آخر 10 مشاركات
التسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية مع مقتبس افضل شركة تسويق رقمي و تجارة الإلكترونية (الكاتـب : ياسر حسن محمد - )           »          طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          1046-حلم صعب المنال - باتريسيا ويلسون - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          ياعصيّ القلب *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Nareman fawzy - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: إن كنت مكان نورس و كان عليك الاختيار بين عامر و كاسر فمن ستختارين ؟
كاسر 44 30.99%
عامر 98 69.01%
المصوتون: 142. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree224Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-07-17, 10:55 PM   #211

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nor sy مشاهدة المشاركة
مساء الخير تسجيل حضور
مساء الفل والياسمين
نورتي يا قمر


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-07-17, 10:57 PM   #212

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل الثاني

في قرية بين الجبال .

اليوم وصلوا إلى مكان القرية بعد وقت متعب بين السفر جوا عبر طائرات عسكرية ثم برا وسط هذا الجو الحار.. بلا شك كان التعب قد أغرقهم دون استثناء لكنهم يدركون أن الكثير ما يزال أمامهم .. كانت نورس مع الفريق الطبي المدني و العسكري يتفقدون الأدوية و التجهيزات في الكرفانات الطبية التي تكفلت الدولة بها .. بينما خارجا كان الجنود ينصبون خيامهم و يتلقون الأوامر من قائد السرية و ذلك لسوء حظها فمن بين كل الضباط في البلد لم يجد القدر إلا ذلك الهمجي ليجمعه معها في قرية بين الجبال .. يا لها من مهمة رائعة منذ بدايتها .. التفتت إلى الخلف ما أن تكلمت إحدى الجنديات بصوت آمر لم يعجبها :

- الرائد يطلبنا جميعا .. هيا بنا .

رفعت نورس عينيها إلى السماء و رددت بينها و بين نفسها جملة تلك المرأة بطريقة ساخرة لتتنهد بسأم و تتجه خارجا .. كان الجنود بمختلف رتبهم يقفون مصطفين بشكل منضبط للغاية بينما في المقدمة يقف ذلك الهمجي إلى جانبه شقيقها شاهين و ضابط آخر برتبة نقيب ..

انطلق صوته الخشن بصرامة و حزم : - شهر واحد سنقضيه هنا .. الكل يعرف مهامه من قبل المجيء .. و أهم شيء أريده هو الانضباط لكوني قائدكم إلى جانب كل من الرائد شاهين القاسمي و النقيب نزار حامد .. كلكم دون استثناء ستتبعون الأوامر ما دمتم تحت قيادتي و لا أحد يتحرك شبرا من مكانه إلا بطلب إذن خاص .. هل كلامي مفهوم ؟ .

رد الجنود بصوت اهتزت له الجبال - مفهوم .

هز رأسه بحسنا ليتابع : - لن ينادي أحد زميله باسمه.. سواء كان مدنيا أو عسكريا.. كل له لقبه .. و لا وجود لأي ارتباطات عائلية هنا .

أنهى كلماته و نظره مثبت على نورس التي فهمت رسالته بوضوح .. يتأمر عليها ذلك الهمجي و يلعب دور القائد هنا .. ستريه من هي نورس حقا .. فليصبر فقط .. اكتفت برسم ابتسامة باردة ، ساخرة ليضيف : - الملازم الأول رزان حامد ستتولى قيادة الفريق الطبي كاملا .

كانت الدهشة قد رسمت معالمها بوضوح على صفحة وجه نورس .. ليس إلى هذه الدرجة قد يصل به حبه للقيادة .. لم يكن ينقصها إلا تلك المرأة لتتحكم بها ..

اعترضت قائلة : - اعذرني سيد كاسر لكن أوامرك تنحصر على جنودك فقط .. و جنودك يتبعون أوامر جنودك فحسب .. أما أنا فأتيت لأمارس الطب لا أن أتدرب و أتلقى الأوامر من جندية كأنني في ثكنة عسكرية .

ردود الفعل اختلفت بين مستنكر ومستغرب لطريقها في الحديث مع قائد السرية فلم يفعلها أحد بينهم .. أرسلان كان يحاول بصعوبة منع ابتسامة مرحة من احتلال شفتيه .. كان يدرك أنها لن تصمت و لسانها لن يستجيب لرسائلها العصبية .. بينما شاهين فما لبث يرسل شرارات غاضبة و محذرة من عينيه الوضع سيسوء أكثر إن لم تصمت شقيقته فكاسر لن يستسلم أبدا و سيجبرها على الاعتذار و إتباع الأوامر كالبقية بينما هي بعنادها ترفض أن تخضع لأوامر أحد و اعتادت أن تنفذ أوامرها هي .. كان يعلم أن تطوعها و قدومها إلى هذه المهمة خطأ فادح سيعاني هو منه فلا يكفي أنه سيخاف عليها و على سلامتها لتشتعل الحرب الآن بينها و بين صديقه .

قال كاسر بجمود : - اسمي هنا هو "حضرة الرائد " يا دكتورة و أنا من سيلقي الأوامر و لن تجادلي و إلا فالطريق أمامك يمكنك العودة من حيث أتيت طالما لا يعجبك الوضع هنا .

كتفت ذراعيها إلى صدرها رافعة ذقنها بكبرياء لترد : - كما قلت سابقا أنت رائد على جنودك و أوامرك تلقيها عليهم أما أنا فأنت تطلب مني لا تأمرني

أراد أن ينطق و يرد عليها بكلام سيولد لديها الرغبة في زرع رأسها في الأرض كي تتعلم أن لا تتواقح معه و لكن يد شاهين التي أمسكت بذراعه جعلته يلتفت إليه يريد أن يسأله كيف قاموا بتربية هذه الفتاة ؟

تكلم شاهين بخفوت : - كاسر لا ترد عليها .. أنا سأتكلم معها .

رغم نيته في الرفض لكنه احترم رغبة صديقه و رغم ذلك لم يستطع منع نفسه من إلقاء نظرة غاضبة عليها فبادلته هي بواحدة باردة متهكمة مما أشعل نار الغيظ داخله .. تجاهلها و قال مخاطبا جنوده :
- إننا ثلاث سرايا ..سرية ستبقى معي ،كل الأفراد سيتوزعون حول محيط القرية ، ننصب مواقع للحراسة و المداومة الليلية و إن تحركت ذبابة سيصلني الخبر

وضع يديه خلف ظهره ليتابع : - السريتين الباقيتين بقيادة الرائد شاهين القاسمي و مساعدة النقيب نزار حامد ستتولى مهمة تمشيط ما حول القرية للتأكد من أمن المنطقة و كل أسبوع سرية ستنزل لتستبدل المهام مع السرية التي ستبقى معي حتى ننهي عملنا و نعود إلى حياتنا اليومية

أما النساء فهن سيبقين هنا كلهن دون استثناء .

*
*

دخل الكرفان الذي تم تجهيزه كعيادة متنقلة ليقوم بتغيير ضمادة جرح ذراعه .. لا يعلم لمَ رغما عنه تمنى لو يقف القدر في صفه و تتولى تلك الطبيبة الأمر و ليرى مدى حقدها عليه .. وكان له ما أراد .. كانت تقوم بتنظيم بعض الأغراض في خزانة صغيرة فاقترب منها قائلا :
- أتيت لتنظيف الجرح .

انتفض جسدها بخوف فلم تشعر بدخوله لتلتفت إليه ترمقه بحنق شديد .. المغرور المتبجح أتى إليها مجددا فليلهمها الله الصبر كي لا تتسبب بمشكلة معه تقودها مباشرة إلى السجن التأديبي .. لكنها لن تبقى صامتة لذلك فقد قالت :
- لما تكبدت عناء القدوم إلى هنا كان يمكنك أن تطلب من شقيقتك تعقيم الجرح حضرة الرائد .

التوت شفتاه بسخرية ليرفع حاجبا مكتفا ذراعيه إلى صدره وقال :
- أولا أين التحية العسكرية ؟ .. و ثانيا أنا من يلقي الأوامر هنا لا أنتِ .

عضت شفتها السفلية بغيظ فها هو يسدد لها ضربة مباشرة و للمرة الثانية ترفع يدها لتحييه ثم تتوجه إلى خزانة الأدوية كي تجلب ما تحتاجه بينما هو توجه إلى احد الأسرة و جلس عليه و أخذ ينزع سترته و قميصه العسكريين ..اقتربت منه لتنزع الضمادة القديمة و تشرع في تنفيذ عملها وفي كل ثانية تشتمه في سرها بينما هو اقتنص الفرصة ليغرق عينيه داخل ملامحها الغجرية .. بشرتها البيضاء .. شعرها الأسود المرفوع ككعكة خلف رأسها وعينيها .. آه منهما .. ذلك الظلام الحالك الذي يسودهما يجعله ينجذب إليهما ليغرق وسط ذاك السواد .. يكاد يجزم أنهما تنافسان عيني الغزال في جمالهما ..

استيقظ من تأملاته على صوتها الرقيق الناعم مثلها : - جرحك التأم نوعا ما و يبدو أنك اعتنيت به بشكل جيد خلال الأسبوع الماضي
.
شيء آخر يعجبه بها هو أنها تنسى ما حولها حينما تمارس مهنتها فمن يسمعها الآن تخاطبه كأي مريض يحتاج علاجا لن يصدق أنها نفس المرأة التي كانت ترمي نظرات قاتلة عليه قبل دقائق .. أجابها بفخر :
- شقيقتي هي من تولت الأمر ..ليست طبيبة عبثا .

رفعت إليه عينين تلمعان غيظا لتقول : - أنتم عائلة مصابة بجنون العظمة .

ابتسم رغما عنه من تعكر مزاجها و يبدو أنه يستمتع حقا بإغاظتها لكن ما لم يتوقعه هو نورس التي بالصدفة دخلت الكرفان و سمعت جملة رزان الأخيرة فأجابت ببرود :
- جنون العظمة أو الجنون الإرتياب لا أظنه من شأنك عزيزتي .

أنهت ربط الضمادة لتستقيم واقفة و تنزع قفازيها البلاستيكيين و ردت :
- إنه شأني حينما ترفضين إتباع الأوامر كالآخرين .. أنا سأتولى قيادة الفريق الطبي و عليكِ تنفيذ أوامري .

شاهين آثر الصمت و اشتعل فضوله ليعرف ما الذي ستؤول إليه النتيجة .. في موقف كهذا كان لينهر شقيقته و يجبرها على السكوت لكن الآن مع صاحبة عيني الغزال سيشاهد من ستفوز و ليرى مدى شراسة تلك الـ رزان التي لا تبدو سهلة إطلاقا .. ارتدى قميصه و سترته التي رفع أكمامها لمنتصف ساعديه يلحقهما بقبعته العسكرية بينما نورس أجابت باستعلاء :

- سأعيد عليكِ ما سمعته سابقا .. أنا لست جندية هذا أولا و ثانيا أنا لن أنتظر خريجة جامعة من العالم الثالث لتسدي أوامرها علي .. لعلمك فقد تخرجت من أفضل جامعة طب في العالم لذلك وفري أوامرك لنفسك عزيزتي .

