آخر 10 مشاركات
ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          نصال الهوى-ج4من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+رابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عيون لا تعرف النوم (1) *مميزة & مكتمله * .. سلسلة مغتربون في الحب (الكاتـب : bambolina - )           »          382 - زهرة المطر - بارباره مكماهون (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          ذكرى ضاعت منه(132)للكاتبة:Dani Collins (الجزء الثاني من سلسلة الوريث الخاطئ)*كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          1- أهواك - شارلوت لامب * (الكاتـب : فرح - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree71Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-04-18, 04:43 AM   #331

ساره اليماني

? العضوٌ??? » 360815
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 509
?  نُقآطِيْ » ساره اليماني has a reputation beyond reputeساره اليماني has a reputation beyond reputeساره اليماني has a reputation beyond reputeساره اليماني has a reputation beyond reputeساره اليماني has a reputation beyond reputeساره اليماني has a reputation beyond reputeساره اليماني has a reputation beyond reputeساره اليماني has a reputation beyond reputeساره اليماني has a reputation beyond reputeساره اليماني has a reputation beyond reputeساره اليماني has a reputation beyond repute
افتراضي


موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

ساره اليماني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-18, 09:53 PM   #332

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مرحبا وين الخاتمة

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-04-18, 10:52 PM   #333

حور حسين

كاتبةفي منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 402873
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 576
?  نُقآطِيْ » حور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond reputeحور حسين has a reputation beyond repute
افتراضي جدران صمت الهوى /الخاتمة /



اول شي صدقا بعتذر لاني ما لحقت اصحح الاخطاء يلي بالخاتمة لانو انشغلت كتير ودوبنا خلصتها وما حبيت اتاخر عليكم اكثر بس هحاول اصححها بالنسخة يلي هسلمها للاشراف

تاني شي اسم الجزء الثاني لازال تحت قيد الدراسة
ثالث شي اتمنى انو تعبرولي عن رايكم بالقصة لكل من قراها كي تشجعوني على الاكمال باذن الله




جدران صمت الهوى ... الخاتمة ...

قد يقابل الانسان في حياته العديد من الشخصيات .. اشخاص يتركون اثرا في حياتنا .. واشخاص قد يمرون بشكل عابر فلا نتذكرهم .. اشخاص ايضا قد يتركون انطباعا اوليا مخيفا .. معاكسين بذلك اشخاص اخرين ما ان نقابلهم حتى نرتاح اليهم ونفضي بما في جعبتتنا امامهم .. كثيرا بالطبع ما نخدع بنمط شخص نظن اننا نعرفه فنتفاجئ بانه يخالف كل توقعاتنا .. ودوما ما تثير الشخصية البشرية باختلاف طباعها فضول من امامنا.. قد نخطئ بالحكم على شخص عندما نقيسه بمقياس انفسنا فنتناسى ظروفه التي تختلف قطعا عن ظروفنا .. لكن الاغرب هو تفاجئنا الدائم بتصرفات من حولنا ومحاولة قولبتها في نحت ثابت للمنطقية متناسين بذلك الاختلاف الكلي لمنهجية ارواح البشر التي لا تخضع لعقل او ميزان .. فكثير ممن يراه البعض تصرفا صحيحا او تحولا استراتيجيا للشخص لنجد البعض الاخر يراه غير معقول وخارج عن مالوفه في تطبيق متحجر لمقولة ( الطبع يغلب التطبع ) .. ولكننا نتناسى بسهولة ان عكس المقولة قابل للحدوث وهو استثناء يثبت صحتها في تمثيل ظاهر لاناس تطبعاتهم غلبت فطرتهم وانماط انفسهم الاساسية بخيث تختلط خبراتهم وما اكتسبوه في حياتهم من تجارب مع صدمات متتالية وظروف متعاقبة لينتج بعدها شخص مختلف كليا عما كانه منذ البدء فتتغير القوانين وتتبدل الثوابت في تجسيد لمعنى التغير والتطور والغموض الذي يحد اعماق النفوس البشرية بكامل محيط الغازها وكامل تبدلاتها وتغيراتها بشكل يفوق ادراكنا نحن البشر انفسنا .. معادلة تسود حياتنا فتنتج تمازج رهيب من انواع البشر المختلفين فلا نجد شخصا يشبه الاخر ولا نجد تصرفا يطابق الاخر ولا تسود منهجية او نمطية في تطورات ردات فعلنا على المصائب التي تتعرض لها حياتنا في كون يستحيل فيه التطابق بين البشر انفسهم او الحجر او الشجر بذلك التنوع الرهيب الذي يدل على عظمة الخالق سبحانه جل وعلا .. بكلمات بسيطة تشير الى ادق تفاصيل التغير .. حتى اصابع ايدينا ليست متوحدة الشكل او البصمة .**********يقف بثبات غريب وكانه ملك ينتظر حدوث معجزة تقود الجميع للالتفات اليه كي يستعينو بخبرته وقد ارتسمت على شفاهه ابتسامته الساخرة الثلجية .. وكانه يقرا مافي عقول من حوله او يوهمهم بهذا بتلك الهيبة المخيفة التي تحيط به .. ملامح صقرية حادة مظلمة تمتاز بالقوة والصرامة .. وجسد من الواضح انه يجتاز غالب الرياضات العنيفة مع بروز تلك العضلات المنتشرة فيه .. بنفس الهدوء والركيزة سلم جواز سفره للمسؤولة عن ختم الجوازات في مطار القاهرة وهو ينظر اليها بشكل ساخر جعلها ترتجف بلا ارادة منها وقد هالتها تلك الجاذبية الشيطانية المنبثقة منه .. بسرعة غريبة وجدت نفسها تختم جواز سفره كي تتخلص من حضوره الطاغي الحابس للانفاس .. وبنفس اللهجة المرتعشة والتي حاولت صبغها بالرسمية قالت ( اهلا بك مرة اخرى سيد احمد الراجحي في مصر .. تفضل جواز سفرك )بنفس طريقته اللامبالية بتمثيل واضح لخلاياه المستنفرة كفهد يتظاهر بالكسل وهو يستعد للانقضاض على ضحيته رفع اصبعيه الى راسه مشيرا بتحية الجنود العسكرية بشكل مختصر وقد رفع حاجبيه باستفزاز متعمد وهو يتناول منها الجواز بيده الحرة وقد زادت ابتسامته ظلمة واتساعا .. وبخطواته الواثقة اكمل طريقه وقد ترك المسكينة خلفه تلفظ انفاس الخلاص من وجوده الغريب بشكل خانق وهي تنظر الى ظهره .. خطواته المدروسة قادته نحو قاعة الخروج وقد شملها بعينه بسرعة ما ان وقف لوهلة كي يراقب ما حوله .. وبابتسامة هازئة توقفت عيناه عند رجل يرتدي زيا صعيديا وقد فاق من حوله طولا وهو يقف على اهبة الاستعداد وكانه بمعركة .. بحروف تشبعت بالسخرية غمغم احمد ( يبدو .. ان عمي .. قد تذكرني اخيرا )مط شفتيه بتعجب تمثيلي وهو يتوجه نحو الرجل الذي تأهبت وقفته ما ان راه وهتف بحماس ( اهلا بك سيد أحمد .. الجميع بانتظارك )رفع احمد حاجبيه مجيبا بسخرية ( حقا .. اعتقد انهم سينتظرونني لفترة اطول )عقد الرجل حاجبيه بعدم فهم متسائلا ( لماذا .. هل هناك مكان تحب الذهاب اليه قبل ذلك )زفر احمد انفاسه بنفاذ صبر مشيرا له ليتحرك امامه ( يال ذكاءك الخارق .. يمكنك القول بانه موعد تاخر طويلا جدا ).ارتبك الرجل وهو يتقدم احمد بخطواته مغمغما ( ولكن .. تعليمات عمك واضحة فهو يريد منك الذهاب اليه لتخبره نتيجة سفرك )بغموض اخفى مشاعره بمهارة ( لقد وجدت اخي .. واعتقد ان عمي لن يعترض عندما يعلم ان سبب تأخري هو زيارو متعلقة بثأري .، ام انكم تناسيتم الامر )هتف الرجل سريعا ( كلا .. جميعنا حزنا على موت السيدة فاتن .. لقد كانت سيدة البنات حقا .. ولقد حاول عمك رؤية ابنها والمطالبة به الا ان السيدة علا رفضت ذلك بشدة .. كما انها تحيط نفسها بفريق من الحرس الاشداء )اضاف جملته الاخيرة باشمئزاز مهين .. غمغم احمد بهدوء مخيف ( اشكر عمي ولكني اكثر من قادر على الاخذ بثأري بنفسي.. وعلى الوصول الى علا بسهولة .. فهي تنتظرني اصلا )نظر الرجل ببلاهة نحوه الا انه لم يهتم بالتفسير له ..
لانه ببساطة غير قادر على التحمل لفترة اطول قبل لقائها .. لستة اشهر اخذ يفكر بالطريقة المثلى التي سيستد منها على كل لحظة الم تألمتها اختها .. لم يكن يستطيع المجيء وقتها الى مصر بسبب العملية الاخيرة التي قام بها والتي توجب عليه الابتعاد عن الاجواء كي لا يشك احد بانه ورائها وكي لا يدخل السجن ولو من باب التحقيق فتنفتح كل الدفاتر في وجهه والوقت مازال مبكرا لها .. كان هذا باطن الامر اما ظاهره للجميع فلقد سافر بحجة البحث عن اخيه الهارب منهم منذ عشر سنين والذي لم يكونو يعلمون عنه اي شيء بعد ان سافر وعمره عشرون عاما هربا من عادات بلده في المطالبة بالثأر وكان ذلك قبل ان تحل المشكلة بين عائلة الراجحي وعائلة الراشد ويسقط الثأر بينهما بسفك دماء عشرة عجول مع تنازل عائلة الراشد عن قطعة ارض كبيرة لعائلة الراشدي ضمها عمه بهتانا وزورا الى اراضيه هو رغم انها ثمن وفاة ابيه .. قضية عمرها ازمنة كان هو في ذلك الوقت مجرد شاب طائش صغير لا هم له سوى دراسته ومحبوبته الصغيرة التي طالب عمه ان يزوجه اياها .. لم يهتم باخيه واعتبره ميتا بنظره كما اعتبرته العائلة كلها وقد ظن حينها بان عمه ملاك ولم يكن يعلم اي شيطان يخفي خلف هيئته الوقورة .. شيطان ضيع اخاه فقتل كثمن لاعماله السيئة كما ضيع اولاده فواحد هرب والثاني سجن وامسك زورا بقضية ظالمة والثالثة زوجها صغيرة لشيطان حقير وهي لا تفقه شيء مستغلا غياب كل عائلتها ليضمن مصالح عمله معه .. وهاهي ماتت هي الاخرى وتفرقت دمائها بين مئة مذنب وقد كانت كل احلامها ان تعيش بهدوء والا يطلقها اياد وان تنجب له وريثه المنتظر ... دهاليز مظلمة ادخلهم بها وقد كانو خيرة الشباب واحسنهم تربية لوالد يعرف الله ويمقت كل اعمال اخيه الشيطانية .. ابتسم احمد بسخرية اكبر وهو يتخيل منظر والده او حتى منظر اخيه الذي هرب قبل ان تلوث يديه بالدماء عندما يرون اي عفريت قد تحول اليه لينتشل كافة حقوقه وينتقم من كل من كان السبب فيما حدث لهم جميعا .. رغم ان المعلومات التي علمها عن اخيه صعقته حقا .. فيبدو ان الدنيا التي كانت قاسية عليه كانت كالجحيم لاخيه .. ذلك الاخ الذي هرب من الدم ليبتلى بالدم والسجن .. فلقد اكتشف بانه كان بالسجن هو الاخر بتهمة القتل الغير مقصود ولذلك لم يعثرو عليه في السابق وانه بعد ان خرج ذهب ليدفع دينه على ما يبدو لتلك العائلة الذي كانت معرفتهم به كاللعنة .. مشاكل كثيرة لا يعلم كيف تورط اخاه بها ولكنه وعد نفسه ما ان ينهي انتقامه وانتقام اخته من عمه ان يحاول جلب اخاه كي يشاركه انتصاراته.. كان قد نجح اخيرا في بداية خطط انتقامه وبالفعل ضرب ضربته القاتلة الاولى لعمه دون ان يعلم احد انه السبب.. الا ان موت اخته ضرب كل خططه في مقتل وحول ثأره الان نحو تلك الانسانة وان كان ذلك ظاهريا .. ازداد حنقه كالعادة عندما تذكر تلك المحادثة التي دارت بينهما عندما سمع بخبر وفاة فاتن .. كان وقتها باشد حالات هيجانه .. يومها ما ان سمع صوتها حتى بادرها بنبرة حملت كل حقده عليها ( انت .. كيف تجرؤين على فعل هذا بي .. كييييف ... كيييف فعلتيها ... انت ؟ ... انت تقتلين اختي )صوتها الهادئ اجابه ( لقد كانت اختك ميتة لا محالة .. انا انقذت طفلها .. المفترض ان تشكرني على ذلك )هدوءها الذي لم يعتده اثاره اكثر فاجابها ببرود قاتل وبنبرة هازئة (اشكرك ... لابد انك جننتي .. ما سافعله هو ان اقتلك لذا استعدي لذلك )صمت سمع فيه خلالها انفاسها التي ارتجت قليلا مسببة لذة له وهو يستشعر منها ارتعابها مما قاله .. ولكنها فاجءته بنبرة لم يصدق اذناه عندما سمعها .. نبرة ارتياح محملة بدموعها ( انا بشوق لمقابلتك .. وساكون سعيدة بالموت ان اردت قتلي .. ولكن .. عندها لن ترى الصغير..لذا .. رما يجب ان تهدئ وتسمعني )ماحدث كان كصفعة قاسية له وقد حيره اسلووبها فهتف بحنق خاصة لانها تجرات وهددته ( انت .. يبدو ان للقطة مخالب اصبحت تجيد استعملها .. هل حقا تصدقين نفسك .. هل نسيت من انا )صمت متعمد مرة اخرى قبل سماعه لصوتها وهي تجيبه بحزم استغربه بعد كل ما عرفه عنها من ضعف (هلا كففت عن السخرية وانصت جيدا فلقد كنت انتظر اتصالك لانه على ما يبدو هنالك الكثير من المصالح المعلقة بيننا )اسلوبها وشعروه بالغموض وبكونها تملك معلومات تفوقه جعله يحاول هز ثقتها علها تنفجر وتفقد سيطرها فحاول اخافتها اكثر وهو يجيبها بهدوء مرعب ( ومن خدعك واخبرك باني ساضع يدي بيدك لنتعاون.. في المرة الوحيدة التي سامسك بها يدك سيكون الامر لاجس نبضك كي اتاكد بانك متي .. يبدو انك لا تعرفيني جيدا )للمرة الثانية يسمع ارتجاج انفاسها ويستشعر غموض يتسلل اليه قبل قولها بكل ثقة (ان اردت الثار مني فانا ساسلمك نفسي بعد ان نعيد كل شيء لنصابه الصحيح واعتقد انك تعلم ما اقصده جيدا .. فبينما انت بالخارج كنت انا هنا ادرس كافة الملفات لاعلم اي فخ نصبته لعمك .. واي خدعة اوقعت بها اياد )
كلماتها صعقته بالفعل فغمغم باول ما خطر على ذهنه ( اي هراء تهذين به )
نبرة الثقة تزايدت في صوتها وهي تجيبه ( ما اقوله ليس بالهراء واعتقد انه لديك جواسيس في اعماق الشركة يمكنك التاكد منهم وصدقني ما املكه الان من ادلة قد يودي بك الى خلف الشمس بحيث لا يسمع احد اسمك)هدر صوته بجنون وهو يرى كل ما تعب بتحقيقه يتطاير من امامه بيديها هي التي شعر لمرة بالعطف نحوها ( سأقتلك .. انت تعلمين اني سافعلها .. لا يغرنك اني غير قادر على الوصول اليك في هذه الايام ) عاد الصمت ليستثيره قبل سماعه لاول مرة نبرة السخرية المريرة وهي تجيبه بحنق (يبدوانك لا تجيد سوى التهديدات .. يجب ان تبدل طريقة حديثك معي ففي النهاية كل شيء تريده معي .. وان حدث لي شيء الان فلن تستفيد شيئا والاهم انك لن ترى الطفل.. لذا فقط اصمت وحاول ان تفهم جيدا ما ساقوله فعلى الاقل انا ساعطيك فرصة لتكمل عملك ولن اسلمك لاحد بعكس ما فعلته معي وتسليمك لرقبتي لاياد كي يتباهى بتعذيبي.. لذا اسمعني جيد .. هدفنا واحد وهذا فقط سبب خحديثي معك .. نحن يجب ان نتفق ان اردنا ان ننجح )حيرة اصابت كل تفكيره فشلته وهو لا يدرك بعد ما الذي تعنيه او ما تخفيه عنه .. عاد لاسلوب استفزازه الذي يعلم بانه دوما ما كان ينجح معها ( ومنذ متى يتم الاتفاق مع افعى وهي تلدغ بخيانة دائمة .. مالذي يضمن لي انك ستكونين معي وانتي بنفسك تعترفين بانك تمليكن ما يودي بي لجهنم)سؤال انتظر جوابه بلهفة ليهتز كامل كيانه مع كلماتها القاسية التي هدرت في اذنه ( منذ كان من يتفق معها شيطان قاتل هو بنفسها من اوجدها وخلقها بعد ان كان كل حلمها ان تعيش بسلام .. ثم انت تعلم اني لو لدغتك ساموت معك فجسدك مسمم اصلا .. لذا .. اعتقد ان مصلحتنا الان واحدة فكل شخص منا لديه شيء يريده من الاخر )ما قالته جعله يفهم شيئا من عذابها فهو يدرك جيدا ما قام به نحوها وكيف كان واثق بانه يخرج كل ظلامها باستمتاع دون ان يصدق دور الطيبة الذي تمثله .. للحظة صت محاولا دراسة كل شيء امامه وموازنة ما قالته فيبدو انها بالفعل تريده كما نها تملك خطة واضحة مجهزة له .. بحذر مرعب اجابها بعد ان لمع الدليل الوحيد الذي يمكنها ان تقدمه كاثبات على نيتها ( ربما قد اصدقك ولكن .. الثمن غالي .. فانت .. ستصبحين زوجتي انا .. وهذا نهائي .. هكذا انت لن تتمكني من الغدر بي لانك ستسلميني كافة ما تملكينه كما ان ابن اختي سيكون تحت تصرفي انا .. فالطفل لن يدخل في حساباتنا .. بل سيكون ضمان بيننا .. ما قولك)
كان يعلم بانه يقامر فهو ايضا لا يفهم ما عرض هذا الخيار .. انه حتى لم يدرك بعد ما توده منه رغم ان حدسه اخبره جيدا بما تحتاجه وذلك ما استنبطه من كلامها .. بنبرة مرتجة سمعها تساله ( كيف ستتزوجني .. وانت تنوي اخذ ثارك مني )
ارتج قلبه بخيانة لم يعدها فزاد غضبه وهو يجيبها بثلجية ( نحن من الصعيد ويجب ان تفهمي باننا لا ننسى ثارنا ابدا .. وانت يديك غرقت بدماء اختي لذا ساقتلك في النهاية ولكن .. مما فهمت منك فانت ايضا لديك ثار مع عمي وتودين الانتهاء منه .. والانسان الذكي لا يفتح مئات جبهات الحروب على نفسه .. لذا ساتعاون معك لنتخلص من ذلك الشيطان الاكبر ثم بعدها سيكون قتل الحية اسهل بكثير خاصة وهي تبدو مرحبة بالموت على ما يبدو )
عاج الصمت ليسيطر حتى ظن بانها اقفلت الهاتف .. تسائل بحذر ( هوو .. هل لازلت معي على الخط ام انك جبنتي .. هل حقا اعتقدتي انك ان ساعدتني فاني ساسامحك على ما فعلته )
زفرة طويلة جدا عبرت عن حرقة غريبة لقلب متالم كان جوابها قبل سماعه لصوتها المتهدج ( بل انني اراهن على قتلك لي فكل ما اريده هو ان اعيد كل شيء الى نصابه الصحيح بعد كل ما قام به اياد من مصائب ستودي بشركاتنا وبسمعتنا وبكل شيء .. وعندما اطهر الشركة واعيدها الى اصلها ساستقبل ثارك بصدر رحب .. هل هناك ما توده اكثر كدليل على حسن نيتي )
كلماتها ورغبتها المخيفة بالموت تسللتا الى قلبه الذي ظن دوما بانه مات .. كن كمن يستمع الى صدى صوته هو ورغبته المجنونة نفسها .. بعنف ضايقه وقد ازداد جنونه مع شعوره ببعض الاحاسيس المشوشة من الشفقة نحوها سالها ( هل هذا يعني موافقتك على الزواج مني )
عاد الصمت ليسيطر قبل سماعه لكلمة واحدة ( اجل .. ولكن .. بشروط ) ضربة مؤلمة على كتفه ايقظته من شروده الذي غرق به وهو يمشي في اورقة المطار خلف الرجل الذي بعثه عمه .. كانت الضربة نتيجة اصطدام سيدة به ترتدي زي قيادة طائرة .. بسرعة بديهية تولدت لديه من عيشه الدائم في الخطر اسندها قبل وقوعها وهو يهتف بحنق ( انتبهي .. هل انت عمياء )
عينان دامعتان ارتفعتا نحوه وصوت متهدج اجابه ( كلا .. اعتذر .. عن اذنك )
ولم تنتظر .. تحركت بسرعة اكبر امام انظاره المذهولة وقد استغرب بكائها ونبرتها التي يعلمها جيدا .. نبرة انثى معذبة بعمق وفي الغالب ممن تعشق .. ابتسم بسخرية وهو يسمع صوت خادم عمه يساله بلهفة ان كان بخير فغمغم ( بخير .. يبدو اني لن امل يوما من مراقبة ما يفعله الحب من عجائب تذل اعتى قلوب البشر .. ففتاة تقود طائرة على ما يبدو رغم صعوبة هذا الامر الا انها بنفس الوقت تبكي بسبب شخص .. يال السخرية )
بذهول غبي تسائل الرجل ( عفوا .. هل قلت شيء سيد احمد )
اشار له احمد بنفاذ صبرليكمل طريقه وهو يتمتم ( كلا لم اقل شيء هيا تحرك امامي يا بلائي .. فان لم يقتلني احد ستنجح انت بقتلي بغبائك ) وزفر انفاسه ليستعيد سيطرته التي يحتاجها حقا في مواجهة علا .. مواجهة زوجته المستقبلية التي ستحدد الكثير من مرحلة حياته المقبلة .

