آخر 10 مشاركات
لعبة العاطفة (147) للكاتبة:Lynn Raye Harris (كاملة+روابط) (الكاتـب : Gege86 - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          ذاكرة خائنة (الكاتـب : غارقة في بحر اليأس - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات الطويلة المنقولة الخليجية المكتملة

Like Tree148Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-17, 04:04 AM   #11

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام والفيورا ومتابعينها بخير

وألف مبرووووك الفيورا روايتك الثانيه

ماشاء الله بدايه قويه وراااااائعه جدا وتشد الإنتباه
أسلوبك حلو راقي ويدل على نضوج
من البدايه واضح تغيير في الأسلوب للأفضل تجربتك
الأولى رغم نجاحها زادتك خبره وأكسبتك ثقه في قلمك هذا اولا
والإختلاف الثاني في عدد الأبطال واضح إن هذه الروايه الأبطال
فيها أكثر وأكبر وهذا راح يعطيك مجال أكثر لطول البارتات
سعيده إن التنزيل يومي الله لا يغير علينا

نأتي للروايه

للآن القصه تدور حول معانات ثلاث بطلات مع الزواج
وإن مازالت قصصهن فيها غموض


زينه مالذي شوه كلمة الزواج عندها ماذا حدث لها مع زوجها
مازال مجهول لنا لكن واضح من كلام عمها لها أنه كرهت
الزواج مره أخرى
زواج ليث لأربع مرات وطلاقه نقطه ماهي في صالحه ربما
عمها ماراح يشجعها على الزواج منه لكن أعتقد جود راح تلعب دور
لصالح والدها ربما بشرحها لمعانات والدها مع زوجاته وطلاقه
إذا كان فعلا كان طلاقه بأسباب مقنعه وأتوقع راح توافق زينه
لأن كلامها مع عمها الأخير يوحي بأنها ممكن توافق غيرعلاقتها
الطيبه مع جود ربما علاقتها الطيبه مع بنته هو أحد أسباب
أختيارها زوجه له أو ماسمعه من أبنته فمثل ماقيل

لقد سمعنا بأوصاف لكم كملت ... فسرنا ما سمعنا وأحيانا
من قبل رؤيتكم نلنا محبتكم ... والاذن تعشق قبل العين أحيانا


ميساء وجواد غموض في غموض مالسبب اللي طلقها من أجله
ولماذا أعادها هل لأنه يحبها وهذا الغالب وأظن هو من كان يكلم
سواقها بعد مغادرتها الحفل
وإذا يحبها ليه هاجرها وعايش حياته مع لمى وهل هي فعلا
عقيم و هذا مجرد شائعه
لماذا لم تكمل دراستها
أعتقد وجدت في هواية الرسم متنفس لها وشغل لوقت فراغها


بيان وياسر


سبحان الله عسى أن تكرهو شيئا وهو خير لكم
يمكن الحادث اللي صار لياسر لبيان فيه خير وأوله ترك
بنت خالته اللي مملك عليها
واضح إن ياسر ماكان يعامل بيان مثل زوج محب لماذا هل لأنه
زواجه ماكن برغبته وهو كان يحب بنت خاله طيب إذا هو قدر يخطبها
ويملك عليها بعد ماتزوج بيان يعني كان بإمكانه يرفض بيان لو ماحبها
ويبغى بنت خالته لكن ما أعتقد إنه أجبر على الزواج منها فيه سبب
مجهول للآن لنا
إن شاء الله بيان تقدر تغيره في فترة فقدانه الذاكره الخوف بعد
ماترجع له الذاكره يتغير عليها وبعد ماترتاح معه يرجع ينكد عليها

تسلم يمينك الفيورا
منتظرين بقية الأحداث بفارغ الصبر
لاخلا ولا عدم منك يارب
وشكرا لامارا على النقل المميز جدا لاخلا ولا عدم منك يارب



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 02-09-17, 06:46 PM   #12

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


\\




4

كما وعد عمها، فقد بذل قصارى جهده في السؤال عن ليث، وأتى بتقرير إيجابي في معظمه.

مط عمها شفتيه بتفكير وضيق: يمكن الشي اللي أقدر أعيبه عليه هو كثرة زواجاته وطلاقه..

فكرت للحظة قبل أن تقول، مفاجئة عمها: حدد موعد معاه عشان أقابله..

لطالما كانت ضعيفة تجاه حبها للمعرفة، في فضولها.

ومنذ معرفتها بهوية خاطبها، كان السؤال المتردد في بالها هو: ما الذي قد يجلب ليث الصائغ لعتبة بابها خاطبا؟

:

فقط عندما سمعت عمها ينبه بخروجه، تاركا لها مع ضيفه، رفعت زينة
نظرها إليه.

الصور لم تعطي ليث الصائغ حقه.

إذا أمكنها وصفه بكلمة، فإنها ستكون الفخامة.

فخم في أناقته، فخم في وسامته، فخم حتى في طريقة جلوسه. بدا أصغر من سنوات عمره الثانية والأربعين، في أوج عنفوانه ونضارته.

بدا غريبا كليا عن محيط هذه الشقة البسيطة.

صفت حلقها كليا قبل أن تبدأ: إذا سمحت قبل كل شي، عندي لك سؤال أبغاك تجاوب عليه بكل صراحة..

أشر بيده يستحثها: تفضلي..

وهكذا سألت: إنت ما شاء الله عليك موب قاصرك شي، مشهور والله منعم عليك بالخير، تقدر تختار اللي تبغى من الحريم.. فالسؤال هو، ليش أنا بالذات..؟

ابتسم، ورأت في ابتسامته الرضا. أجابها: عشان بنتي جود../ استطرد: زي ما أظنك تعرفين، جود كانت منطوية على نفسها. مهما حاولت ما قدرت أتفاهم معاها بالكلية..

نظر إليها قبل أن يكمل: بس لما انتقلت للمدرسة اللي تدرسين فيها لاحظت تغير، صارت منفتحة أكثر، وصارت تذكر صديقات.. وبالأخص، صارت تذكرك..

فاجأها كلامه. صحيح أنها اهتمت بجود، لكنها لم تتوقع أن يكون لها هذا التأثير البالغ في حياتها خارج المدرسة حتى تذكرها عند أبيها: هذا مجرد واجبي كمعلمة..

اتسعت ابتسامته: أدري، بس ذا ما منع الفكرة إنها تخطر على البال، ومن إني أفكر بوجود داعم مثلك في بيتي./ نظر إليها بثبات واثق أريحي: أعترف إن تجاربي السابقة خلتني متردد، بس دعيت ربي يرشدني واستخرت وارتحت، وبصراحة، أنا متفاءل خير..

