آخر 10 مشاركات
ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree124Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-10-17, 12:53 AM   #391

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي


ليلتك سعيدة... تسجيل حضور وبانتظار الفصل ان شاءالله اكون متواجدة وقت التنزيل...

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 08-10-17, 03:16 AM   #392

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمان الرحيم

أول شيئ .... حينما نسخت أول فقرة من الفصل السابق ... سقطت مني مقولة الإمام مالك ...اعتذر عن ذالك...لذا ساعوضكم باثنتين ..... تاني شيئ هذا الفصل باذن الله هدية للاستاذة عبير كك ...لعدم قدرتها بالمشاركة ...اردت أن اعبر لها عن تذكرنا لها ...و بحضورها و ان غابت ....اسال الله ان يصلح جميع اموركم .... توكلنا على الله.


الفصل الخامس




خير الأمور ما كان منها ضاحياً بيناً ، وإن كنت في أمرين أنت منهما في شك فخذ بالذي أوثق - مثل المنافقين في المسجد كمثل العصافير في القفص إذا فتح باب القفص طارت العصافير.... الامام مالك بن أنس ....



[IMG][/IMG]


بيت المرابط....

تعبت من وقوفها فمالت بجسدها قليلا، كي تتمكن من إسناد رأسها على بلور النافذة الكبيرة في غرفتها، والمطلة على الحديقة الأمامية للمنزل العائلة، تنتظر عودة أهلها من زفاف آل عيسى. عبست بخفة بالتزامن مع أفكارها العاتية، تتساءل بأي عقل يطلبون منها حضور عرس أودعت به سائر أحلامها الأنثوية، لتستيقظ منها على رفضٍ مُخزٍ، ألقى بها من علياء أمانيها الى بئر الواقع المر. تنفست بعمق وهي ترمق دخول السيارات من البوابة الكبيرة، تصيح دون أن يغادر صوتها أحشاءها.... أنها ليست كصباح، لا في قوتها ولا في جرأتها. ابنة عمها كانت السبب في إعجابها بإبراهيم، لا تنكر فراغ قلبها و استعداده لأي عاطفة رجولية بعدما أولت تركيزها الكامل لدراستها، مكتفية باهتمام والدها المبالغ فيه أحيانا عدة، لكنه النضوج الأنثوي، في فترة ما لم يعد يكتفي باهتمام و لا دلال الأهل، فيبحث عن نوع آخر من العاطفة. فراغ استغلته ابنة عمها لتملأه بأحاديث عن فارس نبيل، رجل كامل، قوي شهم و أصيل دون ان تغفل ثراءه ووسامته الخشنة. استغربت حينها من مديحها لشاب رفضت الارتباط به، لتجيبها مفسرة أنه لا يناسب شخصيتها المتهورة، بل ترى في شقيقه فارس أحلامها، طبيب النفوس كما يلقبونه أهل الجبل. أطلقت صباح العنان لنبرة العبث في صوتها وهي تسترسل في سرد أمانيها كيف أنه الأنسب ليُروض جنونها، يكاد يُفقدها عقلها إن لم تفقده بالفعل، برزانته والغموض المحيط بشخصيته التي تزيده وسامة على وسامته، فينطلق قلبها في سباق يرج خلجات صدرها كلما لمحته او حتى زار أفكارها . و كما العادة أحلام ابنة المرابط يجب أن تُحقق بأي ثمن، لكن الثمن هذه المرة قد طالها هي الأخرى، حين عبأت رأسها بأوهام عن مدى توافق شخصيتها الهادئة مع شخصية ابراهيم القيادية، صدّقت ابنة عمها لكنها دائما ما كانت تُفضي لها بتحفظاتها عن الأمر، فهي أبدا لم تكن لتَعْرض نفسها على أحد، لكنه تأثيرها اللعين بابنة عمها منذ الأزل، فأمّنت على حديثها وها هي تتجرع خيبة مريرة من حب أوهمت به قلبها المسكين و من ذل أنهك كرامتها.
رفعت رأسها من على البلور تهتف بهدوء للقادم المعروف لديها....(تفضل !!). ... فتح الباب ليطل برأسه باسما بحنو، قبل ان يدخل بكامل جسده يقول وهو يهم بإغلاق الباب... (هل تسمح لي حبيبة قلب والدها بدقائق من وقتها ؟؟؟).... ابتسمت رغما عنها تهز رأسها وهي تجلس على طرف سريرها، اتجه نحوها وفعل مثلها بعد ان قبّل أعلى جبهتها يقول برقة ....(كيف حالك اليوم؟؟)... ضمت شفتيها ما بين الحزن و التهكم ترد بنبرة بدأت بالتحشرج...(لقد سألتني نفس السؤال قبل خروجك ....)... علا الوجوم ملامحه قابضا يدها بين كفيه فاستطردت تدّعي الهدوء ....(لا تشغل بالك بي ....سأكون بخير... كيف كان العرس؟؟)...(لا يهمني العرس ولا أهل الجبل بأكمله.... و بمن أشغل بالي إن لم يكن بك أنت ؟؟....). .... نطقها بتحفز قلق فشدت على كفيه تهتف بألم ....(أرجوك أبي ..... لا أريد التحدث عن الأمر...إنه يجرح كرامتي فأتألم أكثر ....).... قاطعها قائلا بحزم....(كرامتك مصونة بنيتي ....لا أحد يعلم بالاتفاق الجديد بين العائلتين .... الجميع يعلم عن صباح و إبراهيم .... لما لم تهتم هي التي شملتها أقاويل الناس ؟؟؟..... أنت....)... ترقرقت الدموع من عينيها فتنهد بألم يضاهي ألمها، لا يطيق حزنها فما باله بدموعها، مسح على وجنتيها يرمقها بإشفاق، يود لو يقتل صباح ومعها ابنه مجيد الغبي صاحب الفكرة من الأساس، فقالت بلوعة...(يكفي أنه رفضني هو أمام عائلتي و عائلته .... احساس فظيع بالذل يجتاح أحشائي فينهش منه بلا رحمة ....).... سحبها يضمها ويربت على شعرها هامسا بحنو.... (ماذا أفعل كي تتعافي بنيتي ؟؟ ...فقط اطلبي ....).... ابتعدت قليلا ثم قالت بتوسل ....(أرجوك أبي خذني من هنا ..... دعنا نعود الى العاصمة....... لا أطيق النظر في وجوه الناس.... اختنق و أنا اظنهم يشفقون علي أو يشمتون ....). ...تنفس بعمق مفكرا لبرهة ثم قال باستسلام ....(كما تشائين حبيبتي.... سأُعلم أبي و نرحل متى شئت ...)... قاطعته بلهفة ...( غدا أبي.... أثناء غياب صباح ....لا أريدها ان تحاول اقناعي ب....).... قطب لبتر عبارتها فقال بريبة..(اقناعك بماذا ؟؟؟)... تداركت الأمر تجيب ...(بان لا أرحل... تعلم صباح و إلحاحها ....).... هز رأسه دون اقتناع فهو اعلم بزوجة أخيه و ابنتها كما يعلم تأثر ابنته بهما، تبحث عن حنان أم فقدته ولم يستطع تعويضها بكل دلاله و حنانه، ولم تجد أمامها سوى زوجة عمها لتتعلق بها وبمعاملتها لابنتها تنشد منها نفس الاهتمام.....(بإذن الله بنيتي كما تشائين.... هيا قومي لتنالي قسطا من الراحة ....).



[IMG][/IMG]


في الغرفة المجاورة آخر يزرع أرضها بعصبية يكاد يشقها...(تبا لابن آل عيسى و عائلة آل عيسى بأكملها!! ...)... همس من بين أسنانه بغل. أسرع الى النافذة حين سمع ضوضاء السيارات العائدة بأصحابها، فتسلل بخفة الى وجهته.
تضاحك والدتها بإشارات لم يفهما أيّ من الجد أو الحاج زكريا، ثم غمزتها خفية وهي تلقي عليهم تحية المساء. لم تكد تقفل عليها باب غرفتها تبتسم بغنج مشبع بخبت، حتى أتاها صوت ساخر يقول بنفس خُبتها....(تسلمُ لي الضحكة و من كان السبب فيها ....)... شهقت بخفوت فتجمدت البسمة على ثغرها، وهو يُردف بنفس سخريته رابتا بسباباته على طرف دقنه....(من يا ترى السب؟؟... أجل ...إنه ابن آل عيسى ....طبيب النفوس ؟؟!!..)... لازالت على جمودها وهو يكمل مقتربا منها، و نبرته تحتد بالتزامن مع إنهاء حديثه ....(طبعا فقد حققتِ مبتغاكِ ....و تخلصت من بكرهم ...وخلت لك الساحة مع حبيب قلبك...لما ستهتمين بباقي اتفاقنا؟؟).... تحركت أخيرا تهمس بحدة خافتة ....(شششش !!!...هل جننت؟؟ .... أنا لم أنسى أي شيئ... ولمعلوماتك .... لم أحقق مأربي بعد ...فحبيب قلبي كما تقول .... لا يشعر بي ...)... ضم شفتيه يقترب أكثر ويهمس بنفس حدتها ....(و هذا أولى بأن نطبق خطتي أنا ...التي لم توافقي عليها ....و صدقتُ تفاهات النساء تلك.... ...و الدليل ها هو!!! ...)... أشار الى تأنقها بالقفطان، يكمل بامتعاض ....(عائدة من عرس ابنهم ...الذي من المفروض أن تكون من تُزَف إليه شقيقتي !!!!)... زفرت مزمجره بخفوت، ترمي الحذاء ذو الكعب العالي من رجليها ثم ارتمت على طرف سريرها تقول بتهكم ضجر، وهي تلوح بيديها ..... (أخبرني من جديد عن خطتك الخطيرة ...).... رمقها بحيرة ثم اقترب جالسا جوارها يقول باهتمام ...(اسمعي وعي حديثي جيدا .... إن لم نتسبب في فضيحة لهم .... إبراهيم سيظفر بالمنصب ولن يكون في حاجة لنسبنا بعدها .... و أنت ستودعين أحلامك حين يطير فارسها ....).... زمت شفتيها فبرزت صبغتهما الحمراء، وقطبت حاجبيها بعد أن هزتهما انتظارا لتفسير أدق، فاستطرد بمكر ...(لو كان وافق على شقيقتي .... كان النسب لحاله يكفينا ....أنا في تجارتي ....و انت لتتقربي من شقيقه ... لكن بما أنه تعجرف و رفض .... يجب أن نُخضعه لإرادتنا .... وحين يُهَدد بخسارة منصبه حينها سيضطر صاغرا لموافقة عمي على النسب ....)... اتسعت بسمته بنصر لتركيزها، يكمل ....(و العروس الوحيدة المتاحة لهم ...هي أنت .... لأن عزة نفس شقيقتي الساذجة لن تقبل بأن تتزوج من عائلة آل عيسى حتى لو طلبوها بأنفسهم ....)
...ضحك حين هتفت بشراسة وقد أفلح في استفزازها ....(عواطف لن تقبل بإسماعيل مهما حدث ... ثم أنا أقسمت على تزويجها لإبراهيم و سأفعل ....)... هز رأسه بيأس ثم قال بضجر ...(تابعي ما تفعلينه و ساعديني في ما أريده أنا أيضا ....).... التفتت إليه تسأل ما هَمّه منذ البداية ...(ماذا تريد مجيد ؟؟..) .... بلع ريقه متمعنا في ملامح وجهها الفاتن يقول بنبرة بحة ....(أريد أي معلومات عن والدهم ....يونس آل عيسى ....).... دفعته بخفة حين زاغت نظراته تقول بنبرة ظهر عليها الانزعاج.... (سأفعل ....تصبح على خير يا مجيد ...)... لم يبتعد يرمقها برغبة يهمس وهو يمد يده بغية لمس وجهها....(منذ متى لم أخبرك أنك فاتنه ؟؟)... انتفضت من فوق السرير قبل أن يصل إليها ترد بغضب ...(مجيد ....أخرج من غرفتي ....حالا!!!)... ابتسم ساخرا يقول ....(منذ متى ؟؟.... لم تعد لمساتي تغريك ؟؟).... زفرت من جديد و قد احمر وجهها بِشَر تشير إليه بسبابتها محذرة....(أنا لم أعد تلك المراهقة مجيد ....والأفضل لك ان تنسى كما نسيت....لأنك لا تريد أن تتجرع نتائج جنون غضبي .... و أنت أعلم به...)... مسح بإبهامه على جانب شفته السفلى، ثم قال بجدية قبل أن ينسحب من الغرفة ....(حاولي استدراج العجوز في الحديث....أريد ان أصل إلى والدهم بأسرع وقت ...)...
راقبت الباب ينغلق ثم عادت ترتمي بكامل جسدها على السرير تهمس بقلق.... (لما لا تشعر بي يا إسماعيل ؟؟...كنتَ جنبتني كل هذه الخطط ...و التعب ...)... لكنها ما لبتت ان ضحكت بغنج تُردف بدلال ...(لكنك تستحق.... يا حبيب قلبي ...)....ارخت الطرحة و أطلقت العنان لخيالها جامحا الى أول مرة رأت فيه طبيب النفوس، وحينها بدأ كل شيئ......




