آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          همسات حروف من ينبوع القلب الرقراق..(سجال أدبي)... (الكاتـب : فاطمة الزهراء أوقيتي - )           »          كُنّ ملاذي...! (92) للكاتبة: ميشيل ريد *كــــاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          زهرة .. في غابة الأرواح (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية كنتِ أنتِ.. وأنتِ لما تكوني أنتِ ما هو عادي *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          بين ذراعيك مملكتي - ج1 سلسلة رؤساء عاشقون - قلوب زائرة - للرائعة * salmanlina*كاملة * (الكاتـب : salmanlina - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-08-17, 08:00 PM   #661

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابع :

ما إن أوقف سائقه سيارة المرسيدس السوداء أمام البوابة الداخلية لڤيلا عائلته التي تعاقب عليها أفراد أسرته جيلا بعد جيل حتى أحس بدقات قلبه ترتفع وترتفع ليشعر بصداها يكاد يصم أذانه..
هل يسمعها أحد غيره،سائقه..مدير أعماله ربما،شقيقه المنشغل ظاهريا بابنته الصغيرة..البريئة،تلك الأخيرة نفسها،أم هو فقط من يفعل؟؟

زفر بضيق وهو يشعر بالإختناق فجأة،مما جعله يمد كلا يديه يتلمس بهما جانب الباب يبحث عن شيئ ما بتخبط ونفاذ صبر واضحين..
سائقه الذي كان يتابعه في غفلة منه سرعان ما قفز للخارج ليفتح له الباب بالفعل،وعلى عكس ما قد يتوقعه الجميع لم يشعر بالإمتنان نحوه،بل تصرفه ذاك زاد من إحساسه بالمرارة والخذلان..

لقد أصبح عاجزا(طارق فياض) صاحب إمبراطورية السياحة بالبلد وخارجها صار عاجزا،والعجز يذل أقوى الرجال..

زمجر بصوت مرتفع غاضب ليترجل من السيارة بسرعة كاد معها أن يسقط على وجهه المتعجرف،لكن سائقه ومجددا أنقذه،ومجددا أيضا لم يبادل تصرفه ذاك بالإمتنان الذي يتطلبه الموقف..
نفض يده من على ذراعه التي تَمَسَّكَ بها ليمنعه من الوقوع أرضا،ليتحرك خطوة للأمام..مجرد خطوة وكانت كفيلة بجعل جفنيه المتعبين يطبقان باستسلام كئيب..ترك إحساسه بالمكان يقوده،يسافر به إلى كل جزء وركن في الحديقة الخلابة التي كانت فيما مضى من أجمل الحدائق في المدينة بأسرها،وكيف لا وهي نفسها من كانت تعتني بها؟

لعبق الليل المظلم كظلام عينيها وشعرها،لتلك اللحظات عندما كانت لاتزال له وكان سعيدا..سعيدا جدا كما لم يكن يوما..

لقد عاد أخيرا..
عاد لوطنه بعد غياب سنوات وسنوات،عاد بعد أن حصل على حريته،لكن للأسف ثمن تلك الحرية كان غاليا وغاليا جدا أيضا..
تحرك خطوة أخرى ليسمع صوت الباب يفتح ويغلق،لبد وأنه مدير أعماله في تلك المرة،شقيقه أو حتى......
أجل إنها إنها هي..صغيرته الحبيبة التي وقفت بجواره تدس كفها بكفه لتهمس له متساءلة برقة :
"هل هذا هو منزلنا الجديد؟؟''

أجابها بصوت بدا بعيدا ككل ما فيه :
"أجل يا حبيبتي هذا هو منزلنا ووطنا،هنا سنعيش من الأن وصاعدا.''

سألته مجددا بشيئ من التردد :
''وأين جدتي،قلت بأنها ستسبقنا إلى المنزل؟؟."

لم يجبها لسماعه عدة أصوات تبعتها حركات سريعة متلهفة..
ليشعر بأحدهم يقف قبالته،ولم يكن يحتاج ليعرف هويته،ارتسمت ابتسامة حزينة على شفاهه القاسية بالعادة ليتساءل باهتمام صادق :
''دادة(راوية)،كيف حالك؟''

لم يتفاجأ من اندفاعها القوي باتجاه أحضانه تضمه باشتياق صادق،تلك المرأة أفنت حياتها تخدم أسرته،وعندما ولد سواء هو أو شقيقه،تكفلت بهما،منحتهما كل ما بخلت به عليهما والدتهما،سيدة المجتمع الراقي..

وهاهي وحتى بعد أن ضاق به المكان وقرر أن يغادره لغير رجعة ناسيا إياها مع كل شي أخر تلهف قلبه لنسيانه،بل لم يكلف نفسه حتى عناء رفع سماعة الهاتف لمرة واحدة..مرة واحدة فقط ليسأل عنها،ومع ذلك وعندما عاد وجدها لاتزال تسكن المنزل القديم،بل وتستقبله بكل الحب والوفاء القديمين مُظهرة له،بأن النساء معادن ومعدنها هي طيب وأصيل...

"حمدا لله على سلامتك بني،حمدا لله على سلامتك.''

ربت على كتفها برفق ليبعدها عنه وهو يحاول أن لا يجرحها..
هي عزيزة لكن قلبه مجروح..مجروح وما عاد يطيق حتى نفسه فما بالك بمن تذكره بسبب كل الجروح.

سألها بجفاف وهو يخطو صوب المجهول،لا يرى أمامه شيئ،لكن فخره الرجولي يأبى طلب المساعدة من أحد :
"هل أمي في المنزل؟''

اندفعت رائحة عطرها الثمين،لتصدم أنفه،ثم تبعها همسها الحزين :
''أنا هنا بني..أنا هنا..''

تأبطت ذراعه لتقوده باتجاه الدرج المؤدي للبوابة الداخلية بصمت،
تغيرت كثيرا منذ حادثته،دون ذكر انهيارها بعد أن أعلمهما الطبيب بإصابته،بدوره كان مصدوما يومها لكنه تقبل مصيره،في حين تفوهت هي بالكثير..الكثير،لتنزوي للصمت والحزن،لم تعد تلك الفراشة المتألقة التي عرفها مجتمعهم المخملي على مدى سنوات الأن،ولا حتى تلك القاسية..المتعجرفة التي لا يهمها شيئ..

حتى تعاملها مع (ورد) تغير قليلا،لا تزال لا تتقبلها كما يجدر بأي جدة فخورة أن تفعل مع حفيدتها،الا أنها على الأقل لا تعاملها كالمصابة بمرض معدٍ...

ما إن أصبحا بالفعل بين جدران المنزل حتى هاجمته الرائحة مجددا..رائحة الأخرى التي تسكنه..خليط من كل شيئ،لم تخبره يوما بالسر فكيف سيعرفه؟

وللحظة..للحظة قصيرة جدا شعر بها تنزل الدرج راكضة لتحتويه بين ذراعيها،كما كانت تفعل دائما،لم تهتم يوما بالأصول ولا بما يجب ولا يجب،كانت تتصرف بعفوية،بجرأة وحب صادق،وذاك ما زاد من جنون والدته..ابنة الحسب والنسب،التي عاشت طوال حياتها وفق جدول معين لم تحد عنه أبدا.........

تعلقت أنظاره باتجاه الدرج ينتظر أن يراها تطير نحوه،يلحقها شعرها الأسود الطويل،وأطراف فستانها تتراقص من حولها لتبدو كتلك الزهرة التي يعشق عبيرها ولا يعرف اسمها،لكنه لم يرها بل هو حتى لا يرى الدرج فقط يتذكر ويتخيل،ليزم شفتيه أخيرا بامتعاض..

فالذكرى لن تحيا والرؤية أيضا كما يبدو لن تعود....

عادت الصغيرة تضغط على كفه تشد انتباهه لها لتقول بنبرة منخفصة..خجول :
''المنزل كبير وجميل جدا أبي.''

وعندما كانت تشاركه سقفه كان أجمل،لكن كيف سيقولها وكل الذنب كان ذنبه وذنب تلك المرأة التي لا يجرأ على الإنفجار بها كما كان يحب ويتمنى..
أخذ نفسا عميقا..طويلا يتمسك بالرائحة لأطول مدة ممكنة وكان على وشك إجابتها لكن شقيقه سبقه قائلا بنبرة ذات ألف معنى ومعنى :

"ليتك رأيته قبلا يا(ورد)كان أجمل بكثير،والحديقة في الخارج كنت ستعشقينها،كانت ملئى بكل أنواع الورود والأزهار،وكان لدينا جنية رائعة ترعاها وتزرعها و.........''

هتف باسمه يقاطعه بقسوة وقد تحجرت عيناه المختبئتين خلف نظارته السوداء كسواد عالمه،لكن حقا مالذي يفعله،هل جن فجأة؟؟
"(حازم)،ابنتي ليست بحاجة لسماع هرائك ذاك،لذا توقف حالا.''

أجابه بلامبالاة كأنه لم يصرخ به بصوته الرعديدي الذي يخيف به أعتى الرجال :
''حقا وهل ما أقوله هراء...........؟؟''

ضحك بنعومة قبل أن
يتابع بمرح،كأنه يتعمد إغاظته،متوجها بكلامه في تلك المرة لصغيرته البريئة التي لا تعرف شيئا عن ماضيه والجنية :
''أخبريني يا حلوة ألم تكوني لتحبي رؤية الجنية الخبيرة بالورود؟.''

هتفت (ورد) بحماس طفولي :
''بلى يا عمي،كثيرا جدا،لكن أين هي؟؟''

في تلك المرة تدخلت والدتهم بصوتها المرتجف ذو النبرة المختلفة..الحزينة :
"كفاك يا(حازم)،لا تملأ رأس الصغيرة بالترهات رجاءا،شقيقك محق.''

هاجمها بقسوة فاجأته :
"وهل هي ترهات أمي،اعتقدتك وحدك من تجدينها؟...........''

سكت لجزء من الثانية فقط ليوجه كلامه وكامل اهتمامه للصغيرة،التي لطالما كانت مولعة به،
تابع يقول أخيرا بصوت مرتفع كي يسمعه الجميع :
"عموما تعالي يا (ورد) لأريك غرفتك،وسنتحدث هناك عن الجنية،حيث لن يقاطعنا أحد.''

تركت كفه ليحس بخطواتها تتحرك باتجاه شقيقه،ليغادرا وهما يتهامسان بصوت منخفض،
(حازم)كان معارضا لمغادرته البلد قبل سنوات بل ورفض حتى حضور زفافه،طالبه كثيرا بالتريث والتفكير،لكن عجرفته وغروره جعلاه يركض خلف الأوهام،وها هو يعود أخيرا مكسورا..محطما وعاجزا،
شقيقه يعرف كل شيئ فلماذا يصر على تذكيره بما يود نسيانه بلهفة،ما هو هدفه يا ترى؟؟

استيقظ من أفكاره على صوت والدته تهمس بجانبه بصوت منخفض..تخنقه العبارات :
"(طارق) أنا..أنا....."

قاطعها بنفاذ صبر وهو يتحرك بالفعل باتجاه الدرج :
"لبأس أمي لبأس،فقط قوديني لجناحي هل جهزته؟''.

سألته بتردد وهي تقوده بالفعل كما طلب،منذ الحادثة وهي تحاول ارضاءه بشتى الطرق،وللأسف ذاك كان متؤخرا جدا :
"هل أنت واثق بني،الجناح القديم نفسه،لا غيره؟؟''

"تمتم باختصار :
"أجل أرجوك."

تدخلت الدادة التي كانت لا تزال واقفة تحدق فيه بعينين دامعتين :
"هل أجهز العشاء بني،لبد وأنك جائع بعد رحلتك ال......''

قاطعها رافضا :
"لا يا دادة لقد أكلت في الطائرة،اهتمي فقط (بورد) رجاءا."

وتلك كانت كذبة،لكن شهيته للأكل صارت معدومة ككل شيئ أخر..
ما إن أصبح في جناحه بالفعل حتى تحرر من ذراع والدته ليطالبها بجفاف لم يقصده :
"اذهبي أمي دعيني بمفردي."

سألته برجاء :
"هل أرسل لك أحدا أو أساعدك بشيئ؟.''

رفض بأدب وعينيه المظلمتين تلمعان بوحشية كانت لتجمدها رعبا :
"لا..شكرا لك."

وقفت للحظات لا تريد تركه وفي نفس الوقت لا تملك الشجاعة لتصر على البقاء معه،
راقبته بصمت وحزن لتقرر أخيرا التحرك باتجاه الباب الذي كانت قد تركته مفتوحا،استدارت تلقي عليه نظرة أخيرة،لتكتم شهقة حارة كانت لتفضح بها دواخلها البائسة،
كان يقف وظهره لها،بدا قويا ولا يقهر ظاهريا لكنها واثقة من أن ذلك كله كذب،إنه بائس وحزين،يتذكرها..ويشتاق لها لذا أصر على أن يبقى في نفس الجناح الذي سكنته معه قبل أن تعمل شخصيا على رحيلها بدون رجعة..

اعتقدته سينساها،سيبدأ حياته،ويحب من جديد..لكن لا شيئ من ذلك حصل،لقد تزوج وأنجب،حتى أنه غادر البلد لسنوات وسنوات لكن ورغم كل ذلك وبمجرد أن خطى أولى خطواته للمنزل تذكرها..

لقد سرقت منه سعادته،دمرته عمليا،أي نعم اعترفت له بجزء من الحقيقة،عله ينتعش ويستعيد نوعا ما حبه للحياة،الا أنه فاجأها بهدوءه القاتل،بل وأخبرها ببرود بأن الأوان قد فات،أرادت أن تعترف له بكل شيئ،لكنها خافت..خافت أن يكرهها ويكره الحياة أكثر وهكذا اكتفت بمراقبته بصمت وبين الحين والأخر كانت تتوسله العودة وها قد عاد أخيرا بالفعل،لكنها ما عادت تظن بأن شيئا ما قد يتغير..
فقط استبدل جناحا بأخر،
منزلا بأخر،
وبلدا بأخر......لكن ما بداخل القلب،لا يزال هناك وسيظل.

في أحد الغرف القريبة من الجناح توقفت (ورد) تراقب غرفتها بعينين مذهولتين بكل ما تراه،
تعابيرها كانت أكثر من معبرة مما جعله يتساءل بحنان :
''أعجبتك الغرفة يا حبيبتي؟"

هتفت بحماس وهي تتنقل في المكان كالنحلة تحط كل حين وحين على زهرة معينة،لقد اهتم بنفسه بديكورها ليجعل منها تلك الغرفة الخلابة التي بدت مذهولة بها :
''كثيرا جدا يا عمي،أنت جهزتها لي أليس كذلك؟''

سألها برقة :
"ولما ليست جدتك،هذا منزلها في النهاية؟''

أجابته بحزن وهي تجلس على طرف سريرها الزهري ككل شيئ في غرفتها :
"لأنها لا تحبني بعكسك."

وذلك فشل أخر،تعاتب عليه غيرها لكن لبأس،هي تتلقى عقابها،فالله يمهل ولا يهمل،دافع عنها رغم كل شيئ وهو يتحرك ليداعب شعرها القصير :
''تحبك يا حبيبتي،تحبك لكنها فقط لا تعرف التعبير عن ذلك.''

هزت له رأسها بعدم اقتناع واضح،لتقرر تغيير الموضوع فجأة حين تساءلت بفضول :
''ألن تخبرني بقصة الجنية؟''

ابتسم لها بمودة ليجيبها بحب :
''سأفعل حبيبتي بالتأكيد سأفعل،لكن ليس الليلة أنت متعبة،ثم ألا تريدين استكشاف المكان،لقد تركت لك أشياء جميلة في الخزانة هناك؟.''

وقفت بسرعة لتركض باتجاه الخزانة لكنها سرعان ما توقفت في منتصف الطريق لتسأله باهتمام يفوق سنوات عمرها الست :
"أخبرني فقط بمكان الجنية عمي،لماذا رحلت،وهل ستعود يوما لتزرع الورود في حديقتنا من جديد؟''

أجابها بهدوء وعيناه تتذكران تلك الرقة والعذوبة التي كان وحده من أدخلها لعالم شقيقه،وبدل أن يسعدها كما كانت تفعل هي،غيَّرها..غيرها تماما..لتستحيل لأخرى كرهت الحياة وكرهتهم جميعا،حتى هو حرصت على قطع علاقتها به..
تنهد بصوت مرتفع ليجيبها بجفاف :

''رحلت لأن روحا شريرة اقتلعتها من المكان وأخذتها بعيدا،أما إذا كانت ستعود يوما فذاك ما أتمناه،لكن لا أظن بأنها ستفعل،جرحها كان عميقا وعظيما..عظيما جدا..جدا يا(ورد).''

