آخر 10 مشاركات
حسناء بين نيران حب وانتقام (57) -شرقية- للكاتبة الرائعة: رغد الوزان1 *مميزة & كاملة* (الكاتـب : رغد الوزان - )           »          وشاح من دخان-قلوب شرقية(79)-حصرياً- للكاتبة:داليا الكومي{مميزة}-(مكتملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          المساعدة (الكاتـب : سلطان ملاك - )           »          في بلاط الماركيز(71)-غربية-للكاتبة:منى لطفي(احكي ياشهرزاد)[حصرياً]كاملة بالرابط -مميز (الكاتـب : منى لطفي - )           »          حب في الباهاماس (5) للكاتبة: Michele Dunaway *كاملة+روابط* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ظلال العشق (67)-قلوب شرقية -للكاتبة الرائعة : حنين احمد[حصرياً]*مميزة*كاملة &الروابط* (الكاتـب : hanin ahmad - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          بين قلبين (24) للكاتبة المميزة: ضي الشمس *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2246Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-04-17, 09:28 PM   #2781

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي



احم .. بشويش على اختكم كاردينيا ...

ليست جمرة واحدة وانما جمرتاااااااااااااان ..

اليكم الفصلان السابع والثامن ....


يا سوااااااااااااااااااااااا اااادك يا هاااااجر ... يا سوااااااااااااااااااااد ليلك من يوم ما اجيتي عندي ...

انا حاخذ دبدوبي واهرب ...

بس صلوا على النبي وخذوا نفس عميق :26-1-rewity:
بس تذكروا هي رواية .. اي والله رواية ... استرها يا رب :el7qoni:

تعليقاااااااااات خذوا راحتكم ..
لايكات ..

كل ما تشجعوني تلاقوني اكتب اكتب وتنزللكم الفصول سريع سريع ..:22-1-rewity::22-1-rewity:


الجمرة السابعة



ابتسامة رهيبة شقت فمه بينما عيناه تشعان بنظرات لا توصف من رهبتها وهو يتمتم

" ومن يدريك ؟ ربما عدت زوجتي وانت لا تعلمين ..."

صدرها يعلو ويهبط وملامح الفزع انتشرت على ملامحها المصعوقة ...

الفزع يشل اطرافها فتتراخى ذراعاها ليستقر كفاها طواعيا فوق صدره الصلب بينما تتمتم كمن سيفقد رشده " لكن العدة .. انتهت .."

نظراته تقسو بنيران لا ترحم وما زالت نفس الابتسامة المخيفة على وجهه بينما ينحني بشفتيه لتلامس كفيها على التناوب وهو يقول ساخراً مراوغاً بنبرة صوته الخشنة " وربما اعدتك الي قبل ان تنتهي .. من يدري ؟! .."

لم تشعر الا واظافرها الطويلة تنشب في بشرة رقبته وهو تصرخ فيه بهستيرية متفجرة

" لا يمكنك .. ابدا لا يمكنك.. انا اكرهك... اكرهك .."

لم يحاول حتى ان يبعد اظافرها عن رقبته بينما بضع قطرات دم تنساب من جروح صغيرة احدثتها تلك الاظافر ليقول بهدير غامض

" اكرهيني .. انه شعور افضل بكثير مما منحتني اياه يوماً .. ! "

فجأة اخذ رنين هاتفه يرتفع فيبعدها عنه فرقد بخشونة قاسية جعلتها تتأوه وهي ترتطم بالجدار خلفها بينما يشتم فرقد وهو يخرج هاتفه من جيبه ثم حالما رآى هوية المتصل يغمض عينيه وهو يأخذ انفاسا عميقة ويطلقها ببطء قبل ان يتحرك مبتعدا عنها وهو يفتح الخط ...

تحدق فيه هاجر بعينين غير مصدقتين لوجوده امامها من الاصل بينما يبتعد عنها ويفتح باب الشقة ليخرج ويأتيها صوته أجشاً وهو يرد

" مرحباً ابي ... آسف كنت .. مشغولا طيلة النهار وتأخرت ببعض الامور .. نعم .. سآتي .. مؤكد .. لقد وعدتك اني سأبيت الليلة عندك .. ساعتان وأكون جوارك .. "

لم تشعر هاجر الا بقدميها تحثان الخطا المتسارعة كتسارع انفاسها وخلال ثوانٍ كانت تغلق باب الشقة وهو ما زال يقف في الخارج قريباً منها ..

رأت نظراته الحادة وهو ما زال يكلم والده بالهاتف قبل ان يفصل بينهما الباب المغلق وحالما فعلت ارتخت ركبتاها لتنطوي ساقاها وتنهار الى الارض ورأسها يميل لتسنده على الباب وهي تلهث كالمجنونة ...

اجفلت بعنف وهي تسمع صوته الاجش عبر الباب المغلق وهو يقول لها ساخراً

" وداعك لي حتى الباب كان مؤثراً كتأثير استقبالك الحار لي بعد طول سفر ..."

رفعت قبضتها وهي تضرب بها على الباب وتهدر فيه بصوت متحشرج " ارحل .. ارحل ..."

تأتيها ضحكاته التي لم تحمل ذرة مرح بينما يقول " سأغيب ليوم او يومين فلا تقلقي علي .. بعدها سأعود بلوعة الاشتياق .."

ما زالت تضرب بقبضتها الباب بينما يضيف بنبرة مستفزة تعد بالكثير

" سأعود ومعي السكاكر التي تحبينها .."

ضربة عنيفة واحدة من قبضتها وهي تهدر

" انت كاذب يا فرقد .. كاذب .. انا اعرفك.. لايمكن ان تكون قد أعدتني لعصمتك قبل انقضاء العدة .. "

لتضيف بملامح توحشت بالغضب والقهر

" لن اسامحك ابداً .. ابداً .. "

رد بنبرة مشتعلة " سواء كذبت او لم أكذب النتيجة واحدة صدقيني ... "

أرخت اجفانها بيأس بينما يضيف بنفس النبرة

" هذه الليلة اقفلي الباب جيدا هاجر ... قد اجن بعد منتصف الليل واعاود المجيء للعاصمة واحاول كسر هذا الباب اللعين لأصل اليك .. من يمنعني ؟! فقط لو أعرف من يجرؤ عن منعي عنك ...؟!"

سمعت صوت خطواته تبتعد فجأة وعندها فقط سالت الدموع الساخنة من عينيها ..

لم تعرف كم بقيت منهارة على الارض قرب الباب حتى استطاعت لملمة اشلاء سيطرتها على ذاتها لتقف على قدميها وتتحرك دون تفكير ناحية المرآة الكبيرة ...

وقفت هناك تحدق في هيئتها التي تبدو كمن واجهت اعصارا باغتها فنثرها نثراً...

شعرها مشعث حول وجهها الذي لم تجف دموعه .. ملابسها مدعكة وقد انفتح زرين من قميصها.. كلها بدت بحالة مزرية ...

اخذت تبعد خصلات شعرها عن وجهها وترتبها ببطء ونظرات عينيها تقسو شيئا فشيئا ...

تعلقت نظراتها بشفتيها ودون شعورها رفعت يدها لتمسح فوق شفتيها بعنف مؤذٍ وكأنها تمحو وتنفر من آثار شفتيّ فرقد فوقهما ..

همست بصوت قاس " انت كاذب .. اجل .. تظن انك امتلكتني لتحطمني .. وما زلت تريد ان تواصل تحطيمك المريض لي .. تتلاعب باعصابي وتوهمني بقضبان غير حقيقية تسجنني خلفها .. لكنك واهم يا فرقد .. واهم ان كنت تظنني غبية ساذجة ولا اعرف كيف يفكر عقلك الخبيث .."

شعرت فجأة بانتعاش لسيطرتها وافكارها المنطقية لتتمتم بصلابة

" احتاج حماماً ساخناً وبعدها سأنظم افكاري"


يتبع ........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-17, 09:33 PM   #2782

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ساعة كانت في سريرها تشرب فنجان شاي اخضر بالنعناع وتبدو بكامل هدوئها بينما تكلم منذر على الهاتف الذي لم تستطع اقناعه انها متعبة بعض الشيء لا اكثر فيلح بالاستفسار

" اخبريني الحقيقة هاجر.. هل كان الذهاب للقناة صعباً عليك لهذه الدرجة ؟ هل ضايقك احد هناك ؟"

يا الهي .. فقط لو يعرف منذر كما كانت سعيدة لذهابها للقناة قبل ان ..........

اغمضت عينيها رافضة الاعتراف بما جرى اليوم .. ليس عن تجاهل للواقع ولكن عن رفض للاستسلام لتأثيره السلبي ..

لا يجب ان يأخذ فرقد حيزاً اكبر من حياتها... ولا يجب ان تعطيه اهمية ..

الآن ما يهم هو حياتها التي بدأت تستعيدها بالفعل .. ما يهم الآن منذر الذي منحها السكينة والامان والتفهم الذي احتاجته ..

يجب ان تأخذ خطوتها القادمة مع منذر ..

انها تحتاجه بشدة .. تحتاج ان تشعر برأسها مُرخى على صدره بعد ان تكون انتمت له حقاً..

لكن قبلاً ستصفي امورها مع فرقد لتضع النقاط على الحروف ..

فليأت اليها هذا الوغد ويريها ما عنده ...

