آخر 10 مشاركات
415 - لن أعود إليه - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          195_بعد عدة براهين_ليليان بيك_عبير الجديدة (الكاتـب : miya orasini - )           »          1 - العاصفة في قلبها - مادلين كير - روايات ناتالي** (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          152 - الحلم الممنوع - مارغريت بارغيتر (الكاتـب : حبة رمان - )           »          7-هل يعود الحب -مارغريت كالغهان - روايات ناتالي (الكاتـب : Just Faith - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree211Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-17, 12:15 AM   #11

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي




مازلت ابحث عن المسكنات ..

معضلتي الآن لا تتعلق بفلاح ولا صقر ولاحتئ بدرع ..
مشكلتي الآن غرفتي المبعثره. .

تبا لأنوثتي ليت جدي قد قطعها من جذورها. .

ماكنت لأقلب الغرفه رأس علئ عقب لأجله. .

ابحث في علبه الاسعافات .. في الدولاب .

لا اجد شيء يسكن صداعي ويطرد الحمئ ..

ابحث وابحث. . أتوقف أمام النافذه. .
وجع ما أخبرني أن ازيح الستاره قليلا .
ازيحها ببطء. . فتترائئ لي سياره سوداء متوقفه
مقابله لمعتزلي.
.و من عليائي رأيته. .
يقف بطوله الفارع. .تتوسط أصابعه جمره ..

لم يستطع الظلام أن يخفي ملامحه عني. . .
هو ذا ، وبعد ثلاث أعوام من الوجع ..
هاهو فلاح اخي يقف امام معتزلي ...

شيء في لم يصدق ، يستحيل أن يكون هو. .

...: عاد . فلاح. . فلاح اخي عاد. .

ارتديت عبائتي سريعا. .وكذلك نقابي كيف ما اتفق. .

كنت ارتجف ، المطر ينهمر من عيني ..استشعر قطراته التي تسيل علئ خدي
تمر فوق شفتي فأتذوق الملح ..
كيف يكون هذا .؟!.
اما قالوا ان دموع الفرح كالسكر ..؟!
لثلاث أعوام كنت انتظر واحلم بدموع السكر التي سأسكبها حين يعود ..
..فما بالها الان تلسعني بملوحتها ...!

..
نزلت من السلالم أركض ، اكاد اطير ..
.. اتعثر بالبساط الأحمر تحت السلالم .. اقف مسرعه لا أهتم. .

أركض أركض كأن الماضي الذي تمنيت عودته يقف مباشره أمامي بأذرع مفتوحه يشتهي ضمتي. ..
...

ان تكون مغترب ، معزولا ،ومنعزلا ..
لا احد يستلطف وجودك حيث انت الان ..
ثم فجاءه تجد ، منزلك ، ، حيث طفولتك ومراهقتك وحيث تنتمي ..
لا خيار هنا الا السعاده ...
ستتجاوز كل شيء حتئ تصل له ...

وها انا اتجاوز الحديقه ..حافيه. .
افتح البوابه الحديديه الضخمه بنفس منقطع. .

اشرع بابها... .واتقدم ببطء. .

كنت اتأكد أكثر. . اتفحصه أكثر. .
يجلس علئ الأرض .يسند ظهره للسياره. .

. يمد ساق ويقبض ساقه الاخرئ. .

مازالت الجمره محتجزه بين أصابعه. .
كان يبكي. .و ينشج ببطء. .

كفه تغطي عينيه ..
فلاح يبكي!

رفع بصره بهدوء.
وكان مختلفا عن فلاح القديم. .
بدأ لي بالغا أكثر ، بعينان سوداء، وشعر طويل مبعثر. .
ولحيه ناميه ..
كان فلاح مشهورا في طفولتنا بشدة بياضه. .

حتئ شمس الصحراء ما استطاعت أن تغيره. .
لكن أمامي الآن رجل مختلف ...
كان يملك اصفئ عينين ، واجمل ابتسامه ،والطف وجه في ما مضئ ...
الان عينيه تتوهج بظل احمر ..تسطع سواداً ،تنثر غضب ...

لا ابتسامه .. لا لطافه تذكر

كانت دموعه لا تسيل هي فقط تسقط مباشره للأرض. .
كأنها تتوجس من المرور علئ خده ..
....
.وقف مسرعا. . أحاط وجهه بكفيه ومسحه سريعا. ..

متجهما، ناقما، وحاقد. .
هكذا هو اقرب وصف له ..

بدأ لي أنه يعاتبني. . ولم أجد اجابه لعتابه. .

مدني بالسيجاره التي في يده بصمت .. .
رفعت يدي لألتقطها. . فأسقطها ثم داس عليها. .

أخبرني بذالك أن الماضي القديم بيننا لن يعود. .

وإن فلاح اخي ..الذي يشاركني القصائد والكتب والسجائر قد مات.. هذا فقط رجل آخر. .
حين التقيه في الشارع انا فقط سأتجاوزه. .
نطق صاحب الشعر الطويل..
بصوت مبحوح :ملاذي. .
وين ماضينا. .رحت ادوره في معتزلنا. .
مالقيت إلا خصلات شعرك.
مايزيد عن الثلاث سنين ،، ياملاذي. ..
وانا هارب. .هارب من حقيقتنا. .
ولما رجعت كنتي اول من قصدته..
ملاذي انتي اللي هربت عن أهلي بسببها ..
ورجعت وكنتي اول وحده من أهلي تشوفني بعد هالغياب. .

اه ياملاذي. .
ياليت عمي سماك كل شئ إلا ملاذ. .

او ليت جدي من البدايه ما جمعنا. .
كان وجعي الحين أقل ،
كنت يمكن الحين أعيش بسلام أكثر. .

ماكان خنقني الذنب بك. .
رفع يده مسح عيناه بخشونه. .

لمحت شئ ما يلمع علئ معصمه. ..

أمسكت يده مررت اصابعي علئ معصمه. .
شهقت وارتجف قلبي ثم بكيت ..
.كانت جروح عميقه قد التئمت. .
يغطيها جلد جديد لامع واملس. .
يصلني صوته يقطع بكائي : هذا ولا شئ من جروح قلبي. . تدرين سويت كذا عشان اطلع من السجن. .

لما زارني صقر قال لي ببجاحه أنه بيسرقك مني..
إنه بيملكك له. .بيستبيح كل شئ فيك له . ..
خرج هو وانا رجعت وراء الحديد. .
تدرين ذيك الليله كان المكان بارد. مانمت. ..
كنت بس ابي أخرج بأي وسيله ..
ابي اشوفك .. ابي ألفت نظر العائله اللي نبذتني. .

أطلق ضحكه صغيره ساخره : بس ما انتبه أحد. .

كانت القبيله مشغوله بصقر. .
أخذك من يدي بالغصب ، صرتي ملكه؟..

صرخت وانا أعود ادراجي : انا ملك نفسي يافلاح ..
لا انت ولا صقر ولا اي احد ثاني يملكني

ركضت للداخل بسرعه، زاد تعثري. .
أغلقت باب المنزل الداخلي. .

الغضب يشتعل بداخلي ..
ان اشعر بأنني لعبه ، يتنافس الجميع ليملكها
هو شعور مقيت ..
انا علئ استعداد ان اخسر الجميع كي لا اعاود الشعور به ..
انا ماك نفسي ، خلقت حره .
لن اعود خاضعه لسلطه احد ، بعد موت جدي ..
...

الحراره تخنقني بملابسي....
نزعت عبائتي ورميتها بعشوائيه .
.صعدت السلالم وانا انزع قميصي وارميه
ثم توقفت لأنزع بنطالي واعاود رميه. .

"في طفولتي كانت هذه عاده امي. .
حين ما تغضب تخبرني أن النار تشتعل بينها وبين ثيابها. . لاسبيل لها سوا التخلص من الثياب ..
...
كبرت وانتقلت عادتها السيئه لي. .

مررت بمكتبي المكشوف التقطت قلم الرصاص. .
رفعت شعري وثبته به. .

وأكملت طريقي لغرفتي. .
فتحت الباب وتيبست قدمي عن الدخول. .
اعرف هذا الجسد الواقف أمام النافذه.

الطول والظهر العريض واليدين المعقوده للخلف. . .

أعرفه جيدا. .




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-17, 04:46 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

التفت للخلف وماكان إلا صقر بعينيه الغامضه. .

رمقني بنظره سأذكرها ماحييت ، نظره عميقه ومتفحصه ..مرت بقمه رأسي حتئ اخمص اقدامي. .

ارتعش جسدي بعنف. . تجمدت اطرافي. .
تذكرت بندم ملابسي المرميه بعشوائيه علئ الدرج. .


أنزلت نظري لجسدي ببطء غير مصدقه. .
كنت واقفه فقط بملابسي الداخليه. .
وأمام من .. أمام صقر. .
تمنيت ان تنشق الارض الان وتبتلعني ..

ارتجفت شفتي وسقطت اول دمعه. .
ركنت حزني علئ فلاح بعيدا. .

وبكيت خجلي من وقوفي العاري أمامه. .

سيد الفضائل وخالق الحواجز. .
البدوي وريث جدي وشبيهه الوحيد.

بكيت ملابسي الداخليه مختلفه الألوان. .
بشعه المظهر. التي تشي بعزوبيتي ووحدتي. .

تقدم مني فغطيت وجهي.

لماذا كان يجب أن اخلع ملابسي علئ السلالم. .
استحق عقاب علئ افعالي الغريبه. .
جينات امي هي السبب . ليتها لم تورثها لي ..

وكان هذا العقاب الابشع. .

حاول نزع كفي فقاومت. .
ناداني فرفعت صوت بكائي. .
اتراني سمعت ضحكه. .!
فرقت اصابعي فضولا ونظرت في ما بينها. .
استقبلتني الغمازه ..

التقت نظرته المبتسمه بعيني المختبئه خلف اصابعي فأطلق ضحكه صاخبه. .

لأول مره رأيت صقر يضحك بهكذا صخب. .

اتراه كان متوترا مثلي ووجد في الضحك بعض التسليه.؟! .
نزع معطفه الأسود الطويل. .
مده لي وهو يعطيني ظهره تهتز كتفيه من ضحكه مكتومه. .

كان ضحكته جميله فأبتسمت وانا التقطه ..
ادخلت يدي فيه .. اغلقته سريعا. .

تنحنحت فألتفت. .
تقدم مني. .
مسح الدموع وقال بأبتسامه : اعذري تطفلي علئ غرفتك بس دورتك في البيت مالقيتك. .وشدني منظر مدهش تحت نافذتك.

توجه للجلسه الجانبيه ثم جلس أشار الئ الطاوله التي تسكن زاويه الغرفه .. : بنت سوي لنا قهوتك السوداء مطولين حنا.
.
دق قلبي ..

اتراه رأئ فلاح معي في الأسفل. .
نعم كان لقائيا دراميا بحت ..

سيقتلني صقر لأنني أمسكت بذراعه. .
هو فقط ينتظر الفرصه المناسبه ليفعل ..
انا أعرفه جيدا. .

وما قصه "مطولين حنا. .

ارتجف جسدي للأفكار الغريبه التي طرأت. .
نفضتها وانا أتقدم لركن القهوه الصغير في الزاويه. .
.
وضعت كوبين في الصينيه. .
لأول مره أحد يشاركني قهوتي في معتزلي ..

مرت ربع ساعه بين تباطأ ورهبه ..

ثم توجهت له. . كان العطر في معطفه يخنقني. .

كل ما شممت عطره رأيت عيناه. .
المعطف يغطي ركبتي يلفني بالدفئ والكثير من الستر. .
وضعت القهوه أمامه. .وجلست. .

تذوقها بهدوء ثم انزل الفنجان : الله يديم النعمه. .

سألت وانا ناقمه : كيف مااعجبتك؟
أجاب وهو يوزع نظره في الغرفه : الله يديم النعم بس..
توقف نظره خلفي. . بدت نظرته خبيثه بعض الشئ وابتسامته الجانبيه تزيدها خبث. .

التفت للخلف وكانت الصدمه . .
الإعصار الذي ضرب غرفتي قبل يومين مازالت آثاره كيف لم انتبه للملابس المنثوره. .
لأدوات التجميل المبعثره وللأحذيه المرميه بعشوائيه. .
وفي المنتصف أمام نظر صقر تماما. .
ملابسي الداخليه مرميه بوضوح علئ السرير. .

اختنقت وانا اعاود النظر له وابرر : صقر غرفتي ترا مو كذا دائما. . انا بس قبل يومين لما طلعنا كنت ...

عظيت علئ شفتي السفلئ نادمه. .
تبا ها أنا اكشف كل أوراقي أمامه. .

ابتسم وهو يلتقط فنجاني : اي عادي .. أذكر امك لما كانت تشتكي من بعثرتك للأشياء لما يكون وراك موعد مهم. .اكيد قبل يومين كان فيه حفله. .
وابتسم ثم غمز وهو يرتشف من فنجاني ..

نزعت فنجاني بتملك وانتقام :خير؟ فنجاني. .
أنزله ضاحك :مدري توقعتك معطيتني الفنجان المقلب طلعت قهوتك كلها كذا. .

رفعت حاجبي :اصلا لك الفخر تكون أول كائن حي يشاركني قهوتي وفناجيلي. .
رفع اصبعه وأنزل به حاجبي المرفوع :اكيد لنا الفخر سينيوريتا ملاذ. .

انزل اصبعه ببطء. .مرره علئ وجنتي. .

أنزله الئ ذقني وتوقف. .

التقت عينينا .. طوئ اصبعه تحت ذقني وقربني له. .

اقترب هو بدوره فأغمضت عيناي. .
دق قلبي. . استسلامي له الآن سينهي كل شئ. .
استسلامي سيخبره أني اسامحه علئ الماضي. .
اللعنه علئ الماضي. . سأستسلم الآن وسأأجل
المعركه لغد. .
أحسست بأنفاسه تضرب وجهي. . ساخنه جدا
لا بل هي حارقة. .

تباطأته. .فتحت عيني. .
كان قريب جدا لاتفصلنا سوا قبله. .
ابتسم وغازلتني الغمازه ..

انفاسه تحاصرني تخنقني ..

لثم شفتي فجأه. .شهقت وعدت للخلف. .
حاوطني بذراعه واعادني له.
.
لا أدري كم استمرت هذه القبله ..

لكنها كانت حالمه ، كأقل وصف. .

قبل زمن من الآن كنت أنتظر قدوم درع
ليسرق بالحلال قبلتي الاولئ. .
لكنني الان اشكر له رحيله. .
برحيله حضيت بقبله سرمديه كالحلم.
ضننت أنها ستستمر الئ الأبد. .
أو ربما تمنيت ذلك.....