هذه ضربة أصابت الهدف مباشرة فرزان الصدمة أخرستها و لم تجد بما ترد بينما الأخرى ابتسمت بزهو و اقتربت من شقيقها تضع يدها على ذراعه لتسأل بحزن :
- أخبرني أرسلان أنكما ستفترقان عني .

انحنى يقبّل جبينها بحنان .. قلبه لا يطاوعه على تركها و ابتعادها عن نصب عينيه لكنه مضطر في آخر المطاف هذا عمله ولا يعلم لما قلبه منقبض و لا يشعر بالاطمئنان لقدومهم إلى هذه القرية الغريبة ..

قال بينما يلفها بذراعيه محتضنا إياها : - صغيرتي لا تحزني .. سآتي أحيانا هنا لأتفقدك و إن احتجت شيئا فاطلبي من الرائد كاسر .

تجهمت ملامحها ما أن ذكر اسم ذلك الهمجي .. إنها تكرهه من صميم قلبها رغم أنهما اجتمعا لمرتين فقط .. بالتأكيد هي لن ترتاح بوجوده هو يترأسها و يلقي بأوامره السخيفة عليها .. لكن ليست نورس القاسمي من يهزمها رجل .. فما بالك بهمجي مثله ! ..

ألقى شاهين نظرة أخيرة على رزان التي رغم احمرار وجهها غيظا لكن شيء ما في عينيها جذب انتباهه ..ربما لمعة الشجن التي تألقت وسط لججهما السوداء وهي تراقب كيف تخاطبه شقيقته ..وقد صدق فرزان رغم حنقها منه لعدم تدخله في إهانة نورس لها لكن رؤيتها لهما معا بتلك الطريقة جعلتها تتمنى لو حظيت بنفس التعامل من شقيقها نزار أو القليل منه على الأقل
تنهدت بقلة حيلة ثم استدارت عنهما لتتابع ترتيب الأغراض

**

بعد دقائق كانت تقف وسط الخيمة الكبيرة التي تم نصبها لتعين كمركز للقيادة أو كما سمتها هي " عش الصقر " .. لأنها تخص ذلك الـ الكاسر الذي يقف مقابلا لها هي و شاهين الذي أخذ يلقي عليها النصيحة تلو الأخرى ..

قالت بضيق : - أخي لقد فهمت .

ربت على رأسها بحنو و قال : - لن أكرر كلامي .. ستنفذين ما يقوله الرائد و لا أريد أن أسمع أي شكوى و كوني صغيرتي التي أفتخر بها .

هزت رأسها بنعم رغم أنها لم تستسغ الشطر الأول من جملة شقيقها فألقت نظرة متحدية على كاسر الذي بادلها بأخرى واثقة حد التعجرف و الغرور .. اقتحم خلوتهم أرسلان قائلا بصوت مرتفع كعادته : - شاهين الجنود جاهزون للذهاب .

رمقه الرجلان بنظرات تحذيرية ففهم ما يريدان قوله ليجد نفسه يضرب التحية لهما ويعيد بصوت مهذب : - حضرة الرائد .. نحن جاهزون للتحرك .

ألقى نظرة أخيرة على شقيقته ليجذبها إليه يحتضنها بقوة .. لو تعلم هذه الصغيرة كم أنه يخاف عليها حتى من نسيم الهواء و لا يعلم كيف ستتأقلم مع جو كهذا دون أي وسائل للرفاهية .. أبعدها عنه ليخاطب صديقه :
- إنها أمانتك يا كاسر .

ابتسم ذاك و أومأ برأسه ثم أجاب : - كن مطمئنا .

اقترب منها أرسلان ليحتضنها هو الآخر و هو يردد : - نونو .. اعتني بنفسك توأمي .

ضحكت بخفوت لتطبع قبلة على وجنته و ترد : - سأشتاق إليك أيها المزعج .

ابتعدا عن بعضهما البعض ليغادر الشقيقين معا و تبقى هي مع كاسر تراقب ظلي أخويها اللذان تواريا ..
تنهدت بسأم و همت بالمغادرة فاستوقفها صوته الحازم :
- دكتورة .

التفتت تنظر إليه بتساؤل و لم تمنع لسانها من النطق فقالت :
- اسمي نورس و يمكنك أن تناديني به .

لوح بيديه بلامبالاة قبل أن يرد ببرود : - نورس أو غراب لا يهم .. فقط إن احتجت شيئا أخبريني

حدجته بنظرة نارية طويلة و لولا أنه صديق شاهين لأسمعته ما لن يرضى .. يسخر من اسمها ذلك الهجمي .. أجابت :
- أموت و لا أطلب منك شيئا و صدقني رغم أننا تحدثنا لبضع دقائق لكنني أكرهك .

ابتسم بتهكم بينما يتحه إلى خلف مكتبه يستقر على كرسيه و قال :
- شعور متبادل .. و لولا شقيقك ما أقمت لك وزنا من الأساس .

ضربت الأرض بقدمها غضبا و التفتت لتغادر فاستوقفها مرة ثانية قائلا بتعجرف :
- لم أنهِ كلامي بعد .

فليشهد التاريخ أنها أطول مدة صمتت فيها و لم تصرخ بشخص يتعمد استفزازها .. عادت لتستدير وقد رسمت على وجهها تعبيرا باردا رغم النار التي تأكل لسانها لتنطق لكن كلمات شقيقها تتردد داخل أذنيها فلا يجب أن تكسرها بعد دقائق فقط من رحيله ..

حينما لاحظ صمتها قال بعملية : - من الغد سكان القرية سيتوافدون عليكم .. النساء تفحصن النساء و الرجال يتولون أمر الرجال .

هزت رأسها بنعم تنتظر أن يكمل كلامه لكنه لم ينطق بشيء بل نقل انتباهه إلى بعض الملفات الموضوعة على سطح الطاولة .. بدأت تعد حتى العشرة كي تجلب كل هدوء العالم .. إن أكثر ما تمقته هو التجاهل و أن تتم معاملتها كنكرة .. هي نورس القاسمي يتجاهلها رجل !! .. ستنسحب الآن و لكنه سيدفع ثمن هذا إن عاجلا أم آجلا ..

أما خارجا بينما كان شاهين يتجه مع إلى حيث يتجمع جنوده فلفت انتباهه منظر ما .. أشار لأرسلان بأن يذهب لوحده بينما هو اتجه إلى حيث تقف رزان و معها أحد الجنود ..

- يا رزان أنا قد تحدثت مع شقيقك و هو طلب موافقتك أنتِ ..لذا هلا منحتني إجابة ما .

لم تعرف بمَ ترد .. عاصم رجل لا غبار عليه و هي تعرفه جيدا فقد تدربا سويا لكنها فقط تشعر أنها غير مستعدة للزواج .. على الأقل ليس الآن .. أجفلا كلاهما ما أن وصلهما صوت شاهين الصارم :
- أفترض أن هذا مكان عمل لا عقد ارتباطات .. هذه الأمور تحل بعد شهر من الآن اهتما بعملكما فقط

اعتدل كلاهما في وقفته و ردا بصوت واحد :
- حاضر .

ألقى شاهين نظرة متفحصة على الذي يقف مقابلا له ليتبعها بأخرى على رزان ثم غادرهما .. أما الأخيرة فقد بقيت تتبعه بعينيها عاقدة حاجبيها .. من يراه في هذه اللحظة لن يصدق أنه نفس الرجل الذي انعكست أنهار من الحنان من عينيه السوداوين ما أن نظر لشقيقته و كيف يحتضنها و يعاملها و نبرة صوته التي تفيض حبا فلن يعقد الشبه بينه و بين نظرته و صوته قبل لحظات .. هناك غموض يكتنف ذاك الرائد و شيء ما يدفعها لتعرف شخصيته الغامضة .. قليل الكلام .. كثير العمل .. صارم و لا يعتمد على رتبة والده " اللواء محمد القاسمي" .. إنه حقا غريب و مثير للاهتمام في آن واحد .. انتبهت إلى مآل أفكارها فنفضت رأسها تتخلص من تلك الأوهام لتستأذن من عاصم و تتجه إلى تلك العيادة الصغيرة المتنقلة ..


يتبع ...



bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-07-17, 10:57 PM   #213

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد أسبوع

صباحا

القدر السيء لم يجد مع من يجعلها تتقاسم الكرفان المخصص للمبيت إلا مع تلك الجندية المغرورة .. هذا علاوة على الحرارة المرتفعة خلال الليل في هذا الصيف و البعوض الذي شوه بشرة ذراعيها .. كيف ستتحمل قضاء شهر كامل وسط هذه الجبال ؟.. و ما يزيد الوضع سوءا هو استفزازات ذلك الرائد و محاولاته للتحكم بها رغم أنهما شبه لم يلتقيا خلال الأسبوع الذي مضى و هذا منحها فرصة لترخي أعصابها قليلا .. كل شيء كان يسير بصفة روتينية ..أرسلان عاد من مهمته أما شاهين فمستمر فيما يفعله..

بحثت عن سماعتها الطبية فلم تجدها .. أي صباح هو هذا ؟ .. غادرت ذلك الكرفان تبحث عن رفيقتها في المبيت و التي بالتأكيد لها يد في اختفاء السماعة .. لم تنتبه لخطواتها نتيجة بل انشغالها بربط شعرها بطريقة عشوائية بينما تسارع إلى حيث يعمل الطاقم الطبي .. اصطدمت بجسد ما جعلها تتراجع للخلف متأوهة ..

-قالت بانزعاج :- بحق الله راقب قدميك .. هذا ما كان ينقصني .

رفعت رأسها لتنظر إلى الرجل الذي اصطدمت به .. من بين كل الجنود المنتشرين لم يوقعها قدرها إلا مع الرائد الهمجي ..

رمقها بنظرات ساخرة ملاحظا تشعث شعرها الأسود و كان واضحا عدم تسريحها له .. قميص أسود بسيط مع بنطال عسكري لا يعلم من أين جلبته يعلوهما مئزرها الطبي .. و قد بدت غاضبة للغاية ..

سأل بتهكم : - تصفيف الشعر أثناء المشي ليس طريقة مناسبة يا دكتورة .

كانت غاضبة بشدة .. وهذه عادتها في الصباح تستيقظ غاضبة و إن كلمها شخص فإنها تنفجر فورا .. فما بالك بفقدانها لسماعتها الغالية إضافة لمقابلة هذا الهمجي .. أي يوم سيكون هذا و قد بدأ برؤيتها للرائد السخيف المغرور ..
قالت من بين أسنانها : - أين هي مجندتك تلك ؟ .

إنها حقا غاضبة جدا و يبدو أن القنبلة ستنفجر بوجه "رزان" فهما لا تتفقان منذ اللحظة الأولى لهما سويا .. سره أن يثير حنقها أكثر فسأل ببراءة :
- هناك عدد لا بأس به منهن .. أي واحدة تقصدين ؟ .