لم تكن حالة نسمة تسمح لها بالتدقيق فيمن اصدمت به فلقد غامت عينيها بسحب دموعها حتى غشت رؤيتها .. بقلب واجف واعصاب ارهقها الانتظار الذي اجبرت عليه كما ارهقها اضطرارها لقيادة الطائرة من المانيا الى مصر وهي تحاول تركيز كامل انتباهها بصعوبة بالغة مستعينة في الغالب على مهارة مساعدتها لمياء شرف التي لم تتركها ما ان رات وجهها الممتقع اثرقارئتها لرسالة وصلتها حتى وهي لا تعلم فحواها .. كانت تلك الرسالة التي قد ارسلت اليها قبل ثمان ساعات كطلقة موت بكلماتها التي تتقافز امام ناظريها .. فبعد ان وصلت الى المانيا في رحلة الذهاب وترجلت من الطائرة لتاخذ قسط من الراحة ريثما يحين موعد رحلة الاياب .. قررت رؤية سراج والاطمئنان عليه بما انها في المانيا .. ولكنها ما ان فتحت هاتفها الذي كان مقفلا اثناء قيادتها للطائرة حتى تفاجأت برسالة سلمى اخت نادر والتي تخبرها فيها بان عائلتها مجتمعة الان مع نادر حيث يتباحثون معه موضوع زواجه من سمر بسبب تعرضها لمشكلة وبانهم قد جلبو المأذون ايضا لينهو الموضوع سريعا على ان يكون الزفاف الرسمي مع زفافها .. كلمات صعقتها واثارت كل جنونها خاصة وقد كان هاتف نادر مغلق في تلك اللحظات .. وكأن ما حدث لم يكن الا انعكاس لمخاوفها التي كتمتها بقلبها لمدة ستة اشهر قضتها بحلوها ومرها مع نادر .. ستة اشهر كانا كزوجين عاديين يتشاجران ويتصالحان .. يتشاكسان ويتغازلان .. وبطريقة غريبة تكاملت روحيهما ليصبحا الان وكانهما شخص واحد .. ولكن بقي اكثر ما كان يضايقها بعلاقتها مع نادر هو موضوع أهله وتفكيرهم الرجعي بالنسبة لعملها خاصة بعدما اصبحت كابتن للطائرة عندما نجحت بالاختبار .. موضوع دوما ما كان نادر يتناوله بشفافية وضيق محاولا التاكيد على ضرورة ثقتها به وبانه مع الايام سيتقبلونها كما تقبلها هو .. كلمات تراها الان تتراقص امام عينيها ساخرة لانها وثقت به ومنحته كامل كيانها في حالة من العشق الفريد تربط حتى انفاسها بانفاسه فلا تستطيع مقاومة اي من طلباته التي قد تكون دكتاتورية حينا وحنونة احيانا اخرى .. ففي النهاية كان هو حبيبها وزوجها الذي عليها ان تقبله بحلوه ومره .. وبعيوبه قبل ميزاته .. وبركوزه وقلة كلامه قبل جنونه النادر .. والاهم بعنفوانه وكبريائه الذي يسحق امامه اي اعتراض قد تعترضه الا انه بعدله لم يكن يظلمها ابدا .. كانت قد ركبت اول سيارة اجرة قابلتها وقد بدت مشوشة في عالم اخر .. وبدون اي تحكم انسابت ذكريات يومها السابق لتحي رجفات قلبها الخافق بجنون .. كان عيد ميلادها البارحة .. وكما توقعت لم ترى من نادر اي بادرة حتى شكت بانه يتذكر التاريخ لذا قررت ان تقوم بالاحتفال بنفسها فاستغلت عمله الذي استغرق خمس ساعات بعد ان اخذت اجازة طارئة متعللة بوجع في معدتها لتقوم بتجهيز مائدة عشاء احتوت على الاطباق التي تحبها هي مع الحلويات التي تتفنن في صنعها في حالة من الدلال الذي قررت تبنيها كما قامت بشراء زهور حمراء وهدية عبارة عن حلق ذهبي كان قد اعجبها ووضعتهم جميعا على الطاولة ثم ارتدت بدلة للرقص كانت قد جلبتها في موجة شجاعة منها ثم اخفتها بحرج بعدما رات كيف تبدو عليها وقد اظهرت مفاتنها اكثر مما اخفت الا انها قررت المغامرة ايضا كعادتها التي علمها اياها نادر عندما جعلها منفتحة المشاعر صادقة التعبير معه خاصة .. جنون قبضت ثمنه من منظره المصعوق وهو يرى ما فعلته ما ان دخل الى المنزل وقد تدلى فكه قبل انفجاره بالضحك خاصة مع رقصتها المتاميعة امامه .. ردة فعل اثارت غضبها وجعلتها تلتفت بعيدا عنه متظاهرة بالبرود وكان كل ما قامت به قامت به لنفسها وهي تساله بثلجية ( لم اكن اعلم انك ستصل مبكرا هكذا .. لقد اردت الاحتفال بعيد كيلادي كما افعل كل عام .. اعذرني ان بدا الامر كطرفة لك )
ولكنها ما ان التفتت حتى شعرت بيديه تطوقانها وبوجهه يغرق في ثنيات شعرها وبشفاهه تقبل عنقها بنهم عاشق وهو يهمس لها ( كل عام .. وانت بخير .. يا حبيبتي )
ارادت ان تقاوم .. ارادت ان تبتعد عنه وتستعين بكبريائها لتعاقبه على ضحك .. ولكن .. يده التي تسللت من فتحات بدلة الرقص الواسعة على خصرها لتتلمس جسدها سالبة اياها كل سبل المقاومة وقد غيب بعاطفته كل تعقلها .. تنهدت بحرقة مبحروف مبعثرة اجابته ( اب.. ابتعد عني .. انت .. تسخر مني )توقفت يداه بالفعل عما تفعله فكادت تصرخ بياس من اشتياقها الا ان صوته الملتهب احرقها وهو يسالها بعنفوان ( وهل افعل . هل يعقل ان اسخر من روحي .. يا روحي )
باستسلام التفت بين يديه وقد رفعت يديها لتطوقا عنقه مقتربة من وجهه وهي تساله بشجن هامس ( لم .. ضحكت .. علي )
قضم شفاهه باثارة مجيبا بنبرة مهلكة ويده تعودان الى قدها بلمساته اللاهبة ( ليس .. عليك كنت اضحك .. ولكن .. لاني لم اتوقعها منك .. ظننتك .. مثل باقي النساء .. ستنتظرين مني ان افاجئك واقوم بحركة رومانسية .. بصراحة كنت افكر بطريق العودة عما يمكنني ان افعله لاجلك .. الا انني عندما رايت ما فعلته علمت بانك حقا تفهميني وتدركين ما اعشقه وما لا اجيده )
ابتسمت بدورها بدلال مغوي قطع انفاسه وهي تجيبه ( اجل .. بت اعرفك .. فانت رجل الافعال لا الاقول .. لذا قمت بهذا بنفسي .. لاستمتع بافعالك )
شهق نادر بصدمة من جراتها الموحية وهو يرفعها قليلا من وسطها ليسمح لقدميها باحاطت وسطه ولجبهتها بالالتصاق بجبهته ( اوووه ياللهول .. هل حقا اسمع نسمة تتغزل بهذه الوقاحة )
رفعت كتفيها مستمتعة بممارسة سلطتها عليه وهي تبتعد قليلا عنه مغمغمة بخيبة امل تمثيلية ( ان لم ترد يمكنني ان .. )
ولم تكمل كلماتها وهو يلصقها به ناهلا من عبق ثغرها كرد على كلماتها .. وبحروف مبعثرة همس بها بدوره من بين قبلاته ( احبك .. كل .. عام .. وانت بجانبي)
كانت دقائق غابا فيها عن كل ما حولهما حتى قطعته نسمة شاهقة وهي تبتعد عنه ( الموقد .. الطعام .. ياللهول لقد انسيتني )
دفعته عنها وركضت سريعا وهي تضحك مما يفعله بها فيفقدها عقلها كما في كل مرة .. لحق بها متسائلا ( ارجووك .. ما حجم الارار .. انا حقا جائع )
اطفأت الموقد وهي تخرج وعاء الطعام ضاحكة ( ساحاول ان افهم كلامك بالايحاء وبانك جائع لي ولكني سارحمك وناكل في البدء لاني ايضا جائعة .. وللطعام )
اضافت كلمتها الاخير وهي تضحك وقد سمعت ضحكته بدورها وهو يجيبها ( كلا لا تفهميها بايحاء .. فانا جا~ع للطعام ايضا )
جلست على المائدة متمتمة بحنق ضاجك ( مستفز .. اليوم عيد ميلادي ولا تحاول ان تكون متساهلا ولو قليلا )
اشار الى الورود الحمراء ومائدة الطعام المجهزة وهو يجلس بدوره ( اتساهل وانتي قمتي بتدليل نفسك جيدا .. ترى .. هل يوجد مكانا لهديتي المتواضعة )
صفقت بطفولة ( هل حقا جلبت هدية .. منذ زمن لم يجلب لي احدهم هدية )
رفع يده بحقيبة بلاستيكية يبدو انه اخرجها من حقيبته واعطاها اياها .. نظرت بدهشة لها ثم فتحتها بلهفة لتجد بداخلها صندوق فتحته لتتفاجئ بما يحتويه .. وباصابع مرتجفة اخرجت شارتها السابقة كمساعد كابتن وقد تم وضعها كميدالية بعقد ذهبي طويل ضحكت وهي ترفعه امام عينيها الدامعتين قبل ان ترى ذلك الدفتر الصغير الموجود في قعر الصندوق والذي فتخته ضاحكة ودموعها تتغلب على اصرارها لتنهمر وقد ادركت ماهية هذا الدفتر الذي لم يكن الا سجل رحلاتها مع نادر والذي كانت تسجل فيه بخط يدها سرعة الرياح والاتجاه ومعدل حركة الطائرة وموعد الرحلة وتاريخها .. وبصوت مرتجف سالته (كيف اعطوك اياه )
ابتسم وهو يجيب ( يمكنك القول باني رشوتهم لذا منحوني اياه ماستثناء )
رفعت راسها ويدها تحتضن كف نادر الممدودة على الطاولة متنهدة بعشق ( اشكرك .. انها اروع هدية قد اتلقاها منك )
ابتسم بدوره وهو يرفع يدها ليقبلها مغمغما ( وانت .. تستحقينها .. ولكن .. الن تري باقي الهدية )
عقدت حاجبيها وهي تعيد انظارها نحو الصندوق باستغراب لتنتبه الى علبة كانت موضوعة بداخل الصندوق بشكل جانبي لذا لم تنتبه لها .. وبلهفة سحبت كفيها من يدي نادر وتناولت العلبة لتفتحها .. حذاء طفل صغير هو ما واجهها لتصاب بصفعة مؤلمة وهي تتحسسه باصابعها وصوت نادر الهادئ يسالها ( والان يا نسمة .. الم يحن الوقت بعد لتمنحيني انت حلمي )
قلبها الذي قصف بعنف وروحها التي رفرفت ما بين سعادتها وحزنها جعلا صوتها المشوش يغمغم ( نادر .. انت تعلم .. لقد اخبرتك .. باني .. اود الحصول على فرصتي .. اريد ان اقود الطائرة فانا لم اشبع بعد من كوني كابتن .. وما ساقدمه مقابل انجابي هو تخلي عن قيادة الطائرة .. انا .. لازلت اريد ان .. )
لم تكمل كلماتها المشوشة وهي تلوح بيديها وقد رجته بنظرتها ان يتفهم حلمها .. لوهلة اثلجت عيني نادر وقد خلتا من اي مشاعر قبل حركة راسه التي اومأ بها موافقا وهو يرفع ملعقته ويركز انظاره على طبق الطعام الذي بين يديه .. بالم اكبر مدت يدها لتحتضن كف يده ولكنها شعرت بانكماشه اللحظي قبل سحبه ليده وهو يكمل تناول طعامه بصمت جرحها فغغمت برجاء ( اعرف انه من حقك ان تطلب مني الانجاب خاصة وانك تعشق الاطفال ولكني يا نادر لازلت ارى اني لم اخذ فرصتي كاملة و .. )
قاطعها وهو يقف ( لا تتحججي يا نسمة فانا احفظ كل مبرراتك .. اعتذر لاني جلبت هذا الحذاء ببادرة حمقاء مني فلقد ظننت انك عندما تتقاطع مصلحة زواجنا مع عملك فانك ستؤثرين زواجك خاصة وانني بالفعل صبرت عليكي لتحققي حلمك وانك منذ خمسة اشهر تمارسين هذا الحلم وقد تحاملت على امنيتي كي يصدر هذا منك بنفسك فتكفي عن تناول حبوب منع الحمل.. ) وصمت وهو يمط شفاهه ملوح بيده بعجز وهو يزفر نفس طويل قبل متابعته ( الا انني عندما لم اجدك تذكرين الامر اصلا وانك حتى تتهربين من اسئلة الجميع عن هذا الموضوع وتتحدثين وكاننا تفاهمنا عليه ..احببت ان اظهر رغبتي لك في خلال الشهر الماضي ببعض اقوالي وافعالي واسئلتي عن حبوب منع الحمل ولقد فهمت الامر ومع ذلك اصررتي على التجاهل .. لذا اردت الاعراب عما اريده بشكل واضح كي تردي علي بشكل واضح .. وقد وصلني ردك )
والتفت مغادرا طاولة الطعام .. وقفت بدورها هاتفة ( نادر .. الى اين .. انت لم تكمل طعامك .. كما اننا لم نكمل حديثنا )
التفت مرة اخرى نحوها مغمغما ( لقد شبعت .. الحمد الله .. اما بالنسبة لكلامنا صدقيني لا داعي له .. فانت ببساطة لا تودين ان تحملي الان وانا لن اجبرك او اطلب منك شيئا كهذا )
تبعته وروحها تنزف الما عليه وغضبا على قسوته وهي تساله ( والان ماذا .. هل ستخاصمني .. هل ستغضب مني .. هل ستحاول الضغط علي من خلال تجاهلك لي .. هل .. )
وقطعت كلماتها صارخة بعد ان التفت نحوها بشكل فجائي ليحملها من وسطها بقوة قاسية ملصقا اياها به وقداقترب بثغره منها وبانفاسه اللاهبة كحمم بركانية اجابها ( كفى .. كفي عن سوء ظنك بي وعن تصوير نفسك كضحية وانا جلادها الذي يجبرها على فعل ما لا توده .. ببساطة اشعر بخيبة امل ستزول تلقائيا ولكن ليس سريعا الا ان هذا لا يعني ان اتجاهلك او ابتعد عنك فانا لست طفلا يا نسمة.. انا رجل يحترم كلمته ويحترم زوجته حتى وان لم يوافقها على كل قراراتها .. هل حقا علاقتنا سطحية في نظرك لهذه الدرجة )
اجابته مرتجفة بعنف وجسدها يستسلم كعادته له وقد غرست يديها بشعره وهي تتلاعب بخصله الناعمة ( كلا .. ليست سطحية .. ولكنك تتعمد دوما اظهار سلطتك علي .. تتعمد اشعاري بحاجتي الماسة لك وادماني الغريب عليك .. فانا ليس لي خيار الاك او اعود لوحدتي بينما انت لك كل عائلتك التي تقف دوما خلفك )