...
لا أدري كيف انتهت. .

اتلاحق أنفاسي. .
انزل عيني لا أريدها أن تقترن بعينيه
فلاقدره لي للتمادي أكثر ...

اسدلت شعري من الإمام ليغطي وجهي. .

أحسست أن اللحضه التي سرقناها قبل قليل هي كالذنب سيلاحقني دائما. .

ندمت؟! لا أدري. .
ربما سأمارس الندم في الغد. .

الآن انا أشعر بغرابه الجو تحيط بنا. .

أشعر أن وجهي يحترق. ..شفتاي بالاخص. .

رفعت عيني له. . كان صامتا ..

بين عينيه والارضيه حديث طويل ..

اشتم رائحه سؤال ..وكان حدسي صائب ..
رفع عينه وسأل :فلاح جاء هنا ؟
كان علئ علم بمجيئه واجزم انه قد رأئ المشهد كامل من عليائه : ليش تسأل وانت تعرف الاجابه؟ أي جاء.

ارتشف قليلا من فنجانه :ايش صار؟
اتراه شاهدني حين أمسكت ذراعيه متفحصه ..
لكن صقر لو انه قد حضر اللحضه .
.كان سيقتلني عوض عن تقبيلي ..
...:ماصار شئ. .


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-07-17, 04:47 PM   #13

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


. تجرع القهوه الساخنه مره واحده
.كأنه كان يكوي بها شئ بداخله. .

سألته لأغير سياق الحديث: اوف حارة ومره.؟!
.كيف شربتها كذا؟!..

اقترب حتئ ظننت أنني سأستقبل قبله اخرئ :مثلك تماما. . قربك لهب وغير خالي من المراره. . وإلئ الآن ما استسلمت عنك .
. في كل مره أحاول اتفهمك.
. واعطيك فرص . تبنين حاجز جديد
.انتي تعطيني شعور بالمراره .
مثل قهوتك انتي ياملاذ .. وانا للأسف ما أحب قهوتك!
..

.
اكان قلبي؟! ينزف لا أعلم .
شئ ما صدمني ، للتتطاير الفراشات الصغيره عني. وأعود للواقع. .

حيث كالعاده لا شئ يستمر ..



اقتربت أكثر بشئ كالتحدي ، بشئ كالأنتقام الساذج وهمست وانا اعانق عينيه بنظره انثويه بحته : ناهيك عن المراره والسواد ..
انا اسبب الادمان بعد ..!


أنزلت سبابتي علئ صدره لأدخلها بين ازره ثوبه الأسود

...ثم طبعت قبله طويله علئ طرف شفتيه ..
..
ذبلت عينيه فجأه ، وتقوس جانب فمه للأسفل
..

اقترب ليهمس في أذني بهدوء :مو بس ادماني .
انتي كابوسي ومرضي المستمر ..
لولا إدمانك لكنت الحين عايش مع سمر بهدوء. .

ابتعدت للخلف ودفعته بكفي .لا اريده ان يكمل ...

اتراه قالها ليمتدحني أو ليجرحني.؟!

.
فهو يعلم جيدا أن سمر ماكانت شئ يمر بيننا بسهوله. .


كبريائي كان شامخا لأرد: ولولا تمسكك فيني.
.كنت الحين أعيش مع غيرك بسعاده. .

تجهم وجهه ليسأل :من قصدك بغيري؟

جمعت الفناجين لأقف :ما اظنك تجهل ...


توجهت للركن الصغير والحرائق تشتعل في دمي ..ناقمه انا عليه غاضبه منه. .

انزلقت الصينيه وتساقطت الفناجين علئ الأرض عندما جرني بذراعي للخلف لأواجهه. .

صرخ بوجهي وهو يهز كتفي :اسمعي ..
انا سكت عنك فتره طويله. .حاربت أشياء ، وقاطعت ناس ، ومع ذلك ماملئ عينك شيئ. .

انتي زوجتي. .فاهمه ياملاذ؟! ..
انا كاظم غيضي علئ أفعالك من وراي. .
أنتظرك تعقلين. .
بس كل مازاد عمرك. ...كل ما زاد عناد هذا. ..

أشار بسبابته علئ رأسي. .

أمسكت سبابته لأنزلها : صقر. .مو انا اللي تقول لي هالكلام. .
ماتخليت عن أحد عشاني
. حتئ حربك مع الكل كانت عشان نفسك.
.إذا فيه واحد خاسر بعلاقتنا فهو انا ...

امسك بذقني وهو يصر علئ أسنانه :بنت! . . لا تخسريني انا بعد. .

ها هو يدق ابواب الرحيل ، مره اخرئ ..
يهددني بأنني سأخسره ،وسيرحل بعيدا عني ..
حسنا .. اذا كان النجاح لعبتك ياصقر .. فالخساره مهنتي ..زاولتها حتئ عطب قلبي .. ماعدت املك سوا كبرياء مهترئ احاول الحفاظ عليه ..

صرخت به وانا ادفعه :. ماغيرت شئ بوجودك اصلا. ..
اخسرك ؟! من متئ اصلا ملكتك .
..

توقف عند الباب قبل خروجه: تدرين ياخساره أشياء كثيره كنت شايلها لك. .
عيشي وحدتك مثل ماتبين ، وصديني ، بقلبك هذا المريض ..وبعقليتك التافهه .. راح تموتين لحالك،


حسنا اعترف انني حزينه ، وحزينه جدا ..
اكاد اسمع صوت الحطام بداخلي ..
رحلت الحرائق .. حان وقت الشتاء ..
الجليد يأكل اصابعي ..
يتمدد مع شراييني ويجري مع الدم ..
يتسلل لقلبي ..ويتملكه ..


.
خرج وجلست علئ الأريكه مجهده. .
كأن الشجار مع صقر هو ماكان ينقصني
.. للتو كنا سعيدين. .؟!
كيف انقلب حالنا فجأه. ؟!
.
مع صقر لا مجال للتوقعات والتأهب. .

لم تكن هذه المشاجره جديده علي مع صقر. .
اعتدت علئ الشجارات الحاصله بيننا. .

لكن كانت معركتنا الأولئ بعد هذا القرب المثير. .


حسنا حياتي بمجملها هي كتله دراما. .
..




توقفت قدمين مغلفتين بالجلد أمامي.
. رفعت رأسي فكان صقر يقف امامي بحاجبين معقودين ..
مد يده : عطيني معطفي ..

تمسكت بالمعطف بخوف حركت رأسي علامه الرفض.
.
صرخ : جيبيه خساره معطفي فيك اصلا. .

عاد الكبرياء قويا. . فتحت الازره بسرعه. .
نزعته ورميته به :خذ. .

ابتسم بشماته وهو يتفحصني بنظرات قذره.

رفع يده وسحب قلم الرصاص الذي يثبت شعري. .

فانطلق شعري ليغطي نصف ظهري. .

. تبا لصقر ولعينيه ولطفوليته ..

خرج يحمل قلم الرصاص في يده..
بعد ان اشعرني بالخجل بنظراته. .
سمعت إغلاق باب منزلي بقوه. .

أنزلت نظري لجسدي .

بعيدا عن ملابسي الداخليه المتناقضه فكل شئ يبدوا متناسق وجميل ..

حسنا أعترف لو لم أكن واثقه من جماله لما كنت لأكشفه بأرادتي أمامه هكذا. .


لكن شئ مني أراده أن يقدر ثمن ماخسر. .

. .
اللعنه عليك ياصقر ..
لن اسمح لك ابدا بقبله اخرئ. .
...



..
جمعت قطع الزجاج المتناثر علئ الارضيه ..

أشعر بالنوم كردة فعل بعد الحرب التي عاصرتها قبل قليل. ..

تأملت ساقي.. كانت تحمل أثر .
ماكان الزمن قادرا علئ محيه ...
يوم تسلقت جدار البيت عائده ..
أصبت في ساقي. اسعفني يومها جدي. .

سبعه غرز او يزيد ماكانت لتشفع لي عنده فيغفر لي تسللي من المنزل. ..
كنت أعرج وشعرت أن ساقي ستتمزق حين ما سأظغط عليها ..

لكن جدي دعاني للمجلس الواسع بصوت جهوري. .
قدمت. . ولم أكن أجهل ما ينتظرني. .

رأيت عقاله الأسود في يده. .ارتعب قلبي خوفا. .
أشار لي علئ الزاويه بغضب . فتوجهت لها ..

برغم أن جدي لم يرفع يده علي ابدا. .

لكنني كنت مطلعه علئ بروتوكولاته في الضرب. .
في كل مره يضرب فيها صقر.
.كنت اتعلم شئ جديد.
ويبدوا انه الآن دوري لأعلم غيري دروسا جديده. .

كان يضربني بصمت. .
لا يقطع الصمت سوا صوت العقال وهو يلسع جلدي. .

قانون جدي في الضرب يساوي. .
كل ما بكيت وتحدثت أكثر كل مازاد عذابك أكثر. .
اصمت وتجرع الألم كالجثه..
هكذا عذابك معه لن يطول ..

وهكذا فعلت.
. بكيت بصمت. . وانا اقاوم الصراخ. .

كيف لصقر أن يتحمل كل الم الضرب هذا ثم يعاود الحياه الروتينيه من جديد. .
..
4
بقيت بعد ضرب جدي طريحه الفراش. . منبوذه جدا. .

مركونه في آخر غرفه من غرف بيت جدي الكبير. .
كانت تلك اول مره يضربني جدي فيها. .

ضرب فلاح وصقر قبل ذلك بكثير. .

خصوصا صقر. .
صقر كان واضح جدا ..
لايجيد التستر علئ أفعاله والعيش بحياتين مختلفين. .
صقر النقيض تمام لفلاح الذي كان يضهر حسناته كلها أمام جدي. .
ويحتفظ بسيئاته وطيش مراهقته له. .
.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-07-17, 10:12 PM   #14

ليله طويله

نجم روايتي ومناقشة أدبية مميزة

 
الصورة الرمزية ليله طويله

? العضوٌ??? » 272111
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 2,082
?  نُقآطِيْ » ليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond reputeليله طويله has a reputation beyond repute
Elk

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته رائعة جدا اسلوب تحفه وتسلسل درامى متزن اتمنى ان تكتمل فهى لوحه فنيه متقنه واستغرب انها اول محاوله ربنا يوفقك وتسلمى لمار على النقل فعلا جميله
ايما حسين likes this.

ليله طويله غير متواجد حالياً  
التوقيع
]
رد مع اقتباس
قديم 09-12-17, 09:44 PM   #15

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

استيقظ بجسد متوعك ، بمفاصل كهل ،وبعينين منتفخه ..
هاله سوداء تحيط بي .. تجذبني للسرير وتثبتني فيه اكثر ..
استسلم لها ، بلا أي بوادر للمقاومه ..
اجذب الغطاء بدوري واتشبث به ..
تنسل دمعه .. يعتصر قلبي الم ..
هذا المعتزل الواسع ، يطبق علئ صدري ..
اختنق ولا احد يهتم ، لا احد ..
الاكتئاب وحش في زاويه غرفتي ..
اراه جيدا ..اعرف مواقع اختبائه جيدا ..
هاهو يتقدم لي.. يرفع الغطاء ..ينسل للداخل ..
يظمني بحب .. يهمس لي :انا هنا لأجلك لا تخافي ..
اغمض عيني ، كأني رضيت به .. استسلم له ..
ليتملكني ..
انا علئ معرفه مسبقه به ..
تخليت عنه قبل عامين .. لا اذكر اين بالضبط ..
في عياده الطبيب، في مزرعه عمي ، في غرفتي ؟
لا أتذكر .. لكنه صديق جيد ..
هاهو يعاود زيارتي وانا من تخلئ عنه ..
مالجدوئ من العيش ..اتسأل؟
لا عائله ، لا حبيب ،ولا قربئ؟
لا اجد حافز لأستمر في العيش ..
سوا الخوف من الله ..
عيني تمطر بغزاره .. لكن دموعها بارده ..
اضم نفسي اكثر ..لا اشعر بالدفئ..
هذه الأيام انا يأسه جدا..
أسبوع او يزيد ..لا احد طرق باب غرفتي ..
لو مت هنا في غرفتي ، لن يكتشف احد جثتي
سأتعفن فيها وحدي ..
وما الجدوئ ؟
عشت الحياه وحدي فما بالك بالموت ..

امي ، جدي ، اعمامي وعوائلهم الكبيره .. اشكوكم الئ الله ..
عشت بينكم حياه كالجحيم،
لم يجدي الهرب ابدا ، كنت اعود مرغمه ..
، لجهنم بذاتها ..
...
ارفع هاتفي ، لا رنين ، لا رسائل ، لا شيء ..
اقبض عليه بكل قوتي ، ارميه فيصيب الحائط ..
لا اريده ، كل ماهو هديه منه لا اريده .
حبيب سمر ، قديس العائله ، خليفه جدي
تبا له ..
...


اتذكر رجفه كف جدي البارده قبيل رحيله وهو يقول معتذرا :ملذ ..أبيحيني ياابوك.
ماخليتك تعيشين مثل البنيات وتفرحين مثلهن. .
ماعمري مديت يدي علئ وحده من البنيات غيرك ..
لكنك هاك الوقت كنتي بحسبه صقر وفلاح لي ..
.
كان جدي يقصد بالبنيات جميع بنات اعمامي المدللات.
كن مدللات جدا من قبل جدي وجدتي. .
لم يراودهن حزن ولا غربه..
لم ينمن فوق الرمل البارده يتلحفن السماء .
اللاتي مامسهن عقال ابدا
وما نبذ جدي انوثتهن كما فعل معي ..
..
وكانت سمر خطيبه صقر السابقه واحده من هن. .
اتذكرها حين كانت دائما تجلس بجانب جدي ..
بجدائلها السوداء وبكفها المخضبه بالحناء..
سمر هي المفضله عند جدي.. يناديها دائما بمرمر. .
يقرص أنفها بخفه. .ويمطرها بالمديح. .
عكسي تماما.
. فقد كنت بالنسبه لجدي تجربه لصنع فتاه حديديه. .
يقتص الألف من اسمي. . يناديني ملذ.

يضن انه بذلك يقرب اسمي للمذكر اكثر ..
عوضا عن قضائي للعيد مع الفتيات. .
هو يصطحبني للنفود برفقه صديقي الاثنين. .
وفي هذه الفتره يرسل العمال لمعايده اقاربهم ..
يوكل لنا مهام صعبه. .يشقينا قدر المستطاع. .
يقول انه بهذا يورثنا الصبر ويأقلمنا علئ قسوه الحياه ...

