آخر 10 مشاركات
ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          *&* هنا يتم الابلاغ عن الكتابات المخالفة للقوانين + أي استفسار أو ملاحظه *&** (الكاتـب : سعود2001 - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          زوجة بالميراث (127) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )           »          93- رجل من ورق - كارول مورتمر - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          ألـمــــاســة الفــــؤاد *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree21Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-11-17, 11:33 PM   #31

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 5 ( الأعضاء 4 والزوار 1) ‏modyblue, ‏كلي ناسه, ‏sabreira, ‏Giba.22

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 10-11-17, 12:09 AM   #32

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

أحبائي الأعزاء أنا سلمت الفصل لفيتو...وهي رح تنزلوا على الأغلب اليوم...إذا ما نزل اليوم إعذروها ...فتفت عندها مشاغل.....

ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
قديم 10-11-17, 02:30 AM   #33

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الرابع

تكورت شهد على جانبها الأيمن فوق الأريكة السوداء .. تعض بأسنانها على شفتها السفلى مغمضة العينين ...و مرتعشة الجسد ..... غير قادرة على التحكم في اهتزازه العنيف ... لتئن بصوت خافت .....كأنثى لبؤة شرسة مجروحة ....تنزوي في مهجع الوحدة ...
قد لم تكن لها رفاهية الغموض المتباعد في وجعها المستتر ...تواريه خلف ثبات سفيه لا يجنبها ما تخشى ...إلا أنها أصغت إليه ساكنة ....صاغية بتجلد ..فدرجات الألم أقصاها أن تكون لها مستمع ...و كلما فعلت ...كلما عرتك أمام حقيقتك ..و ضعفك ....
تكشف لك بنفسك ما ترفضه عن ازدراء خلف الثبات اللعين ما تدعيه ..و هو ما تحتاجه قدر الحاجة الضعيفة إلى الحقيقة ...بأن تبقى واضحة المعالم أمام ذاتها ....صريحة في ضميرها ....واعية بدواخلها......
فتساءلت في حزن مبهم ...لم تتعود منحه أن يعبرها .....عن طردها لعمر ....لما لامته بنظراتها القاسية؟؟ ....لما تضايقت منه ؟؟....حتى لو بسكوته ؟؟....ألانه أخذ عن جهل رجولي يحسسها بالضعف اللذيذ في أحضانه ؟؟.....أم لأنه منحها الصمت الذي أرخى حبائله فوق جنونها ...؟؟......
أم أن الأمر انحصر في عبثية تلك المشاعر الهادرة ..لم تعرف لها سبيل ..دهشة في غياب العقل الثابت .... أمام رجل لم تتوقعه أن يكون .....حينما تهادت في خدر ممتع ...تفقد الوعي بسلمية على جسده الذي انبثقت منه رائحة مسكية السلام و الطمأنينة ..فكل تجارب الحرمان ..و الشقاء ...بدت لها هينة وسط عبقه المتلاشي على عتبات أناملها .....
على الرغم من أنها كانت أكثر انشغالا من أن تترصده في شخصه ....
بدى لها متناسق الردود ...ثابت الأفعال ...و متجلد أمام مشهد جنونها اللعين ..حينما َتْفقُد الروابط العقلية الواعية ...لتندمج بالماضي ...حيث يتجسد لها ..صورة بليغة الحقيقة ...و كأنها تعيش ما مضى من جديد ....
... هي قد تعي مدى اختلالها النفسي في استقراره ...و تعرف حتمية علاجها الضروري في حاجتها الماسة إليه ...قبل أن تفقد الكثير مما ملكت ...
بشراسة تداخل الجانب الروحي و الجسدي معا في تفاصيل عقلها الواعي ....و حينما يفرض البعد اللاعقلاني منطقه الجنوني في السلوكيات و القرارات الإنسانية التي تنجم عنها ....
لكنها لم تعي أو ربما تجاهلت عن قصد كمن عارفا بأسبقية موته لحياته .. حجم الضرر من تحملها القاسي ... أمرا يفوق قدرتها على التعاطي مع كبواتها و خلفياتها السوداوية ...خيباتها و أشباحها الذاتية ...خطاياها الكثيرة و المتكدسة على باب الضمير ..تطرقه في إصرار نهم ...
و رغم خطرها في تعبيرها المستتر عن نقص الثقة بغيرها ....تضل الشراسة تعد مفتاحها الوحيد لتبقى متوازنة القوى العقلية ....و الغضب بقدر ما يؤذيها يفعل المثل في جعلها متماسكة التجلد ..يحميها مغبة الشفقة ...و النظرات المخترقة للأوصال نكرانا و جزعا ....
....
بعدما جربت الكثير ... لم تعد تعبث به اللذة أن تغرق في الدوامة السوداء..التي تصنع لنفسها ...فقط كي تسكن أوجاعها الرهيبة عنها ... ...بل صار الأمر عليه حاجتها الماسة له أكثر مما تحتاج الهواء لتتنفس ...فتلك اللحظات القليلة التي تبعث على الطمأنينة الكاذبة ....ثمنها أغلى مما دفعته من قبل ...إنها تجبر على شطب جزء منها كلما فاصلتها رغبة الحياة .....لتقع تحت سيطرة إدمان الكآبة النفسية
.....

ثلاث سنوات من الطمر و الغلق المحكم في مشاعرها الداخلية ... ..رافضة أن تظهر في غير الصورة للابنة المتمردة الوقحة ..و العتيدة الشقية ..مكابرة عن جراحها ...ذليلة أمام ذنوبها في الخفاء ..مكسورة الجناح لكنها تتصنع العزيمة في رياء .....و التي لم يساورها الندم على ما أضاعت فيه من شرف و اسم عريق.... بين جلبات عنادها الصلب في رفض والدها....
حقيقة أكسبتها الرعب من خشية أن لا تعود من سجنها الروحي يوما

...

و أن لا تجد النقاء حينما ترغب ....و تستعد أن يلم شملها متناثر الشظايا .... فداخلها متكدس في مشاعر مغلقة حد الانفجار ...تستنزف بها القدرة على الثبات بالتدريج ......
تخاف تلك الخيوط التي تحيك حولها ...أن تخنقها وقت ما ترغب التحرر... نسيجها العزلة الكئيبة في سجنها الكبير ....مقيدة لم تعرف وقت للرحيل عن سوادها ....
كالقصص الخيالية عن بشر زاروا العالم السفلي بليلة غاب فيها ضوء القمر .... لحظة من الزمن حيث تتوقف مسيرة حياتهم على العالم البشري ..و يعلق من دخل هناك إلى الأبد حبيس غابة سوداء ..دون أن يجد طريق للعودة ... فتهيم أرواحهم بين السماء و الأرض سابحة في معالم روحانية لا طريق لها ..
و رغم قساوة واقعها و ضبابية مستقبلها بالنسبة لفتاة ذات ماضي مس شرفها بالدرجة الأولى ..تخاف أن لا تعيش يوم من أيامها و أن تعلق بين الماضي و الحاضر .....
لا تزال بها ملكة الجشع ...و رغبة هوجاء في الحياة رغم قساوتها ونذالتها ....

********************

اعتدلت جالسة فوق الأريكة منزوية في إحدى زواياها ..وهي تتطلع على غرفة المكتب الواسعة التي وجدت نفسها فيها بين دقائق معدودة من فقدانها لوعيها ..
غرفة واسعة احتلتها أشعة الشمس الذهبية من كل عتبة أو جدار ..في اجتياح دافئ ...وسط برودة الجو من حولها ...في لونها الأبيض الباهت غلفته ذهبية الروافد المعلقة ...و تلك المزهرية الكبيرة توازيها طولا ...تكدست خاوية من زينة الورود على عتبة باب ملحق بالمكتب ....و كأنها تعرت من قيودها ....مستترة خلف السواد الذي حفها بأوراق و أغصان ممتدة و مترامية في كسل ...على منحنياتها الشاهقة

......

أشياء بسيطة مترامية في نظام صارم ؟؟.....المجلات الملونة على منضدة المقابلة لها ..و المستندات المطوية على بعضها بتحكم فوق المكتب العالي من نظرها ...معلقة ملابس وجدت بها سترة جلدية سوداء ..فاح عطرها الرجولي الخفيف أرجاء المساحة ...في إغراء نفسه الذي وجدته بصدر عمر حينما حملها ...
إنه إغراء خبيث نوعا ما ؟؟...
و الأكواب القهوة المصطفة ...تقابلها صحون صغيرة الحجم ...خمنت من زينة ألوانها أنه قد أقيم حفل مصغر ..لم يرغب فيه رجل الشركة درجة أن ترك مخلفاته ...عن قصد و لامبالاة .....
ثم على الجزء الأكبر مشحون بالخشب الأسود مساحة شاغرة في تكلف .....مرت عليها حدقتها في خطف زمني ...لكن سرعان ما عادت إليها ...بغرابة أولا ....
فتوقف تحديقها مرة ثانية جوعا و فضولا .... على المكتبة الكبيرة من الخشب الثقيل التي احتلت أحدى جدران الواسعة ..قد كانت فاخرة الخشب الأبنوسي العريق و ذات قيمة فنية عالية في تشكيلها .....منحوتة برسومات عربية شرقية جميلة في أصالتها . ..تراصت الكتب فيها مكدسة .. سياسية و اقتصادية ..دينية و فلسفية ....و مجلدات كثيرة اصطفت على رفوف المكتبة منظمة حسب أجزائها ...
ترتيبها الأنيق ...جعلها في ذهول كما لو أنها تستغرب التفاصيل بها ...مستشعرة ذبذبات شهوة القراءة ...تستدرجها في موجات عبرت عيناها بقوة ....
لم تتوقف نظراتها المتفحصة عند حد المكتبة الشامخة في موقعها ...بل تجولت بأنحاء الغرفة ...في سكون بدأ يترسب إلى روحها ...بدى شهيا في سريانه الخافت لأوصالها المضطربة جنونا ..... .
إلى لحظة أن توقفت على صورة كبيرة لشاب مبتسم بحزن عميق ..فقطبت متسائلة عن هويته لكن سرعان ما استنتجته ...كان ....عمر خطاب الصاويَ....
نظرته تحمل الهدوء الصافي ...والثقة الحازمة ....حزنه المرتسم في عينيه السوداء ...كانت كإجابات لن تطالها أجوبة ....أصعب ما تكون من فخ البديهية ...قد تظنه رجل ابتسم بخواء لعدسة الكاميرا ..كتقليد يتبعه معظم البشر ...لكنه ما وجه اهتمامه صوب العدسة ....إنه يسائلها في الخفاء ...فأزعجتها الألفة في ملامحه ...و الرتابة في سلاميته الدافئة ...المفتقرة لها في تجريد رهيب لملامحها من نظرات القسوة .. ..


فكرت شاردة بين أناملها الرقيقة ..في عادة شبت عليها ...وقت ما تذهل عن التركيز حولها ...عن عمد ...
في ذكاء طردها له من المكتب ..خير من أن تمنحه فرصة قيمة لا تتوقع منها إلا أن يقتنصها كما يجب أن يدعوه طوعا إليها انتمائه الصاوي ....ليشهد حالة من الجنون تتجسد في فتاة شابة ....و ربما يصعق غيره من الصاوي إذا حرص هو نفسه على نشر المعرفة بسليلة هاشم الغالي ....التي تجتاح شركته في جنون لا مسبوق ....
أو أقله تقدير إن بلغت به الشهامة مقدر الخلق ...سيكون حريص أن يبعث بها لمصلحة النفسية ...كما فعلت معها والدتها ...في أول بادرة تسمح لها بالتحكم فيها ..... مباشرة بعد تخليصها من قبضة مروان ..وهي لا تستبعد هذا ..أكثر مما تصوره .....
..لقد وجدت نفسها اليوم تتأرجح بين الحالة الوعي و اللاوعي ..نتيجة ضغط زناد ذاكرتها في مراكز حساسة ....و حينما يحدث هذا عادة الأمور قط لن تسري بخير .....

.....

