آخر 10 مشاركات
دموع زهرة الأوركيديا للكاتبة raja tortorici(( حصرية لروايتي فقط )) مميزة ... مكتملة (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          الشمس تشرق مرتين (43) للكاتبة:Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : najima - )           »          رواية المنتصف المميت (الكاتـب : ضاقت انفاسي - )           »          وداعا.. يليق بك || للكتابة : إيناس السيد (الكاتـب : enaasalsayed - )           »          639 - فلورا - ساندرا استيف - د.م (الكاتـب : angel08 - )           »          560 -زواج بالقوة -فلورنسا كامبل - روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Roqaya Sayeed Aqaisy - )           »          488 - لن ترحل الشمس - سارة كريفن (عدد جديد) (الكاتـب : Breathless - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2246Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-09-17, 08:50 PM   #7701

Light 13

? العضوٌ??? » 362954
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 79
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » Light 13 is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
افتراضي


السلام عليكـم
ربي يهوّنها عليك ويفك كربك ويفتحها عليك كاردينيـا


Light 13 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-17, 08:54 PM   #7702

meryamaaa

? العضوٌ??? » 340135
?  التسِجيلٌ » Mar 2015
? مشَارَ?اتْي » 377
?  نُقآطِيْ » meryamaaa is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية . موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

meryamaaa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-17, 08:56 PM   #7703

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
Chirolp Krackr

سيتم الآن تنزيل الفصل الثامن والعشرون من رواية جمر في حشا روحي:heeheeh:


فاطمة كرم غير متواجد حالياً  
التوقيع


لقراءة أعمالي (روايات- قصص- مقالات- جوابات :D ) انقر هنــــا
رد مع اقتباس
قديم 12-09-17, 08:58 PM   #7704

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

الجمرة الثامنة والعشرون

تمد يدا مرتعشة لتدسها في حقيبتها تبحث عن مفتاح شقة عمها طاهر ...

تغمض عينيها واناملها تلامس علبة كارتونية أعطتها لها الدكتورة علا واخبرتها انه كاشف الحمل الافضل ..

لن تنسى معروف تلك الصيدلانية حتى وإن كانت لا تعرف أنها أسدت لها ذاك المعروف...

وجهها الذي يفيض بالبشر كان يشجعها ويؤازرها دون فضول او حتى كلمات منمقة...

اخبرتها كيف تستخدمه باسلوب سلسل ونغمات صوتها الناعم يتسرب لمواطن التوتر لدي هاجر فيجعلها مسترخية بعض الشيء...

اخرجت المفتاح أخيرا وحالما دسته في الباب جاءتها اصوات غريبة ...

ارتفع حاجباها ببعض الدهشة وهي تدير وجهها جانباً متتبعة الاصوات الرجولية القادمة من غرفة الضيوف ..

يبدو أن هناك ضيوفاً لدى عمها واستغربت هاجر الامر لان خالتها حياة بالعادة لا تستقبل ضيوفاً دون موعد متفق عليه تتحضر له مسبقاً وتخبر هاجر عنه لتساعدها بشؤون المطبخ ..

انها احدى تلك السويعات القليلة التي تكون فيها الخالة حياة بمزاج أكثر ألفة معها ...

خاصة وأن سهر متعبة على الدوام بسبب صغيرتها نيفو ولا تحضر لبيت والديها الا كي ترتاح وتترك ابنتها لامها تعتني بها ...

أغلقت باب الشقة خلفها لتعيد المفتاح لحقيبتها وعيناها تطرفان ناحية العلبة فتهمس لها " عليك الانتظار حتى الليل .. الخالة حياة تحتاجني بشكل مؤكد مع ضيوفها المفاجئين .."

ما أن تحركت خطوتين حتى هلت نحوها حياة من باب المطبخ تناديها همساً وملامح وجهها تبدو غريبة للغاية ..

اغلقت هاجر حقيبتها بحرص ثم اقتربت تستوضح منها الامر لتعاجلها الخالة حياة بالقول وهي في قمة الانفعال والتفاعل

" لقد حضر حموك ومعه ولديه الاكبر والاوسط كما فهمت من عمك .."

للحظة لم تستوعب هاجر فتتساءل بغباء

" اي حمو ؟! ومن ولداه ؟! "

بدت حياة مصدومة من تساؤل هاجر لتقول لها بنظرة متمعنة " ما بك يا هاجر ؟! اقصد الشيخ عبد الجبار طبعا وولديه .. أخوا فرقد.. زوجك .."

جحظت عينا هاجر بصدمة وسقطت حقيبتها أرضا فارتفع حاجبا الخالة حياة وهي تحدق في وجه هاجر المصدوم الممتقع ..

انفتح باب آخر وارتفعت أصوات الرجال بينما يطل العم طاهر بابتسامة هادئة ليقترب منهما قائلا لابنة اخيه تحديدا

" جئت في وقتك بنيتي .. حموك هنا .."

فجأة شعرت هاجر بالهلع ويدها لامست بطنها تفكر ماذا لو كان هناك طفلا ينمو في احشائها ؟! هل ... هل سيأخذونه منها ؟!

سارعت لتنحني وتلتقط حقيبتها تضمها لصدرها وكأنها تخفي سرها عن الاعين فيحدق فيها كل من طاهر وحياة بدهشة شديدة ..

وبينما حياة لم تجد ما تقوله كان طاهر أكثر تماسكا حيال ردة فعل هاجر الغريبة ليقول لها بلطف لا يخلو من الحزم والأمر

" هيا بنا لتسلمي على اهل زوجك .. الشيخ عبد الجبار حضر خصيصاً ليتعرف بي ويعتذر لاقامة العرس دون حضوري ..."

شعرت ان جسدها تثلج بالكامل بينما يسحبها عمها لتسير معه ثم يميل لاذنها ليقول بصوت منخفض " انا لااعرف سر خوفك هذا لكن تذكري انت في بيتي يا ابنتي .. ولا احد سيجرؤ ان يؤذيك .."

حفنة من دفء سرت في اوصالها المثلجة جعلتها أكثر صلابة وعندما وصلت لباب غرفة الضيوف تنفست الصعداء راحة وهي تؤكد لنفسها أنها في بيت عمها وفي حماه ...

ليست الحماية من الاذى لكن هذا الشعور انها ند لهم ولم تشعره للحظة حقيقية واحدة وهي في عقر قريتهم ...

حتى وجود فرقد معها ووقوفه بوجههم جميعاً لاجلها لم يستطع منحها هذا ...

هؤلاء القوم لا يعترفون بفتاة لا اصل ولا عائلة لها .. إنها العزة والكرامة التي تحملها كل فتاة على رأسها كتاج .. فيقدرها أمثالهم على وجه الخصوص ..

شمخت بذقنها وعلقت حقيبتها باطمئنان على كتفها بينما تدخل بصحبة عمها لتواجههم..

عيناها التقتا مباشرة بعيني الشيخ عبد الجبار القاسيتين الباردتين..

ذاك الرجل بعباءته السوداء المهيب المخيف المؤثر حتى نخاع العظم لم يتحرك من جلسته !

ناصر وأخاه وقفا على قدميهما احتراما لدخول العم طاهر مع زوجة اخيهما وقد أطرقا بنظراتهما للارض وهما يلقيان التحية بنبرتهما الخشنة الخافتة ..

كانت مذهولة وهي تستوعب تغير الامور في حضرة عمها ...

" مرحباً بـ عِجمية ..."

عادت نظراتها لتتركز على الشيخ الذي لم يقف على الاطلاق فرأت في عينيه التماعة وهو ينطق بكنيتها في القرية ..

بدى العم طاهر متحيراً وهو يلفظ الاسم

" عجمية ؟! "

فيرد الشيخ عبد الجبار بصوته العميق الشديد الخشونة وهو يرفع ظاهر كفه ناحية هاجر

" إنها كنية اطلقوها في القرية على ابنتنا هاجر .. تعالي يا بنية .. تعالي وسلمي علي.. انت زوجة الغالي ..."

ملامحه المتحجرة لا تعبر عن شيء لكن التماعة عينيه كانت واضحة بالأمر ..

أخذت هاجر نفساً وبخطى ثابتة واثقة اقتربت منه ثم مدت يدها لتلقط كفه الضخم ثم تنحني بهدوء وتلثم بشفتيها ظاهر الكف قائلة بصوت خافت وبنبرة أهل القرية

" العاصمة أنارت بوجودك عمي الشيخ .."

توسعت عينا طاهر بشكل طفيف عجباً ودهشة لغرابة المنظر الذي يراه والنبرة التي تكلمت بها هاجر مع الشيخ ثم يرى كيف رفع الشيخ يده فوق رأسها المحني ليربت عليه بحركة أبوية ربما !

