آخر 10 مشاركات
410 - عائد من الضباب - ساندرا فيلد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          361 - جزيرة الذهب - روايات أحلامى (كتابة فريق الروايات الرومانسية المكتوبة /كاملة*) (الكاتـب : taman - )           »          489 - ضياع في العاصفة - ديانا بالمر ( عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )           »          رواية لن أتخلى عنك { الحصن سابقاً } ... مكتملة (الكاتـب : أم ساجد - )           »          غدر زوج- قلوب قصيرة [حصريًّا] للكاتبة Hya SSin *مكتملة* (الكاتـب : Hya ssin - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          7 - غراميات طبيب - د.الأمين (عدد حصري)** (الكاتـب : سنو وايت - )           »          عروس المهراجا (163) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          الحالمة - لورا آدامس - عبير الجديدة (حصريا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree101Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-04-17, 02:34 PM   #1251

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روجا جيجي مشاهدة المشاركة
تسلم ايديكى حبيبتى
فصل جميل وممتع كالعاده
و ايديك قلبي
سعيدة برأيك بالفصل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة msamo مشاهدة المشاركة
انت كاتبة ملتزمة وجميلة روايتك لبنى الله يعينك قربت اكره اغيد لكن بعد تفكيآ هو له عذره وهو حمايتها لكن كان من الممكن أن يكون أكثر حلما وشاعرية
ربي يسعدك قلبي
اغيد اله اسبابه تتضح لاحقا
سعيدة برأيك بالفصل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bashayer6 مشاهدة المشاركة
مجرررمه فصل مجررم مجرررم 😭😭😭😭💔💔💔💔اعصابيء تلفت احسه هالروايه حماسيه 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻برافوووووا

تسلمي لي قلبي
سعيدة برأيك بالفصل

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عواصف الصمت مشاهدة المشاركة
حبيبتي لك مني أجمل تحية ولأهل فلسطين كلهم رواية روعة ومميزة أهنيك على قلمك المبدع واذا عاتبك أحدهم على تأخرك فهو على جمال رواية فهي ممتازة وكل فصل يسيطر على عقولنا ونظل متشوقين للفصل الجاي
أكثر ثنائي أثر فيا علاء و هدى ولك انتظرت ساعة انفجارها منذ الازل
وبالاخير أستودك الله وأهل فلسطين الذي لاتضيع ودائعه منتظرينك
ربي يحيك قلبي و يحي أصلك...
و الله بحاول كثير انه التزم بالرد و التقييم للقراء لانه فعلا بيستحقوا لكن النت و الكهربا مش مساعدين بالمرة هالايام
ان شا الله تشوفي الانفجارات المقبلة بحق و حقيق
نورتي قلبي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة moonhime مشاهدة المشاركة
فصل جميل جميل جميل جميل جميل جدا شكرا
جميل تبين قد ايش الفصل رهيب

لاول مرة اعتقد اغيد تخونه ذكائه ؟؛
اما علال حقير وهدى معها حق
تسلمي حبيبتي سعيدة برايك بالفصل
امممممم فكري تاني بأغيد و علاء حرام مساكين

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asomgogo مشاهدة المشاركة
ماشاء الله اسلوبك جميل وقصة الرواية مختلفة وجديدة بالتوفيق ان شاء الله 😍💟
تسلمي حبيبتي
سعيدة برايك بالرواية


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شانزيليزيه مشاهدة المشاركة
ياريت لو فالبارتات الجايه توضحيلنا اكثر عن اغيد ولبنى وتوضحيلنا خلافهم ووجهات نظرهم احس اني ضايعه بينهم
ان شا الله الفصول المقبلة هيكونوا الماستر لحد ما يستوي جميع الابطال للنهاية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noor3eny مشاهدة المشاركة
يالله اغيد ليييشششش هيييك عم يعامل لبنى 😒يعني كتير محملها ذنب
اصلا هو يلي قبل العرس ختفى حاسستا تلميذة عندو امتى بدو يأطلق مشاعرو ويعاملها كانسانة عالاقل
ولين😢بتزعل بس برافو عليها مهاب بلش يتأثر فيها💁
هدى وعلاء نو كومنت😭
ههههه اغيد بيفكر اكثر من اللازم
و ان شا الله قريب راح توضح الصورة اكثر
مهاب بيتأثر فيها من زمان بس المشكلة انه يحب هذا التأثر
ههههه اليوم تشفي بعلاء

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رواية رائعة مشوقة
لا أعتقد أن مهاب سيتزوج لانة يدرك في داخلة انة مازال يعشق لين.
علاء سوف يتفهم هدي عندما يعرف حقيقة والدتها فهو لغاية الآن لم يري إلى أي مدي ممكن أن تصل تلك المرأة لتحقق اهدافها.
هو ساعدها ليتخلص من تاثيرها السلبى على اسرتة فقط .
أغيد ما زال يوزن كل امورة حتى الشخصية منها بميزان
العقل ولكن وجود لبنى فى حياتة سوف يغير الكثير من الأمور .
موقفة كان متطرف مع لبنى و معاملتة لها كانت قاسية و هم في
بداية حياتهم الزوجية.
شكرا على الفصل المميز
بإنتظار الفصل القادم
💛💜💚💖💙
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته هلا عيني
اممممممم تصدقي و أنا معاك في هذا الاعتقاد
علاء اليوم يمكن تظهر بعض مشاكله الداخلية...
اي فعلا أغيد مازال على تفكيره و تخطيطه، اممم منشوف
تسلمي قلبي عالرد الجميل
و نورتيني


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة rontii مشاهدة المشاركة
مساء الورد و الجمال
ايه الفصول التحفة دي
فصلين يخطفوا الأنفاس
اغيد ان
اتجنن علي الاخر خوفه و رعبه من حاحة مش معروفه بالنسة له خلوه يتطرف كتير في رد فعله مع لبني
لبني غلطت انها محكتش لع لكن هل علاقتهم مساحة الصراحة بينهم تسمح بده
هو اصلا كان فين في الفترة دي كان منتبه ليها و لوجودها اتكلم معاها
رد فعله كان عنيف و مرعب و لبنى صعبت عليا حقيقي
هدي و علاء و اخيرا انفجرت فيه قالت كل مخاوفها و شكوكها و غضبها
علاء كالعاد مشكلته انه همش وجودها محترمش وجودها و اتكلم معاها اتصرف من دماغه متاكد ان تصرفه هو اللي صح من غير ما يهتم برد فعلها او يهتم انه يفهما وجة نظره و بالاخر بيقول انها اهانته و انت بتعمل اية من اول جوازكو بتجاهلك و عدم احترامك لعيلتها و لوجودها غير الاهانه
اين انفجرت في محاب و لازم تنفجر فيه مين الحلوة اللي بتكلمة و يحايل فيها
و سايب محمد و دراسته و لا سائل فيه اخس عليك يا محااااااب اخس
فصلين تخفة و اسفة اني معلقتش علي اافصل اللي نزل بوسط الاسبوع
تسلمي لي رنوشتي سعيدة برايك يا قمراية
تحليلك حلو فعلا لاغيد و لبنى
الاتنين بيناتهم فجوة ضخمة وهن مش شايفينها
حلوووووو مرة تانية تحليلك لعلاء
دي مكلته الرئيسية الزيادة بكل حاجة...
هههههه اي اليوم نتعرف عالجميلة الحلوة اللي بيكلمها، الزلمة معجوء الله يعينه اعطوه فرصة يتنفس...
تسلمي حبيبتي على الرد الجميل و مو مشكلة ان شا الله فصل اليوم يعجبك
نورتيني


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-04-17, 02:44 PM   #1252

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
"أنت الآن على مفترق طرق...
صدقيني الزوجة الثانية ليست نزهة و لا مزحة... لذلك
اسألي نفسك هل أنت مجبرة لتكوني الثانية،
و إن كنت كذلك هل أنت قادرة على تحمل ذلك...
من ناحية ثانية،
إن كان زوجك كما تقولين يحبك لكنه غاضب عليك،
فالأمر مازال في مرحلة الممكن،
ما لم تكوني ارتكبت مصيبة كبيرة...
لذلك رتبي أولوياتك...
و اعرفي ماذا تريدين...
فكري سيدتي
و زني خياراتك
و مكاسبك
و مخاسرك
من تلك المعركة الأخيرة...
بكل الأحوال انت ستخوضينها،
فحددي
ما الذي تريدنه منها!"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
... أريد
زوجي،
بيتي، ابنتي...
و محمد...
اريد
الاحترام...
اريد
الراحة و الاستقرار...

أريد
كتف أنام عليها بعد وحدتي الطويلة...
أريد
أسرة!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة

كم هو صعب طريقها،
لكنها لن تستسلم...
لقد تخلصت من الادمان، و لم تعد له منذ أعوام رغم كل المغريات...
لذلك هي ستقدر على أن تستعيد مهاب...
رغما عنه
ستقدر!
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة

الانسان بات رخيص جدا...

"كنا أقوى أمة لكننا الآن سخرية العالم...
حسبي الله و نعم الوكيل!"

"أمة...
أية أمة...
نحن لم نعد أمة واحدة...
لا دين و لا عرق و لا مذهب...
لا شيء هنا يجمعنا...
فراغ فقط فراغ نظن أنه يربطنا ببعض..."
"
... نحن لا شيء...
و مع أول فاجعة نصطدم به...
نصطدم باللا شيء....
نصطدم بهذا الفراغ القاسي...
نصطدم بالسقوط المريع...
ينتهي بنا الأمر
و كأننا تبعثرنا بعيدا كل شخص في طرف من العالم
... كل شخص همه ذاته...
الجار ينام و أخيه عار بلا سقف...
لم نعد حتى بشر
فالبشرية أشرف مما تحولنا إليه...
لذلك
لا تحدثيني عن
القومية و الوطنية و الدين...
نحن للأسف
... لا نملك أيا منهم...
بل لم نعد نعرفهم!!"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ما شأنها هي بالأخبار
أو الموصل و حلب و اركان و ليبيا و فلسطين و الشيشان و..........
المهم...
ما شأنها بهم...
اللهم الطف بعبادك،
و يكفي...
هل يجب أن تنتحر حزنا عليهم؟!

كم هي مووووووووووووووووووووووجع ة فعلا لم نعد نهتم سرقتنا مطامع وملذات الدنيا من انسانيتنا
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
ربما كان باطل يراد به حق، لكننا كنا نخدم...
نمد يد العون...
هذا الطفل الذي أصيب،
هل فعلا يفرق لديه إن كان الدواء الذي يطببه لأجله أم لأجل أية كارثة...
اللعنة نحن نحيا في عالم تخجل منه القيم أن تقرن به، فلم لم نخرس...
لم لم نعمل عملنا بصمت دون كوارث...
اللعنة
لم هذه الفلسفة التي لا طائل منها!"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
و مستعجل لأجلها
... أليس كذلك...
مستعجل لأجل الحبية ألا تتضايق...
لأن مهاب العظيم يقف جوارها...
لكن
بما انك مهتم لأجلها و أجل هدوئها و راحتها...
لم لا تحذرها أنك لا تحب النساء الطبيعيات...
لا تحب إلا المعتوهات،
أما المجنونات اللواتي يتعاطين الحبوب و لا يزن افعالهن بميزان أو قبان أو يفكرن قبل أن يفعلن،
هن نوعك المفضل...
أرجوك
اعطني رقمها لأخبرها أن تختلق طوال الوقت ورطات و مصائب لتلتصق بها...
لأن
المرأة السيدة لنفسها لا ترضيك!"