تقسم ستتصل بالشرطة المرة القادمة ..

ما زال منذر معها على الخط فغامت عيناها وهي تفكر انها لا تريد تلويث علاقتها بمنذر بأي ذكر لفرقد ..

ثم ان هذه مشكلتها وحدها ..

هي من اجرمت بحق نفسها وتحملت لوحدها النتيجة .. لا يمكنها اقحام منذر مع جنون فرقد .. هو لا يستحق هذا ...

كما انها لن تضعف الآن وتخاف من وعيد فرقد وتهديداته المبطنة .. هي قادرة ان توقفه ولن يوقفه غيرها ..

قالت اخيرا لمنذر بصوت رقيق

" منذر فقط دعني ارتاح ليومين وبعدها سأكون بخير .. اقسم لك سأكون بخير.."





قرية الشيوخ


بيت عبد الجبار الشيخ..

في غرفة مجلس الرجال ...



كان فرقد يقف امام والده وهو يغلي ويكتم غليانه بشق الانفس بينما يرد على ابيه بالقول " ابي انا لا اريد الزواج ..."

فيتدخل ناصر وهو يحاول امتصاص الموقف الذي يبدو على وشك الانفجار قائلا

" فرقد لقد بلغت الخامسة والثلاثين ووالدنا يريدك ان تستقر في حياتك .."

عندها تكلم الاب ليقول بصرامته الخشنة

" لا تتعب نفسك يا ناصر .. انا حكمت عليه واعطيته الحرية ليختار "

ثم نظر في عيني ابنه الاصغر والاكثر شبهاً به ليضيف بنفس الصرامة وهو يوجه له الكلام مباشرة " لكن خيارك يا فرقد مرهون بقبولي ... فمن تختارها زوجة يجب ان ارضى عنها "

كانت قبضتا فرقد تتوتر الى جانبيه ويشعر بقلبه ينبض بقوة حتى وكأن النبض في اذنيه فيتمتم وكل خلية فيه متشنجة " ابي انا ..."

صمت ولم يكمل بينما يسبل اهدابه وناصر يراقب الموقف بتوتر ايضا ...

سأل الاب بملامح لا تعبر عن شيء " انت ماذا ؟"

رفع فرقد عيناه لابيه يزم شفتيه بعجز ويشد قبضتيه اكثر فيعبس عبد الجبار قليلا ليقول ببعض اللين

" انا أفعل هذا لمصلحتك .. هناك من بنات اعمامك من أكملت تعليمها وتليق بك .. فتيات جميلات ومن مقامنا ويقفن جنب رجالهن حتى آخر العمر دون شكوى ..."

أخذ فرقد يتهرب بنظراته من ابيه واخيه بينما يقول بنبرة غامضة

" قد افكر بالموضوع لكني سأضطر للسفر الى العاصمة غدا مرة اخرى .. وبعدها ..سأ..."

هتف الاب بنبرة قاطعة " لا ..."

امسك ناصر بذراع ابيه يهدئه بالقول

" ابي ... دعه يذهب غدا ومؤكد سيعود آخر النهار .. ربما يحتاج ليبتعد قليلا ويفكر ويتخذ قراره واختياره .."

لكن الاب لم يتنازل وعيناه تقدحان بالصرامة الخشنة وهو يقول

" قلت لا ... حتى نهاية الاسبوع سيظل فرقد هنا مع اخوته واخواته وامه ... وبامكانه خلالها ان يفكر ملياً وجدياً بما قلته له .. بعيدا عن ... تأثير العاصمة السيء ! "

حاول فرقد القول " ابي فقط .."

لكن ناصر كان من تدخل ليوقفه قائلا

" كفى فرقد .. اطع والدنا وانتهى ..."



يتبع ..........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-17, 09:35 PM   #2783

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

صباح اليوم التالي

مكتب الشاهين للحاسوب



دخلت سمارا خلف شاهين لغرفة مكتبه .. تغلق الباب ثم تنظر اليه وهو يتحرك ليجلس خلف مكتبه بينما تسأله بجدية " كيف الامور مع البنك ؟ جيدة اليس كذلك ..؟"

اخذ شاهين يفتح ربطة عنقه التي تخنقه بينما يرد بنبرة محيرة " نعم .. جيدة جدا في الواقع لكن لا اعرف .."

سألت سمارا بعبوس " ماذا هناك شاهين ؟"

سحب ربطة عنقه من ياقة قميصه ورماها امامه على سطح مكتبه بينما يقول

" مدير البنك كان غريباً معي .. ظل يتكلم عن هيثم الجراح طوال الوقت .."

تعجبت سمارا من تعابير شاهين واسلوب كلامه فتجلس قبالته على الكرسي بينما تناقشه بصبر " وماذا فيها ؟! هيثم رجل اعمال مهم ومؤسسته عريقة وضخمة .. وكونه يتدخل لضمانتك فهذا يجعل مدير البنك يبالغ في مدحه للاستفادة .."

لكن تعابير شاهين لم تُرح سمارا على الاطلاق .. شاهين نادراً ما يتكلم بجدية .. حتى في المواضيع المهمة يجد طريقته العشوائية في التعبير .. وهذه كانت احدى المرات النادرة التي يتكلم فيها شاهين بجدية ....

قال شاهين ونظرات عينيه تعبر عن تفكير عميق " الامر ليس كذلك سمارا .. انا غير مرتاح لايحاءات مدير البنك .."

سألته وقد بدأت تقلق فعلا

" هلا شرحت لي ارجوك .."

كانت تعابيره قمة التركيز وكأنه يستعيد تفاصيل لقائه مع مدير البنك قائلا

" لا اعلم لِمَ وصلتني رسائل غير مريحة من مدير البنك .. في الواجهة هو مبتسم ومتعاون لكنه يمرر لي احساسا مؤكدا ان اكون حذراً ..!"

تشوشت سمارا وهي تسأل " حذراً؟! مِمَ تحذر ؟! من قروض محتملة جديدة ؟"

عندها نظر شاهين في عيني سمارا ليقول بهدوء عجيب " بل ان احذر من هيثم الجراح.."

اتسعت عينا سمارا بذهول وهي تستوعب ما يحاول شاهين قوله بينما يضيف شاهين

" الامر من البداية كان مريباً يا سمارا .. لا اعلم لماذا اشعر بكل هذا الارتياب وبوجود مجهول حصل ولا اعرف تحديده .."

تمالكت سمارا نفسها لتقول بلهجة عملية

" لا يهم شاهين .. المهم اننا تدراكنا الموقف وحُلت المشكلة .. وسنعوض في القادم .."

كانت تحاول التحايل على عقله حتى لا يذهب بعيدا بينما هي عقلها ذهب اشواطاً ابعد بكثير ...





في مطعم فخم ... على الغداء


في ركن منعزل هادئ ...




كانا قد انهيا طبقيهما للحلوى للتو عندما مدت شهرزاد يدها عبر الطاولة لتلامس ظاهر يده ثم تهمس له وعيناها تلمعان بالامتنان

" شكراً لكل ما فعلته ... شاهين اخبرني ان كل شيء بات جيدا بفضلك .."

عينا هيثم انحدرتا بنظراتهما ليدها الصغيرة التي تحتضن يده بينما تعابير وجهه لا يمكن التكهن بها فقط قال بنبرة رتيبة

" لقد اتصل بي ليشكرني بنفسه .."

تمتمت شهرزاد بابتسامة حلوة " وانا دعوتك اليوم للغداء لاشكرك بنفسي .. واطلب ما تشاء .. شبيك لبيك شهرزادك بين يديك"

فاجأها وهو يرفع نظراته الحادة لعينيها فيقول دون مقدمات " اريدك ان تبتعدي عن شاهين "

تقلصت يدها عفوياً فوق يده فترمش بعينيها وهي تتساءل " ماذا تقصد... ابتعد ..؟! "

شفتاه متوترتان لكن ملامحه الوسيمة لم تفقد هالة الكبرياء وهو يقول لها بصراحة حادة

" شهرزاد .. انا لا انام تقريباً منذ اسبوع ... لا اريد حتى ان أخبرك بما يجول في رأسي لساعات الليل الطويل .. يجب ان تشعري بي والا ..."

نظراته شعت بما يشبه التهديد فتسحب شهرزاد يده وهي تعبس وتسأله بصلابة

" والا ماذا ؟! هل سنعود لـ..."

اجفلها وهو يضرب بكفه فوق سطح الطاولة ويهدر بنبرة مكتومة " شهرزاد كفى ! "

اخذ رواد المطعم يتطلعون اليهما بدهشة وفضول بينما وجه شهرزاد اخذ يشحب قليلا لتهمس بصوت خافت

" اخفض صوتك... ارجوك .."

اخفض صوته لكن توتره يتصاعد ليقول من بين اسنانه بغضب مكبوت

" ماذا تريدين افهميني بالضبط ؟ الى اين تريدين ان تصلي بما تفعلينه .. افهمي ان هذه العلاقة مع شاهين باتت كجمرات من نار تلتهب داخلي .. وقد تشعل ناراً لا تنطفئ .."

اخذ يشتم بينما عينا شهرزاد تتسعان وهي تحاول ايجاد ما ترد به عليه ليضيف هيثم وهو يستعيد رباطة جأشه وتحكمه في انفعالاته

" نفذت لك مطلبك وانقذته من الوقوع ... في المقابل.... اريدك ان تفكري جدياً بترك العمل معه .."

