آخر 10 مشاركات
سمراء اليونان ..الجزء الأول "متميزة" و "مكتملة" (الكاتـب : جلنارag - )           »          علمني الحب (21) للكاتبة: Susan Stephens *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          المعجبة المجهولة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : وجع الكلمات - )           »          540 - رجل خلف القناع ..هيلين بروكس.د.ن (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          اختلاف متشابه * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : كلبهار - )           »          310 - الإنجذاب الناري - إيما ريتشموند - احلامي (تصوير جديد) (الكاتـب : Just Faith - )           »          عــــلاقـــــاتٌ مُــــتـغيـرة * مكتمله * (الكاتـب : Hya ssin - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة

Like Tree21Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-17, 03:01 PM   #71

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي


كل سنه والجميع طيبين بمناسبه مولد النبى الشريف اللهم صل وسلم على خاتم الانبياء وسلم تسليما كبيرأ💐��💐💐💐

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 30-11-17, 11:04 PM   #72

queen.kay

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية queen.kay

? العضوٌ??? » 405848
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 204
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » queen.kay has a reputation beyond reputequeen.kay has a reputation beyond reputequeen.kay has a reputation beyond reputequeen.kay has a reputation beyond reputequeen.kay has a reputation beyond reputequeen.kay has a reputation beyond reputequeen.kay has a reputation beyond reputequeen.kay has a reputation beyond reputequeen.kay has a reputation beyond reputequeen.kay has a reputation beyond reputequeen.kay has a reputation beyond repute
افتراضي

مســــــــــاء الخير
ياربي شكد مشتاقة أدخل المنتدى وخصوصا هالرواية
بس بصراحة زعلت هواية لان مشفت فصل جديد
بس تعليقاتج عوضتنا حبيبتي ماري
.
.
هسة شهد مغتصبة ومن من محد يعرف .... سر راح يفجر دماغي ...
بالنسبة لأسلوبج بالكتابة .... يخبل .. خاصا السرد .. أحس هيجي أقرا رواية شعرية
الله صدك مشتاقة لفصل الجديد ...... وبإنتظارج بشــــــــوق كبير حبيبتي ماري
.
.
وأخذي راحتج حياتي
وبليززززززززززز لا توقفيها بليزززززززز الله يوفقج الخاطر شهد ...
شهد صارت بالنسبة اليه لغز كبير ... أريد أعرف كل شيء عنها

.
.
و الشي أخطر انو شهد هي قصة حقيقة هي فتاة أعرفها .....و هي من سمحت ي بكاتبة عن جزيية حياتها ... ........ صدك ؟؟!!!
يعني شهد قصة بنية على أرض الواقع ....
ياربي كلش أنقهرت ... يعني هسة شصار بيها البنية
يارب تكون نهاية سعيدة
وموفقة بكل مجالاتج حبيبتي


queen.kay غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-17, 04:53 PM   #73

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة queen.kay مشاهدة المشاركة
مســــــــــاء الخير
ياربي شكد مشتاقة أدخل المنتدى وخصوصا هالرواية
بس بصراحة زعلت هواية لان مشفت فصل جديد
بس تعليقاتج عوضتنا حبيبتي ماري
.
.
هسة شهد مغتصبة ومن من محد يعرف .... سر راح يفجر دماغي ...
بالنسبة لأسلوبج بالكتابة .... يخبل .. خاصا السرد .. أحس هيجي أقرا رواية شعرية
الله صدك مشتاقة لفصل الجديد ...... وبإنتظارج بشــــــــوق كبير حبيبتي ماري
.
.
وأخذي راحتج حياتي
وبليززززززززززز لا توقفيها بليزززززززز الله يوفقج الخاطر شهد ...
شهد صارت بالنسبة اليه لغز كبير ... أريد أعرف كل شيء عنها

.
.
و الشي أخطر انو شهد هي قصة حقيقة هي فتاة أعرفها .....و هي من سمحت ي بكاتبة عن جزيية حياتها ... ........ صدك ؟؟!!!
يعني شهد قصة بنية على أرض الواقع ....
ياربي كلش أنقهرت ... يعني هسة شصار بيها البنية
يارب تكون نهاية سعيدة
وموفقة بكل مجالاتج حبيبتي
مساء النوار حبيتبي كاريز ...و انا كمان إشتقتلك كثير و لاحظت أنو فيه لك غياب عن المنتدى ..و الله على راسي زعلك بس سامحيني أنا ما كنت فاضية هذا الثلاث أسابيع و يا دوب أدخل البيت بوقت متأخر لحتى ابدا أدرس ...و بعدها اراجع للمواد الإمتاحانات ..و ما تتخيلي كمية الإحباط اللي مريت فيها بثلاث أسابيع ..يعني كنت على شفة الإنفجار ...من الضغط الكبير ...
بس بعوضكم بفصل حلو إن شاء الله بفترة لا تتجاوز الاسبوع ..لهيك إشحنوا حالكم منيح ..
و تعرفي أنه عقولنا تتوقف لما تح برد المشاعر فصلها الجديد ..فانا ضليت بفصلها يوم بأكمله أقراه و ما خلصتوا إلا لما عدت قرائته شي ثلاث مرات ...مشاء الله مبدعة حبيبتنا برد المشاعر ...

بالنسبة إلي كمان شهد قصة غامضة و معقدة ...و ما تنحل فصولها السوداء إلا بعد شي ثلاثين فصل ...
و صراحت بتعب كثير لما بجي بحكي عليها ....خصوصا إنها تستنزف مني طاقة كبيرة فكريا و معنويا و ادبيا ...
....هي عايشة الحمد لله على كل شي و ربنا يحميها وين ما كانت ...
نهاية ما بوعدك بس أهم شي تتخلص شهد من ماضيها الصعب و تحقق وجودها الإنساني ...
بين الناس
مشكورة على تعليقك و أمانة ما تزعلي مني حقكم على راسي و الله


ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
قديم 06-12-17, 11:17 PM   #74

sabreira
 
الصورة الرمزية sabreira

? العضوٌ??? » 325687
?  التسِجيلٌ » Sep 2014
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » sabreira is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله
روايتك وأسلوبه في السرد مميز
وايضاً انتقالك للشخصيات الرواية كان راءع
ولكن تعمقك في وصف مشاعر وافكار الشخصيات ونقص الحورات ووالسرد في القصة يجعل من القارء يتشتت ففي الفصل اخير لم نرى غير مشهدين أو ثلاث
ولكن هذا لا ينقص من تميز روايتك
أرجو لك التوفيق في الكتابة ولَك كل الوقت في كتابة الرواية
ونرجو ان لا تتوقف أفلامك عن الكتابة ولا تلتفتي الى عدد المتابعين


sabreira غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-17, 01:08 AM   #75

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وعليكم السلام و رحمة الله ...حبيبتي سيبيريرا....
شرفت و نورت ...و مرحبا بك بين متابعي لكني سأختارك ...
الوصف و التعمق الطويل ...أمر صار يشكو منه الكل...لكن أعود و أذكر أنني لا زلت ببداية الرواية...و أؤكد أن الأحداث ثقيلة بما يكفي حتى أوازن بين السرد و الوصف...
حاليا العشر الفصول التي ستطرح..تعد مجرد مقدمة و لو كنت أملك الوقت الكافي لجعلتها مقدمة مرة واحدة...
لكن الرواية مرت بظروف صعبة و مخاض عسير حتى أخرجتها سالمة و الفضل يعود للكل...
صبركم على القصة ..فما زالت الأسرار بجعبتي كبيرة ...و الرواية طويلة جدا..قد يأخذ الأمر مني سنتان كاملة للكتابة لو حسبت الجزء الثاني للرواية....
سعيدة بمتابعتك لي ..و أتمنى ان تضلي قارئة وفية ...يسعدني وجودك بيننا ...
الفصل الخامس تقريبا سأنتهي منك يوم السبت إن شاء الله و تتكفل فيتاميت سي بالنقل لكم ....
...دمت لي ....


ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
قديم 10-12-17, 01:36 AM   #76

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الخامس

خطاه واسعة في إرتباك تتجه نحو المدرج الذي بدى أبعد مسافة مما كان عليه من قبل ....و ضربات حذائه تتوالى على الأرضية الرخامية في شعور غريب متصاعد يزحف على جلده....بمشاعر جنونية تعربد في الأفق تلوح له طاغية في تأثيرها على سلامة مشاعره الرجولية .....
لم يتوقع أن يجد نفسه محل ضعف إتجاه حمائيته العالية من جديد....أمام فرد من الغالي !!!.... و أن يكون مواجها للحظات حقيقية في قتال داخلي شرس .. ليعيشها تحت وطأة تأثير الماضي ببشاعته و ألامه و حتمية الحاضر الذي يستوجبه أن يعيشه كل يوم بما تبقى ...

ألم يتعلم بالطريقة الصعبة ..أن منالنا الوحيد من هذا العالم أن نعيش و فقط؟؟ ...مهما بلغ حجم تعاستنا و جراحنا ...خسائرنا و المخلفات التي نتركها جبرا لا طوعا ...قد كانت تعد جزءا من الإعتزاز و الكرامة التي نحمل .....
حتى و إن كان حرصه المبالغ تغلب على غريزة عنيفة حمائية نبعت نحو تلك الفتاة ....سيظل يحتفظ بعيدا كما تعود لنفسه في جوفه العميق بتلك اللحظة الزمنية الخارقة التي تلاقت فيها نظراتهما ...حينما صدمته العسلية الفاتنة من عيون نجلاء متسعة برهبة و خوف ...تكدس على زوايا جفونها الواسعة ...بريق الدموع الذي غطى مقلتيها في سحر ما خبره ....
ستبقى تلك الصورة الغريبة جمالا تومض بين ثنايا ذاكرته .كنجم عابر يحمل الأماني القديمة مما خبأه ...فهي لم تفارق باله مذ وقع نظره عليها..ضائعة تائهة لا تعرف طريق...وسط حشود متحمسة من أمثالها الطلاب الجدد....
بنظرات ملامحها الجزعة و إرتعاش جسدها ببدائية عنيفة كأنها تواجه الأعاصير ...لتجذبه نحوها في عبثية حميمة ...
لقد حركت به الكثير من الأحاسيس الخافتة ....و أشعلت نارا قديمة ظنها خمدت ....
و مما ظن أنها إندثرت تحت سطح البرود و الصقيع الذي غلف عالمه مذ فترة بعيدة....
بقلقها و دهشتها الطفولية في مواجهة عالم حقيقي بشع ...في ذلك الإحتياج الصادق الذي لا تعبر عنه إلا بإختناق و كأنها تقمع رجفة الخوف العميقة المروعة التي تطل من عينيها العسليتين في محرق مخيف...
إنها تعاني نقصا واضحا في إتصالها مع العالم الخارجي...و تبد أنها تجهد نفسها في فعل ذلك ....مما يدفعها للتخلي عن أشياء تمسها مقابل شجاعة بحتة محدودة الزمن...تنتهي لذتها بتلاشي الوهم القاتل...
لقد تشيع له في الأفق عذاب قادم أمام ضعفها اللامحدود و هشاشتها القابلة للكسر و اللتي بسهولة...

شهد الغالي غصن طري خلق خصيصا ليقمع نفسه و يطمرها تحت أنقاض الضمير الداخلي و أعاصير الكيان الأسود القاسي..

لن يخطىء الأمر و لن يفشل في تحليلها...هي كذلك بتجردها اللاإنساني من جسدها و فكرها و دواخلها ..بطغيان مساحة واسعة من الرعب على سلامتها النفسية..إنها تبدو متعبة بأكثر مما يتلون على وجهها المخملي في نعومته....و يتهدج بصوتها المصمت أدنى درجات البوح و الرغبة....

فقط لو يستطيع أن يعرف لها طريق...حتى لقبها الغالي مموه و ضبابي...و هي قط لن تكون إبنة الغالي ...المحامي الشهير الذي ترك البلاد منذ أكثر من عشرين سنة....

الغالي لم يتزوج و لم يكن له أولاد ...و إلا لما شمعت أملاكه الكثيرة من سنوات عديدة....

**********

وصل الباب من المدرج بعدما قضى طريقه مشوشا في عبث بين أفكار تأخذه يمينا و يسارا.... بين مناطق آمنة و اخرى خطرة من مدارج حياته....حتى ظهرت له شهد خلف الكراسي المثبتة ...تتكىءُ بجبينها على الجدار المقابل لمدخل الباب...بلامبالاة جبارة و برود تائه في نظراتها المستكينة بهدوء ..تركزها على زاوية من المدرج..!!!أمام الحضور المتألق بهاءا للدورة التدريبية...

فكز على أسنانه غيظا من جديد...يجدها ضائعة لا طريق لها...لتجبره أن يضيع خط مشاعره التي يتحكم بها ..

إنها تشعل به سيلا لا منتهي من الأسئلة الكثيرة القاسية التي يطرحها على نفسه....أجوبتها تبقى معلقة ببن حضورها و غيابها...تقبله و رفضه...و طزاجة اللقاء الذي جمعهم...غضا طريا سهل النسيان و الإنمحاء ...

إنقبض قلبه في صدمة عندما تخطى إدراكه كلمة النسيان...و كأنه تجرع علقم مرير في رغبة....

فلما تكون هي وحدها عن غيرها من ينجذب لها بشعور غريب في ألفته..؟؟.و جارح حد السكين في نعومته على كيانه...؟؟
لما هي تبدو حملا رمي عليه في غفلة.؟؟... لكنه توقعه قبل سقوطه لتحكم ذراعاه طوق الحماية العالية حولها...

فقد كان من الغريب ان يلتقط جسدها النحيل بسرعة دونما أن يراها...و أن يبقيها أسيرة جسده مذهولا و مندهشا في جزع عن كمية الحمم المتدفقة من الأحاسيس التي لامست قلبه فور أن ضربه العطر الأنثوي الحاد من جديد...!!!

حتى ضربات قلبه لم تنتظم بعد ...لا تزال تدق في عنف آلي مذ رفع رأسه في المكتب ليجد مكانها خالي...فتضربه فكرة تخليها عن المنحة...مضرب الجنون في رفضه الحانق من هروبها ...
و موقع كهذا ظن أنه سيريحه و يخلصه من حمل سيجير نفسه به ....لكنه قط ما حصل....!!

الأمر كان شبيها بطعم خسارة لاذعة متوقعة من قبل...و يتعدى القبول الروحي و النفسي ..بدا له الأمر خارج عن المنطق...كما هي تماما شاذة عن الصنف..بعيدة عن الغير....متقوقعة في صلابة حول نفسها..منحنية في قوامة كبرياء على جراحها...
ليس من الأمان أن تترك مثل عينة كهذه من الجنس الناعم ...ترمي بسهام ضعفها في عالم خارجي بشع مثل هذا...!!!! قد تحتاج لحماية مضاعفة...و حصار أمني حقيقي...
كل القوة و البلادة التي تتصنع ما هي إلا قناع هش آيل للسقوط في لحظة....حتى إنه إستغرب رؤية أمال لها على أساس كونها فتاة واعية محاربة و ذات هدف واضح المعالم...!!!!
...الفتاة واضحة الضعف ... سهلة للكسر و لديها قابيلة عنيفة على تحمل الأذية ..
إنها تحرك النوايا السوداء بداخل كل من يلقاها... فقد لم تفته النظرات الحقودة التي شيعتها بها سكريترته ...و لا نظرات الطلبة المنتسبين لنفس جامعتها....
الأمر أشبه بحالة إجتماعية معقدة تعيشها بوسطهم.... و تحاربهم فقط بنظراتها القوية جمرا عسليا محرقا....