"و لأنك
تمتلك طاقات قوية و قدرات مذهلة لمساندة المحتاجين، فسأخبرك أيها السيد
أن ربيبك بحاجة لمساندتك...
أم ان دورك كأب ينتهي
فقط بالإنقاذ...
تنقذ لين و تهجرها...
تنقذ لمى و تنساها...
تنقذ محمد و لا تعرف شيء عنه..."

كم انت قوية يا لين ض
ر بة قوية وفي الجون
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
"لأنني أحمق متفلسف كثير الحركة و الكلام لا أجيد السكوت...
اللعنة،
لو سكتت لما حدث ما حدث
... لكن لا...
مهاب يسكت...
أعوذ بالله من أن يجيد اغلاق فمه..."
هههههههه اصبت
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين نور مشاهدة المشاركة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
***
لم كل مرة يخذلها بعدما تنهك كل طاقاتها بإنعاش الأمل
لم كل مرة يجعل السقوط موجع... لم اعطاها الخيال البعيد لشيء يسمى فرصة لكنه كان سراب...
لو تركها في صحرائها الجرداء أما كان أفضل...
أما الآن فالوجع اكثر...
و الألم اكثر...
و الخيبة أكثر...
و الطعنة كانت نهائية و قاضية!
لذلك و لأول مرة في حياتها الزوجية أعلنت التمرد...
نعم
... اليوم أعلنت التمرد...

اخيرا لقد هرمنا من اجل هذه اللحظة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
"إذن قل لم فعلتها... لم غدرت بي... لم بعتني... لم سلمتها نصرا جديد... لم فعلت ذلك؟؟... قل لي... أنت لا تفعل شيء بالمجان... حتى تنفسك ليس بالمجان... لذلك تحدث و قل!"
"أقول؟... أقول ماذا... فعلت ذلك لأجلك... لأجلنا... لأجل أسرتي... لأحميكم... لأحفظكم منها..."
"لا... لا... أنت لم تفعلها لأجلنا... أنت تعلم أن آخر شيء في الدنيا أريده منك أن تساندها... أن تمنحها نصر جديد..."
"مجنونة بالكامل اضافة لاختلال عقلك و انحرافه... مجنونة أنت... قلت لك لأجلنا... ألا تفهمين؟؟"
يا فرحة ماتمت انفجار غير مدروس نتج عنه دمار شامل
ولانها كبتت طويلا ف ففي لحظة اختلط بها كل الجنون والالم والكبت في مزيج قاتل ادي الي قنبلة عنفدبة انفج ت في وجه العلاقة الخاطئة لان ما بنين علي باطل فهو باطل واساس العلاقة لم يكن سوي لذلك كان الانفجا ايضا غي سوي الحل ينفصلوا و يعطوا انفسهم مساحة ل الاداك ولبدء صفحة جديدة ببداية نظيفة علي مية بيضا لان الاستمر ا ر هكذا هو الجنون بعينه


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
"أنا الذي دمرته
... أنا الذي شككت بك و بأخلاقك و اتهتك بشرفك
... انا...
أنا الذي اصاب بالطرش العقلي و السمعي فلا أرى إلا ما أريد أن أراه
... أنا؟؟...
إذن اسمعي يا حلوة
... هذا خبر جديد...
لست أنا من فعل ذلك،
بل أنت بينما انا احاول أن أرسي قواعد زواجنا،
و أحاول أن أثبتها بالأرض،
أجدك أنت تلقين التهم جزافا و كأنك تريدين فرصة لتدمري هذا الزواج
... أليس كذلك هدى...
انت تريدين زلة مني لتدمري هذا الزواج
... و هل تعلمين...
عندما لم تجدي الزلة،
اخترعت واحدة منحلة سافلة في عقلك...
لذلك،
اعذريني عندما أخبرك أنك
أنت
من لا تحترم عهود الزواج و قدسيته!"

"فعلا انا من فعل ذلك
... انا من وقف مع أعدائك ضدك...
و هل تعلم ماذا
... أنا طردت أهلك من بيتي...
شيء آخر...
انا التي فرضت أخي عليك
و لم أقف معك في أية مواجهة في حياتك...
و عندما احتجتني بجوارك لمرة واحدة احتجتك علاء
... اخترت ان تقف معها...
لذلك هنيئا لكما معا،
فأي مبرر لن يشفع لك أن تقف معها
... هنيئا لك...
لكنني آسفة...
لن أقف مكتوفة اليدين أنظر لنصركما الصغير فوق أشلائي...
سأرحل
و اتركك تنتصر وحدك!"

لو خرجت من هذا الزواج،
ستخرجين بلا شيء
... حتى حضانة يزن...
ستخرجين كما دخلت فيه...
لذلك فكري قبل أن تقرري أية قرار أهوج غير موزون..."

"الآن أنت تحت ظل ضغط انفعالي عالي و أعصابك مشدودة و عقلك غير موزون...
لذلك سأترك الشرح لما فعلت لاحقا،
لكنني أتمنى ألا تطول حالتك هذه،

فهذا كما تعلمين يؤثر على البيت...
و على ابنك!
"

روووووووووووعة الفصل ده من اكثر الفصول ضخامة وارهاقا مشاعر وصرعات نفسية هائلة ومف قعات تتطاير يمين وشمال مش ملحقين احييييييييييييك مجهود ضخم ونضج نام لقلمك المبدع ونجاح في ايصال كافة الخلجات بداخل كل منهم
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
لم اعلق علي اغيد ولبني لانه جزء صاااااااااااااااااااااااا ادم بس هو المتوقع من كيفية وط يقة البداية البدايات الخاطئة تؤدي الي نهايات قاتلة
هلا مودي القمراية
شكرا قلبي على كومة التقييمات جد كلك زوق قلبي
و شكرا على الاقتباسات و الاختيارات المذهلة... جد كلهم روعة
فعلا الفصل كان فاصل او بداية لفصل لكل الفصول المقبلة...
سعيدة جدا برأيك بالفصل قلبي و اممممم بداية لبنى و اغيد تقليديه ممكن تمشي بأي زواج و دا اللي فكرت فيه لبنى، زواج تقليدي عادي
لكن اغيد عاوز اكثر و دي مشكلته بقى و عليه يحلها
جد تسلمي لي قلبي عالرد الجميل و نورتي...


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-04-17, 02:46 PM   #1253

عبيركك

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية عبيركك

? العضوٌ??? » 308350
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 7,127
?  نُقآطِيْ » عبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond repute
افتراضي



عبيركك غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-04-17, 03:00 PM   #1254

حنان الرزقي

? العضوٌ??? » 315226
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 755
?  نُقآطِيْ » حنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond reputeحنان الرزقي has a reputation beyond repute
افتراضي

هل هناك تنزيل فصل اليوم ؟ ومتى من فضلك؟

حنان الرزقي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-17, 03:01 PM   #1255

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قمر الليالى44 مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولا يهمك الله يفرجها علينا يارب يا ايمان
فصل جميل يا ايمان
البداية باشتياق ام لبنى لبنتها وحلمها بزواج سلام الكبيرة
ومحسن وخوفه على لبنى التى تزوجت وستعيش حياة غير اللى اعتادت عليها مع عائلته
اغيد استفزنى جدا بشكه على لبنى واسئلته واوامره القاسية تجاهها
لماذا عندى احساس انه يحاول ان يحمي لبنى بقسوته ؟
علاء حقير لماذا ساعد امها ؟
ولماذا لم يخبر هدى بما انها زوجته وهى امها ؟
وهدى معها حق لتنفجر فيه
وكويس انها تركته رغم تهديدات علاء
يا ترى ماهى خطوة علاء القادمة؟
لين وانفجارها فى مهاب وتذكيره بتقصيره تجاه محمد
سلمت يداكى يا ايمان
ويعطيكى العافية
وبانتظار القادم
هلاااااااااااا قمورتي و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و الله الوضع كل ما له بالنازل الله يسترها علينا بس
هو فعلا بيحاول يحميها أغيد للبنى من كل شيء نوعا ما البنت شوية ضواية فبيحاول يخليها تحس بجدية اللي بيصير...
اممممم علاء تصرف لوحده للاسف و لم يشاور رغم انه شايف انه صح
الفصل اليوم هيتبهدل علاء بهدلة السنين
ربي يسلمك قمورة و انت تسلمي حبيبتي على الرد الجميل و التثقييم الاجمل
جد نورتيني قلبي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قول يا رب مشاهدة المشاركة
هيييييييييييييييييييييييي يييييييي اخيرا الليدى هدى انفجرت فى وش الاستاذ المزفلط علاء باشا كدت اشيب فى انتظار هيك لحظه
ايوه كده على راى الست مارى منيب(طوبه على طوبه خلى العاركه منصوبه )) وكويس صرفتى ايمن عشان مش يتلكك خليه يلف ويدور حوالين نفسه ويتربى نسل الانسان الالى عايز ابنه كمان خده والواد عسسسسسسل حيتصرف ويا سلام تطلع حامل وتطلع عين اللى جابوه اصمدى كلنا معك يا هدى


ايوه لين قررت تتصرف هى اللى فيهم عمليه وبتفكر دخلت النت وعرفت كل الاراء طبعا الست الكومل الاخيره رايها هو الصواب ولو ان اصعب حاجه ان الست تحدد هى عايزه ايه بس لين واضحه وصريحه مع نفسها ومهاب هو الهدف برنسس يا ناس الله يعينك على اللى جاى انت اللى بتجيبه لروحك بطلع الجنونه ولسه اللى جاى احلى

اما لبنى واغيد جوز المجانين ما جمع الا ما وفق تستاهلوا بعض بامتياز
بس صدمتينى يا لبنى حد يجيلوا تليفونات زى دى ومش تقول للغبى جوزها ها ليه يا ماما سايباها مفاجأه فى الصباحيه كويس انه مش علقك
واغيد بلاش شغل الهبل مع البت انت عارف انها طيوبه ومش بتاعه الكلام ده لم تعابينك مش تقرفنا كفايه ليله الدخله ضاعت على البت وذكرها السئ لن ينمحى ابد الدهر هههه اغيد افندى طزززززززز


هههه ليه ما تنفجر الليدي حقها نقص مثلا
لا تخافيش هي زي الجمل للي بيحوش بس، ههههه انت حليتي كل المشكلة حامل و تسيب الولد و كل دا
حرام عليك علاء ما هانش عليك حبة؟؟

شوفتي بقى اخرة الحبوب فهم
لين قدها و قدود لكن في حدود و لو حد اخترقها ممكن لين ترجع البنت الضعبفة الانتحارية


ههههههههه بهدلتي اغيد بهدلة السنين يا خرابي الرجل تقش تقشييييييييييير
اممممم لبنى الصراحة كانت زعلانة و عاوزة تنتقم منه و هو بالاخر تاركها و رايح للاخت النبات خليه يولي
هههه الهبل بيفاجؤك صدقيني يمكن تطلع فعلا جاسوسة شو دراكم؟؟
جد تسلمي حبيبتي على الرد الممتع و الجميل جد نورتيني

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عويشة مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل وجت المواجهة الحتمية بين علاء وهدى الا كانت راح تصير اكيد من كمية الكبت الا فيهم علاء هل حقيقة ساعد امها مشان يبعد عنهم او بسبب ثاني؟
ثورة و تمرد هدى ايش راح تكون نهايتهم الله يستر من الا جاي.
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
علاء هيوضح ليه ساعدها و هو مقتنع فعلا انه دا الحل الوحيد
و يمكن كلامه صح لكن تصرفه بتهميش هدى رغم كل شي غلط الطريق للجحيم مفروش بالنوايا الطيبة
ان شا الله اللي جاي اقوى و افضل للاثنين
تسلمي لي قلبي على الرد الجميل
جد نورتيني