وجدت زينة تبتسم رغما عنها، كم كان لبق اللسان: وأنا مثلك وتجربتي خلتني متجنبة طاري الزواج مرة ثانية، وزي ما عرفت من عمي، عندي بنت..

ظهر في ابتسامته ونظرته معنى خفي: مين يدري؟ يمكن نكون لبعضنا البلسم اللي بيداوي مرارة تجاربنا.. / أردف يؤكد: وبنتك بتكون بحسبة بنت لي وأخت لجود بإذن الله..

لم تستشعر في صوته وملامحه الكذب، بل كل الثقة والوعد.

كم كانت تلك فكرة مغرية، تبادل المنفعة هذا. هي ستداري جود التي تحبها من الآن كطالبة مقربة لها، وهو سيكون سندا لها ولنوف.

لأول مرة، لم يكن الرفض أول خيار لها.

وقفت تستأذنه الخروج، ليقف هو احتراما: نشوف خير.. تشرفت بلقائك أستاذ ليث..

ابتسم بسرور ظاهر: الشرف كله كان لي، أستاذة زينة..

/

/

في اليوم الخامس بعد استيقاظه، أحضرت بيان معها ساري، أمر كانت تشعر بالرهبة منه رغم ضرورته.

مد ساري ذراعيه اتجاه ياسر لحظة رؤيته له مستيقظا، مصدرا أصواتا دلت على فرحته. أشار عندها ياسر أن تعطي ساري إياه، وبعد لحظة تردد أعطته.

راقبت الأب وابنه يتبادلان النظرات. ياسر بهدف الاستعياب، وساري كأنه مستغرب من تحديق أبيه إليه، ليسأم بعد لحظات كما كان حال الأطفال ويحول انتباهه إلى هدف آخر. مد يده الصغيرة وأمسك بما يستطيع من شعر ياسر على جبينه، شادا عليه بكل ما أوتي من قوة.

ابتسمت بيان بمكر وهي ترى ياسر يحاول فك قيد ساري عن شعره بكل رفق: حتى هو يوافقني الرأي إن شعرك يبغاله قص.

رد عليها عند تمكنه من إبعاد يد ساري بعد صراع عصيب: للمرة المليون ما راح تقصي شعري. أول ما بطلع بروح عند الحلاق./ أردف مخاطبا ساري بحزم: ولا إنت بتقصه، فاهم؟

ظهر على ساري السرور وهو يحرك ذراعيه بحماس، ليبتسم له ياسر بدفء. دفء تعرفه بيان جيدا، سائد على تعامله مع ابنه منذ ولادته. سألها: كنت أبو كويس..؟

أرغمت صوتها على التزام الثبات رغم اختناقها بالعبرة، مجيبة له بكل صدق: إيه..

:

ميلي عملت في هذا المستشفى كممرضة منذ سنوات طوال، ورأت من الحالات الطبية أنواعا وأشكال، الغريب والمعتاد. لطالما استهواها متابعة حالات فقدان الذاكرة، تراقب معاملة المرضى مع أحبائهم الذين أصبحوا في طيات النسيان.

المريض في غرفة رقم 506، ياسر السهم، كان أحد تلك الحالات. لا تدري أتعزيه لسوء الحظ أو حسنه، فهو قد نسي زوجته وابنه مع السنوات الأربع التي فقدها، لكنه كان متذكرا لكل شيء عدا ذلك من طفولته ووالديه حتى خبرات عمله.

لكن.. بالطريقة التي كان يعامل فيها زوجته، لهفته التي كان يحاول إخفائها بحرج لزياراتها، خضوعه لها بكل سهولة بدل الرفض القاطع الذي يقابل به الممرضات المشرفات عليه، تحسن مزاجه العكر بوجود زوجته.. ربما لن يكون عليهم القلق أو اعتبار نسيان زوجته كمأساة.

أترى هل بقي شيء من مشاعره لزوجته مدفونا لم يصله ضرر الحادث وعاد إلى السطح بحضورها، أم بدأ يقع في حبها مرة أخرى؟

/

/

فتحت عيونها بصعوبة، لتجد سقف غرفتها قد تغير.. لا، لم يكن هذا سقف غرفتها..

هتف صوت أبيها بفرح جعلها تدرك أنه كان جالسا جوارها: الحمد لله على سلامتك يا بنتي!

رمشت ميساء بعدم استعياب، تتغضن ملامحها بضيق للألم الحاد الذي خرق رأسها. أدركت بعد نظرة تأكد أنها كانت في غرفة مستشفى: وش جابني هنا؟

مسح أبوها على رأسها بحنان: طحتي من درج قسمك وإنتي نازلة، بس الحمد لله ما صارت لك كسور.

عندها تذكرت نزولها الدرج وهي بالكاد ترى من الصداع المؤلم الذي فتك برأسها هذا الصباح، ربما مكملا سابقه ليلة البارحة. تذكرت تعثرها بخطوة.. ثم لا شيء بعدها سوى شعور غريب بالدفء..

سألت أبيها باستغراب خالطه شعور آخر، شعور حاولت كبته: إنت اللي جبتني هنا؟

سكت أبوها للحظات ثم أجابها بلمحة تردد: إيه.. إيه أنا اللي جبتك هنا. ما رديتي علي وخفت عليك..

تعرف أنه كان هناك خطب ما في كلامه، لكن قبل أن تسأله قاطعهما دخول طبيب، ليشتت انتباهها بأسئلة وفحوصات..

:

خرج سند من غرفة ابنته ليتنهد بضيق.. "الله يهداك يا جواد.."

رأى لمعة اللهفة في عيون ابنته عندما سألته عن الذي أحضرها هنا، لهفة لا تبديها إلا عن شخص واحد.

لاحظ متأخرا تعلق ميساء بجواد. عاشت ميساء وحيدة معظم حياتها، دون إخوة تكبر معهم، فزوجته منى توفيت وميساء في الخامسة من عمرها، وهو ظل باقيا على ذكراها حتى وقت قريب، ولم يثمر زواجه حديث العهد سوى رضيعه ماجد. كان جواد أقرب أبناء عمومتها لديها بحكم قرب بيت أبيه منهم وزياراته المتكررة له. لكن سند لم يتوقع مقدار تعلقها ذاك وكيف سيتحول.

كانت اللحظة التي استوعب فيها هذا عندما خرجت العائلة كلها إلى مزرعة أبيه التي يعيش فيها، كما كانت عادتهم لفترات معينة من السنة.

في مغرب يومهم الأخير قبل العودة، لاحظ سند غياب ابنته عنهم. كلما سأل أحدا عنها كانت الإجابة أنه لم يرها أحد منذ العصر. بحث مع أخويه وأبناءهم في أرجاء المزرعة الشاسعة، ليجد جواد قد وجدها ووبخها قبلهم. عندما سُئلت عن السبب الذي جعلها تبتعد عنهم، أجابت بابتسامة غير مكترثة أنها كانت تبحث عن ساعة جواد المفقودة، الساعة التي أهدتها له جدته المرحومة من أمه.