أعلنت الصغيرة بخوف :
"هذا رهيب عمي".

"أجل يا حبيبتي،رهيب جدا........."

قبل جبينها كما بعثر خصلاتها ممازحا ليضيف بمرح،كي يخرجها من جو الحزن والكآبة الذي سيطرا على كليهما فجأة :

"ارتاحي الأن وتفقدي الخزانة،أما الجنية فمن يدري قد ننجح في استعادتها بعد كل شيئ.''

هزت له رأسها موافقة،لتتابع طريقها باتجاه خزانتها،راقبها للحظات بحب أبوي،ليتركها أخيرا،وفي تلك اللحظة خرجت والدته من جناح شقيقه باكية..
وما إن رأته حتى تحركت نحوه تريد مواساته حتما،لكنه سبقها قائلا بفتور :
"أنت وحدك في هذا أمي أخبرتك،عودته لن تغير شيئا،مشكلته ليست في المكان بل في قلبه.''

هتفت بلوعة :
''لكن هنا على الأقل نحن بجانبه،أنت..أنا وحتى عائلتنا،لقد اتصلت بالفعل بجدتك كي نرتب للقاء يجمعنا جميعا،أنت تعرف كيف أن أبناء خالتك أصدقاء له و.........''

قاطعها بسخرية مريرة :
"أمي لما لا تفهمين،ما يحتاجه(طارق)،هو أن يغفر لنفسه ولكِ،وليس لأبناء خالته،هم أو حتى غيرهم لن يغيروا في الأمر شيئا والا لكانوا نجحوا في إقناعه قديما بعدم الهروب وحتى الزواج من امرأة لا يكن لها أدنى شعور.''

صرخت فيه بانكسار :
"وماذا أفعل لأحقق ذلك،مالذي تقترحه،أنا أكاد أجن،منذ الحادثة وهو غريب،كأنه توقف عن الرغبة في العيش فجأة،إنه حتى لا يهتم لعمله الذي يعشقه.''

ما إن انتهت من كلامها حتى انفجرت في البكاء بطريقة حادة وموجعة،أثارت شفقته،لكن للأسف هو لا يستطيع مساعدتها،ليس وهي لا تزال تكابر :
"وهل ظننت بأنك وبجعله يعود،ستعيدين له رغبته في الحياة،أمي أنت تعرفين (طارق) أكثر من هذا،لذا رجاءا فكري في شيئ أخر..شيئ تدركين مقدار حاجته له هذا إن كنت حقا........."

قاطعته بصوت يملأه الندم والحسرة :
"أنا لا أستطيع ثم أنت لا تعرف ماذا فعلت لا تعرف..لاتعرف..."

أَوَ لا يعرف،ألم تجعله طرفا في الموضوع أيضا،ابتسم بحزن دفين ليجيبها بمرارة :
"بل أعرف أمي أعرف وللأسف ما أعرفه لا أحبه،لهذا فكري وقرري،وإلى أن تفعلي أنتِ تعرفين أين تجدينني في حالة أردتِ أن أخذكِ لمكان ما ربما."

جحظت عيناها برعب،لكن حتى ذلك لم يشفع لها عنده ولم يوقفه،بل تابع سيره باتجاه جناحه..وما إن أصبح وحيدا حتى أخرج محفظته..فتحها بسرعة ليحدق في الصورة القديمة التي أصبح عمرها بعمر الحب القديم،بعمر الشك والخيانة،بعمر الجرح والندم في قلوب أحباءه..

صورة تجمعه بامرأتين أو بالأحرى أنستين صغيرتين،تتشاركان نفس الملامح..الدم،وذاته الجمال العفوي المميز..
(هداية و......غيث)................................... .................................................. .........................................


(يتبع)




أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-17, 08:01 PM   #662

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

عندما دلفت سيارته البوابة الخارجية لقصر عائلته تنهد أخيرا بارتياح ليحمد الله لوصوله سالما معافى،
الطريق كانت طويلة جدا،والقيادة في الليل تكون صعبة ومتعبة نوعا ما خاصة وأن باله كان مشغولا بأشياء لا حصر لها،

ترجل أخيرا من سيارته ليسير بتثاقل باتجاه البوابة الداخلية،نظر لساعته ليكتشف بأن الوقت لم يكن متأخرا جدا كما كان يتوقع،يبدو أنه كان مسرعا أكثر مما كان يظن وذلك أفضل،إذ أن الساعة لم تتجاوز منتصف الليل حتى..
فتح الباب بهدوء معتقدا بأن الجميع نيام لكن ولدهشته كان معظم أفراد عائلته جالسين في الصالون،وكلهم بثياب الخروج،يبدو بأنهم قد عادوا للتو من زيارتهم لبيت عمه والتي ولبد كانت ناجحة لتدوم حتى منتصف الليل..

ابتسم بارتياح ليلقي عليهم السلام بصوت جهوري..قوي :
"السلام عليكم يا أهل الدار.''

قفزت كل من (روعة) و(ملك) واقفتين،الأولى ركضت نحوه وهي تهتف باسمه بحماس وفرح لتضمه باشتياق،بينما وقفت الثانية في مكانها تفضحها نظرات عينيها المليئة باللهفة والحنين،لكن هو تجاهلها كليا،ليرفع مدللته يضمها لصدره وهو يقول مازحا :
"متى ستكفين عن هذه التصرفات الطفولية،أنتِ كبرت وعلى أعتاب الزواج الأن؟؟.''

تعلقت بذراعه لتقوده حيث كان يجلس الجميع وهي تقول بمرح مع غمزة ماكرة من عينيها :
"ليس قبل أن أزوجكما أنت و(غالب)."

ابتسم لها بحب دون أن يجيبها،لا يريد التعليق على كلامها،ليس بحضور والدهما وتلك التي تلاحقه بعينيها الواسعتين،وهكذا اتجه بنظراته لشقيقه الذي احتضنه بدوره بحب وشيئ من التوتر،كأنه يخفي شيئا ما،أو يخشى من شيئ..
يعرفه جيدا ليدرك بأنه يعاني من خطب ما..
تركه وهو يفكر بأنه سيصعد وإياه لجناح أحدهما بعد حين وسيتحدثان حتما براحة وصراحة.

قَبَّل يدي كل من والده وخالته بينما اكتفى بهز رأسه(لملك) التي عادت تجلس في مكانها تشد يديها لحجرها بارتباك لم يعجبه كما العادة،في حين تحدث والده ضاحكا وقد تمسك بحديث(روعة) عن زواجه وغالب :

"سيفعلان ياحبيبتي،(غالب) وابنة عمك انتهينا منهما بالفعل،و(كاسر) لو أراد رأيي فسيفعل المثل،لتكون فرحتنا فرحتين."

شحب وجهه بطريقة لم تكن لتمر بسهولة دون أن يلاحظها أحد وقد وقع الخبر عليه كالصاعقة،ولحسن حظه تتدخل شقيقه قائلا بجفاف :
"هذا قول سابق لأوانه أبي،ثم مثل هذه المواضيع يجب مناقشتها على انفراد.''

حدجه والده بنظرة استغراب ليتساءل باقتضاب،وهو يراقب النظرات المتوترة التي كانا يتبادلانها بغموض مقلق :
''ولما الإنفراد،أنت قد اتفقت مع عمك على كل شيئ بالفعل،و(كاسر) طالت خطوبته وحان الوقت لنفرح به و....."

قاطعه بصوت حاول قدر الإمكان جعله هادئا وعاديا لكنه ولسوء حظه خرج جافا ومتمردا :
"خطوبة!؟،عن أية خطوبة تتحدث أبي،لا أذكر أنني خطبت أحدا؟.''

شهقت (ملك)بصوت مرتفع مصدوم،بينما تدخلت خالته متساءلة برقتها المعتادة :
''بني والدك يتحدث عن (ملك)،هل نسيتها،هي موعودة لك منذ صغرها؟؟.''

أبعد نظراته عن خالته لا يريد رؤية بؤسها بسبب ما سيقوله،ليحطهما على والده الذي كان يحدق فيه في تلك اللحظة بعينين ضيقتين..
''أنا أسف جدا خالتي،لكنني أبدا لم أعدها بشيئ،ليس العيب فيها أو في لكنني لا أفكر فيها سوى(كروعة)،ولا أحد يتزوج من أخته.''

في تلك المرة لم تعبر عن صدمتها بالصوت فقط بل وقفت تلملم أحلامها الوردية المستحيلة بنظره،والتي كسرها أخيرا بقسوة على أرض الواقع،لتركض مغادرة وصوت نحيبها يتعالى،جاعلا الجميع يحدق في أعقابها بحزن وشفقة..
(روعة)البريئة..بقلبها الذهبي رمقته بنظرات حزينة..مؤنبة لتتحرك بدورها تلحق بها،حتما لتواسيها،وفي تلك اللحظة هدر والده مزمجرا :

"ما هذا الكلام يا(كاسر)،مالذي جد في الموضوع؟؟''

أجابه بهدوء مزيف،لكن عيناه حملتا من مشاعر الصدق والألم ما جعل الوجوه الثلاثة تحدق فيه بدهشة :
"الموضوع كما هو أبي لم يتغير،أنا لم أفكر فيها يوما بتلك الطريقة الخاصة..المميزة التي تنتظرها هي مني،وحتى لو أردت فأنا لا أستطيع،أنت وعدتها وخطبتها متجاهلا رأيي ورغبتي،فمالذي تنتظره مني؟؟''.

رقت تعابير والده فجأة،وقد اعتقده كما العادة يتهرب من موضوع الزواج ككل ليسأله بحزن :
''وهل ستظل هكذا يا(كاسر)،وحيدا،عازفا عن الزواج،إلى متى بني..إلى متى؟؟.''

تبادل مع شقيقه النظرات بذلك الغموض السابق الذي أثار ريبته،مما جعله يضيف بصوت حاد يملأه الشك :
"هناك شيئ ما تخفيانه عنا،أليس كذلك؟

وقفت خالته بجوار زوجها لتلح بدورها بقلق :
"أرح قلوبنا يا(كاسر)،ماذا يجري؟''

تلك هي فرصته،لا يستطيع التراجع الأن،سيخبرهم عن(غيث) ونيته في الزواج منها،
هز له (غالب) رأسه رافضا،كأنه قرأ ما يدور بخلده لكنه تجاهله ليقول بحزم :
"أنا أريد الزواج،بل قررته بالفعل لكن ليس من (ملك)."

شهقت خالته برعب بينما تسمر والده في مكانه يحدق فيه لثوان بعينين متفرستين قبل أن يتحدث أخيرا قائلا ببرود :
''وهل ستجعلني أنقض وعدي يا(كاسر)،هل ستكسر كلام والدك؟؟.''

أسدل جفنيه يخفي بهما إحساسه بالغضب وكذا الحزن سواءا من نفسه أو من والده الذي يريد وضعه في ذلك الموضع الكريه،ليجيبه أخيرا بتصميم،وقد اتخذ قراره،تلك المرة لن يضع نفسه في موضع الإختيار مجددا،بل سيدافع عم يريده ويؤمن به مباشرة :
''يعز علي يا أبي لكنني لا أستطيع،قد أظل أعزبا..وحيدا طوال حياتي كي لا أخالف إرادتك وذاك ما كنت نويته ويشهد الله على ذلك،لكن أن أفعل شيئا كالإرتباط بمن أعتبرها أختا لي فأنا لا أستطيع..لا أستطيع.''

أحاط والده بكتفي زوجته التي نظرت نحوه بعينين واسعتين..مصدومتين،لكنه لم ينظر لها،فقط حثها على التحرك برفق،ليسيرا جنبا إلى جنب باتجاه الدرج متجاهلا كلا ابنيه،وما إن غابا بالفعل أعلى الدرج حتى تهاوى على أقرب كرسي وهو يزفر بضيق،لقد فجر قنبلته وقتل فرحة عدة أشخاص يحبهم ويهمونه في مهدها،فمالذي بقي له،بل مالذي سيحصل الأن،والده لم يسأله في تلك المرة حتى عن هويتها،فهل يعني ذلك بأنه خسر المعركة قبل أن يدخلها؟؟.

ربت شقيقه على كتفه مواسيا ليجلس بجانبه،رفع وجهه المتعب نحوه،ثم بادره بالسؤال بجفاف :
"ماذا الأن؟.''

عاتبه بلطف :
"كنت تريثت قليلا حتى تتأكد على الأقل من مشاعرها،أو كنت طلبت الإذن لتتحدث معه عن الموضوع بمفرده.''

سخر منه بحاجب مرفوعة وعينين تنضحان قهرا وألما :
"وهل انتظرت أنت معرفة مشاعرها يا (غالب)،أو أنك نسيت من نحن؟.''

وكيف ينسى،ودمه الذي يجري في عروقه يذكره في كل لحظة بهويته..بكونه حفيد أخر من أحفاد (إبليس)،وهو لم ينعم قط بالحب فقط يأخذه بالغصب،وربما امتدت لعنته لهم،و في النهاية،أليسوا أحفاده؟.

''لا لم أنسى،ولا يمكنني النسيان،فأنا وأنت كما يبدو سنلقى المصير ذاته.''

هز رأسه يمينا ويسارا ليجببه بكآبة :
"أنت ستعقد قرانك على من تريدها يا (غالب)،يوم أو حتى اثنين وستكون معها،شاءت أو أبت ستكون لك في النهاية،أعلم أنك أملت دائما بأن تجعلها تأتي لك برضاها،لكن وحتى إن لم تفعل،ستظل ملكا لك،أما أنا انظر إلي،في الرابعة والثلاثين من عمري ولم أحقق شيئا أي شيئ أردته حقا.''

حاول تعزيته مشيرا لنجاحه العملي وحبهم له وافتخارهم به:
''لا تقل هذا يا(كاسر)،الرجل ليس بعمره بل بعمله،وأنت حققت الكثير ليس فقط في النهوض بأعمال العائلة وإنما أيضا في حياتك أنت ناجح و.......''

قاطعه بمرارة :
"حياتي..نجاحي!!
بالله عليك يا(غالب) الروتين والملل يكادان يفقدانني أعصابي،ثم أعمال العائلة التي تتحدث عنها لن تؤنس وحدتي في الليل،لن تخفف من تعبي،ولن تجعلني أبدا أفكر في الغد وأنا مبتسم،وإذا ما تعثرت يوما وسقطت لن تمد لي يديها لتحتضنني وتخفف عني،أعلم بأن(ملك)ولو رضخت لرغبتكم جميعا وتزوجتها ستفعل لي كل هذا ويزيد،لكنني لا أستطيع،أنا أعرف نفسي جيدا،الخلل مني وليس منها.''

سأله باهتمام وعيناه تتفرسان فيه بقوة :
"و(غيث)هل ستجد معها ما تريده،هل ستمنحه لك؟؟.''

مجرد ذكر اسمها يجعله يبتسم وذلك شيئ يمنحه الأمل،أجابه بصدق وهو يهز رأسه رافضا :
''لا لن تفعل ليس برضاها على الأقل،لكن ومع ذلك مجرد التفكير في المحاولة ينعش أعماقي المرهقة من كل شيئ،مراقبتها فقط يا (غالب) مجرد مراقبتها وهي تعبس..تتذمر..تقوم برد فعل عفوي،يجعلني أشعر بالحماس..بالحياة تدب في أوصالي........''

سكت قليلا ليبتسم له بحزن ليردف بعد حين معترفا :
"تذكرني بها كثيرا..كثيرا وهذا شيئ أخر يزيد من رغبتي ولهفتي،لم أحصل على الأولى فهل أترك الثانية تضيع؟؟.''

هز له رأسه متفهما،
غير موافق لكن متفهم،ليقول بدوره بنبرة حزينة :
"كلينا سلكنا الطريق الصعب يا أخي،ويا خوفي من النتائج.''

"لا.."