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة simsemah مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفصل تحفه تسلم ايدك
عجبنى تصرف هدى لازم رد فعل يخلى علاء يفوق لنفسه و لزوجته
اغيد ده احترت معاه و احتار قلبى غامض بشكل و لا حسين فهمى
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
تسلمي لي حبيتبي
سعيدة برأيك بالفصل
شو دخل حسين فهمي من اول الرواية بسمع اسمه عارفة انه ممثل بس شو دخله
المهم تسلمي قلبي عالرد الجميل
جد نورتيني

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اوركيدا2004 مشاهدة المشاركة
حبيبتي اسفة لاني بدأت فيها متأخر جدا ..
طبعا كنت متشوقة لهذا الجزء بعد الجزء الاول ... لكن جل من لا ينسى ...
التهيت باكمن روايه وما انتبهت انه روايتك نزلت ...
حكمل معاك من السادس عشر وطالع واكيد حتكون رائعة كسابقتها

هلا عيني فقدتك يا قمر
انصحك تقري الفصول كلها لانها مترابطة
و انا هاكون اكيد سعيدة بترواجدك الرائع
جد هتنوري و نورتيني


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-04-17, 03:10 PM   #1256

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

مساء الخير على أحلى قراء
الحمد لله انهيت الرد على جميع القراء و ردودكم الاكثر من محفزة لا حرمني الله منكم
و حاولت أن اوزع تقييمات قدر ما أقدر
و لو نسيت ردا ما فاعذروني فهو تجاهل غير مقصود
المهم انا اليوم هاكون طالعة فموعد الفصل هيتقدم للساعة الرايعة و النصف يعني كمان ساعة و تلت
اتمنى تكونوا موجودين و موعدكم مع فصل ضخم كالمعتاد احداث كثيرة و تفاصيل كثيرة
هنتعرف على شيماء و غرضها من تعرفها بمهاب
و ستطل علينا شخصيات من الجزء الاول
و سنرى علاء و هو بأسوأ حالاته.. تبهدل الزلمة
و بالاخر انتظروني على الموعد يا قمرات


eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-04-17, 03:25 PM   #1257

عبيركك

نجم روايتي وفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية عبيركك

? العضوٌ??? » 308350
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 7,127
?  نُقآطِيْ » عبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond reputeعبيركك has a reputation beyond repute
افتراضي

ونحن بالانتظار ومتشوقين للبارت

عبيركك غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-04-17, 03:42 PM   #1258

mansou

? العضوٌ??? » 397343
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,018
?  مُ?إني » عند احبابي
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » mansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond reputemansou has a reputation beyond repute
?? ??? ~
«ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتي، وَأجِبْ دَعْوَتي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي.»
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فصل مشوق موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

mansou غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-04-17, 04:38 PM   #1259

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

الفصل الثامن عشر
(18)