ابتعدت هاجر لتعود وتقف جوار عمها بينما يدعو العم ولديّ الشيخ ليجلسا من جديد ..

واخيراً التفت لابنة اخيه وسحبها لتجلس على اريكة صغيرة ويجلس جوارها ثم يتحدث بلطف وقور يثير الاعجاب

" حللت أهلا ونزلت سهلا يا شيخ .. زيارتك هذه شرف لنا ولابنتنا هاجر .. "

ثم يضيف بنبرة ذات معنى

" ولو اننا كنا نود رؤيتك قبلها .. لكن .. نطوي صفحة جديدة ويظل لنا في رقبتكم ديّة اختطاف ابنتنا منا .."

توترت الوجوه في لحظة والتقط طاهر هذا التوتر لكن ملامح الشيخ عبد الجبار لم تتغير وهو يرد عليه بصوت الرجال الاشداء

" وديتكم في رقبتنا نسددها .. ارض المزرعة الصغيرة تعرفها هاجر .. ستكون لها.. مرضٍ يا ابا سهر؟"

أطرقت هاجر وهي تلتقط انفاسها بصعوبة بينما يبتسم طاهر بشموخ وهو يمسك بكف ابنة اخيه المتوترة ويرد بالقول

" مرضٍ يا شيخ .. ادامك لهاجر ذخراً وسنداً.."

في هذه اللحظة دخلت الخالة حياة باناقة تحمل صينية الشاي المذهبة وهي تطلب من هاجر ان تأتي معها المطبخ وتساعدها في اعداد العشاء والحلويات ..

لم تصدق هاجر ان تجد فرصة للهرب تحفظ لها ماء وجهها امامهم فلا تظهر امامهم جبانة ..

لكن عينا الشيخ عبد الجبار لم تفارقانها وهي تغادر بصحبة الخالة حياة كما لم يفعل عمها طاهر ...

الساعات التي مرت بعدها كانت عصيبة للغاية .. أخذ العرق يتصبب من جبين هاجر وهي تحمل طبق الحلوى للضيوف بعد انتهائهم أخيراً من تناول العشاء ...

امسكتها حياة من ذراعها وبدت متحيرة لحالتها وهي تقول لها
" تبدين شاحبة يا هاجر! هل أصبتِ بفايروس زكام ام مجهدة من العمل ؟ "
ردت هاجر وصحن الحلوى يهتز قليلا بين كفيها
" اظنني اصبت بفايروس فعلا.. اشعر بالتوعك وربما بداية .. حمى .."
بدت حياة متعاطفة حقاً وهي تقول لها بصوت خافت " لولا انهم اهل فرقد لطلبت منك الذهاب للنوم ونيل قسط من الراحة .. لكن لا يجوز ان تتركينهم وتنامين .. "
أخذت هاجر تهز رأسها ثم تحمل الصحن ناحية غرفة الضيوف وقلق متزايد يجعل خفقات قلبها تتسارع ...
تعمدت وهي تودعهم عند الباب أن تتشبث بذراع عمها طاهر من جهة لتوصل لهم رسالة أنها في حماه ومن جهة ثانية كانت تستند عليه تماماً وهي تشعر أنها ستقع مغشياً عليها !
أدت دورها حتى آخره وكانت الكلمة الاخيرة للشيخ عبد الجبار عندما قال بنبرته الثقيلة
" عندما تتصلين بزوجك اوصيه أن يتصل بأمه أكثر مما يفعل لانها تشتاق اليه .. فهو ولدها المدلل المفضل كما تعرفين..."
هزّت رأسها وقلبها يقرع كالطبل ..
ليت فرقد معها اللحظة !
اغلق عمها الباب بعد خروج الضيوف وبدا غامضا رغم تعابير الرضا على وجهه ..
نظر لهاجر بعمق قبل أن يقول لها
" أذهبي ونامي .. لقد كان وجودهم ضاغطاً عليك بشكل ملحوظ "



فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-17, 09:00 PM   #7705

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد ساعة ...
تتمدد في سريرها وعيناها شاخصتان للسقف..
انفاسها ثقيلة وما زالت حبات عرق تتجمع على صدغيها ...
كانت عاجزة عن النوم .. عاجزة عن اي تفكير منطقي ...
تشعر أنها .. عاجزة حتى عن الحراك في سريرها!
اخذت تهمس بحدة تؤنب نفسها
" جبانة .. جبانة .. لماذا لم تجري الاختبار ؟! هل تخافين منهم ؟ لقد رحلوا فلماذا لا تجرينه الآن ؟"
ترتعش شفتاها وهي تهمس المزيد بنبرة موجعة " ام هل تخشين النتيجة يا هاجر ؟ ما الذي تخشينه حقاً ؟ ان تكون سلبية ام .. ايجابية ؟ هل ترفضين ان تحملي طفله في احشائك ام تتمنينه كما لم تتمني اي شيء آخر في حياتك ...؟!"
اغمضت عينيها بقوة عندما ارتفع صوت رنة وصول رسالة نصية ...
أدارات وجهها تتطلع لهاتفها الملقى على المنضدة الجانبية فتتردد للحظة قبل ان تلتقطه وتقرأ رسالة تعرف عن حدس اقرب لليقين أنها من فرقد ..
(وقلبي توّله بجنيّة .. ملكت كلي مني ولم تترك لي بقيّة ...تتوه مني فأتوه من نفسي
ويا ويلي ان ارتكبت فيها المعصية ...
مجرد خواطر راودتني يوماً لاجلك تذكرتها الآن وأنا اعاني الحمى ! كنتِ بين ذراعي في بيت المزرعة عندما حاولتِ الهرب مني ووقعت بين الاحراش.. آآآه يا حشاشة قلبي .. شعرت ساعتها أنني في الجنة .. ليتني مت هناك جوارك )
سالت دموعها وهي تقرأ رسالته الطويلة نسبياً.. اول مرة منذ سفره يكتب رسالة طويلة كهذه..كيف يختار اوقاته ؟! كيف يعرف ؟
لا .. انه لا يعرف فقط بل ويشعر لاجلها...
احتضنت الهاتف واطبقت جفنيها وهي تهمس كلماته مرارا وتكرارا " وقلبي توّله بجنيّة ..
ملكت كلي مني ولم تترك لي بقيّة ...
تتوه مني فأتوه من نفسي يا ويلي ان ..هل.. يعاني الحمى.. حقـــ...ـا؟! وقلبي توّله بجنيّة ...ملكـ..تـ.... "
وكأنها ترنيمة للنوم خاصة بها وحدها ظل لسانها يرددها حتى ثقل ، لتغفو أخيرا والهاتف قرب قلبها النابض ..



فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-17, 09:01 PM   #7706

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

في جهة اخرى من العاصمة..
تتحرك دينا في غرفتها على غير هدى ودون اي استقرار ... تمسك الهاتف مثبتاً على اذنها بينما تسمع صوت منذر وهو يحاول ان يبثها طمأنينة بكل ثقة تثير الغيظ فيها
" سترين في الغد كل شيء سيمضي بخير وسيذهب الى غير رجعة كل شعورك الحالي بالتوتر .. ثقي بي ..."
أخذت تشد بضفيرتها وهي تهمس بتوتر
" انا لا اعرف كيف وافقت ؟! لا اعرف هل انت تتلاعب بي ام انا من اتلاعب بنفسي واغرقها بالاوهام ..ام ربما هو ... الحجوج ! "
كان منذر يبتسم على الطرف الآخر ..
هذا (الحجوج) فيه بعض الخبث ولا ينعدم الحيلة ... لقد بات منذر على ثقة انه هو والحجوج يتبادلان الغيرة نحو هذه السمراء ..
لقد جعل منذر ينتظر ليومين كاملين حتى تحطمت اعصابه قبل ان يعلن له في مكالمة قبل ساعة واحدة فقط أن دينا وافقت على عقد القران في صباح الغد ...
لا زال صوت العم ضياء الدين يرن في أذن منذر مع نبرة غيرة وتهديد وهو يحذره أن يسبب لابنته اي شعور سلبي والا سيكون هو من ينهي مشروع الزواج من اساسه..
ورغم هذا الا ان موافقة دينا بحد ذاتها جعلت منذر في حالة استرخاء تام ولم يستطع أن ينام قبل أن يتصل بها ... في الواقع .. لقد اشتاق !
اشتاق لرؤيتها واشتاق لسماع صوتها ...
ما زالت الابتسامة الجذلى على شفتيه واللمعة الرائقة في عينيه الرمادتين بينما يسألها بصوت رجولي مؤثر
" دينا .. لماذا لا تثقين بي ؟"
جاء ردها فورياً عفوياً صريحاً ... أشد تأثيراً مما تخيل " انا تعودت ان لا اثق بأحد الا ابي.."
تمتم بصوت أجش " حسنٌ .. ضربة موجعة لي قولك هذا ! واعترف اني .. أغار ..."
ما ألذه من شعوره عندما يدرك أنه يسقي براعم انوثتها لتنمو .. عندما يستشعر ذاك التأثير عليها وكأنها لم تكن تعرف معنى كونها انثى قبله ...
انفاسها المتسارعة عبر الهاتف تفضح كل شيء وصوتها الذي جاء متعثراً بالخجل لم يخلُ من نبرة حزينة تعبر عن جدية ما تقوله
" منذر توقف عن ... قول اشياء لا تعنيها .."
هذه الفتاة تتغلغل بشكل رهيب الى أدق تفاصيله الناقصة لتكملها ! لا يعرف كيف ولكن هذا هو ما يشعره .. انها تملأ فراغات داخله لم يكن منتبهاً لوجودها من قبل ..
مع كل هذه الانوثة البريئة فيها يرى عقلها مشعاً مقاوماً وهذا .. يعجبه ..يعجبه جدا ..
رداً على جملتها الاخيرة سأل بجدية وقد اصبح يقرأها ويقرأ ما تعنيه كلماتها
" كلميني عن اشياء تعنيها انت .."
صمت لحظة وهو يفكر بكتفها قبل أن يضيف
" عن اشياء تؤرقك وربما تخيفك .."
جاء صوتها مجروحاً " انت اذن تعرف .."
غامت عيناه وهو يستلقي على سريره ويقول بتأن وبعض الفكاهة " انا ايضا ذراعي مشوه حتى اللحظة دينا وعليك ان تعرفي امرا عن زوجك... انه رجل فخور مغرور بوسامته.. "
تتنهد وهي ترد عليه بغصة مخنوقة
" انت تحاول رفع معنوياتي .."
فيقول بثقة واختصار
" العلاجات تأخذ وقتاً ... وانت تعرفين ,,,"
لتأتيها همساتها بمنتهى الاضطراب
" انا خائفة... خائفة يا منذر ولا أعلم لمن .. اقولها .. خائفة ان كتفي سيبقى ..هكذا ... قد أتقبل وجود بقاء بعض الاثر لآخر حياتي لكن .. أن يبقى التشوه كاملا لن ... "
قاطعها بالقول الحازم " من قال ان اثرا سيبقى بشكل دائم ؟! هذا كلام اطباء الطوارئ في المستشفى .. هناك علاجات متنوعة وحديثة لهذه الحالات وسترين أن كل شيء سيعود لاصله .. "
صمتت ولم ترد عليه ... ناداها بقلق
" دينا ... لماذا تصمتين ؟ الا تصدقينني ؟ "
لتفاجئه بتساؤل بعيد عن حالتها الصحية قائلة بنبرة ألحاح وقوة " لآخر مرة اسألك .. واحلفك بالله ان تُصدق نفسك القول قبل ان تُصدقني ... لماذا تريد الزواج مني ؟"
تنهد وهو يقول بصدق مؤثر " هل تعلمين .. لم أكن يوما واثقا من رغبتي بشيء كما أنا راغب بك .."
أرخى جفنيه وهو يضع كفه تحت رأسه مضيفاً بمزيد من الصراحة والصدق
" انت لا تعرفين قيمة نفسك حقاً .. لكن يكفيني اني اعرفها تماماً .. ما حصل بيننا قد يبدو كأعجوبة .. هل تتخيلين كيف قادنا القدر لنلتقي ؟ "
تذكر نفسه بعد رحيل هاجر عندما كان منهاراً في السيارة مع اخيه حازم وكيف طلب منه اخوه ان يعاود التواصل مع اصدقاء الجامعة ويشغل نفسه !
ليضيف بعجب لتلك الاقدار " كيف كانت خطوط حياتنا متشابكة لكن منفصلة عن بعض ثم يتدخل القدر ليربط هذه التشابكات بتناغم وكأننا مقسومان لبعض منذ البداية ..."
سألته بتشكك " هل حقاً تظن هذا ؟!"
فيرد بثقة وايمان كامل
" بالطبع .. طوال الوقت افكر بهذا .. بالنسبة لي في الليلة الاولى التي رأيتك فيها كنت منقادا لصدفة قدرية ان أذهب لذاك المقهى تحديداً مع اصحاب قدماء .. ظروف صعبة مررت بها جعلتني اتصل بهم لنلتقي هناك ..."
يبتسم بجذل وهو يضيف بصوت أجش مناغش
" لا زلت اذكر رفرفة فستانك الطويل وهو يحاذي بطرفه كاحلك ... اممم .. كاحلك جميل هل سبق واخبرتك بهذا ؟ "
شهقة رقيقة منها وهي تهتف به بحنق وخجل
" انت لم تر كاحلي .. لا تكذب .. فساتيني دوماً تغطيه .."
يضحك قبل أن يقول بمزيد من المشاكسة
" حسن اعترف أني كاذب ... لكني استطيع تخيله الليلة حتى تنفرج الامور في... الغد ..."
همست اسمه بارتباك " منذر !"
مشاعره تتفاعل باشتياق عنيف فيضيف بنبرة مبحوحة " في الواقع سيكون أمتع أن أتخيل كيف سأحل ضفيرتك البنية بيدي .. شعرك طويل أليس كذلك ؟"
بدت في قمة الارتباك وهي تنهي المكالمة بهمس أبله متعثر " تـ..ـتصبح على.. خير ..."
فيرد ضاحكاً بانشراح كامل
" تصبحين على خير .."
أغلق الهاتف وضحكته ترسم فمه بل كل محياه عندما لمح وقفة امه عند باب غرفته...
استقام بجذعه وانزل ساقيه عن السرير جالساً ليضع هاتف على المنضدة الجانبية وهو يقول لأمه " هل هناك شيء امي ؟"
علاقته بأمه متوترة بعض الشيء .. حتى مع اخيه متوترة ولكن على نحو أخف كون حازم يسكن بعيداً وطبيعته لا يحب التدخل كثيراً فيما لا يعنيه ...
على العكس من أمه التي تحمل صفات (المعلمة المثابرة على تغيير القناعات) ..
تقدمت الام لتفتح انارة الغرفة بالكامل وقد كان منذر مكتفياً بانارة خافتة هادئة ثم قالت بفم مزموم
" اخوك حازم سيأتي غدا كشاهد .."
ابتسم منذر ابتسامة صغيرة وهو يقف على قدميه ويقترب منها قائلا
" لا اعتقد انك جئتني لهذا السبب اماه.."
نظرت اليه مطولاً بنظرة امومية صارمة غير راضية فاتسعت ابتسامته بصمت وكأنه يسترضيها دون كلمات ...
لم يعرف كم بدا وسيماً في عيني أمه تحديداً فتراخت ملامحها طواعياً وهي تنظر لوجهه ثم تقول
" اعترف اني اعتبرتك دوماً (فتاي الذهبي) المميز الوسيم الذكي .. ربما لأنك الاصغر وربما لاني رأيتك مميزا عن اخيك حازم .. انت الاكثر عاطفة والاقرب الي .."
أسبل اهدابه فتنهدت الام وهي تفكر بهذه الرجولة التي تشع منه .. ربما هي .. مجرد أم .. ترى ابنها مميزاً لهذه الدرجة ...
جاء صوت منذر بتفهم خاص ونبرة عملية
" انت تستكثرينني على دينا.. ترينني افضل منها من عدة نواحي .."
فتقول بصراحة " هل تلومني ؟! الفتاة طيبة ولطيفة المحيا كما انها حلوة المعشر ووالدها طيب.. لكن .."
قاطعها منذر بلطف محاولا جهده ايصال ما يشعره " لا يوجد (لكن) اماه .. لا تفتحي موضوع عدي مرة اخرى لانه يضايقني ويجعلني اغضب.. وانا لا اريد أن اغضب .. "
ثم يميل ليقبل خدها مضيفاً ما هو أهم بنظره الآن " عليك أن تعرفي .. كل يوم امضيه معها يقربني اليها ويربطني بها اكثر .. فيها ما يمتلك كل وجداني كانسان وكرجل .. فأشعر باليأس للحظة من فكرة مرعبة انها لن تكون من نصيبي .."
ما زالت تلك النظرة غير الراضية وغير المقتنعة تشع من عينيها ..بل وكانه كلامه هذا زاد قناعتها أنها لا تناسبه (من وجهة نظرها)..
قالت بعاطفة الام واحلامها حول ولدها المفضل " كنت اريدك عاشقاً .. لا اعلم لماذا تصورتك دوماً ومنذ مراهقتك انك ستكون عاشقاً متيماً بزوجته وأني سأغار منها وافعل بها افاعيل الحموات الشريرات .."
رعشة في صوت أمه ضايقته بينما تضيف
" وانت رغم كل ما تقوله عنها الا انك لا تعشقها بني.. "
لا يعلم كيف يشرح لها أكثر ...
أنه أمر اكبر من الشرح ... لكن اصرارها على اسباغ هذا البرود العاطفي حول علاقته بدينا يضايقه جدا ..
قال بذاك الضيق " انت تتسرعين الحكم .."
فترد باحباط " هذا ما يقوله لي ابوك ايضا.. هو يرى أنك تبني معها علاقة متينة على كل المستويات .. حتى العاطفية .."
شعر بتوتره وضيقه يخفان قليلا ليقول بعدها
" ابي يفهمني فعلا ... أماه .. انا مدرك لما اشعر به.. لكن .. هناك ما هو أعمق واقوى يربطني بدينا .. ربما لا ارتدي حلة العاشق المجنون التي أردت رؤيتي فيها لكن دينا اشعرها في قلبي انثى ستمحو كل الاناث ... انتظرها بفارغ الصبر ان تكون زوجتي وتحت سقف بيتي .. دينا تثير الشوق امي .. لا تعرفين كم تثير الشوق في رجولتي .. وكأنها لن تكتمل الا بها .. ستجعلني رجلا فخوراً بنفسه لانها رضيت ان تنتمي له ..."
تمتمت الام وهي تحرك رأسها بحيرة لا تخلو من الميل لعدم الاقتناع بما يقوله
" ربما أكون مخطئة ...! في كل الاحوال غدا سيعقد قرانكما وانتهى الامر ... انها حياتك وقرارك .."
حاول منذر من جديد وبرجاء خاص
" ارجوك امي .. توقفي عن رفضها في داخلك.. لا تنظري اليها بالعين المستصغرة لقيمتها .. دينا افضل من كل البنات اللواتي حلمتِ بهن لتكون احداهن زوجة لي .. "
صمتت وهي تنظر لاصراره المشع من عينيه فتستسلم لتسأله
" هل تنوي اقامة العرس قريباً ؟"
فيرد وعيناه تشردان بتفكير
" لا .. ليس بعد .. ربما حتى الربيع .."