فذكرى الكحل الأسود بشعة حد مخيفٌ تلحقها كوارث قد ستبقيها لنفسها أسرار معتمة .. ستحرص بضمير منقطع النظير أن لا يطالها خاطر بشري ..
و لو اختنقت غصة في حلقها ..؟؟..
ذلك أنها فتحت جحيم عدوان مروان على مصراعيه ...فلم تكن إلا ضحية تلك الوحوش الخفية التي خرجت تتقاتل جوعا و نهما على بقاياها المتعثرة ....و كانت كذلك بداية الخضوع الذي مارسته في نشوز عن الإنسانية ....فهي حررت بداخلها نزعة سادية في اشتهاء الوجع ...لم تقدر على طمرها حتى و الغياب دام ثلاث سنوات ...
لا تعرف لما كلما تزيد بها السنين و كلما يشتد العود يشب صلبا على الوحدة ..لا تفارقها نظراته عينيه ...و شغف شفتيه ...؟؟؟...و الملمس الخشن لأنامل يديه .....
...زفرت يقشعر بدنها على امتداد متكاسل ...حينما وصلت آخر أفكارها .....إلى ذلك الجزء الجسدي المخزي المتشارك بينهما ....
تقدير حيادي منها... قد تملكه من خبرة السنين القصيرة في القطيعة ...يتضمن أن علاقتهما لم تتسم بالعقلانية و الطبيعية البتة ..
فهي دائما ما شعرت بذلك الثقب الأسود من نفق قلبه المظلم ....كنهايات لا تقود نحو السلم ..... لكنها أخذت تعبره بشجاعة تغلفت بغباء مستفحل....
فالذي يعلم عمر العلاقة الضيق و يتجاهله عن قصد ..يعرف حتما حجم الألم الذي سيأتيه منها....
وهي بعد ذلك لم تتوقف أبدا عن سبر أغواره مرة بعد مرة ... دون أن تردعها قسوته و طغيانية تصرفاته الغير المتزنة تماما....و كأنها تجاريه في وحشيتيه بصمودها العفن ....غير مدركة لما كانت تفقده جزئيا ...و تخلفه ورائها من دواخل مشوهة المنظر ....
كلما تقدمت خطوة بتفاصيل حياته المبهمة و تاريخه الأسود الغامض.... لم تكن تجد المقدرة على التراجع بعد ذلك ..بقطع علاقتها معه .....فالخطر أكبر كان في الفراق عنه ...أكثر مما كان يعصف بها في الوجود معه .....
قد حاولت مراراً و تكراراً الانفصال عنه ..لكن دون جدوى من المحاولة ...عبثا تحاول أن تجد للقطعية عنه شيء محسوس و فعل ملموس تغامر به .....كما لو ترمي طابة هوائية نحو جدار ..فترتد عليها في ضربة محبطة ....و ربما تخلف عين مزرقة ؟؟.....
الألم أحيانا يمنحنا زينة مبالغ بها ..كضلال سوداء تحت العيون ...و هالات فوق الجفون ...أنوف محمرة من فرط البكاء العميق ...أو أشداق مندوبة في لحظة جنونية ....أو حتى شفاه مكدومة في لحظة رغبة حيوانية هوجاء ..يفرغ بها الرجل غضبه و إحباطه في مجرد أنثى ؟؟....
فما إن تمر مدة قصيرة لا تتعدى أيام قليلة ......حتى تجد نفسها مرتبطة به من جديد ....من غير أن تحاول فهم رجوعها الخانع له ..... وقد كان لابد من ضربة قوية على الرأس لتقطع سمه في روحها مرة واحدة.......فسحره قد تغلغل متمازجا مع الأوردة بدماء لوثها و دنسها فلم تعد عفيفة طاهرة ......و تأثيره الحالك سواد عتم بها الأضواء الكاشفة ....فلم يعد من الداعي أن تنبش الأعماق ....التي أصبحت معلقة كقبور نصارى مدفونة مهجورة ....
أغمضت عيناها حينما وصلها همس منفلت الإرادة ...من أعماق الظلمة ....
(أنت لن تخرجي من لعبتي حتى أقرر ذلك..... و صدقيني نهايتها لن تتم إلا بكسرك .. لست بظالم في حقك ..لكنها قوانين الغاب و أنت رضيت بذلك منذ اللحظة التي خطوت فيها جولتك الأولى منتصرة .. عندما أنهي أحجيتك ..الخسارة و الانتصار لن يشكلا لك فارق أبدا) ....

*******

مروان كان مثل لعبة الجومانجي الشهيرة.... ما إن تبدأ جولتك الأولى حتى تجبرك على إكمالها بالقوة ..مهددةً حياتك إن توقفت عن تحريك اللعب ...
تخوض بها أصعب خيارتك و تضعن الرهان دائما بالمبدأ الخطأ و هكذا تتواصل تحدياتها التي ما تنفك تزداد بشاعة كلما تقدمت جولة ...إلى أن تكملها يائس في مرارة النصر ... متمزق الخوف من شبح الفشل الذي سيلاحقك طوال حياتك .....
تراه في لحظات صمتك و سكونك ..ذلك أننا نتلقى الوجع بفم منغلق متزمت ....و مشاعر مكدسة على باب الصبر ...لو يفتح تنهال عليك كخربة لم تعد صالحة للاستعمال ...
في النهاية.. تلك اللعبة لن تمنحك رفاهية الفوز و الخسارة ...تكفي أنك على الأقل حافظت على وجودك دون أن تعلق في جولة من جولاتها.....
و أن تعلق يعني أن لا تسترجع نفسك مهما دفعت من خيارات باذخة التفريط في الكرامة .....
شيئان متضادان لا يمكنك الجمع بينهما مهما حاولت ..الخيار و الكرامة ....


******

.نهضت شهد في تثاقل و كسل ..تتمنى لو تطول المسافات حتى لاتصل لمدرج الإفتتاح ...و من مكانها البعيد و مشيتها المتهاونة نظرت بتوجس نحو باب خمنت أنه مدخل حمام المكتب ...
فتساءلت في حزن ..(هل سيظل قدري الممل الفارغ في حساب المسافات التي تبقيني بعيدة آمنة ....و حتى التي لا أتعب في قطعها مشيا ... )
و حينما وصلته أخيرا ..راحت تنتصر في عنف لتفتحه بأصابع خرقاء و تغلقه خلفها بضربة جنونية متعمدة ؟؟.. ..و هي تعض على أسنانها في متعة سادية ..وقف لها شعر جسدها .. ...كما لو أنه أصوات صفق الأبواب تحرك بها ما جمد و ذبل ....و توقظ الأصوات النائمة داخلها ......علها تستمر في الصراخ الشهي ...
لم تنتبه عيناها الخبيرتين ...لجمالية تصميم الحمام من الرخام الأسود و الأبيض ...في تمازج فرنسي و إنجليزي راقي ...
قد كان واسعا بحجم غرفة نوم....فلم يبدو متاح للاستعمال الشخصي ....و العطر الرجولي لم يطأ عتباته ذات البريق المعمي ....
الأمر سخيف في حده .... فعمر يبدع حمام في أناقته و ثرائه الذي يفوح من أبسط تفاصيله .....و يتركه لمعاشر النساء تقتحمنه دخولا و خروجا ....؟؟...
الصاوي يبدو مثيرا للاهتمام ...؟؟...

حتى المرايا التي وقفت شامخة لامعة ل تزين الجدران من كل جهة ....بدت كغرفة تعذيب نفسي تقابلك فيها صورتك من كل صوب و حدب ..فترى إنسانيتك الذبيحة بفعل السنين ...
و تمردك نزعة كهلت من أثر الضياع و العبث الأزلي....
إلى الحوض الرخامي الطويل..توقفت أنظارها حانقة ..و همس صوت داخلي مزدري ... إنه يتسع لأربعة أشخاص ؟؟...عدد مخيف ارتفع له حاجب رقيق ..تصر على نمصه دائما ....
و الأهدى أنها تنمص حواجبها بأناملها المثلجة المرتعشة ... في فترات متأخرة من ليل كئيب .....
تأملت على بعد تمشي في جوانب الحوض التي اصطفت عليه شامبوهات غالية الثمن و صابونات معطرة بيضاء ...المناشف الزرقاء النيلية المطوية بعناية فائقة ...و كأنها بإحدى أفخم الفنادق....
......من غير أن تستعمل ..؟؟......

وصلت إليه و وقفت في تصنم تتطلع بصورتها في هدوء تام ...و تتنفس برتابة مقيتة . لكم تحب أن تجرب شعورها يتعاظم غضبا لسكونها ...
بينما أخذت عيناها تتلون عسلية في برودة داكنة ..برودة غضب قاسي ....برودة دهاليز روح محتجزة بين الأنقاض و الركام ......برودة الفجر لم تطلها نسائمه الطاهرة ....و عبقه الأزلي ......
و بالزمن البطيء انحنت نحو المغسل ترمي دفعات كبيرة و الماء البارد المثلج بكفين مرتعشين ....و الخفوق يرتعد عبر أوصالها ...فتتسرب نبضاته في انفلات شقي .....عبر تيار كهربائي إلى أطرافها المتراخية في استسلام ساكن .. .....

*******
قربت وجهها مجددا بوسواس قهري .. جيدا من المرآة الدائرية تتفحص تقاسيمه بنهم جائع من كل جهة ..فلامست أناملها بشرتها المبللة التي فاحت بعطر لم تميز ماهيته لوهلة من استيقاظها ... لكن بعدما هدأت نسبيا عرفت بأنه مجرد عطر . ...عطر رجالي على ما يبدو .....التصق بها صدفة ....
يجب أن تحذر من تلك الأشياء التي تعلق مختفية بصغرها خلف قيود الذاكرة ...؟؟...
فكل المصائب و الأوجاع ..تبدأ مشاعر صغيرة و تضربك مقتلا كبيرة .....
********
شردت بأفكارها تعود لزمن بعيد ما......بينما تقابلها صورتها الوهمية منعكسة في بريق معمي .....
إنها احد مساوئ المرايا الخادعة في صورتها الانعكاسية لعنصرية نحملها في قسماتنا ....لكن شهد قط ليست عنصرية الثالوث ضد نفسها ...هي امرأة حقيقة و بشعة ..حسبها أنها إنسانة تنصهر في صدق الأشياء و إخلاصها .....
و لأن المرآة تعطيك نظرات ذات صفاء مرهق ....قد تفجر القذارة التي تحويها و تحميها من الأنظار حولك .....
......تشرد من جديد بعيدا ....حيث كانت تقف في مصعد الجامعة مع مروان....
...تقابلا في تصلب خشن ..في مواجهة ذبذبات الشجار العنيف ..الذي أخذت شراراته تملأ المصعد توترا .... بسبب خلاف سخيف بينهما ...
فتطلعت إليه بنفاذ صبر و هو لا ينفكك يستفزها بلامبالاته و تعاطيه السلبي مع مشاكل حياتها ..قد كان يتحدث دائما عن نفسه في أنانية مفرطة ..مجبرة إياها على تعلم حس الاستماع الصامت... دون أن يترك لها الفرصة في التعبير عن ذاتها ....
و حتى تلك الكآبة الباردة اللامبالية التي كان يشيعها بها .....حينما يصمت في خطر متصاعد تتشربه حساسيتها المربكة في مرارة الارتعاش له .. ...و بالطبيعة كما يجب أن تجاريه في الصمت ذليلة ...لتنتظر خطوته التالية ..


يتبع


ورد الخال likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-11-17, 02:46 AM   #34

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



و عادة ما تكون جسدية ...قذرة تلك العلاقة التي رسمت لها قدر فجيع بالنذالة ..؟؟...
أناني كان حتى النخاع ..؟؟.....
و رغم ذلك ضل يشكل لها تجسيد خاطئ ..عن أماني مبهمة اشتعلت و مراهقتها الحادة نارا......
مروان شخص تعدد بالسلبية في علاقته معها ....سلبيات لم تثر رفضها الجنوني المتعصب ..لأي محاولة سيطرة عليها ....
يقمع حريتها الفكرية بتعمده الدوران حول نفسه ....مركزه المجحف و الأناني أن يكون صلب الموضوع و نقاشهم دون أن يسمح لها بتخطي كلمتين ....
فجذوره المستوطنة تعمقت جوفها ...حتى لم تكن بقادرة على تنفس حريتها المسلوبة قسرا و تمردا إلا بطلبه .....
لم يهتم يوما بخلفيتها الاجتماعية و الأسرية .....لم يستمع قط للشخص الحقيقي الذي تكونه كل ما كان يهمه أن تستمع إليه راضية و مشجعة ..و كأنه ينتظر منها تصفيق قوي بعد كل دفة حوار أحادي الطرف .....
غريزة المعرفة التي تشع فيها ولعا لا حدود له ...و تسكب روحها إدراك الفجائع ......ضلت تنبهها بأجراس خطر ترن في بدائية صوتية ....كلما عرفت أنها لم تشكل له سوى إطار خشبي كئيب بصورته يعيده قسرا و طوعا لزمن ما من حياته.... ندم بقسوة على أشياء لم يستطع فعلها به ..
و كأنه يحادث عن طريقها شخص مبهم المعالم في قرابته .......شخص لم يستطع قط أن يقول له كلمة مما كان يفرضه في رعونة أن تسمعه ...حكايا... قصص مبهمة...بقايا ماضي متخاذلة و منسية على معقل الذكرى ....أشواق بدائية العنف ......
انزوت إلى زاوية منه و رفضت التكلم معه أو الإنصات كما تعود مذعنة إليه .... و هو كذلك لم يحرك ساكنا يطالعها ببرود تام....
فنظرت لصورتها الصافية حزنا في زجاج المصعد و تساءلت (ترى هل علاقتي به تستحق هذا العناء....؟؟؟ ( ...
كانت تبدو حزينة و هي تكتف ذراعاها لصدرها ..فلم تنتبه لليد التي حطت على شفاهها ....قبل أن تتسرب فيها لمسات خشنة ..تقيد شفتها بينما تعلق الجسد الرجولي الطاغي قسوة بجسدها الهش المنحني في تخاذل .. ....

