آخر 10 مشاركات
غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          [تحميل] مشكلتي مع كلمة / للكاتبة الفيورا،سعودية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          الصحوة ( الجزء الأول من مذكرات مصاص الدماء ) - كامل - (الكاتـب : Dalyia - )           »          715- رحلة غرام -عبير ميوزيك (أصلية) (الكاتـب : Just Faith - )           »          طلب مساعدة (الكاتـب : ام هدى وعدنان - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          أنتَ جحيمي (82) للكاتبة المُبدعة: Just Faith *مميزة & مكتملة رابط معدل* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree2246Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-10-17, 07:47 PM   #8871

totoranosh

شاعرة متألقة المنتدى الأدبي

 
الصورة الرمزية totoranosh

? العضوٌ??? » 342649
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 897
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » totoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond reputetotoranosh has a reputation beyond repute
¬» قناتك mbc4
افتراضي


مسااااااء الخيراااااات
تسجيل حضووووووور


totoranosh غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 07:59 PM   #8872

الجميله2

? العضوٌ??? » 315137
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,977
?  نُقآطِيْ » الجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير عليكم
تسجيل حضور


الجميله2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 08:10 PM   #8873

متاحه

? العضوٌ??? » 391123
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 137
?  نُقآطِيْ » متاحه is on a distinguished road
افتراضي

مساء السكر مساء اليووم الأخير😄

متاحه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 08:15 PM   #8874

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 165 ( الأعضاء 103 والزوار 62)
‏ebti, ‏ريرررررري, ‏ام البنات1989, ‏zarzar, ‏mahy15, ‏قطرة ندى2, ‏Me123, ‏totoranosh, ‏مسره الجوريه, ‏محمد ثابت, ‏امانى منجى, ‏ovis, ‏olfak, ‏زهره الشيكولاته, ‏~ تغريد ~, ‏متاحه, ‏نونا لبنان, ‏NoOoShy, ‏مشاعل 1991, ‏Cleo Patra, ‏مريم مريم22, ‏Oushalovelly, ‏حنان وامل, ‏najla1982+, ‏سومة111, ‏houda4, ‏لمعة فكر, ‏جردينيا٢٠١٦, ‏koka 88, ‏ملك الشبح, ‏أحلام وردة, ‏Latoofah, ‏Sarah mezzoug, ‏همس الضلال, ‏ghadeermt, ‏ام احمدوايادواسر, ‏nona amien, ‏Mr four, ‏hayaty alquran, ‏whiterose99, ‏مريم المقدسيه, ‏hanhan, ‏رهف ااحمد, ‏رياح النصر, ‏mouna ABD, ‏alyaa elsaid, ‏مينى10, ‏maro21, ‏eng miroo, ‏ام شروق, ‏إدارية, ‏جنغوما, ‏Esraa Galal, ‏halimayhalima, ‏سما اليمن, ‏Asmaa ezzat, ‏fofoo92, ‏مهيف ..., ‏محمد عبدالرازق عبده, ‏sara sarita, ‏Yasmeen Adnnan, ‏زهوري الحلوة, ‏لحن الضياء, ‏yasser20, ‏كيوانو, ‏ندى طه, ‏JOURI05101, ‏ريناد السيد, ‏Gehadgogo, ‏ام بثين, ‏عشقي لديار الخير, ‏39oom, ‏Hifaalq, ‏47manal, ‏safoo985, ‏جـيجي, ‏عبث الحروف, ‏مروة ميروو, ‏escape, ‏ايمان عبده @, ‏شوقا, ‏سارة فؤاد, ‏ريمين, ‏ASAMA KANZARI, ‏dodylov, ‏Bnboon, ‏حلم رواية, ‏lina Aryam, ‏ريامي, ‏ريما الشريف, ‏Amonah1923, ‏3Samar, ‏ضياء عبدي, ‏ورد الزنبق, ‏لبنى أحمد, ‏طويلبة, ‏دلووعة2, ‏KHAD.A, ‏ابنة العرب


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 08:18 PM   #8875

الأسيرة بأفكارها

مشرفة سابقة بمنتدى قلوب أحلام وافتح قلبك، نجم روايتي، حارسة وأسطورة سراديب الحكايات

alkap ~
 
الصورة الرمزية الأسيرة بأفكارها

? العضوٌ??? » 336028
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 23,577
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond reputeالأسيرة بأفكارها has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 169 ( الأعضاء 104 والزوار 65)
‏الأسيرة بأفكارها, ‏رودينة محمد, ‏meryamaaa, ‏prue, ‏سهام هاني, ‏خفوق انفاس, ‏شيمو العاقلة, ‏ovis, ‏zarzar, ‏Yasmeen Adnnan, ‏ام البنات1989, ‏قطرة ندى2, ‏Me123, ‏مسره الجوريه, ‏محمد ثابت, ‏امانى منجى, ‏olfak, ‏زهره الشيكولاته, ‏~ تغريد ~, ‏متاحه, ‏نونا لبنان, ‏NoOoShy, ‏مشاعل 1991, ‏Cleo Patra, ‏مريم مريم22, ‏Oushalovelly, ‏حنان وامل, ‏najla1982, ‏سومة111, ‏houda4, ‏لمعة فكر, ‏جردينيا٢٠١٦, ‏koka 88, ‏ملك الشبح, ‏أحلام وردة, ‏Latoofah, ‏Sarah mezzoug, ‏همس الضلال, ‏ghadeermt, ‏ام احمدوايادواسر, ‏nona amien, ‏Mr four, ‏hayaty alquran, ‏whiterose99, ‏مريم المقدسيه, ‏hanhan, ‏رهف ااحمد, ‏رياح النصر, ‏mouna ABD, ‏alyaa elsaid, ‏مينى10, ‏maro21, ‏eng miroo, ‏ام شروق, ‏إدارية, ‏جنغوما, ‏Esraa Galal, ‏halimayhalima, ‏سما اليمن, ‏Asmaa ezzat, ‏fofoo92, ‏مهيف ..., ‏محمد عبدالرازق عبده, ‏sara sarita, ‏زهوري الحلوة, ‏لحن الضياء, ‏yasser20, ‏كيوانو, ‏ندى طه, ‏JOURI05101, ‏ريناد السيد, ‏Gehadgogo, ‏ام بثين, ‏عشقي لديار الخير, ‏Hifaalq, ‏47manal, ‏safoo985, ‏جـيجي, ‏عبث الحروف, ‏مروة ميروو, ‏escape, ‏ايمان عبده @, ‏شوقا, ‏سارة فؤاد, ‏ريمين, ‏ASAMA KANZARI, ‏dodylov, ‏Bnboon, ‏حلم رواية, ‏lina Aryam, ‏ريامي, ‏ريما الشريف, ‏Amonah1923, ‏3Samar, ‏ضياء عبدي, ‏ورد الزنبق, ‏لبنى أحمد, ‏طويلبة, ‏دلووعة2, ‏KHAD.A


