آخر 10 مشاركات
آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          165 - السجانة - كيت والكر .. ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          254 - أين ضاعت إبتسامتى ؟ - كارول مورتيمر ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          378 - جراح تنبض بالحب - ساره وود((تم إضافة نسخة واضحة جداااااااا)) (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          1051 - العروس الاسيرة - روزمارى كارتر - د.ن (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أغنية التمنيات -إيما دارسي - عبير الجديدة(عدد ممتاز) (الكاتـب : Just Faith - )           »          74 - زهرة النسيان - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : فرح - )           »          أمِـير الأحْـلَام - فانيسَا غـرَانت - عَدَد ممتاز (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-12-16, 11:09 AM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 شارع القصر بقلم /حامد موسي بشير،سودانية(مكتملة)






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

(( شارع القصر ))

بقلم /حامد موسي بشير



قراءة ممتعة للجميع ...






التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 05-11-17 الساعة 01:33 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-12-16, 11:23 AM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

رابط لتحميل الرواية



(شارع القصر )

-أنا -
أنا أكره الطائرات ..
هكذا فكرت ، وقررت والطائرة تنحدر بنا نحو مطار الخرطوم .. ومالذي سيجعلني أحبها ؟ مثانتي ممتلئة حتى حوافها والإهتزازات تزيدها إشتعالا ولكنهم بمنتهى اللامبالاة بحقوق الإنسان قرروا أن : أربطوا الأحزمة وأمتنعوا عن التدخين .. كل ما هو جميل ممنوع داخل الطائرة بالمناسبة .الساعة الثانية عشر ظهرا تلمس عجلات الطائرة مدرج المطار الوحيد ، تجري بحرية مستمتعة بذلك الأسفلت النقي الخالي من المطبات ، الذي حرمت منه جميع سيارات البلاد ، ثم تستدير لتلقي بحملوتها .فتحت هاتفي المحمول لأطلب رقم صديقي طارق الذي من المفترض إنه الآن داخل صالة الإستقبال في إنتظاري :
- أنا وصلت إنت قاعد في الصالة ؟
- حمد لله على السلامة ، أنا منتظرك
على مرايا صالة الوصول رحت أتأمل وجهي المرهق من السفر وإمتلاء المثانة ، وجه شخص مستعد لدفع نصف عمره مقابل العثور هنا والآن على حمام .. داخل الصالة ووجدت طارق وهو يمسك بلوحة كبيرة كتب عليها بالحبر الشيني : أمين ، إبتسمت في قرارة نفسي من هذه المزحة من شخص هو مزحة في حد ذاته بحجمه الضخم وملامحه الطفولية .. فتح ذراعيه على إتساعها وهو يهتف :
- أبو اللمييييين مشتاقين والله
لديه عناق في السلام بوسعه تحطيم أضلاع فيل ، وأنا يا سادة كنت ممتلئ بمعنى الكلمة ولا ينقصني أي ضغط لأنفجر لذلك إبتعدت عنه مسافة متر كامل وأنا أقول متوسلا :
- كلو إلا سلامك البايخ ده يا طقطق أخوك في مرحلة حرجة والله
بنظرة واحدة لوجهي فهم ماهية المرحلة الحرجة التي أتحدث عنها ، وضحك ملء شدقيه وهو يشير لإتجاه الحمامات .. نادرون هم الأصدقاء الذين يفهمون حوجتك للحمام بمجرد النظر لوجهك .. لو عثرت على أحدهم فلا تفرط فيه .. وحين عدت إليه بعد عشر دقائق كنت منتعشا بإحساس فراغ رائع جعلني أضع يدي حول كتفيه العريضين ونحن نمضي خارج المطار وأنا أقول متأملا الشوارع والبنايات :
- أخيرا عدت للوطن ، حمدا وشكرا لك يارب
قال لي طارق وهو يشير لأقرب صاحب عربة أمجاد لتوقف :
- ما حابي أحبطك يا أمين بس حبيت أفكرك إنك كنت في الغرب وليس في سنغافورة
قلت له وأنا أحتل مقعد الأمجاد :
- عارف ياخ
قال لي مستمرا في إحباطه :
- وعارف كمان إنك خليت الشغل هناك وراجع فاكر الخرطوم جنة وحتفتح ليك أبوابها
الأصدقاء الذين يفهمون حوجتك للحمام يأتون دوما بثمن باهظ وهو إنهم محبطون وسليطو اللسان ولا حل لك لكي تعيش معهم إلا بمد لسانك لأطول مدى :
- بالمناسبة شايف كرشك زادت من يوم إتزوجت
ربت على كرشه بفخر كما يفعل كل سوداني أصيل تقال له الجملة أعلاه وقال لي مبتسما ما يجب أن يقال :
- ده العز يا أبو اللمين
قلت له بصراحة شديدة :
- الحاجة الأنا عارفها وعارفنها الناس كلهم هي إنو البطن البتكبر بعد العرس بفترة هي بطن العروس لكن إنت أول إستثناء للقاعدة يقابلني في حياتي
ضحك سائق الأمجاد بشدة وكظم طارق غيظه ندما على مجاراتي في حوار يعرف تماما إنه سيخسره لذلك غير الموضوع بسرعة وهو يقول :
- حنوصل البيت تاخد ليك حمام وتاكل وبعدها نطلع على المستشفى
إستعدت جديتي بسرعة وأنا أعتدل متذكرا أهم أسباب عودتي .. مرض صديقي مصطفى .. سألته :
- الزول ده حاليا حالتو كيف ؟
صمت لحظات تغيرت فيها هيئته المرحة تماما ، وعبرت سحابة قاتمة وجهه وهو يقول :
- الحمد لله على كل حال يا أمين .. أمس نقلوه من المستشفى ونحن ما حنمشي ليهو في مستشفى الشعب
سألته بقلق :
- نقلوه وين ؟
صمت لحظات بلع خلالها ريقه وقال :
- المركز السوداني للعلاج النووي
نظرت له متسائلا أكثر ، فقال بإختصار دون أن ينظر لوجهي :
- مستشفى الذرة
( يتبع )



التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 15-12-16 الساعة 03:34 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-12-16, 11:26 AM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شارع القصر
2