يتبع ..........







التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 08-10-17 الساعة 03:57 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 08-10-17, 03:22 AM   #393

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[IMG][/IMG]

فجر اليوم التالي ....

أيقظتها ساعتها البيولوجية ، قُبيل الفجر، ففتحت عينيها على وسعهما وتوقفت أنفاسها لتستوعب المشاهد التي انهالت على ذاكرتها، غير مصدقة لما حدث لها، أمورا لم تتقبل يوما أن تسمع عنها من الفتيات، كما لم تكن من هواة البرامج الترفيهية، ولولا زواجها لما تجرأت على المطالعة. حق جُبلت على مبادئ عدة لا تعلم كيف أو لماذا تجمعت في شخصيتها وهي بالذات، لذلك استسلمت لنعتها بالبلهاء، فهي بالفعل تظن نفسها مختلفة أو بها مس ما. من ضمن تلك المبادئ الراسخة، المعرفة تُقَلِّل من الخوف، لذا حين تخشى أمرا، تبحث خلفه و تقوم بدراسة صامتة عن كل عالم متخصص، فتجمع وِجهات نظر عديدة تُكَوّن على أساسها رأيا سديدا يساعدها فيما هي مقبلة عليه. وهذا ما حدث في أمر الزواج... بحثت و قرأت ما كتبه أهل العلم و الدين، فلم تعتمد على مقالات الفتيات و لا مشاهد هابطة تعبث ببراءتها الفطرية فتؤثر عليها سلبا. تعترف أن التطبيق صدمها للحظات، لكنها استسلمت وهي مطمئنة لما هو قادم، و لن تنكر رقة شريكها أيضا. لم ينطق بكلمة واحدة خلال لحظاتهما الخاصة، لكن كل لمسة منه و كل ضمة كانت تحفها بالأمن و الطمأنينة، لا تعلم كيف اهتديا الى تآلف و تناغم كأنهما يعرفان بعضهما منذ الأزل، في تلك اللحظة ابتسمت دون أن تتجرأ على التحرك من مكانها، على ذراعه، خشية ان توقظه من نومه دون أن تمنح نفسها فرصة للتفكير في كيفية التسلل الى الحمام . تذكرت قرب صلاة الفجر فقررت التحرك بخفة، و أسرعت في حركتها بعد أن سحبت قميص منامته و لفته على بدنها. أقفلت باب الحمام بخفوت ووقفت مكانها تصتك أسنانها من البرد. أحاطها الدفئ أخيرا فبدأت بالاغتسال. مدت يدها تسحب إحدى المناشف الكبيرة المطوية على الرف الضخم في الزاوية المقابلة، تلف بها قدها النحيف ثم سحبت أخرى تغطي بها رأسها و أعلى صدرها، وخرجت بنفس الخفة متجهة الى خزانة الملابس دون أن تنير الغرفة تتلمس طريقها بروية. راقب ظلها المتسلل في الظلمة فلاحت بسمة مرحة على ثغره، لا تعلم أنه لم يغمض له جفن من الأساس، وأنه راقب استغراقها في النوم إلى أن تحركت بين ذراعيه فادعاه هو كي يجنبها الحرج. نهر جارف من الأحاسيس و المشاعر عصفت به فأفقدته تحكمه بنفسه و رزانة عقله، ليجد نفسه غارقا وسط عاصفة هوجاء حلقت به الى عنان السماء حتى لمس النجوم بيديه، ثم أعادته بروية ورقة الى أن هبطت به على أرض الواقع في سلام تام، أحلام وخيال ما يفكر فيه هو متيقن، لكنه حلم اكتشف مدى حلاوته، فأراد الخوض فيه مرارا و تكرار، عله يرتوي من عطش لم يكن يعلم ضمأه من قبل، لكنه أشفق على ضعفها، كما تفاجأ بنفسه يجهل الكثير عن العلاقة الزوجية، وحالة الشريكة بعد أول تجربة، لذا أمسك لجام رغبته الحارقة و آثر الابتعاد عنها حتى حين. لاحظ تأخرها أمام الخزانة فأنار تلك الاباجورة الجانبية الخافتة، شهقت بخفة و نظرت نحوه بجزع فقال بهدوء....(أسرعي .....ستصابين بالبرد ...لا قدر الله...)... تمالكت دهشتها تهز رأسها مرات عدة ثم أخذت ثيابا بين كفيها، وهرولت عائدة الى الحمام غافلة عن بسمته التي اتسعت بمرح. قصف قلبها وسط صدرها تلهث من شدة المفاجأة، ومن شعور آخر غامض لإدراكها البريء، وطفقت تلقي على أطرافها لباسا لا تعلم كيف انتقته. خرجت بعد أن استجمعت قوتها الواهنة و تنفست بعمق، فاصطدمت بصدره العاري لتفقد انفاسها من جديد، أحاطها بذراعيه يقول بمكر ومرح أصبح يدغدغ صدره مع تلك الفتاة .....(أين قميص منامتي؟؟ ...لم أجد سوى السروال....) ... تهربت بمقلتيها وهي منكمشة على نفسها بين ذراعيه محمرة بخفر فأردف بنفس هدوءه.... (ارتدي مئزرا على منامتك فهي خفيفة .....أخشى ان نصاب بالرشح قبل ان ينتهي هذا العرس.....).... تركها أخيرا يستطرد متجها الى الحمام..... (منامة زهرية ..... هذا أفضل .....)..... أمسكت صدرها تحاول الضغط على موضع قلبها، فهو يكاد يخرج من مكانه فتشعر بركبتيها تخونانها، تذكرت المئزر فأسرعت ترتديه وأحاطت رأسها بشال ثم آوت الى كنف خالقها، حيث الثبات والأمان.

[IMG][/IMG]

خرج من غرفته بعد أن اغتسل و ارتدى ملابسه فتوجه الى غرفة اسماعيل، الذي فتح باب غرفته هو الآخر في نفس اللحظة التي همّ بها بأن يدق، نظر اليه مقوسا حاجبيه مستفسرا بدهشة ...(مرحبا بالعريس .... ماذا هناك؟؟؟....).... ارتبك لثانية لكنه سرعان ما استرجع واجهته الهادئة بصرامة يقول .... (أريد آلة التحكم في المكيف لغرفتك ....)... قطب إسماعيل بريبة فاستطرد ابراهيم بنفاد صبر ....(لا تسأل فقط أعطينها.....)... هز شقيقه كتفيه بخفة ثم التفت يحضرها. طلب منه انتظاره ليرافقه الى المسجد وكذلك فعل بينما هو أطفأ المكيف وعاد بعد ان رمى الساجدة على سجادة الصلاة بنظرة تقدير. تنحنح اسماعيل فنظر إليه مستفهما، ليقول بتردد.....(من المفروض أن أسألك .... كيف كان لقاءك الأول مع العروس ؟؟؟).... رفع حاجبه الأيسر يقول باستفزاز ....(حقا ؟؟؟!).... استغرب اسماعيل من تلك الحمرة الخفيفة التي علت أعلى وجنتيه فضحك وهما على أعتاب الحديقة، في طريقهما الى المسجد، ....(هل جننت ؟؟....ما الذي يضحكك ؟؟؟).... تمالك ضحكاته يقول مجيبا ....(أنا لم أسألك عن شيئ خاص أخي ... أنا أعني لقاءك الأول بها...هل تحدثتما ؟؟... كيف كان موقفها ؟؟...هل تفاهمتما؟؟).... تنفس الآخر بخفوت يهمس لنفسه ....(العروس ليست المشكلة ....بل السيدة الوالدة...)...(ماذا قلت؟؟!!) استفسر اسماعيل بفضول فقال ... ...(ليست المرة الأولى اخي ....التقيت بها سابقا مع شقيقها....)... هز رأسه بتفهم ثم ما لبث أن قال بمكر ....(جيد .... لكن هذا لا يمنع أن تلجأ الي إن واجهتما مشاكل ....فأنا طبيب النفوس كما تعلم....)... لمحا جدهما أمام المسجد برفقة رجال آخرين، فقال بملل منهيا الحديث ....(آه أجل ..... بالطبع...)....ثم أردف لنفسه ....(لو فقط تتحلى أمي بشيئ من المنطق ....اللهم اجرنا من القادم...).
عاد من المسجد و توق من نوع خاص يسبقه الى غرفته. فتح الباب بهدوء فلمحها على سجادة الصلاة بين يدها مصحف صغير، و همسها الرقيق يتسلل الى أذنيه عابرا الى قعر صدره. وعت على وجوده والتفتت إليه فقال وهو يستلقي على السرير....(لا تتوقفي ...اكملي من فضلك ....).... أطاعته ونبرتها قد طغى عليها التأثر فعَذُبَ حِسُّها الهامس، أسدل جفنيه مُطلقاً لهمسها الجماح كي يَخْتَلِج به صدره، فتخلى عن كل دخيلة على خاطره، و سُرَّت سريرته بكلمات بعثت عبر كيانه الأناة، فسكنت الأطراف حين سكن البال باطمئنان.
أنهت وِردها وقامت تنشد بعض من النوم قبل أن يبدأ الضيوف بالتوافد، تأملت سباته فشعرت بارتخاء ملامح وجهه الحازمة، استلقت بخفة وما لبثت أن حطت برأسها حتى انضمت لزوجها في عالم الأحلام.

