آخر 10 مشاركات
ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          سمراء الغجرى..تكتبها مايا مختار "متميزة" , " مكتملة " (الكاتـب : مايا مختار - )           »          الانتقام المُرّ (105)-قلوب غربية -للرائعة:رووز [حصرياً]مميزة* كاملة& الروابط* (الكاتـب : رووز - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          قطار الحنين لن يأتي *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : رُقيّة - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-01-17, 03:32 PM   #1

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile25 تهُون ؛ دام الأماني لها ربّ كريم،بقلم/ أدمنت حسك






بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اعضاء روايتي الغالين نقدم لكم رواية

(( تهُون ؛ دام الأماني لها ربّ كريم ))

بقلم/ أدمنت حسك



قراءة ممتعة للجميع ...




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 24-01-17 الساعة 08:12 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-01-17, 03:34 PM   #2

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


,


بسم الله الرحمَن الرَّحيمْ .،
السّلامُ عليكُم ورحمة الله وبركآتُه .
أتمنّى تكُونون جميعًا بألف خير وعافية !

اليوم هو يوم وِلادة روايتي الأولى ، يوم مميّز ومُهيب بالنسبة لي .،
هذي الرواية وليدة لحظة.. حديثة.. وأنجبتها خدِّيجة قبل اكتمال نمُوَّها
تنتظر منكم دعم لها.. ووقوفكم معها!

تهُون ؛ دام الأمانِي لها ربّ كريمْ
بقلم / أدمنت حسك

الفصول :


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-01-17, 03:36 PM   #3

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تمهيد :


فرك يدينه ببعضها وهو متنرفز من الي قدامه أقوى نرفز ه ، وصار يطالع بظهره لما طلع من المكتب ، تأفف وحذف القلم من ايده ، ضحك الي كان جالس قباله وسأله بتعجب : للهدرجة كريه ؟
حط شماغه بالطاولة الي بينهم وبعثر شعره ، ثم جاوب ع ليه : يبغالها سؤال ؟ شوف كيف حركاته وتصرفاته شقد مستفز ! هذا أهله يتحملونه وزين بعد.
ابتسم وقال باستهبال : صراحة احسك تبالغ شوي ، بس ال صدق ؟ مناقرتكم توسع الصدر.
ضحك بسخرية وقال مستنكر : أبالغ ؟ أساسًا مو عارف شل ون وكّله العميد أبو راشد في غيابه ، هذا وجه ثقة با لله عليك يا راكان ؟
هز راكان كتوفه وقال : يمكن شاف فيه شيء وما لاحظناه فيه ، تعرف العم أبو راشد مو هين ومو كل شيء يعتمده ، وأنت أبخص فيه يا سلطان ( مد الفنجال وكمل ) ماعلي نا ، صب القهوة كان ما عليك أمر.
مد سلطان الدلة لراكان وبدا يفكر بالأشياء الي يحتاج ينفذها.

_ في مكان ثاني _
صوت عالي ينادي : ولاء !!
ردت ولاء بصوت حده طفشان : نعم يمّه.
بان في صوت الأم شيء من العصبية وقالت : نعامة ترفس العدو ، كذا تردين على أمك ؟ وينك ؟ من ساعة أنادي!
نزلت لأمها بالصالة وباست راسها وقالت بابتسامة : مع ليش يالغالية ولا تزعلين ، لبّيه.. سمي وأمريني ، نع امة ترفسني أنا إذا عدتها.
غيرت نبرة صوتها لشيء من الحنية وقالت : بعيد الشر ، يا يمّه أخوك اليوم على وصول ، من شهر ونص وهوغايب عنا ، يا ليت لو تجهزين المبخرة والقهوة والشاي ، ما يصير نضيفه بشيء ناشف.
قالت باندفاع : سلطان جاي ؟؟ وانا آخر من يعرف ؟؟
قالت أم سلطان وهي تروح للمجلس تشيّك عليه : هذا انت ي عرفتي ، يلا تجهزي وصلحي الي قلت لك عليه.

_ نرجع للمكان الأول _
قام من الكرسي على عجلة وأخذ مفاتيحه وطلع لسيارته و شغلها وحركها للبيت ، نسى أنه واعد أهله بعد مايخلص دوامه ، وقف عند محل حلويات وأخذ صينية حلا متوسطة ا لحجم وكمل طريقه للبيت.
تبسم لما وصل للبيت ولاحظ الأنوار كلها مفتوحة ، وهذ ي عادة أهله لما تكون فيه مناسبة أو ضيوف غالين عليه م، دخل وقفل الباب وراه ، ابتسم وحضن الي كان واقف ي ستقبله.
قال الي حضنه بحيوية : تراني شرهان عليك، لك شهرين ق اطعني وما سألت نفسك وش صار على ولد العم سعدون
ضحك وبنبرة ميانة : مين سعدون ما عرفته.
ضربه سعد بخفة وقال وهو يضحك : شف قليل الخاتمة.
دخل سلطان بعد ما جلس وودّع سعد والشباب الي استقبلو ه بالملحق، استقبلته أمّه بحرارة، وما رضت تخليه إلا بعد ما سمعت منه كل صغيرة وكبيرة حتى أدق التفاصيل ا لمملة.

_ بمكان بعيد _
بحماس : صدقيني بتغيرين جو!
ردت عليها بزهق وهي تلعب بجوالها : رِهام والله مو ر ايقة.
رِهام بطفش من حالتها : عشان كذا أنا أقول غيري جوك!
تركت جوالها وعدلت جلستها وقالت بضيق : هذي العزايم ما راح تشوفين فيها إلا أمثال سارة وصديقاتها، لو رحت معاك بيتغير جوي للأسوأ.
رِهام بإقناع : أمـيرة، ولاء الي كلمتك عنها هي الي نظمت العزيمة، وأبغى أعرفك عليها، أسلوبها وأخلاقها عسل! مو كلهم م ثل نوعية سارة.
سكتت أميرة وما علقت، ابتسمت رِهام وقالت : كويس، ات فقنا!
قالت بعد صمت : صح.. وش صار على البثر حقّك ؟
عدلت أميرة جلستها وقالت وهي معقّدة حواجبها : قلت لأبوي اني رفضته.. وهو راح يوصل ردي لهم بكرة ، بس ذي المرة كان من جد مصرّ على غير العادة ، تخيلي وش صار!
رِهام بتفاعل : وش صار ؟
كملت أميرة بقهر : من دخل وهو يتكلم علي وعمي وأبوي مو فاهمين تلميحاته.. كنت ساكتة له وما تكلمت! وبنفس الوقت يبيّن لأبوي أنني بعيونه ومن ذي الخرابيط ، وأزيدك من الشعر بيت لما طلع جا عند أبوي وكلّمه عن خوفه علي وخرابيط ثانية! وأبوي جا عندي لما طلعوا وقال ولد عمك يبي لك الخير وأكيد هو الي بيحفظك وبيصونك.. وفكري بالموضوع!
رِهام باندفاع : وأبوك ليش يسمع له ؟؟
أميرة : أبوي على نيّته ما يدري عنه هو وتفكيره المايل!
ضحكت رِهام وقالت بتصحيح : المايل! قصدك المنحرف؟
أميرة وهي تبتسم : مايل ومنحرف بعد.

_ في بيت من البيوت المجاورة _
: يمّه راكان وشّوله تطولها أكثر من كذا.
راكان بابتسامة لأمه : يمّه رجيتك.. بهالفترة أبي أصفي ذهني شوي، تكفيني زحمة الشركة وغثاها.
قالت بضيقة : وأنت شايف الزواج فيه غثا؟ الزواج راحة بال واستقرار ماهو هم وكدر.
راكان وهو مو مقتنع بكلام أمه وبابتسامة عشان يريّحها : مو وقته الحين، ما راح أستعجل.
هزّت راسها : الله يهديك يا وليدي ويدبّر لك الصالح.
قالت وهي تغيّر الموضوع : كيفه سلطان؟ عساه بخير.
راكان : الحمد لله بخير، قال أنه بيمرّ عليك هاليومين وبيسلّم عليك.
أم راكان بفرحة : الله يحيّيه.

_ بعد يوم _
طالعت رِهام نفسها بالمراية والابتسامة على وجهها، ثوبها الأسود الميدي كان معطي جسمها المليان شوي نحف أكثر، وشعرها الأسود المنسدل كمّل روعة مظهرها، أخذت الشنطة البيج ونزلت بسرعة وهي تلبس عبايتها.
طلّعت جوالها وضغطت على عجلة.. ثواني ويظهر اسم " أميرة " على الشاشة : هاه طلعتي؟
وصلها صوت أميرة الرايق : باقي ما لبست.
صرخت بعصبية : كيف؟؟ يا بنت يلا تأخرنا!
طلعت أميرة الفستان الأزرق من الدولاب، وردت على رِهام بضحكة : شفيك؟ لسا باقي وقت، لما أنتهي راح أدق عليك.
رِهام بضيق : راح أسبقك وأرسل لك اللوكيشن، بتأخريني!
أميرة وهي تطالع الفستان بالمراية إذا يناسب أو لا : أوك يا قلبي.
قفلت أميرة منها وبدلت ملابسها وكملت زينتها على رواقة.

_ في بيت ثاني _
: سيري.. سـيري!
على عجلة : إيوا
: رتبتي الفطاير والحلا على الطاولات ؟
سيري وهي تأشر بيدها : إيوا كل شيء تمام
صوت رجولي مرتفع ومسموع من بعيد : ولاء!
ردت ولاء بصوت مرتفع وهي منشغلة بترتيب الكراسي : نعم
قرب منها صاحب الصوت وقال بتساؤل : ما راح تكون العزيمة بالبيت صح؟
ولاء بابتسامة : إيه راح تكون هنا بالاستراحة، تقدر تاخذ راحتك بالبيت.
سلطان وهو يبادلها الإبتسامة : كويس.
سمعوا رنين الجرس، وقالت ولاء وهي تدفّه بعيد : يلا يلا وصلوا الضيوف، روح عالبيت من الباب الخلفي.
ضحك سلطان وراح عالبيت، أما ولاء استقبلت الضيوف والمعازيم تدريجيًا والي كانت منهم رِهام.
من ضمن حوسة البنات وأصواتهم.. قربت ولاء من رِهام بابتسامة وقالت : من زمان عنك! ما صرتي تراسليني وتكلميني مثل أول.
قالت رِهام بمرح : أتغلّى عليكِ، بس جد السموحة على القطعة.
ضحكت ولاء، ثم كأنها تذكرت وقالت : صح.. قلتي أن صديقتك راح تجي معاك.. وينها؟
رِهام بتأفّف : لا تسأليني.. كل شوي أدق عليها وتقول لسا باقي ما انتهت.. وقبل شوي تقول أنها بالطريق.
ولاء بقلق : لا تكون منشغلة بشيء أو صار لها شيء ؟
ضحكت رِهام : لا تخافين، هي تحبّ تاخذ راحتها بكل شيء، مافيها إلا العافية.. والحين بتّصل عليها وبسألها إذا وصلت أو لا.
بعّدت شوي عن ولاء ورفعت جوالها عشان تدق على أميرة.

_ عند أميرة _
نزلت من سيارة السواق وعينها مرفوعة على البيت الكبير نسبيًا، استغربت أن البيت هادي ومافيه أثر للعزيمة.. باستثناء اللمبات الخارجية ، قربت من الباب ورنّت الجرس، وصلها صوت الخادمة : مين ؟؟
أميرة وهي تحاول تتذكر اسم صاحبة العزيمة : صديقة ولاء..
انفتح الباب أوتوماتيك ودخلت بتردد، كان الحوش عبارة عن حديقة كبيرة نسبيًا وفيها جلسة خشبية، واللمبات مشغّلة لكن خافتة، خلعت عبايتها ودستها بشنطتها المتوسطة الحجم، كانت مصنّمة ومو عارفة إذا تدخل أو لا.. وصلها اتصال رِهام الي قالت بسرعة : وينك؟؟
أميرة وهي تجلس على كرسي الحديقة : وصلت.
طالعت رِهام بالموجودين وما شافتها، وقالت وهي معقدة حواجبها : تسلكين لي؟
أميرة بضحكة : لا يا بنت، جد أنا بالبيت الحين.. بس لسا ما دخلت جوا.
رِهام بتعجب : أي بيت؟!
أميرة باستغراب : بيت ولاء؟
رِهام بروعة : إيش دخلك هناك!
أميرة بارتباك : كيف يعني إيش دخلني؟ مو أنتِ أرسلتي اللوكيشن؟
رِهام على عجلة وهي كابتة ضحكتها : يا بنت بسرعة أطلعي! ادخلي على الاستراحة الي جنب البيت مو البيت نفسه!
قفلت الخط من رِهام وبسرعة وقفت، لفّت جسمها تبغى تطلع من الحديقة..

_ في مكان قريب.. وبوقت سابق _
بدّل الثوب بعد ما طلع من الاستراحة، ولبس برمودا رمادي وتيشيرت أبيض ماسك على زنده، عادةً ما يلبس ملابس غير رسميّة إلا بالبيت، صار يشتغل على لابتوبه لوقت طويل نسبيًا ونسى نفسه، ما حسّ إلا وشحنه 12%
نزل وهو بباله يوصل للملحق لأن الشاحن كان موجود هناك ، وما فكّر ياخذ حذره لأنه توقع أن البيت خالي من أي أحد غريب ، طلع عالحديقة متوجّه للملحق.. وقّف ثواني بدون وعي وهو يطالع خيال لبنت..
قطّب حواجبه بعد ما شافها لبست عبايتها وطلعت على عجلة ، وبنفسه يقول يمكن البنت غلطانة ، تجاهل الموقف ودخل للملحق لعلّ وعسى يلقى الشاحن.

_ بمكان بعيد _
صرخ بقهر : أنا أبيها!
تقهوى من الفنجال الي بإيده، ومطنش عصبية ولده، كمل صراخه : هي على أي أساس هي ترفضني ؟ لو كان لأحد حق فيها فبيكون أنا!
ترك الفنجال بعد ما تنرفز من ازعاجه، وقال بهيبته : أسكت وخل عنك صياح الحريم.
كان بيتكلم بس خزّه أبوه بنظرة ، ثم كمّل : البنت ما راح تكون لغيرك ، أنت ولد عمها وأحق فيها ، بس لا تفلت نفسك.

_ بالاستراحة _
لمحت رِهام أميرة من بعيد ، وراحت عندها وهي كاتمة ضحكتها ، قالت أميرة بنرفزة : ما قلتي لي أن العزيمة بالاستراحة!
ما تحملت رِهام وضحكت عليها ، وقالت بصوت متقطع من الضحك : اعذريني بس أنتي من جد فاهية!
قربت منهم ولاء الي قالت بابتسامة : أهلين.
عرّفت رِهام : أميرة هذي ولاء.. ولاء هذي أميرة.
ابتسمت أميرة : هلا فيكِ.
ولاء بمرح وعتب : طولتي علينا!
أميرة كانت بترقع الوضع.. بس رِهام سبقتها وقالت بضحكة : البنت ضيّعت ودخلت البيت بدل الاستراحة.
خزّتها أميرة بنظرة أما ولاء ضحكت مع رِهام وقالت : ما عليه.. يلا تعالوا نجلس مع البنات.
مضى يوم البنات خالي من أي شيء جديد ، تعرفوا على بعضهم أكثر وخصوصًا أميرة وولاء ، وتقربوا من بعض بهالفترة الوجيزة وخصوصًا أن كل وحدة منهم كانت على عفويتها وطبيعتها ، وتواعدوا يطلعون بهالأسبوع من جديد.


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 15-01-17, 07:50 PM   #4

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الأول


_ بعد أسبوعين _
بحماس : بطلع.
قال معقد حواجبه : وين؟
بابتسامة واسعة : بطلع مع أميروه لبيت رهّوم.
سلطان رافع حواجبه وبضحكة : اللهم لا حسد ، الي يشوفك يقول عشرة عمر.
ولاء بضحكة : قل ما شاء الله!
بابتسامة : ما شاء الله.
كمّل وهو يفكّر : دقيقة.. الحين هذي منيرة متى تعرفتي عليها؟
ولاء بضحكة : أميرة مو منيرة!
هز سلطان كتفه وقال : ما فرقت.
ولاء رافعة حاجب : أجل أحسن نناديك سلمان مو سلطان!
ضحك وقال : خلاص طيّب.. درينا أنك ما ترضين على اسمها.
ولاء بابتسامة : ما أرضى عليها هي مو على اسمها، بس يعني المفروض أنت تكون معها لأن أسماءكم لها معنى متقارب مرّة!
سلطان وهو يرجع للموضوع الأساسي بعد ما حسّ أن ولاء بدت تغير محور الكلام : متى تعرفتي عليها ؟
ولاء : بالعزيمة الي سويتها قبل فترة.. هي كانت من الحاضرين، جت مع رِهام.
سلطان وكأنه تذكر شيء : آه بنفس اليوم ذاك.
ولاء مستغربة : إيش؟
سلطان وهو يسرد لها الي تذكره : بذاك اليوم شفت وحدة بالحديقة.. كان مبيّن أنها مضيّعة المكان.
ولاء وهي تضحك : شف الصدفة! هذي البنت هي نفسها أميرة!
وصل ولاء إتصال قاطع كلامهم وبسرعة نزلت تحت بعد ما ودعت سلطان الي جلس يحاول يتذكر البنت ، ما يتذكر إلا خيالها وقفاها وبشكل مو واضح أبدًا.. نفض الأفكار الي براسه، وطلع بعد ما سلم على أمه بما أن عنده اجتماع عاجل.