كانت ميساء تبلغ حينها السادسة، وجواد الحادية عشرة.

تذكر حادثة أخرى أكثر طرافة لكن أكثر دلالة بعد سنة. هتف صديقه سامر مازحا أنه سيزوج ميساء من ولده البكر كمال، لكنها رفضت بغرور طفولي، آخذة يد جواد الجالس جانبها لتعلن أنها ستتزوج به هو. انفجر الكل بالضحك وأيدوها، بينما جواد المسكين احمر خجلا من الموقف الذي وُضع به.

كانت دائمة الحديث عنه، دائمة الدفاع عنه. صحيح أنها كفت الكلام عن جواد مع مرور السنين، لكنها ظلت تبدي بالغ اهتمامها لذكره، وتبتسم لحكايا الناس عنه.

يذكر أنها كانت الوحيدة التي كانت بصف جواد عندما قرر الخروج عن مجال عمل العائلة والدخول في مجال المحاماة. يذكر كلماتها: مو لازم الكل يشتغل في شركة العايلة. التنويع حلو..

وعندما كبرت وفطن الناس إلى جمالها، بدأت عروض الزواج تنهال على عتبة بابهم من كل حدب وصوب. لم تقبل ميساء أي منها، متحججة بأوهن الحجج. كانت مفاجأة له، قبولها عندما تقدم جواد إليها وهي في الثانية والعشربن. لم تتحجج عندها بالدراسة، ولا صغر سنها، ولا كبر عمر الخاطب، ولا كون الخاطب قريبا لها.

فقط قالت أنها ستستخير، ثم أعطت موافقتها الصباح التالي.

طيلة السنوات التي كانت متزوجة جواد، لم تبدُ ابنته أسعد. لتتغير الآية بعد أربع سنوات. طلق جواد ابنته وتزوج من ابنة عمه متعب، لمى. ومضت ميساء في زواج انتهى قبل الزفة، ليعيدها جواد في ذمته مرة أخرى.

لكن بعكس الماضي، لم تبدُ ابنته بتلك السعادة التي عرفها فيها مرة.

:

لحسن حظها، لم ينتج عن سقوطها أي ضرر دائم. نصحها الطبيب بالراحة والتقليل من الحركة، لكنها ما زالت متوجسة. خشيت أن سقطتها هذه ستبطل ما كانت تعمل على علاجه لسنتين. قررت أن تزور طبيبتها قبل موعدها المعتاد في أقرب فرصة ممكنة لتتأكد من وضعها.

أوصلها أبوها إلى البيت. لم ترد الاستناد عليه، فأبوها كان ضحية عدة حوادث أودته لاستعمال عصا في مشيه، فخرجت من السيارة لحظة إطفاء المحرك. لن تنكر، آلمها المشي في سرعتها هذه، لكنها كانت مضطرة لتتفادى تضحية أبيها. كادت تتعثر عندما أدركت أنه لم يكن معها مفتاح قسمها.

كادت.. لأن شخصا منع سقوطها، مسندا لها بجسده.. شخص تعرفه جيدا. تعرف هذا العطر، تعرف هذا القرب..

تعرف هذا الصوت، هذه النبرة الساحرة الساخرة: مصرة تكسرين روحك..؟

اقترب أكثر ليفتح الباب لها، مسندا لها لحظة قبل أن يتركها. بقيت واقفة في مكانها، تسمع وقع مشيه المبتعد عنها. احتاجت لحظة، دقيقة، ربما ساعة.. لتعيد توازن ذهنها قبل جسمها، لتعيد نبض قلبها المتفجر إلى طبيعته، لتنظر وراءها لترى ظهر جواد، واقفا يحيي أباها مع لمى الخارجة من سيارته السوداء.

فكرت وهي تمشي مبتعدة..

"غريب كيف ماني حاسة بآلام كدماتي.."

غريب، كيف كان الألم الوحيد الذي تحس به هو ألم روحها.

:

أزعج لمى منظر جواد وهو يسند ميساء ويفتح الباب لها. تظاهرت بعدم الملاحظة إلى أن اختلت به، لتسأله: مو إنت تكره ميساء..؟

ذاك كان رأي العامة، ذاك كان الجواب المنطقي.

الغموض اكتسى ابتسامته المائلة المتهكمة التي لم يصل ألقها إلى عيونه، ولم يجبها.

انتهى البارت..




التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-09-17 الساعة 09:12 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-17, 08:18 PM   #13

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله بارت رااااائع والأروع إن توقعي صاب بخصوص
السبب اللي دفع ليث لخطبة زينه كلوووووووووش

زينه ماعندها لف ودوران كانت صريحه مع ليث وهو بالمثل كان صريح معها وإن شاء الله راح يلقى كل واحد فيهم غايته في الثاني
وأظن جود ونوف راح ينبسطن مع بعضهن

ميساء أكثر وحده نفسي أعرف سبب ماحصل ويحصل بينها
وبين جواد رغم واضح حبها له وأعتقد حتى هو يحبها
وضحكته لما سألته لمى عن كرهه لميساء ضحكة استهزاء
وواضح إنه هو اللي شالها بعد ماوقعت لكن ليه طلب من أبوها
مايخبرها ومن أيش ميساء تتعالج هل من الشقيقه أو شيء ثاني

بيان ضعيفه فرحانه بالتغيير اللي حصل لياسر شوفي عاد الفيورا
لو ياسر لما ترجع له ذاكرته بيرجع لطبعه القديم مع بيان مانبغاها
ترجع له خليه فاقدها على طول هههههههه
منتظرين زواج زينه وليث بجهز فستاني لأن أعتقد ماعندهم وقت
يضيعونه في الشكليات وبيستعجلون في الزواج
منتظرين بقية الأحداث غدا إن شاء الله

شكرا لامارا على النقل لا خلا ولا عدم منك يارب



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 03-09-17, 01:28 AM   #14

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

كيف حالك ألفي

إن شاء الله بألف خير

نأتي للبارت

زينة وليث

بالرغم من أن اللقاء بينهم كان قليلاً يتسم بالجمود

إلا أنه حقق نتائج مذهلة و وضع النقاط على الحروف

هناك شيء لم يتضح نوف بنت زينة
ما رأيها في الموضوع ؟؟

العم راضي ابنة ليث راضية و زينة وليث راضين لكن هل نوف راضية ؟؟

\\

بيان وياسر

كالشاب الغر يتذوق أول لقاء له بأنثاه

واضح جداً ميل ياسر لبيان

السؤال المحير

اذا كانت بيان من نوع ياسر المفضل شكلاً فهذا يعني أن الكمياء بينهما موجودة

فما السبب الذي جعل ياسر يتزوج عليها ؟؟

بدأت أشك أن بيان السبب

ماذا فعلت لكي يتزوج عليها ؟؟

حتى لما تكلمت عن ابنة خالته قالت له ببرود أنها زوجته المستقبلية وقريباً زفافهما

قالتها بقبول

مممممممم

وش وراك يا بيان ما انتي خالية ؟؟؟؟!!!!!