-حطبة –
في النهاية الغربية لشارع القصر تقع كلية الطب .. ضخمة ، مهيبة كما ينبغي لها أن تكون بمبانيها التي تمتزج فيها الأثرية بالحداثة والخضرة وروادها نجباء البلاد .. تعال لنعبر البوابة الضخمة إلى الطريق الداخلي الذي يزينه نخيل الزينة ذو السيقان البيضاء الطويلة الملفوفة كسيقان عارضات الأزياء ، على يمينك هناك ممر واسع يربط الكلية مع كلية الصيدلة وأشجار كثيفة تناثرت فيها المقاعد التي تناثر فيها الطلبة بين منكب على مرجع كبير وبين منكب على جبينه في الهوى .. فجأة تتعالى الهمسات وتتحول لكلمات مسموعة :
- ركن النقاش بدأ وحطبة قاعد يتكلم
تعالوا معي لركن النقاش ، أكثر مكان لإخراج الدخان الأسود من الصدور وتطهير النفس .. هنا يمكنك أن تشتم الحكومة والمسؤليين فردا فردا .. هنا يمكنك أن تهاجم خصمك وجها لوجه وتفحمه أمام الجميع ، هنا حيث كل سلاح مباح وكل ما لا يقال ، يقال .. يلتف الطلاب في شكل دائرة شبانا وفتيات ، في وسط الدائرة هناك كرسي قديم عليه ورقة كرتون مكتوب عليها ركن نقاش الجبهة المتحدة الساعة 2 ظهرا ، وجواره وقف حطبة .. نحيل جدا ذو شعر كثيف أكرت ونظارة طبية كبيرة وفانلة رمادية على ظهرها صورة جيفارا وبنطلون جينز قديم يبرز طرف علبة السجائر من جيبه الضيق ، بإختصار كل مافيه يصرخ : أنا يساري .. حطبة طالب المستوى الرابع في كلية الطب الذي يعرفه الجميع وتعرفه المظاهرات وأقسام الشرطة ومقرات جهاز الأمن وندوات المثقفين .. سليط اللسان واسع الثقافة حاد الذكاء وسريع البديهة ، كل من إتخذ ركن النقاش مهنة ( ويسمونه ركاني) يخشى الوقوف أمامه ، في هذه اللحظة كان يقف ليتكلم بصوته الواثق :
- حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي .. وطن شامخ وطن عاتي ..وطن حدادي مدادي ، وطن خير ديموقراطي ، وطن مالك زمام أمرو ومتلهب وهج جمرو ..
إلتهبت الأيادي تصفيق افصمت لحظة ألتقط خلالها أنفاسه وسط التصفيق الحاد من الطلاب الذين كانوا يرددون معه المقطع ، ثم رفع يده يطلب الصمت وبدأ الكلام :
- السادة شرفاء الحركة الطلابية ، طلابا وطالبات ...
وأبتسم إبتسامة ساخرة وهو يجول نظره في الوجوه وأكمل بدون إكتراث :
- وضيوف أكارم من جهاز الأمن .. تحية طيبة وبعد ، خلونا نخش في الموضوع مباشرة بدون لف ودوران : لماذا يجب أن يسقط طلاب الحزب الحاكم في إنتخابات الإتحاد ؟ أعزائي الطلبة .. معظمكم عندو عيون هي صحيح تعبانة من القراية الكتيرة ومعظمكم لابس نظارة زي كده – إبتسم وعدل نظارته وواصل : لكن حتى العميان قادر يشوف الحال الوصلت ليهو بلدنا من تفكك وفساد وحروب وفقر .....
واصل حطبة خطبته النارية بينما عيناه تجولان بدون تركيز بين المتابعين حتى أستقرت على وجه وجدان طالبة السنة الثالثة فأبتسم إبتسامة خفيفة وواصل كلامه .. وجدان .. وجه جميل بدون مساحيق وشعر معقود في ذيل حصان جذاب وطرحة مستقرة على الكتفين بلا وظيفة .. بالنسبة لها كل رجل ليس نحيلا ويرتدي الجينز والنظارة الطبية ويتكلم كحطبة فهو ليس برجل في نظرها .. بعد ركن النقاش الحامي الذي مزق فيه حطبة كل من تدخل من طلاب الحزب الحاكم إنتحت معه في ركن ظليل وأمسكت بذراعه وهي تقول :
- ضرب تحت الحزام يا معلم .. كنت هائل يا ياسر
أشعل حطبة سيجارته ونفث دخانها بإستمتاع وهو يشير ساخرا لشخص جالس في مكان غير بعيد عنهما :
- أنا دائما هائل يا حبيبتي وإلا ما أستحقيت الأخ ده يراقبني أربعة وعشرين ساعة
ألقت نظرة قلقة على الشخص ثم همست :
- بس أعمل حسابك وما تاخد الموضوع بعدم جدية شديدة
- خلينا منو .. أها عاملة شنو مع القراية ؟
إبتسمت مجيبة :
- كويسة بس الكلام فيك إنت يا سنيري العزيز الماقاعد تقرأ وإنت في أصعب سنة في سنوات الطب
هز حطبة كتفيه لا مباليا وغمغم :
- مقدور عليها زي كل سنة ، بس تخلص من الواقفين لينا في حلقنا ديل وننضف إتحادنا منهم أول حاجة
نظرت وجدان عبر سور الكلية ذي القضبان الحديدية المربعة حيث كان هناك أحد المتشردين ينظر عبره إليهم مباشرة وقالت مبتسمة :
- الشاب الظريف الظريف البراقبنا ده برضو تبع الجماعة ؟
ضحك حطبة حتى خنقه دخان سيجارته فسعل بشدة وأطفأ سيجارته ، فأسرعت هي تناوله زجاجة مياه ومنديل تناولهم منها شاكرا ثم كافأ نفسه بإشعال سيجارة جديدة وهو يغمز لها قائلا :
- أسمعي رأيك شنو تجي نطلع القاعة الجديدة ؟
تلفتت بخجل وهي تتذكر ما يعنيه هذا ، ثم همست له :
- يلا
( يتبع )



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-12-16, 11:28 AM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شارع القصر
3