هدر الصوت من خلفهم بحدة وقوة،ليلتفتوا للخلف وكلاهما ينتفض واقفا،لقد عاد والدهما الذي رافق زوجته المصدومة كما يبدو لفراشها فقط،
اقترب منهما بقوة ليبدو (كإبليس) نفسه،تأملهما طويلا ليتساءل أخيرا بجدية،قاصدا ابنه الأصغر بكلامه :
''هل تشعر الأن بالخوف يا(غالب)،ألم تختر أنت بنفسك قدرك؟''

هز رأسه يمينا ويسارا ليسارع بالنفي بشيئ من الحدة :
''لا أحد يختار قدره أبي وإلا لما سمي قدر،وعموما أنا لست بخائف بل فقط متوتر وحتى قلق من أن لا أنجح في جعلها هي ترضا بقدرها وهذا شيئ طبيعي جدا.''

ذكره ببرود وهو يتابع تقدمه منهما ليجلس أخيرا على إحدى الأرائك :
''أنت عرفت منذ البداية بأن الطريق ستكون أمامك طويلة وصعبة ومع ذلك كنت أكثر من راغب وعليك التحمل............."

التفت باتجاه ابنه الأخر ليردف بجفاف :
"أما أنت يا(كاسر)،منذ رحيل تلك..تلك.........''

أشار بيده في الهواء بغضب،لا يريد ذكر اسمها الذي كاد يدمر عائلته ككل،كما اكتست ملامحه بالإشمئزاز فجأة،ليضيف أخيرا ببرود :
"أخبرتك بأن(ملك) موجودة،هي ستكون لك كما ستكون أنت لها،أنا وعدتها ووعدت والدتها التي أغرقتنا بجميلها عندما قبلت بتربية(روعة)كابنتها هل تذكر ذلك،هل تذكر ما فعلته خالتك من أجلنا جميعا؟؟.''

حدق فيه بعذاب،أوَ لا يدرك ذلك؟؟
لقد تركت كل شيئ من أجل أن ترعاهم،وتمنح لهم حنان الأم وعطفها خاصة(روعة)التي كانت مجرد كتلة من اللحم الأحمر مع عاهة دائمة تجعل مطلق امرأة تهرب ألاف الكيلومترات من تحمل مسؤوليتها،وإذا ما أغراها الزواج من رجل كوالده يعد أحد أقطاب المال في البلد فستبحث عن مصلحتها الخاصة وبالتالي سترغب بإنجاب أولادها الخاصين،لكن ليس خالته التي ضحت بأشياء كثيرة لتكون معهم..
عائلة زوجها الراحل هددوها بأخذ (ملك) منها إذا ما وافقت على الإرتباط بوالدهم،لكن عندما تخلت عن حقها في الميراث،بل وتنازلت حتى عن حق ابنتها لتتمسك بهم،تركوها وقطعوا كل صلة لهم بها،وذلك جعلهم جميعا يحبونها ويحترمونها،لكن هل عليه أن يضحي بسعادته من أجل
(ملك) التي يراها (كروعة) ثانية،ثم ليفترض أنه ارتبط بها فعلا بعد كل شيئ،أبدا..أبدا لن يستطيع لمسها بل مجرد التفكير فيها بحميمية يقرفه،فلماذا الزواج من الأساس إذا؟؟.

عاد والده يضغط عليه بقوة :
''لا تظن بأنني أذكرك بكل هذا لأجعلك تتراجع عن قرارك،(ملك) ما شاء الله عليها جميلة..مثقفة..ذكية،ولقد طلبها بالفعل الكثيرون مني،لكنني كنت أخبرهم دائما بأنها ستكون كنتي أنا،وإذا ما تزوجت الأن بغيرها فلن تثير الشبهات من حولها فقط،بل ستجعلني كاذبا بنظر العديد من معارفي وأصدقائي.''

تنهد بيأس ليحاول تذكيره بمشاعره هو والحب :
''أنا لا أحبها يا أبي ومن المستحيل أن أفعل،أنت بالذات تدرك معنى الحب فهل تريد حرماني مما لم تنجح أنت نفسك بمقاومته.''

رقت ملامحه التي كانت يوما ما شبيهة جدا بملامحهما ليشير لهما بالجلوس أخيرا وهو يقول بحزن وقد بدا من الواضح أنه يتذكر والدتهما :
''أدرك بني..أدرك وإلا ما شعرت بأنفاسي تسحب مني عنوة وبصدري ينقبض حتى أنني تماديت و تمنيت الموت،عندما أخبرتني الطبيبة بوفاة والدتكم.........''

سكت قليلا ليبدو شاردا وبائسا،كأنه يتذكر ذلك اليوم الرهيب الذي تركتهم فيه أهم وأغلى إنسانة على قلوبهم جميعا،تلك الفراشة الرقيقة التي كانت تحكمهم جميعا بمجرد نظرة منها وآهٍ من نظراتها..
تأوه بصوت مرتفع ليتابع أخيرا بمرارة :

"أجل لقد تمنيته،أنا الشيخ(عاطف الكاسب)تمنيت الموت بسبب خسارتي للمرأة التي أحببت أكثر من الحياة نفسها،وللحظة كرهت حتى ابنتي(روعة)،ابنتي الصغيرة البريئة،لكنها كانت مجرد لحظة فقط،لأعود فأستغفر ربي وأتوسله التوبة،
كنت أنانيا جدا،ثم هي لم تتركني وحيدا بل كنتم هناك ثلاثتكم،جزء منها ومني وأنتم كنتم ولازلتم أهم من كل شيئ حتى مني ومن حبي وكان علي..كان علي أن أعيش من أجلكم........''

تهدج صوته قليلا مما جعل (راغب)يقترب منه وهو يقول بحزن وتأثر :
"أرجوك أبي لا تتعب نفسك،الذكريات موجعة ونحن......''

سكت لينظر نحوه يحثه على المتابعة من بعده،وكان بانتظار تلك النظرة،اقترب منه بدوره من الجهة الأخرى ليقول بصدق :
''نحن نعرف يا أبي بأننا صرنا من بعدها كل شيئ بحياتك،لقد منحت لنا بالفعل كل ما يمكن لإنسان أن يحظى به،والأهم من ذلك حبك واهتمامك.''

تنقل بنظراته البائسة بينهما ليعود للقول بمرارة عميقة كأنهما لم يتحدثا :
''كنتما مراهقين،في بداية حياتكما،و(روعة) كانت رضيعة،لو انزويت وراء ألامي وصدمتي،من سيربيكم،من سيحبكم ومن سيهتم بكم حقا،من أجلكم ومن أجلكم أنتم فقط ضحيت واستطعت أن أكمل الطريق،التضحية بني ضرورية لاستمرار العائلة.''

تساءل بهدوء وقد تحجرت عيناه من الألم :
"هل هذا ما تريده مني يا أبي،أن أضحي بنفسي لتكون (ملك) وخالتي سعيدتين،أخبرني يا أبي هل هذا ما تريده؟''

تدخل (غالب) مجددا في تلك المرة متوسلا تفهم والده وعطفه :
"أبي أرجوك لا...''

قاطعه بعنف :
''أنت رجل و(ملك) امرأة جميلة ستتعلم أن...''

لم يدعه يكمل هراءه ذاك،وكان دوره في مقاطعته وتذكيره للمرة الثانية بقصته هو وإن مكرها :
"سأجاريك يا أبي وسأخبرك بما سيحصل حينها،سأتزوجها سأدع جسدي يتحكم بي،سأجردني من عقلي..قلبي ومشاعري لأتحول لحيوان يفكر فقط بجسده،سأنجب أطفالا وسيمضي العمر،لكن هل تضمن لي وبعد أن يشيب شعر رأسي ويكبر أولادي،بأن لا أبحث حينها عن سعادةٍ أخرى تحرمها الأن علي،وتطالبني بالتضحية بها،أخبرني يا أبي؟؟''

هز رأسه يمينا ويسارا ليجيبه بأسف حقيقي :
''لا بني فأنا نفسي جربت ذلك،أنت من حقك أن تكون مع من تريد ومن اخترت،ورفضي أبدا ليس بسبب اعتراضي خاصة لو كانت المرأة تستحق حقا..........''

قاطعه بلهفة وعيناه تلمعان بأمل :
''تستحق يا أبي أقسم لك،عائلتها......."

لم يدعه يكمل،لم تعجبه تلك اللمعة بعينيه ليس وهو واثق من أنها ستختفي بعد حين عندما يكمل كلامه وقد فعل :
''دعني أكمل يا(كاسر) أنا لم أخبرك بسبب اعتراضي بني.''

"تفضل يا أبي أنا أسف."

"حتى ولو كانت من عائلة طيبة وتناسبك حقا،أنا أبدا لن أستطيع مساندتك والوقوف بجانبك،ذلك سيكون خيانة للمرأة التي ضحت معي بكل شيئ،لتكونوا أنتم الثلاثة بخير،كما لن أنقض وعدي الذي منحته لها صادقا أبدا،أنا أحبك وأتمنى أن ترتبط بامرأة تسعدك حقا لكنني لا أستطيع بني لا أستطيع.''

مجددا تدخل (غالب) مقترحا :
''دع (ملك) لنا،أنا شخصيا سأتحدث معها،سأقنعها،الأهم لدينا الأن أنت إن اقتنعت ورضيت سيسهل علينا.......''

حدجه بنظرات غاضبة ليقاطعه باستنكار :
"أهذا ما توصل له عقلك العبقري يا (غالب)،ألم تصغي لكلامي عن الشبهات التي ستطال سمعتها،ووعدي لخالتك،ومرضها،(ملك)أمانتها يا(غالب)،أمانتها التي ستكون من بعدها أمانتي،وأنا سأفضلها حتى عليكم،ليس حبا وإنما احتراما وتقديرا،هل فهمتني الأن؟؟.''

كلامه كان أكثر من مفهوم ومنطقي لو كان في مكانه سيفعل نفس الشيئ ويزيد،ربما عليه الإستسلام ببساطة أو تأجيل الأمر لأجل غير مسمى،ربما حتى تتزوج (ملك)،إن سبقته لن يكون لوالده حجة للإعتراض..
هز رأسه أخيرا موافقا ليقترح بحذر :
''كما تشاء يا أبي،لن أتزوج،سأنتظر أن تفعل هي أولا،المرة القادمة التي يطلبها من تراه مناسبا لها وافق عليه،وهكذا ستكون على الأقل تزوجت قبلي،بل ستكون هي من تركتني،ما رأيك؟؟''

تمتم ببساطة مغيظة :
"هي تحبك أنت،ولن ترضا بغيرك مهما حاولت معها.''

انفجر أخيرا في وجهه بدون شعور،وهو يشعر بانسحاب الخيارات أمامه للمرة الثانية :
"يا إلهي أبي،مالذي تريده مني،أنا لن أفعل شيئا بدون رضاك،كما لن أفعل ما لا أستطيع تقبله،فما الحل؟؟''

تحدث والده أخيرا بهدوء لا يبشر بالخير أبدا :
''تزوج (ملك) ثم ارتبط بحبيبتك،وهكذا ستُرضي جميع الأطراف بمن فيهم نفسك،الشرع حلل أربع كما تعرف."

أطلق شهقة استنكار عميقة شاركها فيه شقيقه الذي بدا مصدوما بدوره لاقتراح والده الشاذ،ليعلو صوته بغضب بدون شعور منه وقد استفزه ذلك الإقتراح حقا،ربما لو كان خرج من فم غير فم والده،لكان تعامل معه بلامبالاة مطلقة،لكن أن يقوله هو وبذلك الهدوء فذاك شيئ مستفز حقا له..

"وهل هكذا سأرضيهن برأيك؟،يا إلهي (ملك) وحتى خالتي ستكرهانني أكثر مما قد تفعلان الأن،خاصة وأن(غيث) ستكون دائما المميزة بنظري،وأنا لست قديسا لأعدل بينهما فلا تطلب ذلك مني حتى.''

التوت شفتاه بما يشبه الإبتسام،وهو يحدق في ابنه البكر،فرحة عمره الكبرى التي لم تكن ثمرة حبه فقط وإنما أيضا الولد..الذكر الذي عاش طويلا يتمناه ويدعوه من خالقه...

لقد ظل يحلم طويلا برؤيته فاقدا للصبر ومتوترا بتلك الطريقة التي يراه عليها الأن من أجل امرأة،خاصة بعد أن جعله هو يفشل في أول مغامرة عاطفية له..

(غالب)حبيبه الأخر،منذ التقاءه بابنة عمه وهو محدد هدفه،منذ البداية أخبره أنه لن يرتبط بغيرها،عرف ما أراده وظل يلاحقه إلى أن وصل له،أي نعم لايزال الطريق أمامه طويل وصعب،فحفيدة (آل.سعدي)لم تكن أبدا بالهينة وهو نفسه رأى كيف يلتمع ذهب عينيها بتفكير عميق وغامض،لكنه ليس بقلق،كلاهما قوي وأكثر من قادر على خوض تلك المخاطرة..

لكن (كاسر)لطالما كان هادئا..غامضا..ومسالما،وحتى عندما اعتقد نفسه يحب تلك..تلك...
حرك رأسه بعنف لا يريد تذكرها..

لقد تدخل حينها وخلصه منها ومن خداعها،يومها لم يناقشه كما يفعل الأن،فقط اختاره،وثق به،وترك كل شيئ له وهو تصرف،ربما كان لايزال صغيرا وضعيفا ولم يعارك الحياة بعد،وربما لم يردها لدرجة أن يقاوم ويثور من أجلها،ليس كما يريد تلك الأخرى التي لا يدري من أين ظهرت له،لكنه مصمم أن لا يتركها،وبقدر ما يشعره ذلك بالإيثارة لأن كلا نجليه وجدا شريكة يرغبانها حقا،بقدر ما يحزنه،خاصة بوجود (ملك)تلك الرقيقة..الهشة التي تظل تلاحق ابنه بعينيها الجميلتين،وإذا ما حدث وكلمها أو نظر لها حتى،تحمر من رأسها لأخمص قدميها..

إنه مستعد أن يبصم بالعشرة بأنها ستوافق على الزواج منه حتى بوجود أخرى،لكن المشكلة في ابنه وفي تلك الدخيلة التي يريدها..فما العمل يا ترى..مالعمل؟؟

تنهد بعمق ليجيبه أخيرا بغموض :
''لما لا تسألها،دعها هي تحكم؟''

تبادل وشقيقه النظرات بضياع وحيرة،ليتساءل (غالب)وقد عجز هو عن فتح فمه،لا يدري ماذا يقول أو كيف يدافع عن رأيه وقد نفذت كلماته واقتراحاته بالفعل :
''أبي هل تقول بأنك ستوافق على زواجه من (غيث) إن تزوج أيضا من (ملك)،بل وتظن بأن هذه الأخيرة ستفعل،ستوافق أن يتزوج عليها.''

هز رأسه علامة الموافقة ليزيد من تأكيده قائلا :
"(ملك) تحبه منذ طفولتها،وهي لا ترى غيره،أنا واثق من أنها ستتقبله بكامل عيوبه."

ثارت حفيظته جراء كلامه المستفز،وللمرة الثالثة تلك الليلة يصرخ به غاضبا،وقد بدا فاقدا للسيطرة تماما :
"(غيث)ليست بعيب أُلاَم عليه،كما أنها لن ترضا أبدا..أبدا بأن تكون الزوجة الثانية، والأسوأ أنا لن أستطيع معاشرة (ملك)كما يجدر بالأزواج الطبيعيين أن يفعلوا.''

اقترح عليه بهدوء ومجددا لم يهتم بصراخه وغضبه بل لم يعلق عليه حتى :
"إذا لتكن هي الأولى وبعدها تزوج (ملك)."

هل يسعى ليفقده صوابه؟
تضرع له بحرقة :
"أبي أرجوك."

أجابه بحزم وعيناه استعادتا بالفعل برودهما ورفضهما القاطع لما يشتهيه قلبه :
''إذا تحمل نتائج قرارك،(غيثك) تلك لا مكان لها في منزلي الا بهذه الشروط،على ابنة خالتك أن تقبلها كي أقبل بها أيضا.''

حاول معه شقيقه يحاوره بمنطق العقل :
"أبي أنت أحببت أيضا،رجاءا (كاسر) يستحق،لقد سمع كلامك بالفعل مرة فلا تحرمه من سعادته مرتين."

هاجمه بقسوة :
"وابنة خالتك المسكينة،ماذا سأفعل معها،والناس..ووعدي،لما أعرضها للشبهات وهي تستحق حتى أفضل منه..هي أيضا تستحق أو أنك تظن العكس؟؟''

صمت كليهما لا يملكان ردا على سؤاله،والمصيبة أنها تستحق بالفعل..
وقف منهيا بذلك الحديث في ذلك الموضوع ليعلن أخيرا بفتور :

"هذا أخر كلام بيننا فيما يخص هذا الموضوع،تحدث مع (ملك) اجعلها الزوجة الأولى أو الثانية لا يهمني،وبعدها سأذهب معك لطلب الأخرى من الغد لو أردت ذلك،انتهى نقطة على السطر.''