صاحت به : - الحق عليّ لأنني أسألك كالبشر .. ابتعد عن طريقي .

تنحى جانبا سامحا لها بالمرور و على شفتيه ابتسامة متسلية.. تلك السمراء بندقية العينين الغاضبة دائما و التي تكرهه أكثر من أي شيء و لحسن حظه فإن الشعور متبادل لأنه هو كذلك لا يطيق تدللها عليه و تصرفها كمن تملك العالم .. إن كان شاهين و والدها أفرطا في تدليلها فسيعمل هو على تقويهما حتى تعترف بجملة "حاضر" ضمن قاموسها الجديد ...

في إحدى العيادات المتنقلة وجدت رزان .. اقتربت منها بسرعة لتسأل ببرود يهدد بغضب هادر :
- أين هي سماعتي الطبية ؟ .

ردت رزان بهدوء : أحد الأطباء أخذ خاصتي فاضطررت لاستعمال خاصتك .. أتمنى أنك لا تمانعين ؟ .

وضعت يديها على خصرها مندهشة من تلك.... النبرة البسيطة التي تكلمها بها كأنها لم تفعل شيئا .. بالطبع إنها تمانع .. بل كيف تأخذها بدون إذن .. يبدو أن هؤلاء يريدون حتما إخراجها عن طورها .. مدت يدها لتستل سماعتها من رقبة رزان بقوة و قالت :
- لا تضعي يديك على أشيائي هذا أولا أما ثانيا فتعلمي طلب الإذن حلوتي .

لم ترد رزان بل أكملت عملها تحاول تجنب نورس قدر الإمكان ..

*****
كان يقوم بجولته التفقدية يمرر نظراته حول الأشجار هنا و هناك .. لقدبدأ يشعر بالملل .. بعدما فرح أنه لن يكون تحت قيادة شقيقه وفضل كاسر عليه وجد أن العمل ضمن صفوف هذه السرية لا يحوي أي تسلية .. يفتح عينيه على صور الأشجار و الجبال العالية الممتدة ويغلقها على نفس المنظر حتى يكاد يجزم أنه سيمشي هذه الجبال مغمض العينين دون أن يضيع .. توقف مكانه فجأة حينما لفت انتباهه منظر غريب .. ليس ببعيد حيث السكة الحديدية يقف حمار .. ليس الحمار فعليا من لفت نظره بل ذلك الشيء الصغير الذي يحاول دفعه .. ضحك بخفوت بسبب المنظر ليجد قدميه تقودانه إلى هناك ..

دفع بسلاحه إلى خلف ظهره و قال مخاطبا الفتاة التي تجاهلت وجوده تماما و استمرت بفعل ما تفعله :
- أتحتاجين مساعدة؟ .

رفعت وجهها المحمر إليه ليجد نفسه يقف مشدوها بجمال عينيها الزرقاوين الكبيرتين .. يكاد يجزم أنهما تحتلان أكبر مساحة من وجهها الصغير .. ردت باقتضاب :
- لا أحتاجها ..

هز كتفيه بلامبالاة و التفت مغادرا سار بضع خطوات مبتعدا ليستدير للخلف بسرعة ما أن سمع صوت صفارات القطار القادم .. بينما تلك الغبية مكانها لا تتزحزح .. قطع المسافة الفاصلة بينهما ليقول بنفاذ صبر صارخا :

- تحركي القطار قادم يا حمقاء .. ابتعدي عن السكة !! .

صرخت به هي الأخرى : - لن أتحرك .. لن أترك "زيكو" أبدا .. لكنه يرفض التحرك .

الصدمة ألجمت لسانه و لأول مرة في حياته يشهد أن امرأة قليلة عقل تضحي بنفسها لأجل "حمار" .. قبضت يده على ذراعها بقوة يسحبها بعيدا هاتفا :
- ستطحنين يا مجنونة .. ابتعدي .

ظلت تقاومه و تحاول الإفلات منه و العودة إلى حيوانها الغالي على قلبها .. لتنطلق دموعها و تبدأ في البكاء .. تنهد بضيق شديد فنقطة ضعفه الكبيرة هي دموع النساء و للغرابة فهن يعرفن متى يسكبنها .. بسرعة كان ينزع حزامه ليضرب به الحمار بقوة فيركض الأخير مبتعدا بينما هو تراجع بضع خطوات ليمر القطار سريعا دون أي كوارث ..

ما أن غاب الصوت القوي للقطار حتى هتف بسخرية امتزجت ببعض السخط قائلا :
- لا أصدق أنك كدت تتسببين بقتلنا بسبب حمار .

رمته بنظرة نارية وردت مدافعة : - إنه ليس حمار .. اسمه "زيكو"..

أعاد وضع حزامه يضحك بمرارة كلما خطر على باله أنه كاد يعجن تحت عجلات كتلة كبيرة من الحديد المتحرك لأجل فخامة السيد " زيكو" ..

زفر بانزعاج قائلا : - إنه حمار .. يا ربي .. حمار و هي تقول لي زيكو .. سحقا لي و لزيكو السخيف خاصتك .. إنه حماااار .

لوهلة بدى لها مجنونا فقد كان يتحدث وحده كمن فقد عقله .. أخذت تطالعه بتوجس عاقدة حاجبيها ليضيف و هذه المرة يوجه نظراته نحو عينيها مباشرة :

- سمعت بأناس يربون قططا ...كلابا .. أحصنة .. فئرانا .. أرانبا حتى الأفاعي و العناكب و يضحون بأنفسهم لأجلها .. لكن حمار و باسم زيكو .. إنها سابقة تاريخية بالنسبة لي .

اقترب خطوة منها ناظرا في عينيها الزرقاوين و قال بتحذير : - لا تعرضي نفسك لهكذا موقف فنحن هنا لنحمي الناس لا البهائم .

كان يفوقها طولا و حجما فاضطرت لرفع رأسها حتى تشنجت رقبتها .. أسمر بعينين تتألقان بلون لا يمكن أن يتم تمييزه .. رمادي أو أخضر أو مزيج من كليهما يعلوهما حاجبين أسودين كثيفين و شعر حالك السواد مصفف بتلك القصة الكلاسيكية للجنود .. اعترفت بأنه وسيم لكن كلامه الأخير استفزها فوجدت نفسها تنهي لحظات تأملها له بقولها :

- شكرا لك على ما فعلته لكن نحن لم نطلب مساعدتكم .. و أخطأتم بقدومكم إلى هنا .

عقد حابيه بعدم فهم لما تقصده فأكملت : - على الأقل ما كان يجب أن تحضروا النساء .. هذه القرية تخفي الكثير من الأسرار الدموية .

أحسها تتكلم عن قصة رعب أو شيء من هذا القبيل .. أي أسرار و أي دموية تتحدث عنها ؟ .. إنهم هنا بطلب من زعمائهم و ما هي إلا ثلاثة أسابيع أخرى و سيعودون إلى أعمالهم الطبيعية ..لكن رغما عنه شعر بالتوجس فسأل :
- ما الذي تعنينه ؟ .

اقتربت خطوة منه و في عينيها نظرة خوف و همست : - فقط لا تثقوا بأي أحد هنا .. الأمور أخطر مما تتوقعه .. وهذه الجبال بقدر جمالها بقدر سوادها .

تجاوزته لتعود من حيث أتت فالتفت سريعا و سأل مجددا : - ما اسمك ؟ .

استدارت قائلة بصوت مرتفع نسبيا : - ليليان .

كرر الاسم بهمس و على شفتيه ابتسامة لطيفة بينما تتوارى تلك صغيرة الحجم بعيدا .. عاد عقله لتكرار ما قالته تلك الفتاة ولم يفهم ما خلفه تماما إلا أن التحذير كان واضحا فيه خاصة تلك النظرة الخائفة التي تألقت وسط زرقة حدقتيها .. أيعقل أن شكوك شاهين حول هذه القرية صحيحة ؟ و أن أسوارها تخبئ لهم ما لم يضعوا له حسابا ؟


يتبع ...



bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-07-17, 10:58 PM   #214

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

بعد أيام

أخذ يتلفت هنا و هناك يبحث عنها بعدما لم يجدها في تلك العيادة الصغيرة المتنقلة .. الجو باكر و لا يعلم إلى أين قد تذهب تلك المجنونة في وقت هذا .. يكفي أنها أمانة في رقبته و سيظل يحرسها كخادم لها رغم أنها تستحق ضربة على رأسها الصلد .. مشى مسافة صغيرة بين الأشجار يتمتم بسخط ..فكيف سيعلم الآن إن كان اختطفها حيوان مفترس بينما هي كالأرانب تتقافز هنا و هناك .. ابتسم بسخرية حينما وصلت أفكاره لتلك النقطة و عاد ليصحح لنفسه ( الحيوان هو من سيهرب خوفا ما أن يراها عندما تستيقظ صباحا )

توقف مكانه عاقدا حاجبيه مركزا نظره على غصن إحدى الأشجار .. كانت نورس تتمسك بالغصن بساقيها بينما جذعها ترميه للأسفل مع ذراعيه مغمضة العينين .. عيناه تلتهمانها بإعجاب شديد .. هي مزيج فريد من امرأة قوية و متحكمة و ذات كبرياء لكنه يلمح ضعف الأنثى الذي يتسرب إليها رغما عنها .. لن يكذب إن قال أنها خطر على أي رجل و روحها التي تشع تجعل الجميع ينجذب إليها و هو منهم فيراها كنقطة الشمال كل البوصلات تتجه إليها و كل مفترقات الطرق تلتقي عندها .. تقدم ليقف أسفل الغصن و لم تشعر بوجوده بعد بل استمرت في سكونها .. مرر طرف لسانه على أسنانه العلوية ليقول بهدوء كي لا يخيفها :
- أرى أنكِ هنا .

شتمت بصوت مرتفع من المفاجأة ليختل توازنها و تشعر بنفسها تسقط .. مضت بضع لحظات تنتظر أن يلامس جسدها الأرض بقوة و تشعر بالألم لكن هذا لم يحدث .. فتحت عينيها لتلتقي بنظرات عسلية ساخرة و الكارثة الأكبر أنها بين ذراعي هذا العسلي البغيض .. قال بابتسامة ساحرة :
- صباح الخير .

أنفاسه التي تلامس وجهها جعلتها ترتبك و لا تدري بما تجيب .. فقط شعورها بأنها بين ذراعيه يشدها إليه بهذه الطريقة تجعلها تغرق وسط دوامة من مشاعر غريبة عنها ..

أغمضت عينيها لبرهة ثم عادت لتفتحهما و قد سيطرت على نفسها لتقول موبخة :
- ما كان يجب أن تقتحم خلوتي .. لقد أخفتني بحق الله .

رد بجدية تامة : - لا تبتعدي مجددا فالمكان ليس آمنا تماما و لا تتسلقي الأشجار كالقردة .