- أنا –
سرطان ..
الكلمة الرهيبة بكل ثقلها وجبروتها الذي أعجز الأطباء، تجسدت أمامي وأنا أقف جوار سرير مصطفى . الأنابيب كانت تدخل وتخرج من وإلى جسده بحرية حاملة إليه مايلزم ليعيش ومخرجة منه مايلزم ليعيش أيضا .. سرطان .. التمرد الخلوي الشيطاني الذي حين يبدأ فإن نهايته معلومة مهما كابر العلاج الكيمياوي والإشعاعي .. كنت أنا أبكي بداخلي بصمت ... أنا الذي ظننت إن مشاعري قد ماتت وقلبي قد تحجر من هول مارأيت في غرب البلاد ولكن مشهد مصطفى هدم جدارا صلبا بداخلي .. خمسة وعشرون عاما هي عمر صداقتنا ، أي مذ كنا في الخامسة .. دخلت إلى الروضة قبله بيوم فبكى ليلحقني في اليوم التالي ، شققنا طريق الدراسة سويا .. كنا نرسب في نفس المادة وتقريبا بنفس النتيجة مما يجعلنا نضحك بدلا من الحزن .. هربنا معا من المدرسة كثيرا في الثانوي ، ولعبنا الكرة معا وغازلنا الطالبات معا وشربنا السجائر لأول مرة معا .. مصطفى .. درجة واحدة وسبعة من عشرة من الدرجة فرقت بيننا في الجامعة .. درجة واحدة وسبعة من عشرة من الدرجة رمت بي في مدينة وهو في مدينة أخرى ..أجلس جوار سريره وأنا أتذكر جلستي جوار سرير أبي قبل رحيله .. كنت صغيرا حينها ولكني مددت يدي وأمسكت يد أبي كما في الأفلام وأغمضت عيني .. الحلم الطفولي القديم بأن تسري الصحة والشفاء مني إليه وينهض .. ولكن أبي لم ينهض .. الآن أمد يدي لأمسك بيد مصطفى وبداخلي يتردد نفس الحلم .. إنهض يا مصطفى .. أستطيع شفاءك بيدي يا صديقي ولكنني لست المسيح .. سمعت صوت خطوات من خلفي ثم صوت الممرضة وهي تقول :
- يلا يا أستاذ خلي المريض يرتاح
أترك يده وأنا أخرج .. اليد التي كانت في كامل عافيتها وهي تقرأ معي الفاتحة في ديوان منزلهم وأنا أخطب شقيقته مي .. اليد التي تزينها الآن فراشة محاليل قبيحة يبدو الدم ظاهرا في طرفها .. أخرج لفناء مستشفى الذرة متأملا مبانيه الرمادية الكئيبة ، لأجد طارق واقفا ليقودني للخارج أسفل إحدى الأشجار ، يقول لي :
- ضربت لحطبة لقيتو قاعد في الكلية ، كان عندو ركن نقاش لكنو حيجي بعد شوية
جلست على بنبر صغير دائري الشكل أسفل الشجرة المواجهة للمستشفى والتي تتطل على شارع القصر وكلية الطب .. موقع مثالي لبائعة شاي .. أشعلت سيجارة لأنفث معها ذلك الشعور المقبض بداخلي وأنا أفتح زرا في قميصي مستجلبا هواءا عصيا من بين أنياب حر العاصمة .. يمر الزمن بطئيا وليس لنا غير الدعاء .. ثم دوى صوت الصراخ مختلطا بصوت سارينة الإسعاف .. أبدا لن يفارق ذلك اليوم خيالي ما حييت .. مشهد مي بعباءتها السوداء وهي تصرخ وأمها تسقط فاقدة الوعي .. شئ ما فر من صدر وغادره للأبد .. ظلام بدأ يكتنف الوجود من حولي .. أحاول النهوض والإسراع نحوهم .. ولكن جسمي خانني ..آخر ما أذكره هو صوت إرتطام وملمس سيخ البنبر الدائري وهو يعانق جانب أضلاعي ورجلي تضرب كانون بائعة الشاي ومنضدتها لتشتت السكر والأكواب .. مات مصطفى .. داهمتني تلك الحقيقة وأنا أفتح عيني .. لا لم أفتح عيني لأني كنت نائم .. لأني كنت أرى مصطفى واقفا أمامي وينادي :
- أمين .. أمين .. سوبر مينو
نعم هو مصطفى .. واقفا بكامل صحته .. شعره موجود ولم تغدر به يد الكيماوي ويداه خاليتان من الفراشات وسيور المحاليل .. هل ما يحدث حقيقي ؟ كيف وقد مات مصطفى ؟ قال لي مادا يده :
- سمعت أمنيتك
لم أدر ما أقول فواصل :
- لما كنت واقف جنب سريري ، وأنا في غيبوبة سمعت أمنيتك ..
لم أدر ماذا أقول ، فقال لي :
- هات يدك
مددت يدي فلم يلمسني ولكنه إبتعد وغاص وسط ضوء ساطع ووجهه لايزال يبتسم .. تمدد الضوء مثل فقاعة الصابون وأقتربت هالته من أطراف يدي الممدودة وبينما يتلاشى الضوء شعرت بتنميل شديد في أناملي ، رددت يدي إليّ ولكن التنميل لم يزول صحت بإسمه .. مصطفى .. صفصف ..تلاشى الضوء والموجودات وفتحت عيني لأجد نفسي راقدا على سرير وجواري شخص نحيل بنظارة طبية ، همس لي حطبة :
- الدوام لله يا أمين .. شد حيلك ويلا نمشي البيت نلحق الجنازة
رأسي كان يصرخ من الصداع ، وأضلاعي تؤلمني بشدة ولكن الحقيقة الماثلة أمامي كانت أكثر إيلاما بكثير .. نهض حطبة وربت على كتفي وغادر الغرفة بينما جلست أنا على طرف السرير .. جاء طارق ليجلس جواري صامتا فسألته :
- الجنازة جهزوها ؟
- تقريبا ، قوم عشان تلحق
حاولت النهوض فصرخت أضلاعي وشعرت بمخي يرتج داخل جمجمتي .. ثم كان هناك هذا التنميل العجيب في أطراف أناملي .. تنميل واضح كأنني مسست مجال كهربي لتيار ضعيف .. وضعت يدي حول صدغي لأضغط على جانبي رأسي .. زاد التنميل وشعرت به يخترق رأسي نفسه .. يغوص في مخي لثوان ثم يرتد راجعا بدون أثر للصداع !!! نظرت لأطراف أناملي المنملة غير مصدق .. كانت صدفة ، نعم مجرد صدفة .. مددتها مرة أخرى ولمست بها أضلاعي .. كان هناك مايشبه تيار الكهرباء الإستاتيكية يغمر صدري .. تنميل يمتد من جانبي صدري ليحيط بكل قفص الصدري ثم يرتد لي مزيلا ألم الأضلاع ...
جلست ذاهلا محدقا بيدي وفي رأسي كلمات مصطفى :
- سمعت أمنيتك



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-12-16, 11:31 AM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شارع القصر
3