يتبع ...









**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 08-10-17, 03:29 AM   #394

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[IMG][/IMG]



تهربت من مقابلة ابنها وظلت تنشغل هنا و هناك حتى تأكدت من خروجه من البيت، فأخذت شريط منع الحمل و قامت بإذابة واحد في كأس عصير، وجهزته على صينية بجانبه طبق من الحلوى، و سارت الى وجهتها.
اغلقت باب الغرفة ونظرت نحو السرير، فضمت شفتيها بتفكير ثم بحثت عن العباءة السوداء بعد ان حطت بالصينية على إحدى المناضد. لم تجد لها أثرا فاقتربت منها تهتف بنفاذ صبر....(أنتِ ....قومي ...هيا!!)... انتفضت حق من مكانها ثم همست بنبرة ناعسة حين لمحتها .....(أمي !!) ... طعنتها الملامح الواهنة على وجهها و مناداتها لها بأمي، لكن الغباء سمة غالبا ما يصحبها التكبر، فتذكرت حديث صباح عن طرقها لتسحرها و تكسب ودها، عبست تسأل بحنق... (أين العباءة يا فتاة؟؟!!...).... مسحت على وجهها ثم ردت و هي تتفقد الأرض من حولها...(لا أعلم .... كانت هنا على الأرض ...)...

في نفس الوقت .....

[IMG][/IMG]

[IMG][/IMG]

تقدمت ميمونة مجموعة من النسوة، كلٌّ تحمل الباقي من هدايا العروس يتسابقن في الزغاريد وهن يلِجن منزل آل عيسى، و كما اقتضت العادة استقبلنهن نساء العائلة بالحلوى المحشوة باللوز مع التمر، و الحليب وصينية ذهبية عليها قناني فضية، معبئات بماء الزهر وعطر الورد، بجانبهما طبقين عميقين مليئين بالبخور و خليط الزعفران، يتوسط الصينية أعواد النّد العطرة. لاحظت ميمونة غياب الحاجة إيجّة، فسألت لتجيبها احداهن بأنها تتفقد العروس. تضاحكن النسوة يطلبن حقهن كما يقال في التقاليد برؤية غرفة العروس، كي يتفاخرن بالسرد عنها وعن رفاهية حياتها الجديدة، حين عودتهن الى بيتوهن، فقالت ميمونة ببسمة مدعية ...(اصبرن حتى نجهزها على الأقل....)... هززن رؤوسهن بتفهم فتابعن المضيفات الى المجلس حتى تستعد العروس، بينما وجهن ميمونة الى غرفة حق، تبعت رواح والدتها، فتوقفت لبرهة كي تريح رجلها من حملها الثقيل، لكن نبرة رجولية بحة، تذْكُرها جيدا، تناهت الى سمعها بهدوء ...(تحتاجين مساعدة ؟؟؟)... رفعت رأسها ترمقه وقد اشتاطت أحشاءها من مجرد رؤيته، توقعت ذلك واستعدت جيدا لتلقينه درسا إن فقط حاول السخرية منها. تفاجأ من تجهم ملامحها في غضب واضح، تهجُم بكل ثقلها، قائلة بحنق احْمَرّ له خديها الرفيعين ....(لما ؟؟؟ ها؟؟ أنت أيضا عظامك مكسورة.... وحالي أفضل منك ..... أزح نفسك من أمامي ...قبل أن أتسبب لك في عاهة حقيقية....و صدقني ...حينها سأضحك تماما كما يفعل السفهاء...).... رمته بسهامها الحارقة واستأنفت خطاها المتمهلة، متلافيه تمثال تجمد مكانه بصدمة، ليجفل على زفرة منصف الحامل لطاولة كبيرة حط بها كي يتنفس من تعبه ...(أووووف!!! ..... أنا تعبت يا صاح .... على فكرة ماذا فعلت لتلك الغاضبة من جديد ؟؟؟...)... نظر إليه عيسى بنفس صدمته يهز كتفيه بسهو يجيب...(أنا ....هي .....ماذا تقصد؟؟).... أشار له منصف قائلا ..(ماذا ؟؟....ماذا؟؟ ...)...(منصف؟؟!)... نداه أحدهم يستعجله فحمل الطاولة يهتف بحنق ...(أنا قادم !!!... ..على فكرة .... لم يسبق لي أن عملت حمالا....).... أطلق عيسى أنفاسه هامسا بحزم ....(لم ننتهي بعد ....يا ....سأعرف اسمك ....و بعدها لي حديث جدي معك ....).

في غرفة حق ....

)لا أعلم ....كانت هنا على الأرض...)... همست بغل ...(أظنك لا بلهاء و لا غبية .... أين أخفيت العباءة يا حويطة؟؟)...(هل تقولين شيئا أمي؟؟)... دق الباب فهتفت الحاجة إيجّة بحنق ...(من؟؟)... لتدخل الحاجة ميمونة تبتسم بمجاملة متفقدة زوايا الغرفة بفضول..(صباح الخير حاجة إيجة... ألم تجهز العروس بعد؟؟ ... النسوة يرغبن بتفقد غرفتها ...)... زفرت إيجّة خفية ثم قالت بنفس البسمة المجاملة...(فليصبرن قليلا ....كما ترين ...لم تجهز بعد ...).. دخلت رواح في نفس اللحظة التي سلمت فيها حق على زوجة أبيها المنشغلة عنها، بتأمل فخامة الغرفة تكتم شعورا بالحسد يكاد ينبض به مقلتيها، ثم التفتت الي الأولى التي أسرعت إليها باسمة بسرور بعد أن وضعت الهدايا على الأرض جانبا، فضمتا بعضهما بشوق و محبة. أما الحاجة إيجّة فقد انشغلت بالبحث عن الشق الآخر من اتفاقها مع صباح. لتسأل حق بعد أن يئست من أيجاده خفية ....(أين دليل عفتك يا حق ؟؟؟)... رمقنها جميعهن بدهشة حتى ميمونة سهت عن فضولها، بينما هي تردف بنبرة جاهدت لتظهر عادية ...(من الطبيعي ان أسال ....أليس كذلك؟؟)... تحدثت ميمونه تقول بضيق بارد، وهي تحط براحة يدها على ظهر الأخرى...(و لما لم تسألي ابنك يا حاجة ؟؟؟.... بالنهاية فتياتنا تربين على الحياء ...وكان على ابنك أن يبلغك بما حدث ....)... ضمت الحاجة شفتيها ثم قالت ....(و لما لا أرى بعيني يا حاجة؟؟؟ ....أم أن هناك ما يزعجك؟؟ )...هتفت ميمونة بنبرة بدأت تعلو من الغضب ...(و لما سأنزعج ؟؟ .... يكفي أنها تربت على يدي هاتين ...وعلى يدي الحاج عبد الله آل طالب ... )...التفتت الى حق تردف بغيظ ....(هل دخل بك زوجك يا حق؟؟)... احمرت المسكينة خجلا، و قلبها يقصف وسط صدرها، لتنتفض على هتاف ميمونة تعيد سؤالها، فأومأت ورواح تضمها محاولة إيقاف رعشتها، ....(و أين دليل عفتك؟؟)... أردفت ميمونة فحدقت بها حق ببلادة ترمش بجفنيها، زفرت الحاجة إيجّة بنفاذ صبر و اقتربت ميمونة تهتف من بين أسنانها ...(هل نزل منك دم ؟؟؟)... تكمشت حق بين ذراعي رواح خوفا وخجلا، ثم اومأت بخفة لتتنفس ميمونة الصعداء وهي تستطرد ...(أين هو ذلك الدم ؟؟....أريه لحماتك ...)... بلعت ريقها لاتزال ترمقها بتبلد فاقتربت منها حماتها الفاقدة لصبرها تهتف ....(يا فتاة انطقي لقد فقعت مرارتي ...الناس ينتظروننا ...)... حثتها رواح بربته حانية على ظهرها، فنطقت بنبرة مرتعشة، خافتة ....(كان على شرشف السرير)... نظرت الحاجة إيجة الى السرير فقالت بحيرة.... (بالمناسبة؟؟؟... أين الشرشف ؟؟؟)... أكملت حق مفسرة بوجل ....(حين ذهب ....ه ....هو.... الى المسجد .... ل.... لمحت البقع على الشرشف ....فأزلته من على السرير وتركت الغطاء السفلي لأنه نظيف...)... سكتت فقالت ايجة بسخط ...(و أين الشرشف اللعين؟؟).... رمقتها ميمونة بريبة فصمتت تضم شفتيها، بينما حق ترد بصدق وسذاجة ...(نظفته و نشرته على درابزين الشرفة ...).... انتفضن من صياح الحاجة إيجة ...(ماذا؟؟؟؟!!!)... عادت حق تنكمش بين ذراعي رواح وقالت ميمونة بريبة من حالة الحاجة الغير عادية ....(لقد سمعتها يا حاجة ......غسلت الشرشف ..... ونشرته ....و أظن أن ولدك لو شك ولو قليلا في براءة ابنتنا ..... كنا سنعلم بالتأكيد ....كلمة أخرى في هذا الموضوع....و سأعتبرها اهانة في حق سمعتنا ....و سأضطر لإبلاغ الحاج عبدالله ....) ... توترت الحاجة ايجة فهي أبدا لا تريد التسبب بفضيحة لابنها، ناهيك عن موقفه إذا علم. لذا أسرعت بالرد تدعي البسمة و الاعتذار.... (سامحك الله يا حاجة......وهل كنت لأتجرأ على سمعتكم ؟؟ ... ثم حق هي زوجة ابني ...و سمعتها من سمعته ..... أعتذر إن ازعجتكن ....سأخرج لأرحب بالضيوف..... و أنتما ساعداها كي تجهز ....)... خرجت مسرعة فزفرت ميمونة بسخط تهتف ....(كنت أعلم أنها رافضة لهذه الزيجة ....)...ثم نظرت الى حق تردف ...(سترين أيام سوداء مع حماتك.... مع أنني أظن أنك ستوقفين قلبها ببلاهتك قبلا......).... جلست على الأريكة الجانبية بينما رواح تسحبها قائلة بمرح بعد أن رمت والدتها بنظرة عتاب ....(غرفتك جميلة يا حق ..... هيا لنختار لك قفطان أبيض يليق بالعروس....)... تجهزت حق ثم رتبن الغرفة، فدخلن النساء مهنئات و معبرات عن انبهارهن برقي المنزل وحظها السعيد. أمسكت رواح يد حق كي تخرجان من الغرفة، بعد أن انتهى تفحص و فضول الضيوف، لكن حماتها كانت قد عادت حين تذكرت ما نسيته .....(لا تخرجي حتى تشربي العصير على المنضدة ....احضرته لك لكنني نسيت اخبارك ....هيا اشربي منه كي لا تقعي امام النسوة ...فأنت لم تأكلي بعد .....لا تريدين لأحد أن يتكلم عنك بسوء.....) .... كتمت رواح غِلّها من هذه المرأة خيفة من رد فعل أهلها إن أخبرتها برأيها فيها، و الذي أبدا لن يعجبها، و راقبت حق التي أخذت الكأس، وعادت كي تستأنفا طريقها، ابتسمت إيجّة حين رأت الكأس في يدها ثم انسحبت مطمئنة على سير خطتها، اغلقت رواح باب الغرفة تهمس لحق التي رفعت الكأس الى فمها فتوقفت تستمع لتدمر أختها الخافت ....(يا إلهي !!!.... ما بها هذه المرأة ؟؟...)... هزت حق كتفيها بعدم اهتمام، وهمت برفع الكاس من جديد ....