كم تمددت ليلا في الخيمه وانا احلم بتجمع الفتيات الكبير في منزل جدي. .
احلم بالبخور والكحل والفساتين الملونه .
بالاحاديث والأسرار التي ستفوتني. .
..

كنت اشعر بالحزن.
وبالشوق لبيتنا ولأمي ولأنوثتي الضائعه في الصحراء ..
لكن في بعض الأحيان !
انا شاكره له الذكريات الجميله والهادئه التي صنعتها مع حياة الصحراء. .
.......



. . انا منقطعه عن العالم الخارجي بأمر من نفسي. .وبمساعدتهم أيضا ..
منذ ان تخرجت بدأ اعتزالي الحقيقي. .
كان تخرجي مقترن بتخرج سمر فهي تقاسمني العمر والدراسه والطموح والتخرج. .
في حفل التخرج كنت وحيده بينما كانت سمر الجميله تلوح لعائلتها بحب
تنزل فيحتظنها جمع غفير ..
تحتظنها الورود .والقبلات ..
أمها تقف بجانبها ، تبارك لها وتدعوا ..
التفت انا حولي ..لا اجد احد ..
يتيمه انا .. يتيمه جدا ..
اجلس بعيدا عنهم اعبث بأطراف كمي ..
تقف امامي معلمتي ..
تبتسم لي كانها علمت ..انني وحيده ..
تدنو لي وتضمني ..
مبروك تخرجك ياملاذ ..
من افضل الطالبات اللي مروا علي ..
تهديني باقه ورد ..اعلم انها ليست موجهه لي من الأصل ..
لكنني اشكر مبادرتها .. ويحزنني مقدار الشفقه التي احاطتني بها ..
ترحل وتأخذ معها كلمات المجامله والشكر ..

واعود انا اراقب الجماهير القريبه ..
لأول مره اغبط أحد علئ مايملك. .
وهنا حسدت سمر علئ عائلتها. ..
عدنا لمنزل عمي محمد كان قد نظم حفله قال إنها لكلتينا. .
لكنني كنت أعلم كما كان الجميع يعلمون
أن الحفله هذه لسمر فقط ..
اقف بعيدا عن بؤره الضوء..
لا اجد مايغري لأتوسطها ..
كانت سمر خطيبه صقر انذاك .. .
ولأنها كذلك احتفوا بتخرجها عائلته بشده .. .
تسللت الئ الخارج. .
لم أهتم حقا بكل مايجري من حولي. .
كنت فقط مشتاقه لشخص يشاركني وحدتي
.

.


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-17, 09:47 PM   #16

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


. .
علئ عشب الحديقه الندي مشيت حافيه القدمين.
الوجع ليلتها كان عميقا جدا. .

وحدتي جعلتني اتناسئ كل شئ واتصل بأمي. .
كأني اردت بها ان اجد فرح ما بتخرجي
ربما ستفرح او ستدعوا لي او ربما ستعد لي حفله صغيره ..
...بعد الرنين
كان ترحيبها لي ب :خيير؟!
" وخير هنا لاتعني الخير ابدا. .
تعذرت سريعا بالأشغال وتهربت جيدا. .
لم اخبرها حتئ عن تخرجي ، كانت تركض وتتجاوز حديثي طلبا للخلاص ..
وخذلتني للمره الالف او يزيد ..
وركضت عني بعيدا كالعاده ، ولم ولن تلتفت للخلف ابد ..


هطل مطر خفيف. .
ابتسم ،وارفع راسي للأعلئ استقبله ..
كأن المطر يواسيني ..
يبتل ثوبي ، يلتصق شعري بوجهي وعنقي ..
المطر يتسرب لداخل ثيابي اكثر ..
، انا سعيده بهذه اللحضه ،
احب المطر ، أتذكر اللعب تحته ..
مع ابي ، حيث كان يغني لي وهو تحت المظله ممسك بكوب الحليب الساخن ..
يغني لي فأرقص ، ..انفض شعري فيصيب ثيابه البلل ..
يعاتبني ويعاود الغناء لي ..فأستمر في الدوران والرقص ...
كنت ادور ، وها انا الان ادور ..
لكن مع فرق شاسع ..


...
وكما ان في المطر دعوات لا ترد ..

دعوت الله لأبي ولأمي،ولجدي ..دعوت الله لفلاح ولدرع ..

كنت محتاجه لوجود ابي ولحنان امي احتاج الان ظل جدي وعودة فلاح ولحب درع. .

لكنني في ليله تخرجي . بكيت موت ابي وجدي وقسوة امي ، غياب فلاح ، وزواج درع. .


.....

عدت للمنزل هاربه مع السائق. .
لم اعتذر لأحد، كنت مشغوله جدا بنفسي. .
حتئ حينما لجئت ، لجئت مرغمه لمنزل أكثر شخص يكرهني.
عمي حمد.. نقيض والده واخوته..!
عمي حمد ..هو ولي أمري بعد موت جدي. .
فقط لأن منزله يحويي 4بنات وابن مقعد .
كان أفضل خيار بالنسبه لأعمامي ليكفلني. .
كأن نساء العائله يخفن من اليتيمه ان تغري ابنائهن أو ربما أن تفترسهم إحياء. ..
لذلك كان أفضل خيار هو نبذها لمنزل الشيطان ..
ليحطمها اكثر ، ليعزلها حتئ تختفي ،

لمصلحه العائله طبعا. .


ماكان منزلي ابدا وماشعرت يوما انه كذلك. .
كل ما دخلته اطبقت جدرانه علئ صدري.

كل بيت مررت به بعد موت ابي هو قبر كأقرب وصف
وفي بيت الشيطان اجتمع علي الأمرين ، قبر وعذاب


توجهت لغرفتي في اعلئ السلالم
في كل مره اصعد لها اتمنئ ان تكون الاخيره ..
لكنني مازلت اعاود التسلق واللجوء لها ..

.. التقطت أذني صوت بعيد...
.
صوت غناء مبحوح .يطفح وجع ..
اميز صاحب الصوت جيدا ..
لكنها اول مره اسمعه فيها يغني ..
جلست في اعلئ السلالم تتلذذ أذني بصوت الغناء.
أجدني ادندن معه ببطء. . اهز رأسي بوهن. .
تتساقط حصيله اليوم من الدموع ..
كأنه يوم اخر من التعاسه اعيشه ..
للتو تخرجت ، أكملت حلمي ..
لكن اجدني فارغه جدا من الداخل ..
لا هدف جديد ، كأن هنالك من يطفئ النور بداخلي كل ما حاولت اشعاله
كل ماحاولت النفخ علئ رماد روحي ، طمعا في ضوء مازال يشتعل
كل ما سكبت عليه الحياه ماء باردا ليخمد ..
وكالعاده ياملاذ ، ..
تشعرين بالوحشه والوحده والضياع .
لا سبيل للنجاه هنا ..
سياج القبيله يمنعني من الهرب.
وسجن عمي يمنعني من الحياه. .
فما عدت أجد نفسي احلم بشئ سوا الحريه.

..
وقفت ابحث عن مصدر الغناء الموجع. لأتأكد من حدسي
ووجدته !
يجلس علئ مقعد بعجلتين ..
يغمض عينيه منغمس في وجع الغناء. .

كرهت أن اقاطعه. . فتوقفت حتئ عن التنفس. !.
صوت كصوته لايستحق المقاطعه. .

ذكرني صوته بأوتار عود ابي . كلما لمسها صدح الوجع ..

وكنت ابكي .. كل من دعيت لهم في حديقه عمي ساعه مطر. .

كنت ابكي غيابهم ووحدتي تحت تأثير صوته. .

كتم غنائه حين ما رأني. .

يبتسم ميثم ابن عمي الوسيم. .فأبتسم من تحت السواد ..
ابتسامه لا يراها لكنني اعلم انه يشعر بها .. ابتسامه اسدد بها له ثمن غنائه ..
ميثم المراهق ..
أعطاه الله كل شئ .إلا قدرة المشي. .
امتحان رباني عظيم له. .
للتو أكمل العشرين. . يسجنه عمي معي. .
يعامله بقسوه ولا ادري لما ..

لا يصحبه للحياه إلا صقر. .وفلاح قبل ان يختفي ..

أعلم أن ميثم يحلم بالحريه و بالانسلاخ عن عادات وتقاليد جاهليه مافتئوا يتوارثونها. .

يريد الهرب من قفص والديه المقفل عليه بدافع الحمايه. .
ميثم في هذا المنزل كان يشبهني جدا. .
لكنني فزت عليه باليتم وغلبني هو بكرسيه البارد..
...
اصلحت نقابي المتهدل وتوجهت اليه :صوتك جميل .. احسدك عليه .
ابتسم وهو يعيد خصلات شعره للخلف :من متئ انتي هنا؟ ..
.....: ما ادري بس فتره لابأس بها ..
سأل وهو يتصفح هاتفه :كيف الحفله؟
.....:هروبي منها يعطيك جواب عن مدى سوئها.
اغلق هاتفه فجاءه كمن تذكر شيء رفع رأسه بأبتسامه : مبروك ملاذ التخرج..
عقبال الوظيفه او الزواج او الطموحات الاخرئ اللي في بالك ...


هه ..طموحات؟! ..
الحريه فقط ، هي طموحي ..

خلاصي من بيت الطاغيه هو الحريه لي ...


اعتذرت منه وخرجت...
لاينقصني اتهام آخر من أمه لي بأنني أحاول اغوائه. . .
ذهبت أجر وجعي لغرفتي. .

كان يوم سيئ جدا .. وليله أسوء. .
بكيت ليلتها حتئ الفجر. .
....



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-12-17, 09:49 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

مازلت لا اصدق انني حر ..
أخيرا وبعد ثلاث سنوات من السجن ..
...
ليله خروجي ..
توجهت لأمي أولا ،
وانا من كنت انتظر هذه اللحضه لأواجه ملاذي ..
..
لكن ابئ جسدي الحر ان يتجاوز فرحه امي بي ..
وكانت هناك تقف ، بكفها المخضبه بالحناء ..
وبقصر قامتها .. بقيت كما هي لم تتغير ..
عينينها الدامعه تبتسم ، ترحب بي ولا تسعفني الكلمات لأرد ..
شدتني لها ، كما لو اني طفل من جديد ..
حضنتني ، وكأننا علئ وشك فراق ..

اه ياامي لو امكنني ان اعود بالزمن للوراء ..
قبل ليله رحيلي ،
..ليتني بقيت تلك الليله معك ، عوض عن تركك تبكين ورائي ..
..
تلقفتني الايدي .. قبلات وعناق ..
وصداع بدأ ينتشر في رأسي .. مابال هذا الصخب الان ..
اين كانوا ، حين كنت في حاجتهم ..
لكن ملامح الفرح الصادق في وجوههم ، تغفر لهم تقصيرهم ..
لان لا شيء يفيد الان .. حتئ العتاب ..

الان مضئ مايتجاوز الأسبوع علئ خروجي ..
وصدمتي مازالت حيه تأكل فيني ولا تمل ..
حين مااخبرني صقر ذات يوم انه سيأخذ ملاذي مني ..
لم اصدقه ..شئ فيني لم يصدق ..
ولكن صدقته مرغما لحضه خروجي ،
بمنظري المشفقي الباكي بجانب بوابه بيتها ..
والان انا احمل ظغينه كبيره عليهما ..لن يخف ثقلها علئ قلبي ابدا ..
..

كل ليله هناك وليمه علئ شرفي .. ومازالت مستمره ...
وبعد يومين سيقيم والدي مأدبه كبيره لي علئ حد وصفه ..
وهذي يعني لي عبئ اكبر ..
انا حتئ لم استطع النوم جيدا حتئ هذه اللحضه .
في كل مره انام ،فيها ، أخاف ان استيقظ واجد انني مازلت في السجن ..
ناهيك عن وجع الفراغ بداخلي ..
كل ما رجوت تحقيقه وقت خروجي ..خفت حماسه في صدري ..
..
مااعدت اريد طمس الحقيقه .. لكنني أيضا لا اريد لها ان تعلن ..
لا اعرف الا أي مدئ انتشرت، اتمنئ انها بقيت خامده ولم تخرج لأحد ..



..

اسأل امي كالجاهل : يمه ملاذ وين ؟ من جيت ماشفتها؟
يتجهم وجهها لترد: قطيعه يالطاري .. في قلعه وادرين ..
...
اعلم ان امي لا تستلطفها ، لكن لم تكن لتعلنها هكذا ..
تغير الكثير هنا ..حتئ امي ..

تعاود الحديث: لا تجيب طاريها عند سمر .. انتبه!


............



أحاول توزيع الاوراق وفرزها جيدا ، منذ قبلت في هذا العمل وانا اشعر بالنشاط..
احب ان أكون منشغله ،
عوضا عن الجلوس بكل هذا الوقت الضائع الذي اندم عليه وهو يمضي ..
اشعر حين اعمل انني ذات اهميه ، انني احمل اهداف كبيره،
تتكاثر احلامي وتكبر ، فأطمع اكثر ..
اغلق اللابتوب ، لأنني أتذكر فلاح ..
اريد قضئ بعض الوقت معه ..
حسنا وقت مستقطع ..
استراحه محارب ، استحقها ..
هناك في الزاويه علئ الطاوله الذهبيه ، اطار صوره مقلوب ..
اقترب منه ، اقلبه لتعانق عيني الصوره ..
المسها استشعر وجوده بجانبي ..
مضئ الكثير علئ رحيله ومازلت لا استطيع التصديق ..
كنت مدللته ، حفيدته مرمر ..
مازلت ابكي غيابك ، كم لو انك فارقتنا البارحه ..
ليتك تعود ، لتقبل كفي المخضبه بالحناء ، لتلف جدائلي علئ يدك مازحا..
مازلت مدللة العائله حتي اللحضه ، لكن لاشئ يضاهي دلالك ياجدي ..
افتح الاطار ، التقط الصوره التي تخفيها صوره جدي ..
صوره قديمه لصقر بعينين مبتسمه يحمل صقر حر يشبهه ، صوره مقصوصه ..
لم اجد نصفها الاخر بعد ، تختفي فيها ذراعه الاخرئ فلا ادري بما تمسك هي الاخرئ
وجدتها في غرفه فلاح قبل مايقارب الثلاثه أعوام ..
كان جرح صقر لي عميق ، ولا ادري لما مازلت احتفظ بصورته هذه..
،( القلوب ما نقوئ علئ جبرها ..
هكذا قال لي حين التقيته صدفه ،
كأنه كان ينتظر ان يلتقي بي ، ليصدمني برفضه لي ..
انا لا احقد عليه الان .لكن مازالت مقولته تؤلمني حتئ اليوم ..
مازلت حتئ اللحضه معجبه به ، لاكنني زهدت فيه
حتي ان عاد يطلب قربي ، سأرفضه ..
لم اعد صالحه للحب ، اجد راحتي هذه الأيام في استقلاليتي ..
أتذكر فلاح ، اخبئ الصوره خلف صوره جدي ، اغلق اطار الصور جيدا ..واقلبه ..
اغلق غرفتي علئ اسراري الصغيره واحزاني
وانزل للأسفل فأتعثر بتحذير تطلقه امي لفلاح :
"لا تجيب طاريها عند سمر .. انتبه!


