الفصل السادس:
كانت ملاك مصدومة عندما سمعت مالك يهمس فى اذنها بهدوء "قلتلك الصداقة دى مش هتنتهى بسهولة وهنتقابل كتير"قالها وهو ينزل من الباص فاقت من صدمتها لتقول بنفسها "الرحلة دى هتحصل فيها حاجات كتير واكيد مش فى صالحى ابدا"
عودة للوقت الحاضر:
عادت مرة أخرى للواقع المرير على صوت السائق وهو يقول لها بهدوء "آنسة بيرلا لقد وصلنا "انتبهت له واقفا فاتحا لها الباب وهو بالتأكيد كان على هذا الوضع منذ دقائق وهى لم تنتبه له فقد سرقتها ذكرياتها مرة أخرى من الواقع هذه الذكريات التى كانت سببا فيما آلت إليه حياتها الآن ولكنها ستعود وان تترك حقها بل ستأخذه بكل قوتها وجهت نظرها للسائق مرة أخرى ثم قالت بجدية "حسنا بإمكانك الذهاب للمنزل الآن لتجلب ما يريدونه من طلبات وسأتصل بك قبل ان إنتهى بقليل لتكون بانتظارى "اومأ لها السائق وهو يقول "أمرك سيدتى"نزلت من السيارة واتجهت لبوابة الشركة لتدلف منها وتتجه كل الأنظار نحوها كالعادة فالجميع ينظرون لمديرتهم الجميلة التى تبدو أحيانا كالمراهقات ولكنها صارمة وجادة جدا وذكية فبذكائها استطاعت الآن أن تكون شركة بهذه الضخامة تنافس بها كبار رجال السوق ومن سيطروا عليه لسنين كثيرة وهى بهذه السن الصغيرة فهى بالنسبة لهم مبهرة بكافة صفاتها هى مبهرة بكل شئ ومميزة الجميع يفتخر لكونه يعمل مع الملكة كما يطلقون عليها ولكن هذا لا ينفى وجود بعض الحاقدين عليها وعلى ما وصلت إليه الآن ها هى الآن تتقدم من بينهم حتى تصل إلى مكتبها وتدخله وكان الوصف العام لهذا المكتب هو كلمة رائع فقد كان مذهل بمعنى الكلمة يتميز بالرقى والأناقة دخلت الحجرة بهدوء لتجلس خلف هذا المكتب الضخم تتأمل المكان حولها والمكانة التى وصلت لها الآن والتى كانت تحلم بها منذ سنوات ولكنها الآن غير سعيدة بما وصلت له بل وتتمنى أحيانا بأن يعود بها الزمن للوراء وهى لا تريد اى شئ سوى البقاء مع عائلتها فى بيتهم البسيط ولن تذهب لهذه الرحلة مطلقا ولكن هذا مستحيل فلا أحد يستطيع منع القدر ولا هى تستطيع العودة بالزمن انتبهت فجأة لمن تقول "انسه بيرلا هل تسمعيننى"نظرت اتجاهها هذه الشابة الجميلة بشعرها البنى الطويل وملامحها الهادئة هى مديرة مكتبها وصديقتها المقربة فى هذه البلد هى سيلا انها فتاة رائعة دائما تقف بجانبها ولا تتركها فى اى ظرف تتذكر عندما تعرفت عليها للمرة الأولى حين ذهبت للعمل مع خالها وعرفهم على بعضهم لتخرج من عزلتها كما ان سيلا تتحدث العربية بطلاقة لأن والدها مصرى ولكن والدتها ايطالية وجميعهم يعيشون هنا وقد عرفتها سيلا على كثير من الاصدقاء هنا وأصبحت هى صديقتها المقربة وتعرف كل شئ عنها حتى عندما قررت بدء عملها الخاص طلبت من خالها أن يترك لها سيلا لتعمل معها وقد ساعدتها سيلا كثيرا بفضل خبرتها بسوق العمل حقا أن سيلا فتاة رائعة هذا ما كانت تفكر به عندما قاطعتها سيلا قائلة بابتسامة "ايه اللى واخد عقلك"إجابتها "مفيش بس بفكر فى اللى هاعمله فى المستقبل ان شاء الله لما أرجع "بهتت ابتسامة سيلا وهى تقول "أنسى بقى يا بيرى انتى اصلا كده مش هتأذى غير نفسك انا مش فاهمة ليه هترجعى شركتهم اصلا بتخسر اعتبرى ده انتقام ربنا