آخر 10 مشاركات
[تحميل] زينه هي الموت والمنعوت والنجوى بقلم/black widow(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          لا ترحلي - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::اسراء علي(Moonlight) - كاملة+رابط (الكاتـب : بحر الجراح - )           »          أزهار قلبكِ وردية (5)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تحميل روايات جديده 2012 txt على جوالك موسوعه متكامله من الروايات (الكاتـب : MRAMY - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          1- لمن يسهر القمر- روايات أحلام القديمة- آن هامبسون (كتابة /كاملة)* (الكاتـب : جين اوستين333 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          طوق من جمر الجحيم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : samar hemdan - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-12-17, 01:23 AM   #221

حنين خفاجة

? العضوٌ??? » 400095
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 3
?  نُقآطِيْ » حنين خفاجة is on a distinguished road
افتراضي


فصل رائع
جدا بالتوفيق حبيبتي
وجعني قلبي على ادهم
وكمان سراج كثير اناني بحبو لسما
واجمل شي صداقة علي وسما واسيل


حنين خفاجة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-12-17, 03:27 PM   #222

esraa hussien
زائر

? العضوٌ??? »
?  التسِجيلٌ »
? مشَارَ?اتْي » n/a
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  رد مع اقتباس
قديم 24-12-17, 11:18 PM   #223

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى (الفصل 12 )


جدران صمت الهوى
الفصل 12
(بصراحة هالفصل يمثل تقريبا منتصف الجزء الاول من الرواية )