زمت شفتيها بعبوس و لم يعجبها تعليقه فضربت كتفه بقبضتها لتهتف بحنق:
- أنزلني أيها المستبد . أنزلني ..

كانت تتوقع أن يضعها برفق لكنه خيب كل ظنونها إذ رفع ذراعيه عنها و أفلتها لتسقط أرضا على مؤخرتها و ظهرها ..تأوهت بقوة مغمضة العينين بسبب الألم الذي اجتاحها .. قالت من بين أسنانها : - عديم الشهامة و المروءة كيف تفعل هذا بي يا متوحش؟

هز كتفيه بلامبالاة و انسحب مغادرا يكتم ضحكاته .. تلك المغرورة المدللة سيعمل على تربيتها من جديد و لن يكون كاسر إن لم يلين لها رأسها الصلدة و لتتعلم كيف تطيع أوامره كغيرها هنا .. هي ألأيام فقط من ستقف بينهما و حتما تلك الصغيرة ستخضع له
أتاها صوته قائلا بحزم :ـ أمامك عمل كثير ..تعجلي

*
*

.. آخر مريضة لهذا اليوم كانت من نصيب نورس .. بدت فتاة في الخامسة عشر من عمرها .. تمددت على السرير و شرعت تجيب عن الأسئلة الروتينية .. بدا كل شيء عاديا حتى أزاحت نورس رقبة الفستان قليلا كي ترى نبضات قلبها .. تأوهت الفتاة و بان الألم على ملامحها .. لم تفهم هي السبب و تابعت ما تفعله .. لكن المفاجأة كان في انتظارها عندما رفعت لها أكمام ثوبها لتقيس الضغط و هناك تيبست مكانها بسبب الكدمات الزرقاء .. نظرت إليها بصدمة لتسأل :
- هذه تبدو علامات للضرب .. من فعل بك هذا؟ .

هربت الفتاة بعينيها بعيدا و ارتبكت تعابيرها لتنتفض بقوة ما أن هتفت نورس بها :
- انزعي ثوبك ؟ .

رفضت الانصياع لها تهز رأسها نفيا فصرخت بها بصوت أعلى :
- قلت انزعيه .. حالا !!

استسلمت لها بخوف لتخلع فستانها فتشهق نورس بصدمة بسبب العلامات المنتشرة على كامل جسد الصغيرة .. أي حيوان فعل بها هذا؟ .. لقد تم تعذيبها حرفيا .

سألت بخفوت :- من قام بأذيتك؟ .. و يفضل أن تتكلمي و تجيبي بصدق .

أخفضت تلك رأسها أرضا و أجابت همسا : - زوجي .

هل قالت زوجي أم أنها هي من أخطأت السمع؟ .. فكرت نورس فكيف لابنة الخامسة عشرة أن تكون متزوجة ؟ .. كررت سؤالها مرة أخرى لتتأكد فأتتها نفس الإجابة .. دارت حول نفسها بغضب .. أي والد يفعل هذا بابنته ؟ ..

لم تستطع تمالك أعصابها فصرخت بانفعال : - أي زوج و أنتِ طفلة ؟ .. أي والد حقير يفعل هذا؟ .. بل أين الوغد المسمى زوجك الآن ؟

ردت الفتاة بتلعثم : - ليس هنا .. لقد طلقني .

شتمت بصوت مرتفع فالوضع أصبح لا يطاق .. هذه الصغيرة لم تر شيئا من الحياة لتجد نفسها متزوجة ثم مطلقة .. لقد دمروا حياتها تماما .. لن تسكت عن هذا مطلقا و ستقابل والدها بأي طريقة كانت أما المسمى زوجها ستقتله إن رأته ..

أمرتها قائلة : - انتظري هنا .. سأحضر أحدا ما لنذهب إلى بيتك .

أسرعت الفتاة تمسك بيدها تتوسلها قائلة : - لا تفعلي هذا أرجوك .. سيؤذونني أكثر .. أرجوكِ ..

ربتت على رأسها بحنو تطمئنها : - لن يمسك احد بسوء .. سأقف معك ،لكن لن أسكت عن هذا أبدا .

انطلقت دموعها خوفا لتتوسلها مرة أخرى : - أنت لن تفهمي .. البنات هنا يتزوجن في هذا السن .. كما أن والدي كان مجبرا .. لم يكن راضيا .. هناك الكثير ما لا تعلمينه .. أرجوك لا تحدثي والدي فسيقتلوننا .

عقدت حاجبيها بعدم فهم و باتت تشعر أن أمرا مريبا يختفي خلف هذا الموضوع لتسأل :
- ما الذي تقصدينه ؟ .

ردت تلك بعبرة : - إنهم وحوش .. لا أحد يستطيع منعهم .. لا تتدخلي في هذا أرجوكِ .

أبعدتها عنها و قالت بحزم : - سأتدخل .. ابقي هنا و ارتدي ثيابك و عندما أعود سنذهب سويا .

****
منزل زعيم القرية

"- طلبك للجيش لتأمين القرية خطأ جسيم يا والدي ، لقد فتحت علينا أبواب الجحيم "

مسح عبد الحكيم زعيم القرية على وجهه بتعب ، نعم الوضع يقلقله و يدرك أن الخطوة التي اتخذها تعد مخاطرة كبيرة لكن الوضع يستحق المجازفة ،لقد سئم تلك التهديدات و التخويفات التي تصله و لن يتصدى لتلك الجماعة غير الجيش .

تنهد قائلا :- لن أخافهم بعد الآن ، هذا هو الأفضل للجميع .

كان عمران يكاد ينفجر غضبا فوالده لا يدرك فداحة ما ارتكبه لذا فقد قال :- والدي ، إنهم و منذ علموا بما فعلته يجهزون لعملية ضد أفراد الجيش و لن يكون الملام غيرك ، حتى أنهم سيعاقبون أهل القرية .

وقف الشيخ على قدميه بمساعدة عصاه ليقترب من بكره قائلا :
- بمَ غسلوا دماغك كي توافقهم و تدعمهم ؟ ، هؤلاء متمردون إرهابيون لا يبتغون شيئا سوى الأذى .

لوح عمران بيده بغضب مجيبا :- أنت مخطئ ، هم يدافعون عن حقوقهم ، ما الذي قدمته لنا هذه الدولة ؟ ، معظم الناس هنا أميون و القليل منهم تعام على يد مشايخ هذه القرية ، حرمنا من أبسط حقوقنا لا كهرباء و لا غاز و لا عمل و لا مدارس كالبشر و كل مرة يطالبوننا بالانتظار قليلا .

اقترب من والده ممسكا بكتفيه ليقول ببعض الرجاء :
- والدي ، زوّج ليليان بمن يريدها هذا هو السبيل الوحيد كي لا يطالك الأذى و لا أهل القرية .

أبعده والده عنه بعنف هاتفا بسخط :- إلا ابنتي ، لن أزوجها لذلك الإرهابي ، يكفي تخويفهم لنا و أخذهم لبناتنا غصبا ، الجيش سيحمينا منهم

صمت ليتابع بتهديد :- و إن اقتربت من أختك و ساعدت ذلك الإرهابي في ما يريده ،أقسم لك يا عمران سأقتلك بيداي هاتين .


انتهى الفصل الثاني

نفس عميييييييييق و ننطلق إلى الفصل الثالث


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-07-17, 11:02 PM   #215

رِقَةإحْساس
 
الصورة الرمزية رِقَةإحْساس

? العضوٌ??? » 402446
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 152
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » رِقَةإحْساس is on a distinguished road
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



ما شاء الله... أسلوب فخم وسلس وأحداث تدفع بالقارئ ليشعر بالتشوق والحماس للقادم بما أن الاقتباسات كانت من الأجزاء المتقدمة للرواية
في الحقيقة رواية مشبعة بنكهة البلاد وبما فيها من ترابط اجتماعي وكذا تآلف أسري
شخصيات الأبطال أستطيع لمسها في الواقع حولي
نورس لسان سليط وذات القوة الجبارة والصلابة المدهشة وبالأخص في مشاهدها في البنك مع كاسر -يا بنتي رح تموت وهي تنق فوق راسوا أرحمي الراجل يااااااك ههههه -ضحكت كثيراً للمناوشات التي وقعت بينهما فهي مسلية إذ أن الخطر محدق بهم جميعاً
وهما هذان الأحمقان يتشاجران بالملاسنات التي لا فكاك من اخراسها
لا بالنسبة لها ولا له فهو يبدو أكثر شراسة منها
وبالنسبة لكاسر يبدو لي كشخص مجبر علی ما رأيت منه من رفض
ولا أراه بوسعه حل الأمور بسهولة فقد جعلته يفعل ما لا يحبب مطلقاً
رغم محاولاته الخلاص!
مليكة وأمه وشيء غير مرئي -تخفينه عناااا- يجعله يتراجع عن اصراره... متشوقة لمعرفة كيف آلت الأمور لما هي عليه الآن
بينه وبين نورس وكيف اجتمعا وتولدت المشاعر بينهما
أرسلان وشاهين الأخوان الشقيقان واللذان سيطردان شقيقتهما من البيت
أمرهما محير جدا أكثر من والدهما وهنالك أمور غريبة ستحصل لهما وأنا أعجب لتحور الأدوار وانقلاب الظروف حيناً بحين"؟!!
رزان ووالدها وشقيقها... الخطر الأكبر علی ما أتوقعه لما فيهما من حقد علی عائلة نورس ولنری إلی أي منحی ستؤول الأمور
فالفصل الأول منحنا ركيزة بدائية لمعرفة العلاقات بين الأبطال وكذا أحوال البلاد التي يهددها الارهاب
الجو لازال لطيفا ونحن ننتظر المفرقعات التي ستطغو علی الرواية بحسب بداية كهذه

اييييييه حنونة نعتذر علی الروطار هدا علابالك بالمورال بلا ما نحكيلك قصتي معاه قصة وسي النت الله لا تربحهااا -تم خلع اللغة ههههه-
أوك من البداية حبيت الفكرة وعجبتني كيما قتلك
نورس تشبهلي بزاف في طول لسانها هههه وزيد لحد الآن كيما قتلك عاذرتها باسك باباها والأحوال تعها هي اللي أجبرتها تكون هك
المهم حاجة مليحة رواية بنكهة جزائرية وأجواء الجيش وبين الحب والحرب
عشقت فيها من الفصل اللول
الموهيم يا عيوني راني هناااا باه ما تقوليش نساتني

كوني بخييييير بيلا

love you

Jijel likes this.

رِقَةإحْساس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-17, 11:21 PM   #216

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث


كانت تشعر بنفسها تقف على الجمر منذ أن عادت إلى الكرافان غاضبة لأنها لم تجد كاسر في خيمته لتذهب لوحدها مع تلك الصغيرة "ماريه" .. تبين أن الأخيرة اختفت .. كانت تريد أن تبحث عن منزلها بمفردها لكنها لن تتوقع ردة فعل والد همجي زوج طفلة غصبا لتأتي هي الغريبة و تناقشه .. كان يجب أن تحتمي برجل و قد فكرت بكاسر لكنها لم تجده .. ويا ليتها وجدت أرسلان أو شاهين لكانا رافقاها حتما .. الآن و بمرور أسبوع آخر ها هي تقف في خيمة ذلك الرائد الهمجي تحاول اقناعه بضرورة التدخل .