بلا سيطرة ابتسم بشغف وهو يجيبها وقد بدات يداه تعاقبانها بعنف لمساتها المعبرة عما يجيش في صدره من رغبة مصاحبة لغضبه منها ( وهل افعل ذلك .. غريبة فانا ايضا اشعر بانه ليس لي احد سواك لذا اود ربطك الى جانبي بصبي صغير يوثق علاقتنا .. هل اطلب الكثير يانسمة )
اجابته بالم ( اجل تفعل .. انت تطلب حلمي .. انا ايضا اريد طفلا منك ولكن هذا ينهي حلمي )
انزلها بشكل فجائي وهو يهتف ( حلمي حلمي حلمي .. انت حقا مستفزة .. اذن فليبقى حملك معك الان فانا متعب واود النوم .ز لنرى ان كنت ساتجاوز موضوع حمك السخيف هذا .. ولكن )
كان قد ابتعد عنها قليلا وهو يتكلم الا انه لوح باصبعه بتحذير مضيفا ( في المرة القادمة التي ستكون قريبا جدا جدا والتي ساقترب فيها منك احرصي على عدم ذكر موضوع حملك امامي كي اتمكن من اتمام ما ارغب به بشدة دون ان اقتلك قبلها .. ليكن الموضوع تجاهلا مني لحلمي انا بالطفل حتى ينتهي حلمك المجنون )
والتفت عنها وهو يتجه الى حجرة نومهما .. كانت تعلم بانه سيصبر عليها او هكذا ظنت .. كما كانت تعلم صدقه بانه سيمنحها ما توده من وقت حتى تتنازل هي عن حلمها لتحقق حلمه تاركا اياها لضميرها وعشقها له وهو يراهن انها لن تطيل الامر كي تنفذ له سعادته الخالصة حتى وهو يظهر حنقه الان وخيبته الا انه سيعود لهدوءه كالمعتاد عندما تغيظه بحركة من حركاتها المستقلة التي تثير جنونه حتى يعتاد عليها .. كانت تحمل الكثير من الامل بداخلها وهي متاكدة ايضا من انها بدورها ستتمنى الطفل قريبا جدا وستفضله على حلمها رغم عنادها وتمردها .. الا انها على ما يبدو قد راهنت على فرس خاسر .. فربما لو ترك الامر بينها وبين نادر لحدث كل شيء كما خططا له .. ولكن .. دخول عائلته في المعادلة واجبارهم اياه على الزواج من سمر .. امر سيكون حجته جاهزة فهي من رفضت في اليوم السابق ان تحمل له طفله واستمرت على عنادها ولم تقل له حتى كلمة تطمئنه على قرب تخليها عن عنادها وتنفيذها لطلبه .. ارتجف قلبها بعنف اكبر وهي تتخيل نادر متزوجا من سمر التي بالتاكيد ستسارع لانجاب طفل له .. مهما كانت المشكلة او الخدعة التي بسببها سيجبرون نادر على التزوج من سمر فهي واثقة بانها ستموت حقا مما سيحدث .. فمن ناحية هي لا تستطيع العيش بدون نادر .. ومن ناحية اخرى غيرتها ستقتلها ن رات امراة اخرى تستمتع بعشقه الذي تذوب فيه .. بابتسامتها الحزينة الساخرة وبروحها التي كانت تقودها نحو شقتها التي لم تعلم كيف وجدت قدماها القوة لتقودها اليها وكيانها ينصب عزاء روحها المكلومة بمشاعرها المتضاربة بجنون بين احزانها وحيرتها وخوفها من المجهول ومما يجب عليها ان تفعله وما هو التصرف الصحيح فيما جد عليها من امرور لا تكاد تصدقها وامل بسيط يداعبها بان يكون الامر مجرد خدعة او فخ وبانها ستجد نادر ينتظرها في الشقة .. شهقت بالم على امالها الحمقاء وبيدها المرتجفة فتحت القفل وذهنها يراجع عنوان دار اهل نادر حتى تتمكن من الذهاب اليهم بعد ان تضع اغراضها فبالتاكيد وبعد ثمان ساعات سيكون نادر قد تزوج بالفعل والا لكانت سلمى قد بعثت لها برسالة اخرى لتنفي الخبر .. وهناك .. وم ان دخلت الشقة .. حتى وقعت عيناها عليه وهو يخرج من المطبخ وبيده طبق فيه شطيرة على ما يبدو قد اعدها كعشاء له .. وما ان وقعت عنياه عليها حتى شهق متسائلا ( نسمة .. مالذي حدث .. اليس من المفترض ان تصلي بعد ساعة .. نسمة .. ما بك حبيبتي .. هل انت بخير )
كانت قد بدات تتقدم نحوه وقد تمثلت كل هواجسها امامها وروحها تبكي بعنف ظهر في دموعها المسكوبة على وجنتيها وهي تساله بصوت مرتجف بجنون ( حبيبتك .. هل انا حقا حبيبتك .. وهل ان كنت كذلك يطيعك قلبك على فعل هذا معي )
ببطء وضع الطبق من يده على احد الرفوف المعلقة عند باب مطبخ الشقة ثم اقترب منها بدوره حتى امسكها من ذراعيها وهو يسالها بحذر ( مالذي فعلته .. نسمة لم افهم .. ما بك .. هل حدث شيء لك بالطائرة .. هل )
قاطعته وهي تضرب صدره بقبضتها ( اللعنة على الطائرة وعلى السفر وعلى كل شيء فقط .. فقط قل لي امر واحد .. قل لي انك لم تفعلها )
كانت في حالة من اللاوعي وعيناها الزائغتان تراقبان كافة تعاليم وجهه منتظرة منه اقل رد على سؤالها .. بعمق ظهر التفكير بعينيه وهو يعقد حاجبيه مجيبا ببطء ( لقد .. علمت .. بالامر .. على ما يبدو )
ضربته مرة اخرى على صدره وهي تدفعه بعيدا عنها وقد بدات اعصابها بالانهيار ( تكلم وكف عن الدورااان .. هل تزوجت سمر )
رفع حاجبيه بسرعة قبل تداركه للامر الذي فاجاه فاقترب منها مرة اخرى ليحكم قبضتيه حولها متسائلا بحذر اكبر ( وما رايك .. هل افعلها حقا )
تلاحقت انفاسها مغمغمة بضياع ( لا اعلم .. لا اعلم ولم اعد اثق بشيء حقا .. انت خنتني .. انت قلت انك ستقف امام اهلك .. انت .. ان كنت تريد طفلا فهل هذا يبرر لك زواجك من اخرى .. انت خائن .. انت .. )
هزها نادر بقوة ويداه تحتويانها بحنان وهو يهتف بدوره ( اصمتيي .. نسمممة يا مجنونة .. هل تعتقدين ان من يتذوق السم مرة سيغامر لتذوقه مرة اخرى .. )
لوهلة لم تفهم كلامه وقد تشنجت كل عضلاتها .. نظراتها التي ثبتتها عليه برجاء متسائل جعل ابتسامته ترتسم بياس وهو يقول بحزم ضاحك ( بصراحة يجب ان اعطيك جائزة نوبل على ثقتك العظيمة بي ولكن اعتقد ان من اوصل الخبر لك جعله اكيدا لذا انت بهذه الحالة )
بصوت ازداد تشتتا مع ذلك الدوار الذي احاط بها همست بضياع ( م .. مالذي يعنيه هذا )
بحنان ضاحك ضمها الى صدره متغلبا على مقاومتها وكلماتها المخنوقة المهددة بضعف ( نادر تكلم .. انا ساقتلك ان تزوجتها ساقتلك .. اتركني .. لا تحضني .. كيف تضحك هكذا .. يال قلبك الفولاذي .. يال قسوتك ال ..)
زاد من ضمه لها وهو يجيبها بنبرة مرتجة من اثر ضحكه الغاضب ( احمدي الله باني اضحك والا كنت قتلتك على ما تقولينه وتفعلينه بي .. وقبل ان تبداي بنوبة جنون اخرى فجواب سؤالك كلا .. لم افعل .. فانا بصعوبة احتفظ بعقلي مع زوجة واحدة فهل سأبلي نفسي بزوجة اخرى ايضا .. بصراحة لازلت احتاج لعقلي )
في البدء لم تفهم ما قاله وقد استكانت بالكامل بين ذراعيه في محاولة لترجمة رده عليها .. عقلها الذي كان يسبح في محيط من الاالغاز امامه اعلن استسلامه وهي تسال بحرروف متعثرة غير مفهومة وقد ابتعدت قليلا عن نادر ( مالذي .. تعنيه .. انت .. لم .. تتزوج سمر )
ابعدها عنه بدوره وانحنى حتى قارب وجهه من وجهها وقد تقابلت عيناهما وهو يؤكد بحزم ( كلا .. لم اتزوج سمر .. فانا متزوج من نسمة .. هل تعرفينها ياترى .. انها تشبهك بعض الشيء و .. اااه )
صرخ بالم وقد وصلت اعصاب نسمة الى الذروة فضربت بجبهتها جبهته بكل قوتها عل عقلها يستيقظ من ثباته .. ضربة المته ولكنها اوقعتها هي بعد ان شعرت بضرورة تاكدها بانها لا تحلم .. صوته ارتفع بحنق ( يا مجنونة انت .. ياللهي نسمة .. هل انت بخير )
كانت قد تقوقعت على نفسها بطريقة يائسة واغمضت عينيها بمحاولة منها لتعود لرشدها ولتتحكم بذلك الانتفاض العنيف الذي اصاب جسدها مع شعورها بالبرودة التي اخترقت عظامها .. امور علمت بانها نابعة كردة فعل متاخرة من جسدها للصدمة التي تعرضت لها وضغطها الكبير على اعصابها طوال فترة قيادتها للطائرة بعد ان سمعت الخبر الذي سبب انهيارها بالكامل فهمست بتعب راجي ( اتركني يا نادر قليلا )
منظرها اذهب صواب نادر الذي انتفض بدوره برعب عليها فلم يستجب لكلامها بل سارع لحملها ليتفاجئ ببرودة جسدها المرتعش فاتجه من فوره الى السرير ليستلقي معها هناك وهو يضمها ويفرك جسدها عله يعيد لها حرارة دمائها وقد ضمها بقوة كي تستمد السخونة من جسده كما ودثرها بغطاء ثقيل وهو يتمتم بحنان ( اعتذر حبيبتي .. اعتذر لاني اردت ان اشاكسك فلم انفي الامر سريعا .. لم اكن اعلم انك سمعت بالخبر .. الى الان .. فقط اخبريني .. كيف )
ولم يكمل سؤاله وقد شعر بانانيته وهو يسالها وهي في هذه الحالة فزاد من ضمها مغمغما وقلبه يتالم عليها ( لا عليك .. لا تتكلمي .. فقط ارتاحي )
لم يعلم كم مضى من الوقت حتى هدأت ارتجافة نسمة وبدأت تعود لحالتها الطبيعة وقد تلون وجهها بعد شحوبه الكامل .. ببطء رفعت راسها عن صدره مغمغمة ( سلمى .. بعثت برسالة .. اخبرتني .. بان اهلك .. ينون اجبارك .. على الزواج من .. سمر )
رفع نادر حاجبيه محاولا الاعتدال قليلا بجلسته وبنبرة مستنكرة قال ( وهل .. صدقتي بانه .. من الممكن ان افعل هذا بك )
سحبت انفاسها بصوت مسوع قليلا وهي تهرب بعينيها عنه ( لقد قالت بان سمر تعاني من مشكلة .. لا اعلم يا نادر .. لم اتمكن من التفكير ابدا وبصعوبة قدت الطائرة في طريق العودة ولولا لميا لما وصلت حية )
شهق نادر وهو يضمها اليه بقوة قائلا بغضب مجنون ( كيف تفعلين هذا .. كيف تقودين الطائرة وانتي بمثل هذه الصدمة .. كان يجب عليك الاعتذار عن القيادة بدل ان تغامري بنفسك وبمن تقودين من المسافرين )
كلماته جعلتها تغمغم باستسلام ( معك حق .. ولكن .. تخيل نفسك مكاني وبان رسالة وصلت لك وانت في بلد اخر تخبرك باني ساتزوج غيرك .. فهل كنت ستجلس مكتوف الايدي وتنتظر كابتن طائرة اخرى ليقودها بدلا منك وانت تقدم اعتذارك)
لوهلة لم يرد نادر وهو يحاول التماسك وقد هدد بركان الغضب بداخله على الانفجار الا ان حالتها جعلته يتماسك بصعوبة وهو يجيبها ( لا تعيديها حتى بالكلام يا مجنونة فلو نظرتي فقط لرجل اخر لقتلتك يا نسمة وقتلته بعدها .. و .. ربما معك حق لما انتظرت لدقيقة قبل عودتي بالطائرة )
رفعت عينيها نحوه متمتمة ( ارايت .. حتى بحكمتك لم تحتمل مجرد ضربي لمثال .. فما بالك بما حدث معي .. ثم انني كنت معتمدة على لمياء .. وانت تعلم مهارتها الاستثنائية بالقيادة فهي من تلاميذك .. كما انها قريبا جدا ستاخذ شارة الكابتن)
