01-07-17, 07:56 PM
| #165 | ||||
| مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر 
|  مساء الخير .. تسجيل حضوووووور .. بانتظااار الفصل .. .. | ||||
|
|
01-07-17, 07:56 PM
| #166 | ||||||||||
| نجم روايتي 
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 7 والزوار 6) hidra, أريج العمري+, همسه صغيره, أميرة الوفاء, ام غيث, belladone, NASIMALSHOQ | ||||||||||
|
|
|
01-07-17, 07:56 PM
| #167 | |||||||||||
 
| اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.. منورة حبيبتي ..دقايق وبنزل..ان شاء الله 😗😗😗 | |||||||||||
|
|
|
01-07-17, 07:59 PM
| #170 | ||||||||||
| الفصل الثاني : اتسعت عينا (هِداية) بدهشة،لتتساءل باستنكار ولمعان الرفض يلهب حدقتيها المتمردتين دائما : "وهل هذا هو الحل الذي توصلت له بعقلك العبقري ذاك،ماذا عن أحلامك،عن سنوات دراستك،عن ولعك بالتجارب والمعادلات،ألم يكن عملك في مختبر الشركة كالجنة على الأرض؟'' دافعت عن نفسها بصوت منخفض مجروح : ''لكن قلبي يوجعني جدا،لن أستطيع العمل في تلك الشركة اللعينة بعد الأن،لقد سلبوني حبيبي فكيف أعمل لهم؟.'' سلبوها حبيبها!! كأنها الأولى أو حتى الأخيرة،لما لا تفهم الغبية،بأن الأحباء في زمنهم يتغيرون بسرعة البرق بل وحتى أسرع،شخرت باعتراض وهي تلوي شفتيها : "هراء،أولا الشركة لا شأن لها،و(روعة الكاسب) لا تعرف حتى بوجوك،أو أنك نسيتِ بأن خطوبتكما كانت سرية،ثم ولأكون صادقة،لقد أسدتك معروفا باعتقادي،والحمد لله (جاسر)انسحب الأن وأنتما خطيبين فقط،أعني تصوري معي لو أنكما كنتما بالفعل زوجين أو حتى والدين،تبا له كنت لتكوني في ورطة حقيقية حينئذٍ.'' عقل (هداية) يفكر في كل شيئ،السلبيات قبل الإجابيات حتى،ستموت قبل أن تصبح مثلها،لقد اختارت العلوم ومن بعدها تخصصت في الكيمياء لكن عقلها وبالرغم من ذكاءه الملفت،عندما يصل لجانب العواطف يفقد ذكاءه وتميزه،شيئ مؤسف هاه؟ دارت عيناها في الامكان وكان الغرض من ذلك تجنب نظراتها الحادة..المتفحصة،لكن لا مهرب لها،عندما تصبح ابنة عمها مهتمة بتلك الطريقة،خاصة وأن الموضوع يخص مستقبلها العملي،وهكذا وجدت نفسها تعيد الإعتراض بضعف : "لكنني مجروحة وأحتاج حقا..." مجروحة..مكسورة..وقلبها مجروح تبا للعواطف بأكملها.. قاطعتها بحزم وقد اختفى كل الحنان الذي كانت تراقبها به قبل أن تعبر عن رغبتها بالعودة للوادي وترك كل شيئ خلفها،الهروب سمة الجبناء وهي جبانة جدا..جدا .. ''لتكوني قوية،هذا ما أنت بحاجته،ربما حديثك عن التغيير ليس سيئا بالمرة،لكن لا لأجل استعادته،بل لأجلك أنت،اهتمي بعملك وانجحي،ولو تعملين برأيي فإنك ستظلين هناك أمامه ليرى ما خسره،بل وليندم كل يوم ألف مرة لأنه أضاعك من يده.'' ياللورطة الجهنمية،(هِداية) لن تتركها تفعل ما ترغبه أبدا،لكن أذاك ما تريده حقا،الهرب والإختباء؟؟ "أنا لست مثلك،أنا أضعف من أن أواجه وأقاوم." "بل تستطيعين،كل منا لديه نقاط ضعف وقوة،ولو أنك تصممين وتعقدين العزم ستنجحين ولا تنسي بأنني سأكون ورائك خطوة بخطوة." عادت للتمسك بألمها وجرحها،تضعه بينها وبين ابنة عمها،بل بينها وبين لحظات التعقل والقوة التي تأتيها كومضات سريعة الزوال،هي تعرفها جيدا عندما تكون مقتنعة بشيئ ما،تكون عنيدة كالبغل وقوية كمئة رجل : "لكنني حقا لا أستطيع أنا مجروحة و.." "لا أحد يموت من جراح قلبه(غيث)،فقط ستمضي فترة وتنسينه وستقعين في حب غيره،أو حتى تقتنعين بأخر،هذه هي الحياة حبيبتي.'' وهي حياة قاسية ومخيفة كالجحيم،لكنها محقة،عليها فقط التسلح بشيئ من العزم وستتابع المضي قدما،هي لن تموت من الحزن وما دامت لن تفعل إذا فالأيام أمامها وبالتأكيد سيأتي ذلك اليوم الذي تستيقظ فيه لتجد بأن خطيبها السابق قد انتهى من حياتها،تحلل تماما كأي مادة عضوية عندما تبقى زمنا لبأس به في الطبيعة،لكنها مع ذلك تحتاج لتلك الفسحة،إن بقيت يوما واحدا بعد في المدينة فستختنق،ثم عليها إخبار والديها بجديدها المحزن،لن تستطيع نقل الخبر لهما هاتفيا عليها أن تفعل وجها لوجه لتطمئنهما عليها. ابتلعت ريقها بصعوبة لتفسر لابنة عمها ما توده وما تظنه الصواب : "علي حقا الإبتعاد عزيزتي وإن لأيام،(جاسر)كسر قلبي،قد لا تفهمين هذا وحتى لا تتقبلينه،لكنه فعلها وأنا حقا..حقا أتألم".............تحركت وقد بدا من الواضح أنها ستقاطعها،لكنها لم تدعها بل سارعت للمتابعة بسرعة : "لا (هداية)أرجوك دعيني أكمل،أحتاج أن تفهمي ما أشعر به أنتِ دون غيرك''...........هزت لها رأسها موافقة وقد عادت نظراتها للإمتلاء بالعطف والحنان،مما دفعها لمكافئتها بابتسامة حزينة قبل أن تتابع شارحة : "لقد تأذيت عاطفيا،تحطمت أحلامي،وانهارت خططي البائسة التي ظللت أبني فيها لأشهر،شئنا أو أبينا ما حدث قد حدث بالفعل،ولا رجوع فيه،أنتِ محقة في هذه النقطة،لكنني لاأستطيع النسيان بهذه السرعة ثم البدأ من جديد،إن ظللت في الشركة كما تطلبين،علي دائما أن أضع في الحسبان إمكانية الإصطدام به..بهما معا في الواقع،طبعا لو تحققت الشائعات وكانت ابنة(الكاسب)هي السبب في فسخ خطوبتي،سأحتاج لقوة جبارة لأتحمل رؤيتهما معا(هداية)،ولأدعي بأن كل ما حدث لم يكن موجودا في الأساس،ولا تنسي أيضا والداي،عليهما معرفة ما حدث،وربما بيع ذلك العجل العجوز الذي كان يحتفظان به لليلة عرسي.'' أنهت جملتها بطريقة ممازحة،لكن عودة عينيها للإمتلاء بالدموع،جعلها تدرك بأنها تمارس ضغطا جهنميا على نفسها كي لا تعود لولولتها السابقة،مسكينة ابنة عمها الصغيرة،صدمتها الأولى في الحياة كانت مؤلمة جدا،لكنها ستتخطاها لديها دعمها شخصيا،والديها هي،وعائلتها في الوادي،إنها تكاد تقسم بأن والديها سيعاملانها كما الأميرة عندما تخبرهما،الجميع سيفعل في الواقع،كما فعلوا دائما.. تلك هي ميزة عائلتهما الصغيرة،قد لا يملكون الكثير،مجرد مزرعة صغيرة للألبان،وشركة أصغر منها في المدينة تسوق ما تنتجه المزرعة بطريقة قديمة..بسيطة لكن فعالة،عمها في الوادي ووالدها في المدينة وكلا الشقيقين لم ينجبا سواهما هي و(غيث)،لكنهم جميعا ممتلئين بالرضا..سعداء ويحمدون الله خاصة عمها وزوجته اللذان حرما الإنجاب لسنوات وسنوات قبل أن يأتيهما الله بالغيث وهكذا أسمياها (غيث)!! وقفت لتساعدها بدورها على الوقوف،وهي تقول بمودة : "دعينا نغسل وجهك ثم نرتب الغرفة قليلا قبل أن نخرج لعمك وزوجته المسكينة،علينا أن نطمئنهما عليكِ،بعد أن زرعت في قلبيهما الرعب.'' التمعت عيناها بالإمتنان وهي تستدير لها متسائلة بنبرة مكسورة : "وعملي..