05-09-17, 08:43 PM
| #7501 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء  
|  بنات حنزل الفصل الان بما اني متفرغة وحاسة بتعب شديد ونعسانة جدا ما اقدر اصبر للتسعة ... لذلك حنزله مبكر شوي عن وقته الفصل صحيح ليس بطول فصولي السابقة بس هذا الي قدرت اكتبه بسبب عطلة العيد وتواجد زوجي وعائلتي ... اتمنى يعجبكم الفصل واتمنى تشاركوني تعليقاتكم ... | ||||||||
|  |
|
05-09-17, 08:46 PM
| #7502 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| الجمرة السابعة والعشرون بعد شهر .... الجمعة .. " كفى جوجو ! لا تكوني لئيمة واتركي لتوتو بعض الطعام .." تتربع هاجر جالسة على ارضية الشرفة الصغيرة الضيقة لغرفتها والتي خصصتها لصوصيها جوجو و توتو ... لم يعودا صوصين ! لقد كبرا .. او .. كبرتا.. عودت نفسها على ان تتعامل معهما بصيغة المؤنث فهما توشكان ان تصبحا دجاجتين ... ترتعد من البرد وتضم اللحاف اكثر حول جسدها بينما شعرها الاحمر يتطاير بعبث.. تراقب بحب خاص توتو النحيلة وهي تأكل على استحياء بينما المشاغبة جوجو تحاول ان تسرق منها بعض الحبات .. طوال الاسابيع الماضية اعتنت بهما كل الاعتناء .. اعطتهما كل اللقاحات الضرورية وتحضر لهما افضل انواع العلف للدجاج وترافقهما حتى تنامان ليلا جنب بعض فتودعهما بابتسامة وتغطي القفص لتحصلا على الدفء... ما زال امامهما بضعة أشهر لتصبحا ناضجتين .. رفعت هاجر وجهها للشمس المشرقة تستمد منها بعض الدفء ... اغمضت عينيها لتعيش اللحظة المتوقفة منذ.. رحيله ...! هدوء .. سكون تام ... كل شيء ساكن بالنسبة لحواسها حتى وهو يتحرك ! وكأن رحيله حمل الحياة معه فلم تعد تستشعر النبض فيها ... ليالٍ قضتها تبكيه في سريرها افتقاداً موحشاً جباراً لوجوده الذي اعتادته في حياتها ... اتصل مرة واحدة ليخبرها عن رقم هاتفه في تركيا وأن تتصل به اذا احتاجت منه شيئا فسارعت لتغلق الخط في وجهه بعد ان شكرته بنبرة مقتضبة جافة .. تحتاج ان تؤذيه هكذا .. تحتاج ان تقسو عليه .. تحتاج ان تشعره عاجزا عن فعل شيء حيالها .. تريد ألمه حتى وهي تتألم معه ... انها تعيش ايامها شبه منعزلة عن الاخرين .. حددت علاقاتها بعائلتها فقط وتقضي يومها بين العمل الجدي في المحطة الفضائية ثم العودة لبيت عمها تتسامر معه احياناً ومع سهر ان كانت متواجدة في زيارة والديها واحياناً تفضل العزلة في غرفتها تتسامر مع دجاجتيها الصغيرتين .. لم تعد تستخدم النت الا للعمل ... كل مواقع التواصل الاجتماعي المشتركة فيها مغلقة منذ اشهر وكان هذا بناء على طلب فرقد عندما تزوجا اول مرة ... لم تهتم بوقتها لانها اصلا لم تكن من النوع النشط بهذه المواقع وتشكل عبئا عليها ... مجرد علاقات سطحية ونزاعات مستترة وخلافات تافهة عدا المشاجرات العامة والتراشق بالكلام حول الدين والسياسة فاصبحت هاجر تشعر بالنفور من كل هذا .. لم يكن لها اي علاقات صداقة جدية لذلك تركت هذه المواقع دون رجعة او ندم ... ولم تعد لفتح حساباتها من جديد بعد كل ما جرى بينها وبين فرقد.. الغريب انها لا تنفك تفكر بقرية الشيوخ .. تحن اليها بل حتى .. تحلم بها ... هي .. تحلم ؟! شيء لا يصدق ...! بعد كل هذه السنوات من نوم خال من الاحلام ، تبدأ وهي بعمر الثلاثين لتحلم بمكان كانت موجودة فيه بالغصب والاكراه وحتى الاذلال .. لقد حلمت انها وحيدة في بيت المزرعة ورائحة الطير المشوي تنبعث من مكان ما مجهول وبوابة المزرعة الكبيرة مقفلة بالسلاسل .. حلمت ببيت عبد الملك .. بنسرين ونجمة.. والبستان خلف البيت... تحلم احياناً بالشيخة نزهت .. وأجواء الاحتفال بالعرس والاطفال يغنون بأنس.. لقد حلمت حتى بالشيخ عبد الجبار بل وناصر وجمهرة الرجال الملثمين الثائرين... الغريب انها ابداً لم تحلم بعجمية حتى اللحظة ..لقد تخيلت انها ستحلم بتلك المرأة المؤثرة كثيراً لكن .. لا شيء...! اما .. هو ... نجمها البعيد ... فرغم انها لم تر وجهه ابدا في احلامها الا ان انفاسه ولمسه الحي بوجدانها يلاحقانها في الاحلام ... تشعره هناك زائر دائم في متنفس الاحلام الجديد عليها مع كل الصور التي تراها لاهله وعشيرته لكنه زائر متخفٍ غير ظاهر ... فليبقَ متخفياً ما يشاء .. لن يربك صفائها ويزحزح قرارها بأن تعاقبه ... تنهدت لتخرج من عزلة افكارها وتعود للواقع وأخذت تستعد لتنظيف مكان الدجاج وهي تتكلم معهما بألفة وشقاوة " هيا لننظف المكان فاليوم هو الجمعة والساحرة حياة ستأتي لتتأكد من نظافتكما وإلا ستسحركما لدجاجتين مشويتين .." تضحك لفكاهتها الخبيثة الطفولية بينما تبدأ بالتنظيف وابتسامة رائقة تعلق بفمها فرحاً لحضور سهر اليوم مع لعبتها الصغيرة.. آآآه لو يعلمون جميعاً كم تخفف عنها نيفين الصغيرة