زفر نادر انفاسه ببطء وقد ارتخت يداه قليلا من حولها ليسمح لها وله بالاعتدال في مجلسهم كي يتمكنو من التحدث وبنبرة سطحية اراد بها شغل تفكيره غمغم ( اجل .. معك حق .. الفتاة تملك ركوزا عاليا وهدوء غريبا كان دوما ما يجعلني اتساءل هل يوجد اي شيء في الدنيا من الممكن ان يؤثر على سيطرتها )رفع نظره نحوها ليتفاجئ بالشرر المتطاير منها وقد عقدت حاجبيها وزنت شفتيها .. انتبه عندها لما قاله فابتسم من طرافة الموقف وهو يضيف ( وهنا اتكلم بصفتي طيار معجب باداء تلميذه دون تحديد طبيعة هذا التلميذ .. اي انني لم اقصدها كونها انثى .. بصراحة ستكون قائدة طائرة فذة واستثنائية )لوهلة زاد انعقاد حاجبي نسمة وهي تضيق عيناها فعلم انه زاد الطين بلة ولما فتح فمه في محاولة منه للتصحيح سمع زفرتها المعترضة بغضب ( اوووف .. ساحاسبك فيما بعد على حديثك هذا فانا ايضا معجبة بلمياء ولكني الان اشعر نحوها بالغيرة كزميلة وكانثى فانت لم تمدح يوما بي هكذا )رفع نادر كتفيه ببساطة ( انا تزوجتك نسمة .. وهذا يدلك على مقدار تاثري بك .. فلم تتواجد انثى هزتني كما فعلتي .. انا عن كونك قائدة طائرة فيكفي ثقتي بك وتحملي كل شيء لتحققي حامك فلو شككت بمهارتك لما سمحت لك ابدا بالبقاء في مهنتك )اطرقت نسمة راسها مثبتة انظارها على يديها اللتان تفركهما بتوتر مرتجف جعل نادر يسالها بحذر ( حسنا .. ما بك )لم تستجب له في البدء .. وعندما ازداد شكه ومد يده ليرفع ذقنها ارتفع راسها بفجائية وهي تقول بحزم ( نادر .. انا اريد طفلا منك )تعلقت يده المرفوعة في الهواء وعيناه تتسعان وقد عجز عن النطق .. ثوان قضاها متاملا ملامحها وهو يحاول استشفاف طبيعة تفكيرها وجديتها قبل هتافه بها ( هل تمزحين ام انك تحاولين التشويش على قلقك ... البارحة تشاجرنا على هذا الموضوع واليوم تطلبينه .. حبيبتي هل انت بخير )بهدوء حاول ضمها وشعوره بردات فعل صدمتها لما حدث يضاعف المه .. فوجئ بانتفاضها بعيدا عنه وبانفجارها به ( كلا .. لست بخير ومع هذا قرار انجابي ليس له علاقة بجنوني فكل ما هنالك اني عندما تعرضت لازمة اكتشفت اني لم احقق اجمل شيء في زواجنا وهو تتويج هذه العلاقة بطفل يزيد اواصرها ويقطع الحبل امام الجميع كي لا يبعدونا عن بعضنا )زفر نادر انفاسه بضيق ( يا حبيبتي .. ربما اكثر ما اريده منك هو طفل ولكن ان يكون سببك فقط كي لا ابتعد او لتزيد قوة ارتباطنا فلا يستطيع احد تفريقنا فهذا خاطئ وبعد فترة ستندمين عليه وتشعرين بانك استعجلتي )لوحت باصبعها بعصبية امام وجهه ( هل تنكر يا نادر ان وجود الطفل سيسعد اهلك وسيبدؤون بتقبلي .. هل تنكر بانه لو كنت حاملا لما ضغط عليك اهلك لتتزوج من سمر في اول مشكلة وقعت لها )حرك راسه نفيا ( الموضوع ليس انكارا كل ما هنالك ان مشكلة سمر كانت تحتاج لرجل يتزوجها بشكل اكيد .. ومع ذلك فعندما عرضو علي الامر رفضت بالكامل ورجوتهم ان يبحثو عن اي حل اخر .. فانا لم اكن لاخون ثقتك يا نسمة .)نظرت نسمة بحذر اليه ( اتعني ان المشكلة لازالت معلقة وانك تود استشارتي في موضوع س .. ياللهي ساقتلك يا نادر )هجمت نحوه ولكنه تلقاها بسهولة وقد احكم قبضته عليها بعد ان ثبتها بجسده على السرير في وضع مستلقي وقيد يديها فوق راسها .. وجهه الذي اقترب من وجهها احرق بزفراته اللاهبة اعصابها وهي تحاول الفلات منه .. بحزم لاهث هتف ( اهدئي .. بالطبع كلا لن اتزوجها .. لقد اوقف تامر الامر بتقديمه نفسه لهذه المهمة وطلب يد سمر من عمي وقد عقدو قرانهما بشكل فوري .. لقد اخبرتك ان المشكلة لم تكن تحتمل الانتظار )سكنت حركتها بالكامل وهي تنظر له بذهول ( تامر ... تااامر تزوج من سمر .. حقا .. ياللهي .. ولكن كيف فعلها ولماذا )بنبرة اخذت تستعيد هدوءها احابها ( كيف .. كما كل البشر .. فهو لم يعجبه ان تتعرض ابنة عمه للقيل والقال ان برز موضوع زواجها مني هكذا بشكل فجائي وبما انه ليس لديه اعتراض على شخص سمر بل ويعتبرها مثال للزوجة الصالحة حتى بعد كل ما جرى لها لذا تقدم هو بدلا مني .. اما لماذا فلان تصرفه بنظره هو الامر الطبيعي فانا متزوج ورافض لفكرة التعدد ولو تزوجت سمر فسيكون لفترة وقد اطلقها فلما يعرضني انا لجحيم الاختيار وهو قادر على انقاذنا جميعا )رفرفت نسمة بعينيها مغمغمة ( لقد ابتدأت احب تامر رغم انه لم يكن يطيقني وكنت اخاف التحدث معه لجلافته .. ولكن .. هذا يعيدنا لنفس النقطة .. انت لم تتوقف عن الزواج عن سمر الا لوجود بديل .. وما ادراني عما تحمله الايام لنا .. نادر انا اريد طفلا .. اعتقد ان هذا حقي فانت قلت انه عندما اكون مستعدة واتخلى عن حلمي سنفوم بهذا )تحولت نظرة نادر لليأس وقد توترت عضلاته وبحنق قال ( انت .. ياللهي هل تستمعين الى نفسك يا نسمة .. اقول لك باني كنت رافضا اصلا .. ثم لما لا تثقين بي .. موضوع الطفل ليس لعبة تمتلكينها لتثبتي ملكيتك في شيء و .. )قطع كلامه مع حركتها المفاجئة التي قربت وجهيهما سويا بعد ان رفعت نفسها قليلا باتجاهه .. وبانفاسها اللاهثة اجابته ( ليس ملكية .. لقد علمت اولوياتي فقط )ارتخت يدا نادر وقد تشتت تركيزه في محاولة لفهم كلامها فاستغلت نسمة الفرصة لتحرر يداها وتحيط عنقه مقتربة بشكل خطير منه وهي تتابع بعاطفة جياشة ( عندما وضعت في المحك شعرت ران احلامي ابدا لم تكن متعلقة بوظيفتي بل تغيرت كليا لتشملك انت واطفالنا في بيت مستقر يسوده الحب والسلام )
تنحنح وقد استنفرت كلماتها كل احلامه فخرج صوته اجشا ( مالذي يفترض ان يعنيه هذا تحديدا .. هل اصبح كل ما تريدنه هذا فقط .. هل تخليت عن مهنة الطيران مثلا )
كان يحاول التماسك امامها قدر استطاعته خاصة مع شدة تمسكها به وكانه سيذهب بعيدا عنها .. بنظراتها الذائبة بصدق وبقلبها القاصف بعنف اجابت ( بصراحة .. انا اعلم باني ساضعف وساطلب منك ان لا اتخلى كليا عن مهنة الطيران ولكني سانتقل لخانة مدربة طيران بدلا من عملنا الشاق هذا وبهكذا لا اظلم بيتي .. نادر.. هل تصدقني )
كانت انفاسهما المتلاحقة علامة على صعوبة تركيزهما وهما في هذا الوضع ومع ذلك عناد كبريائهما انتصرفسالها نادر بدوره ( وهل انتي حقا تعلمين معنى قرارك ؟ ففي النهاية هذه مسؤولية كاملة وحياة ستتكون بداخلك انتي )
بلهفة اجابته ( نادر .. تعلم .. يبدو ان عنادي السابق في هذا الموضوع لم يكن الا خوف من شعوري بضياع كينونتي التي جاهدت دوما ببنائها وحاربت الجميع لاجلها .. عندما كنت اشعر بانكم تودون سلبي هذذا كنت اثور دون ان افكر هل حقا هذا فقط ما اريده .. بالطبع كلا .. بالنهاية اجل احب الطيران ولكني اعشقك انت ايضا .. عندما قلتها مرة بانك في كفة ستغلب الطيران كنت صادقة وهذا ما شعرت به .. كياني الذي سيكتمل ايضا بوجودطفل ينتمي الي واكون والدته .. انه شعور جميل جدا .. ونجاح كبير من ناحية اخرى اعتقد اني ساعشقها .. اجل يا نادر .. انا واثقة من جهوزيتي لهذا الامر ومن ارادتي الكاملة به .. ثمن سماعي لكلمة امي ستساوي عندي كل رحلات الكون .. هذا ما فكرت به في البدئ عندما علمت بقرار تزويجهم لك .. وبصراحة بعد سماعي لما فعله تامر لينقذك اصبحت واثقة اكثر فانا لست مستعدة للتخلي عنك ولو دافعت عنك بحياتي )(
ابتعد قليلا وهو يشهق ( هل ذا مدح ام ذم .. لازلت تشكين ايضا بعائلتي وباني كان من الممكن ان اضعف .. حسنا نسمة هل يا ترى لي خيار بموضوع الطفل .. هل لو رفضت كما فعلتي انتي سابقا ستلتزمين بالامر )
بجراة مشاكسة اجابته ( كلا .. القرار قراري انت قلت هذا )
عقد حاجبيه وهو يبتعد اكثر عنها متسائلا بنبرة امتلات تحذيرا ( القرار قرارك في التوقف عن تناول حبوب الحمل ولكني مشترك بالطبع في تكوين الطفل .. لذا )
وابتعد الا انها عاجلته بجذبه نحوها فسقط كليا فوقها وهي تقول بدلال انثوي طاغي ( لا تحاول نادر صدقني تنازلك هذه المرة لن يقلل من دكتاتوريتك ولن يجعلني اعتقد انك قد رضخت لقراري)
رفع راسه وقد تخالط الضحك مع الحنق في نفسه وهو يساله ( اذن انا دكتاتوري .. ومع .. انت كي .. انتظري فقط )
كانت قد بدات بتقبيله بدعابة تقاطع فيها كلماته .. اوقف حركتها وقد ازداد حنقا وهو يصرخ ( نحن نتناقش هنا بشكل جدي .. اهدئي و )
قاطعته للمرة الثانية وهي تحيط عنقه بيديها بغنج مغري ( هل تصدق ننا في وضعنا هذا نناقش امرا جديا .. هيا نادر الم تشتق لي )
لوهلة تغالبت المشاعر بداخله الا ان منظرها اللطيف وعشقه اللانهائي لها جعله يتنهد باستسلام وهو يجيبها بياس ( اتعلمين .. انت .. وانت الوحيدة فقط .. القادرة على ان تقنعني بما تريد وتجعلني ارضخ لها عندما تريد .. معك اشعر بضعفي ومع ذلك استمتع بهذا الضعف لانه موجه لك .. والان (
وقترب منها بشكل خطير جدا حتى كادت شفاهه ان تمس ششفاهها ويده تبدأ رحلتها المعتادة وهو يسالها بخبث عاشق ( اذن تريدين طفلا .. سيكون عليك فعل الكثييير كي اقوم بدوري في الامر .. فهل انت مستعدة )
قضمت شفاهها باثارة كاجابة له .. رنين هاتفها المتتابع قاطع قبلته التي اكتسحها بها وقد ضاع كليهما في عالمهما .. صرخة حانقة خرجت من شفاه نادر الذي هتف ( من هذا الغليظ الذي يعلم جيدا متى يتصل .. يعني لما الالحاح .. ان لم نرد فهذا يعني الا تعاود الاتصال )
ضحكت نسمة وقد اعجبها فقدان سيطرة نادر على نفسه بسببها .. بارتعاش مدت يدها لترى من يطلبها بعد ان ابتعد نادر عنها قليلا محاولا السيطرة على نفسه .. بنبرة هامسة اجابت ( انه .. سراج .. يبدو انه يود الاطمئنان علي لاني لم اقابله رغم وعدي له بذلك )
رفع نادر حاجبيه بسخرية قائلا ( اخبري اخاك انه ان اراد ان يصبح خالا الا يقاطعنا كما يفعل دائما )
حولت هاتفها على الوضع الصامت ثم مدت يدها لتجذب نادر نحوها قائلة ( وهل قاطعنا .. لا يهم سارد عليه بعد ان استمتع مع زوجي )
غمغم نادر بلهثة ضاحكة ( لقد اصبحت وقحة .. ثم لقد قطع اندماجي و .. ن .. )
لم يكمل بالطبع كلامه وهي تعيده اليها بطرقها التي تعلمتها منه .. فان كان هناك شيئا استطاع نادر ان ينجح به مع نسمة فهو ان كليهما روح واحدة منفتحة المشاعر .. لذا .. فلقد كانت دوما معه جريئة في اخذ حقها ومنحه حقه بطريقة تخطف الانفاس من روعة بذلها وعطائها وتضحيتها وعشقها له والذي يقابله بما يماثله من حب واحتواء وحنان واحترام يجللها به فلا يسمح لاحد ان يهين كرامتها ابدا .
تنهد سراج وهو ينظر الى هاتفه بياس فيبدو ان شقيقته لن ترد عليه ولكن على الاقل هو مطمأن ماذال هاتفها مفتوحا كما ان الاخبار السيئة دوما ما كانت الاسرع بالوصول زز وضع الهاتف على طاولة المطعم التي يجلس عليها وعادت عيناه تجوبان المكان في محاولة منه لتهدئة اعصابه .. اليوم .. واخيرا .. سيقابلها .. واخيرا وافقت على ذلك بعد ان طالب بهذا عدة مرات .. وكما العادة احتاج ان يهددها كي توافق في النهاية على المجيء .. كم يشعر بانه نذل معها فقط .. تلك الانانية لا تظهر الا لها فطبعه مع الجميع معطاء .. لما معها دوما ما كان ياخذ فقط .. نار شبت بروحه وهو يتذكر ما حدث له عندم تلقى خبر زواجها من علي .. صدقا لقد شعر بان دياه قد انتهت وهو يتخيل سما المعطائة تبذل كل شغفها لرجل اخر .. ذلك الشغف الانثوي الذي لم يذقه الا هو من دون الجميع فهي تجيد اخفاءه خلف اقنعة هدوئها وطيبة قلبها .. طيبة يبدو انه السبب باختفائها .. مازال يحاول ان يستوعب كل ما حدث .. ان يستوعب بانه انتهى.. كل حبه قد انتهى .. فمثلما يحدث دائما معه عندما يوضع في مفترق طرق بين حبه ومسؤولياته يختار مسؤولياته .. ورغم تمرده ورفضه السابق .. رغم ثورته العاتية واصراره .. في النهاية استسلم امام حقيقة الموت .. موت الرجل الذي تبناه في نفس اليوم الذي اعلن فيه رغبته بتطليق ابنته.. موت شعر بانه هو سببه ليزيد ثقل حجم مسؤولياته اتجاه ناتاشا.. خاصة بعدما تم تنصيبه على عرش القوة ليكون معها الامر الناهي بقرار رسمي من ذلك الذي توفي امامه وبسببه.. لم يتمكن من فعل اي شيء سوى الخضوع لارادة الله .. ببساطة لم يستطع ان يبادل من احسنو اليه واحتوه بمن يرف لها قلبه بجنون .. والان .. وبعد ان امتلك كل شيء .. بعد ان تخلى ايضا عن كل شيء .. راها .. راى تلك الملكة المحاربة بكامل جبروتها وقد عادت .. عادت كمن خرج من جحيم الجمال .. هل يعقل ان تكون تلك الواقفة عند باب المطعم بكبرياء كاسح هي نفسها من خسر بسببها اهم كنوزه عندما تخلى عنها .. قلبه .. تلك المراة الماسية المظهر الفولاذية النظرات الثلجية النبرات اهي حقا حبيبته .. السابقة .. اهي حقا سما .. صدمته من مظهرها كانت كبيرة جدا .. فحتى عندما كانت مع عائلتها الغنية لم تكن تملك تلك الهيبة بل كانت من البساطة بحيث تدخل القلب بلا استئذان .. راها تتجه نحوه فوقف سريعا ليرحب بها .. يده التي مدها للمصافحة كانت امنية ليلمسها كي يتاكد بانها حقيقة .. ومع ذلك حرمته حتى تلك الامنية وهي تنظر باستهزاء الى يده الممدودة وتتجاهلها .. يد اخرى مدت لتتلقى مصافحته مع صوت مشاغب لن يسنساه ( اهلا سيد سراج .. لقد سررنا برؤيتك )