*******

تقدم نحوها بخطوات حذرة من إقتناص نظرات الفضوليين حوله ...متجاهلا ذبذبات عنيفة قبضت على قلبه في جليدية رعب ما خبره...إنها مشكلة حقيقة!!!...
كل مؤشرات الخطر تتجه نحو منحى يمس سلامته العاطفية و النفسية ..منذرة بحدوث زلزال كبير !!!!....تتصدع له جدران حصونه القوية....

فوجد نفسه يسألها في دهشة و نفور حقيقي. ..!!....
..هل قضى إثنان و ثلاثون سنة من الثبات النسبي لتأتي شهد
و تنسفه ..؟؟؟
.الأمر لم يكن مجرد حدث لقاء عادي أو إعجاب عابر بشعور لن يدوم أقل من فترة صغيرة ...
إنها تشكل له حاجز يبقيه معلق بين منتصف الأشياء من قراراته و خياراته ....

فهل يتركها للجحيم الذي تترائى دواخلها رعبا و جزعا في حضرته ..أم يتفهم وجودها الذي يتنافر و تاريخ الصاوي الحافل مع الغالي ...
تبدو غير عارفة لمدى الحساسية المفرطة التي توصم علاقة العائلتين ...حتى إنها أكثر عملية في حصولها على المنحة ...!!!..
و بيد أن المعركة حسمت حين توجه بخطوات سريعة أكثر و كأنه يرهب أن تخذله رجلاه بعد كاد أن يصلها ....
إستدرات له مواجهة على بعد مسافة قريبة تلاعبت في ضيقها أنفاسها المثخنة بالألم الأسود ...و نظراتها بعدية المعنى ..غريبة الحزن الآسر ...تغريه أكثر أن يتقدم نحو الهالة اللامرئية من الإحتياج الذي تبثه لا إراديا.
...فترميه بسهام لم تكن دفاعياته بقادرة على صدها ....حيث تغيرت أقدارهم للأبد ....

******

كل معالم المدرج الواسع بأضوائه و ضجيجه توقفت لحظتها...
في ذلك الزمن الغريب الذي إكتسح عمر بدهشة عجيبة يراها تستدير نحوه و الرجاء الباكي يلون صفرة وجهها و يلهب عسليتها الجمرة... بجسد ضعفت قواه و خارت عند عتبة إنطفاء سبل عيشها ...
فقط عيناها من لم تطفأهما ...فقط هما من ظلتا تنبضان بالألم و العنف...الكسر و الخوف...الحقيقة و الخيال...
كل أطياف الحياة و قساوتها تجلت له حينما لمع البريق الآسر على جنبات حروفها في كبرياء عنيد و قوة داخلية ....
المعاني الشديدة قسوة و رعبا جسدت له الكثير ..أبلغت بالكثير المهلك بداية من الحماية التي تحتاجها ...بالقصص المدفونة خلف الثبات ... و الأسرار التي تجعلها في إختباء خطايا منسية ...و الجوع للهدوء الذي تطمر به مشاعرها ...
بالإحتياج الصارخ من قسماتها ...من قدها النحيل و الضعيف ...كأسياخ هلامية تقف بأعجوبة و مجرد حظ ...!!!
كل شيء كان يناديه أن يتقدم أكثر ...أن يكسر الخطوتين الباقيتين عنده نحوها...
أن يطبق أفكاره الجنونية و يحضنها بعيدا عن هذه الأجواء الرسمية الباردة ..
لطالما لم يكن يريد الكثير ....لكن اليوم وجد نفسه يعد ما يفوق قدرته على العطاء فهل سيتحمل عطاء لا ينفذ..؟؟...
لحظات زمنية لم يحسب لها وقت رآها تناظره بهدوء مصطنع ...تتفرس معالمه في جمود مريب..
بينما الأفكار تروح ذهابا و إيابا في ذبذبات مثيرة أمام بلادة تصرفها.....
حاول أن يتقدم أكثر لكن جمودها أعاقه من فعل ذلك ..فاكتفى بسؤالها ...و حشرجة تغص بحلقه..
-آنسة شهد الغالي..مراسم الحفل ستبدأ الآن من الأحسن أن تنظمي لزملائك ..وجودك هنا يعيق تحركهم....؟؟
ظنها لم تسمعه حينما حركت أطرافها المرتخية في كسل خدر ...و راحت تميل بوجهها نحو نفس الزاوية التي ضلت عيناها جاحظة معلقة بها...!!!!..
لكنها خيبت توقعه إذ سرعان ما همست بصوت أثقله التوجس فتخلفت حروفها عن روابط النطق..
-أظنني لن أحضر الحفل كاملا ..لن أتحمل أكثر البقاء هنا...إن الأمر يفوق تحملي...

فأسرع يعالج ترددها حول المنحة. ..فقد لمح بها الرجاء عن مآل المنحة بعد تجميدها صباحا...لكنها قط لم تسمح لنفسها أن تسأله عن التدريب..!!

-لا تقلقي يمكنك متابعة التدريب هنا كغيرك من المتقدمين ..و شهادتك تكون متأخرة بعض الشيء لكن الأهم أن تلتزمي بالحضور..ساتكفل شخصيا بشهادتك ...

صمت مهيب أطبق على المجال من حولها..كما أطبقت هي شفتاها في تصميم لاذع تراقصت له نيران عينيها...فأخذ عمر يتململ في وقوفه بميل لا إرادي نحوها...حتى إنه شك في قوانين الجاذبية التي تحكم عالمنا...!!!
بحق الله ؟؟قد شعر بخيط رفيع يشدها إليه...و يجعله دائم الإلتفات نحوها....و لولا بقايا تحكم في تصلب جسده كما إرادته .. لتناثرت مشاعره المهزوزة في مغبة تأثير حضورها الساطع و المؤثر...

أليس من الجنون أنه أخذ في عبث يشعر بإنتمائها يتحقق في وجوده ..درجة درجة بالتأني ..و تزداد رغبته في ضم يتم عيناها بتصاعد فاق حده ....
حتى ما كاد يتنفس إلا بصعوبة ....إثارة لردها البارد....
قد كانت شهد مغناطيس مشاعر متنافرة تضاربت على صفحات وجهه...لم يجد نفسه البتة أمام تأثير مغناطيسي مريع في قسوته كهذا!!!!

لكنها قطعت له أي فرصة في إمساك طرف خيطها حينما همست بصوت أجوف خالي من التعابير التي إحتاجها بشدة حتى لو يتأكد من سلامة وضعها...

-لا يحتاج الأمر سيد خطاب الصاوي...سأبقى قليلا و أغادر....

و قطعت له أي طريق لتحجج وهي تستدير تنوي الجلوس على أقرب كرسي ...لترمي ثقلها المتراخي عليه...مرة واحدة فتثني رجلاها بطريقة دفاعية ...جعلتها محل ضعف أثاره في غضب بارد!!!!

حاول الكثير أن يجد صوته...أن يوقفها و لو بكلمة لكنها إبتسمت في إهتزاز طفيف بشفتيها الغابرتين بين لونهما التراي الداكن ..فتغير نظرها نحوه مرة ثانية...لثوان معدودة ظنها سنين أو دهر مر عليه...
و سرعان ما إنفكت تبتعد بوجهها كلاسيكي الجمال ..شاحب اللون...
وهي تقف من جديد تتخطاه بخطى واثقة .....نحو الجزء الآخر من المدرج تتجه إلى مجموعة فتيات جلسن محاذاة بعضهن البعض بغبطة شعور و سعادة مزيفة تناهت على الألوان الزيتية التي لطخت وجوههن الطينية في ألوانها...

... قد بدون في قمة الزهو بحضورهن الطاغي على البعض ..حتى إن ضحكاتهم شملت الضجيج المرتفع من حماس الطلاب ....لكن ظهرت عليهن سمات النفور و التقزز وقت ما لاحظن قدومها الناري نحوهم ..