الأسيرة بأفكارها غير متواجد حالياً  
التوقيع


"كن متفائلاً ولا تدع لليأس طريقاً إلى قلبك.."




رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 08:25 PM   #8876

alaaali
 
الصورة الرمزية alaaali

? العضوٌ??? » 322459
?  التسِجيلٌ » Jul 2014
? مشَارَ?اتْي » 122
?  نُقآطِيْ » alaaali has a reputation beyond reputealaaali has a reputation beyond reputealaaali has a reputation beyond reputealaaali has a reputation beyond reputealaaali has a reputation beyond reputealaaali has a reputation beyond reputealaaali has a reputation beyond reputealaaali has a reputation beyond reputealaaali has a reputation beyond reputealaaali has a reputation beyond reputealaaali has a reputation beyond repute
افتراضي

منتظرين معاكم الخاتمة
مع ان هيصعب علي فراق فرقد 😍😍😍


alaaali غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 08:25 PM   #8877

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد قليل سيتم تنزيل تكملة الفصل الثلاثون من جمر في حشا روحي

والخاتمة سيتم تنزيلها الأسبوع القادم بإذن الله




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 17-10-17 الساعة 08:52 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 08:26 PM   #8878

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

تكملة الفصل الثلاثون والاخير ...






يضحك بأنفاس ما زالت تلهث ثم يميل لاذنها قائلا بلهجته القروية
بعد كل ما كان .. ألم تفهمي بعد كيف عشقتني يا طفلة ؟!

إفتحي اذنيك واسمعيني اشرح لك لوهلة

غرزتُ قلبي في قلبك كطعنة من جمرة

لتنزفي ناراً فأنزفُ بركاناً وكانت بيننا أول الثورة

لا تغضبي من ضحكتي فقد تذكرت للتو كل صولة وجولة

ثم وسط الجحيم زرعت من روحي في رحمك بذرة

فكانت أنس لك وعذاب لي وقد سرق (جزء مني) الحظوة

الا زلت لا تفهمين ؟! آه منكِ ومن عشقك يا بلوة البلوة ...!