التفت نحو اسيل التي ما ان راها حتى هتف ( اسيل .. كيف حالك .. اعذريني لم انتبه لوجودك .. ياللهي لقد تغيرتي كثيرا )
ارتفعت يد اسيل بتلقائية الى خصلات شعرها القصيرة وهي تجيبه بخبث ( بالطبع لن تنتبه لوجود المساكين امثالي عندما يقفون بجانب القمر في ليلة منتصف الشهر )
زجرة خرجت من شفاه سما بقسوة (اسيل .. اعتقد اننا هنا للعمل .. سيد سراج)
كلاهما التفتا نحوها مع كلمتها .. لم يتوقع ان يرتجف قلبه يوما مع نبرة انثى كما ارتجف الان مع نبرتها .. من هذه الفتاة التي امامه لم يعرف ولكنها حتما فتاة مكتملة .. باثارة غريبة التفت نحو اسيل يسالها ( كيف حالك .. فحتى العمل لا يجب ان ينسينا معارفنا القدماء .. و .. مالذي حدث لشعرك ؟ )
كان يتعمد استفزازها الا انه تفاجئ بثلجيتها وابتسامتها الراقية وكان ما يتكلمون عنه لا يعنيها .. بهدوء ضاحك اجابت اسيل وعيناها تتنقلان بينهما ( انا بخير سيد سراج .. اما شعري فيمكنك القول بانني اضطررت ان اقصه بعد ان تعرضت للعلاج الكيميائي بسبب السرطان )
صراحة انتفض لها سراج وعيناه تتسعان بذهول وهو يسال اسيل ( سرطان .. انت .. سلامتك .. كيف حالك .. ومتى .. بل اين .. ياللهي اعتذر حقا على اسئلتي )
كان انتباهه قد ركز بالكامل على اسيل التي رفعت كتفيها بلامبالاة واضحة وهي تجيبه ( لا عليك .. حسنا لقد اصبت بالسرطان سبقا ولكني تعالجت منه ثم شكو بعودته قبل ستة اشهر وطالبوني باعادة العلاج الكيميائي والحمد الله الان كل شيء بخير .. يمكنك القول باني تغلبت عليه مرة اخرى . لنرى متى سينوي شن هجمته الثالثة )
كلماتها وصراحتها صدمتاه بشكل كبير .. عدم اهتمامها بردة فعله جعلته يدرك كم هي متصالحة مع نفسها ومه هذا المرض ومستعدة لكافة الاحتمالات بروح رياضية تدعى للاعجاب .. ببساطة لم يستطع ان يرد على كلامها الشجاع بل لم يجد كلمة يعبر فيها عن امله لها بالشفاء العاجل .. ابتسمت له وكانها ادركت من نظرته ما يود قوله .. ثقة منبثقة بقوة من فتاتان لم يكونا هكذا يوم .. سلخ نظره عن اسيل ليركز على تلك المنعزلة بالكامل عنهما .. وبعملية تساءل ( اعتقد اني ساطلب الكثير ان سالتك عن حالك وعن عماد )
ببرود اجابته ( انا بخير .. وعماد بخير .. ترى كيف حال ناتاشا .. وصوفيا )
مط سراج شفاهه وهو يتراجع للخلف مستندا على ظهر الكرسي ليسمح لنفسه بمساحة رؤيا افضل مجيبا بهدوء ( ناتاشا لازالت متاثرة من وفاة والدها اما صوفيا فساعمل قريبا على تعريفها باخيها عماد ان لم يكن لديك مانع )
بنفس البرود اجابته ( بالطبع حقك .. يجب ان يتعرف الاخ على اخته .. يمكنك التواصل مع نسمة عندما تريد ذلك وهي ستحضر عماد لك )
سالها بغيظ ( اذن ستكون نسمة دوما بيننا ؟ اليس من المفترض ان نتناقش بشكل مباشر.. ام ان علي يمنعك .. لانه يغار )
اضاف جملته الاخيرة ببطء وهي تحمل بين حروفها غضب الدنيا وغيرتها .. وبنفس البطء رفعت عيناها نحوه ليتفاجئ بنظرتها المحتقرة له وهي تجيبه ( ولما يمنعني علي وهو واثق بانك لا تملك مثقال ذرة مشاعر في قلبي .. لا تطري نفسك كثيرا يا سيد سراج فلقد انتهيت بالكامل من حياتي )
كانت كلماتها رغم انه يعلمها جيدا الا انها مثلت صفعة لروحه بعدما ارتبطت بصوتها المحتقر ونظراتها الفولاذية .. لما لا ينساها ويرتاح .. لما يظل قلبه يهفو اليها وهو يعلم ان لقاءهم ما هو الا عذاب لكليهم .. كانت نظراتهما المتبادلة كمن يرسم عهدا غير مقروء بينهما .. هي بتخليها عنه وهو .. بوعده لنفسه ان يحاول ان يحصل على احترامها على الاقل .. صوت اسيل ارتفع عند هذه النقطة وهي تقول بهدوء ( ما رايكما ان نبدا بالعمل .. استاذ سراج انت طلبت حضورنا كي توافق على عملية دخول الاموال الى مصرعن طريق بنككم ليتم تمويل المشروةع الذي بدئنا بانتاجه هناك )
تنحنح ليعود لطبيعته العملية وهو يلتفت نحو اسيل مجيبا ( بصفتي مدير البنك الذي اخترتم التعامل معه كان يجب ان اقابلكم لاوضح عدة نقاط واجهتنا .. فبالرغم من عملكم مع الشركة الاكثر انتشارا في اوربا الا ان مصدر رؤوس الاموال التي تخصكم يوجد فيه بعض النقص في المعلومات .. وصفقة كهذه تكون كمغامرة لنا ولكم .. فهل انتم مستعدون لخوضها .. يجب ان احذرك .. بالنسبة لي ساحاول قدر استطاعتي تنظيم عملية الدخول كي يكون الامر صحيحا ولكن .. ضخ كمية الاموال هذه في هذا المشروع قد يحدث اهتزازا في سعر سهم الشركة ان حدث اي خطا )
رفعت سما حاجبيها متسائلة باستفزاز ( هل انت خائف من المغامرة خاصة مع خادمة لا تفقه شيء .. اخبرني سيد سراج وانا ساستعين ببنك اخر )
ارتجفت مقلتيه وهو يسمع تلك الاهانة التي التصقت بها بسببه .. وبهمسة اجابها ( لم تكوني يوما خادمة بل دوما سيدة يفتخر الكل بها وانا الاحمق الذي لم ادرك هذا الا مؤخرا لاكتوي بنار حبك بعيدا عنك بعد ان خسرتك ) كلماته لاقت التماعة غامضة بعينيها مع تجاهل تام له وصمت يدل على رفضها الخوض باي نقاش يمس المستقبل .. تنحنح سراج عندما لاحظ كم ان الوقت مبكر على محاولته شرح دواخله وقرر الالتزام حايها بالعمل الذي بينهم لذا رفع كتفيه مضيفا بتاكيد ( لن تجدي اي بنك يقبل تولي هكذا صفقة لان عامل المغامرة فيها كبير ولولا ثقتي بك وبقوة مركز بنكنا لما منحتك اي شيء ..كل ما هنالك اني احاول اظهار كافة الامور التي من الممكن ان نتعرض لها كي اكون واضح وصريح معك )
نظرت اليه بشكل مباشر متحدي ( وقد اجبتك .. هل اقتنعت اذن )
حرك راسه موافقا ( اقتنعت بجدية عملك ورغبتك للنجاح .. لذا ساكون معك واقدم كافة التسهيلات لك .. يمكنك بعث الاستاذ سمير الي غدا لنمضي العقود ونبا بالعمل )
وقفت سما بفورية ما ان انهى كلامه فهتف بسرعة وهو يقف بدوره ( انتظري .. على الاقل اكملي فنجان قهوتك )
نظرة واحدة كانت كفيلة باخراس كلماته وهو يرى كم تبذل من جهد كي لا توبخه كما يستحق .. اوما لها بتحية مبهمة وهو يمد يده لاسيل التي صافحته مودعة .. عيناه لم تحيدا عنها .. كل شيء فيها اصبح مثاليا .. ليس وكانه لم يكن يراها هكذا ولكن لان الجميع ايضا سيرها ايضا هكذا . هل هو اناني .. اجل هو معها اناني .. في حبه لها اناني .. حتى في ابتعاده عن ابنه اناني .. وبخداعه لنتاشا وخيانتها ولو فكريا اناني .. الا انها الانانية التي تجعله في كل دقيقة يسقط صريع هواها رغم كل شيء .
بنظراتها المتطفلة هتفت سما بضيق وهي تلتفت نحو اسيل ( هلا كففتي عن حركاتك هذه وتكلمتي بوضوح .. منذ خرجنا من عند سراج وانتي تتصرفين بهذه الطريقة المستفزة )
ابتسمت اسيل مغمغمة ( كنت اود التاكد من موت مشاعرك نحوه )
سالتها سما باستهزاء ( ومالذي توصلت اليه يا فرويد )
ضحكت اسيل بانطلاق مجيبة ( هل عداك مصطفى فاصبحت تطلقين علي هذا الاسم .. اتعلمين انا لن اجيبك فيبدو انك واثقة بان مشاعرك انتهت )
التفتت نحوها سما متسائلة بحذر ( وهي انتهت بالفعل .. مالذي تلمحين له )
بغموض اجابتها ( لا شيء .. هيا بنا لنسرع كي نلحق اجتماع لجنة التنفيذ والا سيقتلنا علي ان تاخرنا )
وكان اسمه استجلب كل معالم الحزن على وجه سما ليخترق ضباب عينيها قسوة الثلج التي تحيط بها .. بلا ارادة منها شردت وهي تركز انظارها الى الطريق الذي تنهبه السيارة من خلال زجاج النافذة .. علي الذي كان دوما مثار راحتها اصبح الان رمز المها وضياعها .. تنهدت مرة اخرى بلا وعي وقد شعرت بروحها تنزف الما وهي تتذكر مخاوفها التي بدات تروادها خلال الاسبوع المنصرم .. هل ستفقده حقا بعد كل ما قامت به لاجله .. هل ستفقده بعد ان اصبحت تعشقه بجنون .. ومن ذا الذي لا يعشق علي .. بكل عنفوانه ورجولته وكبريائه وشهامته .. بكل مجهوداته التي يبذلها كي يحميها .. لقد اصبح مفهوم الرجولة مرتبط عندها بعلي .. ولكنها رجولة موجهة لانثى غيرها .. اجل .. لن تستطيع الانكار اكثر من هذا .. في البدء كانت تشك ولكن الان اصبح الامر واضحا وصريحا .. فقلب علي الذي تمنت يوما ان تحصل عليه اصبح ملكا لامراة اخرى يتعمد هو اظهارها امامها ليوصل لها رسالته .. اجل تذكرت حديثها الذي دار منذ اسبوع مع اسيل بعد اجتماع كان يعقد بينهم .. اجتماع رات فيه علي كرجل محب عاشق وهو يساعد مرام .. تلك الشابة التي اتت للعمل عندهم كمهندسة متدربة ليتبناها هو ويتحول مجرد اهتمام الاستاذ بتلميذته لاهتمام الرجل بامراة احلامه .. وهنا هي لم تتوهم هذا بل واخيرا واجهها به قبل يومين .. عندما تجرات وسالته عنها فاجابها بوضوح بان مرام هي الفتاة التي حلم دوما ان تكون زوجته تحمل صفاتها .. كلمات ضربتها في مقتل .. وكان هو ينتظر منها ان تحاول فهمه واكمال تساؤلها الا انها جبنت وهربت من النقاش لخوفها من نهايته ومن طلبه الذي يظهر واضحا في عيناه .. تذكرت حينها وعدها لاسيل ونقاشها معها قبل ذلك .. فعندما انتهى يومها ذلك الاجتماع نظرت اسيل اليها بتمعن قائلة بعد فترة من الصمت ( حسنا .. الن تعلقي او تقولي شيئا )التفتت سما نحوها وقد ظهر ارتباكها الذي حاولت اخفاءه بنبرتها الثلجية ( على ماذا .. لم اكن اعتقد انك تنتظرين مني تعليقا )رفعت اسيل حاجبيها مجيبة بتحدي ( سما لا تتغابي امامي فانا اكثر من يعرفك وواثقة بانك تعلمين ما اعنيه بسؤالي )هربت سما بعينيها وهي تحاول الوقوف لتبتعد عن طاولة الاجتماعات قائلة ( ومالذي تعنيه .. اعذريني ان كنت غبية )ضيقت اسيل عينيها ( انت تعلمين اني اقصد ما حدث للتو بين مرام وعلي .. عتقد انك لاحظت هذا لانك انقلبت كليا بعدها ثم طلبتي فض الاجتماع )سقط الملف الذي كانت تحمله سما وقد ظهرت ارتعاشة يدها وهي تهتف بحدة ( انا لم الاحظ شيئا .. كما ان علي حر بما يفعله .. ارجوك لا تبدأي الان بوضع النظريات )وقفت اسيل بدورها ومدت يدها لتحتضن ذراع سما مربتة عليها ( يا حبيبتي انا معك .. اقسم اني شعرت بحرقة قلبك .. هل تعتقدين انك من الممكن ان تخفي احاسيسك عني )تلاحقت انفاس سما (ارجوكي يا اسيل .. لا تبداي .. فما تشيرين اليه غير موجود )حركت اسيل راسها رافضة ( بل هو موجود يا سما لا تنكري .. ولكن علي لن يراك ابدا بهذه النظرة التي تتمنينها فبسبب ما حدث هو لا يكن لك اي مشاعر )التفتت سما نحو اسيل هاتفة بغضب موجوع ( مالذي حدث يا اسيل .. كل ما فعلته انني حولت ما كان يقدمه لي علي من مساعدة بسبب شهامته الى مسؤلية لاني زوجته .. الا يحق لي ان ابحث عن ذلك الرجل الذي يعينني ويحميني انا وابني بدل ان اقع ضحية رجل مخادع كما في السابق)اقتربت اسيل اكثر منها محاولة احتواءها ( بل يحق لك ولكن ليس بتلك الطريقة التي استخدمتيها معه .. بسبب ما حدث علي لم يسامحك حتى وهو يتعامل معك بلطف .. لقد سلبتيه حسه الاخلاقي وشهامته وبالطبع كرامته عندما الصقت به تهمة سراج امام الناس )كانت سما تنتفض بعنف لاول مرة منذ زمن وقد تركت لدموعها العنان وهي تتقبل حضن اسيل مغمغمة ( لم يكن امامي حل اخر.. اقسم لك .. انا لم احلم يوما ان اكون السبب باذيته )ربتت اسيل على ظهرها بحنان ( اعلم ذلك ولكن .. من الصعب عليه ان يحتمل كل هذا خاصة مع وجود من يناديه بزوج السيدة )قضمت سما شفتيها بالم مجيبة (الله يعلم كم حاولت معه كي انقل جزء من الاملاك باسمه ولكنه يرفض .. انا اتالم بسببه .. اتالم من نظرة عتابه .. قلبي يالم من حب واثقة اني لن احصل عليه ابدا .. والان اراه معها.. )وصمتت غير قادرة على الاكمال وقد خانتها اعصابها لاول مرة منذ زمن طويل .. بوجع مماثل زادت اسيل من احتضانها مغمغمة ( انه نصيبك يا اختي .. ولكن عديني ان لا تظلميه مرة اخرى .. وبانه عنما يحين الوقت فانت سوف تحررينه منك )كلمات انغرست كانصال سيوف صدئة قيحت جروحها النازفة ودموع قررت نسيانها تعود لتخونها وهي تزيد من تشبثها باسيل وقد ارتعد كامل جسدها ( س .. سافعل .. سافعل ولكنك ستساعديني )