و شهد فعلت ما لم يتوقعه في مضرب جنون ...فلم تأبى لعنف الرفض الذي فاح من ملامحهن المرتبكة في غضب و حنق...بل و أنها تهادت كأميرة فارسية مثخنة بالعتادة و الغرور ....فتقاطعت رجلاها الطويلتان النحيفتان المغطاتين بطبقة من القماش الأسود الفاخر لتنورتها الضيقة بمشيتها المتعالية ..و أخذ حذائها الغالي يرن بنغمة طاغية الكبرياء ...عالية الحضور بينهم...
حتى و إن نفورهن الذي بدى لها كتباعد مرئي رغم بقائهن في الأماكن متأثرات للحرب التي كانت تقرع على طبول ....لم يجفلها و هي من راقب إنسحاب الدم من وجهها لأدنى شعور يعتريها قبل الآن ..؟؟....لم يصدق مدى تذبذب حالتها النفسية بين الإهتزاز و القوة...و تأثرها المريع بمحيطها من جهة أو البرودة الصنمية التي أجتاحتها أمامه كما لو تلبسها مس ...!!!..

راقب جيدا بهدوءه المعتاد تلاقي العيون المرتفعة نحو مدى شهد الغالي ...كما القلوب المتوترة بدقاتها المريعة .... على الفتاة التي توسطتهم بشعرها الأسود اللامع و عينيها الخضرواين كزمرد بارد ....و هي تفقد إبتسامتها العثراء كما فعلوا إستعداد لقدوم النارية بعسليتها المصممة ..و كأنما فقدت أي تمسك بالحياة ....
حينها عرف عمر أن الطريق الذي تسلكه سليلة الغالي ...قط لم يكن هين أمام هلع و مدى قسوة تواجدها اليوم بين هذه الجماهير الحاقدة على نسبها ...كما بدى له؟؟؟؟؟
لقد بدت له تخسر آخر شيء تملكه..؟؟؟؟

********★******★******★*****★*****

ورد الخال likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-12-17, 01:37 AM   #77

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تجاوزت ورد النظرات كما الأجساد في الممر الطويل للكلية ببرود و تكبر جاف ..يدق حذائها العالي برتابة و خفة عملية على الأرضية الرخامية المصقولة...كما لو تكون قضت حياتها تمشي بلا قدمين..؟؟..أليس كذلك ألم تكن طوال ذلك تبحث عن ذات لها خلف ما تدوسه رجلاها بعد الوقوف الطويل...؟؟؟...ألم يكن إنتظارها الهادىء لعودة بعضهم ما جردها تماما من هوية قدميها!!!
وقوفها و صمودها إلى هذه اللحظة بين جنبات هذا الصرح المخيف يعد حربا ضروس..دخلته و تعلمت بعدها أنه لا جلوس وقت ما يفقد الإنسان مقدرته على التعبير....!!....

ردت على تحايا بعضهم برسمية صقيعية ....و برود طاغي غير آبهة لنظرات الإستنكار التي توصم ظهرها كلما قطعت مسافة من الأمان ما يجعلهم يطلقون الزفرة العميقة غيضا من تكبرها الطبقي اللامعقول......

إنها "ورد هاشم الغالي ..."... أليس عليها ان تمارس شذوذها الطبقي كما لو كانت لها آخر الفرص...أليس عليها ان تكون فردا من الغالي...قاسية قوية متكبرة....و متعالية حد الحنق...؟؟.
هي ليست بليدة بقدر أن لا تفهم سر سوداوية بعض النظرات التي تأتي خلف ظهرها في خطف ...و تمسحها بعملية جوفاء....تقييمية و جاحدة في رأيها..!!...

لكنها تدري جيدا بأن حماية وجودها هنا يقتضي أن تمارس عليائها الثري حتى و إن كان على حساب مشاعرها...الكل لم يعد يرحم وجود أي فرد من الغالي ...و الكل يثخنه الحقد حد ألم أن تبقى موجودة رغم رفضهم السادي لها ...صلبة رغم معاقرتهم للنفور التام منها ...

حرب كهذه تهدد وجودها الإجتماعي و النفسي ..تحتم عليها أن تقابل رفضهم بالرفض المتحدي و الوقح ....تذكر جيدا كيف صرخ بها أحد الأساتذة قبل فترة و كأنه يمتص العلقم و يمضغه بين أسنانه الحادة ...
إنها أحد أصعب الكليات هنا في البلد ..من تهمها سمعة الطالب بالدرجة الأولى ...و مدى لامعان سيرته الشخصية و العائلية قبل أن يتوجوا مجهوده الشخصي في التخرج...!!!
حسنا ...تستطيع القول أن شهد قد دمرت لها أي حلم في التخرج بأقل الأضرار..بحق الله ثلاث سنوات مرت على فضيحة علاقة سليلة الغالي بمروان رجل المافيا !!!...
و هذا لا يزيدهم إلا إزدراءا لها...و محاولات حثيثة لمنع تخرجها...!!
منذ متى لم تنقط لها مشاغل الهندسية بعملية بحتة...منذ متى لم تتوقع ان تقصى مرتين شهريا من قائمة الطلاب المعنين بالتدريب الهندسي...
منذ متى لم تسمع همسات حادة مجفلة خلف كل تواجد لها هنا...!!...
فضائح علاقة شهد لا زالت تغطي على الكثير من الجهد الذي تبذله ...قصصها المريعة و عارها الأبدي لا زال يرن هنا كنغمة قاسية ...لا زال يقبع تمثال مشوه النحت تراه و لا يراه غيرها...
عنف مروان اللامحدود لها و قابلية شهد المريعة لجنونه لا زالت حديث الرائح و الراجع ..بين إستنكار و مقت و بين مجرد جوع نهم للسيرة فاضحة يتناولونها كحيوانات برية جائعة ...متجاوزين الفروق البيولوجية و النفسية .....
*********************
الأيام الطويلة الباردة التي تقضيها ملتحفة بصمتها تمر ...و أسرع مما تتوقعه...
وهي لا تملك إلا أن تجد نفسها تسقط أكثر فتنوء في بئرها الخاص...بعيدا عن هذه الضجة الإجتماعية المقيتة و التي من مفترض أن تعيشها ...؟؟؟
مرور الأيام ..جعلها تتسائل لا إردايا بحذر ...عن مآل هذه الحياة الجوفاء...هذه الروتينية المملة...!!....عن الأقنعة الثقيلة التي تحملها..؟؟...
لماذا تصر أن تبدو لهم جلفة صخرية المشاعر ...كصنم وثني تآكلت حجارته المنحوتة على باب معبد قديم ...أن تبدو اكثر برودا و جمادا ...أكثر قسوة و تعصب إجتماعي
زفرت بنفاذ صبر و حنق تشع عيناها الغارقتين في العسلية الباردة .. لتتجاوز نظراتهم كما أجسادهم الطينية في حركاتها ...في مشية أقرب ما تكون للعنصرية الطبقية إتجاههم ..
.و قد أثقل ظهرها حمولة الأوراق العديدة من التصاميم التي باتت عليها منكبة في عمل بدائي الجهد .. فقضت ليلتها ساهرة لم تغمض لها عين.....و رغم تعبها الظاهر من حنايا تقاسيم وجهها المثقل بالزينة ...تصر أن تبدو اكثر حيوية و حضورا منهم ...
فتشيح بوجهها عن وجوه معروفة الملامح و الشخوص...عرفتها من خلال الثلاث السنوات التي قضتها بين جدران هذه الكلية تحارب أشباح شهد التي ظلت عالقة من بعد تركها للهندسة ...
رغم أنه لم يشكل حاجزا أمام أختها التي إختفت نهائيا من الكلية ...لتحمل أذيال الخيبة و الفشل....بعيدا عن أسوار هذه المملكة الهندسية الدكتاتورية ....
لقد كانت محقة في تخليها عن هذا المكان الذي يعج بعربدة الماضي و أطلاله عليها...
الأمر لم يكن أنه مجرد فشل تلقته فأحبط معنوياتها على إتمام دراستها...بل المكان نفسه يسبب لها عقدة زمانية مكانية من أشباح و خيالات تتراءى لها خلف كل قاعة جلست بها و مروان...خلف كل مرر عانته فيه من عنفه ...خلف كل حمام إضطرت ان تبقى حبيسته فقط لأنها ترعب مواجهة جنونه أحيانا ..فتعجز قدراتها العجيبة في تحمل قهره و ظلمه و عن مدراته في همجيته المتسلطة .. ...
هنا كان الكل من الطلبة ياتي يوميا متشوقا لسماع المزيد الأخبار عن علاقتهما ....و آخر مستجداتهما....
هنا كانت ترضيهم مشاحنات الشجار و ذبذبات العنف العاطفي الذي كان يضج من أدنى تصرف لشهد إتجاه مروان ....