أخذت تهز رأسها برفض تلقائي وهي تتمتم

" ماذا تقول ...؟!"

فيرد عليها وعيناه تبرقان " ما أقوله ان حياتنا لن تستقيم ابدا يا شهرزاد اذا لم تتركي العمل معه ... هل تعرفين كيف اشعر كلما فكرت انك تقضين يومك معه ..؟! "

ردت تدافع عن نفسها وهي تشعر ان الامور تفلت منها " انا لا اقضي اليوم معه.. نحن نعمل وكثير من الايام ربما لا التقي بشاهين الا لالقاء تحية الصباح او المساء .."

كانت تنهت هلعاً مما يحصل بينهما بينما تضيف بانفاس متسارعة تدافع عن شاهين هذه المرة " انه يحب زوجته هديل فوق ما تتصور ... وابنه يوسف روحه من الدنيا ... كيف تفكر به هكذا ؟!"

للحظات طوال ظل هيثم ينظر في عينيها بصمت .. ثم صدمها بالقول

" وانتِ ... ألم تفكري به كرجل بأي طريقة خلال فترة طلاقنا يا شهرزاد ؟ ألم تشعري بالغيرة من هديل لانها نالت شاهين بدلا منك؟! هل تذكرين ليلة عرس سمارا يا شهرزاد عندما تأخرتِ بالعودة وكنتُ بانتظارك قلقاً عليك .. لقد كذبتِ علي وقتها لتجرحيني كما جرحتك .. صرختِ في وجهي انك وشاهين تحبان بعضكما وستتزوجان حالما تنتهي العدة .."

ردت وهي تحاول الدفاع عن نفسها

" لكني اخبرتك ان .."

قاطعها ببرودة كالصقيع قائلا بملامح شامخة

" اذكر ما اخبرتني به .. لكن السؤال هو .. لماذا اخترتِ شاهين تحديداً لتثيري غيرتي به؟ واجهي نفسك ... لانه في خيالك الرجل المثالي الذي تتمنينه ... الذي يعرف كيف يراعيك ويفهمك كما لم أفعل انا ؟ أخبريني يا شهرزاد ألم يخطر لك وقتها وبشكل جدي لماذا لا ترتبطين بشاهين بدلا مني ؟ انا الخائن الغادر ...! لكني أعرف الاجابة ... قلبك من اعادك الي ... فقط قلبك ..."

صدرها يعلو ويهبط ولم تعد تهتم بمراقبة رواد المطعم لهما ...

كان هناك وجع يذكرها بالماضي الأليم لكن .. في داخلها يتصارع مع وجعها احساس بالذنب ان ما يقوله هيثم صحيح !

انها حقاً تمنت في ذلك الوقت العصيب لو كانت تستطيع قتل قلبها وحبها لهيثم ثم ترتبط برجل كشاهين يمنحها الاهتمام الذي احتاجته ...

اخذت تشعر بالغضب لان هيثم يحاسبها حتى على تخبطاتها في فترة الطلاق ويحشرها في هذه الزاوية .. كانت تكره ما يفعله وهي تعرف في داخلها انه اسلوبه الخاص ليضغط عليها ويحقق مبتغاه ..

وقبل ان ترد عليه كان هو يقول المزيد

" انا أعلم ان شاهين الآن يمثل لك صديق حقيقي وربما حتى أخ .. لكن لا تكوني ساذجة يا شهرزاد .. هناك عواطف تحصل بين اي رجل وامرأة خارجة عن اي توصيف او سبب .. تتفاعل في غفلة منهما .."

هدرت به بنبرة حراقة وقد فاض كيلها

" كعواطفك التي تفاعلت مع نورا مثلا ؟"

رد بقساوة " نعم .. كعواطفي التي تفاعلت مع نورا .. والتي ادفع ثمنها باهظا حتى اللحظة ..لكن .. وماذا عنك انت ؟! الا يجب ان تتحملي معي بعض المسؤولية ؟ ام انا فقط الرجل الغادر وانت الضحية .."

شهقت وهي ترد عليه باستهجان

" هل تريد تحميلي مسؤولية خيانتك الآن ؟!"

عندها شعّت عيناه بطريقة عجيبة تفيض بالكثير مما يخبؤه

" نعم ... واجهي الامر وكفاك لعب دور الضحية .. كوني اتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية لما حصل لا يعني انك معفية !"

تنظر اليه مصدومة ولا تصدق ما يقوله بينما يضيف هيثم يصارحها بما لم يفعل يوماً

" منذ اول زواجنا وانا لم اخنك ابدا لكن بعد مرور عامين بدأت افتقد في حياتنا امرا حيوياً مهما لم تستطيعي تقديمه لي فتصرفت بغباء لابحث عنه خارج محيط زواجنا بدلا من ان احاول معك لتمنحيني ما اريد .. لكني ابدا لم أكن سأتخلى عنك وأغدر بك ولاحيطك علماً نورا حاولت ان تأخذ مكانك كزوجة حقيقية لانها ظنت انها الانسب لي منك وعندما رفضت واعلمتها حقيقة دورها المؤقت انتقمت منا نحن الاثنين بافتعال ذاك المشهد في مكتبي القديم ..."

اغمضت عينيها ورفعت كفيها تغلق اذنيها وهي تهمس بانفاس متقطعة " كفى هيثم .. كفى .. لم أعد اطيق... قذارة... هذا الحوار ..."

دفع هيثم كرسيه للخلف وهو يقف على قدميه ليتمتم بصوت خافت ساخر

" نعم .. قذارة ... فيكفينا منها لهذا اليوم و..موعدنا غداً ..."

شعرت بيده تحطُّ على ذقنها لترفع وجهها اليه..

رغم قساوة التعابير على محياه لكن في زرقة عينيه كان تطل مشاعر حميمية عنيفة ...

مشاعر عشق وغرام وغيرة وتملك ...

قال لها بصوت أجش " فكري ملياً بما قلناه الآن... انا اريدك ان تتركي مكتب شاهين... بامكانك العمل في مؤسسة الجراح .. بامكانك افتتاح عمل خاص بك لكن الاستمرار هناك سيحطمنا معاً ... وسيحطم حياة طفلنا صقر معنا ..."

ثم حرك اصابعه ليلامس بابهامه خدها قبل ان ينسحب ويتركها بمفردها ...


يتبع ...


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-17, 09:37 PM   #2784

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

شقة هاجر..... مساء



مستلقية على اريكتها وهي تشرب عصير الفراولة بينما تشعر ببعض الاسترخاء ..

فرقد لم يظهر ومؤكد لن يستطيع الاتصال .. فمنذ طلاقهما وعودتها لشقتها عمدت الى تغيير رقم هاتفها الارضي والنقال ...

كانت تريد ان تقطع اي علاقة بالماضي وتمنع حتى اي اتصال مع من عرفتهم من زملائهما في القناة الفضائية حيث عملا سوياً...

الآن ... عدم ظهوره يعني بشكل مؤكد انه حقاً لم يردها كما يزعم ويتلاعب بها ...

وذهابها اليوم لمحكمة الاسرة والسؤال هناك أكد لها اكثر ...

لا يحق له الادعاء انه ردها بدون شهود وتبليغ رسمي للجهات المختصة ...

العدة انتهت منذ قرابة الاسبوعين.. فأين التبليغ ...؟!

رن هاتفها لتميل بجسدها قليلا حتى الطاولة المجاورة لها وتلتقطه وعندما رأت اسم عمها توترت قليلا فأخذت نفساً قبل ان تفتح الخط

" مرحبا عماه .."

فيأتيها صوت عمها الدافئ وهو يقول

" مرحباً يا ابنتي .. لماذا تغيبتِ اليوم ايضا عن المؤسسة ؟ ظننتك اخذت اجازة البارحة فقط .."

ردت بحجة فيها بعض الحقيقة

" انها حساسية الخريف .. اهتاجت علي .."

رد عليها العم طاهر

" سآتيك الليلة واحضر لك دواء معي.."

سارعت لتقول " لقد خرجت واشتريت الدواء بنفسي فلا تقلق .."

لكن فطنة عمها التقطت توترها من حضوره فسألها " ما به صوتك ؟ تبدين غير طبيعية .. وكأنك متوترة او غير مرتاحة "

ارتبكت قليلا فلا تريد اثارة افكار عمها الآن بينما تسمعه يضيف بنبرة فيه تساؤلات معينة

" منذر اليوم بدا ساهماً ايضا ..هل تشاجرتما؟"

ردت هاجر وهي ترفع اناملها لتلامس جبينها

" لا عماه .. انا متعبة قليلا لا غير .. اما منذر فهو يقلق علي .. البارحة ذهبت للقناة الفضائية لاحضر باقي متعلقاتي .. وكان يظن ان الامر سيؤثر سلباً في نفسيتي.."

باغتها عمها بالسؤال " متى ستردين على طلبه؟ الامر طال يا ابنة اخي واستمراره هكذا لا يعجبني .."

سرحت هاجر قليلا ...

حقاً ... متى سترد على طلب منذر ؟!

ما الذي تنتظره ؟!