وذاك كل شيئ تحرك باتجاه الدرج يقصد غرفته لا محالة،وما إن غاب عن نظراتهما حتى تمتم بكرب :
"ما هذه المصيبة ياربي،ماذا أفعل..ماذا أفعل؟؟''

أعلن (غالب) بأسى عميق :
''يؤسفني قول هذا،لكنك في ورطة حقيقة يا أخي.''

لم يعجبه كلامه ذاك،كما لم يعجبه كلام والده،لكن ماذا سيفعل..هو بالفعل في ورطة كبيرة..كبيرة...

تأمله (غالب) بشفقة وحسرة..
بدا شاردا وبعيدا لكن فجأة و..شيئا فشيئا بدأ بؤسه يختفي ليظهر شيئ لامع في عينيه،جعله يتابع بقلق :
"فيما تفكر يا (كاسر)..عيناك تلمعان؟؟"

تمتم أخيرا بلهفة :
"لدي خطة،إن نجحت سأكون كمن ضربت عصفورين بحجر واحد."

سأله بقلق وعيناه تضيقان بارتياب على ملامحه التي بدأت ترتاح :
"أية خطة هل جننت،ثم لا تقل لي بأنك ستجاريه في جنونه؟؟."

أجابه ممازحا :
"ومن يكره بأن يكون شهريار؟؟''

سخر منه بخشونة :
"ومن كان يردد بإصرار بأن (ملك) كأخته وبأنه لا يستطيع لمسها و...و...''

ضحك (كاسر)بصوت منخفض ضحكة لم تصل حقا لعينيه ليجيبه بجدية :
"وتلك هي الحقيقة أخي،أنت تعرفني لو كنت أريدها حقا،أو حتى أملك ذرة من التردد في إمكانية تقبلها في النهاية،ما كنت تركت مشاعري تقودني صوب أخرى.''

''إذا ما هي تلك الخطة الخارقة التي ستخرجك من كل هذا التعقيد،أنت لا تريد (ملك)،و(غيث) كما قلت لا تريدك حتى وهي لا تعرف شيئا عن ابنة خالتك،فما الذي ستفعله عندما تفعل؟؟''

"تعالى معي،لنصعد للجناح فوق وحينها سنتحدث..أحتاج لأخذ حمام قبل أي شيئ أخر وبعدها سأخبرك بكل شيئ.''

اقترح عليه وهو يلمس ثيابه المستعارة :
''إذهب أنت وسألحق بك،أنا أيضا أحتاج لحمام ولتغيير هذه الملابس التي لا أدري لمن تعود حتى.''

''على فكرة مالذي حصل،وكيف هي خطيبتك؟''

"تلسع كالنار و................''


ترافقا على الدرج يتهامسان بصوت منخفض،ليكملا حديثهما في جناح (كاسر)الذي التمعت عيناه بحماس وقد توصل للحل،لكن يا ترى ما هو،وإن رضيت به (ملك)،هل ستفعل (غيث)؟؟؟؟.................................. .................................................. .................................................. .................................................. .........

(يتبع)


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-17, 08:03 PM   #663

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وفي اليوم التالي..
في سيارة رباعية الدفع..سوداء..جلست (روان) بجانب أختها الغير الشقيقة (بدور)وابنة عمها(جوري) بانتظار مجيئ ابنة عمهن الأخرى مع قريبتها الهادئة ربما.

بالعادة وعندما تحتاج شيئا وبالتالي تضطر للخروج للتسوق ترافقها إحدى زوجات عمها وقريباتها من الصبايا لكن في تلك المرة وبما أن الإقتراح جاء من عائلة العريس،
قررت جدتها أن تذهب برفقة الفتيات فقط،مما جعل زوجة عمها التي كانت تنوي أن تنغص عليها تستشيظ غضبا وقهرا،
أما ابنتها المصون ولدهشتها لم تظهر لها منذ الأمس،ربما قررت الإعتكاف في غرفتها حتى تخرج بخطة جديدة تضايقها بها،عموما لقد اعتادتهما لذا لن تستغرب منهما أي شيئ.

لم تكن من محبي التسوق،لم تتعوده فكيف تحبه،لكن وبعد أن وافقت على عرض (روعة) كان لزاما عليها الوفاء به..
الجو كان صحوا نوعا ما،أي نعم لايزال البرد قويا ويفتك بالعظام لكن الشمس وعلى غير العادة أنارت السماء وإن على استحياء..

(جوري)التي تعشق شيئا اسمه التسوق وعلى غير عادتها لم تبدو متحمسة بدت شاردة،شعرت بها كأنها تقاد للمقصلة لا لأحب الأمكنة على قلبها،حسنا ذاك كان غريبا،كانت ستسألها لكن وجود أختها نصف الشقيقة حال دون ذلك..
(جيداء) الإبنة الكبرى لوالدها،أيضا لم تأتي ربما بقيت لتواسي ابنة عمهن أو حتى لتساعدها في إيجاد الخطط وذلك أفضل،إذ لا ينقصها تبرمها واستهزاءها المعتادين بها ومنها..

نظرت لساعتها بهدوء،لتتطلع للخارج متفحصة،تلك هي المرة الأولى التي تقصد فيها قصر عمهم،المكان كان واسعا وفخما،أكبر حتى من قصر جدها،وذاك كل شيئ إذ أنها رفضت النزول بإصرار بحجة أن لا وقت لديهن..
ذاك الصرح الأثير سيكون منزلها لما تبقى من حياتها كما يبدو لذا فالتتجنب الدخول له لأطول مدة ممكنة..
ظهرت (روعة) أخيرا بفستان أزرق موشى بخيوط بيضاء،وحجاب بنفس اللون،كانت محتشمة لكن أنيقة وفي تلك المرة لم تكن تعرج،ربما انتعلت حذاءا خاصا،طبعا لم تكن لتعلق على ذلك ليس لأن الموضوع لا يخصها فقط،وإنما ستبدو فظة وقاسية أيضا،ناهيك عن الإحراج الذي ستسببه لكليهما..

ابتسمت لها ببطئ،لكنها ولدهشتها لم تبادلها الإبتسام فقط ألقت عليهن السلام لتسألهن بهدوء لم تراه منها طوال ليلة الأمس :
''هل أجلس معكن أو أطلب من السائق أخذي في سيارة أخرى؟''.

أجابتها بنفس هدوءها وهي مستغربة جدا لمظهرها ذاك المعاكس تماما للأمس :
''بلى تعالي،لكن أين قريبتك؟''

دخلت تحشر نفسها بقربها،سلمت عليهن بسرعة،قبل أن تجيبها بحزن واضح :
"في زيارة لجدتي اليوم الأحد،وبالعادة نجتمع هناك كلنا أنا فقط نسيت."

هزت لها رأسها متفهمة،دون أن تجيبها،وفي تلك اللحظة انطلقت السيارة،ليسود الصمت الذي لم يكن يقطعه سوى همسات منخفضة بصوت (بدور)،لترد عليها (جوري)باقتضاب جعلها تخرس كليا في النهاية.

ابنة عمها الأخرى هي التي أثارت فضولها في الواقع،إذ بدت مختلفة جدا..صامتة بشكل مريب بل وحزينة حتى،في البداية اعتقدتها منشغلة ربما بأمر خاص لكن الزفرات التي كانت تطلقها بشرود بين الحين والأخر،عبوسها،نظرة عينيها الشاردة..الحزينة جعلها تتدخل أخيرا وذاك جاء بالتزامن مع توقف السيارة بداخل المرآب الأرضي للمبنى الضخم الخاص بالمركز التجاري..
نزلت كل من (جوري) و(بدور) أولا لكن ما إن ترجلت (روعة) بدورها تريد اللحاق بهما حتى أمسكتها من ذراعها توقفها،لتسألها باهتمام صادق :
"هل أنت بخير يا (روعة)؟؟."

أجابتها بجفاف وهي تنظر لكل مكان عاد عينيها :
"أنا كذلك.''

أبعدت نظراتها عنها وفعلت نفس الشيئ مع يدها،كي لا تبدو مهووسة..فضولية،لتقترح عليها بجدية :
"إن كنت لا تشعرين برغبة في التسوق اليوم،لابأس سنفعل ذلك مرة أخرى.''

نظرت إليها أخيرا بارتباك خجول،لتعتذر لها بصوت منخفض..متردد :
"أنا أسفة أعلم بأنني لا أطاق اليوم،لكن رجاءا تحمليني،أنا لا أجيد تزييف مشاعري،عندما أكون منزعجة أكون كذلك حتى العظم.''

بادلتها ابتسامتها متفهمة لتعود للاقتراح عليها بصدق :
"لاحظت ذلك لهذا سألتك تأجيل المشوار،ولا داعي للإعتذار حتى.''

''بلى لقد كنت متحمسة جدا،لكن ما حدث بعدها ضايقني و..........''

سكتت فجأة لتشير بيدها في الهواء بنفاذ صبر قبل أن تضيف مغيرة الموضوع :
"دعينا من هذا إنه شيئ محزن ويجعلني أتوتر،لندخل ونتسوق نحن نحتاجه،عقد قرانك غدا أو بعده،و أنا سأكون سعيدة بالاختيار مع زوجة أحد أشقائي على الأقل.''

أنهت جملتها بامتعاض لم يكن ليخفى عليها،لكنها لم تضغط عليها،فقط اكتفت بالتعبير عن موافقتها بهزة من رأسها،لتتقدمها تلحق بالأخريات،لكنها سرعان ما توقفت عندما وجدت(جوري) تحاول منع الحرس من مرافقتهن للداخل..

تدخلت (روعة)متساءلة ببراءة :
"ولما يريدون الدخول،المكان يعج بالناس،وهو أمن تماما؟.''

حسنا هي وحتى بنات أعمامها الأخريات ربما كن معتادات على التسوق بمفردهن ومن حقهن الإعتراض في تلك اللحظة،لكن هي حالة خاصة،إذ أن كل الإحتمالات واردة عندما يصل الأمر لها..
قد تهرب،أو قد يقرر أحدهم أخذها عنوة كما حدث منذ سنوات وسنوات و..و..و..؟؟

ابتسمت لنفسها بسخرية،لتجيبها بجفاف :
"هم من أجلي يا(روعة) أنا لا يحق لي أبدا التسوق بمفردي.''

أعلنت تلك الأخيرة بطريقة جعلتها تدرك بأنها غافلة عن ظروف حياتها اليومية في قصر (آل.كاسب) :
"لكنك لست بمفردك نحن معك."

''ولو يا عزيزتي ولو.......''

التفتت أخيرا لحارسيها المعتادين وبهدوء مزيف طالبتهما :
"فاليبقى الجميع هنا،فقط واحد منكما سيرافقني،وبعد كل شيئ أنا لا أملك قدرات خارقة لأختفي فجأة من أمامه دون أن يراني.''

تبادلوا النظرات كأنهم يتشاورون بصمت،ليتقدم أضخمهم والذي وقف على بعد خطوات منها،لكن ما إن بدأت بالتحرك حتى تحرك بدوره يسير في أعقابها..

ارتفع رنين أحد الهواتف النقالة فجأة والذي كان يعود(لجوري) وهكذا أشارت لهن بالتقدم بدونها وهي تتمتم باسم (هند)..

(روعة) وما إن لمحت واجهات المحلات التجارية المزدانة بأروع الأشياء وأجملها،حتى استعادت شيئا من حماسها الذي شاركتها فيه(بدور) التي ولدهشتها بدت مرحة ومتفاهمة جدا بعيدا عن سيطرة أمها وشقيقتها الكبرى،بل وأنها تأبطت ذراع ابنة عمها لتقودها وهي تشير للمحلات لتبدوا معا كصديقتين قديمتين..

تركتهما تتقدمانها وهما تثرثران بلهفة في حين تباطأت هي قليلا في اللحاق بهما مبتسمة..

وعند (جوري)التي كانت قد تلقت بالفعل اتصالا أخر صبيحة ذلك اليوم من صديقتها لتتفق معها بالفعل على اللقاء هناك،
أعادت الإتصال بها لتطلعها بأنها ستتأخر قليلا لكنها ستلحق بها في النهاية،لذا ليس عليها أن تقلق أو تظن بأنها غيرت رأيها..

عندما انتهى اتصالها وجدت بأنها سارت كثيرا خلال محادثتها ولم تنتبه لذلك حتى،وقفت عابسة تحدق في الجانب الذي جاءت منه علها ترى قريباتها،لكن لا شيئ،ربما دخلن لأحد المحلات.

التفتت بقنوط لتتحرك عائدة وهي تنوي البحث عنهن،لكن ما هي الا خطوات قليلا تلك التي خطتها حتى انتبهت لشكلها صدفة والذي انعكس على إحدى الواجهات،
وقت بدون شعور لتبدأ في تعديل حجابها،والتقليل من ملمع الشفاه الذي وضعته و........

ظهر طيف أخر بجانبها لتسمع صوته الرجولي يتساءل بشيئ من الحدة :
"مجددا تعيدين الكرة،ماذا لو كان أحدهم يحدق بك من الداخل،الا تتعظين أبدا؟؟"

التفتت بسرعة وهي تشهق بصوت مرتفع،لتجد نفسها وجها لوجه أمام ذلك الضخم الذي سبق وقابلته في أسخف موقف يمكن أن يحدث لأنثى قط،ثم وكأن الظروف تعاكسها هاهو يظهر لها من العدم ليجدها في ذات الموقف..
أحست بالحرارة تتصاعد معها من أخمص قدميها لقمة رأسها،ورغما عنها بدأت تتلعثم بارتباك وخجل :
"أنا..أنا لا أتعمد ذلك،كنت..كنت بانتظار صديقتي فقط و..''

تمعن فيها بطريقة زادت من إحراجها،ليتساءل بتهكم ساخر :
"هل هي نفسها تلك التي كانت تريد منك إزالة عباءتك وحجابك..ونعم الصديقة والله؟!!''

تساءلت بدهشة وهي تحدق فيه فاغرة الفاه :
"لكن..لكن كيف..كيف عرفت؟.''

رقت ملامحه فجأة لتبدو وسيمة ورجولية جدا،مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبة،لتخفض بصرها بسرعة وهي تشعر بدقات قلبها تتخضم بداخلها،في حين أجابها هو بنبرة أهدأ وألطف :
"لقد ثرثرت كثيرا وأنت تعيدين زينة وجهك هل نسيت ذلك؟''

عادت لرفع وجهها نحوه لتتهمه بانزعاج وسرعة :
"لم يكن من حقك،أعني ما كان عليك أبدا أن....''

قاطعها بنعومة وعيناه تصولان وتجولان على ملامحها المحمرة..المرتبكة بطريقة زادتها ارتباكا وخجلا :
''لقد كنت في مكتبي(جوري) أقوم بعملي لا شيئ غيره،لم أتعمد شيئا،أقسم لك،كنت سأغض بصري وأغادر،لكن أنت كنت سريعة وأنا رجل في النهاية.''

من بين كل ما قاله وقعت تحت سحر لفظه لاسمها،وهكذا وكالمنومة مغناطيسيا تمتمت هامسة :
"أنت..أنت تعرف اسمي.''

تجهمت ملامحه بسرعة البرق مما جعلها بدورها تستعيد شيئا من توازنها لتسمعه يعلن بقسوة مخيفة :
"وهذا شيئ أخر يجعلك تبتعدين عن تلك التي تسمينها صديقتك.''

عادت عيناها للاتساع بذهول،هل (هند)هي من أخبرته،لقد اتصلت بها صباحا تطلب لقاءها فهل ذاك ما جعلها تفعل،هل تريد إخبارها؟؟
تساءلت أخيرا بحيرة :
"هل هي من أخبرتك به؟.''

لم يجبها بل نظر حوله بعينين ضيقتين ليسألها فجأة مغيرا الموضوع بفتور :
"مالذي تفعلينه هنا بمفردك بكل حال من الأحوال؟''

حاولت التماسك قليلا والظهور بمظهر القوية،لتجيبه أخيرا بشيئ من الحدة :
"ليس من شأنك."

