المنكوبة الثانية
لبني
تحاول ان تقنع نفسها أنه يحبها لكن الظروف فرقتهما.....
لو كان حقا يحبها، لكان قاتل كل الظروف...
لكن استدعى (عنترة) بداخله...
الجزء الموجود بكل رجل ليكافح لأجل كسب المحبوب...
كلا...
هو لم يحبها...
هي واقعية و تعلم ذلك... تعلم أنه انتهى... و انتهت... قصة قصيرة لم ترتقي بنهاية لائقة!
"لا يهم... كله لا يهم... سيكون القادم أفضل... أعدك بذلك!" المنكوبة الثالثة سلام
"لا يستحق ان يكون (هو)... (هو) أكثر من هذا المختل الذي لا يرى إلا الجمال في علمه... إنه لا يستحقك... أنت طفلة حبيبتي... العمر أمامك... ابكيه الآن... تخلصي منه كصديد في دمل... ثم تطهري منه... فقد تأكدي أنه لا يستحق..."
لا رجل أصلا يستحق... كلهم كائنات حقيرة منحطة قذرة سافلة مترصدة متلصصة متسلطة متسلقة مشوهة من الداخل و أحيانا من الخارج... نرجسيون سخيفون... أنانيون سطحيون... منحلون منافقون... مدعون كاذبون... متفلسفون رغم أنهم كتلة من الغباء!
لكن ليس كل الرجال هكذا... والدي ليس هكذا... محسن أيضا ليس هكذا...
"و الدكتور يوسف ليس هكذا".
"بل هو هكذا.... لو لم يكن هكذا،
لما كان شجعك منذ البداية...
ببساطة هو أحب تعلقك به...
أحب أن يتسلى بك قليلا، و يشحن طاقته الداخلية بحبك له... لكنه.....
"لا يا لبنى... لا... لا تصدقي ذلك...
الرجل الذي يحب يختلف عن هذا...
لا تقولي لي (مدينتين) و الرجل الذي يضحي بتواجده مع حبيبته لأجل سعادتها...
علمي عن الرجل الذي يحب أنه يكافح لأجلها... يقلب الكون لأجلها...
دكتورك هذا لم يفعل،
بحث عن الطريق السهلة و انطلق بها...
حمل و ثقل و بلا بلا بلا...
كلها كذبات ذكورية متقنة...
أنك تستحقين رجلا يزلزل الأرض لأجلك... رجل يحرك الدنيا لأجلك... رجل عاقل، لكنه يتحرر من عقله كله لو خسرك...
لذلك هذا الدكتور، هو آخر رجل تستحقيه!"
"هذا خيالي أختي... هذا خيال...
لا يمكن أن أجد عنترة أو امرؤ القيس حتى...
لا يمكنني أن أجد فارسا يقاتل لأجلي وحوشا أو حتى طواحين...
كل ما أردته
هو رجل يحبني و أحبه... ركن دافئ لأجلنا... يفهمني و أفهمه... يدعمني و أدعمه... يسندني و أسنده... رجل يعرفني و أعرفه... رجل لن يكون كبيرا علي لدرجة أنني لن أحتويه قط بعيني... أريده أن يراني وحدي و أراه... و عندما نكبر، و لا يبقى لنا إلا سوانا، أريده أن يراني أيضا و أراه!
"
لأنني الآن لا أستطيع أن أكذب على نفسي... لا أستطبع أن أحلم بنفسي وحدي... لقد أخذ قلبي منذ ان رأيته بالجامعة... منذ أن رأيته ينظر إلي بنظرات خاصة... يعاملني معاملة خاصة... يتفرغ بكل طاقاته لأجلي... منذ ذلك الوقت، و أنا أصبحت أترك نصفي حلمي لأجله... أشركه معي في كل حلم و تفصيل و خطوة... و هنا هو خبيث، لأنه استكثر هذا علي!"
روووووووووووووووووووووووو ووووووووووووووووووووووووو وووعة الحوار بين الاختين المنكوباتين تبهريني بكلمات بسيطة تسللتي الي اعماقهما وكشفتي الم ووجع الاختين
هذه يجب أن تكون خبرة تضاف لرصيد حياتك... صدقيني قريبا ستصنعين حلما جديدا و خطوة جديدة و فكرة جديدة مع شخص جديد يستحق... ستكونين بجوار رجل يملك أحلامك و أفكارك و خيالاتك... سيطهرك منه بالكامل، و تصبحي خالصة نظيفة من دون رواسب من بقايا الآخرين... ستكتشفين وقتها كم كنت غبية لأنك ذرفت كل هذه الدموع لأجل الرجل الخطأ... ستضحكين ثم تبتسمين لأجل غدك... لذلك ابكي الآن أختي... و بعدها أغلقي صندوق ذكرياته و ألقيه في مكان بعيد عنك.
:
Ts_012:
قررت ألا أرتبط أو أفكر أو أرى أي رجل بعد الآن... فعلا كلامك صحيح... لكن أضيف أنني اكتفيت... اكتفيت من كل الغباء العاطفي... لذلك سأبقى معك هنا و نتسامر وحدنا و نجلس وحدنا و تخلى جلساتنا من الذكور الخبيثين!"
شعرت بأختها تتصلب لكنها كعادتها لم تتحدث...
لم تحتج للكثير من الذكاء لتعرف...
سلام تعيش على حساب اختها... تتبنى أحداث يومها و تتخيل نفسها سيدتها...
شعرت بحسرة داخليه عليها لكنها لا تقوى على القول... فالقول يعني نكت الجرح فقط للتسلية دون تطبيب او تطهير...
سلام نتاج للاذعان و التراخي و الضعف و محاولة كسب رضى الآخرين...
و النتيجة أنها باتت تعاني من شبه رهاب من الخروج من المنزل... فلا تتواجد في أي مناسبة و لا تخرج حتى للتسوق و لا تجد أية راحة في تواجدها خارج المنزل...
و كلما طالت مدة الخروج كلما زاد توترها، لكنها تقمع اظهاره لكي لا تضايق الآخرين...
لقد ظلمها محسن كثير... فعلا هي أكثر من نالت فيهن الظلم!
تنهدت و هي تبتعد عن حضنها و الفجر يصدح