_ بمكان ثاني _
: لاا يــا شيخ!
بضحكة : إيـوه!
بنرفزة : أقسم بالله أنـك غشاش يا سعيدوه.. واضح أنـك تلهّيني من اليوم!
سعد برضا : مع وين غشاش؟ أنت الي كل شوي تلف على فراس وتاكل من وجبته المسكين.
فراس وهو ياكل : والله أن سعد صادق يا عزيّز، ما بقيت لي شيء حرام عليك جوعان أنا.
عبد العزيز وهو يمد يده ياكل من البطاطس الي بيدّ فراس : والله أنتو الي ما طلبتولي وجبة كبيرة!
فراس بعصبية : يا الدبّ طلبنا لك بيق ماك ودبل جبنة ولحم وما تكفيك بعد؟
عبد العزيز بتسليك : أقول روح عني يالمعصقل..
سعد باستهبال : أقول عزوز.. يلا ورني شطارة يدينك وهمّز كتفي.
عبد العزيز وهو يرفسه برجله : تخسى.
مسك سعد رجوله وبتوجع : أحح ما تلعب أنت وش ذي الرفسة؟ بعدين أنت الي قايل الي بيفوز بنسويله مساج!
عبد العزيز بمصخرة : اننن ، قل ما شاء الله بس لا تنكسر رجولي.
فراس وهو للحين متنرفز من عبد العزيز عشان وجبته : ما شاء الله مع وين تنكسر رجلك.. مدرّعة رجولك أنت!
نفث عبد العزيز على رجوله وصار يقرأ عليها ، فطس سعد من الضحك على شكله وحذف المركا عليه ، صرخ عبد العزيز بوجع : آيي يا الوصخ فكّني!

_ بمبنى كبير وشاهق _
دخل مستعجل ومعه ملفّات ومستندات كثيرة، قابله راكان الي قال باندفاع : يلّا سلطان دقايق ويوصلون!
دخل سلطان قاعة الاجتماع مع راكان ورتبوا الأوراق بسرعة ، قال سلطان بنرفزة وهو معقد حواجبه : لعبة أطفال هي عشان يقدمون وقت المقابلة فجأة ؟
وصلهم صوت أعطى المكان مهابة : سلطان سلّمني أوراق الحسابات.
التفّ سلطان على صاحب الصوت وسلّمه ملف الحسابات كامل : سمّ.
راكان وهو يفرك يدينه ببعضها : يا عميد.. نحتاج ملزمة العقد ، المرة الي فاتت توهقنا وبدران تأخر في توصيلها لنا.
العميد أبو راشد وهو يهز راسه : العقد معي ، باقي بس ننتظرهم ؛ سلطان.. راكان، الاجتماع هذا بيحدد مصير أسهم الشركة كلها.. وأنتم قدها وقدود!
قاطعهم دخول شخص مبيّن أنه مقارب لعمر الإثنين، تأفف سلطان واستغفر بصوت واطي، أما راكان كتم ضحكته على تعابير سلطان الي طلعت منه لا إرادي، قال أبو راشد بحزم : تأخرت يا ماجد!
ماجد يعدّل غترته : معليش يا عمّي.
أبو راشد وهو يأشر على أماكنهم بالطاولة : ماجد.. أنت هنا، سلطان هنا، راكان هناك، رتبوا أوراقكم وتجهزوا.
طلع أبو راشد بعد ما دقّ جواله، أما سلطان ما رفع عيونه على ماجد لأنه عارف أنه راح يفلت نفسه لو شافه، وزي كالعادة قال ماجد بأسلوب مستفز : كان عمي بيوكلني مهمة ثانية بحضوره، بس احترامًا له رفضت.
سلطان بصوت خافت : أستغفر الله!
راكان بابتسامة تسليك : اها ما شاء الله.
ماجد وهو يكمل مهزلته : عمي معروف ما يدخل الأمور الشخصية في الشغل، بس أنا مختلف شوي.
ضرب سلطان طاولته وبنرفزة : وش المطلوب ؟
ماجد باستهزاء : لا والله بس أقول.
مسح سلطان وجهه يحاول يتمالك أعصابه، دخل أبو راشد من جديد، ووراه شخصين بانت من هيئتهم أنهم مهمين، صاروا ياخذون ويعطون معهم وسلطان بقدر الإمكان حاول يطنش ماجد ويتجاهل وجوده.

_ بعيد.. ببيت بسيط _
بحماس : وش سويتي ؟
ولاء تهز كتفها : انحشت أنا وياها.
أميرة بتفكير : طيب وش صار على البنت الي معاكم؟!
ولاء بضحكة : الخبلة ما عرفت وش تسوي، وبدال ما تنحاش كملت تصريف للدكتورة!
ضحكت أميرة وقالت رِهام بضحكة : تلقينها جابت العيد زيادة!
سألت ولاء لما انتبهت : صح.. أميرة أنتي وش تخصصك؟
أميرة بابتسامة : خدمة اجتماعية.
ولاء باندفاع : وناسة! يعني تروحين للجمعيات وتساعدينهم وكذا؟
أميرة وهي تعدّد لها : الجمعيات والهيئات وحتى الجهات الحكومية والأهلية.
رِهام بتساؤل : صح.. بديتي تدورين على وظيفة ؟
أميرة وهي تهز راسها : لا ما دورت، للحين مو مصدقة اني تخرّجت.
ولاء بتذكّر : رِهام لسا ما تخرجتي صح ؟
رِهام بطفش : لا.. باقي ترم وأخلص.
ولاء : الله يعيننا ويوفقنا يارب، يعني أنا وياك خريجات نفس المستوى!
رِهام بحماس : جدّ؟ كويس حفزتيني شوي.
ولاء بابتسامة : يب ( طالعت بأميرة وكملت ) أميرة أنتي متقدمة ترم ولا متأخرة ترم ؟ لأنك تخرجتي بنصّ السنة.
أميرة بضحكة : أنا متقدمة دراسيًا سنة.. ومتقدمة بالجامعة ترم لأني أخذت صيفي.
رِهام بابتسامة وهي تضرب كتف أميرة بخفّة : البنت أصغر مننا بسنة.. لا يغرّك تخرجها.
كملوا سواليف والتهوا عن الوقت، طالعت أميرة ساعة الجوال وقالت بعد ما شهقت : يا ويلي تأخرت!
ولاء وهي تطالع ساعتها : لسا بدري؟
رِهام بابتسامة لولاء : أميرة على اسمها سندريلا.. لازم ترجع قبل الساعة عشر ونص.
أميرة بضيق : خلي عنك سندريلا ذي.. يلا أنا طالعة.
طلعت أميرة بعد ما ودعتهم وسلمت عليهم، جلست ولاء مع رِهام.. وسألتها بتعجب : ليه لازم ترجع قبل الساعة عشر ونص ؟
رِهام وهي تعدل جلستها : أبوها يخاف عليها تتأخر، دائمًا يحس أنه مسؤول عنها حتى في وقت نومها وأكلها وكل شيء.
ولاء باستنكار : يعني متشدّد ؟
رِهام بنفي قوي : لا لا.. من خوفه عليها وحبّه لها.
ولاء : أها.. طيب وأمها ؟
رِهام وهي تفرك يدينها : تطلّقوا.. وهي تعيش مع أبوها، طلاقهم له فترة طويلة.
حطت ولاء يدها على شفايفها، وقالت بانفعال : يعني مشاكل ؟
رِهام : مو مشاكل، بالعكس طلاقهم كان متفاهم جدًا.. تقدرين تقولين ما توفّقوا.. وأمها تزوجت بعد طلاقهم بسنة، والحين عندها ولد.. واسمه ثامر.
ولاء : طيب تقابل أمها وتسلم عليها ؟
رِهام بابتسامة : إيوه.. كل شهر ونص تزور أمها وتسلم عليها.. وأخوها من أمها يجي من فترة لفترة ويطلع معاها.
ولاء براحة : كويس الحمدلله علاقتهم حلوة!
رِهام : إيه الحمدلله ربي مسهلها لها.. بس بالنسبة لأميرة أحيانًا تشتاق وتحس نفسها محتاجة أمها، لكن أبوها مو مقصر أبدًا معها ويحاول يحسسها بحنان الأم.
غيّروا الموضوع بعد ما طال شوي، وكملوا سواليفهم.

_ ببيت مختلف كبير نسبيًا -
دخلت وخلعت عبايتها، صعدت لغرفتها وبدلت الجينز ولبست بجامة ناعمة سوداء، طالعت بشكلها بالمراية.. بشعرها البني الغامق الي يوصل لكتفها، وبعيونها الي ماثلت لون شعرها، وببشرتها الحنطية المايلة للبياض.
وجهها بيضاوي وملامحها ناعمة، رموشها على أنها مو كثيفة إلا أنها طويلة وجذابة، خشمها مو محدد لكن صغير وملائم شكل وجهها، شفايفها متوسطة ومو مليانة لدرجة كبيرة ومو صغيرة، دائمًا شبّهوها بأمها الي قالوا عنها جميلة!
سمعت رنّة جوالها، رفعت الجوال وقالت : أهلين.
وصلها صوت رجولي : أهلًا بأميرة الدنيا كلهـا.
أميرة بضحكة : مـروق على آخر الليل.
قطب حواجبه وقال : وين آخر الليل، الساعة عشر ونص لسا ما دخلنا أول الليل ( ضرب يده براسه وكمل ) إيه صح نسيت أنك دجاجة.
أميرة بابتسامة : صح بس لا تنكر أني أحلى دجاجة.
ثامر بضحكة : طيب طيب، كيف حالك ؟
أميرة وهي تطالع يدها : الحمد لله تمام.. أنت ؟
ثامر : بألف خير
أميرة : كيف حال أمي ؟
ثامر بابتسامة : بخير وتسلم عليك.
سمعت أميرة صوت الباب، وقالت لثامر : الحين بقفل الخطّ.. أبوي وصل.
ثامر بتفهم : أوك.. سلمي لي عليه.
أميرة : يوصل.
طلعت من غرفتها ونزلت لأبوها الي دخل وواضح عليه آثار التعب، باست راسه وقالت بابتسامة مريحة : كيف حالك يالغالي ؟
قال بتعب : الحمد لله.
قالت بعد ما أخذت شماغه والشنطة السوداء الي بإيده : وش صار على الاجتماع ؟
أبو راشد : الحمد لله عدى على خير.
علقت الشماغ وحطت الشنطة بمكتبه، وصلت له كوب شاهي مثل عادتها، على أن الخادمة ليتا موجودة إلا أنها تحب تسوي هذي الأمور البسيطة لأبوها، سلّمته الكوب وجلست معاه يتكلمون بأمور خفيفة وعشوائية.

_ نرجع شوي لمكان ثاني _
بصوت جماعي : هــلا بالقاطـع.
ضحك على هبالهم ورجاجتهم وقال : هلا فيكم.
ضربه مع كتفه بقوة وقال بحماس : سليطون جبت الي قلت لك عليه ؟
طلع سلطان الوجبة الي كان مخبيها ورا ظهره وقال وهو متوجع من الضربة : خذ خذ وفكّني من شرك، خلخلت كتوفي كلها.
عبد العزيز بضحكة استهبالية : يا بوي كتوفك عريضة لو تخلخلت شوي ما راح يأثر عليك.
سلطان نفث على كتفه يكمل استهبال مع عبد العزيز، وقال يمثل بصوت شايب : يالله أنك تحفظ لي كتوفي.
مسك عبد العزيز وجبته الكبيرة وصار ياكلها بشراهة، قال سلطان بضحكة : بديت أشكّ صراحة إذا أنت مناديني عشاني ولا عشان وجبتك.
قال عبد العزيز بصوت مو واضح لأنه ياكل : أنت والوجبة مكانتكم غالية ولا تزعل.
سلطان معقد حواجبه : كل كل بس ثم تكلم.. ليتني ما سألتك.
ضحك عبد العزيز مستمتع بالوجبة، قال فراس وهو يأشر على عبد العزيز يبي ينرفزه : ذا الدب لو نبيع معدته بيقسمونها نصين ويعطونها لشخصين من كبرها لا إله إلا الله ، المشكلة مو مبين عليه.
ركض عبد العزيز لفراس يبي ينطحه بس فراس بخفته قدر ينحاش.. صفق عبد العزيز بجدار الملحق وقال بقهر : افف وراك علي أنت اليوم! هلّل وقل ما شاء الله يا المعصقل لا تحسدني.
ابتسم سلطان على رجّتهم ، ما عقلوا مع أن كل واحد فيهم متعدي الأربع وعشرين سنة ، لهم عشرة من الثانوي ، مكانتهم كبيرة في قلبه.. مهما اختلفت جامعاتهم وتخصصاتهم إلا أن كل واحد فيهم متمسك بعلاقته بالثاني.. صحيح أن علاقته براكان علاقة " إخوة من الرضاعة " وأنهم يعرفون بعض من هم أطفال.. بس هذولي الشباب ما كان فيه علاقة تجمعهم غير الزمالة والصداقة.

_ بمكان جديد ، وبمدينة الدمام _
صرخت بألم وهي تتلقى الضرب من يد كبيرة وعريضة، صاحت بوجع : أتركـني جعل يدك تنكسـر وأفتـك منك يارب!!
سحبها مع شعرها وقال بعصبية وريحة مقرفة تنبعث من فمّه : وش قلتي يا الكـلبة ؟ يا العاقّة يا الـ*
علّم على جلدها ضربات يده، بكت بألم وقالت بصراخ : قــلت جعل يدك تنكسـر!
هذي المرة ما أشفق.. مسك جسمها بيدينه المقرفة ودفعها لحد ما ضرب ظهرها بالجدار، من الألم ومن قوة الدفع ما عادت تتحرك.. غمضت عيونها وغابت عن وعيها بدون حول أو قوة.
تفل على الأرض وراح بمشية متعرّجة، تعثّر بالزجاجات الي شرب منها، ورجع يقوم بهيئته المقززة ودخل لغرفته متجاهل وجودها برا.

_ بعد يوم.. نرجع لمدينة الرياض _
باندفاع وحماس : بنــت رِهـام من جدك؟ ما قلتي لي قبل كـذا!
ضحكت بحيا وصوتها يوصلها من الجوال، وقالت : مدري.. توقعته قبل كذا أنه مجرد شعور عابر، بس هذي الفترة حسيت جد أنه مو مجرد إعجاب.
أميرة بابتسامة كبيرة : أجل سلطان هاا.. من متى حسيتي بهذا الشعور ؟
رِهام بتفكير : مدري صراحة.. لما تعرفت على ولاء قبل ثلاث سنين كان يجي من فترة لفترة يوديها ويجيبها، بس بعدها وقف لما توظف وصار السواق بداله، كنت أحس أني مشتاقة له وأحيانا أسحب كلام من ولاء.
أميرة معقدة حواجبها بعتب : هذا ينقال بالجوال ؟
رِهام بضحكة : ما قويت أنتظر.
سمعت أميرة صوت أبوها يناديها، قالت لرِهام على عجلة : أبوي يناديني..
رِهام بابتسامة : قومي قومي لا تخلينه ينتظر.
ابتسمت أميرة وقفلت الخط.. نزلت من الدرج وشافته لابس ثوبه وغترته وقالت : سم يبه.
مسك يدينها وقال بابتسامة : يبه اليوم بنادي كم واحد من الشركة، بقهويهم وبعشيهم، قلت أعطيك خبر.
أميرة وهي تبوس يدينه : إن شاء الله، بكون موجودة إذا احتجت شيء.
طلع بعد ما أخذ شنطة الملفات السوداء، زفرت.. وراحت للخادمة تقولها الأشياء الي راح تسويها وغيرها من الأمور الثانية.

_ بمبنى صار مألوف لنا _
دخل لمكتبه المشترك مع راكان وهو معقد حواجبه، قال راكان الي كان موجود ويفطر : صباح الخير، وش فيك كذا معقد حواجبك ؟
سلطان متنرفز : مصبّح على وجهه.
ضحك راكان وبغى يغصّ بلقمته، قال بضحكة : يا بوي روّق خلك منه.
قاطع كلامهم دخول العميد أبو راشد، عدل راكان جلسته أما سلطان وقف عدل، قال لهم بابتسامة رزينة : صباح الخير.
راكان وسلطان : صباح النور.
جلس أبو راشد على كرسي جلد أسود، وقال بابتسامة لسلطان : اجلس.
جلس سلطان وطالع بأبو راشد الي قال : اليوم أنا عازمكم بمناسبة النّقلة الكبيرة الي صارت أمس بالشركة، ولا أبي أسمع رفض منكم.
سلطان بابتسامة : تسلم والله.
راكان بميانة خفيفة : من قدنا نشرّف بيت العميد.
أبو راشد بضحكة : أركد الله يصلحك، يله عاد أنا طالع.
طلع، قال راكان وهو كاتم ضحكته : إذا ما خاب ظني بيكون معنا واحد يحبّه قلبك.
سلطان وهو يمسح وجهه بنرفزة : الله ينكّد على عدوينك قل آمين!!
فلتت ضحكة راكان، قال سلطان وهو يتناسى الموضوع : اليوم أنا مواعد شخص وما أدري إذا بيمديني ألحق على العزيمة.
راكان وهو يشاركه الرأي : طيب حاول تجي بعد ما تخلص أمورك.. يعني قابله بدري ثم تعال قبل العشاء.
هز سلطان راسه وقال : بحاول أدبرها.

_ بعد ساعات الدوام ، وببيت مألوف لنا _
: يا هلا بسلطان.. وينك يمّه ما عدنا نشوفك.
سلطان بابتسامة وهو يبوس يد أمّه : أعذريني يالغالية.. هالأيام انشغلت كثير بالاجتماعات.
أم سلطان بشوق : يا يمّه بعد فترة بتعرس وصدق ما عاد بنشوفك أبد ، اجلس معانا وعوّضنا قبل لا تعرس.
ضحكت ولاء وقالت : ما شاء الله عليك يمّه.. حتى في ذا الموضوع قدرتي تدخلين سالفة العرس.
سلطان بابتسامة خفيفة : لاحقين خير على الزواج.
أم سلطان بضربة خفيفة على ايده وبعتب : ما قلت كذا عشان تقول لاحقين خير ، المفروض أني مزوجتك قبل بس الله ما كتب ، سافرت وأجلنا سالفة العرس ، بس هالحين بدوّر لك وحدة يحبّها قلبك.
ابتسم سلطان يبي يريّح أمه وبنفس الوقت يمشّي الموضوع : يصير خير.