[IMG][/IMG]

هزت حق كتفيها بعدم اهتمام، وهمت برفع الكاس من جديد لتفاجأ به يُخطف من يدها، فشهقت بدهشة هي و رواح مراقبتين لمنصف الذي تجرع العصير دفعة واحدة، ثم أصدر صوتا يعبر عن ارتوائه ..(أنا آسف جدا ....لكنني ظمآن حد الموت ....حين رأيت العصير لم أستطع المقاومة ....النساء في كل مكان و لم استطع بلوغ المطبخ .... أعيد اعتذاري لك يا عروس ....و بالمناسبة ....مبارك عليك زواجك....).... تجمدتا مكانهما و كأنهما قابلتا فضائيا فرفع يده مشيرا أمام عينيهما ....(هييييه !!!! هل أنتما بخير؟؟ ....).... (هل أنت غبي؟؟؟).... تقوس حاجبيه الأشقرين دهشة من سؤال رواح التي اشتد غضبها من جديد فرمقتها حق بعتاب دون أن تنبس ببنت شفة، ليأتيها الجواب من فم عيسى المراقب لهيئتها الأنيقة في القفطان، رغما عنه تعلق بصره بطرف الثوب الذي التف كخاتم حول إصبع سبابتها ليظهر "الشربيل" في رجليها مكملا جمال طلتها الخيالية، التي كانت متوارية خلف كومة الهدايا قبل برهة ...(أعذرها صديقي ..... لسانها يتحرك لحاله لا تتحكم به ...).... قطبت حق بينما رواح تهم بإسماعه ما يريد و ما لا يريد، لكنه ابتسم مقاطعا وهو ينظر الى حق يستطرد....(مرحبا حق ....مبارك عليك زواجك من أخي....)... هزت رأسها تشكره بخفوت فأردف بفضول ....(تذكرينني ؟؟؟ .....درسنا معا في نفس الصف و لسنوات...). ابتسمت تهز رأسها بحياء فضحك عيسى يربت على كتف صديقه مردفا بمرح ...(ربحت الرهان يا صاح ... هي تذكرني ....)..... سحبت رواح يد حق بعنف تزمجر بغل ...(هيا حق !! ....النسوة في انتظارنا ....!!!)... تبعتها حق مستسلمة لعنفها بينما منصف ينطق قاصدا عيسى ....(لما أشعر بأن تلك الفتاة تكرهني أنا و أنت معا ؟؟؟)....ابتسم عيسى بجذل يجيب...(رواح .....اسمها رواح .... وهي أخت العروس ....أما بالنسبة لغضبها ذاك !! ...أعدك أنني سأعلم سببه ....)... اتسعت بسمة منصف يقول بمزاح وهو متذوق لاسمها ...(رواح؟؟؟ ألا يليق كاسم لولد أكثر منه لفتاة ؟؟؟) ...نظر اليه عيسى فلمح تلك النظرة الحالمة على وجهه فدفعه بخفة يهتف باعتراض....(ما شأنك انت باسمها ؟؟؟...)... ضحك من جديد يجيب بنفس مرحه وهو يلاعب بحاجبيه الشقراوين...(لن تنكر ان الفتاة جميلة...و الغضب أضاف لجمالها الكثير ....) ... رفع عيسى أحد حاجبيه الكثين بخطورة يردف ...(منصف ؟!!.... تأدب ...)... أزال الكاب من على رأسه و حك شعره يقول بدهشة مزعومة....(عيسى آل عيسى ... ينصحني أنا ...منصف الذي يدعوه ساخرا بالعذراء الخجول ..... بالتّأدب ....يا إلهي لقد اقتربت الساعة ....)... دفعه من أمامه يجيب بسخط....(ها ها ها ....أضحكتني يا سخيف ....).... التفت مغادرا يُسِرّ مجموعة من فوضى الأفكار و الأحاسيس، بين تذكر ادعاءه للهو، و ما أسهل ذلك حين ترتمي الفتيات حول الشاب الغني الوسيم، وبين احساسه بالكره لدرجة الحقد، فينعدم من قلبه السلام مهما بَعُد وارتحل، تأبى هواجسه الرحيل إلا معه. و الآن وفي هذه اللحظة بالذات شيئ ما تحرك و إن كان بعيدا يحارب ليطفو بضراوة، أمر ما غامض جعله يغضب من صميم قلبه، بسبب كلمات عابثه، ألقاها صديقه في حوار مازح اعتادا عليه فيما بينهما. خرج الى الحديقة الأمامية واتخذ مقعدا ليريح رجله المكسورة في انتظار ذات الاسم الغريب، يجب ان يفهم سر نقمتها عليه.... أجل ذلك هو السبب الوحيد لا غير.


[IMG][/IMG]

ترجل من سيارته ووقف يسوي ثنايا سرواله منتظرا ترجل والده من الجانب الآخر، ليرفع عينيه الى سيارة تتخذ مكانا بجانب خاصته، فاشتعل قلبه كما اللهيب المُحرق في محرك سيارتها الزرقاء. راقب باهتمام أنساه مكان وقوفه، كما والده الذي تسمر يتأمل سهوه و السبب فيه باستفزاز بعد أن سوى هيئته هو الآخر . انطلقت تتمايل بكعبها العالي وقد تأنقت كما العادة لتظهر في ذلك القفطان الأحمر كأميرة بهية، لا تمت لسكان الجبل بصلة. لمحته فتوقفت أنفاسه، وابتسمت له فشعر بقلبه سينفجر، و قد تصلبت أطرافه برغبة حارقة لم يعرفها سوى في أيام جامعته حين استسلم مرة او اثنتين للفتنة، تأخذ من براءة نفسه العفيفة. لكنه سرعان ما زجر نفسه عن تلك العلاقات العابرة وفي بعض الأحيان الغير مكتملة، لكنها تبقى زنى و محرمة. فتاب الى ربه تواقا للعودة الى مدينته بين أهله كي يعينوه على نفسه، بَيْد أن تذوقه للحرام يُرهق حواسه كما اللحظة حين تتكالب عليه شهواته، فيشعر بالرغبة تُضخم من احساس إعجابه بها أو حبه كما يظن. أجفل على حديثها بالتزامن مع كفها الذي تمدها لتسلم عليه، تقول بغنج كانت تتعمده الى أن أصبح عادة فيها....(ياسين ....كيف حالك؟؟؟ ....سعيدة برؤيتك في مكان غير المصنع...)... آه لو تعلم ما تفعله به، همس بها في أحشائه وهو يصافحها بلهفة، ليحترق أكثر من ملمس بشرتها الناعمة الدافئة، يتمنى لو تزيل النظارة الشمسية، ليتمتع بلون عينيها العسلية ....(أنا أسعد... آنسة صباح...)... نطقها يبتسم ببلاهة أوصلت والده الذي نسيه كليا الى أعلى درجات الحنق من ولده الغبي الأعمى، فصاح بنزق اهتزا له بدنيهما معا .....(هل سأنتظر كثيرا ؟؟.... أم انك نسيت أمري ؟؟)... بلع ريقه الذي كاد أن يسيل من رائحة عطرها الفواحة، فابتسم لها بتوتر وهو يشير لوالده بأن يتقدمه. خطت بخيلاء ووقفت أمام الحاج عبد الله تقطع عنه الطريق لتصافحه بجرأتها قائلة بترفع ...(مرحبا يا حاج ... أنا صباح ابنة زكريا المرابط ...) .... تأمل الحاج عبدالله يدها الممدودة بحاجب مرفوع، ثم أجابها بنبرة حمد وشكر عليها ياسين ربه، فحنقه البارد المبطن بتهديد خطير أفضل بكثير من فقدانه لأعصابه .....(أنا أعرف من أنت و من هو والدك ..... و يبدو أن زكريا رغم ولادته على هذا الجبل .... لم يتأثر بأخلاق أهلها .....لا مشكلة ....سألفت نظره حين ألقاه ....).... انصرف وهو يُعَدّل من عباءته الرجالية على كتفيه، دون أن يلقي عليها نظرة أخرى، تاركا لها متجمدة كيدها الممتدة لتجفل على نبرة ياسين المعتذرة....(أنا آسف.... آنسة صباح ...... والدي صعب المراس ....لكنه ...)... (ياسين!!!!) ....انتفض مسرعا وهو يغمغم بتحية مرتبكة، ما إن لحق به حتى همس بغضب أعلمه أن الأمر لم و لن ينتهي عند ذلك الحد.... (ممممم .... تصافح النساء على آخر الزمن يا ابن الحاج عبد الله .... يبدو أنني أخطأت حين سمحت لك بالسفر الى العاصمة .....و كان علي معاملتك كإخوتك البنات....).... استنكر ياسين بأدب لكن حازم ...(أبي!!....أنا لم أعد صغيرا كي تحدثني هكذا ....).... توقف الحاج عبدالله على مقربة من باقي الرجال داخل منزل آل عيسى، تحديدا قرب الملحق الذي جهزوه على شكل صالة يستعينون بها في مناسباتهم، ثم قال بخفوت لا يخلو من التهديد وهو يرمق ولده في مقلتيه ....(إذن احترم شاربيك ولحيتك .....و تصرف كرجل أحسبه فيك ومنك ......فقد ولى عهد الرعونة واللهو ..... واعْلَم أن الرجولة ليست هيئة ظاهرة أو رغبات جامحة ...... إنما هي مسؤولية قليل من يحظى بحمل شرفها .... و إن لم تحظى بذلك الشرف أخبرني ....كي أحمله بيدي هاتين وأرمي به فوق عاتقك ..... لأن عبدالله آل طالب لم ينجب إِمَّعَة.... لا في بناته و لا في ولده بكره....)..... والتفت باسما في وجه الرجال ولا كأنه غضب قبل ثانية. تنفس ياسين بعبوس ثم تمالك نفسه متدبرا لثغره بسمة مجاملة مستأنفا طريقه تجاه مضيفيه .....

اشتد فكيها بشكل مخيف، وانقطعت أنفاسها للحظة حتى أوشكت على فقدان لجام تعقلها الواهم، وارتعشت يديها من فرط غضبها فهمست بحقد ....(ابنة زكريا المرابط الغريب على هذه الجبال ....ستريك من كرم أخلاقها .... لنرى ابنتك وابنة الجبل ... حين أنتهي منها .....كيف ستكون أخلاقها ....يا صاحب الأصل والفصل ....). رفعت رأسها بأنفة تتعمق بأنفاسها، كي تهدئ من روعها الأرعن، لتكمل بعدها طريقها بتصميم على ما نوت عليه.

يتبع .....








التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 08-10-17 الساعة 04:17 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 08-10-17, 03:41 AM   #395

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[IMG][/IMG]

بيت عزيز ...