من وحشتها وتمنحها فرحاً حقيقاً من الأعماق ... لا شيء يضاهي تقبيل يديها الصغيرتين .. كم كانت بلهاء لانها لم تقبل يد الاطفال من قبل ...! عندما أنهت عملها دخلت لغرفتها ثم توجهت لحمامها لتستحم ... وعندما خرجت تحركت تلقائيا بمبذل الحمام ناحية الهاتف لتجد رسالته اليومية ... (صباح الخير) لا شيء أكثر من هذا .. كل يوم يرسلها لها منذ سفره .. لكنها تعلم عن يقين انه يتصل بعمها طاهر ويعرف كل اخبارها منه ... فتحت الرسالة (القصيرة) المألوفة المكررة فتشع عيناها بالرضا القاسي ... مجرد كلمتان منه تعبران عن جحيمه .. عن يأسه .. عن ... عذابه ... فليتعذب .. ! عليها ان تبرأ وتتحرر من عذابها بعذابه هو .. أعادت الهاتف لمكانه ثم خلعت مبذلها لترتدي ثياباً تدفئها وهي تتساءل هل البرد قارص في تركيا الآن ؟! اجل .. تعتقده قارصاً .. بل تتمناه متجمداً ! فتحت خزانتها لتختار بلوزة بينما عيناها النرجسيتان تشعان بمزيد من القسوة وشفتاها ترددان " ليته يتجمد هناك ! " يتبع ... | ||||||||
|
| |
|
05-09-17, 08:47 PM
| #7503 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اسطنبول ساحة السلطان احمد مقابلا للمسجد الازرق الشهير ، عربة لرجل عجوز يبيع (السحلب التركي الساخن) يقف فرقد وهو يمد ذراعه من فوق العربة ليمسك بالكوب الابيض الصغير ويأخذه من يد الرجل وهو يشكره بصوت متحشرج من اثر انفلونزا شديدة اصابته الاسبوع الماضي وما زالت اثارها عالقة بحنجرته وصدره ... ارتشف من الشراب الساخن ورائحة القرفة المرشوشة فوق سطح السحلب تفوح فتتلقفها حواسه ويشعر بذاك التحسن الفوري المألوف ولو كان لفترة محددة من الزمن .. شكر العجوز بالتركية ثم تحرك ليجلس على المصطبة ولم تمض دقيقة حتى جاءت وبزغت له من العدم لتجلس جواره ..! كتم زفرة حنق منه متطلعاً بطارف عينه للفتاة المتجهمة التي فرضت وجودها عليه لتجلس على نفس المصطبة ترفض الانصياع لأمره المتكرر ان تبتعد عنه... منذ أن عاد لتركيا والتقاها بلهفتها المجنونة ودموعها المشتاقة تحسبه عاد لاجلها فتحتضنه بجرأة وتحاول تقبيله فكان حازماً معها وهو يبعدها ويخبرها باقتضاب أنه تزوج ولا يصح ما تفعله.. لقد تشاجر مع فيصل لانه تعمد ان لا يخبر هوليا .. بل تجاوز الحقير كل الحدود ليحضرها بنفسه حتى المطار لتستقبله الفتاة وهي تظنه عائدا لاجلها .. انهارت حالما اخبرها وتركته راكضة ... ولم يكن فرقد بحالة ليلحق بها ويواسيها او يخفف عنها فقد كان هو من يحتاج المواساة ! الحقير فيصل كان يعرف أنه تزوج لكنه آثر الصمت ليستمتع بمشهد (لا ينسى) كما وصفه لاحقاً فرد له فرقد بلكمة على وجهه المبتسم بخبث فيوقعه على ارضية الرصيف مقابل بوابة المغادرة للمطار ثم تركه ومضى ليستأجر سيارة أجرة ... اربعة اسابيع مرت منذ اخبر هوليا .. ابتدأتها هوليا باسبوع صدمة وانهيار لا تغادر بيت عائلتها .. ثم اسبوع عزلة وكآبة ورغبة بالانتحار كما أخذت صديقتها بيتار توصل اليه في محاولة لتحنن قلبه .. ثم أسبوع غضب وهستيرية مجنونة لتأتي الى مكان عمله وتثير فضيحة فما كان منه الا ان اخرجها بالقوة من مركز المحطة ثم يأخذها لاقرب مقهى ويحاول جهده ان يجعلها تفيق من هوسها الطفولي المضحك .. و .. اخيرا هذا الاسبوع وبينما هو طريح الفراش قررت هوليا زيارته في الاستديو الصغير الذي استأجره ولم تراعي حالته لتستمر بهذرها اللحوح حول وجوب اعادته النظر بزواجه من ... (اسواط النار) كما تسميها باستخفاف ظاهري بينما كان يعرف أنها تتألم غيرة من الداخل ... لقد كانت ذكية لتعرف أنه تزوج من نفس الفتاة التي وشم وصفها على ذراعه ... ظلت هوليا تلح وتصر لساعتين وهو يعاني آثار الصداع الشديد وحشرجة حارقة في الحنجرة بينما هي تواصل خداع نفسها تحاول اقناعه أنه تعجل .. وأنه لا يحب تلك الفتاة .. وأنه لو كان يحبها حقا لما تركها وحيدة في الديار.. " هلا احضرت لي بعض السحلب ايضا ؟" لم يلتفت اليها بل يواصل ارتشافه من الشراب متجاهلا اياها علّها تعتقه من تطفلها المزعج هذا ... نوبة سعال شديد اصابته حتى دمعت عيناه وتسارعت انفاسه المتحشرجة مما جعل ملامح هوليا المتجهمة تترقق وهي تميل نحوه وتهمس له بصوت انثوي شديد الاهتمام " فرقد .. دعنا نذهب للاستديو الذي تسكنه بدلا من الجلوس في هذا البرد القارص .. تكاد تتجمد وانت جالس هنا على المصطبة.. دعنا نذهب وسأعد لك حساء رائعا تعلمته من امي ثم ..." نظر اليها جانباً نظرة قاسية وهو يهتف بها " عليك التوقف عم تفعلينه يا هوليا .. لماذا تقللين من قيمة نفسك هكذا وانت تعرفين بداخلك ان لا أمل .. " تضع يدها على ذراعه تتوسله بعينيها الزرقاوين قبل لسانها " لكني .. أشعر .." انتزع ذراعه بقسوة وعنف ليهتف بها من جديد