_ بعد ساعات من اليوم _
كانت لابسة جينز ضيق أسود وعليه بلوفر دافي عنابي، الأيام هذي باردة فكانت لابسة شيء يدفيها من البرد، جسمها صغير والبلوفر كان واسع شوي ومخليها كيووت ولطيفة، أما شعرها البني فكان منسدل على كتفها، صارت تساعد ليتا الخادمة في ترتيب الأواني والتقديمات.
وصلها اتصال ، جاوبت : سمّ ؟
أبو راشد : وصلوا المعازيم ، خلي ليتا تجيب القهوة والتمر.
أميرة باستجابة : ان شاء الله.
قالت لليتا وطلعت هي للحديقة ، تنبسط لما يجون معازيم.. وقتها يفضى لها أنها تجلس بالحديقة بدون ليتا الي تجلس معاها عادةً وتسولف بأشياء ما تهمّها ، ركبت السماعات وشغلت أغنية بصوت فيصل الجاسم ، وصارت تردّد وراه وهي مستمتعة بانعكاسات الأنوار على الجدران وقزاز البيت.

_ بوقت قريب _
ودّعه ومشى لسيارته مستعجل ، تأخر شوي على عزيمة أبو راشد الّي حرّص عليه ، دقايق إلا وهو قدام البيت الكبير ، نزل من السيارة ودخل للبيت بعد ما شاف الباب مفتوح ، كان عليه ثوب شتوي غامق ومبيّن لون بشرته الحنطية السمراء ، وعليه كبك أسود يلفت النظر لعروق يدّه البارزة ، وغترة فاتحة ومنظّمة بحيث بيّنت تضاريس وجهه المنحوتة.
تردّد إذا يدخل مع الباب الجانبي أو من الحديقة ، لكنّه خمن أن الدخول من الحديقة بما أن الأنوار كانت مشتغلة ، قرّب من الحديقة.. ثواني وصنّم..
مظهرها الأنثوي كان ملفِت.. وخصُوصًا غنجها وهي تردّد مع الأغنية ، وقفتها بعد ما تعبت من الجلسة ومشيتها حول أسوار البيت.. كل هالأشياء خلته يطالعها بدون ما يشعر ، حسّ على نفسه ورجع لسيّارته وهو متردّد.. وبنفسه يسأل " أبو راشد عنده بنت ؟ "
وصله اتصال راكان، ردّ وقال وهو يتنحنح : هلا ؟
راكان بقلق : وينك فيه ؟
سلطان بصوت مبحوح : أظن أني ضيّعت البيت..
راكان وقف واستأذن من أبو راشد.. وقال لسلطان بعد ما طلع من المجلس : يلا أنا طالع.. شوفني.
لمح سلطان راكان، وقال : إيه خلاص شفتك.
قفّل الخط ، وبقلبه شارد.. ما توقّع أن أبو راشد عنده أولاد.. وبالأخص بنت!
وصل لراكان الي قال : أبو راشد كان يسأل عنك.
دخلوا للمجلس وسلّم سلطان على أبو راشد واثنين من الضيوف ، دار نظره للحاضرين وما شاف ماجد موجود ، همس لراكان : وينه ؟
راكان بنفس مستوى الهمس : موجود، بس راح يدقّ على مدري مين وبيجي.
جلس سلطان مع أبو راشد والحاضرين وصار يأخذ ويعطي معهم ، دقايق طويلة ثم استأذن من أبو راشد يروح للمغاسل ، هذي المرة طلع وعيونه منزلها تحت بعد ما عرف أن البيت له حرمة وأهل ، عقّد حواجبه بعد ما سمع صوت مألوف قريب من الباب الي يودي لبرا جنب المغاسل.

_ بنفس المكان من وجهة نظر ثانية _
قرّبت ليتا من أميرة الي كانت مندمجة أقوى شيء ، وقالت : أميرا.. هذا ولد عمّ أنتي يبغى كلام سوا سوا معاك.
أميرة بتطنيش : وش أسوي له يعني ؟ أصلًا مو على كيفه.. مو محرمي هو!
ليتا بخوف : بس هوا يقول إذا أنتي مافي يجي هو راح يدخل جوا بيت ويدور على أنتي!
أميرة بعد فصل معها عرق : الكلب يهدّد بعد!
قامت بعد مالفت طرحة على راسها وشيء على جسمها ، وراحت للجهة الجانبية للبيت جنب مغاسل الرجال ، لقته ينتظرها.. تأففت بقلبها وهي كارهته هو وسيرته ، قال بعد ما شافها بابتسامة متمردة : كنت راح أدخل بس كويس جيتي لي بنفسك.
أميرة بتجاهل لأسلوبه : وش تبي؟
هز ماجد كتوفه وقال باستعباط : مدري ، كذا حرّ أبي أشوفك.
بهاللّحظة كان فيه شخص ثالث يتسمّع لهم وهو مصدوم ، قالت أميرة بقهر : خل عنّك حركات الغزل واتركني!!
قرّب ماجد منها بشويش وهي بعدت كم خطوة ، وقال بابتسامة مستهترة : وش بتسوين ؟ بتفضحين أبوك عند ضيوفه مثلًا ؟
أميرة بضحكة سخرية : أفضحك أنت مو أفضحه هو! مدري كيف هو مصدق نيّتك القذرة هذي.
تنرفز ماجد شوي من كلامها.. قرّب ومسك يدينها ، كانت بتصرخ لكنه حط يده الثانية ومنعها ، صارت تقاوم لمساته المقرفة لجسمها ، وبدون سابق إنذار حسّت بيد خلّصت جسمها من بين يدين ماجد.
سلطان وعرق مشدود بجبينه : يالكلـب يالخســيس.
ضرب ماجد بالجدار القريب منه بعد ما دفعه سلطان ، أميرة بهاللحظة دخلت للبيت بسرعة.. وصدرها يعلو ويهبط من سرعة تنفسها ، موقف ماجد معها كان مقزز ومقرف وأول مرة يتجرأ على هذا الشيء ، ماتدري مين الي جاء وخلصها.. كل الي تعرفه أنها مو مهتمة مين هو بس تبي تفتكّ من ماجد.
ماجد بعصبية : وش تــبغى أنـت ؟ وش دخـلك ؟
سلطان بقهر : لـك وجــه تسأل بـعد يالكـلب ؟
ماجد بمفاخرة وبنظرة مستفِزّة : اخـس واقطـع.. خطـيبتي وحــرّ فيها ، بنـت عمّـي وحرّ فــيها.
وقّف سلطان وما علّق.. إذا كمّل معاه بيذبحه ، ولما قال ماجد أن أميرة خطيبته حسّ بانعدام حيلته ، تجاهله ودخل جوّا وهو متنرفز ومعصّب من حركات ماجد القذرة ، جلس جنب راكان الي لاحظ بكل سهولة حالة سلطان الغاضبة والمقهورة.

_ بغرفتها _
بعصبية : الحـقير النذل سوّاها!!
أميرة وهي تمسك الغبنة الي بقلبها.. تبي تكتم دموعها قدر إمكانها : رِهام.. أول مرة.. أوّل مرة يتجرأ يسويها.. والكلب سواها ببيتنا.
رِهام بقهر : قولي لأبوك.. هذا مو شيء ينسكت عنّه!
أميرة برفض : مستحيل أخرّب علاقة عمّي وأبوي علشان شخص تافه مثله.
رِهام بخوف عليها : تستهبلين ؟! أميرة هذا لو سكتِّي عنه بيحاول يسوي الي أعظم.. يعني الحين صار يلمس جسمك وو.. استغفر الله بعدين وش بيسوّي ؟!
كمّلت رِهام : بعدين مين هذا الي تدخّل.. تعرفينه ؟
أميرة وهي تتذكّر شوي من ملامح سلطان : ما أدري.. حتى ملامحه ما ركّزت فيها.. إذا شفته يمكن أعرفه.. اشمئزازي لحظتها ما خلّاني أستوعب الشخص حتّى.
كملت أميرة برجفة : أخاف يوصل لأبوي خبر ماجد من هذا الشّخص.. ما أبي مشاكل!
رِهام بتفكير : امم.. طيّب تواصلي معاه!
أميرة باستنكار : مع مين ؟
رِهام وهي مندفعة لفكرتها : مع هذا الي تدخّل!
أميرة بصدمة : مو من جدّك! وش بقول له مثلًا ؟
رِهام وهي تبتسم للفكرة الي راودتها : قولي أنك مو ناقصة مشاكل.. اطلبي منه يسكت وما يتدخل بالوضع أكثر من كذا ، بترتاحين وهو ما راح يخسر شيء.
أميرة بضحكة سخرية من فكرة رِهام : مو من جدك.. بعدين وين بلقى رقمه ؟
رِهام بجدّية : ابحثي بجهات اتِّصال أبوك.. أكيد آخر ساعتين بتكون من الأشخاص الي حضروا العزيمة ، جرّبي معاهم كلّهم!
أميرة وكأنها اندفعت للفكرة : وكيف بعرف مين الشخص ؟
رِهام بتخطيط : اتصلي بكل واحد فيهم.. وقولي " ماجد " أول ما يردّون عليك.. لما تحسّين أن الطرف الثاني أبدى ردّة فعل بيكون أكيد هو المقصود.
أميرة بتردّد : رِهام.. الفكرة سخيفة شوي..
رِهام بنرفزة : بتسوينها يعني بتسوينها! هي سخيفة بس هي الحلّ الأمثل!
قفلت أميرة الخط بعد ما دعمتها رِهام بكلام كثير برَّد قلبها.

_ من وجهة نظر ثانية _
طلعوا بعد ما تعشّوا وانتهوا ، كان سلطان شارد ومو مع راكان الي جالس يكلمه.. وقّفه راكان لما وصلوا لسياراتهم وقال وهو معقد حواجبه : سلطان وش فيك ؟
انتبه له سلطان وقال : هاه ؟
راكان : قلت لك وش فيك منت على بعضك ؟ من صدّيت ورجعت وأنت مو بنفس الحالة ، أنا متأكد أنه ماجد.. بس وش صار!!
سلطان : ما صار شيء.
تنرفز راكان من رد سلطان الي وبكل وضوح تصريفة ، وقال : بنمر على كوفي ولا شيء ونتكلم هناك.
سلطان بابتسامة خفيفة : كوفي واحنا تونا متعشّين ؟
راكان بفزعة : لا تشرب أنا بشرب.. بس نجلس هناك ونروّق وتكلمني صحّ.

_ بنفس المكان _
صعد لغرفته ودخل للحمام ، بهالوقت استغلّت أميرة اللحظة وسحبت جوّاله من جيب ثوبه ، بلمسة سريعة طلّعت جهة الاتصال وأضافت الأرقام المتَّصَل بِها حديثًا.. سجلت آخر ثلاث أرقام.. ولما حسّت أنه بيطلع بسرعة رجعت الجوال وطلعت لغرفتها.
زفرت من التوتر ، الأرقام هذي ما تكفي.. لأنها تعرف أن الضيوف كانوا ست أشخاص على الأقل ، اتّصلت على رِهام الي ردّت : هاه سجلتيها ؟
أميرة بابتسامة : سجّلت سجّلت.. أنا حاسة أنك بتوديني بداهية.. بس يلا نشوف وش آخرتها.
رِهام بثقة : لا تخافين ، متأكدة بنطلع بنتيجة حلوة ومرضية بس أنتي اسمعي كلامي.
أميرة بضحكة : طيب يلا عطيني الأوامر.
رِهام بابتسامة : بلا مصخرة ( وبنبرة متحفّزة ) اليوم راح تتصلين بهم.. انتظري كذا ساعة ثم اتّصلي!
أميرة باستنكار : طيب ليش أنتظر ساعة ؟
رِهام بخبث : إذا اتصلتي الحين يمكن يكون الشخص مع أحد ثاني ويخرب عليك كل شيء.. بعد ساعة بيكون أضمن لك.
أميرة بضحكة : مدري وش الحكمة من الموضوع.. بس أوك.

_ بكوفي قريب من الحي _
: الخـسيس الكلـب ، هذا يرضاها على بنت عمّة ؟
سلطان بنرفزة : يقولك خطيبته.
راكان بشكّ : ما هقيت.. خطيبته وبترفض لمسه لها ؟
سلطان : أكيد بترفض.. لمسها وطيّح كل الحدود الي تفصل بينهم !
راكان بتفكير : بس والله توني أدري أن لأبو راشد بنت.. وغير كذا مخطوبة.
سكت سلطان وما علّق.. قال راكان وهو يطالع ساعته : تأخرت على الوالدة..
سلطان بابتسامة شوق : سلّم لي عليها.
راكان وهو يضرب كتف سلطان بخفّة : يوصل.
طلع وطلع معاه سلطان ، وصل للبيت وكانت الساعة 11 الليل والكل نايم ، صعد لغرفته وبدل ثيابه لبيجامة مريحة ، جلس على السرير وهو هلكان من اليوم ، قاطع عليه تأمّله رنّة الجوال..
رفع السماعة وبصوته الرجولي المبحوح ردّ : نعم ؟
وصله صوتها الناعم والخافت وهي تقول فجأة : مم.. ماجد ؟


- انتهى -


كان هذا الفصل الأول
بانتظار تعليقاتكم وآراءكم مبدئيًا .،
الفصل يعتبر ممهد لفكرة الرواية الأساسية
وأقدر أقول أن الفصل القادم راح يضمّ بداية نقلة ومنه راح أبدأ بالأحداث الرئيسية.




فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 21-01-17, 03:31 PM   #5

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني


جلس على السرير وهو هلكان من اليوم الطويل والمتعب ، قاطع على تأمّله رنّة الجوال.. رفع السماعة وبصوته الرجولي المبحوح ردّ : نعم ؟
وصله صوتها الناعم والخافت وهي تقول فجأة : مم.. ماجد!
ما يدري ليش فجأة انقبض قلبه ، سكت ثواني ثم قال بتردّد : أنتي..؟
ابتسمت أميرة حتى بانت أسنانها كلها ، وقالت بانتصار : لقيتك!
كان سلطان مصدوم من المكالمة المفاجئة.. والي زاد من صدمته أن البنت لقت رقمه بسرعة ، قال معقد حواجبه باستغراب : وش بغيتي ؟
حسّت أميرة على نفسها.. وتنّحت.. ما عرفت وش تردّ ووش تقول ، قالت بربكة مفاجئة : أنا.. اتصلت أقولك.. طلب يعني.. بس مهم.. شيء لازم تسويه
سلطان باستنكار : إيش ؟
دعت على نفسها وعلى غباوة ردّها ، وقالت بجديّة فجأة : اليوم.. الي صار اليوم لا تنطقه لأحد ، وبالخصوص لعميدك!
رفع سلطان حواجبه.. فهم نيّتها غلط.. وتوقّع أنها تبي تختلي بولد عمها على راحتها ، قال بسخرية : وليه إن شاء الله ؟
أميرة بقهر من أسلوبه : لأنه شيء ما يخصك! لا تكبّر المشكلة.
سلطان بنرفزة : لا أكبّر المشكلة ؟ أفهم من كلامك أنك تبيـن تختلين بخطيبك بدون علمه ؟!
أميرة وبان على صوتها قهرها : خطيبي ؟ لو خلّصوا رجال الدنيا كلها ما قبلت بخطبتي له ! هذا إذا كان رجال !
رفع سلطان حواجبه للمرّة الثانية.. لكن ذي المرة متعجّب ، قال بفضول حاول يخفيه : طيب وش الهدف من اتصالك ؟
أميرة بجديّة : هذي المشكلة ما أبيها توصل لأبوي ثم تكبر لدرجة أنها تفرق بينه وبين عمّي ، أبيك تكتم الموضوع على الأقل لحد ما يعرفون نيّة هذا الي ما ينتسمى!
سكت سلطان.. استغربت أميرة.. وقالت باستغراب : ألو ؟
سلطان بهدوء : خلاص تمّ.
أميرة باستنكار : بس ؟
سلطان بنفس الاستنكار : فيه شيء زيادة بعد ؟
أميرة بغباء : مدري.. توقّعتك بتهددني.. أو تسوي أي حركة ما لها داعي عشان تستغلّ الموقف.
ضحك سلطان على خيالها ، وقال بابتسامة : وش قايلين لك عني ؟
أميرة بابتسامة : مشكور.
قفل الخطّ منها ، وحاول يلهي نفسه بأي شيء ثاني ، أما أميرة قفلت الخط وهي مبسوطة أنها قدرت تحل هذا الموضوع بدون ما يكبر.. وبنفس الوقت بدون أي خساير!

_ بالدّمـام _
مسحت جارتها على رجلها وقالت بحنان : يا بنتي صدقيني بتتغير حياتك..
رفضت ورجفة تعتليها، قالت بصوت متقطّع وراجف : كيف بدبّر نفسي بالرياض ؟ مين بيقبل فيني ؟
قالت بحنّية وبرحمة لها : وأنا بخليك بروحك ؟ بكون معاك وبساندك يا بنيتي ، ومافيه شيء تخافين منه.
حضنتها ، سندت راسها على صدرها وهي ترتجي الأمان والراحة ، قالت جارتها بلطف : قطعتي قلبي يا شوق ، بسّك بكى.