التمعت عيناه الذهبيتين بطريقة قوية خطفت أنفاسها،ليتمتم بخشونة بدا معها كأنه يحدث نفسه أكثر مما يحدثها هي،لكن حقا لما يبدو ذلك البريق بل عينيه ككل مألوفين جدا بالنسبة لها؟؟ :
''أوَ لا أعرف،لكن منذ دخلت من ذلك الباب اللعين تُثرثرين مع نفسك،تغمزين،تمنحين قُبلاً في الهواء وأنت..أنتِ.....''

شهقت بإحراج لتتحرك تريد تركه وقد ذكرها بغباءها السابق،لكنه تحرك في نفس الوقت ليمنعها دون أن يلمسها مما جعلها تهمس بصوت منخفض..خجول :
"أرجوك دعني أذهب."

تمتم بانفعال غريب :
"انظري إلي........."

لم تستجب له مما جعله يضيف بالحاح اخترق أحشاءها كالسهم :
"(جوري) انظري الي."

لم تستطع مقاومة همسه باسمها،شيئ بداخلها تحرك بعمق وقوة،رباه مالذي يحدث لها؟
استجابت له،رفعت نحوه وجها مخضبا بحمرة الخجل،وعينين واسعتين مكحلتين بلون أسود كسواد مقلتيها،وما إن تلاقت نظراتهما حتى أطلق زفرة عميقة..غامضة لم تفهم معناها ولا حتى أسبابها،ليُتبعها قائلا بنبرة متحشرجة..خشنة :
"لا تفعلي هذا مرة أخرى..أبدا.''

تساءلت ببراءة :
"لا أفعل ماذا؟''

أعلن بصوتٍ أمر،وعيناه تتفرسان فيها بتوق غريب..غريب :
"لا تأتي للنادي مرة أخرى،والأهم من ذلك،أبدا..أبدا لا تزيلي حجابك أو عباءتك في مكان أخر غير منزلك،ولا تخرجي مع (هند) بمفردكما.''

ضاقت عينيها على طلبه الأخير،لتعترض بقوة :
"إنها صديقتي."

اكتست ملامحه بالجدية ليجيبها معترضا بحزم :
"وأنا أقول لك لا،الصديقة الحقيقية هي التي تنصحك بفعل الأشياء الصحيحة،تنبهك للصواب،لا تلك التي تشجعك على الخطأ علنا.''

دافعت عنها بقوة :
''هي لم تقصد شيئا..أنا كنت حزينة وأشعر بالملل وهي اقترحت علي الخروج للنادي،الأمر كله خطئي أنا،لا هي.''

ذكرها بثقة مع أن عينيه رقتا قليلا ما إن ذكرت حزنها :
"التخلص من الملل ليس بفعل أشياء تغضب الله وأيضا في الخفاء،عموما لما كنت حزينة؟؟"

فتحت فمها لتجيبه،لكنها سرعان ما تراجعت عن ذلك بحزم،هي لا تعرفه،إنه مجرد غريب شاء حظها البائس أن تلقاه صدفة وبطريقة محرجة،أي نعم يبدو عاقلا..محترما..جديا ورائعا جدا و.....هزت رأسها بطريقة خرقاء جعلته يتساءل باهتمام :
"مالأمر (جوري)؟''

أرادت أن تتوسله كي يتوقف عن نطق اسمها بتلك الطريقة التي تشعرها تدغدغ كيانها كله،لكنها بدل ذلك واجهته متجهمة :
"ليس من شأنك،ما أفعله أو ما أحسه أنت لا شأن لك،لذا تحرك من أمامي ودعني أغادر.''

صرح بعفوية مغيظة :
"أنا أجعله من شأني الأن."

رمته بعينين كبيرتين غاضبتين،لتأمره بحدة :
"قلت لك تحرك،ابتعد من أمامي.''

سألها بمرح وقد عادت ملامحه الضاحكة..للإسترخاء :
"وإن لم أفعل؟.''

زمجرت بحدة لتتحرك بالفعل تريد تجاوزه،لكنه ولدهشتها لم يتزحزح من مكانه مما جعلها تصطدم به بقوة اختل معها توازنها،وكانت لتقع أرضا لولا تدخله السريع والمفاجئ لكليهما...
وضع كلا يديه على خصرها ومع أن الحركة كانت لاشعورية وغير متعمدة الا انها كانت كفيلة بجعلهما يتجمدان لبرهة من الزمن،لتقفز مجموعة من المشاعر الغريبة التي لم يسبق أن عرفها كليهما،مشاعر قوية..جارفة وغير عادية على الإطلاق..لكنها لم تدم كثيرا،إذ لا الزمن ولا حتى المكان ناهيك عن الظروف المحيطة بهما يسمحون بأن يحاولا فهمها أو حتى ترك نفسيهما يستمتعان بها..

كانت أول من عاد للواقع تحاول التراجع للخلف وهي تهمس له بصوت بالكاد استطاع تبينه :
"أرجوك..معي بنات أعمامي والحرس،إن رأوك ستتسبب في أذيتي وقد يؤذونك أنت أيضا."

تركها أخيرا دون أن يتراجع كليا،مع أن الموقف لم يدم سوى لثوان الا ان تأثيره على قلبيهما المتخبطين كان كالدهر،عاد يطالبها بإصرار:
"عديني أولا،بأنك لن تعودي للنادي و....''

أكملت عنه بسرعة وعفوية وكل ما فيها يريد الهرب بعيدا عن وجوده الطاغي قبالتها :
''وأن لا أزيل حجابي وعباءتي،وأن لا أخرج مع (هند)،سمعتك هل هناك أوامر أخرى،لا أدري حقا من تظن نفسك،أنت لست أبي ولا حتى أخي؟؟.''

تمتم بخشونة وقبضة يده اليمنى تتكور لا شعوريا بجانبه :
''هناك قرابة أخرى غير قرابة الدم تجعل الرجل يتدخل بل ويتحكم في حياة امرأة.''

تساءلت بعدم اقتناع :
"وما هي؟؟''

ضحك رغما عنه،ليجيبها أخيرا بمكر وقد استعاد شيئا من مرحه القديم :
"هل تريدين حقا معرفتها؟''

هزت رأسها له بتحد غافلة عن المكر في عينيه،ليستجيب لها بسرعة مستطردا :
"الحبيب..الخطيب..الزوج."

ارتفع أحد حاجبيها باستفهام واضح،لتجيبه متحدية :
"وأنت لست أحدا من الثلاثة كما أظن."

رده كان عفويا وسريعا ومفاجئا لكليهما :
"لكن هذا لا يمنع بأنني أستطيع أن أكون أحد........''

اتساع عينيها على أخرهما بدهشة واضحة،جعله يستفيق أخيرا من انجرافه خلف وهم كان عليه التخلص منه منذ التقاها صدفة،تغيرت ملامحه فجأة ليتحرك مبتعدا عنها وهو يقول ببرود زاد من صدمتها :
"أنا أسف لكن رجاءا فقط حاذري عدم الوقوع في الخطأ ذاته مرتين،نهارك سعيد أنسة (جوري)."

وفقط..كان ذلك كل شيئ قبل أن يرتد على عاقبيه ويسير مبتعدا،تاركا إياها مذهولة..بل مصدومة هو التعبير الأصح..

حسنا ألم يكن ذلك شيئ تاريخي؟
(ضياء الدين السعدي)،يتحول لصبي مراهق..غر..يرتعش حقا لمجرد وقوفه بل ملامسته وبالصدفة أيضا لأنثى صغيرة لا تتعدى الشبر والنصف تبا..تبا..تبا..

مالذي دهاه بحق الله هل جن ليذهب لها برجليه ويعاكسها بتلك الطريقة الوقحة..الغبية،ثم لما تتلبسه شخصية أخرى مختلفة تماما عن شخصيته عندما تكون هي بالجوار؟؟
تخلل شعره بعصبية ليتابع طريقه مبتعدا وهو يشتم نفسه والظروف وكل شيئ..لكن ما إن أصبح بعيدا عن مرمى نظراتها حتى توقف رغما عنه،ليستدير ناحيتها..

كان باستطاعته رؤيتها بعكسها،وكانت لا تزال تقف نفس وقفتها المترددة..الخجول..بل ومن فمها الذي لا يزال فاغرا عرف بأنه أذهلها بتصرفه الأخير.

ابتسم رغما عنه..
لقد فاجأها وفاجأ نفسه أيضا ليكون أكثر تحديدا،حسنا كان عليه أن يراها مرة أخرى وإن فقط ليحذرها من العودة للنادي،وعندما اتصل به جاسوس ابن عمه والذي جعله يراقبها من أجله أيضا مع وعد منه بمضاعفة أجره،خاصة لو احتفظ بالأمر سرا بينهما،
وجد نفسه يترك كل شيئ ليتحرك باتجاه المركز التجاري وعيناه تتعلقان بكل عباءة سوداء يلمحها..

ابنة عمته أيضا كانت هناك،جاسوسه ذكر ذلك في سياق الحديث،لكنه لم يكلف نفسه عناء سؤاله عن هويتها،ولا مكانها،لم يشعر حتى بالفضول ليرى تلك التي تتصارع من أجلها،عشيرتين من أقوى العشائر في البلد..

كل همه كان رؤية تلك الصغيرة وتحذيرها ثم المغادرة والعودة لمشاغله،لكن ما إن وجد نفسه في مواجهة أسر عينيها حتى ظهرت شخصيته الأخرى الجديدة،تلك الضاحكة المرحة التي اكتشفها فقط معها والتي تعشق إحراجها وكادت تتمادى ليستيقظ في أخر لحظة ويعود لأرض الواقع،لشخصيته الأولى الصلبة..المتحكمة..

وكان عليه ذلك في الواقع،كما يجب عليه أيضا أن يبتعد عنها بل وينساها كليا،طرقاتهما مختلفة جدا ومهما أمل أو حتى ظن..ستظل متباعدة ومستحيلة التلاقي..لكن هل يستطيع؟؟

استدار فجأة يريد المغادرة ليصطدم على غفلة منه بجسد رجولي يماثله في الطول والرشاقة والذي سارع لمساعدته كي لا يفقد توازنه،وما إن اعتدل في وقفته حتى تمتم معتذرا وهو يرفع وجهه نحوه :
"أنا أسف لم أقصد الإصطدام بك حقا.''

لم يجبه الرجل الأخر،والذي فاجأه بنفض ذراعه التي كانت تسنده،ليسأله ببرود صاعق وعيناه تنذران بالشر :
"أنت من (آل.سعدي) أليس كذلك،مالذي تفعله هنا،هل كنت تترصد ابنة عمي؟.''

رمش متفاجئا من هجومه،ليفتح فمه يريد سؤاله عم يقصده لكن في تلك اللحظة،اندفع عدة رجال ليحاصروا كليهما،ولدهشته التامة..ابن عمه الماكر كان معهم أيضا،والذي أجابه بنبرة ساخرة..مستفزة،لكن هل كان هناك منذ البداية؟؟

"هي ابنة عمتنا أيضا إذا كنت قد نسيت يا ابن (الكاسب).''

اتسعت عيناه على أخرهما وقد أدرك أخيرا بأن من اصطدم به ليس سوى أحد أحفاد (إبليس)،والذي اسودت عيناه في تلك اللحظة بطريقة مخيفة ليجيبه بنبرة مهددة..شريرة :

"وتجرؤ على تذكيري بهذا أيها النذل؟؟''

عاد (رواد) يستفزه ببرود :
"ولما لا،كرهكم للموضوع لا ينفي بأنها الحقيقة المطلقة،هي ابنة عمتنا..تحمل نفس دماءنا،ويوما ما ستعود لنا شئتم أو أبيتم.''

اندفع نحوه وعيناه يتطاير منهما الشرر،لكن رجاله أوقفوه،بينما أطلق ابن عمه ضحكة شريرة زادت من جنون الرجل الأخر الذي عاد يصرخ به بغضب أعمى :
"فاليتجرأ أحدكم فقط على الإقتراب منها وسترى ما سأفعله بكم،سأحرقكم جميعا فردا..فردا.''

تغيرت تعابير ابن عمه بدوره،لتصبح متحجرة وقاسية،لكنه لم يفقد هدوءه البارد،بل تمادى يستفزه بوقاحة :
''لا تتحامق يا ابن(الكاسب)،أنت لست ندا لي حتى،ثم لما لا تدعونها هي تختار،لقد أصبحت شابة ناضجة وجميلة جدا..جدا؟؟.''

وفي تلك المرة،
فشل رجاله فشلا ذريعا في متابعة إحباط محاولاته المستميتة للوصول له والهجوم عليه،وهكذا وفي ثانية واحدة تحرر منهم دفعة واحدة،ليقفز عليه يلكمه بوحشية على وجهه..
لكمة..اثنتين..فثلاثة وذلك كل شيئ إذ استيقظ من ذهوله هو وكلا الفريقين من الحرس،ليتدخلوا في محاولة لإبعادهما عن بعضهما البعض،ولقد نجحوا لكن ابن عمه ظل يركل الهواء بعنف وغضب من حولهم،ناهيك عن الشتائم التي كان يطلقها كلا الطرفين مما بدأ بجذب الأنظار الفضولية نحوهم.

شتم بدوره بصوت منخفض ليقول أخيرا بصوت بارد متحكم :
"إهدئا الأن،كلاكما ناضج،لديكما اسما وسمعة في المجتمع يجب الحفاظ عليهما،مثل هذه الشجارات السخيفة لا تحدث على الملأ.''

واجهه الرجل بعيون رصاصية متحجرة ليصرخ فيه بحقد أسود :
"وذلك ما تجيدون فعله أليس كذلك،تضربون في الخفاء كالجبناء؟؟''

تمتم من بين أسنانه ببرود صقيعي :
"ذاك مِن صنع مَن لا حول ولا قوة لهم يا سيد،أما نحن فلسنا أبدا كذلك،وعموما..أنا هنا لغرض أخر،ولم أرى (روان)حتى ولو صدفة.''

سكت قليلا ليلتفت باتجاه رجالهم المتأهبين،ليضيف أمرا إياهم ببرود وهو يتقدمهم باتجاه المخرج :
"اتبعوني بصمت،يكفي فضائح............''

حاول (رواد) الإعتراض متجاهلا أنفه النازفة،ناهيك عن عينيه اللتان كانتا تقدحان شررا باتجاه الأخر الذي كان بدوره يبادله نفس النظرات إن لم تكن أشد وأقسى،لكنه عاد يأمره بحزم :
"يكفي (رواد)،نحن في مكان عام وهذا ليس بجيد لسمعة العائلة،لو علم جدك هل تظنه سيحب أو يرضا عم تفعله الأن؟''.

أنهى جملته بأن أشار لأضخم رجالهم كي يحكم قبضته عليه،لكنه سرعان ما نفض ذراعيه عنه ليسير باتجاه المخرج وهو يشتمهم جميعا..

التفت غصبا عنه يحدق في الرجل الأخر....

إذا ذاك الغاضب..المخيف من عائلة (الكاسب)،ترى من منهم،وابن من،وهل يقرب (للجورية) الحسناء،من قريب أو بعيد ؟؟

إنه لا يعرفهم،ليس معرفة شخصية على الأقل..
أبدا لم يرد تلك الحرب بينهم،وهكذا اقتصر دوره على انتظار العروس.
مراقبتها وحتى محاولة استمالتها ناحيتهم أو حتى خطفها،لم تكن مهمته،هو عليه فقط الزواج منها في النهاية،وذلك خطأ عليه إصلاحه الأن،لقد ترك نفسه خارج اللعبة لسنوات بالفعل،وآن له أن يتدخل،أن يعود لها شاء أو أبى لكن ليس من أجل ابنة عمته،بل من أجل الأخرى..من أجل (الجورية) التي نجحت بلقائين اثنين من تعليقه في شباكها الساحرة..المميتة تماما كما تفعل الحوريات بالصيادين..ليدعو الله فقط أن لا تكون نهايته معها مثلهم..


بدوره نفض ذراعيه بقوة وقسوة،من رجاله اللذين كانوا يمسكون به..
مسح شفاهه حيث نجح ذلك المتحذلق بلمسه خلال مهاجمته هو له،لكن عيناه ظلتا تحملان كل علامات الإجرام..
تلك لم تكن المرة الأولى التي يلتقي فيها (برواد السعدي) يحوم حول ابنة عمه..

في بعض المرات تجاهله كي يخفي وجوده هو من حولها في الأساس،لكن وبعد أن أصبح خطيبها بالفعل لم يعد يهمه شيئ..