وبمزيد من الغضب المشتعل " المهم ما اشعره انا .. اللعنة .. الا تفهمين ؟! لا يكفي ان تشعري بمفردك .. يجب أن اشعر معك .. وانا لست معك .. لست .. معك .." اخذت دموعها تسيل على خديها وهي تقول بغضب طفولي وكلمات ساذجة " لكنها لو كانت تحبك لقطعت المسافات .. لقطعت البحار والمحيطات لتأتي اليك وتعتني بك وانت مريض هكذا .." اغمض عينيه وهو يشعر بمزيد من البؤس .. ماذا يفعل ليتخلص من هوليا الى الابد ؟! الا يكفيه ما يعاني لتأتي هذه الطفلة فتتعلق باذياله هكذا ... لقد جرب معها كل شيء ولم ينفع .. جرب العنف والقسوة .. جرب اللين ومحاولة الاقناع بالمنطق .. جرب التهرب منها وتجاهلها.. وكل تجربة كانت اسوأ بنتائجها من الاخرى ! فلا تزيدها الا تعلقاً وهوساً ... مد يده جانبا حيث وضع كوب السحلب على المصطبة عندما فاجأته نوبة السعال فيلتقط الكوب ويرتشف منه وهو يقول بضجر " تفسيراتك الخيالية أبقيها لنفسك .. ألم تفكري للحظة أني لم أخبرها بمرضي ؟! " كان يقولها بتلك النبرة المتضجرة في ظاهرها لكن قلبه يتقطع تقطيعاً ... نعم هو لم يخبر هاجر لانه ببساطة لا يتكلم معها .. لا يتواصل على الاطلاق .. تتمزق روحه ألف مرة خلال اليوم يتمنى ان يسمع صوتها فقط ... اللعنة ! هذا ليس حقيقيا ... هو لا يريد سماع صوتها .. هو يريدها .. يريدها كلها ... اما كل شيء او .. لا شيء .. يأتيه صوت هوليا باصرارها المألوف الخانق " كانت ستعلم من نفسها .." ألتفت اليها فيجد وجهها قريباً جدا من وجهه.. وجه رقيق وزاد رقته الطاقية الصوفية الزرقاء التي ترتديها وتبرز لون عينيها الدامعتين.. تبدو .. جميلة هذا الصباح ... شفتاها الحمراوان ترتعشان بينما نظراتها المتلهفة تتركز على شفتيه هو ... همس بخشونة والكوب ينعصر في يده " كيف ستعلم يا ذكية ؟ بالتخاطر عن بعد ام بوسيط روحاني ؟! " اقتربت بفمها من فمه تقول بحشرجة تمس القلب " بل بقلبها .. لو كانت تحبك كانت ستعرف بقلبها انك .. لست بخير .." اسبلت جفنيها واوشكت ان تلتحم بشفتيها مع شفتيه هامسة بتقطع الاسم الذي اطلقته عليه سابقاً " بو..لا..ريس ..." هذه الطفلة انفاسها حلوة مغرية خاصة وهي تعيش دور العشق معه وتناديه بهذا الوله .. لكنها ابدا لن تكون كانفاس العشق من حشاشة قلبه .. هاجر .. غامت عيناه وهو يبعد وجهه عن هوليا قائلا ببرود " كفاك هوليا .. لا تجبريني ان أكون خشناً بطريقة تهينك.. " عادت دموعها لتنسكب وارتعاشة شفتيها الآن ليست من الاثارة واللهفة بل من القهر والألم .. هتفت به وهي تشد سترته بانفعال " لن أكتفي ابدا وسأثبت لك ان حبي حقيقي وليس طفولياً كما تعتقده .. " تراجع بظهره للخلف وعاد ليرتشف شرابه بملل وهو يأمرها بالقول " اذهبي من هنا ودعيني اشرب بمفردي .. يكفي الصداع الرهيب في رأسي وانت تزيدينه سوءا .." سحبت يدها بخشونة من سترته الجلدية لتهب واقفة على قدميها وتتحرك خطوتين غاضبتين عندما غيرت رأيها لتستدير عائدة اليه ثم تقف فوق رأسه هادرة بعينين لامعتين " انا لست غبية يا فرقد ... قد تراني صغيرة لكن لدي عينان تراقبانك وقلب يشعر بك.. انت منذ اربعة اسابيع عدت لتركيا وانا لم أرك ولا مرة واحدة فرحاً .. لم ارك تضحك .. لم أرك مرة واحدة تتهامس بالهاتف معها كما يفعل كل من يفارقون زوجاتهم ويحنون للاتصال بهن .. انت لست سعيدا بزواجك منها .. بل على العكس تبدو كمن يتعذب .. يصطلي بأتون العذاب... هل تريد ان تقنعني ان رجلا بمثل عواطفك الحارة يبدو بائسا وحيدا منبوذا هكذا ؟! يجلس في برد تركيا دون قلب عاشق له يشعله؟ انت تطحن نفسك بعشق يشقيك ؟!" لم يرفع حتى نظراته اليها وواصل ببرود ارتشاف ما تبقى من شرابه فاطلقت هوليا صوتاً مغتاظا وهي تسحق اسنانها ببعض ثم ضربت بقدمها الارض قبل ان تستسلم (ولو آنياً) وتستدير لتمضي مبتعدة تاركة اياه وحيدا... أخرج هاتفه من جيبه وفتحه باحثا عن صورة محددة .. هاجر في ثوب العرس ... الدم يتجدد في عروقه عندما يرى هذه الصورة .. انها مفتاح صبره ... لدقائق طويلة ظل بعدها عيناه لا تفارقان تفاصيل الصورة... الوجه المنير بالفرح .. العينان النرجسيتان الكحيلتان بكحل عربي .. الفم الاحمر الشهي.. الثوب الحريري الابيض البسيط المطرز باسمها ولف جسدها المعطر .. وهنا ... تتبعثر كل الذكريات في حياته ولا تبقَ الا ذكرى واحدة .. ليلة من الف ليلة وليلة .. ليلة كانت جنيته قد رضت عنه وبين الحرير منحته كل شيء... كل شيء ... نوبة سعال جديدة انتابته بشكل أقوى من الاولى حتى أخذ العرق يتصبب من جبينه والهواء البارد يلفح وجهه فيجعله يشعر بمزيد من السوء في حالته ... صدره يوجعه وقلبه ينبض بعنف مجنون بينما عيناه الواهنتان بالمرض تأبيان مفارقة النظر لعينيها الكحيلتين .. لتذبحه المزيد من الذكريات في القرية وهي في حالاتها المتناقضة نحوه ما بين التصاق به وبين نفور منه... ولا يعلم اي حالة تذبحه أكثر! ولا يعلم .. الى ماذا سيودي به هذا العذاب .... يتبع ... | ||||||||