_ في عصر اليوم الثاني ، ببيت ولاء _
رِهام بغرور : شفتي كيف عقلي يشتغل ؟
أميرة بضحكة : لا تغترين!
ولاء بشرهة : كل ذا صار وأنا ما أدري ؟
قبصت أميرة خدود ولاء وقالت بابتسامة واسعة : فديت الي يشرهـون.
رِهام بحماس : بس صدق ذا الرجال شهم ، يعني لو أنه واحد ثاني كان عاندك واستفزّك.
ولاء بنفس الحماس : صادقة والله ، أعجببني.
أميرة بمكابرة : ما سوا شيء كبير.
رِهام بضحكة : بدت تكابر.. خليك صريحة شوي.
قالت ولاء وهي تقوم : بروح أجيب عصير نشربه ونروّق عليه.
طلعت.. وبهذا الوقت قالت أميرة بابتسامة : وش التطورات الي بينك وبين سلطان ؟
رِهام بإحباط : شفته.. بس مبيّن أنه مو داري عني وعن أهلي!
أميرة بتحفيز : ليش التشـاؤم ؟ ما تدرين عن حقيقة شعوره.
سكتت رِهام والأفكار تودي بها وتجيبها ، وأميرة كان بالها يجي شوي على الشخص الي كلمته أمس ، اثنينهم كانوا شاردين.. واثنينهم مو عارفين أنهم يفكرون بنفس الشخص !

_ بالشركة _
بصدمة : كيف يعني ؟ كلّمـتك ؟
كمّل بصدمة : يعني.. الي فهمته أنك وافقت على كلامها.. يعني اتفقتوا ؟
سلطان بلا مبالاة : اتفاق يرضيها وما يأثر علي.
راكان باهتمام : مدري.. على كلامك فهمت أنها كارهة هذا الماجد.. وكأنها تبي تهرب من حقيقة أنه ولد عمها وراغب فيها.
سلطان الي شدّه كلام راكان : وش تقصد ؟
راكان بتوضيح : مدري.. يمكن هذا الماجد ناشب لها ويحاول يستغلّ أنه قريب لها، فعشان كذا يتقرب منها ويتخطّى حدوده بدون ما يراعي أي ظرف ثاني.
سرح سلطان للموقف الي صار أمس ، طقّ عرق بجبينه وعقد حواجبه وهو يتذكر لمس ماجد لها ، ما يدري ليش تنرفز فجأة وتغير موده تمامًا ، قال بنرفزة : انسى موضوعهم.
صار يفكّر بكلام راكان.. إذا كان كلام راكان صحيح.. هذا يعني أن ماجد ما راح يوقف ويمكن يستغلّ هذا الشيء لمصلحة أكبر.. وهو أنه يهددهـا عشان يمتلكـها!

_ ببيت تكرر ظهوره كثير _
رجعت للبيت هي ورِهام بعد ما ودعوا ولاء ، وصلت لبيتها وهي حاسّة بطاقة إيجابية مُفاجئة ، وصلتها مكالمة من رقم مجهول ، تجاهلت الرقم كعادتها ، بدلت ملابسها ونزلت للصالة وشغلت التلفزيون تلهّي نفسها بشيء ، رجع الرقم يدقّ مرتين وثلاث.
تضايقت من الإلحاح ، ورفعته وبنيّتها تفتكّ من إصراره : ألو ؟
صوت مألوف : مساء الورد لأحلى ورد.
عقدت حواجبها وبانت العصبية عليها : وأنت كل ما روّقت تجي تخرّب مزاجي ؟
بلا مبالاة : بظلّ أطلع لك بكل مكان.. مو قريب بنتزوج ؟
أميرة بنرفزة : يا الله.. خيلائي درجة أولى أنت ولا إيـش ؟!
بضحكة مستهترة : الموقف الي صار أمس.. أنتي عارفة أني إذا قلته لأبوك وش بيصير ؟
أميرة وهي تزفر بطفش : بتقوله مثلًا ؟ مو شيء لمصلحتك !
ماجد بصوت واثق : لمصلحتي طبعًا.. مو من رغبتك أنهم يتخاصمون.. بس وقتها بيكون زواجك مني شيء يتفقون عليه.
أميرة بقهر : نـذل !
ماجد بابتسامة خبث : لك الخيار.. نهايتهم مصيرك لي ، إما أنك تتزوجيني بالطّيب.. وهو الأرجح لك ، أو أنك ما ترضين بالطّيب ويكبر الموضوع ويتخاصم الأعمام ووقتها تتزوجيني بالغصب.
أميرة بصوت متحدي ومتزعزع بنفس الوقت : ما تقدر تسويها.
ماجد بجدية : أسويها.
قفلت الخطّ منه وهي كاتمة عبرتها ، وصلتها رسالة منه مضمونها : " بعد ثلاث أيام.. راح أرجع أخطبك.. هذي المرة قرارك معك.. تقبلين فيني.. أو نكبر الموضوع "
رمت جوالها مقهورة ، قبل فترة خطبها ما كمّل حتى شهر.. ويرجع ثاني مرّة ؟ سمعت أصوات جاية من الباب ، ولقت أخوها ثامر جاي وابتسامة على وجهه ، شاف حالتها وقرّب منها وهو مستغرب ، وقال بخوف : أميرة شفيك ؟
أميرة لما شافته ابتسمت وبيّنت وكأنها مافيها شيء ، قالت بصوت حاولت تهدّي الغصة الي فيه : ما فيني شيء ، كيف حالك ؟
شكّ ثامر ، بس على طول قال : الحمد لله .. وأنتي وش مسويّه ؟
أميرة : الحمد لله كل خير ( قالت باستغراب ) عادةً ما تجي بعد العصر ( وبخوف مفاجئ ) أمي فيها شيء ؟
ثامر بضحكة وبنفي : لا ما فيها إلا كل خير.. على طول تتفاولين أنتي
أميرة بشك : طيب ليش جاي ؟
ثامر بابتسامة : أطلع ؟
أميرة بضحكة : لا مو قصدي كذا..
ثامر بجديَّة : أنا طالبك في موضوع ولا أبيك تخيّبيني.
أميرة فجأة صارت جادَّة لما شافت تعابير وجهه : قول يا أخوي ولا تتردّد.
سكت شوي.. ثم فجأة فطس ضحك.. طالعت فيه وهي مستنكرة وقالت باستنكار : وش فيك أنت ؟
ثامر بضحكة حتى بانت سنونه : أستهبل معاك.. لو تشوفين تعابيرك ( كمل ضحك بدون وعي )
عقدت حواجبها وهي متفشلة ، تنحنح ثم قال : لا جدّ.. جيت أقولك أخطبي لي.
أميرة بنرفزة : مصرّ تستهبل علي ؟
ثامر بضحكة : لا والله قاعد أقولك بجديّة.. أخطبي لي.
شهقت وهي مبسوطة.. وقالت بسرعة : ونـاسة.
نزل راسه مستحي ، ركدت عشان ما تفشله ، ثم قالت : طيب وأمي ليه ما تخليها تخطب لك ؟
بعثر شعره الناعم.. وقال : مدري.. متفشل أقولها.
أميرة بغباء : طيب مين ببالك الحين ؟
ثامر بابتسامة : لو ببالي وحدة بقولك أخطبي لي ؟
حست أميرة بالفشيلة للمرة الثانية ، وقالت متفشلة : مدري عنك.
كملت : طيب وش المواصفات الي تبيها ؟
ثامر بتفكير : مدري.. وحدة تصلي وتعبد ربها.
أميرة بضحكة : عارفين.. يعني بخطب لك وحدة كافرة ما تصلي ؟ ( كملت بتوضيح ) يعني مواصفات شكلها.. شخصيتها.. أسلوبها.
ضحك ثامر وهو مستحي ، وقال وهو يهز كتوفه : مدري والله.. وحدة جميلة وشخصيتها حلوة.
أميرة معقدة حواجبها : أنت تصعّب علي..
ثامر متفشل : طيب أسألي وبقول.
ابتسمت أميرة على حياه ، وقالت : طويلة ؟
ثامر : مو شرط.. أهم شيء ما تكون أطول مني.
أميرة : شعرها طويل ؟ دبدوبة ولا نحيفة ؟ بيضاء ولا سمراء ؟
ثامر وهو يجاوب بذمّة : شعرها طويل.. نحيفة.. بيضاء يمكن..
أميرة بابتسامة : طيب تبيها تكون خجولة ؟ تسولف وتتكلم كثير ؟
ثامر وهو يتخيل : أبي خجلها يكون بقدر.. بس بنفس الوقت فيها قوّة تردّ على الي يغلط عليها.. ما تتكلم كثير لكنها مو صامتة بنفس الوقت.
ضحكت أميرة على تعابيره وهو يتخيل ويعدّد بأصابعه زي الطفل ، قالت بابتسامة كبيرة : خلاص اعتبر الموضوع تمّ.. ومن اليوم ورايح بفتّح عيوني وبطالع باللي رايحة والي جاية.
ابتسم بقوة وضمها وهو مبسوط ، ضحكت عليه وهي تشوفه قام وهو مبسوط ، وبقلبها دعت له أن ربي يسخر له الي يبيها والي تكمّله ، رجعت عبّست وهي تتذكر موضوع ماجد.. وحاولت تتناسى الموضوع.

_ بنفس الحي والشارع _
كانت مثل الضايعة.. متمسّكة بيد جارتها والي بمثابة عمّة لها ، هالخطوة الي قاعدة تسويها بتخلصها من همّ أبوها السكير وضربه العنيف لها ، وبنفس الوقت مو ضامنة أنه يلقاها ويسوي فيها الي أشد.
وقفت سيارتهم قدام بيت جميل وصغير ، قالت جارتها لولد أختها الي موصّلهم : مشكور يا فهد ما قصّرت.
فهد بابتسامة لخالته : شالدعوة يا خالتي ، كنت ناوي أجي الرياض ومرة وحدة وصلتكم.
دعَت له بالتوفيق ونزلت هي وشوق الي كانت متمسّكة بيدها بقوة ، الجارة " أم صالح " بحنان : يا يمّه استريحي ولا تخافين ، شوفي وصلنا للبيت ، لا أبوك ولا أي أحد قادر يلمسك وأنتي بهالمكان.
بلعت ريقها وقالت بصوت خافت : تسلمين يا عمّة.
ابتسمت لها أم صالح.. ودخلوا للبيت ، كان مغبّر ويحتاج له نفض وتنظيف كامل ، قالت أم صالح : مر وقت طويل على هالمكان ، السموحة على غبرته وعلى ريحته.
ابتسمت شوق وقالت : أنا عشت بمكان كله قزاز مكسور وريحة خمر.. أقصى أحلامي كانت أني أنظف بيت من الغبار مو بيت كله قزاز وعفن.
ابتسمت لها أم صالح وقالت بعدها بقهر : حسبي الله على الظالم.. حسبي الله عليه.
دخلوا البيت ومعهم عفشهم الي نزلوه من السيارة ، وصاروا ينظفون المكان عشان يقدرون يرتبون أغراضهم ويجلسون فيه.

_ بـالشركة _
طلع من مكتبه هو وراكان عشان ياخذ له قهوة يصفي بها راسه ، نزل للدور الثالث والمخصص لبريك الموظفين ، جلس على الكنبة الجلدية بعد ما أخذ له كوب قهوة اسبريسو ، مسك جوّاله وصار يقلب فيه بعشوائية ، حسّ بشخص جلس قدامه.. رفع عيونه البنية الفاتحة له ، حطّ كوب القهوة وقال ببرود : بغيت شيء ؟
قال ماجد الي جلس قدامه بمصخرة : أبد والله أسلم عليك عساني ما قطعتك.
سلطان بصوت واطي : عساك قطعتني وما عاد شفتك.
حبّ يغيظه وقال : بغيت أبشرك.. ثلاث أيّام وتصير لي.
رفع راسه وهو معقد حواجبه ، قال ماجد بابتسامة خبث : هاللي مسوي تفرد عضلاتك عشان تحميها ، ثلاث أيام ونصير لبعض.
سلطان بسخرية وهو يتذكر كلامها لما نكرت خطبة ماجد لها : تبي تسوق سوق على غيري ، و وش علي منك ومنها ؟
ماجد وهو يهزّ كتوفه : والله سقتها عليك قبل ومشت.. والحين ماني سايقها وأقولك اياها بكل وضوح..
قام سلطان منه وهو مو ناقص يسمع أي كلمة منه ، وصار يتذكر كلام راكان.. إذًا فعلًا كان صادق.. فماجد بحقارته قدر يستغلّها ، استغفر.. وهو بقرارة نفسه اتَّخذ خطوة ما راح يتراجع عنها.

_ ببيت كبير جدًا _
: وش أخبارك يا وخيتي ؟
بابتسامة : الحمد لله وش أخباركم أنتم ؟
: الحمد لله حالنا تسرّ ( كملت ) وش لون ولاء وسلطان ؟
أم سلطان بابتسامة : الحمد لله يسلمون عليكم ، وش لونك يا رنا ؟
رنا بنفس ابتسامتها : الحمد لله كل خير.
لفّت على ريم وقالت : وأنتي يا ريم ؟
ريم بابتسامة مجاملة : الحمد لله.
وصلت ريم رسالة على جوالها وكان مضمونها : " جاء معاها ؟! "
كتبت : " لا ما جاء.. حسافة الكشخة بتروح على فاضي ! "
وصلها رد سريع : " مو حسافة ولا شيء ، خلي خالتك تشوف جمالك وكشختك.. يمكن لو ما مليتي عينه هي تحببه فيك "
كتبت بقهر وأرسلت : " شايفة فيني شيء يوم تقولين لو ما مليت عينه ؟؟ "
انتظرت دقيقتين ثم وصلتها رسالة من نفس البنت : " ما قصدت شيء ، يلا باي يا قلبي أنا بطلع ، كلميني بعدين "
: " أوك "
سكرت جوالها وصارت تتدلّع في كلامها وفي سواليفها مع أم سلطان وفي نيّتها تكسبها لعلّ وعسى تعجب فيها وتسهل لها طريقها.

_ بالمكتـب _
رجع للمكتب ومعاه ملفّات كبيرة ، شافه راكان وتنهّد من قلب : ياربّـيه أنك تعين ، توّنا مخلصين دفعة تسليم تجينا ذي ؟
سلطان وهو مبتسم على شكله : تشغل نفسك بشيء أحسن من أنك تحضر بدون شغلة.
كشر راكان وهو معارض لكلامه ، وصار يختم ويوقع الأوراق الإدارية ويدقّق فيها معاه ، بعد ساعة ونص من الشغل رجع ظهره على الكرسي وقال بإرهاق : آهـــه هلكنا.
قال سلطان وهو يقفل آخر ملف : قدرنا نخلصها بوقت قياسي.
طلع بالملفّات وسلمها بدران المساعد ، ورجع يدخل ، جلس قدّام مكتب راكان وقال : راكان.
طالع فيه راكان وهو مستغرب منه لأنه جلس عنده مو بمكتبه ، وقال باستغراب : هلا ؟
سلطان بإصرار وابتسامة مصاحبته : أنا بتزوجها.
طيّر راكان عيونه ، وقال بتقطيب : وش أنت تهذري به ؟ لا يكون شربت شيء ولا شيء!
هز كتوفه بلا مبالاة : ما شربت شيء ( وبابتسامة ) بس أنا أبيها.
راكان وهو يعدل جلسته : ولد.. لا يكون أنك تحاول تاخذها عشان تقهر ماجد فيها ؟
سلطان بحزم : وش الي أقهره فيها ؟ مالي بهالحركات ، بس أنا بخلّصها منه.. غير أني شفتها وأعجبتني.
راكان بضحكة مصدومة : يعني بتتقدّم لها من العميد أبو راشد.. أبوها ؟
سلطان بابتسامة : أجل أتقدّم لها من مين ؟ أكيد منه.
راكان بصدمة : مدري عنك.. صدمتني!
سلطان وبجدية : واليوم أنا بخطبها.
راكان طيّر عيونه بقوة وقال : وش فيك يا رجّال !
سلطان وقف وأخذ مفاتيحه الي فوق المكتب وقال : الي سمعته.. ويالله الحين أنا طالع.
طلع بدون ما يسمع ردّ راكان الي حط يده على جبينه ، ما يدري ليش رافض هالفكرة.. وهو خايف أن سلطان يبي ياخذها عشان يقهر ماجد لا أكثر.

_ بالمواقف _
طلع وركب سيّارته التّورس ، وقبل لا يمشي فتح جوّاله على آخر الاتّصالات.. طالع بالرّقم المجهول والي كانت هي صاحبته ، وما يدري ليش حاسّ بالإصرار الكبيـر ، هو متيقّن أنه مو هامّه ماجد وأنه ينرفزة.. بس حاسّ بانجذاب لها.. مو حبّ أو إعجاب.. بس انجذب لها وما يبي واحد مثل ماجد يستغلّها!
دقّ على رقم أبو راشد ، ولما وصله صوته الثخين قال بابتسامة : السلام عليكم.
أبو راشد : وعليكم السلام هلا والله سلطان ، وش أخبارك ؟
سلطان وهو بنفس ابتسامته : الحمد لله وشلونك أنت يا عميد ؟
أبو راشد : الحمد لله ما يسرّ.
سلطان : يا عميد إذا أنت فاضي أقدر أمرّ عليك وأكلمّك بموضوع ؟
أبو راشد باستغراب من سلطان الي أول مره يطلب يكلمه بموضوع : أكيد.. بس وش الطاري ؟
سلطان ويدّه على ذقنه : لو نتكلم وجه لوجه أنسب.
أبو راشد : حيّاك الله.. وأنا أنتظرك.
قفّل منه بعد ما أتفق يمرّ عليه ، ومشى وهو قاصد البيت الكبير ، نص ساعة مع أن البيت قريب جدًا.. لكن زحمة الرياض معروفة بسرقتها للوقت ، وصل وهو لحدّ الآن مو حاس بأي تردّد.
دخل بعد ما رنّ الجرس وفتحت الخادمة ، استقبله أبو راشد الي كان مبتسم ويخفي استغرابه من جيّة سلطان ، دخّله على المجلس بعد ما قال للخادمة تصلّح قهوة وتجيبها لهم ، قال بابتسامة : احكي يا بوي وش الي قاصدني به ؟
سلطان بابتسامة : كل خير يا عميد ، وما يتمّ الا بشورك ونظرك.
أبو راشد : إن شاء الله أنه خير ، اسلم.
سلطان بجديّة وضحت من نبرته الرجولية : أنا اليوم جاي أكمل نص ديني.. وطالبك بنتك على سنّة الله ورسوله.
استغرب أبو راشد وبان هالشّيء في ملامحه ، ابتسم وقال : هذي الساعة المباركة.. ومثلك يا سلطان يتمنّونه نسيب ، وأنا بوصّل هالكلام لبنتي أميرة وأردّ لك خبر.
سلطان بابتسامة : تسلم والله.
جت القهوة وصار يتقهوى هو ويّاه ويتكلمون في أمور عامّة.