\\

ميسا و جواد

الغموض لا يجعل فرصة للتوقعات

خشيت أن سقطتها هذه ستبطل ما كانت تعمل على علاجه لسنتين. قررت أن تزور طبيبتها قبل موعدها المعتاد في أقرب فرصة ممكنة لتتأكد من وضعها.

هل العلاج للحمل ؟؟

عندما قالت لمى

مو إنت تكره ميساء..؟

ذاك كان رأي العامة، ذاك كان الجواب المنطقي.

لكن لغة جسد جواد كانت منافية لذلك

جاء في بالي هذا التفسير

ميسا و جواد

لم تحمل ميسا من جواد بسبب عارض طبي

فطلقها جواد حتى يرى كل واحد مستقبله

لكن عندما لامس جواد واقع أن تذهب ميسا لغيره

أعادها لذمته

وأتوقع أن ميسا علمت أن الطريقة الوحيدة لإعادة جواد لها هي اثارة غيرته برجل آخر وقد نجحت۔۔۔۔۔۔

إلى هنا جف قلمي

ننتظرك غداً عند المغيب كما عودتنا



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-17, 06:45 AM   #15

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة اللة وبركاته...
روايه رائعه جدااااا حبيتها وحبيت القصص والبطلات ...
ميساء اكتر شي جذبتني شو اللي صار لها ليش طلقها جواد ورجع رجعها وزوجها الثاني طلقها كمااان ...
ومن شو تتعالج ؟؟؟؟ .ولمى ليش تقبل تتزوج جواد وهو كان زوج بنت عمها ...حب ميساء لجواد لن يتغير فهي تحبه من الطفوله وجرحها منه اصعب جرح .الله يعينها على كلام الناااس

زينه هل زوجها متوفي ..والد جود رح يعوضها هي وبنتها ...

بيان الاخرى ليش ياسر بدو يتزوج عليها بنت خالته
وفقدان الذاكره يمكن يغير من حالهم لانه الظاهر عانت ولا زالت معه تعاني قبل الحادث ...

احيي قلمك واسلوبك يجذب ...
يعطيك العافية...
ومتااابعه لك ...

والف شكر للامارا على النقل والاختيار الموفق ....


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 03-09-17, 02:17 PM   #16

أميرة الوفاء

مشرفة منتدى الصور وpuzzle star ومُحيي عبق روايتي الأصيل ولؤلؤة بحر الورق وحارسة سراديب الحكايات وراوي القلوب وفراشة الروايات المنقولةونجم خباياجنون المطر

 
الصورة الرمزية أميرة الوفاء

? العضوٌ??? » 393922
?  التسِجيلٌ » Feb 2017
? مشَارَ?اتْي » 11,306
?  نُقآطِيْ » أميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond reputeأميرة الوفاء has a reputation beyond repute
افتراضي


ميساء كيف قبلت ترجع لجواد بعدما طلقها .. شو اللي صار بينهم بالماضي وحتى بعد أن أرجعها له ظل متباعد عنها ،ليش ..؟
المشكلة أن حبهم لبعض واضح خاصة ميساء ومنذ الصغر تعلقت به ..
وشو سبب زواجه من ابنة عمه الأخرى ..؟

زينة وليث ولو تم الزواج هل ستكون علاقتهما كما اتفقا بتلك السهولة ،هي تكون رفيقة لوجد وهو يكون سند لها ولابنتها التي لم نعرف رأيها بالموضوع بعد ..
أم هناك مصاعب بانتظارهما ..؟

بيان فرصتها لتغير طباع ياسر وتفكيره وتخليه يتعلق فيها ..
لأنه واضح أنها كانت تعاني معه ، حتى أنه كان على وشك الزواج لولا الحادث لماذا يا ترى ..؟

بانتظار القادم ..
..


أميرة الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-17, 04:48 PM   #17

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

\\





5

انتهت فترة إعادة التأهيل وتم السماح لياسر بالخروج، وكم كان حماسه لذاك الخبر بليغا. أوصى طبيبه بيان بعدة برامج وأدوية ووجبات ستعزز من ذاكرته، ووعدته هي بأنها ستلزم ياسر بها رغما عنه إذا اقتضى الأمر ذلك.

أصر ياسر على حمل ساري بدلا عنها عندما خرجا من السيارة، ولم تستطع بيان منع ابتسامة شجن من الارتسام على شفتيها، فتلك كانت عادة ياسر قبل الحادثة. أيمكن أن يتذكر ذلك التفصيل دون وعي؟

توقف ياسر أمام بوابة بيتهم، يطيل في التحديق إليه، غير ملاحظ لشد ساري الخفيف لشعره. نادت عليه باستغراب: وش فيك؟

أخيرا أشاح بنظره بعيدا عن البيت وإليها: أعرفه..

كررت ورائه: تعرفه؟ وشهو اللي تعرفه؟

أجابها عندما دخولهم بتأكد: البيت هذا، أعرفه.. آخر شي أذكره إني اشتريته توي، وما كان مؤثث.

عندما فكرت في الأمر، وجدت أنه كان على حق، فهو كان يمتلك هذا البيت عندما تزوجته.

أخذت منه ساري لتنومه، فصغيرها لم ينم منذ استيقاظه عند الفجر معها.

عندما عادت، وجدت ياسر في غرفة الجلوس، ينظر إلى ما حوله بتفحص. قالت تعلن عودتها: ترى إنت اللي أثثت ذي الغرفة. لا تتبلى علي إذا شفت شي ما أعجبك..

قال دون أن ينظر إليها: خمنت. على الأقل أشوف إن ذوقي لساته حلو..

ابتسمت بحب: يمدحون التواضع../ سألت مردفة: أعطيك جولة ولا خلاص سويت رحلة الاستكشاف في غيابي؟

عندها نظر إليها ليرد، لكنه سرعان ما أشاح النظر لمرآها. استغربت تصرفه وتفقدت ما كانت ترتديه، قميص كحلي قصير الأكمام وجينز أسود، ولم ترى فيه خطبا.. عندها استوعبت..

كانت هذه المرة الأولى (على حسب ذاكرته) التي يراها دون عباءة، وربما كرد فعل تلقائي أشاح النظر.

كم سرها اكتشاف أن ياسر كان غاضا للبصر بطبيعته.

جلست جانبه توجه نظره إليها بابتسامة شقية: تراني حلالك.. عادي تناظر..