...

،








....






يقتلني الفضول نحوها
منذ ليتنا المثيره تلك بقربي الساخن منها ..
لم اعاود زيارتها كعادتي ..
لأنني ما عدت قادرا علئ اتعامل معها هذه الأيام ..

ولأنني أيضا ولسبب ما أصبحت طماعا اكثر ..
ف لن تكفيني قبله منها هذه المره ...
لم انم منذ لحظه خروجي من غرفتها تلك الليله ..
كل مااطبقت جفني ، تسللت لي تلك البدويه بعينيها الذابلتين ..
بوداعتها وبأستسلامها لي ..
وكل ما انفض الذكرئ وانقلب علئ جنبي الاخر كل مازاد غزوها لي .. ..
اتذكر مره اخرئ القطعتين متناقضه الألوان بهيه المظهر ..
أي عذاب هذا ياملاذ ..
عينيك ،شفتيك، شعرك وجسدك ..
كيف لك ان تكونين بهذا الجمال الكامل ...
وكيف لي وانا الصلب ، انا أكون بكل هذه الوداعه امام ذكراك ..
ان اجن بك كمراهق ، لا بشخصيه الراشد التي انا عليها الان.


طلبت من ام يوسف ان تعود للمنزل علئ وجه السرعه ..
اذ انني احتاج جاسوسا هناك بشده ..


وهاهي ..
تخبرني انها لم تخرج من غرفتها لأسبوع كامل ..
متدثره بالأغطيه ، كالمحمومه ..
الاكل لا تمسه ، وتكتفي بالماء ...
متقوقعه علئ نفسها ..

..
والان ...لا ادري كيف اتصرف معها ..
مافتئت تشعل الحرائق في دمي ..
ماهره جدا في ذلك ..
..

بعيدا عن كل شيء ضغط العمل يريحني هذه الأيام ، يخلصني من التفكير فيها ..

لكن في كثير من الأحيان ..
اجدها بين الورقه والورقه .. تناديني ..
وحين ارفع ملف عن الاخر اجد انعكاس لها ....

كاللعنه ، هي ...
لاتنفك عن ملاحقتي ..



..
يرن هاتفي يفز قلبي ..
يأتيني صوت ام يوسف الباكي : البنت ما بتصحاش ..حاولت كذا مره ..
بس ماتردش عليه ...
..

"تبا لملاذ ولقلبي ...

......






اشعر بدوار .. الكثير من الدوار
الأضائه مزعجه ،ساطعه جدا ..
لا قدره لدي فأجلس ،لا قدره لدي حتئ لتحريك اصابعي ..
التفت للجانب اليسار ،
اميز هذا الظهر جيدا ، الأكتاف العريضه ..
والزي العسكري المشدود بأناقه ..
صقر ؟!
أحاول ان استرق السمع له وهو يتحدث من الهاتف ..
يصلني حديث متقطع ..
..: لا والله ... أي ،تواصلت معهم ، ،ظرف طارئ للأهل .. ....

اتخلئ عن استراق السمع ، واتأمل شكله ..
لا امل منه مهما تأملت ، انا لسبب ما لا اعتاده ..
اشعر انه يتجدد في كل مره أحاول فيها ان انهيه ..
..

كيف كبر صقر لهذه الدرجه ..
اشعر ان كتفيه ستصل للسماء ..
يقف مستقيما ، بطوله الفارع ، يتحدث بهاتفه ..

يبدوا منزعجا من طريقه تحريكه ليديه ..

يغلق الهاتف ، يزفر منزعجا ..
يضغط علئ رأسه بيديه ..
ينتقل لي انزعاجه وصداعه ..

اغضت عيني بسرعه قبل ان يلتفت ..
لا ادري لما، لكن رده فعل تلقائيه ربما ..
..










أحاول توكيل شخص بمهماتي هذا اليوم ..
لا اجد احد من الزملاء متفرغ ،
فأحاول التواصل مع القائد ..
اندم الان ...علئ كم كنت صارما لمن هم تحت امرتي ..
يجب ان اخفف من صرامتي وشدتي .
فها انا اترك العمل تحت ضغطه ، واركض خارجا لملاذ ..

أتذكرها والتفت ، لمحت عينيها الواسعه تغلق بسرعه ..
ابتسمت وانا اقترب ، طفوليه جدا وهي تحاول ادعاء النوم ..
اجلس علئ الكرسي بجانبها .. لا ادري كيف اتصرف ..
تجيد التمثيل جيدا ..
اتشجع . امد يدي والمس يدها بخفه ،
لا حركه منها ، ولا ردت فعل ..
ادخل اصابعي في فراغات اصابعها.. واضم كفها بقوه ..
استشعر نعومه كفها البارده ..
لا شيء ، حسنا ..
اقترب من وجهها ، أحاول التنفس بصوت عالي ..
اشعر بحركه عينيها المغمضه ، تبتلع ريقها ،
امسح بيدي علئ خدها .. واقترب ..
اغمض عيني ، أحاول الاستفاده من لحظه السكون هذه ..
أحاول ان انتهز الفرصه ..
اقترب بشئ كالسكره .كأن شفتيها كالمغناطيس ..
تجذبني ، فأقترب اكثر واكثر ..

كنت علئ شفئ قبله ..لكن اوقفتني كفها الناعمه ..
تضعها حاجز بين شفتينا ..
اتنهد .. كم انت لئيمه ..
..
افتح عيني تستقبلني عينيها الحاده يخالطها نعاس ..
انتي جميله ياملاذ ، بل انتي فاتنه ..
يارفيقه طفولتي ، كم من مره غبطت فلاح ..
كبرت وانا احسده ، عليك ..
كل نكته اضحكتك ، كل اغنيه اطربتك ، كل رقصه اسعدتك ..
وددت لو كنت انا من جلبها ،لأشاركها معك ..
..
كنت انتظر زياره جدي لمنزلك ..
استيقظ الفجر ، ارتدي ثوبي علئ عجل ..
اسبقه لسيارته ..اجلس بجانبها ..
يخرج جدي فيبتسم .. يعلم دائما انني هناك قبله ، ..
اتعلمين كم من مره دق قلبي المراهق بسببك .
...
أتذكر ..حين اقبلتي بشعرك المنتثر ..
اتيتي ، بكحلك ، بخلخالك ، بأحمر شفتيك ..
وانا اكنت اعزل ، بلا أي سلاح ، او حتئ درع لأقي نفسي سحرك ..
وغزوتي قلبي البدوي الضعيف ..
كنت تطرقين أبواب المراهقه ..تمارسين فضولك للأنوثه ..
كأنك تخبرين العالم انك كبرتي وماعدتي تلك الطفله ...
...
لازلت أتذكر نظرت جدي ذاك اليوم ..
حين رفعت عيني لتسقط في عينه ..
كأن النمل قد انتشر في عروقي ، قشعريره لا اعرف مصدرها ..
كنت خائف ربما ..لأن سري الصغير قد كشف ..

وهو علئ الجانب الاخر كان مصدوم وخائف ..
كأنه اكتشف للتو سر خطير ..
..
رحمك الله ياجدي ..
ثلاثتنا افترقنا .
ستبكي علئ حالنا الان لو انك هنا ..
..
اعود للفاتنه ..
ابتسم مرغم لعقده حاجبيها ..
تحاول ان تظهر القسوه والقوه ..
لاتعلم انها مجرد طفله عنيده تجيد تعقيد الأمور لا اكثر
..
ادنو من جبينها ..اقبله ..
اتنفسها جيدا .. انتعش ..
يسعدني انني حضيت بقبله جبين علئ الأقل ..
..







..
اسمع وقع حذائه العسكري ..
خطواته مرتبه جدا ..
مدروسه ومتتابعه..
مع كل خطوه يدق قلبي ..
...
اشعر بأصابعه يخلخلها بين أصابع كفي ..
يقل الاكسجين في كل مره يضغط علئ يدي ..
اشعر بقربه ..استنشق أنفاسه المعتقه بالقهوه..
اشم عطره ، اعرف رائحته جيدا ، احبها جدا ..
مميزه للأبد ، لن تسقطها ذاكرتي ابدا ...
..
أتذكر انني ليله ما في غرفتي ..
قطعت وعدا مع نفسي ، انه لن يحظئ بقبله مني ابدا ..
لكن انا متعبه جدا لأبتعد ، لاضير من قبله لا علم لي بها ..
لم استسلم ...انا فقط متعبه واشعر بالنوم ..
لكن تذكرت ..
(انتي كابوسي المستمر .. لولا إدمانك لكنت الحين عايش مع سمر بهدوء.)
حسنا ،، ..
لتذهب قبلتنا هذه للجحيم ...لاقبله له عندي بعد اليوم ..
...
افتح عيني ،انصدم بقربه ..
قريب جدا ،ربما سمع دقات قلبي المتوتره ..
قريب جدا ، ربما اطلع علئ افكاري الغريبه ...
...
يبتسم فتشرق غمازته ..
وتغرب سمر وافكارها من رأسي ..
يقترب ويقبل جبيني فلا ابالي ..
لأنني بالطبع مريضه ، ولا قدره لي لأمنعه ..
يتنفس بعمق ،فيعديني ..
فأتنفس بعمق أيضا..
واندم ، لأن رائحته ماانفكت تغريني ..

يدنو من اذني : الحمد لله عالسلامه ملاذ ❤...




....





امام الباب الصدئ ،اقف بتردد ..
معطفي الثقيل يقيني من البرد جيدا ..
لكن قلبي ، يرتعش ..
لاشئ يستطيع ان يمده بالدفئ هذه الايام
أخاف من ما سأواجهه ..
أخاف من الحقيقه ،ومن مواجهتها مره اخرئ..
أخاف من هذا الشخص الذي يسكن خلف هذا الباب ..
ان يكون قد اخبر احدهم ..
وفي الحقيقه لا استبعد ، فصقر في اخر لقاء جمعني به
اثار عواصف الشك في نفسي ..
...
أتقدم ، اطرق الباب ..
اسمع وقع خطواته يقترب ..
يفتح الباب ، اتأمل ملامحه جيدا..
الشيب يكسيه اكثر ..يبدوا كبيرا جدا ..
اكبر من عمره ..
يصرخ فرح ، يقترب ليضمني..
اجاوبه الحضن برغم غضبي العميق منه وعلئ امه ..
لكنه وبرغم كل شي مضئ ، كان رفيق جيدا ..
كان ناصحي ، ومعلمي ، ..
يصلني صوت بكائه : اعتذر يافلاح ، مازرتك في السجن ..
والله ان الحياه اذتني ، واشقتني ..
امسح علئ ضهره : اعلم يامحسن ،اهلي نسوني فماباللك انت ..
يدفعني للداخل مرحبا ، فأتذكر كم مره ..
كنت اهرب له ..
اختبئ في منزله هرب من الكثير ..
ورغم صغر بيته ، لكنه كان دائما مفتوح لي ..
...

طول الطريق كان صامتا ..
متشبث بالمقود ،عاقد الحاجبين ..
يبدو لي انه يفكر في شيء مزعج ..
شفتيه تتحرك بخفه وببطء ، كانه يردد حوار ما ..
اتأمله وانا اسند رأسي للخلف ..
هو يشبه والده ، وقليل من امه ..
علئ ذكر امه ، اخ من امك ياصقر ..
كل ما رأتني .. زمت شفتيها ، وقلبت عينيها ..
رساله واضحه لي ولمن حولنا انها لا تطيقني ..
وفي كل مره ادعي اني لا اهتم ..
لكنني في الواقع اهتم ،
انا ابكي في الداخل مئه مره ،
كل ما ضحكت اخواتك الأربع علئ مزحه سخيفه
اعلم انها موجهه الي ..
ابكي حين ما تحضر سمر ، فتناديها امك ب" عروستنا ..
في حين انها لا تملك غير صقر الذي يفترض ان أكون انا "عروسته..
ابكي حين تصدق علئ ذلك جدتي ، وترمقني بنظره قاسيه ..
ولكن كل هذا البكاء في الداخل ..
لا شيء في الخارج سوا البرود ، لن يفرحن برؤيه الدموع تطفح من عيني ..
اعد نفسي في كل مره ان اكافئ نفسي بالبكاء لاحقا تحت البطانيه ..
ان فقط تمسكت ببرودي وغروري ..
..
لا يعلم صقر ان الوجع يكبر بداخلي في كل مره يجبرني علئ الذهب لهم ..
لا احب الاجتماع بهن ، حتئ بأعمامي الرجال ..
فعمي حمد كالشيطان ،امقته وامقت الجلوس معه ومشاركته نفس الهواء ..
رؤيه وجهه تعيد لي ذكريات الضرب ، وجع العقال ، والصفعات ،..
مازلت ادعوا عليه بالموت ، وان مات سأدعوا الله ان يجعل له نصيب من الجحيم ..
كان يضربني لمجرد انني فقط موجوده في المكان ..
اتذكره وهو يشد شعري يخبرني ان اموت لأتركهم يعيشون ..
والشئ الذي لا افهمه ولا زلت كذلك ..
، لماذا يجعلونني اقف بينهم وبين الحياه ؟!..
لمذا أكون سبب يمنعهم منها؟!
عزائي الوحيد انني سببت له جرح كبيربجانب حاجبه ،
وشرخ عميق مازال يكبر في قلبه لفراق ابنه ميثم ..
لا اندم ابدا علئ انني كنت سبب فيهما الاثنين ..




...
...
جدتي تصر انها تريد رؤيه ملاذ هذه الأيام، علئ غير العاده ..
ارتاب من طلبها ، فأنا اعرف جيدا ان جدتي لا تملك أي مشاعر عاطفيه تجاهها ..
لو تعلم جدتي والجميع انني ابذل طاقه عظيمه في محاوله جعلها تذهب ..
لكنني تعبت من اجبارها في كل مره ..
اعلم انها لا تريد لكنني اريد ان افرضها عليهم .. اريد لهم ان يتقبلوا وجودها كزوجه لي ..
واعلم أيضا ان ملاذ هي اكثر من تأذئ لكنها لا تخبرني ابدا مايدور هناك ولا تشكو ..
هي تخبرني فقط انها لا تريد الذهاب ..لاتحب الجو هناك ..
فأجد نفسي اقسوا عليها ، لأني اريدها ان تتحدث لي عن مخاوفها واوجاعها ..