-الملك -
يقولون إن شارع القصر يبدأ من حيث يعمل الرئيس وينتهي حيث يعمل الملك .. وهو كان الملك بلا منازع في شارع القصر .. بقامته الطويلة النحيلة وملابسه الرثة كان يمشي حاملا علب المناديل بين صفوف السيارات الطويلة في شارع القصر .هذه ليست مهنته بل هو يحتقرها ولكنها واجهة هامة له سنعرفها بعد قليل .. تتلون إشارة المرور بالأحمر الناري فتتوقف قافلة السيارات .. صفوف طويلة على مد البصر وسط حر جهنمي لا يطاق تنفرد به العاصمة دون سائر المدن . تسعون ثانية كانت مدة توقف إشارة المرور .. تسع وثمانون يتحرك الملك .. يمشي بتمهل بين الصفوف عارضا علب المناديل الورقية على أصحاب العربات شفتاه ، تبتسم لهم وعيناه تجولان بسرعة داخل كل سيارة .. صاحب الأكسنت البيضاء يتكلم بهاتف (أيفون) حديث ويضعه جواره .. السيدة التي تجاور راكب البرادو الرمادية تضع حقيبتها الفاخرة جوار النافذة .. أربع سيارات أخرى يضع أصحابها هواتفهم بإهمال بجوارهم .. ثلاثون ثانية يكمل الملك مشواره ذهابا ثم يعود إيابا بسرعة شديدة وهو يسابق ثواني إشارة المرور .. ثلاثة أثنان واحد تتحرك السيارات ببطء بينما يتحرك هو كالرصاصة .. يده تمتد بسرعة وإحترافية لتجذب حقيبة السيدة ثم يقفز ليلتقط الهاتف الأيفون وثلاثة هواتف أخرى .. المفاجأة مع التوقيت شلت الضحايا وأبواق السيارات التي تطالبهم بالتحرك جعلتهم عاجزين عن التصرف وهو ما أحسن الملك إستغلاله ليختفي بسرعة البرق .. خمس عشرة ثانية هي مدة العملية .. لقد تفوق على نفسه هذه المرة والغنيمة كانت تستحق حقا .. رمى علبة المناديل بإحتقار وغربل الحقيبة الصغيرة بسرعة وإحترافية ليخرج منها هاتف محمول حديث ورزمة من النقود ثم ألقاها في أقرب صندوق قمامة .. دار دورة واسعة مبتعدا عن الشارع .. في الطريق أغلق الهواتف كلها ورمى بشرائح المكالمات وقدر القيمة الحقيقية لكل واحد منها ثم القيمة الحالية حين يبيعه كجهاز مسروق والتي تبلغ أحيانا نصف القيمة الفعلية .. ذهب مباشرة لمحلات ( عبدك) للهواتف ، وبعد دقائق خرج وجيبه منتفخ وإبتسامته تملأ فمه ، سيذهب من هنا لكافتريا ( نون ) ليتناول وجبة دجاج فخمة كمكافأة لنفسه ثم سيذهب بعدها لشراء بنطلون جينز رآه وأعجبه هذا الصباح ، وبعدها سيذهب ليزور ملكته .. نعم ملكته فهو ملك ولا بد له من ملكة ولأن له نفس فنان فهو لا يختار عشوائيا .. لم يختر أي فتاة من فتيات الشوارع ولا من غير الشوراع .. تعالوا لتروا إختياره .. هاهو يعود لشارع القصر من الجهة الغربية يحوم حول أسوار كلية الطب ناظرا عبر أسوارها إلى الداخل .. يمسك بالقضبان ويتأمل تلك الجميلة ذات ذيل الحصان والوجه الخالي من المساحيق التي تضع الطرحة على كتفها وتجلس مع فتى نحيل بنظارة طبية وشعر مفلفل يدخن بشراهة ويبدو سخيفا في نظره .. هي التي وقع عليها الإختيار لتكون الملكة وهي من منحها قلبه حتى وإن كانت لا تدري بوجوده .. يراها كل يوم ويعرف كل تفاصيل حياتها في الكلية .. تأتي في الصباح بسيارة ( هايس) للترحيل مع صديقاتها ، مرحة للغاية وكثيرة الهزل .. تدخل للقاعة في الساعة الثامنة والنصف وتخرج منها بعد ساعتين للكافتريا حيث تلتقي بذلك الشاب الذي يكرهه ويجلسان معا .. الشاب يبدوا مهما لأنه يراه يخطب في الحشود كثيرا .. لا يعرف إسمه ولا يعرف إسم الفتاة ولكنه قرر اليوم إنه يجب أن يقترب أكثر من عالمها ليعرفها أكثر .. ما هو أكثر شئ يمكن أن يمنحك معلومات عن إنسان لاتعرف؟ ما هو الشئ الذي يحمل فيه هواياته وأصدقائه وصوره وحسابه على الفيسبوك ؟ الجواب بسيط وهو متخصص في سرقته .. هاتفها .. الساعة الرابعة عصرا رآها تخرج من الكلية نحو سيارة الترحيل وهي تتكلم بالهاتف .. ثلاث ثوان فقط تكفي الملك لتنفيذ هذه العملية الصغيرة .. يجري مسرعا ليمر جوارها كالريح ويختطف الهاتف بدقة شديدة ثم يثب في فتحة الصرف الصحي التي يحفظ شبكتها كما يحفظ إسمه .. لا بد إنها صرخت من المفاجأة ولكنه لم يسمع صرختها حتى بسبب سرعته .. يعدو عبر الممرات القذرة ليخرج بعد نصف كيلومتر جوار موقف الحافلات والسكة حديد في بقعة كثيفة الأشجار .. يرتمي تحت الشجرة منهكا ومبتسما وهو يحتضن الهاتف ويفتحه متطلعا للصور والرسائل .. نعم إسمها جميل كما تخيله دائما ..
وجدان ..
(يتبع )


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-12-16, 11:32 AM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شارع القصر
4