لقد حان الوقت لتقطع كل علاقة لها بالماضي .. حان الوقت لتمحو اثر فرقد من حياتها .. تمحو وجوده .. تمحو اي سلطة وتجبر منه عليها ...

اذا ارتبطت بمنذر فلن يكون لفرقد اي فرصة كي يتجاوز عليها ويتهجم ..

يدها التي كانت تلامس جبينها انحدرت عفوياً لفمها ...

ما زال فمها يؤلمها من جنونه البارحة ..

ماذا يريد منها ؟! لماذا لا يعتقها ؟!

اللعين لماذا كل هذا الانتقام منها ؟!

انه داء .. مرض .. يجب ان تُشفى حياتها منه ..

" هاجر .. هل ما زلتِ على الخط معي ؟!"

تنبهت انها لا زالت تكلم عمها فردت بما خطر ببالها " الا تريدني ان أتأنى في قبول الزواج بمنذر يا عماه ؟ "

فقال العم " صحيح اردتك ان تتأني لكن حذرتك اكثر من مرة ان منذر الطحّان ليس مرناً في العادات والاعراف .. ونحن نعرف ان علاقتك الحالية به لا تندرج تحت اي بند ارتباط رسمي .."

تنهدت وهي تدافع عن نفسها بالقول

" انا لا التقيه خارج المؤسسة ونكتفي فقط بالكلام عبر الهاتف .. حتى داخل المؤسسة لا احد على الاطلاق عداك انت يعلم ان هناك شيء يجمعنا .. لا ارى اننا نفعل امرا خاطئاً او منافياً للاخلاق .."

كعادة عمها لا يخونه ذكاؤه وهو يواجهها بالسؤال المهم " ماذا هناك هاجر ؟ اشعر انك تماطلين بالكلام ؟"

حسمت الامر لتقول بشكل قاطع " اعدك بداية الاسبوع المقبل سيأتيك منذر ويطلبني رسمياً منك.. "

لكن العم لم يكتفِ ليسألها صراحة " ولماذا الانتظار حتى بداية الاسبوع ؟ لماذا ليس غدا ان كنتِ حسمتِ امرك ؟!"

مؤكد لن تستطيع اخباره انها تريد الاطمئنان تماماً لموضوع فرقد .. المرة الاولى فرقد هاجمها على حين غرة واربكها .. لكن المرة القادمة ستكون مستعدة له وبانتظاره ..

وليضرب رأسه بالحائط ويفعل ما يشاء ...

اللعين كان ينتقم منها لانها تجاهلته في المصعد ... حقير سافل !

بهدوء لا يعكس بواطنها قالت هاجر لعمها

" احتاج لبضعة ايام حتى اتأكد .."

يلح عليها بطلب الايضاح متسائلا

" تتأكدين من ماذا ؟! انا لا افهمك .."

ردت بصدق " اريد فقط ان اتأكد من مشاعري نحو منذر مستقرة ... بل ان الامور كلها مستقرة لاخطو الخطوة الحقيقية معه .."

سمعت تنهيدة عمها طاهر قبل ان يقول بمحبة

" انا لا اريدك دفعك لاتخاذ قرار متعجل يا بنيتي لكن .."

ابتسمت عفوياً وهي تقاطعه بالقول " لا تقلق عماه .. انه قراري انا ولكني اتخذه بالاسلوب الصحيح ليكون عبرك انت وبمباركتك ورضاك .."

فأضاف طاهر بنبرة تأكيد " منذر رجل مميز لكن يجب ان تراعيه فيما يعتقده صحيح "

فترد هاجر وتعابير العزم تكسو ملامحها

" وانا افعل عماه .. صدقني افعل .."

بعد التحية اغلقا الخط لتعود هاجر لوحدة افكارها التي لا تشارك بها احدا ...

فكرت في كلمات عمها الاخيرة عن منذر وفكرت انها لهذا السبب تحديدا لا تخبر منذر عن عودة فرقد ومهاجمته لها ...

لا تريده ان يأخذ هذا العبء الا للضرورات القصوى اذا لم تستطع ايقاف فرقد بنفسها ...

تريده ان يظل معها كما هو الآن ..

عاشق غيور دافئ يمنحها الكثير من الاحتواء والرضا جواره ...

تريد ان تعيش حياة طبيعية معه وفي محيط اسرته التي احبتها من خلاله ..

لقد .. اشتاقت له ! اشتاقت له حقاً ولبحة صوته التي تنعش احلامها ...

وكأنه سمعها ليرن هاتفها في نفس اللحظة فتبتسم وهي تفتح الخط على صوته وهو يقول بهمس أجش" انا اشتقت .."

ضحكت بجذل ومن يراها ويسمع ضحكتها يظنها خالية البال ...

قالت له وهي تسترخي على اريكتها

" انهما يومان فقط غبت فيهما عنك ... لا تكن محتالا .."

يرد بلهفة صادقة " هاجر ... اشعري بي بالله عليك ... اشعر وكأني عدت مراهقاً يتصرف بحمق دون ان يبالي بالنتائج .."

تنهدت وقلبها يزقزق برقة لترد عليها بنبرة عذبة وتمنيات من صميم القلب

" انه اجمل شعور .. ليتني اعيشه من جديد لكن برفقتك انت وحدك .."

بدا مذهولا وهو يسألها بنوع من الجدية التي لا تخلو من احتراق العاطفة واللهفة " هل حقا تعنين هذا ؟ هل هذا ما تشعرينه ؟ بل هل مدركة لما تصفينه وتتمنينه ؟"

غامت عيناها بمشاعر غريبة ...

هي نفسها لا تعرف كيف تصف مشاعرها نحو منذر ... انها تريده بشدة .. تريد الانتماء له ولحياته ... قلبها متعلق به لكن ... ليس بطريقة الحب الجنوني والعشق الازلي .. انها مشاعر من نوع اخر تمنحها الطمأنينة ..

وكأن منذر هدية القدر اليها بعد طول معاناة انهكتها ...

ردت بحنين لماضٍ تمنت لو كانت عاشته معه

" نعم اعنيه ونعم اشعره ونعم انا مدركة .. ليتك كنت في حياتي منذ سنوات طوال لكنت اسندتني في ايام عصيبة كثيرة مرت بي ..."

سمعت همسته وانفاسه المتسارعة تأثرا

" هاجر ... انت لا تعرفين كم يعني لي ما تقولينه الآن ..."

خنقتها العبرة وهي تبوح له

" لقد مررت بطفولة ومراهقة صعبة يا منذر .. احتجت لمن يكون قربي .. حقاً احتجت .."

سألها منذر بغتة " هل يتصل بك والدك ؟"

شعرت بالاختناق وبشق الانفس ترد عليه

" منذ شهر... لم اسمع صوته .."

وقبل ان يسأل المزيد قالت بلوعة " ارجوك منذر لا اريد الخوض في هذا .. معك اشعر اني اتحرر من كل تاريخي الذي يشعرني كأني عجوز ! معك اشعر اني متجددة اشع حيوية... اني مراهقة وبنت شقية منطلقة ..."

لم يخذلها وهو يمنحها ما تريد ليتناسى مؤقتاً كل اسئلته الملحة عن عائلتها فيغير الموضوع ويسأل بشقاوة مرحة

" اخبريني دون تفكير .. ماذا تتمنين ؟"

ردت دون تفكير " فستان عرس ابيض ..."

احمرت وصدمت من نفسها بينما تسمع صفير منذر ثم همسته الطويلة " واااااااااو ......"

وضعت يدها على خدها المشتعل وهي تتعثر بالقول " اقسم بالله... لم.. اقصد .."

فيضحك برقة ويقول لها " الموجع للقلب انك لم تقصدي فقط قلتها بعفوية ... "

يعاود الضحك بينما هي تغرق بالخجل !

ما الذي خطر ببالها لتطلب هذا ؟!

قال لها اخيرا وهو يداعبها بصوت مبحوح

" بدأت اشعر انك .. تحتاجين لمن يدفعك .. كطفل يتعلم المشي لاول مرة فيهاب الخطوة ولا يخطوها الا بدفعة من والده او والدته.."

نهرته والخجل ما زال يؤثر فيها

" منذر توقف ... ارجوك .. "

لكنه لم يتوقف ليسألها بنوع من الجدية

" اخبريني فقط وسأتوقف بعدها اعدك .. لماذا فستان عرس ابيض ..؟ لا بد ان لديك تفسير او ربما ذكرى حلوة ..."

اخذت نفساً عميقاً قبل ان تطلقه وهي تقول

" هو مجرد حلم رومانسي ربما .. داعب خيالي منذ مراهقتي .. احب فساتين الاعراس .. تطريزاتها .. بياضها .. ملوكيتها .. وكأنها تمنح كل عروس الفرصة لتعيش ليلة واحدة وكأنها ملكة متوجة والكل ينظر اليها بحسد..."

فيرد عليها منذر متفاجئا بعض الشيء

" هل تعلمين .. لم أكن اظنك رومانسية بهذه الطريقة ! تبدين تارة كامرأة جريئة مقتدرة لا تهاب احدا .. وتارة اخرى تبدين خيالية سارحة تعيش في احلامها .. وفي كل الاحوال هناك رد واحد يليق بك .."

سألته بفضول " ما هو ؟"

فيرد بصوت مبحوح " احبك ..."