وسط الضجة التي ملأت المكان والانوار المتوزعة في انحائه مع صدى ضحكات تعالت في الارجاء .. هتفت اسيل بحماس وهي تشير لسما ( واخيرا احسن علي باشا باختيار المكان الذي سيدعونا اليه .. من الجيد بان الدعوة تأخرت يوما كاملا كي نحظى بزيارة هذا المكان .. وااو .. منذ زمن لم امارس البولينج .. اعتقد ان مهاراتي قد صدأت قليلا )
ضحكت سما وهي تضرب على ظهر اسيل برقة ( واخيرا رضيتي على المسكين )
اصدرت اسيل صوتا الهازئا اتبعته بقولها ( مننن .. علي مسكيين .. يمكنك القول بانه سكين .. ثم اين هو الان يا ترى و... )
قطعت كلامها بشهقة مكتومة واسم ترددت احرفه على شفاهها ( ادهم )
التفتت سما باتجاه انظار اسيل متسائلة ( ماذا .. كيف .. اووه .. انه هنا حقا )
تمتمت اسيل بهسيس خرج من بين اسنانها المطبقة ( انا ساقتل علي حقا ساقتله .. كيف يجلبه الى هنا .. الا يكفيني ما اعانيه معه في العمل وانا احاول الصبر على جفاءه )
ابتسمت سما بمكر وهي تجذب اسيل من ذراعها ( هذا جيد اذن .. هكذا يقل الجفاء قليلا .. فلقد طال خصامكما وانتي عنيدة .. لا تودين الاعتذار لادهم رغم انك متأكدة من انك قد اخطأتي في حقه )
تمتمت اسيل بحنق اكبر ( انا صدقا لا اعلم .. انت وعلي اصدقاء من .. يبدو انكم اصدقاؤه )
كانو قد وصلو الى الطاولةالتي جلس عليها كل من ادهم وعلي الذي وقف بشكل سريع قائلا ( اهلا وسهلا .. انارت القاعة .. هيا تأخرتما .. واللعب سيحلو الان )
نقلت اسيل انظارها بين ادهم وعلي وبرود ادهم وتجاهله يستفزانها خاصة عندما وقف ورحب بسما بحبور متسائل (كيف حالك يا سما وكيف حال عماد .. لقد اشتقت له )
ابتسمت سما بهدوء مجيبة وهي تنظر الى اسيل التي تكاد تنفجر من الغيظ ( الحمد لله نحن بخير .. صدقا اشكرك على سؤالك .. وبالتأكيد ساحرص على جلب عماد في يوم اخر ليسلم عليك فهو يحبك كثيرا )
جلست اسيل بنزق بعدما نظر اليها ادهم بسرعة متمتم ( اهلا بك ) وعاد للجلوس بكل هدوء تاركا اياها تتلظى بحمم الانتظار .. لذا قررت ان تحاول تجاهله هي الاخرى فالتفتت الى علي مولية اياه كل اهتمامها وهو يقول ( لقد دعوت زوجك السخيف يا سما كي يكتمل العدد ودعوت ايضا اخته )
ضربت اسيل كتف علي سريعا بزجاجة الماء الموضوعة امامها مجيبة ( لا تقل عنه سخيف )
رفع علي حاجبيه باستغراب ( ان كانت سما بحد ذاتها لم تدافع عن زوجها .. انت .. ما دخلك تحديدا )
رفعت اسيل كتفيها بتحدي ( بل لي كل الدخل .. سما اختي ولا يجب عليك ان تهين زوجها مهما كان .. ثم اين صديقتك المتمايعة لما لم تدعوها ليكتمل العدد)
اجابها علي بنظرة محذرة وهو يرفع اصبعه ملوحا ( اسيييل .. لا تتعدي الحدود .. صدقيني علا لا تستحق منك هذا الهجوم )
حركت اسيل راسها موافقة ( اعلم .. ولكن ايضا سراج لا يستحق هجومك هذا .. على الاقل راعي نفسية سما فانت هكذا تثير احزانها وتحرجها امام ادهم )
كان ادهم ينظر الى كليهما وقد اشتدت قبضة يده بقوة ونار حارقة تشب فيه .. شعر بهمسة سما الضاحكة ( لا تتضايق .. فهما كالاطفال يتناحران .. ولكن اجمل ما في الموضوع انك تعرف كل شيء عنهما وهما غاضبين هكذا ويتحديان بعضهما كالاحمقين لذا فعندما تصمت تعرف كل اسرارهما)
التفت ادهم اليها بدهشة في نفس اللحظة التي ارتفع فيها صوت اسيل الحانق الذي رافق نظرة علي الغاضبة ( سماا .. لقد سمعتك على فكرة.. انا لست حمقاء .. كما لا يوجد ما اخفيه .. الحق علي لاني دافعت عن زوجك )
مطت سما شفتيها بلامبالاة ( لا يهم يا اسيل فما قاله علي صحيح بعض الشيء ولكنه عكس التهمة .. فانا في كل يوم يمر اشعر بسخافتي بصراحة لاني قبلت بامر الزواج السري .. خاصة بعدما حدث اليوم .. بصراحة استغربت انه قد وافق على دعوتك وقدم رغم انشغاله ب .. زوجته )
اضافت الجملة الاخيرة بسخرية ذاتية اكبر جعلت علي يتمتم بحرج ( لم اقصد يا سما .. حقا اعتذر .. انا فقط مقهور من تاثير سراج عليك و لا احاول ان اثير احزانك ..)
قاطعتهم اسيل وهي تقف ( المفترض ان نصمت فصاحب النميمة يتجه نحونا مع نسمة .. اما انت سما فسوف اعرضك لجلسة استجواب .. و .. ادهم .. كف عن الابتسام بهذا الاستفزاز )
اضافت كلماتها بقهر رفع على اثره ادهم حاجبيه بذهول متمتما وهو يقف ( انا .. انا ابتسم .. ثم كيف تحدثيني هكذا )
ضحك علي وهو يقف بدوره ( لقد وقعت في فخها يا ادهم .. اهلا سراج .. اهلا نسمة )
لم يفهم ادهم شيئا مما قاله علي ولكن ابتسامة اسيل الشيطانية له جعلته يدرك انها تشن حربا عليه يجربها للمرة الاولى .. وهو .. لا يستطيع ان ينكر بانه يستمتع ايم استمتاع مع جنونها ومشاكستها له خاصة مع اشتياقه الحارق لها بعد ان اطال مدة خصامه .. رحب بدوره بسراج واخته وهو يراقب اسيل التي احتضنت نسمة وهي تقول ( مبرررووووك يا عروستنا .. الف مبرووك )
في نفس اللحظة ارتفع رنين هاتف سراج الذي استأذن ليرد مبتعدا قليلا مما سمح للجميع ان يجلس واسيل تقول باستفزاز ( اووه استاذ علي .. يبدو ان الضيوف يتوافدون لتهنئتك .. ارجو الا تعتمد علي باقراضك )
نظر اليها علي بغيظ مجيبا بسخرية ( لا تقلقي .. فالاموال التي كنت ادخرها للشهادة موجودة وكثيرة لذا .. خذي راحتك بطلب ما تريدينه من طعام )
شعرت اسيل بخطأها الفادح الذي اهان علي دون ان تقصد فقالت بمزاح متوتر حاولت فيه كسر حدة كلماتها السابقة وهي تشتم ادهم في سرها لانه السبب بتوترها وكلامها بهذه الطريقة الحمقاء (اكيد .. بالطبع فانت الكريم ابن الكرماء .. وانا واثقة انك ستلبي كل طلباتي بما انني ساكون انا من يطلبها .. صدقا علي .. الان ستجعلني افكر جديا بك .. فانت تملك مواصفات احلام اي فتاة )
ما ان نطقت بكلمتها حتى ادركت بانها قد زادت الطين بلة مع مظهر سما المصدوم ونسمة التي ابعدت وجهها كي لا تظهر ملامحها وعلي الذي كاد ان يشرق اما ادهم فاستمر بشرب كاس عصيره ببرود لم يظهر اي مما يعتمل بداخله .. كانت تعلم انها تعدت الحدود ولكنها ارادت ان تثير غيرة ادهم كي تكسر بروده الا ان طريقتها المتبعة بتهور جعلتها تخلط جميع الاوراق دون ان تحقق هدفها .. وبخها علي بحدة ( صدقا اسيل .. هل تسخرين مني ام من ادهم بكلماتك هذه )
اجابته وقلبها يرتعش وقد شعرت برغبة غبية بالبكاء ( يبدو انني اسخر من نفسي في الحقيقة )
انقطع كلامهم مع عودة سراج الذي قال لنسمة وهو يشير الى هاتفه( لقد كان المتصل نادر .. ولقد اخبرته بقرارك وكلماتك ولكنه اجابني بهدوء اخافني بصراحة بان كل ما قلتيه مرفوض وهو قادم الان الى هنا بعد ان علم بوجودك )
انتقلت جميع الانظار باتجاه نسمة الصامتة والممتقعة واسيل تسال بفضول خائف وبصوت خافت لا يسمعه سواهما وقد ارتفعت يد سما بتلقائية لتربت على يد نسمة بدعم ( اي قرار .. هل حدث شيء عكسي .. البارحة عندما لم تردي ظننا انك متعبة )
اخفضت نسمة وجهها بارتباك مرددة بهمس ويديها تنقبضان بقوة ( لقد تعديت على ابنة عمه في الكلام .. فغضبو وغادرو .. ولقد طلبت من سراج ان يعرض عليه تأجيل الزفاف او ان يقوم بالغائه بعد فترة ولكن ... كما سمعتما )
علا صوت اسيل بلا سيطرة مما جعل كلا من ادهم وعلي وسراج يلتفتون اليها ( ماذا فعلتي .. اووه اعتذر .. لم اقصد .. نسمة .. ارجوكي تعالي هنا قليلا )
ووقفت سريعا وهي تسحب نسمة خلفها فيما وقفت سما بارتباك قبل ان تقرر اللحاق بهما في منظر جعل علي يبتسم ببطء وهو يقول لادهم ( حسنا انا معك انها تستحق القتل بسبب افعالها ولكن .. الا ترى .. انها طفلة .. لقد نسيت همها فور ان علمت بوجود مشكلة لدى صديقتها .. ثم .. انت تعلم بانك السبب في كلمتها للتو .. يبدو انها قالت ذلك لتغضبك )
تنهد ادهم بيأس وقد كانت اعصابه قد بلغت ذروتها واستنفذت طاقته وهو يمثل عليها البرود وداخله يحترق .. نظر الى المكان الذي تقف فيه مع نسمة وسما وتمتم ( انا مستعد ان اقبلها بكل جنونها فهو ما يميزها لو شعرت بلمحة من حبها ولكن .. علي انها تتخلى عن حياتها ببساطة وهذا تحديدا ما جعلني اراجع نفسي ومشاعري واكف عن الضغط عليها .. يبدو انها .. لا تحبني كفاية )
وقف علي وابتسامته تتسع وهو يشير لادهم كي يقف بدوره ( اذن فانت مجنون اكثر منها ان شككت بحبها .. هيا تعال معي لنطلب الطعام .. سراج يمكنك انتظار نادر هنا ريثما نقدم الطلب .. هل لديك رغبة محدة ام نطلب الطعام بمزاجنا ) حرك سراج راسه رافضا عرضه فاشار علي بيده لاسيل باشارة تعني ضرورة لحاقها بهم كي ياخذ رايها فيما يريدونه.
نظرت اسيل الى نسمة وتوترها يتضاعف منتظرة ان تفصح عن اي شيء وفي نفس اللحظة اشارت لعلي بانها ستلحقهم .. تنهدت باسى مع مظهر نسمة المنغلق على ذاتها وقد واجهت اسئلتهم بالصمت فتمتمت بمحاولة اخيرة ( لما .. لما تودين الغاء الزفاف او تاخيره .. اتعلمين ضرر هذا على سمعتك )
زفرت نسمة انفاسها مجيبة بنفاذ صبر ( بلى .. اعلم جيدا .. ولكن .. لا ضير من تاجيله قليلا ليتسنى لنا التحدث مع بعضنا او حتى تهدأ الاشاعات عنا .. حتى انني فكرت ان اقدم استقالتي وانتقل الى شركة اخرى كي ينتهي الكلام من حولي وهكذا يمكننا الانفصال فيما بعد )
نظرت اسيل وسما الى نسمة وذهولهما يتزايد .. تنحنحنت اسيل لتجلو صوتها قبل سؤالها ( لما ترفضين نادر هكذا )
شردت نسمة وهي تجيب بألم ( قد يكون هناك مئة سبب ولكن .. طموحي لا يشمل الزواج وخاصة من رجل كنادر سيقيدني ويمنع تحقيق حلمي .. هل يكفي هذا كجواب )
اخفضت اسيل راسها بيأس وقد فقدت الامل بجعل نسمة تخبرهما عما تعانيه .. واستأذنتهما لتلحق بعلي وادهم مشيرة لسما كي تتولى التخفيف عن نسمة ودعمها .. مشت بخطواتها التائهة نحو ادهم الذي كان ينتظرها بينما سبقه علي ليبدأ بتقديم طلب الطعام .. وقفت امام ادهم الذي شعر بحزنها الناطق من عينيها وبالمها المنبعث من زفراتها الحارة .. حار بما عليه فعله كي يواسيها دون ان يهين كرامته التي جرحتها .. راها تنظر نحوه باستغاثة مبطنة فبادلها نظراتها باخرى مطمئنة وحركة خفيفة من راسه بالموافقة مع ابتسامته التي بثها فيها الف معنى اهمها بانه هنا .. وبانه معها وسيحميها .. قطع تواصل اعينهما صرخة هائجة من مجموعة فتيات مراهقات وقفن امامهما واحداهن تقول بلهفة ( ياللهي .. انت حقا ادهم رضوان .. كم كنا نحلم بلقائك .. ارررجووك نريد ان نأخد صورة معك )
نظرت اسيل بغيرة طفيفة وغيظ بسيط باتجاه ادهم الذي ابتسم بدبلوماسية مشيرا براسه بالموافقة في نفس اللحظة التي قالت احدى الفتيات لها ( ياللهي .. هل يعقل ان تكوني انت )
شعور بالفخر اصابها وهي تنظر باتجاه ادهم بتحدي مجيبة ( اجل انا اسيل .. المذيعة التي قدمت الحلقة الماضية مع الاستاذ ادهم .. وسيسرني حقا ان اخد صورة معكم )
ملامح من الخيبة ارتسمت على وجه الفتاة شرحتها بقولها ( ااه اعتذر .. ظننتك الممثلة (..) فانت تشبهينها كثيرا )
حاولت اسيل الا تظهر تأثرها والا تنظر الى ادهم كي لا تصاب باحباط اكبر فلازالت في بدايتها مقارنة به .. ومن الطبيعي الا يعرفها الناس .. تمتمت برقة تخفي المها ( مع الاسف لست انا .. ولكن .. ما رايكن ان اصوركم انا مع ادهم .. هيا اصطفو )
وايتعدت قليلا لتأخذ الهاتف من احداهن وتقف امامهم وهي تنظر الى الصورة وهنا لاحظت ادهم .. لقد كان عابس الوجه .. كما انه ارجع يديه الى خلف ظهره باشارة واضحة لعدم سماحه لهن بالاقتراب الشديد .. ووقف بتباعد راسم ملامح جدية دبلوماسية يظهر الضيق فيها .. حركته اثارت نزعة الملكية لديها وعشقه يتضاعف بعنف وقد اهتز قلبها في جنبات صدرها .. احترامه العميق لها ولمشاعرها ولذاتها طغى على كل خيبتها وابدلها فرحة فيكفيها نظرته هو اليها .. انهت التقاط الصورة واعطت الهاتف لمالكته ثم تظاهرت بالتعرقل امام ادهم لتجد يده تسندها بشكل فوري وهو يهتف بقلق حانق ( حاذري .. هل انت بخير .. هل تأذيتي )
يدها التي استقرت بين يديه جعلتها تدرك كم هي قريبة اليه .. راها تنظر الى يديهما المتشابكة وهي تتمتم ( يبدو اني لن اعتاد على المشي بحذائي الجديد لذا اتعرقل باستمرار )
اجابها بشكل فوري غير عالم بهدف كلماتها ويده تتمسك بيدها بقوة ( اذن ابقي يديك في يدي .. وبعدها .. ارمي هذا الحذاء في النفايات كي لا تتأذي .. هيا .. لنلحق بعلي )
تحرك ولكنه عاد ليتوقف عندما راها لازالت واقفة وعيناها لا تغادران يديهما المتشابكة .. سالها بقلق مقهور ( لا تقولي انك تعترضين على مساعدتي ايضا )
اجابته بصوت مهزوز وعيناها ترتفعان باتجاه عيناه وقد التمتعتا بدموعها ( بل .. اشعر نحوك .. بانك سندي .. باني .. انتمي اليك .. لقد رفضت لمس اي فتاة .. ومع ذلك .. انت تمسكني بكل تملك وسهولة )
اجابها بفورية و كأن الاجابة نظرية بديهية في عقله ( لا تقارني تصرفاتي معك مع اي فتاة اخرى .. فجسدي وعقلي وروحي لا يريانك الا ملكا لهم .. صدقيني .. تصرفاتي نحوك لا يحميها اي عقل ولا اي منطق لاني .. كنت دوما اعتبرك لي .. وهذا .. ما قد يجعلني اتجاوز احيانا حدودي .. ان كان الامر يضايقك ف .. )
قاطعته ويدها الاخرى ترتفع بسرعة لتضم كفه الممسك بيدها وهي تقول بسرعة ( كلااا .. انا ... انا ... ادهم .. لقد قمت بالفحص اليوم صباحا )
شعرت بتوتر يده بين يديها وبصوته الذي اراد ان يبدو باردا فغدا مرتجفا خائفا وهو يزدرد لعابه (.. و ... ما النتيجة .. اعتقد انها لا تظهر فورا .. اليس كذلك )
حركت راسها بالموافقة مجيبة ( تحتاج الى عدة ايام .. وبعدها يتم تحديد طريقة التعامل معها )
تسارعت انفاسه وهو يقترب منها قائلا واصبعه يلوح امام وجها ( مهما كانت النتيجة .. ستتعالجين .. افهمتي )
التحمت بعينيها في عيناه بنداء صامت وهي تقول بارتجاف ( انا .. خائفة و .. )
تفاجأت بيده تجذبها خلفه وانظاره تحيط بالمكان وكانه يبحث عن مخرج او مكان هادئ وهو يجيبها بصوت حاد اخافها واستفزها ( لا اعتقد ان المكان مناسب للتحدث .. دوما ما تختارين المكان الغير مناسب في الوقت الغير مناسب )
ثارت من لومه وعادت موجة عنادها وهي تقف رافضة الحركة ( هل ستظل توبخني .. اتعلم .. معك حق .. انسى ما قلته ولنلحق علي )
نظر اليها بتحدي مجيبا ( اسيييل .. لا تختبري صبري .. انا لن انسى شيئا وانت لن تتراجعي عما قلته .. ربما معك حق فيبدو ان حديثنا سيتأخر قليلا فعيب ان نترك علي لوحده ولكن .. ساسألك للمرة الاخيرة .. هل .. انت مستعدة ان تخوضي .. هذه الحرب معي )
توتر عظيم اصابها مع عنف نظراته وتطلبها .. خوف وارتباك ورجاء وخيبة .. مزيج مختلف دك حصونها وجعلها تعيش في دوامة اصراره المنبثق من عيناه ويده التي تقبض على يدها .. تمتمت بلا حول منها ( انت .. انت تضغط علي .. كثيرا .. لا استطيع ان .. اعدك بشيء .. ولكن ... اتعلم .. لما لا ننسى قليلا مرضي وتعرفني على ايه وايهم .. الديك صور لهما )
ضيق ادهم عيناه وهو يركز بنظراته على اسيل عله يفهم كل ما يدور بخلدها من الم وخوف ليتمكن من علاجها .. لم يعلم تحديدا ما الذي حدث ولكن كلامها للتو عن الانتماء .. وخضوعها للفحص بعد يومين فقط من مقاطعته لها .. وكلام علي عن حبها له جعله يتأكد بان اصراره في هذه اللحظة سيزيد الامر سوءا وسيجعلها تعاند .. تنهد بقهر ورفع هاتفه ليعطيها اياه وهو يقول بنزق ( ستجدين الصور في الاستديو .. كلمة السر الخاصة بالهاتف اسيل .. ساذهب لعلي قبل ان اخنقك بيدي بسبب ذلك العناد الذي تستفزيني به .. و .. حسنا .. سننسى المرض .. ولكن .. فقط حاليا )
وترك يدها بعد ان اعطاها الهاتف ثم ابتعد عنها سريعا كي لا يضعف امام نظراتها التي امتزج فيها حبها وذهولها واملها واستسلامها بطريقة جعلته يتمنى لو انهما في مكان خاص ليغرقها باحضانه ويذيقها اشواقه ويعلمها الحب اضعافا بعد ان راى كيف ان بادرة كلمة السر جعلتها ترتجف امامه غير مصدقة ما تعنيه له تحديدا وما يمكنه ان يفعله لاجلها .
نظرت نسمة حولها علها تنخرط في الاجواء الصاخبة وتنسى ما ينتظرها .. كانت المرة الاولى التي تزور فيها المكان وقد اعجبها كونه مطعم وصالة للبولنج والبلياردو في نفس الوقت .. كانت تريد ان تشغل تفكيرها باي شيء عدا مجيء نادر .. التفتت باتجاه سما واخيها لتلاحظ توتر الاجواء المتصاعد بينهم .. كانت حزينة جدا على سما فلقد علمت بان ناتاشا وصلت الى مصر ولكن اكثر ما اثار استغرابها هو ذلك الهدوء والبرود الذي يغلف سما .. وكان وجود ناتاشا لا يعينها .. نظرات سراج اليها هو الاخر اعلمتها بانه يجد تصرف سما غريبا ومؤلما فعلى ما يبدو انه توقع بعض الغيرة منها وتفاجئ بعدم اهتمامها الكامل بذهابه الى ناتاشا .. وكانه كان حمل عليها و انزاح .. ترى .. هل هذا ما سيحدث معها .. هل ستكون حمل على نادر لا يطيق مضي الوقت كي يتخلص منها .. منذ البارحة وهي تفكر .. لقد تعبت من البحث عن مخرج لمشكلتها .. في النهاية توقعت انها لو انتقلت من الشركة ثم بعد فترة اعلن نادر انه انفصل عنها فلن ينتبه احد .. لم تعلم ان كان هذا الحل جيد بما يكفي ولكن .. ليس بيدها اي طريقة اخرى قد تمكنها من النجاة .. بلحظة ازدادت نبضات قلبها اضعافا مما اعلمها بان نادر قد وصل بالتأكيد .. رفعت عيناها بتلقائية فاصطدمت بعيناه الغامضتين لتأسرهما .. كان يقترب منهم بعزم دون ان تحيد عيناه عنها .. وكانه يتحداها .. لمعة القسوة التي سكنت عيناه اخافتها كثيرا ومع ذلك حاولت تصنع القوة وهي تقف ببطء لترحب به .. لاحظت انه اتجه في البدء ناحية سراج مصافحا اياه ثم القى السلام على سما بلطف متسائلا عن حال ابنها وبعدها تساءل باهتمام عن سبب تواجدهم مما جعل سراج يجيبه موضحا بانهم خرجو ليحتفلو بعلي بما انهم لم يتمكنو في السابق .. بعدما انهى كلامه التفت اليها بهدوء بينما بلغت اعصابها حد الانفجار و هي تسمع صوته الهادئ الذي يسالها ( نسمة .. كيف حالك .. اتمنى ان تكوني بخير )
تنحنحنت لتجلو صوتها من احاسيسها واصطنعت القوة والبرود وهي تجيب ( اجل اشكرك على السؤال )
حرك راسه موافقا في نفس اللحظة التي عاد فيها علي بينما ادهم واسيل يلحقانه وقد تباينت مشاعر الجميع .. اقترب علي من نادر مرحبا ويده تمتمد لمصافحته .. تبعه ادهم الذي رحب بنادر بدوره ثم اسيل التي وقفت امامه وقد احمر وجهها حرجا فأخفضته هاربة الا ان نادر سالها بلطف مراعي ( كيف حالك سيدتي .. اتمنى ان تكون الوعكة الصحية التي مرت بك قد ذهبت لحال سبيلها فلقد اقلقتنا عليك انستي )
ارتفع وجه اسيل بسرعة مرددة بابتسامة ( بخير .. اشكرك .. واشكرك ايضا على مساعدتك لي في ذلك اليوم وحقا اعتذر عن ازعاجك )
حرك نادر راسه رافضا ( استغفر الله انستي بل على العكس لقد اقلقتنا عليك والمهم ان تكوني بخير وتحافظي على نفسك فمحبيك كثر )
اتسعت ابتسامة اسيل الخجولة بشكل اثار غيرة ادهم وابتسامة علي وتنحنح سما التي لاحظت انظار نسمة الهاربة .. ابتسامة اخفتها بتنحنحها ونظرتها نحو سما بفضول متسائل وهي تتمتم في اذنها بعد ان اشار علي للجميع ليجلسو ( احقا انت بعقلك يا نسمة .. ياللهي .. هل هذا رجل يرفض ).
انتقلت نظرة نسمة اليها بتساؤل متضايق جعل اسيل تشرق بضحكتها وتقلبها الى سعال كي لا ينكشف امرها وهي تراقص حاجبيها باغاظة لنسمة التي فهمت مقصدها فتحولت نظرتها الى تهديد تجاهلته اسيل وهي تتظاهر بالبراءة متسائلة ( كابتن نادر .. كيف تجد نسمة .. هل تعتقد انها ستكون كابتن طائرة ناجح )
اسند نادر ظهره الى الكرسي وهو يراقب اسيل بدهاء محاولا استشفاف مقصدها وقد لاحظ اهتمام نسمة بالسؤال رغم اظهارها عكس ذلك .. حرك راسه بالموافقة وهو يجيب ( بل هي كابتن طائرة ناجحة جدا منذ الان ولا ينقصها سوى ان تمرر عدد ساعات الطيران المقررة لتمنح لها شارة الكابتن .. وقد قدمت تقيمي لها قبل تقدمي لخطبتها واعلان ذلك على الجميع كي لا يظن احد ان شهادتي مجروحة بها )
كانت نسمة تسمع تلك المعلومات للمرة الاولى فتساءلت بلهفة ( حقا .. هل حقا شهدت بصالحي )
ارتسم ظل ابتسامة واثقة على شفاه نادر وهو يجيب ( اختلافي معك بالمبدأ لا يعني ابدا الا اقيمك بما تستحقينه يا نسمة .. وبصراحة .. لقد راقبت هبوط واقلاع كاملين لك كما راقبت طريقة متابعتك للرحلة وهدوءك النسبي في التعامل مع ما يحدث في الكابينة من امور فجائية وكل ذلك تخطيته بامتياز .. وهذه شهادة اشهد الله عليها رغم عدم قبولي الكامل بخوض امراة لهذا المجال ولكن .. ان كانت المراة مثلك فلا ضير عندي بل على العكس اهنئك على تغييرك لفكري الا انني يجب ان انوه الى امر )
كانت نسمة تستمتع مبهورة لما يقوله وقد تراقص قلبها طربا لمديحه الا انها نظرت بتوجس اليه عندما توقف قليلا عن الكلام وعيناه تركزتا عليها وهو يضيف بتركيز اكبر ( انا لازلت اعتقد ان المراة تستحق ان تتوج بهناء بعيدا عن مثل هذه الوظائف التي خصصت للرجال .. فالله حبا المراة بجمال عواطفها واندفاعها بمشاعرها المتوهجة .. وكونها ستضطر للتحكم بنفسها بجليدية فولاذية كي تنجح في مثل هذه المجالات فهذا يفقدها جزء من انطلاقة روحها الخلابة )
عقد علي حاجباه بتساؤل ( هل هذا يعني انك ضد عمل المراة )
اجابه نادر بفورية ( بالطبع كلا .. بل انا مع المراة التي تحقق ذاتها من خلال نجاحها بعملها .. ولكني اؤيد الاعمال التي تحافظ على انوثتها فلا تخدشها باي شيء خاطئ )
مط سراج شفتيه مرددا ( بالفعل الاعمال التي تحافظ على انوثة المراة هي اعمال اكثر امان لها .. فمثلا عندما خطفت نسمة كدت اموت من الخوف عليها وتمنيت لو اني لم اوافق على دراستها لهذا المجال )
اندفعت اسيل بقولها ( الخطف والخطر وعدم الامان موجود باي وظيفة .. بل انه موجود في الشارع .. ان ظللنا نقول بان المراة يجب ان تخاف على نفسها فعندها ستبقى كل النساء في المنزل .. اعتقد ان الاصح هو ان نغرس ثقافة المشاركة في عقول ابنائنا .. على الاهل ان يشجعو ابنائهم على تقبل الجنس الاخر والتعامل معه بمساواة بما يحفظ حق كل شخص وبما لا يتعدى ديننا واخلاقنا وعادات مجتمعنا )
استمر النقاش وقد شارك الجميع باراءه مابين مؤيد ومعارض طوال فترة تناول الطعام .. نقاش لم تتمكن نسمة من المشاركة به بشكل كامل لانها كانت مشغولة البال وقد تركزت انظارها بلا ارادة منها على نادر الذي ادركت انه بدوره كان ملاحظ لها وان اخفى ذلك بكلامه مع الجميع بلباقة خلابة سرقت عقول الجميع بحجته ومناقشاته القوية والواثقة ومع ذلك استطاعت ان تلتقط نظراته المسروقة لها بين الفنية والاخرى .. انتهى الطعام وبارك الجميع لعلي الذي شكرهم جميعا لمشاركتهم له بيومه وكانهم عائلته .. وقف نادر بعدها مستأذنا لكي يستفرد بالحديث مع نسمة بينما قرر البقية الذهاب للعب البولنج .. اشار نادر الى نسمة لتتقدمه وتبعها حتى جلسو على طاولة منفردة فطلب نادر من النادل ان يحضر فنجاني قهوة ثم ركز نظراته على نسمة التي كانت تنظر الى يديها بتوتر جعله يتنهد بحيرة لا يعلم من اين عليه ان يبدأ .. يوم كامل مر عليه بصعوبة وكلما فكر بما حدث يشعر بالحيرة والخوف .. لقد كان واثقا بان تحدث نسمة مع سمر بتلك الحدة ما هو الا نتيجة لكلام حاولت سمر استفزازها به .. لقد اراد ان يفهم ما حدث من سمر الا انها تعمدت عدم الاختلاء به وعدم فهم اسئلته الموحية لها وعندما سالها عما قالته بشكل مباشر لترد عليها نسمة هكذا ثارت عليه امه متهمة اياه بالدفاع عن نسمة وهي مخطئة فما كان منه الا قوله للجميع بكل جدية ( اعلم ان نسمة قد تهورت بكلامها مع سمر ومع ذلك .. انا اثق بنسمة واعرفها جيدا ومتأكد بان سمر قد جرحتها بكلامها .. انا لا ادافع عنها او عن سمر ولقد وقفت معكم ووبختها ولكن .. مع ذلك .. انا اثق بعدلكم الذي اعرفه عنكم واثق انكم مثلي متأكدون بان ما حدث كان متبادل وان كان خطأ نسمة اكبر لاننا ضيوفها .. ومع ذلك ) ووجه كلامه بحدة اكبر نحو امه الغاضبة وسلمى المحرجة وسمر التي تخبئ وجهها ( اود ان تعرفو ان اي احد يمس كرامة نسمة منكم فكانما مس كرامتي فهي خطيبتي وقريبا جدا ستكون زوجتي )
لقد تعمد نادر وقتها ان يوصل رسالته الشديدة اللهجة لهم لثقته بعدم قبولهم لنسمة .. والان .. هو نفسه لا يعلم ما عليه فعله خاصة بعدما اخبره سراج برغبة نسمة وقد تعب من تحليل كلماتها .. وجد نفسه يسالها بهدوء وعيناه تلاحظان كل اختلاجة تبديها ( ما بك يا نسمة .. لما لا تجربين ان تتحدثي معي بصراحة )
تنهدت نسمة وقلبها يضرب بعنف اكبر لا تعلم ما عليها قوله .. رفعت عينيها مجيبة ( نادر .. اعتقد اننا تسرعنا .. انا .. اعتقد ان اهلك .. يرغبون بتزويجك ب .. )
قاطعها نادر بهدوء اكبر ( نسمة .. مهما كانت رغبة اهلي فبالنهاية انا من سيتزوج .. سمر ابنة عمي وعلى عيني وراسي .. ومع ذلك انا اخترتك انت )
ضحكت نسمة بالم ساخر من نفسها ( بل انت اجبرت علي انا .. ارجوك .. لا تحاول اظهار الموضوع بغير ثوبه )
رفع نادر حاجبيه مجيبا بحزم اكبر ( نسمة .. هناك امر يجب ان تنتبهي عليه جيدا .. لا يوجد شيء قد يجبر رجلا حرا على الزواج من امراة حرة الا ان اراد ذلك )
ارتعش قلبها بقوة اكبر وعيناها تخشيان تلقي الرسائل التي تبثها عيناه .. ازداد ارتعاشها فحاولت التماسك وهي تبحث عن اي حجة قد تقولها .. سمعت صوت نادر القلق وهو يسالها ( هل انت خائفة من ان يظلموكي اهلي )
لحظة واحدة فقط كانت الفيصل بين اعترافها وبين ما حدث امامها .. لحظة قلبت كل معاييريها عندما رات عيني نادر تتوحشان بشكل فجائي وصوته يزداد عمقا وخشونه وعيناه تستقران على من خلفها ..لحظة رأت اسوء كوابيسها يتمثل امامها عندما وقف نادر بسرعة مستأذنا وتوجه الى الطاولة التي خلفهم .. تابعته بعيناها وراته يتوجه الى احدى الطاولات التي كان قد جلس عليها شاب وفتاة ما ان راته حتى امتقع وجهها وشحب فغدت كالموتى وهي تشهق بصرخة خافتة وشفاهها تتحرك بما يشبه كلمة نادر .. وقفت نسمة بعدها لتلحقه بسرعة في نفس لحظة وصوله الى الطاولة وسؤاله الذي هدر بخفوت مرعب ( مالذي تفعلينه هنا يا دينا في هذا الوقت )
انفجرت الفتاة بالبكاء المرعوب وقد وقف الشاب الذي معها مجيبا بتوتر ( من انت ايها السيد )
التفت نحوه نادر مجيبا ( اجلس ولا تتكلم ان اردت الحفاظ على حياتك فانت بنظري لست رجلا بشكل كافي لتجلب فتاة بهذا العمر الى هذا المكان بهذه الساعة )
امسكت نسمة بذراع نادر بسرعة وهي تلاحظ تلك الانظار التي انجذبت لما حدث فهتفت ( نادر .. انت تلفت انظار الناس من حولنا هكذا.. لا يصح لاجل الفتاة )
في تلك اللحظة التفت نادر الى نسمة قائلا وعيناه تتوجهان ببريق ارعبها وهي تراه للمرة الاولى هكذا ( الا الشرف والسمعة يا نسمة .. نحن لن نكون رجالا رضعت الحليب من صدور امهاتهم ان تخلينا عن عرضنا .. الا الشرف والسمعة )
والتفت باتجاه دينا قائلا بعنف اكبر ( هيا بنا يا دينا .. لا اعتقد ان عم محمد يعلم بوجودك هنا الان فلقد ائتمنك على نفسك ووثق بك بما يكفي لتعيشي في سكن الجامعة ولكن .. يبدو انك لا تستحقين هذه الثقة .. هيا تحركي امامي )
في تلك اللحظة وقفت الفتاة بخنوع ودموعها تزداد انهمارا وهي تحلف بهمس مرعوب ( ارررجوووك .. اررجوووك لا تفعل .. سيقتلني ابي .. والله انها المرة الاولى وقد كان يود ان يحادثني بامر خاص بالعمل .. صدقني .. اررجوك سامحني .. والله انها المرة الاولى )
ظلت الفتاة تردد هذه الكلمات بينما نادر يطالعها بقسوة حبست انفاس نسمة المصعوقة .. رات النادل يتجه اليهم والشاب يقف بدوره مؤكدا ( والله معها حق .. لقد كنت اود ان اعرض عليها عمل في شركة والدي لتتدرب و .. )
قاطعه نادر بعنف اكبر مخيف واصبعه يلوح بتهديد جعل نسمة تمسك عضده وتقف امامه بلا وعي وروحها تكاد تزهق ( انت .. لا اريد ان اسمع صوتك .. حسابك سيكون مع اخوتها .. فانا لا يحق لي ان افعل شيئا بوجود والدها واخوتها فهذا انتقاص بحقهم عندما يعلمون ان ابن جارهم هو من تعامل مع من ضحك على اختهم يا قليل الشرف .. اي عمل هذا الذي تود الكلام عنه في هذا الوقت مع فتاة وحيدة وبهذا الشكل .. هيا يا دينا تحركي امامي ان لم تكوني تنوين ان اقتلك هنا )
مشت دينا بسرعة مرعوبة اما نادر فلقد التفت الى نسمة قائلا بتوتر اكبر ( اعذريني .. ساوصلها ثم ساعود .. يمكنك الانضمام للبقية ريثما اصل )
حركت راسها بصعوبة وعينيها تتابعان خروجه وخروج روحها معه .. هذا اذن .. هذا هو جوابها .. فحتى ان قالت له الان فسيقتلها .. لن تفرق معه طالما ان خاتمه قد اصبح باصبعها .. ان كان قد ثار على مظهر ابنة الجيران بهذه الطريقة .. فما الذي ينتظرها .. بلا وعي تحركت مترنحة باتجاه شرفة المكان واختناقها يتضاعف .. يجب ان تتركه .. دون ان يعرف السبب .. ولكن .. كيييف .. وقفت على سور المكان وشهقاتها تتعالى في محاولة لاخذ انفاسها .. نظرت الى السماء حيث كانت دوما تهرب الى هناك .. حيث حلمها الذي تمنته دوما .. رجت الله بسرها ان يلهمها جواب حيرتها .. دموع تفجرت من ماقيها وكلمة يالله تتردد في صدرها فوحده يعلم انها مظلومة .. لم تعلم كم دقيقة مرت عليها حتى هدأت قليلا ... سمعت صوتا مالوفا ليس بعيدا عنها فالتفتت لترى علي الذي كان يقف موليا ظهره لها بمكان بعيد نسبيا عنها وقد بدا انه يتحدث بالهاتف .. لم تعلم ان كان هنا قبلها او لاحظ وجودها او انه ببساطة لم ينتبه عليها .. في نفس اللحظة التي قررت فيها الانسحاب التفت نحوها .. ظهرت على وجهه امارات الدهشة فادركت انه لم يكن يعلم بوجودها .. اخفضت راسها هاربة من عيناه المتسائلة وقد ادركت ان منظرها يوحي ببكائها فإزداد ارتباكها المحرج .. اتجه نحوها ببطء وابتسامة هادئة ترتسم على شفاهه وهو يقول ( لقد ظنناك مع نادر )
تنحنحنت عل صوتها لا يخرج مبحوحا من الدموع ( لقد اضطر ان يخرج لمكان اخر وسوف يعود .. اعذرني لم ابارك لك او اشكرك على الطعام بشكل شخصي )
رفع علي كتفاه مجيبا ( اشكرك يا انسة نسمة .. انا سعيد حقا بالتعرف عليك فرغم جنون اخوك الا انك لا تبدين مثله )
ادركت انه يحاول كسر توترها فاجابته ( لا تغرنك المظاهر .. فانا مجنونة اكثر منه )
تمتم علي بهدوء حذر ( ربما .. ولكن من اراها الان هي فتاة حائرة وتبدو بمأزق .. لا اريد ان اتدخل ولكن .. انت تستحقين كل خير )
ابتسمت قليلا وهي تجيبه ( وما اراه امامي شاب حائر اكثر مني )
كانت تحاول ان تتناسى مشكلتها بمشاكستها لعلي الذي اتسعت ابتسامته للحظة قبل ان تسمع تنهيدته الطويلة وهو ينظر الى السماء ( معك حق .. ممم برايك .. ان كان هناك امام الانسان طريقان .. احدهما يعلم بانه سيؤذيه وسيلوث سمعته وسيعرضه للخطر ولكنه في المقابل سيحمي انسانة بريئة كل ذنبها انها وثقت بمن تحب رغم انها قد تتاذى ايضا وبقوة من هذا التدخل .. اما الطريق الاخر فهو طريق النسيان .. وان يتركها لربها ولضمير اناس مجرمين قد يؤذونها او على اقل تقدير قد تفقد معهم كل شيء خاصة انه راى قصة مشابهة حدثت وانتهت وكانت ضحيتها فتاة بريئة دفعت الثمن غاليا ومع ذلك ظلت على قيد الحياة .. ما رايك .. ايتركها ويراقب من بعيد ما سيحدث لها ليقف الى جانبها بعد ان يحطموها ام يدافع عنها وعن حقوقها قبل ان تخسرها رغم ان الجميع سيتهمها باسوء الامور بسببه )
كلماته مثلت امامها خيارات صعبة مهولة جعلتها تدرك كم هي المظاهر خادعة .. فهذا الشاب الذي يضحك ويشارك الجميع همومهم يحمل في قلبه هم اعظم لا يستطيع مشاركته مع احد .. تنهدت بعمق وهي تجيبه ( اذى قصير يتبعها راحة طويلة ام شك يمزق راحة البال ويقتل كل جمال في الحياة وانت تنتظر سقوطها في بئر الظلام في كل لحظة .. انك كمن يخير المريض اما ببتر قدمه المصابة بمرض وبعيشه معاقا او بالانتظار حتى ينتشر المرض ويقتله بهدوء ولكن بقسوة حارما اياه من حق الحياة )
التفت علي نحوها ناظرا اليها بعمق وهو يتساءل ( اذن مثلما نقول .. فلنقطع العرق وليسيل الدم .. وليكن الله معنا فلا حق لصامت .. اليس كذلك )
حركت راسها مبتسمة بطرافة ( رغم الفاظك الثورية ولكن.. اجل .. اعتقد ان المواجهة مهما عظمت خسائرها افضل من الصمت )
عاد علي لينظر الى السماء لوهلة وهو يوازن خياراته قبل سؤاله بدقة هادئة حذرة ( وانت .. هل مشكلتك ستحلينها بالمواجهة ام الهرب )
صدمها سؤاله فالتفتت اليه سريعا بخوف اكبر وشعورها بانها كشفت يخنقها .. سمعته يضيف بسرعة ( لا تقلقي .. انا لا اعرف ما هي مشكلتك ولكني اعرف هذه النظرة جيدا .. نظرة الحيرة التي ترسمها عيناك )
للحظة ارادت الهرب والاختباء ولكن .. ابتسامته المطمئنة جعلتها تقول بارتجاف غير واعي وكأن ثقل الصخرة يربض على صدرها ( ما رأيك .. ان كانت الفتاة تقف على مفترق طرق .. احدهما قد يؤذي جميع من تحب وقد يجعلهم يظلمون معها ولكنها ستكون صادقة .. اما الاخر فسيؤذيها هي لانها ستضيف الى اتهاماتها تهمة الكذب التي قد تضعف دليل صدقها وستفقدها ثقة اهم الناس اليها ولكن الامر سينحصر اذاه على شخصين )
رمش علي بعيناه والعديد من الاحتمالات ترتسم امامه .. مظهرها اليائس وعيونها الدامعة جعلته يدرك اي يائسة هي .. كلماتها العميقة اربكته وهو يحاول بدوره ان يفكر بها جيدا فلا يصدمها بكلامه او بالتسرع بالحكم عليها .. اغمض عيناه للحظة وهو يدعو الله ان يلهمه الصواب قبل ان يفتحهما وهو يقول ( هذا يعتمد على اخلاق من ستؤذيه معها .. فان كان شهم وخلوقا فسيحفظ سرها حتى وان فقدها اما ان كان فاجرا فالنتيجة واحدة فهو بالتاكيد لن يحافظ عليها في كلا الحالتين )
شعر بارتجافها المتزايد وهي تساله بصوت مهزوز ( وكيف بامكانها ان تعرف )
التفت اليها وهو يجيبها بحزم ( بان تختار الطريق الوسط .. عليها ان تخبره بوجود سر بحياتها قد يؤثر عليه ولكن تطلب منه ان يثق بها ولا يسالها عنه .. فان وثق وصمت فهو سيحفظها وسيقدر عدم بوحها له .. اما ان اصر وهدد فهو سيفضحها في كل الحالات وعندها فالبتر انجح .. اي لتكون صادقة منذ البدء وتبتعد عنه )
للحظة لم تفهم ما يقصده الا ان كلماته بدأت بالتسلل الى عقلها لتستوعبها ببطء .. حرك راسه وهو يرى لمعة عيناها مضيفا ( اجل .. توكلي على الله ولا تترددي .. واتمنى ان تتذكري باني ساساعدك ان احتجت .. كما ان اخوك رغم كل شيء الا انني اثق بانه سيقف خلف اي قرار ستتخذينه )
ابتسمت بامتنان وراحة غريبة تتسلل اليها ( اشكرك .. و .. اتمنى ان .. )
واخفضت راسها بحرج جعله يجيب بشكل فوري ( ما ان اخرج من هذه الشرفة سانسى كل ما قلتيه لي .. تاكدي .. والان لنذهب الى حيث البقية فيبدو ان اخوك سيقتل سما او ان ادهم سيضرب اسيل)
تنهدت نسمة بقلق مجيبة ( انا خائفة على سما فتصرفاتها غير طبيعية .. ربما لم تعلم بعد ولكن ناتاشا اليوم وصلت وجاءت الى البنك حيث تعمل سما.. ويبدو من مظهر سما الثلجي انها تخفي نفسية محطمة بالكامل )
زفر علي نفسا طويلا ( ياللهي .. كنت خائف من هذه اللحظة .. فانا اعلم سما جيدا .. للتو عندما تكلمت عن زوجته شعرت بوجعها ولكني تمنيت ان اكون مخطئا وان يكون سراج ذكي بما يكفي ليمنح سما اجازة طوال فترة قدوم تلك المراة .. اعتقد .. اني قد فهمت تعليقها .. فيبدو ان سما .. قد حسمت قرارها )
لم يكن علي بمخطئ باستنتاجه .. فبعد الذي تعرضت له سما اليوم ادركت واخيرا اي ظلم اوقعته على نفسها .. مراها لناتاشا وسراج الى جانبها وهما بهذا البهاء والكمال لم يثر فيها اي شعور بالغيرة انما امتلأت روحها بذلك الاحساس المتضاعف بالذل والذنب .. فبسبب سراج وضعت هي بكل مصائبها في مقارنة مع ناتاشا بكل حسناتها .. مقارنة ادركت سما من خلالها كم اهانت نفسها باستسلامها لسراج ورضوخها لحبه .. ذلك الحب الذي كانت في السابق تتغنى به وتحافظ على ذكرياته التي كانت كنبراس ينير روحها لتتلوث باستسلامها وتصبح كااسم الذي يسري بعروقهام بسبب زواجها السري منه .. لم تستطع ان تلوم احدا سوى نفسها .. حتى سراج في نظرها لم يخطئ فهو ترك لها الخيار وقد اعلمها جيدا بمكانة زوجته لديه وهي كان بامكانها ان تقف في وجهه بل انها واثقة انه ماكان سينفذ تهديده لها باخذ ابنها .. ولكنها رضيت الهوان لنفسها فتمكن الناس من اهانتها .. حتى وهي مسجونة لم تشعر بهذا الذل لان روحها كانت ابية وقد صدقت براءتها اما الان فهي متأكدة انها مذنبة لذا ما استطاعت النظر باتجاه ناتاشا .. عيناها عانقتا الارض وراسها انحنى وكسر للمرة الاولى دون ان تقوم غريمتها باي مجهود .. فقط نظرتها العابرة باتجاهها وهي تضع امامها فنجان القهوة وسراج يجلس بجانبها جعلتها تعلم جيدا من هي وما هو دورها .. هذا الشعور الذي تولد بداخلها كسر كل امل ورغبة للبكاء او الضحك واحساسها بالبرودة والقسوة يتضاعف .. احساس اخذ ينبع من قلبها مع كل دفقة دم .. رؤيتها لسراج اكدت لها بانها ماعادت تراه كزوج لها وانها لن تسمح له ان يلمسها بعد الان فلقد اكتفت من احساسها بكونها عاهرة .. علمت ان عيناها كانت تعكس قرارها لذا لم تهتم بحركات سراج المحترق الى جانبها .. سمعته يسالها بنبرة امتلأت قلقا حانقا ( مالذي تفكرين به .. لماذا انت هادئة هكذا )
التفتت اليه سما متسائلة بسخرية طفيفة ( خيرا يا ترى .. كيف تركت زوجتك المشتاقة .. وابنتك الملهوفة وجئت لتقضي السهرة هنا )
توتر سراج وهو يجيب ( اما كنت تريدين .. ان اتي .. لقد اخبرتها باني مدعو من رفيق لي )
رفعت اكتافها ببرود ( هذا جيد .. ربما من الافضل ان تعود اليها فلا تتاخر كي لا تقلق عليك )
اجابها بحنق بالغ ( سما .. الهذه الدرجة تودين التخلص مني .. انت حتى لم تظهري اي غيرة من ناتاشا .. لقد توقعت ان تستاذني وتغادري ما ان تصل ولكنك بقيت وكان الامر لا يعنيك )
مطت سما شفتيها وهي تجيب بقسوة اكبر ( لانه لم يعد يعنني فلقد اكتفيت .. اجل يا سراج اعتقد اني ادركت جيدا الان كم كان زواجي منك خاطئا )
انتفض سراج بسرعة واقفا وهو يقول بعنف ( مالذي تعنيه بكلامك )
التفتت بعض العيون عليهم وبدأت اسيل التي كانت قد بدأت بلعب البولنج متحدية ادهم بالتوجه اليهم فوقفت سما بدورها ونظرت الى سراج بكل ما اوتيت من شجاعة واحساسها بالظلم الذي تعرضت له طوال حياتها يزيد من اصرارها ( اعذرني يا سراج .. انا ساغادر الان .. اما انت فاتمنى ان تفكر جيدا بما قلته وتحاول ان تنصفني فلقد ظلمت بما يكفي من الجميع واولهم من نفسي .. لنعتبر فترة وجود ناتاشا تجربة لكي تعتاد على فراقنا خاصة وان اهدافي من الزواج بك لم تتحقق .. فعماد لم يتعرف عليك جيدا بسبب ابتعادك عنه بل واصبح هو الاخر ينأى بنفسه خاصة مع رؤيته لدموعي وهذا ما لا اريده .. اما الاستقرار فلا اعتقد ان وضعنا مستقر بل انه قمة في التشتت .. لذا ارجوك .. بحق كل ما كان بيننا فكر جيدا ورد لي جوابك في يوم زواج اختك .. اي بعد ثلاثة ايام ).