هتفت بانفعال : - لمَ لا تفهم ؟ .. بحق الله إنها طفلة لا تعي شيئا .. كيف يفعلون ذلك بها؟ .. هذا ظلم .

رد بصوت حازم : - نحن لسنا هنا لنتدخل بأمورهم .. يزوجها يرسلها للمنفى هو والدها و له كافة الحرية في التصرف ..

وضعت يديها على خصرها تطالعه بعدم تصديق امتزج ببعض الإشمئزاز .. لا تصدق أن هذا الكلام يخرج منه هو .. لقد ظنته شهما و لو قليلا ليدعمها لكن توقعها قد خاب كليا .

هزت رأسها باستنكار لتقول : - هل هذه هي قناعاتك؟ .. ما لذي سأتوقعه من همجي مثلك ؟ .

استدارت مغادرة بغضب تمتم ببعض الكلمات الساخطة و قد طفح الكيل لديها .. ستبحث عن بيت الفتاة و لو قلبت القرية رأسا على عقب .. و دقت كل باب .. خلفها كان كاسر يحاول اللحاق بها و حينما وصل إليها تجاوزها ليقطع عليها الطريق قائلا :
- إلى أين؟

حاولت المرور لكنه وقف في وجهها ..لتجيب صارخة : - إن لم ترافقني سأذهب وحدي .. ابتعد عن طريقي .

التصميم كان واضحا على وجهها و يدرك جيدا أبعاد عنادها و عدم استجابتها للأوامر كسائر البشر .. التقت نظراته بعينيها اللتان تحول لونهما للرمادي و اتسعت حدقتيهما .. بدا كأن الزمن توقف في تلك اللحظة ..غرق كلاهما في تأمل عيني الآخر .. أسبوعان جمعاهما داخل أسوار هذه القرية .. أسبوعان غلب عليهما المشاحنات و الصدامات .. عنادها ضد سيطرته .. لا تنفذ الأوامر .. مدللة .. و شعلة من الكبرياء الخالص .. غريبة في تصرفها .. متميزة و متفردة بكيانها و أفكارها و هذا ما يجذبه إليها رغم رغبته في قتلها أحيانا لكن بها شيء غريب .. شيء يخبره أنها تخفي عواصفا خلف قوتها تلك .. تنحنح بحرج حينما انتبه لنفسه ثم قال :
- هل لديك اسم الفتاة كاملا؟ .

هزت رأسها بنعم تبتسم في سرها بانتصار .. بعد مدة من البحث و سؤال بعض من أهل القرية وجدا المنزل المقصود .. كان بسيطا في بنائه .. طرق كاسر الباب الحديدي و انتظر قليلا ليفتح له رجل في الخمسين من عمره او أكثر و الذي تجهمت ملامحه و هو يسأل بخشونة :
- هل هناك شيء؟

تمتمت نورس باستنكار للفظاظة التي يتحلى بها ذلك الرجل أما كاسر فقد ابتسم بعملية و قال:
- هل يمكننا الدخول ؟ .. لا أظنك سترد ضيفا قصد بابك.

كلماته أصابت الرجل في مقتل فابتعد عن الباب سامحا لهما بالدخول .. في غرفة الجلوس البسيطة المؤثثة على مفارش عربية على الأرض وقف الثلاثة مقابلا لبعضهم البعض فلم تنتظر نورس كثيرا لتسأل :
- أين ماريا ..أحتاجها؟ .

رمقها والد الفتاة بتفحص ليرد ببرود : - ابنتي لا تقابل الغرباء .. ما حاجتك بها؟ .

ردت ببرود هي الأخرى استفزه : - و أنا لا أحادث الغرباء .. أنا من توليت معالجتها لذا فالأمر يخصني و يخصها.. فقط .

ألقى عليها كاسر نظرة تحذيرية بمعني "اصمتي" فأشاحت بوجهها عنه و لم تعد تستطيع تمالك نفسها خاصة حينما قال هو بهدوء حسدته عليه :
- الدكتورة هنا لتعطيها الدواء فقد نسيت ابنتك أن تأخذه .

هنا لم تعد نورس قادرة على كتم ما يجيش داخل صدرها فسارعت بالقول ببعض القسوة :
- ليس هذا ما أتيت من أجله .. أنا هنا لأرى أي نوع من الآباء أنت ؟ .. كيف تزوج ابنتك و هي طفلة ؟ .. إنها قاصر بحق الله .. انظر إلى جسدها كأنها كانت في حلبة مصارعة من الكدمات التي تلونها .. ألا تملك إحساسا؟ .

زفر كاسر بنفاذ صبر فقد كان يتوقع أنها لن تمسك لسانها الطويل .. تلك الثرثارة .. لمَ لا تدعه ينفذ ما يريد بطرقه هو ؟ .. بدأت الأمور تخرج عن السيطرة ما أن صرخ والد الفتاة :
- لا تتدخلي فيما لا يعنيكِ .. إنها ابنتي و لن تعلميني أنتِ يا ابنة المدينة كيف أدير مصالحها .. وصلت لسن معين فبات الزواج مطروحا لها ..

قاطعته بأن هتفت بانفعال : - مصلحتها بتزويجها لبربري همجي حقير .. لقد أرسلها إليك مطلقة بعدما عذبها .. أي والد هو أنت ؟ .. هل هانت عليك لتبيعها بثمن بخس؟ .. إنها فلذة كبدك كيف تتخلى عنها ؟ .. ما دامت عارا و عبئا لماذا أنجبتها؟ .. هناك الآلاف يتمنون أن يحصلوا على نصف طفل فقط و أنت بعقلك المتخلف تزهد هذه النعمة و لك فتاة كالورود .

اشتعلت عينا الرجل بغضب شديد و اقترب من نورس و قد شكت أنه سيضربها لكنه صرخ بها :
- ابلعي لسانك يا قليلة الحياء قبل أن أقطعه.

هنا جذبها كاسر من معصمها و دفعها لتكون خلفه و بعينين صقريتين كان يهتف بالرجل :
- لا تنسى أنني هنا أيضا فراقب ألفاظك جيدا .

شعور بالحماية اجتاحها وهي تشهد موقفه الرجولي بحمايتها و تخبئتها خلف ظهره .. ابتسمت بدفء تنظر إلى ظهره لتختفي ابتسامتها ما أن التفت إليها و قال بغضب :
- أعطني الدواء .

استلت الكيس من جيب مئزرها الطبي لتعطيه له فقدمه للرجل ثم جرها من معصمها ليغادرا سويا ذلك المنزل .. تخلصت من قبضته لتهتف :
- لماذا غادرنا ؟ .. كان يجب أن أرى الفتاة .

التفت إليها ليرفع سبابته في وجهها هادرا : - اخرسي .. و الحقي بي فورا !! .

صرخت هي الأخرى : - إياك و أن ترفع صوتك في وجهي يا حضرة الرائد ..أنا لست مجندة لديك !! .

مسح بيديه على وجهه فلا ينفع الصراخ و قتل النفس حتى مع متحجرة الرأس هذه التي تملك عناد و غرور العالم .. همس من بين أسنانه بنفاذ صبر :
- نورس اتبعيني ..هيا .

رغم حنقها الشديد إلا أنها سارت خلفه بكل استسلام و طواعية .. بعد مدة بعدما وصلا إلى خيمته .. التفت إليها ليبدأ تقريعه لها :
- بعد الذي حصل لا تتدخلي مجددا في أمور لا تعنيكِ ..لقد ذهبت معك و لم نستفد شيئا .

ارتفعت زاوية فمها بسخرية و قالت باستخفاف : - كأنك فعلت شيئا .. بقيت واقفا كالخشبة و أنا من توليت الموضوع.

رفع حاجبيه بصدمة .. وصفته بالخشبة ! ..و ترمي بكل التقدير لها و كأنها لم تكد تتعرض للضرب قبل دقائق .. ربما لو لم يدافع عنها لكانت تلك الصفعة عملت على تقصير طول لسانها الذي يجزم أنه ولد قبلها .. التقط نفسا عميقا و أجاب بحزم :
- معظم الأمور تسير بشكل جيد و قد يغادر الطاقم الطبي المدني بالإضافة إلى المجندات الأسبوع المقبل لذا انسي كل شيء و اتركي شؤون القرية لأهلها .

اعترضت : - لكن كيف نرى الظلم و نصمت.. الفتاة صغيرة و والدها ظلمها بشدة.

قالت بصرامة : - يكفي تدخلا يا نورس ..هذا الموضوع انتهى هنا .

لم تستطع تمالك نفسها أكثر من هذا .. ليس و صورة أب آخر تتحطم داخلها .. ربما والدها لم يكن قاسيا معها بتلك الطريقة ..لكنه كان متباعدا .. باردا .. لا يشعرها بأنه موجود أبدا إلا في لحظات حتى ذاكرتها باتت لا تسعفها لإستحضارها .. فقدت آخر ذرة من أعصابها بأن هتفت بانفعال :

- لمَ كل الآباء هكذا ؟ .. لم َيدمرون أبنائهم و يؤذونهم .. والد ماريا حقير لدرجة لا توصف ..يبيع ابنته بثمن بخس كأنها عار .. والدي أنا الذي كان ضابطا جيدا .. زوجا جيدا .. قائدا جيدا لكنه يوما لم يكن والدا جيدا .. حتى كلمة "أبي" نسيت كيف يكون وقعها لأنه كان غائبا عني .. لا أعلم لماذا يعاقبي و يجافيني .. لقد فقدت أمي و ظننت أنه هو من سيعوضني لكنه جعلني أعيش حرمانا أكبر .. أشعر باليتم .. شقيقاي ربما عوضاني قليلا لكنني احتجت إلى والدين ..

الألم كان جليا على صفحة وجهها لتشهد عيناه آخر منظر توقعه .. إذ انفجرت نورس بالبكاء بصوت مرتفع وهو من ظن أنها سترضى بقتل نفسها و لن تظهر له لحظة ضعف واحدة .. و الآن و هي تقف أمامه ضعيفة ..كتفيها يهتزان بسبب نشيجها لا يعلم لمَ أحزنه منظرها .. قد يكون فقد والده في عمر صغير لكن والدته عوضته عن كل اليتم ..

اقترب خطوة منها لكنه لم يستطع فعل أي شيء غير النظر إليها و ترديد بعض الكلمات كي تهدأ .. رفعت إليه عينين دامعتين و رغما عنه سحر بمنظرهما كقمرين فضيين غارقين وسط بحر من دموع .. سألته ببحة بسبب البكاء :
-هل والدك أيضا كان قاسيا ؟ .