الأمر أشبه بسلسلة صحافية من فضائح المشهورين...بينما تتلقى ورد الجامدة في دفاع اختها عن أذى مروان كل نظرات الإستنكار و الحدة الفضولية....
هي قط لم تكن مخطأة في أمر صمتها إزاء مروان ..على الأقل قد حافظت على جزء يسير من ثقة شهد ...فالأخيرة قد شطبت أي شخص صدمته الحقائق التي كانت تخفيها خلف تواجدها بالإقامة الجامعية ...و إعلانها لتلك الإستقلالية المخيفة في تلاشي قيود الخوف بها...
فطالما تساءلت ورد عن سر الحب الذي جمع بين متضادين من الإنس ..و عن الطاقة التي إمتلكتها أختها حتى تجد تلك المقدرة العجبية في إمتصاص غضب و جنون مروان اللامحدود..
...وهي تقف زواية من الصمت إزاء علاقتها به ...كانت تقرر ورد و تقتنع يوما بعد آخر ....أن لا تبحث لها عن الإستقلالية ... بين هذا الكم الغابر هذا من النتائج التي آلت إليها شهد ...فإبتعادها أثناء أول دخول جامعي لها بالتزامن مع عودتها للبيت فجر بها نزعة تمرد تدميرية ..إستغلها مروان على نحو مخيف...
************
قطع صوت الهاتف دوامة الأفكار التي كانت تشتعل بعقلها...لتتوقف خطواتها الرتيبة على الأرضية بصرير كعب حذائها العالي ...وهي تزفر بنفاذ و صبر ....
من المؤكد أنها إحدى دوارت تحقيقية لوالدتها فيحاء عن مخططات شهد و تحركاتها المشبوهة !!...فهل تلومها على إهتمام طاغي جاء متأخر بأختها و الذي يبدو كإنعاش في الدقائق الأخيرة ...أم تشعر بالشفقة نحو مجهوداتها في وصل القطيعة التي أعلنتها الأخيرة ضدها....
أحيانا تجد نفسها تغصب من والدتها حد تحميلها مسؤولية هروب إبنتها اللامرئي من البيت و الذي من مفترض أنه يكون ملجأها لا الجحيم الذي تجبر أن تبات فيه....!!..فتتسلل منه صباحا و أهليل الإرتياح تعبر ملامحها المنكمشة في تلقائية دفاعية من نظرتها السوداء ...
إنتشلت الهاتف بخفة وهي ترد أسرع على فيحاء راجية أن تغلق الخط في وجهها قبل أن تسمع الكثير مما لا يرضى أمان و هدوء العائلة ...
-نعم أمي ...هل من مشكلة...؟؟؟
صوت فيحاء يخترق الذبذبات الصوتية محملا بالتوجس و الهدوء المخيف ...
-ورد هل لي أن أعلم أين إختفت سيارتي منذ الصباح الباكر...غيابي دقيقة عن البيت يجعلكم في فوضى تامة...؟؟؟...
فردت عليها ورد بتلقائية بسيطة ...غير مبالية بالغضب المشحون الذي أخذ يتصاعد في دم والدتها ...فور أن تناهت كلماتها الجوفاء عبر الموجات اللاصوتية....
-أمي لا داعي لكل هذه المقدمة الطويلة...أسطوانات كهذه مللت سماعها ..تعرفين تماما أن إختفاء السيارة مقترن بحتمية أخذ شهد لها كالعادة...؟؟؟...
حركت ورد عيناها على الممر الطويل الذي بدأ يعج بالطلاب في زواية من معلقات التدريب الهندسي و هي تتمنى لو أنها تتخلص من والدتها بأسرع مما تمتلك من أساليب مناورة كلامية ...لكن كما تدري أنه عبث ما تتمناه أن يتغير في والدتها...
أن تتوقف عن تلك الحماية الشديدة التي تحاول بجهد أن تحيط بها شهد ..و التي ما تكاد تفشل فشلا ذريعا ...مخلفة بذلك ندبة روح لا تشفى جراحها بقلب أختها...؟؟
إنها تستخدم في سبيل هدفها قسوة غير مبررة و جفاف عاطفي نحو إبنتها..يجبرها على التراجع مسافات طويلة في بعاد عن عالمهم العائلي ..فأحيانا لا تجد نفسها سوى أن تتخيلها عاجزة عن حب شهد كما تقدر مع أبنائها ....
و إستطردت حديثها بإقتضاب ..
-أمي لا داعي لكل هذا الغضب ..عليكم أن تدركوا أن شهد أصبحت ناضجة بأكثر مما لا نتوقع...خوفك لم يعد له مبرر إن قرر عقلها الباطن أن يستعيد ذكرياته المنسية ..صدقيني لا أحد غير قار على دفع الأمر نحو الصمت...
و أضافت تزفر بقوة ...
-فلنأمل أن تكون أصلب مما تبدي لنا...إنه قدرها و عليها أن تسلكه للمفترق الأخير....
الحب وحده من يحمي شهد ..و لا أظنك بقادرة على منحها ما سلبته إياها ...
أغلقت الهاتف و هي تتجاهل الشهقة الخافتة التي صدرت من على الطرف الآخر.....

***********************
تنقلت نظرات ورد مرة ثانية من شاشة الهاتف المتطور.......بشيء من الغل و الحقد الخفي الذي أخذ يتصاعد داخلها نار جوفاء ....نحو المدخل الأمامي للممر الرئيسي...أين لاحظت الجمع الغفير من
الطلاب مزدحمين حول معلقات التدريب الهندسي....
كلهم بدوا متحمسين فوق العادة...فتراهم يهنئون بعضهم البعض
بمودة مبالغ بها!!بينما تنسحب الأطراف الخاسرة نحو الظل من تواجدهم خشية شماتة المتحذلقين بنجاح يصنع خلف الكواليس ...
حسنا تستطيع أن تتخيل أهمية التدريب الهندسي الذي علقت أسماء الناجحين به اليوم..!!

و رغم ذلك لم تساورها رغبة في التعرف على نتائج باتت تحفظ ترميزها و عدد ناجحيها بإمتياز؟؟...