ثلاثة ايام كانت الفيصل .. ثلاثة ايام سجلت نقطة التحول ... ثلاثة ايام كانت جوهر الختام ... نسمة التي انتظرت ان ترى نادر لم تتمكن من مقابلته سوى في صباح يوم زفافها حيث قررت ان تختبره بامر صغير وترى وثوقه بها كما طلب منها علي فاما ان يكمل الزفاف او يوقفه .. اما سما فلقد ابتعدت عن سراج ولكن يبدو ان القدر كان يخبئ لها مفاجأة من النوع الثقيل فناتاشا التي لاحظت احتراق زوجها بحب سما وقررت ان تضرب ضربتها باعادة سما الى حيث تنتمي .. الى السجن .. لتعلمها درسها المخيف .. خاصة عندما اكتشفت بان سراج لديه ابن منها وقد وضعت كل ثقلها لتتمكن من التنفيذ دون ان تظهر بالصورة .. اما اسيل التي استمرت بالتهرب من الحديث المباشر مع ادهم كي لا تربط نفسها به قبل نتيجة العينة فلقد وضعها ادهم بخيار صعب .. عندما طلب منها ان تحدد موقفها قبل ان تعرف النتيجة فاما ان تثق به وتختار ان تكمل معه وان يكمل معها وان يتحمل كلاهما مصائب الدهر مهما كانت او فلتتركه لانه لن يثق بها بعد ذلك وسيخاف ان تتركه في يوم اخر ان مر هذا الاختبار على خير .. واخيرا علا التي قررت ان تبدأ اولى خطوات حربها بجمع الادلة التي تدين زوجها .. فهل ستتمكن من هذا ام انها ستدفع حياتها ثمن لمحاولتها .
انتهى .. برايكن ... هل تصرفت بدلاتنا صحيحة ؟


حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-17, 12:28 AM   #224

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع وحاسم للابطال بالقرارات واخيرا سما واخيرا انا بجد احييه ياريت تستمر وترفض سراج لان هو مايستحقه ابدا وبكل عين قويه يساله لماذا اخخخ لو انت جنبي كان وريتك لكان انت وناتاشا تقعدو وناتاشا تهينه وانت ساكت لا وبدو هي اتغار والله ضحكني الناس همه فين وهو فين عجبني مشهد ادم واسيل الكوبل دوول عيوني ياربي ع ادهومي لما اتصرف مع المعجبات وحس باسيل مشاكسة اسيل يخرب عقله ههههههههه صارت اتخبص بس ليلتفت ليه ادهم 😂😂😂 موقف نادر الي هز نسمه ومشهده مع دينا مشهد يهز الواحد عجبني كلامه مع اهله وكيف دافع عن نسمه ❤️❤️❤️ من المشهد الي اثر فيا مشهد علي ونسمه كيف الاتنين ليحددو الخيارات جابو امثله مضبوطه مشهد تحفه بجد برافو عليكي يامصبيتي ناتاشا ناويه ع اي خطيه سما كل بسبب هالمعفن سراج يخرب بيتك يابعيد انت وناتاشا يختي هي سابته اشبعي فيه نسمه واختباره لنادر احسن ادهم حسم قراره مع اسيل الفصل تحفه فصل قنبله حاسم 😍😍😍

هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-17, 01:12 AM   #225

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع حور ابدعتي❤❤
ناتاشا بتخطط لدخول سما السجن وعرف بارتباط سراج وعندو ابن ياترى سراج مين رح يختار وكيف رح يكون موقفو
بنتظارك ياعمري بالفصول القادمة
مع الاحداث الشيقة 😍😍


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-12-17, 08:44 AM   #226

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

احداث جميلة كالعادة
واتوقع أن يكون الفصل المقبل الفيصل لكثير من الامور
متابعين معك عزيزتي


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-18, 02:16 AM   #227

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى (الفصل 13 )



واخيييرا .. اسفة كتييير لاني تأخرت بس والله مو بايدي وسنة سعيدة على الجميع


جدران صمت الهوى (الفصل 13 )

قبل يوم من الزفاف ..
ثوب ابيض .. عريس ممتاز بكل المقايس .. وظيفة جيدة .. اصدقاء مخلصون .. شقة جميلة .. ومستقبل واعد بالنجاح ..احلام كلها تحلمها الفتيات .. وتتعب في تحقيقها .. وتجن فرحا بها ..وبالرغم من ذلك .. كل هذا لم يدخل في قلب نسمة ذرة واحدة من البهجة والسعادة .. فداخلها الذي كان يحترق بجنون .. وروحها التي اسلمت مقاليدها للقدر .. ومصيرها الغامض .. وذنبها المخيف .. كلها حواجز قابلتها بصمت خائفة حتى من الصراخ والاستنجاد .. نظرت الى انعكاس صورتها بالمراة للمرة الاخيرة وهي ترى اللون الابيض يزيدها بهاءا .. لون شعرت انها لا تستحقه ابدا كأي عذراء في الكون .. بقدر حلم كل فتاة صغيرة بهذه اللحظة التي تمنح فيها نفسها لحبيبها .. بقدر كره نسمة لها وشعورها بالنقص والاختناق يتعاظم .. مع اقتراب الحكم بمصيرها يزداد قلبها الواجف ارتعاشا .. كل الظروف تكالبت ضدها .. وكل الايدي تقودها لمقصلة محكمتها .. نادر .. اضطر ان يسافر في رحلة لم يتمكن باي حال من التهرب منها .. رحلة ستعيده في الليلة السابقة لزفافها .. وهي .. الى هذه اللحظة .. لم تتمكن من حسم قرارها .. وقد بقي يوم واحد فقط .. هو فرصتها لتبوح له بكل شيء .. رغم انها اتخذت احتياطها واخبرته بما قاله علي لها .. عندما اتصل بها ليخبرها بضرورة سفره اصرت ان تقابله .. وافق ومر على شقتهم قبل ذهابه للمطار .. لازالت تذكر كل خلجاته التي ارتسمت على وجهه وهي تحدثه .. منذ ان جلس معها ابتدأ هو الحديث قائلا بكل جدية ( اعلم انه يوجد كثير مما علينا التحدث به .. وهناك العديد من الامور التي يجب علينا الاتفاق عليها ولكن .. صدقيني .. ما يحدث ليس بيدي .. واعدك ان نتحدث باستفاضة بعد الزواج )
هنا تشجعت ونظرت اليه بحزم يخفي رعبها وانهيارها الداخلي ( لست وحدك من يود التحدث فأنا لدي امر هام يجب ان تعلم انه سيؤثر على كل شيء بيننا ان علمته .. ولكني .. لن اتمكن من البوح به الا بعد ان تتزوجني ... ما رأيك )
عقد نادر حاجبيه وارتسم الحذر على وجهه ( امر هام ؟.. لم افهم .. لما لا تستطيعين قوله الان .. وكيف سيؤثر علينا وتطلبين مني ان لا اعرفه الا بعد الزواج ؟ .. هل الامر يتعلق بعائلتي مثلا .. او بوظيفتك .. او باخوك .. او بك نفسك وبخصوصياتك )
حركت راسها بالرفض وهي ترى عقدة حاجبيه تتضاعف ( كلا .. الامر يتعلق بنا انا وانت .. بطبيعة ما سيكون بيننا كزوجين .. لا يمكنني ان أفسر اكثر من هذا .. القرار بيدك يا نادر .. ان اردت انسحب وانا ساعفيك من وعدك لي وحتى سانتقل الى شركة اخرى كي تختفي الشائعات .. لما الاستعجال في امرنا هذا .. اعتقد ان عائلتك ايضا لهم نفس راي )
في تلك اللحظة وقف نادر وقد بلغ توتره اقصاه وهو يجول على قدميه في الصالة وكلامها يرن في اذنيه .. بدأ الغضب يتسلل اليه فالتفت اليها مجيبا بنبرة اتهامية ( الا تلاحظين انك تماديت كثيرا باسلوبك هذا يا نسمة .. هل لهذا السبب تطاولتي على سمر واذيتها رغم ان هذا ليس طبعك .. لماذا تضعين العراقيل امامي كلما اردت التقدم معك خطوة .. والان تقولين انك تحتفظين بسر خطير يخصنا نحن ومع ذلك ترفضين الافصاح به رغم كل شيء .. الى اين تودين الوصول )
كان قد قال جملته الاخيرة وهو ينظر اليها بتركيز موجه لها اصابع اتهامه .. ارتجفت نسمة وقد شعرت بالبرد ينخر في عظامها .. تنفست بعمق وهي تجيبه ببطء ( انا لا اود الوصول لشيء سوى اخبارك عن وجود امر عني .. فاما ان تتقبل الامر او لك مطلق الحرية لرفضه .. و .. انا بالفعل اعتذر عما حدث في منزلي فانا لم اقصد اهانة ضيوفي ولكني لست نادمة على ما قلته لسمر فلقد كانت تستحقه ثم كما لم اراعي ضيوفي هي لم تراعي حرمة المنزل الذي استضافها .. والان .. انا قلت مالدي .. وانت ادرى بنفسك )
راته يمعن النظر اليها والحيرة تقفز من محياه فسمحت لنفسها بتأمله بجرأة قد لا تسمح لها فيما بعد عندما يعلم بحقيقتها .. سمعته يقول بصوت ازداد ثقة بالتدريج ( حسنا يا نسمة .. تأجيل .. لن يحدث فانا اود ان ادفن كل الاشاعات من حولنا كي اتفرغ لعملي .. اما بالنسبة لذلك السر الخطير الذي تخفيه عني فانا موافق يا نسمة .. ساختار ان اثق بكلامك رغم كل شيء )
كلماته كانت كالسيوف التي شرحت كرامتها .. كم تمنت لو انه خذلها وتركها كي لا تأسف عليه .. ولكن .. وقوفه الكامل بهذه الثقة امامها وبها جعله تتأكد انها ستقتله مهما حدث .. انتشلها من شرودها صوت اسيل وهي تقف خلفها مرددة بانبهار ( ماشاء الله .. ما شاء الله .. يا ارض اشتدي فليس عليك من هو مثلها )
توترت نسمة وعيناها لا تريان اي جمال في صورتها فرددت ( هيا اسيل لا تبالغي .. لا اعلم يبدو شديد البهرجة اليس كذلك )
نظرت اسيل الى نسمة بعتاب مجيبة ( هذا شديد البهرجة يا نسمة .. هذاا )
واشارت الى الثوب مضيفة ( انه اكثر الاثواب التي رايناها احتشاما وهدوءا .. ما بك يا نسمة .. الن تخبريني لما تحديدا ترفضين على ما يبدو اي ثوب زفاف ) انتفضت نسمة وقد ارتسم البؤس على وجهها وكلماتها ( لاني .. لا استحقه.. لا اريده )
تقدمت اسيل منها بحذر وامسكت يدها التي كانت تجعد ثوب الزفاف بانقباضها القوي على طيات قماشه ( لم يا نسمة .. لم تفعلين هذا .. اريحي نفسك واريحيني .. لم لا تقولي لي مالذي يجعلك ترين نفسك لا تستحقين ثوب زفاف )
شردت نسمة في صورتها وهي تتمتم بمرارة ( الحقوق .. ما هي الحقوق يا اسيل .. وما هو القانون الذي يضعها في مجتمعنا .. صدقيني .. انها كلمة كالرمال المتحركة تبتلع كل شيء بداخلها بقسوة بحجة الحقوق .. ربما انت اكثر الناس الذين يعلمون جيدا ما اعني .. ام نسيت كلامك لي عن كونك لا تستحقين ان تتزوجي وتزفي لحبيبك مثل اي فتاة )
كلماتها صدمت اسيل بنبرتها القاسية المشبعة بالالم .. صفعتها بواقعها جعلتها تدافع بخفوت ( انا اختلف عنك .. فانا لا أود ان أظلم ادهم معي لذا احرم نفسي من هذا الحلم )
لوهلة ظنت اسيل ان نسمة ستتغاضى عن الموضوع وتقفله بعدما طأطأت راسها باستسلام ناظرة الى الارض الا انها تفاجأت بصوتها الذي انبعث عميقا وقويا الى داخلها وعيناها تحتجزانها لعمق المشاعر المتخبطة فيهما ( هذا هو ما ليس حقك يا اسيل .. اجل .. ليس من حقك ان تغتصبي قرار هاما كهذا ممن تحبين .. اسيل انت بجبنك ترفضين حق ادهم بالوقوف الى جانبك ومساندتك .. عندما تقفين امام هذه المراة قريبا وانت ترتدين ثوب زفافك ستفهمين كلامي جيدا وانتي تشعرين كم يليق بك هذا المكان وكم تفخرين به .. فكري .. لو ان ادهم مكانك لا قدر الله .. لو انه هو المصاب بالسرطان وحاول ابعادك عنه ورفض و قوفك الى جانبه بحجة خوفه على مشاعرك .. مالذي ستشعرينه عندها .. هذا الرفض لك ولدعمك الن يكون مرادفا لرفضه لحبك .. حبك الذي لن يكون امامك فرصة للترجمة عنه الا بوقوفك معه ومحاربتكما سويا اي معضلة قد تواجهكم كي تتمكنين بعدها من تقبل خيار رحيله عن الدنيا دون ان تموتي مئة مرة .) فكري فقط .. ضعي نفسك مكانه وهو مكان.. )
لم تكمل وقد وضعت اسيل يدها على فمها لتسكتها وجسدها يختض بسرعة وقد التمعت دموعها ( ارجووك .. ارجووك لا تقولي هذا مرة اخرى .. مجرد تخيلي لادهم وقد اصابه سوء سيقتلني .. ان افقد ادهم فهذا يعني ان اموت حقا )
ابعدت نسمة يد اسيل عن فمها وهي تقول ( اذن لما ترفضين ان يشعر معك بالمثل .. دعيه يعبر عن عشقك كي لا تقتليه بجبنك )
اقتربت اسيل من نسمة وهي تضم كفيها بين يديها باحثة عن الدعم وهي تقول بحروفها المبعثرة المتقطعة ( و .. لكني .. خ ..خائفة .. خائفة من تلك السعادة .. التي قد اشعر بها مع ادهم .. خائفة ان اكون طماعة فلا اقبل بعد ذلك بقدري واتألم اضاعفا بمرضي وعشقي )
تنهدت نسمة وقلبها يخفق بجنون لا تدري مالذي جعلها تقول كل هذا وهي نفسها ترتكب نفس الخطأ مع نادر .. تكلمت بهدوء لا يشي عن النيران التي تستعر بروحها ( ان تقضي حياتك بالالم خوفا من الرفض اصعب مئة مرة من مغامرتك التي قد تشعرين بالسعادة بها قبل الالم .. فتكون سعادتك مدادا لايام المك القادمة )
كانت كلماتها وكانها عزاء لها قبل ان تكون لاسيل .. اجل .. لتعش حلم ان تكون يوما لنادر كعروس وبعدها تفقده خير من فقدانها له بالكامل بشكل فوري .. ففي النهاية .. هي ستفقده بكل الاحوال .. رات غشاوة الدموع التي تطل من عيني اسيل فعلمت انها تمكنت من هزها من الداخل .. على الاقل لتكون صديقتها سعيدة فهي تستحق هذا .. ضمتها ببطء كي تخفف ارتجاف كليهما وهي تتمتم ( اتعلمين .. ذلك الفيلم .. للممثل هاني سلامة .. عندما قرر ترك زوجته كي يذهب ليتعالج من السرطان دون ان يخبرها .. برايك .. هل هذا حب بها .. ام انانية منه كي يسلبها حقها بالاختيار والوقوف الى جانبه )
صمت ساد لدقيقة قبل ان تشعر بيد اسيل التي انقبضت على صدرها هي وبضربتها الخفيفة عليه وهي تتمتم ( اكره هذا الفيلم .. اكرهه من كل قلبي .. ولكن .. معك حق .. منذ رايته لم اتمكن من تقبل فكرة عيشه الالم وحيدا لانه في النهاية بحث عمن يشاركه اياه في غير زوجته .. اعتقد اني فهمتك يا نسمة .. واكرهك لانك صادقة وواجهتني بتفاهة ما فعلت )
ابتسمت نسمة على طفولية اسيل وهي تربت على ظهرها .. رفعت اسيل راسها بعد بضع دقائق على طرقات هادئة على باب حجرة القياس وصوت البائعة يقاطع انسجامهما ( انستي .. هل انتهيت )
ابتعدت نسمة ببطء وعادت لتنظر الى صورتها في المراة بفتور قائلة ( اجل انتهينا .. ساخذ هذا الثوب .. ساخلعه الان وساخرج انتظرينا ) واكملت بهمس منخفض ( فعلى كل حال اي ثوب سيؤدي الغرض وسيكون مناسب ككفن للموت )
اقتربت اسيل منها وهي تقول بقلق ( نسمة .. لقد الهيتني بالحديث عن نفسي وانسيتني مشكلتك )
حركت نسمة راسها بيأس ( ربما لان مشكلتك لها حل اما مشكلتي فلا حل لها سوى دفنها لتتعفن اكثر )
زفرت اسيل نفس طويل قلق وهي تساعد نسمة على حل ازرار الثوب قائلة ( ولكني رايت نادر يا نسمة .. انه رجل من الرجال الذين انقرض غالبهم في هذا الزمان .. رجل تفيض الرجولة منه باسمى معانيها ولا تستغربي من كلامي هذا او تتضايقي لانها الحقيقة .. لذا .. لما لا تثقين به .. لما لا تمنحيه هو حق تقرير مصيرك قبل ان تؤكدي بانك ستفشلين وستموتين كما تفعلين الان.. على الاقل اخبريني مالذي تخفينه )
تنهدت نسمة بالم وشعور غيرة حمقاء اصابها ( لاني عندها ساموت .. ان اخبرتك انت فساموت .. واجل لهذه الدرجة الامر مخيف ومعقد .. ولاني اود ان امنح نادر حق المعرفة لذا اكمل هذه المهزلة واقود نفسي للزواج به فهذا فقط ما سيمنحه حق معرفة ما اخفيه.. لذا ارجوكي لا تضغطي علي وفقط اقبلي بي كما انا .. ارجوك قفي بجانبي وامنحيني ثقتك وادعميني .. ثم تلقفيني عندما اعود مقتولة من عند نادر لتسانديني على الوقوف عندها مرة اخرى )
انتفضت اسيل وهي ترى دموع نسمة المتسربلة بهموم تبلغ الجبال بثقلها عليها فاقتربت منها واحتضنتها بقوة مجيبة ( سأفعل ..اعدك اني سأفعل )
انتهت نسمة واسيل من عملية اختيار الثوب وقررن التوجه لاحد المطاعم ليتناولن الغذاء وهما ينتظران قدوم سما والتي ما ان دخلت الى المطعم حتى اشارت لها اسيل لتتقدم نحوهم وهي تتمتم ( ياللهي .. يبدو انها خارجة من حرب هي الاخرى )
وبالفعل .. ما ان جلست سما والتقطت اانفاسها اللاهثة حتى قالت بكل هدوء وهي تنظر لنسمة ( اعتذر حبيبتي لعدم مقدرتي على مشاركتك في عملية اختيار ثوب زفافك ولكني حقا لم اتمكن من الاستئذان قبل هذا .. كما ساعتذر ايضا عن بقائي بجانبك طويلا كما وعدتك على الاقل ليس كزوجة اخ لاني نويت الطلاق من سراج سريعا جدا وساتحدث معه اليوم بهذا )
رمشت نسمة بصدمة بينما رددت اسيل بذهول ( كيف يعني .. مالذي حدث .. هل اذاك سراج .. هل علمت ناتاشا بحقيقتك .. لماذا فجاة اخترت الطلاق الان )
ابتسمت سما بسخرية مجيبة بقسوة ادركت معها اسيل كم تغيرت هي في الفترة التي تلت زواجها وقد بدات سما الرقيقة بالزوال لتظهر مكانها امراة قاسية قوية وتذكرت كلمات علي في تلك اللحظة عن انكسار سما الذي سيحولها الى فولاذ مخيف ( ناتاشا ليست سبب كلماتي ولكني لا انكر بان وجودها ساعدني لاتمكن من قتل ضعفي واختيار مصلحتي وهذا ايضا سبب استعجالي كي اتمكن من تهديد سراج بها لينفذ طلاقي منه .. خاصة واني اتاكد كل يوم من سلامة قراري .. انا اعتذر يا نسمة لقولي هذا عن اخوك ولكني لم اعد اطيق العيش معه)
حركت نسمة راسها رافضة وهي تجيب ( لا عليكي .. فانا نفسي لست راضية عن اسلوب تعامل سراج معك .. ثم ان علاقتي بك ليس لاجل سراج فانت اختي مثلما هو اخي .. وان كنت اود لو اواسيك واخبرك انه يحبك ولا يمكنه التخلي عنك ولكن .. انا ايضا اعلم من هي ناتاشا واعلم ان اخي يحبها رغم رفضه لهذه الحقيقة )
اتسعت ابتسامة سما الساخرة من نفسها قبل اي احد وقد اخذت تطرق باصابعها على الطاولة امامها ( اجل .. انه يحبها .. وقد تاكدت من هذا اليوم ولكن .. انا لم اشعر بالغيرة رغم كل شيء .. بل شعوري الوحيد هو الاذلال .. والرغبة بالنجاح وانانية تحصين نفسي وابني من كل هذا الزمن .. لذا .. فهذا ما اود التركيز عليه بعد الان .. ربما فائدة زواجي الوحيدة هي انها جعلتني انتفض من سلبيتي واستسلامي وزادت من انانيتي لاحصل على حقوقي التي تنازلت عنها سابقا .. واهمها حق التعليم في الجامعة .. ان اكون ام لائقة يفخر بها ابني عندما يقارنها مع غيرها ولست مجرد خادمة .. عتبي الوحيد على سراج انه بزواجه مني قد سلبني تميز ذكرياته وعشقي له ولحبه السابق لي لاكتشف ان الامر بيننا كان عاديا .. بل ان حبنا ابسط واكثر اضمحلالا من صمود كلانا به )
وصمتت وروحها تعود مرة اخرى لما حدث معها .. تلك النظرات التي رمقتها بها ناتاشا ببرود وكيف تجاهلتها تماما وهي تقبل سراج في مكتبه بجراة حتى بعد ان طرقت الباب لتدخل وتضع فنجاني القهوة قبل انسحابها دون ان يشعر سراج الذي كان غارقا في قبلتها لدرجة عدم سماعه للطرقة والباب وهو يفتح من قبلها وقد اولاها ظهره.. عندها فقط تاكدت من كل شيء .. سراج لا يخجل ابدا من ابداء عواطفه لناتاشا ان هي سمحت له وبروده مع زوجته قد كسر الان بعد ان جرب معها هي وعاش حبه الذي ظن انه مميز فوضع المقارنة بينهما ليكتشف ان كلتاهما لا تفرقان عن الاخرى بل على الاغلب ان كفة ناتاشا هي من ترجح خاصة وان فترة زواجهما كلها كانت مشاكل وخلافات فلا هي عادت سما الرومانسية الحالمة التي تذوب من اقل لمسة وقبلة وتنسى نفسها وتمنحه عواطفها بشغف جموح وعنفوان جريء وحب لا حدود له ولا هو عاد ذلك السراج الذي كان يكاد يحرق الارض ليعلن للعالم بانه يعشقها ولا يسمح لاحد ان يقترب منها رغم كل الصعاب التي كان مستعدا لتخطيها من اجلها ..لياليهما التي كانت تتقد بجنونهما في السابق باتت الان كئيبة ومملة وروتينة وخالية من اي شغف او حب كان يميزها سابقا فكلاهما قد قيد باغلال اهم من حبهما .. هي بابنها الذي تاكدت انها ستفقده كما فقدت كل حقوقها السابقة ان لم تنتفض وتبدا بالتحرك والتغير ..وهو بزواجه الذي لا يمكنه ان يكون الطرف الخائن فيه بعد كل ما منحته اياه زوجته وابنته .. تلك العائلة التي لم يعرف قيمتها كما يبدو الا عندما جرب غيرها .. افكار كثيرة كانت تتزاحم في عقلها وامور اخرى تقلقها ومع ذلك .. ذلك البرود الذي طغى على قلبها فجفت عيناها وتجمدت روحها وتصخر فؤادها وقسى كيانها حتى بات من الصعب ان تشعر باي شيء واي عاطفة سوى لابنها واصدقائها .. صوت اسيل قطع غرقها وهي تقول ( سما .. هل قرارك نهائي .. هل تحدثت مع علي .. بما انك دوما تثقين بقراراته )
مطت سما شفتيها ملوحة بيدها ( ان كنت تذكرين فهو الوحيد الذي كان ضد هذا الزواج .. وعلى العموم ساتصل به الان واخبره كي لا يتضايق مني .. ولكن .. ماذا عنك يا اسيل .. مالذي قررتيه.. الم تخرج بعد نتائج التحليل )
ارتبكت اسيل واخفضت راسها فابتسمت نسمة مجيبة عنها ( كلا .. لم تخرج بعد .. سيتصلون عليها او سيبعثون لها رسالة على هاتفها .. اما ما قررته فاعتقد انها لو تملك ذرة عقل واحدة فلن تستغني عن ادهم )
تنهدت سما بياس وهي ترفع هاتفها ( انها مجنونة .. الرجل يكاد يضيء لها اصابعه العشرة ولكن .. لا حياة لمن تنادي.. لن تشعر به الا لو فقدته .. فلأكلم علي على الاقل لازال هو الوحيد العاقل فينا )
فرقعت نسمة باصبعها امام وجهها قائلة ( ارجوك .. ادعيه لزفافي غدا .. هو ومديرته ان احب )
حركت سما راسها موافقة وهي تنتظر اجابة علي متجاهلة نظرات اسيل القاتلة لها .
اعاد علي انظاره الى هاتفه للمرة التي لا يعرف عددها وهو يتمتم بحنق ( اتصلي يا علا .. هيا اتصلي .. ياللهي يكاد قلبي ان يتوقف قلقا .. ترى .. هل نجحت )
كان علي قلقا جدا على علا التي من المفترض ان تحاول البحث في ملفات زوجها عن اي شيء قد يدينه او يساعدهم لمعرفة اي من خططه .. نظر حوله الى العمال الذين يقومون بالتعديلات على الشقة لتصبح ملائمة كموقع للشركة كي يطمئن بان كل شيء على ما يرام .. ثم رأى شاشة هاتفه تضيء باسمها فرد بلهفة و بشكل فوري ( اجل .. علا .. كيف حالك .. طمنيني )
همست بصوت مرتجف بالكاد يسمع ( طوال اليوم كنت انتظر خروجه من المكتب في منزلنا .. ولكن .. لقد اطال الجلوس مع شخص اخر لم اعلمه بعد .. عندما يخرجان سأدخل وابدأ بالبحث )
وافقها بحركة من راسه متمتما برجاء ( ارجوك لا تتهوري .. فقط ابحثي عن اي شيء يمكنا من معرفة نواياه .. لا تخاطري بنفسك ارجوك ).
اقفلت علا هاتفها وشعورها بالخوف يتضاعف مع رؤيتها لزوجها وهو يغادر مكتبه .. كانت تراقبه بشكل خفي من الصالة التي تجلس فيها محتسية القهوة .. وقفت ما ان سمعت صوت اغلاق الباب وقد عقدت حاجبيها باستغراب لانها لمحت طيف اياد دون غيره .. ايعقل ان يكون ضيفه فد غادر قبلا وهي غير منتبهة .. لقد علمت بوجوده من الخدم لانها استيقظت بعد ان غادر اياد حجرتهما .. قبضت على يديها بقوة كي تتماسك وتفرغ توترها .. لا تعلم كيف وصل الامر الى هنا او كيف تشجعت لتتحدى اياد وتعمل على فتح شركة وايضا البحث في غموض زوجها .. هي واثقة بان لعلي الفضل الاكبر بشجاعتها وثباتها وتصرفها الصحيح.. علي الذي تسلل عميقا الى روحها فلم تعد تستطيع التنفس دونه ومع ذلك لا يمكنها ان تضع مسمى واضح لعلاقتها او مشاعرها .. تعلم انه يهتم لها ولكنها لا ترى شرارة الحب في التماعة عيناه .. تعلم انه يدرك عشقها الا انه يتجاهل ذلك بمزاحه ومشاكستها .. في الفترة السابقة لم يعد قاسيا معها وهذا زاد من عذابها .. لقد اصبح كركيزة توازن شخصها المضطرب .. او كطاقة نور تلتمع بداخل كيانها الذي بدأ السواد والكره يغمره .. كان السبب الوحيد الذي من اجله بدأت تناضل الاستسلام وتحاول النهوض والتمرد .. وجوده جعلها تخطو نحو تأسيس شركتها ضد عائلتها بالمال المكتوب باسمها في البنوك .. فمن اجله كانت مستعدة ان تخاطر بحياتها دون ان تندم .. لم تهتم بنظرات الخادم لها فليس من حقهم محاكمتها او معرفة اسبابها .. فتحت باب المكتب بثقة ودخلت ثم اغلقته .. تقدمت نحو المكتب ووقفت خلفه لتفتح ادراجه والخوف يستبد لها .. انتفضت برعب مع ذلك الصوت القاسي الذي خرج من الشرفة ( يا ترى .. مالذي تفعله القطة المشمشية في مكتب زوجها يا ترى )
تلاحقت انفاس علا ومع ذلك حاولت التماسك بقوة وعدم اظهار توترها وقد تعرفت على صاحب الصوت فالتفتت ببطء باتجاهه من حيث خرج من شرفة المكتب وبيده سيجارة .. لقد كان هو مرة اخرى .. تيار كهربائي مس خلاياها مع نظرته العميقة التي شعرت بانها تقتحمها دون استئذان .. ارتسمت ابتسامة شقية فولاذية على وجهه وهو يتساءل ( هل اكلت لسانك ام .. توقعت عدم وجود احد )
تشجعت لترد فلاحظت ان نظرته اشتدت وتعمقت وكانه يود ان يتشرب كافة تفاصيلها دون ان يغفل عن شيء ( اعتقد ..ان السؤال يجب ان يوجه لك .. مالذي تفعله هنا بعد ان غادر اياد )
ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يمثل الارتعاش مجيبا وقد اخذ يتقدم نحوها ( اوووه .. اخفتني حقا .. يبدو انك نسيت يا قطتي باني كنت موجودا وغادر وتركني وهو يعلم جيدا بوجودي ولكن )
كان قد وقف مقابلا لها بشكل جعلها تنتفض وهو يقترب اكثر ليصبح واقفا بجانبها خلف المكتب متابعا ( يبدو انك نسيت شيئا هنا .. اتحبين ان اساعدك )
اضاف الجملة الاخيرة وقد قرب راسه منها فشعرت بانفاسه المحرقة تلفحها بجبروت جعلها تنتفض بسرعة متحركة بعيدا عنه .. امتدت يده بسرعة خاطفة نحو معصمها فقبضت عليه بقسوة وقد جذبها لتلتفت نحوه قائلا بشراسة مخيفة ( عندما اكلمك اياااك .. ثم ايااك ان توليني ظهرك .)
اسلوبه وظلام عيناه المخيف جعلها تهمس بحشرجة ثائرة ( من انت يا هذا .. ولما تقف امامي هكذا .. هذا منزلييي .. افهمت .. لست مجبرة على التبرير لك .. ثم اترك يدي .. الااان)
نظر أحمد باستهزاء لمحاولاتها افلات معصمها من يده وهو يجيبها ( يجب ان تعلمي يا صغيرة بأن العناد لا يوصلك لنتيجة معي .. اهدئي )
لوهلة ارادت التمرد والرفض ولكن نظرة واحدة الى لجة عيناه المخيفة جعلتها ترضخ وترتخي وقد شلت اطرافها كالمعتاد من اسر عيناه وما يتراءى لها من ظلام مرعب بداخلها .. ابتسم ببطء قائلا ( احسنتي .. تسمعين الكلام اذن .. والان .. يا ترى .. مالذي جعلك تأتين الى هنا .. وارجو الا تكذبي فانا لست كزوجك الاحمق الذي لا يرى اي خطيرة انت )
كلامه جعلها ترتجف من رأسها الى اخمص قدميها وقد شعرت بانه يعري روحها فسألته بقلب واجف ( مالذي .. مالذي يعنيه كلامك)
اتسعت ابتسامته وهو ينفض يدها من يده ويتحرك ببطء كالفهد الذي يتربص بفريسته (زوجك احمق .. يظن انك تافهة.. جبانة ..و لا تستطيعين عمل شيء .. ولو صرخ بك لسقطتي .. ولولا عائلتك لما بقيتي على قيد الحياة .. اي انك لا تمثلين اي خطر عليه .. وهو بصراحة .... ) وصمت ناظرا اليها بتلكأ مر على كل جسدها ليبعث القشعريرة في كل خلية منه وهو يكمل ( مخطئ .. ولا يرى .. ابعد من انفه ... فأنت ... أفعى سامة )
تلاحقت انفاسها بسرعة مع وصفه واسلوبه الذي اثار جانبا تخاف ان تعترف به حيث يرقد ساكنا منذ سنين وسنين ( انا .. لست .. افعى .. و .. احترم نفسك .. اخرج الان .. انا اطردك )
قهقه بشكل فجائي ارعبها ثم سكت كما ابتدأ وقد اخذ يصفق لها ( احسنتيي .. انت حقا احسنتي .. من يراك يصدق بانك بريئة .. ذلك الاحمق الذي يقف الان خلفك سيكون اول شخص تلدغيه وتبثيه سمومك السوداء .. ستردينه قتيلا وعندها اعدك .. ان اذكرك بهذا الحوار .. و .. اعذريني .. فليس بمقدورك طردي من هنا )
واحنى راسه بشكل مستفز اثار كل تعقل علا وثورة غريبة تكتسحها خاصة وايحاؤه عن علي يرعبها .. تقدمت اليه بسرعة هاجمة عليه دون تفكير وقد مدت يدها لتخدش وجهه ولكن .. بلحظة واحدة التقط يداها في الهواء وارجعهما بقسوة خلفها مقيدا اياها بقوة جسده غير ابه بصرخاتها وتلويها بين يديه وبسيل الشتائم التي انطلقت من فمها .. صرخة واحدة جعلتها تتشنج ( قلت كفى ... ايتها القطة .. ايااك ان تقتربي مني مرة اخرى .. فالافعى لا تهجم على ثعبان ان ارادت النجاة .. افهمت )
لم تعلم لم استكانت .. لم كلماته تسللت عميقا اليها .. لما شعرت بهذا الضعف امامه .. لم ظلامه جذبها كالفراشة المنجذبة لنيران هلاكها .. انصهرت نظرته بعينيها مطلقة هدير شعور اخافها في روحها .. لذة غريبة تفاعلت مع نظرة عيناه الهازئة .. كان اول رجل تشعر انه رأى اعماق اعماقها .. رأى ذلك الجزء المخفي في باطنها .. ذلك الجزء الذي احتاجت لكل قواها لتطمسه .. لتخفيه عن الجميع .. علا لهاثها مع نظرته الهازئة التي زينت ثغره وهو يقول ببطء متعمد ( هل .. يعرفك .. علي .. هل .. يعرفك .. اياد .. هل يعرفون .. كيف تتسللين ببطء ناعم .. وبجلدك الزاهي .. بين المسام .. حتى ان تمكنت .. لدغت من امامك لتقتليه .. فقط لتشعري بذلك الشعور.. هيا يا علا .. هل تصدقين حقا بان علي .. سيوقظ ملائكتك التي ستحيط جحيمك وتقيده )
اسم علي جعلها تنتفض بقوة عجيبة مبتعدة عنه .. دفعته عنها بكل سيطرة وهي تصرخ بعنف ( لا تجرء على تهديده .. لا اعلم كيف تعلم عنه او عني ولكن .. انا احذرك .. اياااك .. اياك والاقتراب مني مرة اخرى )
وغادرت المكان بسرعة قبل ان تنهار على قدميها وروحها تأن من عنف المواجهة .. استندت على حائط حجرتها مطلقة دموعها .. لا تعلم كيف استسلمت له .. كيف سمحت ان يمس بداخلها هذا الشعور الذي تكرهه .. شعورها بالاختناق تعاظم فالتقطت حقيبتها وركضت لتخرج خارجا بسرعة ويدها تعبث بهاتفها لتتصل بعلي .. ذلك الانسان الذي مثل لها النقاء والدواء .. الترياق لكل جرح اصابها في السابق .

