رياح الذكريات (110)- غربية حصرية -للرائعة: Roqaya Sayeed Aqaisy*مميزة*كاملة+الروابط*

[Roqaya Sayeed Aqaisy]

الفصل طويل مثل ما طلبتو حبيباتي



الفصل الرابع

...........................
كان العمل في المزرعة في بداية الأمر شاقاً ومتعباً يعمد روسيندرو إلى اعطائها كل ما هو متعب لكنها لم تشتكي أو تتذمر كانت تقوم بما عليها على أتم وجه .. المزرعة لم تكن واسعة جداً تحتوي على حظيرة صغيرة وضع بها بضعة خيول وحظيرة أخرى للماعز وقن للدجاج كانت تجمع البيض كل يوم ... فقط حلب الماعز هو ما كان صعباً في البداية .. لازالت تذكر أول مرة حلبت بها الماعز كاد قلبها أن يتوقف من الخوف في ذلك اليوم كان روسيندرو مرحاً يراقبها بتسلية وهي تحاول باستماتة أن تحلبها إلى أن أشفق عليها تقدم ليعلمها كيف تفعل ذلك وبعد عدة محاولات نجحت أخيراً يومها تقافزت فرحاً وكأنها أنجزت شيئاً عظيماً لم تكن تعرف أنه يراقبها بعينٍ واحدة تلمع ببريق العطف والحنان كانت تبدو أمامه كطفلة صغيرة ..
أعجب روسيندرو بقوة عزيمتها وصبرها على ما يمليه لها من أوامر فلقد بدت له منذ الوهلة الأولى أنها ضعيفة ورقيقة لن تحتمل هذا العمل المتعب يديها ناعمة وأظافرها المتناسقة تدل على رقتها ...
تباً ما شأنه بأظافرها !! لماذا ينظر لها من الأساس ؟!!
بعد مرور عدة أيام على العمل تغيرت معاملته قليلاً أصبح يعطيها أعمالاً أقل جهداً ..
تعرفت لارا عليه عن قرب لمست ألمه ووحدته شعرت بمدى حاجته إلى الصحبة إلى شخص يتكلم معه لكن كبريائه يمنعه من الاختلاط مع الأخرين !! ترى لماذا يفضل العزلة ؟!... أبسبب جروحه وعرجه .. لكن هذا ليس سبباً مقنعاً للاعتزال ؟!!
روسيندرو عبارة عن إنسان يائس يحاول إيهام الجميع بأنه معقد وشرير إلا أنه ليس كذلك أبداً !!
........................
.............
تقف أمام الموقد تقلب الطعام فمن ضمن أعمالها التي تقوم بها هي إعداد الطعام ....صحيح هي لم تكن تعرف كيف تطبخ غير أنها كانت تسأل جدتها ببراءة تركز على كل كلمة تقولها وتطبقها وقد كان الطعام يعجبه ويثني عليه بكلمات مقتضبة تجعل قلبها يتراقص سعادة ... ساعات العمل كانت منذ الصباح إلى الساعة السادسة مساءا ...وهذا يناسبها تماماً تعودت على المزرعة حتى الكلب أصبح يحبها ويتقافز حولها ما إن يراها .. ضحكت وهي تتذكر نفسها عندما قبض عليها أين كان عقلها عندما اخترعت له كذبة القطة !!!
" لارا هل تعرفين كيف تمتطين الخيل ؟!"
اخترق صوته الخشن الصمت المدقع في المطبخ ... التفتت تنظر له بتعجب لتجيبه بتعلثم :