تدعو عليه بحرقة قلب غيور عليه وهي تتذكر تلك الحقيرة التركية
" فليبتليك الله بالمزيد !"
يرفع وجهه فوق وجهها تتراقص الضحكات على شفتيه ثم تخرج كلماته محملة بشكوى عاشق اضناه الهوى هامساً بلوعة وعتب " اكثر من هكذا ابتلاء ...؟! سأموت ! أيرضيكِ موتي يا جنية ؟!"
كانت شريرة في غضبها .. تعقد حاجبيها بإصرار .. وتطلق عينيها سهام رغبة القتل لفعلته ... لكن ... وجع لهفتها عليه تفضحه ارتعاشة شفتيها ..
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يقاوم بعنف ليبعد جسده عنها وهو يستقيم بجذعه هامساً
" سـ ... آخذ حماماً .. ثم آتي لانام جوارك .."
ثم ابتعد أكثر وهو يقف على قدميه يترنح من رغبته بوصالها .. لكنه .. يجبر قدميه لتحمله بعيداً ... عنها ...
عاد بعد ربع ساعة وقد هدأ جموح رغباته بعد حمام بارد فيراها ما زالت مستلقية وعيناها مرخيتا الاهداب وكأنها شبه نائمة ..
اقترب من السرير ليستلقي جوارها بصمت وهو يعلم أنها كانت بانتظاره ..
أطفأ النور ودون أن يقولا كلمة كان هو يلف ذراعيه حولها في نفس اللحظة التي تسللت هي لحضنه تتنهد كـ..ـطفلة ...
آه..يا نارك التي لا تنطفئ يا ابن الشيوخ ...
صباح اليوم التالي
دخل الغرفة وعلى فمه ابتسامة دافئة عندما اصطدمت عيناه بمنظر لن ينساه حتى الممات..
هاجر بجلبابها الاسود المنقوش الواسع تجلس على الاريكة قرب الشباك المفتوح ..
وشاح ذهبي باهت غطى شعرها الاحمر ، تتطاير اطرافه لتنكشف بعض الخصل النارية السارحة على ظهرها وكتفيها ..
تحمل بكفها الايسر كتاب القرآن بينما تمرر راحة كفها الايمن فوق بطنها وهي تقرأ بصوت خافت...
عيناه تعلقتا بشفتيها حيث الدمعات التي انحدرت وتعلقت بهما..
ظل مسمراً مكانه يشبع عينيه من جمال امومتها ... لم ينطق بكلمة وهو ينتظرها تنتهي، فقط قلبه يتكلم بخفقان هادر ..
عندما سمع همستها (صدق الله العظيم) تقدم نحوها وهو يراها تقبل القرآن وتضعه على وجهها كما تفعل أمه بالضبط فقال بصوت أجش " لم أرك يوماً تقرئين القرآن .."
التفتت اليه بوجهها الذي شع بنور الصباح وطمأنينة الفجر لتقول بهمس مؤثر
" اقرأ سورة (يس) على طفليّ .. والدتك اخبرتني أن أفعل هذا كل صباح .. لقد قرأت عليّ بالامس واوصتني أن أفعل المثل.."
مد يده وهو يقف جوارها فيلامس خدها ويمسح دمعات امومتها ... ما اجملها وهي أم تخاف على طفليها هكذا ... ما اروعها وهي تعود لقرية الشيوخ كي تأمن فيها على ساكنيّ احشائها المتعجلين ربما للخروج ..
انها خائفة عليهما .. قضت الليل تشد باناملها على ذراعيه كأنها تبحث فيه عن ملجأ لمخاوفها .. تلك الرؤيا التي حكتها للعمة العجمية تثير فزعها على الطفلين...
سألها بابتسامة فياضة " هل انتهيتِ ؟"
هزت رأسها وهي ترفع وجهها إليه قائلة
" نعم .. اين كنت أنت ؟ "
رد بنوع من الغموض " ذهبت لأركب الخيل برفقة عبد الملك.. وتفقدنا بعض الاراضي والاعمال.."
وقبل أن تسأل المزيد كانت كفه تنحدر لكفها يشدها لتقف بينما يقول
" تعالي لاريك ما احضرته لك .."
وضعت القرآن في مكان آمن قرب الشباك قبل أن تتحرك معه ، خطوة واحدة وتوقف فرقد وسط الغرفة ليقول لها عابساً متجهما على حين غرة " البسي العباءة والوشاح الاسود .. أخفي شعرك جيداً .."
تأففت وهي تنفض كفه عن كفها لتنفذ ما يريد دون اعتراض بالكلمات ثم عادت لتتقدمه الخروج من الغرفة ...
كانت تقف بتململ حيث طلب منها في الباحة الخلفية لبيت عبد الملك ثم اختفى في مكان ما ...
لكن لم يطل انتظارها الا نصف دقيقة قبل أن يعود اليها حاملا بين ذراعيه خروف صغير ناصع البياض ..
خفق قلبها باثارة طفولية وهي تتقدم لتقطع ما يفصله عنها هامسة بحشرجة وهي تمد يدها لتلامس فراء الخروف " هل هذا لي ؟!"
همس بنبرة حلوة " نعم ..."
احساس غامر ملأها بفرح الطفولة كلها التي حرمت منها .. تحرك يدها بشغف فوق الفراء الصوفي الابيض والخروف الصغير يطلق اصواته المضحكة فتضحك هاجر بسعادة ...
لم تكن تدري ما تفعله بفرقد وهي تبدي سعادة خاصة جداً كهذه ...
كفه قبضت على كفها فوق الفراء تعتصره وهو يميل فجأة ودون قدرته على ضبط نفسه فيقبل جانب فمها ثم فوق شفتيها ..
ترتد برأسها للخلف بعنف وهي تقول بعبوس
" تأدب يا فرقد .. قد يرانا عبد الملك وهذا لا يصح .."
عض شفته السفلى قبل أن يقول بغيظ
" رصاصة في رأس عبد الملك هو الحل الامثل لوقف حشر اسمه بيننا .."
تتمسك بقناع العبوس لكن داخلها يمتلئ بالرضا لغيرته هذه .. قالت أخيرا وهي تولي الخروف الصغير كل اهتمامها
" انزل سعيد للارض .."
يعقد فرقد حاجبيه وهو ينقل نظراته للخروف متسائلا " من سعيد ؟! لا تقولي انه الخروف ؟!"
فترد ببساطة واستغراب من ردة فعله
" مؤكد هو .. يجب ان يكون له اسم .."
يهز فرقد رأسه وكأنه يقول (حالة ميوؤسة)
ثم يضع الخروف الصغير على الارض فيترنح بينما هاجر تضحك وهي تهبط للارض بحذر لتجلس عليها وتحتضنه بل وتمرغ وجهها في فرائه قائلة " ستحبانك كلا من توتو وجوجو.. ستحبانك كثيرا.."
يضرب فرقد كفاً بكف ثم يتخصر قائلا
" الحيوانات تحولك لكائن عجيب اقرب لمهبولة .."
ترفع نظراتها اللامبالية اليه ثم تعود لتخفضها نحو خروفها تدللـه وتداعبه ..
ابتسم فرقد راضياً رغم كل هذا (الهبل) الذي يختبره برفقتها المجنونة ثم يقول
" أنا سأخرج .. ربما سأنشغل عنك الايام والاسابيع القادمة ببعض الامور .."
تعاود رفع وجهها اليه لتسأله بضيق جدي
" هل ستذهب للعاصمة ..؟"
فيطمئنها بالقول " مؤكد لا .. لا تقلقي .. انا سأظل قريباً منك دوماً .. داخل القرية او على اطرافها في أبعد تقدير.. "
صمت للحظة قبل أن يسأل ببعض التفكير
" هل غيرتِ رأيك بشأن الولادة هنا ؟"
أخذت تهز رأسها نفياً لترد بنبرة لم يحبها
" لا .. طفلاي سيولدان هنا في قرية الشيوخ .. في بيت جدهما الشيخ .. وبين احضان عشيرتهما .. لن اسمح أن يولدا وحيدين ..."
فيؤكد لها بشراسة
" سيولدان في حضنكِ انتِ ... فكيف سيكونان وحيدين بوجودك..."
تطرق برأسها وهي تتمتم بدعوة من صميم قلبها
" يا رب ... يا رب .. لا اريد الا أن يولدا بصحة جيدة .. محاطين بكل الحب والاهتمام ..."