|
| |
|
05-09-17, 08:47 PM
| #7504 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| العاصمة عصراً .. شقة طاهر الاحمدي طوى طاهر الجريدة ويقدمها لهاجر التي تجلس قبالته عبر طاولة مكتبه وهو يشير باصابعه لمقال محدد قائلا بملامحه الهادئة الوقورة " لقد حكم عليه بخمس سنوات .." أخذت هاجر تقرأ الخبر لبضع ثوانٍ ثم تجذب نظرها صورة محددة التقطعت من كواليس المحاكمة ليظهر فيها منذر بوجه غاضب متجهم وهو يتصدر بجسده عدسة الكاميرا حاجبا فتاة محجبة خلفه فلم تظهر ملامحها... علقت نظرات هاجر على تلك الفتاة التي تحتمي به فتتساءل بنوع من الغيرة " هل تزوجا ؟ الخبر لا يذكر شيئا .." فيرد طاهر وهو يراقب ابنة اخيه عن كثب " انهما ما زالا مخطوبين .. ولا اعرف متى سيتزوجان .. لم تعد علاقتي بمنذر كما كانت ..." يصمت للحظة قبل ان يسأل " هل تغارين ؟" ترفع عينيها لعمها لتقول بشكل صريح مباشر اتخذته سبيلاً معه بقرار منها " ليست غيرة فتاة من فتاة او حتى غيرة لاجله لانه ارادني زوجة يوماً .. لكن الصورة .. لا اعرف كيف أصفها .." صمتت لحظة واحدة قبل ان تفيض بالتفسير " اغار من تلك النظرة الحمائية في عيني منذر .. انه رجل طيب في داخله ومن اصل طيب .. لكنه .." كانت تناضل لتجد الوصف الصحيح ليساعدها عمها بالقول مبادلا اياها صراحتها " لكنه اكثر غرورا ذكورياً ليتزوج امرأة سبق ان كانت لرجل قبله وأقل مرونة في تغيير معتقداته التي لا تمس الخط الاحمر عنده.." اغلقت هاجر فمها وعيناها سرحتا في آخر لقاء لها مع منذر قبل ان يختطفها فرقد للقرية .. رغم كلام عمها هذا الذي تصدقه الا انها مع هذا ترى منذر تغير .. ربما لم يتغير كثيرا .. ربما نضج في رؤيته بعض الشيء .. لا تعلم .. لكن قصة ارتباطه بهذه الفتاة ذات الظروف الصعبة ومحاولة الاعتداء التي تعرضت لها وواجهها منذر معها ليحميها تجعلها تؤمن بحصول تغيير فيه ... يكفي هذه النظرة في عينيه وكأنه يذود بحياته لاجلها .. أنه احساس أقوى من الحب ... ما أجمله .... طافت بخيالها عينا فرقد وحركات يديه وهو يعتني بها بعد انهيارها لموت فوفو .. ثم كيف احتضنها وتحمل هستيريتها.. آه من يديه .. كم هما قويتان دافئتان كل لمسة منهما تحيي فيها ارواحاً لا روحاً واحدة.. مع فرقد تشعر انها عدة شخصيات بعدة ارواح.. تشعر انها غير عادية وغير تقليدية .. مرغوبة مُحتواة معشوقة مبهرة صعبة المنال.. لهثت دون شعورها وهي تتذكر ليلة الزفاف .. فارت الدماء وثارت المشاعر حتى جف ريقها.. لكن كبتتها عنوة ورفضت الانصياع لها .. لا وقت للضعف .. كل ما فعله لاجلها لا يشفع له عندها لتسامح وتغفر ... حتى لو كانت هي المخطئة في البداية وآذت رجولته .. على الاقل هي لم تتعمد هذا.. اما هو ففعلها عامداً متعمداً يلف حبل الانتقام حول انوثتها يرضي كبريائه وهو يشد الحبل فيشعر بسكرات الموت لتلك الانوثة التي لم تعرف رجلاً الا اياه ... كان جباراً بانتقامه دون رحمة ... " وجهك يبدو شاحباً .. هل انت بخير ؟" بدت مأخوذة على حين غرة فشعرت بخجل فظيع وهي تبادل عمها النظر وتهز رأسها بـ(نعم)... ومع هزة رأسها شعرت بقلق مبهم! يبتسم لها ابتسامة غامضة وهو يسألها " هل ما زال اهل زوجك يتصلون بك ؟" لم تكن المرة الاولى التي يسألها وتشعره يريد الاطمئنان لوجود هذا التواصل فترد عليه وهي تنحى بكل مشاعرها جانباً " نسرين ما زالت كل يومين تتصل لتطمئن علي وآخر مرة كلمت الشيخة نزهت ايضا .." يضيق طاهر عينيه وهو يسأل " وماذا عن .. ناصر .. اليس اسمه ناصر ؟" التمعت عيناها وهي تدرك انه عاد لموضوع قديم يحفر وراءه لتقول له بعتب رقيق " عمي... هلا توقفت عن محاولاتك الدؤوب لتعرف تفاصيل ما حصل في القرية ؟" فيرد طاهر بذكاء " اذن فأنت تعترفين انك غامضة بشكل يثير الحيرة !" تعقد حاجبيها الاحمرين قليلا وهي تتساءل " كيف يثير الحيرة ؟" عينا طاهر تراقبان كل خلجاتها بدقة وهو يرد عليها " احيانا عندما تتكلمين عن القرية اراك منفتحة جدا وتخبريني تفاصيل دقيقة جدا ابهجتك او حتى اخافتك كما عندما حصل يوم اختطاف الشيخ عبد الجبار وذهاب فرقد خلف الخاطفين بمفرده .." ترتبك هاجر تلقائيا وتبدو لعيني عمها وكأنها ستقع في فخ تريد الفرار منه ولا تعرف كيف ، مما يجعل طاهر يكمل ما بدأه مضيفاً " واحيانا اراك (كما الآن) مرتبكة متوترة وعندما تتكلمين عن تفاصيل اخرى تتلكئين وكلماتك تخرج متعثرة بالتردد والتفكير .. وكمثال على هذا عندما أخبرتني عن قرارك السفر مع فرقد وذهابكما معاً لقريته دون ان تتصلي بي.. كنت غريبة وكأنك تحاولين اختلاق قصة ما ترضيني ..." حاولت معه وهي تشعر أنها وقعت في فخ حقاً " الا يمكنك ان تترك الامور كما هي ؟" يشفق عليها فيتراجع عن ضغطه ثم يسترخي في كرسيه ويتناول فنجان قهوته يرتشف منها ويقول " لو كان وضعك طبيعياً الآن ربما كنت سأتركه .. لكن طالما يوجد جفاء وتباعد منك ناحية زوجك فاذن يجب ان اعرف .." احتدت نظراتها فجأة وهي تقول بقسوة " اذن فقد اشتكاني اليك ! " يبتسم وعيناه تفيضان بشقاوة جعلته يبدو أصغر سناً ثم يقول بنبرة أكثر شقاوة " من ؟ فرقد يشتكيكِ ؟ بل أنه لا يكف عن توصيتي أن .. ادللك .." أحمرت بشدة ورغماً عنها تتأثر من شعورها الدائم أنه قريب منها ويراعيها ويحاوطها بعنايته وحمايته ... قلبها ينبض بعنف ويقتلها شوق لحضنه .. آآآه من حضنه كم اشتاقته ... لتأتي كلمتان مباغتتان من عمها وكأنه يواجهها بحتمية ما تتجاهله " انت تحبينه ..." همست بانفاس رقيقة " عماااه .." وضع فنجانه جانباً وهو يتنهد ثم يحيطها بكل تركيزه متسائلا بحيرة " لماذا تفعلين به هذا ؟! " تبدو متألمة بما يفوق اي شعور آخر لتقول باختناق " هل تظن اني لا اعاني عماه ؟ " فيلح في السؤال " اذن لماذا ؟" فترد وصوتها مثخن بالجراح " لانه يستحق .. لانه اهانني وحطم كبريائي وانوثتي .. ام هل تراك نسيت كيف أتيتك بمنتصف الليل عماه عندما طلقني ورماني ككلبة ضالة .. لو كان احدهم فعل هذا بأخته نسرين لكان قتله بيديه المجردتين ... الا يحق لي الثأر منه ولو على طريقتي ..؟! " بكل طاقته حاول طاهر جهده ان ينحى بعيدا هذه الذكرى الرهيبة .. حاول جاهدا ان يتغاضى عن غضب الرجل فيه.. ربما تكون بيئته في العاصمة قد هذبت هذا الجزء منه لكن الغضب موجود ورغبة الثأر لاجلها مكبوتة بشق الانفس... اذا كان يريدها ان تسامح زوجها وتعيش حياة طبيعية وتكون عائلة سعيدة عليه ان ينسى هو الآخر ليتعامل مع فرقد الشيخ كنسيب ... ذكرها بنبرة متلطفة " لكنك ذهبت معه قريته وتصالحتما واعاد اليك قدرك واحترامك واقام لك عرساً .." يعبس قليلا وهو ينظر لملامحها المتألمة وهي ترد عليه بتصميم " هذا لا يعني انه وفى دينه لي .." كانت تقولها بنبرة مؤثرة حتى اعماقه .. ثم سالت بضع دمعات وعيناها تفيضان بمشاعر واضحة ... انها تحبه لكن حصل بينهما ما يمنعها مسامحته حتى اللحظة ! انها متعلقة به .. تدفعه بعيدا لكن تؤمن انه موجود لاجلها .. هو منحها ما لم يمنحه اياها اي انسان آخر.. ومع كل هذا ... لا تسامحه ! تعود له شكوكه وتساؤلاته وحيرته لكنه يفضل التراجع قليلا حتى لا يضغط عليها أكثر فيثبت موقفه حتى وهو يتراجع ليقول " اشعر ان في الامور امورا اخرى .. لكن لا بأس صغيرتي .. دموعك هذه تخبرني أن علاقتكما أقوى حتى مما تتخيلينها انت .." فتهمس وهي تمسح دمعاتها " لا أكف عن تذكر التفاصيل معه بمرها وحلوها .." فيرد عليها " هذه هي الحياة يا هاجر .. مر وحلو .. يوم طلقك بتلك الطريقة كان مرّاً.. لكنه ابدله بحلو يوم عرسكما في القرية.. وجهك يشع بالحلاوة كلما ذكرتِ العرس وليلة الزفاف .. " فجأة رفعت وجهها اليه وبدت ساهمة شاحبة ! فسألها باهتمام " هل هناك ما يقلقك ؟" صوت جرس الباب انقذها من الاجابة لتهب واقفة على قدميها ويتأرجح شعرها الاحمر المربوط كذيل حصان يمينا ويسارا قبل ان تقول بتعجل للهرب " لقد حضرت سهر ... سأذهب لأسرق نيفووو .." ثم أفلتت تهرول وتتقافز بطريقة مضحكة كأنها سنجاب صغير .. كانت تهرول هاربة بنفس الطريقة في طفولتها عندما تشعر أنها قامت بفعل سيء ولا تريد التفكير فيه ... ! يتبع .... | ||||||||
|
| |
|
05-09-17, 08:48 PM
| #7505 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| في شقة دينا ... وقف منذر على قدميه حالما دخلت دينا غرفة الضيوف مطرقة بنظراتها للارض .. بشرتها التي تميل للسمرة بدت أجمل وهي تلبس حجابا زهرياً ، عيناه المهتمتان تلاحقان خطواتها في جلبابها الزهري المطرز بخيوط ذهبية وفضية ... ألقت التحية بصوت خافت ثم رفعت وجهها اليه ... يصدم بتعابيرها الجامدة فيسألها بحذر " هل انت بخير ؟" فترد بتصلب " نعم بخير الحمد لله .." ينظر اليها متفحصاً ملامحها المقلقة ... الاسابيع الماضية كانت منهكة لهما معاً .. المحاكمة كانت بشعة فعدي بذل ما بوسعه لتكون بهذه بشاعة ولحسن الحظ ان الجلسة كانت سرية بطلب من محامي الادعاء ... لقد تحمل منذر هذه الضغوط بينما يشعر ان دينا تبتعد عنه من جهة واهله يضغطون عليه لينسحب من جهة ثانية ... فكانت خطوبتهما متوترة بكل المقاييس .. لكن كل هذا زاده اصراراً لتكون دينا زوجته.. فعل المستحيل لاقناع والديه ان يرضيا بخياره ويساندانه كما يتوقع منهما .. كانت امه أشد اعتراضاً وقد