آخر 10 مشاركات
ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          554 - حب بلا أمل - catheen west - د.م (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          نقطة، و سطر قديم!! (1) *مميزه و مكتملة*.. سلسلة حكايات في سطور (الكاتـب : eman nassar - )           »          الصقر (50) The Falcon للكاتب اسمر كحيل *كاملة* (الكاتـب : اسمر كحيل - )           »          [تحميل] انتقام أعمي ، للكاتبة/ عبير ضياء " مصريه " ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مصابيح في حنايا الروح (2) سلسلة طعم البيوت *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : rontii - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          قلوب تحترق (15) للكاتبة الرائعة: واثقة الخطى *كاملة & مميزة* (الكاتـب : واثقة الخطى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام

Like Tree18Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-09-20, 11:50 PM   #621

تلوشه

? العضوٌ??? » 334542
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 199
?  نُقآطِيْ » تلوشه is on a distinguished road
افتراضي


منتظرين علئ أحر من الجمر



تلوشه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 02:49 PM   #622

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

و اخيرا راح تكمل الروايه
هرمت من اجل هذه اللحظه
ياااااه اشتقت اشتقت


ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 03:33 PM   #623

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادي عشر :
بعد مرور أسبوع
الخميس مساءً ..
متكئة على حافة باب النافذة بينما تتطلع للهدوء الذي يعم مساء الحي .. لا يقاطعه سوى مواء قطة خالتها خلفها .. بينما كلمـات اسيا تكرر من جديد داخل رأسها ..
"اعلم انه من المستحيل ان يحبك ..او ان تجمعكما علاقة ولكن نظراته ضحكته الموجة لك اثارت جنوني اثارت نيراني غضبي كالكسيحة كنت وانا اره يمنعني عنه يحرمني منه وانت تحضين بتفاصيل اصبحت احلم بها ... اقسم لك فضة اني لا اشك بك اعلم انك لست نوعه ولن ينظر لك ولكن اخبريني اريحي قلبي فقط بالله عليك ؟؟؟"
كلمات وضعتها عارية امام واقع حالها ...وكأن الحياة قد نصبت لها من يعيدها لارض الواقع ولكن بعنف شديد ربما ...
" اقسم لك فضة اني لا اشك بك اعلم انك لست نوعه ولن ينظر لك " ....
اقتربت القطة من قدمي فضة تتمسح بساقها بينما ما زالت كلا عينيها ثابته على ما خارج النافذة ... تفكر وتعيد تحليل الكلمات التي تعرها ججيدا ولكن ما ابغض ان يعري حقيقة مؤلمة بالنسبة لك شخص آخر بقسوة غير مقصودة او ان هذا ما رأته بكلمات اسيا الصريحة ...
"فضة .."
التفت لصوت خالتها مبتعدة عن النافذة ..
" عيونها ..."
اقتربت خالتها منها ...
"مابالك ..صامتة من يومين ولا ارى منك اي كلمة ..."
ابتسمت فضة بخداع واضح لخالتها :
"لا شيء انما اعاني من بعض الصعوبات في دراستي ..."
كادت خالتها ان تجادلها بصحة ذلك الا ان صوت جرس الباب قد صدح فجأة مما جعل فضة تغمغم وكانها وجدت مهرباً من عيني خالتها التي كادت ان تنطق تكذيب كلماتها ...
"سأذهب لأرى من الطارق ...."
تحت ففضة الباب بعدد ان تطلعت بالعين السحرية للباب ... وبان لها حيدر حاملاً بين يديه مجموعة اكياس ...
"اهلا اهلا بالحامل والمحمول .."
ابتسم حيدر بينما يتطلع بها بحب لتسمح له فضة بالمرور مبتعده عن الباب .. وضع الاراض على طاولة الصالة لتقترب فضة من الاكياس ممغمة بدلال وكلها يريد التفاعل مع ابسط لحظة من وجود اخيها علها تتناسى ما يجرح كرامتها وقلبها ونظرتها لنفسها ...:
" لا اظن انك نسيت مثلجات الليمون ...ولا الواح الشوكولاة البيضاء ...لأنك تحب اختك الصغيرة ولن تنساها ..."
اقترب حيدر منها بمزاح وغضب مصطنع ليحضنها واضعا كتلتة راسها داخل صدره :
" المرة القادمة سأنساها ،هل تنظرين للأكياس قبل السلام علي يا عديمة الذوق ..."
ابتسمت فضة وهي تتمتع بحضن اخيها لتحتضنه مغمغمة وهي تبتعد عنه متطلعة لهيئته التي تظهر انه بأفضل حال لولا ذبول عينيه وهزل وجنتي وجهه على غير عادة ...:
"حسناُ اعتذر انت تدللني وانا اتدلل عليك .."
ابتسم حيدر لفضة ليلتفت مع صوت خالتها المحيي له :
"اهلا حيدر ، كيف حالك يا بني ؟؟"
ابتسم حيدر لهذه المرأة التي تعاكس اميرة بكل الصفات وكأن هنالك استحالة لامكانية ولادة من مثلهما بكل الاختلافات الواضحة من نفس الرحم ...:
"بأحسن حال الحمد لل يا خالة ، كيف حالك انت هل تشعرين بالراحة بمفاصلك الان ؟؟"
التفت فضة لخالتها التي حت حير بعينيها وثم اعادت نظرها لحيدر المرتبك بوضوح لتسأل بخوف :
"وما بال مفاصلها ؟؟..."
لعن حيدر غبائه فقد حذرته خالتها من النطق امامها بشيء عما جرى ...
ادرات فضة عينيها من جديد لخالتها لتسألها باصرار وانفعال :
"اخبريني بالله عليك .. هل جرى لك شيء ما ..."
وسارعت بعدها بالاقتراب من خالتها والذنب يأكلها لشعورها بإهمالها الواضح لها آخر فترة ..
"لاشيء يا ابنتي الحمد لله انا بأحسن حال ، فقط تعبت قبل يومين واتصلت بحيدر .. لا اكثر ولا اقل . فكما تعلمين سيارتي معطلة منذ مدة ..."
"وانا يا خالتي ،اين كنت من هذا كله ... معي سيارة ولا يعيقني شيء عنك وعن الذهاب بك لاضل الاطباء ؟؟..."
اجابت خالتها بهدوء وهي تحتضن فضة وتشير بعينها لحيدر بالجلوس :
"خبيبتي انتِ طالبة جامعية لديك التزامك الدراسي وحياتك الجامعية مع صديقاتك ما الداعي لإرباكك معي كما ان حيدر لم يقصر ابداا ..."
قاطعهتها فضة وهي تسحبها لتقترب من المقاعد مغمغمة بتحذير بينما شعورها بالتقصير والذنب قد ازداد بعد كلمات خالتها :
"عقابك لاحقاً على عدم اخباري اما كلامك ساتجاهله فلا شيء اهم منك ، ولا يوماً تعاملنا برسمية فما الذي جد حتى تعامليني هكذا ..؟؟؟ ..."
ثم التفت لحيدر مغمغة بمزاح وغضب وكلها يعلم ان خالتها تشعر يا بوجود خطب ما بها منذ مده ، مما جعلها تتنحى قليلا مفضلة عدم ازعاجها :
"وانت لك عقاب خاااص جدا انتظر فقط جلوسنا سوياُ ..."
****
يجلس بين كل من حازم ورفيق وسيف وبعض افراد المجموعة ... بينما كل افكاره مع تلك العيون الدامعه ..الغاضبة ...المجروحة ... فقد علم يقينا ان بعض كلمات اسيا قد طالتها مما جعله يعود لاسيا ليصب كامل غضبه عليها ...مستذكرا عيون الابنوسية الدامعة .. لا يعلم حقا ولكن منذ ما حدث قبل اربع ايام تحديدا ولم يعرف الهدوء له طريق فهو كمن يجلس على جمر بل ويكابر مخابرا نفسه براحته ... والعكس صحيح ....
التفت بعينيه لحازم الذي كان يضحك بصوت مرتفع ... وكله حائر هل ينهي رهانه ام ينسحب ..فحقا فضة لا تستحق ... انها مختلفة ...جدا..
"هاي ما بالك يا ارقم .. "
كان صوت رفيق بعيدا ...بعيدا جدا عن ما كان يحاربه داخله ... الا انه التفت له مغمغما ..
" لا شيء منعب قليلا ... "
علت ضحكه حازم بتعمد وهو يربت على كتف ارقم مردفا بصوت جهوري ونبرة مستهزئه :
" اخبرهم يا ارقم ... هل انهيت موضوع راس الفحم ام لم يمرغ راسها بعد "
لم يعرف كيف ضبط نفسه وهو يشعر بكله يغلي جراء كلمات حازم .. ليس عنها هي بالذات لا يريد لاي كان ان يطولها ..هي لا تستحق منه هذا ... لا تستحق ... مما جعله يحدج حازم بنظرة مميتة وكانه يخبره اما ان يصمت او سيرى شيء اخر ... وجها لم يرى منه الا ملامح قبل اسبوعين ... لحظة خلافهما ...
"اي راس فحم .؟؟ "
"هاي من يمرغ راس من ؟؟؟"
"يبدوا ان هنالك صنف جديد هل هي سمراء جديدة على الخط .."
"آآوه يبدوا ان هنالك صيد جديد هنا ؟؟؟ !! "
"حسنا السمراوات قنابل ناسفة يا رجل، لهن قوام مرسوم رسم وكانك امام منحوته .. "
وعلت ضحكات الشباب حوله بينما يشعر بالتمزق داخله .. غيره حارقة ..تؤلم احشائه ..وكأن نيران ملتهبة تتوسع لتشمل كامل جسده ... الا انه يشعر بيديه مكبلة ..بغروره... عزة نفسه ... ورهانه والكثير الكثير ..من العقد ...بقي يحدق بحازم الذي يضحك مع الشباب ..وكل منهم اكمل الحديث عن السمروات ...بينما هو يشعر بالقرف ... من نفسه ...لأجلها .. ولأول مره تفعل به انثى هذا ...وهذا غير محبذ ...ابــداً ...مما جعله ينهض فجأة معتذراً منهم ... بينما يشعر بالهواء يخنقه ...يشعر بالضحكات تقلل من رجولته وكأنه ديوث ولاول مره يشعر بهذا ...يشعر بأن رجولته قد اهينت بينما لا حيلة له لابداء اي رد فعل ..ابدا ..
لم ينبس حازم بعدها بكلمة وهو يشعر بالغضب فكل المؤشرات تشير الى ان الفتاة اصبحت بيد ارقم ولكن ما يراه بعيني صاحبه لا يبشر بشي جيد ... لعن بغضب لعجزه الشديد فلولا والده وتحذيره الصريح من ان يزعج الفتاة والا كانت رات منه شخصيا ما تستحق الا انه عاجز ولا طريق للفتاة سوى ارقم .. بل انه قد خفف تواجده مع أرقم عن قصد داخل حرم الجامعة كي لا تشك الفتاة...كل هذا كي ينهي ارقم الموضوع ..بعيدا حتى عن اي تأتي تلك الفتاة اسمه .... تفاصيل ظاهرة على ملامح صديق الطفولة ،تنبهه لشيء مثير للريبة .. فم ارقم الذي اشتد فجأة وعينيه التي اسودت بعنف ...وعروق ساعديه البارزة بوضوح كلها تنبه ان الكلام لم يعجب ارقم ... ابـــدا .. وما يؤكد له كل هذا خروجه متعللاً بالتعب ..وكانما بقائه لسماع الحديث اثار غضبه ؟؟؟ ومنذ متى يغضب ارقم لأجل انثى ؟؟! بل وتحتد ملامحه هكذا لاجل مطلق انثى ؟؟ ...... وكان هذا سؤال قد طرح داخل حازم مثيراً داخله تساؤلات اهمها منذ متى هنالك انثى تؤثر ي ارقم ..بل يسمح لها ان تؤثر به ... ؟؟؟؟ حتى آسيا التي ظن ان صديقة قد مال اليها بحق ... تركها بل سحقها سحقاً هي ومشاعرها ....
* * * * *
"هيـا يا رجـل ، لم اعهدك مدللاً هكذا "
القى عبد الباري كلماته متطلعاُ لضرار المتسطح على السرير بوهن المصر بينما ريفا تحوم حوله كي تسنده على السرير ... ليتابع حابس الجالس على المقاعد الجانبية لسرير ارقم بجانب عبد :
" انك ضرار النسور يا رجل يحق لمن مثله ان ينعم بالعز كله .."
لتردف ريفا بمزاح وثقة ..:
"اترك زوجي ياعبد فالدلال كله له .."
كانت ابتسامة باهته هي الدليل الوحيد على تفاعله بالحديث بين كلاً من اخويه وزوجته ...
فاجأ الجميع الباب الذي فتح فجأة ودخل منه والدتة ضرار ... يتبعها عمه وحمويه ..
"يا ويلي عليك يا قرة عيني ... اتدخل المشفى وتخبئ عني ... يا ويلاه ...."
كانت والدته تندب بصوت مرتفع بينما كفها يلطم صدرها وهي تتطلع لوجه ابنها المرهق ...
اجاب ارقم بصوت متعب وكأنه حقاً قد جاهد ليخرج منه :
"لم يحدث شيء يا امي .. انه ارهاق فقط .."
غمغمت والدته بحسرة بينما عينيها تتطلع بريفا وولديها الاخرين بغضب :
"اي ارهاق الذي يسبب لك شريان مسدود لو انني لم اتصل بمنزلك اليوم صباحا لما كلف احد منكم نفسه واخبرني بحالك .. وكأنني غريبة عنك ولست بإبن رحمي .."
حاول عمه التدخل ليخفف من حدة التوتر الذي زرعته والدة ضرار بكلماتها :
"الحمد لله على السلامة يا بني ما على قلبك شر .."
لتتبعها بعض الكمات من حماه ...
"شفاك الله يا زوج ابنتي ... هذا نتيجة الانهاك بالعمل بالتأكيد ...يجب ان تجعل احداً ما يخفف عنك الحمل على شخص واحد منهك "
كلمات حماه كانت مبطنة فهو يلمح جلياُ لان وجود اخويه من عدمه واحد ... لم يكن يريد الاجابة فلا حيلة له على ذلك وما انقذه كلمات حماته :
"انتبه لصحتك يابني فكما يبدو لا احد ينتبه لها ، الصحة هي الاساس فلن نجد الراحة ونحن نهمل صحتنا ولو ملكنا مال الدنيا "
ابتسم ضرار متعباً بحق ،ردا لكلمات الجميع وكانه بهذا يعلن انه منهـك ولا حيله له على الحديث ...
بينما عيني ريفا تتبع ابتسامتة المنهكة ويديه التي ترتجف ... فمنذ ان اصر ضرار على ان يضعه الاطباء بغرفة عادية صباح اليوم ا، جعلها تعلم يقينا ان زوجها منهك نفسيا ولا حاجة لاجواء اخرى تعكر صفوه كوجود الدراما الزائدة عن حدها رغم نيتها اليوم باخبار والدته ..فقد كان دخوله قبل 3 ايام صادماً لهم وكل الظن ان ازمة قلبية قد اصابته الا ان ما حدث كان مجرد عارض ... بل بداية انسدادا شريان في جسده مع ارهاق وصدمة ما ادت لما وصل اليه ... تعلم يقينا ان ضرار ينهك نفسه بالعمل ...والصدمات النفسية متوقعة بالعمل .. ولكن جزء منها يخبرها ان الامر يتعلق بالحديث الذي سمعته قبل اسبوع ... ذلك الحديث الذي دار بين كلمن عبد الباري وضرار ... تلك النقطة التي اعادتها للبداية الصفرية معه ... ويقينها بعد عشرة سنوات انه ما زال متعلق بشبح تلك المراهقة ...غازية ..
حاولت ريفا ان تتجاهل التلميحات التي القتها والدته وتبتسم فحضور والدتها ووالدها اراحها قليلا لولا معرفتها بان والدها باكثر من طامع بان يصبح ربما صاحب يد بمحموعة الشركات الزراعية الخاصة بضرار ...