ذاك الأخر ابن عمه،ما اسمه..(ضياء) أو شيئ ما من ذلك القبيل،لطالما كان بعيدا،لم يره قط،ليس في نفس المكان معها على الأقل،إذا ماذا الأن،هل يخططون لشيئ جديد،هل يريدون قتلها حقا أو استعادتها فقط كما ذكر ذلك الحقير؟؟.

عاد يمسح شفاهه بظاهر يده بعنف ليحاول الإصلاح من هيئته وهو يأمر رجاله بغضب أعمى :
''أبقوا عيونكم متيقظة،لا أريد لأي سافل من (آل.سعدي) أن يدور على مقربة من أي فرد يحمل دماء (آل.كاسب)،هل هذا واضح؟؟"

همهم الجميع يقدمون له فروض الطاعة والولاء،ليتفرقوا يستكشفون المكان بعيون حذرة ومتيقظة كما أمرهم.

تحرك بدوره يبحث عنها،ثم ألم يأتي في الأساس ليراها..
ليلة الأمس كانت مشحونة ومليئة بالتوتر..

حسنا وليكون صادقا مع نفسه،كان يتوقع شيئا من ذلك منذ اعترف له (كاسر)بإعجابه ورغبته بالإرتباط من تلك (الغيث)،وهكذا ظل متوجسا..
لكن أن ينفجر الأمر بتلك السرعة،بل وأن يصل لذلك الإقتراح العجيب الذي اقترحه والده فذلك والحق يقال لم يخطر بباله قط،والأسوأ فكرة شقيقه السيئة جدا عن ضرب العصفورين بحجر واحد،لكن ما يخشاه حقا رد فعل العصفورين عندما يدركان الطريقة التي سيضربان بها..

لم ينم كثيرا تلك الليلة لا هو ولا حتى (كاسر)،ظلا يتحدثان ويتناقشان قرابة الفجر،ويبدو أن خالته وابنتها وحتى والدهما لم يحظوا أيضا بليلة جيدة إذ وعندما استيقظ هو شخصيا وسأل عنهم،علم بأن المرأتين قررتا الذهاب لزيارة جدته حيث ستكون هناك خالته الأخرى التي عادت للبلد حديثا ووالده قرر مرافقتهما،وذلك شيئ أخر لم يعرفه..
حسنا هو يعرف جيدا بأن يوم الأحد يكون خاصا باجتماع العائلة عند الجدة الحبيبة.. الماكرة..لكن كما يبدو زواجه الوشيك أنساه كل شيئ..
لكن حقا وبشأن خالته وابنها الذي كان فيما مضى أحد أعز أصدقائه و(كاسر)،هل يعودان للاستقرار في المدينة،ولا يعرف ذلك حتى!!!

لقد ذهل تماما للخبر،كما ذُهل قديما بطلاقه وزواجه السريع للمرة الثانية؟!!

حسنا وليكون منطقيا نوعا ما،ومنذ قرر ابن خالته الإهتمام بالعمل وجعله من الأولويات،وكذا الهجرة لاحقا،بهتت العلاقة بينه وبينهما،لينشغل كل منهم بحياته،خالته كانت تأتي وتغادر،أحيانا تزورهم زيارة خاطفة وأحيانا أخرى زوجة والده هي التي كانت تفعل،أو تلتقيان عند الجدة،
(حازم) ابنها الأصغر،ظل في البلد مع ذلك لقاءاتهما كانت قليلة ونادرة،لكن أن يصل بهم الأمر للعودة نهائيا ولا يعرف،فذلك احتاج منه وقفة تساءلٍ محترمة..

زفر بضيق وعيناه تجوبان واجهات المحلات بنفاذ صبر واضح،قبل أن يجذب أنظاره أحد الفساتين المعلقة بإحدى الواجهات الزجاجية،ورغما عنه وقف يحدق فيه مبهورا باللون الشبيه بلون عينيها،لكن ما هي إلا ثانية أو اثنتين حتى ظهرت البائعة من الخلف تزيله عن الموديل البلاستيكية التي أصبحت عارية أمامه..
تجهمت ملامحه ليدلف للداخل بقامته الطويلة..الضخمة يبحث عن البائعة و
الفستان..
حسنا لقد نال إعجابه وبشدة أيضا،
لذا سيفاوض على أخذه حتى ولو اضطره الأمر لمضاعفة ثمنه مقابل أن يحصل عليه لذهبيته المتمردة.

اقترب من البائعة التي حيته بعيون تلمع إعجابا وتقديرا لهيئته الذكورية الخشنة،والتي لم تكن بالصاخبة جدا،لكن في نفس الوقت لها حقها من الجاذبية التي يتمنى أن تراها ابنة عمه يوما ما،بل وتنجذب لها حتى..

سألها عن الفستان الذي كان قد بيع بالفعل كما توقع،حاول معها،يغريها بالمال مستخدما تأثيره الرجولي الذي بدا قويا وواضحا عليها لكنه ولدهشته تفاجأ بسماع صوت أخر يقول من وراءه بنبرة مستهزئة..حادة :
"لقد جئت متأخرا،كما أن مفاوضتك فاشلة،الفستان مدفوع ثمنه بالفعل."

التفت بسرعة ليغرق في بحار عينيها،لكن هل ذاك كحل ما يراه يحيط بحدقتي الذهب خاصتها أو أنه يحلم؟؟
غافلا عن البائعة التي كانت تحدق فيهما بفضول،وعن نظراتها هي شخصيا التي تخللها شيئ من الإرتباك،بدأت تقاومه بشراسة كي لا يلاحظه،تمتم كالمنوم مغناطيسيا :
"سبحان من خلق تلك العيون.''

ارتبكت..
(روان الكاسب) ارتبكت حقا،أزاحت وجهها عنه بسرعة وهي تتمتم بشيئ ما وكانت ستنسحب من أمامه لولا سرعة بديهيته،أمسك بيدها يوقفها بدون شعور،لكن بدل أن يبعد عنها ارتباكها ذاك كما كان ينوي أن يفعل،تفاجأ بنعومة بشرتها،وبالتأثير الذي خلفته تلك اللمسة على مشاعره..
أحس بها تحرك يدها بصعوبة تريد تحريرها لكن شيئ ما جعله يضغط عليها أكثر وهو يقول بنعومة :
"الفستان كنت أفاوض لأشتريه من أجلك.''

رمته بنظرة غاضبة..سوداء لتجيبه بحدة وهي لاتزال تحاول التخلص من قبضته :
"ولما تشتري أي شيئ من أجلي؟''

أجابها ببساطة لكن دفئ نظراته على ملامحها كان يخبرها بأشياء وأشياء :
''لأنك خطيبتي.''

نظرت خلفه نظرة ذات معنى،بالضبط حيث كانت البائعة لاتزال على مقربة منهما تسترق النظرات لهما بدون حياء،لتهمس له من بين أسنانها بشيئ ما لم يستطع سماعه،
تحرك باتجاهها يقترب منها أكثر،لكن في تلك المرة رائحة عطرها هي من أخرسته،وأدخلته لحلم جميل لم يرد الإستيقاظ منه..

كان خفيفا جدا لذا لم ينتبه له في البداية،لكنه كان أيضا مثيرا ومستفزا لعواطفه الرجولية التي كانت تأمره بأن يثبت ملكيته لها هناك،لها ولغيرها أيضا،بأن يلمسها أو حتى يحتضنها أمام مرآى من الجميع،لا ليشبع توقه لها فقط بل وليطمئن قلبه الذي شعر بالتهديد والخوف حتى عندما اكتشف وجود ابن خالها في الجوار..

لم يدرك أنه كان غارقا في أحلام اليقظة حتى شعر بضغط يدها هي عليه توقظه بقوة..لترتفع دقات قلبه محدثة صخبا هائلا بأعماقه..
يالله..
مجرد لمسة منها فقط..بسيطة وغاضبة،بل هي لمسة اعتراض أيضا..
مجرد نظرة من ذهب عينيها لا يهم كيف تكون حقا،كارهة..حاقدة..ساخرة...
ورائحة لعطر ما..عطر سيقترن اسمه ورائحته دائما بها..
يشتتون تركيزه بتلك الطريقة فما بالك عندما تصبح كلها من حقه؟

كل نظرة عشق اختزنها طويلا بأعماقه،يخفيها عن الكل حتى عنها،سيكون من حقه إظهارها وبكل فخر..
كل لمسة يتوقى لها،لوجهها..لشعرها..لتلك الشفاه المكتنزة التي تغيظه كلما تحركت أو تفوهت بشيئ ما..ليديها..لجسدها ككل..ستكون من حقه أيضا..
وكل نفس تمنى بحرقة أن يأخذه من عبيرها،سيأخذه متى ما شاء ومتى ما أراد..

ارتعش جسده غصبا عنه وكادت جفونه تنطبق مستسلمة ومتجاوبة مع أفكاره،لكن هي كانت في واد أخر تماما كل همها كان التخلص من قبضته التي كانت تزداد حرارة،وهكذا عادت تهمس له بشيئ ما لم ينجح في سماعه مرة أخرى،لكن في تلك المرة انحنى برأسه أكثر يقرب أذنه من شفاهها ليسمع همستها الغاضبة جدا إذ وكما يبدو كيلها قد فاض أخيرا من تصرفاته المغيبة،تمتمت له بصوت كفحيح الأفعى من شدة الغضب والحرج :
"قلت لك اتركني..ابتعد..هل جننت أنت تجعل الجميع يحدقون بنا؟!!.''

ابتعد قليلا ليلتفت باتجاه البائعة وبدون أن يتركها أو يجيبها أمر تلك الأخيرة بنبرة متحشرجة :
''هلا جهزت الفستان وغلفته رجاءا،سأتي لأخذه بعد قليل.''

هزت له رأسها موافقة لتبتعد عنهما أخيرا،في حين تحرك هو يجرها خلفه يبتعد بدوره لأحد الزوايا حيث يتواريان قليلا عن النظرات الفضولية التي كانت ترمقهما خلسة لكن حقا.....
أين بنات عمها الأخريات وشقيقته هو،تمتم باهتمام وهو يحدق حوله متجاهلا النظرة القاتلة بعينيها :
"أين (روعة)؟."

هاجمته بلؤم وهي لا تزال تصارع لجذب يدها من يده :
''الأن فقط افتقدت شقيقتك العزيزة،تبا لك من جريئ لا يخجل،اترك يدي الأن والا صفعتك.''

افترت شفاهه عم يشبه الإبتسام،لكن عيناه ضاقتا عليها قليلا حين أجابها بنبرة مهددة :
''ماذا قلت لك بشأن الشتائم (روان)،هل تريدين إغضابي........."

لم تجبه بل اكتفت برميه بنظرات نارية جعلته يضيف ممازحا مع أن نظرات عينيه كانت بعيدة كل البعد عن المزاح :
"من يراك يا جميلة (آل.كاسب) ينسى نفسه وليس أحد أفراد أسرته فقط.''

فتحت فمها ونية شتمه مجددا واضحة وضوح الشمس في ذهب عينيها،لكنه سبقها ضاحكا في تلك المرة :
"تذكري..لا شتائم،وعموما أنا لا أنسى شيئا أو أحدا وها أنذا تذكرتها رغم كل شيئ.''

تململت بشدة لتصرخ فيه بغضب وعيناها الذهبيتين تنفثان نحوه ذاك اللهب الذي يعشقه :
"اتركني لأعود لهن،إن كنت تكره الشتائم وترفض تلقيها،إذا اتركني الأن."

تساءل متجاهلا غضبها :
"و أين هن؟''.

صرحت أخيرا بشفاه مزمومة وجبين عابس :
"في غرفة التبديل،يقمن بقياس الملابس.''

جالت عيناه بمهل على تفاصيلها المختبئة خلف عباءتها السوداء ليسألها باهتمام :
"وأنتِ لما لستِ تجربين وتقيسين معهن؟''

تمتمت بفتور :
"أنا اشتريت بالفعل ما جربته وأعجبني.''

ابتسم رغما عنه وهو يتذكر الفستان ليعلق برضا :
"سبحان الله ذوقنا واحد،وهذا مشجع حقا."

أجابته بعذوبة مصطنعة،وهي ترمقه ببغض شديد :
''لحسن الحظ في الملابس فقط."

هز رأسه يمينا ويسارا ليؤكد لها بثقة من يعرف ما يقول :
"لا تتسرعي وتذكري أنت لا تعرفين شيئا عني.''

سخرت منه بحاجب مرفوعة :
"وأنت ما شاء الله عليك تعرفني،أليس كذلك؟؟................"

ابتسم يزيد من غيظها دون أن يجيبها مما جعلها تضيف بصوت مرتفع غاضب وهي تضرب الأرض بقدمها،يبدو أنها وصلت لأخرها كما يقال،ولقد أحب ذلك،أي رد فعل منها حتى وإن كان الغضب،أفضل من ذاك الجمود الذي سبق وعاملته به :
"ألن تتركني،ثم مالذي تفعله هنا على أية حال،هل تراقبني؟؟

كاد يضرب رأسه بكفه وهو يتذكر سببه الأخر للمجيئ عاد رؤيتها طبعا،ليخرج علبة مربعة من سترته والتي اشتراها قبل مجيئه للمركز التجاري،ليمدها نحوها قائلا :
''لا لقد أتيت لأعطيك هذه."

تنقلت بنظراتها المليئة بالشك والحيرة،بينه وبين العلبة لتتساءل بصوت أهدأ :
''ما هذا؟''

دفعها نحوها،كما حرر يدها أخيرا وهو يقول برقة :
"خذيها أولا."

ابتعدت خطوة للخلف ما إن تركها،لكنها ولدهشته عادت لتمسك بالعلبة برهبة فاجأته،سألته أخيرا بارتباك،لتبدو أمام نظراته المتفحصة كمن يرى هدية مغلفة بورق لامع وجميل لأول مرة في حياتها كلها :
"ما هذا؟"

أمرها بلطف :
"انظري بنفسك،افتحيها."

هزتها بطريقة زادت من دهشته وذهوله،بدت كطفلة..طفلة صغيرة تتلقى هديتها الأولى،لكن هل ذلك معقول حقا؟
بدأت بتمزيق الغلاف بأصابع رشيقة..سريعة وما إن وصلت أخير لهديتها حتى أطلقت صيحة استغراب مدوية جعلته يتمنى احتضانها بقوة حتى يعوضها كل ما حرمها هو منه بسبب واجبه العائلي..الأخرق..
تحدثت أخيرا بما يشبه الرهبة وهي ترفع الهاتف ذو اللون الذهبي كلون مقلتيها :
"من أجلي..هل هو من أجلي؟؟''

في الواقع شقيقته التي راحت تثرثر بالأمس عند عودتهم من زيارتهم عن كل ما تحدثتا به،لتعبر عن استغرابها أخيرا بعدم امتلاكها لهاتف نقال،هي من أوحت له بالفكرة،وكان ذلك أول شيئ قام به بعد خروجه من المنزل..
هز رأسه أخيرا موافقا وهو يشعر بالشفقة وحتى الأسف عليها،لقد وصف له عمه نوعا ما الحياة التي كانت تعيشها وسطهم والطريقة التي كانوا يعاملونها بها،لكن أن يبخلوا عليها لتلك الدرجة فذلك ما لم يكن يتوقعه،عادت تسأله بشيئ من التردد وعيناها الواسعتين لا تفارقان ملامحه :
"لكن ألا تخاف أن أستعمله بطريقة خاطئة،أعني قد أسعى للاتصال بعائلتي الأخرى؟''

وهل ستفعل؟
انتبه لكونها تراقب ردة فعله بترقب حذق،كأنها تختبره..
لكن لا هو لا يخشى اتصالها بهم،ببساطة لأن لا علاقة لها بهم أصلا،هز رأسه يمينا ويسارا علامة الرفض ليجيبها بثقة :
"أنت لن تفعلي،أنا أثق بك.''

أعادت الهاتف لعلبته أخيرا،وللحظة ظل رأسها منخفضا تحدق فيه صامتة،كأنها تفكر في شيئ ما بعمق وجدية،لكن عندما ارتفع أخيرا نحوه كان ذهولها السابق قد اختفى منه ليحل محله الإستهزاء والسخرية وذلك ما حملته نبرة صوتها أيضا :

"وعلى أية أساس بنيت ثقتك هذه،هل لأنني سأضع توقيعي بجانب توقيعك على ورقة.''