_ بنفس البيت _
كانت بغرفتها وتتفرّج لها فلم ، حسّت بدخلة أبوها لغرفتها ، التفتت عليه وقالت بابتسامة : هلا يبه وشلونك ؟
أبو راشد بابتسامة : بخير يا بنتي.. وأنتي شلونك ؟
أميرة : الحمد لله.
جلس جنبها بالسرير ، وهي تركت جهازها وصارت تطالع فيه باستغراب.. عرفت أن عنده شيء يقوله ، وبقلبها فزّة.. خايفة يكلمها بالموضوع الي حفظته صمّ وصارت تكره سيرته ، قال بابتسامة مُريحة : اليوم تقدّم لك واحد ، وطالبك على سنّة الله ورسوله.
طالعت فيه تبيه يكمّل كلامه ، قال وهو يمسك يدّها : أسمه سلطان.. يشتغل بالشركة وأنا أشهد أنه رجّال وينسند عليه.
سكتت ومو عارفة وش تقول ، كمّل : أبيك تستخيرين وتردّين لي خبر.. بس لا تطولين يمّه.
هزّت راسها بصمت ، طلع وهي حاسّة بتشتّت.. ومن جهة تقول هذا الي بيخلّصني من ماجد وخياسه ، ومن جهة تقول خايفة أنفجع بواحد أبشع منّه!
دخلت الحمّام ووضّت وصلّت لها ركعتين تستخير ، ولما خلصت صارت تقرأ وتدعي ربّها يسخّر الصالح لها.

_ ببيت رهـام _
كانت طفشانه من ثرثرة أخوها عبد الإله وهو يتكلم بأمور ما تعرفها عن البلايستيشن ، ما صدّقت خلص كلامه وصعدت لغرفتها بسرعة ، تذكّرت أميرة وأخبارها وعلى طول اتّصلت عليها ، وصلها صوت أميرة : هــلا يا قلبي.
رِهام بابتسامة : هـلا فيك زوود ، وش الأخبار ووش العلوم.
أميرة : الأخبار.. اليوم تقدّم لي واحد.
رِهام باستغراب : غير ماجد ؟
أميرة بضحكة : طايحة من عينك ما يتقدم لي غير ماجد ؟
رِهام بضحكة ونفي : لا والله بس تعوّدت أنك تقولين لي ماجد تقدّم لي.
أميرة بابتسامة : لا هذا واحد ثاني.. من شركة أبوي ونفس وظيفة ماجد.
رِهام : استخرتي ؟
أميرة : استخرت.. وحاسّة براحة عجيــبة.. بس أخاف تكون هذي الرّاحة لأني مقتنعة أن أي أحد غير ماجد بيكون أفضل منه.
رِهام : إذا حسّيتي براحة لا تشوشّين مخك ، انتي ارتحتي وبإذن الله ربي ييسّر لك.. أنتي انتظري وأعطي ردّك بكرة.
أميرة : إن شاء الله.
رِهام بفضول : وش أسمه ؟
أميرة بابتسامة : سلطان.
رِهام بحماس : اللَّــه وناسة يعنـي الحين أنا وياك نحب شخصين بنفس الاسم ؟
أميرة بضحكة : إيه شفتي.
رِهام بضحكة : ونسمي عيالنا بنفس الاسم بعد !
أميرة بابتسامة لحماس رِهام : نشوف بعدين.. أخاف تختارين اسم مخيس.. مدري عن ذوقك !
رِهام بشهقة : ذوقـي يجنّن أنتي اسكتي بس !
كملوا سواليف وكل وحدة تفكّر بشيء ، ومن الآن رِهام مو عارفة أن سلطـان نفسه الي تقدّم لأميرة هو سلطـان الي تحبّه ، وأنها شجّعتها بالشيء الي راح يجرحها ويهزهـا ، وأميرة بالمثل مو عارفة أنها تقدم على الخطوة الي ممكن تبعد بينها وبين رِهام وتجرح صداقتهم.

_ في اليوم الثاني _
: مبـروك يا بنتي وعسى الله يجمع بينكم على خير.
باس رأس أميرة الي خجلت من كلام أبوها ، وبقلبها خايفة من أشياء كثير ما تعرف وش هي ، اتصلت على رِهام وبشرتها وهي فرحت كثيير لها ، واتصّلت على ولاء وقالت لها وكانت مبسووطة لها وتدعي لها.

_ وفي مكان ثاني _
وصله الرّد من أبو راشد.. والابتسامة مزيّنة ثغره ، نزل تحت وشاف أمه تحطّ الفطور ، قرّب منه وباس رأسها وفي نيّته يبشّرها.. عارف أنها بتزعل منه لأنه ما قال لها ولا قد لمّح لها ، بس ما بيدّه شيء.. لأن القرار كان مفاجئ له بعد.
قالت أم سلطان بابتسامة : صباح الخير.
سلطان : صباح النور والسرور.
جلس جنبها وسمّوا بالله وأكلوا.. نزلت بعد دقايق ولاء وجلست معهم بالسّفرة ، تنحنح سلطان وقال : يمّه أنا أبي أتزوج.
غصّت ولاء وشرقت أم سلطان بالشاهي.. قال سلطان بسرعة : بسم الله عليكم.
شربت ولاء مويه تمشّي اللقمة وأما أم سلطان صارت تكحكح ، ثم قالت بصدمة : هذي الساعة المباركة يا ولدي ، بس وراك تقوله وأحنا نفطر ؟
سلطان بابتسامة حتى بانت أسنانه : يمّه أنا قلته هالحين لأنه ما يحتمل التأخير.
ولاء بصدمة : يمّه شوفيه.. مستعجل بعد !
سلطان بضحكة : مو أنتو تبوني أعرس ؟
ولاء بضحكة مصدومة : إيه بس شلون انقلبت في يوم وليلة ؟
أم سلطان وهي تقاطعهم : يا ولدي زي ما تبي ، وأنا بإذن الله ببدأ أدوّر لك.
سلطان وهو يبعثر شعره : يمّه.. أنا ببالي وحدة.
أم سلطان بفرحة : اللهم لك الحمد.. مين ؟
سلطان بجديّة : أنا تقدّمت لها.
ولاء بصدمـة : إيــش ؟
أم سلطان وهي مطيّرة عيونها : وراك استعجلت يا ولدي وما شاورتني ؟
أخذ يدها وباسها وقال : اعذريني يالغالية بس ما حبّيت أطوّلها.
أم سلطان بعتب : حتى أّمّها ما تكلمت معها.. ما يصير على طول تخطب.
سلطان : البنت تعيش مع أبوها بس.. أمّها مطلّقة.
انصدمت أم سلطان وما عرفت وش تقول.. ونفس الشيء ولاء ، كمّل : لكن أنا أعرف أبوها.. وهو عميدنا في الشركة.
أم سلطان وكأنها استبشرت شوي : أبو راشد ما غيره ؟
سلطان بابتسامة : إيه العميد أبو راشد.
أم سلطان بشوي ضيقة : والله مدري وش أقولك يا ولدي.. أبو راشد ماعليه كلام.. وأكيد بنته على ما ربّاها ، بس يليتك كلمتني قبل.
أعتذر منها وباس رأسها ، قالت ولاء بفضول : طيب متى بيردّون لك خبر ؟
سلطان بابتسامة : وافقوا.

_ ببيت لا يزال جديد علينـا _
صحت من النوم وهي مرعوبة وتنتفض ، طلعت بسرعة من الغرفة وهي بدون وعيها.. وحاسّة المكان غريب عليها حــيل
مسكتها أم صالح وهي مفزوعة من حالتها ، قالت بخوف : شوق يا بنتي وش فيك ؟ هدّي يا روحي.
شوق بفزعة صارت تحضنها وهي تنتفض بقوة ، وتقول بكلمات متقطّعة : لـ.. لقا.. نـي.. هو .. ضربـ.. ني.. ما خلـ.. خلـاني !!
أم صالح صارت تحضنها وتبكي على حالها ، حتى وهي بعيدة عنه مئات الكيلو مترات ألا أن خياله لا يزال يلاحقها ويرعبها
تحسّبت عليه وصارت تقرأ عليها من ورد القرآن وتهدّيها.

_

حدّد أبو راشد مع سلطان الملكة.. والي اتّفقوا يخلونها بعد أسبوع من الآن.. ولاء حاسّة بفضـول كبير تعرف مين هذي البنت وكذلك أم سلطان ، رِهام كانت مبسوطة كثير لأميـرة وصارت تقضي معها فستان الملكة وملابس ثانية.

- انتهى -


كان هذا الفصل الثّاني

أعذروني على التقصير بالأحداث فيه.. حبّيت يكون هو بداية النقلة
الاختبارات جدًا ضغطتني وما قدرت أوفيكم حقكم في طول البارت

شكرا جزيلًا لتفاعلكم معاي مع بداية الرواية
وإن شاء الله تكون عند حسن ظنكم فيها

الفصل الثالث بيكون بإذن الله بعد يومين
بإنتظار تعليقاتكم وآراءكم !




التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 23-01-17 الساعة 08:53 AM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 23-01-17, 02:57 PM   #6

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثالث


كان باقي على ملكتها يومين بس ، بالخمس أيام الي فاتت ما كانت متحمسة أبدًا.. ومو حاسّة بخوف.. بالعكس حاسّة نفسها تحدّت ماجد الي صار يدقّ عليها وتعطيه مشغول.. وغير الرسايل اللي يرسلها لها.

_


بصوت مقهور وفيه بكى : كيف يعني ملكته بعد أيّام ؟
أم ريم بهدوء : الي سمعتيه.
ريم باعتراض كبير : طيب ليش تعطيني أمل أنه بياخذنـي ؟ ليش أنتي ورنا والناس كلهم عطوني أمل فيه ؟
أم ريم وهي تحاول تبين نفسها عادي مع أنها ضايقة لأنه ما أخذ بنتها ريم وأخذ غيرها : أنتي عارفة من البداية أن أم سلطان ما فكرت فيك أنتي وأختك.
دخلت رنا لغرفة ريم والي كانوا يتكلمون فيها ، قالت باستغراب : وش تتكلمون عنه ؟
ريم بقهر : سلطــان بيملّك بعد يومين.
رنا بصدمة : كيف ؟! ليش توّنا نعرف ؟!
ريم بعصبية : ما أدري ما أدري ! ( طالعت بأمها وبحسد ) مين هذي الي تقدّم لها ؟
أم ريم وهي تتذكر كلام أختها أم سلطان : تصير بنت عميده بالشّركة ( كملت بنظرة حَذِرة لبنتها ريم ) أنا وصّلت لك هالخبر عشان تقطعين الأمل فيه وما تفكرين تكسبينه.. سلطان راح.. انسيه.
طلعت وبكت ريم بغبنة ، وصارت رنا تهدّيها وهي مو فاهمة سبب تعلق ريم فيه للهدرجة.. وبقلبها تقول " كل ذا حبّ ؟ ".

_ ببيت آخـر _

صرخ باعتراض وهو يقول لأبوه : يخسى ياخذها يخــسى ، مين هـو عشان ياخذها وتقبل فيه ؟ عمّـي بأي حقّ يقبل فيـه ؟
أمّه الي كانت حاضرة الموقف : مـاجد خلّ عنك أحلامك معها ، لا البنـت تسواك ولا البنت تبيـك !
أشّر لأمّه بقلّة أدب وهو يسكتها : يمّه لا تتدخليـن !
أبو ماجد بعصبيّة : اخس وأقطع ، كلّمها زين جعلك بالماحي الي يمحيك ، وأميرة ما هي لك.. ما هــي لــك.
ماجد صار يتوعّد وهو ياخذ جاكيته الثقيل ويطلع : والله لتشـوفون شيء مني ما عمركم شفتـوه ، وأميرة لغيـري تخسى تروح.


_ بمكان ثـاني _

رِهام باستغراب : ما طلبك شوفة شرعية ؟
أميرة بلا مبالاة : لا.
طالعت رِهام فيها لفترة طويلة.. قالت أميرة بابتسامة : وش فيك ؟
رِهام وهي معقدة حواجبها بضيقة : ليش مو متحمّسة ومو مُبالِيَة ؟ أنتي تتزوجين !
أميرة بضحكة تلطّف الجو : شايفتني أبكي أو مو راضية ؟
رِهام وهي تنفي براسها : لا.. بس الحماس الي يجي العرايس ما جاك ! بيّني أنك مبسوطة وسعيدة.. لأنك بتستقلّين بعد هذا الزواج.. بتكونين إنسانة يُعتمَد عليك من قِبَل شخص ثاني !
أميرة وهي تستند على الكنبة المقابلة لرِهام : أنا مو حاسّة بالسعادة الي تتكلمين عنها.. بس مو حاسّة بضيقة.. حاسّة بتبلّد ومو عارفة السبب.
رِهام بابتسامة : صدقيني لما تعيشين حقيقة أنك تملّكتي بيجيك شعور ثاني ، أنتي مو حاسّة لأنك لحد الآن ما استوعبتي.. وغير أنك ما تعرفين سلطـان وما قد شفتيه وهذا سبب يخليك مو حاسة بأي شيء.
كمّلت بعد ما جلست جنب أميرة : أميرة.. أنتي تخافين يكون شخص مثل نوعيّة ماجد.. متخلّف ويبغى يتملّك الأشياء الي يحبّها.. ويسوي أشياء ربّك أعلم فيها ، بس شيلي هالفكرة من راسك.. الي مثل ماجد قليـل.. وبإذن الله سلطان غير!
أميرة وهي تلعب بأصابعها وتطالعهم : مدري.. مو متأكدة إذا هو خوف.. بس تقدرين تقولين أني ما أبغى أتأمَّل فيه بعدها أنصدم.
سكتوا فترة.. قالت رِهام بعد ما قامت : يلّا بس نرتب شنطتك.. عرسك بيكون بعد الملكة بأسبوع !
أميرة بتهرّب : امم.. مو الحين.. تعبانة.
رِهام بعصبية : قومي بس !
أميرة برجاء : بس بطلبك طلب.
رِهام : إيش ؟
أميرة بابتسامة مصلحة : رتبي لي شنطتي.
رِهام بيأس : مدري وش أسوي فيك أنتي وحماسك النّايم هذا.. اعتبري الموضوع تمّ.
انبسطت أميرة وقرّبت منها وباست خدّها بقوة ، وقالت وهي تضحك : تسلمين يا قلبي.
رِهام بضحكة : وقت المصالح تجيك الكلاب مشتاقة.
ضحكت أميرة ورجعت مكانها ، فتحت على جوالها تدور شيء يلهّيها ، أما رِهام صعدت لغرفة أميرة وطلّعت شنطتها السوداء وصارت ترتّب الملابس الي شروها لها فيها.

_ ببيت أم سلطان _

ولاء كانت توّها مقضّية من السوق فستان ملكة سلطان لها ولأمّها ، رجعت وهي مبسوطة وصارت تطلّع لأم سلطان الفساتين وتوريها اختياراتها ، أم سلطان تعتمد على ولاء بهالأشياء لأن ولاء تضبط القياسات وذوقها جميـل.
أم سلطان بابتسامة رجاء : يا ربّي أنك توفّقه هو ومرته وتتمّم ملكتهم وعرسهم على خير.
ولاء بابتسامة : آمين ( كملت بتساؤل ) الحين عرس الحريم بيكون ببيت العروس صح ؟
أم سلطان : إيه.
ولاء باستغراب : وراه طيّب ؟
أم سلطان وهي تهزّ كتفها : مدري والله ، شكلها ما تبي عرس كبير.. بتخليه مصغّر.
سكتوا شوي ، قالت أم سلطان بتساؤل : قلتي لرِهام وأميرة عن الملكة ؟
ولاء وهي تضرب جبهتها بخفّة : يــوه نسيتهم ، بكلمهم الحين وبقولهم !
صعدت لغرفتها بسرعة واتّصلت على رِهام.. ثواني ووصلها صوت رِهام وواضح أنها كانت بجنب أميرة الي تسولف عليها : هلا بالقاطعة.
ولاء بابتسامة كبيرة : هلا هلا فيك ( وباحراج ) اعذريني على القطعة بس هالأسبوع كان ضغط.
رِهام بابتسامة : أمزح معاك شالدعوة يا قلبي ، وش طاري الضغط ؟
ولاء بحماس : اتصلت عليك عشان أقولك ، والحمد لله سهلتي علي بما أن أميرة معك.
ضحكت رِهام وشغلت مكبّر الصوت وقالت : قولي.
ولاء : عــازمتكم بملكة سلطــان بعد يومين.
صـــمـــت
استغربت ولاء صمتهم.. حسّت أميرة أنهم طولوا صمتهم وبالخصوص رِهام الي انعقد لسانها ومو عارفة وش تقول.. قالت أميرة بابتسامة باهتة : مبرووك ألف ألف مبرووك ( كملت وهي تطالع برِهام الي لحد الآن مصدومة ) بس من بين كلّ الأيام صار يوم الجمعة ؟
ولاء باستغراب : ليش ؟
أميرة بضحكة : ملكتي يوم الجمعة.
قالت ولاء بصوت عالي وكأنها تذكرت : أوووه نسيــت.. معليش يا قلبي مع حوسة ملكة سلطان نسيـت !
انتبهت أن رِهام ما تكلمت.. وقالت وهي قاصدة الكلام لرِهام : رهّووم عاذرتـك لو ما حضرتي.. أنتي أبقي بملكة أميرة.
رِهام بصوت متقطّع : أنا.. بحضر.
طالعت فيها أميرة وولاء استغربت.. كملت رِهام والعبرة خانقتها : بحاول أحضر اثنينهم.
قفّلت منهم ولاء بعد ما ودّعتهم ، رِهام انفجرت تصيح وصارت أميرة تحضنها وهي حاسّة بحزن رِهام من صوت بكيها الي يقطّع القلب ، قالت وهي تصبّرها : قطّعتي قلبي يا رِهام.. ما يسوى كل هالدموع.
رِهام ببكى : بيملّك يا أميرة بيملّـك.
أميرة وهي تبي تكتم دمعتها على حالة رِهام : أدعي له بالتوفيق.
أميـــرة مو عارفة أن دمـوع رِهـام طلعت بسبب موافقتـــها على الزواج ، ورِهام مو عارفة أن حمـاسها طول اليوم كان تجهيز ملكة أميـرة لحبيب قلبها سلطـان.. كل هالأشياء مو مستوعبينها لحد الآن !