رفعت رأسها من على طبق طعامها، لتنظر الى تحديقه الغامض، يبث في أوصالها الرعب بكل حالاته المختلفة ما بين العصبية فيصيح عليها متعللا بأتفه الأسباب الى درجة الضرب و الإهانة، وهدوءه المريب كاللحظة، فإما يكون بالقرب منها بجسده فقط ساهما دون هدف لا لرؤيته أو حضوره أو يحدق فيها بغرابة. كغربة عادته يأكل كثيرا حد الشراهة حيناً أو العكس حد الاكتفاء بالسجائر و القهوة. آثرت الصمت فعادت الى اطراقها الذي لم يُطل حين نظرت إليه بحيرة يسألها ...(متى ستظهر نتيجة امتحانك ؟؟؟)... بلعت ريقها ترد بتردد ..(آخر الأسبوع...)... رفع دقنه متمعنا فيها وتحدث بغموض ...(مممممم..... ومتى ستحصلين على شهادة ورقية....هذا اذا افترضنا نجاحك ؟؟؟)... قطبت بريبة بالغة وهي ترد بحذر...( بعد ثلاثة أشهر بإذن الله ....)... حينها هتف بسخط ...(كيف ؟؟؟!!! ... و ماذا إن أردت البحث عن عمل ؟؟؟ ستنتظرين ثلاثة أشهر ؟؟؟) ....قفز حاجبيها السوداوين صدمة تهتف دون وعي ...(عمل ؟؟ ...ستسمح لي بالعمل؟؟)... رمقها بامتعاض يقول بانفعال ...(وهل سأصرف عليك مدى حياتي؟؟ لما تظنين سمحت لك بإكمال سنتك الأخيرة ؟؟؟... أتمرغ في هوى عينيك أنا!!!؟؟....)... لم تسعد ليس بسبب حديثه المتدفق بسُمه، لكنها تعرفه جيدا رغم السنة الوحيدة التي عاشاها معا، تعرفت عليه بكل أفكاره و صفاته التي اغلبها ذميمة، أناني متعجرف الى حد الجنون بأنواعه ....جنون العظمة، الهوس أو حتى الفصام، منافق منعدم الأخلاق كل هذه الصفات وغيرها التمستها خلال السنة التي عاشتها معه في الجحيم، لذا سماحه لها بالعمل يصدمها بل يخيفها أكثر حتى مما يسعدها. هذا الكائن أمامها من سابع المستحيلات أن يسمح لها بأمر يعلم مدى رغبتها فيه، كونه سيؤمن لها سندا قد تعتمد عليه كي تفر منه و من أهلها دون خوف من الزمن و الحياة، مستحيل على ماذا ينوي؟؟ ترجمت خاطرها بكلمات متوجسة تقول ...(أستطيع البحث عن العمل.... بشهادة موثقة منهم بعد تعليق النتيجة مباشرة ...في انتظار الشهادة الأصلية ...).... صمتت تتطلع لحديثه مهما يكن، علها تستشف القادم المجهول مع جحيمها.... (إذن تستطيعين البحث عن عمل أول ايام الأسبوع القادم ....و أنا لدي فكرة عن أول مكان ستقصدينه ...)... ابتسم بمكر مع آخر حديثه، ليردف مكملا بلؤم لم تفهم سببه ....(مصنع المرابط ...)... لم تفهم فقالت بآلية تستفسر ...( على العموم لا يوجد في المدينة سوى مصنع المرابط و مصنع آل عيسى ....لكن ما الذي يجعلك متأكد من قبولهم لتشغيلي في مصنع المرابط بالذات ؟؟.... فأنت تعمل لدى آل عيسى....).... اتسعت بسمته يقول بعبث ....(سألت معارفي في موقع العمل .... الإدارة في مصنع آل عيسى لا يحتاجون الى موظفين حاليا.... إلا إذا كانت صديقتك البلهاء ....تستطيع التوسط لك عند زوجها صاحب المصنع ...)... فغرت فمها دهشة لتفكر بسرعة وهو يسترسل بلؤم.... (إن كان عرسها ولم تدعوك إليه... كيف ستتوسط لك عند زوجها .....الذي لا أحد يعلم لما ترك نسب المرابط لأجلها ؟؟.... ماذا أقول !! الفتيات ماكرات مهما أظهرن من براءة ...)... رفع حاجبه اشارة الى معنى محدد تجاهلته قائلة بريبة ...(حق لا يجمعني بها سوى الدراسة....لا علاقة شخصية بيننا....)... ضحك بسماجة ثم قال ...(أعلم .... أعلم .... لكن شقيقها رآك معها .... وهذا كاف ...)... علت وتيرة تنفسها تسأل بقلق...(كاف لماذا بالضبط؟؟ ) .....أجاب بمكر يتسلى على أعصابها، وهو يريح ظهره على الوسادة من خلفه، فاردا ذراعيه عليها بعد أن أشعل السيجارة التي لا تعلم كم ....(لأن يسعى لتشغيلك حين تتقدمين بملفك في إدارته .....)... سألت من جديد وبغباء اعترفت به لنفسها حتى قبل أن يهتف به.... (إدارة من ؟؟؟... وملف من؟؟؟)... هز رأسه يقول بضجر...(أخبرتك ....غبية .... شقيق البلهاء يكون مدير مصنع المرابط .... وهم في حاجة لموظفين في إدارتهم .... لذا ....هل انا مجبر على التتمة أم أنك فهمتي؟؟؟ ......)... شهقت بخفوت و الإدراك يزحف الى عقلها رويدا تهمس بصدمة ...(مستحيل ....تريد استغلال صلة اتهمت فيها شرفي زورا ...و أمام والدي ؟؟... هل جننت؟؟)... اقترب منها يمسكها من شعرها يرد بفحيح ....(ألجمي لسانك الجميل هذا قبل أن أقوم بقطعه بنفسي ..... لو شككت بك لثانية لكنت قتلتك في أرضك و لن يلومني أحد أولهم والدك العزيز ....بل سيكون أول الشاكرين....).... نطقت بغل ولم تعر ألمها أي اهتمام ....(انت منافق... كاذب ...آآآه.)... شد على شعرها بحدة أكبر يرد بغل ... (سأفعل أي شيئ كي تتيقني من أن لا فكاك لك مني .... أي شيئ يا حفصة .....تذكري هذا ..... يوم الاثنين ستقصدين مكتب شقيق صديقتك البلهاء و تقدمين له الملف بنفسك..... وإن لم تفلح الواسطة ....أنا متأكد من فلاح هذه الواجهة....)... أشار الى وجهها مستطردا باحتقار...(هذا الوجه الجميل بالعينين البريئتين ... سيقع في الفخ بكل تأكيد .....)... تركها منفضا إيها بقرف يكمل قبل أن ينصرف ....(ألم أفعل أنا ؟؟ ....أحذرك من عصياني....).... تلاحقت أنفاسها من آلام قلبها، و خوف من مستقبل لا تلمح له من معالم.

.....................................

بيت آل عيسى ...

أقفلت عليهما باب غرفة الأخرى بعد أن تركت يدها تسأل بلهفة ...(أخبريني ....ماذا حدث ؟؟؟).... تحدثت إيجّة ترد بتبرم من سحبها لها بتلك الطريقة من وسط النساء الى غرفتها وكأنها هي والدة العريس ...(فعلت كل ما طلبته مني ....)... صمتت فقالت صباح تحثها بنفاذ صبر...(و...!!!؟؟؟)... ضمت جانب فمها بسخط تجيب ...(العباءة اختفت و ابني دخل بها ...)... ردت صباح بعدم تصديق توشك على ترك العنان لجنونها ان يعيث بأهل الجبل فسادا أولهم هذه العجوز أمامها ....(ماذا ؟؟؟...دخل بها ...كيف؟؟)... احتد تبرم الحاجة تتخصر قائلة بتهكم ....(هل كنت تظنين فعلا أن عباءة سوداء و برد مكيف ....سيمنع شابا بصحته ما شاء الله و حفظه الله لي، أن يدخل بزوجته؟؟، فهو لم يكن يوما لاهيا أو ذو تجارب، حفظه الله من العين و أطال في عمره....)... قبضت صباح على حزام قفطانها كي تتمالك غضبها من غباء المرأة أمامها، طبعا لم تكن تعتمد على سواد الهندام أو البرد، كانا مجرد عاملين كي يزيد نفوره من عروسه حين يفهم أن ذلك تصرفا منها و تعبيرا صامت عن رفضها له، أما جُل اعتمادها كان على السحر الذي أكدت لها خادمتهم الغبية، أنه فعال و مُجرب سيؤثر عليه و لن يتحمل حتى النظر في وجهها ...(حسنا ....و أين العباءة الآن؟ ؟؟)... اكتنفت الحيرة ملامح وجه الحاجة وهي تجيب ...(لا أعلم .... اختفت و كأنها لم تكن ....وهي أيضا لا تعلم ...) ...تحدثت صباح تقول بغل، تبث سمها .....(وهل صدقتها ؟؟... أخبرتك من قبل .....هؤلاء الناس ليسوا بهينين .... لا تصدقي وجهها البريء.... انها حرباء تتلون بلون الصدق كي تسحر قلبك الطيب و بعدها تسحب البساط من تحت قدميك رويدا ..رويدا... ستستولي على ابنك وتسحر عقله و قلبه فلا يرى غيرها ... سينساك و يستبدلك بها .... ولا تستغربي حينها إن بعد عنكم و استقل بسكنه ...فقط كي يحقق أحلامها ....)... جحظت مقلتي الحاجة وهي تتشرب كل كلمة تنطقها ويصدقها قلبها الملتاع الذي داق طعم الفقدان من قبل، فاقتربت تمسك بيدي صباح تقول برجاء وجِل... (لا ...ليس أحد أبنائي ....لن أتحمل .... إنهم فلذات كبدي و قد أقتل من يقترب منهم بسوء ....)... أخفت صباح ابتسامة ظفر و سألت عن الأمر الذي استبعدته لكنه حصل ....(بما أنه دخل بها ....أين دماء عفتها ...)... هتفت بسخط عاد الى نبرتها ....(الغبية نظفت شرشف السرير .... قبل أن أطاله ...) ...زمجرت صباح بنفاذ صبر حتى انتفض قلب إيجة من الخوف ....(ألا تفهمين ؟؟... هذا يؤكد كلامي ....إنها فتاة ماكرة ...و لا علاقة لها بالبلاهة .... لكنها لا تعلم مع من تتعامل ....) ... استرجعت طلبات الخادمة فقالت بحزم ....(بما أننا لم نحصل على دماءها ... فيجب أن تحضري لي شيئا آخر يعوضه ...)... قطبت إيجة مستفسرة ...(ما هذا الذي يعوضه ....ثم أنت لم تخبريني لما أردت الدماء من الأساس....).... زفرت صباح بضجر و قالت ...(نرقيه يا حاجة ....كي يبطل جميع أسحارها ....و يكفيك وابنك شرها ....)... هزت رأسها بفهم فأردفت صباح ....(أريد قطعة من ملابسها الداخلية ... من الأفضل لو كان ثُبَّان لكن غير نظيف ... احرصي على ذللك .....).... عادت الحاجة تهز رأسها فقالت صباح حين تذكرت شيئا آخر ...(و الدواء ...هل شربته؟؟؟ ..... إياك أن تقولي نسيته ...سأجلط بحق ؟؟؟).... ابتسمت بمكر تجيب ...(لا ......لقد شربته ...أعطيتها إياه في عصير ...).. تنفست براحة تسأل التأكيد... (هل أنت متأكدة ؟؟؟).. (أجل بكل تأكيد ...هيا لنعد الى النساء ....).... تبعتها و داخلها يشتاط غضبا من عوج سير خططها، لتجد العروس في وجهها مبتسمة بسعادة تألقت في عينيها اللامعتين، لتضيف على براءتها بهاء يخطف أنفاس الناس من حولها، إلا هي أشعل في قلبها نار الحقد و الغل، تقسم بغلظ أيمانها أن تزيل تلك الملامح البريئة السمحة، حتى لا يبقى منها سوى سواد الحزن و الخزي ...