ذلك الوعد هو نفسه الان يقيديها .. فمهم كابرت او حاولت الهرب مما ترى وظلت متمسكة بعلي سيبكي ضميرها اكثر .. قسوة لم يتعمدها علي الا انه انتهجها في الاوانة الاخيرة .. كان يتكلم عن مرام امامها بتعمد وهو يخبرها عن كيفية قضائه ليومه .. الا يكفيه تلك الخناجر التي تجز صدرها فتنزفه .. سمعت صوت اسيل بنفس اللحظة التي شعرت بيدها تربت عليها ( هل انت خائفة من مقابلتهم )
لم تحاول التظاهر بعدم الفهم بل التفتت نحو اسيل قائلة ( مالذي علي فعله يا اسيل .. قلبي يؤلمني وهو يتعمد ان يظهر حبه لها امامي .. هل ينتظر مني ان افسد بيتي واحطمه واطلب الطلاق منه بعد ان شعرت معه لاول مرة بالامان .. بعد ان رايت ابني لاول مرة يضحك ويفرح ويتكلم بفخر عن والده علي الذي ينام في احضانه .. المشكلة ان علي لم يحاول ان يتفهم ما قمت به فقط حاكمني وحكم علي بالادانة )
تنهدت اسيل مجيبة ( وهل تلومينه بعد كل شيء يا سما .. لقد اجبرته بدورك على خوض هذه المهزلة .. والان هو يتعمد فعل هذا كي يقيس مدى تحملك لخيانته .. ارايت .. انه يثبت لك بانه خائن كي تكرهينه )
التفتت سما نحوها شاهقة ( وهل هذا يعقل .. لو خانت كل الدنيا فلن يخونني علي .. حتى لو قتل لن يفعل ذلك )
ابتسمت اسيل بمرارة ( انت من الصق به تهمة الخيانة عندما جعلته يتحمل وزر سراج .. وهو يحاول الضغط على ضميرك من هذه الناحية .. يبدو انه يحاول احياء سما القديمة فيما يفعل .. سما التي تهتم بالجميع الا نفسها )
هتفت سما بغضب ( اجل سما الحمقاء التي استغلها الجميع فظلموها .. اخبريني .. مالذي كان علي فعله وانا في تلك الورطة .. ان اتاجر عريسا مثلا ..لما لا تفهموني .. لما لا يحاول هو النظر الي كامراة وليس كسما الخادمة )
انتفضت اسيل مجيبة ( لانك في نظره سما وفقط .. سما اخته وفقط .. متى ستفهمين هذا .. هل تعتقدين ان عنادك سيجعله يغير رايه .. انت الان تجبرينه على تحدي كل اخلاقه ومبادئه كي يثيرك ويوقظك .. اذن فاقل ما تفعلينه هو ان تعودي لتلك الفتاة التي عشقناها جميعا .. فتاة كانت ستتقافز فرحا ان علمت بخطبة علي وبانه وجد من تحب حتى ان كانت تحبه بدورها .. لا فتاة تهرب وتتعمد بقاءه كزوج لها لان هذا يناسبها رغم كل العذاب الذي يتعرض له بسسبها ورغم ظلمها له .. اتعلمين انت اسوء من سراج حتى .. فسراج اذاك ولكنه جعل خيارك بين يديك اما انت فاذيت علي وايضا سلبته حتى حق خياره بما تقومين به بانانية )
شحب وجه سما وهي تستمع لاسيل التي لاول مرة تقسو لهذه الدرجة معها .. اسيل التي بدورها تغيرت كليا بعدما حدث معها .. بالم نزيف بدا يقتلها همست بتبعثر ( انا .. هل .. هل انا انانية .. هل .. )
لم تتمكن من اكمال كلمتها وقلبها يقصف بعنف اكبر وقد شعرت بمرار العلقم في فمها .. بحنان احتضنت اسيل كفهيها وهي تقول ( الحياة اقصر من ان نقضيها في الخلاف يا سما .. عيشي سعادتك دون ان تربطيها بشخص معين فلا احد يعلم متى الاجل .. لا تحاولي فعل ما يجعلك تندمين وتقولين ليتني لم اكن او لم افعل هذا .. والان .. حان اوان المواجهة فتشجعي )
ارتفع صوت السائق في تلك اللحظة ليعلن عن وصولهم الى مبنى الشركة فالتفتت كلاهما الى الخارج لتغادرا وكل واحدة يشغل عقلها امر سيؤثر على حياتها .. بخطواتها التي اعتادتها بنفس الثقة قطعت سما ممرات الشركة تتبعها اسيل باتجاه قاعة الاجتماعات .. وهناك راته .. كما العادة يرفض الجلوس بجانبها ويجلس في المقعد المخصص لقسمه .. قسم الهندسة التنفيذية .. حيث تجلس بجانبه مرام .. و سيف .. وادورد .. فريق التصميم الذي يترأسه .. فريق ضمن عدة فرق لعدة مشاريع كلها تتراسها هي في مشروعها الضخم الذي تعد العدة لبنائه في مصر كفرع للشركة التي تدعمها والتي كان زوجها شريكا لهم في السابق .. لم تعلم كيف مر الاجتماع عليها وكل يعرض خططته ويقدم ميزانيته وما يحتاجه لها .. قسم الانشاءات برئاسة علي .. قسم الاعلام برئاسة اسيل .. وقسم المحاماة برئاسة سمير الذي عين كمستشار قانوني لها رغم معارضة علي .. بالطبع كان هناك قسم التوريدات وقسم الازياء وقسم الاغذية ... شركة كبيرة هي مديرتها في النهاية وبعد كل ما تعرضت له .. شركة تعمدت تعداد انشطتها لتشمل العديد من الاقسام كي تتمكن من خلالها من النجاح الكامل في مشروعها فيكون ككتلة تجارية متكاملة .. ذاكرتها التي عادت بها لتلك الايام التي كان والدها فيها يسخر منها ويقلل من قيمتها .. ترى مالذي سيقوله الان عندما يرى الى اين وصلت في اقل من ستة اشهر .. وبنظرة غادرة عادت لترمق علي بلا سيطرة منها .. انه السبب .. رغبتها ان تكون خالية من اي عيب وهوسها الكمالي للنجاح وعملها الجنوني كان هو الوحيد الذي يستطيع احتواءها فيه ومساندتها والوقوف خلفها لتشعر بالامان فط من مجرد ظله بجانبها .. اجل .. منه دوما كانت تستمد قوتها ومن نظراته كانت تشعر بنجاحها .. حتى وهو غاضب مما فعلته .. حتى وهو يعاتبها دوما بصمته وبتعامله معها بمهنية .. حتى وهو يتعمد وضعها في اختبارات متتالية ليعيد ايقاظ ضميرها .. كان دوما في صفها ومعها لا يقبل ان يمسها ريح مؤذية .. هل تتخلى عن كل هذا لاجل وهم يسمى الحب .. هل تكافئه على ما فعله معها باجباره على البقاء كما هو .. تشوش وضياع جعلاها تنهي الاجتماع للمرة الثانية بسرعة وتهرب الى مكتبها وقد ارتجت كل خلاياها واعصابها التي تجاهد للحفاظ عليها .. طرقات سبقت دخول علي الى المكتب وهو يسالها ( هل انت بخير .. لقد شحبت وترنحت بشكل مفاجئ فاقلقتيني عليك )
يبدو ان المواجهة هي حلها الوحيد .. التفتت نحوه متسائلة بالم ( وهل لا زلت يا علي تشعر بالمي كما في السابق )
عينيه اللتان وجهتاها بالم اجابتاها قبل لسانه ( وهل لديك شك يا سما )
بالم اكبر سالته بالحاح ( لماذا تفعل هذا بي اذن .. لماذا تضغط على كرامتي كانثى )
ابتسم علي بسخرية متالمة ( اولم تفعلي بي هذا انت ايضا .. ربما عندما تشعرين بالالم الذي شعرت به يمكنك ان تفهميني )
اهتز صوت سما بقوة ( انت لا تحبها .. لا تحبها .. انت فقط تفعل هذا لانك مللت مني )
لاول مرة ترى لمعة القسوة بعيني علي وهو يرمقها قائلا ببرود ( هل تصدقين نفسك ياسما .. ربما معك حق وقد اكون لا احبها .. ولكنها اختياري انا .. وليس لاني مللت منك ولكن لاني انهيت كل واجباتي نحوك )
رفعت سمها اصبعها ملوحة امامه ( لمرة واحدة انظر الي كانثى محتملة .. كانثى قد تحبها وقد تعجبك )
كبريائها الذي مرغته بالتراب لاجله رفضه هو بقسوة اكبر وهو يرد عليها بغضب متالم ( لا استطيع ذلك .. ببساطة لا استطيع .. لا استطيع ان اراك الا اختي .. شعوري باي مشاعر اخرى ناحيتك يجعلني اختنق .. يجعلني ارى نفسي نذلا استغليت صداقة انى لاربع سنوات باسم الاخوة .. ثم انت لم تتركي لي اي خيار باجبارك لي على تقبلك )
صرخت سما بالم ( انا لم اجبرك انا كنت مضطرة .. هل كان لدي اي خيار اخر )
ببساطة اجابها ( اجل كان لديك .. ان تتركيني اضحي بنفسي دون ان تجبريني .. ان اراكي تغرقين فاعرض انا عليك الزواج لا العكس .. عندها كنت ساشعر بشهامتي لا بحقارتي )
اقتربت منه سما وهي تساله بضياع ( ومالفرق .. اجبني .. مالفرق في كوني عرضت عليك او كونك كنت انت من ستعرض عليه )
صرخ وقد فقد اعصابه ( الفرق في الخيار والاختيار .. انا رجل يا سما .. رجل يود ان يكون رجلا حتى على زوجته .. رجل لا يود ان يكون مجبرا على الزواج فقط من اجل وعد او من اجل سمعة قد تمرغت بسبب غيره .. لو انك تركتني اشعر بحاجتك كانثى .. بالمك وانتي تتعرضين لظلم .. كما كنت دوما .. لو انك فقط طلبتي مني ان اجد لك حلا .. اقسم بالله اني كنت لاحرق الارض لاجلك يا سما .. لكن الامر بدا لك كلعبة .. وكاني بيدق غير مهم تحركينه بارادتك لانك انت تودين هذذا .. وكان لا خيار لي انتزعت حتى اخلاقي التي اتغنى بها .. وبعد كل هذا تودين مني ان اراك كانثى .. ان كنت انت نفسك لم تتعاملي معي كانثى فكيف تطلبين هذا مني )
انتفضت سما وقد اخذ كلامه يصفعها بحقيقة ما قامت به وقد اهتز كل ما بنته حول نفسها من جدران واقنعة لتحميها من الوجع وبانة هامسة سالته ( وهي .. هل هي انثى امامك .. هل يدق قلبك لها .. هل تراها زوجتك .. هل تماثلني انا وقد اصبحت بهذا النجاح )
ابتسم بحزن مجيبا ( لا تغاري منها يا سما فهذا لا يليق بك .. اتعلمين انها ببساطة انسانة تمثل فيها كامل ما اردته يوما فانا لم ارد امراة غنية بل العكس اردت امراة بسيطة.. بريئة .. لطيفة .. رقيقة .. قوية .. شجاعة .. تتحمل مسؤولية من حولها .. ترى هل تذكرك هذه الصفات باخرى )
بهدوء مميت وبقلب انتفض نابضا نبضته الاخيرة تساءلت بشحوب ( انت .. انها .. هل )
لم تتمكن من اكمال كلماتها الا انه اقترب منها بدوره وهو يجيبها بكل وضوح ( انها انعكاس لسما القديمة الا انني هذه المرة رايتها كانثى من اول لحظة ولم اجبر نفسي ان اتعامل معها كاخت حتى اصبحت اختي بالفعل )
اغمضت عينيها وقد شعرت بخواء يملاها .. هل خسرت حقا .. هل في معركة اثباتها لذاتها خسرت روح سما القيقية .. شعرت بيديه تحتضنانها لاول مرة .. دفئ ملاها بقوة جعلها تنفجر بالبكاء بعد ان تاخرت كثيرا .. كثيرا جدا جدا .. بكاء كان من المفترض ان تبكيه عندما تطلقت من سراج .. او عندما فقدت ابنها .. او عندما خذلها .. او عندما اجبرت علي .. بكاء اخذ يغسل روحها وقلبها وعلي يهدهدها كطفلة صغيرة .. بهمسة متالمة قال لها ( سما .. انا لن اجبرك على شيء بل العكس .. انا ساترك الخيار لك بعكس ما فعلتي انتي معي .. ساتركك انتي لتري في اي جانب تريديني .. هل حقا ستحرريني من وعدي وتتركيني اعيش حياتي ام ستتمسكين بما بيننا وعندها لا تلوميني ان ظلمتك .. ومع ذلك .. واي ما كان ستختارينه ثقي باني ساقف في صفك .. سما .. انا احبك .. كثيرا جدا .. احبك كروحي التائهة .. ولكنه حب من نوع اخر غير ما تطلبينه .. والان .. الخيار لك وامامك )
همست باختناق اكبر وهي تتشبث به وخوف مهول يكتسحها من فقدانه ( اتعلم مالذي تطلب مني الاستغناء عنه .. انت تطلب مني الاستغناء عن زوج اثق به ويمدني بالامان .. عن اب لابني الذي لم يعرف اب سواك .. عن امل بان تحبني يوما وتلتفت لي كانثى او حتى ان تشفق علي وتبادلني مشاعري .. مالذي ساكسبه عندما اتخلى عنك )
شعرت بارتفاع صدره وانخفاضه مع زفرته الطويلة وهو يجيبها ( ستكسبين علي .. وسما .. اتذكرينهما .. علي الشاب الطموح المثابر .. وسما الفتاة التي لا يقهره اي شيء .. والان .. فكري يا سما بخيارتك وانا سالتزم بما تريدينه ولن احزن ابدا مهما كان خيارك )
كلماته كانت اخر ما تردد في الحجرة بجانب شهقات بكائها الحائرة بعد ان غادر المكتب .. انها الان في اصعب مفترق طرق قد تعيشه الانثى .. مجهول مخيف ينتظرها والم كاسح يقيدها وحيرة مخيفة تكبل قلبها .. الى اين ستاخذها الايام ياترى ؟