- حطبة –
سقطت قنبلة المولوتوف الأولى وسط الطالبات تماما ...
ركن النقاش الناري الذي أشعله حطبة بعد ساعات قليلة من خسارة طلاب الحزب الحاكم للإتحاد أشتعلت فيه النيران بحق وحقيقة ، صرخات فزع وعدم تصديق من جانب الفتيات ، ثم حدث الهجوم .. عشرات من الطلاب الذين يحملون السيخ والسواطير هجموا على ركن النقاش .. قنبلة مولتوف أخرى أنفجرت وأنتشرت النار حولها بسرعة والسواطير تؤدي عملها ببراعة بتناسق تام مع السيخ فوق روؤس الطلاب العزل .. حطبة الذي أعتاد على المظاهرات والضرب لم يصدق أن تبلغ وحشية بعض الطلاب حد ترويع الفتيات بقنابل المولوتوف .. صاح بأصدقائه فتجمعوا وحملوا الحجارة ليدافعوا عن أنفسهم وهم يصرخون :
- أطلعوا بره يا كلاب
أين وجدان ؟ تساءل حطبة بلوعة وهو يعدو متلفتا بين قطيع الفتيات المذعورات .. كانت ساقطة أسفل أحد الحوائط واضعة يديها حول أذنيها وهي تصرخ وأمامها يقف أحدهم ملوحا بسيخة .. صرخ حطبة وجرى نحوها بيديه العاريتين ، إلتفت إليه الشاب ولكن حطبة إصطدم به بقوة ليطيح به للجدار .. طارت السيخة وسقطت على الأرض مصدرة رنينا مخيفا ، إنحنى نحو وجدان وأمسك بكتفيها قائلا بجزع :
- وجدان .. إنتي كويسة ؟
صوت أقدام من خلفه ، ثم ضربة قوية على رأسه جعلت العالم يهتز ويختل ويتحول للون الأحمر .. وجدان تصرخ والدم يتدفق من رأس حطبة وهو يتهاوى أرضا وحوله يتجمع حملة السواطير كما تتجمع الضباع حول الغزالة الذي أنهكها الجري والعض .. وبين الوجوه المشوشة يرى ذلك الشخص الذي يراقبه دائما وهو يبتسم بسخرية ، ثم أرتفعت سيخة أخرى ونزلت لترسله لعالم الظلمات .. قال لهم المتتبع :
- ده زعيمهم ، أرفعوه في العربية
أشار أحدهم لوجدان المصدومة بطرف سيخيته :
- ودي ؟
نظر إليها الرجل نظرة طويلة مسحتها مسحا من شعرها الناعم الطويل مرورا بكل تفاصيل جسدها .. هبط على إحدى ركبتيه وأمسك بذيل الحصان المتمرد ، وجذبها إليه بقوة قائلا :
- وجدان البرلومة .. الحلوة العاملة فيها شيوعية وتابعة السيد حطبة زي المرأة الواقفة وراء كل رجل عظيم .. إنتي فاكرة إنو نحن ما متابعنك ؟
ضحك الواقفون معه كأنهم يسمعون نكتة ، فأكمل هو :
- قايلانا ما عارفين بتطلعوا القاعة الجديدة التحت التشييد ليه ؟ أحسب ليك عدد القبلات الإتبادلتيها مع حطبة من أول يوم القاعة أتعرشت فيهو ؟
نظرت إليه بعيون محتقنة تجمدت فيهما الدموع ثم تحول كل حزنها وغضبها لبصقة كبيرة أطلقتها نحو وجهه .. بسرعة البرق إرتفعت يده لتهوى بصفعة مدوية على خدها أطاحت بها لتسقط جوار حبيبها .. قال لهم وهو ينهض و يمسح موضع البصقة :
- أرفعوهم الإتنين ، وال(....) دي الليلة حتتمنى لو أمها ما ولدتها
مع آخر حروف كلماته عبرت طوبة كبيرة سور الكلية لتضربه في ظهره مباشرة ، ثم أنهالت الحجارة عليه وعلى رجاله من الطلاب ومن مصدر مجهول خارج الكلية .. بتكتيك سريع إنسحبوا نحوا سيارتهم وركبوها بسرعة وفتحوا المجال لمن يليهم .. شرطة مكافحة الشغب .. تحت ستار من الدخان المسيل للدموع إقتحموا الكلية .. تفرق الطلاب بين السعال والدموع وأنطلقت الخراطيش السوداء الثقيلة لتشوي ظهور وروؤس من تجدهم في طريقها .. ومن بين الدخان وثب شبح طويل ونحيف عبر سور الكلية .. تخفى بين الأشجار حتى وصل لمكان وجدان وحطبة الفاقدي الوعي .. كان هناك خيط من الدم يسيل من رأس حطبة ليغمر الأرض ولكنه تجاهله وأنحنى ليحمل وجدان بين ذراعيه ويسرع بها مبتعدا من بؤرة الدخان الخانق المسيل للدموع .. أرقدها أسفل إحدى أشجار النيم ووثب لأعلى ليكسر فرعا كبيرا فرد أوراقه على وجهها ليحميها من الدخان .. إلتفت للوراء حيث رجال الشرطة قد رجعوا لسياراتهم ، ثم تأملها للمرة الأخيرة وهي نائمة .. كانت كملكة كما حلم بها .. أدخل يده في جيبه بهدؤ وأخرج هاتفا محمولا أدخله في جيبها ثم نهض بسرعة وقفز عبر سور الكلية نحو شارع القصر
(يتبع )
ملحوظة : معظم أحداث هذا الجزء حقيقية


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-12-16, 11:34 AM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شارع القصر
5

- أنا –
ذلك التنميل سيصيبني بالجنون ..
لايريد أن يختفي مهما حصل .. أنام وأصحو ، أدعك أناملي ببعضها ، أغمرها بالماء وأمسحها بالكحول ولكن بلا فائدة .. لن يزول .. لقد صار جزءا مني ، جزء يخيفني التفكير فيه .. هكذا فكرت وأنا أدخل منزل أهل مصطفى بعد أسبوع كامل على رحيله .. الزهرة السمراء التي ترتدي العباءة الدائمة بوجهها الرصين المحتشم الذي سأقضي معه بقية حياتي ، كانت بإنتظاري ، بائسة وذابلة .. مي .. طالبة الشريعة والقانون الوقورة التي تمت تربيتها لتكون أما وسيدة منزل فاضلة والتي أهداها لي مصطفى لأنه لا يعرفني كما يعرف نفسه .. سلمت عليها ودخلت على والد مصطفى في غرفته .. كما عهدته جالسا هناك منذ عشر سنوات بقدم ميتة غدرت بها جلطة قديمة ووجه هو وجه صديقي لو مد الله في عمره ثلاثون عاما أخرى .. يده اليمنى تتحرك بصعوبة مما ضاعف عليّ المواجع .. هذا رجل فقد للمرة الثانية يده اليمنى .. إبنه .. سلمت عليه وجلست جواره عاجزا عن قول أي شئ ، ففتح لي هو الباب سائلا :
- أها ما ناوي ترجع دارفور تاني ؟
إبتسمت إبتسامة باهتة بلا معنى :
- لا والله يا عمي كفاية تلاتة سنة
- لكن شغلك هناك كويس زي ماقلت لي
لن أقول له السبب الحقيقي الذي يمنعني من العودة ، يكفيه ما هو فيه ، لذلك تشاغلت بالضغط على أناملي محاولا وقف التنميل ، ثم خطرت لي فكرة غريبة فقلت له :
- عم عبدالله لسه يدك دي ما قادر تحركها زي زمان ؟
قال لي مبتسما بأسى :
- ياريت يا ولدي ، لا العلاج الطبيعي نفع لا الإسبرين نفع أهي قسمة ربنا
قلت له مادا يدي لأتناول يده :
- إنت عارف في واحد في الغرب علمني طريقة عجيبة خلاص لعلاج الشلل ده
إبتسم إبتسامة باهتة غير مصدقة :
- كدي جربها معاي يمكن تنفع
بحثت في جيبي عن حبة الباندول وسحقتها بين أصابعي بدون أن يراها وأخرجت يدي بالمسحوق الأبيض وقلت له وأنا أذيبه في كوب الماء :
- أشرب ده
مد يده اليسرى ورفع الكوب لفمه متشككا فأمسكت أنا بيده اليمنى وأطلقت العنان للتنميل .. شعرت به يزيد وينتشر حتى عم عبد الله شعر به وأرتجف .. في رأسي أرتسمت صورة لجزء من الثانية ثم تلاشت .. صورة لشئ يشبه الأخطبوط يهتز وتنطلق منه ومضات كهربائية .. ثم أرتد لي التنميل مع صوت عم عبد الله وهو يصرخ :
- الله أكبر
رفعت رأسي إليه فوجدته يلوح بيده اليمنى بحماس كأنه يكتشفها لأول مرة وعلى وجهه ذهول غير مصدق .. همس لي :
- أمين .. ده شنو العملتو ده ؟
- ده البتاع الشربتو إنت في الموية
- لا أنا قصدي الحاجة الطلعت من يدك إنت
صمت أنا عاجزا عن الإجابة ... هل أقول له إنني رأيت إبنك وأنا نائم وحين صحوت وجدت إن لدي قدرة على شفاء الأمراض ؟ .. لن يصدقني .. نادى هو :
- زينب .. مي .. تعالوا هنا
أسرعت إليه زوجته وإبنته فلوح لهم بيده اليمنى قائلا :
- بركات الشيخ أمين
لولا الحزن المسيطر على البيت لكانت الخالة زينب قد أطلقت زغرودة عالية .. رأيت بعين خيالي الزغرودة تتكون في صدرها ثم تموت ، وقال لي عم عبد الله :
- أمين جرب الحركة دي في رجلي يمكن تنفع
نظرت لي مي بنظرة لم أفهمها بكل ما حوت من رجاء وترقب وحيرة وإستغراب .. رفعت الغطاء عن قدمه الميتة التي صغر حجمها وأستحال شفاءها .. مددت يدي وأمسكت بها فزاد تنميلي .. صورة الأخطبوط تترد في ذهني .. ليس أخطبوطا بل شئ يشبهه رأيته في مكان ما ولكني لا أذكر .. بعد لحظات هدأ التنميل وعادت الرجل الميتة للحياة ووقف عم عبد الله القديم على قدميه ليحتضنني وهو يبكي .. الخالة زينب كانت تبكي ومن خلال كتف عم عبد الله مددت عنقي لأنظر لمي .. نفس النظرة على وجهها ولكن أضيف إليها نظرة جديدة تمنيت أن لا أراها .. نظرة خوف .. أردت أن أفتح فمي وأرادت أن تفتح فمها ولكن رنين هاتفي سبقنا ، فوضعته في أذني لأسمع الخبر المكرر الذي تعودت عليه خلال أربعة سنوات بصيغ مختلفة :
- أخوك حطبة مضروب وراقد في الحوادث
( يتبع )
ملحوظة : لايوجد أي جزء حقيقي في هذا الفصل