فتح الباب من جديد لتدخل الممرضه مغمغة للجميع بالخروخ من الغرفة لضرورة راحة المريض ..
مما جعل الجميع ينهض عدا والدة ضرار :
"لن اخرج فالتخرجوا جميعاً ...انا باقية بجانب ابني كي ارعاه يا ويلي عليه لابد ان سبب تعبه هو قلة طعام وقلة الراحة فالهزل واضح على محياه ..."
كانت كلمات والدته هذا المره صريحة موجههة لريفا اما الجميع مما جعل ارقم يغمم باخر رمق من القوة استطاع الحديث به:
"ارجوكم ... بحق انا لا حاجة لي بالحديث الزائد ارجوك يا امي انا متعب .. اريد النوم لا اكثر ..فقط .."
ثم التفت لريفا بهدوء :
"عودي للمنزل واطمئني على عاكف .. لا اريد ان يشعر بغيابنا نحن الاثنين .. وإذ ما استطعت احضريه الى هنا غداَ "
تتبع خروج عائلته من الغرفة بينما عيناها ترى ريفا والدتها وعمها ..ووالدة ضرار ...أكثر من مقتتهم بعد عبد القادر قبل عشر سنوات ... كلهم سرقوا راحتها لسنين طويلة وكم تتمنى داخلها لو تستطيع سرقة راحتهم ... اخذ حقها ... كي تذل كل من اهانها يوما واستغفلها واولهم ذلك الراقد في المشفى ... فكل ما شعرت به شابقاً شيء ومعرفتها بالذي جرى له اربكتها ... بل جعلت قلبها يفزع من فكرة انه قد ذهب ..ابتعد الى عالم آخر ....دون ان تحضى بفرصه لان تتحدث معه ... استوقفت افكارها هنا وكلها يسأل نفسها ...
"وما الذي ستتحدين به معه ... انتما انتهيتما .. ما الباقي للحديث عنه .. انه متزوج يا حمقاء بزوجة امضت اربعة ايام لا تفارق بها باب غرفته ...بالمشفى ..."
تنهدت غازية بتعب وانهاك وهي تستند على الجدار تشعر بنفسها تعود من جديد لتلك الطفلة المختتبئة تسترق النظر على زوجها يزف لغيرها تتطلع لشيء اصبح لك غيرها .. تشعر بالنقص واهتزازا ثقتها بما تقدم عليه ..بفرق واضح انها ليست بزوجته الان بل طليقته ..وليس لها حق بوجودها هنا ...ولا منطق لشعورها الغريب لالالم والانهاك النفسي بسببه .. حتى محمود لم ترد على عائلته بعد ولم تخبر عائلتها بردها بعد وها هو الامر كاد ان يكمل أسبوعين ..ومازال محمود مكللا إياها بالورد والرسائل .. و , .. ولكن ها هي كالحمقاء هنا تحقق رغبة لا داعي لتحقيقها مهما كان مبررها ...
الا انها ببساطة تتجاهل كل هذا وهي تتأكد من خروج الجميع من المشفى بعينها بمن فيهم ريفا ...كي تذهب وتراه ... بكل منطقها وعقلانيتها التي امتلكته بكل موقف هي تضرب بكل قواعد العقلانية التي تتباهى بها امام فضه كي تقدم على ما تريد ..الا وهو رؤيته .. لا غير ...
اقتربت من غرفته بعد خروج الممرضة منها ... بقلب مرتجف .وعقل مغيب عن المنطق ..فتحت الباب بهدوء ثم دخلت مسرعة واغلقته خلفها ..لتستند على الباب بينما صدرها يرتفع وينخفض وهي تتطلع بضرار الراقد على السرير مغمض العينين .. زفرت بارتياح وهي تقترب منه الا ان صوت كعبها قد على مما جعلها تخاف من ان يستيقظ بسببها وهو منهك القوى هكذا .. تخاف عليه ؟؟!؟ ربما نعم وربما لا .. وربما خوفاً ... لا تعلم شيء ولا تريد ان تحلل هي فقط تريد ان تشعر بالراحة التي افتقدت لها منذ ما حدث له ... تريد ان تريح قلبها ولو قليلاُ عله يعود لما كان عليه قبل 4 اربعة ايام وليلة ...اقتربت من سريره حتى اصبحت تتطلع له ... مما جعلها تخفض نفسها مقربة احد الكراسي بهدوء كي تجلس عليه امامه ...ولأول مره منذ ان رأته أول مره تتمعن بتفاصيله بصورة فجة ..كما الان مستغله مرضه .. بلا اي ادنى شعور بالذنب ...وكلها يستشعر لذة قربه ..لتعود كأول مره رأته بها بعد عشرة سنوات مستشعرة تلك المشاعر التي طفت للحظات على سطح احساسها ...تلك التي نفتها واكملت وكأنها لم تشعر بها ... لتمتلئ عينيها البنية بالدموع ..وهي تضع يدها على فمها بينما يدها الاخرى تمر على ملامح عن بعد فوق وجهه قريبة من تجاعيد عينيه .. حول شفتيه الجافة ... على وجنتيه الغائرة .... دموع لم تعرف لعيونها طريق بهذا القدر ربما منذ سنين ... بلااي شيء عادت تلك المراهقة المجردة امامه من جديد .. وكلها يلعن غضبها تجاهه .. متناسية كل ما جرى خلال لحظاتها هذه فهو رغم كل شيء لا يستحق منها هذا مهما فعل لا يستحق منها ان يدخل المشفى وينهك يتعب بسببها ... وكلها يدرك كم ان كلماتها عندما تريد يمكن ان تكون كالسم ...وهو مهما انكرت ..يملك قلب .. قلباً ملكها يوما .. وما زالت بعد عشر سنوات تتعافى من اثاره امتلاكه لها .. وهذا اعتراف ..بأنه رغم كل حقدها ما زال يملك منها جزء دفين ... داخل اعماقها .. يملك مساحة وهذا مخيف .. أجل مخيف جدا ....
"غازية ..."
اخرج اسمها من بين شفتيه بينما عينيه تحدق بها بلا تصديق ...وكأنه ما زال يحلم بها .. فلم تغب عنه منذ ان استيقظ بل ربما هي ترافقه حتى في غيابه عن الوعي يشعر بطيفها قريباً منه .. ويعيش معها كلما اغمض عينيه حلماً جميلاً بعيــــدا كل البعد عن الواقع المنهك ....
لم تجبه مكتفيه بأن تنظر له وكأنه تأكل من ملامحه جزءً ما .. بعيون دامعة ..والم ظاهر داخل عينيها ....غمغم وهو يلتقط كفها خاطفاُ اياه بقوة لم يملكها منذ قليل ... فقط قربها ما حفز كل خليه منه ..قربها وحدها ...
"ما عاش من ينزل دمعاتك .. ما عاش يا غازيتي ..."
كانت كلماته منهكة متعبة مليئة بالعشق ... مهما تجاهلت اجل انه يكن لها المشاعر مهما حاولت ان تتجاهل عينيه وتبتعد عنه فكلماته وهو بهذا الحال تفضح عينيه تفضح وكأنما عادا الى ما قبل عشرة سنوات ... لتكون امامه غازية الفتاة ذات السادسة عشر لا غير ...
"بما تشعر .."
كانت كلماتها خافتة القتها وهي تبعد عينيها الدامعة عنه محاولة ان تجفف دموعها بمنديل اخذته من الطاولة الملاصقة للسرير ..
"الان اصبحت بخير ... الان فقط .."
ابتسمت بلا ارادة دون الحاجة لتفسير دون تبرير فقط وكأنهما تناسيا ما جرى سابقا وكان عشر سنين لم تمضى ...
تمعن بيديها التي تركتها داخل يديه .. وهو يرى طلاء اظافرها الاحمر ...يستشعر نعومة يديها بين يديه ليأخذ نفس عميق وهو يتمتم ويغمض عينيه :
"آآآآه يا غازية آآآه يا غازيتي ."
انهى كلماته وهو يرفع يديها مقبلاً اياها بشفتيها .. وصوت آهاته وصلها ... واضحاً مما جعلها تحمر .. محاولة ان تسحب يديها من بين كفيه الا انه فتح عينيه فجأة مغمغماً لها بحدة وصدر ينتفض مما اخافها :
"لا تبتعدي ..ارجوك ... لم اعد بقادر يا غازية لم أعد بقادر ..."
تصلبت جسدها وهي تراه بمثل هذا الانكسار لتحاول ان تتحدث وحقاً لا تعلم بما ستنطق الا انها قاطعها مضيفا بألم وهو يضع يدها على صدره ..ويتطلع لها من جديد ..يأخذ تفاصيلها وكأنه يستنشقها انما بعينه حتى تسري داخل شريانه كالدواء ... :
" عشرة سنين لم اشعر بنفسي احيا كاليوم ... عشرة سنين يا غازيتي .. احيا وكأن الحياة ايام تتكرر وتتكرر بلا اي حياة ...."
عم الصمت بعد كلماته فلا هي تريد ان تلقي رداً يضع املاً ولا تريد ان تلقي ردا يعبر عما يجيش داخلها ولا تريد ان تؤلمه فلا حيله لها بعد ان رأته هكذا ان توجعه ... لا تريد حتى ان توجعه ... بقيت تتطلع لها وهو يأخذ من عبق قربها ...
ارتجفت يديها القابعة بين كفيه وهي تتطلع له ... مغمغة ودموعها عادت للهطول :
"لما تفعل هذا يا ضرار ...لما اخبرني ؟؟!! هل يعجبك ما تسببه الان لي أخبرني .."
اجابها وهو يقبل يديها وكأنه يعلم يقينا انها سرعان ما ستخرج هاربة مما اثاره داخلها ...:
"أحبك ..وهذا هو السبب .. حياتي كانت تسري كما هي ببطئ بألم بروتين قاتل بدقات قلب رتيبة تضخ الدم حتى اتيتي لتعود تلك الدقات من جديد .. للحياة .. لتعود تلك الدقات وتشعر من جديد بلذة العشق .. بمعنى ان تحيا بحق وحقيقة لا ان تحيا مع واقعك مسلماُ للمنطق .."
اجابت وهي تنهض مبعدة كفها بحدة من بين كفيه وتمسح دموعها بالكف الاخر بعنف :
"وما النتيجة يا ضرار ما النتيجة ..لن يمحى شيء عشر سنين يا ضرار اكملت حياتك بها .. تزوجت وانجبت وما الذي سيتغير بعد كلماتك ..اخبرني هل تريد مني ان اعيش عذاب جحيمياً من جديد .. لا ..لا والف لا .."
انهت غازيةكلماتها بهستيريا وكانما قد استيقظت من جديد ... وكانما اصبحت عالقة بين الواقع الذي يفيقها وبين الرغبات التي تحتلها ...
الا انه اجابها قبل ان تخرج مما جعلها تتصلب مديره ظهرها له :
"وما الذي حركك الان لتأتي هنا قربي تستلذين مثلي بهذا القرب ... اعيدي حساباتك غازيتي نحن مقدران لبعضنا ..بغض النظر عن اي شيء آخر ..."
لتغادر هاربة ما ان انهى كلماته على عكسه هو الذي رقد داخل فراشه بلا حول ولا قوة .. وكله يريد لو يتبعها الا ان يعلم ان القادم معها متعب اكثر .. فهو لن يتركها من جديد اخطئ مره ولن يكررها غازية له ..سيعيدها معززة مكرمة لحياته .. من جديد ... فلا شيء بعد ما شعره الان يستحق ان يتجاهل مشاعره لاجله ....
* * * * *
التقطت هاتفها لتفتح حسابها الوهمي الذي تتابع منه اخبار ارقم .. وكلها يقين بجديه ما تقدم عليه .... تريد ان تحذفه ..من حسابها وحياتها بل ستلغي الحساب نفسه ...تريد منع نفسها من اي وسيلة تتيح الاقتراب منه حدثت نفسها وكانها تقرر فرمان ما لا تراجع عنه :
" سانسى ساحاول ان انسى اجل ... يجب ان الغيك من حياتي ... يجب هذا ... "
تساقط دمعها على شاشه الهاتف وهي تركز على تفاصيل صورته الظاهرة على صفحة حسابه الشخصي ...انهارت وهي تسقط الهاتف على طاولة المكتب متيحة لدموعها السقوط ... ارتجفت يديها الا انها عادت لتلتقط هاتفها مجبرة نفسها على حذفه ... من حسابها ...الوهمي ..فلا داعي لابراج المرقبه وتعذيب النفس الذي تمارسه على نفسها ...لاجل وهم ..خيال ...امر مستحيل ....
"آآآه يا ارقم ..آآآه منك .."
حذفته من الحساب الوهمي ... بل والغت الحساب الوهمي محاولة صنع باية جديدة لمشاعرها اليائسة علها تخرج من ما تشعره تدريجياً عندما ينقطع عنها ... كل السبل المؤيه له ...
بقيت للحظات صامتة لتعاود امساك هاتفها كي تفتح حسابها الشخصي ... من جديد تريد حذفه كذلك منه ... الا ان انبثاق رسالة واحدة ما ان فتح حسابها حتى قلب موازينها ... :
"إنها رساله منه ... "
نطقت كلماتها وكانها رات اعجوبه ما .. اذ بعما رى لم تتوقع حتى ان يتحث معها ليس وقد خرج بعد انفجارها به صامتاً ..غاضباً ...فليس ارقم من يتنازل وهذا ما راته مع جميع من حوله .. فهو المستغني عنهم دائما ..
ارتبكت وهي تشعر بالذهول تارة بالفرح تارة وبالغضب من نفسها تارة ومشاعرها تارة ، وكانها ليست ذاتها قبل قليل التي اقسمت ان تحذفه من حياتها .. ليست من قررت انها ما عادت تحتمل ... هاجسها المستحيل ...
فتحت الرسالة بيد مرتجفة .. وفراشات تتطاير داخلها ...ليس وكانها متوقعه منه كلمة حب انما هو بحد ذاته بكل مخرجاته معها يثير داخلها كافة المشاعر والاحاسيس ابتسمت بغباء بينما دموعها تهبط وهي تقرأ نص رسالته :
" أفتقد نقاشنا ، اعلم انه لم يمر على تعارفنا الكثير و لكني افتقدك ... "
لم تعرف بما تجيب الا ان وجوده متصلا وهو يرى ان رسالته قد وصلت ...جعله يرسل من جديد ..:
" فضة... "
مرفقاً رسالته بوجه غاضب .. مما جعلها تبتسم بحماقة وهي تجيب فقط بإسمه ... :
" أرقم ..."
اتاها ره سريعا وكانما ينتظر رها منذ دهر ...:
"انتظرك صباحاً ..حددي المكان يجب ان نتحدث ..."
لم تعلم لما توقفت عن اندفاعها للحظة وكانها تستعيد كلمات آسيا داخلها مما جعلها تكتب :
" لا يود حديث بيننا ... اذا اردت ان اوصي باحد الزملاء كي يساعدك .. فهذا امر سهل لا داعي للقائي لأجله .."
اتاها رده مستهزء وكانما افكارها بعيداً كلالبعد عنه :
"بالله عليك هل تضنين كلمة افتقدك تعني افتقادي للكتب والدراسة ... "
لم تجب وكلها يكرر كلمات اسيا كي لا تضعف الا ان كلماته التي ارسلها من جديد ... اربكتها ..:
"صباح الغد سانتظر امام بوابة بنايتكم ... ساتبعك الى ان تصلي لنقطة استطيع بها الحديث معك ."
"اعتذر ذلك غير ممكن ..."
لم تعلم من اين اتتها الجرأة ولكن لا تريد ان تتوه اكثر ارقم سم بطيء لقلبها وسم ستستمتع بابتلاعه كل يوم ولكن النهاية حتميه الا وهي الموت ..ان حيا جسدا بقلب مجروح ...
ثم قامت بحظر حسابه .. عالمه ان لحظات الجنون يجب ان تنتهي وشعوره بالشفقة تجاهها يجب ان ينتهي او ربما لا يوجد شعور هو مجرد ذنب لا أكثر
اخذت نفسا عميقاً عائدة لفراشها ودموعها بدأت بالتساقط على وسادتها وكلها يتقطع .. وعقلها الباطن يسأل من اين يعلم مكان سكنها ولما سيهتم ربما أقصى ما اثارته به هو الشفقة لا اكثر اذ ما سمع كلمات اسيا وفهمها ... او ربما يحاول بهذا ان يعتذر عن تصرفات آسيا بما انها تخصه او كانت تخصه .. اخذت نفساً عميقاً متعباً ، منهكا ...مما جعلها تغلق هاتفها وتطفئ ضوء الغرفة كي تتدثر داخل فراشها وتنعم بنوم تتمنى ان يكون خالياً من اي حلم بشأنه ...