فتحت عيناها لتطالع مروان خلفها يحيط خصرها بذارعه الحرة و يمرر أنامله على جغرافية شفتاها ببطئ رتيب .. ارتعشت من لمسته و حاولت التملص منه....تدفعها غريزة فطرية ....
فأمسكها يضغط قدها النحيل... و يده التي داعبت شفاهها بحنية في لحظة تبدلت لتقبض على فكها ترفعه نحو المرآة.... ليقول بصوت خشن مهزوز...و ملامح تنبض وحشية .....
- )في اليوم الذي أتركك فيه أعدك أنك بعدها لن تتمكني من رؤية وجهك في مرآة دون أن تشعري بالغثيان ..حتى لو استعدت مقدرتك و شجاعتك في مواجهة نفسك سترين فقط حينها روحك السوداء و دنيوية رغباتك الدفينة ..شعورك حتى لو تفوق علي لن يمنحك سوى كسر مرآتك حتى لا تضطري بعدها من تمييز نفسك ...ستكونين قضيتي الخاسرة (....
أصدرت أنين خافت متمرد النغمة ... و قابلت عيناه بقوة في مرآة المصعد ..تجيبه بصوت شامخ قوي فخور لغاية... دون أن ترهبها قبضته التي كادت تحطم فكها ..و ذراعه التي قسمت خصرها نصفين...
(في اليوم الذي تتركني فيه سأتمكن من رميك وراء ظهري ..تماما كما ترمي كيس الزبالة الخاص ببيتك فتتخلص من قذارتك ... في اليوم الذي تتركني فيه سأتمكن من وضعك في خانة الماضي الغير المشرف ... ولن أضطر حتما لفتح صفحتك المقرفة ..حتى لو فعلت صدقني سأشعر بالغثيان فقط (.. ...
المتع جنون رهيب في عينيه يتراقص في عبث ...بينما فاح الإجرام من حنايا جسده الصلب وحشية ...ربما كانت تعرف خطوته التالية في اقترابها البطيء نحو المرآة ....
و لم يخب إحساسها حينما ضرب رأسها بالأزرار المصعد مرتين.... يهدر في وجهها ...كلام متناثر الحروف كأنما يمتصها قبل أن تخرج مشبعة بالسواد ....
لم تهزه حينما أخذت تئن ألما من همجيته...متمسكة به و تغرس أظافرها في يده لمطوقة لوجهها ......
...و أحنت رأسها تبكي بصوت خافت... أشعل نار مستعرة بداخله.... فرفع جسدها عاليا يلصقه بالمرآة و هو يصرخ مباشرة في أذنها .....و كأنه يحاول إدخال كلماته بالقوة....
(أنت لا زمن لك غير الألم ..لن تتجرئي على وضعي في خانة الماضي لأنك لن تجدي مفردات لأي زمن قد تريدين وضعي به غير الألم... و بالتالي تسبقيني معلقا دون أن ترميني وراء ظهرك ...سأكون الطرف الموازي لعالمك أو بالأحرى العملة الحقيقية لوجودك (....
الألم يرتع في حرية على حنايا روحها ...يتجاوز أنفاسه المتهدجة ليدخل في أعماق قلبها ..و يشق صمت كئيب يسكنه ..فيحيله لفوضى ...مشاعر تتناثر في جزع ..هربا من لمساته اللامرئية ...و همسات صارخة في ضجيج .......
و تتسرب برودة صقيعية إلى جسدها من خلال زجاج المرآة الساكن كوثن إلهي التصقت به كجلد ثاني ...مع بقايا قسوة أنامل مروان .....حينما أبعدها يرميها بعيدا عن مرمى يده فسقطت جالسة دون حراك ...تتبع حدقتي عيناها جسده المتضخم غضبا ...يعلو و يهبط في عنف مكبوت ....و كأنما الشجار كان أكبر مما يتحمله .....
تتبعت شهد غريزة تناديها في إصرار فرفعت نظرها تتحقق من إحساس بسائل دبق ..عبر ملامح وجهها في نعومة و رعونة ....لقد كان دم ..؟؟؟..ينزف بخجل مستتر عبر شق صغير في جبهتها ..؟؟.
بدى لها أن يحميها من كرامتها...يهبط متمهلا الحركة ...لتستوعبه في تفهم و روية .....فكم هي غريبة أجسادنا في تفاعلها مع الأوجاع ....!.



.فكان عليها أن تتفاعل معه فيما لا يتوقعه ...يريدها أن تبكي ..أن تتهدج أنفاسها قنوطا و ترتعب أسارير الألم بها في اكتشاف فظاعة جبروته....لكنها قط لم تمنحه أي نشوى مما يرغبه ...و انطلق صوتها مبحوح مليء بالفخر ...و عنيف بالانتماء حينما صدحت تجلجل الذرات القليلة و المتبقية من الهواء الذي شحن في تصاعد غير مسبوق .....
(هاهي انكسرت دون أن أرى روحي السوداء بالعكس ..رأيت روحك السوداء أنت ...أنا العملة الحقيقة لوجودك والطرف العالمي البشري الموازي لعالمك العفن ..فأنت لا تنتمي قط للبشرية يا مروان ..ما قد يجمعك بالطبيعة الإنسانية ...هي أنا ..شهد الغالي ....... )
لن تنسى قط رعب تلك النظرة السوداء..... التي حدجها بها و يقترب ببطئ كفهد يتصيد فريسته الغافلة عنه ......
فأطل يشرف عليها بجسد انحنى ألما و أصبح يرتعش بقوة .. ينظر لها بأسى و يأس متفشي به ....
لقد فشلت كل محاولته في السيطرة على هذه اللبؤة الشرسة ... هي لا تتوقف عن حشره في الزاوية الضيقة كلما حاول إيلامها ..
تحتويه عارفة بأنه شخص معطوب و مجروح للغاية ...مروان لم يكن غبيا لحد أن لا يعرف سر تمسكها به دون أن تتركه بلا رجعة ..خلف الواجهة البراقة و القوية لشهد ..تكمن روح معطاءة و كريمة ...شهد كريمة روح و مثلها نادرا على سطح الأرض ...
فانحنى حاجباه بألم في لحظة خاطفة سريالية لن تعبر باب نسيانها ....ليرفع رجله يركلها بقوة في بطنها مرات عديدة حتى أوشكت على تقيأ أحشائها على أرضية المصعد .....
تليها صورتها المتخاذلة تذللا وهي تفترش الأرض بأنفاس لاهثة .... أمام مروان الجالس على الأرض بجانيها يخفي وجهه بين كفيه مرتعش

.................



مذكرات شهد الغالي ....
يخيل إلى سمعي صوت تكسر لذيذ تحبه أذناي الحساسة إلى الأصوات المشتعلة صراخا و ضجيج ...فأرفع نظراتي كما جسدي نحو امتداد مرتفع إلى أجزاء الزجاج المهشمة في وحشية مستترة ...يخفيها شق طويل صنعته ضربة من يدي على المرآة الكبيرة حجما ...و بقايا متناثرة على الحوض الرخامي ....تبللت بمياه الحنيفة التي أخذت تتدفق في حميم وطيس .....
تصرفي بقدر ما صدمني ..بقدر ما استوعبته بعد ذلك ..
فأواري القهر في ملامحي خلف ابتسامة فظيعة ...
لا بأس علي ...مجرد إحدى العادات المحترمة ..التي اكتسبتها قسرا ..و توارثتها أذيال الخيبات التي اصنع ....لتبقى معلقة مجهولة في الأعماق الصديدية ..يتحكم زمامها عقل لاواعي ...تتلبسني وقت ما يكون الوجع أكثر مما تتحمله طاقتي ...
فأبدو مجنونة مختلة الأفعال بحق ...؟؟...
إنها بقايا مخلفات مرونا القذرة التي التصقت بي ..كثمن استحققته بجدارة في علاقة ممسوخة عريا ....
يظن البعض أقصد والدتي ..أن مروان كان ضبابي الشخوص ..قويا لدرجة أنه لم يمنحني لذة ابتلاع زلاته و تخبطاته ...و أنني كنت مخدوعة فيه ..و مغيبة عن فظائع تصرفاته ...معسولة ؟أذني إلا عن الكلام الرومانسي ...الذي أخذ يغذي حرمان عشته لأعوام..تفجر كبركان ثائر يرمي حمم احتياج ممزق ..بلقائي به ....
فأزحف إليه يدوس جسدي الفتي ..على مستنقعات الرذائل المغرية في بشاعتها ..لكنها لا تعلم و لا أريدها أن تفعل ...بأننا كنا أكثر من مكشوفين ...أمام عقولنا و أجسادنا و أعماقنا ....
لقد جربنا عري المشاعر ..و عري الحقائق المخزية ..عري الفجور ..و الرغبات المستترة ..و عري الأقنعة الكاذبة التي تسقط أحجار ثقيلة ....لكنها تتكسر شظايا حقيرة ..تقبل الأرض في استكانة ...طلبا للغفران عن حقيقة ظهرت ....
فتخلف لروح التي تلبست الحجر صرامة و قوة عتيدة ...بشعة النظرة ...و ضعيفة هلامية كأسياخ الظلام التي تسقطها أشعة الشمس البرتقالية بهاءا ...محطمة تحت التراب تتشربه ..لتكون قتيلة نسائم الفجر ....
و تدنس الإنسانية الطاهرة الفطرية ...في عمق الفجائع فتصلب على باب الغفلة ..جثة شهوانية المنظر ...غريزة الرغبات ...مشوهة الكيان في سواده و تداخله الوحشي تمزقا .....
و هكذا تركني و لازلت إليه عارية المشاعر ...؟؟؟...لقد كشف بي غطاءا لم أعرف أنه بشع كتمثال وثني ..تصلب في جماده ....
فكم يحزنني منظري لرث براءة ....أتذكره في غبطة شعور لأيام النقاء ...حينما آتيه هاربة من محاضرات و دروس تمردا و تعصبا لأوامر والدي بسلطته الجديدة ...كنت قد احتجتها في جوع لأعوام طويلة ...و ليال مقفرة ينفخ فيها الشتاء بردا قارصا من كهوف الوحدة و الضياع ...
لتلك الطفلة التي لا زالت بداخلي ..تعيش في الظلال المخفية ..مرتعشة الجسد في صقيع غلف أهدابها العسلية ...بشعرها الأثيث المتناثر في فوضوية محببة ...و رعب معربد على صفحات وجهها..تناديه ملتاعة الصوت .... و بريق لزج يعبث في حرقة بمقلتيها ...."لا تتركني أبي ...."..
و بعد سنوات طويلة اشتد فيها عودي الهش ...و قست نظراتي المحتاجة ...تلك التي كانت دائما زائغة التعبير مترددة إلى الوراء ..علها تجده ....
كان قد خمد جوعي إليه ...و ابتلعته في حاجة لو تعد موجودة بداخلي ....وجدته أخيرا ذاك أبي ...يقف من عتمة حياتي مليئا بضيائه الساطع ...يهبني نورا أحتاجه...لكنه يبقيني عمياء لأبوته ...ذلك أنني لم أناديه يوما سوى باسمه ...اسم عصي الحروف ..تنطقه شفتاي بمليء السخرية المريرة أكثر من الرفض ..."هاشم الغالي ..."
الرفض القاطع مني إليه ...ابتلعه هاشم في ليونة و انسيابية ....متمهلا قدر الإمكان و كأنه يتصيد فريسته التي لن يخطئها البتة ...هدوء أثار رغبة هوجاء الصقيع بداخلي اتجاهه ...بحق الله لم يمنحني حتى شرف اسمه ....
فرحت أواجهه بمشاعر متكدسة على باب الإنتظار ...تحول أحوجها لمجرد غضب ...و أقواها صلابة لمجرد حنين ترتعبه دواخلي ...فتشتعل صفارات إنذار ...لكبرياء كلما انحنيت بهامتي نحوه ..أستلذ شعور البنوة الضعيف للأبوة الحانية ...
لكن عبثا ما أريده أن يكون أبي ......؟؟

**************

و يأتيني مروان في فترات متباعدة يمحي قطيعة مجهولة العمر ....محملا بخيبات عنيفة ..و سوادا معمي ..لبصريتي النافذة ....
ليفرغها بي كما لو أكون مكبة مخلفاته القذرة و دنيويته الحالكة في الحقارة ....
إنها عجيبة تلك اللحظة الجنونية ...التي تظهر فيها سمات اللامنطق ...و يعربد الجنون على طاولة الحب الجارف ...الذي سحبه لماضيه أكثر مني ....
و قد اعتقدتها آنذاك.... العلاقة الحقيقة التي يكون عليها الرجل و المرأة ..
فقد علمني أن الارتباط يعني الثقة ..و عند الثقة تسقط الأقنعة ...
و يا ليتها ما سقطت أقنعته ...؟؟؟...
نتقابل في لحظة مشحونة مريعة قهرا ..و نتصبب في حقد غريزي مبهم ...قبل أن تنقض كل إرادة كل منا في قتال حامي الوطيس ....ضحاياه ..ثنائية الأطراف ...
فالقدر قط ما أظنه ظلمني وحيدة ...مروان الرجل القاسي ...و الصلب العنيف قد خسر أكثر مما توقعته ...كلما طعن أنوثتي الوليدة جريحة و قتلها صبية مغدورة ..كانت رجولته تفقد الكثير ...
صمته و غموضه ...أشخاصه المسربة في قسوة ضربه لي ..ذكرياته المنشاة وجعا من نظراته الهاربة ...و شوقه المعتصر له كطوق يخنقه ضعفا و خذلان ...و هيامه بعيناي كلما تقابلن وجوه عراة الحقيقة ....
أكثر الأشياء معنوية التي دفعها غرائم قاسية ...ستبقى له وصما فوق ندوب لن تشفى دهرا ......فهو أبدا ما كان شجرة سنديان شامخة عتيدة لا تنحني ضعيفة تحت ولولة الأعاصير .....و يحدث أسفا أن كنت أنا إعصار الأنثوي ..؟؟...
أما من ناحيتي كان جسدي الصامت ...في عذرية تنتهك بشهوة غير مسيطر عليها ...هو أكبر فجائعي الخفية ...أرثيه يواري التراب أكثر و مروان يزداد جموحا أفظع ...لقد عبثت به أنامله و يداه من غير سلطة رادعة ...
تقبيلا مرة ....و ضربا وحشي مرات ....حرقا و عنفا ....و تسلطا ذكوريا مارسه علي في سادية ...لم تثر أي غريزة تمرد أو حماية لدي ...؟؟
فمعه تعلمت بالطريقة الصعبة ...أن الفضيلة لهي إلا زيف خادع ...فكم من أجساد متخمة خطايا ...متفجرة حياء الفجور ...ترفض في صمت أيادي قذرة ..و لمسات مسمومة ....
و كم من شفاه مكتومة الأصوات ممتصة الصرخات ...تسحق رفضا و كبتا ....في قدر محتم أن تقضيه.. تصلب أحبالها الصوتية على باب الصمت المريع .. ..التي قد تشترى ....في سوق نخاسة الأرواح ....ثمنا بخسا حقير ...كما اشترى مروان صمتي و خضوعي إليه بأقل من غرامة مالية ....
فتبيع الثورة الهوجاء التي تستعر فيهم دماء مريعة فورانا ... بالصمت المميت ....و الجماد المقيت .....
إنها قضية نسوية بحتة ...عشتها في كنف رجل تدميري النزعة ...مليء الكراهية و النفور ..لكل ما هو أنثوي السمة ....
شعوري الخزي ناحية علاقتي به لم يكن سلبي تماما ..على الأقل كنت أشكل له عثرة ما اجتازها إلا و خسر الكثير ...فجميل أن نتساوى معا في الجراح ...و الخسائر الجسمية ...
مثلا ورد الطاغية المتعصبة للفضيلة التي تملكها و لا تزداد إلا تعجرفا بها ..تزدري بملأ الشفقة بقائي أحارب الفراغ و الصقيع ..الذي يغزو أهدابي و جفوني و يمنع عليها غمضة في صفحات النسيان ...
فترى أنني أكثر ضعفا من أن أتحمل أقنعة البرود و الجفاء ...الوقاحة في سخريتي المريرة لخلفيتي المعقدة اجتماعيا ..و حسبي أنني أشكل أكثر فئات الطابوهات المقيدة بصمت المجتمع الفاضل ..!

