفتحُ الباب عن مصراعيهِ وتهتف ..
_سسياف تعال تعاا ....
ثُم صمتت
صوت شقيقتها غاب لتشعر بأنها لن تراها ..
هل هذا الوداعُ الأخير ..
لِما لا تعود شقيقتُها لتقف بجانبها وتُبعد عنها هذا البرد والخوف الشديد ..
بُكاءً من طفلٍ أخذ بالشهيقِ لتنتفض بقوةٍ على أثره وصوتُ هدبا يعود بصراخ ..
_أبي سياف أنا , أبي سياف , جزلاء أضنت , أضنت أبي أحد يوديه .. أختي أضنت بذا بذا بالحوش ..
ثُم غابت ولم تعد تسمعُ شيئاً ..
إلا حين يداً غليظه حملتها وصوتاً شديداً يصرخ ..
_جيبي الولد شيليه حطيه فوق بطنها ..
_لا لا آآه لا
_شيلييييه حطيه فوق بطنه ..
شعرت بأن روحاً مثل كومةِ اللحمِ الرطب تُرمى فوق بطنها ..
والصوتُ الغليظ يصرخُ بشده ..
_جيبي عباتس وأمشي معي ..



,, ,,

إنتهى


رَملة غير متواجد حالياً  
قديم 20-12-17, 11:21 PM   #707

رَملة

? العضوٌ??? » 387481
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » رَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond reputeرَملة has a reputation beyond repute
افتراضي

,,

أقرأو بقلوبكم وبأستمتاع ..()


رَملة غير متواجد حالياً  
قديم 21-12-17, 12:28 AM   #708

هبةالربيعي

? العضوٌ??? » 362843
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 718
?  نُقآطِيْ » هبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond repute
افتراضي

يااااااهاااا حمااااس يقهر يارب مايموت كايد اوووف بارت مخيف ومرعب

هبةالربيعي غير متواجد حالياً  
قديم 21-12-17, 12:40 AM   #709

غدا يوم اخر

? العضوٌ??? » 5865
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,157
?  نُقآطِيْ » غدا يوم اخر is on a distinguished road
افتراضي

لااااععععععع
مو في هالموقف يوقف البارت
بارت الولادة والنفاس


غدا يوم اخر غير متواجد حالياً  
قديم 21-12-17, 08:04 AM   #710

مهاء12

? العضوٌ??? » 407273
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 45
?  نُقآطِيْ » مهاء12 has a reputation beyond reputeمهاء12 has a reputation beyond reputeمهاء12 has a reputation beyond reputeمهاء12 has a reputation beyond reputeمهاء12 has a reputation beyond reputeمهاء12 has a reputation beyond reputeمهاء12 has a reputation beyond reputeمهاء12 has a reputation beyond reputeمهاء12 has a reputation beyond reputeمهاء12 has a reputation beyond reputeمهاء12 has a reputation beyond repute
افتراضي

بارررت ولا اروع كمية الحزن بالبارتات الاخيره مش طبيعيه 🤦🏻‍♀💔
ولا الكت يقهههر 😤😂🔪


مهاء12 غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:16 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.