والشركة؟'' طمئنتها بهزة من رأسها : "سأخذ لك إجازة لظروف عائلية طارئة،لكنني أريدك هنا مع بداية الأسبوع،قوية،مختلفة،و جميلة كما لم تكوني يوما..اتفقنا؟.'' نظرت ليدها التي مدتها لها،ورغم ترددها وعدم اقتناعها الواضح في عينيها إلا أنها سايرتها وهكذا وضعت سلمتها يدها وهي تقول ببحتها المميزة : "اتفقنا،لكن اذهبي أنتِ أنا..سأحتاج للحظة بمفردي..ثم سألحق بك." "لا تتأخري.'' وافقتها بهزة من رأسها قبل أن تبدأ بجر قدميها للحمام المرافق لغرفتهما الصغيرة،أغلقت الباب خلفها ثم تحركت لتواجه وجهها الملطخ وعينيها المنتفختين في المرآة المعلقة على الجدار البرتقالي أمامها،هل من شخص ناضج..عاقل يختار اللون البرتقالي كلون للحمام،إنها فقط تتعجب في بعض الأحيان من المكان الذي تأتيها منه أفكارها العبقرية!!!؟؟. لقد بكت كثيرا اليوم وهي لا تعرف البكاء بأناقة وهدوء كما غيرها من النساء،وهذا شيئ أخر يدينها،هي عفوية..غير متصنعة..لا تكترث كثيرا لما يسميه البعض بالإتيكيت،لديها أسلوبها تعودته..تحس بالراحة والرضا معه فلما تبحث عن غيره،هل إخفائها لما تحسه حقا،وقول أشياء كاذبة..خاطئة سيجعل منها الأنثى الميثالية،والطموح كيف تكون طموحة،لقد أنهت دراستها بجدية وتفانٍ،حصلت على وظيفة ممتازة..تحبها وترتاح بها،إذن لما ستبحث عن شيئ أخر قد لا يسعدها أو حتى يريحها،ألكي تحصل على لقب طموحة فقط؟؟ تبا للطموح وتبا (لجاسر)،لن تسامحه أبدا على تركه لها بسبب أشياء تافهة كتلك،هي لن تتغير ومن سيحبها عليه أن يحبها كما هي..انتهى نقطة على السطر. مسحت عينيها بظاهر يدها اليمنى،لتبدأ برش وجهها بالماء البارد وما إن انتهت حتى مسحته بسرعة لتعاود التحديق في صورتها بغضب..وحسرة.. "انظري إليكِ (غيث) حتى وأنت تحاولين لا تستطعين!!" قوست راحتها لتملأها بالماء البارد ثم رمتها على صورتها المنعكسة على المرآة،لتراقب بعدها تشوش الصورة أمامها بعينين كئيبتين،هناك شيئ ما يأكل أحشائها،لا تشعر بالرضا لما ألت إليه الأمور،تريد فعل شيئ ما أي شيئ،لكنها لا تملك فكرة عم هو،(هداية) أشبعتها ثرثرة عن قوة الإرادة والنسيان و..و..و..،لكنها لا تريد تلك النهاية،لا تستطيع تقبلها فما الذي ستفعله،هل تصبح شخصا أخر كي تحصل ربما على ما تريده،لكن وإذا فعلت هل ستنجح؟؟ عادت لخفض رأسها كله،لتجعله تحت المياه الباردة،علَّ برودتها تهدئ من حرارة الأفكار فيه،عائلة عمها تنتظر خروجها لهم،لذا عليها المحافظة على هدوئها وإن لبضع دقائق قليلة بعد،جففت شعرها بسرعة،ثم ظفرته بطريقة خرقاء قبل أن تقرر مغادرة الحمام والغرفة ككل. عندما ظهرت أخيرا أمامهم سارع كل من عمها وزوجته للوقوف بسرعة ونظراتهما محملة بقلق وخوف كبيرين،مما جعلها تشعر بالخجل لموقفها السابق عندما حبست نفسها في الغرفة رافضة أن تفتح لهما،أو حتى تتوقف عن البكاء،أحيانا تتصرف بسخافة مطلقة،لكن للأسف لا تدرك ذلك الا بعد أن تتصرف بالفعل بسخف وحماقة. اقتربت منهما لتقبل رأسيهما قبل أن تقول معتذرة بنبرة مهزوزة : "أنا أسفة لما سببته لكما من قلق،كنت مصدومة ومتألمة،لكن حتى هذا لا يشفع لي حقا.'' نظرت (لهداية) تطلب دعمها،ولم تبخل عليها إذ سرعان ما ساندتها شارحة : "ما تريد (غيث) قوله يتعلق بخطوبتها في الواقع،(جاسر)قرر فسخها فجأة.'' شهقت زوجة عمها بينما أطلق عمها شتيمة محترمة،ليبدأ بتوعده قائلا : "ذلك الحقير..