" أ..جل ... قليلاً "
أجابها بلطف جعل أنفاسها تحبس بصدرها :
" إذن مارأيك بجولة ؟!فقد توقف الثلج عن الهبوط اليوم وفكرت أن نستغل هذه الفرصة !"
نظر لها بعينه الحادة التي كانت تفتقر لحدتها الآن فقد أصبحت حانية على نحو غريب :
" هل ستأتين ام لا ؟!"
أومأت بالموافقة غير أنها تذكرت الطعام فقالت بخيبة أمل :
" لكني لم أنهي الطعام بعد "
قال لها بمرح جعله يبدو أصغر سناً :
" لابأس أكمليه بعد عودتنا هيا بنا لقد جهزت كل شيء "
أطفأت الموقد وخلعت مئزر المطبخ ثم سارعت لارتداء معطفها الصوفي وقفازاتها وقالت بعينين مبتهجتين شقيتين :
" جاهزة "
نظر لها قليلاً ثم قال بخشونةٍ :
" إتبعيني"
شعر بخطواتها المتحمسة خلفه لا يعرف مالذي دهاه ليطلب منها التنزه قليلاً !! لكنه أراد أن يكسر حاجز الخوف والرهبة الذي يبدو جلياً في عينيها ما إن تراه ! لقد أصبح يضع الرقعة السوداء على عينه المفقوعة من أجلها فقط حتى لا تشمئز من مظهرها البشع ! هكذا بررت الأمر لنفسها فهو لا يتحدث عن خصوصياته أبداً.
.................................................
وقفا أمام النهر بعد جولة بين ربوع التلال المغطاة الثلجية .. كانت لارا تمسد على ظهر الحصان وهي تنظر له بطرف عينها يرتدي قبعه عريضة تغطي نصف وجهه لم تتبين ملامحه جيداً غير أنه من الواضح كان مسترخياً ... يراقب هو الأخر منظر أوراق الشجر الصفراء التي تسير مع النهر الصافي ...
أغمض عينه وتنفس بعمق مرهفاً السمع يشعر بالسكينه والراحة ... كان منتبه لحركاتها الرقيقة ... أي حركة تصدر منها تجذبه إليها حتى حفيف ملابسها عندما تتحرك !!
إنها رائعة وجميلة جداً بشرتها صافية شفافة وعيناها خضراء زاهية بلون العشب ... شفتيها ممتلئة ووردية ... عندما تنظر له يشعر بمشاعر غريبة لم يجربها أبداً !!
مشاعر تجعل أمعائه تتقلص بصورة لم يألفها وحاجته الذكورية تستيقظ من سباتها تطالبه بتقبيلها وحملها لغرفته ليمارس الحب معها مراراً وتكراراً إلهي هل ما يجري له طبيعي أم هو فقط جنون الوحدة التي فرضها على نفسه !!!!!!
كانت ترغب بمعرف أي شيء عن ماضيه ... كيف جاء هنا ؟!خاصة بعد أن عثرت بالصدفة بينما كانت تنظف غرفة المكتب على صورة له وهو يرتدي الزي الخاص بالجيش وخلفه العلم البريطاني كان يقف بزهو وكبرياء ابتسامة عابثة تزين ثغره كان يبدو سعيداً مرحاً ومحباً للحياة .. إذن هو يعمل في الجيش ؟! مالذي أصابه ليتغير هكذا ويصاب بهذه الجروح ؟!
أجلت حنجرتها وقطعت الصمت قائلةً ببراءة :