يتبع ...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 17-10-17 الساعة 09:02 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 08:27 PM   #8879

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

بعد ثلاثة اسابيع


المركز الطبي .. قرية الشيوخ


تسأل هاجر بتوتر " هما بخير ؟"
فترد الدكتورة رهف بابتسامتها الحلوة
" بألف خير .. قلت لك لا تخافي هكذا .."
تتنهد هاجر وهي تمسد فوق بطنها وهي تهمس بالحمد بارتعاش ..
أضافت الدكتورة رهف وهي تجلس على كرسيها خلف مكتبها " الحمد لله اننا دخلنا السابع بأمان .. وأظن انهما ليسا مستعجلين للخروج .. وقد نصل التاسع اذا شاء الله "
طرقات على الباب لتسمح الدكتورة رهف بالدخول فيطل وجه فرقد المتجهم بالقلق..
تسارع رهف لطمأنته بالقول
" انها بخير لا تقلق .. والطفلان بألف خير .."
زفر فرقد بارتياح ثم يشكر الطبيبة وهو يغادر مع هاجر ..
لكن بضع خطوات يقطعها فرقد بالممر ثم يتوقف ليطلب من هاجر ان تسبقه للسيارة فلديه بعض الامور يسأل الطبيبة عنها ..
لم تناقشه هاجر وهي تشعر بحاجة للاسترخاء في هدوء وعزلة بعد الارتياح النسبي لكلام الطبيبة المطمئن ..




عندما عاد اليها فرقد كانت شبه نائمة في مقعدها فتبسم وهو يجلس بمقعد السائق وينطلق بصمت الى وجهته ...
ما بين اغفاءة وصحوة ضبابية لم تكن هاجر تميز الى اين يأخذها حتى توقفت السيارة تماماً لتفتح هاجر عينيها وهي تتثائب متوقعة رؤية الباب الكبير العالي المألوف لبيت عبد الجبار الشيخ حيث قضيا الاسبوعين الاخيرين بناء على اوامر مشددة من شيخ العشيرة ..
لكن .. ما تراه عيناها الآن لم يكن الا بوابة مشبكة مألوفة لـ... مزرعة ...
التفتت اليه تسأله بدهشة وبعض التوتر
" ماذا نفعل هنا ؟"
رد وهو يرمقها بنظرات عميقة غامضة
" ألم تكوني تريدين أن تعرفي ما الذي يأخذني منك طيلة ساعات النهار خلال الاسابيع الماضية ..؟ سترين الجواب الآن بأم عينيك .."
ترجل من السيارة ليذهب ناحية البوابة المشبكة فيفتحها ..
كانت تراقبه وقلبها ينخلع من مكانه باضطراب وعندما عاد فرقد للسيارة ليقودها الى داخل المزرعة كان لسانها عاجز عن النطق وهي تحدق في انحائها وتستعيد كل الذكريات الرهيبة هنا ...
بدت المزرعة مختلفة ! منظمة أكثر والزرع مشذب ومعتنى به بشكل واضح ..
ابتلعت ريقها والسيارة تصل لمقدمة بيت المزرعة وهنا لم تستطع منع شهقتها وهي تنظر للتغييرات الواضحة الرائعة في واجهة البيت وقد تحولت من اللون الرمادي الى اللون الصحراوي الدافئ وتم تغيير الشبابيك بأخرى أكثر جمالية باطارات بنية خشبية ودون اي قضبان ..
ترجلت هاجر من السيارة وهي مبهورة بما ترى ..
حتى باب البيت تغير بآخر أكثر جمالا وألقا...
التفتت اليه وهو يقترب ليقف قربها يراقبها بصمت فتبادر لتسأله
" هل جددت البيت بأكمله ؟!"
يرفع يده ليزيح عن رأسها الوشاح ويقول بصوت أجش " معظمه فقط .. ما زال هناك المزيد لافعله لكن المال نضب مني لذلك سأؤجله ربما للمستقبل .. "
امسك بكفها ويأخذها معه قائلا
" تعالي لاريك شيئا .."
توقعت انه سيأخذها الى داخل البيت ليريها ما أنجزه هناك لكنها تفاجأت به يلتف حول البيت ليأخذها الى الجزء الخلفي..
وهناك.. توقفت خطواتها واتسعت عيناها وهي تنظر لاقفاص ضخمة وباحة خاصة بها مجهزة بوسائل خاصة للاعلاف وسقاية الحيوانات..
رمشت وهي تتساءل بانشداه
" ما هذه الاقفاص ؟ ماذا تنوي أن تفعل هنا ؟ "
يتبسم في وجهها المشدوه وهو يرد " سأفتتح مشروعاً لتربية الدواجن .. وانت شريكتي فيها .. ما رأيك ؟"