لكنها لا تدري أنني ابتلع التمييز العنصري الأخلاقي ..كما لو يكون كيمياء اللعاب ..يتدخل في هضم خيباتي و سقطاتي القوية .....حيث لا عمق لها إلا الدناءة ..!

إنه عدل التصاريف ما يبقيني صامدة ....و حتى لو آذتني همزات و نظرات الناس...الشامتة أكثر من التي تتمرغ أحقادها في قرف و سخرية....؟؟
أنا أدري أنه لا أحد مخير في أخلاقه ....و لا حتى ما يصنع من نفسه ..هناك خط فاصل بين الفضيلة و الحقارة ....يشتد حولك في مجرد عشوائية .....

***

رفعت نفسي على أطراف أصابعي لأرى انعكاس الأشياء من حولي على بقايا الزجاج المهشم....ما تبقه منه واقفا في صمود إغتاظته نزعاتي الفوضوية
أصوب حول السطح البراق نظرة مشوشة كسولة....لتتوالي علي الأحاسيس متناقضة
....
بهت دهشة ممزقة أول الأمر ..ثم ابتسمت في نشوة زنجية عابرة ثانيا
فهلعت لمنظر الخراب العبثي الذي جعلته منفلت المنظر.....!...أخيرا....
لكن رغم ذلك
عدت أرتسم بعنجهية ... بسمة على شفاهي في اهتزاز و ارتباك ....و نظراتي لم تفارق الأشياء المتكسرة المبعثرة ....و كأنها تشيعها المنفى....فرحت أهمس فحيحا به حقد لا شعوري..."
أظن أنني أفرغت جميع كبواتي في حمام الصاوي...فلتنحني هامته لينظف المكان ... أو يخدش جيبه بأنامله الطويلة حتى يدفع ثمن التنظيف الإضافي ....لم يكن عليه أن يشهد بي تلك اللحظة التي ينفلت فيها وعيي هاربا لا أتحكمه ...."
غادرت الحمام لوهلة أجلب حقيبتي التي وجدتها على الأريكة ....أعتزم الخروج من مكتبه الذي ضاق بي فجأة ........متجاهلة ذبذبات عنيفة نبعت من الحمام مجددا
رغم أنه كان من المخجل أن أترك المكان مجرد خربة ....مهمل في ترتيبه....
و مزعجا للنظر تتناثر على حوضه...قطع زجاجية مهشمة....تلتمع في بريق يغريك أن تمد يدك لتجرح أصابعك....
فأحيانا الألم يبدو شهي...أكثر مما تريد...و تتعاكس رغباتنا حسب درجته.....

عدت سريعا أقابل نفسي و أحشر وجهي في زاوية ضيقة من المرآة التي تكسر نصفها و وقع ...رغم أن الحمام مكتظ بالمرايا ...!!..فشح المسافات الذي أملكه اكتسبته فطريا و غريزيا ....مذ طفولتي التعيسة المتشردة....
و أنا التي ولدت من ضيق الأشياء و الأقدار ...و ربما سأظل ماتبقي من عمري..أصل متأخرة كدفعة تأتيك من الخلف على غفلة ...لأحشر نفسي ..حيث لا مكان لي....
فبيت والدي الذي دخلته أخيرا بعد أكثر من سبع عشر سنين من الغربة ..تتقاذفني البيوت و الأيادي المربية ...و تتصادفني الغرائز الأمومية أينما تواجدت ..لتتبنى زيف اليتم الذي يلفح نظراتي ....إلا والدتي التي ترفضني في حقد مبهم ..!!.بينما أراها لا تبخل على غيري من إخوتي...في بذخ و تبذير ......من حنان صادق ...
يخدش بي الألم الصامت المحتاج لها....
آخر مطباتي و أحقادي التي اكتشفت أنها ذليلة صاغرة ..تولدتها مراهقتي المتعصبة..
و سأذكر جيدا أنني بسببها قد ارتكبت جرائم في حق التاريخ النسائي في الحب ...قهرا و غلا محموم في تصاعد انتقامي فقط لأنني لا زلت غريبة ضيفة ببيت أبي ....!!
***
***
أصوات صاخبة لطلاب يعبرون البهو المقابل للمكتب في صخب و حيوية شبابية ...جعلتني أتوجس خيفة و أرتبك في إرتعاش محموم... قبل أن أسرع أرمي اشيائي الصغيرة البسيطة أمامي على الحوض المبلل......في إرتباك و إرتجاف أبله ....
منشاة بفرح خفي أنه لم تطاوعني غريزة العادات الأرستقراطية..حتى أنظف المكان ....بل أتجاهلها ...قدر كبيرا من الوقاحة ....
فأنا يغضبي كثيرا أن تبدو والدتي في حرصها على التعامل بلباقة و أدب راقي تتوارثه الطبقات الثرية مثل الغالي...كأنها تمضغ الصخر...و تبلعه في إبتسامة مجوفة خالية....
قط لن تكون كما يطيب لخيالتها المريضة ...بأن تصبح سيدة المجتمع المنافق....أقصد الراقي!!!!.....
إنها إمرأة شعبية الأصل ...بسيطة المظهر ....غريزية التفاضل على الغير...جائعة لأحقاد النميمة التي تحب أن تتآكلها في نهم و شجع منشاري ...
إمرأة يسعدها أن تجد غيرها حقيرة ذات نسب ذليل حتى تتعالى عليها ...في تكبر أخلاقي مقيت ....
تحب تلك التجمعات السخيفة التي تحرص على دك البيت بها صباحيات كل عطلة أسبوعية ....حيث ينوب عن مشروبات الضيافة و مؤكلات الوليمة ...أجساد الناس و لحومهم ...فقط لأنهم أقلا شأنا ...أو أكثرهم سوء في الأخلاق...أو تحمل أقدارهم حكايا مثيرة لقيود المجتمع الصارم ....و فضائح تبدو لها كحلوى الحلقوم الشهية ....في البلع ..
و هي أخيرا أم لا تجد حرجا أن تلمح لشرفي الذي تراه أنني قد منحته قربان وثني لمروان....و تصر في عناد بغال غير آبهة بألمي الجبار ..عن عبودتي التي منحتها له ....أنها مجرد نشوز مارسته في تصميم غبي....و حقارة لاذعة ....
فلا تعنيها مشاعري البتة ... حينما تتحرك شفاهها في كلمات مقتضبة تتقنصها معرفتي الحساسة للألم ...قبل عيناي و أذني ....قبل سمعي و نظري ..حتى لو أحنيت هامتي في خضوع الحياء ...لفظا يؤلمني أن تقوله في تشفي..خاليا من الغضب الأهوج الذي أحتاجه أملا يلوح كغفران ..."حقيرة عاهرة "....
***تناولت أدوات خاصة بي ....على إنفراد أبحث عنها بين الأنقاض المتراكمة ...لأتمم زينتي الممزقة ...فأخطط باللون الأسود ما يسميه الناس عينان بركانيتين الحمم بلونهما العسلي ...ساحرتين كلهيب معبد قديم تضج به القربان و روائح البخور......و أطلي وجهي لأجعله كلوحة مخمل لفحته أشعة الشمس سمرة خفيفة ...عبيره أريج و نسيمه نفحة السحر البرازيلي الفاتن....
بينما حدقتاي تجولان في تمرد و لازجة على المكان من جديد ...و كأنني أحفظ معالمه ......فتدغدغ حواسي المتشنجة ...مجرد لذة عابثة .... اللذة التي تدغدغني لقلب حقيبتي و تسقط محتوياته في بعثرة مثيرة للنظر...شهية كثيرا !!!..
اللذة التي تجبرني أن أصرخ ملىء صوتي كلما دخلت البيت متأخرة ...و كأنني ؟؟؟..لا بل متعمدة حتى أحرق آخر أعصاب فيحاء علها تنفجر بما تحويه و أرتاح ألما ...يأتيني مرة لا على دفعات شحيحة ...لذة مريحة ...
ذلك أن مشاعري تتكدس عن تأثيث الكتمان في قلبي غصة مختنقة و عبرة قنوط..و لكم أتمنى أن أرميها حيث لا مكان لها أن تعود....إن تكدسها يفقدني أعصابي!....و يمتص مقدرتي على التحمل.... ...فأحيانا أشعر أن الثقل أكبر مما تحتمله ضلوعي في أن تحتويه...فيضيق علي في رجفة بردها لا يدفىء....مهما ملكت مدافىء العالم.....و مهما إشتدت حماية رجالي.....
و أنا التي أراهم شفافين الوجود ..كأبخرة الجبال تنفخ من صقيع الكهوف .. .فلم يكفيني أحدهم دفئا من مغبة البرودة..و لم تحاوطني صدورهم العريضة حد إغراء الخطيئة في حنان ترتوي منه أنوثتي عطشى الأمان....و عطشى لشعور الثقة و السكينة.......بل إمتلأ قلبي بدخانها الكثيف...يواري ما أخافه منهم .. .
اليد التي تسمح الدمع....قد تصفع الخد حتى تحترق المقلتين بالدمع نفسه .......
وائل أخي تجرفني سلطته الجسدية في إحتوائي و ضمي بقسوة أخوة...و أنا أرى بعين الفجيعة أن يده التي تحاوطني في حنان مغدق...ستضرب الرصاص القاتل إتجاهي ....إن أصبحت له معرفة بعلاقتي مع مروان...... فأجدني أرفضه و أتحاشى لقائه قدر الإمكان...معه أعوم على طبقة من الزيت اللزج ...! .إن علاقته الأخوية معي تفقدني صوابي.