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-12-16, 11:36 AM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شارع القصر
6

- أنا -
شارع القصر من جديد ...
صرت أكره هذا الشارع وكل ما يرتبط به .. من بدايته جنوبا وحتى نهايته شمالا حيث يقبع سبب كل البلاء الذي أصاب هذه البلاد .. كل شئ فيه يذكرني بموت مصطفى .. مستشفى الذرة الرمادي الكئيب ، ومعمل إستاك الرمادي الأكثر كآبة بنوافذه الشبيهة بخلايا النحل .. شارع القصر من جديد ومنه إلى شارع الحوادث مع طارق الذي يحاول أن يلاحق خطواتي السريعة نحو مباني الحوادث .. قال لي وهو يلهث :
- براحة يا أمين الحوادث دي ما حتطير
- قالو حالتو خطرة يا طارق .. خطرة
كنت أضغط على أناملي وقلبي يدق من الخوف .. هل سألحقك يا حطبة ؟ .. كالعادة كان الزحام على باب الحوادث .. إسعاف تعوي وتقئ حمولتها وهرج ومرج بين عسكري الباب وأهل المصابين .. طلاب الكليات الطبية تجمعوا حول الشرطي بالعشرات يريدون الدخول .. إصطدمت في مروري بشاب نحيل يحمل مجموعة من علب مناديل الورق ولايبدو لي إطلاقا كطالب طب ولكنه كان مثلهم يتابع بشغف متمنيا الدخول ، إعتذرت له بسرعة فأبتسم في وجهي إبتسامة رزينة ولم يرد ، فوصلت للشرطي وقلت :
- أنا أخو المصاب ياسر
أفسح لي المجال لأدخل ساحبا معي طارق البدين .. بالداخل كان المشهد مثل آثار مابعد المعارك القديمة .. جرحى بالعشرات .. رؤوس فعلت فيها السواطير الأفاعيل .. أطباء المستقبل رقدوا هناك يئنون على المحفات وأهلهم حولهم .. تجاوزت كل هذا للداخل حيث يرقد حطبة داخل حجيرة قماشية طولها وعرضها متر في متر ونصف .. أمام الحجيرة رأيت وجدان .. وجدان الجميلة صديقة حطبة التي قابلتها من قبل .. لم تعد جميلة .. كان وجهها متورما كأن هناك من صفعها بقسوة وطرف شفتها السفلى عليه دم متجمد وعينيها بلون الدم والدموع .. كانت تقف هناك تبكي .. لم أفتح فمي بكلمة بل أزحت القماش ودخلت لحطبة .. أخي الصغير الشجاع .. كان راقدا ورأسه ملفوفا بقماش كثيف وعنقه وفأنلته ملطخان بالدم .. إلتفت لي الطبيب الشاب الذي كان منهمكا في صورة الأشعة فقلت له بسرعة :
- أنا أخوه
نظر لي لحظة مرتبكا ، ثم تشاغل بالصورة وهو يقول :
- الشاب ده حالتو صعبة شوية لأنو عندو إرتجاج في المخ وشق في الجمجمة
قلت له بطريقة هادئة :
- ممكن تخليني معاهو دقيقتين ؟
إنسحب بسرعة خارجا في نفس اللحظة التي وصل فيها ضابط شرطة شاب ووقف مع وجدان ليسألها :
- عندك فكرة عن أي واحد من الناس العملو كده ؟
ردت عليه بطريقة مباشرة وبدون مواربة :
- ديل طلاب الحزب الحاكم
قال لها بأسلوب مهني لرجل تعود على هذه الأشياء :
- أسمعيني يا دكتورة ، أنا عايز أسماء وصفات عشان أوجه ليها إتهام .. مابقدر أوجه إتهام لكيان هلامي إسمو طلاب الحزب الحاكم
مددت يدي ولمست بها رأس حطبة .. ياسر .. شقيقي الأكثر ذكاءا وإقداما .. منذ صغره وهو مختلف .. أفكاره تختلف .. قراءاته تختلف .. إهتماماته تختلف .. ياسر الذي كان ثاني الشهادة السودانية والذي رفض مصافحة نائب الرئيس في حفل تكريم الأوائل ، حتى وهو في ذلك العمر الصغير كان يكرههم .. يزداد التنميل في أصابعي ليحيط برأس حطبة .. أشعر به .. يخترق الشاش وطبقات الشعر الأكرت ليلتف حول الجمجمة .. يعيد لحام الشق ويربط بين جانبي الجراح التي شقها الساطور .. يعود لي وقد فتح حطبة عينيه ببطء ، ثم كان أول ما قاله :
- وين نظارتي ؟
نظرت لأصابعي ثم حمدت الله وقلت له باسما :
- حمد لله على السلامة يا شاب ، اليومين ديل يا أنا قايم من وقعة وانت جنبي يا إنت قايم وأنا جنبك
لم يجبني .. بدأ كأن الأحداث قد عادت إليه حين دخلت وجدان للحجيرة .. لولا وجودي لألقت نفسها بين ذراعيه ..رأيت ذلك في عينيها ولكنها إكتفت بالبكاء وهي تتمتم :
- ياسر ؟؟ إنت كويس ؟؟
عقد حطبة حاجبيه وهو ينظر لوجهها الدامي ، ولآثار الصفعة على خدها .. شعرت بكل ما يشعر به قبل أن يقوله ، وضعت يدي على كتفه وساعدته على النهوض .. دخل الطبيب الشاب للحجيرة وفتح فمه مذهولا وهو ينظر لحطبة ، فقلت له بسرعة :
- شكرا لعنايتك يا دكتور ، الزول ده بقى كويس ونحن طالعين
حاول أن يتكلم وهو يرفع صورة الأشعة ولكن غلبه ما يقول .. لن يعرف أحد حقيقة ما حصل وهذا يريحني بشدة .. نتجاوز المصابين وذويهم نحو باب الحوادث .. حطبة ينظر صامتا لآثار العدوان ولرفاقه الممدين هناك .. ليته يتكلم .. ليته يقول أي شئ .. وجدان تحاول أن تجعله يتكلم .. طارق يحتضنه محمدلا له السلامة ، ولكن حطبة لم ينطق .. منذ زمن بعيد يخيفني حين يسكت
لأنني أعرفه كما لايعرفه أي شخص آخر .. ينظر لوجه وجدان الدامي ، ثم بدون كلمة يتركنا متجها نحو باب الخروج
( يتبع )
ملحوظة : بعض أجزاء هذا الجزء حقيقية