في يوم الزفاف ...
نظر سراج الى ناتاشا بنظرة تقيمية دون ان يحاول لفت انظارها .. كان قد غرق معها في اليومين السابقين ما بين العمل وما بين تعويضها عن غيابه كي لا تشعر بتغيره من ناحيتها فتكتشف امر سما .. سما التي باتت كالغصة في حلقه وذكراها تؤلمه .. لا يعلم ما عليه فعله من اجلها .. يشعر انه ظلمها .. بل هو متاكد من ظلمه لها .. ومع ذلك كلما اراد التقرب منها يجد نفسه يبتعد عنها .. لا يعلم كيف بامكانه ان يراضيها .. هل لازال يحبها ... كثير ما سأل نفسه هذا السؤال .. والجواب .. الضياع .. لم يعد يعلم .. شعوره بانه يخفي امرا وشعوره بانه يؤذيها .. احساسه بانها اصبحت لا تطيقه وخيبة املها به و التي اصبحت واضحة .. كل هذا جعله يكره ان يقترب منها .. بل ويكره ان يرى نظرتها له وهو يحتضنها او يقبلها .. كما ان علاقته بابنه لم تتحسن كما ظن فكلاهما يحاول تجنب الاخر وكأنه يخاف ان يتعلق به فيتركه بعد ذلك ويتألم .. تعقيدات اخذت تزيد عليه همه .. رؤيته لناتاشا جعلته يتساءل .. هل هو قادر على تركها والاكتفاء بسما .. ام انه قادر على الاكتفاء بناتاشا والاستغناء عن سما .. اسئلة كثيرة لم يعد يعرف اجابتها .. ولكن رغم كل تشتته الا انه واثق من شيء واحد .. انه يعشق سما كثيرا جدا .. وان كان خسارته لها في الوقت الحالي ستعيد حبه الى قلبها وستجعل نظرتها الفولاذية تختفي .. فسيقوم بهذا .. حتى لو كان سيموت من شوقه اليها .. انتشله صوت ناتاشا التي كانت تسأله بلطف ( ما بك .. هل انت قلق على نسمة )
ابتسم بلطف مجيبا ( كلا .. فانا واثق انها بايدي امينة .. انني فقط مشغول ببعض امور العمل .. اتعلمين .. سأذهب الى المطبخ لاجلب كأس ماء .. هل اجلب لك )
ووقف ناظرا الى الباب لذا لم ينتبه الى تحول نظرتها الى الوحشية قبل ان تعيد قناعها الهادئ الى وجهها مجيبة .( اجل سراج .. وارجو ان تنادي الموظفة ليال لي في طريقك فهناك بعض الامور التي اود التحدث معها بها )
حرك راسه موافقا وهو يخرج بلهفة باتجاه سما كي يراها ويحاول التحدث معها قليلا فلقد شعر انه غاب طويلا عنها .. لهفته الى الخروج اثارت حفيظة ناتاشا التي علمت من مصادرها بان زواجه الأول من سما العوضي قد نتج عنه ابن يبدو ان سراج لم يكن يعلم عنه شيئا .. هذه المعلومة اخافتها فقررت التحرك سريعا كي تهدد سما وتجعلها تبتعد عن زوجها .. ما ان رأتها حتى تعمدت اظهار الفرق بينهما بتجاهلها الكامل لها ... لقد استغربت من مظهرها الغير مميز واستعجبت مما قد يجذب رجل مثل سراج اليها .. دخلت ليال بسرعة فاعتدلت ناتاشا راسمة ضحكة باردة وقد اشارت بيدها لها ان تجلس وبدأت باخبارها عن خطتها التي تنوي تنفيذها اليوم .. خاصة وان سراج ملتهي بزواج اخته .. دون ان تدرك انها لو تأخرت قليلا لما احتاجت للتدخل .. فسما كانت تقول لسراج في نفس الوقت في المطبخ ( اريد ان تطلقني بعد ان ينتهي زواج نسمة .. فانا اعتقد اننا اخطأنا كثيرا بزواجنا السري هذا .. زواج قد اذى العديد من الناس)
انتفض سراج وقد شعر بان ما يخاف منه وما كان يحادث نفسه به قد تمثل امامه .. تمتم بسؤال مبحوح ( لماذا .. لماذا تودين الطلاق الان )
ابتسامة سما الهازئة القاسية ونظرتها الثلجية اخافته واعلمته بان من تقف امامه لم تعد تلك السما الرقيقة التي احبها .. بل اصبحت امراة اخرى .. امرأة حولها بنفسه وانانيته معها لتصبح عملة بوجه اخر له .. اجابته ( حقا سراج تسألني لماذا .. صدقني انت في غنا عن معرفة الأسباب او سماعها مني لاني واثقة انك تدركها جيدا .. ليمر زفاف نسمة على خير وبعدها .. اتمنى بما بقي لكلانا من احترام في نفوسنا ان تنفذ رغبتي)
توتر سراج وقد بدأ يشعر بالاختناق مع فكرة فقدانها حتى وهو يعلم ان هذا حقها بعد كل ما حدث معهما ( هل هذه النهاية .. سما.. ارجوك .. لنمنح انفسنا فرصة ثانية .. اقسم اني لازلت اعشقك .. اعلم اني مقصر في حقك .. ما رايك انت .. اخبريني كيف علي التصرف وانا سافعل .. لا اريد خسارتك .. ارجوك )
نظرت اليه طويلا جدا حتى ظن انها ستلين مع التماعة عيناها .. الا انه تفاجأ بسؤالها ( اتعلم انك اناني ؟ )
كانت المرة الاولى التي تواجهه سما بهذه القسوة فرمش بعينيه وكلمتها تضرب قلبه بمقتل ومع ذلك .. لم يتكلم .. اراد منها ان تخرج المها به .. رأها تتنهد بأنة طويلة وقد اغمضت عيناها هربا منه وهي تقول بكل قهر ( انت انااااني .. انت حتى لم تقل انك لا تود خسارة ابنك .. كل ما يهمك هو نفسك .. ان تحصل على ما تريد .. تريد ناتاشا وابنتها وحياتك المثالية وعملك ومستواك الراقي .. وتريد ان تعيش ايضا بالسر معي ومع ابني لتحصل على عشقك الذي شعرت انه سلب منك قبل ان تمل منه وتلقيه .. تريد ان ترمي هم الاختيار لي كي اخبرك بالحلول حتى تجعلني اعترف بانك على حق .. فانت واثق من عدلي ومن شعوري بالذنب باتجاه ناتاشا وشعوري بالخيانة نحوها وبان هذا سيجعلني اوافق على البقاء كما انا .. تريد وتريد وتريد ونسيت اني انا ايضا اريد .. يكفي يا سراج فلقد مللت التنازل .. لقد تعلمت منك كيف ابحث عن ذاتي .. لذا .. وقبل ان تخسر كل شيء طلقني .. لانه )
وصمتت وهي تلتفت اليه مضيفة بتوحش عنيف قاسي ترافق مع دموعها التي ابت الا ان تترقرق على وجنتها ( كما بدأت زواجي منك بتهديدك لي بابني فسأهددك بامر اخر .. ان .. لم تطلقني يا سراج .. خلال يومين .. فساذهب بنفسي لاقول كل الحقيقة لزوجتك .. ولن يمنعني اي رادع .. ففي النهاية .. مصلحتي ومصلحة ابني اهم منك )
وغادرت سريعا دون تنظر اليه كي لا تضعف من مظهره المصعوق وقد تأكت انها جرحته عميقا جدا ولكن .. لم تندم .. فلقد ان اوان توديعها لطيبتها ان ارادت العيش بسلام .. تحركت بسرعة باتجاه مدير البنك لتستأذن منه كي تغادر ثم ذهبت الى المكان الذي ابلغتها اسيل بانها ستتواجد فيه مع نسمة كي تتجهزا للزفاف .
نفس النظرات التي رمقت نفسها بها قبل يوم عادت لترمق نفسها بها مرة اخرى في يوم زفافها .. لم يتغير شعورها .. لم يتغير خوفها .. لم يتغير احساسها بالترقب وشعورها بانها تقترب من موتها خطوة بخطوة .. اليوم صباحا اتصل بها نادر ليخبرها انه وصل في اليوم السابق الى مصر وبسبب تأخر الوقت لم يشأ ان يزعجها .. وبعدها استرسل معها بالتجهيزات التي اوكل بها اخوه ليقوم بها بالنيابة عنه ثم سألها عن سبب رفضها اختيار حجرة النوم وطلبها من تامر ان يختارها هو بما يتلاءم مع ذوقه .. وهنا اجابته وقد شعرت بروحها تزهق مع كلماتها ( لأنك ستكون ساكنها الاساسي )
ذلك الصمت الذي واجهها على الطرف الاخر شتتها وقد ظنت انه فهم تلميحها .. وعندما فتحت فمها لتصلح كلماتها بايحاء اخر سمعت تساؤل نادر الحائر بألم ( وماذا بعد يا نسمة .. انا احاول تجاهل كل احوالك الغريبة والمضي قدما ولكن ما تقومين به يؤلمني جدا .. الهذه الدرجة ارتباطك بي سيئا .. الهذه الدرجة تكرهيني )
انتفضت نسمة سريعا وكأنه غرس شظايا الالم في كيانها كله وهي تجيبه بصدق خرج كأهة ( كلااااا .. بالعكس.. انا .. )
وصمتت وقد ادركت انها كادت ان تعترف بحبها .. سألها بلهفة عميقة استشعرتها ( انت ماذا يا نسمة )
احتبست الحروف بصدرها وامنية عميقة تمد جذورها الى باطن عقلها .. كم تمنت وقتها لو انها فتاة عادية تزف الى حبيبها .. لو انها تعرفت على نادر قبل ان يحدث اي شيء لها .. لو انها كانت تمتلك الشجاعة لتخبره بحقيقتها .. تمنت لو يعودا اصدقاء يقودان طائرة في كابينة واحدة .. لو عادت الى ذلك اليوم الذي اخبرته عن اصرارها على حلمها وابتعادها عن الزواج .. تمنت لو افصحت عن ما حدث لها في تلك الايام .. او حتى عندما خطفا .. كم تمنت لو انه عرف كل هذا قبل ان يتورط معها كي يبتعد عنها مئات الاميال .. تنهدت بألم موجوع ( انا اريدك سعيدا .. انا لا اريد ان تندم .. ولكن .. انا واثقة باني لن اسبب لك سوى الالم .. اعلم انك حائرا معي .. واعلم اني قد تخطيت حدودي معك ومع عائلتك رغم انك تحاول ان تكون مسؤولا عني .. اعلم جيدا كمية الضغوطات التي فرضت عليك بسببي .. ولكن .. ليس بيدي الا ان اعدك ان ينتهي كل شيء وان تنتهي حيرتك عندما ينتهي الزفاف .. فقط ساتمنى ان تستطيع تقبل ما ساقوله )
جابهها صمت ثم سمعت صوت نادر الغامض المرهق بحيرته ( لا اعلم .. كلما تحدثتي بهذه الطريقة اشعر بثقل الجبال على صدري .. ومع ذلك .. فليقدم الله لنا الخير .. ولتكن السعادة من نصيبنا )
وبعدها أكمل حديثه معها وهو يتفق معها على مجريات اليوم .. صوت اسيل اخرجها من شرودها مرة اخرى وهي تزغرد بعلو صوتها بفرحة جعلتها تبتسم بمرارة اعمق .. هل حقا في يوم كانت تحلم ان تكون عروسة .. منذ ما حدث معها نسيت هذا الحلم تماما ..نظرتها لكل شيء حولها جعلتها تقرر .. ليكن ما يكون بعد هذا الزفاف .. ولكن .. لتفرح لاخر مرة ولتعيش يوم فرحها الذي قد ينتهي بجريمة .. فمن حولها يستحقون ان يفرحوا معها .. ابتسمت باشراق واسيل تضمها قائلة ببهجة ( ربي اجعل حياتك بيضاء مثل لون ثوبك )
شاكستها نسمة ( المفترض ان تقرصيني بركبتي كي تلحقيني بفرحك .. هيا .. اخبريني .. هل تحدثت مع ادهم )
احمرار وجهها فضحها وهي تحاول الهرب منها بعينها مجيبة ( سأخبره اليوم .. بعد الزفاف .. رغم انه قد لا يتمكن من الحضور بسبب العمل .. ولكن .. كم اتمنى ان اراه )
اجابتها نسمة ( ابعثي له بصورتك بهذا الثوب الاسود .. وكيف تبدين كملكة متوجة على عرش الجمال وهو سيأتي بعدها ركضا ليخطفك على حصانه الابيض )
ضحكت اسيل ( اوووه .. لم اتوقعك رومانسية .. حسنا لنرى نادر وهو يخطفك اليوم )
وصمتت بعدها ناظرة بتوتر الى نسمة التي بادلتها النظرة مشجعة اياها على سؤالها ( هل انت بخير حقا )
تنهدت نسمة ودموعها تلتمع لتعود وتضم اسيل مجيبة ( كم كنت احتاج انسانة مثلك .. لقد بعثك الله لي حقا .. اجل .. انا بخير .. وسأكون بخير .. طالما ان هناك اناس مثلك يحبوني .. والان .. لنكف عن الكلام ونخرج الى المزينة قبل ان تقتلنا فلقد تأخرنا ) .