_ بيوم الملكة _

كانت فاتن أم أميرة حاضرة وهي لابسة فستان أسود ليلكي طويل وماسك على جسمها الي مو مبيّن عليه أنها كبيرة أبدًا ، وملامحها كانت نعومة جدًا ، بانت على تقاسيمها السعادة وهي تحضّر ملكة بنتها.. حاسّة أن بهذي الملكة بتحاول قدر الإمكان تنفّذ لأميرة كل رغباتها الي انحرمت منها بانفصالها عن زوجها.
أميرة ما تدري ليش قلبها صار ينقبض.. وفجأة صارت تفكّر أنها ما توقّع وتدبّر لها صرفة ، بس كل ما جت هالفكرة براسها تتعوذ من ابليس وتنسّي نفسها ، دخلت عليها فاتن وقالت بابتسامة واسعة : تبارك الله.. تجنّنين !
كانت أميرة توّها لابسة فستانها الأحمر الي من فوق إلى أردافها ضيّف ثم يتوسع تدريجي ، وشعرها الي طال شوي وصار تقريبًا لنص ظهرها مستشور ومن تحت فير ناعم ، كانت قصّة الفستان من عند الصدر على شكل دائرة ماسكة عليه وبارزته بشكل واضح ، ومن الخلف كان ظهرها مكشوف للنصف تقريباً.
ما كانت تبغى يكون الفستان كاشف من فوق لكن رِهام أصرّت بأنها تاخذه لأنها قالت أنه أكيد بيليق عليها وعلى جسمها ، حضنت أمّها وهي حاسّة بسعادة تغمرها لما شافتها ، قالت بحبّ : صايرة تخبّلين بهذي الكشخة.
فاتن أم أميرة بمزح : في العادة شينة ؟
أميرة حضنتها من جديد وهي تقول بشوق : لا والله بكل حالاتك تاخذين العقل.
شدّت عليها فاتن وقالت بابتسامة : على كذا ببتعفط الفساتين.
أميرة بضحكة خفيفة : بالطّقاق.
بعدت عنها بعد ثواني وقالت بابتسامة خافتة : أبوي كان يقول إذا جيتي بياخذ شورك في شيء.
طالعت فاتن بالأرض.. وتذكّرت الي صار قبل لا تدخل على أميرة..

كانت جايّة وتعدل شكلها بدورات المياه ، شعرها الي يوصل لنصف أردافها كان جذّاب جدًا.. وكشختها لا يُعلى عليها ، ما حسّت به يطالعها من فترة.. التفتت على صوت نحنحة وشافته يصدّ عنها ، قلبها انقبض وما عرفت وش تسوي.
جت بتدخل وقاطعها صوته الي طلع منه وهو صادّ عنها : السلام عليكم.. كيف حالك يا أم ثامر ؟
فاتن بضيقة وكأنها كانت تتهرّب منه : الحمد لله بخير.. وأنت شلونك ؟
أبو راشد : كل خير ( كمّل بصوته الثخين والرجولي ) التقديمات وصلت.. طلبت منهم يصفّونها بالبوفيه.
فاتن بهدوء : الله يجزاك خير.
طلع.. وهي زفرت بقوة ، ما تدري ليه.. كل ما قابلته ترتبك وتتوتّر وما تصير على بعضها ، ودايم تكذب على نفسها وتقول هذا أكيد بسبب الانفصال ومو شيء ثاني ، وتحاول تذكّر نفسها أنها تزوجت غيره وترمّلت من الزوج الثاني قبل سنين.. وبتنسى عادل " أبو راشد " زي ما نست زوجها الثاني.

قالت أميرة باستغراب وهي تطالع بفاتن أمّها وهي سرحانه : يمّه أكلمك ؟
انتبهت فاتن.. وقالت بابتسامة خافتة : إيه سمعتك.. وأنا كلّمته.
أميرة بصوت هادي : كويس..
تعرف أميرة أن أمها ترتبك من سيرة أبوها.. بس ما تقدر تكبت الرغبة في أنها تتكلم عنه في حضورها ، هي تحب أبوها مثل ما تحبّ أمها.. وكلهم معزّتهم وحدة.. ومن حبّها صارت مثل الطفل تتمنّى لو تلاحظ على واحد منهم شوق للثاني.. لعلّ وعسى تصير معجزة ويرجعون لبعض.
جلست في غرفتها بعد ما قالت لها فاتن تنتظر لأن أهل العريس بيدخلون ويسلمون عليها.. وبعدها بتنزل على الزفة البسيطة ، ثم راحت فاتن وطلعت لصالة البيت الكبيرة والواسعة ، وشوي شوي جو المعازيم والي كانوا قلّة من طرفها مثل عمّانها وبناتهم وخالتها وصديقات لها ، أما من طرف العريس فكانوا خالاته وعماته وربعه وصديقات لولاء.
زفرت زفرة قويّة.. ما تبي تقابل أهل العريس ، فجأة حسّت بدخلة أحد عليها ، التفتت وسمعت شهقة قويّة.. طالعت وراها مفزوعة من الشهقة ، قالت صاحبة الشهقة بصدمة : أمــــيرة ؟
طالعت فيها أميرة ونطّت بعد ما استوعبت وقالت بصدمة : ولاء ؟ مو أنتي بملكة أخـوك ؟
ولاء بابتسامة كبيرة نطّت وحضنتها بأقوى ما عندها وقالت وهي لا تزال مصدومة : وااااااو ما توقعت أنك أنتي مـــرت أخــــوي الي مخبّيها عنّا !
أميرة بصدمة وبتأتأة : إ.. إيـش ؟

_ بنفس البيت ، بالصّالة _

دخلت ومبيّن في وجهها الهمّ ، دخلت دورة المياه وحاولت تبتسم وتعدّل مظهرها ، كانت لابسة فستان أبيض لحد ركبتها جدًا هادي ولطيف ، وشعرها مسويّته ويفي ويجنن عليها ، ملامحها الناعمة أبرزها المكياج وحلّاها.
صعدت للغرفة وهي تحاول تبيّن نفسها مبسوطة عشان ما تحزّن أميرة وتنكّد عليها ، شافت ولاء عند الباب من برا والباب مقفّل ، قالت رِهام باستغراب : ولاء ؟ وش تسوين هنا ؟
ولاء بخوف : ما عليك مني.. أميرة مو راضية تفتح !
رِهام فزّ قلبها بخوف عليها وقالت بحيرة : وش فيهــا ؟
ولاء وهي مو فاهمة ليش طلّعتها أميرة وهي في قمّة صدمتها : ما أدري وش فيها بالضبط ، فجأة انتكست حالتها.
طقّت رِهام الباب وهي قلقانة عليها ، وتقول بصوت واطي شوي حتى ما يسمعون الضيوف : أميرة ؟ أمـيرة افتحي !
صارت تطقّ لمدة خمس دقايق وأميرة ما تردّ وما تعطيهم أي ردّة فعل ، صعدت فاتن أم أميرة وشافت الخوف بعيون ولاء ورِهام ، قالت باستغراب وقلق : وش فيكم ؟ وش فيها أميرة ؟
رِهام عرفت أم أميرة بعكس ولاء الي ما عرفتها ، وقالت بخوف : مدري وش فيها أميرة ما تفتح !
قرّبت فاتن وطقّت الباب وبصوت هادي : أميرة ؟ أفتحي يا قلبي وريحيني.
فتحت أميرة الباب وما طلّت عليهم عشان تخفي الدّموع ، وبصوت متحشرج من بكاها : رِهام.. أبي رِهام تدخل وبس..
وبصوت واطي ودموعها تنزل : أعذروني.
دخلت رِهام وكلّها خوف على أميرة.. جلست أميرة على السرير وهي تصيح بقلّة حيلة ، قالت رِهام بخوف وهي قريبة منها وماسكة يدّها : أميرة ، خوفتيني.. تكلمي قولي شيء !
أميرة بنـدم وصوت باكي : آسفة.. آسـفة والله ، وهذا أنا بقسم لك ما أقرب منه ولا يقرب مني.. ولا راح أوقّع ، سالفة أني أتملكـه مستحيـلة.
رِهام بصدمة وهي حاسّة بقلبها ينغزها : أميرة.. صار شيء ؟ قـولي.
أميرة انفجرت ودموعها مو قادرة تتحكم فيها : سلطــان الي ملكتي معه اليوم.. هو نفسه سلطــان الي كل ليلة تكلميني عنه !!
صـــدمـــة
ألجمها السكوت وما علّقت.. وبكل هدوء سحبت يدها عن أميرة وطلعت من الغرفة.. دخلوا بعدها ولاء وأم أميرة بسرعة وهم خايفين عليها حيل ، مسحت أميرة دموعها وبسرعة حاولت تكتم شهقاتها ، بس كان مبين عليها أنها بكت لين قالت بس ، ولاء حست بالضيقة وهي ظانّة أن أميرة ما تبي القرب منهم..
أما فاتن ما قالت شيء عن الموضوع لأنها تعرف أميرة ما تبي تتكلم بهاللحظة عن أي شيء يتعلق فيها ، لكن قالت بتخفيف للجو : خلينا نعدل لك مكياجك..
أميرة بهدوء : ما يحتاج.
فاتن باستنكار : بتنزلين وأنتي محتاسة ؟
أميرة وخانقتها العبرة : بختصر الموضوع وما رأح أنزل.
ولاء بهدوء : ما تبينه ؟
نزلت راسها.. ولاء بصوت جدّي : أميرة.. إذا ما تبينه هذا شيء راجع لك.. قولي لي.
أميرة بصوت خافت : ولاء..
ولاء والضيقة خانقتها : مو شارهة عليك ، بس على الأقل أعطي أخوي خبر.
غطّت أميرة وجهها ، عرفت فاتن أن ولاء تصير أخت سلطان ، مسكت فاتن أميرة وقالت بحنّية : يمّه.. القرار راجع لك ، محد راح يضغط عليك.
أميرة ودمعة خانتها : آسفة ولاء ، سامحيني.
ابتسمت ولاء ابتسامة باهتة ، وقالت بهدوء : عادي يا قلبي.
طلعت وهي حاسّة بشعور غريب.. ما تدري ليش بس تحسّ أن لرِهام علاقة ، زفرت واتّصلت على سلطان الي ردّ بعد ثواني : ألو.
ولاء بصوت حاولت تخلّيه طبيعي : هلا سلطان..
سمعت أصوات الرجال الي حوله ، قال سلطان وهو مستغرب مكالمتها : هلا فيك..
ولاء : سلطان.. أأ..
عقد حواجبه.. وباستنكار : وش فيك ؟
ولاء بصوت هادي وهي تحاول تستجمع شجاعتها : سلطان.. رجعنا للبيت خلاص.
سلطان بضحكة مستغربة : البيت ؟ صار شيء ؟
ولاء بخنقة : سلطان.. البنت ما تبيك.
انصدم من كلمتها ، وقال وهو مقطّب حواجبه : وش تقولين أنتي ؟
ولاء بصوت أكثر وضوح : ما تبيك.. أميرة ما تبيك يا سلطان !
سلطان بضحكة مُعارِضة : ولاء أنتي صاير لك شيء ؟
قفلت الجوال وهي مو قادرة تكلمه أكثر ، في لحظة كانت متحمّسة جدًا تعرف الي اختارها سلطان.. ولما عرفتها كانت سعادتها لا توصف.. وفي ثواني انقلب كل شيء لوضع هي مو فاهمته ومو عارفة كيف تتصرّف فيه.

_ في مجلس الرجال الكبير جدًا _
كان سلطان مصدوم من مكالمة ولاء الي جت فجأة وبشكل غريب ، قرّب منه أبو راشد الي قال بابتسامة : المملّك وصل وبيملّك عليكم بعد شوي ، تجهّز يا ولدي.
ابتسم سلطان مجاملة وهو من جوا مو عارف وش يسوي الحين ، بس الي متأكد منه أنه خطى هالخطوة وما راح يتراجع فيها ، قام مع أبو راشد عند المكان الفاصل ما بين صالة النساء الكبيرة ومجلس الرجال.



- يتّبع -


فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 23-01-17, 03:00 PM   #7

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



_ في دورة المياه _

وقفت قدام المراية وهي لحد الحين بصدمتها.. مو عارفة شتسوي ، رطبت منشفة ومسحت وجهها بدون ما يخربط مكياجها ، دموعها مو راضية تنزل.. حاسّة بتبلّد خارجي ومن جوّا تصارع وتكبح رغبتها بالصّراخ.
رجولها تحركت لا إرادي وجابتها لغرفة أميرة.. دخلت ولقت فاتن عند أميرة وجالسة تمسح عليها ، أول ما شافتها أميرة تجمّعت الدموع بعيونها.. أغلى إنسانة بحياتها بعد أمّها وأبوها.. والي بقرب أخوها ثامر منها ويمكن أعزّ.. جرحتها !
رِهام بصوت خافت وبملامح خالية من التعابير : وافقي.
أميرة هزت راسها بقوة يمين ويسار.. وقالت برفض : ما راح أوافـ..
أفزعت رِهام فاتن الي ما توقّعت ردّة فعلها بعد ما صرخت وهي تقول : قلت وافـقــي !!
أميرة بنفس الصرخة وبغضب : والله ما أوافـــق !!
رِهام شوي شوي دمعت عيونها وقالت بضعف : وافقي عليه.. ما أبي أكون سبب تخريب سعادتك.. أو أوقف في وجه سعادته هو ، رجيتك.. لا تبينيني ضعيفة أكثر !
بكت أميرة وحضنتها بقوة وقالت : الله ياخذ الساعة الي وافقت عليه فيها قبل لا أعرفه.
فاتن كانت مصدومة ومو فاهمة الوضع ، قالت رِهام وهي تبلع ريقها : أستغفري ربك.. الدّهر مو هو الي يسيّرنا..
دخلت ولاء وقالت بهدوء وبخنقة : أميرة.. الورقة وصلت ، ينادونك.
هزّت أميرة راسها ومسحت دموعها بسرعة ، قامت فاتن وعدّلت الي تقدر عليه من المكياج وبشكل سريع ، رتّبتها للمرة الأخيرة وطلعوا من الغرفة ، شغّلوا زفّة رايقة وهادية ونزلت عليها أميرة وهي حاسّة بقلبها ينقبض.. الي تسوّيه الحين كان أكبر أحلام أختها وحبيبة قلبها ، ما كان بيدّها شيء.. وبعد رجاء رِهام لها ما قُوَت تقول أي كلمة عليها.
لما وصلت لمنتصف الصالة صفقوا لها ، واشتغلت أغاني وصاروا يرقصون عليها ، أم سلطان كانت توّها تشوفها والإبتسامة شاقّة وجهها ، وهي مبسوطة من اختيار ولدها ، أميرة كانت جميلة جدًا على الرغم من ملامحها الي ما كانت تعبر عن فرحة غامرة ، وجسمها جذاب وكشختها متعوب عليها.
حضنتها أم سلطان وسلّمت عليها ، قرّبت منهم أم راكان والي تصير أم سلطان من الرّضاعة ، قالت أم سلطان بابتسامة لأميرة : هذي أم راكان ، تصير أم سلطان من الرضاعة.
أم راكان بفرحة : بسم الله عليك يا بنتي ، الله يحميك من الحسد ، ويوفّقكم يارب.
ابتسمت أميرة لها وسلّمت عليها ، تعرّفوا على بعض وصارت تاخذ وتعطي معها وأم سلطان فخورة بأن هذي الي ملّك عليها سلطان.
ما حسّوا بالنظرات الي تخرق أميرة قهر وحسد ، رنا بضيقة من نظرات أختها : أكلتي البنت.
ريم بحسد وغيرة : وع ، مدري وش شايفين فيها.. شيفة وجسمها يحوّم الكبد.
تنهّدت وقالت رنا : لا تكابرين ، البنت جميلة حيـل ملامحها تجذب وجسمها يفتن.
ريم بقرف : استغفر الله ( وبعصبيَّة من رنا الي دافعت عنها ) حِلِّي عني واتركيني.. قرفتيني.
بعّدت رنا عنها وهي تستغفر وجلست مع أمّها ، أما ريم صارت تتوّعد وكلَّها حقد وكره لها.