طرقتان طرقهما بتشتت ودون ان ينتظر الرد ممن بالداخل دلف الى المكان بسرعة وعيناه تبحثان في الاجواء عنها بضياع .. وما ان وجدها حتى هاف بحنق متالم ( هل انت واثقة مما نفعله )التفتت اسيل نحوه ناظرة اليه ببطء وقد استشعرت المه الموازي لالمها .. بتنهيدة طويلة اجابت ( لا خيار امامنا لكي نستعيد روح سما الضائعة .. ولكنك قاسي يا علي ).جلس على الكرسي بتعي واطرق براسه وهو يجيبها ( اعلم .. اعلم اني قد شددت الحبل الى النهاية .. ولكنها تستفزني ببرودها .. على الاقل اليوم وجدت لمحة من سما التي اعرفها .. لقد المني كلامها كثيرا )جلست اسيل مقابلة له وهي تساله ( وهل هناك امل ولو بسيط بان تحبها يا علي )لوهلة عم الصمت قبل حركة راسه الرافضة وهو يجيبها بتشتت ( انا .. لا يمكنني ان اراها في خانة اخرى.. اشعر بالاشمئزاز من مجرد تفكيري بهذا )تنهدت اسيل بياس مجيبة ( اذن كان عليك ان تشعرها بهذا .. ان لا تهادن بامل سيقتلها في النهاية .. ولكن .. موضوع مرام تطور معك .. فكل ما طلبته منك ان تظهر لسما احتمالية اعجابك بانثى غيرها لتفهمها استحالة اعجابك بها )مط علي شفاهه وشعور بالذنب يكتنفه وهو يجيب ( بصراحة .. مرام رغم ان الامر ابتدا مني بلعبة هدفها سما الا انه انتهى باعجابي الشديد بها .. انا حقا انوي الزواج منها يا اسيل )كلماته اصلبت روح اسيل فاخرجت زفرة امتلأت وجعا وهي تغمغم ( ياقلبي عليك يا سما .. انت ستحطمها يا علي بما تفعل )وقف علي منتفضا ( كلا .. لن افعل .. ولكني بشر .. ولمرة واحدة اردت ان اكون انانيا .. فهل اخطأت عندما اخترت تلك المراة التي اريدها زوجة لي .. ومع ذلك لقد تركت امر خياري بين يديها )تنهدت اسيل بيأس اكبر وهي تقول بهمس ( انت لم تخيرها .. لقد مددت يدك لها بوردة ظاهرها جميل وباطنها ممتلئ باشواك ستنغرس في ثلبها عميقا جدا .. انت كمن يقتلها بطريقة لطيفة )شحب علي قليلا ولوح بيده مشيرا الى صدره وهو يغمغم بوجع ( هل تلومينني يا اسيل .. هل تعتبرينتي قاتل .. اذن مالذي فعلته هي بي .. لقد ارتكبت بحقي الجريمة الكاملة بكل سهولة .. ولم تندم .. الى الان تمنيت ان اشعر بلحظة ندم واحدة منها ولكن ابدا .. هي لازالت تتهمني لاني لا اراها كانثى )وقفت اسيل بسرعة وربتت على ساعده بحنان ( حسنا اهدئ .. اقسم لك انها نادمة حتى وهي خائفة ان تظهر هذا الندم لك كي لا تنقلب عليها .. على العموم .. ما حدث قد حدث .. لنترك الان لها الخيار .. فعلى سما ان تتصارح مع نفسها وتختار طريقها الذي ستتمكن من الاستمرار به .. ).ازدرد علي لعابه وهو يتنهد بقلق اكبر ( اجل .. كم اتمنى ان تكون صادقة مع نفسها )رفعت اسيل كتفيها بلامبالاة ( ستكون .. يجب ان تكون .. فالحياة اقصر من ان نقضيها بالخلافات او بالبكاء على اشخاص لا يريدوننا في الحياة حتى لو كانو مثلك )شهق علي مصدرا صوت الم مضحك وهو يضع يده على قلبه ( هييي .. هل يجب ان تكوني صريحة هكذا يا فرويد .. اشكر حكمتك البليغة بوذا .. هل هذا ما توصلت له مع مخالطتك لمصطفى )ضحكت اسيل مجيبة ( فرويد وبوذا .. اووه يبدو ان الكثير من الالقاب تنتظرني .. ثم برايك ماىذي سيصيبني من الجلوس مع مجنون سوى ان اكون اكثر جنونا منه )زفر علي انفاسه بغيظ وهو يلوح بيدها امامها ( بما ان الموضوع قد فتح فهل لك ان تخبريني مالذي فعلته تحديدا بالامس .. لقد كدت اموت من الرعب عندما اتصلت بي الشرطة لاتي واخذك من القسم .. هل من ضمن نظرياتك بما ان الحياة قصيرة ان تنهيها بيديك انت .. هل هذا ما تودينه بخوضك سباق السيارات الغير قانوني .. هل يعلم معالجك النفسي الموقر عن افعالك الانتحارية )بلامبالاة اكبر ابتسمت ببرود مجيبة ( ربما يجب ان تعلم انني انفذ تعاليم مصطفى اصلا .. لقد سالني باخر جلسة علاج عما اتمنى القيام به وانا خائفة فاخبرته اني اود قيادة سيارة سريعة في سباق .. ببساطة اود الشعور بتلك الاثارة المصحوبة بلحظات الجنون .. لذا شجعني بل هو من اخبرني بموعد السباق )بذهول شهق علي ( ياللهي .. هل جننتما .. لما .. لما تفعلين هذا .. يبدو انه ليست سما وحدها من فقدت روحها بل انت ايضا )مطت اسيل شفاهها ( بل على العكس انا اكتسبت روحي .. ببساطة مصطفى يعلمني ان اعبر عن نفسي وارائي بوضوح .. ان احقق امنياتي ببساطة دون ان اربط سعادتي باحبال واهية .. ان اقبل على الحياة حتى اتمكن من تقبل الموت .. معادلة بسيطة يا علي ببساطة تعقيداتنا السابقة ..كل ما حدث لي كنت انا السبب فيه .. كنت انا من اعطيتهم السكينة التي ذبحوني فيها )رفرف علي بجفونه وهو يثبت عيناه على اسيل محاولا استيعاب تغير تفكيرها الذي تفاجئه فيه في كل مرة .. بهدوء سالها ( اتقصدين انك سمحت لهم ان يشفقو عليكي )ابتسمت اسيل بمرارة مجيبة ويدها تتلاعب بخصلات شعرها القصيرة في عادة اكتسبتها ( بل انا من جعلت الامر يتعاظم عندما اعترفت به كنقطة ضعف لي فاخفيته عن الجميع .. لو انني لم اهتم بكلام الناس ولا بنظرتهم .. هل كانت امثال نادين لتستغل سريوتتلاعب بي بهذه الطريقة .. هل كان ادهم يحاول مداراة مشاعري امام والدته واظهاري كاملة مخافة ان تؤثر علي بكلامها ان علمت بمرضي .. هل كنت لاقع ضحية اثبات نفسي بهذه الطريقة المجنونة .. لما برايك قيمت نفسي بناءا على ارائهم .. لما لم اكتفي بنجاحي وبشعوري باني احدثت قيمة وفارقا في حياة من حولي )كانت كلماتها تنسكب بمرارة وهي تتذكر اخطائها .. بألم اكبر اضافت ( لقد وصل الامر بي لاربط كل انوثتي وقيمتي بهذا المرض .. لم اتمكن من التفرقة بين الانوثة والامومة .. بين ما منحني الله اياه وما سلبه مني برحمته ايضا .. كم كنت مثيرة للشفقة اركض في دائرة مغلقة من الرثاء والشفقة على روحي منذ اصبت بهذا المرض .. دوما ما نظرت في اعين الناس لابحث عن قيمتي ونسيت ان انظر بعيني انا في المراة لارى اسيل الحقيقية )كلماتها ابهرته والجما كل كلماته .. تلك الاحرف التي قالتها بكل قناعة جعلته يفهم الى اي حد ظلمت نفسها في السابق .. بهدوء اقترب منها مربتا على كتفها ( المهم انك يا اسيل قد استوعبت هذا الان )تنهدت اسيل باسى ( اجل .. وكان الثمن حياة طفل لا ذنب له )تنهد علي بدوره ( انه بخير يا اسيل )حركت راسها موافقة ( اجل هو بخير .. وهذا من رحمة ربي .. ولكن .. هل الاصابة تقتصر على الجسد فقط )اعتدل علي متنحنحا ( ان كنت تقصدين اثار ما حدث على نفسية ادهم فيجب ان تعلمي بان الامر ليس سهلا ومع ذلك .. هو لا يزال يسال عنك بطريقة مبطنة .. ثم انني لم اخبره عن مرضك بصراحة فلم اشا ان اضغط عليه وهو الذي قطع رحلة طويلة في علاج ابنه )وقفت اسيل بسرعة هاتفة ( بل على العكس .. انا سعيدة بعدم اخبارك له .. فهو كان سيشعر بالذنب والواجب على الاقل هو الان يظنني جاحدة بعض الشيء لسفري السريع هكذا )رفع كتفيه مبتسما ( حتى وهو حانق عليك لازال كلامه يشعرني بانه ينتظر منك سماع تبريرك لفعلتك )ضحكت اسيل ملوحة باصبعها ( انت حقا جاسوس خائب .. تخبرني بانك تحادثه وتخبره بانك تحادثني وتخبرني عنه .. وهو يحاول تجاهل كلامك ومع ذلك تصر على اخباره عني )ابتسم علي ( ربما لاني اجد انكما تستحقان فرصة اخرى خاصة في وضعكما هذا الذي تكابران فيه .. كلاكما اخطئ ومع ذلك .. حبكما غريب من نوعه .. لذا .. لا مانع ان تأخذا استراحة مؤقتة ثم تعودا للحرب الضروس التي بينكما )مطت اسيل شفاهها ببرود ثلجي ( صدقني .. لن احارب احد .. هو حر بنفسه .. انما عندما اريد ان اعود له فلن احتاج لاي حرب .. يمكنك القول اني اصبحت اعلم ما هي الاسلحة التي امتلكها )وكان الحديث عن ادهم استحضره .. فمع ضحكة علي على كلام اسيل ارتفع رنين هاتف علي الذي اسار اليه مراقصا بحاجبيه بغيظ نحو اسيل وهو يهمس ( اذكرو الخير ياتيكم كله )ثم فتح الهاتف قائلا بصوت مشاكس وعيناه تراقبان اسيل بحدة والتي تحكمت باعصابها ببراعة مظهرة عدم اهتمامها ( ادههم .. صدقا انت ابن حلال .. للتو كنت بفكري .. كيف حالك يارجل .. اخبرني باخر اخبارك ).محادثة طويلة عائمة انهاها ادهم مع علي وهو يحاول الحصول على اي معلومة عن اسيل .. ذلك الماكر يتعمد الايحاء مع التمنع كي يشعل قلقه وقلبه الذي اصبح اسودا مما تعرض له من صدمات متتالية .. ومع ذلك ورغم قناعته بعدم جدوى اجتماعهم الا انها لازالت تملك مفتاحه .. ففي النهاية يبدو ان حبه بلا اي نتيجة .. فبالنسبة له ذكراها ارتبطت مع كل الالم الذي تعرض له ابنه .. مع طول رحلة علاجه .. مع تعرضه لثلاث عمليات حتى عاد لطبيعته .. كلها الالام ذاقها مع ابنه .. رغم كل المبررات التي حاول وضعها لاجلها الا ان عقله لم يقتنع ابدا ببراءتها .. ورغم انه حاول الضغط على قلبه ليرضخ لعقله الا انه ايضا وقع في صراع لا نهاية له .. لذا قرر ان لا يفكر بها ببساطة .. مع غيابها الذي انغرس كخنجر تزايدت ارادته بنسيانها او التظاهر بتجاهلها .. اجل هو واثق من وجود امر جلل جعلها تذهب بعيدا مع سما .. حدسه الصحفي انبأه بهذا ... ولكنه لم يحاول معرفة الامر كي لا يشغل تفكيره بها فيكفيه هم ابنه ..الان وبعد ان انهى اخر رحلة علاج له .. تلك الرحلة التي اصرت سما على دفع كامل تكاليفها ليتعالج بالكامل في بريطانيا حيث قامو بما يلزم ليعود ابنه واحيرا وبحمد من الله بكامل صحته وعافيته .. رحلة اخذت منه الكثير من المجهود حتى وصل الى النتائج المرجوة .. اليوم سيعود الى مصر فلقد اشتاق الى اية والى امه والى حياته التي ان الاوان ليستأنفها ويعاود كامل نشاطاته مرة اخرى .. خيارات وقرارات كثيرة امامه عليه ان يتخذها ليعيد تقيم حياته مرة اخرى .. ربما في النهاية الحب ليس كل شيء كما انه جرب الاجتماع باسيل فاكتشف انهما لم يفعلا شيء منذ زواجهما سوى جرح بعضهما وتحطيم ذلك الحب الذي كان من الممكن ان يتحول لكره في اي لحظة لو اقتربا وكليهما يحمل الاخر ذنوبه في الفشل .. تنهد مستسلما وهو ينفض راسه من كل هذه الافكار فالان اولوياته لا تشمل اسيل بل امامه مسؤوليات كثيرة يجب ان يقوم بها .. بهدوء واثق رفع هاتفه ليتصل بنادر كي يتاكد من حجز الطائرة الخاص الذي قام به لاجل سلامة ابنه .. لقد ساعده علي ليصل اليه ومن خلالها تعرف على نادر جيدا وقد كان قد راه سابقا الا ان علاقتهما توثقت بعد ذلك بعد ان ساعده نادر كثيرا في عمليات سفره وحجوزات الطائرات الطبية التي كان يضطر الى الحجز فيها في بعض الاحيان .. صوته الواثق الذي اجابه ادخل الطمانينة الى قلبه .. فنادر وعلي كانا مكسبه الوحيد الى الان مع كل ما مر به في العام المنصرم .. صداقة جميلة في زمن عز فيه الاصدقاء الحقيقين ومع رجال يفخر دوما بهم ويثق من وجودهم عندما يحتاج اليهم .اقفل نادر هاتفه وهو ينظر نحو نسمة برفض قاطع مشيرا الى ما ترتديه ( كلا يا نسمة .. لن ترتدي هذا الثوب بلا شال )تاففت نسمة ( ولكن السال يذهب جمال تطريزه يا نادر ..انت حقا غير معقول .. نحن ذاهبان الى زفاف شقيقتك وشقيقك والذي في اغلبه سيكون منفصلا ومع ذلك تصر على لبسي للشال )رفع نادر حاجبيه مجيبا ( اجل ساصر .. وعند هذه النقطة كفي عن الجدال حتى يمر كل شيء على خير )بحنق ذهبت نسمة الى حجرتها لتنفذ امره وقد شرد بدوره فيما يشغل تفكيره منذ ان اعلن اخاه انه سيتزوج من سمر .. صحيح انه لم يخبر نسمة عن تلك المشكلة التي من المفترض انه بسببها سيتزوج تامر سمر .. كيف يخبرها بان سمر قد خرجت في ذلك اليوم من عملها كما هي معتادة ثم اختفت ولم تعد الى عندما قارب الفجر على البزوغ وبعد ان اصابت الجميع بالقلق العارم وهم يبحثون عنها .. مظهرها الذي عادت به لا يمكن ان ينساه شخص ابدا ممن راها .. وجهها المكدوم .. ملابسها الممزقة والغارقة بدمائها .. ترنحها والمها وخزيها .. بكاءها واعلانها بانها قد خطفت من رجال سلبوها انوثتها المهدورة .. عمها ووالده اللذان اخذا يندبان حظها .. تلك الدموع التي راها لاول مرة تتساقط من عيون عمه وهو ينظر بضياع حوله لا يعلم هل عليه ان يقتل ابنته ام ياخذها باحضانه حامدا الله على نجاتها .. التستر الرهيب الذي مارسته العائلة وقرار والده الصادم بالا يتحرك احد حتى يعقد هو قرانه عليها كي يتمكنو بعدها من علاجها .. رفضه القاطع وصدمة اهله ورجاءه ان يتفهمو موقفه وما سيجلبه من مشاكل للجميع بالاضافة للاشاعات التي ستخرج على سمر ما ان يظهر موضوع زواجهما على العلن والكل سيسال عن اسباب هذا الزواج المستعجل .. وقوف تامرب ينهما في اخر لحظة بعد ان اعلن والده غضبه عليه وتأيد تامر له واستعداده ليتزوج هو سمر فهو اعزب ولا يعيبه الاستعجال في الزواج .. موافقة ابيه وعمه الفورية وتلك الراحةالتي انتشرت في القلوب .. راحة رافقها انقباض قلبه وهو يتساءل .. هل سيحتمل تامر ما احتمله هو .. هل سيتمكن من التعامل مع نفسية سمر التي بالتاكيد قد تحطمت بالكامل مع ما حدث لها .. هل سيتقبل كونها احبته هو قبله الا ان التصيب لم يجمعهما .. هل حقا سيحتمل تامر صاحب الشخصية المرحة المغرورة اللامبالية كل هذه المسؤليات .. اجل هو يعلم بان اخاه رجل رائع يحمل الكثير من صفاته التي تربى كلاهما عليها ولكن مع ذلك فان وسامة تامر دوما ما شكلت نقطة ضعفه لتعرضه للعديد من المضايقات والتحرشات ومحاولات الفتيات لايقاعه بفخ الزواج .. شعوره بهذا جعله واثق بزيادة في نفسه وبانه ملاك منزل للفتيات اللواتي سيقعن صرعى هواه عند اقدامه بغمزة واحدة من عيناه الزرقاوتان .. هل يا ترى سيحتمل ان سمر كانت لغيره وقد تم انتهاكها ظلما وجورا وبانها ايضا لم تنظر يوما له في وجوده هو كحبيب لها .. اسئلة كثيرة قضت مضجعه مع ازدياد انقباض قلبه وشعوره بقرب حدوث كارثة كبيرة جدا .. كارثة تمنى ان يكون مخطئا بتوقعها ومتشائم فقط بانتظاره لها .قدر لم يخيب ظنه وكارثة مهولة انفجرت في ذلك اليوم .. كارثة كان ضحيتها تامر عندما اعلنت سمر تراجعها عن الزفاف لتخاذل نادر واعترافها بان كل ما حدث كان لتجبر نادر ان يتزوج بها وفي النهاية هي لن تظلم تامر معها بعد كل ما قدمه لها .. كلمات واتهامات دارت بين جميع افراد العائلة وفراق بات محكوما مع حقد زرع بين اخين انغرس في قلب احدهما وتد الغيرة والحقد الذي ازداد اتساعا مع كل اتهام اتهمته اسيل لنادر امامه هو .. اتهامات قتلت فيه كل شيء جميل وكل ثقة شعر بها يوما في عائلته او في اي امراة عرفها سابقا او سيعرفها لاحقا .. مبادئ حطمت وقوانين تهدمت في تلك اللحظة وشخص جديد ولد بانقاض الشخص القديم .. شخص رفض يد نادر التي مدت له كما رفض ان يحاول اي شخص التبرير امامه .. شخص قرر ان يتخلى عن كل شيء ليعيش تائها في صحراء نفسه الموجوعة .____________
كم هي صعبة القرارات التي نتخذها في الحياة .. تلك اللحظات التي تحكمنا قبل اتخاذها تصبح الركيزة الاساسية لما نتبناه عندها .. مجموعة من البشر تشابكت اقدارهم فخلقت بينهم جدران حيث الصمت ساد والهوى اشتعل ... عواقب متتابعة نتجت عن لقاءهم فلم يعلم اي احد الى اين ستودي بهم .. وحط القلم بعد ان خط مجموعته من القرارات التي لعبت بمصائرهم في لحظات ومحطات حياتهم .. ايام عشناها معهم وايام ننتظر ان نعيشها مع نتائج ما حدثفقرااار ... اتخذ في لحظة انهيار ليقابله قرار بلحظة غضب وتهديد بحياة على المحكوقرااار .. فرض على انسان يائس من شخص اتخذ قراره بثورة قسوة وسلطة مالوقرااار .. اجبر عليه بنخوته ليظلم من سيتخذ القرار متسلحا بالكبرياء والعزةوقرااار .. غرق في ظلام نفس لينجو من جبروت روح باعت نفسها لقرار انتقام وقراار .. كان متوقعا بخيبة امل فرضت نفسها كواقع لا فرار منه في نزاع بين الحب والموت نهايتنا وضعت رحالها كنقطة بداية مع من تاثر من هذه القرارات .. ضياع والم وسعادة منتظرة وامان يبحث الجميع عنه في طيات قلوب لم تعد تؤمن بالحب .. صرخة كرامة انبعثت بقوة لتهز اركان الصمت القاتل الذي اغرق الجميع .. صرخة ستجمعنا في الجزء الثاني من سلسلة انوثة تحت مجهر الرجال .. جزء بعنوان ( صرخة كبرياء غرام )