أنا أبدو مثيرة للشفقة بشكل مقرف حينما تبرق أساريري رعدا كلما تبسم لي في حنية فياضة....فأتخيل منه واحدة محطمة و همجية القسوة....مليئة بالحقد العسلي الذي يبزغ كالبرق في عيناه وقت ما يستبد الغضب المجنون اللامعقول به.....
أما الرجل الثاني ....و أظنه الأهم....و أكثرهم تعقيدا.....إنه والدي!!!!
والدي هاشم...البعيد القريب في تواجده جنبي...
شخص كلما منحني الكثير ...كلما ازداد شجعي إليه ...و أنا أعرف تمام المعرفة بأنه إن أطلقت سراح أشباحي الجائعة إليه. ...لن يكفيني نصف يوم
و مثلي نافذ الصبر لحوح المتعة ...لن تشبعه تخمة نصف يوم منه ....
سأموت حتما و لقمة الحنان تغوص في جوفي ...بفرحة جنونية ...
...إنه الرجل الذي يضمني بعينه و يهزني من جنوني بروحه الفياضة ألما مستكين ....
إنه من يزداد له وعيي بفرديته و عزلته ...فأسقط أكثر أنوء عنه في بئري الخاص....
تحرمت علي مكاسبه ...الواحدة تلو الأخرى إما بقرار من إرادة هوجاء التمرد ...أو خطايا لا تغتفر تدفعني دفعا مؤملا بأن أبتعد ...أو غربة فيه ...خبرتها من السنين...
حنانه ...أبوته...ماله...بيته...دفئه العسلي...روحه المتسامحة أقسى درجات الحلم ...لذة الأمان التي تفوح منه عبق مسكي أحبه....وسامته المحببة لقلبي...شبهي الكبير به...و إسمه الذي سحبه مني و لم أعرف...!!
كلها إحتياجات تضل تلفظني لأمواج الوحدة .....
***
و أخيرا تسللت في حذر مهيب من غرفة مكتب عمر إلى المدرج الكبير ...نزولا على سلالم الطوارىء ...خوفا من أن تتصيدني نظرات الموظفين الفضولية ...
فأقع في مطب لا نهاية لمشاكله...و أصبح لقمة شهية في إستراحة الدوام ..
كتجربة سابقة لي بين أروقة هذه الشركة...عرفت أنه النسمة العابرة هنا لا تمر إلا و حللت جزيئتها البسيطة تحليلا و تفتيشا دقيق ..لا شيء يبقى مركب مبهم ....
فقد بلغتني أخبار و إشاعات كثيرة ..تلقفها سمعي من ثرثرة العاملات هنا عندما أجريت أول إمتحان قبول ...عن إرتباط الصاوي بعائلة الساري المشهورة ....
و ما أفجعني هو هوية خطيبته أميرة ...أكثر النساء في المجتمع الثري تحذلقا و تعصبا للسلطة المال و الجاه ...
ثرثرات عديدة و وشوشات كثيرة ...لم أجد نفسي إلا أتصنت إليها في ترقب و لذة ... أتصنع التشاغل الخفي ....بينما أخذت أرهف السمع لتلك الهمسات المكتومة خوفا من قبضة أميرة عليه
التي كانت و بالمناسبة تتسكع في عبث على مراكز الإجراء ...في تفقد بروتوكولي ..بهيبتها العنجهية ...و جمالها الفيروزي الساطع...
متأنقة حد البذخ في ملابس غالية الثمن...و أضيق من على جلدها....!!!
لقد تحدثوا مطولا في نميمة مقرفة عن والد أميرة العفن سنا و قد تركها يتبرى من أمرها لعمر فور عقد قرانهم ...لاحقا في جري ملهوف و رغبة مقيتة خلف أكثر العارضات جدلا هنا ..بريطانية الأصل. .إيطالية المسقط.....برينكا لاستوغ ....
و حتى الصاوي أكثرهم نبلا و سمعة ناصعة البياض ...لم يسلم من تكهناتهم اللاذعة ...مرجعين أمر خطبته لأميرة إلى تورطه معها في علاقة تصيدتها كاميرا صحفيين الفضائخ ..حيث ضبطت كثيرا تدخل إلى شقة العزوبية التي يملكها في إحدى أرقى السكنات الخاصة ...
إشاعات غذتها شكوك أفضتها إليها عمتي صافية ...في آخر زيارة لي في بيتها ...عن تورط الصاوي الحقيقي في مراهنة بين والدته و والدة أميرة...
أمور كثيرة و قضايا شائكة لم يجرؤ أحدا من الغالي على نبشها ...و لا أفهم سر تباعد الصاوي مع عائلتي ...رغم عمق علاقتهم من تاريخ طويل ....؟؟؟
**
نفظت أفكاري الفضولية سريعا من مجرى سيرته ... أصفي ما لا أحتاجه وجع رأس ...ما يمهني من الصاوي إلا منحته ....و الباقي فليبقى أسرار مغلقة..بين العوائل الثرية ...فقد تركت لهم زيف القرب...مشغولة في ضياعي بين الأروقة العديدة ...و الطوابق الشاهقة....كنت أفقد صبري تدريجيا ....
فقد ظننت نفسي قبلا أنني أستطيع الوصول بسهولة للمدرج.....
لكن سرعان ما فتئت أجد نفسي تائهة وسط كم هائل من أبواب خشبية ثقيلة .....
كلما فتحت إحداها تبينت لي غرفة مكتبية مأثثة في بساطة ..
..فكدت أن أفقد أعصابي و قد إستلزمني وقت أطول ضيعته حتى تذكرت فجأة بأن المدرج يقع في الطابق الخامس...تبا لذاكرة إنتقائية مثل التي أملك .....!!!.لا تختار إلا أسوء الأمور و أوجعها حتى تخزنها ...بينما الضروريات من حياتي ترميها مكبة النسيان .....
و حتى أمر توقيع العقد لم يغافلني أمره إلا و أنا اضرب على الأزرار العشوائية للمصعد ...بغل حميم ....أكتشف مرتعشة أن كل أرقامها زوجية ...رغم أن عيناي نبشتها كلها ..٢/٤/٦....٨..هبوطا و نزولا بقلق متصاعد و نفسي يزداد نهيج ملتاع ......
فضللت مبهوتة من مصعد لا توجد بها أرقام طوابق فردية.....تلتمع حبات العرق البارد على وجهي .....و تشتعل شرارت النزق على عيناي نيران عسلية .
قد وقعت في مأزق حقيقي...!!!..دقائق أخذت أضرب الأرض برجلاي أدمدم من أنفاسي المتداخلة في همهمة عجيبة ....
حتى لاح عني غبائي المتشفي حينها ..و تقيد ذكاء مشكور على حضوره ...بأنه لا مفر من إستخدام السلالم مرة ثانية ....و يا ليته الصعود كما النزول ...حتما ستتشنج أعصاب رجلاي حرقة....و أشعر بوخز عميق....يجعلني أميل نحو الأرض في دوار لاهث ....
حاولت جاهدة أن أجد حلا وسطي أضمن به راحتي...لكن على الطرف اليمين من ذراعي ..صرخت دقات رتيبة لساعة عملية تعلقت بمعصمي أنه تبقى أقل من دقائق على إفتتاح التدريب.....
مما إضطرني صاغرة أضرب على الزر الرابع محتارة..لأصعد إلى الدرج على رجلاي ما تبقى طابقا .....
فأخرج من بابها أتغاضى عن إبتسامة خفية رماها نحوي موظف هناك ..يقول لي ضاحكا ..."مصعد الطوابق الفردية منفصل يا آنسة ...لو كلفت نفسك سؤال ..ما إضطررت تصعدين الدرج....."...
تبا له من سمج أرعن..يتدشق بي لاهيا ....و أفخر أنني أجبته متكبرة ...."...و هل أمنح أمثالك السذج ...ذل السؤال ...أنا فقط دربت رجلاي على رياضة صباحية...تحميني من خطر سمنتك البشعة....!!!"...

فلم يجد ما يرد به ..قد ألجمته في مقتل الكلمات .....ليهنأ بغصة يبتلعها في إبتسامته المجوفة....

*
في جري إلى القاعة مسرعة ...بسبب تأخري عن توقيع العقد....
تشوش نظري مبعثر بين الأبواب الكبيرة المتعددة لمدرج واحد ...و قد كانت جميعها مغلقة ...إلى حد ما من بحثي....!!!
فتغلغل الرعب الهلع المثير في قلبي...و القلق المتصاعد في دمي ....
ليجعلا تفكيري كله ينحصر على الوقعة القادمة....من أن أكون قد تأخرت كثيرا على الموعد ....و لن أجد هذه المرة أمال لأستفز أمانتها العملية ...حتى تمنحني الاعتماد...
بينما يتحرك جسدي في آلية ممزقة خوفا... و تسير الأطراف السفلية مهرولة...و تتشنج أطرافي العلوية ..لتتمسك بصدري ...قبضة تعتصره بترنح الفؤاد .
*
كان علي أن أسرع ...و فور أن أطلقت رجلاي للسرعة ...أحسست أنني أعود لنفس الشعور المقيت الذي أكره أن أبقى ذليلة تحت سياطه ....
أخاف أن أهلع في ارتجاف وقت ما تصرخ أساريري المدفونة في أعماق تستصرخ .."...بحق الله إنها نهايات الفرص..."!...
إنها لا ترحم تلك الأسارير المدفونة ...أنا مخنوقة ...لقد أصبحت البنات من الأفكار تنتهب أعصابي الثابتة بأعجوبة...و المخلفات القديمة تعتصر قلبي قبضة جليدية ...فتنسكب مياهه
تنسكب مياهه الباردة فوق أطرافي ...لتنسحب الدماء متجمعة كصقيع متجمد....حتما سأصاب بجلطة قلبية ......!!!!
**
أرتد لا إراديا ثانية على الجدار أستند به في عجز ....و صوت يأتي من الضبابية يعربد في الحنايا المرتعشة ....صراخ يائس من والدي بي بعد آخر رسوب لي في الجامعة....."..هل أكسبك مروان ..ثقل الاستسلام الأبله المتوارث..."......
لكن منظر الجدار و. قوته في إسنادي جعلتني أرتفع ثانية بدوار عنيف..لأجري انسحابا نحو آخر باب مفتوح لاح لي من البعيد...كسراب يتوسط صحاري القاحلة ...يواري فلاة للتائهين....
لا أشعر أبدا حولي ...و لا صوت يصلني...بينما الشكوك تجدها طريقي إلي في سهولة و رعونة ...وهنا تثور قدماي جريا أكثر إليها ألاحظ
آخر الداخلين إلى الباب ..تكاد تغلق من ورائه الأبواب.....فأعنف أكثر قدماي و أضغط عليهما بجنون معربد....أكز على أسناني غيضا ..منذ متى لم أركض كثيران هائجة هكذا!!!!
أكاد أصل ...خطوات لاهثة متعبة تفصلني ...الباب لا يجب أن يغلق..أراه يبتسم في خبث...أقطب حاجبي عقدة لاعنة...أتقدم أكثر ....بعبث و إنعدام التركيز...فقط خشب الأبونيسي يضحك لي في سواده المزخرف....
أصرخ داخليا بفرح أخرق..تسيطر كلمة وصلت .على أعصابي ....!!!!جوفي لم يتسع لحروفها ...الظلال تتوارى...النور ساطع...أكاد أتمكن من الطيران ...
حتى اصطدم جسدي بشخص ما عندما كدت أعبر الباب الذي وجدته مفتوح على مصراعيه أخيرا .. ....لم أعرف له هوية..و لم تتسنى لي الفرصة حتى أفعل ...إذ سرعان ما هويت بفعل القصور الذاتي ...إلى الأرض الرخامية الباردة...
لكن قد تلقفني نفس الجسد الذي طرحني أرضا ..قبل أن أصطدم فعليا ..بكامل جسدي المتعب....
لحظة خاطفة .....رأيت فيها الصمت الكئيب يحتضر في لحظة سريالية ...لتتحول بقاياه المتلاشية إلى ذبذبات عنيفة ..جعلتني لا تلقائيا أتشبث بأناملي الطويلة في صدره....ناسية أن أظافري طويلة وقد تخدشه....!!!...
و استكنت ملتصقة بجذعه في ضعف غلفه حرج صريح من وقوعي هكذا ...أمام سيل كبير من الطلاب ...
...ف حينما جريت نحوهم لم أسمع أي صوت ينبعث ناحيتي ....سوى صراخي الداخلي ..هلعا من تأخري ...و الآن بعد أن طوقتني يدان هذا الرجل بإحكام ...تسربت أصواتهم الصاخبة في سيل هادر ...تروي ظمأي عن الحيوية التي افتقدت..
و بينما أخذ سمعي يتعود ضخات الضجيج ....كنت أغيب في عالم لا مرئي تحكمه حواسي ....
..وه
وهلة قصيرة من الزمن تلفحني فيها عاصفة عطر مثير هادئة ..من أنفاس الرجل
الغائرة في واد الهدوء السحيق....فأخذت تجردني من ترسبات الضغط الذي عانيته هذا اليوم...
كل شيء يتسرب مني كما تتدفق المياه الراكدة في الأنهار .....فتدفع الأحجار المتكدسة و الأتربة الغابرة ....تحيا الحياة العذبة من خريرها ...و تزقزق العصافير على جوانبها مغردة ...و سعيدة...
الألم الذي تشنجت له ركبتي من صعود السلم يختفي...القلق و الهلع و الخوف... مشاعر تترامى على الأرض الرخامية بدلا مني ....
شد أعصابي يرتخي عني ...كما لو تفككت شبكة عنكبوتيه عفنة عن جدار الأفكار الخاص بي...فأتهاوى منشاة رخاء...
دواخلي الثائرة تهدأ في صمت...جنون الذكريات ينطفئ في ومضة سحيقة ...
و الظلام الحالك ..ينقشع عنه الضياء...الحمم البركانية تتدفق في دفء يفيض من بئري المتجمد...
و الوخز المضني لضمير لا يهدأ يهمس لي في بوح الكلام ... كلمات سوداء شريرة...أراه بغبطة شعور عذري ينسحق تحت سيل ثلوج سكبت على سقفه .....
عبثية الأحاسيس المخدوعة بالزمن المتداخل ...انزوت إلى ركن من قلبي ..في الخفاء...لا تريدني أن أراها تحتضر...هكذا هي الأزهار الجميلة التي لازالت تتحدى بور كياني الأجوف ....تنبت في تحدي...و تموت تكسبه ...
لكني لا أراها ...إنها أكثر خجلا من أن تعري شوقي للضعف...للنقاء...للحظة الصافية ...
تحترم كبرياء الألم الذي أحب...تعرف أنني مجرد هلامية القوام مغترة...تسلخني شظايا فشلي في الأعماق ....تضربني سياط الوجع كلما أردتها أن تفعل...
تشفق علي بتجبر ...لا تريد دفعي نحو الأمام بقسوة ..إنها تشبه والدي....جينته الوارثية التي لم تطلها يد مروان....
تقرفص جالسة ...أظنها حجبت عني عالم آخر في وقوفها ...ذكية لأنها إنزوت ....أتقدم نحوها ...بجسد الطفلة الذي لا أزال أعيش فيه ...أنا سعيدة به .....(على فكرة)
تتضح الصورة البهومية لي ...تنقشع الغلالة من حدقتاي ....الصورة تومض كما البرق ...ركزت كثيرا...حتى أوشكني الصداع ....
...إلى أن بدت لي الشركة كلها تصمت و كأنما الطير على رؤوسهم ...فتوجست خيفة
من خلال فتحة نافذة من ذراع الرجل المثنية أمام نظري ...رأيتهم و الجماد في العيون يتقهقر في قاع المحاجر...إنهم محنطون كالتماثيل الميتة ...
كان من المخجل أن أبقى متمسكة به...و كأن العالم تجمد عند سقوطي ...
أسمع بوضوح دقات ساعة معصمي الرتيبة ..تهمس…
تهمس لي ضاحكة أن الوقت يمضي بحق ...و أنني عالقة في تلك الغلالة اللامرئية ... أحس و كأن نظرات الكل تلتصق بظهري و ذراعا الرجل ...عيون فضولية ..و مدهشة..و الكثير من الإثارة المتصاعدة...ذبذبات صراخهم اختلفت أصبحت تبدو أكثر عنفا..أكثر تساؤلا...أسمع بوضوح لا تشوبه شائبة تلك التنهدات الأنثوية القوية... إن الحقد يملؤهن....هن يتهامسن بالتأكيد...أرى بوضوح تلك كلمات المختزنة في جوف كل واحدة منهم ...كلمات قاسية شريرة مبهورة...و أخرى أكثر براءة مما أعرف... أشعر و كأن الجحور اللزجة للجمع تنزلق على جسدي ...تقيمه..تبيعه...تشتريه..تتبن اه..البعض يرى نحافتي ميزة فريدة....لا أبدو مثل الأموات بل مجرد جسد هش تستطيع سحقه بنظرة ... أما البعض يرى بأنني أكثر ضعفا في أطرافي من أن أتشبث به بتلك القسوة الممزقة... أتذكر فجأة أن أظافري المشبوبة تتداخل مع القماش الأبيض الناعم ...هناك سترة كلاسيكية فوقها...أشم فيها عبير مألوف...يتوقف إدراكي على عبق عطري في السترة... شعور مقيت...كما لو أنك تفرغ أحشائك ...حينما اهتز و أدرك لا إراديا..أنني أنسل عنه و أقف على رجلاي في عنف مبالغ ...كأنني أنفضه عني...أرمي بيده في الهواء ..و لا زلت أحني رأسي... علي أن أرفع رأسي ..يجب أن أقابله حتى أخرس الأفواه التي تثرثر في صمت..