و هكذا مرت عليها الأيام... في البيت هي ظل خفي... حتى وجباتهما أو مشاركتهما في أي نشاط بشري اجتماعي كان شبه محدود...
بكل قوتها تجاهلت أنها متزوجة أو أن من تقيم معه بالبيت زوجها، بل هو شخص ليس كأخ و لا صديق و لا أي تعريف محدد... فقط كما قالت رفيق سكن سمج ثقيل لا يختلط بأحد، و هو دعم ذلك الفصم بتجاهله الكامل لها... ذلك اليوم كان صادم لها... لم تعرف ما مصيرها و لم تجده اصلا لتسأله، فقد اختفى ليدير مؤسسته المرعبة...
لذلك اعتكفت بغرفتها باقي اليوم و جاءتها وجبة لبابها لم ترفضها و هي تتذكر سخريته من منظرها... أصلا لا يهم و لا علاقة له بمظهرها... فليذهب لتلك النبات و لتجعله يراها جميلة الجميلات بشعرها الشائب العجوز و ملامحها الميتة!
نوعا ما حمدت ربها أنها ليست بالوطن و إلا كانت أمها اكتشفت كل شيء بنظرة عين واحدة... و وقتها لا تعلم من سُيقتل أول هي أم هو!
أما عن لبنى نفسها فكانت تشعر بتضاد قوي في كل عواطفها... فمرة تشعر بالراحة في هذا الزواج الأبيض التي لا تفهم لم ي فيه حتى الآن، و تارة تشعر بالوجع لأنها ليست كافية له لتكون حرمه المصون... برغم كل شيء نبذ الأنثى موجع حتى لامرأة زاهدة الرجل من الأصل!
تتبلد مشاعرها احيانا و أحيان أخرى تتمنى لو تبكي من القهر و الوجع و الوحدة، كونها من عائلة كبيرة، مترابطة، صاخبة، كثيرة الحركة، و الكثير من الكلام و الضحك و التواصل البشري؛ لم يهيئها لهذه البرودة و الجمود...
و بعد ليلة مزعجة في تلك الغرفة الوحيدة لأول مرة بحياتها، و نوم متقطع بسبب اختلاف التوقيت، و استيقاظ أحمق، بعد كل ذلك فوجئت مع الصباح الباكر، برسالة نصية يخبرها عبرها أنها في اجازة لمدة اسبوع تتعرف فيه على محيطها... يمكنها أن تلعب دور السائحة براحتها. و تركها مع مساعدة ما من مساعداته كحاضنة اطفال، و انطلق ليغزوا العالم... بالبدء تذمرت منه و من تصرفه و فكرت للمرة الألف أن تتصل بمحسن، لتغير رأيها بالثانية التالية... و بصراحة ذاتية فكرت أنه أراحها و أراح نفسه، و منحها ما تريد، و نال هو ما لا تعلم انه يريده.
بكل الأحوال كانت قد نسيته و نسيت قصته كلها؛ عندما خرجت و وجدت نفسها كالبدوي الذي زار المدينة... كانت تتأمل المدينة بعيون منبهرة و فم مفتوح... ربما فكرت أن تحاول أن تتظاهر أنها مدام المفتي الراقية، ثم رأت أن تلك الموظفة باسم سيمون و التي تبدو كحارس شخصي أيضا -بطولها المرعب و قامتها و بنيتها العضلية، لا تستحق أن تبذل كل هذا الجهد... لذلك قضت أسبوع طويل تتعرف على المدينة و تتعرف على الأماكن المهمة كالمطاعم العربية، و المزارات السياحية، و المتاجر المهمة... و تذكرت متأخرة أنها متزوجة في آخر يوم و الذي كان مخصص للذهاب للمؤسسة العابرة للقرات... هذه المرة فعلا فغرت فاها و هي تتأمل المبنى الضخم... ليس مبنى واحد بل خمسة مباني متآخية بشكل مضلع خماسي... ناطحات السحاب بدت و كأنها ستصل للقمر... لشد ما يختلف عن الفرع البسيط في وطنهم... لثوان جمدت و هي تتساءل من هو الرجل الذي تزوجته... من هو أغيد المفتي الذي يدير هذا كله؟... ليس هذا قط، فقد علمت من بحثها عنه أنه يوجد مثل هذا على حجم مصغر في كل أطراف المعمورة، لكن يوجد فرق ضخم بين أن تقرأ و ترى!... قلق غريب تصاعد في جسدها و هي تشعر بالرهبة الكاملة من لقائه، عندما أخبرتها سيمون أنها يجب أن تقابل الرجل في مكتبه في الأعلى... و عندما سألت أية أعلى، ابتسمت بهدوء و هي تشير لفوق... فوق!!
بمصعد خاص للمدير وحده صعدتا، و هي تحاول كعادتها أن تفكر بأمور اخرى غير الكارثة المقبلة... لقد حاولت أن تنساه خلال الأيام الفائتة، بل حاولت أن تدرب نفسها مرة أخرى على التخلي عن كنيته... لا تريد حتى أن تنتمي له بالاسم!
نعم هي غاضبة منه... هي غاضبة منه و عليه... غاضبة لأنه فعل بها كل ما فعل... غاضبة لأنه رفض ما لم تعرض، لكنه ببساطة تخلى عن المحاولة في الأخذ... غاضبة لأنها هنا مهملة مع حاضنة أطفال و لم تنل أية شيء مما تريده العروس... نعم رغما عنها كانت تتخيل ليلتها الأولى... كانت تفكر به كثيرا... و هو بتر الفكرة قبل أن تتبلور و تنضج... لذلك هي غاضبة نوعا ما لسبب واضح، و سبب آخر لم تتضح معالمه في عقلها!
"سيدة المفتي..."
كادت تتلفت حولها تبحث عن هذه السيدة، ثم فطنت لحماقتها و الحارسة تمنحها بسمة دمية باردة و تشير للخروج من المصعد، لتستعيد مشاعرها المضطربة بعد فسحة الشرود الحلوة...
الرهبة من لقائه كانت غريبة حقا... حاولت أن تتذكر الرجل الذي كانت تركب معه بالسيارة في ذهابها و إيابها من الدورة، الرجل الذي كان يتفلسف عليها و يخبرها بأفكاره العبقرية و الذكية و يتفاخر دون تفاخر بذكائه المذهل... حاولت حتى أن تتذكر الرجل الذي قبلها قبلة يتيمة غير مرضية له، أو حتى الرجل الغاضب منها بلا سبب، لكنها لم ترى إلا غريب ملياردير بعيد و كأنه أمير من أمراء الدولة الفاطمية!
دخلت مكتبه و هي تشعر بمهابة في كل عظمة في جسدها، المكتب كان مثل غرفة نومه –غرفة نومها الخاصة تتسع فقط لخمسة أطقم نوم- يتسع لعشرة مكاتب و غرف اجتماع و لا تعلم ماذا بالضبط... المرعب هو الحائط الزجاجي الكامل المطل على الهواء الطلق... و قد كان الزجاج نظيف جدا لتشك أنه موجود!
لم تظن أن لديها رهاب من المرتفعات... لكن حسب تعريف كلمة مرتفعات، فهي من الممكن أن تتحمل بالكاد سبعة، أو ثمانية طوابق و تتحملهم محاطة بحائط اسمنتي قوي يحميها، لكن هذا المنظر جعلها تشعر و كأنها معلقة بالسماء فوق هاوية بلا حدود...
(حتى تكبري!)
تذكرت تلك الجملة... هل ستكون طفلة لو طلبت منه أن يقفل الستائر... أو ربما ستبدو ضعيفة حمقاء...
أغلقت عينيها مع نفس عميق، ثم صلت على رسول الله، و استغفرت، و حوقلت، و من بعدها توغلت للمكتب متحاشية النظر للحائط الزجاجي، لتجد عينيها تقع عليه في جلسه هادئة خلف مكتبه... الآن أين ستشتت بصرها؟؟...
"هذا الزجاج أشد صلابة و صلادة من طبقات الاسمنت التي تحلمين بها الآن!"
ليس ذكاء أو موهبة بل هو فزع محدود رسم على ملامحها، لتأخذ نفس عميق –آخر- قبل أن ترد عليه...
"ليس الخوف من المتانة... لكنه الخوف من الانكشاف المرعب... الخوف من الارتفاع اللازم... الخوف من أن أكون بعيدة كثيرا عن الأرض... لا، ليس رهاب مرتفعات، لكننا فوق... كثيرا فوق!"
هز رأسه لثوان و قد اشتاق فعلا للحديث معها... لم لا يعودان صديقان مثل الأول... لم لا يتحدث معها بتلك الأريحية و الارتخاء التام لكل حواجزه... هل هو حقا بحاجة لكل هذا الحذر... الحذر من أن يسقط... كاد أن يبتسم و هو يتذكر التعبير الذي على وجهها دوما عندما ترى الاغراء. المرء لا يخاف إلا مما يريده بشده، و يجذبه بشدة، و يحرّم عليه بشدة!
لذلك كان الأولون يعاقبون أنفسهم بالحرمان الذاتي من لذائذ أدمنوها في الدنيا و كأنهم بصومهم هذا يكفرون عن ضعفهم البشري في الخطأ و الرغبة!
"فوق دائما أجمل لبنى... فقط لم يملك الجرأة!"
هزت كتفها بلا معنى، و هي تتحرك بأريحية لتجلس على المقعد المريح قبالته، و حائط الزجاج خلف ظهرها، بينما تراجعت سيمون و أغلقت الباب خلفها...
"الجرأة هي مبرر آخر لتدرك كم أنت مميز أغيد... أنت فوق و العالم بالأسفل نمل صغير لو سحقته فلن تضرر إلا التوازن البيئي... و البيئة مهجورة لا أحد يهتم بها لذلك اسحق ما شئت من النمل ما دمت فوق!"
تنهد بهدوء قبل أن ينهض ليتجه لنافذته الأجمل بالعالم كله... تلك الاطلالة المذهلة توازي ثروة خاصة!
"لم أنت ناقمة على أن ينال الإنسان ما هو قادر على نيله دام ذاك بشرف... لم أنت تنقمين على القدرة و الأخذ... أليس الأمر مبالغ به!"
صمتت و هي تدرك أنه سيغلبها بأي محاورة بينهما ليس لأنه الأذكى بل لأنه الأكبر... لأنه رأى الكثير و خبر الكثير... ظلت على جلستها و هي مازالت تشعر بتلك الرعشة في خلاياها من هذا الانكشاف الواضح للعالم أسفلها...
"لم أعلم أنك بمثل هذا الثراء!"
جيد لم تكوني تريدين الحيث عن الفوق فبتت تحدثين بحماقة عن الثراء...
"و هل هو شيء سيء؟!"
ابتلعت ريقها و هي تدرك أنه يعطيها ظهره ينظر للنمل و هي تعطيه ظهرها تنظر للحائط الحامي...
"لا... فقط كنت أبدي ملاحظة... أو ربما بذكائك تعلم أنني أغير الموضوع!"
لا تدري لم هي شبه واثقة أن غمازته حفرت مع شبه البسمة التي ارتسمت على شفتيه...
"نعم... انا ثري جدا... قوي جدا... قادر جدا..."
عقدت حاجبيها بشبه رهبة قبل أن تقول ببساطة...
"ألا يخيفك ذلك؟؟"
ابتسم حقا و هو ينظر لانعكاس ظهرها على الزجاج، الذي يرى معبره الناس كنمل يدور بلا كلل...
"لو أخبرتك شيء هل ستصدقينني؟؟"
لثوان فكرت قبل أن تهز رأسها موافقة، فقال بهدوء دون أن يرى أي رد منها...
"الثروة هي شيء هامشي بالنسبة لي... أو كما يقال هامش ربح... المهم عندي: هو التحدي... هو السبق... هو أن أفعل عكس الكل و انتصر... أن يبقى عقلي متحفز لأجل اللعبة و يظل مواكبا لها طوال الوقت... و من ثم يكون المال موجود لزيادة الكفاءة... فاعل للكل و مفعول به لي... لكنني لم اكن أحلم قط بالثروة قدر النجاح و الفوز..."
كان قد التفت إليها و لم يعد المشهد بالخارج يفتنه، لذلك تحرك عائدا لكرسيه ليرى هزة راسها الايجابية و هي تقول بلهجة شابها بعض الملل..
"هذا شيء واضح جدا... لست بحاجة لكي توضحه!"
ثم اعتدلت و هي تنظر إلى عينيه بتدقيق...
"المسؤولية هي ما تخيفني من كل هذا... تخيل نفسك مسؤول عن كل هذه الثروة... تستطيع أن تشتري بلد صغير و تمنح ساكنيه راتب شهري.. أمر مخيف أن تمتلك كل هذه المسؤولية فوق أكتفاك... لو كنت مكانك لكنت مت من الخوف من تلك الكارثة!"
نظر إليها لثوان قبل أن يقول بصلف لا إرادي...
"لأجل ذلك خلق الله الناس بقدرات متفاوتة... البعض يقود و البعض يقاد... لا يمكن أن يمشي الكون بنظام لو كان كله قائد أو مقاد!"