انتهى بحمد الله الجزء الاول ( جدران صمت الهوى )










حور حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-18, 12:29 AM   #334

lamba
 
الصورة الرمزية lamba

? العضوٌ??? » 49186
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 3,167
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Lebanon
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » lamba is on a distinguished road
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي

كيف حالك إن شاء الله دائما بخير ؟

lamba متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-18, 12:30 AM   #335

جيجي هاني

? العضوٌ??? » 380259
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 828
?  نُقآطِيْ » جيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond reputeجيجي هاني has a reputation beyond repute
افتراضي

تحففففففففففففففففففففففف ففففففة تسلم ايدك

جيجي هاني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-18, 01:15 AM   #336

هازان محمد

? العضوٌ??? » 400146
?  التسِجيلٌ » May 2017
? مشَارَ?اتْي » 223
?  نُقآطِيْ » هازان محمد is on a distinguished road
افتراضي

خاتمه للجزء الاول من احلى الخواتم ابديت باحلى الكلام وختمتيه باحلى حبل الكذب قصير وهذا الي وقعت فيه سمر يانهوي عليه ازاي عملت كده يخرب بيته من حاله احمد وعلا ياترى شو منتظرهم عجبتني شخصيه اسيل الجديده الي تعرف شو بده مهما كانت اخطا الماضي اتمنى سما تتعلم منه علي وكلامه مع سما انا مااعتقد حتى بدو يتزوج من مرام لان شاف فيه شخصيه سما القادمه منتظره الجزء التاني بفارغ بفارغ بفارغ الصبر ودمتي مبدعه ومتالقه ياحوريتي برافو

هازان محمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-18, 01:19 AM   #337

oopps

? العضوٌ??? » 145481
?  التسِجيلٌ » Nov 2010
? مشَارَ?اتْي » 1,128
?  نُقآطِيْ » oopps has a reputation beyond reputeoopps has a reputation beyond reputeoopps has a reputation beyond reputeoopps has a reputation beyond reputeoopps has a reputation beyond reputeoopps has a reputation beyond reputeoopps has a reputation beyond reputeoopps has a reputation beyond reputeoopps has a reputation beyond reputeoopps has a reputation beyond reputeoopps has a reputation beyond repute
افتراضي

خاتمة جميلة ومرضية جدا جدا..

علي هل انتهى من علا؟
أسيل أعانها الله على نفسها ومصطفى طبيبها كما فهمت كيف يسمح لها بمثل هذا التهور !
سما أتمنى أن تتخلص من أنانيتها وبرودها لكن دون الرجوع إلى شخصيتها السابقة الضعيفة من وجهة نظري..
سمر اعترفت بكذبها لكن هل عقد الزواج لأن السرد هنا كان نوعا ما مبهم ..

سلمت يداك يا مبدعة بانتظار الجزء الثاني ..


oopps غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-18, 01:30 AM   #338

وردة فلسطينية

? العضوٌ??? » 205347
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 683
?  نُقآطِيْ » وردة فلسطينية has a reputation beyond reputeوردة فلسطينية has a reputation beyond reputeوردة فلسطينية has a reputation beyond reputeوردة فلسطينية has a reputation beyond reputeوردة فلسطينية has a reputation beyond reputeوردة فلسطينية has a reputation beyond reputeوردة فلسطينية has a reputation beyond reputeوردة فلسطينية has a reputation beyond reputeوردة فلسطينية has a reputation beyond reputeوردة فلسطينية has a reputation beyond reputeوردة فلسطينية has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

وردة فلسطينية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-18, 03:26 AM   #339

sareta jwad
 
الصورة الرمزية sareta jwad

? العضوٌ??? » 357092
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » sareta jwad is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله مبروووك ختام اللجزء الاول عزيزتي حور .

اسلوب سردك مميز جدا وتصويرك ونقلك لمشاعر الابطال اكثر من رائع شدني جدا واقراءه بشغف .

الختام كان مميز جدا ولا يقل عن بقية الفصول وتميزها سما وعلي وما الذي ينتظرهم وهل سما سوف تستغنى عن علي وتقبل بمشعر الاخوة ام تناظل لكسب حبة والشعور بها كأمراة وانثى هل ياترى ستعود الفتاة المحبة والرقيقة ام يتغلب جمودها وانانيتها هل سوف تلعب بقذارة مجددا هل سوف تضغط على علي هل سوف تستخدم كيدها وانوثتها لتجذبه لها وتردد علي وقلقة على قرار سما هل هو فقط من انتقامة لرجولته ام هناك مشاعر مطمورة تحت عباءة الاخوة وهل ما قاله لها فعلا صحيح عودة نفسه على المشاعر الاخوة لتصبح العلاقة اخوية فعلا بينهم .

سما امام مشوار طويل وصراع لتسامح امام نفسها ولمعرفة مشاعرها فعلا وهل فعلا هي مغرمة بعلي ام مغرمة بأمان علي وما يوفر لها وجوده بجانبها .

علا واحمد صراحة احمد شدتني شخصيتة جدا عندي عوق مشاعرر ههههههه دائما اميل لابطل الغامض الساخر والمستبد والعنيف والي وراه بلاوي منتظرة كثيرررر كيف راح يتعامل مع علا وكيف يكون الصراع بينهم .

اسيل وادهم وهل للحديث تتمة بينهم هل من المعقول ان يكون الاستسلام هو مصيرهم ودفن مشاعر الحب بينهم احببت جدا ما اصبحت علية اسيل وكيف تسامحت مع نفسها وكيف اصبح شعورها اتجاه انوثتها اعرف كيف يؤلم هذا الامر وكيف تشعر بانك ناقص عن غيرك او اقل منهم بفقدك لاشيء غالي او نظرة الشفقة في عيونهم وكيف تؤذيك اكثر مما تشعرك بالراحة زاسيل فقدت الكثير من عمرها وهي تجري بهذة الدوامة وسمحت لها بابتلاعها لتقلل من اهمية نفسها وتخسر ثقتها بها وخطوة المعالج النفسي جيده جدا لان بعض الاحيان نحتاجهم ونحتاج من يأخذ بايدنا لنتغلب عن مخاوفنا اسيل وجدت بها الكثير من نفسي واحتجت لشخص يشد يدي لتغلب على فوبيا حياتي وها انا الان دكتورة جامعية رغم صغر سني وفخورة بما انا علية ونعم بالله .
سراج وسما هل ياترى سوف تعود المياه بينهم لكن اتجاة مشاعر سما لعلي وخذلان سراج لها مرة بعد مرة هل سيكون بينهم مستقبل ام ان عماد من سوف يربطهم فقط وانا لا افضل عودتهم ابدا من يخذل مرة لن يستطيع بنيان الثقه بينهم من جديد .

نادر ونسمة اندماجهم ككيان واحد رائع جدا وصولهم الى هذه المرحلة اتى بعد عذاب طويل من عدم الامن والخذلان والوحدة تفاههم وحواراتهم وعدم انغلاقهم على انفسهم هو من اوصلهم الى زوج مثالي لكن بعد الي قامت بيه سمر واختلاقها كذبة اغتصابها وهدرها لمشاعر ورجولة تامر كيف ردة فعل تامر وتعبيرك يعيش مع صحراء نفسة اوووف شو انو معبررر جملة تجلب الكثرر والكثيررر من المأسي والالم والوجع لروح تامر المرحة ولفخورة . ربنا ياخذك بس يا ست سمر بس لو يتزوجها تامررر ويعرفها ان الله حق .

اسئلة كثيررر في بالي واتمنى ياحور ما تتاخري علينا في الجزء الثاني وهل ياترى عندك موعد محدد ارجو الاجابة لمن لو سمحتي لو كان يالامكان اسلوب الطباعة يتغير شوية وتفصلي بين الكلمات لان متعب في القراءة .
شكرا ومبروك مرة ثانية وتقبلي مروري ز


sareta jwad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-18, 03:31 AM   #340

sareta jwad
 
الصورة الرمزية sareta jwad

? العضوٌ??? » 357092
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 326
?  نُقآطِيْ » sareta jwad is on a distinguished road
افتراضي

اااه ونسيت هو اكو صورة لشخصية المتعوس احمد ولا اتخيل براحتي

sareta jwad غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:52 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.