قال بسخط يخفي حرجه: أدري، أدري!

قالت تغيظه: ولو تدري ليش قاعد تناظر لأي مكان إلا عندي؟ هذا وأنا لابسة جينز، إذا كنت لابسة قميص نوم وش كنت بتسوي، تهج من البيت؟

بدا ياسر كأنه على وشك الاختناق، من الحنق أو الحرج، لاتدري. ضحكت تربت على كتفه بتعذر: آسفة آسفة، أدري إن الوضع يبغاله تعود. لو كنت مكانك يمكن كنت بتغطى عنك لسنة أو أكثر..

ابتسم حينها، وظهر في عيونه دفء لم تره موجها إليها قط: إنتي دايم كنتي معاي كذا؟

أومأت بنعم، للحظة لا تستطيع إيجاد الكلمات لتقولها، تشعر بخجل يعتريها.

بعكس الآن لكن، كان ياسر فقط.. يصد.

/

/

نطقت ميساء بذهول: إيش؟

زارت العيادة مثلجة الأطراف خشية العواقب التي قد يتسبب فيها سقوطها، لكنها تلقت أخبارا كانت عكس ذلك بالكلية.

ابتسمت لها الطبيبة النسائية التي كانت تراجعها لسنتين الآن: إنتي ليكي سنتين تراجعيني فيها وبتشتغلي على نفسك.. وشغلك ده جابلو فايدة والحمد لله..

شرحت لها نتائج الفحوصات التي أعطتها، مؤكدة لها أن علاجها طويل الأجل قد أثمر.

سنين قضتها تتنقل بين المستشفيات، إما تلاقي الشفقة أو الخذلان، سنين قضتها تصلي وتدعو متضرعة ربها أن يشفيها، أن يرزقها ما تاقت دوما إلى الحصول عليه.. أسرة، أطفال من صلبها..

والآن.. والآن بحمد الله لديها أمل!

كل ما عليها الآن هو أن تجرب أن تحمل، لتتابع الطبيبة أي تطورات قد تطرأ عليها..

فرحتها بالخبر انطفأت لتذكرها ذاك التفصيل، ووضعها الحالي التي تعيش فيه..

لديها.. لديها الكثير لتفكر به..

:

كناقد فني، سر أمجد أن يستضيف هذا المعرض الذي أقامه أحد المعاهد الفنية ذائعة الصيت. كوكبة من المواهب الفذة امتدت على مدى نظره، تبهجه.

رأى رجلا شابا يقف أمام أحد اللوحات، واحدة تحت عنوان "محيط النجوم". كانت من أروع الأعمال التي رآها، فيها عكس أدوار بحيث كان الهلال قاربا، والغيوم أمواج، والنجوم محيطا.. بتخالط لوني مبدع وأبعاد مبهرة. تستحق الثمن الغالي الذي قدرها به. كانت على يد طالبة اسمها ميساء السيف وفقا للمعلومات التي أعطاها له المعهد.

حيا الرجل ثم سأله كما فعل مع كل من رآه يستوقفه عمل فني ما: مهتم؟

نظر له نظرة خاطفة ثم رجع إلى تأمل اللوحة: إيه..

وعندما أكمل معاملات الشراء معه، سأله أمجد: في أعمال ثانية إذا بتحب تشوف..

أجابه ذاك قبل أن يخرج: مابي غيرها..

/

/

تعترف زينة، استخارت وشعرت براحة عارمة. بقي شيء واحد يمنعها من النطق بالقبول، ابنتها نوف..

أقلقها هدوئها عندما أجلستها وأخبرتها بأمر خطبتها. كانت ستؤكد لها أنها سترفض ما دامت غير راضية، لكن نوف قطعتها بسؤالها بطريقة لم تعهدها: إنتي مرتاحة في قرارك؟

أجابتها بكل صراحة، فتلك كانت علاقتها مع ابنتها منذ الصغر: إيه..

هتفت عندها نوف بحزم بدا غريبا على ملامحها الطفولية: أجل وافقي!

سألتها، تتأكد من أي اعتراضات مدفونة..: متأكدة؟

بدا على نوف الاقتناع التام وهي تومئ بنعم: إنتي ما تتخذي قرارات مهمة زي ذي بالساهل، ولا ترتاحي لشي إلا وهو بإذن الله خير لنا..

منذ متى كبرت ابنتها هكذا؟ لطالما كانت تظن أن نوف كانت تفكر بطريقة أكبر من عمرها، تخفيها تحت طبيعتها المرحة، لكن ليس لهذا الحد..

وكزتها بفضول عندها: إلا يمه ما قلتيلي.. من عريسك هذا..؟

ابتسمت عندها، عارفة صدمة ابنتها بمعرفة الإجابة: واحد اسمه ليث الصائغ..

اتسعت عيون نوف بطريقة طريفة، كيف لا وهي من أكبر معجبيه؟: إيش؟! يمه من جدك؟ لا يكون ذا من أعراض أزمة منتصف العمر؟

ضربتها بخفة على رأسها: أي منتصف العمر يقطع شرك، لساتني في الخمس والثلاثين..!

هزت نوف كتفيها بعدم مبالاة: والله يمكن تجي مبكر، وإلا ليش تتوهمي إن ليث الصائغ بكشخته وجنتلته هو عريسك؟

ضحكت زينة بشدة: الكشخة والجنتل على قولتك هو نفسه الخاطب الموقر..

استغرقت وقتا حتى تقنع نوف بأن ليث حقا هو من خطبها، لتهتف نوف بأنها ستبلغ عمها بالموافقة قبلها هي.

:

عرفت نوف منذ الصغر أن حياة أمها ارتسمت بالفقد والخذلان.

أمها كانت ابنة أبيها من زوجته الثانية، وحيدتها، وتيتمت منها منذ ولادتها. حاول أبوها التعويض عنها، وكان لها نعم السند إلى أن توفي، إلى أن تزوجت برائد، أبو نوف الذي لا تعرف شيئا عنه سوى فشله، سوى عدم استحقاقه لإمرأة عظيمة مثل أمها.

لا تدري نوف كيف مضت أمها في دراستها وولادتها ثم عملها، بينما كان أبوها رائد مسترخي في البيت، مطرود مرة أخرى من عمله.

خاضت أمها عناء التعيينات في قرى نائية برفقة بكائها وحاجاتها كرضيعة. وجربت طعم الخذلان وهي ترى زوجها يبدد ما كسبته مهب الريح.

كم من مرة في صغرها صادفت نوف أمها تبكي في خلوتها، تبكي قهرها وغبنها وتدعو متضرعة ربها أن يُذهب هذه الكربة عنها.