" هل تسكن في القرية منذ وقت طويل ؟!"
كان يبدو شارداً غير أنه التفت لها بسرعة وهو يرفع قبعته قليلاً ليتضح ملامح وجهه المبهمة ليجيبها باقتضاب :
" بضع سنوات ... ربما سنتين "
حدقت به بنظراتٍ ثاقبة .. هذا الرجل فعلاً لغز محير فرغم وجودها منذ عدة أيام في منزله إلا أنها لم تستطع أن تكشف ولوالقليل من ماضيه أو عائلته أو أي شيء حوله ... فقط تلك الصورة اليتيمة هي ما عثرت عليه
وكأنه يحيط نفسه بسور عالي جداً يصعب اختراقه بل إن اختراقه لشي مستحيل ... غامض بدرجة كبيرة .. لكنه ليس مخيفاً أبداً ... لماذا يطلقون عليه لقب روسيندرو المرعب ؟!!
عندما تأتي صباحاً يكون مستيقظاً وقد أعد فطوره وغسل أطباقه .. لا يخرج من المنزل سوى إلى اسطبل الخيول فقط !!
تمعنت النظر ناحيته تلتهم عرض كتفيه جثته الضخمة ووجهه الجامد العابس دائماً .... رغم أن وجهه مليئ بالجروح والقطب إلا أنه مميز ومثير جداً جداً تفوح منه رائحة رجولية عطرة ... أفضل من مئات العطور الغالية .. عضت على شفتها ووجهها يحتقن بقوة وهي تتخيل أنها ممكن أن تتوسد هذا الصدر الصلب تلمس تلك العضلات النافرة التي تكاد تقطع القميص الذي يرتديه ..
( يالي من بلهاء تمتمتها )
وهي تنظر أمامها بخجل بعد مرور بعض الوقت عاودت سؤالها بنبرة فضولية :
" أليس لديك عائلة ؟ أقصد أشقاء أو شقيقات ؟!"
نظر لها وهو يضيق عينه ثم قال بصوتٍ أجوف :
" كلا"
قالت بتعجب :
" ألا تملك أي أحد أبداً ؟!"
أجابها باقتضاب :
" لا"
سألت ببراءة وهي تنظر له :
" لقد رأيت بيانو في الغرفة العلوية هل هي لك ؟! أقصد هل تجيد العزف على البيانو ؟!"
سألها بجمود وهو يستدير نحوها :
" إلى أين تريدين الوصول بفضولك لارا ؟!"
أجابت بتعلثم وخجل :
" لاشيء طبعاً نحن نتكلم فقط"
أجابها بحدة صارمة :
" وأنا لا أرغب بالتكلم عن شيء يخصني أمام أي أحد .. يبدو أنني أخطأت عندما طلبت منك مرافقتي في جولة !!"
تباً لها من غبية أكان عليها أن تسأله قالت بنبرة آسفة :
" أنا آسفةً سيدي صدقني لم أكن أنوي التطفل "
نظر لها ببرود ونفور ظهر جلياً في عينه ثم تأكد من اعتدال السرج قائلاً بلهجة آمرة :
" الوقت تأخر هيا لنعود "
امتطى صهوة حصانه بصمتٍ واستدار ليقوده إلى ناحية المزرعة تنهدت بيأس وهي تحذو حذوه إنه حريص جداً .. حسناً هي لن تستسلم حتماً ستجد طريقة لتعرف سره ليست ممن يستسلمون بسهولة !!
........................................
البيانو !!!
منذ متى لم يعزف على البيانو ؟!