* * * * *
نهــاية الفصل الحادي عشر


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-09-20, 07:56 PM   #624

ماما حسوني

? العضوٌ??? » 347358
?  التسِجيلٌ » Jul 2015
? مشَارَ?اتْي » 889
?  نُقآطِيْ » ماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond reputeماما حسوني has a reputation beyond repute
افتراضي

في شوق لمعرفة مصير هذان القلبان

ماما حسوني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-20, 06:00 AM   #625

ريانً

? العضوٌ??? » 473236
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » ريانً is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍

ريانً غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-20, 06:34 AM   #626

ريانً

? العضوٌ??? » 473236
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » ريانً is on a distinguished road
افتراضي

😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍♥😍

ريانً غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-09-20, 07:27 AM   #627

ريانً

? العضوٌ??? » 473236
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 56
?  نُقآطِيْ » ريانً is on a distinguished road
افتراضي

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤😍😍😍😍😍😍😍

ريانً غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-20, 10:31 PM   #628

ميار111

? العضوٌ??? » 323620
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,400
?  نُقآطِيْ » ميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond reputeميار111 has a reputation beyond repute
افتراضي

انتظر الفصول الجايه على نار

ميار111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-20, 06:01 PM   #629

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني عشر :
"أبدعتِ يا نهوند المقطوعة رهيبة "
كانت كلمات هادي تحيطيها بالراحة ..لتتمتم بهدوء... و رحابة صدر :
" شكرا لك ، وبما ان عزفي جميل هل تري ان نخرج بعد الانتهاء من تريبات الحفل ؟؟"
ابتسم هادي وهو يتكئ على الكرسي خلفه مغمغا ..:
"وهل قلت يوما لا لأي مما تخبريني به يا نهوند ؟؟ "
اجابت بهدوء وهي تعلم يقينا انها اتعبته ... من عتابه الواضح فهادي كاسمه هادئ بكل شي عقلاني بعاطفة واضحة وصريحة .. تقدم لها قبل سنه وهي رفضت لتخبره ان ما تشعر تجاهه ليس الا شعور الزمالة .. ومع ذلك ها هو امامها ينتظر ... ربما شاب بمواصفاته لا يرفض بل ربما هذا ما رأته واضحا بعيني الجميع حولها ... فهي فتاة ذات ساق مبتورة ومن يريد فتاة مثلها للزواج ؟؟ حتى والديها ولكن لم يشأ أي منهما معارضتها .. ربما شفقه على حالها او مراعاة لكل ما مرت به ... على كلن بهذه المواصفات المميزة لهادي الجميع كان يحسدها تقريبا ممن حولهم في الكورال .... ربما الان وهي تنظر له ...عالمه ان العلاقة بينهما لو كانت ستتقابل هي وهادي بها بكل شيء تقريبا الاهتمامات أنواع الطعام وانواع الافلام المفضلة وهلم جرا ... .. فهما تقريبا وكأنهما شخص واحد وانقسم لاثنين ... الا انها ناتج انقسام الناقص ... وهذا ما كانت تخبره به دائما ..:
"اعلم اني تجاهلتك الفترة السابقة .. ولكن ..."
"لا اريد لكن نهوند ولكن اريد كلمة منك بان مهما ابتعدت وانعزلت ان لا تنفيني .. كثيرا يا نهوند تغاضيت ولكن هذه المره ..حقا شعرت وكانك لا تريدينني .. فهل حقا ما شعرت به .. "
طالما احبت وضوح هادي .. فهذا يريحها ..لا تشعر بنفسها مقيدة وهي معه ...وكانه رفيق مستمع صديق قبل ان يكون صديقا ... عتابة الصريح وكلماته المعبرة هي اكثر ما احبته به فلا تحبذ التعقيد .. وتكره الأوامر فقط تريد من يريح بالها ووجدت هذا الامر مع هادي :
"ابدا يا هادي لم اقصد ان اشعرك باي من هذا ولكن .."
"لا اريدد لكن كلماتك تكفيني ... نفيك لسؤالي يكفيني والان تريدين الغداء سريعا ام طبخا منزلي ...؟؟؟"
ابتسمت براحة فهي تحب انه لا يحبذ التبرير فقط تطمئنه كلمه .. وهذا كم يزيده مكانه داخل عينيها :
"سريعا بالتأكيد ابعدني عن مطاعم الطبخ المنزلي نهائيا ..."
ابتسم هادي بحب وبحركة مسرحية أشار لها :
"تأمرين ... طعام سريع مليء بالسعرات الحرارية .."
* * * * *
(ما بعد منتصف الليل)


نهضت من فراشها فزعة وهي تسمع نقرات متكررة على نافذة غرفتها ... نقرات ظنتها خيال او ربما جزءً من حلم ما وهي تصحو من نومها الا ان تكرار النقرات جعل منها واقعها مفزعا ... كادت ان تصرخ وتنادي على خالتها الا ان خطوة واحدة للأمام أوضحت لها ضلاً لرجل تستطيع تميز ملامح جسده الرجولية بين الالف الرجال ... تسمرت قدماها الحافية في نفس المكان ...لم تستوعب افكارها ..الى اين اتجهت استيقظت من صدمتها بثانية واحدة وهي تسمع نقراً جديدا على نافذة غرفتها ...
"ارقم "
غمغمتها بذهول وهي تقترب من نافذة غرفتها مسرعة ... فتحتها وهي تتطلع من النافذة لجسده الذي اصبح الظاهر امامها بوضوح ..
لم تستطيع تمييز ما يتمتم به بصوت منخفض بل بقيت مسمرة متناسية انها دون حجابها بين خصلات شعرها الطويلة المجعدة امام عينيه واضحة تحت ضوء القمر هي وجسدها الواضح بشكل واضح اذ ان ملابسها المنزلية لم تكن واسعة كملابس الخروج مما جعله يميز بخبرة تفاصيلها ... لعن وهو يتطلع لها لينظر حوله خائفا ان يراها غيره مما جعلها يخرج هاتفه مشيرا لها به ....
وصلتها فكرته وبثواني صغيره كانت تهرع لسريرها لتخرج هاتفها من اسفل وسادتها وتفتحه ... تنفس بتسارع .. مذهولة وهي تبعد خصلات شعرها الهائجة عن وجهها خلف اذنها مما جعلها تعي وضعها :
"اللعنة فضة هل خرجتي هكذا امامه ..."
شعرت بالغضب الممتزج بالذهول والصدمة .. وهي تكرر داخل نفسها :
"امامه ... ارقم ..ارقم هنا ..."
الا ان عقلها قد وقف جانبا .. وهي ترى هاتفها يرن مباشرة ما ان فتحته برقم مميز ... ابتلعت ريقها لثوانِ وهي تجيب على الهاتف بيد مرتجفة وقلب مرهف خائف فزع مما يجري وعقلها الباطن ما زال غير قادر على تقبل ان ما يحدث واقع ..
" هل تخرجين للحي بهذا الشكل كل يوم صباحا من نافذتك .. ؟؟اخبريني ...هل تشبعينهم نظرات بينما بالجامعة لا يظهر منك معلم واحد ام ان الحجاب للجامعة فقط وشباب الحي اخوتك ؟؟"
لم تستطع الرد بل بقيت صامته فقط ما يصله منها صوت أنفاسها المتسارعة ...تلك الانفاس التي استفزته بشدة ..بل استفزت سيطرته التي لم يعلم متى انطلقت فجأة منه .. وكأن كل أسباب جنونه اجتمعت لتنتج هذا الموقف .. أربعة أيام كانت كافية لإثارة هلعه بطريقة لم يشعرها سابقا .. لا يعلم لماذا ؟؟ ولا يعلم كيف ولكن الحظر منها كان القشة التي قسمت ظهر البعير .. هل هو تحدي لغروره .. او هو تحدي لها او هو تنفيذ لتحدي حيدر ولكن لم يستطع البقاء في منزله ... وهو يكرر مشهد دموعها ..امام عينيه .. وهو يقرأ كلمات رسالة حازم التي وصلته ما ان خرج من المقهى :
"اذ لم تقدر على فعلها ، انهي الموضوع واركنه لي ... فلم يبقى من الشهر سوى اسبوعان يا ...صديقي ..وما زلت لم آراها متأبطة ذراعك "
وهو يرى الحظر منها على الفيس بوك وجفائها معه ... كلها اجتمعت وربما كلمات حازم عنها اصابته بالهلع من فكرة ان يقترب من رجل اخر ليحقق مراد حازم رجل غيره تتعامل معه بعفوية .. دون ان يكون قادرا على منعها عن عفويتها وطيبتها مع الجميع .. وكأنما لم ينهي موضوع جلال لتأتي خيالاته وتصور له ما لا يريده ..مما جعله يأتي بلا حول ولا قوة .. وهو يرى تجاهلها لرسالته الاخيرة وكأنها انهت موضوعه بل وكأنها لم تعد تراه بعين وهذا اغضبه بطريقة ازعجته .. بطريقة جديدة لم يعهدها ابدا .... استفز دواخله
" عفوا ..."
كاد ان يشتم بصوت مرتفع الا انه اخفض صوته وهو يبتعد عن ناحية نافذتها ليدخل سيارته ويغلق الباب ليعي فعلا انه يفعل اموراً جنونية في منتصف الليل ..ولأول مره ..لأجلهاا ... وكره هذا لم يرد ان يجلعها تعلم مقدار تأثيرها لعيه .. فلا حاجة له بأن يخطأ ليس كما فعل والده ..
"اتركي عنك كلمة عفوا ... واخبريني الان هل تخرجين هكذا امام الجميع ؟؟ الان فضة ؟؟؟ .."
اجابته وكانما استوعبت بحق انه موجود يتكلم معها بأسلوب حمائي جديد وكانما يغار :
" وما شأنك يا ارقم .. وما الجنون الذي تفعله ..هل تعلم ماذا كان حدث لو ان احد من الحي انتبه لما تفعله .. لوقفتك اسفل شباك غرفتي في منتصف الليل "
" اللعنة فضة اللعنه لي كل الشأن إياك ثم إياك ان تتحدثي معي هكذا هل تفهمين ؟؟ لقد لقد ...."
وكاد ان يغمغم بكلمات تجعلها تعي مقدار تأثيرها عليه بهيئتها الا انه تراجع ... بهلع من قوة تأثيرها عليه ..ليكمل بصوت مرتفع ونبرة حادة حازمة وهو يشتم غاضبا :
"اللعنة .. اللعنة إياك ان تخرجي هكذا مره ثانية ... إياك .."
وكانت كلماته غاضبة حانقة اما أنفاسه الحادة كانت تصلها بوضوح مما جعلها تعي مقدار غضبه ...لتجيب محاولة ان تمتص غضبه ... برحابة صدر وكانها عاشت لتتخيل اللحظة التي تعيشها الان :
" انا لم اخرج هكذا قبلا .. لم يراني احد كذلك ..ابدا ...عداك ..."
لـتأخذ نفساً عميق وهي تكمل بينما تتطلع لكفها الذي يرتجف ..:
"ولم اخرج بهذا الشكل لأجلك بل لاني مصدومة .. من طرقات على نافذتي منتصف الليل .. امر لم يحدث ابدا لاكتشف لاحقاً أنه زميل لي في الجامعة يطرق نافذتي كالمجانين بعد منتصف الليل ؟؟؟ ......"
صمت طويلا ولم يجبها وكأنما شعر بماء بارد قد سكب عليه مما جعلها ... تشعر بالألم يغزوها من جديد
لتبكي بعنف مره واحدة وكأنما وصلت لنقطة لم تعد تستوعب بعدها شيء وهي التي ضنت انها استوعبت فكرة حديثه معها ...لتغمغم بغضب وكلمات اسيا تردد من جديد داخل اذنها ... :
"لما انت هنا ؟؟ اخبرني ؟؟ كيف عرفت رقمي .. ولما انت هنا ما همك ؟؟ بل من انت لتهتم ؟؟ اخبرني ها ؟؟ لست أحد وانا لست أحدا لك كي تفعل ما تفعله الان ؟؟وتدعي هذا الجنون ؟؟ ام هل تتسلى بي على اعتبار ما حدث بيننا في المكتبة وترد الدين لي ؟؟ ام هل اعجبك ان اثير غيرة حبيبتك وانا التي لا ارقى للمستوى ؟؟ ها ؟؟ ام انك قررت تجديد نوعية فتيات قائمتك لتشمل فتيات يقدمن خدمات دراسية ؟؟ "
جز على اسنانه وكله يعي مقدار المها الا انه تجاهل كل هذا وهو يغمغم محاولاً السيطرة عليها
"إياك ان تتكلمي بهذه الصورة معي ... انت شأني باي قاموس تريدين فهمها افهميها .. فضة ..واستوعبيها "
"لما ؟؟؟ "
ارادت إجابة ... وعند هذه الإجابة ستتغاضى عن كل اسئلتها الا انها ارادت اجابتها ...بشدة .. مما جعله يغمغم بعمق ونبرة رجولية مفحمة بالكبرياء الخالص والغرور الكامل ... نبره بثت داخلها شعوراً بالتخمة الكاملة :
" لانك فضة ...فقط لانك فضة "
ارتجفت حتى كاد الهاتف يسقط من يدها وهي تستمع لكلماته ولنبرته العميقة .. نطقه لاسمها بهذه الطريقة وكانما يصنفها كشيء مميز ... ارتبكت ولم تعد قادرة على الرد جل ما ارادته هو ان تكون مقابلا له علها تستشف شيء من معالم وجهه ....
"سؤال وأريد اجابته هل تشعرين بشيء ما ناحيتي ؟؟ بدون مسميات ...فضة دونها ..فقط اريد إجابة بنعم او لا ..."
لم تجب انما اشتدت أنفاسها وكأنما هنالك حديث فائض يخرج عبر صمتها له ... مما جعله يوقن انها لن تتحدث .. موقنا انه لن يعيد السؤال مره أخرى ... ابدا ..
"اعلم جيدا انك تشعرين دون حديث ...ويكفي صمتك فمثلما يقولون السكوت علامة الرضا ....."
وصله صوت نفسها يهدئ مره واحدة كما وانه ازاح عنها هما كبيرا مما جعله يجن بين مراعاته لطبيعتها الواضحة وبين رغبته بأن لا تضع ما يشعره تجاهها تحت أي مسمى لا الحب ولا العشق ..هو يحتاجها .. ويحتاج وجودها ويريدها .. بطريقة لم يشعرها من قبل .... مما جعله يغمغم بانفعال واضح :
" صباحاً سنتحدث ..براحتنا ..واعلمي ان كل ما جرى نتيجة تهورك .. لذا لا تتجاهليني يا فضة .. اياك ... "
وانهى جل جنونه بعباراته التحكمية وكأنه يعاني من انفصام ما بين انفصام واضح في المشاعر او ربما يقاوم كل زلة مشاعر تخرج منه ....فلال مره يصدر رد فعل عاطفي حقيقي تجاه انثى ...بقلبه دون عقله ...
لم ترد ان يغلق الهاتف .. بل ارادت ان يبقى علها تجد الصباح حاضراً وانفاسه معها علها تتاكد من صحة ما حدث ... الا انها يقينا لا تريد اظهار أي من مشاعرها له ... فأن يظهر هو قبلها هذا مطمئن لها رغم مراجعتها لحديثه الذي لم ينص على كلمة عاطفية واضحة ...:
"تصبحين على خير ..."
لم ترد ... لم تستطع الرد عليه مما جعله يغمغم :
"اتخبريني بالمثل فضة .. "
اجابت وكانما نبرته الامره اثارت زوبعة داخلها موقيظة أيها من حالة الصمت التي دخلت بها بعد سؤاله الصريح عن مشاعرها :
" وانت من اهل الخير ..."
* * * * *