[IMG][/IMG]


بيت المرابط...

هاتفه على أذنه يحدث مخاطبه بحزم، يخطو عبر رواق الدور الثاني لمنزله، متوجها الى حيث ينتظره والده، ليذهبا الى عرس آل عيسى في يومه السادس و الأخير ....(أجل حاج عبد الغني .... أنا أتفهمك ...و قريبا جدا سأزوركم بإذن الله ....لم تعد من العاصمة بعد؟؟ ….(صمت ثم ).... حسنا لا مشكلة ... أول عطلة لها و سنلتقي ... (صمت ) ... لا تنسى أنها ابنتي ...قد أكون مقصرا في الزيارات...لكنني لم انساها يوما ... و كما أخبرتك ....سآتي بإذن الله .... شكرا لك ...وداعا ..).... أنهى اتصاله يفكر في ما ينوي فعله قبل فوات الأوان، ليعي من أفكاره على نداء والده الجالس بالقرب من ابنه الثاني و ابنته، لكن ما لفت انتباهه هي الحقائب التي يحملها الخدم الى الخارج ....(تعالى بني و حدث أخاك ...أنا تعبت ....)... نطقها الحاج أحمد بتعب ليقول يحي قبا أن يتدخل الحاج زكريا ...(من فضلك أبي .... سأهتم بوكالتنا في العاصمة بمساعدة عواطف .... و نغير أجواء الجبل القاسية ...فأنت أعلم بي أحب هواء البحر... يوافق صحتي أكثر..) ... زفر والده فقال الحاج زكريا بحيرة ...(هكذا ؟؟ ...دون حتى انذار ؟؟... لما هذا القرار المفاجئ؟؟...) ..فركت عواطف يديها بتوتر ووالدها يرمقها بإشفاق فهمه الاثنين، فقال الحاج زكريا باستسلام ...(لا مشكلة أبي .... الوكالة بالفعل تحتاج لمراقب موثوق ... لكن لا تطيلا الغياب ..)... ابتسم له شقيقه بامتنان و هز والدهما رأسه بتفهم ليجفل الجميع على هتاف مجيد الساخط...(هل علمتم آخر الاخبار؟؟).. التفتوا إليه بدهشة مريبة ليجيب وهو يقترب منهم ....(ابراهيم آل عيسى ....سيبدأ الحفر في الجبل الأبيض...)... أسدل الحاج أحمد مقلتيه بيأس من حفيده كما امتعض يحي لنفس السبب، بينما الحاج زكريا قد بدت هيئته على تفكير عميق، ليردف هو بعدم تصديق من موقفهم ....(ما بكم ؟؟...ألا تعلمون ماذا يعني ذلك؟؟... الجميع يعلم أن المعادن من الأراضي السابقة جودتها تَقِل .... و بحفره في أراضي جديدة يعني شيئا واحدا .... سيسبقنا دائما بخطوة ... العملاء سيفضلونه بعدما كنا ننافسهم بقوة ....).... تحدث الحاج أحمد مستنكرا يقول بتهكم ...(و ما المفروض علينا فعله يا نبيه؟؟...) ... صك أسنانه بحقد يرد.... (لنشتري أراض نحن أيضا بالجبل الأبيض...المال يغري أعتى الرجال...) ... ضحك يحي ساخرا فاشتدت أعصاب ابنه أكثر، يجهل متى بالفعل فقد ثقة والده الحنون...(أنت فقط من تعتقد ذلك ....بالنسبة لهؤلاء ....و في هذا الزمن بالذات ....لا شيئ يهمهم أكثر من الأرض ... بها لا أحد يحق له طردهم أو ظلمهم ....).... ليهتف مجيد بتهديد ...(فلنشتريها بالغصب اذن ...نحن لسنا بهنين و لنا معارف في المناصب العليا ...)... انتفض الحاج أحمد من مكانه بغضب معه يحي ليجفل زكريا من تفكيره العميق ...(هل جننت ؟؟ ....لم يفعلها جدي أحمد في زمان كانت فيها الأراضي مجرد خلاء سهل الاستلاء عليها ....بل اشتراها بحضور كبار الجبل ...و عاش من الحلال و بالحلال .... حافظنا عليه و على سمعتنا الطيبة ليأتي زمانك أنت و تفقدنا هيبتنا بين الناس ....أقسم يا مجيد ....لو تصرفت تصرفا يجلب لنا العار ...لفعلت مثل الحاج إبراهيم آل عيسى وأسلمك للشرطة بيدي هاتين .....).... تنفس ليريح صدره ثم التفت الى يحي مردفا قبل ان يحث زكريا على المغادرة ليقبل راس حفيدته مغادرا بالفعل....(عَقِّل ابنك يا يحي ...قبل أن تسافر ....و رافقتكما السلامة ...اعتني بنفسك يا بنتي ....هيا يا زكريا !!! ...تأخرنا بما فيه الكفاية ...). ....تحرك زكريا يقول بهدوء قاصدا مجيد الذي اسود وجهه من الحقد و الغضب...(نحن لسنا في حاجة للطرق الملتوية كي نحافظ على مكانتنا ..... إن أردت تعلم حكمة العاقلين ...... أنظر الى ابراهيم آل عيسى كيف يتصرف .... و المال يا بني ليس كل شيئ ...صدقني ...) ....التفت الى شقيقه معانقا إياه بود يوصيه ...(اعتني بنفسك ....لا تقسو على ابنك لازال شابا.... أمامه الكثير ليتعلم .....الى اللقاء ابنتي ...)... قبل رأسها و رحل فقال يحي بفتور ...(لما لا تأتي معنا؟؟ ... و ترح بالك من كرهك لابن آل عيسى الذي لا أعلم له سببا ...)... أجابه بعبوس ينكر ما في قلبه ...(أنا لا أكره ....انتم لا ترون ما أراه .... سيسحب البساط من تحت أرجلنا حتى قبل أن نعلم ... و سنجد أنفسنا مطرودين من المدينة ...)...زفر والده بيأس من تاعب قلبه، يحبه ليس بيده، يراه سائرا الى هاويته لكن ما بيده من حيلة، لو كان في عمر الضرب لكان أدبه كما لم يفعل يوما... (لا فائدة منك .....أتوسل اليك بني ...لا تقم بفعل مشين تسيء فيه الى عائلتك ....و احذر أن تفعل بنا انت ما تخشاه من الغريب أن يفعله ....هيا حبيبتي ...)... و كأنه تذكر فسال بدهشة ...(بالمناسبة الى أين؟؟ .... سهوت فلم أعقب على سفركم المفاجئ...)... اقتربت منه شقيقته تلمس جانب وجهه قائلة بحنو...(سنتوجه الى العاصمة ....تعالى معانا أخي و اترك كل شيئ هنا ....أرجوك أخي...) ....قطب يرد بإدراك غاضب ...(أنت تهربين .... ذلك الندل السبب لا تفعلي ....سأرد لك اعتبارك ....و سأجعله يتوسل رضاك ... ثقي بي ....)... سحبه والده من مرفقه يهتف بسخط، وعواطف قد تركت العنان لدموعها الحبيسة في مقلتيها ....(هل جننت؟؟ اعتبار من ؟؟ ...ابنتي كرامتها محفوظة .....ولولا تدخلك في ما لا يعنيك لما ذُكر اسمها في الاتفاق من الأساس .... ابتعد عن ابن آل عيسى أفضل لك صدقني ....و ابحث عن مستقبلك و حياتك ....هيا ابنتي !!!)... تأبطت ذراع والدها وانسحبا فراقبهما الى أن غابا مع البوابة الداخلية ليهمس بكره ....(سأفعل يا أبي .....و إن توقفت عليه حياتي ...و سأبرهن لكم على شعوري تجاه العائلة التي تتهمونني دائما بعدم تحمل مسؤوليتها ....سنرى ما سيكون رأيكم حين أسحب انا البساط من تحت رجليه...ابن سليل الجبل ذاك .....)

[IMG][/IMG]

بيت آل عيسى

استوى على المقعد جواره فأجفله من انتظاره مراقبا رحيل النساء أخيرا و بعد طول اليوم،....(لقد تعبت يا رجل .....أعراسكم متعبة ....و المشكلة انكم لا تعترفون بشيئ اسمه منظم حفلات ....)... ضحك عيسى من صديقه المرخي لجسده على الكرسي البلاستيكي يردف بنفس تهكمه المرح ...(لكن مع هذه الأعداد المهولة من الضيوف و أيام العرس التي لا تعد ....أشك في براعة أي منظم ...)... لازالت الضحكة على ثغره يجيب مفسرا ..(ليست تلك الأسباب التي تمنعنا عن الاستعانة بمنظمي الحفلات ....)... لفت انتباهه وهو يستطرد ...(أولا ...أهل المدينة يعرفون بعضهم الفقير منهم و الغني ...لذا حين تقرر عائلة ما اقامة عرس ...يجتمع الجيران و الاقارب للمساعدة منهم من هو معروف بطهي الطعام و الشباب منهم يهتم بالتنظيم و الخدمة.... وفي آخر العرس يجازى منهم الفقير بالكثير من الطعام و المال اذا اقتضى الأمر....هل فهمت ؟؟؟...).... هز رأسه يقول بإعجاب...(جميل جدا يا صديقي ...عاداتكم رائعة ...)... رحل المرح ليحل مكانه السخرية المريرة مجيبا ببعض من الحسرة....(لقد تغيرت الناس يا منصف ....لو بقيت سائر العادات و الأخلاق القديمة لكانت أجمل ....لكانت جنة ....).... قطب منصف يرد بتفهم ..(إنها حال سائر الأمة يا عيسى.... كثرت الفتن ...و تداخلت الحقائق ....فأصبحنا في حرب شعواء مع النفس كل يوم ....جهاد يوازي الجهاد في سبيل الله .... نحارب الرغبات و الشهوات خوفا من سوء خاتمة على حين غفلة ....إنه زمن لا يعين على الصلاح ....)... أقر الأمر في نفسه لكنه قال ليغير أجواء جدية الحوار... (بركاتك يا شيخ منصف ....)...ضحك منصف مزيلا قبعة يضرب بها كتفه فقام عيسى يعدل عكازه قائلا ...(هيا ....لم يبقى من النساء سوى العائلة .... يجب ان أراها قبل ان ترحل ...)... وقف هو الآخر يستفسر ...(من ؟؟؟)... تقدمه يرد بعبوس ....(صاحبة الاسم الغريب ...)... ابتسم ببلاهة حتى ظهرت غمازته قائلا بمرح ...(رواااااااح ..... )...التفت إليه عيسى يرمقه بملامح مغلقة يحذره ...(منصف !!!...كف عن ذلك ...الأمر هنا ليس كالعاصمة ....أحذرك ...)... رفع يديه مستسلما ...(أنت تعلم أن الأمر لا يعدو عن كونه مزاحا لا غير ....أم انك نسيت من ينصح من ؟؟؟).... هز رأسه بيأس و استأنف خطواته ليقف كلا منهما بصدمة على الباب الداخلي حين تناهى الى أسماعهم قبل ان يلمحانها تصيح بفزع باسم شقيقتها المتدحرجة على الدرج حتى تكومت داخل ثوبها الأبيض ليشمل كامل بدنها و كأنها لُفّت في كفن...