همساتهم أسياخ جليدية من الصقيع تنغرس في قفاي ...رأسي يبدو أكثر ثقلا...
صوته الرجولي الفخم ...المتواري في كسل يقطع الغفوة اللارادية التي أغرق...
آنسة شهد الغالي ...أرى أنك تتحسنين..لقد كدت تسقطينني بجدارة ...؟؟؟...
الصوت نفسه يتردد في صدى ...يعبر الحنايا ..يتغلغلها ...يبعثر التوجس على الأرض ..يهجس بالهدوء لينثره مسحوق عنبري على الأطراف المهجورة من قلبي..إنه لا يطرق الباب ..و لا يضربه عنفا حتى يفتح ...يتسلل في النسمات العابرة...و الهمسات الساكنة ....غريب!!!
إنه الصاوي عمر...إرتعبت فكرة في رأسي .....

*********
فإبتعدت في إهتزاز أرتفع نحوه لأشكره ....بينما تخلص جسدي من عبثية حضنه ....
لكن بمجرد أن أزحت عني ذراعاه ...و إلتقت عيناي به ومضة سحيقة ...أحسست و كأنه شيء ما سقط مني ... فلم أجده يوما....لقد كانت صاعقة لحظة إلتقاء نظراتنا ....
كهرباء مستترة تسللت بشحنتها الخافتة على طول ذراعي ...تجردني شيء فشيء .....من حمم دماء عروقي النابضة ألما ...
ثقلي تهادى و تراخى...و كأنني كائن لم يحمل شيء داخل روحه...كل حياتي إختزلت في نظرة واعية له...
و تتساقط أثقالي المظلمة كأوراق الخريف تختنق أرواحها بصوت الحفيف الخجول.....
أجوب الأصقاع في كهوف زنجية مقلتيه...تعبرها ظلال بنفسجية عميقة...!!!...
هل أراني لا ابذل جهدا في إخفاء قلقي المريض....؟؟؟؟
كان الجواب الذي حصلت عليه هو ما جعلني أبتعد عنه لا مريئا عي ذعر حقيقي.....
فأمام نظرته الواثقه...تجردت تماما من زيف الأشياء...غدوت في عبث لحظي ..رشيقة من الأحزان...شفافية الوجود...و أصداء الأصوات التي تعيش بداخلي مشوهة ...بصراخها المصعوق...و عياط لا تنتهي فجائعه...توقفت من جديد...كمكابح تآكلت حممها الممزقة على الإسفلت القاسي....
تفحصني أولا في قلق عندما وجد بي صمتا ...ثم تهملت حركاته اللامحسوسة في وقوفه بملىء الصبر ينتظر إجابتي ....حتى همس من جديد....
-أنا أسمعك آنسة شهد...هل تعانين مشكلة....؟؟؟
الرفض حينها سيطر علي في غمامة عقلية...فأطبقت على شفتي في إحكام طفولي...إبتسم له عمر صمتا.....أغاضني ...
حاولت أن أرفع قدمي نحو الأمام لأتقدمه...و فعلا ما إن كنت أجتاز جسده حتى توقفت على أصابع قدمي عنوة....
و إنتابتني سطوة لحوحة ..حتى أخفض نظري...نحو جزء من تنورتي ..تتلاعب أناملي لا إراديا بخيط ناشز..!!!....فأنشغل قدر إستطاعتي عن مراقبة ما أعجزه بعقلي و جسدي.. ..شعورا ....في تصميم لاذع....
لكن ذاكرتي الحية ... تتوقف عند صورته...أبحث و لا أجد تعريف...أتغافل و تعود صورته من جديد تحرك أطراف الذاكرة....المتلاشية خيوطا رفيعة بمخيلتي ....
حتى إنه فهم مخاوف المترددة و المتأرجحة بين سلب طاغي و إيجاب مغلوب عليه ....
إقترب أكثر مني ...يدس يداه في جيبه بهيبة وقورة...و كأنه قرر أمرا لا جدال فيه...
-أستطيع مساعدتك إن قبلتي ...لا داعي أن تقفي هنا ضائعة...آنسة شهد ...أكلمك أنا؟؟؟....

زمجرت داخليا بعبوس قانط...كيف له أن يعرف دواخلي بسهولة...تبا له من رجل!!!
لقد تبعثر خوفي اللعين ..و حذري الطاعن...مزاجيتي المشتعلة و تباعدي الحذق....أقنعتي القوية و السخرية المليئة التي تغمرني حتى الثمالة في دمائي.....
لقد تعريت أمامه إلا من حقيقتي....
تكهرب جسدي على طوله في فضول له....و فقدت الدفاعية الشرس التي أملك....
بينما ترتسم معالمه في ضبابية تتبعثر أبخرتها ....من أنفاس الرتب.....
أراه لأول مرة..بالإرادة التي تسكب عنف الشباب في عروقي....تتشبث مقلتي بتفاصيله....
النفور اللارادي يعربد في الأفق...يأمرني بنظرته الحادة الفضولية أن أبتعد ....
بينما صوت عمتي صافية تتداخل كلماته في سمعي ....
"إياكي أن تكرهي الرجال...فقط لأن لك تجربة قاسية مع مروان...تعلمي أن تقفي في المنطقة المحايدة من عالمهم...لا تتعصبي لهم فتخسري نفسك ...و الحب الصحيح...
و لا تسمحي أن تتورطي في مشاعرهم مرة ثانية...إبقي على مسافة من الأمان...و إختاري فن التجاهل و التعامل معا في آن واحد....الحب أن تكتفي بنفسك...فلا تحمليها أقسى ما تتحمل...."
أعود إليه..لأراقبه بنظرة صقر ...الصاوي يبدو مثيرا بأكثر مما سمعت..
الكآبة الحنون التي تغلف زنجية عيناه ...شدتني في إغراء دافىء...شهي اللذة كقدح شكولا ساخن تتناوله في صباح صقيعي.....
أعماقه العارية في إستسلام جعلتني بدون شعور أخزن ملامحه في نهم...علني أجده ....
شددت أصابعي لحضني في دفاعية مستميتة ...و رفعت هامتي من جديد لأقابله ....
مرهقة نظرته. تلك التي طوقني بها في حرص رجولي بأنوثتي .....شديدة البعد و الصفاء ....يحرص في خلق أحبه ان لا تتشتت نظراته على طولي...فقط ينتظر إجابتي مخفضا لمستوى نظرته ....
ينغلق كسر في جوف ما عرف إلا الكتمان...يبتعد في مسافة ضوئية عني ....
لقد أحسست و كأنني قطعت مسافات طويل لأصل لعينيه...جبت المعالم لأهرب إلى هنا متعبة....لاهثة...و متعرقة حد البلل...
شعور الإرهاق سيطر علي... أضعفني...قيدني...و رفرف جفني في رمش بطيء ....
أحسست أن الأبواب المغلوقة تفتح ..الأمواج تداعب الشاطىء الأبيض...تتلمسه بخجل..بهمس و كلام عذب...تمنحنه الملوحة ...الصبر و المقوامة...
كل المشاعر السلبية التي طوقتني حبلا أنفتحت و تراخت .....
تهت بعقلي الواعي ...في رسمه و تأمل هيأته الرجولية...مسيطرة بهيبة صامتة....
وسامته المؤلوفة ..و حريرية شعره الأسود اللامع...ناقض العسلية التي شببت عليها...
بدى لي خارج من قواميس الرجال الذي عرفت.......غريبا كنسمات ليل كانوني حار....مفعما بطاقة لامرئية تفيض بالخلق...
لم يكن كوائل بدائي المشاعر ..متوتر الجسد...مشحون بطاقة العنف و العاطفة الهوجاء ...
أو حتى مروان غامض الشعور ...سريع العطب...و ذا فلسفة سوداوية...
بدى لي رجل متحرر من الأثقال بإرادة و قناعة....إنه ليس من يعود بخطواته للوراء .... أظنه شخص ناضج...مصقول العقل و الجسد...مشحون بطاقة الهدوء و التروي...مرتاح نفسيا أكثر مما توقعت ....طويل الأفق و البعد...مسحتني عيناه في حياء رجولي باهت...لم يعد له وجود ...في عالمنا...!!!!.
شديد الإعتزاز ....ثابت الأفعال و الردود ...فكان من السهل أن أتخيل رداته .....
القرب الذي جمعنا تحت سيطرة الذهول ....أوقعني في عبثية سطوته ....
ذبذبات جسده الحرارية...لفحت برودتي بدفئها...أنفاسه التي أخذت تجوب وجهي بكسل ... كانت مليئة بعبق قهوة متبلة...العطور بها قوية...لاذعة كشتاء جليدي...و قوية النكهة .... كلون هندي فلوركي ....يترأس لون وجباتهم....
تراجعت مسافة سمحت لي بتأمله جيدا مرة ثانية .....بينما خاطبته بصوت منخفض متوجس...
-أستميحك عذرا ..سيد صاوي...لم أتمكن من رؤيتك واقفا ..كنت على عجلة..من أمري .....