انا لعيونها بس ... لعيونها

قلبي سراب بدونها
وعيني سراب
ما اقول أعشقها بعقل...
مجنونها...مجنونها
.........
البارحة مريت في أحلى الفصول
صيف وشتاء..
وناظرتها..
وقلبي يقول هذي العيون إلى متى
حبيبتي ياكثرها عيونك على هاالليل
وين ما التفت اشوفها ..
حبيبتي يازينها عيونك على هاالليل
سحرني برق سيوفها..
ما أقول أعشقها بعقل..
مجنونها ... مجنونها
ما اقول اعشقها بعقل
مجنونها ... مجنونها
**اقتباس **
الأمير بدر بن عبد المحسن

(صباح الجمعة )
لم يعهد الضعف هكذا الا بسببها بل يقينا ان ما حث له في اخر فترة من ارهاق نتيجة حبها أولا يقولون حب الثلاثين قاتل .. وحبها قتله في الصميم وهي ترمي سابقا كلماتها الحادة كسكين داخل قلبه .. عشر سنين كانت كافية بالنسبة له من تضحيات ابداها تجاه الجميع .. من نزاعات عاشها داخل منزل الزوجية يعاني تصدعا واضحا مهما حاول رأبه .... من مسئولية عشيرة كاملة حملها فوق عاتقه بصلابه دون ان يحملها أي من اخوته .. من حب مجنون شعره تجاه مراهقة وحكم عقله كي يمتنع عنها وما النتيجة كانت حطم قلبه وقلبها وصل الامر ان تراه لعشر سنين كاملة على انه خائن ، رغم علمه صواب قرار بأن يترك غازية بعيدا عن دور الزوجة الذي لم يكن يناسب سنها الا انه ما كان يجب ان يتزوج أخرى حتى لو شبت الحروب بين الجميع ... لم يكن يجب ان يتركها ويفك رباطها عنه بل كان يجب ان يرسلها بنفسه لتنهي ثانويتها على يديه تحت عينيه ،تشرب معه اول فنجان قهوة بما انها طالبة ثانوية مجدة تدرس ليلاً ونهار ... ويفرح معها بقبولها بالجامعة .. ويحتفل بتخرجها .. لتنضج ثمرته محاطه به .. بحبه الا محدود ... الا انه لا يريد المزيد من اللوم ..ولكن يريدها ... يحبها ويحتاجها ... كما رأى الحاجة الماسة الواضحة داخل عينيها البارحة .. انها تحبه ... هو متأكد .. من ما راه واستشعره .. لمساتها له وهي تظنه نائما .. غازية تملك جزئ يميل له وهو سيستغله ..ويستغل كل ما يملك معه ليأخذها ...لذا سيحارب كل مخاوفها كل الحواجز لأجلها ... خرج من افكاره على صوت والدته :
" عودة ابني عندي للبلد لهوائها النقي ... البلد تناسب صحته اكثر .. "
كانت كلمات والدة ضرار حازمة وبنبرة عالية وواضحة داخل غرفته داخل المشفى بينما الجميع يجتمع حوله .. الا انه لم يبالي ... وهو يبتسم باستهزاء .. اذ كان له راي آخر بينما يسند ظهره على السرير ويرتدي ملابس المشفى الا ان عينيه كان مليئة بالحياة على عكس ما كانت البارحة ... فهو الان بعيد كليا عما تتحدث به والدته ، وما تغمغمه ريفا لوالدتها من تذمر ، منذ البارحة وكان الشوق يرقص داخله سامري (رقصة خليجية تراثية ) مستذكرا من ملكت قلبه ..ومحددا كافة العوائق الممكنة امامه كي يصل لها .. سيشن حرب على قلبها كي يفتح ابوابه ... يستفز حبها المدفون ولهفتها عليه وعلى صحته سيعمل المستحيل لتكون له ..ليتمتع بعطرها الذي استنشقه البارحة وحده ..ويأخذ شفتيها متذوقا كل صباح نكهات الوانها الصارخة المستفزة وحده ..وحده فقط من سيأخذ نعيمها كل يوم علها تكفي وتسد رمق شوقه الذي بقي عشرة سنوات خامداً محبوسا والان انطلق وكانه مراهق غر منطلقٌ بلا هوادة :
"لست طفلاً امي .. انا باقي هنا .. في المدينة .. وصحتي جيدة كما ترين بعض الراحة واعود مثل الحصان ... اما الان فهنالك موضوع اريد الحديث به معكم جميعا ... ابتداء من والدتي واخواني وعمي وريفا ووالديها "
اخذ نفساً عميقا ثم اكمل بصلابة وكأنما ليس هو ضرار الذي يراعي امه ويتماشى مع الجميع بتصرفاتهم ويحكم قلبه وعقله ... بل وكأنه رجل اتخذ قراره واتى ليبلغهم عنه .. وكأنهم غربٌ عنه فبعد ما عاناه نتيجة اختيارات عقله ومنطقة ها هو خسر اجمل سنين عمره مع حب عمره :
"سأتزوج ..."
كانت هذه الكلمة كافية ليجفل الجميع امامه .. ابتداء من عبد الذي تسمر وريفا التي اصفر وجهها ووالد ريفا الذي غمغم معارضا :
"كيف تتحدث بهذا الشأن بهذه الطريقة ... هل انت واعي لما تكلمته .. تريد الزواج وانت بالمشفى يا ولد ..."
أجاب ارقم وبحدة واضحة فشخصية والد ريفا منذ البداية لا تروقه .. لم يحبها ولم يحبذ صمته سابقا عما وقع من ظلم على عائلة أخيه :
" ساتغاضى عن كلمتك الأخيرة بمزاجي ... واعلم اني فعلت ما بوسعي سابقا لاجل الجميع اما الان فأنا افعل ما اجده مناسباً لي ..."
واتى حديث والدته بفرح وكانها حصدت جائزة ما ... :
"مبارك يا ابني ... مبارك ..واخيرا سأرى احفادي ...يملئون المنزل ... سأختارها لك صغيرة .. ومن العائلة ابنة الرابعة عشر غيرها لن اقبل ..."
"ومن قال انك ستختارين ... الموضوع منتهي وانا اعلم من اريد وللعلم ولو كانت عاقر لا تنجب هذا الامر شأني يا امي ..."
"هل تعصيني لأجل انثى أخرى يا ضرار ..."
قاطع عمه حديث والدته العصبي ليغمغم بهدوء :
"اسكتي يا ام ضرار ... واخبرنا يا بني من هي ... "
كان يعلم الان ان اجابته يجب ان تصب في صالح غازية ...بعد كل هذه السنوات يجب ان يرد لها اعتبارها امام الجميع ... ولكن ليس بهذه اللحظة يجب ان يعلموا هي ..:
" عندما يحين الوقت سأخبرك يا عمي لانك بالتأكيد من سيطلب لي مـــا ان تقبل بي وأتأكد من موافقتها ... فحقا للان الفتاة لا تعلم بنيتي للزواج ...وربما لا تعلم بوجودي ..."
كانت أجابته توضح للجميع ان الفتاة التي يريد جاهله له بينما هو مدله بحبها ورغم علمه بأن كلماته تحطم ريفا الا ان الله يعلم كم حاول ليحبها ويحترمها بل لم يخنها يوما رغم كل ما عاناه معها ... ولكن الان هنالك غازية وهو لا يريد ان تضرر بسببه ولو بمقدار شعرة ويعلم يقينا السم الذي يمكن ان تتسبب به غيرة النساء ...
" ومن هي لترفضك ، ست الحسن والجمال .. "
أجاب ضرار باستهانه :
"تأكدي انها شيء كبير بالنسبة لي .. كما يجب ان تكون بالنسبة للجميع ... "
بينم كانت ريفا تتطلع له ..بصدمة ... لتغمغم بقهر :
"وانا ما موقعي ..ابنك ..منزلنا ..."
اجابها وهو ينهي ارتداء ملابسه ...
"انت في منزلك باقيه معززة مكرمة .. وابني انت تعلمين انه بعيوني اكثر من غيرك ..ففي كل نوبة غياب لك كنت انا وحدي معه ..وفي غيابي والمربية تسد ... "
لم تحتمل ريفا الحديث لتخرج من الغرفة تتبعها والدتها ووالدها ... بينما بقي كل من عبد ووالدة ضرار وعمه يحملقون به بتعب وكانه شخص آخر ... ليغمغم عمه متنحنح :
" هل ترى ان اسلوبك فج بغرابه يا ضرار .. لم نعتده منك هكذا .."
ابتسم ضرار ليغمغم بنبرة رجولية عاطفية تحمل معناي كثيرة لمن جرب الانهاك يوما ..:
" ربما لاني وجدت ان السنين تمضي وانا معها لم اجد السعادة .... بل مع الجميع لم اصل معكم لحل الا على حسابي ..."
زفر متعبا وكانما خفتت طاقته فجاة ... :
"زواجي من ريفا ليس السبب فربما لو كنت لم احب يوما كنت استمررت معها الا، ولم يكن ليحدث فارق ولكن ان لا سلطة لي على الهوى ..ولا سلطان .. "
لم يجب عمه شيئا انما اكتفى بان يومئ ويغمغم بهدوء :
"يسر لك الله الخير يا ابني ... "
كذلك صمتت والدته وعبد جالسين يتطلعان له وكانه شخص جديد ... الا ان عبد كان يتوقع هذه النتيجة سنين من الكبت والمسئولية ... خاصة وهو يعلم ان اخاه عاشق لمراهقة كبح جماحه عنها .. واي انفجار تتوقعه من عاشق تعايش لسنين من الحرمان ..
خرجت مبكرا من منزلها ... لا تريد مقابلة والديها واكتفت بوضع ملاحظة لهما بانا اضطرت للخروج لمقابلة فضة على الافطار ... رغم قدسية يوم الجمعة التي اهملتها اسبوعين متتالين بالنسبة لعائلتها الا انها لم تكن حملا لأي سؤال عن حالها او اصفرار وجهها او تعبها او ارقها مما سيسبب لها انهار من دموع وكأنها تفرغ خزانات من المياه داخل عينيها ... لذا ارادت مقابلة محمود ..كي تشعر بصحة ما هي مقرره إياه ... فكلها يريد ان يحيا مشاعر جديدة مع محمود .. فراشات ترفرف واحساس انثى هنالك من يغنيها عاطفيا ..ويشبعها من الحب اطناناً كما محمود بطبيعته العاطفية الواضحة لها من رسائله الصباحية .. وباقات الورد الجميلة .. القرنفل الأحمر و ..و .. و .. .. كذلك داخلها يقين انها ان لم تملئ حياتها بمحمود وحبه وتفاصيله .. ستدخل بمتاهات من الوجع عنوانها ضرار وحبه ذلك الحب الكاسح الذي سيدمر كل اركان حياتها ، بل انها تحكم بدخولها كذلك بمتاهات عائلة النسور وعبد القادر وتدخله وحرب طاحنة بين والدها وعمها وبينها وبين ريفا زوجته وام ابنه .. ستكون طرفا اسود .. محطمة منازل .. وستعود لنظرتها السوداوية لنفسها ... موقنه انها تستغل حب محمود وعاطفته التي استطاعت تحريك العديد من الامور الغير مسبوقة داخلها ... ولكن الله يعلم انها ستكون مخلصة له ولن تفعل ما يهينه ابدا فمن جرب طعم الخيانة لن يخون ، محمود حلها بمواصفاته المميزة هو الافضل هي تعلم انها ليست بحمل لاكتساح ضرار ابدا لقلبها .. لمسة منه وكلمة من شفتيه المتعبة ونظره من عينيه راجية لها جعلتها مغيبة ... مرضه وحده جعلها متعبه تائهه عن نفسها وعن قيمها ومبادئها ... لذا قررت وحكمت عقلها واختارت وضع نفسها تحت الامر الواقع عالمه انها بعد هذا لن تتراجع اختارت محمود وهذه النهاية لجنون البارحة ستعتبر ما جرى لحظة من الزمن ..وتنهي عقد عملها كي لا تتكرر بل ستقدم للجامعة من جديد عل الله يعين والدها على حمله المادي الذي لن تستطيع التخفيف عنه بكم كبير كما كانت بالشركة ..ولكن كل هذا فداء لاستقرارها العائلي والعقلي ......
قطع افكارها المسترسلة ... اتصال هاتفي مما جعلها تتنبه لشاشة السيارة الموصولة بالهاتف ليظهر لها رقم محجوب .. عقدت حاجبيها الا انها قررت تجاهل الاتصال وهي تركن في المطعم البسيط الذي اختاره محمود للقائهم ... اذ ان اصر على مقابلتها في منزلها .. الا انها اخبرته بربتها برؤيته منفردا .. تكرر الاتصال مره أخرى وهي تلق السيارة مما جعلها تتعجب من الحاح المتصل ...لذا أغلقت السيارة هي ترفع هاتفها لتجيب بصوت واثق وجدي :
"مرحبا .. "
"غازية ..."
كان نطقه اسمها مزلزلً لها .. وكأنها ليست الواثقة التي قررت ما تريد ..وكأن لقائها البارحة قلب موازينها وقلب صلابتها وقوة بأسها التي اتصفت بها سابقا بلقاءين معه ....