وكضربة أخيرة، حينما فتح الله على أبيها ورزقه بوظيفة ثابتة يكسب منها الكثير، قابل أمها بالنكران وزواجه بأخرى وتطليقها قبل أن تطلب هي ذلك. حرمها حتى خيار الاعتبار لذاتها.

عم أمها هو الوحيد الذي دعمها بعدها، في ظل تخلي إخوتها من أبيها عنها، مسكنا لها معه.

تعترف نوف أنها عندما سمعت خبر وفاة أبيها قبل سنة، لم يتحرك قلبها كما يجدر به، فهي لا تعرف ذلك الرجل. أقصى ما تستطيع كان الترحم عليه.

تريد وبشدة رؤية أمها مرتاحة، مشدودة العود بسند لا يخذلها، ودعت ربها أن يكون ليث الصائغ لها ذلك.

:

وجد ليث نفسه يبتسم بانتصار عندما تلقى خبر الموافقة.

فاجأته تلك الزينة، بتواضعها وصراحتها ودماثتها. لا يذكر أنه التقى بأنثى مثلها قط.

قد يقول البعض أنها كانت هادئة الملامح، لكن ليث لم يكن ليوافقهم الرأي. فحتى مع عباءة خالية من الزخارف، وطرحة محكمة اللف، لاتبدي سوى وجهها الخالي من مساحيق التجميل، شدته..

ربما كان ذلك لصرامة مظهرها، لعدم تكلفها رغم علمها التام بهويته، ربما كان لعيونها العسلية التي تألقت ببريق ساحر كلما ابتسمت.

كان متشوقا لمعرفة ما ستجلبه الأستاذة زينة إلى حياته.

انتهى البارت..



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-09-17, 06:35 PM   #18

انجوانا

مشرفة منتدى الصور وتسالي مصوره وعضو مميز في القسم الطبي والنفسي ونبض متألق في القسم الأدبي وفراشة الروايات المنقولةوبطلة اتقابلنا فين ؟ومشاركة بمسابقة الرد الأول ومشارك في puzzle star ومحررة بالجر

 
الصورة الرمزية انجوانا

? العضوٌ??? » 359808
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 11,533
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Syria
?  نُقآطِيْ » انجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond reputeانجوانا has a reputation beyond repute
افتراضي

بااارت لطيف بس قصير ...
يعني ميساء تتعالج طيب كيف رح تحمل وعلاقتها
معدومه مع جواد ؟ ...

بياان وبدايه جميله او مختلفه ممكن بدايه خير

زينه وبوادر علاقه وحياه تعوضها عن الماضي الكئيب ...
حبيت موقف بنتها ....
يعطيك العافية على البارت الحلو وبانتظار القاادم بشوق....


انجوانا غير متواجد حالياً  
التوقيع





مع الله تضيقُ فجوات الوجع، ويخفت صوت الألم ويعلو الأمل، مع الله تُنار لك الدروب، وينجلي الظٌّلم والظلام الحياة مع الله سعاده وأمان .
رد مع اقتباس
قديم 03-09-17, 07:56 PM   #19

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

ألفي

شلونك شخبارك

ودي أقول بس مستحية

بس راح أقول وما أخليها في خاطري

ترا البارت قصير

بس كل شي منك مقبول

نجي للبارت

زينة وليث

كنت حابة أعرف ردة فعل نوف وبالفعل وصلني الرد بسرعة

نوف لو ما تعرف سوالف أبوها يمكن ما تعاطفت مع أمها واللي عجبها أكثر إن يكون الخطيب هو ليث الكاتب المعروف

لكن يظل السؤال معقولة 4 نساء

ولا وحدة فيهم
زينة ؟؟

يمكن في وحدة منهم الأخيرة ما تلائمت مع بنته

ويمكن وحدة منهم تغار بشدة من المعجبات وهي من طلبت الطلاق

ويمكن وحدة مستهترة مو راعية زواج ولا راعية بيت ولا سنع ولا منع

و يمكن وحدة أم بنته ما تحبه وتحب واحد ثاني

يجوز الله مو موفقة في زواجاته بس يظل هناك جزء يتحمله الرجل

و أتوقع سالفة المعجبات راح تعاني منها زينة

\\

ياسر وبيان

دائما تذكر بيان أن ياسر يصد عنها وهذه الحركة فعلاً مزعجة

مثلا إذا واحد قاعد تكلمينه وما يطالعك شي مزعج فكيف إذا

يصد عنك فجأة

الصدود مزعج جداً

نجي حق ياسر هل هو شخصية اللي ما يحب يظهر حبه واعجابة

في رجال ومعظمهم ما يحبون يمدحون زوجاتهم

عشان ما تتكبر عليه

هذا في اعتقاده

لكن ياسر ما يحب يوضح حبه يمكن كان يحب وحدة كسرت قلبه

ياسر مو خالي

حتى اليوم بيان أحسها شوي جريئة

الاثنين وراهم شي وصل هذي الحالة عندهم

ما تزوج ياسر وئام من فراغ



\\

ميساء و جواد

ميساء طيب وفاد العلاج مبروك

طيب شلون يتم الحمل وانتوا شرق وغرب شتى وصيف شمس وقمر

يعني ما تلتقون

ولا في كيد الحريم في الموضوع ولا وش خطتك يا ميساء

عاد لا تطحين نفسك من عيني خلي عندك كرامة

\\

المهم ننتظر القادم بكل حب وشوق

بالتوفيق لك دمت بود



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-09-17, 03:27 PM   #20

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

احممم.. اليوم عندنا عرس! جهزتوا فساتينكم؟

6

يبدو أن ليث كان مستعجلا، لأنه جعل موعد عقد قرانهم بعد أسبوعين، بالضبط عند بداية إجازة نهاية السنة للطلاب. باعتبار هدفه من الزواج، فإن زينة
لم تكن متفاجئة من ذلك.

لتجربتها السابقة، وكونها ساعدت كثيرا من صديقاتها في التجهيز لزواجاتهم، لم تضيع زينة وقتا في البحث وشراء كل ما ستحتاجه، وحتى مع كل مشترياتها، بقي من المهر الضخم الذي قدمه لها ليث الكثير الذي ستفكر لاحقا ما تفعل به.

طلبت زينة حفلا بسيطا، وهذا ما حصلت عليه.

كانت تتفحص نفسها في أحد غرف القاعة المستأجرة لحفلها. كانت ترتدي فستان زفاف سكري اللون، طويل شفاف الأكمام، مزين بكريستالات صغيرة عند الصدر، ومنساب بنعومة حتى ذيله. صُفف شعرها بتسريحة بسيطة عملية لكن راقية، وزُين وجهها بزينة أبسط، أبرزت مواطن الجمال فيها.

ظلت نوف تنظر إليها بانبهار بعد ذهاب المزينة، تاركة لهما لوحدهما: هذي أمي ولا غلطت الغرفة..؟

ضحكت زينة، مسرورة لأن مظهرها نال إعجاب ابنتها: يجي مني صح؟ وقولي ما شاء الله.