في رأيكم هل انهي الفصل هنا ؟؟؟ ...لا لا تهونون علي ... هيا بنا لنكمل .... ماذا افعل؟؟ احبكن ............ يتبع ......









**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 08-10-17, 03:49 AM   #396

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي

[IMG][/IMG]


في مكان ما بين الجبال....

رن هاتفه يعلن عن دخول رسائل واتساب تفقدها عالما بماهيتها، يتأملها بنظرات فارغة و ملامح لا تنم عن شيئ، إلا للجالس قبالته، يعلم كافة تفاصيله، تعابير وجهه في كافة حالاته. أوليس والده ؟؟!!، تربى تحت يديه و تجرع حديثه و كلماته الباردة يوما بيوم، بل لحظة بلحظة، تحمل معاملته القاسية كقساوة الجبال من حولهم، لذا هو الآن متأكد من غليان أحشائه ....(هل أنت حزين لعدم حضور زفاف ابنك البكر؟؟ ....شرف سليل آل عيسى ...)... لم ينظر اليه وهو يشد على الهاتف فابتسم بلؤم يردف بغموض ...(كانت لتكون مفاجئة لا محالة ....لكن ...سعيدة؟؟ أشك ....)... رفع رأسه يرمقه بخطورة كانت لتفزعه فيما مضى، بل و تجعله يرتعد رعبا لكنه ابتسم باستفزاز مستطردا....(أخي الكبير ...مممم ماذا أقول ؟؟؟ ....إنه فعلا وسيم ...رجل مهيب ...)... رمى يونس بهاتفه على المائدة أمامه فقال ابنه مقوسا لحاجبيه السوداوين مسترسلا في استفزازه ...(أتعلم أنه يشبهك في الشكل ...؟؟).. أشار الى وجهه ثم أكمل ...(الشعر.. الملامح الصارمة .... إلا أنه لم يحظى باللون الأسود...كان ليكون صورة طبق الأصل.... لو نال الأسود منك و من جدي .... كقريني .....).... تحدث أخيرا يقول بتهكم مغيض...(كف عن البحث خلف اخوتك... فهم أبدا لن يعترفوا بك .. او يقبلوك حتى لو قبلت أرجلهم ....فانسى امرهم واهتم بالعمل .... المال هو فقط سندك في هذه الحياة.)... اشتعل صدره بغل و ارتفع المرار الى أعلى حلقه قائلا ...(الشحنة وصلت و سُلمت كما العادة ...اما بالنسبة ل.....)... تلكأ بمرارة ثم أكمل ...(إخوتي .....فأنت مخطئ تماما ....) ...نظر اليه بترقب يسأل ...(ماذا تقصد؟؟؟)... عادت بسمته الباردة يقول مضيّقا مقلتيه بتسلية...(يبدوا أنني أشبهك أكثر من بكرك .... ملامحا و لونا ....لدرجة الصدمة .... لأن أخي العزيز المسمى على جدنا الأكبر.... رآني صدفة في العاصمة أثناء العملية الأخيرة فتجمد مكانه كأنه رأى شبحا.....و لم يكتف بذلك....)... ضرب يونس على سطح المائدة يهتف بسخط.... (أكمل حديثك يا ولد !!!....ماذا حصل ؟؟)... ضحك حين حقق نصره الصغير يرد بفتور... (تتبع خطواتي .... كنت سأدعه يشبع فضوله ...بعد أن نلعب لعبة المتربص ....لكن للأسف ضاق الوقت بي و العميل على وشك الوصول ....فغيرت اللعبة الى سباق سيارات...)... تغضنت ملامح يونس يحدق في صنعة يديه، وهو يردف بنفس الفتور الظاهر كتهكم ....(لكنه ليس بسائق ماهر .....لم يكمل شارعين حتى انقلبت به سيارته ....)... (ماذا؟؟؟!!!)..... نطقها يونس بفزع بالتزامن مع وقوفه ليقول ابنه ساخرا و مندهش من ردة فعله ...(ماذا ؟؟....ماذا ؟!....لا تقل أنك تهتم ....آه ...لا ...سأتأثر حقا وقد تدمع عيني ...).... اقترب منه جاذبا اياه من ياقته هاتفا بغضب ...(قتلت أخاك ......هل قتلت أخاك ؟؟؟)... نفض يده ساخطا يقول ببرود قبل أن ينسحب ...(طبعا لم يمت ....أم أنه لم يظهر في الصور التي أُرسلت لك؟؟ .....اطمئن انا تفقدته قبل أن أختفي ...كسور طفيفة ..... لو كنت أعلم أنه طري ...ما كنت لاعبته ...).... تنفس يونس بحدة يهدر بغل ...(لم أنجب سوى حفنة أغبياء ....لا أحد منهم فهمني ....أغبياء!!!!).

[IMG][/IMG]

بيت آل عيسى ...