ربما قبل الحادث ببضعة أسابيع .. كان شغوفاً بالعزف تعلمه عندما كان في الملجأ وهو ابن العشرة أعوام أذهل مدرس الموسيقى لكن أحداً لم ينتبه لموهبته ... فبقيت هذه الموهبة سراً لا يعرفه أحد ... كان يعزف ساعات وساعات في منزله ليلاً في غرفة عازلة للصوت لكيلا يسمعه أحد ... يشعر بالراحة ما إن تلامس أصابعه مفتاح الموسيقى .. هذا الجانب من حياته لم يعرفه أحد سوى صديقه المقرب جون فقد كان يقول له دائماً بجدية :
" لماذا لا تشارك في مهرجانات ومسابقات متأكد من أنك ستحصل على جوائز قيمة "
إلا أنه كان يجيبه بضجر :
" هي مجرد متنفس أخرج به طاقتي السلبية عندما أكون حزيناً أو سعيداً فالبيانو خير طريقة لي للتعبير عما أشعر به "
لقد حافظ على سره كأنه من الأسرار الحربية الخطيرة ... الكل كان يراه من الخارج روسيندرو المرح المتفكه المحب للحياة .. سالب عقول النساء وخاطف قلوب العذارى ... لم يره أحد من الداخل أبداً رغم حبه للحياة إلا أن له أسرار خاصة كشغفه بعزف البيانو .. لارا ذكرته بتلك الأيام التي كان يقضيها بالعزف لساعات دون ملل ... آهٍ يالها من ذكريات همسها بشجن وهو يعتدل جالساً على سريره .. أطرق رأسه قليلاً ثم تنفس بعمق قبل أن يقف و يسير باتجاه الدرجات ليرتقيها بصعوبة .. تباً له لماذا أمر بوضع البيانو في الطابق العلوي عندما انتقل حديثاً إلى هنا ؟! ...وصل إلى الغرفة بشق الأنفس فتح الباب بتردد ثم دلف إلى الداخل ببطء شديد .. الغرفة كانت باردة وكئيبة الضوء الشاحب للسحب يدخل عبر النافذة ليلقي بظلاله البشعة على الأثاث المتروك والمغطى بقماش أبيض .. حركة الأغصان العارية وهي تتحرك تصدر صوتاً مزعجاً تلامس شغاف القلب وكأنها تشاركه حزنه وهمومه ... رائحة المكان مشبعة برائحة الذكريات البعيدة .. تلك الذكريات التي رحلت ولن تعود أبداً ... تقدم من البيانو بخطواتٍ ثقيلة جداً وكأنه يسير في بركة من الوحل اللزج .. مد يده ليزيل الغطاء القطني عن البيانو الأسود .
ابتسم بمرارة ومرر أصابعه الطويلة على الخشب اللامع .. جلس على المقعد ثم فتح غطائه ... بالكاد لمس المفاتيح الموسيقية وكأنه يخشى على أصابعه من الاحتراق ... لمساته كانت ناعمة جداً ... ضغط على إحداها فأصدرت صوتاً تردد صداه بعقله وروحه قبل أن يتردد في أرجاء الغرفة ...لا إرادياً امتدت يده الأخرى ليبدأ العزف وهو مغمض عينه .. أصابعه راحت تسرع في العزف تارة يصعد وتارة ينخفض في الألحان لتنساب المعزوفة كأنها تراتيل سماوية عذبة ... لحنه الذي اختاره كان حزيناً جداً تماماً كروحه الهائمة التي لم تجد مكاناً تأوي إليه منذ زمن بعيد !