هز رأسه نفيا ليزداد بكائها أكثر .. سمعها تكمل بصوت مرتجف :
- أتعلم ! .. لقد اشتقت لأمي رغم أنني لم أرها يوما لكنني أتمنى لو كانت هنا .. أشتاق إليها بشدة كلما أسمع شخصا يروي شعور الدفء والأمان بين أحضان أمه .

رفعت يديها تمسح دموعها و عيناه تتابعانها فأكملت : - لا تخبر شاهين بما قلته .. سيحزن كثيرا ..فلطالما أراد أن يكون لي أما و أبا على حد سواء .

الآن بات يفهم سر تعلق شاهين بشقيقته .. يقلق عليها أكثر من نفسه .. يذكر حتى أنه حينما كانا في التدريب سويا كان شاهين دائما يردد أنه اشتاق لطفلته .. ربما لأنها ضعيفة و وحيدة لذا الجميع يدللها كي لا تشعر باليتم و الوحدة .. جزء منه بات يعذر تصرفاتها فليس سهلا على امرئ أن يعيش كل هذا فما بالك بامرأة ! .

استدار يلتقط قارورة ماء من مكتبه ليقدمها لها فتشرب منها ثم تعيدها له هامسة بشكر .. جسدها مازال ينتفض بين الحين و الآخر بشهقات ضعيفة بينما قالت بارتباك :
- أرجو أن تنسى ما حدث هنا .. يتوجب عليّ الذهاب ..بالإذن .

غادرت مسرعة تداري لحظات ضعفها السابقة و توترها فابتسم هو بتسلية و قال مخاطبا نفسه :
- احذر هذه الفتاة يا كاسر .. فستكسر جبروتك يوما ما .

*****
بعد أسبوع

مضت الأيام عليه ثقيلة و صاحبة الحمار لا تكاد تغادر تفكيره هي و ما قالته من كلمات غامضة و محذرة ..وهذا يعزز تفكير شقيقه بالريبة حول الوضع ..أما هو فما يهمه هو رؤية تلك الفتاة مرة أخرى و بعدها تنتهي هذه المهمة المملة و يعود إلى حياته الطبيعية .. اشتاق لحمام دافئ .. سريره الواسع و طبخ الخالة نور مدبرتهم المنزلية .. خاصة طبق "الكسكسي" اللذيذ يوم الجمعة .. اجتاحه الجوع فجأة فقرر تجاهل بطنه و المضي في طريقه إلى مكان السكة لربما يلمح تلك الجميلة كاسمها "ليليان" .. وصل إلى المكان الذي التقيا فيه سابقا لكنه لم يلمحها و لا حتى في الجوار .. قد أخبره شقيقه أن هناك واديا جميلا يقطع هذه الجبال قريب من هنا و قد شك أنها قد تقصده فلم يجد إلا قدميه تقودانه إلى أن لمحها كما توقع .. تجلس أرضا على العشب و قدميها وسط المياه أما حيوانها الغريب كاسمه "زيكو" كان يقف قريبا منها يأكل العشب.. اقترب منها ببطء و حذر كي لا يخيفها ليتنحنح بصوت مسموع يلفت انتباهها و لأنها لم تكن مركزة فقد انتفضت بخوف تضع يدها على صدرها :
- لقد أخفتني ..لما أنت هنا؟ ..ما الذي تريده يا هذا؟ .

رسم ابتسامة سخيفة على شفتيه و رد : - هذا اسمه أرسلان يا صاحبة الحمار أم أقول يا أم زيكو .

أخرجت قدميها من المياه لتقف عليهما في مواجهة ذلك المتطفل .. ارتدت حذائها المسطح الخفيف و اقتربت منه مكتفة ذراعيها و قالت : - أمه ..أبوه ..شقيقته أظنه ليس من شأنك أيها الجندي .

وضع يديه داخل جيوب بنطاله العسكري و أجاب ببرود مستفز :- نادني باسمي فحتى وقعه جميل ..أرسلان .أرسلاااان ..أرأيت ؟ .

ضغطت فكيها بقوة من تصرفاته ..ما الذي أتى به الآن ؟ .. ابتعدت بسرعة تتنحى جانبا بينما هو يقترب من "زيكو" ..يضع يده على رأسه ..حسنا إنه فعل غريب منه فمنذ اللحظة التي قابلته فيها كانت ترى عدم إعجابه به .. أحدثت معجزة ما أم أنه ضرب رأسه بشيء صلب ؟؟ .. التفت إليه يتساءل :
- أريد فقط أن أعرف من أين أتاكِ الإلهام لتربي "حمارا" ؟ .. هذا السؤال حيرني ؟ .

ردت مدافعة : - و ما به زيكو ؟ .. إنه حيوان أليف ..لطيف ..يرافقني و أحيانا يحمل عني الأغراض ..حتى أنه ..

قاطعها رافعا يديه باستسلام : -قولي أنه ذكي و سأطلق رصاصة على نفسي في التو
.
كشرت في وجهه لتقترب من حمارها تمسح على رأسه بلطف فلم تنتبه لعيني أرسلان المتفحصتين اللتان تترنحان على ملامحها ببطء لذيذ ، لقد رأى الكثيرات و ربما أجمل منها بكثير لكنها تمتلك شيئا مميزا و يحفزه لاكتشافه
ابتسامة كسولة رمت ظلالها على شفتيه حينما رفعت ليليان عينيها الزرقاوين إليه قائلة ببعض الانزعاج :
ـ ما بك؟ .. غض بصرك أيها الجندي

قبل أن يجيبها ارتفع صوت طلق ناري رافقه صرخة ألم انطلقت من بين شفتي ليليان ، لم يستطع دماغه ترجمة الموقف فقد كان كل شيء هادئا منذ دقائق قليلة ، تخطى الصدمة بسرعة ليجذب الفتاة إلى أحضانه محتميا معها خلف جذع إحدى الأشجار ، كانت تحاول دفعه بكل ما تملك من قوة ممّا فاجأه لتقول من بين أسنانها مقاومة الألم :
- ابـ..ابتعد .. عني.

أجلسها أرضا تاركا ظهرها يستند على الجذع لينحني يتفحص جرحها الذي يبدو سيئا ،رصاصة كلاشينكوف كما توقع ، أخذ عقله يعمل بسرعة جنونية ليحاول تذكر المحاضرات التي ترددها شقيقته ( اضغط على الجرح ).. نعم هذه هي الجملة .. دار بعينيه حول ملابس ليليان فلم يجد غير طرحتها و يعلم أنها ستنفجر بوجهه بالتأكيد لكنه الحل الوحيد .
مد يديه ليحاول فك طرحتها فتقاومه هي بيدها السليمة هاتفة بضعف :

- ما الذي تفعله ؟ ..اتـ..آه ..اتركني .

تغلب عليها كاشفا شعرها ، ليكور القماش بين يده ثم يضغط على جرح كتفها .
رفع عينيه إلى وجهها الشاحب ليسأل بقلق :- تحمّلي قليلا ،بالتأكيد أحدهم سمع صوت إطلاق النار و سيأتي ليساعدنا .

دمعة زحفت عبر خدها فقالت هامسة بضعف :- إنه يؤلم ..لا أشعر بذراعي .

التقط يدها السليمة ليضعها على الجرح فوق طرحتها قائلا :- اضغطي على المكان بكل طاقة لديك ،سيؤلمك قليلا لكن تحملي ، ثوان وسأعود إليكِ

أومأت بوهن ببنما هو فقد حمل سلاحه موجها إياه نحو ما يفترض أن يكون مصدر الطلق الناري
جال بعينيه حول المنطقة لكن لا علامة تدل على أية حركة مشتبهة ،فقط حفيف الأشجار يتراقص مع خرير المياه ، هذا غريب ! .. لا أحد سيطلق النار دون سبب ،الرصاصة استقصدت ليليان بشكل مباشر و هو واثق من ذلك ، فقط فلتكن بخير و ستجيب عن أسئلته كاملة .
مجرد دقائق فقط و سمع خطوات راكضة من خلفه ليظهر بضعة جنود ..تنهد بارتياح ليرمي سلاحه نحوه زميله الذي التقطه ببراعة بينما هو فقد انحنى ليرفع ليليان بين ذراعيه كي تتلقى العلاج المناسب ..

يتبع ....


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-07-17, 11:28 PM   #217

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

في منطقة ما حول القرية

عمليات التمشيط للجبال القريبة لم تسفر عن أي شيء .. كانت الأوضاع تسير على منحى ثابت مريب رغم الأمان .. قد يعتبره البعض الهدوء ما قبل العاصفة .. هذا ما كان يفكر به شاهين بعدما عاد هو و سريته من مسح المنطقة التي كلفوا بها .. ما يثير ريبته هو سبب طلب زعماء القرية للأمن و كل شيء يبدو آمنا .. إحساس داخله ينذره أن مصيبة تنتظرهم و هذا الهدوء سيعقبه إعصار مدمر
عقب سلاحه يستقر أرضا بينما يداه تستقران فوق فوهته و ذقنه يرتاح عليهما بينما عيناه تمسحان المنطقة بانتباه
عبر سماعة اللاسلكي التي في أذنه أتاه صوت أحد الجنود يخاطب النقيب نزار :
- هناك راعٍ للأغنام على مسافة قريبة منا ..
رد النقيب قائلا : - هل به ما يثير الشبهة ؟
رد الآخر :- لا أظن ذلك
قال نزار : - اتركوه بحاله ..لا شيء يدعو للقلق

إحساس بالخطر تعاظم داخل شاهين لكنه نفض تلك الأفكار بعيدا ،مجرد راع للأغنام و تواجد أمثاله احتمال وارد لم يعر للأمر اهتماما أكبر و بعد دقائق كان الجنود في طريقهم للعودة إلى القرية .. كل شيء كان طبيعيا هادئا .. خرير ماء الوادي يصلهم بشكل مسموع محتضنا زقزقة العصافير إلى أن أنطلق صوت طلق ناري يتبعه آخر و آخر حتى تحول إلى وابل من الرصاص يأتي من اللامكان .. التوتر ساد الوضع .. صراخ شاهين على جنوده بالاحتماء خلف الأشجار .. سقوط البعض بين جرحى و شهداء .
كان الجنود في حالة من الهستيريا يطلقون النار بشكل عشوائي فصرخ شاهين بأعلى صوته :

- لا تطلقوا النار إلا على هدف محدد ، لا تهدروا الرصاص !! .

عبر اللاسلكي أتاه صوت نزار:- حضرة الرائد هناك جنديين على حافة الوادي يجب أن نخرجهم من هناك .

صرخ بقهر شديد ،فلا هم يرون أعدائهم و لا يعلمون مصدر الرصاص ،لقد وقعوا في الفخ و لن يعودوا سالمين إلا بمعجزة .. اتسعت عيناه بشدة ما أن رأى جنديين نزلا المنحدر الصغير ليجذبا زميليهما ، أحدهما أصيب و الآخر استطاع التراجع ، الوضع يزداد سوءا ..ارتفع صوته مجددا رغم عدم ثقته بأن الجميع يسمعه ،فالبعض ضرب بأوامره عرض الحائط و مستمر بإطلاق النار كالأعمى :

- لا أحد يتحرك من مكانه !!..