طحنت على أسنانها في أبشع باتسامه صفراء و هي تقول ببرود...
"حسنا يا أيها القائد... أخبرتني سيمون أنك ستأخذني للمختبرات بنفسك... و ستعرفني على بعض المرافق الهامة هنا... فكما اخبرتني لألم بكل الأقسام هنا و نشاطاتها سأحتاج لأكثر من عدة أيام... لذلك دعني في مكعبي الصغير و اذهب أنت و اغزوا العالم!"
ظل يحدق بها لثوان قبل أن يسأل...
"كيف ترين سيمون؟؟"
عقدت حاجبيها... كيف أرى سيمون بالمعنى الصرف أراها بعينيّ، بالفلسفة أراها أمريكية تعرف وطنها، بالمعنى المبطن أشعر نوعا بانسجام معها كحارس شخصي...
"جيدة".
و فقط!
"جيد... لو كنت لا تشعرين بالراحة معها يمكنني أن أعيرك ليو... فقط أنا أعتبره حارس و بنفس الوقت مساعد... و إن كنت لا تريدين كلاهما يمكن للمؤسسة أن تعرض عليك أكثر من خيار... لكنني ظننت أنك ستكونين أكثر راحة مع حارسة أنثى".
توترت فورا و هي تستعيد ذلك الشعور بعدم الأمان... أن تكون مهددة بهذه الطريقة ممن و مما لا تعرف هو شيء مريع حقا...
"سيمون جيدة... أعني في الحدود التي ألفتها بها... صحيح أنها أطول من اللازم و ملفتة أكثر من اللازم... لكنني أجدها... اممممممم نوعا ما مألوفة!"
تنهد من قلبه من سذاجتها، قبل أن يعدد مزايا الحارسة لها، و قد ذكرته بفتاة بالسادسة عشر ذهبت لتشتري سيارة، و لم تهتم إلا بلونها الأحمر الفاقع...
"سيمون تجيد كل أنواع القتال اليدوي، و التعامل مع كل أنواع الأسلحة من المسدس حتى الآر بي جي... تطوعت في الجيش لمدة عامين... تجيد التعامل مع الأزمات و تحافظ على رباط جأشها... ملف خدمتها بالمؤسسة لم ينل أية علامة سوداء... بالإضافة لجمالها المميز و ملامحها البريئة التي تجعل المرء لا يصدق أنها حارسة شخصية... لديها أكثر من شهادة و توصية من أسماء عالمية و مهمة وسرية جدا... لذلك اخترت لك الأفضل!"
حركت عضلة خدها بجوار أنفها باستغراب...
"و كيف أقنعت هذه الخبيرة أن تلعب دور الحاضنة لي..."
"أستميحك عذرا؟؟"
"هيا أغيد... الفتاة كانت عالقة معي طوال الأسبوع الفائت... هل هذا جزء من خدمتها؟؟"
تنهد من الغباء الساقط عليها... لو ظلت بهذا الغباء فسيطردها المختبر ما أن تخطوا عتباته...
"هذا لكي تتعرف عليك و تتعرفي عليها و بنفس الوقت يمنحها تغطية جيدة.. ستبدو بشكل عام صديقة لك، لا حارسة".
عقدت حاجبيها بلا فهم حقيقي و هي تقول...
"إن كان الأمر يحتاج لتغطية... إذن لم تسير خلفي سيارة مليئة بالرجال المرعبين؟؟"
مط شفتيه و هو يتمنى لو أنها تحضر أفلام اكثر لربما كانت ثقافتها اكبر...
"حتى يتلقى الحراس الضربة الأولى لو حدث شيء لا سمح الله، و عندها تتفاعل الحارسة معك و السائق بسرعة و كفاءة!"
مالت برأسها و كأنها تنقل المعلومات من نصف رأسها اليمين لليسار... ثم أشارت بإصبعها السبابة بالتتابع من اليمين لليسار...
"أنت تقول... ان السيارة الثانية كبش فداء... و هم يعلمون ذلك... و الأشرار الذين يريدون شيء لا أعرفه أيضا يعلمون ذلك... و انا و سيمون و أنت نعلم ذلك... و مع ذلك الكل يتصرف حسب الكتيب، و يهاجم السيارة الثانية لأجل أن تفر الأولى!"
حسنا لديها وجهة نظر، لكنها فعلا مجادلة ضخمة...
"عزيزتي لبنى... لم لا تتركي الأمر لهم... إنهم يتقاضون ثروة حقيقية ليفعلوا ما يفعلوه بكفاءة!"
هزت رأسها باستحسان ساخر...
"جيد... أنت شديد الكفاءة و هم شديدي الكفاءة و أنا أريد أن أذهب للمختبر لأثبت أنني ربما أمتلك بعض الكفاءة!"
نهض بأناقة من خلف مكتبه و قد بدا مدير حقيقي و هو يزرر ازرار حلته مادا يده لها لتتقدمه، و بتلقائية تناول مرفقها بحركة غربية بالكامل... و ما أن خرج حتى تحدث مع ديانا أنه سيغيب لنصف ساعة، و أمر ألا تراسله إلا لأمر ضروري جدا...
سارت معه متجاهله قربه و يده التي تمسك مرفقها حتى و هم وحدهم بالمصعد... حاولت أن تسرح بتفكيرها و تفكهها الذاتي، و هي تتخيل أمر غير ضروري في هذه المؤسسة... ما هو الأمر الغير ضروري... لو كانت مديرة هذا الصرح لكان تنفس العمال أمر ضروري... انتبهت لأغيد يتجاوز مرفقها ليتناول كفها، ثم يجذب كم قميصها للوراء حتى يظهر أكبر قدر ممكن من معصمها... ينظر له بتدقيق قبل أن يقلبه كل هذا و هي مصدومة من فعله...
أخيرا تجرأت أن تسأل دون أن تحاول –أو تفكر- أن تجذب معصمها منه...
"ماذا تريد؟؟"
هز كتفه و هو مازال يمسك يدها، رغم أنه لم يعد يدقق إلا بعروقها الشفافة الزرقاء و الخضراء...
"أبحث عن الحناء... لقد ذهبت!"
"الحناء؟؟"
ظلت تنظر إليه لبعض الوقت بلا فهم... الحناء؟!
ماذا يريد هذا من الحناء؟
ثم متى رأى الحناء أصلا؟!...
ضمت شفتيها بتوتر قبل أن تقول و قربه بدأ يحفز تفاعلات في جسدها لا تريدها أن تتفاعل... لقد أخبرها أنها كارثة... أنها مصيبة... أنها غبية... أنها خائنة... شك أنها جاسوسة... ماذا أيضا... آه اعتبرها خائنة من نوع آخر... ثم أخيرا خائنة عقلية...
و بصلافة حدد مكانها بغرفة أخرى، و كأنه لا يريد حتى أن يراها، و لا تفهم حقا ما الذي يجبره على البقاء بنفس البيت معها... لذلك عار عليها لو فكرت مجرد تفكير أن تتأثر به... صحيح أنها لعبة خارج حدود التحكم لكنها لن تستسلم لها بكل سذاجة!
قبل أن تفكر بجذب يدها أعاد الكم كما كان ثم أنزل ذراعاه ببطء لتستقيم مع جسدها...
"رأيتها بالحفل على ظاهر كفك... ثم باليوم التالي انتبهت أنها تمتد للداخل... لكنها على ما يبدو لا تدوم!"
ردت بكل قواها بالتظاهر باللا مبالاة...
"آه نعم... نقشت كما كل عروس حناء على يدي و قدمي أيضا... و ساقي طبعا... لكنها زالت الآن لم يبق إلا آثار بسيطة جدا..."
اذهب لجون و دعها تنقش لك حناء... خاطر مجنون أخبرها أن هذه لا تنقش حناء... إنها تنقش أوشام لا تزول... لا يهم اذهب إليها و دعها تنقش لك ما تريد...
"خسارة لم ترتدي ثوب قصير لأراها على ساقيك... كانت ستكون فعلا مثيرة!"
الحمد لله أنه لا يوجد إلا مرآة واحدة بالمصعد و هي لا تنظر إليها بل ظهرها لها، و إلا لرأى مدى تأثرها بكل كلمة يقولها...
"و لم أرتدي لك ثوب قصير؟... حتى تزيدني تهمة من تهمك السوداء على رأسي لأجل حبيبتك جون!"
الصوت الخشن بينما تكره المصاعد الحمقاء و الناطحات التي لا تنتهي و كل شيء... متى سنصل؟؟
"لو ارتديت ثوبا قصيرا وقتها لبنى... و أيضا بلا أكمام حتى أرى كامل النقش، لكنت نسيت جون و أهل جون؟!"
هنا التفتت إليه بحدة و هي تقول بصوت غاضب و قد انتهت اعصابها...
"لقد كنت أرتدي قميص نوم العرائس أغيد، و بما أنني الحمقاء هنا، فأنت تعلم بالتأكيد ما هو قميص نوم العرائس... و رغما عن ذلك كنت ستذهب لأجل تلك النبات و تتركني... لذلك دعك من الألعاب النفسية تلك و اترك سلامي النفسي و لا تعابثني، فقد سأمت حقا كل ما يخصك و كل ما تفعله و كل ما لم تشرحه و كل ما سأظل عمياء فيه... سأمت أن أتظاهر أن كل شيء على ما يرام بينما لا شيء على ما يرام... لا شيء جيد... لا شيء مرضي... هل تعلم لو كنا في الوطن و أمي رأت زواجنا لأخذتك لأقرب طبيب؟... لذلك احمد الله على النعمة التي أنت فهيا!...
و لمصلحتك الخاصة لا تتسلى بي قط بهذه الطريقة... لست مادة تندر عند حضرتك لتأت مرة غاضب رافض و مرة راغب محب، و تحطب بذلك آخر معاقل التعقل في رأسي... و الآن دعني أذهب بآخر ذرة عقل برأسي للمختبر لأنه المكان الوحيد الذي قد أفهم ما يحدث فيه!"
لم تنتبه إلا على الصمت الحاد حولها متأخرة جدا... فدعواتها استجيبت و المصعد وصل للطابق المطلوب و فتحت أبوبه و هي تتقافز أمامه من الغضب... الكل مصدوم ثابت و كأنه ضغط زر تجميد للعالم الخارجي... أطلت بذعر للعالم خارج المصعد ثم التفتت إليه بذات الذعر، قبل أن تعود للداخل...
الدماء بالأول انسحبت من جسدها ثم اندفعت بكل قوتها لوجنتيها و هي تدور لداخل المصعد دافنة وجهها بيديها بخجل...
"لم هذا يحدث لي من دون كل الخلق... لم أنا؟؟"
أما أغيد فقد كان فعلا متسلي رغم سخطه عليها، لكن التسلية لم تفارقه و هو يقترب منها ليسحب يديها عن وجهها، ثم يقول لها و هو يبدو و كأنه يداريها...
"تأخذني أنا لأقرب طبيب؟؟"
احمرار بشرتها تضاعف مع الحماقة التي هبطت على عقلها...
"فكرة عظيمة أن أذهب لأقرب طبيب... لكن لأجل ماذا بالضبط؟"
جذبت كفيها من كفيه ثم ضمتهما فوق بعضهما البعض في رجاء مشابه للتحية الهندوسية...
"أرجوك... أتوسل إليك... تظاهر أنني لم أقلها... هل تفعلها هذه المرة، فقط هذه المرة؟"
ظل ينظر إليها قبل أن يحتضن كفيها الصغيرتان بكفيه ثم يضم يديه عليهما باحتضان حميمي، بينما يميل فيهمس أكثر و قد توقعت السخرية لتنال ما هو أسوأ...
"ماذا قلت بالضبط؟؟ أنا لا أذكر أنك قلت أي شيء منذ ثوان هل فعلت؟؟..." ثم همس أكثر لدرجة ان أنفاسه اخترقت الحجاب و أرسلت رعشة في كل جسدها مع همسه الحار...
"ربما لا تعلمين شيء عن الادارة المالية أو الأسهم أو العائدات... لذلك صدقيني قد تنخفض أسهمنا إن فُسّر خلافنا هذا بأكثر من طريقة... لذلك زوجتي الغالية... أنا سأحضنك الآن و ستريحين رأسك على كتفي و كأنك هدأت ثم سأتحرك معك خارجا و أنت ستبدين كامرأة راضية و سعيدة... و سنطمئن الجميع بمظهر كالأسرة السعيدة المحبة؟؟"
ابتلعت ريقها و قربه يوجع رغباتها و كرامتها بوقت واحد... كل هذا لأجل أسهمه الغالية و أنت بحماقة تلهثين... و الله تستحقين ما يحدث لك يا حمقاء!
"لكن... لكن أنت لست غاضب مني؟؟"
ابتسم و هو يرفع ذقنها لتنظر في عينيه و يرد عليها بهمس...
"لا، لبنى... لا أظن أنني قد أغضب منك حتى لو حاولت... سيأت يوم و أشرح لك كل شيء... و حتى ذلك اليوم... سايرينيـ و تحملي بعض جنوني... هل هذا ممكن؟؟"
هزت رأسها بسرعة فطبع قبلة على جبينها، قبل أن يحتضنها من خصرها، و كلاهما يتظاهر أنه يتظاهر بالتأثر... ثم خرج بها للذهاب لمربط فرسها...
للمختبرات...
***