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-12-16, 11:38 AM   #9

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شارع القصر
7

- الملك –
برغم كل شئ كان سعيدا ...
رغم الغاز المسيل للدموع الذي يمرح داخل جفنيه ، ورغم سيارات الشرطة المنتشرة أمام كلية الطب كان سعيدا .. ولماذا لا يكون سعيدا وقد حقق حلما ظنه يوما مستحيلا ؟.. لقد أنقذ ملكته وحملها بين ذراعيه وأبعدها من الخطر وأعاد إليها هاتفها بعد أن نسخ الصور عنده .. طوال حياته كان يحلم بمثل هذا السيناريو .. منذ سنوات عندما جاء للعاصمة كان يدخل لسينما الكولوزيوم ويعيش بخياله مع أميتاب باتشان في دور ( أجوبا ) وشاهنشاه ومارد .. الصعلوك المتشرد الذي يقع في غرام الأميرة ويقاتل الدنيا من أجلها .. اليوم هو قاتل من أجلها .. فقط كان يحز في نفسه شئ واحد .. ذلك الحقير الذي صفعها وأهانها .. لو كان الأمر بيده لوثب إليه ومزقه ولكنه كان محميا بالرجال والسواطير ، وشريعة الشارع علمته منذ زمن بعيد أن لا يهاجم من هو أقوى منه أو أكثر عددا .. يتمنى بينه وبين نفسه لو يجده لوحده ليعامله كما يعامل أميتاب زعيم العصابة في نهاية الفيلم .. سرح بخياله وهو يثب عبر الفاصل الأسمنتي الذي يشطر شارع القصر إلى نصفين متجها إلى الحوادث .. يجب أن يطمئن عليها .. كان يتمنى أن يرى تعبيرات وجهها حين تستيقظ وتجد هاتفها الذي سرق في جيبها .. يصل لباب الحوادث ليجد زحام الطلاب وأهاليهم .. صراخ وشجار مع العسكري :
- خلينا نخش نحن طلبة طب ودي بطاقاتنا
- يا جماعة أهدوا العندو قريبو يخش لكن انتو كده كتيرين وحتملو الحوادث جوه
يمد عنقه عسى ولعل يراها ولكنه يعرف أنه لن يراها .. هي الآن بالداخل جوار صديقها النحيل ذو النظارات .. ذلك الضعيف الذي سقط من أول ضربة .. يرتطم به شخص ما فيلتفت إليه ليجده شابا نحيفا متوسط الطول يتبعه شابا آخر بدين يسيل العرق على عنقه .. إعتذر له الشاب المتعجل ولاحظ إنه يفرك أنامله بطريقة غريبة قبل أن يتبادل حوارا سريعا مع الشرطي :
- أنا أخو المصاب ياسر
لا يعرف من هو ياسر ولكنه أستمر في البقاء أمام البوابة منتظرا .. إستند إلى حائط المستشفى وتابع بعينيه طوفان البشر الذي يعبر من وإلى شارع الحوادث .. أمامه المستشفيات الخاصة الضخمة والأنيقة حيث يعالج من إستطاع إليها سبيلا وخلفه المستشفى الحكومي الهزيل حيث يعالج بقية خلق الله .. سيارات الإسعاف تولول باعلى صوتها وباعة المناديل مثله يذهبون ويجئون بين الناس .. خليط من الناس من كل مكان .. قادمون من أقصى دارفور بمريض لم يجدوا له علاج هناك .. قادمون من أعماق حواشات الجزيرة ... من سهول كردفان .. من ضفاف البحر الأحمر وظلال النخيل .. يتفرقون بين غني يميل لشمال الشارع حيث العيادات والمستشفيات الخاصة وبين فقير يميل جنوبا .. قطع تأمله وجه رآه من بعيد يراقب مدخل الحوادث مثله تماما .. وجه ذلك الشخص المتتبع الذي صفع ملكته .. وحده تماما ييقف هادئا مستندا على عمود كهرباء مواجه لباب الحوادث ويدخن سيجارته بإسترخاء كانه لم يرتكب منذ قليل مجزرة لاتزال دماء ضحاياها دافئة .. لوحده .. لوحده .. لايوجد حوله أحد من رجاله .. ينظر ليده التي يمسك بها السيجارة .. اليد التي صفع بها الملكة .. التي التي جذبت شعرها ودنسته .. دمه يغلي وهو يستعيد تلك اللحظة .. يمد يده لجيبه ببطء حيث تستقر تلك المطواة الصغير الحادة ذات الزنبرك التي إشتراها من السوق العربي .. يضغط على الزنبرك ليخرج النصل داخل جيبه .. من باب الحوادث رأى ذلك الفتى النحيل صديق ملكته يخرج .. متى أفاق من ضربته وكيف لاتبدو عليه آثار الضرب ؟ رآه يخرج ويتلفت حوله ثم ينظر للعمود حيث يقف ذلك المتتبع .. لا لن يدعه يصل إليه قبله .. هكذا قال .. هكذا قرر .. ثم أنطلق .. مثل فهد نحيل أسمر .. بل مثل الرصاصة .. لا أحد من الواقفين في بوابة الحوادث أو من سائقي سيارات الأمجاد إستطاع أن يستوعب ما حدث .. لا أحد على الإطلاق .. فقط رأوا الملك وهو يطير ثم يعبر كالبرق أمام ذلك المتتبع .. لم ير أحدهم المطواة وهي تلمع في يده ... لم يراها أحد وهي تعبر بسرعة ودقة أسفل ذقن رجل الأمن الطلابي .. ربما مرت خمس ثوان كاملة قبل أن يفهم حطبة ما حدث .. خمس ثوان رأى فيها الدم يتطاير من عنق الرجل وعيناه تبرزان من محجريهما ثم يهوى أرضا .. خمس ثوان وأختفى الملك .. لم ينتظر حتى ليرى لحظة السقوط .. عبر الشارع على اليسار حيث ملاعب الكمبوني ثم وثب إلى إحدى الحافلات المتجهة للسوق ، نزل منها عند كافتريا نون ودخلها مارا عبرها لبوابتها الخلفية .. أخرج المطواة من جيبه ومسح عنها الدم ، ثم نظر لنفسه من بعيد في مرآة محل الحلاقة وأبتسم وأشار بيده في الهواء .. تماما كما يفعل أميتاب باتشان
( يتبع )