أثر عليها اللغط الحاصل حول القضية في محيط العائلة والمعارف وشعرت بالضغط والانهاك العصبي ولولا دعم والده لربما تفاقمت الامور أكثر.. حتى حازم لم يتقبل ما يحصل وقرر أنه لن يتدخل في شيء ما دام منذر مصر على تشبثه بالزواج من الفتاة ... دينا كانت صامتة صابرة طوال الوقت لكنه كان يستشعر تباعدها عنه .. والدها هو الوحيد الذي كان متماسكا بشكل ايجابي وكأنه يتحدى بشاعة ما تتعرض له ابنته بأن يرفع هامته عالياً ولا يبالي .. لكن هذا الرجل الغيور على ابنته يتصرف بتملك شديد نحوها ويبدو احياناً وكأنه يدفع بمنذر بعيدا عن عمد! لم يكن منذر يفهمه تماماً ولكن العم ضياء الدين له عقلية خاصة واهداف غامضة .. ساعة يظن منذر ان حماه يدفعه لانه يغار منه وساعة يشعر ان له اسباب اخرى .. وكأنه يختبر ردة فعل ابنته .. لم تكن الامور واضحة ولا سلسلة خاصة مع الانشغال بتفاصيل المحاكمة وجمع الشهود.. الآن وقد انتهت المحاكمة يجب ان تتغير الامور .. يجب ان تأخذ علاقته بدينا مسارها الصحيح ... سألها بهدوء " هل سنظل واقفين ؟" عيناها حادتا نحو كيس موضوع على المنضدة لتسأله بدلا من أن تجيبه على سؤاله " ما هذا الكيس ؟" فيرد وهو يخفي توتره مما يلتقطه منها من مشاعر سلبية " هذه ادويتك .. لا بد أنها نفدت منك كما نفدت مني .. فاشتريت لك ولي .." عيناها الواسعتان قدحتا بمشاعر الغضب فتقول ثأراً لكرامتها التي تظنها مُست " وانت تتعطف علي فتشتريها لي اليس كذلك ؟ لانك تعرف أني لا استطيع شراءها كلما نفدت مني.." اقترب منها فجأة وبشكل حميمي فصدرت عنها شهقة تأثر ناعمة بينما يقول لها بصوت خافت " اخبريني ماذا فعلت كي اوحي لك بهذا وعندها سأعاقب نفسي بنفسي ؟" كان صدرها يعلو ويهبط وهي عاجزة عن التراجع للخلف والاريكة خلفها .. ترقرقت عيناها بدموع شفافة وبدت شديدة الانوثة رغم شكواها المتألمة وهي تهتف به " كف عن التعامل معي وكأني .. وكأني ... اختك الصغيرة !" ارتفع حاجباه بدهشة وهو يتساءل كمن لا يستوعب " أختي... الصغيرة ؟!" ارتفع صوتها أكثر وهي تقول بحرقة قلب الانثى فيها " اجل... اجل .. انت منذ البداية تعاملني بهذه الطريقة التي تؤلمني .. لماذا تريد الارتباط بفتاة لا تشعرها الا كأخت لك ؟! " اتسعت عينا منذر بصدمة بينما يدخل على حين غفلة والدها باسلوبه المفاجئ المعتاد ليقول هادراً وهو يضرب بعصاه الارض " ماذا يحصل ؟! لماذا ابنتي غاضبة وتصرخ هكذا ؟" ثم عبس الاب وبدى ساخطاً وهو يأمر منذر بالقول " ابتعد عن صغيرتي .. لماذا تقف ملتصقاً بها هكذا ؟! " ابتعد منذر بحرج بينما تتحرك دينا نحو ابيها هاتفة بصوت متعثر " لا اريد اتمام هذا الزواج ابي .. ارجوك .. اوقفه .." احتضن الاب ابنته بينما يرفع عصاه ناحية منذر قائلا له بنفس العبوس " اسمع يا منذر الطحان .. انا ضغطت عليها لتوافق لاني وجدت فيك خيرة الرجال .. لكن سعادة ابنتي فوق كل شيء .. " ينظر اليهما منذر وعيناه الرماديتان تلمعان اصراراً فيسأل بملامح متصلبة " هل أفهم من هذا انك تفكر فعلا بفض ارتباطي مع ابنتك ؟" انكمشت دينا في حضن ابيها بينما يهدر الاب بنبرة عناد " سيكون هذا خياري الاول ان استمرت صغيرتي الشعور بهذه التعاسة .. والحمد لله اننا لم نعقد القران .." يرفع منذر ذقنه ليقول بنبرة جادة " انا متمسك بها حتى آخر لحظة و اخبرت عائلتي برغبتي ان نعقد القران الاثنين المقبل وحصلت على رضا والديّ .. فقد انتهت المحاكمة ولا شيء آخر يمنعنا .." عيناه لم تفارقا دينا المختبئة في حضن ابيها فيشعر بالغيرة ! غيرة شديدة لا توصف .. يبتلع ريقه وقد فاضت نظراته بتلك الغيرة فيضيف " انتظر رأيكما الاخير غدا .." فيتحرك منذر مغادرا والاب يشيعه بنظرات الرضا ... يتبع ........... | ||||||||
|
| |
|
05-09-17, 08:49 PM
| #7506 | ||||||||
| مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء
| بعد يومين .. في احدى شوارع العاصمة عصراً ... ركنت هاجر سيارتها الصغيرة ثم أخذت تمشي وهي تضم سترتها الشتوية لجسدها وامواج من القلق والارتباك تدفعها للترنح وهي تسير على ارضية الرصيف ... لا تعلم لماذا جاءت هذا الشارع تحديدا ولماذا اختارت هذه الصيدلية بالذات دون غيرها .. تذكرت انها مرة احتاجت لمسكن بسبب صداع داهمها وهي في طريق العودة من العمل فأوقفت سيارتها ودخلت هذه الصيدلية طالبة الدواء .. وجدت امرأة عجوز قصيرة القامة والصيدلانية الشابة تشرح لها الدواء ... (الدكتورة علا) كما نادتها المرأة العجوز بألفة من يعرفها عن قرب كان لها صوتاً من أرق الاصوات الانثوية التي سمعتها هاجر في حياتها.. لم يكن صوتها فقط .. بل تلك الطيبة التي تشع من وجهها البيضاوي الابيض وقد احاطه حجاب ازرق بلون السماء الصافية ... كانت الدكتورة علا من سنها تقريبا .. لم تستطع هاجر تحديد العمر ... لكنها وبشكل عجيب شعرت بالراحة الى درجة ان صداعها الشديد قد خف دون أن تدرك السبب ... كان يكفي ان تسمع صوت هذه الصيدلانية وهي تعيد شرح الدواء مرارا وتكرارا وبصبر عجيب دون ان تتعب او تظهر تذمرا .. حتى أن هاجر بدأت تشك ان المرأة العجوز ترتاح لصوت الصيدلانية فتدعي عدم الفهم او النسيان لتجبرها ان تكرر مرة جديدة .. فيما بعد عندما رحلت العجوز وهي تحمل كيس ادويتها اعتذرت الدكتورة عُلا على التأخير فما كان من هاجر الا ان سألتها بفضول إن كانت تشك ان العجوز تدعي عدم الفهم ! لتضحك الدكتورة بصوت أكثر حلاوة من صوتها وهي تتكلم فتخبرها ببساطة انها تعرف هذا لكنها عجوز وحيدة وتحتاج ان تشعر ان هناك من يهتم لامرها .. اليوم شعرت هاجر انها تحتاج لاهتمام احدهم .. تحتاج من تثق به وفي نفس الوقت لا يعرف عنها شيئا! كانت معادلة صعبة ولم يسعفها ذهنها لحلها الا بتذكر هذه الصيدلانية ... ربما هو شعور طفولي سخيف لكن بوضعها المرتبك هذا والشعور الرهيب المتناقض الذي يكتسحها منذ ايام فلم تكن تفكر بوضوح او حتى بمنطق مفهوم .. دخلت الصيدلية لتجد الدكتورة علا خلف منضدة البيع وهي ترتب بعض الادوية لكنها استدارت حالما احست بدخول احدهم .. ابتسمت لها بألفة جعلت عينا هاجر تدمعان .. تسارعت انفاس هاجر وهي تلقي التحية وتقول بتعثر " مساء ..الخير... دكتورة علا .." فترد الدكتورة " مساء الخير .. هل استطيع مساعدتك بشيء ؟" اوشكت هاجر ان تنهار من شدة الاضطراب الذي يعتريها وكأنها تعترف لنفسها بسرها الذي لا تعرف ان كان حقيقة ام خيال ! ارتفع حاجبا الدكتورة الداكنان ببعض الحيرة بينما تتمتم هاجر " انا .. انا ..." ثم أغمضت عينيها لتدلو بدلوها دفعة واحدة " اريد أسرع وأدق وسيلة للكشف عن وجود .. حمل .." وانتهت الجمرة السابعة والعشرون واحلى تحية لاحلى صيدلانية (الدكتورة علا) ... لولوووووووو | ||||||||
|
| |
|
05-09-17, 08:52 PM
| #7507 | ||||
| نجم روايتي 
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 212 ( الأعضاء 124 والزوار 88) Miraal, الفجر الخجول, um abody, ebti, Jojo90, bassina, الأسيرة بأفكارها, صفاغازي, دعاء محمد ابراهيم, عشقي لديار الخير, lelly, majda sarito, pretty dede, seleena, Zaaed, هّـمًسِـآتٌـ, fazzou, شيماء عبده, Just give me a reason, totoranosh, ضحى حماد, حوبه حياتى, safoo985, Roqaya Sayeed Aqaisy, Hager Haleem, jojolove95, omangirl5, Light 13, wiamrima, ام هنا, sweethoney, فديت الشامة, jiada seleem, nana abdo, الاوهام, badriamohammed, غروري مصدره أهلي, رحاب حافظ, اميرة حجازى, Essonew, sara abdelwahhab, سهى منصور, Mrs.hamdallah, Aya a qabeel, rontii+, soumati, Samaa Helmi, siham safi 22, sara osama, مشاعل 1991, ام البنات1989, الشيماءعمر, Time Out, السنة, esraa soka, amon.mq, فاطمة تامى, البليتشو, sleeplessgirl, ثلوجة1234, s. essa, عبير الجنه, نولا ٢٠٠٠, ورد الحياة, ورد الزنبق, ليال الود, toulal, Hedy mohamed, dounya, قمر الزد, basma fateen, بينكـ, كيوانو, مهيف ..., Niveen Fawzy, fofoo92, Hendalaa, روان شهاب, smeha, رهف ااحمد, Sarali, eng miroo, Bnboon, سُميّة, ارق النجوم, sarascara, Bisho roze, ميس الجنون, babo, sosoangle, شيماءقبيصي, maf, mahy15, منى العبدي, esraa1797, Ellaaf, toto kareem, nadiazin, نوت2009, Amlwarda, Masc6, jum.b, درة البحر2, Tofy Ahmed, Abeiir7, Alzeer78, shadow fax, Hadooshtash, نونا لبنان, bsom1, زهرة الغردينيا, جيسكان, Maryam.haji, Madee89, shammaf, rawa21, dina adel, dill, بسنت محمد | ||||
|
| |
|
05-09-17, 08:53 PM
| #7508 | ||||
| نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 222 ( الأعضاء 129 والزوار 93) Miraal, bas bas, ام لينووو@, rola2065, جيسكان, buthaina8, Epthihal Saif, الاوهام, ebti, um abody, الفجر الخجول, Jojo90, رهف ااحمد, bassina, الأسيرة بأفكارها, صفاغازي, دعاء محمد ابراهيم, عشقي لديار الخير, lelly, majda sarito, pretty dede, seleena, Zaaed, هّـمًسِـآتٌـ, fazzou, شيماء عبده, Just give me a reason, totoranosh, ضحى حماد, حوبه حياتى, safoo985, Roqaya Sayeed Aqaisy, Hager Haleem, jojolove95, omangirl5, Light 13, wiamrima, ام هنا, sweethoney, فديت الشامة, jiada seleem, nana abdo, badriamohammed, غروري مصدره أهلي, رحاب حافظ, اميرة حجازى, Essonew, sara abdelwahhab, سهى منصور, Mrs.hamdallah, Aya a qabeel, rontii+, soumati, Samaa