لا يدري لماذا استفزه كلامها الامبالي ذاك عن عقد زواجهما المرتقب،رماها بنظرة باردة كانت الأولى من نوعها،ليجيبها مؤنبا بجدية :
"تلك لن تكون مجرد ورقة بل عقد زواجنا (روان)،لا تستهيني بها أو بنفسك،لكن إن أردت الصدق ليس هذا هو ما يجعلني أمنحك ثقتي،أنت من (آل.كاسب) ذكية وحتما تدركين.''

مهما كان ما فهمته من كلامه الا أنها هدأت،اختفى استهزاءها فجأة كما ظهر فجأة،ومجددا عادت تلك الطفلة التي فاجأته بوجودها بداخلها قبل قليل،سألته باهتمام :
''وأمي؟؟''

سقطت همستها تلك على مسامعه كالصاعقة ليعود الذنب القديم ينهش أعماقه،أمها..أمها التي ستكون للأسف دائما موجودة بينهما،تنهد بصوت مرتفع غير مقصود،لبد وأنها فهمته اعتراضا،إذ سرعان ما اكتست عيناها بالجليد الذي لم يكن سوى بديلا لخيبةٍ رفضت إظهارها له،ولم يرد ذلك أبدا،إن كان سيسعى بكل قوته لإنجاح ذلك الإرتباط فعليه أن يجعلها تتعلم الثقة به كما سيفعل هو،لا أن تواجهه بالبرود والامبالاة كتغطية مزيفة لمشاعرها الحقيقية..

"(روان)".

همس باسمها مناديا..
حسنا أليس ذاك حديث مهم جدا ليجريانه في محل تجاري لبيع الملابس النسائية؟؟
زفر بعمق ليتابع بجدية :

"أمك إن أردت محادثتها افعلي،لن أمنعك أبدا عنها.''

عادت تنظر له بسرعة وقد اكتست ملامحها بالتعجب لتعلق أخيرا بجفاف :
"أنت تسخر مني أليس كذلك،أنا لا أملك أية معلومات عنها،فهل سأملك رقم هاتفها؟؟''

سألها بدون لف أو دوران :
"هل تريدينه (روان)؟؟

التمعت عيناها بلهفة شحب لها لون وجهه..إنها تتوقى لأمها حقا،للحضن الأمن الوحيد الذي تظن أنه تبقى لها،لتزيد من بؤسه حين أعلنت بصوت متحشرج يملأه الشوق والرجاء..
رباه يا(روان)رباه يا حبيبتي مالذي فعلته بك،وهل ستغفرين لي يوما؟؟

''هل..هل حقا تهتم..أعني..هل تسألني بصدق أو تسخر مني فقط؟؟''

سارع لإجابتها بكل ما يملكه من صدق :
"حقا يا (روان) لك وعدي،إن كنت تريدينه سأتيك به.''

سألته بحيرة :
"لكن لماذا؟''

أجابها ببساطة :
"لأنك تريدين ذلك ولأنها أمك ومن حقك سماع صوتها ومعرفة أخبارها،وأيضا لأنني أريد لزواجنا أن ينجح وأن تتعلمي الثقة بي لهو البداية الصحيحة.''

في تلك المرة لم تسأله شيئا بل عادت تخفض رأسها،تخفيه عن نظرات عينيه،وذاك أقلقه،نادها باضطراب :
"(روان).''

لم تستجب له،لا بالكلام ولا حتى بإعادة رفع وجهها نحوه،مما جعله يتجرأ أخيرا على مد يده لذقنها ليرفعه هو،ولشدما كانت دهشته وتأثره عظيمين عندما لمح تلك اللألئ الحبيسة داخل أهدابها،
تأوه بصوت مصدوم..مرتفع..وهو يفكر بأن من وصف دموع النساء بالأسلحة الفتاكة لم يكن يكذب أبدا...طالبها بصوت مرتجف :
''لا تفعلي..لا تبكي."

اعترفت بنعومة وحزن :
"أنا لا أبكي."

أكد لها برقة وعيناه لا تفارقان ملامحها الجميلة،بعينيها الممتلئتين بدموع ترفض ذرفها،وذقنها المرتجفة بانكسار موجع :
''لا..أنت لا تبكين."

أزاحت نظراتها عنه أخيرا،لتسأله بتردد :
"هل نعود؟''

وافقها بهزة من رأسه ليقول مغيرا الموضوع ككل :
"أجل ذلك أفضل،وعلى فكرة سجلت رقم هاتفي في حالة أردت الإتصال بي.''

نظرت له بحيرة لتسأله باستغراب :
"ولماذا سأفعل؟.''

أجابها ممازحا وفي نفس الوقت كان جديا..نظراته لها كانت كذلك على الأقل :
''إذا ما احتجتِ أو رغبتِ شيئا،لنتحدث ببساطة كما كنا نفعل الأن،لتعرفيني أكثر،وربما لتطمئني علي..من يدري.''

كانت تحدق فيه بتعجب كأنه مخلوق فضائي يتحدث بلغة غير مفهومة وذلك جعله يشعر بالإحباط نوعا ما،إذ ومن خلال تلك النظرات فقط علم بأنها لن تتصل به أبدا،الا إذا فعل هو،كان على وشك إيضافة شيئ عندما سبقه صوت ثالث انضم لهما في تلك اللحظة بالذات :

"(روان) ها أنت أخيرا لكن أين........''
ابتلعت باقي جملتها بدهشة وقد وقعت عيناها عليه،لتردف بحيرة تخاطبه هو في تلك المرة :
"(غالب) مالذي تفعله هنا؟''

اقترب منها ليطبع قبلته المعتادة على فروة رأسها بحنان لم يخفى على تلك التي كانت تراقبه خلسة،ليجيبها بمرح مصطنع :
"ألا يحق لي بالإطمئنان على أختي وقريباتي؟''

تمتمت باقتضاب :
"بلى لكنك لم تخبرني بأنك ستلحق بنا!!"

صغيرته لاتزال غاضبة منه و(كاسر)،كان عليه أن يدرك ذلك مذ علم بخروجها بدون أن تسأل عن أحديهما،لحسن حظه كان يعلم بخططها لذلك اليوم،والا لكان فوت على نفسه الكثير،لكنه والحق يقال يتفهمها،(ملك)مقربة جدا منها وقد تُعادي الجميع حتى من أجلها،عقبة أخرى في قصة شقيقه المتشابكة الأطراف،
أجابها أخيرا برقة :
"أردتها مفاجأة،كما أنني قررت أخذكن للغذاء خارجا،بما أن خالتي لن تكون في المنزل."

أعلنت بجفاف وهي تتجنب التحديق في عينيه :
"نحن لم ننتهي بعد."

أجابها برضا :
"سأنتظر..لقد حجزت في مطعم لغذاء متأخر،خذي وقتك يا حبيبة."

رمته أخيرا بنظرة غاضبة،قبل أن تتجاهله كليا،ولكي تغيظه تأبطت ذراع (روان)،تقودها بعيدا عنه،كأنها بذلك تنتقم منه،ابتسم بمودة ليضيف بصوت مسموع وهو يلحق بهما :
"حسنا يا مستبدة،افعلي الأن ما بدا لكِ،لكن مستقبلا أعدك،ستتوسلينني من أجل أن أدعك ترينها فقط ولن أفعل.''

شخرت بدورها بصوت مرتفع،لتتابع تجاهلها له،لكن المعنية بالأمر ولدهشته الكبرى ابتسمت،وذاك..ذاك جعله يتوقف للحظة مقطوع الأنفاس..يتساءل إن كان ربما وربما فقط،بدأ يجد طريقا صغيرا..ضيقا..متعرجا إلى قلبها؟؟

غريزته أنبأته بأنه مراقب،مما جعله يتوقف عن التفكير مؤقتا ليلتفت بسرعة يبحث عمن يراقبه،
ولدهشته كانت سوداء الشعر من قسم العلاقات العامة والتي ترقت مؤخرا لتصبح أحد أهم المديرين في شركته،وذلك ليس كل شيئ بل كانت أيضا توصية ابن خالته،لم يعرف يوما العلاقة بينهما ولم يهتم،لقد سأله خدمة نفذها له وذلك كل شيئ،ولحسن حظه كانت من النوع النشيط الناجح الذي يعتمد عليه..
عاد للحاضر ليمنحها هزة صغيرة من رأسه وهو يسألها :

"أنسة(هداية)، يالها من صدفة كيف حالك؟؟''.................................... .................................................. .................................................. ..

(يتبع)


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-17, 08:06 PM   #664

أريج العمري
 
الصورة الرمزية أريج العمري

? العضوٌ??? » 364246
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 880
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
?  نُقآطِيْ » أريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond reputeأريج العمري has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أتى الغد سريعا وكما جاءت رحلت،
لكن في تلك المرة لم تمضي ساعات رحلتها باكية..متحسرة،بل كان الحماس يملأها،كلام والدتها ومعرفتها بأنها تساندها،وحتى ذلك الحديث الغريب الذي تبادلته ووالدها في المحطة،جعلاها تشعر بأنها محظوظة بهما وبأنها قوية وقادرة على مواجهة الجميع وحتى الإنتصار عليهم،
حسنا كلام والدها بالأخص كان غريبا نوعا ما،وهي والحق يقال لم تفهم معظمه،لقد تحدث عن جارهم الوقح بإجلال لم تبتلعه،كما نصحها بالإبتعاد عن طريق (جاسر) وذلك عمل تنوي فعل عكسه،وأشياء أخرى بدت في مجملها غامضة وغير مرتبة،كأنه يريد إخبارها بشيئ ما وفي نفس الوقت لا يريد،
لكنها مع ذلك أصغت له ووافقته على كل شيئ ظاهريا على الأقل...

هو والدها الذي تعشق،احترامه واجب،لكن عقلها ولتكون صادقة كان ممتلئا بالخطط التي تنوي القيام بها،
أمامها حرب ضخمة تنوي الفوز بها،لقد خسرت أولى المعارك بالفعل،لكن الحرب ككل لاتزال في أولها وهكذا ودعته بابتسامة كبيرة لتركب القطار عائدة يملأها الأمل واللهفة..

أول ما ستفعله هو التسوق وبكثرة،ستغير من أسلوبها قليلا،لن تتخلى عن مبادئها لكن لبأس بشيئ من التغيير..نصيحة أمها!!

زمت شفتيها بامتعاض..ثم أليست هي من كانت تؤكد لنفسها ومنذ أيام قليلة فقط بأنها لن تتغير وبأن من سيحبها عليه أن يحبها كما هي،وياللعجب كانت تركب نفس القطار؟؟

''سريعة أنت يا(غيث) في استبدال أرائك؟؟''

أمها السبب هي أقنعتها و..و..و...

"اهدئي الأن خذي نفسا عميقا وركزي،أمامك مهمة ليست مستحيلة طبعا،لكنها صعبة،لديك دعوات أمك وثقتها ونصائحها لذا ستنجحين،لا داعي للتفكير في ذلك الصوت الصغير الذي يحاول منعك..حسنا؟!!''

ابتسمت بتوتر لتحاول العودة والتركيز على الخطط،
ستذهب للتسوق ما إن تصل،ستسلم على عائلتها وتجر (هداية) لأكبر مركز تجاري في المدينة،راتبها ضخم،ووالدها الحبيب لايزال يودع مصروفا شهريا في رصيدها،وهي لم تكن مبذرة يوما،لذا ستفعل وإن لمرة واحدة وبعدها فالتندم على مهل و......

مضى الوقت بين التخطيط والتفكير،ترفض أحيانا فكرة وتوافق على أخرى،تهز رأسها كالمجنونة،تزم شفتيها بغيظ،تبتسم كالبلهاء،تعبس،تضحك لكنها لم تبكي ولم تنم في تلك المرة وعندما توقف القطار أخيرا تفاجأت حقا بسرعة مرور الوقت لتتذكر مقولة قديمة قالها (شكسبير)..

''أوقاتنا في الحب لها أجنحة،وفي الفراق مخالب''.

ركبت الباص الذي تركها بعد نصف ساعة في الحي الذي تسكن فيه،أو بالأحرى على مقربة منه،عليها فقط السير لنهاية الشارع ثم ستجد نفسها أمام العمارة العريقة حيث يملك عمها شقة كبيرة في الدور الأخير،
تحركت بخطوات متسارعة،لقد انتصف النهار وإن كانت لاتزال ستذهب للتسوق فعليها أن تسرع..
دخلت للمصعد أخيرا وهي تدندن بصوت منخفض وما هي الا دقيقة واحدة حتى توقف مقابل باب الشقة،
خرجت منه لتبدأ بطرق ذلك الأخير بحركات راقصة..متتالية لم يكونوا ليخطئوا صاحبتها.

انفتح الباب لتطل منه خالتها مبتسمة وقبل أن تدعها تعلق بكلمة واحدة،اندفعت تحتضنها وهي تقول بمرح وسعادة :
"خالتي يا أجمل خالة في الدنيا،اشتقت إليك."

علقت ضاحكة :
"(غيث) بنيتي أنا سعيدة بعودتك."

قبلتها بصوت مرتفع لتتركها أخيرا وعيناها تدوران في أرجاء الشقة بحثا عن بقية عائلتها :
"وأنا أيضا سعيدة بالعودة،لكن أين عمي و(هداية)."

تمتمت بتذمر :
"في الشرفة يثرثران عن الأعمال والتجارة واقتصاد البلاد تعرفين ولعهما المشترك،وحمدا لله أنك عدت لتؤنسي وحدتي.''

ركضت باتجاه الشرفة بعد أن رمت حقيبتها أرضا وهي تقول بمرح :
"سأفعل حبيبتي لكن بعد أن أقوم برحلة تسوق كبرى."

أتبعت جملتها بالنداء عليهما،ولم تتفاجأ بنظرات الذهول التي رمقاها بها،حسنا هي لا تلومهم لقد غادرت محطمة الفؤاد لتعود مرحة..ضاحكة وسعيدة..

وزعت قبلاتها عليهما بسخاء قبل أن تعلن بصدق :
"اشتقت لكم بحجم السماء.''

عمها الذي لم يستطع تحمل نوبة الحب والسعادة التي عادت بها،انفجر ضاحكا وهو يردد كلمة مجنونة لكن (هداية) لن تكون نفسها إذا لم تمنحها تلك النظرة القوية المتمعنة التي تحاول بها التأكد إذا ما كانت سعادتها تلك صادقة أو مجرد غطاء،ولأنها كانت بالفعل سعيدة بوجودها معهم كما وأن معنوياتها مرتفعة،
تجهمت ملامحها بتصنع لتهاجمها بنبرة ممازحة وهي ترفع لها حاجبيها الرفيعين مستعلمة :
"ما بك (هداية) هل اعتقدت بأنني لن أعود أو ماذا،أمل بأنك لم تخرجي سريري من غرفتك بعد؟؟''

ابتسمت لها بحب لتجيبها أخيرا بنفس نبرتها هي :
"الشقة واسعة وبها أكثر من غرفة،أنت فقط من تحبين مزاحمتي في كل شيئ،حتى غرفتي الخاصة.''

تمتمت بإصرار :
"سريري لن يغادر غرفتك،هناك نمت لأول مرة جئت للمدينة وهناك سأبقى.''

تحركت نحوها لتضمها بترحيب وحب صادقين وبادلتها العناق بأحر منه،الفرق بين عمريهما في الواقع لم يكن مساعدا لتكونا الصديقتين المقربتين اللتان تكونانها،ست سنوات ونصف يسمح فقط بأن تلعب ابنة عمها دور الأخت الكبرى لها،
لكن (هداية) كانت كل شيئ بالنسبة لها،
الأخت..الصديقة..والمثل الأعلى،تحبها جدا ولا تتخيل حياتها من دونها،خاصة بعد طلاقها وعودتها للعيش في منزل والديها لتجيئ هي للمدينة بعده بسنة ونصف أو سنتين،لا تتذكر كثيرا لكن علاقتهما ازدادت تقاربا ومتانة وحمدا لله على ذلك..

عادت للواقع تسألها بلهفة :
"أريد الخروج حبيبتي،القيام برحلة تسوق كبيرة..كبيرة.''

اعترضت زوجة عمها التي دخلت لتوها تلحق بها حاملة كأسا من عصيرها المفضل :
"ليس اليوم،رحلتك كانت طويلة وحتما أنت متعبة،لذا كل ما ستفعلينه هو الإستحمام،تغيير ملابسك ثم الجلوس معنا لتخبرينا بأخبار الوادي وأخبارك أنت شخصيا.''