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-12-16, 11:39 AM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


شارع القصر
8

- أنا –
معظم الطلاب يعرفون ما هو ( جحر) التهامي ...
كل ما عليك فعله هو أن تعبر شارع القصر نحو الغرب وتضع فندق المريديان على يمينك ، ثم تسلك ذلك الشارع الضيق غربا حتى يسلمك لمجمع الفنادق .. هناك وسط تلك الفنادق الفاخرة تجد بابا صغيرا أسود اللون يصعب ملاحظته إلا لمن يبحث عنه .. أفتح الباب وأدخل من فضلك ومرحبا بك في جحر التهامي .. ممر ضيق عرضه متر فقط يقودك لصالة رحبة واسعة عالية السقف مزينة بالحصير المشغول يدويا ، وفي صدر الصالة شاشة بلازما كبيرة تعرض بلا توقف مباريات الدوريات الأوربية .. الكراسي البلاستيكية كانت تحف المكان وعليها يجلس الشباب أزواجا وجماعات تتوسطهم الحبيبة الغالية التي يأتون من أجلها إلى هنا .. الشيشة .. رائحة المكان هي رائحة المعسل .. أما في وسط الصالة تماما فهناك منضدة كبيرة عليها عشرات البرطمانات الممتلئة بالنعناع والقرفة والقرنفل ومبخرة كبيرة ينبعث منها بخور التيمان ليمتزج برائحة معسل التفاح صانعا مزيجا غريبا ، وحريفا يعود بك مهما أبتعدت لهذا الجحر .. دع أبخرة البخور تنقشع لتكشف لك عن وجه ( تقيسي ) الحبشية التي تصر على أن يناديها الجميع بإسم ( سارا ) .. ليس سارة كما ننطقها نحن بل كما ينطقها الأجانب بفتح الراء وليس تشديدها .. إلى جحر التهامي أتينا أنا وطارق وحطبة .. لم يدر بخلد طارق إلا هذا المكان للتسرية عنا بعد الجريمة البشعة التي وقعت أمام أعيننا قبل نصف ساعة .. حطبة لا يراها بشعة لأنه يعرف رجل الأمن القتيل .. حطبة لم يتكلم منذ خرجنا من بوابة الحوادث ، لهذا أخذناه معنا لهذا الجحر الذي إعتدنا على المجئ إليه منذ أكثر من سبعة سنوات حين كنا طلابا .. بصراحة أنا لا أحب صاحب المحل التهامي بوجهه السمين ولسانه البذئ وإفتخاره الدائم بسيارته الجديدة التي كانت في زمننا (كوريلا) ثم جعلها الآن (توسان ) .. هذا رجل يركب السيارات الفاخرة من الأبخرة المتصاعدة من الأفواه والأنوف .. دخلنا فرحب بنا بصوتها الجهوري :
- أهلااااااااااااان بحبايبنا النسونا بعد إتخرجو
صافحناه بتكلف وجلسنا ، قلت لحطبة :
- تشرب شنو يا ياسر ؟
أشار بيده أنه لايريد أي شئ ، فطلبت له قهوة وشيشة .. كنت أفهم مشاعره وما يدور الآن في ذهنه .. هذا رجل أهانوه وضربوه وصفعوا حبيبته .. كان يشعر بالإمتهان والضعف .. يشعر إن ظهره مكشوف لا يستند على أي شئ .. بإمكانهم في أي وقت أن يعيدوا فعلتهم .. يمكنهم قتله وإغتصاب وجدان لو أرادوا .. الشخص الذي يرمي قنبلة مولوتوف وسط الطالبات يمكنه أن يفعل أي شئ في الوجود .. لا أمان لك إلا أن تصمت وتعيش مثل النعاج .. صحيح إن الرجل تم ذبحه قبل أقل من ساعة ولكنه يعرف إنهم يملكون مليون مثله .. إحساس مرير شعرت أنا به مثله من قبل .. من بعيد تأتي سارا التي إسمها تقيسي وهي تتمايل مثل عمود البخور حاملة صينية القهوة لتضعها أمامنا .. صبي التهامي يأتي حاملا الشيشة ليضعها بيننا .. التهامي يتكلم مع الشباب بصوته العالي وكلماته التي يجب حذف تسعون في المائة منها للرقابة .. تمنيت لو أمسكت لسانه بأناملي وأطلقت عليه التنميل ليشفى من هذا الداء .. تنحنح طارق وهو يجذب نفسا عميقا جعل الماء في أسفل الشيشة يقرقر بإحتجاج ، وقال :
- ما قلت لي يا أمين ما عايز ترجع تاني دارفور ليه ؟؟
هذا السؤال .. سيظل يتبعني أينما ذهبت .. لماذا لا أعود إلى هناك وعملي ممتاز وخطواتي نحو الزواج تسير بصورة طيبة ؟ نظر لي حطبة أيضا متسائلا بعينيه التي غاصتا بسبب إفتقاده لنظارته .. لا بأس رب مصيبة تهون عليه مصيبته .. ماذا أقول لهما ؟ إعتدلت في جلستي وذهني يستعيد تلك اللحظات التي تمنيت أن تمحى وتنسى للأبد من ذاكرتي .. من أين أبدأ ؟
نظرت للشباب الجالسين يدخنون ويمزحزن في أمن وأمان وهززت رأسي .. ثم بدأت أتكلم
( يتبع )


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.