اتسعت عيناها حتى آخرهما بينما شفتاها تتمتمان اسمه " منذر ! "

فيؤكد الامر بتحرر كامل

" مهما كان شعورك نحوي يا هاجر لكني لن أعاند شعوري .. أنا احبك .. وكلمة (نعم) سآخذها منك قريباً .. قريباً جدا لانك تريدينها مثلي ..."

صمتت عاجزة عن الرد او التفسير بينما تسمعه يهمس وهو ينهي المكالمة

" تصبحين على خير حبيبتي .."



اغلق منذر الهاتف وابتسامة لا تضاهى بجمالها على شفتيه ... بدا وسيماً جدا متألقا برجولته وقد وجد ضالته في هاجر ...


قلبه ما زال يقرع بقوة في صدره ودون شعوره يبدأ الغناء ...

دوماً عندما يكون بمزاج رائع يجنح للغناء بصوته الذي وصفته امه دوما بالشجي ...

كانت الافكار تتقافز في رأسه وهو يخطط لما سيفعله مع هاجر عندما أطلت امه من باب الغرفة تناظره بعينين ضاحكتين وابتسامة مشاكسة تتلاعب على شفتيها ..

ضحك في وجهها بينما يقترب منها ويقول

" لا تسألي (لِمَ اغني) بالله عليك ..."

فتخطو الام نحوه ليمسك كفها يقبل ظاهرها بينما تقول له

" فقط قل لي انها الفتاة المنشودة .."

يسبل منذر اهدابه والابتسامة تشق فمه بينما يرد على سؤال امه

" وكأني لم التقِ بفتاة قبلها ..."

ضحكت الام وهي ترفع ذقنه بيدها لتواجه نظراتها بنظراته ثم تقول بصوت حنون فخور

" صدقني هي ستجدك وكأنها لم ترَ عيناها رجلاً قبلك ... متى سيحين الوقت لنطلبها؟"

تمتم منذر وعيناه تلمعان ببريق أخاذ

" قريباً جدا أماه .. فقط بضعة ايام أخر..."



يتبع ........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-17, 09:39 PM   #2785

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في نفس الوقت .. قرية الشيوخ



بيت عبد الملك الشيخ



وضع عبد الملك كفه على كتف ابن عمه ويقول له بابتسامة عريضة

" اذهب يا ابن العم .. لن أخبر احدا انك مجنون وتتحدى الشيخ عبد الجبار.."

فيقول فرقد وصدره يعلو ويهبط بانفعال

" لن انسى لك هذا يا عبد الملك .. لكن ماذا ان سألت نسرين عني ؟!"

فيرد عبد الملك وهو يسبل اهدابه

" دع اختك لي .. سأخبرها انك نمت باكراً ولا تريد ان يوقظك احد حتى الصباح .."

يطالع عبد الملك وجه ابن عمه فيشفق عليه... انه يبدو كمن سجن بين القضبان وروحه تتوق ان تتحرر لتطير لمعشوقته ...

لا يعلم ان كان ما يفعله فيه الصالح لفرقد لكنه ماشاه في مطلبه وقد كان يعرف انه لم يأتي لبيته الليلة مدعياً رغبته المبيت عنده الا لينتهز الفرصة ويسافر خفية للعاصمة ..

ابن عمه الناري المجنون عاشق حتى نخاع العظم .. فمن يجرؤ على عصيان الشيخ الا رجل مثله ...




بعد منتصف الليل


شقة هاجر



تتقلب في سريرها وهي تشعر بالاختناق في نومها .. لم يكن كابوساً واضحاً .. انه فقط كابوس من دهاليز تدخلها ولا تخرج منها ..

لمسة كالريش على خدها وعنقها لم توقظها من نومها بل زادت من حدة الكابوس ..

تطلع اليها فرقد في نومها ويشعر انه سيموت ليكون جوارها ... سيموت ليضمها اليه ويغرق معها وفيها .. سيموت لينطق بالعشق ويعبر عنه دون انتقام .. دون مشاعر غضب ...

ينظر لجسدها المضطجع على السرير فيقسم انها ستظل ملكه حتى آخر رمق فيه ..

تقسو نظراته كجبل وعر بينما يتمتم بالوعد

" سأعود اليك بعد ايام قليلة يا من أشعلت فؤادي .. جئتك الليلة فقط لان الشوق جنني و الغيرة تذبحني .. "

مال بوجهه حتى وجهها .. شفتاه تتمزقان رغبة بطعم شفتيها .. انفاسه حارة جدا تلفح وجهها النائم .. لكنه لم يفعل وبإرادة الرجال الاشداء منع نفسه ...

اعتدل بوقفته وهو يمد يده بحرص ليغطيها ثم يتحرك مبتعداً عن سريرها ليغادر شقتها في ظلمة الليل البهيم دون ان تشعر به ...


يتبع ...........


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-17, 09:40 PM   #2786

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في اليوم التالي ..

مكتب الشاهين للحاسبات



" شهرزاد وجهك لا يعجبني ابدا ! هل تشاجرت مع هيثم ؟"

ترد شهرزاد وهي شاردة " الامر لم يعد شجاراً يا سمارا .. بل بات امراً اكبر بكثير .."

تسألها سمارا بوجل " ماذا تقصدين فسري ارجوك دون احجيات اعجز عن تفسيرها منذ صغري ..!"

دمعت عينا شهرزاد وهي تصارح سمارا بالقول

" هيثم .. يريدني ان أترك العمل هنا ..."

للحظة لم تستوعب شهرزاد ردة فعل سمارا الهادئة ! بدت وكأنها تعرف ...!

انتظرت منها ان تعبر بأي شيء لكن سمارا التزمت الصمت مما حير شهرزاد اكثر لتسأل بصوت مخنوق " لماذا الصمت يا سمارا ؟! ألن تسأليني حتى لماذا يريدني ان اترك العمل معكم ؟!"

عندها سألتها سمارا بهدوء غريب

" بل سأسألك .. لماذا تريدين البقاء معنا ؟"

ارتفع حاجبا شهرزاد واتسعت عيناها قليلا وهي تتساءل بلا فهم " لماذا اريد البقاء معكم ؟! ما هذا السؤال ؟ لاني .. لاني ..."

تعثرت الاجابة على فم شهرزاد بينما تستكين ملامح سمارا اكثر لتقول لها بتفهم وتعاطف " انت في البداية وجدت نفسك هنا هذا صحيح .. خاصة بفترة طلاقك الصعبة.. كنا كعائلة بالنسبة لك تجدين فيها الدعم .. لكن بعد عودتك لزوجك جعلت الامر تحدياً له .."

لم تجد شهرزاد كلمة واحدة ترد بها على سمارا بينما تواصل صديقتها الكلام

" وما زال التحدي موجوداً .. ما زلتِ تريدين فرضه على زوجك يا شهرزاد تعاقبينه على فعلته بطريقتك .. انا كنت اتفهم هذا منك في البداية بل ربما حتى اشجعه .. لكن ليس لفترة طويلة .. لا يجب ان تكون حياتك معه سلسلة من التحديات والعقاب واثبات الذات والتشبث بالرأي لمجرد مخالفته .."

سألتها شهرزاد بصوت متحشرج

" هل تريدينني ان اترك .. العمل معكم ؟!"

فترد سمارا بابتسامة صغيرة

" بل اريدك ان تختاري ما يحقق ذاتك واستقلاليتك دون ان التفكير بالعناد والتبارز مع زوجك واثارة حنقه وغضبه .."

صمتت سمارا للحظة قبل ان تضيف بغموض

" اتقي شر هيثم يا شهرزاد ولا تدفعيه ليقدم على فعل قد لا تسامحينه عليه .."

ابتلعت شهرزاد ريقها بصعوبة وهي تائهة بدوامة افكارها بعيدا عن مشاعر القلق الجدي التي تنتاب صديقتها سمارا ...


انتهت الجمرة السابعة
خذوا نفس ..
اشربوا شوية ماي ..
اكتبوا تعليق
اعطوا لايكات
وبعدين ... ادخلوا للجمرة الثامنة



كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-17, 09:43 PM   #2787

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

الجمرة الثامنة



آخر الاسبوع ...

شقة هاجر.. صباحاً..



دسّ المفتاح بالقفل وفتح باب الشقة ...

ارتعشت عضلة في خده والباب يستجيب ...

لقد تذكره قبل ايام .. تذكر انه يحتفظ بنسخة من مفتاح شقتها مع اغراضه التي تركها في الوطن قبل سفره لتركيا ..

نسخة كانت لديه ونسيها تماماً لانه لم يستخدمها يوماً ..

كان دوماً يدخل شقتها بصحبتها ...

لذلك لم يحتمل ليعود للعاصمة مساء ويذهب اليها يراها وهي نائمة ...

خطا فرقد الى الداخل واغلق الباب خلفه ...

المرة السابقة كان الشوق يهلكه ليدخل شقتها فقط كي يراها ..

لكن اليوم ... لم يصدق ان مهلة ابيه انتهت فسافر منذ الفجر حتى وصل العاصمة وانتظرها خصيصاً حتى رآها تغادر بسيارتها لعملها فتحرك ناحية المبنى ودخل عبر البوابة الزجاجية ، وبدلا من المصعد استخدم الدرج ليتسلقه الى الطابق الثاني ...

وها هو اخيراً بمفرده في شقتها ..