لا انسئ ابدا ذاك اليوم ..
حين مادخلت لأجدها تجلس بهدوء ..
في المجلس الواسع الذي لا يضم سواها ..
تضم كفيها في حجرها،، كطفله معاقبه ..
ترفع بصرها لي ،تعض شفتيها ..
فتسقط من عينيها دمعه ..
كأنه نزعت من قلبي ..
اخبرتني نظرتها يومها ، ان لا طائل من المحاوله ..
وانها متعبه جدا ويائسه ..
يومها علمت ان ملاذ لا تنطق وجعها ، هي تسرده بعينيها ..
تتحدث جيدا بنظراتها ، تشكو لي ، تعاتبني ، وتسبني ربما ..
منذ ذالك اليوم ، بدات افك عقدها رويدا رويدا..ومازلت افعل ..
لكنني مازلت اجبرها علئ الذهاب للبيت الكبير ..
لاشئ سوا اني لا اريد لهم اني ينسوا ابدا وجودها .
ان تكون متواجده هناك ، ليتقبلوا امرها معي جيدا ..





...


أخاف ان اسأله ،أخاف جوابه ..
يقتلني الفضول ،لكن الخوف يقتلني اكثر ..
احزم امري ،اسأله بتردد :محسن ..احد .. يدري ؟
يرتشف الشاي بصوت مزعج : عن ايش ..
...: عن موضوع الوالده الله يرحمها ..
ينطق محسن بالشئ الذي كنت اخافه : أي قصدك الرضاعه ؟! ..
أي قلت لولد عمك صقر بس انه ...
وقع ماكنت أخاف منه ، لم يحفظ اللعين وصيتي ..

صرخت في وجهه : ليه قلت له ؟! قلت لك قبل لا تموت الوالده العلم لايطلع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-12-17, 11:28 PM   #18

هبةالربيعي

? العضوٌ??? » 362843
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 718
?  نُقآطِيْ » هبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond reputeهبةالربيعي has a reputation beyond repute
افتراضي

جنت منتضره تكمل حته اقراها لان بصراحهاخاف تقفل واضل االوم بنفسي الله يخليجج ملاذ كمليها

هبةالربيعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-17, 04:05 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



. ..

وكنت في النهايه محقا ، استشعرت ذلك في حديث صقر ..

قال لي تلك الليله قبل ان يغادر :مستحيل أصلا تأخذها يافلاح ..وانت تعرف ..

توجست من كلمته هذه ،مااستطعت ان انام من بعد مااسقطها امامي..

...

كم شخص ياترئ اخبر صقر حتئ اللحضه ،كيف لم اسمع حتئ الان ارتداد لصدئ الخبر ..

اتراه اخبر ملاذ ، اخبر اعمامي وابنائهم ،اخبر القبيله اجمعها ..

وكيف لا يخبرهم ، ربح صقر بطاقه خارقه ..

هه لو كنت مكانه .. لم اكن لأخبئها ..

اللعنه علئ العجوز ، ليته ماتت قبل ان تخبرني ..

لكنت بخير ،كل شي كان ليكون بخير ..



...





تجلس علئ الارض بهدوء تتناول دوائها ..

تعيد وضع برقعها ، لا تحب ان تجلس بوجهها العاري امام احد ..

حتئ أولادها ،واحفادها ..

تقرب المدفئه منها وتلف قدميها جيدا بالغطاء الفروي ..

لسبب ما هي لا تحب البرد ، تكرهه جدا ..

ولسبب ما احبها جدا ..برغم قسوتها وتسلطها ..

تناديني :صقر ..تعال ياولدي ..

تمد لي فنجان قهوه بيدها المخضبه بالحناء ،

اجلس والتقطه من يدها ، اشربه واشعر بالقهوه تجتاح حواسي وتوقضها ..

بعد هذا اليوم الطويل كنت محتاج لفنجان لينعشني ..

التقط القهوه من يدها ، اطمع بجرعات قهوه كثيره ،فناجين لن تستطيع

يدها الكهله ان تحتمل سكبها لي ..

فأنا المدمن ، منذ كنت طفل ، احتسيها مع جدي

اصنعها ،واتلذذ بمذاقها ..

كيف لي ان لا ازداد شغفا بها اذا كبرت ..

اسكب لها فنجان اخر فأتذكر : ملاذ اليوم تعبت ،ودخلت المستشفئ..

تضع الفنجان : وراه ؟ وش تشكي منه ؟

احول ان اثير عاطفتها : البنت تعبانه ، ماحد حولها ،وانتي خابره لا أبو ولا ام ..

حتئ انتي ياجده ،من يوم تزوجت أمها نبذتيها ..

تجيب : ،مير هي ماينخاف عليها ، عذبت عمك حمد يومها عنده ..

وعذبت جدك من قبله .

تشبه أمها اللي مثل الشيطان ، متسلطه علئ ولدنا يومه حي

، ويوم توفئ كلت اللي وراه ودونه ..

الله يرحمك يامحمد ، ياوالله ان جرحي بفقدك مايبرئ ..

اقترب من هدفي : ياترئ عمي محمد بيرضيه اللي يصير في بنته ؟!

وانتي واعمامي واهلهم عليها ؟!

بعينين ذابله وبنفس منقطع : بس ياصقر لاتوجعني بمحمد ..

البنت ماتبينا ماغير منعزله وانا كم لي اقولك تجيبها ،

ياخوفي لتطلع علئ أمها ،وتاخذك بعد ..



...

اتنهد يأس واعود لقهوتي ، في كل مره أتقدم تعيدني جدتي لنقطه البدايه ..

ليتك تعلمين ان حفيدتك هي نسخه منك ، تملك دفئ الكون في قلبها لكنها تغلفه بالصقيع ..

تشهق وتمسك بيدي :لايكون حامل ؟!

تعلق القهوه في بلعومي ، اختنق بجزيئاتها ..

افكر بجواب وانا اسعل ،جواب قاطع ودبلوماسي ، لاتعاود سؤالي بعده ..

أتنحنح : لا ماتعبت عشان كذا ...

اقف مسرع لأغادر ، بالاصح لأهرب ...

يصلني صوتها : تعال يوم وجيبها معك ...









...









مضئ وقت طويل وانا اجلس امام النافذه المطله علئ الشارع ..

تقف سياره سوداء هناك لمايقارب الساعه ..

اعلم بحدسي انه فلاح ، موقنه انه هو ..

لكن شيء بداخلي مختلف ..

لن انزل راكضه اتعثر بالسلالم لأستقبله ..

هذا رجل غريب بأحاديثه القاسيه، ونظراته المتفحصه ..

رجل لا يمت لفلاح بصله الا بالاسم ..

اختفئ فلاح بنكته الصاخبه ، بوجهه اللطيف ،وضحكته الرنانه

وعاد رجل شاحب اللون بشعر طويل وعينين تشتعل فيها الحرائق ..

أتذكر حديث صقر عنه :



: ملاذ. انا لقيت خلخالك عنده .. في غرفته. . تحت مخدته ..

انا قلت مستحيل اللي في بالي يكون حقيقه ومازلت اقوله ...

يوم انسجن فلاح رحت له .. استغليت كل واسطات الدنيا ومناصبها حتئ اقدر اكلمه. .

خفت مااقدر اشوفه مره ثانيه الا بعد ضياع الفرص. ..

سألته وقال انك نسيتيه عنده لما .. لما كنتي ......



اثق تمام ان صقر لا يكذب ، فصقر يمقت الكذب ويجرمه ..

لكنني وددت يومها ان يكون كاذبا ..

وبرغم انه لم يكمل كلامه ، لكنني فهمت ما أراد قوله ..

فهمت مااراد فلاح ان يوصله لصقر ..

ذكائي خارق ، هه خارق جدا ..

لدرجه انني لم اللحظ ماكان يدور في عقل فلاح الابعد ان اخبرني صقر ..

...

اغلق الستاره ، واطفئ الأناره ..

اعود لأندس في سريري ..

في كل مره أحاول الخروج منه اعود لأتشرنق بداخله ...

علئ عكس الجميع دائما فراشي موجود لأجلي ...

....



اعلم انها هي ، اعرف ظلها جيدا ..

اكاد استنشق رائحتها تفوح من النافذه ..

اتأمل انعكاسها جيدا ،واحرق رئتي بالسجائر..

لاتتحرك ،تقف بجانب نافذتها بهدوء لا يشبهها ..

تشاغبني امنيه ، اغمض عيني ..

اتخيلها راكضه لي بعينين دامعه ..

اندم علئ استقبالي لها لحظه لقائنا ..

كيف لي ان اصدها وهي من جائت لي راكضه ..

لكن ليلتها كنت مقهورا ومازلت ..

ليلتها شعرت ولأول مره انني اريد ان اصفعها ، واعاقبها علئ اختيارها لصقر علي ..

لكن برغم كل مشاعري كنت استشعر ، انني لن أكون لها اكثر من اخ ..

اشاركها الهرب ، الكتب ، الأغاني ، والسجائر في عليه منزل والدها ..

وربما اخبرها صقر أيضا انني اخ حقيقي قد شاركها الحليب ..

من امراءه فقدت ابنها، لتعود فتسكب حنانها وتجمعنا كأبنين لها ..

ارضعتنا سرا ، لتجعل امومتها لنا سرا لا احد يعلمه ..

لاادري كيف لها ان تكتم سرا كهذا لأكثر من عشرين عام ..

ولم تبثه لي الا وهي علئ وشك الموت ..

لتجعلني اتجرع الجحيم في كل مره يتردد حولي اسم ملاذ ..

لو لم يخبر ابنها صقر وقبل ذلك لو انني لم اسجن لثلاث أعوام ظلم

، لكنت تعايشت مع عذاب الضمير ..

لحاولت الوصول لها ، وسرقتها امام عيني الجميع ..

لعشت في ذنب سيأكلني ماحييت ، انا مهووس بها حد ارتكابه ..

لكن تغيرت الخطه ، ربح صقر في النهايه ..

وعاقبني الله علئ خططي لأخفاء الحقائق ..



امسح عيني مجهد ، فأستشعر البلل .

يبدو ان المطر انهمر من عيني علئ غفله مني ..

وكيف هذا ؟ كيف لي ان ابكي بدون علمي ..

كأن عيني معطوبه ،كأن جسدي مفكك ، كل جزء له مشاعره الخاصه وكيانه المنفصل



هذا كله بسبب التعب ، والارهاق ..

حان وقت المغادره ، ارفع عيني فألمح الظل يتحرك ،

تسدل الستاره وتغلق الانوار ..







.....









طوال يومين وبيتنا مقلوب رأس علئ عقب ..

منذ ان اخبر والدي امي انه سيقيم عشاء كبير لفلاح ..

بمناسبه خروجه ..

لم يعد بيتنا قابلا للعيش فيه ، تسحب الطاولات والكراسي مصدره أصوات مزعجه تتردد

تغير امي مكان كل شي ، تعيد ترتيب المنزل بمجمله ..

وانا الضحيه هنا ، لم انم منذ البارحه ولم استطع التركيز علئ اوراقي او اعمالي ..

اريد الهجره ، الئ أي مكان لا اجد فيه هذا الازعاج ..

انفض الغطاء :خلاص ياسمر بس ..ماراح تنامين ،نشاط نشاط ..

احب ان اتحدث لنفسي لسبب ما اشعر ان صوتي يصل لي اسرع ..

في احدئ المرات سمعتني امي احدث نفسي ، يومها اخبرت اخواتي المتزوجات ان هذا تأثير رحيل صقر علئ عقلي ..

وانني بسببه هو وملاذ اصبح كالمجنونه ..

حسنا .. لم استطع ان ابرر ، لذلك التزمت الصمت ..



سأخرج لفلاح ، لم اتحدث معه جيدا حتئ اللحضه ..

لا ادري لما يصدني في كل مره أحاول الحديث معه ..

أحاول ان افتح مواضيع جديده ، لكنني في كل مره اشعر بالاحراج ..

أتذكر يوم اخبرته عن اصدارين من الايفون نزلا في الأسواق في غيابه ..

أجاب بهدوء:سمر ترئ ماكنت مسجون في مدغشقر ، في السعوديه الله يجزاك بالخير

توصلني اخبار كل شيء ...

لم يقلها بضحكه، كان كانه يريدني ان انهي الحديث واخرج ..

لكنني مازلت مصره علئ الحديث معه والتقرب منه ،في النهايه هو اخي قبل ان يكون تؤامي ..

..

وصلت لغرفته ، اطرق الباب ، لاجواب ...

اطرقه مره اخرئ لا اجابه ..

شيء في نفسي اوحئ لي ان ادخل ..

ادير مقبض الباب وانا انادي :فلاح ؟

الغرفه بارده جدا وغارقه في الظلام ..اقشعر جسدي ..

كيف له ان يتحمل بروده التكييف مع هذا الجو البارد ..

...

يصلني صوت خفيف ،صوت مخنوق : من ؟

اجيب : سمر .. فلاح فيك شيء؟!

يعود صوته المتحشرج : لا ..اطلعي وسكري الباب ..

علئ عكس كلامه اقترب منه ، صوته لايبشر بالخير ..

اجلي علئ الأرض بجانب سريره ،ارفع الغطاء عن رأسه :فلاح شفيك ؟

يصلني صوت تنهد عميق ، اشعل المصباح بجانب سريره ....

فتتضح لي الرؤيه ، امد يدي اتلمس خديه ، فلاح يبكي !

اشعر بالخوف ، لم ارئ فلاح يبكي طوال حياتي ، أخاف ان يخبرني مالسبب ..

أخاف ان يصدمني ، لكنني اتمالك اعصابي واسأله :ابوي فيه شيء يافلاح ؟ احد من أهلنا ؟

يتنهد:لا مافيهم شيء ،ماحد فيه شيء ..

أحاول تلمس قلبي لأهدائه ، كاد ان يتوقف :الحمد لله ..

يعود لي صوته بنشيج خافت: غيري انا ، تعبان ياسمر ، تعبان اموت الف مره في اليوم ..

اقترب منه اكثر :ليه ؟ شفيك ؟! قلي وراح اساعدك ،ثق فيني راح احلها لك ..

يجلس وهو يمسح عينيه بهدوء : مقهور ، مقهور ..

ازيح مجال واجلس بجانبه :ليش قل لي ...