صرخ بنزار عبر اللاسكي قائلا : - أرسل المساعد الأول محمد و معه بعض الجنود مع الجرحى و ليعودوا إلى القرية بأسرع وقت ..لا يجب أن نفقد المزيد

استمر الاشتباك لدقائق أخرى والوضع ثابت على حاله .. الرصاص الكثيف لا يسمح لهم برؤية أي شيء كان عليه أن يجد حلا ما ..رفع عينيه إلى جذع الشجرة التي يحتمي بها و قد قرر تنفيذ فكرته .. ثبت حامل سلاحه على كتفه متسلقا الشجرة بسرعة و حذر كي لا يتعرض للقتل .. ما أن وصل لارتفاع معين و تأكد بأنه محمي بالكامل كان يستطيع بسهولة رؤية بعض المهاجمين
سحب نفسا عميقا مشبعا برائحة البارود و بدأ بإطلاق النار بتركيز شديد .. نجح في إسقاط اثنين برصاصة في الرأس ليتبعهم باِثنين آخريْن
الجبناء أجادوا الاختباء ،لا يفقهون شيئا غير الغدر لكنهم لن ينتصروا مادام على هذه الأرض جنود يحاربون بدمائهم لأجل الوطن ، ولن يفلحوا مادام الله يحرس هذا الوطن
لاحظ شاهين بداية انسحاب الإرهابيين .. صرخ بجنوده اللذين ما يزالون يطلقون النار حتى اللحظة :
ـ إنهم ينسحبون ، أوقفوا إطلاق النار كالعميان .. توقفوا !!

فجأة طغى الصمت حول المكان إلا من تأوهات بعض المصابين ، قفز شاهين لتلامس قدماه الأرض الترابية ليرمي سلاحه أرضا و يهتف بجنوده :

ـ لمَ عليّ تكرار الأوامر أكثر من مرة ؟.. لمَ لا يستجيب أي أحد منكم ؟.. قلت لا تطلقوا النار كالأغبياء و أنتم مستمرون فيما تفعلون .. ما الذي كان سيحدث لو كان عددهم أكبر من ذلك ولم يقرروا الإنسحاب؟

لا أحد تجرأ على الرد و كلهم منكس رأسه بخيبة
دار بعينيه حول الجنود المرميين أرضا بين شهيد و جريح .. وقع نظره على شاب في أواخر العشرينات برتبة رقيب ..هرول إليه ليجلس أرضا بجانبه يتفحص جسده المصاب برصاصتين الأولى اخترقت كتفه أما الثانية ففي بطنه
مسح بيده على رأس الرجل قائلا :ـ تماسك يا بطل ، ستكون بخير و سترى عروسك تزف إليك .. تحمل قليلا فقط
هتف بالجنود قائلا :ـ تعاونوا على حمل الجرحى علينا أن نصل بهم إلى القرية سريعا .. واجمعوا الجثث في مكان واحد كي نعود و ننزل بهم .


***

الكل كان في حالة استنفار ..التوتر ساد الجو بالكامل ..فالأطباء يعتنون بالجرحى أما الجنود فقد اجتمعوا بانتظام مستمعين إلى توبيخ قائدهم .. هتف كاسر بنزار :

ـ كيف تسمح بمرور راع الغنم ذاك ..أي غنم و لا منازل في تلك المنطقة انظر إلى استهتارك إلى أين أوصلنا ؟!

التفت إلى شاهين ليتابع بنبرة غاضبة : ـ كيف يسقط ذلك منك يا شاهين ؟ ..أنت كنت قائدهم هناك ، كيف لم تشك في الأمر ؟

هز شاهين رأسه بقلة حيلة ،المسؤولية تقع عليه فلو أعار الأمر اهتماما أكبر لَما وصلوا لهذه الحالة ولَما فقدوا هذا العدد من الشهداء .
اقترب أحد الجنود من فريق الإشارة ضاربا التحية و قال :
ـ حضرة الرائد هناك اتصال على اللاسلكي
عقد كاسر حاجبيه مستفهما ليجيب الجندي :
ـ قائد الناحية العسكرية
مسح بيده على وجهه زافرا بتوتر ، ليتجه إلى مكتبه يستقبل المكالمة
ـ الرائد كاسر إبراهيم يتحدث
سأل اللواء بنبرته الصارمة : ـ ما الذي حدث معكم ؟ .
رد كاسر باحترام : ـ سريتين كانتا تمشطان الجبال حول القرية و أثناء عودتهما تعرضتا لهجوم إرهابي و بعد الاشتباكات انسحب الإرهابيون

سأل اللواء مجددا :ـ هل من جرحى أو شهداء ؟

أغمض كاسر عينيه بأسى مجيبا : ـ عشرة جرحى و ستة شهداء

ترحم القائد على المفقودين ليقول :ـ أرسل الجثث مع بضعة جنود لأقرب معسكر و غدا الفريق الطبي المتطوع إضافة لكل النساء يلتحقون بالمعسكر أيضا و أنت من ستتولى مهمة إيصالهم بسلام

رد بقلق :ـ بضعة جثث ما زالت في الجبل

بعد صمت قاتل دام لثوان معدودة صرخ به قائد الناحية العسكرية عبر الهاتف قائلا :
- ستعودون إلى تلك المنطقة و تحظرون جثث الشهداء وإن وجدت أن جثة واحدة شوهتها الذئاب أو عليها أي آثار أسنان حيوان أقسم أن أطلق النار عليك وعلى جنودك واحدا واحدا .
رد كاسر بسرعة :ـ حاضر .. حاضر .. سنطبق الأوامر حالا


يتبع ...


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-07-17, 11:39 PM   #218

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساءا

كان أرسلان يقف أمام باب الكرفان ينتظر بتوتر ليطمئن على ليليان ، يحتاج رؤيتها رغم الجو المشحون حوله ، شاهين كان محقا في شكوكه هذه القرية أشبه بوكر للأسرار و ها قد خرج لهم موضوع البؤر الإرهابية والعمل الحقيقي سيبدأ منذ الآن ،مصيبتان في يوم واحد والله يعلم ما ينتظرهم
انفتح باب الكرفان لتطل نورس من خلفه
لم يستطع إخفاء لهفته حينما سأل :ـ هل أستطيع الدخول الآن ؟

درست نورس معالم وجهه بتدقيق شديد لتومئ ثم تفسح له الطريق ،ما إن اقترب و أصبح بجانبها حتى أمسكت ذراعه وسألت :ـ أرسلان ، ما قصتك مع ابنة الزعيم ؟

رد بملل :ـ دعينا نؤجل هذا الحديث لوقت لاحق ، هيا اتركيني معها .

هزت رأسها بحسنا ثم انسحبت خارجا و لم تنس أن تعلق :
ـ لا تبق كثيرا معها ، والدها سيأتي لأخذها لمنزله ..متخلف كالبقية يخشى على ابنته كأنها مصنوعة من الماس وسنأكلها و هي مجـ...

انقطعت كلماتها ما أن دفعها توأمها خارجا مغلقا الباب بوجهها .
رددت كلمات ساخطة تتضمن بضع شتائم لشقيقها ، بالتأكيد أطاحت بعقله تلك الفتاة فمن الطبيعي أن لا يتصرف معها بلباقة ، ستفضحه عند شاهين وسيرى
داخل الكرفان اقترب أرسلان من ليليان النائمة بتعب على السرير ، ابتسم بحزن لملامحها الشاحبة و شعرها الأسود يحيط وجهها بهمجية ،لم يستطع منع نفسه من التعليق :

ـ وأنا من ظننت أنها تخفي شعرا حريريا تحت طرحتها بدل هذه الأسلاك اللاسعة

لاحظ جبينها الذي تغضن ورفرفة رموشها لتتسع ابتسامته أكثر ما أن فتحت عينيها تنظر إليه .. علق بتسلية :
ـ أليس من الجميل أن تفتحي عينيك على وجه وسيم و بشوش كوجهي .. حظك جميل يا فتاة

بللت ليليان شفتيها بطرف لسانها قائلة بتعب :ـ ما الذي حدث ؟، أين أنا ؟

أجابها بابتسامة لعوب :ـ رصاصة بطول و حجم إصبعي اخترقت كتفك وأنت في الجنة حاليا .

تأففت بضيق رامقة الذي يقف بجانب سريرها بانزعاج ، ما كان ينقصها غير سخافته وروحه البشعة التي تفتقر للمرح ، عادت مشاهد مما حدث بجانب الوادي تهاجم ذاكرتها ، الرصاصة بالتأكيد أصابتها عمدا ولن يكون مصدرها غير ذلك الإرهابي كي يجبرها على الزواج به ..ستموت ولن تكون ضحيتهم كباقي الفتيات هنا .
باغتها أرسلان بأن سأل :ـ عندما التقينا لأول مرة ذكرت أن هذه القرية تخفي أسرارا ..أكان قصدك تمركز مجموعات إرهابية ؟

لم تجبه لكن نظراتها منحته إجابة كافية فتابع قائلا : ـ ما الذي يحصل هنا يا ليليان ؟ .. الرصاصة استهدفتكِ أنتِ .. من هذا الذي يريد قتلكِ ؟.

أشاحت بوجهها بعيدا عن مرأى نظراته المتفحصة فتتفاجأ به يقبض بأصابعه على ذقنها يرغمها على النظر إليه ، قال :

ـ جنودنا تعرضوا لهجوم وهناك جرحى وقتلى ، أخبريني عمّ يحدث هنا يا ليليان .