اخذ يتنشق عطر مكانها حتى امتلأت حواسه قبل رئتاه ثم يطلق سراح تلك الانفاس المشبعة بها ...

اخذ يتحرك في المكان الذي عرفه بحميمية معها ... كل زاوية هنا له ذكريات حارقة ملتهبة معها ...

لم تغير شيئا في المكان وكأن الاشهر لم تمضي !

وقف مقابل المرآة الكبيرة يرفع اصابعه ليمررها ببطء على الاطار بنقوشه المحفورة ..

هذه المرآة كانت تثير جنونه اكثر ...

كانت تمنحه رؤية هاجر دون اي موانع او عوازل .. عارية الروح تماما كعري جسدها بين ذراعيه .. يرى سكناتها وتعابيرها وهي تستجيب لحميمية العلاقة بينهما ..

ثقلت انفاسه وهو يتذكر كل شيء .. كل تفصيلة .. كل لمحة .. كل تأوه أفلت منها ..

ثم تجهمت ملامحه فجأة وأخذ يتمتم

" لقد كنتِ زوجتي .. وستظلين أبد الدهر يا ابنة الاحمدي ..."

تحرك بخطوات حادة وحاجباه معقودان بقسوة وملامح وجهه تشي الاصرار الذي لا يعرف رحمة التراجع ..

تجول في الشقة .. فتح البراد كما فتح خزانات المطبخ وأطلع عابساً على ما تأكل .. كالعادة تهمل اختيار الطعام وتكتفي بالمعلب !

حقاً طفلة لا تعرف مصلحتها ...

غادر المطبخ وبثقة تحرك نحو غرفة النوم ليدخلها وعيناه تجولان في ارجائها ..

حتى غرفة النوم لم تغير شيئا فيها ..

تقدم نحو السرير المرتب يحدق في اغطيته ويقاوم رغبة محمومة للاستلقاء عليه ..

لكنه قاوم بشراسة ..

لا يريدها ان تشك الآن بدخوله لشقتها .. ليس بعد ....

تحرك مبتعدا عن السرير يفتح الادارج وخزانة الملابس ثم دخل الحمام يبحث فيه عن اي ملمح يخبره بحدوث تغيير ما في حياتها فلم يجد ..

حسن .. اذن اكتفت بقص شعرها واطفاء لهيبه الاحمر .. لا بأس .. شعرها سيستطيل مرة اخرى ويستعيد لونه الحقيقي ...

التمعت عيناه وابتسامة تشق فمه بينما يهمس

" لقد عدتُ يا هاجر .. عدتُ ولا رحيل جديد... اصبري علي اليوم فقط لاتدبر اموري وبعدها سأتفرغ لك بالكامل..."


يتبع .......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-17, 09:44 PM   #2788

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

صباح اليوم التالي..



كانت ترتدي حذاءها بينما عيناها تجولان مرة جديدة في شقتها بالحدس الغريب الذي لازمها منذ الامس ...!

منذ عودتها من العمل بالامس وهي تشعر بشيء غريب يكتنف جو شقتها ولا تعرف ما هو ..

لا تعرف هل اختفاء فرقد بهذه الطريقة يجعلها تتوتر وتتوجس من كل شيء فتتخيل اموراً ام ان هناك فعلا ما يحصل معها ولا تعرف ماهيته ...

كانت تلتقط حقيبتها ومفاتيح السيارة عندما رن هاتفها ... اخذته من الحقيبة لتفتح الخط وهي تبتسم وتقول ببشاشة " ايها المجنون لماذا تتصل الآن .. انا في الطريق لم اتأخر لتتصل ..."

يسألها منذر دون مقدمات

" انت ما زلت في البيت صحيح ؟"

تعقد حاجبيها قليلا وهي ترد

" نعم .. لماذا تسأل ؟ كنت سأخرج حالا.."

عاجلها بالقول المتلهف

" لا انتظري سيصلك الطرد خلال ثوان.."

فتسأله باستغراب " اي طرد ؟"

وقبل ان يرد عليها رن جرس الباب فتسمع منذر يقول بانفاس متسارعة ونبرة مرحة

" افتحي الباب يا جميلة .."

كان ما زال على الخط معها وهي تفتح الباب لترى امامها شاب يافع يحمل علبة كارتونية كبيرة بيضاء ملفوفة بشرائط عريضة ذهبية..

قلبها يخفق بعنف بينما تستلم الصندوق من الشاب وتوقع على الاستلام ثم تأخذ العلبة وتضعها على مائدة الطعام الخشبية وهي تنظر اليها برهبة فرحة قادمة لا توصف..

سألت بصوت متحشرج

" منذر ! ما هذا ؟"

فيأمرها بصوت مبحوح " افتحيه ...."

بأنامل مرتعشة اخذت تفتح الشرائط وهي تحتجز الهاتف بين اذنها وكتفها ...

شهقت وهي تلمس القماش الابيض المطرز

" يا الهي ... منذر ........"

ترقرقت الدموع بل سالت من عينيها مدراراً حتى اخذت تنشج بينما تسمعه يهمس بعشق

" لم أعد احتمل يا هاجر .. لقد اوصيت بشرائه قبل ايام ولم يكونوا قادرين على ايصاله لك قبل اليوم .."

همست وهي تبكي بفرح " منذر ..."

لتلتقط ورقة مطوية على جانب الفستان فتفتحها وتجد فيها عبارة واحدة..

( قولي ... نعم ...)

جاءها صوته الرجولي وهو يقول

" لا تبكي هاجر .."

ثم يضيف بلهفة " قوليها .. فقط قوليها ..."

لم تستطع ان تمسك لسانها وهي تهمسها

" نعم ..."

صوته يضج بالسعادة وهو يعدها بالقول

" سأنتظرك في المقهى المجاور للمؤسسة ..."




اغلق منذر الهاتف وقلبه مجنون بالفرح ...


لكنه حالما التفت وجد السيد طاهر يقف خلفه وبدا واضحاً انه سمع الحوار فيتمتم منذر ببعض الحرج " سيد طاهر .. انا ... كنت سأخبرك بشكل مؤكد قبل أن .."

قاطعه طاهر بابتسامة صادقة قبل ان يقول

" انا سعيد لأجلكما ..."

فانشرح صدر منذر وهو يرد عليه بوعد من اعماق قلبه المتيم بهاجر

" وانا اعدك ان اسعدها حتى اخر حياتي .."

فيبدو طاهر اكثر ارتياحاً وهو يقول " هذا الصدق الذي يعطر كلماتك يمنحني كل الثقة انك ستبذل قصارى جهدك لتفعل..."

تصافح الرجلان بل اخذه طاهر في احضانه يبارك له ليقول بصوت متحشرج تأثراً

" لا تتخيل كم أنا سعيد .. هاجر تأذت كثيرا يا منذر .."

يبتعد منذر عن السيد طاهر قليلا ليتمتم بتأثر مماثل لتأثره " اعلم .. "

تنهد السيد طاهر وكأن همّاً انزاح من على صدره ليطرق قليلا برأسه يمسح بخجل دمعة فرت من عينه ثم يعبر عن ارتياحه بالقول العفوي

" الحمد لله انها تخلصت من ذاك الكابوس .. لقد كان اتمام فسخ عقد زواجها من ذاك السافل افضل شيء فعلته في حياتي .. "

في البداية لم يكن طاهر متنبهاً لتأثير ما قاله على منذر وقد كان لا يزال مطرقاً ، لكن عندما طال صمت منذر رفع طاهر نظراته اليه ببعض الاستغراب ليدهش اكثر من التعبير التائه على وجه منذر فيسأله

" ما بك منذر ؟!"

كان منذر سريعاً بردة فعله وهو يسبل اهدابه ويدعي الهدوء بينما يتمتم " لا ... لا شيء ... "

فسر طاهر الاحمدي ردة فعل منذر ان ذكر فرقد ازعجه ليقول له " لا تدع ذكراه تؤرقك .. لقد انتهى من حياتها والحمد لله انها كانت قوية حتى لا تتحطم ..."

بإرادة لم يعرف أتته من اين ابتسم منذر وهو يرد على السيد طاهر بالقول

" هاجر دوماً قوية .. وهذا سر تميزها .."

اتسعت ابتسامة طاهر الاحمدي ليربت على كتف منذر ثم يقول

" انا اثق بك وبها لكن .. لا احب ان تخرجا الآن حتى تتم الخطبة رسمياً .. "

رد منذر وهو يستعيد واجهته مخفياً التشوش الذي حصل له بإتقان

" اعدك سنجلس في المقهى المجاور للمؤسسة ولساعة واحدة لا غير .. اريد الاحتفال معها لانها وافقت اخيراً.."

هز طاهر رأسه موافقاً ولم يعقب بينما منذر يعيش تخبطات عجيبة في افكاره ..


يتبع ..


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-17, 09:47 PM   #2789

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

في مقهى مجاور للمؤسسة ..




يتلاعب بالملعقة داخل فنجان القهوة بينما تجلس هاجر قبالته تراقبه وهي تشعر بوجود خطأ ما ومنذر يبدو شارداً معها هكذا ..