* * * * *
نهاية الفصل الثاني عشر


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-20, 06:10 PM   #630

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث عشر:
يا ويل حبيبتي من هيجان عاطفة حبي الـمجنون ..
ويا ويل حبيبتي كيف ستتحمّل كل هذه الشجون ..
فكيف أصف لها ما بقلبي من شوقٍ لتلك العيون ..
فكل حبٌ قبل أو بعد حبها بكل سهولة سيهون ..
فكيف لو كنت بدون حبها كيف كنت سأكون ..
فلو عرف الناس ما بقلبي من حبٍ لن يسكتوا ..
ولو عرف الناس ما بصدري من غرامٍ لن ينطقوا ..
***اقتباس ***

ما زالت تستمتع لرنين نطقه اسمها عبر الهاتف داخل اذنها .. وكلها يشعر بالشعف ..الضعف ..المرض ..تحديدا ..
"اخبريني ..هل انت الان متجهة لملاقاة ذاك الرجل ؟؟!.."
كانت تقريبا منذهلة للحظة وهي تحلل كلماته الا انها استوعبت مقصده خلال ثوانٍ .... مما جعلها تلتفت حولها وكأنها تتوقع ظهوره الان ... بينما على صراخها بانفعال من الهلع الذي سببه لها ،بلحظة هي احوج ما تكون فيها للراحة .. :
"وما شانك انت ها ؟؟ اخبرني ؟؟"
صوت مستهزئ خرج من فمه معبراً عن رده لها ... بينما كانت ابتسامته المستهزئة وكأنها تصلها عبر الهاتف مسببة لها رجفة زلزلت كيانها .. كله ... شاعرة بنفسها مكشوفة له .. بشكل مؤذي ...
"هل تهربين غازية ... هه حقيقة توقعت ذلك .. ولكن جزء بسيط مني تمنى ان تحكمي عقلك قبل ان تضعي رجلا غريبا كدرع لك .. توقعت ان تحكمي عقلك ... ولو قليلا ..."
صمت طويل امتد جعلها تمسك نفسها وتفتح باب سيارتها وتدخل لتجلس داخل السيارة ...
" انا لا اضع درع ..وتوضيح بسيط يبدوا اني تغاضيت عليه فرسمت الظنون هه ، ما جرى البارحة مجرد ضمير عذبني واردت ان اريحة لا اكثر ... بينما يبدوا انك قد كبرت وخرفت لتظن اني سأترك او اتخلى عن رجلاً كاملا لاجل رجل خائن ..وضيع ..ممم وماذا اه متزوج و صحيح متزوج من خائنة مثله والتي تكون ابنة عمي الحقير ؟؟؟ هل تضن اني غبية ام ماذا ؟؟"
كانت كلماتها منتقاه تتكلم مبعدة عنها ظاهريا كل ذرة ضمير وكل ذرة الم كانت تملكتها وهي تراه البارحة طريح السرير ...
ابتسم بهدوء متوقعا منها رد ففعل عنيف ... مهما أظهرت انها تغيرت تبقى غازية الطفلة تلك التي يحفظ تفاصيلها صماً ..وبعد البارحة أضحت له واضحة بكلها ... بخلجاتها ...بصورتها القوية الظاهرة بحدتها وعنفوانها... انها مميزة غضبها مميز وجنونها مميز وحماقتها لا مثيل لها ... ان كانت تضن انه سيسمح بوجود اخر بعد ان رأى انها ما زالت تحبه بل ربما ولو قليلا تكن له مشاعر مدفونه ... لن يضيع هو فرصة ان يجعل مشاعرها تنضج بحبه وعلى يديه ...
"غازية ... تعالي لنتحدث ... حديث بسيط وبعده قرري ما تريدين ..."
"لا ..."
كانت اجابتها حادة جدا ... بل الهلع متربع بين ثنايا كلماتها تربعاً ... خائفة من نفسها ... لابعد حد .. وكان هذا ظاهرا له ..
"هل انت خائفة ؟؟ اخبريني ؟؟هل تخافين على نفسك طفلتي من الوحش ان يأكلك ..."
كانت كلماته مستفزة ... مليئة بالغضب جراء المقارنة التي يعلم انه سيوضع فيها مع ذاك الرجل الذي يدعى محمود كما سمع منها مما جعله يستخدم اسهل أسلوب لجذب الطفلة المختبئة داخل غازية .. الاستفزاز ..
"هه يبدو انك جننت يا هذا ..حقاً ؟؟ ..."
ليجيبها بغضب ..وحدة اخافاها ...للحظة :
"ضرار .. يا غازية واياك وتقليل احترامي هنالك فرق بين ان احتمل سموم كلامك وبين ان أرى منك ما يقلل مني ..اياك غازية او اقسم ان ...."
وتحولت نبرته من الغضب للعاطفة العنيفة ... الشبقة بحدة ...:
"ان اعاقبك كما كنت افعل قبل 10 سنين ... "
وصلها مقصده مذكرا إياها بكم المرات التي كانت يعض خديها كعقاب لها وكان ما احبه من عقاب على قلبها ان ذاك ...
ليكمل بشوق .. تملكه .. بعيدا عن الغضب الذي تثيره فيه غازية الان ...
" اريدك غازية .... والله يعلم ان الامر فاق قدرتي على منع نفسي .."
كادت ان تصرخ بجنون وهي تتخيل ما معنى كلماته... بغضب وعتب وشوق وحنين وغيييره حارقة وهي تتخيل انه يريدها كتسليه بينما زوجته .. أساس ...ربااااه منه ربااه .. تريد ان تغلق الهاتف وتبسق على وجهه وتصله عبر الهاتف ... ولكن تجاهلت كل ما تريد الا انها حولت مجرى الحديث من جديد لنقاط استفزازه ... محاولة تجاهل كلها الذي ينادي عليها ...
"اه فهمت تقصد تريد ان تحصل على ما لم تأخذه قبل عشر سنين ثم تعود الى زوجتك والتي هي ابنة عمي من جديد .... رباه نسيت العقاب سيكون هذه المرة لابنة عمي ... اعانها الله على زير نساء مثلك ..."
هل سمعت يوما انفاس ثور .. بالتأكيد لا ولكن ... بهذه اللحظة كادت أنفاسه الغاضبة كثور هائج تصلها عبر الهاتف بوضوح مما جعله يغمم بفحيح خطير اثار رعشة داخلها ...:
" ربع ساعه يا غازية ان لم تعودي لمنزلك تاركة عنك جنون لقاء هذا الرجل اقسم لك ..ان انسف كل تاريخ الصلح بين العائلتين واضع والدك في الواجهه من جديد ... واجعلها عشائرية كبيرة فقط بمحض مكالمة واحدة ... ووقتها تأكدي انك السبب ..."
ارتجفت كلها من رأسها الى اسفل أطرافها .. وهي تتمعن بكلماته .. عالمة انه صادق نبرته المخيفة اكدت لها انه صادق وانها استفزته للعمق ...:
"ما الذي تريده اخبرني ؟؟؟ فلتشتعل الحرب بينكم لا شأن لعائلتنا بكم .. ابي تبرى منكم وانت تزوجت ابنة عمي هل تظن حقا اني قد افكر بك بعد طلقتني لأجل ابنة عمي ... ام تظن ان تهديداتك هذه مجدية حسنا وما النهاية ها اخبرني هل حقا تظن ان هنالك مستقبل لي معك ام تطمح لتسلية لك بعد ان مملت زوجتك .. "
"تأكدي يا غازية اني يوما ما طلقتك لأجلك .. لأجل الا تذهب طفولتك كأختي نجوى ... لأجل الا اراكِ جثة بين يدي ... ولكن تأكدي اكثر اني لم اندم يوما على شيء كما ندمت على طلاقنا ... بعدك كلهن سواسية ..كلهن .. كلهن ... وللعلم اذ ما كنت اريد ان اطارحك الفراش .. لكنت قمت بها منذ اول يوم .. ومع كل فرصه كنتِ فيها ترتمين في حضني .. لفعلتها العديد من المرات الى ان حولت لإمرأة خالصة لي ..ولكن دوما كنت أخاف عليك ... مني ومن نفسك ..ومن كل شيء "
لم تتحدث صمتت والاحمرار يغزوها كاملة .. عالمه انه محق .. وهي تسترجع بعض محطات ذكرياتها .. وبطريقة ما رغم قسوة كلماته الا انها انعشت غرورها وحركت جرحها وأثارت زوابع داخلها ... وكأن كل غضبها اختفى ليحل محله مشاعر مربكه بلحظة واحدة وكأنها تناست تهديده قبل قليل ..
احتاج ان يفسر لها ..ولو بكملة ان يداوي جرحها ولو انه عالم ان حديثه سيذهب في مهب الريح ما ان تغادر الا انه أراد ذلك ... علها ترتاح ولو قليلا .... مما جعله يكمل ...بتحذير وكأنما يستعمل معها أسلوباً بين الشد والجذب
" وللحظة فقط تأكدي يا غازية انه قبل عشر سنوات كان بإمكاني ان اجعلك زوجه لي ... بل واربط وجود عائلتك كله داخل البلد واحرم والدك من مخططه بأخذكم .. وليس من خلال قادر بل من خلال والدك نفسه ... ولكن لم افعل لاجلك .. فقط ..غازيتي .."
لم تعلم كيف تفسر كلماته المبطنة لم تفهم مقصده كيف يبقيهم من خلال والدها ...بل كيف يخاطبها بهذا الأسلوب .. وكاأنما هو صاحب اليد الكبرى ... على كل شؤنها ..
"ما الذي تقصده ؟؟ .. "
"عندما ستأتين سأخبرك كل شيء ..."
كان هذا جوابه ..البسيط لها ..عالما ان في الحب والحرب كله يجوز
"هل تستفزني ضرار ...؟؟؟ هل تلعب معي على وتر الكلمات لتظهر لي انك صاحب اليد العليا ؟؟؟ ها اخبرني .."
كلماتها الهستيريا جعلته يعلم انه وصل لهدفه ... فهو قد استخدم معها الاستفزاز ولكن ما خفي عنها في كلماته سيكشفه امامها ... فحربه الضروس هي الوصول لها ..ومعها سيستخدم كل الاسرار ...كل السبل لتصبح له ...
"هل ما زلت في المشفى ...؟؟"
ابتسم بحق وهو يسمع كلماتها بينما صوت ادارة المحرك صدح عالياً ليصل له عبر سماعه الهاتف ...
" لا ونعم ... لقد خرجت من الغرفه التي كنت بها الى الفندق الذي بجانب المشفى ... سأرسل اسم الفندق ورقم الجناح .. ولا تخافي .. لن ياكلك الوحش "
ابتسمت بسخف وهي تغمغم بينما تحرك السيارة ..
"هه السخف الذي تريد وضعي به سارده لك تأكد .."
ثم أغلقت الهاتف بحدة كارهة نفسها ..وكارهة كل ما حولها وكلها يتساءل عن ماهية ما يتحدث به ضرار ...
كان حمزة يراقب ارقم من بعيد ... يتطلع له جالساً مع المسماة فضة ... بينما يبدوا عليها الخجل بوضوح .. على عكس رفيقه الذي يظهر ابتسامة واسعه معها ... لمن يراه يظن انه صديقها ولمن يعلم ارقم كمثله يعلم انها مميزة لتلمع عيني ارقم ويتصرف معها بعفوية بل ويحتمل الجلوس بمكان كهذا لاجلها بحر ومقهى بسيط بدون أي من أجواء صديقه المفضلة... لأول مره يرى ارقم بهذه الصورة على الرغم من عدم تشابهها مع ذوق صديقه ... الا ان يكاد يقسم ان ارقم يهيم بالفتاة ... بحق ... مما جعله يوقن انه لن يأخذ بثأره منها لن يشفي غليله ارقم ... تطلع لهم من جديد بتمعن ليرى ابتسامتها الهادئة تتحول لضحكة صاخبة وكأنها لم تعد تحتمل ان تكتم ضحكتها .... لقد كانت بريئة بعين رجل خبير يعلم ان فضة .. مجرد فتاة مدلهه بصديقه دون رغبات او عداه ... مما جعله يبتسم باتساع مغمغما :
"هنا مربط الفرس .. فضة ... كل صاحب قلب مجروح أساسا كان قلبه بريئا هه لنرى قلبك البريء كيف سيعاقب بفعله لسانك الاحمق ... فضة ... "
كانت تتطلع للبحر مبعدة عينيها عنه ...بقدر ما تستطيع .. فهو ربما لم يسمعها أي من كلامه العاطفي كالبارحة بل لنقل كلامه الحاد المدفون تحت إنقاذه عاطفة ارادت ان تشعرها ...معه وها هي تعيشها ولو انه يتعامل معها بعفوية .. هدوء ..وكانهما أصدقاء فمنذ ان ارسل لها صباحا مكان اللقاء حتى ردت عليه بتغيير المكان ليلتقيا هنا ... لم يشعرها بالحرج او يذكر البارحة ... بل بقي يتطلع لها .. يبتسم وكانه يشعر معها بسعادة حقيقة وهذا ما شعرته ... وهذا ما زلزلها ...
"هل سنبقى نتطلع لعينيك بينما تهربين انت بهما .. لا تنسى انا امامك على داخل البحر ..."
ابتسمت بهدوء لتغمغم بخفوت :
"البحر جميل ... لذا أتطلع له ..."
ليبتسم بشقاوة مغمغا ...عالما انها خجولة فوجنتيها المحمرتين الظاهرتين بوضوح رغم بشرتها الابنوسية له تكشفها حقا ... مما يجعله يستمتع بحلاوتها أكثر وأكثر تاركا كل تفكير بالجنون الذي حدث البارحة من قبله ... على جنب مستمتع بقربها الذي حرم منه لايام ...:
"البحر ليس اجمل مني احذري !!... بدأت اغار ... بحق !!! "
فلتت منها ضحكة عالية ... صخبة مليئة بالحياة وهي تتطلع له ...مغمغمه بتعجب :
" مجنون هل تقارن نفسك بالبحر .."
كانت كلماتها عفوية بحق مما جعله يرد بهدوء جعلها تحمر من جديد وتصمت معها ضحكاتها :
" وهل بكلماتك اعلم ان لا مقارنة وكفي يرجح ..."
"مقارنة غير عادلة ... هو جماد وانت ...بشر "
"لا تهمني المنطقيات انا اتحدث عنك بكفتك انت من يرجح هنا ؟؟؟"
احمرت وهي تبعد نظرها عنه ليصبح على اظافر يديها التي تتلاعب بها ... مما جعله يغمغم بحده لا يعلم من اين أتت متناسيا انها خجلة ... منه ... :
"اجيبي ؟؟ هل هنالك مقارنة بين أي شيء فضة وانا انا ؟؟ هل تقارنين ؟؟ ..."
كانت نظراته الحادة اول ما تشابكت مع عينيها الخجلة ما ان ارفعت وجهها بعد سماعا نبرته الحادة مما جعلها تتعجب حقا من جنون سؤاله ... بل منحنى الحده الذي ذهب اليه الحديث ...
"فضــــة ؟؟اجيبي الان ... هل هنالك أي شيء يمكن ان تفضليه على في أي جانب بحياتك اخبريني لنصبح على بينه من الان ... "
حديثه نابع ربما من خوف قديم ... من ان تضحى فضة نقطة ضعف بالنسبة له .. كما كانت والدته لوالده .. فيصبح ثانويا في حياة فضة ... لذا يريد ان يسمع منها ..من تلك الشفتين الممتلئات امام عينيه .. انه مهم ..ولديه مكانه داخلها ..يريد ان يشعر بسطوته عليها ومدى تأثيره ..حقير ربما ولكن لا يستطيع الا ان يكون هكذا ...
تطلعت له للحظات متتبعه هيئته المتحفزة ..بالنيران التي تلمع داخل مقلتيه .... بالاصرار الذي تنطقه معالم وجهه ..اصرار ..اصرار عجيب لا تجد له تفسير ...
"فضـــة ، هل انا مهم لديك ؟؟ اخبريني يا فضة ؟؟ .."