رافقتها لتودعها بعد أن هاتفهما ياسين يخبرهما ان ميمونة بعتث له خبرا مع صبي، بعودتها الى بيتها بسبب الضيوف، وتركت له مهمة إعادة أخته. لمحتا صباح تخرج من الصالون برفقة والدتها فهمست لأختها قائلة ... (ألا تستحي تلك الفتاة ؟؟... تتصرف كأنها صاحبة البيت .... أخرى في مكانها كانت لتختفي عن اعين الناس خجلا من فعلتها ....انت طبعا لم تعلمي سأخبرك...)...نظرت إليها حق ترد بخفوت معاتبة ...(رواح ....لا أريد ان أعرف شيئا ....و كفي عن هكذا حديث ... ماذا ستستفيدين من كل تلك الأخبار؟؟؟ ... عقلك سينفجر ....و قلبك سيأثم ...هيا اسرعي ...أبي سيغضب ان طال انتظاره ...)... كانتا على أول السلم و صباح برفقة والدتها خلفهما مباشرة ...ترمق ظهرها بغل لا يضاهها، لم تحقق شيئا بعد من خططها و الغبية ابنة عمها رحلت، هاتفها مجيد ليفرغ فيها غضبه فاشتدت اعصابها تشعر بصدرها يضيق و يضيق، كلما لمحتها تضاحك اختها أو أحد الضيوف تتنقل بروية كمخلوق نوراني لا علاقة له بأهل الأرض، وتلك البسمة العالقة بثغرها وكأن ملامحها خُلقت تبتسم، لم تشعر بنفسها وهي تدعي اندفاعها الى الأمام بسبب كعب حدائها لتدفع التي أمامها، وتتدحرج على الدرج تلتف مع كل درجة في طبقات ردائها الأبيض. صاحت رواح بفزع جمع من في المنزل في لحظة، وكان أول من وصل منصف و عيسى الذي رمى بعكازه ناسيا رجله بجبيرتها، تجمدوا يحدقون في ذلك الجسد الضئيل الملتف بثوب أبيض، كميت بكفنه، حتى صباح التي جحظت مقلتيها لا تصدق فعلة يديها لينتفض عيسى على اثر صراخ رواح المصدومة، التائهة، الخائفة ...(افعل شيئا ....لما أنت جامد هكذا ؟؟؟...)... استغرب قصده هو دونا عن الآخرين فهتف بدوره ..(ماذا أفعل ؟؟...)... تدفقت الدموع من مقلتيها تصيح بهلع ...(أنت الرجل هنا ...افعل شيئا ...أو أنت....يا الهي ...انها لا تتحرك ...)... اقتربت رواح بالتزامن مع حديثها، ليتحرك الباقي وكأنهم أفاقوا من غفلتهم أخيرا ،...(اتصل بشقيقك يا عيسى... يجب أن نسعفها ...)... قالها منصف فهز عيسى رأسه منفذا، مالت عليها إيجة المصدومة هي الأخرى وإن لم ترى الواقعة، فقد انشغلت تملي على المساعدات مختلف المهام، ليسمعن الصياح المفزع ....(كيف سنزيل عنها هذا التوب؟؟؟ ...لقد التف بها كليا بطبقاته ....)... تحدثت رواح ببكاء وهي تحاول الوصول الى وجهها لكن عبث، وكأن الثوب تداخل مع بدنها و أبى أن يفارقها ....(يا إلهي حق ....أفيقي حبيبتي ...حق !!)... نبرة متألمة طعنته في صميم قلبه لنحني هو الآخر مهدئا لها ...(لا تخافي ...ابراهيم أمام البيت انه قادم ...و برفقته صديقه الدكتور أمين ...)...لم يكد ينهي جملته حتى وقف عليهم ابراهيم ببدلته يلهث وهو يراها مكومة على الأرض و الجميع ملتفين حولها. لم يستطع رؤيتها طوال اليوم، انشغل بالوفود من الضيوف، و بعض العملاء الذين استغرق معهم في الحديث عن الحفر الجديد، كما الشباب من مدينته يحاول استرجاع علاقاته القديمة التي انقطعت بسبب ما فعله والده، يريد أن يبني لنفسه قاعدة متينة، يطأ عليها بثقة كي يخطو نحو المستقبل. دغدغه قلبه مذكرا اياه باقتراب عودته لمن تركها اليوم بطوله، فلم يبقى سوى بعض من اصدقائه القدامى يُحدثهم على باب منزله ليودعهم من بينهم الطبيب أمين، من حسن حظه، فسحبه بقلق حين أتته مكالمة شقيقه. أجفله الطبيب آمرا اياه بحملها الى غرفتها كي يتمكن من فحصها، فأطاعه بصمت والتقطها بسهولة يهرول بها الى غرفتهما. سحبت نعيمة ابنتها تغمزها بعبوس فهمست لها بسخط...( انتظري ....لا يجب أن نرحل حتى نعلم مصيرها!!...)... اجابتها والدتها بتهكم ساخط...(لما؟؟ ...وهل تعمدت إسقاطها؟؟...لقد كان حادث أليس كذلك ؟؟؟).... زاغت مقلتيها تتمتم بتيه، فوكزتها والدتها تحدث الأخرى من خلفها ..(لقد أصابتكم عين يا حاجة إيجة .....أتمنى لها الشفاء ...بإذن الله ...)... وكأنها وعت على صدمتها حين لمحت ابنها يحملها بين يديه بتملك لتتذكر حديث صباح، فقالت بانزعاج واضح ...(بل قولي ابتلينا ببلهاء .....فضحتنا ...كنت اعلم أن العرس لن يمر على خير ....)... ابتسمت نعيمة فقد نجحت ابنتها في استمالتها كليا لتستغل الفرصة قائلة وهي تسحب ابنتها مغادرة...(لقد تأخرنا يا حاجة ....سأهاتفك كي نطمئن على كنتك .....وداعا ...)...هزت رأسها ثم رفعته تجاه الطابق الثاتي، واستدارت تلحق بهم.
وضعها على السرير وطبقات ثوبها الأبيض يلتف حولها كشرنقة، ولولا خوفه عليها لابتسم للطرفة، بعد أن حذرها من السواد يجدها مغطاة بالأبيض. حاول ان يحرر وجها على الأقل فنجح بعد برهة ليلمس وجنتيها رابتا عليها بروية يناديها ....(حق ....أفيقي ...حق ....انت بخير؟؟؟)....اقترب الطبيب منهما ليتحسس العرق النابض في عنقها، بعد أن أزاح طرف حجابها فقط،...(قلبها ينبض برتابة ....أحتاج لعطر ....).. أسرعت رواح الباكية بنشيج خافت لتحضر له العطر من فوق منضدة الزينة، أخذه منها متمتما بابتسامة مشفقة، جعلت المراقب لها يضم شفتيها امتعاضا، وثوبها الملتف حول اصبعها يهفهف حولها و مع حركاتها، قرب العطر الذي رش منه على منديل الى أنفها، فتململت بعد لحظة تئن بضعف. مد الطبيب يده ليلمسها فتوقف حين تحدث ابراهيم مستفسرا عن حركته ليجيب باسما ...(أريد التأكد من عدم وجود كسر في أيًّ من أطرافها ...)... حك رأسه مفكرا يجهل ذلك الشعور المباغت لصدره، يعلن عن رفض للمسها من طرف غيره، لتهتف والدته بحنق جعله يستسلم على مضض ويتراجع تاركا للطبيب مساحة بقربها ...(فلتدع الطبيب يقوم بعمله !!!... ما بك ؟؟؟)... رمشت بجفنيها فانتفضت حين لمحت رجلا تعرفت عليه سابقا يفحصها ليقول بهدوء، يبتسم بمجاملة ...(إذن لم أخطئ ...إنها فعلا أنت.... كثرت حوادثك يا آنسة ...)...(بل سيدة يا أمين ....أم نسيت أنها زوجتي ...؟؟) ...ابتسم الجميع بمرح باستثناء ابراهيم الحانق يشعر بقلبه يتضخم في صدره، و والدته المراقبة بامتعاض...(ماذا حدث؟؟)... سألت حق بضعف، فرد ابراهيم الذي عاد الى جانبها ..(ألا تذكرين أنك وقعت من على الدرج ؟؟؟)... نظرت إليه محدقة ببلاهة، ليقول امين بتعجب، بعد أن توقف عن تفحصها، ...(الحمد لله لا كسور ....أظنها بعض الرضوض ...تماما كالحادث السابق ....أنت محظوظة يا ....)... نظر الى ابراهيم ثم أكمل بمرح ...(يا سيدة حق ...)... تدخلت والدته تقول بسخط...(عادتها الحوادث....إذن صدق من نعتها بالبلاهة ...) ...اندهشوا من تحاملها على الفتاة فقال ابراهيم بحزم جعلها تتراجع بدهشة، و تنسحب من الغرفة بأكملها ....(على فكرة يا أمي ....أنا من صدمها بسيارتي قبلا ...ولم تشتكي أو تدعني حتى اوصلها للمشفى ....).... صافح ابراهيم صديقه شاكرا له و مودعا، ليجد رواح تعانق شقيقتها تودعها هي الأخرى، وغادرت ليغادر شقيقه الذي تحمد له على سلامتها بعجل، فكان آخر من أقفل باب الغرفة منصف. ليجلس جوارها على السرير يقول باهتمام ...(هل يؤلمك شيئ؟؟؟) ….هزت رأسها سلبا بخفر، فسأل بشبح ابتسامة على جانب فمه ....(كالمرة الماضية... تماما لينتهي بك الأمر في المشفى أيضا ...)... ابتسمت بخجل تهمس بهدوء....(أغمي عليا فأخذني أخي ياسين...)... تحسس وجنتها الوردية بظاهر أصابعه يقول بصدق...(الحمد لله على سلامتك...)... تحركت تعتدل في جلستها ترد بنفس همسها ...(سلمك الله من كل شر ...)... قام من مكانه قائلا وهو ينزع عنه سترة بدلته ...(هل تستطيعين تغيير ثيابك ؟؟؟..)... لم يسمع ردها فالتفت إليها ليجدها متسمرة مكانها ترمقه ببلادة، وترمش برموشها مرات عدة، ليضحك بمرح يقول بمكر بعد أن أصبح بالقرب منها ...(أستطيع مساعدتك ....كما فعلت مع العباءة ....)... أومأت تسأل بتيه مندهشة ...(لكنني لا ارتدي عباءة ....هل ستخفي هذا القفطان أيضا ...؟؟؟).... للحظة تسمر يفكر في معنى كلماتها لينفجر ضاحكا من جديد وهو يقول بيأس...(لا ...لن أخفيها كما فعلت مع العباءة ....بل سأنزعه عنك فقط...)... جعدت شفتها السفلى بحيرة تهز كتفيها قائلة بتلقائية ...(لماذا؟؟ .... لا حاجة لذلك..).... ليقترب منها يشعر بحاجته تلح عليه كي يضمها و يقبلها، يسترجع ذلك الوصال الذي ظل يرتعش لذكراه، أعمق أعماق صدره ...(بل .... أحتاج لذلك و الآن...)... همت بالرد فالتقط شفتيها وضمها إليه بشدة حتى أنّت من الألم، أبعدها عنه قليلا ليتفحص وجهها المحمر و المنكمش ألما، فقال ساخرا لكن بحنو...(لا شيئ يؤلمك ...ها؟؟؟)... أطرقت برأسها فرفعه قائلا...(هل تستطيعين تغير ملابسك بنفسك ؟؟؟).. هزت رأسها بإيجاب فقام يحضر لها منامة من بين ملابسها، ثم التقط منامته وتوجه الى الحمام، خرج بعد برهة ليجدها مستكينة على السرير تضم كفيها تقرأ عليها ليفهم تلاوتها لأذكار النوم، ومع احباطه من عدم قدرته على وصالها كي لا يؤلم رضوضها التي سيتأكد من مدى ألمها في الغد، لكن عند طبيبة لا طبيب، هناك في وسط احشائه سعادة تستتر بحياء، كونه سينام جوراها هو زوجها لا غيره. استلقى بجانبها ثم نظر اليها قائلا بحيرة ...(كيف وقعت ؟؟) .... صمتت لبرهة كأنها تفكر في شيئ ما ثم قالت ....(أحد ما خلفي ...انزلقت رجله فدفعني ....) ... هم بالتحدث فاعتدلت مكانها، تلتفت على شقها الذي يقابله، تقول و كأنها تقطع حديثه القادم...(أنا بخير .... حقا ...لا داعي للتحدث في الأمر مجددا ….( تلاعب بخصلات شعرها الامامية ثم امتدت يده يزيل مشبك شعرها، ليتحسس نعومته دون ان يلفظ كلمة أخرى. يفكر أن الفتاة أمامه بالفعل غريبة لكنها أبدا ليست ببلهاء. صمتا كلاهما يرمق الآخر بتأمل ليتفاجأ من حركتها حين جذبته قرب صدرها، تربت على شعره متمتما بكلمات حين اقترب أكثر ليسمعها لم تكن سوى آية الكرسي، فرفع رأسه يسألها متجاهلا توتر قلبه من قربها ...(سأتعبك !!!).... أومأت سلبا تعيد رأسها على صدرها تهمس بخفوت ...(سأرقيك ....حاول أن تهدأ و تنام .....)...استسلم لحركاتها الحانية، و أغمض مقلتيه ليشعر بنفس الراحة، فجر ذلك اليوم تتسلل الى صدره رويدا، الى أن غفى وعلى ثغره بسمة أرخت ملامحه الصارمة، فكان آخر فكرة كانت تجول بخاطره أن الحياة جوار هذه الفتاة حتما ستختلف ......

انتهى الفصل الخامس .....و اتمنى دائما ينال رضاكم ...و اسمحولي اذا سهوت او اخطأت .... احبكم في الله ....




**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 08-10-17, 04:22 AM   #397

IMANECRAZYGIRL4

? العضوٌ??? » 298623
?  التسِجيلٌ » Jun 2013
? مشَارَ?اتْي » 546
?  نُقآطِيْ » IMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond reputeIMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond reputeIMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond reputeIMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond reputeIMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond reputeIMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond reputeIMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond reputeIMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond reputeIMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond reputeIMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond reputeIMANECRAZYGIRL4 has a reputation beyond repute
افتراضي

الرواية حلوة كتخليك تتابع بشغف في البداية لم اتعرف على مجتمعي في روايتك بل كدت اجزم انني اقرا لكاتبة من الخليج لكن فهمت من السياق انك تتكلمين عن بلدة امازيغية بالمغرب فعلا اعجبني كيف حبكت احدات الرواية وصغتها جمال منقطع النظير ولكن في بعض الماخدات متلا انو مجتمعنا مختلف عن الصورة المحافظة اللي رسمت بها هنا اغلب الشخصبيات تفليديين متدينين متحجبين يعني انا عندي صديقات امازيغيات في منهم من لا ترتدي الحجاب كما ان اغلب العائلات الغنية تميل للنمط العصري في الحياة لم ارى احدا يرى العريس نصف ساعة فقط ايام قبل الزفاف ويوافق عليه حتى بصفوف اشد المتدينين عنا بالمغرب اعجبني حرصك على الموروت الثقافي للاجداد لكن للاسف ليس كله جميل انا اتدكر ان جدتي قالت لي ان في وقتهم كانت النساء متساوية مع الحيوان بالحقوق يعني لا تخير في شريك الحياة لا ياخد رايها لا تدهب حتى للتسوق كما الاقلية السوداء تورت كعبيد ليست كل التقاليد جميلة الحياء صفة جميلة لكن حق مزيج غريب من الحياء الضعف الغباء هاد البرؤفيل للمراة يمكن ان نراه في امراة لمم تتعلم لم تقرا كتابا ربما في دوار بعشرين فرد لدلك اعجبتني تركيبتها واتارتني لاتعرف عليها متفوقة وغير طموحة الطموح للتحصيل المعرفي في ارقى الجامعات لا يعد جشعا كما تقبل البقاء لدراسة في معهد تكوين حرفي وانت من انبغ الطلاب ليس بتواضع المهم شكرا لانك تقاسمتي معنا تجربتك الادبي واتمنى لك المزيد من التفوق

IMANECRAZYGIRL4 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-17, 08:08 AM   #398

الجميله2

? العضوٌ??? » 315137
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,977
?  نُقآطِيْ » الجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond reputeالجميله2 has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم اناملك المبدعة فصل جميل جدا

الجميله2 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-17, 08:42 AM   #399

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

.(إنها حال سائر الأمة يا عيسى.... كثرت الفتن ...و تداخلت الحقائق ....فأصبحنا في حرب شعواء مع النفس كل يوم ....جهاد يوازي الجهاد في سبيل الله .... نحارب الرغبات و الشهوات خوفا من سوء خاتمة على حين غفلة ....إنه زمن لا يعين على الصلاح ....).
راااائعة صدقت اختي والله صدقت


Msamo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-10-17, 08:44 AM   #400

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,825
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل رااااائع ويستحق الانتظار أصبحت احب صباح الأحد لتلقي بروايتك

Msamo متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:49 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.