النذل أيظن بأن بنات الناس لعبة،لقد جاء يطلب يدك منا متذللا..متبجحا بكثرة الوعود والأن..الأن..'' قاطعته بتردد وهي تمد يدها لتضغط على ذراعه بمودة : "لبأس عمي هو الخاسر،أنا..أنا..........سكتت فجأة لتفكر في كلامها الذي تفوهت به بدون شعور أو تفكير حقيقي،لتفكر بعجز،هل هو حقا الخاسر،إنه أحد أهم المديرين المسؤولين عن الإختراعات الجديدة،يتعامل مباشرة مع أصحاب الشركة،ذكي..ناجح وسيم وطموح لدرجة أنه استطاع استدراج ابنة (الكاسب)،حسنا لا تزال تأمل في أعماقها أن يكون ذلك غير صحيح،لكن (هداية)ما كانت لتخبرها لو لم تكن متأكدة بالفعل،ياللجحيم إنها هي الخاسرة الوحيدة في الموضوع بأسره،موظفة بسيطة مبتدئة،وغبية جدا لتترك خطيبها يلاحق غيرها بعينيه الضاحكتين،رباه كم كانت تحب التحديق بهما،تنهدت بأسى مما دفع بزوجة عمها الطيبة للقول بتأكيد صريح،حتما لتمنحها شيئا من الدعم الذي كانت تحتاجه يائسة في تلك اللحظة : "بالطبع هو الخاسر،بناتي أنا لا مثيل لهن،سترين في القريب العاجل ستزفين لأفضل منه وهو سيأكل أصابعه ندما عليك." أرادت أن تخبرها بأنها لا تريده أن يأكل أصابعه ندما عليها،بل أن يعود لها بالفعل،يكفيها اعتذار بسيط منه وتصريح بحب لا يموت،لكن حقا ما فائدة الإعتذار وحتى التصريح إن كانا مزيفين كشخصه المخادع..الطماع..البخيل،تبا إنها لا تزال لا تصدق بأنه طالب بالخاتم بكل جرأة،قد يعود لتقديمه للأخرى بكل وقاحة،من يدري..هزت كتفيها بلامبالاة مصطنعة،لكن حقا وبمناسبة التفكير فيها،ترى ما هو شكلها،كيف نسيت سؤال ابنة عمها عنها؟؟ لقد كانت بائسة ومصدومة جدا لتفكر في شكلها،هزت رأسها علامة الموافقة على تفكيرها ذاك،إنها الأن أهدى وأفضل ولاحقا ستبحث عن صور لها على إحدى مواقع التواصل الإجتماعي هذا طبعا إن كانت من النوع الذي يتباهى بنشر صوره. هزت رأسها مجددا وبقوة أكبر من الأولى،لتعود للحاضر كارهة،ولم تنتبه للصمت الذي كان يلفهم وللوجوه الثلاثة المتعلقة بها بقلق حتى أخذت نفسها من أفكارها،مسكين عمها وعائلته،لبد وأنهم يفكرون بأنها قد جنت أو على وشك أن تفعل،تحريكها لرأسها ولكتفيها،مرة بغضب ومرة أخرى بتصميم واقتناع لبد وأن أعطاهم فكرة خاطئة عن حالتها،لكنها بالفعل ليست بخير..ولن تكون أبدا ليس بعد ما حدث. استطاع عمها أخيرا سؤالها عم يدور بعقلها باهتمام وقلق : "هل أنت بخير طفلتي،هل تريدين مني الإتصال بوالديك؟ِ." مجددا أنقذتها (هداية)،وقد تكفلت بإجابته قائلة بحزم حسدتها عليه، تلك (الهداية)هبة من الله لها،إنها متأكدة لو طلبت منها فستذهب لتمسح (بجاسر)الأرض،لكن لبأس ربما ويوما ما سيلقى ما يستحقه بسبب خيانته لها : "(غيث)ستذهب لهما في الوادي لشيئ من الوقت،حتى بداية الأسبوع بالتحديد وأنا سأقدم لها على إجازة لظروف عائلية طارئة،وهكذا ستخبرهما كما سترتاح برفقتهما بضعة أيام،هي لن تتخلى عن كل شيئ عملت من أجله طويلا بسبب شيئ لا يد لها فيه،أليس كذلك حبيبتي؟'' هاه!؟