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-17, 09:02 PM   #7707

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

صباح اليوم التالي
خرجت من الحمام راكضة لاهثة الانفاس تبحث كالمجنونة عن هاتفها ...
نظراتها زائغة لامعة وكأنها اصيبت بمس من الجنون !
تتمتم وهي ترتجف من اعلى رأسها حتى اخمص قدميها " لا يمكن .. لا يمكن .. رباااه مستحيل .. لا يمكن .."
تتلفت في انحاء غرفتها ولا ترى هاتفها ..
لقد كان هنا جوار سريرها على المنضدة !
آآآه .. لقد احتضنته جوارها على السرير ليلة الامس ..
اخذت تبعثر الاغطية وترمي الوسادات وتبحث عن الهاتف بهستيرية دون ان تجده ..
قلبها يخفق بعنف رهيب وهي تنزل عن السرير بعد ان يئست من ايجاده هناك لتنحني هابطة بجسدها للارض فتجلس على ركبتيها وتُخفض رأسها لتنظر تحت السرير وهي تهمس بخفوت مرتعش والدموع تتجمع في عينيها
" اين الهاتف .. اين الهاتف .. اين انت ؟!! "
هطلت دموعها أخيراً وهي تجده اخيرا لتمد ذراعها وتخرجه من تحت السرير ..
ترتعش يدها وهي تتصل... به ...
رنين يتلوه رنين ولا رد !
ستجن .. مؤكد ستجن ..
اللعنة لماذا لا يرد ..
هدرت بعنف وهي تتطلع للهاتف اللعين
" رد يا فرقد... رد ..."
لكن يستمر الرنين وتعاود الاتصال قبل صافرة الرسالة الصوتية ..
كانت ما تزال جالسة على ركبتيها وهي تعاود الاتصال ربما للمرة العاشرة وعيناها تذرفان الدموع بسخاء حار لتقرر أخيرا أن تترك له رسالة صوتية ...
بذلت كل طاقتها حتى تبدو نبرات صوتها هادئة ومتماسكة فأغمضت عينيها وقالت
" فرقد .. اتصل بي حال سماعك للرسالة .. هناك أمر مهم "
ثم ترددت لثانية واحدة قبل ان تضيف كلمة واحدة " أرجوك ...."..
أغلقت الخط وأودعت الهاتف في حجرها ثم اعتدلت بجلستها لتميل بجذعها وتنام برأسها على السرير ...
اغمضت عينيها وجسدها ما زال يختض وشفتاها ترددان بما يشبه الهلوسة
" هل يعقل ؟! هل حقا يعقل ؟!"