انسابت الألحان الشجية إلى أذنيها فتركت الصحن الذي كانت تقوم بتجفيفه وتبعت الصوت بعجب وذهول ممزوج بالسعادة ... صعدت الدرج بخطوات هادئة وكأنها لا تريد أن تعكر صفو الألحان الرائعة التي يتردد صداها بأركان المكان .. كان الباب مفتوحاً على مصرعيه .. بقلب يخفق بشدة وقفت جانبه تنظر له ببطء وعينيها الخضراء غارقة بالدموع راقبته وهو مغمض عينه وأصابعه الرشيقة تتسابق على لوحة المفاتيح بانسيابية رائعة اتكأت على ظهر الحائط بجانب الباب وهي ترجع رأسها إلى الوراء ودموعها تهبط دون إرادة ... لحنه كان مؤلماً .. مؤلماً لدرجة أن قلبها كان يخفق بألم شديد رغماً عنها ... إنها تشاركه حزنه فهما متشابهان من حيث الألم والوحدة والحزن !!!
لم تعرف أنه قد أنهى المعزوفة منذ فترة ... فتحت عينها الغارقة بالدموع لتصطدم بعينه اللامعة هل هناك دموع متراقصة بعسل عينه الحمراء ... بادلها النظرات بينما قلبه كان يقرع بشدة ... وكأنه على وشك الانفجار .... ينظر لتلك الحسناء الرائعة التي تقف وهي متكئة على الباب ... قميصها كان منحسراً على منحنياتها الخلابة مقدمة صدرها ظاهر من فتحة .. وبنطال الجينز ملتف حول ساقيها وردفيها الرائعان راسماً أجمل تقاسيم أنثوية ممكن أن يراها ويفضلها على المئات من عارضات الأزياء النحيلات ... إنها امرأة متكاملة بحق .. رائعة .. وخلابة ... ملائكية الوجه لدرجة موجعة قلبه يأمره بالارتشاف من بحر أنوثتها إلى أن يرتوي ... وعقله ينهيه عن التقدم والمبادرة بالتودد لها لكي لا يهين كرامته و يصطدم برفضها !!
هذه المرأة حركت داخله مشاعر لم تحركها حسناوات لندن اللواتي رمين أنفسهن تحت قدميه ..
همست بخفوت :
" روسيندرو "
ارتفعت زاوية فمه بشبح ابتسامة وهو يبادلها النظرات الغامضة اقترب منها ببطء حتى شعرت بصلابة عضلات صدره القوية تلامس صدرها العارم .. أنفاسه كانت تلفح وجهها رائحته الرجولية تغلغلت إلى رئتيها غمضت عينيها ثم فتحتهما لتصطدم بعينه .... لوهله ظنت بأنه سيقبلها غير أنه ابتعد ونظر لها لعدة دقائق قبل أن يغادر بهدوء كأنه فهد متربص .. تاركاً فريسته تلتقط أنفاسها بصعوبة وقلبها يدوي بصخب وكأنه سيتوقف لا بل هو توقف عن الخفقان همست بحالمية :
" ما كان ذلك بحق الرب هل هو حلم أم حقيقة ؟!!"
تنهدت بخفوت تتطلع بأثره شاردة .. روسيندرو مثال للرجولة والخشونة البدائية التي أصبحت تتوق لأن يحتويها بين ذراعيه .. لمرة واحدة فقط ...
...............................................