Helmi, siham safi 22, sara osama, مشاعل 1991, ام البنات1989, الشيماءعمر, Time Out, السنة, esraa soka, amon.mq, فاطمة تامى, البليتشو, sleeplessgirl, ثلوجة1234, s. essa, عبير الجنه, نولا ٢٠٠٠, ورد الحياة, ورد الزنبق, ليال الود, toulal, Hedy mohamed, dounya, قمر الزد, basma fateen, بينكـ, كيوانو, مهيف ..., Niveen Fawzy, fofoo92, Hendalaa, روان شهاب, smeha, Sarali, eng miroo, Bnboon, سُميّة, ارق النجوم, sarascara, Bisho roze, ميس الجنون, babo, sosoangle, شيماءقبيصي, maf, mahy15, منى العبدي, esraa1797, Ellaaf, toto kareem, nadiazin, نوت2009, Amlwarda, Masc6, jum.b, درة البحر2, Tofy Ahmed, Abeiir7, Alzeer78, shadow fax, Hadooshtash, نونا لبنان, bsom1, زهرة الغردينيا, Maryam.haji, Madee89, shammaf, rawa21, dina adel, dill | ||||
|
| |
|
05-09-17, 08:54 PM
| #7509 | ||||
| نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 227 ( الأعضاء 131 والزوار 96) Miraal, buthaina8, ebti, ichra9, تى تى بك, Mrs.hamdallah, sweera, sarascara, د. أمل, ام لينووو@, rola2065, جيسكان, Epthihal Saif, الاوهام, um abody, الفجر الخجول, Jojo90, رهف ااحمد, bassina, الأسيرة بأفكارها, صفاغازي, دعاء محمد ابراهيم, عشقي لديار الخير, lelly, majda sarito, pretty dede, seleena, Zaaed, fazzou, شيماء عبده, Just give me a reason, totoranosh, ضحى حماد, حوبه حياتى, safoo985, Roqaya Sayeed Aqaisy, Hager Haleem, jojolove95, omangirl5, Light 13, wiamrima, ام هنا, sweethoney, فديت الشامة, jiada seleem, nana abdo, badriamohammed, غروري مصدره أهلي, رحاب حافظ, اميرة حجازى, Essonew, sara abdelwahhab, سهى منصور, Aya a qabeel, rontii+, soumati, Samaa Helmi, siham safi 22, sara osama, مشاعل 1991, ام البنات1989, الشيماءعمر, Time Out, السنة, esraa soka, amon.mq, فاطمة تامى, البليتشو, sleeplessgirl, ثلوجة1234, s. essa, عبير الجنه, نولا ٢٠٠٠, ورد الحياة, ورد الزنبق, ليال الود, toulal, Hedy mohamed, dounya, قمر الزد, basma fateen, بينكـ, كيوانو, مهيف ..., Niveen Fawzy, fofoo92, Hendalaa, روان شهاب, smeha, Sarali, eng miroo, Bnboon, سُميّة, ارق النجوم, Bisho roze, ميس الجنون, babo, sosoangle, شيماءقبيصي, maf, mahy15, منى العبدي, esraa1797, Ellaaf, toto kareem, nadiazin, نوت2009, Amlwarda, Masc6, jum.b, درة البحر2, Tofy Ahmed, Abeiir7, Alzeer78, shadow fax, Hadooshtash, نونا لبنان, bsom1, زهرة الغردينيا, Maryam.haji, Madee89, shammaf, rawa21, dina adel, dill | ||||
|
| |
|
05-09-17, 08:55 PM
| #7510 | ||||
| نجم روايتي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 234 ( الأعضاء 133 والزوار 101) Miraal, bochraa, ebti, ابوعلولي1, تى تى بك, ichra9, sweethoney, buthaina8, Mrs.hamdallah, sweera, sarascara, د. أمل, ام لينووو@, rola2065, جيسكان, Epthihal Saif, الاوهام, um abody, الفجر الخجول, Jojo90, رهف ااحمد, bassina, الأسيرة بأفكارها, صفاغازي, دعاء محمد ابراهيم, عشقي لديار الخير, lelly, majda sarito, pretty dede, seleena, Zaaed, fazzou, شيماء عبده, Just give me a reason, totoranosh, ضحى حماد, حوبه حياتى, safoo985, Roqaya Sayeed Aqaisy, Hager Haleem, jojolove95, omangirl5, Light 13, wiamrima, ام هنا, فديت الشامة, jiada seleem, nana abdo, badriamohammed, غروري مصدره أهلي, رحاب حافظ, اميرة حجازى, Essonew, sara abdelwahhab, سهى منصور, Aya a qabeel, rontii+, soumati, Samaa Helmi, siham safi 22, sara osama, مشاعل 1991, ام البنات1989, الشيماءعمر, Time Out, السنة, esraa soka, amon.mq, فاطمة تامى, البليتشو, sleeplessgirl, ثلوجة1234, s. essa, عبير الجنه, نولا ٢٠٠٠, ورد الحياة, ورد الزنبق, ليال الود, toulal, Hedy mohamed, dounya, قمر الزد, basma fateen, بينكـ, كيوانو, مهيف ..., Niveen Fawzy, fofoo92, Hendalaa, روان شهاب, smeha, Sarali, eng miroo, Bnboon, سُميّة, ارق النجوم, Bisho roze, ميس الجنون, babo, sosoangle, شيماءقبيصي, maf, mahy15, منى العبدي, esraa1797, Ellaaf, toto kareem, nadiazin, نوت2009, Amlwarda, Masc6, jum.b, درة البحر2, Tofy Ahmed, Abeiir7, Alzeer78, shadow fax, Hadooshtash, نونا لبنان, bsom1, زهرة الغردينيا, Maryam.haji, Madee89, shammaf, rawa21, dina adel, dill | ||||
|
| |
 |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
2246Likes
.png)
العرض العادي