يتنهد ، اشعر ان الحديث يتكور في بلعومه ويتحشرج في صدره: انا يمكن اسافر ..

صدمني للتو كنا سعداء بقدومه ، ، لماذا اذا يعاود الرحيل : ليش ؟

يجيب وهو يمسح عينيه : مااقدر اجلس هنا اكثر من كذا ، تعبان ومرهق ..

أخاف عليه ، ماهو الشئ الذي يشغل بالك يافلاح ؟!

يشغله حد البكاء ؟!



تصتدم يدي بقطعه ورق احرك يدي بسرعه فتجرحها ، ارفع الورقه الصغيره ،

تبدوا لي كصوره ، اقربها من المصباح أحاول ان اتبين تفاصيلها ..

طفله جميله بعينين مبتسمه ، تبدو خائفه من شيء ما ..

صوره مقصوصه ، لا يوجد فيها سواها ..

كأنني اعرفها ، ملاذ ؟ اظن انها ملاذ ...

التفت لفلاح أحاول ان اربط الأمور ، واجده مشغول بتدليك رأسه ..

اقف وانا اخبئ الصوره في جيبي .:شكلك مصدع ؟ عاد الليله عزيمه ابوي

يتأفف :اووف ، حتئ العشاء هذا نسيته ، أي جيبي لي مسكنات ..

اقف مسرعه : ..ابروح اجيب لك بنادول واجي ..



اخرج واغلق الباب خلفي ، اركض لغرفتي ..

امسك بالاطار ، افتحه من الخلف ، التقط صوره صقر ..

اقربها من صوره ملاذ ، فتتناسب ،

كقطعه احجيه وجدت مايكملها ..

لطالما تسألت بما يمسك صقر في يده الاخرئ ..

وكانت الاجابه انه يمسك ذراع ملاذ ..

تبدوا خائفه من الصقر الذي في يده ، ويبدوا هو سعيدا جدا ..

بغمازتيه المبتسمه وعينيه ..

يبدوا انهما كانا لبعض من البدايه .

لكن لما صوره ملاذ عند فلاح ، اتراه هو من فصل القطعتين عن بعض ...

اعلم بصداقتهم واخوتهم العميقه ، كانا الثلاثي الغير قابل للأنفصال ..

لكن لما يضع فلاح صوره ملاذ وحدها تحت مخدته ..

اخاف ان فلاح يتجرع الان ماتجرعته قبله من صقر ..

أخاف ان يلاقي نفس مصيري البائس ..

اعيد صوره صقر لمكانها واغلق الاطار ..

والتقط صوره ملاذ مع البنادول والماء ..

انزل لأسفل سريعا ..

ادخل بسرعه غرفته، يصلني صوت شخير خافت ..

يبدو مجهد ، لا شك فهو لم ينم جيدا منذ ان جاء ..

اضع الماء والبنادول علئ الطاوله بجانبه ..

وادس ملاذ الصغيره تحت مخدته كما كانت قبل ان اسرقها ..

اتمنئ ان تكون بخير يافلاح ..

لااعرف ماسبب انهيارك المفاجئ ،أخاف عليك من نفسك ..



ربما وجعك هو بسبب الصوره التي تسكن تحت وسادتك..

اتفهم مشاعرك جيدا ، مررت بها حتئ ظننت انني لن اتجاوزها ماحييت ..



لا يخفئ علي الوجع والارهاق البادي علئ وجهك ..

لاتخفئ علي الندوب التي تغطي ذراعيك ..

لكن اعلم انك في النهايه ستكون بخير ..

مثلما انا الان اقف امام الجميع بخير ..









..

ام يوسف تسبب لي قلق حقيقيا ..

تتصل كل ساعه لتخبرني ان الطفله لا تأكل ،الطفله لاتخرج ..الطفله مرهقه ..

نعم طفله ، لايوجد وصف اقرب لها من هذا ..

فكيف لأمراءه بالغه ان تتصرف هكذا ، ترهق نفسها قبل الجميع ..

وها انا استسلم كالعاده واترك كل شيء ورائي ،لأجالسها .

في الصاله الجانبيه انتظر قدومها ،وكالعاده تتأخر ..

اشرب فناجين لاتعد من القهوه ، اجد فيها الكثير من الدفئ والسلوئ ..

اسمع خشخشه حذائها علئ الأرضيه ، تسحبه بملل ، اتعمد ان لا التفت ..

انشغل بهاتفي وفنجاني ..

اعلم انها في البدايه تحب ان تستقبلني بوجهها الملول ،

لذلك تعلمت ان اعطيها بعض الوقت لتعيد ترتيبه ،لوجه اخر ..

....

استقبل اتصال في وقته ،اقف اعطيها ظهري متعمدا ..

كان عمي ..احييه بتحايا تقليديه معتاده وروتينيه

يخبرني بالكثير من الأشياء الغير مهمه ويوصيني ان اجلب ملاذ معي ..

هو الوحيد من اعمامي الذي يشفق عليها و يرأف بها ...

برغم انه ماحاول ابدا التدخل واتخاذ القرارات المصيريه نحوها ،

رجل هادئ بطبعه لايحب الصخب ..

المح ظلها ينعكس علئ الزجاج ، يتحرك للأريكه الجانبيه ..

تجلس بهدوء ، تحب التجسس علئ حديثي ولا ادري لما ..

الاحظ دائما صمتها وانصاتها حين مايرن هاتفي ..

، لا يفوتني ان اراقب ملامحها جيدا ،اتلذذ دائما بجانبها الفضولي .

...

تنتهي المكالمه ، التفت للخلف ،ادعي التفاجئ : اوه ، متئ جيتي؟!

تجيب المتجسسه :توني دخلت ..

اعاود الجلوس ،وسكب القهوه ..

امد لها فنجان ،ارقب يدها الصغيره النحيفه وهي تمدها لتلتقطه ..

نقص وزنها كثيرا ، تبدو هشه ومرهقه ..

لم اعد اعرف كيف اتصرف معها ، مللت من هذا الوضع برمته ..

ماعدت استطيع مجاراتها في العناد ،لكنني وبرغم ذلك ،اشعر انني لا استطع الاستسلام عنها ..

لا استطيع الاكتفاء منها ، او التوقف عن المحاوله ..

.....





في كل مره يأتي للزياره ، اشعر بالتوتر..

لا ادري لما ، ابعثر غرفتي واعيد ترتيبها ..

...اغسل وجهي ، افرش اسناني ..

ابدل بجامتي لأخرئ ، امشط شعري وارفعه للأعلئ ..

قليلا من العطر والماسكارا ..شئ لا يضهر ..

حسنا ، الان اجلس قليلا و انتظر لنصف ساعه اخرئ..

لأجعله ينتظر قليل ، لااحب ان ابدو امامه متعجله ..

كما لو انني سعيده ومتلهفه لزيارته ..

...

تمر ربع ساعه ،اظن ان هذا كافي ..

وقت مناسب لأنزل ..

ماسبب الزياره هذا اليوم ،

مالذي جلبه معه في هذا الصباح ..

أتقدم اجر قدمي ،واتجهم ،دلاله التملل ..

ليشعر ان زيارته لي ممله بدلا من ان يستشعر توتري ..

اقف عند الباب ، لاتوجد رده فعل ،يبدوا منشغل بهاتفه ..

يبتسم له ، يمر أصابعه عليه بسرعه ، ويعاود الابتسام ..

من يراسل في هذا الصباح الباكر ، اشعر بالفضول ..

يرن هاتفه يبدوا سعيدا ..

يقف ويبتعد للنافذه ، اقترب بدوري لأستمع لحديثه ..

اتراها امراءه ، حبيبه مع هذا الصباح ؟!

لا لا يتكلم بصيغه المذكر ، رجل ، اذا لابأس ..

ليبتسم ويقهقه حتئ يختنق لا اهتم بهذا ..

أحاول ان استرق السمع ، ويخدرني صوت ضحكته ..

تصلني كالنغمه ، قصيره ورنانه ..

لااحب فيه الا ضحكته وغمازتيه ، واكره كل مافيه عداهما ..

...

يبدو متفاجئ :اوه ،متئ جيتي؟

لابد له ان يتفاجئ ، تشغله الرسائل الصباحيه والابتسامات عن ملاحظه قدومي ..

انشغل بقدمي ،ثم اراقب اطراف السجاد ،اتأمل الوانه ،امزجها ، أحاول ان اعيد توزيعها وحياكتها ..

"بس بس ..ارفع رأسي له ، يمد فنجان قهوه لي امد يدي له بدوري فألتقطه ..

يسأل: وين سرحتي ؟

أأخبره انني كنت افكر في الوان السجاد ؟ انني فكرت لو امتزج اللون الرمادي مع الزيتي ، ماهو اللون الناتج؟

لن يتفهم أفكاري العشوائيه ،لن يتقبل عشوائيتها ،سيشجعني لإستمر في تأمل الألوان ..

سيخبرني ان اعيد تجديد الأثاث وتغييره ،

مثل اخر مره اخبرته فيها انه سيكون جميلا لو انني استطع ان اللون العشب ..

استيقضت الصباح علئ الورود وهي مصفوفه ومزروعه بين العشب ..

هو لا يأخذ كلامي بعشوائيه مثلما احب انا ان يفعل ...

يحب ان يراني مشغوله ، يطرح علي الكثير من الاعمال ،الكثير من الوظائف ،

التي لا اجد نفسي فيها ، اجد نفسي منذ تخرجي ، أعيش الكهوله واتلذذ بها ..

لا اجد هدف واحد يستحق ان انسلخ لأجله من حياه العجوز التي اعيشها ..

اتقبلها ، النوم ،احتساء القهوه ،الصلاه ،والعوده للنوم ..

روتين لا يرضيه لكنه يرضيني ...

...

يصلني صوته مره اخرئ :ملاذ .... اسمعي

تجهزي الليله ، عشاء عند بيت عمي أبو فلاح .. بيحضر ناس كثير ..

عمي موصي عليك وملزم علي اجيبك ..

..

كنت اعلم ، ان اغلب الزيارات الصباحيه تأتي بشئ لا احبه ..

اجيبه : ماابي اروح ..

تحتد نبرته : الا بتروحين ، ماعندك ابدا عذر ..

يكفي الأيام اللي راحت ماحضرتي ولا عشاء عندهم ..

البسي اللحين عبايتكً ، بنطلع ..

اقف متفاجئه :خييير! لو تموت مارحت معك الحين ..

يقف ليصرخ : ليش ؟ وش اللي يمنع مااتوقع عندك جدول مزحوم ..

اتجاوزه خارج الغرفه : لو ايش تسوي مارحت معك الحين ؟! عشاء ماقلنا شيء ، تبيني بعد اروح من الحين

مريضه انا ؟! ...

يصلني صوت قهقهته ، التفت للخلف اشعر بالذعر ، يبدوا غريب اطوار ،تاره يصرخ تاره يقهقه ..

يلوح بيده لي وهو يبتسم :تعالي تعالي

بس تحبين الأكشن ، تبين أي فرصه عشان تتهربين ..

انا اقصد نطلع السوق ، ابي لي أغراض وكذلك انتي ..



اشعر بالأحراج ، هذه الفتره انا متعجله في حديثي معه ..

أحاول ان اتمالك احراجي : انا مااحتاج شيء أصلا ..

اقفز مرعوبه من صوت صراخه : ام يـوســف ، جيبي عبايه ملاذ ..

.......



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-12-17, 04:06 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



. استلقي فوق الرمال البارده ، امدد اطرافي اخلل ذرات الرمال بينها ..

اشعر ان جذوري تعاود الأنغراس ، اشعر بالسعاده كأنني للتو عدت لموطني .

التفت ليميني ،اجدها تستلقي بقربي ، ترفع سبابتها لترسم علئ السماء نجوم وابتسامه .

تبدوا مستمتعه جدا ،تبتسم تاره ،تعقد حاجبيها ،وتزم شفتيها تاره اخرئ ..

يشاكسها البرد ،يلون انفها ووجناتها باللون الوردي ...

تترنم ، لالا لالا لاا

كيف لك ان تكونين انثئ وطفله في نفس الوقت ..وكيف لي احب فيك كل شيء ..

اغانيك الساذجه ، قصصك الغريبه ، ومغامراتك الخطيره ..

كيف لي ان لا اجد نفسي امامك الا ظل ، ماخلقت الا لأتبعك ..

كيف لي ان لا اجد شيء يهمني اكثر منك ، ان تكونين همي ومشكلتي ومعظلتي الكبرئ ..

لأجلك ترجح الكفه دائما ، تفوزين بكل المشاعر بداخلي ،

كل شيء في قلبي وفكري يبدأ منك وينتهي اليك ...

...

تزعجها خصله شعرها الناعمه ، تهز رأسها تحاول ان تبعدها عن عينيها ..

امد يدي ،ابعدها ببطئ ، امررها خلف اذنها ..

اقترب منها ،بسكون غريب ،بتوتر مرعب لا اظن انه يضهر ..

اريد ان اسرق لحظه لي ،قبله اقسم انها بريئه لن تجرح خدها حتئ ..

لن تشعر بها ابدا ، قبله ستمنحني الدفئ لسنوات شتاء قادمه ..

اقترب ببطء ، كدت ان اصل ، لحظه اهديها للمراهق بداخلي ..

فجاءه !

تقبض علئ ذراعي يد ضخمه قاسيه تمنعني من التقدم ..

تطير هي من امامي ويختفي صوت تمتمتها الناعم ..

ابحث حولي ،لا اجدها !

التفت للخلف ، صقر ؟

بوجه حاقد ،يضغط علئ ذراعي ..

يعصرها بين كفه ، اختنق و يضيع نفسي ،

....

اقفز جالس بشهقه من كاد ان يغرق ..

التفت من حولي ، اجد امي تمسح علئ رأسي ..

تذكر الله علي ، التفت ليساري ابحث عن صقر وقبضته ،لا اجد احد ..

التفت لليمين ، علي اجدها ، لكن لا شيء ..

سوا لمسات امي وصوتها : بسم الله عليك ، بسم الله عليك ..

تعبان يمه ؟ فيك شيء ؟

اتنهد ،لم احلم بحلم جميل منذ زمن ، وحين ظننت انه جاء ، جلب صقر معه ..

حتئ في الحلم يمنعني عنها ، سيطاردني صقر ماحييت

اعاود الاستلقاء ،اشعر انني منهك ،استنزف هذا الحلم مشاعري حد التعب ...

امي تجلس علئ الأرض اسمعها تردد علي بعض الآيات ،تمسح رأسي ..

اشعر بعبرتها تلتصق بين الكلمه والاخرئ ، اعلم انها حزينه هي الاخرئ ..