بعد ذلك اليوم أصبح صوت البيانو يتردده صداه كل يوم في أنحاء المنزل كانت سعيدة جداً بالتغيير الذي طرأ على روسيندرو حتى وإن كان لازال يحتفظ بجموده وتباعده عنها .. المهم أنه خرج قليلاً من قوقعته الصلبة التي يحيط نفسه بها ...
كانت تمسح الغبار العالق على رفوف الكتب عندما ألقت نظرة ناحية غرفته المقفلة .. أبداً لم يسمح لها بتنظيفها ولو لمرة واحدة ... ألقت قطعة القماش من يدها وأسرعت تنظر من النافذة لتتأكد من أنه لازال مشغولاً في المزرعة .. حسناً إنها فرصتها ... دلفت إلى غرفته وأغلقت الباب ورائها بحذر ...تجولت بنظراتها في أرجاء الغرفة ... كانت قاتمة جدارنها طليت باللون الرمادي إلهي كيف يمكن لأحد أن يطلي غرفته بهذا اللون الكئيب ياله من ذوق بشع ... همستها واتجهت نحو فراشة الذي رتب بعناية شراشف سوداء ستائر قاتمة أيضاً ... فتحت الجارور المجاور لسريره فشاهدة حزمة من الصور المبعثرة قطبت وأخرجتها بيد مرتجفة ... قلبتها الواحد تلو الأخر كلها كانت له وهو بزيه العسكري كم بدا جذاباً ورائعاً ووسيماً ... وجهه يضج حيوية وتفائل ..ابتسامة واسعة وسعيدة وعيناه .... تنهيدة عميقة وحالمة صدرت منها وهي تتمتم :
( كم هما جميلتان بلونهما العسلي ..)
كانت هناك صور أخرى له مع شاب وسيم أشقر و امرأة رائعة الجمال يقفون بمرح وكأنهم عائلة واحدة ... ترى من هم ؟! ومن هي تلك الفتاة التي تحتضن ذراعه بهذه الأريحية والألفة ؟! قطبت بانزعاج وأعادت الصور إلى مكانها .. سمعت صوت خطواته العرجاء تقترب فزت واقفة وقد هربت الدماء من جسدها ...
( أين أختبئ ؟!)
همستها بحيرة وهي تنقل بصرها يميناً ويساراً أسرعت لتختبئ خلف الستائر وهي تدعي وتتلو صلاتها بصمتٍ ألا يكتشف وجودها !!!
حبست أنفاسها عندما سمعت صوت مقبض الباب يفتح ثم يدلف روسيندرو وهو يتمتم بكلمات غاضبة كان يتحرك هنا وهناك بدا كأنه يبحث عن شيء ما فجأة رهن هاتفه ... سمعته يجيب بملل :
" أهلاً جون كيف حالك ؟!"
صمت قليلاً ثم أجاب بتهكم :
" أنا بخير شكراً لسؤالك "
عاود الصمت من جديد ثم همهم معترضاً :
" لا داعي لذلك لا تتعبأ نفسيكما أنا بخير صدقني .."
تنهد باستسلام :
" حسناً حسناً جون إفعل مايحلو لك إلى اللقاء "
أغلق الهاتف وخرج مغمغماً بكلمات تنم عن استيائه ... ما إن خرج من الغرفة حتى أطلقت نفساً عميقاً وهي تضع يدها على صدرها همست براحة :
" شكراً للرب لم يكتشف أمري .."
غادرت الغرفة بسرعة بينما عقلها يفسر ما قاله ... ترى من هو جون ومالذي أراده منه !!
.................................................. ........