بدت و كأنها تعيش بين منتصف الطرق...منتصف الحلول ..
.و منتصف الرغبة ...
فهل ستعلن الصمت كما قررت أن تفعل دائما و أبدا ..لأنها كذلك لا تملك أحبال صوتية تجيد الصراخ؟؟؟
ذلك أنها تدري أن الرغبة بالصراخ و الجنون كغيرها من القضايا التعبيرية النفسية التي تكون فاشلة بها بإمتياز ... لا تتجاوز همتها منتصف صدرها ...فتبلعها أسارير الخذلان و الكسل...
أم تعلن التمرد العصي و الثورة الطلابية في وجه الظلم الإداري...كغيرها من بعض الطلبة المغلوب على أمرهم مذ إلتحاقهم بمنظمة الطلبة الشبابية .. !!!
و حينها قد تصير كغيرها ...مجرد لعبة و أيقونة تمردية تزرع عبر مختلف الكليات ...لتعمل عبدة إدارية و طرفا قويا محركا للمشاكل طوال فترات الدوام اليومي ...و شيء فشيء تحال قضيتها إلى ضحية المؤمرات القذرة التي تحاك ضد الوجود الجامعي ....!!...
قطع صوت قريب منها إنشغالها اللامرئي نحو الطلبة ...مبددا إختناق الجو من حولها ......
-صباح الخير أنسة ورد هاشم الغالي ....تبدين غير مهتمة بأمور التدريب؟؟؟؟...
إبتسمت له بشحوب و تعب....لتمسح عيناها اللوزيتين بلونهما العسلي البارد ..سحنته الرجولية الجافة... دليلا على قضاءه أيام دونما راحة مع شراهة لا حدود لها في التدخين..
كانت تستطيع أن تتعرف على نوع التبغ الفاخر الذي يدمنه...و إلا أي حد يمكن لسيجارة أن تهدأ ثورة أعصابه....أن تمنحه تلك النشوة العابرة ....
أن توصمه جذابية رجولية خطرة...و تسبغه حزن باذح الكبرياء...
أنفاسه المثقلة بالنكوتين ..فاحت بين الجو العالق بينهما...و كأنها نهايات أشعة ضوئية تلامس ملامحها الناعمة في هدوء إلا من ذبذبات الضجيج المتعالي بين الطلاب...
عيناه الزنجيتان بدتا مرهقتين مغلفتين بالكثير من المشاعر المتراصة ....حتما عصام كغيره من الأطراف الخاسرة اليوم...
و ما دليل غير وجوده المتباعد عن الطلبة أكثر ....إبتعدت له مسافة لا شعورية تعودت أن تضعها بينها و بين...تجيبه في هدوء تام ...
-أظنني أعرف جيدا تلك النتائج...أستطيع تماما أن احصي لك أسمائهم بالأبجديات المغيضة....
و أضافت تمشي جواره بأريحية و ألفة قديمة ..نمّتْ بينهما علاقة صداقة حقيقة مذ نعومة أظافرهما...
-أنا على عكسك عصام لي قناعة سابقة و جد منطقية ....حول مهندسي الكواليس هنا...فقط عليك أن تؤمن أنه لا أحد هنا ...بمأمن عن الظلم ...!!!
تأمل عصام ملامحها الناعمة في إهتمام و تركيز بداء من عيناها الغارقتين في بحر من الجليد العسلي...إلى أنفها الشامخ بالفطرة...و شفتيها الكرزيتين المتشققتين إثر تأثير البرد القارص....
لديسمبر ...كان على تمييز بحتمية تفجرهما بالدماء فور أن تعلي شفتاها زاوية صغيرة لمجرد إبتسامة...فحرص أن لا يتجاوز حوارهم حدود التهجم و السلبية...
مضيفا على تعليقها بنبرة متهكمة...
-و ما يفرق بالنسبة إليك أن أعلمك أنك نجحت في التدريب ...لكن تم إقصائك لأمور إدارية...تستطعين تماما رؤية إسم الغالي يصدح بكبريائه العنيد بين القائمة الطويلة..لكن لم يهن عليهم ان تصعدي درج نحو القمة فأقصوك ...
تغضن جبينها الصغير ...و هي تبعد مرأى إرتجاف جسدها البارد عن مراقبته الدقيقة...حاولت أن يخرج صوتها طبيعيا ...جافا لا تشوبه مشاعرها المتكدسة ..لكن عبثا فشلت أمام الألفة التي حوتها طوعا لا جبرا مع عصام..فخرج صوتها متهدج مليئا بالرجفة العميقة ...
-هذا لا يعتبر أمر جديد ...تحاول ان تلدغني به يا عصام...قضيتي خاسرة...
توقفت تلقائيا بتوقف نظرات عصام التي تحولت إلى جهة من الممرر...و هو يشير بيده إلى رجل طويل كان يعبر الدخل ...
-لقد كنت أمازحك لا أكثر يا ورد...أنظري إلى المقدمة ...ذالك المهندس الجديد أشقر شعر ..هو من حسم النتائج البارحة....رجل الأعمال الهندسية الضخمة بالمنطقة الصناعية ..المنهدس عادل توفيق....
إستمعت راهبة لعصام الذي أخذ يعدد مزايا و قدرات هذا المهندس الشاب الذي إستطاع أن يفرض ثقله بين رجال الأعمال ...
و كما تكون النظرة الأولى مخالفة للأقدار...إرتفعت عيناها تطالع الهيئة الرجولية الضخمة التي كساها معطف صوفي ثقيل ...لم يخفي تناسق جسده الرياضي الصلب...و مدى قوة حركاته الرشيقة ..و مشيته المستقيمة في تصلب.....
إستطاعت أن تلاحظ النظرات من حولها تتبعه...فتسقط ذليلة طامعة عند عتبات حذائه الجلدي اللامع...
الغرور يتفجر من هيئته العملية البحتة...لكنها قط ما عرفت أنه قد يجمع بينهما قدر.......

********

تشتت نظر وائل بين الوجه الأحمر المشتعل لوالدته و بين الساعة الكبيرة التي إحتلت الحائط البنفسجي أمامه...كما تشتت خيارته المحدودة بالزمن المتبقي له....
أي يستمع لمحاضرة العائلة المملة التي يبدو أن والدته لا تملها و لا تتكاسل عن ترديدها ...أم ينصرف لصديقه الذي تأخر عليه كثيرا ....
فيحاء بدت له منتفشة أكثر مما تعود...ملامحها المتشنجة و إرتجاف أطرافها اللارادي....جعله يدري إلى أي حد تتألم لغياب والدها هاشم عن البيت....و تشعر بتلك الوحدة و الغربة الصعبة ..
إلى أي حد هي تائهة ضعيفة من غير وجوده معها....
فيحاء بغياب هاشم تشعر بالخطر يهدد ملكيته لها كلما سافر ...و كأنما القيود اللامرئية تخنقها و تمنحها ذلك الشعور الحارق في مرارته ...يجعلها سجينة بين خياران أحلاهما أصعبهما..تلحقه فترى ما لا يعجبها أم تبقى هنا على نار غيرة حامية ....أو ليست اللامرئية السجون..أشد العذابات و أخطرها....
يكاد شعرها مرتخي على كتفها بعد فكت عقدة وشاحها الأسود لتحرره هائجا كسنابل الحقول تراقصت مع سيموفنية الرياح العاتية ....تتبخر شقرته بالنيران المندلعة داخلها ....و صوتها الثقيل المتكدس بالعبرات و الغضب البارد...يعلو النهيج الخائف الذي يقع خلف الباب المغلق ...
حتما السيطرة خرجت عن نطاقها!!!.حتى أصبحت تبدو له و كأنها فقدت الأهمية في التحكم..!!
بالتأكيد مادام هاشم الغالي غير متواجد فهي تكون مجردة من أقنعتها القوية و دفاعاتها الصلبة...
إنها تواجه أمرا لا هرب منه ...أنها لم تحقق وجودها الأمومي في قلبه و قلب شهد ...
غياب زوجها الحامي يجعلها عرضة للضمير القاسي ...و تأثيراته على وجودهم ...
مرر يده على الباب الخشبي الثقيل ليتحسس وجود جسد ريم الهش وراءه..بذبذباته الضعيفة المرتعشة و نهيجها الخافت ...كنبضات دافئة مثقلة بالحياة التي تتدفق في عروق كفه التي تحاوط الخشب الأبنونسي في رجفة مثيرة...و لذة غريبة غجرية الشعور....
إنه يسمع جيدا تنفسها المرعب من وجودها خلفه حيث ترهف السمع و تتلصص على حديثهم ....فأدنى حركة منه تجعلها تبتعد مجفلة في فوضى بدائية ...
و بطريقة قد ما شعر بالشفقة عليها ...هي لا تدري أن قضيته أصعب و قد لا تشكل له أية مشكلة في الواقع ....فمشاكلهم أكبر مما يصور لها عقلها المحدود...
ليته فقط متهم بمحاولة أغواء إبنة عمه أو محاولة إيقاعها في شراكه. ليت الحياة بقساوتها تكون أبسط مفاهيم ....حتى لو إنحصرت في مطاردته لفتاة ضعيفة و سهلة المنال مثلها ...
يشتهي كثيرا بشكل جارف لا معقول وجودها الصامت في منطقة الظل ...بأن الطرف الرابح مهما تعدت سلطته الرجولية سلامها الأنثوي ...
ريم بعكس الأخريات الكثيرات ممن يخرجن من حياته كما يدخلن ... لا تعي بكونها تشكل له لعبة جميلة ...وجدها أخيرا ليلعب معها دونما أن يجرأ على إيذائها....دون أن يتخطى الحدود أو يحرق الفراشة التي تتلاعب بعينيها ...
فتاة ما توقع أن يجد مثلها مليئة بالدهشة و الغباء...صافية حد الجهل...رقيقة حد البراءة ...و لأنها مختلفة بأكثر مما لم يتوقعه أول مرة حين سماعه بإقامتها عندهم...سيكون على حذر حتى لا يؤلمها أو يتسبب في جرحها كما فعل صباحا ....
في الحقيقة ما يبعده عن طريقها كان أقسى ما لاقاه ..حينما نظر لعينيها الباكية له.. و تحسس سلاميتها الدافئة و ملامحها الناعمة التي ما فتئت تلاقي عيناه حتى شنت عليه حرب دون قوانين... بعيناها بسوادهما الغجري الفاتن هي تردعه تخيفه و تبقيه على مسافة أمان
و على النقيض تماما حينما يقع الآن أمام فيحاء ...تحفه رغبة عارمة في بثها الخوف و الرعب في قلبها ...ليشعرها أنه عارف بوقوفها المتخفي خلفهم ...بطرقه عامدا متعمدا على الخشب بأنامله الطويلة في سلاسة رتيبة أثارت فيحاء أكثر ...فصرخت من مكانها جالسة .
-كفاك وقوفا عند الباب ...إبتعد عنه و تعال نجلس لنتفاهم ...!!!
إزدادت نظراته بعدا عنها و هو يطرق الباب بآلية ممزقة ...تراه أمامها طويلا ضخما بجسده ...تحيطه لفافة طبية التي علقت ذراعه برقبته ...و قد جف شعره العسلي على جبنيه ليمنحه جاذبية برية موحشة ...و خطورة بأكثر مما لم تجده في هاشم الدافىء بقربه و شخصيته المتسامحة ....
بينما غامت عيناه العسلية في البعيد الطويل....و قد إكتفى بهزة خفيفة لم تكد تلاحظها على جسده .
-وقوفي من جلوسي لا يشكل معضلة ...طالما تريدين إعطائي محاضرة عن أهمية العائلة في حياتي ...يمكنك ان تستلمي العمل عن غيرك حالا !!!....