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-17, 09:05 PM   #7708

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

عصراً...
بيت منذر الطحان
كان يعرّفها على اجزاء البيت بصبر ثم أخذها للطابق العلوي ومر بغرفة والديه وغرفة حازم القديمة ثم غرفته التي لم ترض حتى أن تعبر عتبة بابها ...
كتم ضحكته وهو يراها شديدة التوتر وانفاسها تتسارع تتلفت حولها وكأنها تبحث عن نهاية لهذا الدهليز الطويل..
واخيرا فتح منذر باب غرفة قائلا بنبرته الرجولية التي تستفز انوثتها وتقلقها
" وهذه غرفة جلوس عائلية صغيرة نستخدمها غالباً في الشتاء فقط .. اكثر دفئاً وتضع فيها امي بعض ادوات اعداد الشاي وبراد صغير وفرن كهربائي .."
امسك كفها فجأة وهو يسحبها بحركة تبدو عفوية بينما يشير لاحدى الارائك قائلا بحنين " هذه الاريكة كنا دوماً انا وحازم نتشاجر ونحن اطفال بسببها .. نتسابق من يأخذها اولا ويستلقي عليها ..."
يشعر بارتعاش كفها في راحة كفه ..
وكم يمتعه هذا لو تعرف ...
تحاول ان تتحايل لتسحب يدها بخفة لكنه لا يمنحها الفرصة ابداً ...
وقفا قرب الاريكة ذات القماش المزخرف الدافئ بينما تتطلع دينا حولها فتنظر باعجاب للغرفة .. حقا هي غرفة دافئة بسيطة الاثاث لكنها تمنح احساساً بالراحة..
فجأة شعرت بالقلق !
لماذا أرادها ان ترى الطابق العلوي ؟! هل غير رأيه ؟!
التفتت اليه وهي تتساءل بارتباك " لماذا أصريت ان آخذ فكرة عن الطابق العلوي يا منذر ..نحن اتفقنا اننا .. أعني .. يفترض أن .. نسكن مع ابي .. بعد .....الزو...."
تلاشت الكلمات منها وعيناه تتركزان على شفتيها اللامعتين هامسا " مبارك يا عروس ..."
كم هي غبية ..! لماذا وضعت هذا الملمع اليوم ؟! سيظن بها .. الظنون ...
لكن .. ارادت ان تبدو .. جميلة ..رغم كل الارتباك الذي تشعره لارتباطهما هذا ..
اختارت فستانا زهرياً ليوم عقد القران وهي تأبى الاعتراف أنها فعلت هذا لانه أخبرها يوماً أن الزهري يليق ببشرتها كثيراً ..
حتى إنها وبمزيد من الغباء اختارت حجابها بنفس اللون وكأنها تؤكد له رغبتها بإثارة اعجابه ...
شعرت بالسخف الآن لما فعلته فأزاحت نظراتها بعيدا وهي تتمتم بتلعثم
" أ .. أ .. لا بد أن أبي .. يسأل عني الآن .. "
تحرك ليحتجزها بينه وبين الاريكة خلفها دون ان تشعر وهو يشغلها بالكلام قائلا
" ألن تقولي شيئا عن بيت عائلتي على الاقل ؟ قد لا نسكنه سوية انا وانت لكن يبقى هو بيتي الذي قضيت فيه اجمل سنين عمري.."
عاجزة عن رفع عينيها اليه فتحدق بغباء في قميصه الكحلي الانيق وقد خلع سترته حال دخوله البيت الدافئ بعد عودتهم ...
كم يبدو وسيماً اليوم .. حتى انها شعرت بالنقص امامه وهما يدخلان المحكمة الشرعية لعقد القران .. انظار بعض الفتيات وحتى سيدات حامت حوله لتدب الغيرة في قلبها وتوجعها ايّما وجع ..
ليس عدلا انها لا تجاريه في هذا ! ليس عدلا.. انها حتى لا تعرف كيف تجاريه اذا ارادت !
همست وهي تعاني الامرين من هذه الخلوة التي تثير فيها كل الاضطراب " انه بيت جميل.. حميمي جدا... خاصة هذه الغرفة ..."
ما زالا على تلك الوقفة وكفها يتعرق في كفه لتزداد ضربات قلبها وهو يقول بصوت أجش " دينا .. لقد رفضتِ خلع الحجاب لوجود اخي حازم .. الآن... لا حجة لديك .."
نبضها ارتفع ليصل عنقها واذنيها !
قالت بحشرجة وهي تلتصق بالاريكة خلفها
" لكن أنا .."
لم يمهلها حتى لتفكر بايجاد مخرج من ورطتها لترتفع كفاه معاً وبعفوية يحاول ايجاد الدبابيس في حجابها قائلا " دعيني اساعدك... لا بد أنها تأخذ وقتاً منك .."
بهلع رفعت كفيها لتتشبث بالحجاب وهي ترفع نظراتها لعينيه الشقيتين هامسة بصوت مرتعب
" أنا .. غير مستعدة ..."
لكن منذر ببساطة اخذ يسحب الدبابيس.. الاول ثم الثاني ويدسهما في قماش الاريكة بينما هي تهمس بجزع " لاا..اا..."
ليفك الثالث ثم يرفع قماش الحجاب من الجانب وهو يقول بصوت أجش
" لو تركتها لك لن تكوني مستعدة ابداً .."
كانت تهتف وجسدها كله يختض من فرط الانفعال " مـنــ..ـذر ... ارجوك .. لا ..."
لكن حجابها بات ملقى على ظهر الاريكة فتغمض عينيها بقوة وتختض امامه وهي تشعر بانامله تلامس ضفيرتها الملفوفة من الخلف..
تسمع صوته غارقاً بالعذوبة وهو يسأل
" لماذا تجمعين ضفيرتك في عقدة هكذا ؟"
ترد عليه بارتجاف مفضوح
" بسبب ... الحجاب .. ارجوك كفى .."
كان يفك عقدة ضفيرتها لتتحرر طويلة حتى منتصف ظهرها فيقول بنبرته المتأثرة المؤثرة
" لقد علمت ان ضفيرتك طويلة .."
فتحت عينيها على وسعهما فتسأل باضطراب
" كيف علمت ؟! متى رأيتها ؟!"
ثم تستدرك لتشيح بوجهها جانباً مضيفة بغصة قلب " آآه .. عند .. الحادث .."
سبابته لامست ذقنها واعادت وجهها نحوه ليقول بابتسامة تأخذ بمجامع قلبها
" لا .. ليس عند الحادث .."
تحدق بعجز في عينيه وكل حواسها مشدودة لنظراته اليها وهو يضيف
" في ليلة ما .. التقيتك فيها لثاني مرة في المقهى العائلي .. ثم غادرتِ بصحبة والدك وكنت تمشين امامي على الرصيف معه.. انحنيت لتلتقطي من الارض عصاه التي وقعت منه .. ريح خريفية رفعت حجابك من الخلف لتقلبه للامام ... فـ... انكشفت الضفيرة البنية .."
ابعدت سبابته التي تلامس ذقنها لتقول بحنق تغطي به على خجلها " لم يكن يفترض ان تنظر .. كان يجب أن .. تغض البصر .."
التفتت تمد يدها لتأخذ الحجاب من على ظهر الاريكة الا انه سبقها ليسحبه ويرفعه عالياً بعيدا عن متناول يدها فتهتف به
" كفى منذر .. اعطني حجابي .."
لكنه يرمي الحجاب بعيداً ويحتجرها أكثر بجسده واصابعه تتجرأ لمؤخرة رقبتها تداعبها وهو يقول بصوت مبحوح يفيض مشاكسة لانوثتها " اعطني ضفيرتي اولا .."
تحاول ابعاد يده وهي تهتف به بانفاس لاهثة
" انها ضفيرتي أنا .. ارجوك .. دعني آخذ حجابي .. كف عن مزاحك هذا .."
لكن يده الاخرى تمتد لتلتقط ضفيرتها ، يرفعها وينظر اليها بفضول وكأنه لم ير في حياتها ضفيرة كهذه !
شعرت بالغيظ وهي تقول بمزيد من الغضب
" لماذا تحدق هكذا ؟! إنها مجرد ضفيرة.."
فيرد عليها وهو يمرر اصابعه على طول الضفيرة قائلا " انها طويلة وسميكة حقا .. الا تتعبك وانت تضفرينها كل يوم .."
ابعدت الضفيرة عن ملامسة اصابعه لترد عليه وهي تكاد تختنق من شدة الخجل
" ابي احيانا .. يضفرها لي .. لان شعري متشابـ... آآآ..."
كانت لحظة فظيعة وصوت الصفعة يدوي!
اتسعت عينا دينا لهول ما فعلت وهي ترفع كفيها لتضمهما معاً فوق انفها وفمها ...
اما منذر اكتفى أن اسبل اهدابه دون ان يبتعد عنها قيد أنملة ...
كانت صفعة منها رداً على قبلة خاطفة منه قرب شفتيها ..
اخذت تهمس ويداها ما زالتا تغطي انفها وفمها
" انا اسفة .. اسفة .."
لم يبدِ اي ردة فعل بينما تهبط يداها الى جانبيها تشد فستانها وهي تقول بحشرجة بكاء قادم " لم أقصد ان ... اصفعك اقسم بالله .. كانت .. ردة فعل تلقائية .."
جموده كان رهيب الوقع في نفسها لتترقرق عيناها الواسعتان بالدموع فتهمس وهي تحاول تجاوزه " دعني أمر ارجوك لارتدي حجابي .... يجب أن ... ننزل .. اريد الرحيل ..."
لم تتحرك حتى ربع خطوة عندما اوقفتها حركة مباغتة منه وهو يلف جسدها بذراعيه يضمها اليه بجرأة قائلا بهمس رجولي حميمي " ليس قبل أن .. آخذ حقي .."
هذه المرة لم يخطئ شفتيها البريئتين .. لم يخطئ الاحساس بنشوى ان تكون دينا حلال له ...تتأوه بانوثة تتفتح له ... قبضتيها تحاولان دفعه لكنهما واهنتان بالاستسلام له..
اخذت تتوسله
" أأ...ار...جوك .. تو...قــــ...تف ..."
كان يعلم أنه يتمادى .. لكن لا يعرف لماذا صفعتها له اثارت فيه نوعاً من الغضب والرغبة فيها أكثر ..
يقبل عنقها وهي ترتجف فيرتجف قلبه استجابة في صدره ...
رباه كيف سيصبر حتى الربيع ؟!
" منذر .. انزلا وتناولا الشاي والفطائر معنا .. "
نداء أمه من اسفل الدرج كان كدلو ماء بارد أيقظه مما يفعل ليعيده الى صوابه ..
كان يلهث وهو يبتعد عنها ويدير ظهره اليها ليستجمع سيطرته ويمنحها خلوة تستجمع فيها نفسها هي الاخرى ...
شعر بها تتحرك خلفه .. لا بد أنها تلتقط حجابها الذي رماه بعيداً ليسمعها تهمس بحنق لذيذ " ارجوك لا تفعل هذا .. مرة اخرى .."
أخذ نفساً عميقاً قبل ان يستدير اليها فيبتسم طواعياً وتغيم عيناه وهما تنظران لحمرة خديها فيهمس بصوت مبحوح " أرجوكِ انت توقفي عن هذا الرجاء !... لا بد انك هبلاء بطريقة فاضحة..."
هتفت به وهي تلف حجابها وتضع دبابيسها
" لست هبلاء .. وسأخبر ابي عن افعالك هذه.. لانك .. لانك لم .. تحترم وجوده .."
يضحك بخفوت وقلبه يرفرف سعادة في صدره ثم يقول بصوت أجش مشاكس
" أخبريه ان كنت شجاعة حقاً .. واوصيك أن تسهبي بسرد التفاصيل ليكون على .. اطلاع كامل ..."
يتقدم نحوها وعيناها الرماديتان تشعان بالشقاوة مضيفاً بنفس النبرة " ربما تودين بعض المراجعة حتى لا تنسينها وانت تخبرين بها الحجوج ؟"
تخضبت وجنتاها بينما تزمجر وتتحرك بخطى غاضبة وهو يلحق بها ضاحكاً..
يجعلها تسير امامه عن عمد لتجري عيناه بحرية كاملة فوق قدها المتمايل ...
ثم تصبح نظراته اكثر جرأة وتدقيقاً ..
الا يحق له ان يعرف تفاصيل امرأته ؟!