يتملكني شعور الذنب والتقصير نحوها ، برغم انني أحاول منذ ان قدمت ان اظهر للجميع

وجه ليس بوجهي ، لون لايشبه لوني ، ابتسم بأبتسامات اشتقها من روحي ..

ينقطع الترتيل ويعود لي صوتها : الليله العشاء يافلاح ، من اليوم وانا اصحي فيك ..

أتذكر عبئ الليله فأتنهد : زين ، الساعه كم .؟

تجيبني وهي تعاتب : الوقت خلاص قرب علئ صلاه المغرب ،مايمديك تلبس وتتجهز الا و جايين الضيوف ..

اعرف طبع امي جيدا ، لاتغادرني الا بعد ان اقف واتحرك من امامها ،

فاتتني صلاتين ، ضريبه النوم المفاجئ العميق ..

المح البنادول والماء بجانب السرير ، أتذكر بكائي امام سمر ..

اشعر بالاحراج ، اكره حينما اضعف و تخونني مشاعري بعض الأحيان ..

............

كالعاده تتأخر علي .. وانا من اتصلت واخبرتها مرارا ان تسرع ..

لا قهوه هنا اتسلئ بأحتسائها ،ف انشغل بأحجار مسباحي ، اعد احجاره واعيد عدها مره اخرئ ..

اشعر بالملل ،ارفع رأسي لاتثاوب ،يقتلني النعاس والتعب ..

ويقع نظري علئ القادمه التي تخطو برقه ،وتقتلني هي بدل من النعاس ..

بفستانها الأحمر الضيق ، يبرز جسدها بفتنه ، مثيره وناعمه في نفس الوقت

شعرها يتأرجح يتناغم مع خطواتها جيدا ،

يزين جيدها عقد ماسي ،كان هديتي لها يوم عقد قراننا ..

اشم عطرها ، فينبت في صدري بستان ..

تقترب فتنتعش حواسي وتتأهب لأستقبالها ...تبدو ، تبدو ، لا اعرف ..

جل ما اعرفه انني مفتون بها الان اكثر من أي وقت مضئ ،بل ربما الاصح مسحور بها ..

تهمس وهي ترتدي عبائتها :اسفه "سقر" تأخرت ..



يطمس السواد اللون الأحمر ، يختفي قوامها خلف العباءه الفضفاضه ..

اشعر بان حلقي جف أي كلمه ستخرج ستجرحه ، ابلله بريقي علي اجد ما أقول ..

اريدها ان تعيد تكرار اسمي ، شعرت بأنه لم يكن اسم لي ..

كيف لأسمي ان يكون رقيق هكذا ، فاتن هكذا ..

ايمكنني ان اقبلها علئ وجنتيها قبلات عاديه ؟

سلام طبيعي وعادي ، يتبادله حتئ الاخوه ..

لكن مالمناسبه ؟! طوال هذا اليوم كنت معها ..

حتئ لو انني غبت عنها فتره طويله ، لسنا بهذا القرب لنتبادل القبلات كتحيه ..

لتذهب هذه الأفكار الطفوليه للجحيم .. لست بغريب اطوار لأفعل ذلك ..

لأتصرف كطبيعتي ..

اجيب أخيرا :هلا ملاذ ..اءء ..لاعادي ،كان اخذتي راحتك ، ابدا ماتأخرتي ..

استدرك حديثي : ا ايه يالله ، مشينا تأخرنا ..

تتقدمني ، يطرق حذائها الأرض بخفه ، فيتردد صداه في قلبي ..:يالله ...

اووووه مابال هذا الغرابه التي اشعر بها ..





......





منذ ان عدنا من رحله التسوق السريعه ، وانا في غرفتي ..

أحاول ان اختار فستان واحد فقط من بين ثلاثه فساتين فاتنه ..

ابيض ، ازرق ، احمر ..

اقفز مابينها بتردد ، فيقع اختياري في النهايه علئ الأحمر ..

لم ارتدي الأحمر قبل الان ، وكم اردت دوما ان اجربه ...

لطالما أحببت الفساتين بكل الوانها وقصاتها ، لكن لم تكن هنالك كثير من فرص لي لأرتدائها ..

كثيرا ماكان جدي يأخذني معه للبر في أوقات المناسبات ،، فأخذل فساتيني .

واحد تلي الاخر ، وانام في الليل اندب موته في خزانتي ..

حتئ عند عمي مررت بمرحله قاسيه ، قاطعت فيها حفلاتهم ومناسباتهم ..

فقط لأعانده ، واكسر سياج أوامره الذي يريدني ان احبس بداخله ..

الليله ، انا سعيده ، لسبب ما لا اعرفه ..

كما لو ان رحله التسوق السريعه انعشتني ،

اشعر بالكثير من الثقه ،وكم هائل من الراحه ..

لن اهتم بمن اجد هناك ، لن اهتم بالتعليقات ،بالضحكات ..

سأكون جميله ، ملفته للنظر ..سأكون حاضره كما لم اكن من قبل ..

لن اجلس علئ الطرف كما اعتدت ان افعل ، هذه المره سأكون في صدر المجلس ..

لأتحلئ هذا اليوم بالشجاعه ، لأجل فستاني الأحمر الجميل ..

..

ولأن الأحمر لون ساطع بطبيعته ، أحاول ان ابسط كل شيء ماعداه ..

ارتديت عقدا الماسيا اهداه لي صقر قبل مايقارب العام

،و للتو اتذكره و استشعر جماله ..



كريم أساس ، احمر شفاه ،كحل بسيط وماسكارا ،،

احب مكياجي ، احب شعري ، احب فستاني .

اليوم انا احب نفسي ، كأن الأكتئاب اعطاني فرصه ساندريلا..

لكن بلا وقت محدد ،، اطلق سراحي وسلمني زمام الأمور ..

اهم بأرتداء عبائتي ، أتذكر الجالس في الأسفل ينتظر ..

اتراجع بشغب الانثئ عن ارتدائها ..لأجعله يأخذ لمحه ..

سأحاول هذا الليله ان انفلت من قوانيني ان اخرج عن حواجزي ..

اضعها علئ ذراعي ، اتعطر ، ثم امسك بحقيبتي وانزل الدرج ببطء..



...

أتقدم منه ،وانا اتمايل بخفه ،امارس انوثتي بتلقائيه ..

اراقب ملامحه جيدا ، كما لو انني سأحضئ بنشوه منها ..

وكنت محقه ، قطع تثاوبه القصير لتتغير نظرته ..

اعرف نظره الاعجاب في وجهه ، التقط موجاتها جيدا ..

يقف ،فأنزل عيني وارمش بخفه ، اجد نفسي ماهره جدا في اغوائه ..

اغوائه؟ حسنا كلمه غير ملائمه ، انا لا اسعئ لذلك تحديدا ..

انا فقط احب نظرات الاعجاب من عينه ، احبها جدا ..

ككل النساء ، ننتظر دائما هذه النظرات المعجبه ..

ارتدي عبائتي واتعمد ان لا التفت له : اسفه "سقر" تأخرت .. يالله نمشي ..؟!

تعمدت ان انطق اسمه هكذا ، برقه ، كما لم اناديه من قبل ..

سأظلم حرف الصاد هذه الليله لأجلك ياصقر ، او من اجلي ، لايهم ..

يرد بكلام متردد متعذر لا يشبهه ،

"لا عادي ؟! كان اخذتي راحتك؟ ابدا ماتأخرتي ؟! "

هه اتعجب !

منذ متئ كان يقول لي هذا ، صحيح انه لايتذمر كثيرا عن تاخيري الدائم ..

لكنه ماكان ليحتفي بي هكذا ..؟!

يعطينا الاذن بالتحرك ، فأتقدمه عن عمد .

اتمايل بعفويه لاتكاد تظهر ،

هذه الليله اقدم له صوره عني جديده ، بعيدا عن البجائم والشعر المرفوع ..

صوره اعلم انها سترسخ جيدا في مخيلته ،

....











اقف بسيارتي امام المدخل المخصص للنساء ..

تترجل وتأمر خادمتها ان تحمل شافي الصغير ،

يودعني بيده الصغيره ، فأبتسم والوح له بدوري ..

تذهب للداخل ولا تلتفت للخلف ، لا تهتم بالاخر الذي يقف ولا يتبعها ..

يلتفت لي ،يناديني ب" بابا " فأنزل له ، يخبرني ان اعيد ترتيب شماغه الصغير ..

افعل ذلك بطريقه روتينيه ،اعتدت دائما ان افعل ذلك له ..

كل ما انتهيت ، أعاد بعثرتها بشغب لطيف ..

انا صبور جدا معه ، سيفعل ذلك ثلاث مرات وفي الرابعه سيصيبه الملل ..

يتعلق بيدي حال ماوقفت ، يقول وهو يزم شفتيه : اروح معك ؟ ..

ابتسم له فبرغم من تواجد الأطفال الذين هم في عمره بالداخل ، لكنه يحب ان يتواجد بجانبي ..

يحب ان يستنسخ افعالي واقوالي .. وانا احب ذلك فيه ..

اتحرك مبتعدا حال ما رأيت ظل يتقدم بأتجاه الباب ،

اشعر بالحرج من وقوفي العشوائي امام مدخل النساء ، احث الصغير علئ المضي خلفي ..

شيء ما اخبرني ان ارفع رأسي ،لمحه لظل كانت كافيه ان تخبرني انها هي ..

ابنه الجار ، الحب الأول ..

اعرفها جيدا ، اناملها النحيله الرقيقه ، وقوامها الطويل ،

عينيها الواسعه المخضبه بالكحل ، شيء قديم مدفون بداخلي بدأ بالنبض ..

مااستطعت التحرك ، كأن اتصال نظراتنا شلني عن الحركه ..

اقسم انها هي لا يوجد احد يعرف عينيها اكثر مني ،

متإكد لا يوجد من يستطيع تمييزها اكثر مني ..

انا من كنت احرس بيتها ،انتظرها قبل ذهابها للمدرسه وحين عودتها ..

كيف لي الان اذا ان لا اعرفها ..

اريد ان القي التحيه ، كجار قديم ، كقريب عزيز لوالدها ،

لكن يمنعني عن ذلك ، المكان والزمان والمحيط ..

اسدلت جفنيها سريعا ،مرت بجانبي مرور الكرام ..

وتجاوزتني بخطوات سريعه للداخل ..

شعرت بالأسف ، اشفقت علئ نفسي، وعلئ وقوفي العشوائي ..

التفت للصغير ،اجده يتأملني بهدوء ..

امسك بيده وامضي ،

منعتني عنك ياملاذ القبيله ..

قبل زمن من الان كنت متواجده ،كنت اعلم انك تنتظرينني ..

اسواره الذهب التي اهديتها لك كانت بمثابه الوعد

..لكنني كنت صغيرا ،جبانا ،ومهتز ..واخلفته ..

ظننت انني ان استقريت سأنساك ، أمنت بذالك حين ماقاله لي والدي ..

ولكنني في كل مره التقيك ، اعلم انني لن اتجاوزك ماحييت ..

يقتلني ضياع الفرصه القديمه من يدي ،

الان انا بالغ ،شجاع ،وثابت ، اتخذ مااشاء من القرارات بدون الرجوع لأحد ..

لكنك للأسف لست هنا ، خطفك القدر علئ غفله مني .



أتقدم لداخل المجلس الواسع ،

امر بالصفوف ،اتبادل معهم السلام والتحيه ..

نسيت عقلي وقلبي هناك ،حيث التقيتها ..

اردد سلام روتيني ، لا افكر في شيء سواها ..

افيق علئ كف تعتصر كفي ..

أحاول التعرف عليه ،رجل طويل ، جميل المظهر ، لكن عينيه تطفح حقدا ..

برغم التحايا التي يمطرني بها ، أحاول التعرف عليه ..

اسأل بأبتسامه مصطنعه : اعذرني ، انت ....

قاطعني :معك صقر بن عمر ..حياك الله يابو محمد ..

تذبل ابتسامتي ، فهمت لما كان وجهه مألوفا ،

كثيرا ماكنت اتسكع معه في طفولتي ،جمعنا هذا الحي

قبل ان ينتقل والدي بجوار بيت صديقه ..

لا ادري ماسبب نظرات الحقد التي يمطرني بها ..

ان كان لا يستلطفني فأنا ابادله نفس المشاعر ..

منذ رأيته هو وابن عمه الاخر يتسكعون بجانبها ، بت امقتهم ..

وكان كرهي له في النهايه مبررا ..

تزوجها هو كما سمعت ،

لا اجد شيء يعبر عن مشاعري تجاهه ، سوا انني لا اريد ان ارئ وجهه مره اخرئ ..

اتجاوزه لأكمل السلام ،و يعود تفكيري تلقائيا لها ..















....





يخنقني المجلس الواسع ، تخنقني النظرات المتفحصه ..

كأنهم حضروا ليتأكدوا ان كان وجهي تغير لوجه مجرم ..

ربما فقط انا الذي اشعر بعدم الراحه ، فأتخيل ذلك ..

لكنني متأكد ان الأكسجين يقل كل مادخل ضيف جديد ..

اتعجب من نفسي ، قبل اربع سنوات من الان كنت اجتماعيا ،

احب المشاركه والمساعده والحديث ..

لكنني اجد ان الثلاث أعوام الماضيه سلبتني هذه النعمه ..

مثلما سلبتني غيرها من النعم ..

اريد الهرب ، السفر ..

ان احقق الشئ الذي اردته قبل ان ادخل السجن ..

الهرب ، والهرب ، والهرب ..

حتئ النهايه كان الهرب هو الشئ الذي اريده ..

لكنني حتئ اللحظه مااستطعت تحقيقه ..

يمنعني عنه الكثير ،

منها دمع امي ،و رجاء ابي

اعلم انهما سعداء بعودتي ، لذلك اجد صعوبه في طرح الموضوع امامهما ..

اتعذر بأكمال الدراسه؟

اسهل حل ،لكن حينها يجب ان اكملها حقا ..

ولا اجد شيء بداخلي يطمح لذلك ..

لا اعرف اشعر بالضياع ..

التفت لصقر ،اجده يتبادل السلام مع ضيف جديد ..

احسد صقر علئ حياته المنظمه ..

وظيفه مرموقه ،زوجه لاتقدر بثمن ،وسجل نظيف

احسده علئ الحظ الذي يملكه ..

منذ ان كنا صغار كان صقر مختلف عني ، صريح ، هادئ ،لايجيد الكذب او التملص ..

اما انا فكنت العكس تماما ، كنت اظن اننا حال مانكبر سأكون انا الناجح ..

ظننت انني انا "الفلته ..لااحد يستطيع التغلب علي او استغفالي

لكنني في النهايه ،كنت غبيا جدا ..