بروده الجديد أجفلها للحظات و هي تتأمل هيأته بصمت قليلا..تلملم دفاعاتها المتراخية أمام هجوم غير معلن كهذا ...
لم تتوقع أن تجده يعود بعد سنة من تركه البيت محملا بهذه الطاقة العدائية .و القسوة المريعة ..فحالما تحاول التوغل في داخله أو كسر الحاجز الذي يسعى جاهدا في وضعه مانع أمامهم ..يكشر عن أنيابه مدافعا عن نفسه بعنف مبالغ فيه ...
و كأن قسوتها إنتقلت لأبنائها الثلاث...ليتوارثوها بدرجات متفاوتة...
في الحقيقة تعتبر صهيب و رامي المشروع الناجح الوحيد في أبنائها...بينما ورد و شهد و وائل تراهم عجينة مشاعر تصلبت أمام شمس الإنتظار ...!!!
...زفرت تتشبث أناملها البيضاء بالوسادة جنبها وهي تزفر بإرتعاش حميم ...تكاد تشعر بأطرافها تتجمد أمام النافذة التي أصر على فتحها ...و هي لا زالت غير مستوعبة لمثل هذه العادات التي يشب عليها وائل ....
-وائل بني إسمعني ...غير عادل في حقنا أن تبتعد عن البيت مدة عام كامل ..ألم تفكر لمرة فينا ...؟؟..كيف أننا نحتاج وجودك معنا...نقلق عليك و نشعر بالوحدة من دونك ...
و أضافت تقف لتقترب نحوه في تصميم لاذع تراقص بفيروزية عيناها ....
-بني عليك أن تدرك بأنك غير قادر على محو جذروك مهما حاولت التخلص منها...أنظر كلنا دائما كنا نعرف بأنك لن تعود ...لكن لا أحد توقف أمله بك...أختاك بحاجتك وائل...والدك أثقلته المسؤوليات الكبيرة...و أنا ...
إرتجف صوتها حينما توقفت الكلمات بحلقها غصة مخنقة...فأخذت تتجلد القوة حتى تعبر حلقها المتشنج ....
-و أنا وائل ...أحب رؤية إبني البكر بجانبي..أن أراك تحقق نجاحك و طموحك في الحياة لتباركك عيناي و تحاوطك دعواتي ...أن أفرح فيك و أرى منك أطفالك ...
...تمسكت أناملها البيضاء في بدائية بطرف سترته الصوفية بحذر و تباعد ..وهي تتوقع أن يرفضها كما تفعل شهد ...فتهزه بلطف خشية أن تألمه ...و عيناها تمسح سحنته المتصلبة .. .
-أخبرني الحقيقة ...ألم تشعر بالحنين لوطنك ...لعائلتك لبيتك ...لحياتك ...لبساطتك و طفولتك ..أنظر لحالك يا وائل أصبحت مجرد ضابط بالقوات الخاصة تجرد تماما من المشاعر الإنسانية ...؟؟
*********************************

ورد الخال likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-12-17, 01:39 AM   #78

فيتامين سي

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة

alkap ~
 
الصورة الرمزية فيتامين سي

? العضوٌ??? » 12556
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 42,438
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Saudi Arabia
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » فيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond reputeفيتامين سي has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