_ بنفس المكان _

وصلتها مكالمة من رقم غريب ، رفعت الجوال وقالت : ألو ؟
صوت رجولي : احم.. السلام عليكم.
ميّزت فاتن الصوت بسرعة.. وقالت بهدوء : وعليك السلام
أبو راشد بصوت ثخين : المملّك يطلب أميرة.
فاتن بصوت هادي : إن شاء الله دقايق وهي عندكم.
قرّبت من أميرة وقالت لها أما هي جلست مع أم سلطان وصاروا يتكلمون عن الملكة بشكل عام والابتسامة مرسومة على وجيههم.
راحت أميرة لعند المدخل الفاصل ما بين الصّالة والمجلس ، لقت أبوها الي لما شافها أقبلت باس راسها ويدّها وبارك لها بحبّ ، ابتسامته ردّت لها روحها ورجعت تبتسم له بحبّ.
سمعت صوت المملّك الي كان صادّ عنها وهو يقول : يا بنتي.. هل أنتي موافقة على سلطان بن فهد بن وليد آل ؟
سكتت أميرة والأفكار تشيلها وتودّيها ، قال أبو راشد بصوت هادي : تكلمي يا بنتي.
أميرة بصوت خافت : موافقة.
مدّ لها أبوها الورقة ووقعت ويدّها ترجف ، مو هذا الزوج الي توقّعته.. مو هذا الشعور الي تمنّت تحس فيه.. لكن الأماني تدور وتدور والبعض صعب يتحقّق.

_ بمجلس الرجال _

هنؤوه وباركوا له فيها ، وكان حاسّ بالنار المشتعلة في آخر المجلس ، وبنظرات ماجد الي تخرقه وودّه لو يقوم عليه ويذبحه ، كان بيقوم وبيطلع بس أبوه شدّ على فخذه وقال بعصبية مكبوتة : لا تفشلنا.

_ بالصّالة الكبيرة _

استقبلوها بالتّهاني وصاروا يباركون لها ، هي كانت حاسّة أن الجو يكتمها.. ومو عارفة تاخذ نفسها براحة ، قرّبت منها ولاء وقالت بابتسامة : تعالي شوي معاي.
هزّت أميرة راسها وهي عارفة الموضوع الي بتكلمها فيه ، أخذتها للحديقة الي تطلّ عليها الصّالة ، قالت أميرة وهي منزلة راسها : أنـ..
ولاء بسرعة : بتكلم أول..
سكتت أميرة وانتظرتها تتكلم ، ولاء بعد زفرة : أنا للحين مو فاهمة الي صار.. وبالأخصّ الموقف الي تتّخذه رِهام منك وأنها طلعت فجأة ، اللي أعرفه أنكم مخفين عنّي شيء ولازم ما تخفونه أبدًا.
جلست أميرة على كرسي خشبي كان بالحديقة وقالت وهي تغطي جزء من وجهها : اجلسي..
جلست ولاء جنبها ، مسكت أميرة يدّها وقالت بابتسامة : تدرين ؟ أجمل شيء بالموضوع أنك أنتي من أهله.. وقريبته بعد.
ابتسمت لها ولاء.. وقالت بعدها بضيقة : طيّب ليش لما عرفتي أنه أخوي صار كل هذا ؟
زفرت أميرة وقالت بصوت خافت : الموضوع مو سالفة أنه أخوك.. أو أني مو راضية بهالشيء..
كملت بخنقة : سلطـان أخوك مو من حقّي.
سكتوا شوي.. ولاء بهدوء : تعتقدين أنه من حقّ رِهام ؟
أميرة هزت راسها بمعنى " إيه ".. قالت ولاء باستنكار : وهذا الي أبغى أعرفه.. وش الي يصير بينك وبينها ؟
كملت : شيء ما يخصّني ومو من حقّي أسأل ؟
أميرة باندفاع : لا وش هذا الكلام ، من حقك.. بس ما أدري كيف أبدأ فيه..
سكتت.. ثم قالت بعد تنهيدة : رِهـام تحب سلطـان.
ما بان على ولاء ملامح الصدمة ، بالعكس استمعت وكأنها عارفة أو حسّت بهالشيء ، كمّلت أميرة : ومن فترة طويـلة ، كل ليلة كانت تكلمني عن حبّها له.. ( حست بشيء يخنقها وهي تتكلم ) لو تسمعين نبرة صوتها وهي تتكلم عنه.. وتشوفين عيونها الي تلمع لما ينطقون أسمه ، ولما تبتسم على طاريه.. كل هالأشياء ما أبي أسرقها منها.
ولاء بهدوء : طيب سلطان مين اختار ؟
طالعتها أميرة بصدمة ، قالت ولاء بحكمة : سلطان اختارك.. صحيح أني مع رِهام.. لكن مو ضد قرارات أخوي ، مهما تمنّينا.. مو تصادفنا أشياء تعفس أمانينا ؟
سكتت أميرة وما علّقت ، تابعت ولاء : سلطان تكلم عنك وهو راغب فيك ، ما أدري صراحة كيف عرفك وكيف طريتي عليه لكن الي أعرفه أن ربي لو كتب أنك من حلاله فبتكونين حلاله.
أميرة بغير اقتناع : ورِهام ؟
ولاء بابتسامة مريحة : تتوقعين ربّي ما راح يجازيها ؟ ربّي بيرزقها.. ويمكن الي أفضل من أخوي سلطان.
أميرة حسّت بدموعها تتجمّع ، قالت ولاء : لا تبيّنين ضعف رِهام لها أو لأي أحد.. رِهام ما راح تكون قوية إذا حسستيها بالضّعف..
أميرة : وصداقتنا ؟
ولاء بابتسامة كبيرة : صداقة ! مو أنتي وهي خوات ؟
ابتسمت أميرة لها وحضنتها ، فيه شيء بقلبها كان رافض تمامًا فكرة الزواج.. لكن احترامها لرغبة رِهام كان طاغي عليها.. رِهام ما تحبّ تطلع بصورة الضعيفة أو المكسورة ، وأميرة إذا بينتها بهذا الضعف بتكون كأنها هي الي كسرتها !
بعدت ولاء عنها وبمزح : بدوّر لسليطين عذر عشان ما يشوفك.. أخاف يحلّم فيك من الخرعة.
ضحكت أميرة وضربتها بخفّة ، وصارت ولاء تحاول تلطّف جو أميرة بمزحاتها.

_ بعد يومين _

رفضت أميرة فكرة العرس نهائيًا.. حاولت فاتن أمّها تقنعها بالعرس ولو كان صغير ، لكنّها رفضت قطعيًا ، فكرة أنها تسوي عرس كانت تتمنّاه أقرب صديقاتها ما أعجبتها ورافضتها جِدًا ، فقرّروا يمرّ عليها سلطان وياخذها بكرة بما أنه مافيه أي داعي أنها تتأخر أكثر.
فاتن وراسها شيّب من كثر ما تقنع بأميرة : طيب سالفة العرس ومشّيناها.. حتى تسافرين في شهر العسل ما تبين ؟
أميرة بضيقة : يمّه رجيتك لا تفتحين الموضوع.. ما أبي أسافر.
فاتن بيأس : طيب بس أسبوع.. أسبوع بس سافري وحسّي أنك متزوجة !
أميرة بابتسامة تبي تغير السالفة : يعني ما سافرت ما راح أكون متزوجة ؟
فاتن بغيظ منها : يا سخفك.
ضحكت أميرة ومسكت يد فاتن وباستها ، وقالت برجاء : يمّه ، طلبتك.
فاتن طالعت فيها وحنّت.. تنهدت وقالت بقلّة حيلة : والله بكيفك.
حضنتها أميرة بقوة ، صحيح أن رِهام ما كلّمتها أبدًا لكن لو كانت تقدر تعوّض الغلط الي سوّته بحقّها على حسابها بتعوّض وما راح تهتمّ ، عاهدت نفسها أن هذا الزواج بيكون بعيد تمامًا عن أي قصة حبّ ثانية ، هذي المشاعر بتحرّمها على نفسها.

_ بمكان ثاني ، مختلف تمامًا عن هذي الأجواء _

أم صالح بابتسامة : أفكّر على آخر الأسبوع نزور الجيران ونتعرف عليهم.
نزلت راسها وما تكلمت ، فهمت أم صالح أنها مو موافقة على هالشيء وخايفة تخالط الناس ، قالت بتفهّم : لما نتعرف عالجيران وندخل بعلاقات ودّية معهم ما راح تحسيّن بالغربة الي حاسّة أنتي فيها.
قالت بسرعة وبنفي : مو حاسّة بغربة.. أنا مرتاحة.
أم صالح بإصرار : ما راح تحسّين بانتمائك لهالمكان وأنتي ما تختلطين بأهله والناس الي يعيشون فيه.
شوق بصوت خافت وهي رافضة للفكرة : ما أبي أقابل أحد.. ما أبي يشوفني أحد.
أم صالح بحنّية : يا يمّه الخوف ما يفيد ، ذيك السّاعة مين يساندك غير الجار ؟
طالعت فيها شوق وهي تحسّس نفسها بالأمان من كلمات أم صالح المريحة ، سكتت وسنّدت راسها على صدر أم صالح ولا شعوري غفت.. ملامحها طفوليَّة وبريئة جدًا ، خشمها الصغير وشفايفها الصغيرة وعيونها الوسيعة ، كل هالأشياء برزت أكثر وهي نايمة ومرخية ملامحها بعفويَّة.

_ بالشركة _

: ياخي والله للحين مصدوم ، كل شيء صار بسرعة ، أنت تملّكت وبعد كم يوم عرسك.
ابتسم سلطان ، قال بعد فترة وهو يطقطق بالقلم : أقول عقبالك ؟
راكان بسرعة : تعوّذ يا شيخ.
ضحك سلطان على خوف راكان من ذي السالفة ، سكتوا شوي.. ثم قال راكان باستغراب : ما له حسّ ؟
سلطان بتكشيرة : قل لا إله إلا الله لا تحسدني ثم يطلع فجأة.
راكان بضحكة : اشتقت لكم وأنتو تتناقرون.
سلطان معبّس : فكّنا منه.
رجع الصمت وكل واحد يرتّب مكتبه قبل التنظيف الدوري ، رجع قال راكان : شفتها ؟ تكلمتوا مع بعض ؟
سلطان وهو يتذكر الأعذار الي كل شوي تجيه من ولاء : لا ما شفتها أبد.
راكان بصدمة : كيف يعني.. والملكة ؟
سلطان يهزّ كتوفه : ما كان فيه وقت أشوفها.
راكان بضحكة مستغربة : إذا ما كان فيه وقت بالملكة تشوفها أجل متى بيجي ذا الوقت ؟
سلطان بتبلّد : لاحقين خير.
تأفّف راكان من جمود سلطان ، وهو ودّه يرفسه عشان يصحصحه ويحمّسه شوي.

_ عنـد ولاء وأم سلطان _

أم سلطان كانت مبسوطة وباين الفرحة ما توسعها ، لما كلمت فاتن وعرفت أن أميرة ما تبي العرس ضاق صدرها بس ما بيّنت لها ، قالت ولاء وهي تشوف تعابيرها فيها ضيقة : وش تقول ؟
أم سلطان وهي تنزّل الجوال : ما يبون عرس.
ولاء كانت عارفة أن هالشيء بيصير ، وقالت بابتسامة تريّح أمّها : شكلهم ما يحبّون الكلافة ، وهذا شيء حلو صح ؟
أم سلطان وهي تفكّر بكلام ولاء : صح.. بس ودّي أفرح بولدي.
ولاء بابتسامة : عرس الرجال بيقوم.. بس عرس النساء فرحة للعروس مو للعريس ، والعروس مرتاحة بدون عرس ، براحتهم.
أم سلطان وكأنها اقتنعت : صادقة.
ولاء بتساؤل : متى بيمرّ عليها سلطان ؟
أم سلطان بابتسامة وكأن الروح ردّت لها : بيمر عليها بكرة ، وعرس الرجال إن شاء الله يكون بكرة.
ولاء بضحكة : شفتي ؟ فيه جانب إيجابي ، بيعجّلون عليه وما راح يأخرّونه.
أم سلطان ابتسمت وهي تدعي من كل قلبها لولدها ، وبنفس الوقت تدعي لولاء تجيها القسمة الصالحة ، واتّصلت بعدها تقول لسلطان.

_ عند أميـرة _

طلع من عندها أخوها ثامر ومعاه فاتن أمّهم بعد ما جلس معها وسولف معها ، كان حاسّ بضيقتها بس مو عارف أن السبب هي سالفة ملكتها ، زفرت بضيق.. والأفكار تودّيها وتجيبها ما بين رِهام وماجد.
يخنقها بُعد رِهام.. ويخوّفها سكوت ماجد ، رِهام الي تعرفها ما تخليها ليلة ما تكلّمها وتسأل عنها ، وماجد الي تعرفه ما يسكت ولا يوقف إلا ووراه شيء يبغى يسوّيه.. والأكيد أنّه مو شيء خيِّر.

_ عند سلطـان _

وصلته مكالمة أمّه الي صدمته ، ليش ما تبي عرس ؟ سكت وقفّل منها ، راكان باستغراب من تعابيره : وش تقول ؟
سلطان بهدوء : تقول أن عرس الرجال بيكون بكرة.
راكان بصدمة : ليش فجأة قدّمتوه ؟ وش بيصير على الدّعوات ؟
سلطان وهو يحرك كتفه : البنت ما تبي عرس وأمي تقول وشّوله تأخرون عرسكم ، والدعوات جاهزة بس بالنسبة للتاريخ بقولّهم يعدلونه الحين.
راكان وهو معقد حواجبه بتفكير : طيب أخذت لكم شقّة ؟
سلطان بابتسامة : أخذت فلّة صغيرة ( وقف وأخذ مفاتيحه ) يالله أنا أستأذن.
راكان باستغراب من هالموضوع : أذنك معك.
طلع سلطان وراح يعدّل الدعوات وياخذها ، حمد ربّه أن الضيوف مو كثير فبيسهل عليه يعدّلهم اليوم ويستلمها اللّيلة.

_ باليـوم الثـاني _

سلّم سلطان الدعوات في صباح اليوم ، ورجع للبيت بعد ما انتهى التسليم ، بعد صلاة المغرب أخذ له حمّام دافي ورتّب رسمة ذقنه ، ولما طلع لبس ثوب كحلي ثقيل وفخم ، وعليه كبك ذهبي متوسّط حجمه ، نسف الغترة وطلعت عليه جمييلة ، لبس كنادر سوداء جلد وفوق الثوب بشت بيج أنيق ، ثم مشى للقاعة الصغيرة الي حجزها ورافقه راكان وعمّه ناصر الي دائمًا يساند سلطان في كل وقت.
أميرة كانت رافضة بقلبها أنها تقرب منه ، وودّها لو تأجل لكن أمها رفضت تمامًا ونفس الشيء أبوها ، جت عندها ولاء وهي عارفة أن أميرة بتحتاج وحدة تكون معها ، زيّنت لها شعرها.. استشورته وفيّرته لها من تحت وطلع عليها نعّووم ومناسب طول شعرها ، سوّت لها مكياج نعووم بدرجات البينك الفاتحة.
طلّعت لها فستان أبيض قصير لحد ركبتها ماسك عليها.. ومزيّن بالدانتيل الناعم ، موديله هادي ورايـق ومافيه زخرفة كثير لكنّه يجنن عليها ، أميرة رفضت تمامًا لكن ولاء ما فتحت مجال للنقاش ، خلتها تلبسه وطلّعت لها كعب أبيض وشنطة صغيرة بيضاء.
خلّصت من تجهيزها وكان وقتها الساعة تسعة بعد العشاء ، دخلت فاتن بعد ما سمحت لها ولاء الي كانت رافضة أحد يدخل حتى تفاجئهم بمظهر أميرة ، فاتن بإعجاب : الله يحفظك يا بنتي ، أحلى عروس والله !
ولاء بابتسامة واسعة : أكـيد دامني مزيّنتها.
قرّبت منها فاتن وحضنتها بقوّة وقالت وهي تدمع : ربّي يحميك من كل شرّ ، مبـروك.
ابتسمت أميرة وحضنتها حيل ، بان على وجهها الحيا وهي تسمع مدحهم لها ، طالعت نفسها بالمراية ، مظهرها كان فتّان.. جمالها برز أكثر وتفاصيل جسمها بانت بسبب موديل الفستان ، طالعت بولاء وقالت بامتنان : تسلمين يا قلبي.
حضنتها ولاء وبحبّ : مبــروك عليك.

_ بعرس الرّجال _

كان العرس بسيط وعادي جدًا ، الكل يبارك لسلطان ، سعد وعبد العزيز وفارس وبعض أصحابه حضروا ونكّهوا الجلسة معاه ، سعد ولد عمّه ناصر يصوّر معه ويستهبل ، أما عبد العزيز كان بس يلاحق الفطاير وياكل منها.. وما صدّق يوم جاء العَشاء عشان ياكل براحته ، أما فارس يحشّ في الحاضرين ويوقّف عبد العزيز الي فشّله.
راكان كان واقف معاه بصفته أخو المعرس ، وعمّه ناصر برضو وعمّه خالد ، وأكيد أبو راشد كان موجود ومعه ثامر أخو أميرة ، أما ماجد ما كان موجود ، لكن أبوه حَضَر واعتذر عن عدم وجوده بأعذار مكذوبة ، سلطان انبسط لأنّه مو موجود ومو هامّه السبب.
دخلوا على العشاء ، أما سلطان طلع يأخذ أميرة.