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-17, 09:06 PM   #7709

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

مرت الساعات حتى قرابة المغرب ..
قال طاهر الاحمدي بقلق خفي
" يا ابنتي لماذا لا تأتين لبيت سهر معنا ؟ لا افهم لماذا تنشدين الوحدة اليوم ؟! تبدين شاحبة ولست بمزاج جيد .. واصرارك انك لا تعانين من شيء يقلقني أكثر.."
اقتربت من عمها والذي يبدو بهياً وسيماً ببدلته الانيقة والى جواره الخالة حياة لا تقل بهاء وأناقة عنه رغم ملامحها العابسة وتبرمها بعض الشيء من التأخير ...
قالت هاجر برجاء مشدد
" ارجوك عماه .. انا حقاً احتاج الوحدة اليوم.. لقد أخذت اجازة ليومين لاني احتاجها بشدة .."
حاول طاهر من جديد متسائلا وهو ينظر لعينيها المجهدتين " هل انت متوترة بسبب زيارة الشيخ عبد الجبار بالامس ؟ لكن لماذا ؟ لقد عاملك بشكل جيد وراضانا .."
أخذت تهز رأسها بلا معنى وهي ترد بتعب
" فقط .. الليلة.. دعني بمفردي .."
تنهد مستسلماً وهو يقول لها بلهجة ابوية حازمة " اتصلي بي اذا احتجت لشيء .. سأحاول أن لا نتأخر ..."
اكتفت أن هزت رأسها بـ(نعم) هذه المرة ثم رافقتهما حتى الباب لتودعهما وما ان اختلت بنفسها حتى أفرجت عن مشاعرها المحبوسة طوال النهار لتركض ناحية غرفتها وعلى سريرها ارتمت وهي تبكي بانهيار كامل ...
تبكي وتضرب بقبضتها على السرير وهي تدفن وجهها في الوسادة وتصرخ
" لماذا لم تتصل ؟! لماذا ؟ لن اسامحك لانك تأخرت كل هذا .. اتصل يا فرقد .. اتصل .. سأموت بسري هنا وحدي ... انا خائفة .."
نوبة بكاء رهيبة جديدة استنزفتها حتى أخذتها سنة نوم لتستيقظ مجفلة على صوت جرس الباب ..
لا تعلم كم مر من الوقت لكن الظلام قد حل من حولها ...
صداع رهيب وهي تنقلب على ظهرها ودموع عالقة بجفنيها سالت على خديها ...
مسحت بتعب اثار البكاء عن وجهها ثم تتحرك مغادرة سريرها ثم غرفتها متوجهة ناحية الباب وهي تترنح من شدة الصداع..
لم يخطر ببالها الا ان يكون الطارق هو عمها طاهر قد عاد باكراً مع الخالة حياة وربما نسيا أن يأخذا مفتاح الشقة معهما ..
كانت تتحضر لاختلاق عذر يبرر حالتها المزرية التي تتخيلها وهي تفتح الباب اخيراً لتتجمد مكانها وتجحظ عيناها المحمرتان وهما تحدقان بهيئة داكنة لاهثة مجنونة خشنة تشكلت لتكون ... فرقد!
كانت تتراجع للخلف دون شعورها تحدق في وجهه المرهق الشاحب وكفه مرفوع للاعلى يستند الى حافة اطار الباب الخارجي ..
لكنه اخذ يتقدم نحوها بنظرات تفيض جوعاً وعنفاً و ... غضباً أسودا..
عيناه تبرقان تدرسان احمرار عينيها ولمعان الدموع فيهما وذاك الاحمرار الواضح في أنفها..
تتلكئ هاجر بهمس اسمه (فرقد) وهي تتعثر بخطواتها المتراجعة لتنتابه فجأة نوبة سعال شديد أستمرت لبضع ثوانٍ قبل أن تهدأ فيغلق بعدها الباب خلفه بصمت..
ثم .. ودون ان يهتم بشيء آخر الا اياها كان يسألها بضراوة وهو يخطو نحوها خطوات واسعة نارية توصله اليها " لماذا تبكين ؟"
رباااه هذا صوته .. انه .... هو .... هنا ...
" هل زيارة ابي فعلت بك هذا ؟ ماذا قال لك؟! لم أصدق عندما اخبرني عمك ليلة الامس بهذه الزيارة .. قضيت الليل افكر فيكِ في اللحظة الف مرة ! ولم أنم حتى الفجر.. هل والدي السبب ؟"
أخذت تهز رأسها يمينا ويساراً علامة (لا)..
دون مقدمات يمد كفه ناحية رقبتها فيحاوطها ويسحبها كلها اليه ببعض الخشونة.. تلتف ذراعه الاخرى حولها ليلصق جسدها به بينما يهبط برأسه لمستوى خدها الرطب يسألها بجدية شرسة
" من ابكاك اذن ؟"
حزمة من مشاعر جنونية تدفقت في كل انحاء جسدها صدمة من دفقه الحار الذي حاوطها كطوفان مشتعل من كل جانب ...
تحاول بشق الانفس ان تستعيد تركيزها وتستوعب وجوده لتسأل وهي تشعر بخشونة لحيته الخفيفة على خدها " كيف اتيت ؟"
وجهه كان حاراً .. هل هو .. محموم ؟!
صوته ايضا متحشرج وبدا واضحاً انه مريض..
ابتعد وجهه سنتيمترا واحداً عن وجهها ليرد عن سؤالها بخفوت
" بالطائرة طبعا .. من ابكاك ؟"
تسأل بغباء " انا اقصد لماذا اتيت ؟"
تحركت شفتاه قائلا بنبرة أشد خفوتاً وتأثيراً
" انتِ قلت هناك امر مهم و .. قلتِ (ارجوك).. فجئتُ اليك بأول طائرة .. اضطررتُ للانتظار طبعا حتى استطعت ان احصل على مكان شاغر.."
لا تصدق جنونه .. لماذا لم يتصل فقط بدلا من ان ... يأتي ... لقد انتظرت مكالمته طيلة اليوم ...
ذراعاه كانتا تمارسان كل صنوف التطويق ليحشرها حشراً اليه فتتأوه وهي تهمس بعجز
" قلت لك... عاود ... الاتصال.. بي .."
اصابعه تضغط على عنقها وكأنه يريد خنقها من فرط تعلقه فيها !
ليقول من صميم قلبه الذي يزأر
" انا اعاود الاتصال بطريقتي... الآن .. من ابكاكِ هكذا ؟ كائنا من كان سأجعل نهاره ليلا حالكاً تعوي فيه الذئاب! "
قالها بنبرته القروية الثقيلة فاشتعلت حواسها كلها استجابة ...
نظرت في عينيه القريبتين جدا وصمتت كل الحياة بعدها الا من نبض قلبه الصارخ......
انها تسمع صرخات تلك النبضات الهادرة بالعشق والشوق .. تسمع عبر رهافة الاذنين و لمسة مشتاقة خائنة من اليدين ونظرة جائعة متعطشة من العينين ...
كل حواسها تشعر في نفس اللحظة....
عقلها تشتت وبدأت تضيع فعلا فتتشبث بكتفيه الصلبين ( أأأه كم افتقدتهما) وهي تحاول استعادة سيطرتها هامسة
" انا .. انا ..."
رفع كفيه ليحاوط وجهها من الجانبين يسألها بانفاس ثقيلة " هل يوجد احد هنا ؟"
لم تعد تحتمل كل هذا ..! هل هي تحلم ؟!
همست بضياع ترد عليه
" لا ....لا احد .. لكن أنا .. أنا ..."
حالما اجتاحتها شفتاه المجنونتان ترويانها وترتويان منها حتى كان هو الضياع الحقيقي لها... كانت تحتاج لهذا كما التنفس ... تحتاج لجنونه كي يشعرها أنها في كنفه وأمانه حتى وهما منفصلين .. حتى وهي تعذبه وتتعذب معه ... هو رجلها الذي تعذبه بقسوة..
قبلاته اصبحت أكثر جنونا وجموحاً وهو يهتف بصوت خشن مرتعش من فرط الشوق ونار الهوى " انت ماذا ؟! يا رب السموات .. لعنة الله على الشوق لشفتيك وسهاد الليالي وحيداً في سريري اشواك تنبت على جلدي مفتقداً احتضانك .."
يردد اسمها بذاك الجنون " هاجر ... هاااجر.."
تزيح وجهها جانباً بمقاومة واهنة لتتشبث بكلمة واحدة حتى لا تنسى " انا ...."
فيرد لها الـ(أنا) بـ(أنا) اخرى وهو يغرق وجهه في تجويف عنقها " انا اعشقك ..."
تغمض عينيها وما زال همسها المقاوم " انا ..."
يستمر بهذره المحموم حول الـ(انا) ...
" انا عاجز عن الاحتمال .. انا أتعذب .. أنا أموت... انا اريدك كلك يا حشاشة قلبي ..."
(اريدك كلك) كلمتان ايقظتاها من جمرات العشق التي اتقدت بينهما حالما رأته عند باب الشقة ، قاطعاً آلآف الاميال فقط لانها قالت (أرجوك) ...
فتحت عينيها على وسعهما وتهتف بصوت مرتفع " أنا حامل ..."
تجمد وتجمدت ...
ما زال متعانقين جسداها شبه ملتحمين لكنهما تجمدا في نفس اللحظة ..
هي نفسها عندما قالتها بصوت مرتفع شعرت انها تبوح لنفسها بسرها ذاك الذي اكتشفته صباحاً ...
لقد كانت صدمة المعرفة تجتاحها كما تجتاحه ...
وجهه ما زال غارقاً في تجويف عنقها ليأتي صوته مشحوناً بذبذبات العنف
" ماذا ... قلت؟"
ردت وهي تستوعب الخبر مثله تماماً
" أأأ ...انا ..... حامل ...."
رفع رأسه ببطء حتى واجهها بعينين حمراوين بغضب كالجمر .. همس بخشونته المرعبة
" انت كاذبة قاسية بشكل لايوصف.. لا يمكن ان تكوني تكرهينني لهذه الدرجة لتأتي بي الى هنا وتعذبيني ألعن عذاب ..."