تلتفت اليه تحدق في الجدية النابضة في عينيه رغم الابتسامة المداعبة لشفتيه ..
لقد كان جاداً تماماً !
عادت لتنظر للاقفاص وشعرت ببعض الارتباك فتمتمت " فرقد ... انا ... انا .."
كان يعرف ما يجول بخاطرها فطمأنها بالقول
" لا تقلقي .. لن نعيش هنا بشكل دائم ان كان هذا ما يربكك .. متى ما احسست برغبة بالمغادرة بعد ولادة الطفلين ان شاء الله سنعود للعاصمة .. ونعود لعملنا في القناة او اي قناة اخرى .."
بدت متحيرة وهي تتساءل
" لكن .. ماذا عن هذا المشروع ؟"
فيرد فرقد شارحاً لها خطته للمستقبل
" لا تقلقي كل شيء محسوب في رأسي ومخطط له .. اولاد اخي ناصر لهم باع طويل في تربية الدواجن وسيتكفلون بالاهتمام بالمزرعة في غيابنا .. "
ما زالت تبدو مشدوهة وهي تعاود النظر للاقفاص الشاغرة .. تتخيل عشرات الصيصان يتراكضون فيها ...
شعرت به يسحبها من جديد ليعودا لمقدمة البيت وهو يقول بصوت أجش
" الآن .. عليك الاهتمام بي .. قليلاً.."
لم تفهم مقصده ولا ما ينتويه اللحظة وهو يقودها حتى باب البيت بخطوات تتعثر بلهفته ثم يفتحه امامها فتأتيها رائحة صباغ الحائط وهي تعبر عتبة الباب ..
اغلق الباب خلفها وهو يهمس بحشرجة
" لا تقلقي .. رائحة الصباغ لن تؤذيكِ.. الشبابيك مفتوحة في.. غرفتنا.."
لكن قلقها كان من امور اخرى وذراعه تلتف حول جسدها يضمها اليه وهو يسير بها في ممر مألوف فتهمس وهي تحاول دفعه
" فرقد .. توقف .."
وصل بها لباب تلك الغرفة التي سكنتها كسجينة يوماً فيفتحها دون تأخير فتتلاشى في لحظة رؤى تلك الايام لتنسج صورة اخرى مختلفة تماما للغرفة ...
جدران الغرفة تم صبغها بلون الحليب وتوزعت بعض الرسوم البسيطة لاشجار البساتين وبضع خراف وغزلان وبلون بني غامق يعكس ألوان الاثاث الجديد ..
همس قرب اذنها واصابعه تحل ازرار عباءتها ليزيحها عنها " نسرين تجيد الرسم .."
سقطت العباءة أرضا وهاجر ترتعش بين ذراعيه وعنف مشاعره التي كبتها لثلاثة اسابيع فلم يقربها الا لقبلات متولهة او حضن دافئ في ظلام الليل ...
كانت تلهث وهو يتمادى بلمساته وقبلاته وتغيم عيناها بنظرات محمومة نحو السرير المزدوج ذو النقوش العربية المحفورة باليد ..
الشبابيك كانت مفتوحة بالفعل فيصلها ذاك الهدوء اللذيذ الذي يشعل مزاج العشاق فيزداد حلاوة بغمامة من اصوات الطيور وحفيف اغصان الشجر ..
كل هذا جعلها تقاوم وهي تتشبث بكتفيه حتى لا تنهار على صدره ...تذكر نفسها برعب تلقائي يجب أن توقف هذا لاجل صغيريها .. يجب أن تقاوم ...
يهاجم مقاومتها تلك بهمسه الحارق وهو يخلع قميصه عنه هادراً بعنف شوقه الذي لن يصطبر أكثر " الدكتورة رهف قالت .. لا مانع على الاطلاق .."
يفتح ربطة شعرها فتسرح اصابعه بين خصلات النار ويشدها وهو يلفها لفاً حول كفه بينما تتأوه بعجز لا يخلو من طفيف مقاومة متلاشية ليوبخها بعتاب العشاق " لقد جعلتني انتظر ثلاثة اسابيع رغم عدم وجود مانع .. "
يقبل عنقها وهي تشرح بتعثر استسلامها
" اخاف عليهما .. اخاف جدددا .."
يرفع وجهه قليلا ينظر لوجهها المتورد فيعدها بانفاس متقطعة " اقسم بالله سأكون .. حذراً.. هاجر .. فقط استرخي .. و.. دعيني اعشقك..ثلاثة اسابيع مروا كالجحيم ليلة بعد ليلة "
ضاعت وتركته يفعل ما يشاء..
" فرقد.. فرقـ..ـد ..."
همست اسمه مراراً وهي تضعف في حرارة حضنه ودفء وجوده ...
سأل بخشونة نبرته القروية وهدير عشقه الصاخب " هل اشتقت لحضني ..لقبلاتي .. لغرامي يا حشاشة قلبي ..يا كل الغرام انت "
مسلوبة الارادة ترتعش الكلمات على لسانها
" اشتقت .. اشتقت ..."