يتبع.................................

noor elhuda likes this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 27-04-17, 04:39 PM   #1260

eman nassar

نجم روايتي وكاتبة بقلوب أحلام و قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية eman nassar

? العضوٌ??? » 289978
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » eman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond reputeeman nassar has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
افتراضي

لقد رحلت!
لا يصدق ذلك... لا يصدق أنها فعلتها... رحلت دون أن تنتظر... للمرة الألف قرأ الرسالة التي وصلته قبل يومين على هاتفه لكنه لم يرها إلا الآن، بعدما شغله... و الطريف بالأمر أنها أقفلت هاتفها بوجهه بعدها هو و الدنيا و كأنه يتلقى دينا مباشر لفعله بها!
((سأمكث في بيت عمي الأيام المقبلة... أنا بحاجة لذلك!))
فقط... لم تزد و لا حرف...
كيف وصلا لذلك؟؟
ظن أنه يمسك كل الخيوط في يده... ظن أنه....
أغلق عينيه لثوان و هو يشعر بالنار في كل أعضاءه... رغم كل شيء فشل...
شعور مرير مريع يتسلق فمه... يا الله كم هو مذل هذا الشعور...
بعدما بذل كل جهده يجد أنه عبثي...
كل شيء عبثي...
زواجه، تعبه، كده، كفاحه... كل ذلك لا معنى له...
جلس على الأريكة في مجلسهم الذي بمثل هذا الوقت يكون غنيا بهم... لكنه خالي... فارغ...
بتمرد لا يدري أنه تمرد أخرج علبه سجائره و بدأ يتنفس تبغها... لا أحد هنا ليقتدي به، لا أحد هنا ليتطلع له... لذلك يحق له أن يدخن في بيته...
كان قد عاد ليبرر لها و يشرح لها، بعدما توقع أنها هدأت و باتت قادرة على السماع... ترك البيت لكي لا يزيد من الاشتعال تاركا النار تهدأ وحدها... ظن أنها ستفهم و تفكر بعقلانية كما عهدها دوما... لكنها فقط دمرت كل شيء....
ظل مسترخي بجلسته الرخوية و كل تفكيره بكم هو فاشل أحمق غبي... لربما هي الجينات... والده قبله فشل في زواجه و بعدها علاقاته كلها مقززة... و أمه بدلت الأزواج كما لو أنهم صبغة شعر جديد، و لم تستقر أخيرا إلا وحيدة... لذلك هو لن يكون بعيد عنهم... شجرة الصبار لن تنبت تين!... و هو لوح صبار شائك حاولت زوجته أن تتعامل مع كل غرزة شوك منه، لكنها في النهاية رحلت مثخنة بالجراح... لابد أنها لعنة و هو أكملها بنسله... لربما كان أكثر حكمة لو ظل على غيه و فساده القديم... لربما لم يكن ليحضر للدنيا أطفال يكرهون أنفسهم و يكرهون الدنيا بما فيها...
دار بعينيه في المكان و هو يتذكر نفسه وحيد في قصر مهجور منذ دهور... أكبر من ابنه بعام و أفعال أمه و أبيه منحته البلوغ المبكر... هل ستفعلها هدى كما فعلت أمه، و تلقي الولد له و تنساه... هل ستكون النسخة المطبوعة حديثا لكل نساء الكون...
لا يدري كم مر عليه من الوقت بالبيت بعدما صرف العمالة كلها ليبقى وحده يتأمل دخان سجائره... ساعات أيام دقائق لا يعلم... فقط مر وقت طويل جدا منذ أن اهتم أن ينظر في الساعة... لربما كان قد نام لبعض الوقت... الستائر المغلقة لم تخبره عن دورة الشمس، و القمر اليومية... فقط راقد على هذه الأريكة كأحمق مثالي يندب حظه!
هذا ما رآه زياد الصانع، عندما اقتحم بيت الأحمق، الذي حتى لم يؤمن باب بيته!
وقف فوق رأسه ينظر إليه بغل، راقدا بحلته الأنيقة أو التي كانت كذلك، و جواره يتناثر أعقاب السجائر، و منفضة أو اثنتين أو ثلاثة... و لتكتمل الفوضى يوجد أكثر من علبة سجائر فارغة مجعدة متناثرة حوله... لقد دخن صديقه في هذين اليومين أكثر مما دخن زياد في حياته كلها!
دار بعينيه أكثر في المكان يدقق بحثا عن زجاجة شراب كانا قد أقلعا عنه منذ زمن، إلا أنه لم يجد... لكنه بسادية قاسية توجه للمطبخ النظيف و أخرج دورق ماء ملئه بالماء البارد من الصنبور ثم عاد إليه يدلقه بالكامل على رأسه!
كما هو معتاد نهض المسكين ينتفض بقوة، خصوصا أنه لم ينم إلا منذ ثلاث أو أربع ساعات ليتفاجأ بالجحيم المسمى زياد على رأسه!
لكن النجار لم يهتم بحالة الرجل الذي بدأ يرتجف رغما عنه من برد شهر مارس... و قبل أن يتحدث الرجل المصدوم، هاجمه زياد بغضب...
"أيها المجنون، أين كنت خلال الأيام الفائتة... ثم لم لا ترد على الهاتف!"
كان مازال مذهول من هذا الذي لم يحدث له إلا بالسجن!
"أنا المجنون... أنا... كيف فعلت ذلك؟؟... ما الذي فعلته... كيف دخلت للبيت... لماذا هذا؟!"
ثم نظر لأريكة هدى المفضلة و هو يقول بلا تصديق...
"لقد دمرت منزلي!!"
نظر إليه زياد بنظرات غريبه قبل أن يشير للأريكة التي فسدت بالكامل...
"لقد تلفت من سجائرك من قبل، فلا تلقي ملامة حماقاتك علي... كان من الممكن أن تولع بنفسك و بالدار... أما بيتك فلم يكن مؤمن من الأصل، لذلك استجاب لي فورا ما أن دفعت الباب..." ثم هز رأسه بالغضب الذي يحاول أن يكبته...
"متى ستكبر يا مختل متى ستفعل؟!"
لقد شاهد زياد غاضب كثيرا، و رأى جنونه و انعدام سيطرته، لكنه قلما غضب عليه هو بهذه الطريقة...
"ما الذي حدث؟؟"
شعر بأنه سيشل من برودة هذا المجنون، ليصرخ بقوة معددا على أصابعه...
"زوجتك تختفي فجأة هي و ابنك... و أنت لا ترد على الاتصالات... هل تعلم كيف كنت أفكر خلال الأيام الفائتة؟... كل يوم أمر على بيتك أحاول أن أراك أو أرى أي أحد، لأجد المنزل مظلم ميت لا يستجيب لي أحد... و عندما أجدك أخيرا أجدك تنام كحمل رضيع بينما أنا.... أنا.... "
مسح على وجهه و هو يجلس بتلقائية على الأريكة ليدرك متأخرا البلل الذي طالها فيقفز بغضب متزايد...
"أنا كنت ألف المستشفيات أبحث عن حادث أصابك أو أصاب أهل بيتك... و بالنهاية استطاعت دعد أن تتحدث مع زوجة عم زوجتك لتفهم أنها عندهم و أنت هنا وحدك تبكي على الأطلال!"
بالنسبة لعلاء كان بمعدة خاوية منذ يوم و نصف، اقتات خلالها على السجائر، و رأسه ينبض بطبول أولمبية عالمية، لذلك رفع يديه على مستوى أذنيه باسطا أصابعه الخمسة و هو يقول بتعب...
"توقف عن الصراخ... رأسي سينفجر!"
"احمد ربك أنني لم افجره لك حقيقة بسلاحك الموجود في درج مكتبك..."
ثم هز رأسه بغضب شديد و هو يشير بطول ذراعه...
"اصعد للأعلى و بدل ثيابك ريثما أعد لك شيء يهدئ صداعك و معدتك المضطربة من تناول السجائر ثم انزل ككائن بشري طبيعي لنتحدث... لم ما زلت واقف كالمعتوه، هيا تحرك!"
***
نوعا ما، كان يبدو كالمحامي علاء رافع ياسين عندما نزل، و رغم أنه حلق ذقنه لأنه يشك أن زياد سيفعلها له، إلا أنه لن يبالغ و يضع مساحيق تجميل تخفي السواد و التورم أسفل عينيه...
دخل المطبخ ليرى زياد يصب القهوة، و يضع بعض شرائح الخبز المحمص في طبق أمامه، جلس بهدوء مستمتع بلعب صديقه دور الحاضنة... لم يعرف أنه بدأ يوم جديد إلا من الشمس المشرقة فوقهم لم يبدأ موعد ذهابه للعمل بعد... العمل الذي نسيه خلال هذا الاعتكاف الأحمق خلال اليومين الفائتين...
"الآن... هل يمكنك أن تنصب قامتك كرجل و تتحدث بشكل لائق!"
عقد حاجبيه و هو ينفض عن أصابعه فتات الخبز المحمص، و قد هدأت معدته معه من الغليان المستمر...
"أنا لم أتحدث من الأصل... أنت اقتحمت داري و خربت أثاثي، و أفزعت الصراصير بصوتك المرعب... الآن فهمت لم خشبك من أفضل نوع... لابد أنك تصرخ على الخشب فيفر منه السوس!"
"تمزح؟؟ أنت تمزح... ها ها ها ها ها... فعلا دمك خفيف... فقط لا تكرر هذا النشاط كثيرا فهو على ما يبدو مضر بالصحة معك... و الآن أيها الظريف، تحدث فليس لدي صبر أيوب!"
لا يدر كيف ابتسم، و هو يحمل كوب قهوته الضخم... يتحدث بهدوء مع نهوضه ليدور بالبيت الشبه مضيء...
"لا شيء غير متوقع أو صادم... هل تعلم؟... بحيادية، نعمة من الله أنني لم أتزوج أختك... لكنت خسرتك معها بحتمية الفشل المتوارث!"
رغما عنه كذكر شرقي انقبضت أصابعه مع كلمات علاء التي فهمها و الآن نوعا ما حمد الله لأنه لو كان قد أغضب أخته –التي تبرأ منها- لفقد الصديق الوحيد الذي يهتم له!
"بلا فلسفة و كلمات رنانة و حتمية و مازوشية و أي شيء آخره (ـية) أخبرني ما الذي حدث لتتركك زوجتك... صدقني حتى البروليتاريا يغضبن منهم زوجاتهم و يتركون لهم المنزل... لذلك بلا تحذلق فعقلي لا يتقبل أنني كدت اقطع اصبعي و أنا أفكر بما حدث لك!"
هامش/ (*مازوشية: حب تعذيب الذات.
*البروليتاريا: حسب التقسيم الاشتراكي هم الطبقة الكادحة وعامة الشعب).
عقد حاجبيه و هو يعود للمطبخ مخاطبا صديقه باهتمام...
"هل تتحدث جادا... يا إلهي زياد... أنت لست ابن الامس حتى لا تجيد التعامل مع المنشار الكهربائي... ألا تعلم كم يجب أن تكون بكامل تركيزك في العمل به؟؟..."
"هل ستعلمني الآن صنعتي؟؟"
واجه صديقه الغاضب برأسه المائل و وقفته المتحفزة ليقول بهدوء بعدما عاد ليجس مرة اخرى أمامه على الكرسي المرتفع للبار...
"في الحقيقة لم أكن بعقلي... أعتذر فعلا إن كنت سببت لك كل هذا القلق..."
و كأنه كان فقط بحاجة للاعتذار ليشوح بيده بلا اهتمام، و كأن الغضب انتهى فورا...
"لا تهتم... الأمر أننا فوجئنا بهدى تعتذر عن ايصال عمر، ثم أخبرني ابني أن يزن لم يأت منذ عدة أيام للروضة، و عندما حاولت أن أكلمك منذ أول الأمس لم ترد علي... لذلك قلقت... أعلم أنه قد يبدو سخيف... لكنني على ما يبدو بالغت بالأمر!"
ابتسم علاء بهدوء وهو يرد عليه...
"أنت لا تبالغ زياد... و فعلا أنا آسف لأنني كنت كالأحمق في هذا... فقط أحببت أن أعتزل قليلا عن نفسي و الكون... و لم أشعر بالوقت".
مال زياد مستندا بمرفقيه على البار أمامه...
"اسمع... زوجتك أيضا رفضت تلقي اتصالات من دعد... لا، لحظة، أظن أن هاتفها كان مغلق..." كلمة زوجتك جعلت كتفي علاء تشتدان... كم من الوقت ستتحمل أن تظل تحمل تلك الصلة به!
أما زياد فتجاهل ذلك و هو يكمل....
"و أنت تمارس دور جريح القلب بالأفلام... إذن هو خلاف عشاق!..."
هدأت نبرته قليلا، و هو يتحدث باهتمام و جدية...
"سيدي... هذه هي الحياة الحقيقية... لذلك إن كنت لا تريد حقا أن تخبرني بما حدث لتتركك زوجتك -التي أعلم أنها قوية و قادرة على التحمل- الدار، فليس ذلك بمشكلة... المشكلة هي أن أراك ترقد هنا و تتحدث عن الفشل الوراثي، لأنه أغبى شيء سمعته في حياتي. و لن أسمح لأن يصبح صديقي الأول غبي... هل تسمع علاء... يمكنك أن تكون وغد، لئيم، خبيث، طيب، ساذج، لكن ليس غبي... لذلك انهض، سآخذك معي للمصنع و بعدها سننطلق لبيت عم زوجتك و نحل الأمر... هكذا تحل الأمور... هيا قم ارتدي معطفك... ثيابك جيدة و ملائمة للخروج... هيا تحرك، ما بك!"