أومأت نوف بكل حماس وهي تردد وراءها بـ"ما شاء الله": اليوم بس دريت إن أمي كشخة!

قطع عليهما صوت طرق الباب الخافت، لتدلف داخلا جود بعد الإذن بالدخول. ابتسمت لها زينة لرؤية الخجل والحرج باديا عليها. لا تلومها، فهذا الموقف لم يكن بالإعتيادي: هلا بمن جانا.. قربي يا جود، قربي!

سألتها عندما جلست: أحوالك؟ كيف كانت الاختبارات؟

أجابتها بخفوت، تبدو أكثر ارتياحا بقليل: الحمد لله بخير، والاختبارات كانت سهلة، خصوصا حقك.

هتفت نوف عندها: من بركات زواجها أكيد!

لتعارض جود بابتسامة: لا والله، دوم اختبارات أبل—قصدي خالة زينة عسل..

نظرت زينة إلى نوف بافتخار: شفتي؟/ قبل أن ترجع انتباهها إلى جود: جود حبيبتي، عادي لو لخبطتي. أنا كنت معلمتك قبل كل شي. عاميليني زي ما تحبين لين ما تتعودين.

أشارت إلى نوف التي كانت تتفحص جود بفضول باسم: وهذي بنتي نوف، توها خلصت أولى ثانوي.

تقدمت حينها نوف إلى جود وهي تهتف: أخيرا التقينا! من يوم ما أمي قالت إن عريسها عنده بنت بعمري وأنا متشوقة أشوفك!

لم تحتج نوف إلى الكثير حتى تبدأ هي وجود في الانخراط بالكلام. ربما كان هذا سلاحها الأكثر فتكا، طبيعتها البشوشة المحببة ونزعتها لعقد الصداقات إين ما كانت.

نظرت زينة إلى الفتاتين بابتسامة، ملاحظة التقاء الأضداد فيهما. فبينما كانت جود خجولة، كانت نوف منفتحة. بينما كانت جود ذات جمال ناعم تخمن أنها ورثته من أمها، بشعرها العسلي الطويل، عيونها الزيتونية، وبشرتها شديدة البياض.. كانت نوف ذات جمال حاد، وارثة من أبيها أكثر منها، بعيون بنية وبشرة حنطية صافية. لون شعرها البني القصير كان أبرز ما ورثته منها. حتى في اللباس، كانتا العكس. فجود كانت ترتدي فستانا أحمرا طويلا طويل الأكمام، بينما نوف كنت ترتدي فستانا صيفيا إلى الساقين دون أكمام، ذا لون سماوي مبتهج.

دعت ربها أن تلقى الفتاتان صديقة في إحداهما الأخرى..

:

كانت جود حذرة بطبيعتها، لكن مهما حاولت الإنكار، فإنها كانت تستبشر خيرا في زواج أبيها بمعلمتها زينة. في بادئ الأمر كانت نموذجا مغايرا لما تعودته من زوجات أب، وبالإضافة أنها كانت تستلطفها مسبقا، بل فكرت لحظة عندما عرفت أن لها ابنة بحظ تلك في كون أستاذة زينة أما لها.

تعرف أن لديها الكثير لتتعود عليه بخصوص هذا الأمر كله، لكنها وللمرة الأولى لم تكره ذلك أبدا، بل تشوقت له.

بعد الزفة بقيت جانب الأستاذة زينة تفصح بهمس عن هوية النسوة اللاتي سلمن عليها، شارحة لها كبداية أن أبوها كان الولد الوحيد بين أختين.

عن المرأة المسنة التي بدأت في السلام عليها قالت: هذي جدتي مروة. بتشد عليك في الأول لأنها شافت من زوجات أبوي اللي ما يسر. بس هي طيبة ومن الحين باين إنك عجبتيها.

عن المرأة اللابسة والمتزينة بالمبهرج واللافت قالت: هذي عمتي العنود، الصغيرة. شوي بتكون زعلانة لأن من فترة تلمح عن عروس عندها لأبوي، بس بتلين..

عن المرأة التي لم تخفي ازدرائها، اللابسة كأنها حاضرة لجنازة قالت: هذي عمتى منيرة، الكبيرة. معاها اصبري.. اصبري لين الله يكتب فرج..

عن المرأة التي نظرت إلى الأستاذة زينة بنظرة تقييمية، اللابسة للخفيف الضيق العاري قالت: جاء السيرك.. هذي طليقة أبوي الثانية، سماهر، وأكثر وحدة تحاول فيه إنه يرجعلها. طنشيها.

ابتسمت الأستاذة زينة بتهكم وهي تتلقى كل كلامها، لم يبد عليها الذعر أو الخوف، بل التخطيط والتفكير.

:

غريب كيف أن التوتر اعتراها فقط عند دخولها باب البيت الذي أصبح بيتها. أصبحت تتشاغل بتعريف ليث لأركان البيت عن التفكير بما سيحدث لاحقا. لكن سرعان ما أدركت عندما طلب ليث من جود إرشاد نوف إلى الغرفة التي جُهزت لها أنهما بقيا لوحدهما. سألها، ضاما يدها في دفء يده: مشينا؟

فقط أومأت بنعم، فجأة تجد الكلمات في حلقها متوقفة دون حراك.

دخلا إلى جناحه المبهر، لكن توترها منعها من التمعن في تفاصيله. بدلت ملابسها بقميص نوم حريري متواضع التكشف. كانت على وضوء فلم تضطر إلى مسح زينتها.

ارتدت جلال صلاتها ثم صلا ودعا هو بالدعاء المأثور. شعرت بأغلب التوتر ينساب منها عندما جلسا على السرير.

خجلت من الطريقة التي كان ينظر فيها ليث إليها، كأنه مأخوذ مسحور. لم تعتد تلك النظرات أبدا، فتجربتها الأولى كانت مليئة بالتهميش والبرود وأحيانا الازدراء..

نفضت غبار ذكرياتها عنها، فهذا لم يكن الوقت في التفكير في زواجها السابق.

بدأ هو في الكلام، بابتسامة وجدت أنها تسحرها كلما تلقتها: لك من اسمك نصيب هائل، ما شاء الله../ أردف بعدها والاعتذار يقطر من نبرة صوته: السموحة عشان ما رتبت سفرة لنا، ظروف عملي الحالية ما تسمح، وأوعدك بالتعويض في أقرب فرصة..

قطبت حاجبيها بعجب: عادي يا أبو جود، ماله داعي كل ذي الكلافة. إنت ما قصرت معاي أبد..