إبتسم في سماحة ...لي مطولا...!!!قبل أن يعود صوته الرخيم في هدوء ...أشك أن أعصابي كادت أن تنفلت له ...
-تبدين شاحبة آنسة شهد....هل لي معرفة سبب تأخرك ...رجاءا أجيبي و لا تبقي صامتة ....!!
لقد كدت أسقط بكاءا..عندما همس لي بأحوج سؤال..أظناني قوله ..
و بين عقل يصرخ...و إرادة ترفض...توجسته خيفة ...لأضطحه بهمس أنا نفسي لم أسمعه...
...فلم أفكر كثيرا قبل أن أجيبه ملتاعة مستنجدة....أفرك يداي كطفلة مخطئة ..و أحني رأسي كما لو أنه أثقل من أحمله امام هيبته الهادئة....
-لقد تأخرت كثيرا عن موعد توقيع العقود...و أظنهم أغلقوا المكاتب ..و توجهوا للمدرج....لم أجد شخص في دور٥٠٠ ....!!!.
فرد بصوت ملئه الحيرة ...
-ظننتك توجهت قبلا....لقد تم غلق المكتب قبل دقائق قليلة ...؟؟
كلامه جمدني في مكاني كتمثال وثني ...عبثا حاولت أن أخرج كلماتي من جوفي المتصلب صدمة...
يبدو أنني قضيت ساعة في مكتبه.....أرثي الجنون ....تبا!!!...
لكنه سرعان ما إنحنى نحوي ... يطمئنني بصوته الهادىء ...
-كان عليكي أن تستغلي وقتك ...مضى أكثر من ساعة مذ تركت ترتاحي في المكتب...على العموم...سأجد حلا لك...هناك دائما وضع خاص...رغم أن التسجيلات أستمرت أسبوعين...
....***

يتبع


ورد الخال likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-11-17, 02:48 AM   #35

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


إستلزمني وقت كبحت فيه تسرعي و خوفي ...عندما إستدار نحو الخلف يحدق بشخص ما ...فتشاغلت عن قلقي ...أتفرس معالمه الجسدية القوية...التي تتحرك في كسل و بطىء ...حتى إنه لا يستخدم كثيرا يديه ....!!!!
تمر عيناي بلازجة عليه...و شعور مبهم يتصاعد بداخلي....
ظهره العريض تكسوه بدلة سوداء أنيقة ...و قفا عنقه حفه شعره ...أكتافه العريضة التي تبدوا أنها تسع الأحمال مهما ثقلت....تغريني أن أرمي ثقل أظناني....
موجات صبره الطاغي و وهو ينادي سكريترة صغيرة رفضت بعناد أن تجيبه ..أثارت إنتباهي...و جعلتني أتسائل عن ماهية علاقته بموظفيه ...تبدو أكثر رفضا لأوامره....و وهو أكثر سلالة معها ....
دقائق قضيتها على أعصابي ....أراه يتبعد عني فتضربني موجة هواء باردة....
تنثر في أطرافي رعشة محمومة...فأشد أناملي أغرسها في باطن كفي.....و أتصبب حقدا لا شعوريا إتجاه فتاته العنيدة...
ترمقني بغل و رفض...و أنا أرفع هامتي لها ..في تحدي قاس ...بينما النظرات تنتقل بيننا في حدة و فضول...!!!
إلى أن أراه يعود نحوي ...ليتوقف مهلة بجنبي...و يسألني...
-آنسة شهد هلا رافقتني إلى مكتب التسجيلات ...لنتمم العقد و المنحة...
فأستدير بجسدي بآلية ممزقة و فرحة جنونية تعربد على وحهي ...كأنني أعب من كأس المجد...
كما أنني لم أنسى أن انفض تنورتي الضيقة بحس نظافة مبالغ فيه...أمام نظرات تلك الفتاة...أتحداها بشعور معقد....
.*****
مشيت طويلا وراء جسد عمر بثبات و برود ....و صمت مميت ...أراه يتجاوز المكاتب في خفة و رشاقة ...حتى وصلنا لمكتب صغير مؤثث بلون يثير الغثيان ...
حتما إنه مكتب تلك الفتاة...ذوقها رديء في تكلفه...و منفر في حدته ....و أثاث بريش مزعوق....
لم أدرك أنني كنت أنظر للمكان بإشمئزاز فاضح...إلا عندما ...قطع صوته من جديد ...على الغفلة ...مبتسم كعادته ....
-أرى أنك إزددت شحوبا ...عند رؤيتك للمكتب...لا تقلقي لن نمكث هنا أكثر من دقائق...إجلسي آنسة شهد ...و إملئي إستمارتك.....
فأجبته متغيرة اللون ببشرتي الحربائية ... ممطوطة الشفاه.....
-إنه أكثر مما تتحمله حاستي الفنية..تكاد مقلتاي تخرج من محجريها....كل شيء مبالغ به....؛؛؛
ضحك في خفوت أنيق ليلتفت نحوي ....يردف على كلامي ....
-تخيلي أن أضطر لرؤية مكاتب لأكثر من مئتين موظفة هنا...رقم مبالغ فيه....لكنني على الأقل أتحمل حسهم الفني البشع...!!..عليك أن تتعودي جوهم ....يمنحك الأمر إحترافية عمل....
و أضاف يجلس على كرسيه ....

-تفضلي إجلسي ريثما أملأ برنامج العقود بآخر عضو متأخر ...أنت خاتمة الطلاب...
أذعنت لطلبه لأجلس إلى إحدى تلك الأرائك المنفوشة ريشها و علامات الإشمئزاز لا أبذل أي جهد في إخفائها عنه...بينما يبدو هو أكثر تقبلا لنفوري الجزع من غرفة سريالية كهذه... أكاد أجزم أن ظلمة بغضاء تجتاحه رغم ألوانه الحارة ....
أمدني بإستمارة ملأتها بفرح طفولي مثير للشفقة ...و لهفة قلما تطرق باب قلبي خجلا....حتى البرود الساخر الذي يملأني في حد مبالغ به...و كأنه تبخر..!!.
علي أن أعترف أنني تملقته بأدب مثير للغيض لأحصل على العقد فوريا....
رغبتي به تفوق ...إنجذابي للعزلة....فحتى لزاجة القلم أدهشتي..أشك في أنه إستحسن نعومة ورق و راح يتغزلها في وقاحة....وتعرت الأشياء التي أتصبب لها حقدا لا مرئيا ....تتخلفني بخطوات من الأمان أمام الصاوي...
لم تجمدني علامة الإسم الثلاثي...و لا رقم الإقامة ...؟؟؟؟
فأنا الكيان الضائع ...بدون هوية..و لا حتى أوراق إقامة ....أين عشت ..؟؟؟..أين تربيت...؟؟و أي إسم حملته ....أجدني أكتب بآلية أكثر منها عملية ...
الإحترافية التي قصدها تعني أن أتقبل نفسي قبل الآخرين ...مهما كنت بشعة الداخل....
الماضي القاسي سأبقيه سر مغلوق على وجعه ...أفتحه فترات الليل الداكن...لأبكي قليلا ....ثم أمسح آثاره في إنسلاخ شعوري.....عن كيان الممزق بحرص ضمير أخلاقي لا يهدأ....ليس تابع لي بل جندته ألسنة الغير ...الذين يعيشون معي...أو بالأحرى يتعايشون في سلبيتي .....
يجب أن امارس إنسانيتي في عدل..حياة الآلية الرتيبة التي أحرص أن أعيش لا تناسب قدراتي الهلامية كأسياخ ظلام على الطرقات الضيقة....تتقاذفها موجات الشمس الإشعاعية...بدرجات بنفسجية من كدمات الخلع.....
أرفع رأسي لعمر الجالس قبالتي...و قد غطت وجهه ملامح مظللة....
دقات عديدة أخذ يرسمها نقرا ... على حاسوبه المتطور باللمس و هو مقطب الحاحبين جعلتني أتوقف لا إراديا عن الكتابة ...معلقة عيناي نحوه في ترجي و خوف....
أخذ يزفر في حنق و يرسم عقدة على حاحبيه متكورة...إنه متوتر أكثر مما يبدو عليه هدؤه...فتهتز ركبتي لا إراديا على نحو متصاعد ...من القلق....
حتى رفع لي صوته ...متوجسا..مليئا بالحيرة نحوي....
-شهد ...لقد قدمت صباح اليوم ...طلب إلكتروني عليه دمغة هويتك الشخصية ...بسحب تسجيلك و إعتماد المنحة...
ذرات الهواء تجمدت تسبح في فلك الكلمات التي بقيت جسرا يوصل بين عينيه و شفتي المرتجفتين بضياع ..... لم تحكمها قوانين الجاذبية...كدت أن أراها منفصلة حد إختناقي القوي...فسعلت أصفي جوفي من عثرة لغصة وقعت على وجهها بداخلي....
و تهم طفلة المطافىء بداخلي تهدن غضب لا لوني أهوج يثور بدمي...يعربد بين النبضات...يصرخ في وحشية ....
تاتيني الأصوات موجة من العنف الذي لا يصدق....
و أبلغ مراحل متقدمة من الإستعداد القتالي...تلك البهيمية المهيمنة على عالمي ...إبتسامة شر لفتاة...تدفع قدماي المتصلبتان للطريقة الوحيدة في القتال ..."الركض حيث أعرف أنهل موجود اليوم..."
لا أستمع لتعليمات عمر الكثيرة..تبدو لي كهمسات توشوش في المعابد...ترانيم مسيحية معقدة...أو أغاني إفريقية إجتاحها قرع طبول بدائي....
ينشغل عني في إغلاق البرنامج الحاسوبي...فأطلق العنان لعنف الركض الذي يهدر في وجهي بأن أدخلي المدرج ستكون هناك....
ما تركت هويتي الشخصية إلا في حقيبتها...و لن تكون إلا هي الوحيدة القادرة بكل وقاحة علنية أن تستفلها فتقدم السحب الإلكتروني ...بدمغة من هويتي....
و أتركه ورائي ...كما حدث قبلا ...و لم أعرف إحساسي المؤلوف في هروبي عنه....
*********★*********★*******★****
أخذ يراقبها في وقفته المائلة نحو ما يتصف بالرعونة و الوقاحة ...غير آبه لذبذبات الرفض التي أخذت تجوب الجو العالق بينهما ...في حمم تنفخها من زفراتها المتأججة غضبا باردا ..و إستغفراتها الحانقة ...بصوت مكبوت حرصت أن يصله في إعلان صريح عن رغبتها في خروجه حالا....
بينما أخذ يتجاهل نفورها العذري...ببساطة مبالغ بها...و مؤذية لجديلة الأعصاب التي جمعها عقلها ...ليسيطر بإرادة متهاوية على إرتعاش أطرافها رعبا أنثوي من جاذبيته العنيفة.....
رغم إنكبابها على عملها ..لا تقدر على تجاهل ذرات تنفسه الكربوني....تستطيع أن تراه ...أن تتحسسه يتحرك في صعوبة متململا ...أن يعربد الهلع بداخلها فتسري رعشة على كامل جسدها بخفة معذب.....عندما ينفخ من شفتيه أهات وجع يطمره في تجلد ....

يتبع



فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-11-17, 02:52 AM   #36

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


أخذ يراقبها في وقفته المائلة نحو ما يتصف بالرعونة و الوقاحة ...غير آبه لذبذبات الرفض التي أخذت تجوب الجو العالق بينهما ...في حمم تنفخها من زفراتها المتأججة غضبا باردا ..و إستغفراتها الحانقة ...بصوت مكبوت حرصت أن يصله في إعلان صريح عن رغبتها في خروجه حالا....
بينما أخذ يتجاهل نفورها العذري...ببساطة مبالغ بها...و مؤذية لجديلة الأعصاب التي جمعها عقلها ...ليسطر بإرادة متهاوية على إرتعاش أطرافها رعبا أنثوي من جاذبيته العنيفة.....
رغم إنكبابها على عملها ..لا تقدر على تجاهل ذرات تنفسه الكربوني....تستطيع أن تراه ...أن تتحسسه يتحرك في صعوبة متململا ...أن يعربد الهلع بداخلها فتسير رعشة على كامل جسدها بخفة معذبة ...عندما ينفخ من شفتيه أهات وجع يطمره في تجلد ....
فيريح كتفه المرفوع بشال طبي على مسند الباب في حذر واعي ....و الذي غطته سترته سوداء القطنية رماها بإهمال على جسده المتقلص في شدة...من أوجاع لحمه الممزق برصاصة طائشة ..بينما يتناثر شعره العسلي المبلل على جبينه متبعثر في إهمال واضح....
هادئا ببرود طاغي و صمت مميت في رؤيتها متوترة ملتاعة .. منفوشة كقطة على الصفيح الساخن ...
فيعمل جسدها في آلية مجهدة ...و كأنها دمية مفكوكة الأطراف ..خشبية المشاعر....
تزيح غبار لامرئيا من على أرفف المطبخ العالية بضمير و عملية ...فتتجاوز مغبة كونها تقع تحت قيده مرة ثانية ... لتجد أنها عاجزة مقطوعة الأنفاس المهتاجة ...و تتصبب عرقا في جهد تبذله بعنف.....
بينما يتماوج شعرها الليلي في رقصة أنثوية أمام عينيه المقتنصتان.....تغريه أن يرفع أنامله نحوه فتلتف تلك الخصلات الحريرية في عقدة عنكبوتية السواد و الإغراء....
قد غلفته بغلالة شفافية العقد .....و جعلت منه مربك الشعور كلما حضرته تلك اللحظة الخاطفة التي عاشها البارحة معها...
إنها تبدو مترددة الخيار و متوجسة بين أن تستدير خلفا بشجاعة نادرة ...فتراه بعسليته المحرقة رجلا عابثا لم يبلغ نضجه بعد..!!!!...
لتفضحها الملامح العارية ...التي تملك فتتجرد عن قوتها مصطنعة زيفا ....
و تحشر عنه زواية ضيقة من الخوف و الرهبة ....
تخاف أن تستدير نحوه لتمنحه متعة التسلي بمشاعرها الفتية ...غضة طرية و بدائية الوجود ....
أن يقتحم عالمها البارد...ويغزو قلبها الخاوي على عروشه..أن تطرق رجولته الطاغية حد السادية جسدها السلمي المقيد بسلاسل من التبعية العبودية ...التي حرص بها والدها أن تشعر بها مذ حداثة أنوثتها.....
لقد كانت تعاني ويلا لا حدود له ....حيث تكدست على أعصابها إستشعارات الخطر اللاشعوري الذي أخذ يحدق بها... مذ دخوله متمهلا قي كسل أمام الباب و أنتصب واقفا كصنم في عبث تصميمي ...
أو أن تتشاغل بعملها الصباحي اليومي... في تنظيف البيت الكبير ....لترمي له صقيع لامبالاة و إهمال ...
****
قبل أن تطلق لنفسها حرية إكتشاف هذه المدنية التي لا تنطفأ أضوائها و ينام سكانها....
و تتداخل أصواتها الصارخة..بنشيج مكبوت لا يهدأ بمبانيها الشاهقة .....و همهمات وجوه ساكنيها الهاربين نحو أعمالهم و أشغالهم في عجلة و لهفة..كأنما تتلاحقهم الشياطين الموحشة.....
...و تشتعل بها الدماء شفافة من طرقاتها السريعة الغاضبة في تمزق العجلات تحت الإسفلت القاسي....و أقدام تضربها بقوة من جلد سميك...عبثا ليثبت الإنسان وجوده المدني...
إنها قد أحبت حالة الشعور و اللاشعور التي تجد نفسها وسط الضجيج من شوارعهم...
تحب تلك الحالة الإنفصالية عن الذات و الروح..عن الفكر و الوعي....
لتبقى تستلذ غياب إدراكها الحسي...و ضياعها وسط زحام لامتناهي من البشر...
تغافلهم حضاري عن بعض ...و إهتمامتهم الفردية التي تحفظ خصوصية الغير...كلهم منشغلون في أعمالهم حياتهم ...و مسؤولياتهم الخاصة .....
مراقبة الغير و إقتناص أخبارهم...سمة تنحصر في الجزء الشعبي من مناطقها القليلة ..
هنا الحياة أرفه..الخصوصية أسلم...و كيانها الأنثوي يعيش بطريقة سلمية معقولة...لا مجرد خوف و قتل نفسي تتفننه في طمر ذاتها و شخصها الناعم حتى تتمكن من العيش بكرامة أسرية و مجتمعية ....
هنا لا يداس الشرف ظلما فقط لأنها مجرد شخص يبحث عن مستقبله بغض النظر عن وجوده لأنثوي...هنا لا تخرج كل صباح محملة بأطنان من الوصايا المئة حتى تتجنب الأفواه الشرهة للنميمة ..لا تضطر أن تتحاشى حتى ظلها و أن تبدو بأقسى ما تملك جمادية كالحائط الذي تستند عليه ذهابا و إيابا على ثانويتها....
لا تسمع صباحا مواويل من العويل الخائف في عبودية تخلف لوالدتها ....رعبا
من والد تأتيه على غرة فكرة أن يحبسها صباح إمتحان مهم قد تتقدمه بشق الأنفس....
أو أن تجري مسافات طويله بجهد عنيف و سرعة خيالية حتى تصل لبيت على الوقت المحدد من البيوقراطية الزمنية المفروضة قسرا و جكارة فقط لأنها تحدت بصمت رفضهم لتعليمها....