يتبع .......





التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 17-10-17 الساعة 08:59 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-10-17, 08:31 PM   #8880

كاردينيا الغوازي

مراقبة عامة ومشرفة وكاتبة وقاصة وقائدة فريق التصميم في قسم قصص من وحي الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية كاردينيا الغوازي

? العضوٌ??? » 126591
?  التسِجيلٌ » Jun 2010
? مشَارَ?اتْي » 40,361
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » كاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond reputeكاردينيا الغوازي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
من خلف سور الظلمة الاسود وقساوته الشائكة اعبر لخضرة الامل واحلق في سماء الرحمة كاردينيا الغوازي
افتراضي

صباح اليوم التالي (الخميس)



بشعر ناري مشعث وقميص نوم قطني يصل لركبتيها وفوقه مبذل بنفس الطول تخرج بخفين قطنيين وهي تفرك عينيها من أثر النوم وتنادي بصوت ناعس " فرقد .. فرقد ..."
تسمع رده " انا هنا .. تعالي وساعديني .."
تعبس هاجر قليلا وهي تتحرك باتجاه صوته حتى وجدته يجلس على حجر كبير عاري الصدر يلتفت نحوها مبتسماً بجذل لتشع ابتسامته وتطل نظرات وقحة من عينيه وهو يغازلها بصوت مبحوح " يليق بك العشق يا جنية وكأنك خلقت منه "
تتورد وهي تتذكر يوم الامس وجنونهما معاً معزولين عن كل البشر ..
ابتلعت ريقها وهي تنظر اليه ثم تتلاهى بالنظر لما في يده وهي تسأل
" ماذا تفعل بالمرآة في يدك ؟"
فيرفع بيده الاخرى ماكنة الحلاقة الكهربائية ويقول " أحلق رأسي.."
يغمزها بحرارة وقحة ويضيف
" تعالي.. اريدك ان تحلقي لي بنفسك"
تتحرك بحذر وهي تحاوط بطنها بحركة عفوية حتى وصلت اليه وسط الارض المعشوشبة فتقف خلفه تحذره بالقول
" يجب ان تعلم أني .. لست خبيرة .."
يضحك وهو يسلمها الآلة ويرفع المرآة ليراقب عملها كما يفترض..
شغلت الآلة وانحنت للامام لتمررها بتأن فوق رأسه بينما يدها الاخرى ترتكز على كتفه..
كانت تعبس بتركيز على ما تفعله وهي تسأل بقلة ثقة " هل هكذا جيد ؟!"
لم يكن يراقب حقاً ما تفعله برأسه .. مرآته لم تكن ترى الا خصل شعرها المتدلية التي حاذت كتفه وتلامسه .. تلك الخصل تسرق انفاسه بينما يرد على سؤالها بحشرجة
" امممم .. نعم ..."
يرفع المرآة قليلا لينظر لوجهها ويستمتع بعبوسها وكيف تعض طارف شفتها السفلى بغير رضا ثم تقول بنبرة أسف وهي توقف تشغيل الماكنة
" اظنني حلقت لك بشكل خاطئ ولسبب ما باتت هناك حفر في رأسك .. ماذا تفعل ؟!"
كان هو يمد يده لخصلة شعرها يتلاعب بها لاه بها عما فعلته هي بما تبقى من شعره فيقول بصوت أجش " شعرك هذا ... أُفٍّ منه ومن جمال لونه في الصباح .."
تبتسم لغزله لكنها ترد عليه بذكرى من الماضي
" عندما كنت طفلة .. كان شعري مثار سخرية الجميع .. الاطفال معي لم يتوقفوا عن ترديد نفس الفكاهة الساخرة حول كيس طماطم انفجر في شعري .."
رمى المرآة ارضاً ثم سحبها من معصمها واجلسها بحذر فوق حجره ينظر لوجهها بحميمة تقاربهما الفريد هذا قائلا بمزيد من الغزل
" لون شعرك الاحمر مع لون بشرتك الشاحبة .. آآآه .. لا استطيع وصف ما تفعله بي تلك الخلطة .."
تسبل اهدابها وقلبها سينفجر في صدرها ..
لمسات يديه المميزتين تمنحانها كل الاكتفاء فتلف ذراعيها حول رقبته ولا تبالي بفضح تعلقها الكامل به ...
همست له " هناك غرفة مقفلة !"
شعرت لحظة بتوتره قبل أن يسترخي وهو يرد بنبرة عادية " أجل .. فيها بعض الاغراض .. ليست لنا .. بعد .."
رفعت عينيها اليه تسأله بفضول
" ماذا تقصد ...؟ "
يراوغها بذكاء وهو يسأل ببشاشة " هل هناك اغراض تحتاجين لاحضارها اليوم؟"
فترد بجدية " مؤكد .. علينا احضار توتو وجوجو و سعيد ..."
يوبخها وهو يدق بسبابته فوق ذقنها قائلا
" كم مرة قلت لك نحن لا نطلق الاسامي على الحيوانات .. خاصة من نربيها للذبح .."
اشتعلت عيناها بالغضب وهي ترد عليه بشراسة
" من سيرفع سكيناً ناحية توتو او جوجو او سعيد سأذبحه بها اقسم بالله.. "
يضحك وهو يشدها لصدره ويقول بثقة
" سيأتي يوم وتعتادين .."
كانت مغتاظة منه لكنه وأد كل شيء في حضنه الذي تحبه فيهمس لها بلهجته القروية
" الليلة سنسهر في بر الصحراء ... انا وانت فقط.. "






مساء .. عرس منذر ودينا ..