في الزفاف ..
نظر نادر الى عروسه وهي تتقدم نحوه وقد كان يراها للمرة الاولى بثوب زفافها .. حيث تم عقد قرانه في المسجد الذي بجانب منزلهم كما اراد والده وقام اصدقاء والده بالمباركة له والاحتفال به بشكل بسيط وهناك كان اخوها سراج هو وليها ومن قام باصطحاب الشيخ في البدء لسماع موافقة العروسة مسبقا قبل حضورهم الى المسجد لتتم باقي اجراءات .. عندما دخلت قاعة الفندق حيث سيزف معها وقد تأبطت ذراع اخوها شعر بان كل قلقه قد انتثر مع الريح .. وبان روحه قد هفت في سابع سماء من السعادة ..رغم كل مشاكله معها الا ان حبه لها لم ينتقص ولو بمقدار .. لم يعلم كيف زرع حبها في قلبه حتى غدا كالهواء الذي يتنفسه فيجري في دماءه مجرى الدماء .. رؤيتها وهي بهذا التشتت الممزوج بالفرحة القلقة جعله يرغب لو يحتضنها ويخفيها عن الجميع كي يحافظ عليها من كل العيون .. فلقد بدت كملاك بثوبها البسيط المحتشم .. وشعرها الذي زين وجهها وقد ازدان بوردات من الفل الابيض ما ان راها حتى ابتسم وقد احس بانها حقا تشبه الفل .. فهي من بعيد تبدو منغلقة وبذاتها ولا تظهر معالمها ولكن .. كلما اقترب منها اكتشف كم هي جميلة ومليئة بالحياة وترفل برائحتها العطرة وبطبقاتها التي تحميها فتزيدها نقاء بلونها الابيض الخلاب .. ذلك الاحمرار الذي تشربت به وجنتاها ما ان التقت عيناهما جعله يدرك كم تفضحه نظرته اليها وتأكد بانه يبدو كالعاشق الولهان وهو غير قادر عن رفع عيناه عنها .. مد يده فراها تنظر اليها بوجل ورهبة متشبثة بذراع اخيها فخفق قلبه خفقة وقد تمنى مرة اخرى ان يفهمها بانه سيصبح هو امانها .. هو من يود لو تلجأ اليه مرة بعد مرة بعد مرة .. من تختفي باحضانه كلما ارادت من يدعمها .. لقد غار من اخيها حتى بل غار من ثيابها التي تلمسها وتمنعه ان يصل اليها .. تقدم خطوة نحوها وامسك يدها معتصرا اياها وهو ينحني عليها هامسا ( اعدك بأن كل شيء سيكون على ما يرام .. لا تقلقي .. انا هنا )
ارتفعت انظارها اليه لتشرد بروعته وكماله .. نفس الكلمات التي قالها سابقا عندما خطفا ..وقد اوفى وقته بوعده وحافظ عليها .. ترى .. هل سيفي بوعده هذه المرة ايضا .. هل سيحميها من نفسه ومن غضبه ومن كلام الناس ومن الفضيحة .. رجاء خالص انبثق من عينيها ويدها تمتد له ليحتضنها وقد هز رأسه بحزم كمن يعدها بما لا يعلم به شيئا .. بدا كلاهما كنصفي القمر ..كل له بهاءاه على حدا وفي نفس الوقت وكل منهما يكمل الاخر .. دخلا الى قاعة الزفاف التي امتلأت باناس وتعالت الزغاريد فيها .. بلا ارادة منها تشبثت اكثر بيد نادر تبثه قلقها وشعورها بان كل العيون ترقبها بمشاعر مختلفة يزيد من توترها .. لم تعتد ان تكون محط للانظار خاصة ان غالب من كان في القاعة لا تعرفه .. شعرت بيد نادر تربت عليها بحنان كاد ان يستجلب دموعها .. لماذا يجب عليه ان يكون بهذه الرقة والطيبة معها .. لم لم يكن دكتاتوريا ظالما او قاسيا متجبرا او خسيسا متلاعبا لتشعر بانها تنتقم منه بدل شعورها الان بالخسة والنذالة وطعم غدرها يزيد من غصتها .. كانت ترسم ابتسامة رقيقة لا تعنيها وعيناها تتجولان على الجميع دون ان تريا احد .. جلست بجانب نادر وابتدأت مراسم الزفاف .. رأت امه واخته وسمر يقفون بجانب نادر بتعمد علمت انه بسبب ما بدر منها في السابق .. عندما نزلت الى ساحة الرقص لترقص مع نادر وجدت امه تجذبه باتجاهها وتشاغله عنها وتراقصه مع اخته وسمر بطريقة اشعرتها بانها منبوذة اكثر .. تنهدت باسى فليس من حقها ان تعترض فهي متاكدة انه بعد هذه الليلة سيعود لعائلته وسيضرب نفسه مئة ضربة لانه لم يسمع كلامهم واصر عليها .. كانت تشعر بفرحة نادر وهو يراقص عائلته فاثرت الانسحاب والجلوس ورسم ابتسامة سعيدة وقد اخذت تصفق بيديها وكأن الفرح لا يعنيها .. لم ينتبه الكثير عليها بل ازداد الازدحام والرقص مع نادر من اقرباءه النساء والرجال وقد اكتشفت كم هو محبوب وله هيبة في عائلته .. عندها شعرت بالوحدة الكبيرة وقد رات انها لا تملك سوى سراج الجالس بجانب ناتاشا وحتى ابنته لم تأتي معهم فلقد ظلت في المانيا مع جدها .. و .. حانت منها التفاتة الى حيث تجلس اسيل وسما وعماد وعلي .. وهنا شعرت بانها هي الاخرى ترى فيهم عائلتها .. فابتسمت لترى انعكاس ابتسامتها على وجوههم وما هي الا لحظات حتى رأت اسيل وسما يتجهون اليها وقد بان التصميم على وجوههم فادركت انهم قد نوو على نية سينفذونها .
تبادلت اسيل النظرات مع سما بتفاهم حانق واسيل تتمتم من بين اسنانها ( اعتقد اني اكتفيت من كيد النساء الذي اراه امامي .. ما رأيك يا سما )
وافقتها سما بزفرة عبرت عن غيظها ( وانا ايضا .. ياللهي ما اوقحهم انهم يتعمدون استثناءها والاستفراد بنادر في الرقص ليشعروها بانها غريبة.. ااسييل انا معك على الموت ما برايك علينا ان نفعل لاجل نسمة )
غمزتها اسيل وهي تقف متسائلة ( ما اخبار مواهبك الرقصية )
ابتسمت سما بلؤم وهي تخلع الشال الذي اجبرها سراج على انتقائه عندما رأها في اليوم السابق ليظهر ثوبها العنابي الملتصق باغراء على ثنايا جسدها مظهرا اياه بروعة خاصة مع فتحة صدره الواسعة واكمامه النصفية وقد تركت شعرها حرا وزينت معاصمها باساور ذهبية تصدر اصوات مع كل حركة تتحركها والتفتت وهي تقول بنفاذ صبر مغيوظ ( انها تحت امرك .. بصراحة انا اصلا اريد استخدامها لاني انتويت اعلان تمردي على سراج عله يرى بعينه مساوئ زواجنا فيرضخ لمطالبي خاصة انه الان لن يكون له علي اي كلمة من بعد ذلك ولنرى كيف سيوقفني ثم ان حجتي جاهزة .) وغمزت اسيل بدورها مكملة ( المفترض اني كنت احي فرح اخته التي هي صديقتي في نفس الوقت .. اليس كذلك )
ضحكت اسيل وهي تتقدم سما متمتمة بشيطنة ( ولاستغل انا بدوري ان ادهم لن يحضر كما اخبرني بسبب بعض العمل مع السيدة نادين هانم .. وانا التي كنت انتظر ان اريه نفسي وابلغه بقراري .. حسنا هو الخسران )
اقتربت كلتاهما من نسمة وقد بدت وكانها في عالم اخر.. ما ان وصلتاها حتى انحنت اسيل عليها هامسة ( اطيعيني او ساقتلك يا نسوم .. ومهما كان سبب زواجك او ما بينك وبين تمثال الجبس عريسك فوالله لن اقبل ان تشمت بك اي واحدة من عائلته ولو على جثتي لذا . هيا قفي )
تنحنحنت نسمة مبدية بعض المقاومة المعترضة ( ولكن اسيل ..)
نظرت اسيل اليها بطريقة جعلتها تصمت وابتسامة عجيبة تتفاعل بداخلها .. ربما ان الاوان لتعيش لحظتها وتفرح كما يفعل نادر .. وقفت بتحدي مجيبة ( حسنا .. لما لا .. لنريهم )
وتبعت سما واسيل اللاتي اخترن مكان بارزا من حلبة الرقص لتبدأ سما بالرقص بدلع مثير ممسكة يدا نسمة جاعلة اياها تستجيب لتمايلها هي الاخرى والضحكة تملأ وجهيهما .. اما اسيل فاخذت تصفق لهما وتتمايل على ميلهما .. ارتفعت الالحان وتسارعت لتتسارع حركات سما المغرية برقصة شعبية ونسمة تحاول مجاراتها اما اسيل فاكتفت بالتصفيق والتمايل والالتفاف حولهما لتبعد اي واحدة قد تقتحم المكان بحركاتها اللذيذة والمشاكسة .. جذب ما يفعلنه انظار الجميع وقد بدين كثلاث جنيات يتشاكسن بحركاتهن ويلهبن بالنار من حولهن برقصهن وغنائهن لبعضهن .. مرت لحظات عليهن حتى رأين نادر يستأذن وعيناه لا تغادران وجه نسمة المنير كما اشتاق له حقا (هل يمكنني ان استعير زوجتي منكن لارقص معها بدوري )
تقهقرت سما واسيل قليلا وكلتاهما تتغامزان لنجاح مسعاهما .. اما نسمة فلقد اذهلتها نظرات نادر المسمرة عليها بلمعة خطفت انفاسها .. شعرت بيداه يمسكان يديها فانكمشت مبتعدة قليلا ولكنه قطع تقهقرها بجذبه اياها نحوه وقد ارتسم على وجهه تحدي مشاكس ويداه ترفعان يديها بدعوة صريحة للرقص وهو يتمتم ( ارجو ان ترحمي غيرتي وتتمايلي فقط قليلا فلن احتمل اكثر من هذا )
تصريحه الجريء صدمها فشعرت بالدماء تفور في جسدها ووجها الذي اشتعل احمرارا .. زاغت عيناها عن نادر هربا لتتوجها ناحية سما واسيل الضاحكتان وهما يقفان حولها مصفقتين بتشجيع لذيذ .. راقبت سما التي لازالت تتفاعل برقصها مع الاغنية فارتفعت عيناها بتلقائية باتجاه اخاها وزوجته .. امسكت ضحكتها وهي ترى النار تشتعل في وجهه وقد فاض الغضب منه لمراى سما التي كانت بالفعل مثالا للانوثة الناطقة وقد بدا انها تتجاهله متعمدة وهي مستمرة بالرقص مع اسيل التي على ما يبدو لا تزال تجهل مجيء ادهم في تلك اللحظات وعيناه التي تكاد تحرقان المكان .. عادت عيناها بسرعة باتجاه نادر عندما شعرت بقبضته تشتد على كفها .. رأت التحذير المرح ينبعث من عيناه وهو يهمس لها ( هل حقا ستظلين تهربين بعينيك مني .. الن ترقصي بتحديك الانثوي وعيناك تصهر عيناي )
مرة اخرى فاجأها بكلماته .. هل يعقل ان يكون نادر الصامت والجلف كما كن يدعونه المضيفات هو نفسه من يقف مقابلها وقد عبرت ملامحه بشكل فاضح عن احاسيس تتذوقها نسمة فتنصعق اكثر واكثر .. هل حقا نادر يهتم لها لهذه الدرجة .. هل حقا ذلك اللمعان الذي يحرقها في عينيه هي نظرات رغبته لها كانثى .. نظرات اعجابه بشكلها .. تركيزه الكامل عليها وقد نسي كل العالم امامها .. قضمت شفاهها كي تشعر بالالم لتستيقظ من هذا الحلم الذي سيتحول الى كابوس قريب .. ياللهي .. مالذي جنته يداها في حقه .. كيف ستخبره الان بانها مدنسة .. ارتفعت شهقاتها واغمضت عيناها وقد انقبضت يداها فوق صدره .. احست به يضمها عليه برقة مهدهدة و .. ياللهي .. انه يعتذر منها .. حاولت الاصغاء للتأكد مما يقوله بصوته الرخيم ( اعتذر يا قلبي .. اعلم ان عائلتي تحاول استثناءك واشكرك لانك تماسكت .. ارجوكي لا تبكي هم فقط لا يعلمون مكانتك في قلبي )
للحظة لم تعرف كيف عليها ان ترد عليه .. سألته باول ما خطر على بالها ( وماهي .. مكانتي )
لو عاشت مئة سنة فوق مئة سنة .. لن تنسى ابتسامة نادر في تلك اللحظة .. ابتسامة شلتها كليا واغرفتها عميقا في بئر من العشق الخالص له .. انحنى عليها للحظة متمتما ( انتظري )
وابتعد سريعا عنها لتجد انه ذهب الى مسؤول الاغاني وتحدث معه ثم عاد اليها .. صدح في هذه الاثناء صوت المسؤول وهو يطالب الجميع بالتنحي واخلاء حلبة الرقص للعروسين كي يرقصا رقصة الفالس الناعمة .. سحبها نادر وعيناه تلتمع بشقاوة نفضت روحها المحتارة بين ان تلمس السماء فرحة او تهوي في الجحيم عذابا .. سمعته يقول لها وهو يحيطها بتملك ورجولة شعرتها بقوة لتدرك ان هذا الواقف امامها قد اصبح زوجها .. حقا لقد انتهى كل شيء وهي اصبحت على اسمه .. الكابتن نادر الشامسي ومن قبل ثلاث ساعات اصبح المسؤول الاول والاخير عنها وهي .. اصبحت ملكه .. بكل ما تعنيه هذه الكلمة ... ( اتذكرين عندما غنيت لك .. ما ستسمعينه الان هو لنفس المغني ولكن اغنية اخرى .. ربما ستجيبك عن سؤالك )
وصمت وعيناه تثبتان عيناها وتبثانها الرسائل التي خافت ان تصدقها .. اهذا حب هو ما ينطق به وجهه .. انطلقت اغنية ( أصابك عشق ام رميت باسهمي .. فغرقت في كلماتها التي كانت تنطقها عيناه بحرف حرف جعل كل نفس تتنفسه خلايها ينطق هو الاخر بنفس الكلمات ...