اجابت وهي تنزل نظرها وتبعده عنه ...:
"وهل انا مهمه لدك يا ارقم ؟؟؟..."
ابتلع ريقه وهو يتطلع لعيونها المتباعدة .. ويغمغم بصراحة .. بلا إرادة منه ...
"مهمه يا فضـة ولا اعلم حقاً ان كنت احب ما اشعر به ..ولكن أنت مهمه ..مهمه جداَ ..."
ردت عليه بخدود محمرة .... وقلب مرتجف بهلع من لقادم ...
"وانت كذلك يا ارقم .."
صوت خافت .. خجل هو ما سمعه ... ليشعر بنشوة غريبة وهو يستمع لإجابتها تتردد داخله ... ليستوعب بحق انه يملك عليها سلطان .. الوضع الذي وضع فضة فيه الان اعترافها له الان!!! .. صاحبة الألف قناع تكاد تذوي خجلا امامه ... بل تذوب .... حتى مما جعله يبتسم مغمغما بنشوة وراحة وغرور ...ونشوة ..نشوة لم يشعر بها سابقاً ..كالسحر تماما ..امام عينيه .. هي الان .. بهيئتها البسيطة ..وسمارها اللامع ..وشفتيها التي تحرق قلبه ..وعيونها البنية اللامعه بنظرات مليئة بالحب لا ، لا يعلم ... الاعجاب ربما . ..لتخرجة من تمعنه بها وهي تكمل بنبرة مليئة بالشدة .. تجاهه ..:
"ولكن كل هذا يدوم ..ما دمت انت ما اراه امامي الان .. ما دمت انت ارقم الذي اشعره الان .. "
انزعج من اللكن لديها من نبرة الشرط ..وهو لا يحب ان يشترط عليه أي كان .. ، ولكنه تجاهل رغبة نفسه امامها ليجيبها هو بإصرار ... وربما خوف من حقيقته الداحلية البشعه بعينيه .. من ان تعلم حقا بداية ما بدأ بينهما .. او ان تكتشف يوما انه ليس كما شعرت به للايام السابقة ... ولا يعلم بعد كل ما يشعره الى اين سيصل معها ... لا يعلم ولا يريد ان يعلم سوى انه يعيش شيء جميل .بعيد عن أي شيء سابق عاشه .. شيء مجنون سريع .. خاطف .. وغريب :
"اجعليني الأهم فضة ... واعلمي ان هذه بدايتنا الصحيحة ...."
وها هو مره أخرى يلمح لحدوث شيء بينهما... بل يلمح لجدية ما بينهما .... الا انها لم تجب لم تتمكن حتى من النطق ليس وكلها للان لا يصدق انه تصرف معها بطريقة البارحة المجنونة ... فما تراه بعينيه يعني اعجاب ..بداية حب ، هل يمكن ان تصدق حتى نفسها هي تفكر بهذه الكلمات !!! او مشاعر يكنها لها وما تراه بعين المنطق يخبرها انه حلم ستصحو منه ... وكم تخاف ان تصحو منه ...
"هيا للنهض ... فهنالك معرض " الخير " للكتب لديك مشاركة به ، اليس كذلك ؟؟؟ "
وكانه جعلها تتنبه انها لأول مره تتذكر امر المعرض منذ البارحه ... بل انها نسته ... ولم تتذكره .. الا منه ...
"كيف علمت ان لدي التزام داخل المعرض ..."
ابتسم بثقة مغمغما :
" لاني اهتم ببساطة هذا جوابي ..."
كان قد لمح على الدفتر الأسود في المكتبة اسم المعرض و موعد المعرض وبجانبة اسمها ...
ابتسمت بخجل وهي تنهض بعد نهوضه .... بينما يقف هو امامها يلتقط مفاتيح سيارته ...مغمغا وهو يراها تمشي بجانبه :
" ساوصلك فضة ... ما رأيك ..."
كادت ان تغمغم مما جعله يجيبها ...:
"سأحضر معك المعرض ثم نتغدى سوياً ... وتأكدي ان تطمئني خالتك عنك ... فانا اريدك اليوم كاملة لي بعيده عن أي شيء اخر ..."
كان كلامه صريحا عميقا الا انه داخله كان خائف من ان يخبرها حازم بشأن الدين السخيف .. خائف من ان يخسرها ... بحق .. ولكن يريد ان يتعرف عليها اكثر يكسبها ... ويرى معها الى اين يمكن ان يصل ...بشعوره الغريب
"انا املك سيارة ارقم .. كما وانني ذاهبة الى هناك وحدي .."
اجابها مشككا بكلماتها :
"حسناً تملكين فضة .. ولكن ما المانع بمشوار لنا معاً ... أم لا تريدين صحبتي بالمعرض .. اتحرميني رائحة الكتب ؟؟ .."
علت صوت ضحكتها وهي تراه يقتبس كلماتها .. سبقا عن الكتب ، بل ويهتم لخالتها واتصالها بها ... كل ما يفعله يزيد دواخلها المشتعلة بقربه .. وكلها يعلم ان حدودا لها رسمتها ... قد تجلس معه بمكتبة وتدرسه وقد تضحك معه وقد و قد ولكن مكان صغير هي وهوا به فرادا لا ... لن تسمح ابدا بمثل هذا ..
"انا املك سيارة ... ولكن صدقا لن اركب معك بسيارتك .. حتى لو لم يكن معي ... اما النصف الاخر من الدعوة فحسنا لن احرمك من رائحة الكتب اذهب هناك ..و واعزم نفسك بنفسك على مطعم قريب هناك .... "
صريحة .. كانت اجابتها مما جعله ينظر لها وكله يظن انها ما زالت خائفة منه او من ما سمعته ... مما جعله يلعن نفسه بصمت ... فهو حقا يحب المسامة التي يراها امامه .. ويستمتع بها
" مساومة جيدة انسة فضة ... .."
قال كلماته ووضع نظارته على عينيه ...وهو يسمع ضحكتها ، بينما تقدمت امامه لمكان سيارتها المزعومة ... بهدوء
وصلت لسيارتها ليفاجئ بما امامه وهو يقف خلفها .. مغمغا بتعجب ..
" حسنا ... أودي اخر موديل ... ولونها اسود ..."
كانت كلماته بطريقة ما تعبر عن دهشة ... الا انها لم تجب فهي لن تتحدث عن تفاصيل كهذه معه ..
" انها هدية ... من أخي .."
"اها ... ولما تعملين اذ كان أخاك صاحب مستوى مادي مريح ..."
التفت له مغمغة بهدوء وهي تتطلع له كيف ارتسم التفاجئ على ملامحه .. المخفي بعضها اسفل النظارة ...:
"العمل لا يعني حاجة المال ... ولكن انا احب ان اصرف على نفسي ... ان اشعر بكوني كائن منتج ولو كان الامر بسيطاً ..."
تطلع لها بإعجاب .. اعجاب بما يقطن داخل عقلها ..فكرها ... انها مختلفة بحق ..مستقله بحق ..وقوية ..كذلك ..ليغمغم بعبث معجباً باحمرار خديها امامه ...
" كنت أتمنى ان تطلبي مني الجلوس بجانبك كي اتعرف على قيادتك ولكن ..."
واتسعت ابتسامته وهو يرى خجلها ويكمل :
" بما ان فضة صريحة ولا تريد مثل هذا الامر ... فأنا لن ازعجها وسأحترم مخاوفها .."
لم تعلم بما تجيب ... الا انها غمغمت وهي تراه يبتعد قليلا عنها :
"لا تسرع ... "
"هه لا سيارة جيدة دون سرعه ولكن لاجل عينيك لن اسرع ... انا اخلفك ... نلتقي في المعرض "
وغادر مبتعدا عنها ... الا ان صوت رسالة نصية وصلها ما ان اشعلت محرك سيارتها ..
"لا تسرعي "
جزء منها كان يحيا في كل هذا الاهتمام الجنوني .. والتفاصيل الجديدة بلهفة وشوق .. وجزء اخر كان يدق نواقيص الخطر .. فلم يمر سوى أيام على معرفتهم ... والكثير الكثير في شخصيته وطابعه يخيفها .. رغم كل ما تشعره تجاهه الا انها خائفة .. على نفسها .. على قلبها .. من سيد ومالك هذا القلب ...
* * * * * *