شعرت بالضيق وهي تسأله بشكل صريح

" ماذا يحدث منذر ؟! "

توقفت يده عن تحريك الملعقة ليرفع نظرات مبهمة اليها يسألها دون اي مقدمات

" لم تخبريني يوماً انك و...فرقد الشيخ كنتما معقودي القران ! دوماً ظننتها خطبة فقط .."

غار قلبها في صدرها .. هل هذه اللحظة التي تهربت منها كثيراً ؟ لكنها كانت ستخبره .. كان يجب ان تخبره قبل ان يتقدم رسمياً ..

تمالكت اعصابها لتواجه الموقف بشجاعة قائلة بهدوء " لا اعلم .. لم نتحدث انا وانت حول الموضوع ... وكنت اظنك تعرف .."

عيناه للحظة قدحتا بوهج غاضب ثم سرعان ما هدأت نظراته ليقول بنفس الهدوء

" لا .. لم أكن اعرف ..."

التوتر كان لا يوصف بينهما ..

عيناه في عينيها .. نظراته تستجوبها ..

تشابكت اصابع يديها فوق الطاولة الدائرية التي تفصلها عنه وكأنها تستعد لما راهنت عليه في منذر ...

قال بنبرة عادية لا تعكس اي توتر مشحون يجمع جلستهما هذه " دعينا نغادر هذا المقهى ونتكلم بمفردنا في السيارة .."

هزت رأسها بـ(نعم) بينما تدفع كرسيها لتقف ومنذر يدفع الحساب ...



على جانب الطريق تحرك منذر بسيارته وهو يقول لها " لنبتعد عن الشارع العام بزحامه المزعج .."


لم ترد بشيء وهي تطرق برأسها بهم ثقيل..

لم يعلم ايا منهما بمن لمحهما على الجانب المعاكس من الشارع ...

حاول فرقد بجنون ان يلتف بسيارته ويعود للجانب الاخر لكنه لم يستطع اللحاق بهما ..

كان يرعد ويزمجر بالشتائم ..

لا .. انه لم يتخيل ...

لقد كانت هاجر حقاً تجلس جوار ذاك الرجل في السيارة وبمفردهما !

اخذ العرق يتصبب منه وهو يضرب على المقود ويقول بصوت خشن " اياك ان تخونيني يا هاجر .. اياك ان تفعلينها مرة اخرى ... سأقتلك !"

ووسط لهاثه المجنون عقله يصدح بكلمتها له التي صرختها في وجهه بعنفوان وثقة وتحدٍ

" حرة .. حرة .. حرة ........."

اتسعت عينا فرقد بغضب لا آخر له ....

تمتم من بين اسنانه التي تصطك من شدة الغضب " ربما عندما استفزيتني خدعتك بكذبة ردك لعصمتي يا هاجر لكنك في عرفي لست حرة ابداً .. انت زوجتي وستظلين كذلك .."

انفاسه ثقيلة ويشعر بالدم سينفجر من اذنيه وهو يتخيل هاجر .. مجرد تخيل مجنون مستحيل .. يتخيلها تزف عروساً لرجل آخر .. غيره ...!




في شارع فرعي ركن منذر سيارته...


اطفأ المحرك ثم التفت اليها يسألها بشكل صريح مباشر لايحتمل اللف والدوران بالاجابة

" هل هناك المزيد لأعرفه ؟"

كانت تسيطر على انفاسها بصعوبة لتبدو طبيعية بينما ترد " نعم ...."

تفاحة آدم في عنقه جذبت نظرها وهي ترتفع وتنخفض ليسأل بكلمة واحدة " ماذا ؟"

استجمعت شجاعتها .. كل شجاعتها لتتحرر من آخر رباط يشدها للماضي..

قالت وهي ما زالت تنظر في عينيه

" لقد كان صعباً علي جدا ان اشرح لك الامر بوضوح سابقاً .. كنت اشعر بالاذلال كلما فكرت انك ستعرف بل .. ان يعرف اي انسان آخر حتى .. يكفي الاذلال الذي شعرته بيني وبين نفسي .."

تقلصت اصابعها وهي تشد على جانب تنورتها بينما تأخذ نفساً ليتحشرج صوتها وهي تقول

" انا .. لستُ ..."

تنظر في عينيه وقلبها قد بدأ بالتحطم فعلياً حتى قبل ان تنطقها .. كان هناك في عينيه نظرات رهيبة وهو يسأل بصوت مخنوق

" لستِ ماذا يا هاجر ؟"

لم تعد تحتمل لتقولها دفعة واحدة

" فرقد تمّم زواجه بي قبل ان نفسخ عقد القران .."

مرت ثوانٍ وملامح وجهه لا تتغير ..

كانت تتقطع وهي تشعر بصدمته ..

وجهه اخذ يشحب بشكل فظيع لتخرج كلماته بنبرة مريعة " ماذا قلتِ للتو ؟!"

ابتلعت ريقها والتحطم في داخلها يستمر ...

لا تعرف كيف صبرت على هذه المعاناة لكن ربما تصبر لاجله ولاجلها ولاجل فستان ابيض اشتراه لها ...

حاولت ان تكون عقلانية وتتقبل صدمته ..

صحيح انها لم تتوقعها لهذه الدرجة لكن لا بأس .. عليها ان تحتمل ردة فعله مهما كانت قوية ... وجارحة لها ...

قالت اخيراً وهي تكرر جملتها

" فرقد تمم زواجه بي ..."

عيناه تجحظان بطريقة اخافتها بينما يسأل كمن مسه الجنون " هل اغتصبك ؟! "

هتفت دون شعورها " لا .. يا الهي لم يفعل .."

بدا في حالة اهتياج مدمر وهو يرد عليها بقسوة رهيبة " اذن برضاكِ ؟! منحته نفسك وجسدك بهذه البساطة ؟ كيف تسمحين له بفعل هذا ؟! "

تدلى فمها وبدأت تشعر بالغثيان لتسمعه يضيف وكأنه يكلم نفسه وسيجن حتى لا يصدق ما يسمعه " يا رب السموات ! في فترة الخطبة ؟!! قبل الزفاف واشهار زواجكما للناس ؟! "

لم تعد تحتمل .. يا الهي .. ما الذي فعلته لتحمل عبأ هذا الخزي ؟!

هتفت والدموع تتجمع في عينيها " الكل كان يعرف اننا متزوجان .. "

لكن منذر لم يستطع الاستيعاب لتخرج الكلمات منه دون سيطرة منه وكأنه كان مخدوعاً من الجميع بمن فيهم هي ليقول

" لكن بأعرافنا انتما كنتما مخطوبين فقط.. عندما سألت عنكِ في القناة الكل قال انك كنت مخطوبة لفرقد الشيخ .. ولا واحد منهم قال انك كنتِ زوجته .. هل تعلمين الفرق بين المعنيين ؟!"

نزلت دموعها وهي تقول بحشرجة وقلبها يموت طعناً في صدرها " انا لم ...افعل... حراماً .."

رفع اصابعه يعبث بشعره بحركات عنيفة قائلا بتشتت وغضب " قد تكونين لم تفعلي حراماً لكن .."

قاطعته وهي لم تعد تحتمل ألما اكثر هادرة به

" لكن ماذا ؟! اخبرني ماذا ؟ ألانني الان بت في نظرك امرأة مطلقة ؟ هناك كثيرات غيري مطلقات بل ولديهن اولاد و .."

فكان هو من يقاطعها الآن وبنظرة في عينيه لن تنساها ما عاشت من العمر " الامر مختلف .. مختلف .. ليتكِ كنتِ مطلقة ولديها عشرة اطفال حتى .. لكان الامر أهون بكثير ..."

هل هناك المزيد ليطعنها في هذه الحياة المجحفة الحقيرة ... تمتمت بوجع تحاول ان تفهم بالضبط ما الذي تختلف به عن غالية ؟!

" انا..... لاافهم .. اشرح لي الفرق ! "

كان هو الآخر مشوشاً وكلماته تخرج دون تفكير من عقله

" لا اشعر انك مطلقة .. الامر مختلف .. لا اعرف كيف اشرحه وافسره .. لكنه شعوري فقط الذي لا استطيع تغييره .. شعوري وكأنك .. وكأنك ... وكأنك مجرد فتاة سلمت نفسها لرجل .."

هدرت وهي تبكي بمرارة

" لقد كنت زوجته .. زوجته... وبعلم اهلي .. ابي وعمي ... لم افعل حراماً "

فيرد عليها بتصلب " انه حرام في عرفنا .. مناف لاداب عفة بناتنا واحترام كرامة عوائلهن .. مرفوض لما هو سائد في مجتمعنا واخلاقياتنا "

بغضب مستعر اخذ يشتم ويصب اللعنات قائلا

" اللعنة هاجر .. اللعنة اللعنة .. كيف استطعت فعل هذا ؟! لقد كنتما مخطوبين فقط .. "

حاولت ان تضع يدها على ذراعه لتهدئه هامسة اسمه " منذر ..."

لكنه نفضها بعنف وهو يصرخ فيها

" دعيني ارجوك ... فقط دعيني ..."

تراجعت منكمشة للخلف ... تحدق فيه عاجزة وهو يتنفس انفاسا متسارعة غاضبة نافرة منها !

فلم تشعر الا وهي تفتح باب السيارة لتغادر تاركة اياه بمفرده ...

لم يتحرك .. لم يحاول اللحاق ..

كان في داخله يشعر انه مطعون ..