ابتسم علاء بمرارة و هو مازال على جلسته المنهزمة...
"لا أظن أنني سأذهب لبيت عمها، أو لأي مكان... لقد انتهى الأمر... سأنتظر طلباتها و شروط الحضانة... سيكون هذا أفضل!"
فكر زياد أن زوجته ستقتل علاء عندما يصاب بالفالج بسبب حماقاته...
"علاء... أقسم بالله العظيم أنك قد تجرب لكماتي لأول مرة بحياتك... و صدقني ما زلت بكل قوتي و أذهب للنادي و أمارس النجارة بهذه القبضات الخشنة... لذلك تحدث و شد ظهرك و اجلس جيدا ثم انهض... أو اخرس و دعني أفعل كل ذلك عنك!"
ثم جلس أمامه رغم أنه لم يتخلى عن استناده للبار بمرفقيه... حاول أن يخفف الانفعال من حروفه، و يتحدث بإقناع...
"لقد شهدت خلافاتي كلها مع دعد... و رغم أنني أستحق أن تأكلني سباع كالاهاري، إلا أنني لم أتوقف قط عن الكفاح لأجل رضاها، رغم أن اليأس تملكني أيام كثر، لكن معرفتي أن لي شيء عندها، و هي كل شيء عندي؛ ذلك جعلني أكافح، و انتصر... كنت أعلم أنها سعادتي و دنياي كلها، لذلك وجدت سبب واحد لأكافح لأجله، رغم أنني وقتها كنت رخوي أكثر منك... أما أنت فلديك بدل السبب اثنان... ابنك و زوجتك... لذلك قم علاء و لا تتذرع بآلاف الحجج الفاسدة... زواجك يستحق منك أن تتعب كثيرا لينجح..."
هز رأسه بلا فهم و هو يرد عليه...
"أنت لا تفهم زياد... لقد استثمرت كل شيء في هذا الزواج... استثمرت خبرتي و خبرة من حولي بالحياة... استثمرت كفاءتي كمحامي... استثمرت عاطفتي بالكامل و حاجتي للشريك... استثمرت كل شيء... بذلت كل جهدي لأجله... لأجل أن ينال ابني بيت آمن... بيت لا يتساءل عن من هم قانطيه، لا يخاف من الغد فيه، و يعلم أنه في الوجبة القادمة سنكون حوله و له... أردت أن يكون لنا المساء، أردت لبيتي الأولوية في كل شيء... خططت لكل شيء زياد، اللعنة خططت لكل شيء... أمسكت كل أسباب الفشل، و طردتها من بيتي... أمسكتها و حصنت بيتي منها... لم أرد له أن يفشل... بحثت عن كل الثغرات التي تفشل الزواج و نفيتها من مفرداتي اليومية...
و الآن أنا لا أعرف ماذا أفعل... لقد استنفذت بالكامل... لم يعد بجعبتي شيء لأقدمه... حتى لو ذهبت لبيت عمها... لا أعرف ما سأقدمه لها... لم يعد عندي شيء أقدمه... حقيقةً أنا مفرغ بالكامل... قشرة هشة لا فائدة لما تخفيه... لذلك اسقني العلقم مرة واحدة لأبتلع مراره للأبد، بدلا من التلذذ بمرارته رشفة خلف رشفة... أعذرني صديقي لكنني حقا لا أجد في أية قوة لكي أكافح، فما عاد للكفاح هدف أو معنى!"
تنهد الرجل بتعب و قد أدرك ان صاحبه قد راق له الاستكانة لما هو فيه...
"علاء صاحبي... أنت فكرت بكل ما فات بعقل رجل بنظرة أحادية... يعلم الله أن الفلاسفة أنهكونا بالمرأة و النساء أنهكونا بالمرأة و الكتاب أنهكونا بالمرأة، لأنهم لم يفكروا أن المرأة تفكر بنا قبل أنفسهم، ثم تدمج نفسها ببساطة مع رجلها الخاص، فإن لم يحدث هذا لن تفهم هي نفسها ما يحدث بها... أنت فكرت كمحامي، كرجل، كوالد حتى أنك فكرت بها كحبيب أو عشيق... لكنك لم تكن أبدا صديق أو شريك... هذه هي المشكلة معك علاء... تحتاج لشخص قوي يقتحمك لتشاركه و تقتنع أنه ندا لك، و زوجتك الهادئة ظنت أنها ستنال شراكة مضمونة... فكر بالأمر، و ستصل للنقطة الأساسية و مربط الفرس بكل زواج..."
رفع عينيه بتساؤل و لأول مرة يجد كلام صديقه قيم بهذه الطريقة...
"الثقة علاء... أنت منذ البداية كما أوضحت لم تمنحها ثقتك... و هي بردة فعل عكسية سحبتها منك... المرأة بحاجة لأن تثق بزوجها، تخبره كل شيء، تنام مرتاحة لأنه في ظهرها بأية أزمة... لا أعرف الكثير عن علاقتكما، لكن أظن أنك يجب ان تفكر جيدا بما فعلته أكثر من اللازم أو أقل من اللازم، متى همشتها بالكامل أو دمجتها بالكامل... وازن الكفة و ثق بزوجتك و افتح أبوابك كلها لتثق بك..."
ثم نهض ينظر لساعته بهدوء...
"الوقت مبكر أصلا لنذهب لبيت أهل زوجتك... لذلك انهض و دعنا نذهب للبحر نفطر و ربما نسبح دون أن نخبر دعد طبعا... هذه نعمة أن تكون وحدك... و إن أردت سأوصلك لعملك أو آخذك معي للمصنع... بكل الأحوال لن أتركك أبدا لتتحول لرافع ياسين... صدقني سأضعك بفرن الخشب قبل أن تفكر بذلك... و لن أتحدث عن أمك كي لا تضعني بالفرن... لذلك قم، فأمامك تفكير طويل!"
***
للأمانة حاول بكل جهده أن يتخلص من الرجل الذي عين نفسه أمه و أبوه و زوجته و زوج عمته، إلا أنه و بكل جدارة فشل فشلا ذريعا... لذلك و بدلا من الذهاب للمؤسسة القانونية خاصته تحرك لمكتب زياد و ها هو ذاك يقص له آخر مصيبة فعلها مع زوجته باعتراف مدعم بكوب شاي مختلف من يد النجار...
أما النجار فتمنى لو أنه لم يطل شعره و ظل حليق الرأس لكي لا يجد فرصة ليمزق شعر رأسه المسكين الناعم...
الرجل ببساطة يخبره ما فعل و كأنه أحضر لها فأر كهدية في عيد زفافهم!
يقف بصف العدو، ثم يطرد الاهل... ثم يقف مرة أخرى بصف العدو هذا ما رأته زوجة الأحمق الذي يظن أنه طرد كل أسباب الفشل... لو أراد الصدق لقال أنه جمعها كلها، و وضعها في بيته كصندوق بندورا، ثم فتحها بغباء لتستولي على داره!
تنهد و هو يدفن رأسه في كفية... أمام صديقه طريق طويل ليصل...
لكنه خاف أن يحبطه أكثر مما هو محبط... ربما لو سمحت له هدى سيجد فرصة لأن يشرح لها تفكير صديقه على انفراد و هو أمر حساس كلغم قد ينفجر به بأبسط لمسة!
"هل حاولت أن تكلمها؟؟"
سأله زياد رغم علمه بالجواب...
"هذا الشاي فعلا طيب... لقد نسيت طعم شايك يا رجل... منذ زمن لم أشرب مثله..."
ابتسم ابتسامة صفراء و هو يقول...
"ستشرب كثيرا منه إذا بقيت على هذا المعدل من الذكاء!"
هز رأسه و هو يسترخي بجلسته... لشد ما يختلف المصنع عن المعرض... هنا يصنع كل شيء. الضوضاء و الخلق و التعب و رائحة الأخشاب و الأصباغ و العرق... كل ذلك يجعله يشعر بشيء غريب يدب في عروقه يكاد يسمى حماس!
"في الحقيقة الذكاء لم يفدني قط، لذلك دعني أكن أحمق... فالتفكير الأكثر من اللازم يرجعنا للوراء!"
هز رأسه باستحسان من حكمة صاحبه المنبثقة مع كوب شاي صانعي ثقيل...
"إذن هل فكرت ماذا ستفعل؟؟"
ظل على استرخائه الشديد و هو يمد يده للإبريق ليشرب كوبه الثالث رغم انخفاض درجة حرارته...
"لقد فهمت نوعا ما خطئي، لكنني لا أعرف كيف أصححه... أعني أنني ظننت بذلك أنني أحمي أسرتي و أنا في الحقيقة قد فعلت، لكن الخطأ هو بعدم المشاورة... لذلك كنت أفكر بحلول أخرى مثلا... يمكن أن أنصح أمها أن تضع أموالها باستثمارات فاشلة و تفقد تلك الثروة و نرتاح منها، و انتقم لهدى من شرورها الكثيرة... ما رأيك؟؟"
تنهد من تعبه، و فكرة تبرز في عقله... هل سيشقيه ابناؤه كما يفعل هذا؟؟
"علاء... أعلم أنك تتسلى على حسابي، و أعلم أنك تجد في اهتمامي بك نكتة كما ناديتني امام الجميع بـ (ماما) و كانت على فكرة ناعمة أكثر من اللازم... لذلك لا تدعني أكمل دور البابا و أخلع حزامي و أمطرك به جلدا، عل عقلك يعمل!"
كان يتوقع ردا ساخر من صديقه، إلا أنه وجده يعتدل بقوة، و عينه في عين صديقه، بنظرات جادة، و عندما تحدث كان حديثه ينتمي لعلاء القديم...
"لا أعرف كيف أشكر الله على نعمة تعرفي بك... دائما اسأل نفسي لم نلت صديقا مثلك... هل تذكر تلك المشاجرة زياد... لم تدخلت بها؟؟ لم أكن أعرف سوى أنك أكثر اولاد المدرسة شعبية، و أنا أكثرهم نبذا... لذلك لم تدخلت فيها؟... لو أخبرتني الآن أنه كان رهانا أو تحدي أو أية حماقة مراهقة على حسابي، لن أغضب... فقط أخبرني!"
رغم أنه كان سيكمل السخرية منه إلا أنه توقف مع السؤال... لم تدخل... عصر مخه لثوان، قبل أن يبرز الجواب كأنه اعلان انقطعت عنه الكهرباء، ثم أضاء فجأة بكل قوته مع وصلها المفاجئ...
"الحقيقة أنني كنت غاضب بشدة من والدي، لقد اكتشفت فجأة أن لي عم و له أسرة لا نعلم شيء عنهم... و الصدمة أن والدي رفض بشكل كامل أن أتواصل معهم بأية طريقة... أنت تذكر كيف كان ولدي عندما يأمر أمرا نهائي... لذلك خرجت بالسيارة أنوي قتل اول شخص أصادفه بطريقي لكي يتذكر والدي نتيجة الأوامر... تعلم كيف كنا مراهقون يتسلقون الرجولة و دم مشتعل و أفكار حمقاء... و عندما اقتربت منك كنت الهدف... سأقتل الفتى المدلل ابن مصاص الدماء كما صرخ بك الفتى الآخر... لكنني و لا أعلم كيف نظرت لعينيك وقتها، لأجد نفسي بلا تفكير أفعل ما فعلت... لا تسألني ما رأيت، لكنه منعني من أن أدوسك و بدلا من ذلك فرقت الأولاد و أخذتك للطبيب... و لا أدري أيضا لم جئتك بالصباح... و عندما تعرفنا سقطنا بغرام بعضنا البعض و قررت أن أتزوجك... ختام القصة... و الآن لا تستدر عطفي و أخبرني عن خططك الفعلية... و لا تقل فرقة موسيقى و ورد رغم أنه مفيد جدا، لكن فكر بشكل عملي..."
كان يعبث ببقايا الشاي في كوبه و هو يفكر بكلام زياد.. هل يجب أن ينظر بعيون الناس ليرى و يفكر...
فجأة خطر بباله خاطر منطقي تقليدي...
"سأذهب لبيت عمها... سأتحمل أية تقريع ينالني من هناك... ثم سأجلس معها و سأجعلها تتحدث... حتى لو أجبرتها على الحديث... ربما آخذ معي ابريق شاي منك و سيفك عقدتها... و هل تعلم سأستمع لها، و سأفهم بالضبط ما المشكلة معها و سأجد طريقة ما لأصل لفرصة من الثقة معها!"
***
يا للثقة العالية بالنفس...
هذا ما فكر به أخيرا وحده بداره بعدما عتقه زياد من اهتمامه الخانق... فبعدما خطر لزياد تفكير منطقي بأن يتصلوا بالقوم قبل أن ينقضوا على بيتهم كالغيلان جاءهم الرد من الخادمة المقيمة أن الجماعة كلها بالمزرعة الخاصة بالسيد ماجد منذ عدة أيام...
و عندما سأل بكل بروده من هم الجماعة بالضبط، وجد أن تشدد أعصابه يسترخي مع ذكر الجميع سوى السيد أيمن... لذلك هو نال فسحة بسيطة ليفكر بما يحدث و ما يجب عليه فعله...
أخبرته الخادمة الثرثارة أنهم قد يعودوا آخر الأسبوع... بعد أربعة أيام...
لا يدري لِم توتر عندما ضربه زياد على منصف ظهره بمزاح قصم ظهره و هو يسخر من غيرته من ابن العم الأحمق...