أصابك عشقٌ أم رُميت بأسهم؟
فما هذه إلا سجيّة مغرم
ألا فاسقني كاساتٍ وغنِّ لي
بذكر سُلَيْمة والكمانِ ونغّمي

أيا داعياً بذكر العامرية أنني
أغار عليها من فمِ المتكلِّم
أغار عليها من ثيابها
إذا لبستها فوق جسم منعَّمِ

ليل يا ليل ليل الليل يا ليل يا ليل
يا ليل يا ليل يا ليل يا ليل يا ليل

أغار عليها من أبيها وأمها
إذا حدّثاها بالكلام المغمغم
وأحسد كاسات تقبِّلن ثغرها
إذا وضعتها موضع اللثم في الفمِ

ليل يا ليل ليل الليل يا ليل يا ليل
يا ليل يا ليل يا ليل يا ليل يا ليل)
انتهت الكلمات وانتهت معها انفاس نسمة ومقدرتها على الوقوف والتحمل .. اجتياح الاحاسيس الذي اكتسحها ارهقها وقتلها مع كل دفقة حب .. لقد خسرت .. خسرت كل شيء وهذا اكيد .. عندما كانت تظن انها غير مهمة له لم تحسب حساب خسارته بقدر حساب فضيحتها .. اما الان بعدما علمت فتشعر انها تتمنى الموت الف مرة قبل ان تخبره بسرها الذي وعدته .. كم تتمنى الهرب ولكن .. الى اين .. فنادر الان يستحق منها الشجاعة وليس الجبن الذي كان سبب خوفها وتراجعها المخزي في السابق .. لما لم تخبره .. لم خافت .. كيف اطاعت نفسها وخبأت عنه .. لو انها فضحت الف مرة خير لها من ان ترى ما سيحدث لنادر عندما يعلم .. ابتعدت عنه متعثرة عنه وهي تستأذنه .. جالت انظارها حولها علها ترى اسيل او سما كي يساعدنها في الذهاب الى الحمام ولكن .. مرة اخرى .. كانت وحيدة .. فلم تجد احداهما في القاعة .. لم تجد سوى نادر كما في كل مرة والذي كأنه فهم من كلام عيونها ما تريده فوجدته يساندها ويحتويها مستأذنا ممن حولها و متجها ناحية حجرات التبديل والحمام .
كانت اسيل تقف امام ادهم خارج قاعة الاحتفال وقد طأطأت براسها بخجل وخوف من مظهر ادهم الغاضب بجنون .. كان يقف امامها وقد كسى وجهه بقناع ثلجي منتظرا منها تفسيرا .. ولما طال صمتها ثارت روحه بغضب اكبر فعبر بصوت امتلأ الما واشمئزازا ( ما هذا الذي رأيته للتو يا اسيل .. ترى هل هذا هو ردك علي .. هل انتهى حقا كل شيء بيننا لذا وقفت لترقصي هكذا امام الجميع بفستانك الغير ساتر ودون ان تراعي رجولتي او حتى تخبريني .. هل انته.. )
لم يكمل كلامه وهي تمسك يداه بسرعة رافعة اياها الى شفتيها لتلثمها وهي تقول بصوت تشبع بدموعها ( لا تكمل فانا لا استطيع الحياة بدونك .. انا اعتذر اقسم اني لم اشأ ان اؤلمك ولكني اردت ان اشارك نسمة فرحتها ثم )
ونظرت اليه بلوم متابعة ( انت لم تكن موجودا فلقد كنت مع نادين هانم لذا .. كيف كنت ساستاذن منك )
ارتفع حاجبا ادهم بغيظ وان كانت غيرتها تعجبه ( عذر اقبح من ذنب يا اسيل .. انت تعلمين اني كنت بعمل مع نادين وقد كنت مضطرا له لذا لا تحاسبيني .. ولا تقولي انك فعلت هذا غيرة علي وانتي لازلت ترفضين اجابتي وهذا يعني انك تحكمين علينا بالفشل )
ثار غضب اسيل فنفضت يديه من يديها وهي تقول بهسيس خرج من بين اسنانها ( انااا .. اتعلم شيئا يا ادهم انت مجنون اكثر مني .. حسنا سأخبرك بامر كي تندم على ما قلته لي للتو .. اجل اغار عليك منها يا استاذ ادهم وبجنون .. واجل ارتديت هكذا كي اجعلك تراني بابهى صورة وانا اخبرك جوابي .. وأجل انا مجنونة كفاية لارضخ لك واوافق على زواجنا دون ان اعلم نتيجة الخزعة لاني اود ان احارب بجانبك كل الدنيا وحتى المرض ولكن .. الان لم اعد اريد )
والتفتت عنه وهي تضرب الارض بقدمها بطفولة انتفض لها جسد ادهم كله وهو يفيق من تشنجه وغرقه في عذوبة كلماتها التي حلم بها مرارا وتكرارا .. راها تنوي الابتعاد عنه فجذبها اليه بسرعة وهو يشهق بالكلمات التي خرجت مبعثرة ( انتظررري .. هل تعتقدين اني ساتركك بعد ما سمعته منك )
قاومته بطفولة لذيذة زادته عشقا فوق عشقها القاتل وهي تجيبه بدلال حزين ( اتركني .. انت حقا قاسي و .. )
كان قد لفها عليه وكبل يداها خلف ظهرها وهو يجيبها بحروفه المتراقصة بسعادة ( انت القاسية التي جعلتني انتظر طويلا جدا حتى وافقت علي .. ياللهي يا اسيل .. ارجوكي اعيديها .. اررجوك .. اريد ان اتاكد اني لا احلم )
حركت اكتافها بعناد طفولي وغنج انثوي ( لا اريد .. انت تحلم )
حذرها بنبرة دلت على نفاذ صبره وقد استبدت الاشواق به ( اااسييييل .. قووليها )
مطت شفاهها مجيبة ( موافقة .. هل ارتحت .. موافقة على الزواج منك )
لم تكد تنهي كلامها حتى شعرت بيدي ادهم اللتان طوقتاها بضمة سريعة قبل ان يستوعب مكان تواجدهما وينسحب بارتباك اضحكها وعيناه تمسح المكان وكانه يبحث عن مخرج قائلا (هيا .. سنغادر .. اريد ان اكون معك لوحدي )
علمت اسيل بان ادهم قد فقد كل تعقل وسيطرة على نفسه بسببها فشعرت بلذة تغمرها وبقوة عشقه تزودها بينبوع سعادة يكفيها عمرها كله ولكن .. لمسة من الحذر جعلتها تقول بنبرة راجية ( حبيبي .. ارجوك .. اريد ان ابقى مع نسمة فهي تحتاجني .. ارجووك )
كلمة حبيبي لوحدها جعلت ادهم يلتفت نحوها وقلبه يشع في عيناه .. تمتم بحشرجة ( قوليها ثانية )
ابتسمت بدلع مكررة ( حبيبي .. وروحي .. وزوجي قريبا .. ارجوووك اريد البقاء )
كانت انفاسه تتلاحق وابتسامة سعادته تتسع مع كل كلمة تقولها .. ضغط على يدها قائلا ( اتعلمين انك لئيمة وماهرة في المفاوضات .. انت تدركين جيدا باني لن استطيع ان ارفض لك طلبا بعد هذه الكلمات )
حركت راسها موافقة وقد رفعت يديها باشارة لاعترافها بالذنب فضحك ادهم بصفاء متنهدا ( حسنا .. لقد صبرت عليك عشر سنين .. لنصبر يوم اخر .. هيا لندخل .. ولكن .. انت لن تقفي مرة اخرى ولن ترقصي .. هل هذا واضح )
كشرت بوجهها له متمتمة ( دكتاتور )
سالها وهو يمسك ضحكته ( هل قلتي شيئا )
رسمت امارات الدهشة على وجهها مجيبة بطفولة ( انا .. اجل .. قلت .. لنذهب الى نسمة ).
حرك راسه وضحكته تتسع مشيرا لها لتتقدمه وهو يكرر باستسلام ( لنذهب الى نسمة )