انه .. مخذول ..

انه ... لا يعرف حقاً ماهية شعوره اللحظة ...!



يتبع .......


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-04-17, 09:49 PM   #2790

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

مؤسسة الجراح ...

مكتب هيثم الجراح ..



يدلك ما بين حاجبيه والصداع يفتت رأسه ..

الايام الماضية كانت أصعب وأصعب ...

شهرزاد تلتزم الصمت وتقريباً لا تكلمه ..

شاردة باردة بعيدة ... وفي السرير توليه ظهرها وتغلق عينيها لتنام تاركة إياه لناره ...

الامور بدأت تفلت منه .. انه يشعر بهذا ..

البارحة استعان بمن يتتبع خطوات زوجته ويبلغه بها اولا بأول ...

لا يعلم هل هو يشك فيها حقاً ام انه كأعمى يحمل سيفاً فيشوح به في كل اتجاه ليحافظ على ما يملكه ...

انه يتعذب ! يتعذب بطريقة مختلفة عما شعره سابقاً عندما اوشك ان يخسر شهرزاد..

هذه المرة يشعر انه يفقد شهرزاد وهي معه ..

يفقد احساسها به انه رجلها الاوحد ..

وكلما مر الوقت اكثر كلما تكالب عليه هذا الشعور القاتل ...

انه ليس رجلها الذي احبته منذ مراهقتها...

رن الهاتف الداخلي ليأتيه صوت مدير مكتبه قائلا " سيد هيثم .. مكالمة خاصة .."

يرد هيثم بصوت البارد الهادئ

" سأستلمها ..."

رفع هيثم سماعة الهاتف فيأتيه صوت يعرفه وتعامل معه في الاونة الاخيرة

" مرحباً سيد هيثم .. هل تريد مني الاستمرار بتتبع عمل مكتب الشاهين للحاسوب ؟"

فيرد هيثم وقساوة غيرة تصدع تماسكه

" مؤكد ستستمر .. اريد ان أعرف أدق التفاصيل .. لا تتوقف حتى أخبرك عكس هذا ..."

تمتم الرجل " حاضر سيدي .."

اغلق الخط وابتسامة كئيبة تشق فمه فيتمتم لنفسه

" رجل يراقب اعمال شاهين ورجل آخر يراقب زوجتك ! هل تدرك يا هيثم الى اي طريق بت تسير ؟! هل فقدت ثقتك بنفسك واعتزازك بذاتك لهذه الدرجة ؟!"




مكتب الشاهين للحاسوب




حاجباه يلتقيان في الوسط وهو يعبس قائلا بعناد طفولي " سمارا ما تقولينه ليس عقلانياً ! لماذا يجب ان اشجع شهرزاد لتترك العمل في المكتب ؟!"

تأففت سمارا ثم تقول من بين اسنانها شبه المطبقة من الغيظ " اخفض صوتك شاهين وافهم يا غليظ العقل .. زوجها لا يريدها ان تستمر هنا .."

يقف متخصراً خلف مكتبه وتقف امامه سمارا ببطنها التي بدأت تظهر بوضوح فيستمر في العناد معها قائلا

" السيد العظيم لا يحكم في مكتبي ! "

ضربت سمارا بكفها على سطح مكتبه وهي تقول بحنق أمومي " شاهين لا تجعلني افقد اعصابي معك .. اقول لك زوجها لا يريد ..."

ما زال عابساً فتتنهد سمارا قبل ان تقول بهدوء وهي تنظر في عينيه " زوجها لا يريد يا شاهين.. والحليم تكفيه الاشارة .."

نظراتها جعلته ينزع تعابير العناد المشاكس من وجهها ليتكلم ببعض الجدية

" هل تريدين القول ان المشاكل المالية التي تعرضنا لها مؤخراً كانت مقصودة لغاية واحدة وهي ابعاد شهرزاد عن العمل هنا ؟"

ردت بمراوغة " انا لم أقل هذا ! "

هذه المرة هو من ضرب بكفه على سطح مكتبه ليهدر قائلا " اقسم بالله سأذهب اليه حالا واشبع وجهه المغرور لكماً حتى لن يعود قادرا على التعرف على ملامحه في المرآة "

مطت سمارا شفتيها ونظرت اليه بيأس ان تقوم افعاله الطفولية لتتساءل بحنق " ها قد عدنا لافعال الاطفال .. هل كان لديك عقدة في طفولتك تهاب دخول المعارك فأصبحت تعوضها في الكبر لتقحم نفسك في معارك غيرك ؟"

يميل برأسه جانباً وتسرح نظراته وكأنه يفكر ثم يرد عليها مدعياً الجدية

" نعم .. قليلا ... اذكر فتى متنمراً كان ..."

هدرت فيه تقاطعه " شاهين كن جدياً .. كفاك تهريجاً.."

جلس على كرسيه وهو يتذمر بالقول

" بعد زواجك من اياد اصبح دمك ثقيلاً .. اتساءل لماذا سمحت بهذا الزواج من الاصل؟!"

جلست هي الاخرى لتواجهه بالقول الجدي

" شاهين .. هل سيكون مريحاً لك ان اخبرتك هديل الآن انها ستعمل في مكتب خاص مع .... زيد ؟"

بنظرة استهجان وفورة غيرة وغضب قال شاهين " من ؟! زيد الدنيء ! لكنتُ دققت مسمارا على باب مكتبه وعلقته فيه .."

فترد عليه سمارا بنفس الحجة قائلة " اذن يفترض ان تشعر باسباب هيثم ايضا .."

فيقول شاهين عفوياً " لكن .. الامر مختلف .. انا لم اكن معجبـ..."

انقطعت جملته وهو يحدق في عيني سمارا ..

هي وحدها من تعلم انه تخبط بمشاعره نحو شهرزاد في الماضي .. وكان ربما سيتزوجها بلحظة تهور وغباء لولا اكتشافه الصادم ان حبيبته ومراد قلبه لم تكن الا هديل ..

الصغيرة التي كبرت امام ناظريه ...

جاء صوت سمارا هادئ النبرات وهي تقول

" اجل اعترف .. اعترف ان الامر ليس مختلفاً على الاطلاق .."

اخذ يراوغ باسلوبه الطفولي الذي يعتمده مع سمارا ليغيظها " سمارا انا اشعر بالدوار وأنا ألف وراءك في هذه الحلقة المفرغة .. الا يسمونها مفرغة ؟!"

تمتمت سمارا بصبر وعقلانية " مفرغة .. مغلقة .. النتيجة واحدة يا زوج اختي .. بقاء شهرزاد في المكتب ليس فيه مصلحة لاحد وهي ستكون اكثر المتضررين .."

قال ساخراً " ماذا تريدينني ان افعل الآن ؟! هل اذهب اليها واقول ببساطة (اجمعي اغراضك انت مفصولة من العمل) ؟"

فردت سمارا بكل جدية التي لم تخلُ من الفكاهة

" انت لك تأثير جيد عليها في تبسيط الامور التي تراها هي صعبة .. ستأتي اليك حتماً عندما تكون مستعدة للبوح لك وستسألك رأيك ومشورتك.. فاتوسل اليك تصرف كناضج فلا ينقصني الاطفال من حولي لتظل تعيش هذا الدور معي .."

صمت شاهين للحظات وهو يضرب بسبابته على حافة مكتبه ليُلقي بسؤال يراه مهماً

" لكن .. ماذا ستفعل هي ؟"

فترد سمارا بقناعة

" انه اختيارها يا شاهين .. من البداية هي اختارت .. الامر ليس لعبة تحدي .. ولم يعد يحتمل شكوكها وهواجسها.. "

ابتسامة حزينة مرت على شفتيه وهو يقول

" ان حصل فعلا .. سيكون المكتب كئيباً بدونها .. الا يكفي ان الصغيرة جدايل غادرت لتغادر شهرزاد ايضاً ؟!"

فترفع سمارا نظراتها للسقف وتقول وكأنها تكلم نفسها

" انا فقط من علقت معك الى الابد !"

فيحرك شاهين حاجبيه ليقول بلؤم

" لا تعولي كثيراً على جملة (الى الابد) فاداؤك بفترة حملك لا يعجبني .."

ثم تتعالى ضحكاته بينما تضع سمارا يدها على خده وتنظر اليه وهي تهز رأسها بيأس ان يتغير ...



في الغرفة المجاورة تجلس شهرزاد وهي تستمع لهذر باهر دون ان تركز معه ..


كانت شاردة الذهن وعيناها تجولان في المكان حولها وقلبها يوجعها ...

هل حقاً يجب ان تدفع هذا الثمن لتحافظ على بيتها وزوجها ؟! كلام هيثم ثم كلام سمارا معها شوشها وأيقظ فيها شعوراً بالذنب .. لايام ظلت تفكر انها فرضت على هيثم بقاءها للعمل في مكتب شاهين وهو صمت رغم انها من زرعت فيه الشكوك يوماً ناحية شاهين .. لقد تحمل وصمت لاجل ان يرضيها ..ترى هل يستحق الامر كل هذا العناء بينهما ؟! ام ان عودتهما لبعض كانت خطأ من الاساس ... عذاب من نوع آخر ...


يتبع في الصفحة التالية وهذا رابطها https://www.rewity.com/forum/t368676-...l#post12134129............


كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.