إن قالت الحقيقة ستوقع بوالدها وشقيقها ربما الأخير يستحق نتيجة مساندته لأولئك الإرهابيين لكن والدها لا ذنب له

حسمت قرارها وردت : ـ لا أعلم شيئا فابتعد عني واتركني وشأني أيها الجندي

****

كانت تسير بغير هدى ،كل شيء حولها ساكن تماما و هي تكره هذا ، تكره الصمت لأنه يرتبط مباشرة بالوحدة و الخوف .. السكون يجعلها تشعر بالنقص وتفكر بكل ما تفتقده خاصة وأن شقيقيها ليسا بجانبها ، بعد رؤيتها لذلك العدد من المصابين والقتلى انهارت كل أدرعها .. و الآن هي بحاجة إلى شاهين بشدة ..تحتاج إلى الشعور بالأمان بين ذراعيه .
جلست أرضا تحتضن ركبتيها بذراعيها تستذكر الأغنية التي اعتادت سماعها من شقيقها حينما كانت طفلة
" أغمضي عينيكِ بهدوء
و مدي يديْكِ الباردتين
وخبئي قلبك البريء
و نامي بهدوء كالزمن
قبل أن يذبل قلبك الرقيق
قبل أن تضرب الحياة وجهك
نامي يا صغيرتي نامي
فهذه الدنيا بئر بلا قاع
نامي يا وجه الملاك
فهذه الدنيا بئر بلا قاع "


كانت تغني بصوت منخفض ولم تنتبه للذي يقف خلفها ببضع خطوات يستمع لها مع ابتسامة صغيرة تحتل شفتيه .. اقترب منها ليجلس أرضا بجانبها فانتفضت بخوف ناظرة إليه بحنق :

ـ لقد أفزعتني .. تتسلل كاللصوص

تجاهل ملاحظتها السخيفة ليسأل :ـ لمَ تجلسين وحدك هنا ؟ .. هل هناك ما أزعجك ؟

هزت رأسها نفيا لتلتفت ناظرة إلى عينيه بطريقة سرقت نبضة من قلبه و قالت :

ـ كيف تتصرفون وكأن لا شيء حدث ؟ .. الكثير من الدماء و الموت ..كيف تتحملون كل هذا ؟

سؤالها منطقي رغم الشجاعة التي أبدتها في مساعدة الأطباء لكنها تبقى غير معتادة على هكذا مناظر عكسه تماما

ـ كل شخص منا رأى الكثير من الموت حتى بات لا يهابه ، خسرنا الكثير من الأصدقاء ..بكينا كثيرا حتى ما عدنا نستطيع البكاء على رفقاء الدرب

تنهد بحزن ليتابع :ـ كل فرد فينا يحمل روحه على كفه .. كلما يخرج من منزله يودع أهله كأنه آخر لقاء معهم و تجدين البعض يصفنا بقساة القلوب .

هز رأسه يفند تلك الفكرة قائلا :ـ الجندي له عين تدمع و قلب يحب و يتألم ..نحن فقط اعتدنا الموت وبنينا جدارا سميكا حولنا .. لأننا نواسي الناس ولا نجد من يواسينا .

نظراتها بقيت معلقة بعينيه اللامعتين ببعض الشجن ،حديثه لامس مكانا عميقا في روحها ، هذا أصدق حديث خاضاه سويا ..كان جميلا رغم الألم الذي يتغلغل عبر حروفه .. كان حديثا صادقا للقلوب
همست :ـ لا أظنني سأعتاد على هذه المناظر

رد :ـ إياكِ أن تعتادي .. استمري بالإنكار هذا هو السبيل الوحيد كي لا تقتلكِ القسوة .

تنحنح مغيرا الموضوع سائلا :ـ هل جمعتِ كل أغراضك ؟.. غدا سنغادر باكرا

هزت رأسها بنعم لتقول بتوتر :ـ هل .. ستبقون هنا لوقت طويل ؟

رد بصوت أجش ناظرا إلى عينيها :
ـ لمَ السؤال ؟
ضاعت منها الكلمات ، سرقها هذا الرائد الهمجي بنظراته التي تحيطها كاملة ، كيف لرجل أن يختصر كل معاني الرجولة في نظرة فقط ؟ .. كيف لرجل أن يجعل قلبها يرفرف داخل أضلعها كما لم يفعل أحدهم ؟
هذه النظرات تجعل القلب يخضر بعد يُبس و يحيا بعد موته
هذه النظرات تنشر السلام في كل أركان الروح
كان يقول شيئا و لم تكن تستمع تكتفي بالنظر إلى عينيه فقط .. لتستيقظ من شرودها حينما فرقع أصابعه أمام وجهها .. تمتمت باعتذار لتقف بسرعة تحاول مداراة توترها قائلة :
ـ تصبح على خير
ابتسامة سخيفة بقيت معلقة على شفتيه ليهمس :ـ منذ قابلتك عرفت أنني لن أرى الخير .

وضع يده فوق خافقه المنتفض هامسا لنفسه :ـ عيناها تحرقان الروح .. و ستحترق إن وقعت في حبها يا كاسر
مسح بيديه على وجهه مرددا لذاته :" توقف عن التفكير بها .. إنها شقيقة صديقك ..شقيقة شاهين يا رجل .. تبا لنظراتها و عينيها "

***

في اليوم التالي

تعلقت نورس بعنق شقيقها رافضة تركه قائلة :ـ لا أريد الذهاب وحدي ..أخي أريد البقاء معك .

أبعدها شاهين عنه قليلا محيطا وجهها بيديه :ـ صغيرتي ، ستعودين إلى البيت .. الخالة نور معك و هي تنتظرك .

عادت لتدفن وجهها في صدره لتعلق بحزن :ـ لكنك لن تكون معي ..لا أنت و لا أرسلان .

احتضنها بقوة هازا رأسه بقلة حيلة ونظراته على كاسر الذي اكتفى برسم ابتسامة صغيرة .. طبع شاهين قبلة على رأسها ليبعدها عنه ناظرا إليها بحزم :

ـ هيا ، أنتِ ستتسببين بتأخر الناس يا نونو .. هل ودعتِ توأمك ؟

هزت رأسها بنعم ثم استطالت على أصابع قدميها لتطبع قبلة على وجنة شقيقها ثم تهمس في أذنه بضحكة :ـ بابا شاهين

ضحك بسعادة ليحتضنها لآخر مرة ..

بعد مغادرة نورس لإتمام أعمال التوضيب رفقة الطاقم الطبي .. بقي شاهين مكانه ينتظر رزان كي يصطحبها إلى منزل زعيم القرية .. لمحها تقترب منه حتى إذا ما استقرت بجانبه سأل :

ـ هل أنتِ واثقة من رغبتكِ في البقاء ؟

ردت :ـ نعم .. زعيم القرية يرفض أن يقترب رجل من ابنته و جرحها يحتاج عناية تامة لذا سأبقى

كانا يسيران سويا و الصمت يحيطهما لا هو يريد التحدث و لا هي تستطيع بسبب التوتر الغير مبرر الذي اكتسحها ..أو ربما هو مبرر لكونها برفقة الرائد المغرور الذي يستمر بإلقاء أوامره عليها .. ما تزال تتعجب من علاقته بشقيقته ..علاقة مميزة تثير اهتمامها والقليل من غيرتها .. لا تذكر أن نزار احتضنها يوما كما يفعل الرجل الذي بجانبها مع أخته

قالت ببعض الارتباك :ـ لدي سؤال ؟

أخفض نظراته إليها هازّا رأسه بنعم فتابعت :ـ ما هو سرّ تعلقك بشقيقتك بتلك الطريقة ؟

تلك الإمالة في زاوية فمه جعلتها تشتم نفسها في سرها ، سحقا لفضولها فما الذي سيستنتجه هذا المغرور ..بينما شاهين فقد سره أن ما فهمه من خلال نظراتها له ولنورس ذلك اليوم كان صحيحا .. تعجبها علاقته بشقيقته الصغرى

بعد صمت وجيز قال :ـ حينما توفيت والدتي تركت لي التوأم أمانة ، جدي حاول أخذهما لبريطانيا ليرعاهما أما والدي فقد رفض بشدة و بقيا معي .. تعلقت بهما كأنهما طفلاي لكن نورس كانت مميزة دائما ..حتى أنها نادتني "دادا " في أول كلمة لها .. نونو أضعها فوق الجميع وفوق نفسي حتى .

لم تعلق ، بل هي عاجزة عن إيجاد الكلمات ، فنظراته وهو يتحدث عن شقيقته كأنها طفلته الخاصة كانت مميزة .. و عليها أن تعترف ولو مكرهة بأن تلك المغرورة حقا محظوظة بأخ كشاهين

قال شاهين :ـ لقد وصلنا .. ابقِ سلاحك معكِ .. ولا تغادري المنزل إلا وشقيقك معكِ فلا امرأة هنا غيرك .
ردت بطاعة :ـ حاضر

****

في منزل زعيم القرية
هتف عبد الحكيم بابنه قائلا :ـ أيها العاق ، كيف تسمح له بأذية شقيقتك .. إنها عرضك و عائلتك أنت الأولى بحمايتها .

أجابه عمران ببرود :ـ تستحق ذلك .. كيف تتركها تتحدث مع الأعداء ؟

قبض عبد الحكيم على قميص ابنه بعنف و عيناه تشعان غضبا ، بمَ غسلوا دماغ بكره كي يتحول إلى مسخ عديم الرحمة

صرخ به :ـ يا عديم النخوة .. شباب بعمر الزهور سقطوا قتلى و البعض الآخر ما يزال يقاوم الموت وأنت تصفهم بالأعداء !!

أبعد يدي والده عنه قائلا بتهديد : ـ لقد حذرتك يا أبي و لم تأخذني على محمل الجد .. لقد أطلق النار على ابنتك و لو أراد قتلها لفعل و اليوم سيكون دور الحافلات التي ستقل النساء .. ستكون مجزرة لا مثيل لها

رد والده بغضب : - أقسم يا عمران إن تأذى أي أحد لن تكون ابني بعد الآن و لا أنا والدك و سأسلمك لأفراد الجيش بيداي

كانت رزان من خلف الباب تستمع إلى كلام الرجلين بعينين متسعتين ، عليها إخبار شاهين و إلا فإن كارثة ستنزل على رؤوسهم جميعا
وضعت حقيبتها الطبية أرضا بهدوء لتمد يدها إلى مسدسها المثبت على فخذها ثم دفعت الباب بقوة موجهة المسدس نحو عمران هاتفة :

ـ ارفع يديك فوق رأسك أيها اللعين الخائن .. ستدفع الثمن غاليا



انتهى الفصل

تنويه : حادثة الهجوم على الجنود في الجبل حدثت بالفعل ..فيها بعض الإضافات لكنها حقيقية

القفلة شووووريرة :f_031::f_031:
لا تبخلوا عليّ بتشجيعكم وانتقاداتكم وملاحظاتكم
موعدنا الأسبوع القادم في نفس الموعد مع


صــقــور تــخــشــى الــحــب
حــكــايــة الــــحــب والــوجــع ... والــوطـــن



bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-07-17, 11:40 PM   #219

bella snow

نجم روايتي وكاتبة في قصص من وحي الاعضاءوفراشة الروايات المنقولة

 
الصورة الرمزية bella snow

? العضوٌ??? » 348392
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,857
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » bella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond reputebella snow has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك aljazeera
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 9 والزوار 2)
‏bella snow, ‏lostlove_forever, ‏رِقَةإحْساس, ‏اشراقه حسين, ‏كبرياء عنيدة, ‏حب الدنيا, ‏رسوو1435, ‏أميرة الوفاء, ‏نرم 11

منوريييييين


bella snow غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 07-07-17, 11:42 PM   #220

رِقَةإحْساس
 
الصورة الرمزية رِقَةإحْساس

? العضوٌ??? » 402446
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 152
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » رِقَةإحْساس is on a distinguished road
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 11 ( الأعضاء 9 والزوار 2)
‏رِقَةإحْساس, ‏lostlove_forever, ‏bella snow, ‏اشراقه حسين, ‏كبرياء عنيدة, ‏حب الدنيا, ‏رسوو1435, ‏أميرة الوفاء, ‏نرم 11


رِقَةإحْساس غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.