..******.....

قطع أفكارها صوته الذي أصبح مقاربا حتى مستوى تنفسها الهادر....يهمس فحيحا مرتخي بفعل المسكنات القوية ....
-هل يمكن أن تعيدي لي ما سرقته...؟؟؟؟...
تقابله بالصمت درجات من هلع إدراكها الضعيف ...لوجوده خلفها تماما...محيطا بها من كل الجوانب التي تبحث عنها في يأس حتى تتنفس...
ببنما يزداد إقتراب من جسدها المتصلب في خشبية ..و صمتها الحاجز الهش الذي يصر أن يكسره بعنجهية ....
دقائق طويلة قضتها تحت الأعصاب المشتلعة وهو يتعمد أن يرفع يده نحو رف عالي فيجر قنينة معدنية عن مكانها ...مزيحا غطائها عنها ...في مكر رجولي بغباء برائتها ....
..فتكلمت ريم بصوت خنقته غصة غضب بارد ...تحني رأسها نحو الأسفل محمرة الوجه...كاد أن يتفجر بلون الوردي الخجول....و حمرته الحممية البركانية...
-أنا لم أسرق لك شيء حتى أعيده....إبتعد عن طريقي ....
فأسرع يعالجها برد بارد .....أكثر مما لم تتوقع ....تتخلله نبرة متسلية ...
-إذا إستديري نحوي إن كنت شجاعة إلى هذا الحد في الدفاع عن نفسك....
*********
زفرت من جديد تستغفر ربما للمرة المئة ....حتى إنحنت ركبتيها في إستسلام يائس منه....نحو الأرضية الرخامية...تكاد تقبلها رجاءا حتى تلفظ أقدامه من أمام ناظريها....
فلم يتركها منذ الصباح الباكر بتصرفاته الغريبة..و نظراته المترصدة ...فتغلق باب الغرفة عليه مرة ...والباب الخارجي مرة ثانية ....هربا منه ...؟؟... من لا شيء أخذها يحدق بالخطر ....و من صورة تومض في عقلها كلما أغلقت عليه المكان في عزلتها....
و الآن يقتحم الخلوة التي جاهدت حتى تتقوقع فيها كمحار بحري...ليصر على أنها سرقت شيء يخصه...في وقاحة علنية ...!!!...
....و رمى تجاهلها البارد عرض الحائط....ذلك أنه لحوح لدرجة مغيظة ..فيما يتعمده من مشاكل تخنقها بمراقبته اللامرئية .....
رباه لو تجده فيحاء يتجول في المكان بهذه الحرية و العبثية...!!!!....
و الذي يثيرها أكثر أنه قط لم يتوجها بسؤاله حتى هذه اللحظة ...

****

هذه المرة لم تجد بدا من الإلتفاف نحوه في حدة مبالغ بها...حتى تطاير شعرها الليلي على مقربة من فكيه المتصلبين في ثبات ...كعاصفة ناعمة..تهدده بزلزلة الأرض من تحته...
تهمس حاقده متوهجة.....
-أنا لم أسرقك حتى أملك الشجاعة لأكذب ....لا يوجد عندي ما يخصك ...إفهم هذا يا وائل ....
تأتأ متعمدا ليلقي لها تحدي لم تجد قوة لرفضه...تلتمع عيناه بعسلية محرقة و وميض لا تخطأه انثى واعية لجمالها....
لكن ريم كانت أقصر تجربة و ضالة من ان تتفهم دوافعه....
- حسنا ما رايك بإتفاق ....؟؟؟؟ ..
و أضاف يمسحها في خطف....
-الكاذب فينا سيعاقب بما أن تصرين في عناد بغالكم ..على برائتك الكاذبة ...إتفقنا؟؟؟
.همهت موافقة في نفاذ حيلة ...تتمنى لو تتخلص منه بأكثر من رغبة ضربه ....إنه يستهزأ بخلفيتها القروية...و يقارن عنادها بعناد البغال!!!...
فهمست داخليا.....
-يسخر مني !!!!...كتلة الشعر الناعم هذا..؟؟؟
و فور أن تلقى قبولها المتردد رفع أنامله في خفة نحو نحرها الأبيض كإوزة معقوفة العنق...لينتشل سلسال ذهبي منه....
خاطفا منها شهقة قوية تردد صداها عبر المطبخ الواسع ...كدوي سقوط مسمار وسط عتمة من السكون .....تتقرقع أصواته مزعجة!!!!
ليتبع رفعه ليده المقيدة بسلسال ذهبي أخذ يلتمع في عينيها ....ضوء معمي ....
و مما زاد قنوطها ...صوته المليء بالسخرية الحاذقة المريرة ...و نبرة الإستهزاء الطاغية التي غلفته كائن وحشي البرود ....
-....هل أخبرتني من أين حصلت على عينة غالية مثل هذا السلسال ....أتاك هدية من جنية الأحلام!!! ..أم قد ظفرت به في لعبة اليانصيب...!!!
ردت عليه ملتاعة و مدهشة في غضب حميم...تمد يدها نحو ذراعه حتى تفلت منه السلسلال الذي أخذ يلمتع في إغراء بيده...
-أعطيني طوقي لقد أهدته لي شهد...هذا الشيء لا يخصك ..!!
فأمسكها وائل بسهولة و أقل جهد...تلتمع على عينيه نظرة شيطنة خاصة بعده أنذرتها بوقوع شيء ما ...لن يعجب كرامتها.....
-و شهد أخذته من أغراضي الخاصة تلك المشعوذة الصغيرة...هل ظنت أن وجود طوق كهذا عندك يمنعني من أخذه ...؟؟؟؟...
سكنت ريم تماما عن المقاومة بين أصابعه الحاسمة في قبضتها....تنتظر خطوته التالية...و تراه يبتسم في غل لم تعرف له سبب....
حتى فاجئها بحركة سبقت همسه الخافت .-عقابك لن يكون سهل يا قطة البراري البيضاء....
شهقة قوية و أكثر صدى من سابقتها ترددت من جديد لتخترق سمعه الحاد ... حينما هطل عليها موج أبيض غابر فوق شعرها و ملابسها الصوفية...تدرك غير مصدقة أنه كب عليها قنينة الطحين الممتلئة ....على رأسها الأسود لمعانا....
الغضب الهادر يهجس بصبرها و الغصة تخنق تنفسها...ضالتها تصغر و تتضأل أمام طوله الفارع...إحساس بالمهانة يلامس روحها في مرة نادرة ..و كأنها صيحة طفل خنقه الهواء من ولادته ....
حتى إنفجرت في بكاءا مرير..أجفلت له أسارير وائل الذي تراجع في هلع أمام بكاء نشيج أنثوي لم يتوقعه منها.....
ليقطع صوت أنثوي ضجيجهم..
جمد له وائل تماما...
-ما الذي يحدث هنا ؟؟؟؟؟

نهـــــــــــــــــــــــ ــــــاية الفصل


ورد الخال likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 10-11-17 الساعة 12:03 PM
فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-11-17, 11:23 AM   #37

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Bravo

فدرجات الألم أقصاها أن تكون لها مستمع
...و كلما فعلت ...
كلما عرتك أمام حقيقتك ..و ضعفك ....


لحظة من الزمن حيث تتوقف مسيرة حياتهم على العالم البشري ..\
و يعلق من دخل هناك إلى الأبد حبيس غابة سوداء ..
دون أن يجد طريق للعودة ... فتهيم أرواحهم بين السماء و الأرض سابحة في معالم روحانية لا طريق لها ..
و رغم قساوة واقعها و ضبابية مستقبلها
لا تزال بها ملكة الجشع ...و رغبة هوجاء في الحياة رغم قساوتها ونذالتها ....


فالذي يعلم عمر العلاقة الضيق و يتجاهله عن قصد
..يعرف حتما حجم الألم الذي سيأتيه منها....
الألم أحيانا يمنحنا زينة مبالغ بها .


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 11-11-17, 05:58 PM   #38

نرم 11

? العضوٌ??? » 385292
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 311
?  نُقآطِيْ » نرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond repute
افتراضي

سلام عليكم
ترددت في قرأتي للرواية لكن حينما قرأت الرواية ادركت غزارة المشاعر الي ذكرتيها
طريقتك في الكتابة خطيرة جداً وتبين أحسايس يصعب على أي كاتب عادي في وصفها وتخليني في كل ماقرأ فصل تثيري فيني بل في كل سطر
حبيت الفسلفة الي بالرواية أو المشاعر المتذبذبة
أستمري
بس أبغى أعرف الكاتبة لها روايات غيرها أو لا ومتى موعد تنزيل الفصول
شكراً


نرم 11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-17, 08:44 PM   #39

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرم 11 مشاهدة المشاركة
سلام عليكم
ترددت في قرأتي للرواية لكن حينما قرأت الرواية ادركت غزارة المشاعر الي ذكرتيها
طريقتك في الكتابة خطيرة جداً وتبين أحسايس يصعب على أي كاتب عادي في وصفها وتخليني في كل ماقرأ فصل تثيري فيني بل في كل سطر
حبيت الفسلفة الي بالرواية أو المشاعر المتذبذبة
أستمري
بس أبغى أعرف الكاتبة لها روايات غيرها أو لا ومتى موعد تنزيل الفصول
شكراً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .....أشكرك جدا لمتابعتك الراقية .....و أهلا بك مع الركب الجديد ...أتمنى أن تعجبك الرواية بأحداثها ..
هذا هو الهدف من كتابة هذه الرواية ..هي إخراج الشخصية الحقيقة للبطلة ...بحيث تعيشون الأحداث بكل تفاصيلها و أسرارها ...
هنا أعالج النفس البشرية بكل مداخلها الصعبة و عمقها الحقيقي ....
و بالتالي يكون التقبل عن القارىء مشكوك في امره ....و ربما أجد من تنقلب متابعته لرواية ...
خصوصا ان الكل كان يتحفظ على طريقة التي أضبط بها أحداث شهد الغالي ....
الروايات فيه عندي بس هذه الأولى التي تخرج للنور الإلكتروني ....
يعني بدايتي الإلكترونية ....و كانت جد صعبة و مرهقة ...
الفصول تقريبا كل أسبوعين ..لو كان الأمر بيدي لكان كل أسبوع ..لكني توجد عندي إلتزامات كبيرة ...
و احيانا بقعد أيام ما بلقى ثانية لحتى أكتب ....
تحياتي لمتابعتك ...


ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
قديم 11-11-17, 09:54 PM   #40

نرم 11

? العضوٌ??? » 385292
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 311
?  نُقآطِيْ » نرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond reputeنرم 11 has a reputation beyond repute
افتراضي

أحداثها مشوقة جداً وهذا لاشك فيه
صح والله أفضل شي أن نعرف المشاعر داخلية لبطل أو البطلة
لا بالعكس أنتي بطريقتك ذي بتخلي القارئ يتقبل خاصةً أن ماصار الافكار والمشاعر السطحية تثير القارئ
حياة شهد كويسة و أتوة للامانة لكن مستمتعة
اهلاً بك في عالمك الجديد
اووه بعيدة جداً اسبوعين أرجو منك تحاولي تكتبي أسبوعياً لو قصير أو التزمي بالاسبوعين لكن فصل طويل
أستمري ومقدرة جداً ضروفك
الله يسهل لك كل عسير
شكراً


نرم 11 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:37 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.