" وللحظة فقط تأكدي يا غازية انه قبل عشر سنوات كان بإمكاني ان اجعلك زوجه لي ... بل واربط وجود عائلتك كله داخل البلد واحرم والدك من مخططه بأخذكم .. وليس من خلال عبد قادر بل من خلال والدك نفسه ... ولكن لم افعل لأجلك .. فقط ..غازيتي .."
على الرغم من رفضها التام تصديق آخر كلمة الا ان كلماته ما زالت ترن داخل اذنها مسببة لها صداعا نصفيا ... وهلعا حقيقا اذ رغم كل شيء هي تعلم يقينا ان ضرار لن يتلكم بهذه الأمور الحساسة هكذا جزافا ..وان كان صادقا ولم يكن يتلاعب بها اذن فإن ما علمه ضرار سيعلمه عداه بسهولة وهنا المصيبة فلا حمل لعائلتها على حمل المصائب من جديد ، لا حمل لنهوند التي تدعي القوة و يهادنها الكل مهادنة ، نيران وعلي الصغيران اللذين للان ما زالا يعانيان من هلع حقيقي من الأصوات المرتفعة ام والدتها ووالدها المكلومان بأولادهم وبماضي مؤلم يلاحق اطيافهم بمجرد ذكر عبد القادر فما بالك بقدر أي كان على نبش أي شيء قد يعيدهم لنقطة الصفر .
على صوت رنين هاتفها وهي في تتحرك بخطواتها الهلعة نحو جناح ضرار ... مما جعلها تخرج الهاتف بيد مرتجفة متأثرة بهلع حقيقي من القادم ...
"محمود .. رباه كيف نسيته ..."
لعنت داخلها ضرار وحظها العاثر وهي ترد عليه بينما توقف جسدها بعيدا عن غرفة ضرار :
" محمود ..."
اتاها صوته محملا بمشاعر جياشة :
"عيون محمود ... يا جميلة الجميلات .."
يا الله كم تشعر بالاحتقار تجاه ذاتها ، رجل كامل والكلام لله يعلم بماضيها وجرب جنونها وغرورها سابقا ومع هذا يتكلم معها بكل رومانسية وها هي كالحمقاء ما زالت تتبع أطياف ماضيِ أحمق ..
"اعتذر ، اقسم اني اعتذر واشعر بالذنب لعدم قدومي ... اقسم ان هنالك ما جرى وغيرت اتجاه طريقي وهذا كان خارجاً عن ارادتي .."
القت كلماتها مره واحدة شاعرة بالخجل بالصغر من نفسها .. وبالكره والمقت تجاه ضرار
شعر محمود بارتباكها وعلى الرغم من انه بجد يتمسك بصبره الا ان غازية بحق اتعبت اعصابه .. لقد مر اكثر من أسبوع وما زالت لم ترد على عائلته بكلمة لا هي ولا والداها وهو امر مهما أراد ان يتغاضى عنه كرجل ولكن عائلته خط احمر ولن يقبل ان يماطلهم أي كان ... ومع ذلك يحاول ان يهادن الجميع ويعلل للجميع ويصبر الجميع بينما قلبه يلتاع جراء صبره على شوقه لها ليغمغم بثبات حقيقي مع نبرته العاطفية المثيرة للقشعريرة :
"لا بأس غازية ، ولكن اريد موعدا آخر ثابت وهذه المره قبل ان نلتقي اريدُ رداً يا جميلة الجميلات .. فالصبر طوال الدهر لعينيك ولكن ... "
أكملت عنه سريعا محرجة من الموقف :
"اعلم ان الاهل و الرسميات لها حقها ... اقسم لك ان تاخري ليس لتقليل شأن او محاولة مني لتجاهل الرد انا او اهلي فلم اتربى على هذا .. اخبر من اريد بما اريد بصراحه ولكن صدقاً هنالك ظروف .. وانا مربكة معها .."
"وهل لي ان اعلم ما هي ظروفك ؟؟ فكل ما يهمك يهمني .. وكل ما يؤثر عليك يؤثر علي الا اذ كان شأن لشخص عداك ويؤثر بك فهنا لا احبذ التفاصيل انما العناوين فقط .. وهذا للمستقبل غازيتي .."
كانت كلماته عاطفية ممزوجة بشيء من الحنية والصرامة وكانه يخبرها بحب ان هنالك قواعد وهذه أولها .....
"حسنــا ، غدا صباحا لنا حديث واضح .. صريح "
ابتسم محمود مغمغا بعاطفة :
" حسناً ، وبدون ظروف طارئة ..."
وانهى لكماته بضحكة خفيفة مميزة جدا ... جعلتها بدورها تبتسم رغم توترها ...
" الى اللقاء ..."
غمغمتها ليرد عليها وتغلق الهاتف بهدوء وهي تلتفت بجسدها لرقم الجناح ... بتحفيز وغضب وقسوة وحرج ستصب كافة نتائجه على رأس ضرار تحديدا ....
تنزل دموع و الدة ريفا درارا ووالدها يتطلع لابنته النائمة جراء ابرة المهدئ بقلة حيلة ... مفكرا بحل رغم علمه بان رجلا كضرار ان أراد الزواج فلا سبيل لمنعه وكله علم بمقدار قوته وجبروته وخاصة مع الصلح الذي تحمل شرطه قبل عشرة سنين ... الا انه لا يريد لابنته المرض فها هي منذ الصباح عادت لمنزلها منهارة تبكي ... و من شدة ارهقاها جراء خبر الصباح أحضروا لها الطبيب كي يحقنها بإبرة مهدئ .. ...
"يكفي يا أمرأه نواح الرجل سيتزوج لن يفعل ما يغضب الله ..."
كانت كلماته نزقه جراء ما يشعر به من ضغط هو ليس بحمل له ..
" يزني مع الف فتاة ولا تنزل امرأة ضرة على ابنتي وتهينها .. "
كانت كلمات والدة ريفا حادة غاضبة حانقة ... مدفوعة بحقد وهي تتذكر نظرات نسيبها وهو يتكلم عن تلك المرأة ..
" وهل ترتاحين بالبكاء وزيادة بلاء ابنتك ، وما الحل بالله عليك هل تظنيني اننا بقدر الاعتراض .. هه انه ضرار النسور يا امرأة عشيرة كاملة تحت امرته برجالها .. "
"وهذا ما يقهر اننا سنقف مكتوفي الايدي بينما ابنتي سيضيع عمرها وهي تحاول ان ترضي رجلً يعيش وبقلبه حب ضرتها الم ترى نظرته وهو يتكلم عن تلك العاهرة .. "
كانت كلمات والدة ريفا خارجة من حرقتها على ابنتها ومن تجربة تعيشها داخلها من سنين وهي تعلم بأن زوجها كان يريد اية زوجة منذر ... لتحيا سنوات ومازالت وهي تحاول مجاراة الزمن والاهتمام بنفسها بمبالغة كي ترضي عيني رجل اعماقه تسكنها اشباح امرأة أخرى ...
شحب والد ريفا متمعنا بكلمات زوجته غالية ...وكله يعلم ان كلاهما يفهم ما تعني رغم ان لسانها لم يطري يوما الحقيقة المرة التي تخزيه وتثير غضبه من نفسه ومن منذر ومن والده ... مما جعله يغمغم بنزق مضاعف :
" لا داعي للحديث السابق لأوانه ، سنرى ما القادم ولكن تحدثي مع ابنتك وهدئيها فانا لست بحمل دموع وبكاء قدرها فالتقبل به ..لا بيدي ولا بيدك شيء لنفعله .. "
ثم خرج من الغرفة تاركا خلفة ابنته نائمة بمفعول المهدئ وزوجته تبكي على ابنتها وعلى الحظ العاثر الذي رمى ابنتها بهذه الزيجة التي لم توافق عليها منذ البداية .... ولم يكن لها بها قيمه او رأي


رفع عبد القادر يده مؤشراً لحفيده الصغير معتز ذاك الذي امسى بالرابعة والعشرين من عمره وعلى الرغم من ذلك ما زال يلقبه داخله بالصغير ، ربما لانه اقرب احفاده له واحنهم على الاطلاق فلم يأخذ من قسوة أي من أولاده التي زرعها هو بنفوسهم رغم حنية محمد مقارنة بابنه الاخر الا انه الله يعلم ما في نفس أولاده عليه ..:
"اجل جدي ..."
اقترب معتز من جده الجالس على مقعد المجلس بينما يحيط به منضده من كل جانب كي لا يقع فلم يعد يملك تلك القوة والجبروت كي ينهض حتى الا بمساعدة وكي يمشي الا بمقعد متحرك ...
" اح اح احضر الهاتف واتص اتصل على عم عمك منذذ ذ ر "
كانت كلماته متقطعه ومتعبة .. مما جعل معتز يغمغم :
"انت متعب يا جدي .. هل انادي والدي ليتحدث معه ويفهمه ما تريد ... "
"ل ل ل لا .."
كانت كلمات عبد القادر حادة رغم ارهاقها ... مما جعل حفيده ينفذ امره :
"امرك جدي ..."
ثم باشر بالبحث عن رقم عمه منذر ليتصل به .. على الرغم من عدم مقابلته له منذ عشر سنيني الا انه يتذكره قليلا من بعض ملامح بقيت عالقة داخله في طفولته فقد كان الاحن تقريبا بين اعمامه .. يلاعب الجميع ويضحك معهم ، كما وكان دايما ما يسترق السمع عليه وهو يعزف على العود خفية عن اعين الجميع بينما انبهاره بعمه آنها ما زال قابعا في ذهنه ...
"تت تحد حد تحدث انت .. اخخبره بأنن ن باني ار ارييد رؤيت رؤيت ه "
"حسنا يا جدي سأخبره .. "
ارتفع رنين الهاتف ... بينما ابتسم معتز لجده بهدوء وهو يتسمع لصوت عمه منذر يغمغم :
" السلام عليكم ..."
"وعليكم السلام عمي .. "
كانت كلمات معتز جديه ممزوجة بعاطفة دموية خالصة ..تجاه عمه الغائب ..
" اعتذر للازعاج عمي ، انا معتز ابن محمد "
اتاه رد عمه قلقاً .. وكانه يتوقع خبرا مفجعا ما .. :
" اهلا بك يا بني ، هل هنالك خطب .. "
لم يتجرا منذر على النطق بها خوفه من موت عبد القادر ارعبه بحق ....
"لا يا عم ولكن جدي يسلم عليك .. بل بالحقيقة جعلني اتصل بك وهو يريد ان يراك .. والامر ضروري جدا ، هنالك يستدعي وجودك عمي "
غمغم معتز مضيفا من عنده ... عالماً ان عمه لن يأتي الا اذا ما شعر ان هنالك امر خطير ..
أخذ منذرنفسا عميق خرج من بين شفتيه وهو يغمغم براحة ربما لمعرفته ان عبد القادر لم يمت كما توقع وهو يمسك الهاتف .. وبقلق من القادم كذلك ..:
" سأتي ولكن هل يمكن ان اعلم ما الامر يا بنتي ؟؟ فأنا حقا أتوقع الاسوء مع كل اتصال منكم "
" عساه خير يا عمي ، انا لا اعلم ما الامر ولكن ، بالله عليك يا عمي جدي عاد للبلد وترك المشفى .. وحالته لا تسمح بأن نرفض له طلب ... ربما تكون هذه اخر مره تراه بها ... فقط تعال عل الله يلينها عليك كما لينتها عليه .. "
ربما لو لم يكن يعلم يقينا ان والده او عمه عبد القادر أي كان المسمى مريضا فلم يكن ليأتي ولكن خوفه من اين يحيا اليتم مره أخرى وهو يستمع لخبر موت عبد القادر اخافه .. ليس وكانه عبد القادر كان معه طيبا ولكن الامر صعب التفسير خاصة مع شخصيته العاطفية لمنذر ...
"حسنا .. استطيع الوصول للبلد خلال 3 ساعات من الان .. اخبره بهذا ... وانتبه جيدا عليه يا ولد ... "
غمغم معتز بشدة بعد ان سمع كلمة عمه العفوية الواصفة إياه بولد حطم كبريائه بحدة :
" جدي بين عيني ، لا يحتاج لان يوصى به احد .."
ابتسم منذر لاندفاع ابن أخيه ..الذي يبدوا انه كبر بحق ...
"حسنا اراك مساءاً ..."
اغلق معتز الهاتف ليغمغم جده وهو يؤشر له ان يقترب ليدنو منه :
" ا ا اتصل بالمحامي ول ولا تخبر أحداً اب اب ابداً بهذا .."
"امرك جدي .."
غمغم معتز كلماته جدية بينما بقي عبد القادر يفكر بالقادم ، فهو يريد ان يرتاح .. ولا راحة ما دام هنالك حق في رقبته لمنذر ابنه أخيه وابنه الذي ظلمه وآه من الظالم ما ان يستيقظ ضميره النائم .
بقي عبد الباري يتطلع لحابس المصدوم جراء سماعة توقع أخيه عبد ..
" هل تخبرني الان ان ضرار كان يقصد غازية بكلماته .. وغازية موظفة لدينا في الشركة الجديدة التي اشتراها اخاك "
كانت كلمات حابس مليئة بالدهشة والصدمة فعلى الرغم من صدمته بلهجة أخيه البارحة والتي وصلته عبر والدته واخيه .. الا انه لم يلمه فيبدوا جليا ان لا تفاهم بينه وبين زوجته وهو اعلم الناس بكم احتمل اخاه لاجل اكمال زواجه ... وانجاحه ..
"هه انا لا اخبرك انا اقر واقعا فعليا لا محالة منه ... اخيك الغالي يريد ابنة عم زوجته من جديد .."
ليغمغم حابس بينما يجلس على الاريكة المنزلية امام عبد :
" حسناً ، الامر كله يتلخص بالاتي طلقها سابقا لشعورها بالهلع من ان يجر خلف مشاعره تجاه مراهقة بعمر الزهور ويسرقها من الحياة بحمل او بزواج ليست هي بحمل له بسنها الصغير وتتكرر حادثة نجوى من جديد ، فقد وقف هو سابقا عاجزا اما ما جرى وعمي يتم زواج اختي اثناء سفره للدراسة .. ليعود ويعلم بخبر زواجها وموتها بعد زواجها بسبعة اشهر ... صحيح اني الوم نفسي على صمتي سابقا وعدم اخبار ضرار ولكن لم يكن بيدنا حيلة ونحن مجرد مراهقين عمنا يتحكم بقرارات والدتي التي امرتني ان اصمت لصالح العائلة ..."
"اعلم جيدا ان ارقم كان يحبها .. كل تلك التفاصيل كانت لدي ولكن عشر سنين مرت يا رجل انها عشر ونحن لا نمرح هنا صحيح انني كنت اشعر بأن ضرار يحيا بدون بهجة بزواجه وربما قبل سنوات ارجعت لأمر لتعلقه بغازية تلك المراهقة المشاكسة ولكن السنين مرت ولم أتوقع انه ما زال يحبها ومتعلق بأذيال مراهقة كانت زوجة سابقا .. فهذا امر غير واقعي انها عشر سنين بحق الله ...!!! "
"انه العشق .. يأتي مره واحده فقط في العمر ... لا يميز يوم وقت وفرق سن وجنسية ودين .. هو العشق "
كانت إجابة عبد بسيطة ...
ليرد عليه حابس بعملية ..:
"بغض النظر عن أي شيء هل تعلم تأثير زواج ضرار من ابنة عمه زوجته من جديد .. انه يجمع بنات عم كزوجات له هذا ان قبلت به غازية على حد علمي بان اخاك بعد لم يصارحها بطلبه ..او ربما صارحها وتريد الانتقام من ريفا ؟؟ او ربما تستغل ضرار ... "
اجابه عبد مغمغاً بهدوء وتفكير :
"صدقا لا اعلم طبيعة غازية بعد لم اتحدث معها على الرغم من انها تعمل في شركتنا ولكن حقا خفت من ردة فعل اخيك ... فهو بحق غاضب بسبب تدخلي سابقا للصلح بينه وبين زوجته وقد كان كل قصدي ان اصلح منزلهم ولا يصبح ابنهم ضحية للمشاكل لذا تنحيت ما ان واجهني ضرار بحدة .."
اجابه حابس وهو يرجع ضهره للأريكة براحة .. بينما كلماته عميقة مليئة بالتفكير ...:
" لا اعلم حقيقة ما القادم ولكن تغير لا محالة في حياة اخيك سياتي ... وابنه عاكف الضحية هنا .. وكل منهما في مكان ... زوجته مريضه في منزلها اعانها الله واخوك خرج واختفى ولا نعلم أين بل إنه لم يسمح لنا حتى بالاطمئنان على صحته "
كان المعرض يعج بالناس .... والأكشاك متناثرة في كل مكان ... عبق الورق يفوح مخلفاً داخل روح فضة ...شعوراً جميلاً جدا .. من الراحة وربما معرفتها بأن ارقم خلفها تحديدا بل هو يلتقط كل ما تلتقطه يديها مقلداً لها ... بحركات طفولية لم تتوقعها منه ... حانت التفاته بسيطة له بطرف عينها ، لتجده يتطلع لها .. مما جعلها تحمر وهي تراه يرفع حاجبه لها بمكر ... تجاهلته محاولة بكلها ان تمنع شفتيها من الابستام الا انها لم تقدر ،ببساطة لهذا الرجل سحر عليها لم تقابل مثله سابق .. يضحكها يحزنها يبكيها يقهرها برفه عين من عيونه ... بحركة بسيطة منه يقلب مزاجها .. فكم من المرات نامت بعيون دامعه وهي ترى عيونه تحاصر النساء بنظرات ثاقبة .. ومغازلة ..وكم من المرات انقلب ماجها خال لحظات كانت تراه فيها مع احداهن او يبتسم ويضحك مع الشباب بقلب خالي من الهموم بينما هي تفكر به ...
ما تشعره معه جنون ... والان وهو قريب منها بهذا الشكل الغير مسمى تحت خانه معينه .. يبث لها مشاعر غريبة ..
ما بين سعادة .. وخوف من القادم ما بين تطلع لما ستخطو اليه وما بين عدم تصديق لكل ما تحياه ...
التقطت رواية أجنبية بوليسية .. لترفعها وتتطلع للاسم ..اذ كان قد مر عليها سابقا .. وهو على قائمة الكتب التي تريد احضارها لنفسها .. شخصيا ..ولمكتبة العم محمود كذلك بينما هي تتصفح الكتاب مقلبه إياه لتضمه لأولى محتويات سلة مشترياتها ..اقترب هو خلفها ليغمغم بتلاعب :
"بوليسي بداية قوية !! حسناً ادهشتني يا محقق كونان "
ابتسمت بغباء مع نفسها بينما تشعر به خلفها .. وهي تغمغم له متجاهلة الالتفات لعينيه ، بينما تقلب الكتب امامها وهي تلتقط كتابين مشابهين لنفس الكاتبة ، بادعاء عملية كاذبة امام عينيه :
" وهنالك رعب ، ودراما .. الكتب اغلبها للمكتبة ... وجزء بسيط لي .."
ابتسم وهو يرد ، بينما عينيه تتبع إخراجها لمحفظتها من الحقيبة ... لتحاسب ع ما اختارت :
"هل يمكن ان تلتفتي لي ؟؟؟"
وكأنما القى سحراً عليها ... التفت له لتتطلع له بعيون تلمع .. شوق واضح .. وهيام واضح .. ولمعان لا يخفى عليه .. وعلى عينيه الخبيرة ...
لم تشعر سوى به يقدم بطاقة الصراف للبائع مغمغما:
" الحساب هنا يا شاب ...."
ليأخذ الرجل البطاقة بينما تلتفت فضة للشاب الذي بدأ بعملية السحب وهو يعطي ارقم الالة ليضع الرقم السري ...
بينما عيون فضة تتابع بصدمة .. لتهتف وهي ترى ارقم يسلم الالة للرجل ..
"أوقف الدفع .. انا هنا من اشترت الكتب وليس هو .."
غمغمت بكلماتها للرجل .. ملتفته عن ارقم بعصبية .. بينما البائع يتطلع بهما بتعجب ... ويده تتردد في الضغط على القبول لعملية سحب المال ....
ليغمغم خلفها محاولاً جعل صوته هادئا جراء ردة فعلها العنيفة التي لم يتوقعها .. فعادة ترحب أي انثى معه بدفع الحساب عنها .. بل وتراها حركة رجولية منه ...
"ليس هنالك داعي لكل هذا ..لا يوجد بيننا هكذا أمور ..."
لتتجاهله وهي تتمتم بصوت غاضب :
" بل هناك .. لست بمعيل لي لتدفع عني ، بل بل ..."
لم تكمل جملتها وهي تقدم للشاب مبلغ مالي نقدي وفوقه حبة مسك بغضب واضح للبائع ... مجبرة إياه ان يقبل المال منها .. ابتسم الشاب وهو يغمغم بخوف منها :
" حسناً العملية للدفع الغيت .."
تشعر به يقف خلفها ... ولكن كلها كان يشتعل .. بغضب ..فهي تعلم يقينا حركاته ..هو احمق ليظن انها تقبل ان تكون كغيرها .. او يعيش معها تفاصيل غيرها ...وهي التي كانت تراه يحاسب عن هذه وتلك في مطاعم الجامعة او اكشاكها .. ترى انبهار النساء بكرمه وماله .. وداخلها تتمنى لو تحظى بقرب ولو انه لا يملك فلس وهذا الان حطمها في لحظة انزلها من علياها لتتذكر كل ما يمنعها عنه ... وكل ما هو عليه .. انه يتبع نفس الأسلوب معها ظناً منه انها لا تعلمه ، لا تعلم كل تفاصيله ..كل ومداخله ومخارجة؟؟؟ .. لقد تعشقت تفاصله كما تتعشق أوراق المعرض هذه من روائح يدي من يمكسها .. ان ما تشعره تجاهه ليس اعجاب ، او انجذاب للهيئة الخارجية كما توقعت يوماً غازية ،ولا حتى انبهار باختلافه ..فهو فعليا لا يختلف عن أي زير نساء اخر ..ولكن ابتلاء عشق ..كتب عليها من اول نظرة شملتها عينيها به ... حب كبر داخلها من حيث لا تعلم .. كبر وكبر الى ان اقتربت منه بصدفة ربانية .. لا تعلم ماهيتها ...ولكن تعلم ان قربه يكفيها دون أي مسمى ولكن قلبها ينفر وعقلها يرفض وكلها يستفز وهي ترى أي من حركاته المتوقعه ..لعينيها تتبع معها .. انها تحبه .. اجل ولكن تغااار وغيرتها ان كانت حق ام لا ..فهي لا تريد ان تشعر باي تكرار معها ..فهي لن ولم تكون مشاعرها تجاهه تكرار لعداها فلا انثى يمكن ان تحبه كما تحبه هي ....
أخذت الكتب ووضعتها في السلة بعنف .. وهي تتحرك تاركة إياه خلفها ...
يحدق في اثرها متعجباً من عصبيتها .. لقد التفت عنه ..متجاهله إياه ... فاض به الغضب للحظة فكل ما جرى كوم وان تتجاهله كوم آخر ... ليتبعها شاعرا بالغضب ... الشديد .. لتجاهلها مبادرته وتحويلها لامر كبير بهذا الشكل امام الرجل ..ولولا انه لا يحب ان يثير ضجة تكتب عنها المواقع المترصدة لعائلته للقن الرجل درساً لتجاهله إياه .. والاخذ بالعين فضة وغضبها ...