_ عند أمـيرة _

كان الوقت يمرّ بسرعة.. الساعة صارت عشر ونص تقريبًا ، ولاء وصلها اتّصال ، رفعت الجوال وباندفاع : مبــروك عليك أميرة.
أميرة انقبض قلبها.. سلطان بابتسامة : الله يبارك فيك ، أنا عند البيت الحين.. قولي لها تنزل.
ولاء وهي تطالع أميرة وتأشر لها بمعنى انه وصل : إيه الحين بقول لها.
قفلت الخطّ وابتسمت لأميرة تريّحها : كل شيء بيكون تمام.
نزّلت شنطة أميرة الكبيرة ووصلتها لسلطان ، أما أميرة طلّعت عبايتها ولبستها ، تردّدت وما بغت تنزل تحت عنده.. لكن تشجّعت ونزلت تحت ، فاتن وهي تأشر برّا : يحتريك بالسّيارة.
زفرت أميرة وطلعت برا بعد ما تغطّت.. ما كان مبيّن منها غير طرفها وريحة عطرها الجذابة.. شافها أقبلت له.. وابتسم.



- انتهى الفصل -


كان هذا الفصل الثالث !
عوّضت فيه الفصل الثاني وخليته طـويل
وزي ما أنتو شايفين هو بداية قصّة أميرة وسلطان

بالنسبة للخطّ كبّرته بطلب البعض منكم ،
وإن شاء الله أنه أوضح من السابق

الفصل الرابع قريبًا
أنتظر تعليقاتكم.



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-01-17, 08:38 PM   #8

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 26-01-17, 08:43 PM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-01-17, 02:33 PM   #10

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الرابع


زفرت أميرة وطلعت برا بعد ما تغطّت.. ما كان مبيّن منها غير طرفها وريحة عطرها الجذابة.. شافها أقبلت له.. وابتسم.
ما رفعت رأسها أو حتّى نظرها له ، فتح لها الباب وركبت السيارة بصمت ، وهو ركب بعدها ، قال بصوت هادي : كيف حالك ؟
ردّت عليه بصوت منخفض : الحمد لله.
حرّك سيارته وبعّدوا عن البيت ، طول الطريق ما تكلموا ، استغرب صمتها لكنّ ما علّق ، توقّع أنها مستحية أو شيء ، حبّ يشغّل شيء يكسر حاجز الصمت.. لامست يدّه يدّها الي مدّتها عشان تشغّل ، انخرعت وسحبت يدّها بسرعة.. وهو ابتسم على خرعتها وشغّل على أغنية لفيصل الجاسم.
صارت تضمّ يدها وتدعي يوصلون للبيت بسرعة ، سمعت صوت فيصل الجاسم وابتسمت.. تحبّ أغانيه وصوته ، غيَّر عليها جوَّها وروَّقت شوي.
ما حسَّت إلا ووصلوا للفلّة الصغيرة ، كان شكلها من برّا جدًا جميل ، نزل سلطان وهي نست نفسها وهي تتأمل المكان ، قرب من عند بابها وفتحه لها ، ثم قال بابتسامة ثقيلة : ما راح تنزلين ؟
حسّت على نفسها وطلعت من السيارة وهي متفشّلة ، وقفت وصارت فجأة قريبة من صدره حيل ، انحرجت وهو بعّد عنها بعد ما حسّ بقربه منها ، وقال لعلّ يبعد غباوة الموقف : الباب مفتوح.. ادخلي وأنا بنزل الشنطة.
هزّت راسها ودخلت وهي مرتبكة ، نفضت هذا الشعور وهي تتذكّر وعدها لنفسها.. ما راح تسمح لأي شعور ينولد بينهم ، وقفت بالحوش وانتظرته يدخل عشان يفتح الباب الدّاخلي ، حسّت بشيء يلمس رجلها ويتحسّسها ، صرخت ونطّت جهة الباب وهو كان توّه داخل منّه.
ضربت بصدره وطاحت عليه هي والشنطة الكبيرة ، تأوّه بوجع وقال وهو معقّد حواجبه : وش فيك ؟
أميرة مفزوعة قامت عنّه : فـ.. فيه شـ. شيء لمس رجـ.. لي !
بعّد الشنطة عنّه وهو حاسّ أن ظهره منقسم نصفين ، وقال وهو يطالع بالقطوة الي خافت وهربت : قطوة !
طالعت وراها وشافت القطوة انحاشت ، زفرت بخوف وقالت : يقطع شيطانها خرّعتني !
قام من الأرض ونفض ثوبه ، رفعت نظرها له وقالت باحراج : آ.. آسفة.
طالع فيها وهو ما يدري يضحك على شكلها وعبايتها كلّها تراب ولا يضحك على الموقف ، يوم طالعها صنّمت هي.. ما تدري ليش تشوفه مألوف عليها ، قالت وهي مركّزة بملامحه : أنا أعرفك من مكان ؟
سلطان بمزح : مدري.. يمكن تعرفين أني زوجك ؟
أميرة بنفي : لا لا.. أنا أعرفك ، بس وين مدري !
سلطان وهو يهزّ كتفه : فكّري إذا دخلنا.
فتح الباب ودخّل شنطتها ، دخلت وراه وصارت تناظر بالبيت ، كان البيت من جوّا طابعه ريفي ، الأرضيَّة كانت خشبية والأثاث كان جدًا رايق ومريح ، الدرج كان خشبي وعلى الصالة الي ما هي لا كبيرة ولا صغيرة ، والمطبخ كان خشبي محروق ومفتوح على الصالة ومجهّز بأدواته.
لاحظ إعجابها بالبيت.. وأنّها لحد الحين ما فصخت العباية ، قال باستنكار : ما راح تفصخين عبايتك ؟
أميرة بتهرُّب : بفصخها بالغرفة..
أشّر لها فوق وقال : الغرفة فوق أول وحدة يمين.
هزّت راسها وصعدت فوق بشنطتها ، وهو طلع عشان يقفل الباب الخارجي ، دخلت للغرفة وهي مبهورة من الأثاث الريفي الرايــق ، عشقها هذي النوعيَّة من الأثاث.
كانت الغرفة عبارة عن سرير لشخصين عليه مفرض بيج ، وعلى يمينه وشماله كمدينة " طاولة صغيرة " خشبية ، مقابله تسريحة خشبيَّة متوسطة الحجم وفوقها مراية مزيّنة أطرافها بالخشب ، ودولاب كبير خشبي.
الغرفة كانت مفتوحة على جلسة صغيرة كنبتين وحدة لشخصين ووحدة لشخص.. بطابع ريفي جميل ، وتتوسّط الجلسة طاولة خشبيّة ، كان التلفزيون مقابل للجلسة وحجمه كبير.
فتحت الباب الي جوّا الغرفة ولقته حمّام متوسط الحجم بتدرجات البني المحروقي ، دخلت للحمّام وفصخت عبايتها وطالعت بشكلها بالمراية ، زفرت وطلعت من الحمّام بنيّة أنها تبدّل ملابسها لشيء أستر من هذا ، شافته بالغرفة وتنّح فيها.
ناظرت فيه بصدمة وتذكّرت أنها ما قفلت الغرفة ، بالنسبة لسلطان ، فكان متنّح بجمالها ، ما يذكر شكلها إلا بالبلوفر وما كانت مبيّنة كوّيس ، والحين هي توقف قدّامه بكامل زينها وجمالها ، وبفستانها الأبيض الي بيّن روعة جسمها.
بحركة لا إرادية منها رجعت تدخل الحمام وقفّلته ، طالع فيها مصدوم.. أما هي تسنّدت على الباب وقلبها ينبض بقوّة ، قرّب من الحمّام وقال : أميـرة ؟
أميرة باحراج : أطلع من الغرفة.
سلطان بضحكة مستغربة : ليش أطلع ؟
أميرة بفشيلة : ببدّل ملابسي.
سلطان بسرعة : ليش تبدّلين ؟
سكتت أميرة وما عرفت وش تقول ، ثم قالت بتردّد : ممكن تطلع ؟
ما ردّ.. توقّعت أنه طلع.. وبتردّد فتحت الباب ، مسكها مع زندها وسنّدها بجدار الغرفة ، شهقت مصدومة ، صار يطالع في عيونها البنّية الفاتحة.. وبخشمها الأحمر من البرد ، وبشفايفها الي زامّتها برهبة.
نزّلت عيونها ، وصار يطالع برمشها.. قال بهدوء : ما راح أطلع.
رفعت نظرها له ، وهي تشوف بعيونه نظرة تحدّي ، ويدّه لا تزال حاشرتها ، توسّعت عيونها فجأة وقالت : أنت !!
ابتسم سلطان بعد ما توقّع أنها عرفته ، وقال : عرفتيني ؟
دفّته فجأة وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم.
ابتسم حتى بانت صفّة أسنانه : شايفة جنّي ؟
بصوت خافت قدر يسمعه : نوع من أنواع الجنّ.
سلطان بضحكة مصدومة : إيش ؟
استغلّت الفرصة وسحبت الشنطة الي كانت قريبة منها وقفلت الحمّام عليها ، طالع فيها مصدوم ، طقّ الباب من جديد وقال : أميرة افتحـي.
أميرة والعناد ركب راسها : ما راح أفتح.
تجاهلت مناداته لها وفتحت الشنطة ، شهقت وهي تشوف كل الملابس الي جوّا تعرّي الجسم ما تستره ، وتذكّرت أن رِهام رتّبت لها الشنطة ، ضربت جبهتها بخفّة ، شلون غاب عن بالها ؟ أكيد إذا رِهام بترتّب الشنطة ما راح تجيب لها السّاتر أبـد.
توهّقت وطلّعت لها أستر شيء ، ليقينز أسود ماسك عليها وعليه بلوفر رمادي ، حمدت ربّها أن عندها قطعة ساترة ، قفّلت الشنطة وهي تتعوذ منها ومن الي فيها ، حسّت فيه راح ووقّف طقّ ، طالعت بالمراية.. أخذت مزيل المكياج من شنطتها ومسحت وجهها وغسلته كويس ، ثم دهنته بكريم مرطّب ، غسلت شعرها ونشّفته بالاستشوار الموجود عند المغسلة ، ثم طلعت من الحمام.
حسّت بسكون البيت وما لسلطان أي حسّ ، طلعت من الغرفة وهي تمشي بأطراف أصابعها ، ما تبي يحسّ عليها أو يلاحظها ، فتحت الباب القريب من الغرفة ، وحصّلته مكتب متوسط الحجم وهو مو موجود فيه.
كان الدّور الثاني مخصّص بس للمكتب ولغرفتهم وللجلسة الصغيرة الي داخل الغرفة ، نزلت بالدور الأرضي والي كان عبارة عن صالة ومطبخ ومجلس جانبي مفتوح على الصالة للنساء ومجلس صادّ وخاصّ للرجال.
شافته متمدّد على كنبة الصالة الطويلة ومغمّض عيونه ، وثوبه وغترته لا تزال عليه ، قرّبت منه بهدوء.. وقالت وهي تبي تتأكّد إذا صاحي أو لا بصوت خافت : سلطان.
ما ردّ ، زفرت وجابت بطّانية من غرفتهم ولحّفته بها ، كان الجو بارد وأطرافه متجمّدة ، شالت الغترة الي كانت على راسه وحطّتها على الطاولة القريبة من الكنب ، كان شعره ناعم وبعض أطرافه مبلّلة بسبب الغترة.
ابتسمت حتى بانت أسنانها على شكله الي كان لطيف حيل ، صعدت للغرفة وانسدحت على السرير لعلّ وعسى يجيها النوم ، جلست حوالي ساعة مو عارفة تنوم كويّس ، وبعدها غفت بهـدوء.

_ عند الشباب _

عبد العزيز دقّ في الأكل لحد ما انتفخ بطنه ، وفارس مرّة يوقّفه ومرّة يتلفّت ويسوي نفسه ما يعرفه ، أما سعد كان ساحب عليهم وقاعد مع أبوه وراكان ، دقايق بعد ما خلص العشاء ثم قرّب منهم سعد وهو كاتم ضحكته على شكلهم.
عبد العزيز جمع كرسيين ببعض وانسدح عليهم ، وفارس قاعد قباله ولاف وجهه عنه ويستغفر ، سعد بضحكة مكتومة : فارس حبيبي وش مزعلك.
فارس بعصبية طالعه : كل تبن ، مخليني مع ذا الي فشلنا ورايح تتهرّب ، قطع رزقي الله يفشله ، راحت كشختي هباءً منثورا.
فطس سعد من الضحك ، أما عبد العزيز قام بصعوبة وقال بضحكة : بوس يدّك وجه وقفا ، بهالعرس محد عطاك وجه غيري أنا وهالكرشة الي حاسدني عليها.
فارس بثقة : والله الرجاجيل يزعمون أني نشمي ( وبغبنة ) بس فشلتني ما غير ألاحق فيك.
عبد العزيز يتمصخر : ااننن.
سعد بضحكة : قوم أنت ويّاه ويالله خلونا نطلع.

_ ببيـت بعيد عن هذي الأجـواء _

كانت تعضّ أظافيرها بقهر ، ورنا جنبها تقول : أكلتي يدينك.
ريم بعصبية وكأنها ما صدّقت تطبّ فيها : أصص أنتي ولا كلمة ، وش عليك ؟
رنا بتأفف : نكدتي علي ، وش أبي أجلس معاك.
ريم بعصبية : أحسن.
رنا كلمة وطلعت منها : أخذها مستعجل حتى بدون عرس.
ريم بحسد : تلقين لاقي فيها شيء وما يبون عرس حريم.
رنا وهي تهزّ كتفها : لو لاقي فيها شيء كان ما سوو عرس للرجال حتى من الأساس ، أو يخبي الموضوع وياخذها مسيار.
ريم قامت وراحت لغرفتها بنكد : ما جبتي لي إلا الهمّ.
دخلت غرفتها وضربت الباب ، فتحت جوالها ودقّت على صديقتها روابي ، وصلها صوتها : ريموو ؟
ريم بطنازة : ريمو بعينك.
روابي بطفش : نعم ؟
ريم بعجلة : سلطـان دخل عليهـا.
روابي بضحكة : كسروا خاطرك ؟
ريم بغيظ : أسكتي لا تخليني أبدأ فيك !!
روابي بنبرة خبيثة أكثر : طيب ليش الحلوو متضايق ؟ دامك تقدرين تخربين عليهم.
ريم ابتسمت بمكر وكأن هذا الي كانت تبي توصل له مع روابي ، قالت بنفس نبرتها : أعطيني الي عندك.

_ باليوم الثاني ، نرجع لنفس مكان ليلة أمس _

عقّد حواجبه من الألم الي حاسّ فيه بمفاصله ، نومه ما كان مريح أبدًا ، طالع باللحاف الي كان عليه.. ابتسم عالخفيف وهو يتخيلها طلعت وما هان عليها تخلّيه بالبرد. توضأ وصلى الوتر.. كانت الساعة أربع ونص الفجر وباقي نص ساعة ويأذن ، صعد للغرفة.. وحصّلها نايمة على السرير بعشوائية ، شعرها الناعم مبعثر على المخدّة ، أما تعابيرها فكانت عفويّة حيـل وباين عليها متضايقة وخشمها أحمر من برودة الغرفة.
قرّب منها ولحّفها.. تغيرت ملامحها وارتخت ، بانت نواجذه من ابتسامته الواسعة ، تركها وبدّل ثوبه وطلع يصلي بالمسجد القريب من البيت.
سمعت صوت باب البيت ينفتح ويطلع ، فتحت عيونها وطالعت بالغرفة.. شوي وتردّد صوت الامام عالإقامة ، راحت عالحمّام وتوضأت وصلت الفجر ، لمّت سجادتها ودخلت من جديد للحمام على أساس تتحمّم.
رجع للبيت وصعد لمكتبه فوق ، لملم بعض الأوراق ودخلها بشنطته السوداء مع جهازه الآي باد ، جلس بالكرسي الجلد شوي وغمض عيونه.

_ عند أميـرة _

الساعة صارت ستة ونص ، طلعت من الحمّام بعد ما نشّفت شعرها ودهنت جسمها بكريم من باث أند بودي وورك ، كان شعرها منسدل بعفوية وما رفعته.
لبست بدي أسود وعليه كارديقان بيج ، وجينز ماسك عليها ، تأزمت من الشنطة وبالويل تطلع لها شيء يسترها.
نزلت للمطبخ وبنيتها تاكل شيء يسدّ جوعها ، ما تعشت أمس وحاسة بجوع فضيع ، زيّنت لها بان كيك وصبّت عليه عسل ، طالعت بالصحن الثاني الي زيّنته ، ما تبي تعطيه ايّاه.. تبي يجي هو وياخذه بعد ما ترجع لغرفتها عشان ما تقابله.
صارت تاكل من صحنها وهي واقفة ، ما حسّت بحظوره وراها.. قال بابتسامة وهو يأشر على صحنه : هذا لي ؟!
غصّت وصارت تكح ، ما توقّعت يجي وما حسّت فيه ، بسرعة مدّ لها كوب موية : صحّة.
التفتت عليه وبضيق : الواحد يتكلم قبل ما يدخل.
قرّب الصحن له وأخذ له بالشوكة قطعة من البان كيك ، بحركة لا إرادية أخذت الشوكة ، وبعناد قالت : هذا الصحن لي.
قرّب منها ونزل راسه لها ، بعدت عنه ولصقت بالطاولة ، غمضت عيونها بقوة ، أما سلطان أكل من الي بالشوكة وهو كاتم ضحكته.
فتحت عيونها بشويش وشافته يطلع ومعه شنطته والشوكة الي بيدها فاضية ، تفشّلت وهي تفكر بالي جا في بالها.. ومن الاحراج صارت تعبّي فمها من الأكل.

يتبــــــــــــع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.