ليكى وانسى الماضى ده بقى"تنهدت ثم ردت قائلة بصرامة "انتى عارفة انى صعب انسى اللى حصلى مش قليل عشان أقدر انساه انا فجأة وبدون مقدمات خسرت كل حاجة وآن كان على الشركة اللى بتخسر فانتى عارفة انى انا اللى فضلت أحفر ورا شركاتهم دى لغاية ما عرفت تقع ازاى ووقعت وكل ده مكنش إلا الخطوة الأولى من اللى ناوية اعمله فيهم "صمتت قليلا ثم ابتسمت مرة أخرى "سيبك بقى من الحوار ده فين أستاذ نايل مشفتهوش لحد دلوقتى مع انه على طول كان ييجى ينط عليا فى المكتب لما اجى هو تعبان النهاردة ولا حاجة"ضحكت سيلا على صديقتها ثم قالت"تلاقيه ميعرفش انك جيتى انا اصلا مكنتش اعرف انك جاية لأنك اتاخرتى على غير عادتك وهو اصلا سألني وانا قلتله انك احتمال كبير متجيش لأنك كنتى سهرانة امبارح على شغل واكيد تعبتى حتى كان عايز يتصل وانا اللى قلتله انك اكيد نايمة"اجابتها بحزن مصطنع "اه يا محطمة اللذة اهو مجاش خلينا كده قاعدين فى الملل ده"ضحكت سيلا على هذا الكلام ثم اردفت بضحك "لو عايزاه أروح اجبهولك هو اصلا ما هيصدق وهيجى جرى"اجابتها بضحك "لا خلينا هاديين شوية"صمتت لتهدأ قليلا ثم قالت "دلوقتى ركزى معايا هنعمل ايه عشان نخلص الشغل بصى بقى بالنسبة للورق اللى محتاج توقيع هاتيه عشان اوقعه وبالنسبة للصفقات الجديدة حوليها لليزى وجاك هما ه يعرفوا يتصرفوا واحجزلنا بقى تذاكر السفر "استفهمت قائلة "احجزلنا افهم من كده أنك هتاخدينى صح "اومأت لها مبتسمة "مش انتى لوحدك انتى وخالى ونايل""ايه ده انتى هتاخدى نايل انتى قلتيله انا فكرته مش عارف ده أنا اعتقد انه مفكر خالك هو باباكى لحد النهارده"قالتها سيلا باستغراب شديد فأجابتها بيرلا"لا مقلتلوش حاجة ومش هقوله"فسألتها سيلا مرة أخرى "افهم من كده انك مبتثقيش فيه"أسرعت بالنفى"لا طبعا بثق فيه وجدا كمان عشان كده عايزاكم معايا عشان مبقاش لوحدى"تنهدت بخفة ثم اكملت"انا بالعكس انا خايفة عليه لو عرف الحقيقة ممكن يتأذى انا مش مسامحة نفسى لو حصلك حاجة ولو بسيطة بسبب القصة دى أنا لما قلتلك كنت تعبانة وعايزة اتكلم ومفكرتش للحظة فى العواقب واللى ممكن يحصل انا بجد مش هسامح نفسى لو حصلك حاجة بسببى انا بقالى خمس سنين مش قادرة اتجاوز اللى حصل ولو حصل حاجة تانى بسببى هموت يا سيلا"خرجت آخر كلماتها مختنقة وكأنها ستبكى فقامت سيلا من مكانها واحتضنتها وبالفعل بدأت دموعها بالانهمار"أهدى خلاص اللى حصل ده مكنش بسببك انتى مكنتيش عارفة اللى هيحصل بلاش تحملى نفسك المسئولية"ظلت بيرلا تبكى قليلا إلى هدأت بعد فترة وابتسمت "انا محظوظة بجد أن انتى صاحبتى انتى عوضتينى عن ناس كتير بجد مش معايا دلوقتى"ضحكت سيلا وقالت "عشان تعرفى انا مفيش اتنين منى انا متميزة"شاركتهابيرلا فى الضحك ثم قالت "مش معقولة كل ده نايل ما اكتشفش انى جيت انا زهقت تصدقى"لم تكمل جملتها حتى سمعوا صوت الباب يفتح بعنف وسرعة وهم يرونه يدخل وعلامات الغضب الشديد بادية على وجهه فقالت الاثنتان معا بصوت مصدوم "انت".......................................... .................................................. .......................
| 
24-10-18, 06:33 PM
العرض العادي