تحررت من ابنتها بسرعة لتأخذ منها العصير،تجرعته دفعة واحدة تحت أنظارهم المستغربة،لتقول بحماس :
''الجميع بخير يسلمون عليكم بحرارة،أمي أرسلت لك كالعادة الكثير من الأشياء،لكنني تعمدت نسيانها.......''

ابتسمت بشقاوة لتضيف بمرح :
"أما أخباري فأنا بألف خير،فقط أحتاج للتسوق،غدا سأذهب للعمل وطوال الأسبوع سأكون مطحونة،هذه فرصتي الوحيدة........''

التفتت صوب ابنة عمها،رسمت تعابير مثيرة للشفقة على ملامحها لتردف تتوسلها القبول :
"هلا وافقت على مرافقتي رجاءا؟''

في تلك المرة عمها هو من تدخل قائلا بنبرة جدية :
"حبيبتي خالتك محقة الرحلة متعبة،لما لا تؤجلين خروجك للأسبوع المقبل؟؟.''

هزت رأسها رافضة وهي تؤكد بحزم :
"أنا لست متعبة..أقسم.''

علقت (هداية) بغمزة ماكرة من عينها اليسرى،متجهة بكلامها لوالديها،لكن الغمزة كانت لها هي :
"لن تتراجع عن شيئ قررته،لذا لا تهدرا وقتكما في إقناعها،ابنة عمي وأعرفها.........''

التفتت لها لتضيف بصوت أمر :
''أولا ستغيرين ملابسك لكن لاداعي للاستحمام لأن الجو بارد في الخارج وقد تمرضين،وبعدها ستأكلين شيئا ثم سنخرج..حسنا؟''.

وافقتها بحماس :
"حسن جدا يا أجمل (هداية) في الدنيا."

ركضت باتجاه الغرفة التي تتشاركانها،وفي أعقابها ثلاثة من أزواج العيون الباسمة برقة وحب..

كانت سريعة في كل ما طلبته منها،لذا وفي زمن قياسي كانتا تقفان بالفعل أمام أهم وأضخم وأكبر مركز تجاري في البلد،
(غيث) تتقدم بحماس و(هداية) تتبعها ضاحكة،
دخلتا لعدة متاجر لتخرجا محملتين،حماس (غيث) كان لا يصدق ولقد كانت سعيدة حقا من أجلها..
لكن وفي لحظة ما لم تتوقعها وجدت نفسها تقف بدهشة لتراقب مجموعة من الأشخاص..شخص منهم بالخصوص،لكن هل هي..هي أو أنها تتخيل؟

تحركت قليلا متجاهلة (غيث) التي كانت تسألها رأيها عن أحد الأثواب لتأخذ نظرة واضحة أكثر،لتجدها هي بالفعل من كانت تتوقعها،ثم حقا ألم يكفيها بأن رئيسها بنفسه كان يقف معها لتتأكد؟؟

كانت على وشك الإنسحاب بهدوء وحذر عندما التفت ذلك الأخير صدفة ليواجهها مباشرة،ارتبكت رغما عنها وكانت ستكمل انسحابها لكن تحيته لها أوقفتها وجعلت مجموعة من العيون تحط عليها بمن فيهم عينيها :

"أنسى(هداية)، يالها من صدفة كيف حالك؟؟''

بادلته التحية برأسها لتجيبه بهدوء بارد :
"بخير سيد (غالب) وأنت؟''

''الحمد لله بألف خير........أشار لرفيقتيه اللتان توقفتا بدورهما،ليعرفها عليهما متابعا بأدب مطلق :
"تعرفين (روعة) شقيقتي أليس كذلك،وهذه (روان) ابنة عمي وخطيبتي."

لم تفكر في خطوبته المفاجئة بقدر ما كانت تفكر في تلك الورطة التي لم تحسب لها أي حساب،
هزت رأسها لهما تحييهما بارتباك،لتلتفت تريد سرقة نظرة باتجاه ابنة عمها لكنها سرعان ما شهقت رغما عنها حين وجدتها بجوارها بل وتتنقل بنظراتها المذهولة بين الرجل وشقيقته متجاهلة الخطيبة تماما..

تبا..تبا..تبا..ألم يكن اليوم ليكون أفضل لو مضى بدون تلك الصدفة الغريبة؟؟

ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول أخيرا كارهة :
"ابنة عمي(غيث)،وهي تعمل معنا في الشركة أيضا.''

لقد قامت بالتعريف بدورها كي لا تبدو قليلة الأدب،وحسنا كانت ستعتذر منهم لتهرب وإياها لكن تلك الأخيرة كادت تصيبها بشلل نصفي عندما تحدثت متساءلة بهدوء مخيف..مخيف :
''(غالب) هل اسمك (غالب)؟''

هل ما سمعته صحيح هل تركيزها كان على مديرهما أكثر من شقيقته،مالذي دهاها يالله،هل أفقدتها الصدمة صوابها،هل جنت؟

تدخلت تحدثها بنبرة محذرة خاصة وأن شقيقته كما خطيبته بدأتا تتنقلان بنظراتهما المتشككة بينهما :
"(غيث) ما بك إنه مديرنا...(غالب آل.كاسب).

لم تجبها بل لم تلتفت لها حتى وإنما أبقت كامل اهتمامها على الرجل،الذي ولدهشتها بدا بدوره دهشا بل حتى مهتما ليزيد من ذهولها حين تساءل بدوره نفس سؤالها بجدية واهتمام :
"(غيث)هل اسمك (غيث)؟؟''

هزت له رأسها دون أن تفارقه بعيونها الواسعة..السوداء،مثيرة المزيد من التساءلات المريبة،والتي سرعان ما عبرت عنها شقيقته بشيئ من الفتور :
"ما هذا يا (غالب)،هل ستبقينا واقفتين هنا طويلا،نحن لم ننتهي بعد أتذكر؟''

حسنا لطالما سمعت عن (روعة الكاسب) حتى أنها التقتها مرة،لكن تلك التي تحدثت ببرود وتعجرف بدت مختلفة عن تلك الصغيرة البريئة..ذات الطبيعة المحببة،ربما بسبب خطيبته التي كانت ترمقه بعينين ملتهبتين،لكن والحق يقال النظرات التي كان يتبادلها و(غيث) مريبة جدا حتى لها هي،فما بالك بشقيقته وخطيبته،قطع ذلك الصمت الذي لفهم لثوان صوت ابنة عمها يتساءل باهتمام :
''هل (كاسر) شقيقك؟."

أجابها بسؤال أخر :
"وهل أنت نفسها (غيث) من وادي (الشمس)؟.''

تمتمت (غيث)بشيئ من الرهبة وعيناها تلمعان بطريقة غريبة :
(كاسر الكاسب)..إذا هو من (آل.كاسب) وهو شقيقك؟!!."

هز لها رأسه ليعلن بابتسامة زادت من ذهولها هي شخصيا :
"وأنت تعملين لدي..من بين كل الأماكن..تصوري؟"

عادت شقيقته تعلن بنفاذ صبر واضح أظهرها كمتعجرفة باردة :
"(غالب)هل ستمضي النهار تحدق وتتبادل الحديث مع موظفيك؟.''

تشدق مبتسما يعرفها عليها،وعيناه لاتفارقان ملامح ابنة عمها :
"(روعة)..شقيقتي.''

نجح أخيرا في جعلها تحرره،لكن نظراتها حطت على تلك (الروعة)التي بدت غافلة عن الطريقة التي كانت تحدق فيها بها..
رباه لو كانت النظرات تقتل لكانت أردتها قتيلة،لكن والحق يقال هي تستحق ذلك خاصة وهي تتكلم كمدللة فاسدة لا يهمها شيئ..تمتمت أخيرا ببرود صقيعي :

"تشرفنا أنستي..سيدي........."

ولم تمهلهما الوقت للرد،استدارت لتتحرك وهي تضيف بصوت غريب.غريب..جعلها تشعر بأنها أبدا ليست ابنة عمها التي خرجت برفقتها بل أخرى لا تعرفها أبدا..أبدا..

''(هداية) هل نذهب؟''.

وذلك كل شيئ تحركت مبتعدة بدون أن تنتظرها حتى..
لقد كانت غريبة جدا والمحادثة التي أجرتها مع المدير أغرب،بدا كل منهما على معرفة بالأخر وذلك ولدهشتها لم يكن بسبب (روعة) بل بسبب ذاك(الكاسر) الذي سألت عنه،
هي تعرفه بالفعل هو شقيقه الأكبر لكن ما علاقته (بغيث) بل بمديرها،لقد سألها عن الوادي..مما يعني بأنه يعرف أشياء شخصية عنها و هي.....
حسنا هي تكاد تنفجر غيضا وفضولا،لحقت بها بسرعة وهي تقول مقترحة :

''دعينا نذهب للمطعم الموجود في الطابق الأرضي،سنطلب شيئا نأكله ثم سنتحدث..''

التفتت نحوها تحدق فيها ببساطة استغربتها لتجيبها بهدوء كأن شيئا لم يحدث :
''لقد أكلت لتوي (هداية) في المنزل،دعنا نكمل تسوقنا ثم نعود."

حدقت فيها باعتراض لتفتح شفاهها بالفعل تريد التعبير عن ذلك،لكنها سرعان ما تراجعت وهي تفكر بأنها وربما فقط تريد الهرب بمشاعرها لبر الأمان،وفي النهاية تبقى(روعة الكاسب)هي السبب الرئيسي في تخلي (جاسر)عنها..
حجة معقولة..
لكن عقلها كما قلبها ظلا يخبرانها بأن في الأمر سر ما تجهله.


(((حبيباتي لهون وخلص الفصل السابع...
بس ما تروحوا لوين مطرح لأنه في مفاجأة..بتمنى تكون حلوة وهي........

"الفصل الثامن" شوي وينزل،،،،،،
عبال ما تكملوا قراية الفصل وتعلقوا بكون كملت التدقيق وكالعادة منورين وقراءة ممتعة😚😚😚😚 )))


أريج العمري غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-17, 08:11 PM   #665

صفاء وليد
 
الصورة الرمزية صفاء وليد

? العضوٌ??? » 406835
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 23
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضور متأخر وألف مبروك التميز يا رائعة..
الرواية بتجنب قريت الفصول في يوم واحد وياريت ياااااااربيت لو كان لسه في فصول أقرأها. .


صفاء وليد غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-17, 08:47 PM   #666

Amlwarda
 
الصورة الرمزية Amlwarda

? العضوٌ??? » 390041
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 699
?  مُ?إني » غزة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » Amlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك action
?? ??? ~
أخبرهم يا كبريائي باستطاعتي ترك كل ما حولي وانا باتم سعادتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تبدو رائعة ومشوقة سلمت يمينك
انا راح اكون من متابعينك أن شاءالله


Amlwarda غير متواجد حالياً  
التوقيع
@ ... إياك أن تتمسك بأحد لايريدك ، إحترم قلبك ، وإحترم كرامتك ، ولملم ماتبقى من جراحك وإمضي ، فهناك من يستحقك ... @
قديم 19-08-17, 08:47 PM   #667

صفاء وليد
 
الصورة الرمزية صفاء وليد

? العضوٌ??? » 406835
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 23
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

حقول إيه ولا إيه ولا إيه..
الفصل فعلا يستحق الإنتظار دمار شامل يا أختشييييي ويا ويل قلبي من اللي جاي..

عموما تسلم إيديك يا قلبي الأحداث في تطور جميل والابطال بيجننوا ومع انك موضحة في المقدمة إنه أحفاد إبليس كاسر وغالب هما الأبطال الرئيسيين إلا أني قلبي بيدق لأبو عيون ذهبية ..شكلي راح أعمل منافسة مع الجورية. .هههههههههههههه😉😉😉😉😉

ومش كده وبس أنا حبتدي بيهم تعليقي..
جوري وضياء..
اللقاء الثاني أو الصدفة الثانية وكل صدفة أحلى من التانية..بصراحة تصويرك للمشهد كان رهيب..جميل جدا..لدرجة إني حسيت كأني شايفاهم قدامي..النظرات..الارتباك. .المشاعر المتضاربة. .واللمسة المسروقة..بجد ضياء حد جميل أوي ورجل بجد أما جوري فعفويتها جذابة وكمان إحساسها حاجة كده خيال ويا خوفي من اللي جاي..مش عارفة ليه حاسة انه حكايتهم متل العشق الممنوع الله يستر..

الثلاثي المثير غالب روان ورواد..
مش عارفة اكره هو عامل كده زي اللزقة بس جذاب بطريقته الخاصة بيدافعلا عن حقهذا في بنت عمته وده مش عيب..بس ياترى دفاعه بريئ ولا عايزها لنفسه؟.
غالب حبيت جدا جنونه ودفاعه عن روان وحبيت كمان حنيته معها واهتمامه بيها والأجمل تفكيره فيها...
روان بجد صعبت علي أكتر حسيتها بنوتة ضعيفة اوي محتاجة بس حضن دافي وشوية امان بجد بجد المشاعر في الفصل ده قوية جداااا. .

الأعمى في بداية الفصل أكيد هو زوج هداية مش كده؟؟
مش عارفة اقول ايه الصراحة صعب علي جدااا وشكله كمان مظلوم وأمه هي السبب لكن ليه اتجوز وإزاي خلف وهو لسه بيحب هداية..والأغرب بيبي هداية قتلوه الزاي؟؟؟
علامات استفهام كتيرة عليه الصراحة ،وكمان حازم أخوه مش عارفة ليه حاسة بأنه راح يكون خطر على علاقة غيث وكاسر؟؟؟

كاسر وآه من كاسر والمواجهة الكبيرة أخيرا ..الخطأ مش خطأ ملك الخطأ خطأ الأهل بس للأسف الأبناء بيدافعو الثمن وربنا يستر بقى ..قلبي مش مطمئن مش كفاية غيث مش معجبة به يطلع أبوه كمان عايز يجيبلها ضرة وقعتك مهببة يا حبيبتي وشكل الحماس اللي رجعت به من الوادي حتودعيه بدري بدري....


يالله ما حدش واخد منها حاجة ههههههههههههههه
الفصل جميل جدا ودسم وكبير وكل الشكر مش حيوفيك حقك...
تسلمي بجد وبانتظار الفصل الثامن على نار..

قبلاتي.


صفاء وليد غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-17, 08:48 PM   #668

Amlwarda
 
الصورة الرمزية Amlwarda

? العضوٌ??? » 390041
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 699
?  مُ?إني » غزة
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » Amlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond reputeAmlwarda has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
¬» قناتك action
?? ??? ~
أخبرهم يا كبريائي باستطاعتي ترك كل ما حولي وانا باتم سعادتي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضور بانتظارك عزيزتي

Amlwarda غير متواجد حالياً  
التوقيع
@ ... إياك أن تتمسك بأحد لايريدك ، إحترم قلبك ، وإحترم كرامتك ، ولملم ماتبقى من جراحك وإمضي ، فهناك من يستحقك ... @
قديم 19-08-17, 08:51 PM   #669

صفاء وليد
 
الصورة الرمزية صفاء وليد

? العضوٌ??? » 406835
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 23
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » صفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond reputeصفاء وليد has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   danao
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 17 والزوار 9)
‏صفاء وليد, ‏Amlwarda, ‏totoranosh, ‏ساره يزيد, ‏امانى منجى, ‏احلام العمر, ‏وردة شقى, ‏قلب حر, ‏أمواج الغلا, ‏رياح النصر, ‏همهماتى, ‏ابوعلولي1, ‏ayaammar, ‏أريج العمري, ‏أميرة منسية, ‏ضياء الفجر, ‏nadamh


صفاء وليد غير متواجد حالياً  
قديم 19-08-17, 09:06 PM   #670

رانيا فتحى
 
الصورة الرمزية رانيا فتحى

? العضوٌ??? » 344710
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 401
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » رانيا فتحى has a reputation beyond reputeرانيا فتحى has a reputation beyond reputeرانيا فتحى has a reputation beyond reputeرانيا فتحى has a reputation beyond reputeرانيا فتحى has a reputation beyond reputeرانيا فتحى has a reputation beyond reputeرانيا فتحى has a reputation beyond reputeرانيا فتحى has a reputation beyond reputeرانيا فتحى has a reputation beyond reputeرانيا فتحى has a reputation beyond reputeرانيا فتحى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

فصل جميل جدا الله عليك يا غالب ايه دة ابداعتى فصل مريحة جدا ومنتظركى فى الفصل الثامن

رانيا فتحى غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:51 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.