كان يجلس في مكتبة يطالع كاتباً يتحدث عن التاريخ القديم فهو أصبح يجد متعة في القراءة ....فهي متنفسه الوحيد الذي يجد به العزاء لوحدته .. سمع صوت دخولها الصاخب الذي عكر صفو الهدوء كانت تحمل القهوه وضعته امامه ثم بدات بترتيب الكتب المبعثرة على الطاولة بينما صوت غريب يصدر منها مع كل حركة تقوم بها ... قطب وهو يحاول التغاضي عن الصوت المزعج الذي سبب له التشتت رفع رأسه ناحيتها قائلاً بانزعاج واضح :
" ماهذا الصوت الغريب الذي يصدر منك لارا ؟ّ!!"
وقفت بسرعة وقد احتقنت وجنتاها بشدة قالت بخجل وصوت متعلثم :
" إنه ... إنه ... إنه صوت ....الـ .. الـ "
حثها بتململ :
" أجل صوت ماذا ؟!!"
ابتلعت ريقها وقالت بخفوت وهي تسبل أهدابها :
" إنه صوت .. الـ .... الكيس البلاستيكي "
رفع حاجبه بتعجب مثير للضحك ثم قال بحذر وهو يراقبها بانتباه :
- كيس ماذا ؟!! وأين تضعيه ليصدر منه هذا الصوت !!!
أجابت بابتسامة مرتبكة ومتوترة وهي تعبث بأصابعها والصوت المزعج يعود من جديد مع حركتها :
" ألفه حول بطني !!"
قال بذهول :
" أين ؟؟"
لتعاود الإجابة ببرائة :
" حول بطني "
أمال رأسه بلاهة وضيق عينه :
" ولماذا تلفين كيساً بلاستيكياً حول بطنك لارا !! هل أنت مريضة ؟"
هزت رأسها قائلة بجدية :
" لقد سمعت في برنامج تلفزيوني أن الكيس البلاستيكي إذا لف حول منطقة البطن فإنه سوف يساعد بفقد الوزن الزائد بسرعة أكبر ويحرق السعرات الحرارية أنه يعتبر نوع من أنواع الحمية !!"
أجابها بذهول وهو غير مصدق لما يسمع لماذا تريد أن تنحف هذه المجنونة فهي تمتلك قواماً يدعو الناسك إلى الخطيئة :
" ولماذا تريدين أن تفقدي من وزنك لارا ؟!أنت لا تحتاجي لفقدان الوزن أبداً جسدك رائع ..."
تدارك نفسه عندما رأى الصدمة مرسومة على وجهها من جرائة كلامه :
" أقصد أنا أرى أن جسدك جيد لايحتاج لأن تلفي كيساً بلاستيكياً سخيفاً حوله "
أجابت بسعادة وهي تشبك أصابعها وتضمها لصدرها :
" حقا ؟؟؟ حقاً سيدي أنت ترى أن جسدي لا يحتاج إلى التنحيف !!"
أجابها مؤكداً :
" بالتأكيد لارا "
هتفت بحماس قبل أن تغادر بسرعة :
" حسناً سيدي سأتخلص من الكيس في الحال "
خرجت من أمامه بسرعه البرق ... هز رأسه بابتسامة حانية تلك الـلارا أضفت على المنزل وعلى حياته خاصة جو من المرح والتسلية لقد عرف منذ المرة الأولى التي رآها بأنها ستكون مصدر تسلية له .. انتفض بفزع على إثر هتافها اللاهث وهي تدلف من جديد إلى المكتب :
" شكراً سيدي ... شكراً لأنك ترى جسدي لا يحتاج إلى حمية "
ثم قالت بجدية مضحكة :
" سأصنع لك أشهى كعكة شكولاة ممكن أن تأكلها بحياتك .."
أومأ بابتسامة واسعة ارتسمت بوجهه رغماً عنه ثم عاود القراءة من جديد
.................
دلفت إلى المطبخ وقلبها يخفق من شدة السعادة ... ضحكت وهي تغطي فمها بيديها همست بعدم تصديق :
" قال إن جسدي رائع ولا يحتاج لحمية !!!"
نظرت للكلب الذي وقف كالعادة يراقب ما تفعله بكسل كأنه يشاركها أفكارها المجنونة حيث أصبحا صديقين تحكي له عن يومها وكأنه سيفهمها ويجيب عليها !!!"
" ميكو لقد قال إن جسدي رائع "
جثت على ركبتها وعانقت الكلب بقوة وهي تقول بسعادة :
" أنا سعيدة سعيدة سعيدة جداً جداً أريد أن أقبل الأرض والسماء والثلج والطيور والأشجار وأقبلك أنت أيضاً ميكو .."
ثم طبعت قبلة صاخبة على وجه الكلب لتقف وهي تصفق بسعادة :
" والآن علينا أن نبدأ بإعداد كعكة الشيكولاتة اللذيذة .."
بدأت تدندن لحناً مرحاً وهي تنتقل بين أرجاء المطبخ بسعادة وكأنها فراشة .. لأول مرة بحياتها يخبرها أحد ما بأن جسدها جميل ... روسيندرو قال إن جسدها جميل !!!
إن بقيت تفكر بكلامه كثيراً ستصاب بأزمة قلبية من شدة سعادتها لا محال !!
......................................
نهايه الفصل الرابع