ساعتان مرتا قبل نهاية الزفاف .. ساعتان قضتهما بعذاب خالص بعدما ادركت ان نادر يكن لها بعض المشاعر ..ساعتان حاولت فيهما ايجاد اي حل لمعضلتها فلم تتمكن سوى من التوصل لقرار واحد .. ان تكون صادقة معه .. لذا .. ما ان دخل كلاهما الى الشقة الخاصة بنادر حتى التفتت اليه ووقفت ناظرة نحوه بكل شجاعة حاولت امتلاكها في حياتها وهي تقول بصوت اهتز قليلا ( نادر .. الان سأفي بوعدي .. سأخبرك بكل شيء .. فاما ان تصدقيني او ... )
ولم تكمل لانها لم تعلم تحديدا ما يمكنه ان يفعله ان لم يصدقها .. سمعته يتحدث بحذر ( هل ما ستقولينه هو سبب اعراضك عني خاصة بعدما رقصنا سوية )
اخفضت راسها وقد زاد ارتجاف جسدها وكانها تقف في مهب الريح التي تبعثرها ( ا .. اجل .. ما سأقوله هو سبب كل شيء .. ما سأقوله سيجعلك تفهم .. كل ما بدر مني .. لان ما سأقوله هو منعطف كل شيء .. وهو سبب تغير حياتي من النقيض للنقيض )
كلماتها اخافت نادر وقد ارتسم على وجهها ملامح يراها للمرة الاولى فهز رأسه خائفا حتى من التحدث وقلبه يخبره بان ما سيسمعه سيغير في حياته ايضا .. راها تبتلع لعابها بصعوبة وتنظر حولها بتشتت .. اراد ان يساعدها ولكن ترقبه الخائف شله وحدسه الذي حذره منذ يوم خطبها بوجود خطأ في كل ما يحدث انبه وتيقظ ليسمع ما ستقوله .. عندما ظلت صامتة وقد زادت وطأة الصمت من توتر كلاهما صرخ نادر بحدة ( تكلمي يا نسمة .. القي ما في جعبتك )
وكأن صرخته كانت مفتاح دموعها التي اغرقت وجهها وصوتها المتلعثم يرتفع ( انا .. لقد .. اخبرتك .. سابقا .. انت .. لا تعرف .. عني شيئا .. لقد حذرتك .. ولكنك اصررت .. انا حاولت .. وانت مصمم .. كان يجب ان تبتعد عني .. كان يجب ان تصمت وتتركهم يقولون كل شيء .. لانهم .. لانهم .. لانهم )
احتبست انفاسها اللاهثة ونادر ينظر الى مظهرها بذهول وقد خاف ان يسالها حتى عما تعنيه .. حركاتها العصبية وتلويحات يديها ودموعها الهستيرية كل ذلك جعله يفكر بخاطر مرعب شله .. راها تنظر بتقزز الى ثوبها الابيض وصراخها يعلو بألم جريح ( انا.. انا لا استحق الابيض .. لاااا استحقه ..هم صادقون .. انا .. انا لست ..لست .. )
وانهارت في مكانها مجهشة بالبكاء وهي تتمتم بانكسار ( انت السبب .. انت السبب .. كلكم السبب .. لقد سلبتموني كل ما املك ... انت .. انا .. ).
صرخ نادر وقد بدأ يفقد اعصابه وهو يتقدم ليقف مقابلا لها وقد رفعها عن الارض دون ان يشعر بثقلها وهو يهزها متسائلا ( انت ... ماااذا )
اجابته بصراخ مماثل ( انااا فقدت شرفي )
كانت تلك الكلمة هي خنجر الغدر الذي طعنه عميقا حتى شعر بقلبه يتوقف عن النبض وهو يتركها ويتراجع عنها وقد غابت عنه كل الدنيا .. لون احمر غطا ما حوله خاصة هي وثوبها الابيض الذي بدا قذرا في تلك اللحظة امام عيناه .. اراد ان يهرب منها ومن كل هذا الكابوس ولكن .. اعاد نظره اليها مرة اخرى ليتأكد ان كان ما يحدث حقيقة وليست حلما وقد شعر بروحه وكانها تغادره بلا رجعة من شدة الصدمة .. الم عظيم بدأ يسري في ا وصاله وانفاسه تعجز عن مغادرة رئتاه .. حروف خرجت بصعوبة من سجن شفاهه المطبقة فغدت كرصاصات تقتله قبل ان تصلها (م.. مالذي .. يعني .. مالذي تقصدينه .. يعني .. كيف )
كان يحاول تشكيل سؤال ولكن عقله ابى ان يعمل خوفا من ردة فعله .. جسده الذي تخدر من هول ما قيل وكتفاه اللتان انحنتا بثقل الجبال .. ولسانه الذي استنفرت كل خلاياه وقد تردد في كل كيانه دعاء واحد ( يارب ان اكون قد فهمت خطأ .. يارب .. ان لا يكون ما سمعته حقيقة )
ولكن .. مظهرها الذي تمثل امامه .. كتفاها اللتان تهدلتا وشعرها الذي حجب قسماتها وعيناها المغمضتين ووجهها المنحني .. اجل .. فنسمة التي لم تخفض راسها يوما وقد عانق كبرياءها السماء ها هو يراها الان و قد طأطأت راسها حتى كاد يبلغ الارض .. وقد ارتجف جسدها كسمكة خرجت من البحر ففقدت الهواء واخذت تتراقص على نواح خروج روحها .. غضب انفجر بصرخته الهادرة التي نبعت من شكلها (اجييييييبيييي )
واقترب خطوة وهو يرى انتفاضها وقد ضمت نفسها بذراعيها منكمشة اكثر فزاد كرهه وغضبه لما يراه ليصرخ اعلى ( قللللللت .. اجييييبي .. م .. مالذي .. فقدته )
اضاف السؤال بصعوبة بالغة وبحروف متعثرة .. سمع شهقتها ففقد اخر معاقل تحكمه .. قطع المسافة الفاصلة بينهما مرة اخرى بانقضاضه الشرس عليها وهو يمسك بذراعيها ليهزها بعنف اكبر من الاول معتصرا جسدها الذي ارتفع عن الارض من شدة ضغطه وهزه لها ( كييييييف .. كيييف فعلتي .. كيييف .. هل .. هل ... هل انت لست )
لم يستطع ان يكمل وهو يراها تتارجح بين ذراعيه وقد فقدت كل تماسك فغدت كالخرقة البالية التي تعفنت فتلوثت .. تركها بسرعة مشمئزا واحساسه بالغثيان يتصاعد وهو يراها تنهار على الارض بجانب قدماه ككتلة واحدة فقدت اهم مميزات الحياة ... شرفها.. ابتعد متعثرا عنها وخطواته تقوده الى الحمام .. وجد نفسه ينهار هو الاخر وقد القى كل ما في جوفه .. مذاق مخيف من الصدأ ترسب في فمه فقام كالمجنون ليغسله متمنيا ان يزيل عنه كل الاحاسيس .. لمح وجهه في المراة فراها هي بعارها امامه .. غضب هادر غلا بقلبه فخرج باتجاهها وعيناه لا ترى سوى دمها الذي يريد ان يسفكه بين يديه .. لم يعلم كيف اتجه الى المطبخ ولا كيف اخرج سكينا ولا كيف ذهب اليها ورفعه وهو ينوي ذبحها .. نظرة واحدة اليه كانت كل ما فعلته قبل ان ترخي راسها الى الخلف لتسمح له ان يذبح رقبتها بكل استسلام وقد غسلت دموعها وجهها .. للحظة اراد ان يفعل هذا ليريح نفسه الجائعة للانتقام ولكن ... لمحة واحدة قفزت امام عيناه اوقفت يده .. لمحة فتاة رفعت يدها لتذبح رجلا اراد الاقتراب منها واغتصابها .. لمحة تلتها لمحات لنفس الفتاة الثائرة التي كانت تبكي ويداها تنظر للدماء الوهمية التي على يديها .. فتاة صمدت كمئة رجل لتمنعهم من ان يصلو اليها .. فتاة لو حقا فقدت شرفها لما دافعت عنه يوما بهذه الشراسة .. تراجع خطوة وقد هدته الذكريات وتشتته يتضاعف .. ثم خطا خطوة اخرى الى الخلف تليها خطوة فخطوة فخطوات حتى ابتعد عنها ورمى السكين وخرج من الشقة هاربا كي يتمكن من التفكير بفيضان الذكريات الذي زلزل مخيلته .
مشى ومشى ومشى .. ومع كل خطوة يخطوها كان يتذكر كلامها .. ردودها .. حزنها واسلوبها .. اعتمادها على نفسها وخلو حياتها من اي رجل يقف الى جانبها .. ثورتها عندما اقترب احد منها .. خجلها العذري مع اي لمسة كان يلمسها لها .. و .. ما حدث اثناء رحلة اغتصابهم .. توقف عند هذه اللحظة وعيناه تجول فيما حوله .. اكتشف انه يقف بجانب ساحل نهر النيل فاتجه اليه مترنحا حتى انسك بالسور .. كم كان غبيا ولم يستوعب كل الرسائل التي قالتها له بشكل مبطن وتجاهلها متعمدا لانه ارادها له .. اراد ان يتزوجها واستغل كل ما حدث لتكون ملك يمينه .. كان يعلم انها لا تبحث عن الزواج وانها قد نوت ان تتركه لذا وبكل امانية ربطها بجانبه .. حبه اعماه واذله .. وهنا لا يعلم من اين انبثقت نفس كلمات الاغنية التي غناها لها عندما خطفو .. ( يا من هواه اعزه واذلني .. كيف السبيل الى وصالك دلني .. انت الذي حلفتني وحلفت لي .. وحلفت انك لا تخون فخنتني .. )
كلمات ترددت كنبوءة لعلاقتهم .. اجل .. فهواها اعزها واذله هو .. عشقها جعله يتخذ كل السبل ليصل اليها .. وفي النهاية .. كانت تخونه بصمتها .. عاد لينظر حوله وهو يسحب نفسا قويا اخر متأوها بعمق وقد استبد الالم بكل اوصاله .. ان كان قد ادرك امرا فلقد تأكد من ان نسمة قد تم اغتصابها وبانها من المستحيل ان تتخلى عن نفسها بسهولة .. هذا فقط ما يفسر كل شيء .. والان .. مالذي عليه ان يفعله ... لم يعد يعلم .. تاهت عيناه في ظلمة المياه التي امامه وعقله يجاهد ليفكر .. يجاهد ليجد حلا .. يجاهد ليستيقظ من سبات صفعة قتلته فتركته صريع هوى لم يكن يلامس الحقيقة .
فراغ اسود غمرها وجمود شل كل اطرافها وهي تجلس في نفس المكان الذي تركها فيه .. دموعها جفت .. وقلبها تعب من نبضه السريع فاختار ان ينبض ببطء مؤلم .. يديها قد غدتا كلوح ثلج ومع ذلك كانت النيران المستعرة بداخلها تدفئها .. عقلها اختار واخيرا التوقف عن العمل .. بعد ان تعب كثيرا جدا من العمل المتواصل في الايام السابقة .. بمعنى اخر .. لقد استسلمت واخيرا .. ان اوان ترجلها ورضوخها فلقد تعبت كثيرا من كل الحياة .. منذ زمن طويل لم تشعر بهذا الارتخاء وكأن حمل ثقيل قد ازيح عن كاهلها ليحل محله حزن مخيف وذنب تمنت من كل قلبها لو انه قتلها كي يأخذ بثأره منها .. لم تعلم كم مضى عليها من وقت وهي تضع رأسها بين ركبتيها وقد افترشت الارض في نفس المكان .. حيث رماها .. سمعت صوت مفتاح الباب فتنهدت ببطء .. على الاقل هو لازال بخير .. وهي تقبل كل ما سيفعله بها دون كلمة .. سمعت صوته الثلجي وهو يأمرها بقسوة صفعت كيانها بعد كل عشقه الذي ذاقته ( قفي وتعالي الى هنا )
رفعت نفسها ببطء وصعوبة وقد سيطر الدوار عليها ليذكرها بانها لم تتناول شيئا منذ يوم كامل .. كانت تتحرك كجثة ولكنها لم تكن تريد ان تعارضه وقد عاهدت نفسها على طاعته .. راته يجلس وانظاره مثبتة على الارض وهو يقول لها بقسوة اكبر ( اجلسي على الاريكة )
اطاعته وعيناها تعانق الارض بدورها وانكسارها يتضاعف في كل لحظة تقضيها امامه .. سمعت نحنحته فادركت بانه يجلو صوته قبل كلامه بنبرة بلا اس اثر للحياة فيها ( الان ادرك جيدا ما هو السر الذي قصدتيه وما هي تفسير كل تصرفاتك .. انا لن ادعي المثالية واقول لك باني كنت سأقبل بك لو علمت بالامر سابقا قبل عقد قراننا لاني حقا لا اعلم ماذا سيكون عليه ردة فعلي ان حدث ذلك ولا استطيع تصور نفسي الان في هذا الموقف .. )
وصمت وهو يستجمع افكاره قبل ان يوجه سؤاله ( لقد تم اغتصابك .. اليس كذلك .. اجيبي بنعم او لا فانا لست قادرا على سماع التفاصيل الان )
كانت لهجته التحذيرية مخيفة .. لهجة جعلتها تجيب بحجرشة وقسوته تذلها اكثر زقد استغربت استنتاجه لما حدث ( أجل )
عاد الصمت ليسود قبل ان يقطعه بسؤال اقسى من سابقه ( لم يعلم احد بالامر )
اجابته بحروفها المتعثرة ( لقد .. تم تخديري .. ثم .. اغتصبني .. لذا .. لم اتمكن من تثديم بلاغ )
هدوء اخافها اكثر قبل سؤاله العاصف بجنون ( كيييف .. كيف تم تخديرك )
ازداد انكماشها وهي تجيب بسرعة ( خرجت .. لاتناول الغذاء .. مع شخص .. ظننته يحبني .. كنت حمقاء .. وكنت صغيرة .. في الواحد و العشرين من عمري .. وكانت سنتي الاولى في المانيا .. لم اعلم عندما رفضته ان هذا سيثير غضبه لذت .. دس المخدر لي .. لاستيقظ وقد انتهى كل شيء )
اضافة الجملة الاخيرة بصعوبة بالغة وقد تأذت روحها كثيرا .. صمته المقابل جعلها تهمس بوجع ( لقد اغتصبني حتى خيار مقاومته .. ارجوك حاول ان تشعر بي )
كان رجاءها غريبا حتى على اذنها .. عاد الصمت مرة اخرى وهي تدرك بان نادر يحاول السيطرة على جنون غضبه ابذي تفاعل مع قصتها .. سمعته يتحدث بصوت لم تتعرف عليه ( اذن .. لقد اغتصبوكي .. واغتصبو قرارك بالمقاومة وتركوك بشعور بالغدر طعمه كالعلقلم في فمك .. اعتقد اني اعلم جيدا ما تشعرين به لانه نفس شعوري الان .. فلقد اغتصبتي قراري بمنحك اسمي وشرفي ونفسي .. اغتصبتي قراري بالاختيار .. صدقيني انا اشعر بك الان كثيرا .. نفس شعور العجز .. نفس المرارة .. نفس التيه والاشمئزاز والحيرة .. وكلانا اخطأ بامر واحد .. انه منح ثقته للشخص الخاطئ الذي سلب نقاء سريرته وامله وثقته .. اتعلمين )
ورفع راسه ببطء ( انها الجريمة الكاملة التي نفذوها بك فنفذتيها بدورك علي بكل براعة .. بكل انانية .. وبكل قسوة .. قتل روحك فقتلتني .. اذلك فاذللتني .. ظلمك هو والمجتمع فاخترتني انا لتظلميني .. )
ونظر اليها غير ابه بدموعها وانفاسه تحتبس بصدره جاعلة صوته يتحجرش وهو يشير الى صدره مكملا ( قد تسأليني .. مالذي سأفعله الان .. حسنا سأجيبك .. ) صفق ثم اشار اليها مكملا ( مثلما فعلتي .. سأموت قهرا وكمدا وانا اضحك وادعي السعادة .. ادعي اني حصلت على حلمي وانا ارى دمائي تنزف بغزارة أسفل واجهتي الضاحكة التي ستخفي ظلامي والمي .. وسأقبل جرمي وتهمتي دون ان اكون مذنبا .. فانت الان قد اصبح اسمك على اسمي .. و .. )اختنقت حروفه فأغمض عيناه وهو يتابع بقسوة جرحت حلقه ( وشرفك المدنس .. هو شرفي .. فاما ان امرغه بالتراب .. وافضح نفسي قبلك او أن أفعل مثلك تماما .. أمثل ... أمثل البراءة .. الكمال .. النقاء ..البهجة )
رفع اكتافه باستسلام وقد انهار جالسا ( أجل يا نسمة .. سأمثل وكأني لم اعرف شيء .. ستظل هذه المسرحية المضحكة على خشبة المسرح لوقت اطول .. و .. ستحركين انت الدمى كما اردت .. سأكون زوجك السعيد .. كما اردت .. وستأخذين حقك من كل من خذلك من الرجال عن طريقي .. كما اردتي ايضا .. ولكن سيكون الثمن هو روحي التي خسرتيها ..)
وتوقف وهو ينظر اليها بأشمئزاز محركا راسه بأسف ( عندما نختلي .. ستكونين انت فقط امامي وقد عريت من كل عزة .. ستكونين تلك الانسانة التي داست على قلبي لتحقق عدالتها بنفسها وتعود بيضاء نقية مضحية بأهم ما املكه كرجل .. كرامتي .. في سبيل تحقيقها لانتقامها )
رفعت راسها سريعا شاهقة بوجع متقطع ( انا .. لم اكن انتقم .. اقسم لك .. انا ..)
قاطعها قائلا ( لا تحاولي يا نسمة الدفاع عن تفسك فانا من سأقسم لك باني قد اقمت محاكمتك بيدي ودافع عنك قلبي قدر استطاعته ضد عقلي وقد وضع امامه كل الادلة و البراهين التي تساعدني في تبرئتك من ذنبك و .. كانت هذه النتيجة .. ان اتحدث معك والا لكنت قتلتك بالفعل دون ان اسف على شيء لاغسل عار ادرك جيدا انك لم تقصدي ان يصيبك ولكنك تعمدت ان يصيبني بكتمانك .. وكانك ربطي قدرنا سويا بهذا الخاتم )
ورفع يده مشيرا الى خاتمها وهو يردد بهمس متحجرش ( كبلتني بقيودك منذ ذلك اليوم .. لذا لنكتفي بهذا القدر لهذا اليوم فانا .. ماعب جدا .. جدا .. جدا )
وتحرك ببطء مترنح باتجاه حجرته وعيناها تتابعانه وكل كلمة قالها قتلتها مئة مرة .. بل كل حرف كان كطلقة استقرت عميقا بها .. خنجر بعد خنجر قذف عليها مع معاني تألمه التي استشعرتها وهي ترى جريمتها التي ارتكبتها في حق من يعشق قلبها حتى الجنون لتفقد حتى حق التعبير عن حبها كثمن .
انتهى



حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-18, 11:21 AM   #228

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

اويلي ع قلبي انا من الفصل الرهيب الحزين نسمه وخوفه من الاعتراف لنادر لما اجى الاعتراف الاتنين تحطمو شعور نادر بالخداع وانو كان بده يدبحه بس تركه وراح ولما وازن بين العقل والقلب اكتشف انو نسمه القويه مستحيل تفقد شرفه الا بالاغتصاب كلمات نادر قضت ع نسمه انا مقدره موقف نادر بس قلبي وجعني ع نسمه ❤️❤️❤️❤️😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 عجبني قرار سما واخير فعلا سراج اكبر اناني وهذا واضح مابده يتخلى لا عن ناتاشا ولا عن سما ليال الجزمه المعفنه اديش خبيثه هي وناتاشا يانهوي ناتاشا ناوي ع اي عجبني مشهد رقصه التلاتي غيره ادهم ههههههههه ع اسيل واخيرا قررت الزواج من ادهم نادر واعترافه بمكانته نسمه باغنيه الاغنيه روووعه فعلا تسلم الاختيار حوريتي احمد وعلا والمواجهه بينهم مشهد حلو واخيرا شرف العنيف احمد انا خفت ع علا منه واخيرا تسلم ايديك حوريتي ع الفصل المليان مشاعر👏👏👏👏👏👏❤️❤️❤️❤️❤️

هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-01-18, 03:47 PM   #229

ندى المطر

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377861
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,332
?  نُقآطِيْ » ندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond reputeندى المطر has a reputation beyond repute
افتراضي

نسمة غلطانة.. كان لازم تقول كل شي قبل الزواج.. معه حق انها استغلته
اسيل وأدهم مبروك اعترافهم بالحب.. وعقبال زواجهم
سما لازم تتطلق وتبعد عن سراج لانه ما بيستاهلها.. الله يستر من ناتاشا
علي انا كتير خايفه عليه .. هو سندهم كلهم .. وصرت خاف عليه من علا
متابعين معك عزيزتي


ندى المطر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-01-18, 12:41 AM   #230

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

حوريتي الفصل رهيييب موجع جداً نادر شو احزنت علية
ونسمة لازم حكتلو قبل هي ظلمتو معها
سما قرارها صائب يستاهل سراج عشان يقرر احساسها بالظلم معو مؤلم
اسيل اخيراً قررت الزواج من ادهم ياحلاوة
تسلم اناملك حبيبتي دمتي مبدعة ياقمر❤❤


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.