لَم ينكر الحقيقة الواضحة له و للعالم كله... نعم يغار عليها و من أي شخص قد يفكر أن يستولي على أي شيء منها له...
زوجته و يحق له أن يغار و يتملك!
حسنا هدى... ارتاحي، فكري و اهدئي... أنا أجدك أشد حكمة مني بأخذك لهذه الفرصة...
و عندما تعودي فيجب أن نتحدث... فكما أخبرتك من قبل...
هذا الزواج ضد الفشل!
***
لم تكن تدعي عندما اتصلت عليه مذعورة... لم تكن تتظاهر أنها بحاجة لفارسها بدرعه الأنيق... الأخبار التي وصلتها كانت مفزعة لدرجة أنها قد تموت غما لو كانت صادقة...
بلا مبالاة بما سيظنه الرائي إليها، أخذت تتحرك في ممر المطعم المفتوح، و الذي شهد أكثر من جلسة بينهما...
الحركة و الاتساع و الآفاق و الأبعاد... السماء فوق رأسها تخبرها أنها ليست هناك... لقد تحررت أخيرا... تحاول بكل قوتها قمع نوبة الفزع التي تنتابها من آن لآخر؛ بالتفكير أو الاندماج بأي شيء آخر... تتنفس بقوة و هي تحدق بالسماء لتصدق أنها مازالت حرة... انا حرة... أخيرا سيطرت على نفسها و هي تحافظ على أنفاسها الطويلة... لا تريد فضائح جديدة و قديمة...
هل تريدون أن تعرفوا القصة من الأول...
إنها القصة القديمة المبتذلة... قصة وطن أراد أن يكون فما سمح له بذلك أي كان.
أما دورها فكان مكرر لا يكاد يرى في كل هذه المعمعة...
اسمها شيماء عبد المولى... صحفية متمرسة حرة... بلدها بلد كغيره، حاول أن يمشي في طريق الحرية الخيالية و لعدالة الحمقاء و الانتماء الغبي... و صعد على أول درجة، و ثبت عليها بعدما اختلف القانطون على كيفية صعود الدرجة الثانية...
أما هي فكانت ثائرة مجنونة ملعونة...
هي كانت امرأة لها اسمها و مكانتها و قلمها... هي كانت صحافية ذات فكر و هدف...
هي كانت امرأة تمتلئ رأسها بالسخافات الحمقاء، عن الآمال العريضة، و الأمنيات، و الحلم بالعدل، و المساواة، و أن يكون الوطن لهم لا عليهم. هي كانت تحلم أن تخدم الوطن لا راعي الوطن و ناهبة... هي كانت تحلم بكل ما فات. و لأجل تحقيقه انخرطت في الثورة بكل قوتها... بالبدء كانت تشعر بالحماسة في عروقها و الثورة تشتعل، و الناس تستيقظ من سباتها على الوجع، و الألم، و الحرمان، و القمع... تستيقظ على وجع كسرة خبز و تفرقة عنصرية و كلمة سيدي فوق الجميع... كانت تشعر بالفجر الوردي يحاوط الكون كله و بلدها ينهض و سيكون أخيرا... تصرخ و تهتف مع الجميع في انتفاضة كاملة ضد السبات المظلوم الذي خدرهم به الأسياد...
لكنها لم تدر كم كانت متسرعة في الحلم، فالفجر أُوقف تماما، و تكومت أمام الشمس سحب و سحب و سحب حتى لم يعد للنور مكان... و بلا إدراك أو فهم ظهر القادة... القادة الذين هم السادة الجدد، هم من يقودون الرعية نحو مصيرها... لكل ثورة يجب أن يكون هنالك قادة... أما أن تولد ثورة من الناس و لأجل الناس و من وجع الناس فهي ثورة حمقاء، مصيرها الفشل إلا...................
إلا إن تبناها، أو سرق انتمائها قادة ما!... و هكذا شيء فشيء بدء ينكشف الوجه الآخر للمفاسد... رأت كيف يولد من العدم رعاة لتلك الثورة، و كيف تبرز شعارات ثورية من سادة من خارج الوطن لم ينتموا له إلا بشهادة مولد أجدادهم فيه... رأت كيف يبرر موت الشهيد، و كأنه اختلاف على فريسة مضرجة بدمائها أهي ماتت قبل السهم لتؤكل ام ماتت بعده لتكون جيفة!
و عندها سبقت الجميع و فهمت أن صفقة ما تتم بالخفاء على أشلاء أرض ذاقت الأمرين...
عندها علمت أنها لم تعد ثورة، بل سرقة ثورة... سرقة وجع... سرقة ألم... سرقة شهيد، سرقة دم، سرقة انتماء!
بل سرقة وطن، ما كان لهؤلاء أو هؤلاء!
و كل تلك المسروقات تم جمعها في بوتقة ما، ليخرج بعد حرقها كيان سيجلب للوطن من هو أشد فسقا و ظلما و غيا. أما هي فرغم كل شيء، لم تكن بالذكاء الكافي لتصمت و تنسحب بهدوء، بل بدأت تغرد و تغرد كثيرا... بدأت تتحدث و تنقد الجميع... الحكومة و الثورة... بدت كواعظ أحمق يحاول أن ينذر القوم من الكارثة المقبلة... و عاونها زوجها بمكانته كرئيس تحرير للمجلة التي تكتب بها... بل علمت لاحقا كم كان منخرط في كشف الحقيقة، علّ المغررة أعينهم تستفيق بصدمة الهاوية المقبلة!
لذلك وجب اخراسها بكل الطرق المتاحة!
و لم يكن الأمر صعبا لى الاطلاق بل كان أرخص من ثمن الرصاصة التي ستخرسها للأبد... بساطة تم تسليمهما بكمين محكم من الآخرين للآخرين... فمريدي وطنها كلهم آخرين!
كان اسمها شيماء عبد المولى... و عندما علمت... عندما فهمت... عندما صرخت؛ خنقت أنفاسها فورا و نفيت للعدو... و تحولت فورا لذكرى مفقودة، سرعان ما نسيت، بعدما اعتلى قائمة المفقودين عشرات الأسماء.
اسمها شيماء عبد المولى، و بعد هذه اللحظة نسيت اسمها و تحولت لرقم... تحولت لرمز للقصاص... تحولت لذكرى...
و لم يعد يهم بعد ذلك ما سيكون!
***
الذكريات لا تفارقها... الذكريات لا ترحمها...
لم لا تنسى... لم لا تفقد الذاكرة... بقوة رفعت رأسها لأعلى تنظر للسماء الحرة... لا، لن تنسى... لن تنسى... لن تنسى أي يد عذبت أو انتهكت أو استباحت... لن تنسى كل ذلك، أبدا لن تنسى...
أسوأ ما لن تنساه هو أنه كان هنالك قرية و باتت منسية... كان هنالك أسرة و باتت ذكرى... كان لها عائلة و انتهت بقبر جماعي أو ربما تُركت بقاياهم تأكلها الضباع... لن تنسى أنها فقط بفرقعة اصبع، تحولت لخيال أو ذكرى... و النساء المناضلات فقط في الكتب، فقد لعنت الوطن، و لعنت الأخلاق، و لعنت الآمال، و لعنت كل شيء...
لاحقا بعدما تحررت، سمعت الاشاعة التي لا مصدر لها عن زوجها، أنه باعها ثم اختفى أو فر لخارج الوطن، لاجئا لأرض أخرى. لكنها كذبة لتحطيم القيم و الرموز الحقيقية، فزوجها قد أُطلقت النار على رأسه أمام عينيها في وسط زنزانتها، و عبقت رائحة دمه في الزنزانة طوال الثلاثة أعوام التي قضتها هناك!
في المنطق يكون التعذيب لأجل هدف و غاية، لأجل أن تعترف، لأجل أن تقر... لكن أن يتم تعذيبها فقط لأجل ذلك... يتم استباحتها فقط لأنه يمكنهم ذلك... يتم انتهاكها لعبث لا معنى له، عندها تعرف أن الهدف هو نشر الرعب و الذعر بين من يحلم بأن ينتسب لوطنه...
أما خروجها فكان أكبر نكتة... فلم يتعرفها من كانوا أشقاء السلاح عندما اقتحموا السجن و حرروا الأسرى السياسيين... لم يتعرفها أي شخص أصلا كانسان... ما حدث لها هنالك حولها لحيوان يزحف على أربع!
و مرت أيام و قد أيقن الجميع أنها لا فائدة منها بعدما فقدت كل شيء في السجن، حتى الحرف فقدت القدرة على اخراجه... لذلك تُركت لتستعيد نفسها وسط دوي القنابل و القصف المستمر... تبلد نسج نفسه كجلد جديد لها عندما سمعت الأخبار و علمت الأسوأ. علمت كيف تطاولت منظمات من الخارج و سرقت تلك الثورة المشوهة و بات كل شخص يفتي بشأن أرضهم... نموت لأجل الوطن صحيح... لكن نموت لأجلهم هو الوجع الحقيقي!
لذلك ظلت على حالها متبلدة لا تفكر حتى أن تلعق جراحها... تحاول بلا قوة أن تتعلم ألا تفزع من ضوء الشمس، أو ضوء القمر، أو من الضحك... لشد ما هو مخيف الضحك... لشد ما كرهت الضحك... لذلك كانت ترتجف مع كل ضحكة مع كل بسمة رضا، فلم يكن يضحك إلا السجان... لم يكن يرضى إلا السجان!
و مرت عليها أيام و هي مازالت على حالها... صحيح أن بعض الانسانية عادت لها و لأفعالها، لكنها مازالت مشوهة بكل جوارحها...
و بعدما باتت حرة، و صارت قادرة على التحدث و النظر للناس دون فزع، فكرت أن تفر... هذا ليس بلدي... هذه ليست أرضي... هذا ليس كوني...
لكن الأمر ليس بهذه السهولة... فالفرار أصعب ما يكون لامرأة مثلها. و في النهاية وجدت أن ركوب قارب موت هو نعمة كبيرة... فلو نجلت لكانت معجزة ستفكر بعواقبها... أما ما تحلم به حقا هو الغرق و نهاية القصة!
نعم الغرق سيكون النعمة الأكبر و ستموت، و ستنتهي هي و الذكريات و يموت العلم و الوطن و الحلم...
يموت كل شيء في حمم بركانية تبتر القصة من منتصفها... لكنها لم تكن بهذا الحظ فها هي تسقط على حدود ايطاليا و تندب حظها على النجاة.
و تبدأ قصة أخرى في مخيم عنصري لا يكاد يتسع لهم... ها هي ترى التحرش الذي يعد نكتة أمام ما رأت بالحبس، و ها هي ترى القتل لأجل اللقمة، و ها هي ترى البؤس و اليأس المطلق...
الصدفة أم الذاكرة أم هو حظ لا تملكه هو من أسقطهم عليهم... تلك المنظمة الخاصة الغير ربحية وقت أن كانت تعمل لهدف و شرف... تلك المنظمة التي رأت فيها مهاب و عرفته... فقد كان معرفة قديمة لها و لزوجها عندما كانا يأملان بالعالم...
لشد ما صدم بها، و لشد ما صدم بما حل بها...
و بكل قوته و ما يملك من نفوذ حارب لأجلها و لأجل استخراج هوية جديدة لها، و اعطائها شبه كيان بشري... حارب كعادته للمطحون و المظلوم و المنكوب... لكنه رغما عنه تركها و غادر مع المنظمة لمكان تحطم قارب آخر على ساحل البحر المتوسط، و لم ينسى أن يعطيها وعد أن تكون حياتها أفضل و لم يخلف بوعده فقد انتقلت من الملجأ لتعمل نادلة في مقهى هادئ راق و كأنه شعر بما حدث لها بالسجن، فاختار مكان عملها بدقة...
انتقلت للسكن مع فتاتين مثلها أو هي من كانت مثلهن صحافية تحلم و تأمل... بدأت تذهب لعيادة نفسية للتأهيل من كل ما حدث لها، مع أنها سمعت نكتة من أحدهم أن أغبى شيء يحدث لهم أن يعالجوا نفسيا لأن ما حدث سيكرر و يكرر و يكرر... فقط فليتعودوا و ليتحملوا جلدهم الذي يثخن يوما بعد يوم.
بدأت تستقر إلا أنها صدمت بمهاب يخبرها أنه سيترك القارة الأوروبية لبلد بعيد منكوب بحاجة لهم... كونه في اوروبا كان يخفف عنها أما الآن فالرعب القديم بدأ يزف على عظامها، إلا أنه وعدها ألا ينساها لكن يوجد مئات الشيماءات بالعالم و بحاجة له...
و لتصدقه أعطاها حسابه الشخصي في أحد مواقع التواصل الشهيرة كنوع من أنواع التواصل المستمر، لو أرادت أن تتحدث أو تتكلم معه بأي موضوع حتى لو لم يستطع أن يقرأه في حينه...
و مرت الأيام مثل بعضها و كل مرة تفكر أن توقف كل شيء و تعتزل في ركنها تلعق جرحها... ثم بملل قررت أن تتواصل مع مهاب و بفضول أنثوي –ظنت أنه قتل بها- دخلت حسابة و أخذت ترى منشوراته القليلة المحدودة جدا، فمهاب رجل قول لا فعل، لكنها لم تتوقف بل استمرت بالبحث في صوره و قائمة أصدقائه، لتنال أكبر صدمة ممكنة...
***

يتبع.........

noor elhuda likes this.

eman nassar غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.