خرجت من المعرض وقد فقدت كل روح تملكها للكتب ... سحبت الكتب من السلة واعادتها مكانها .. وهي تخرج لمصف السيارات .. مقررة ان تعود وحدها ..وتشتري باقي ما عليها ..ولكن الان لا تريد ان تراه ... فهي غاضبة غاضبة بحق ..بل هي تشعر بالغيرة ..من كل انثى عاشت معه ما تعيشه هي الان معه !!! فما اختلافها عن غيرها ؟؟ وهو يتبع نفس الأسلوب ؟؟ ..سؤال بدأت بطرحه على نفسها وكلها يشتعل منه ... فتحت باب سيارتها شاعره به خلفها .. ولكنها تجاهلته ..فبعدها عنه الان افضل لقلبها .. افضل من رقبه وهي تعلم انه سيسقيها كغيرها نفس الكلمات ..
"فضــة "
كان صوته هادراً غاضباً ، وهي تراه يباغتها .. بصوتها العالي ..مما جعلها تتصلب .. الخوف من الفضيحة .. التي ربما نسيها هو ..وهو في هذا المكان العام .. لتلتفت له بخوف ..
" هل انت مجنون لتصرخ هكذا ..اننا في وسط معرض دولي للكتب يا مجنون !!! "
كان رد ان اقترب منها مغمغما بنس الصوت الهادر ..:
"إياك ان تديري ظهرك لي ...إياك يا فضــة ليس ارقم من تدار له الاظهر بتلك الطريقة ...هل سمعتني ؟؟؟ .."
اشتعل غضبها ليحل مكان خوها سريعا ...
"ومن انت ها من انت لي حتى لا ادير ظهري لك ؟؟؟ ..."
لجم من سؤالها ، لتكمل بعصبيه ..
"ثم انت اياك ان تصرخ علي هل تظنني نعجة في حظيرة ؟؟؟ انا انسانة عاقلة بالغه راشدة !! ولست بشاه تنادي عليها بعلو صوتك ، اذ كنت لا تهتم بالفضائح ..وتاريخك حافل فانا اهتم يا ارقم هل فهمت أهتـــم "
وكادت ان تلتفت عنه مره أخرى ... ليأتيها صوته وهذه المره اتاها خطيرا جمدها حرفيا ... وهو يشرف على ظهرها .. بعلو وقوة .. متحديا إياها بينما يتطلع لانعكاس ملامحهما عبر زجاج باب سيارتها
" انا من انا يا ترى ؟؟؟ انا يا فضة من سيملك ما تحملينه بين اضلاعك.."
كلماته خرجت منه بخطورة وحذر ودهاء مدروسين وكانه استعاد توزنه وحكمته التي غابت عنه للحظات وهو يصرخ عليها .. جراء غضبه المتفاقم بسببها ....
لم تجبه .. بل بقيت محدقة بزجاج السيارة لتلتقي عيونهما .. بينما كلها يشعر بالهلع منه .. كلماته تبين مدى سلطانه عليها ... كلماته ... هزتها .. ملكتها ... وكلها يحترق لها
اخفضت عينيها عنه .. لترد بنبرة جامدة :
"وقلبك يا ارقم ؟؟..."
ليغمغم وهو يرى تصلبها .. بينما عيونه تحدق بزجاج السيارة .. بثبات ... وهو يرى عيونها تبتعد تارة تنخفض تاره لتعود وتلتقط نظراته تارة ... شعر بالهلع للحظات ... فهو لن يخبرها ان قلبه محصن .. ولن يخبرها انها لا شيء فهو كاذب حينها ... ليجيب بسياسة التلاعب
" اتعلمين قاعدة سلم استلم يا فضــة ؟؟ ..."
استمعت لكلماته بحذر ..لتبتسم بأسى داخلي ... من مالك قلبها المتلاعب ...
"ما الذي تريده يا ارقم ...؟؟؟.."
اجابها بهدوء وهو يبتعد قليلا من خلفها مستشعرا ارهق نبرتها ..
" اريد منك ان لا تتجاهليني يا فضة .. ما جرى في المعرض امر متوقع هل تظنين للحظة انه من الممكن ان تحاسبي وانا موجود .. وصمتي هناك فقط تجنبا للاحراج والفضيحة بالداخل .."
التفت له عاقدة حاجبيها بغضب ...
" لا يحق لك ..لا يحق لك ابدا يا ارقم .. لست ولي امري ..وشهامتك وفرها لغيري ، لا اريدها .. اسلوبك مع غيري ينفع معي لا ... "
انهت كلامها بعنف وهي تتطلع له بغل غضب منه ومن نفسها ... التي تودي بها بالتهلكة بقربه ..
" غيرك !!! ومن اين تعلمين ان هذا اسلوبي يا فضة ؟؟"
اجابها بمراوغه لما يعلم صحته ، و انزعاج من نظرتها التي تشكلها عنه ...
" من القرود السود ما رايك ؟؟ .. ارقم ارجوك ابتعد انا وانت في هذا الحال لسنا اهل للنقاش ..."
غمغمت كلماتها بغضب والم وارهاق .. فاليوم الذي بدأ جميلا تحول لشيء مؤلم ..
ليجيبها بتجرد تام وهو يرى انها فعلا منزعجة منه وان المراوغة مع فضة لن تجدي ابدا .. فهي تنظر له وكانه امام مرآة
"وانا لا اريد ان ابتعد فضة .. لا اريد .. وأتمنى ان تنظري لي بعين بعيده عن أي موقف او كلام سمعته من قرد اسود هل يمكن ؟؟ انا معك كما انا ... وربما تأخذني العادة لأمارس ما انا عليه .. وربما اشابه بعض مما سمعت عني وعن تعاملي مع النساء في تعاملي معك .. ولكن معك فكله موجه لك .. وأعدك انها اول واخر مره احاسب عنك ولكن انا لا افهم مبدئك يا فضة !!! ..."
صمتت وهي تتطلع له ... بلا أي ملامح .. للحظات لتغمغم بعدها بهدوء ..
" ارقم المال خط احمر الماديات بيننا خط احمر ..هذه ليست شيء عادي بيننا ... انت لا تعلم تفاصيل عديدة عني .. حياتي تفاصيلها عائلتي اهلي .. لوني المفضل كأبسط شيء طعامي المفضل مطعمي المفضل ، كذبتي الشهيرة وكلماتي المتكررة .. لم يحدث بيننا العديد من المواقف المشاجرات ..المشاحنات .. انت لا تعلم من فضة ..وما هي نفسيتي ليكسر الحاجز بيننا .. فربما اغادر حياتك لتقول انني اخذت منك .. وربما لن تهتم لما حاسبت ولكن انا سأحاسب نفسي لما ستقدمه لي ولو كان بسيطاً ببساطه لانك لا تعرفني ولا اعرفك حق المعرفة ..."
وعند اخر كلمة سكتت عالمة انها كذبت في اخر ثلاثة كلمات فهي تعرفه حق المعرفة ..بينما صدقت في نفس الثلاث كلمات فهو لا يعرفها حق المعرفة ... ويا له من ألم ...
"حسناً ، لن اختلف معك في أي شيء .. واعتبري ما جرى درس لي .. ليس لعدم تكرارها بل لاجتهد في كسر الحاجز بيننا ...واجعل من الماديات اتفه ما نتحادث عنه ...."
صمتت وكلها بلحظة واحدة اشتعل بنار ... الشوق .. لا تعلم الحب ... وذهب غضبها وكأنها طفلة هادنها والدها بقطعة شوكولا لتضحك له متناسية انه حرمها من مدينة الملاهي ....
ليغمغم هو كاسراً ما تنطق عيونهما ... من مشاعر ...
"هل يمكن الان ان تعودي للمعرض .. وانا اعدك لن يتكرر أي موقف آخر ..."
لم تجبه فقط حركت رأسها ... بهدوء .. ليبتعد هو ساحا لها بالمرور ويتحرك تابعاً لها ... بعنفوان لم يشعر به سابقاً ...
* * * * *
نهاية الفصل الثالث عشر


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.