لوهلة بدا كأنه متفاجئ من ردها، لتتبدل ملامحه بالرضا، يمد يده ليمسح بإبهامه على شفاهها بخفة، ويهمس بعمق ذو معنى: مرة أستاذ ليث، ومرة أبو جود.. متى بنسمع ليث منك؟

شعرت بجسدها يغلي بحرارة خجل كاسحة، بقلبها يتفجر نبضا، وقبل أن تستطيع الرد وضع شفتيه محل ما تحسسه إبهامه، ملثما لها بعمق حريري سرق صوابها.

/

/

أتى ميعاد زيارة مزرعة جدها عمر، ميعاد تجنبته لعدة مرات بعد تدهور الحال عليها. لم تكن تحب تلك الزيارات، ليس لأنها تكره جدها لا، بل لأن اجتماع العائلة لأيام عنده دائما ما أشعرها بالنبوذ. وبعد ما حدث قبل سنة؟ تتوقع أنها ستكون محل ازدراء الكل. وما أصعب شعور الغربة وأنت بين أهلك.

تذكرت لحظتها تعريفها للعائلة الذي قدمته ليارا مرة..

لجدها سعيد أربعة: بكره عمها طلال، عمتها هدى، يليها عمها متعب، ثم الأصغر أبوها.

لعمها طلال ثلاثة: بكره سعد المرحوم والد يارا، جواد، وبشاير.

لعمتها هدى اثنان: دانية وسامي.

لعمها متعب خمسة: بثينة، سميرة، عبد العزيز، نايف، والصغرى لمى.

ولم يكن لأبيها سواها وماجد.

كل أولئك، كانت ميساء تحت أنظارهم في كل زيارة، كيف لا وهي ابنة منى التي لم يرضى أحد زواج أبيها بها لعداوة قديمة بين العوائل، منى التي تزوجها أبوها كرد دين لشقيقها الذي ساعده مرات لا تحصى في دراسته في الخارج، منى التي ظل أبوها معتزل النساء بعدها حتى وقت قريب؟

بينما تقبل جدها وعمها طلال زواج أبيها في النهاية، لم ينطبق ذاك الحال على عمها متعب وعمتها هدى، وتحفظاتهما ورثاها لأولادهما، أمر أصبحت تتوجس منه كلما كبرت وأدركت ما يحصل حولها.

لكن هذه المرة لم تستطع تجنب الأمر، فقد طرأ سفر عمل على أبيها ووصاها أن تزور جدها وتوصل سلامه إليه.

تنهدت وهي تحزم أمتعتها، ستكون هذه الزيارة كابوسا بحق.

كادت تضحك ببرودة عندما خرجت ورأت لمى قد احتكرت سيارة جواد لها، وبسبب ذلك فإنه سيكون عليها ركوب سيارة عمها طلال وزوجته عبير. أمر لم تحبذه، فبينما هي تحب عمها حبا عظيما، لم تكن هي والعمة عبير
على وفاق. تمنت لو شريف كان من يوصلها، لكنه كان في إجازة يقضيها مع عائلته منذ البارحة.

:

طول الطريق كانت إما مشغولة مع يارا، إما تجيب على أسئلة عمها الودودة، وإما كانت على جوالها، تارة تلعب لعبة وتارة تقرأ رواية حملتها.

لم تلاحظ توقف السيارة في محطة إلا متأخرا، بعد أن خرج الكل.

نزلت من السيارة تتجه إلى محل التموينات الخاص بالمحطة، تشتري ما تفطر به بالإضافة إلى حلوى تعطيها صغار العائلة الكثرى. وعند المحاسب كانت تهم بالدفع.. إلى أن جواد سبقها في ذلك، حاملا ما اشترته قبل أن تعترض.

اكتشفت وهي تلحقه أن الكل قد انتهى من قضاء حوائجهم المختلفة. أكانوا ينتظرونها؟

رتب مشترياتها في الخلف وأعطاها الكيس الصغير الذي خصصته لما ستتناوله الآن. عندها همست له بـ: مشكور.

لا تدري حتى إذا سمعها فقد مشي مبتعدا. ويالعجب حالها، صادفته هذه الأيام الأخيرة أكثر مما صادفته لسنة.

ظلت تفكر، مشتتة، لدرجة أنها نسيت الأكل. وجدت السيارة تتوقف أمام أرض فضاء بعد فترة قصيرة. رأتهم قد افترشوا لهم مكانا على الأرض، ناوين الإفطار في جو هذا الصباح الرائع. لكن ميساء فضلت البقاء في السيارة، رافضة بلطف عرض عمها ويارا بالخروج.

قضت فترة في السيارة لوحدها قبل أن ينفتح باب السائق، لكن بدل عمها كان الداخل جواد.

رأته يبحث في أحد الأكياس، لتسأله مخفية توترها، كلماتها الأولى له منذ سنة: وش تدور عليه..؟

تجمد عند سماع صوتها. هل فاجأته؟ ألم يكن مدركا أنها كانت في السيارة؟

أجابها أخيرا: موية..

التفتت إلى كيسها تبحث فيه عن قارورة ماء، لتحسه قد أخذ القارورة التي كانت تمسكها، التي كانت تشرب منها. قال قبل أن يخرج، قاطعا لأي اعتراض قد يتشكل في بالها: هذي بتكفيني..

خرج ليتركها مذهولة مستغربة منه أشد الاستغراب، مسلوبة النفس من الفوضى الذي يحدثها فيها مرآه.

/

/

ارتاحت بيان لمعرفة أن حاضري مسجد الحي اهتموا بياسر عندما حضر الصلاة. لا تدري من أين عرفوا بحالته، لكنها لا تهتم. المهم أنها لم ترى الضياع في عيون ياسر وهو يحكي عما حصل.

سألها بعد أن أفطر، يراقبها وهي تطعم ساري باهتمام: إنتي أمس نمتي عندي..؟

تجمدت للحظة، ثم نظرت له بابتسامة: لا، نمت أنا وساري في غرفة ثانية..

أتى عندها سؤال توقعته: ليه؟

سألت بدورها تتحايل: أمس ما تقدر تناظر لي، واليوم تسأل ليه ما نمت عندك؟ وش التطور هذا..؟

للحظة احمر وجهه، لكنه سرعان ما تمالك نفسه وأصر بملامح جلدها بالجدية: ليه يا بيان؟

أجابته بتمويه، بنصف حقيقة: أبغاك تتعود أول.. مو لازم العجلة..

نظر إليها للحظات صامتة، باديا عليه الشك في جوابها، لكنه لم يسأل بعدها، وأخذ منها الصحن الذي كانت تطعم منه ساري والملعقة، ليطعمه بدلا عنها.

الحقيقة.. الحقيقة التي لم ترد كشفها الآن على الأقل، أنها هي من لم تكن متعودة..

فغالبا، هي وياسر لم يناما في غرفة واحدة.

انتهى البارت..




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.