حديث ميثالي وهي المعنية به!! هزت لهما رأسها موافقة وقد عجزت عن فتح شفاهها والحديث،ليس بسبب جفاف حلقها فقط،بل وأيضا لعدم اقتناعها الكلي وأيضا عدم استعدادها لتفعل كل ما قالته ابنة عمها الجبارة،لكنها مضطرة في الواقع لا لتحافظ على وظيفتها الحلم فقط بل وأيضا لتظل واقفة على قدميها،إن استسلمت لحزنها قد تصاب بالإكتئاب وهي لا تستحق ذلك،و..حسنا لا داعي أبدا لتفقد كل شيئ في وقت واحد،يكفيها الجانب العاطفي في تلك اللحظة. تساءل عمها بمودة وعيناه تلمعان بحنان ليبدو شبيها جدا بوالدها هي في تلك اللحظة : "متى ستذهبين للوادي؟'' "غدا لو استطاعت(هداية) الحصول على موافقة الإدارة بشأن الإجازة،فسأغادر صباحا بقطار الثامنة.'' اقترحت زوجته بجدية : "هل ترغبين بأن يرافقك أحد منا،شخصيا سأكون سعيدة ب...'' ستبكي كثيرا في القطار لذا لاداعي ليكون أحدهم شاهدا على ذلك مجددا،هزت رأسها رافضة لتقاطعها بثقة : " بالتأكيد لا سأكون بخير لا تقلقي،وسأعود قبل حتى أن تفتقديني.'' حثتها بلطف واهتمام أدفئا قلبها البارد : ''ستتصلين بنا كل يوم لتطلعينا على أخبارك أليس كذلك؟'' ''سأفعل وعموما أنا لن أغيب سوى لأيام قليلة، أقل من الأسبوع حتى.'' انحنى عمها باتجاهها ليمنحها قبلة حانية على الجبين ثم تمتم بشيئ من التردد،لبد وأنه يشعر بالفشل،ألم يتركها والدها أمانة لديه،لقد كسر (جاسر) الكثير من القلوب وخذل أيضا الكثيرين : "حسنا يا ابنتي كما تشائين أتمنى لك رحلة طيبة،وكما قالت خالتك اتصلي بنا دائما............أشار للباب الخارجي ليردف شارحا بأسف حقيقي : "كنت أتمنى البقاء،لكن علي العودة للمكتب لقد جئت فقط بعد أن اتصلت بي خالتك.'' وافقته بصدق وهي تشعر بسخافة ما فعلته مجددا وبما تكبده الجميع من أجلها : ''بالطبع عمي وأنا أسفة.'' هز لها رأسه ليتحدث لزوجته .. ''أترافقينني للباب عزيزتي؟ ". منحتها نظرة متعاطفة،قبل أن تلحق به،لبد وأنهما سيتحدثان عنها،يا للسماء لقد بدأت لائحة الخطايا الخاصة بخطيبها السابق تكبر،أخذتها ابنتهما من أفكارها متسائلة باهتمام : "هل ستكونين بخير حقا،أنا أيضا مضطرة للعودة للمكتب،أكره تركك لكن علي ذلك؟.'' وهل ستكون؟ زفرت بضيق وهي ترتمي على أقرب أريكة،يوما ما ربما لكن في تلك اللحظة وللأيام القادمة،وحتى الأسابيع وربما الأشهر إن لم تقل السنوات لن تكون أبدا..أبدا.. ''اذهبي(هداية) سأكون بخير،سأحاول تسلية نفسي بترتيب الغرفة،وربما سأنام قليلا.'' "حاولي أن ترتاحي لاتزعجي نفسك بالغرفة..حسنا؟'' كانت قد بدأت بالتحرك بالفعل باتجاه الباب الخارجي عندما توقفت فجأة لتلتفت صوبها،منحتها نظرة قلقة،لتسألها باهتمام : "لأيام قليلة فقط (غيث) عزيزتي أتعدينني؟.'' فالتعدها واليكن ما يكن... "أعدك (هداية)،أعدك حبيبتي..أعدك''.......................... .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ......................... | ||||||||||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
العرض العادي