فاض الاحتياج اليه وغطى على اي مشاعر اخرى تبعدها عنه .... مرغت وجهها بدفء كتفه المألوف الذي اشتاقته لليال طوال وهي تهمس بارتعاش شديد " انا .. لا اكذب .."
جسده متشنج بالكامل وكأنه تحول لصخرة عملاقة بينما يهمس وكأنه يأبى التصديق
" انت لا .. تكذبين ..؟!"
رباه .. كم احتاجته .. كم تحبـ...ـه ..
اجل تحبه ومزروعة فيه وتسقي روحها بوجوده على سطح هذا الكوكب ...
تحبه حتى وهي تكرهه ... لقد جاء اليها ... لاجلها ... هو رجلها في كل حين ..
شعرت بيده فوق بطنها تقبض على قماش منامتها الشتوية فيعتصره بانامله وهو يهدر
" هنا تحملينه ؟! هنا ؟!"
يشد القماش الناعم بعنف والامور تفلت منهما معاً ... كان الامر فوق احتماله على السيطرة وفوق قدرتها على رفضه ...
جنون ما حصل بعدها !
لا تعرف كيف ومتى وصلا لسرير سهر الوردي!
كان الجوع يفتك بهما كجوع الضواري الهائمة في الصحراء تبحث عن فريسة تقتاتها...
انتهت بهما تلك العاصفة المجنونة وهو يمسك رأسها بين كفيه ويشد شعرها الاحمر باصابعه ويقبل شفتيها بحلاوة تفيض حرارة ذائبة جعلتها تذوب فيه ...
أبتعد قليلاً وعيناه ترسمان عينيها المغمضتين ليهمس بذاك الدفء الصحرواي الذي يميزه
" ايتها الغبية كنت تبكين لانك حامل ؟! "
ترتعش شفتها السفلى دون أن تفتح عينيها فيقبل تلك الارتعاشة بمزيد من الحلاوة ليمنحها استقرار السكينة والاكتفاء والثقة وحتى الأمان هامساً " ستكونين اجمل الاناث واقواهن وانت تحملين طفلك في حضنك .. سأضمكما معاً بروحي واحميكما بدمي ..."
ازدادت قبلاته عنفاً وهي تتنهد استجابة ليبتعد هذه المرة هامساً بخشونة عاطفية متملكة " لن ننتظر حتى الغد .. اذهبي واجمعي حاجياتك حتى نرحل الليلة .. "
شعر بتصلب جسدها بشكل فوري فيعقد حاجبيه قليلا وقبل أن يتفوه بالسؤال كانت تعاجله بالقول البارد
" دعنا نخرج من غرفة سهر ! لا اعلم كيف دخلناها من الاصل ؟! "
حدس ما جعله يفلتها في نفس اللحظة ...
ربما شعوره بالرفض الذي أيقظ طبعه الاسود!
يكاد يشم رائحة رفضها دون ان ينطقه فمها الشهي هذا ...
تركها تبتعد عنه وخلال ثوان معدودات كانت ترتدي منامتها وهي تشير لباب داخلي للغرفة قائلة بنفس البرود
" تستطيع اخذ حمامك هنا.. اذا عاد عمي لن يكون امرا غريبا اخذك لحمام وانت قادم من سفر .. أنا ساذهب لغرفتي لآخذ حمامي .."
مستلق على هذا السرير الوردي يحدق في لغة الجسد منها .. يقرأ ذاك الانعزال البارد عنه بوضوح تام...
لم تكن حتى تنظر اليه وهي تكلمه..
تحرك ليغادر السرير ناحية الحمام دون أن يرد عليها فقط أمرها بصوت خشن
" اريد منشفة ..."
اغلق باب الحمام خلفه بنوع من الحدة بينما جرجرت هاجر خطواتها لتغادر غرفة سهر تاركة لجسدها ان يفضح ما يعتري روحها من ارتعاش ...
بعد نصف ساعة كان صوت فرقد يعلو في غرفة الجلوس الانيقة وهو يهدر في زوجته العنيدة " ستأتين معي رغماً عن أنفك ؟"
تقابله بعناد شرس وهي تقف قبالته وترد عليه بتحد غاضب يعادل غضبه
" وكيف ستفعلها ؟ تجرني من شعري مثلا وتركبني الطائرة بالاكراه وأمام الناس ؟!"
يرفع قبضته ويشد اصابعه وهو ينظر لعينيها المتوهجتين بالعناد والرفض ليسحق اسنانه ثم يبذل المستحيل كي يسيطر على حدة غضبه وهو يقول لها بهمس خشن
" اوشك ان أفعلها فعلا واجرك من شعرك .. لكن السبب الذي يدفعني لاجرك من شعرك هو ذاته الذي يمنعني .. "
ليمد كفه لبطنها ويشد بلوزتها التي ارتدتها فوق بنطالها الجينز فيضيف (السبب) بنفس الخشونة
" انك تحملين طفلي ..طفل آل الشيوخ .."
دفعت يده بعيدا عن بطنها وهي تهتف به باصرار " انه طفلي انا .. "
اللعنة على ملامح وجهها هذه التي اشتاقها ليل نهار في تركيا ! كيف تنظر اليه هكذا الآن ترفضه فتبدو أكثر جاذبية في عينيه ...
ابتلع ريقه فيشعر بالألم في حنجرته فيحاول معها مجددا وهو يقترب منها بشكل حميمي يميل بوجهها حتى عنقها الابيض ودون ان يلمسها كان يحاول اغوائها باسلوبه ليقنعها
" ليس لديك شيء تبقين لاجله هنا يا حشاشة قلبي .. شقتك سلمتها لصاحب المبنى واغراضك فيها بعتها بالكامل .. اذن لا شيء يمنعك او تبقين لاجله ... حتى العمل يمكنك أن تجدي عملا في القناة التي اعمل فيها .. ستحبين اسطنبول .. انها مدينة رائعة بل خلابة ..."
كان نبضها يتسارع لكنها ابداً لم تستسلم لتبتعد للخلف وهي تصرخ " لا .. لا ... لا ..."
زفر بعنف وقد فاض كيله وصداع يفتت رأسه فتقدم ليمسك ذراعيها عنوة ويهزها قائلا بانفعال " انت تحتاجين ألي .. تعالي معي يا بنت الحلال الى تركيا .. ايتها الطفلة الغبية مكانك معي .. مع رجلك ..."
تنفض كفيه عن ذراعيها وهي تواصل اصرارها المحموم " لن آتي معك ولو كنت آخر رجل على وجه الارض ! "
لا بد أنها مجنونة لتقول هذا ! صرخ حتى هز جدران الشقة من حوله " انا آخر رجل بالنسبة لك يا بنت الاحمدي وكرري كلام (الرجال) هذا وسأتصرف كرجال الكهوف الذين قرأنا عنهم بكتب التاريخ .."
لا تعلم ما يجري لها .. كل دمائها تفور في عروقها .. احساس رهيب مذهل !
انها لا تشبع من احساسها بالتفوق عليه وأنه يريدها بهذه القوة ولا يطالها كما يشاء ..
يستحق .. تقسم بالله يستحق ...
ابن الشيوخ صاحب الكبرياء والعزة والشموخ الذي حطمها لانها اخطأت بحق كرامته الغالية !
نظرت في عينيه فقفزت خفقة من قلبها لكنها تماسكت وهي تشجع نفسها بالقول
(اصمدي يا هاجر .. اصمدي ليس بعد .. ليس بعد .. بل شهور وشهور اخرى يتعذب فيها قد لا تكفيكِ !)
تشمخ بذقنها لترد عليه بتهكم
" انت منهم لا تحتاج لتقرأ المزيد .. يكفيك أن تنظر في المرآة لترى مثالا حياً لرجال الكهوف في العصر الحديث.."
زمجر وهو يقترب منها بغضب اشتعل في عينيه فتبتعد خطوة وهي تضع يدها على بطنها وتقول بإغاظة " اياك ..."
فما كان منه الا ان ضرب بقبضته الجدار ثم أخذ يسب ويشتم حتى أتته نوبة سعال شديد..
قلبها أوجعها وشعرت بالذنب للحظة واوشكت أن تندفع نحوه لكن قرارها العنيد غلبها فثبتت مكانها ولم تحرك ساكناً نحوه ..
هدأت نوبة السعال وعاد تنفسه طبيعياً ليلتفت اليها ويقول بنبرة قاطعة " انا راحل ... ولن أعود حتى تتصلي بي وتخبريني أنك تريدين العودة الي بشكل جدي ..."
عيناه كانتا تفيضان بكل أنواع العتب والغضب فتقاومهما وهي تزيح وجهها جانباً وتتكتف بحركة دفاعية ليضيف هو بنبرة متحشرجة مؤثرة فيها حتى العمق
" لن أسمح لك باستغلالي مرة اخرى .. ولن أسمح لك بتعذيبي أكثر من هذا .. "
ما زالت لا تنظر اليه .. تخاف أن تضعف ..
شعرت به يقترب منها ليحاول محاولة اخيرة
" تعقلي هاجر .. "
ترد بصلابة وهي تشعر بانفاسه فوق خصل شعرها الاحمر " انا عاقلة كفاية لاعرف أنك لا تستحق غفراني .."
يلف خصلة على يده وهو يسألها بخفوت
" وماذا كنت تفعلين معي بالضبط على ذاك السرير الوردي السخيف ؟! "
احمرت وهي ترد بتعثر
" كان مجرد .. جنون و .. ذهب لحاله.."
يجر تلك الخصلة ببعض العنف فتتأوه متألمة بينما يقول لها من بين اسنانه
" جنون .. ها ؟! وذهب لحاله ؟! "
ثم دفعها ومضى ناحية باب الشقة بخطوات نابضة بالغضب ليهدر من هناك بالوعيد قبل ان يغادر
" اقسم ستندمين لعنادك هذا.."
ثم اختفى من امامها وهو يغلق الباب بعنف ..
ظلت تقف مكانها تحدق بالباب ثم أخذت تتلفت حولها في الشقة الفارغة .. الباردة !
يا الله .. ها قد أخذ كل شيء معه ورحل ..
ثم سطعت حقيقة مذهلة فجأة ! تحني رأسها لبطنها ورفعت اناملها لتلامس جنينها فتلتمع دموع الامتنان في عينيها وهي تهمس لنفسها
" لا .. لم يأخذ كل شيء .. لقد ترك لي الاهم .."


فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-17, 09:07 PM   #7710

فاطمة كرم

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة في منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية فاطمة كرم

? العضوٌ??? » 103308
?  التسِجيلٌ » Nov 2009
? مشَارَ?اتْي » 18,261
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond reputeفاطمة كرم has a reputation beyond repute
افتراضي

بعد شهرين ..
صيدلية الدكتورة علا ..
قالت الدكتورة علا " هذه الفيتامينات ممتازة للحمل يا هاجر .. وخفيفة على المعدة لن تزعجك .."
نظرت اليها هاجر بامتنان وهي تقول بألفة صداقة عفوية نشأت بينهما خلال الشهرين الماضيين
" شكرا لك لولو .. الوحام ما زال مستمراً رغم دخولي شهري الرابع .."
تتسع ابتسامة علا وهي تشجعها بالقول
" اصبري قليلا حبيبتي .. اغلب النساء يستمر معهن الوحام حتى بداية الشهر الخامس .. "
تنهدت هاجر وهي تطلب من علا الدعاء لها ثم شكرتها وخرجت لتغادر الصيدلية وهي تضع الفيتامينات في حقيبتها ...
وبينما تسير باتجاه سيارتها المركونة اخر الطريق تسمرت قدماها وهي تحدق بلا تصديق الى من يستند على السيارة هناك ...
خفقات قلبها صعدت حتى عنان السماء وكأنه رعد يدوي ...
اوشكت ان تبكي من شدة الفرح ...
منذ شهرين لم يكلمها ولم يرسل لها اي كلمة حتى ...
وتكذب على عمها عندما تخبره أن فرقد يتصل بها على الدوام آخر الليل ليطمئن عليها...
لم يتحرك فرقد في وقفته المائلة تلك وهو يطالعها من بعد بضعة امتار ...
كان يبدو ... نحيلا ... غاضب النظرات .. مكفهر القسمات.. عاشق المحيا حتى العظام!...
ما زال نبضها الصارخ يرتفع معانقاً الطيور المحلقة وهي تهمس لطفلها " ترى هل محياي يفضحني بعشقه كما يفعل محياه ؟! اخبرني صغيري ولا تخفي عني شيئا .."
تنهدت وهي تستجمع القوة في ساقيها لتتحرك نحوه وهي تشد سترتها حول بطنها المنتفخة قليلاً لتدثر (صغيرها) أو ربما لتحتمي به من غضب ابيه عليها ..
بذلت مجهوداً خرافياً حتى لا تركض نحوه كغبية يقتلها الشوق ويضنيها الفراق ..
الطاقية الصوفية البيضاء التي ارتدتها اليوم أخفت طول شعرها الاحمر .. كم كانت تتمنى لو أطلقته ..
ما زال القلب مفضوح النبضات بينما تقترب لتقف قبالة فرقد بشجاعة تسأله دون مقدمات " كيف عرفت أني هنا..؟"
عضلة مرتعشة في خده اخبرتها أنها تزيده غضباً باسلوبها المتجاهل هذا !
وكأنها لا تهتم لفراق طال شهرين كاملين واكثر .. لا تهتم لغضبه الشديد منها حتى أنه لم يتصل بها ويكتفي باتصالاته مع عمها طاهر...
رد أخيرا وبنبرة تشع بالغضب الدفين
" اخبرتني خالتك حياة أنك تذهبين لهذه الصيدلية بالذات لابتياع الفيتامينات او اي شيء تحتاجينه .. هل .. الصيدلانية صديقتك ؟"
ترد هاجر وهي تشمخ بذقنها بتحدٍ
" نعم .. صديقتي .."
يضيق عينيه ويزم شفتيه غيظاً وهو يقول من بين اسنانه شبه المطبقة
" ومنذ متى لديك صديقات ؟"
أدّعت الضجر وهي تتأفف بينما كلها وبكل خلاياها تتفاعل لوجوده الحار هذا ..
هل تستطيع تقبيل شفتيه المزمومتين هاتين دون أن يعرف انها (فعلت)؟!
تعض شفتها السفلى وتتسارع انفاسها رغماً عنها بينما تواصل لعب دون غير المهتمة وهي تسأل
" لماذا أتيت مرة اخرى...؟ "
نظر اليها مطولاً .. فشعرت بسخافة ادعائها ..
إنه يعرف ما تفعله .. ويعرف ان لديها عرقاً نابضاً بجنون في رقبتها كعرقه النابض في عنقه ..
يمد يده لجيب سترته يخرج كيساً صغيراً وهو يغلق عينيه حتى منتصفهما ونظرته خطيرة نحو شفتيها قائلا بنبرة تفيض بعذاب الجمرات
" لاحضر لك... السكاكر .."



نهاية الفصل



فاطمة كرم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:40 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.