على باب الجناح يقف منذر ببدلة العريس وهو يخفي بصعوبة تململه واحراجه من وقفته وحيداً بينما عروسه تقف على بعد بضعة امتار منذ ثلث ساعة ووالدها يأبى فكاكها!
أخذ الاب يمسد بكفه فوق الوشاح الابيض الحريري الذي يخفي شعر ابنته متسائلا بشجن
" من سيضفر لك شعرك قبل النوم ؟!"
ترفع يدها لكفه تلك فتأخذها وتقربها لشفتيها تلثمها ثم تقول بحشرجة بكاء تكتمه بشق الانفس
" ستضفره لي صباحاً عندما تأتيني لاراك قبل أن نسافر للشمال ..اليس كذلك ؟"
اطلق تنهيدة ليعود لنبرة المشاكسة قائلا
" يا ابنتي هذه فرصتك الاخيرة .."
تضحك بخفوت وعيناها تلمعان بدموع تقاومها وهي تهمس له بنبرة مؤنبة
" يا حجوج !"
يعبس قائلا بنفس النبرة الابوية الغيورة
" صدقيني لا يهمني العرس الذي أقيم ولا الناس الذين حضروه ولا حتى هذا الأحول الذي ارتضيتيه زوجاً ويقف متململاً بانتظارك وكأنه لم ير انثى في حياته .. ان لم تكوني واثقة فـ.."
تقاطعه بخفوت خشية أن يسمع منذر الحوار
" انا واثقة .."
يمط الاب شفتيه وكأنه غير مقتنع ليعبر عن عدم اقتناعه (المفترض) بسؤال مقتضب
" لا تراجع ؟"
تهز دينا رأسها تؤكد بحياء لا يخلو من الثقة..
ما زال عابساً حانق المحيا وهو ينقل نظراته الى عريس ابنته الذي يقف في الممر كتلميذ تم معاقبته ليقف قبالة جدار !
فيقول الاب لابنته كنصيحة اخيرة
" هاتفي جنب رأسي اذا احتجتِ لشيء .. "
تميل لتقبل وجنته ثم تتأبط ذراعه وتسير معه ناحية عريسها ...
العرس كان جميلاً والحضور رائعاً .. حماتها كانت راضية عنها وفخورة بها .. لاول مرة تشعرها فخورة وراضية هكذا .. دوماً اشعرتها بنوع من الرفض لها رغم تعاملها اللطيف ..
حماها طيب القلب وكان يعاملها بتقبل ولطف اكثر من زوجته .. اما حازم وزوجته ناهد فكانا لا يتدخلان بشيء وكأنهما مجرد غريبين .. لكنهما الليلة بدوا فرحين من القلب لاجل منذر ...
منذر ... آآآه .. الليلة ستعني لها كل شيء او .. لا شيء ..
اخذت تنظر اليه وهي تسير نحوه برفقة والدها .. كان ينتظرها بلهفة حقيقية ..
كم هي ممتنة له لصبره على والدها وتفهمه لطباعه ..
ابتسمت له وقلبها يخفق بجنون فيرد لها بابتسامة خاصة ونظرات لامعة تعد بالكثير الذي يجعلها تحمر خجلا وارتباكاً و.. خوفاً..
قطع عليهما تلك اللحظة صوت والدها الذي حمل نبرة التهديد " اقسم بالله إن فعلـ..."
صدمت دينا لكن منذر كان سريع البديهة وكأنه توقع جملة مشابهة من الاب الغيور ليقاطعه بالوعد الرجولي الصادق " اقسم بالله سأضعها فوق رأسي ووسط قلبي .."
لكنه لم يسلم من سخرية والدها وقد فاض احساسه بالغيرة " رأسك فوق وقلبك تحت في جانب صدرك فكيف ستفعلها يا فهيم ؟!"
أطرق منذر برأسه وهو يكتم ضحكة يائسة منه بينما تهتف دينا بحنق " ابي ! "
بدا الاب كطفل غير راض عن توبيخه ليقول وهو ينزع ذراعه من ذراع ابنته ويتكئ بالكامل على عصاه قائلا " حسن انا ذاهب .."
تغمره ابنته العروس بين ذراعيها لتؤكد عليه بصوت متحشرج مختنق النبرات تأثرا
" ان احتجت لشيء الليلة فلا تتردد لحظة بالاتصال .. اي شيء يا ابي اتوسل اليك لا تكابر واتصل بي .."
يتمتم بصوت خفيض " ليتني احتاج ! .. لكني لن افسد ليلة زفافك بتدللي عليك "
تضحك دينا بخفوت ودمعات أفلتت منها وهي تشدد من احتضان ابيها بل وتعتصره كأنها تستمد منه كل قوتها ...
سار الاب بمفرده حتى المصعد بعد أن ودع صغيرته وزوجها ..
دموعه اخيرا هطلت واغرقت وجهه ..
ضغط الزر ليطلب المصعد وهو يتمتم بعرفان
" احمدك يا رب واشكر فضلك .. احمدك يا رب واشكر فضلك .. أخيرا زوجت صغيرتي لمن يعرف قيمتها ... "






داخل جناح العروسين .. بعد نصف ساعة ..