[Roqaya Sayeed Aqaisy]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 19 ( الأعضاء 8 والزوار 11)
‏Roqaya Sayeed Aqaisy, ‏سوما 333, ‏اجمل غموض, ‏blackangel, ‏[email protected], ‏hacer, ‏eithar, ‏suzyy




مساء السعادة لعيونكم اقرو وتعاطفو مع روسيندرو ....قراءة ممتعه يارب

[Roqaya Sayeed Aqaisy]

منورين يلحبايب ... شوفو يعيوني لو عجبكم الفصل اتركو تعليق لو ماقدرتو لايك لو ماقدرتو اعطوني رائيكم بالفيس
لو ما قدرتو خلاص بلاها ماريد اتعبكم ههههههههههههههههه والزوار خليت الفصل مفتوح لعيونكم

[Roqaya Sayeed Aqaisy]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 49 ( الأعضاء 12 والزوار 37)
‏Roqaya Sayeed Aqaisy, ‏anabel85, ‏أم بونبون, ‏سنوويت, ‏ام مامون, ‏سوما 333, ‏fatma ahmad, ‏اجمل غموض, ‏[email protected], ‏hacer, ‏eithar, ‏suzyy

[fatma ahmad]

تسلم اديكي يا روكا الفصل جميل لارا ابتديت انها تطلع رسيندرو من القوقعة بتاعته هو معجب بيها جدا ونفسه يقرب منها بس خايف احسن تصدمه برفضها رنفورها انا شايفة انه عايز بس شوية وقت وثقة بنفسه وهيعترفبأعجابه ولارا كمان مجرد كلمة ان جسمها حلو خلاها طايرة في السما هنشوف هتعمل ايه لو روسيندرو قال انه معجب بيها

[googlegoogle]

وواااوووو فصل جنون... ربي ما يحرمنا منك

[ريبانزيل]

مساء الخيرات على اجمل روكا في الدنيا ...اخيراً السيد روسيندو قرر يبتسم , مش راح ترتاح ست لارا إلا حتى يضحك ويقهقه من الضحك انا واثقة ....كان بدو يعاقبها على تطفلها على حياته فاجبرها على العمل بس هلأ هي غزت حياته تماماً وبدأت تترك اثرها على نفسه ,خلته يرجع يعزف البيانو ولسة شو راح تعمل معاه ...
وهو المسكين ماسك نفسه بالعافية من انه يروح ويقبلها ,معجب فيها وبجسدها المغري الي برأيه يغري الناسك والراهب وهو لا ناسك ولا راهب شو راح تعمل فيه يا لارا .؟؟
وهي ماكانت واثقة من نفسها وبكلمة منه عن جمال جسدها خلتها تطيييير من الفرحة
فكرة الكيس عجبتني ذكرتني لما عملت مرة زيها هههههه فكرة سخيفة عن جد كل ما يتحرك الانسان يطلع صوت ههههه
الفصل لذيذ وممتع وما نشبع من لارا ورسيندو مستنيهم على نار حتى نعرف السيد روسيندوا راح يظل ناسك ولا لأ ههههههه....مشكورة روكا قصة لذيذة مثلك

[Märäĥ sämį]

فصل رومانتيك رورو ...
حبيت دخولها لحياته بلطف وتدميرها اول يور لحاجه اكيد لسى قدامها معه أسوار كثيره بي جد جد حبيت رجوعه للعزف بسبب شغف الحب الي بدأ يباغته...
ابدعتي رورو و يعطيكي الف عافيه يا حبي

[ام زياد محمود]

واخيرا دفعت ثقة للارا روسيندرو ادى للارا الثقة اللى هى مفتقداها فى حياتها خلاها تحس ان تخنها شئ عادى ومش حاجه مشوهه ولازم تقف ادمها كتير وتوقف حياتها على انها بس تفكر انها تخلص من الحاجه دى وهى اديته فرصة انه يستعيد جزء من الماضى اللى سابه وراه بعزفه على البيانو وبداية تغير ملحوظ فى علاقتهم هو بدأ يقبل وجودها ويحن عليها بس ربنا يستر من فضولها وما يوقعهاش فى مشكلة معاه وياترى جون اما يجى هيحصل ايه
فصل فى منتهى الجمال ياروكا فى انتظار القادم ان شاء الله

[ام زياد محمود]

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 33 ( الأعضاء 9 والزوار 24)
‏ام زياد محمود, ‏الشوق والحب, ‏nassa25, ‏شمسسن, ‏ليلى 55555, ‏لارا القاضي, ‏امونتى المسكرة, ‏ام شیماء, ‏شوشتة