وكانت ضريبه غبائي ، ثلاث سنوات من المراره والظلم والقهر ..





..













تقف السياره امام البوابه ..

يلتفت لي : مااقدر أتقدم اكثر، فيه سياره قدامي ..عادي تنزلين هنا؟

انظر للسياره المتوقفه امامنا ، المح ملامح الطفل والرجل الواقف بجانبه ..

اعرفه ، اشعر بالتوتر ، ..

لم أتوقع يوما ما انني سأجده هنا ..

لكن كيف لا ووالده علئ معرفه قويه بأبي وجدي ..

اعتادوا علئ تبادل الزيارات في الماضي ..

اتأمله ، كبر بطلي القديم كثيرا ..

برغم ان اخر مره التقيت به كان قبل مايقارب العام والنصف ..

لكنه تغير جدا ..

محمد الصغير يقف بهدوء بينما يصلح درع له شماغه ..

ابتسم مرغمه ، أتذكر المراهقه التي كانت تسكن بجواره ..

تراقبه من الشبابيك ، تدعي عدم رؤيته ، تكابر علئ دقات قلبها الصغير ..

كبرت جدا ، ماعدت احمل له أي مشاعر سوا ، شكر قديم كل يوم يتجدد ..

ودعاء له مازلت أردده بعد كل صلاه ..

تلف يدي يد بارده ، التفت ليساري فاصطدم بحاجبه المرفوع ونظراته الحاقده ..

كيف نسيت وجود صقر بجانبي ، غاب عن بالي وجوده ..

يبعد نظراته عني وينظر للأمام حيث يقف بطلي وطفله : هذا درع صح ؟

ابتلع ريقي ، اشعر بالتوتر لسبب ما : أي .. اقصد أتوقع ..

يعاود النظر لي : جاركم زمان ؟! صح؟!

استشعرت شيء بداخل سؤاله ، كانه سؤال مغلف بسؤال اخر ..

اجيبه وانا افتح الباب وادعي عدم الأهتمام : أي ، تذكره اكيد انت بعد ..

يعاود امساك يدي بعد ان سحبتها منه،

يمسح وجهه بيده الأخرئ : انتظري اذا طلع سيارته ادخلك ..

ارد بسرعه :لا عادي انزل هنا ..

أتقدم للمدخل وانا اشعر بالرهبه ، أخاف ان يعرفني ، أخاف ان يلقي التحيه ..

لن يتفهم صقر ابدا حينها ، لست بغبيه فأنا استشعرت شيء في صوته ..

لكنني سأخاطر ، سأثبت انني استطيع تجاوزه كما اتجاوز غيره ..

لكن عيني خانتي وسرقة نظره ، نظره واحده فقط استقرت في جوف عينيه ..

كم كنت مفتونه بعينيه المسروقه من العسل قديما كم من قصيده ركيكه ، غير موزونه

نظمتها وخبئتها في مكتب ابي ..



وقف لم يتحرك ، عينيه تلتصق بعيني وانا اتجاوزه ..

كانت نظرته واضحه اخبرتني انه انا البطل القديم ،هل تعرفتي علي؟!

اسدلت جفني وانا اتجاوزه بخطئ سريعه ..

افكر بالرجل الذي تركته خلفي ، ادعوا الله انه لم يلمح شيء ..

فبرغم بساطه وسرعه الموقف لكنني ماعدت احتمل اسأله ومواقف اكثر لتحول بيننا ..

اشعر بالخجل من ماضي القديم ، من المراهقه التي كنت عليها ..

كنت مفتونه بشجاعته ، بمواقفه تجاهي ..

كبرت ومازلت شاكره لكن ،

هناك رجل تفوق عليه ، واعترف انه تفوق عليه بجداره ..

ادخل للداخل ، تلتقط الخادمه عبائتي وتشير لي علئ المجلس الواسع ،

اقف لدقائق أحاول التقاط انفاسي ، اصلح شكلي امام المرآه الكبيره ..

حسنا سأقلق على ذلك لاحقا ، الان انا علئ موعد مع نفسي ..



.......



تقدم الجميع لصاله العشاء ،

وعدت انا لمقعدي ، اشعر بنار تشتعل بداخلي ..

منذ ان ترجلت من السياره لتكسر كلامي ،بدون حتئ ان تلتفت لي ، وانا اشعر بالغضب يأكلني ..

اعرف درع ، عرفتني أوراق ملاذ عليه جيدا..

نسيت موضوعه كليا ، وهاهو الان يعود للساحه ويعيد موضوعه القديم معه ..

كدت ان اقتله حين القئ علي التحيه ، اردت حقا ان اقتله ..

غاضب جدا عليها ، ولا اعرف أي طريقه يجب انا اعاقبها بها ..

فهي لن تهتم ،حتئ وان اخبرتها بمدئ غضبي ..

..

اريد ان اعيدها للبيت ،لكن تفرض علينا العادات ان نبقئ هنا حتئ نهايه العشاء ..

امسك بهاتفي واتصل بها ،احتاج ان اراها ،ان اخرج غضبي علييها ..

يرن ويرن وينقطع ،لا اجابه تذكر ...

ثانيه ويعاود هاتفي الرنين ..

ارد بسرعه ،يصلني صوتها الناعم :هلا ،بغيت شيء؟

اجيبها بأول شيء خطر علي :أي ابي اشوفك ..

يصلني صوتها المتفاجئ :الحين ؟

اقطع الحديث :أي ،تعالي للغرفه ،اللي قدام غرفه جدتي ..بسرعه ..

اسرع خارجا ،اريد ان التقيها بفارغ الصبر ..

لم اعد احتمل الأسأله المعلقه ،اريد اجوبه عليها ..لتمضي وتختفي ..

..

ادخل من الباب الخلفي بسرعه ، واتوجه للغرفه المقصوده ..

يستقبلني الظلام ، امد يدي اتلمس الجدار بحثا عن مفتاح الضوء ..

اجده ،لكن تمنعني اليد الناعمه عن اشعاله ..

يصلني صوتها :لا ،حلو الجو كذا ، دقايق وتعتاد عليه ..

اترك يدها واتجه للنافذه ، ازيح الستاره الثقيله ،فتتسلل ألأضواء الخارجيه للداخل ..

تقترب هي وتقف بجانبي ، لا اعرف كيف ابدأ الحديث ..

لذلك اسألها : كيف الوضع هنا ؟

تجيب :حلو ..

ارفع رأسي لها ، ينعكس النور علئ وجهها ..

يلمع العقد كأنه يريدني ان احسده وهو قريب من مفاتنها ..

اعاود النظر لوجهها ، عينيها تبدوا مترقبه ،حاجبيها الرقيقين معقودان ..

احب تفاصيل وجهها ، واحب تعابيره

أتذكر درع ، فيعود الغضب مره اخرئ ..

اقترب منها فتعود تلقائيا للخلف ، اقترب اكثر ،لكن هذا المره تقف ..

اقترب اكثر حتئ التصقت بها ..

أحاول اختراق عينيها ، تستطيع ان تكذب بكل شيء الا عينيها ..

هي نافذتي لروحها ..لذلك سأحاول ان اسرق الحقيقه منها ..

حتئ وان كانت مؤلمه لي : ليش نزلتي وانا قلت لا تنزلين ؟ لهدرجه كلمتي تافهه عندك ..

تصمت ، لايصلني أي جواب .

اعاود الحديث : لهدرجه كنتي متعجله ؟! وش الشئ اللي كنتي متعجله عليه؟! ..

ردي ؟ لاتصمتين كذا !

تصمت لاتجيب ، امسك بكتفها ، اناديها :ملاذ ، لاتستفزيني كذا ..

تجيب وهي تبعد يدي : ايش تبيني أقول ؟ آسفه؟ استعجلت ؟ ماانتبهت ؟

...: ابيك تقولين لي اللي في بالك ، اللي في عقلك .. اكره صمتك ..

تجيب : انا ماعندي شيء أقوله ، نزلت ماابيك تتأخر اكثر بس ..

اصل للسؤال الحاسم : ودرع الواقف ؟ والنظرات المتبادله ؟ كنت اعمئ مثلا ؟ غبي مثلا؟

تصمت مره اخرئ ..

اهز كتفها : ملاذ قلت لك لاتستفزيني ..جاوبي

...: وش تبي تقول ياصقر ؟ اختصرها؟

... : جاوبي بس ليش هالنظرات ..

..:عادي تجاوزته للداخل مثل مااتجاوز غيره ، لا ناظرته ولا شيء .

ليه هالأسئله الحين ؟

لا اعرف كيف يمكنني صياغه ذلك ، اجد انني في النهايه يجب علي ان اخبرها :

انا قريت أوراق كانت لك في مكتب ابوك .، أوراق عن درع تحديدا ..ومكتوب.....

تضع كفها علئ فمي ،تمنعني ان اكمل حديثي : من سمح لك ياصقر !

أحاول الحديث لكن يدها تعاود خنق حديثي، تلمع عينيها :اشش ،

اسمع ياصقر اذا تبي الكلام الحقيقي ،كل اللي في الأوراق كان كلام مراهقه ..

ادري ان اسألتك كلها هي عشان هالموضوع ، وعشان اريحك

هو كان له معروف كبير علي ،توهمت اني ..اني يعني احمل له مشاعر ...

لكن كل هذا كان لأني بس شاكره جدا له ..

انزع كفها عن فمي :بعد ! فيه مواقف ؟ وانا وين كنت ؟! فلاح اقل شيء ..

تلجئين للغريب بعد ، عشان يوقف معك !

تتنهد ،وتعاود الحديث : افهمني ياصقر ، كان موقف واحد ، انقذني منه ، هو شيء مااحب أتكلم فيه ..

اشعر بالضغط يشتد علئ رقبتي ، يزداد معه الصداع ، والغضب ..

.... :ملاذ اخلصي؟! ، قولي لي ايش الموقف ، ابي افهم وين مكاني في حياتك ...

انا ايش ؟ موقعي ؟ وظيفتي ؟ وجودي ؟ لمتئ وانا انتظرك ؟ تبين الصدق عاد ، انا بديت ازهد فيك

بديت احس اني قاعد اضيع عمري معك ..

تقترب مني ،تحيط وجهي بكفيها البارده ، اتنهد ، اتراها تعرف ان لقربها مفعول مهدئ علي

كأن الغضب نحوها بدأ بالتسرب للخارج ،ولكن مازال الفضول متواجد بقوه

:صقر مااقدر اقولك والله ، ادري بيوجعك قبل يوجعني ،

هو شيء من زمان ، شيء راح وانتهئ ،

احيط وجهها بدوري :واذا قلت لك ان معرفتي لهالموقف هي السبيل الوحيد عشان اتجاوز موضوع درع ..

ياترئ بتقولين لي ؟!

تجلس علئ الأرض تضم قدميها لصدرها ، يصلني صوت شهقاتها الناعمه ..

أخاف من ماتخبئه ، أخاف ان تصدمني ، أخاف ان يكون سرها اكبر من ما أتوقع ان يكون ..

وان علاقتها به هي اعمق من مااتخيل ،ماسبب البكاء المفاجئ ؟!

لكن فات الأوان علي التراجع ، لي كل الحق ان اعرف كل مايدور حولها ..

اجلس بجانبها اسند رأسي علئ الحائط ، خائف جدا من ماستخبرني به .

أقول لها شيء لم يخرج من قلبي حقا ، شيء كذبت فيه لأول مره : ملاذ انا اسامح علئ الماضي ، ماعندي أي مشكله معه ، لا تخافين ، بس قولي لي كل شيء ..

كنت اكذب ، علئ الأقل هذه اللحظه ، كنت أقول لها كلام لأطمئنها وانا من احتاج حقا لهذه الطمئنينه..

يصلني صوتها الخافت : زمان ، بعد ماتوفئ ابوي بفتره رحت للبقاله ، كنت لوحدي ، اجمع الأشياء اللي قالت لي امي عنها ، مااذكر الا يد سكرت فمي وجسم يرفعني ويحملني ، كنت خايفه ....



تزداد حده الشهقات فتصمت ، أخاف ، اضمها لصدري ، لاتعلم انني بهذا اطمئن قلبي اكثر ..

كيف لي ان اتمنئ لو تصمت وانا من اثرت الحديث ، أخاف من نهايه القصه ، أخاف ان تكون كما اتوقع ..

تعاود الحديث : كان عامل في البقاله ، معروف في حينا ..حملني بسرعه لبيت مهجور في الحاره ..

صقر والله عجزت ادفعه ، كان ضخم ، وحش ، وانا طفله ، يكتم انفاسي بيده ..

للحين يظهر في كوابيسي ، احلم فيه ليل نهار .. اشم ريحته ، اشوف ظله ، احس بملمس كفه الخشنه ..

لكن توقف كل شيء بسرعه لما حضر درع ، كنت سعيده وانا اشوفه يضربه ، تلذذت وانا اشوفه يهجم عليه

انقذني درع منه قبل ما يسوي لي أي شيء ، عشان كذا انا مدينه لدرع ماحييت ، انا للأبد شاكره له ..

.....

اشعر بها وهي تندس في احضاني ، يديها تحاصرني وتقيدني ..

انا سعيد لأن الأمور انتهت هكذا ، لكنني حزين وغاضب و تتملكني الخيبه ..

اشعر انني امقت نفسي ، اين كنت بينما هي كانت تعاني ؟

جل مافعلته هو حمايتها من عائلتنا ، نسيت ان هنالك الكثير من الأعداء يتربصون بها في الخارج ..

اضمها لي اكثر ،و تطفح دمعه من عيني ...

اشعر بالأسف عليها ، اريد ان اخبئها في قلبي ، ان لاتخرج فيجرحهها هذا العالم ..

يصلني صوتها : صقر موضوع مثل هذا ، سر ، ماابي أتكلم فيه مره ثانيه ..

انا اقسمت اني مااتكلم به ، لكن عشانك بس تراجعت عن القسم واخلفته ..

انا متعبه ، وماعندي في النهايه غيرك ..

شئت يا صقر ام ابيت ، انت عائلتي ..



يثلج صدري حديثها ، تبرد النار ، وتخمد الأدخنه ، منذ زمن طويل وانا احلم بحوار صادق

تخبرني فيه عن مشاعرها ، علئ الأقل لأعرف موقعي ، فألتزمه ..

تعبت وانا اتنقل حولها ،بلا أي مكانه لأستقر فيها والزمها ..

انا سعيد ، علئ عكس غضبي قبل دقائق ، انا الان سعيد ..

لانه في النهايه ، اخبرتني .......

انني " عائلتها ...






لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:06 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.