لم يكن منذر يشعر بالارتياح اطلاقاً ، ينظر لباب الغرفة حيث أصرت دينا (بغموض) على منحها فترة لتختلي بنفسها ...
فك ربطة عنقه وسحبها بهدوء ثم وضعها على ظهر الاريكة ثم خلع سترته ليطويها ويضعها جوار الربطة ..
كان متحيراً وغير مرتاح في الآن ذاته ..
الاسبوع الاخير مع دينا لم يكن طبيعياً على الاطلاق .. كانت هادئة صامتة وكأنها تعيد التفكير بالامر برمته ...
لكنه لم يدخر جهداً لاظهار تشبثه وتمسكه بها .. بل إنه اظهر ضعفاً امامها دون ان يسيطر على ردات فعله ..
اذا غابت عنه يشتاق لرؤيتها فيركب سيارته ويذهب اليها حتى لو كان الوقت غير مناسب ويتحمل تقريع الحجوج له ، واذا تأخرت بالرد على مكالمة يغضب ويلومها ، اما اذا رآها تكلم زميلاً لها بالعمل فيشتعل غيرة و.. يغضب ايضا ...
كل هذا لانه يشعر .. بعدم الامان !
انها .. ما زالت تفكر وتعيد حساباتها الخاصة..
ابتلع ريقه وهو يتقدم ناحية الباب المغلق فيرفع يده لينقر باصابعه محدثاً صوتاً خافتاً قبل ان يقول " هل انت بخير يا دينا .. لقد بدأت أقلق عليك.. تأخرتِ كثيراً.."
هدوء تام وتسارعت نبضات قلبه عندما طال ذاك الهدوء واوشك ان يناديها مرة اخرى وسيناريوهات في رأسه أنه سيضطر لتحطيم الباب عندما سمع صوتها من خلف الباب يأتيه بنبرة غريبة تماماً وهي تقول بثبات
" سأخرج في الحال .. لكن اريدك أن تبتعد لخطوتين عني .. وتعدني بألا تقترب حتى اقول لك كل ما اريد وتسمعه جيدا"
هذه المرة نبضاته تسارعت بجنون الخوف بينما يتمتم " حاضر ..."
يتراجع للخلف خطوتين والباب يُفتح اخيراً..
الانطباع الاول طمأنه بل.. رفع معنوياته جدا واثقل انفاسه انجذاباً تلقائيا اليها ...
لكنه يتلقى اشارات غريبة منها ولا يفهمها ..
سمرتها شعت بقميص نوم حريري طويل بلون زهري فاتح وشعرها الداكن الطويل مصفف بشكل جميل ومحلول بحرية على خلف كتفيها ...
تغطي كتفيها بوشاح شبه شفاف من نفس اللون لكنه استطاع التمييز عبر شفافيته ان قميص النوم بحمالات رفيعة عند الكتفين ..
اصابعها متشنجة وهي تتشبث بطرفي الوشاح عند مقدمة صدرها مما يجعله يتوتر ويتشتت عن احساسه بها كانثى ...
رفع نظراته لوجهها يبحث عن اجابة فيتوه قلبه وهو ينظر لعينيها الواسعتين الـ..خائفتين!
سألها وهو يقاوم ليفي بوعده بألا يقترب
" ماذا هناك دينا ..؟"
كانت تبدو رابطة الجأش تشع بشيء آخر يفوق جاذبية انثى في ليلة عرسها ..
تشع بالشجاعة .. شجاعتها هذه تخلب لبه..
شجاعتها دوماً في الحق .. في العدل ...في المواجهة.. في الصبر على الابتلاء...
ابتلعت ريقها بشكل ملحوظ دون ان يخفت توهج شجاعتها ثم ... قالت بصوت ثابت عازم
" ربما ستستغرب ما سأفعله اللحظة ويعلم الله كم احتاج من قوة لأقهر حيائي وخجلي كي أفعله.."
في لحظة اسقطت الوشاح عن كتفيها لتنكشف امامه كما لم يرها من قبل ...
كان مأخوذاً بما فعلت وعيناه تمران فوق كتفيها العاريين .. الايسر املس ناعم بسمرة شهية والآخر ... جزء منه بقدر مساحة راحة الكف متعرج .. مشوه بشكل طفيف ..
بينما هو يحدق دون أن يفقه ما تريده منه كانت هي تضيف لتوضح
" هناك بعض الكريمات التي تخفي.. عيوب البشرة .. نصحتني بها طبيبة المعالجة بالليزر بل واعطتني واحداً لاجل .. ليلة عرسي.. لكني لم استخدمه .. اريدك ان تمعن النظر هكذا وتستوعب حقيقة ما تراه لانك ستراه لوقت طويل اذا .. اخترت أن تكمل طريقك معي .. "
ألم قاتل اوجع قلبه وهي تقف فخورة شجاعة امامه هكذا وتقول المزيد " إن اخفيته عنك الليلة سينكشف غدا .. لذلك عليك ان تعرف الحقيقة .. اقصد .. عليك ان تراها بعينيك وتحكم بنفسك .. "
رفعت ذراعيها المغريين لتلم شعرها الكثيف وتجمعه كله فوق كتفها الايسر السليم تاركة الايمن مكشوفاً أكثر تحت اضاءة الجناح البراقة .. ثم أرخت ذراعيها الى جانبيها قائلة بقرار لا رجعة فيه ولا في جديته " لن تلمسني الليلة ولن أكون لك الا اذا شعرت وصدقت أنك تتقبلني هكذا... "
ما زال صامتاً يسمعها وعيناه تمران ببطء فوق كتفها الايمن ثم تصعدان لعنقها ليلمح أثرا بسيطا جدا من بقعة صغيرة رآها مرارا حتى نسي وجودها ثم تعود عيناه لتهبطا الى كتفها الايمن وهو يسمعها تضيف ببعض التوتر هذه المرة وكأنها استنزفت شجاعتها
" صدقني انا قوية كفاية لاتقبل انهاء الامر الآن .. لكن .. ان اصبحت زوجتك حقا فلن احتمل ان تصد عيناك عني .. مشمئزا او كارهاً لما تراه .."
رفع عينيه اخيرا لعينيها قائلا بصوت أجش
" هل استطيع أن اقترب الآن؟"
ارتعشت شفتاها اللامعتان بأحمر شفاه بلون التوت بينما تهز رأسها بـ(نعم) ...
اقترب منذر وقلبه يخفق بعاطفة طاغية كأنها اجراس الفرح تقرع لتغني حواسه على انغامها فتحكي حكاية اخرى مختلفة عن كل حكاوي العشق والهوى ..
وقف امامها يرفع كفيه بارتعاشة شوق لم تفهمها هي وتلك البراءة الفاتنة تشع من عينيها ..
يبتسم وتلتمع عيناه الرماديتان عندما رآها تغمض عينيها حالما لامست كفاه جانبي عنقها..
ثم يمرر ببطء راحتي كفيه من عنقها الى كتفيها .. الايمن والايسر .. لا يهم ان كان احدهما مختلف بملمسه ومنظره عن الآخر .. كلاهما يعود لامرأته وعروسه وبهجة قلبه ...
كان يزيح الحمالتين بوقت واحد ليتدليا على اعلى ذراعيها فتهمس باعتراض عفوي
" لا .. لحظة .. من فضلك.."
لم يعد يستمع اليها وهو ينحني ليلمس بقبلته اول جزء منها ..
تلك البقعة التي تخشاها من الكتف الايمن..
تأوه شوقاً ومشاعره تتفجر دفعة واحدة لتزداد قبلاته جرأة وحرارة وهو يلف ذراعيه بتملك حار حولها يشدها اليه بتشبث عاشق بينما هي ما زالت تعترض بخجل وحياء ليهمس بضجيج المشاعر الحارة التي أفلتت منهما معاً
" ابدا حكايتنا ليست ككل الحكاوي.."


تم تنزيل الفصل الأخير في ظروف شديدة الصعوبة أتمنى أن يسعد الجميع وأجد تعليقات مفرحة وتفصيلية على الفصل الأخير

الخاتمة سيتم تنزيلها الأسبوع المقبل بإذن الله مع رابط تحميل الكتاب الالكتروني للرواية كاملة




التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 17-10-17 الساعة 09:01 PM
كاردينيا الغوازي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:05 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.