تردد وائل كثيرا أمام إقتحام والدته له...فوجوده قربها إلى هذا الحد اللعين أشعره بالضالة العميقة ...و صغر الحيلة !!...
كم بدا في نظر نفسه رجلا محتاج أشد الإحتياج لعائلته ...تائه ضائع حيث لا طريق تجسد له بعدما أحاطته فيروزية عيناها الملتاعة ....
و كأنه عاد صغيرا ضعيفا لا مقدرة له على مواجهة العالم دون أن تحاوطه كف والدته ...أو تدفعه ليتقدم نحو الأمام ...
قد كانت على بعد إنشات منه....قريبة حد الألم ... ترفع هامتها القصيرة له فتتأمله بشجع أمومي لاذع و مر ... و هي تراقب إبنها البكر يكبر الآن أمامها كما لم تره من قبل.....
يتباعد و ينوء بنفسه ليفعل تماما مثل شهد و ورد ...إنه يهرب منها لامرئيا...جسده الضخم يميل نحو الزاوية الحرة منها...و عيناه تتجه لا شعوريا نحو باب الشرفة الزجاجي الواسع ..
أمام تصرف متشنج كهذا غير متوقع من وائل ....زادت فيحاء إقترابها من طرف ذراعه الأيمن المصاب...تتحسسه بنظراتها قبل أحاسيسها المادية ... فتمرر أناملها على طرفه لتستشعر الجلد الممزق تحت الضمادات الطبية...وهي تطالع بعض الدماء الجافة التي إنسابت من جرحه كخطايا هاربة صوب الغفران ....
و تترقرق الدموع الحبيسة في مقلتيها الزجاجتين في هدوء لتنتحر على عتبة أشداقها...لتتحدى الكبرياء الآبي التي ما تكاد تبديه حتى يظهر له ضعفها أكثر...
والدته تكبر أكثر من السنين الطويلة ..قد لاحظ جيدا تلك الشعيرات الفضية التي لمعت من بعض أطراف شعرها الأشقر..و تلك التجاعيد الخفيفة بزوايا جفونها المحمرة....
و أمام دهشة كهذه ....حرص أن يراقبها جيدا ...أن يسجل كل هذه اللحظات الغير العادية أبدا ...لربما تكون المفتاح الوحيد ليفتح لها قلبه مرة واحدة...ليمنحها على الأقل الغفران ...
صحيح أنها قد جرحت شعوره و كرامته الرجولية بأقسى مما ملكت ...لكن تظل والدته!!!...
تظل تلك المرأة العاجزة دائما مهما ملكت من نفوذ و إرادة و مقدرة...كونه إبنها لا يمنحه الأمر ليبديها طاعة تجبره أن يمحي شعوره الرجولي و أجزائه الخاصة ....
و كونه رجل لا يمنحه الأمر سلطة مطلقة على محاسبتها و تصيد أخطائها ...فحتى الآباء مجرد بشر تتغلب غريزة الحماية الخاصة بهم على المنطق الصحيح أحيانا ....
و تبقى العلاقة الأبوية رابط لا ينفك مهما بلغه الألم منها...
و بطريقة ما شعر بالورطة ...حيث وقع في المنطقة الرمادية الشاحبة...أمامها اليوم ....
فكيف لفيحاء أن تبكيه بتلك البساطة وهي من تلقت الفقد ببساطة قديسة راهبة تؤمن أن الأقدار فوق كل شيء .....
والدته و التي قضت ما يقرب الخمس عشرين سنة متمسكة بزواجها رغم المصائب العديدة...و التي دوما ما كانت إرادتها أصلب من أن ترفض...تكاد تتوسله أن يضمها!!!؟؟...
هل هي تخاف قرب أبنائها أم أنها تستدرجه إلى فخ أكبر مما لا يتوقعه....
في الواقع لطالما تربى على فكرة أن والدته لا تمنح إلا في الخفاء ..و لا تطلب إهتمام شخص إلا وهي تأخذه عنوة ....
*******،*،*،*****************
قطعت عليه الطريق أخيرا حينما لمست صدره بيديها وهي تسأله بصوت متوجس ....
-ما بها ذراعك ؟؟ماذا أصابك يا وائل ؟!....
كان أسخف ما توقع أن تسأله ....لربما منحها درجات عالية فهو كان على يقين أنها ستدخل مباشرة في صلب الموضوع ....لكنها على الأقل لاحظت الرباط الطبي الذي علق ذراعه إلى صدره و رقبته ....فأجاب ببساطة
-رصاص طائش...أصاب ذراعي اليمنى ....
تحركت قليلا عنه تعقد حاجبيها الرقيقين بألم و هي تهمس له
-مجرد رصاص طائش؟؟؟...تقولها ببساطة و كأنما لم يعد يهمك أمرنا....ألا تعرف كم نخاف عليك و أنت بعيد عنا في مهماتك الخطرة ...
و أضافت تتخصر وسطها بيديها ...لتهاجمهه مرة واحدة بعدما لاحظته يرخي حصونه ...و قد إحتدت نظراتها الحانية في غضب أهوج أخذ يجد طريقه إليها ...
-أي رجل بائس أصبحت يا وائل ...تستمع بجلدك الممزق و دمك الذي تبعثره بإهمال في مهمات خارج الوطن ..و أنت أكثر ممن يعرف أنه لا جدوى منك في القوات إذا ما فقدت ذراعك يوما ....
-هذه الرتب العالية التي تتفاخر بها ماهي إلا قلادات وهمية ..سيجبرونك أن ترميها يوم تصبح بلا فائدة ...ماذا تنتظر أن تموت برصاص طائش مثلما تتبجح الآن ؟؟؟...أم تصاب فتبقى حبيس المشافي كغيرك ؟؟؟؟....
أجابها يهز رأسه بسذاجة مفتعلة ...
-حددي ما تريدينه يا أمي ...أن أترك الجيش لأبقى سالما غير معرضا للخطر ...أم ماذا؟؟؟...
إجابة فيحاء كانت أسرع مما لم يتوقع...و أكثر ألما له...حينما صرخت فيه بنفاذ صبر ...
-أريدك أن تكف عن هروبك مني ...واجهني وائل بما يعتمل في صدرك ...كن شجاع أمام ألمك..!!! ..لا تهرب من البيت و تتركه فقط لأنك منزعج مني و لا تود مصارحتي ...مشاكلنا لا تحل بهذه الطريقة السخيفة الطفولية التي تتعمدها ....
ضرب وائل الباب الخشبي بعنف هز حصون فيحاء فتراجعت مسافة عنه تحتمي بذراعاها التي طوقت صدرها ...قد أخطأت تقديره ...
.لم تعرف أنه يطرد ريم الواقفة وراءه التي أخذت تستمع لسيل من الأسرار اللامتناهية لعائلة الغالي ....لقد بلغت منطقة الخطر من عالمه الخاص و كيانه الإنساني ....
و هو لم يكن يسمح لريم بأن تطلع على ذلك العالم الأسود من حياته ...ذلك الهشيم المتراكم....و الألم المريع ...
لم يكن على إستعداد أن يتعرى أمامها من سطوته الرجولية البحتة ...أن يبدو كغيره مليئا بالعثرات و الخيبات ...هو رجل إنفصل خيط الإرادة عن الألم فيه...لذا يعايشه كما لو كان قدر لا يرد ...أو واقع لا مناط منه....
***************************
تحرك جهة الكرسي الخشبي الثقيل ليجلس عليه بحذر بعدما شعر بالخدر الموجع يتسرب لجرحه الطازج ..و حينما وجد الوضعية المريحة التي منحته الراحة ....تأملها قليلا بنظرة حاذقة اوشكت أن تجعلها تخرج من الغرفة لتهرب من عسليته المحرقة
..كانت تعرف أنها إن فتحت له طريق للماضي ...هو لن يكتفي بقتلها بالصمت ...بل سيدفع كل ما يملكه من ثقل في قلبه مرة واحدة ..و فعلا كان لها ما خمنته ...حينما صدح صوته المثخن بالكسل في أرجاء الغرفة الواسعة ...
-تريدين معرفة ما يضاقني منك ....للآسف الشديد يا سيدة فيحاء لا شيء قط يضايقني من جهتك ...؟؟؟...
و أضاف بنبرة ساخرة ....
-لأنك حطمت في شعور الضيق ...أتعلمين هذا يا والدتي ..؟؟...لاتظني أنني سأمنحك غفراني يوما ...؟؟؟
أشاح بوجهه حينما إقتربت من جديد منه وهي تزأر غاضبة ...
-لقد فعلت الشي، الصحيح لمصلحة شهد ...أنا لم أخطأ يوما في حقك أو فيها ...و غفرانك المعتزم ذاك لا طائل منه ...أنت رجل مثير للشفقة يا وائل ...و لا أظنك ستنجح في الخروج من دوامة الماضي...
قهقه وائل بعنجهية متسلطة حينما تناهت لمسامعه كلمات فيحاء الواثقة ...كم بدت له مثيرة للشفقة وهي تصرخ بأنها على حق ...
بالتأكيد كان لها الحق تماما في قتل شعور الإنتماء للعائلة لدى شهد ...اليتم الذي يلوح له كلما نظر لعينا أخته يجعله في حالة ضيق لا متناهية من والدته وهي تأتيه الآن لتسخر من جرحه ...
و بأنه رجل بائس أثقلته أوحلة الماضي...
زم شفتيه في حنق ...ليسكت صوت غاضب عربد في حناياه المتأججة حرقة ...لكنه قط لم يكن بصلب أمام رغبته العارمة في إيلامها مثلما لا تتوانى هي في فعل ذلك ..فهمس لها حرصا ان لا تسمعه ريم خارجا .....
-طوال سنواتها العشرين لم تكوني مسؤولة عن أي شيء لحق بها؟؟بالعكس كنت تفعلين الشيء الصحيح ...؟؟؟..كم أنت واهمة أمي ...

و أضاف في نبرة شريرة ...
-دعني أريك حجم أخطائك في حقها يا والدتي....أنت رفضت شهد و إزدريتها مذ تم إغتصابها في صغرها ...تكبرك الأخلاقي و نفورك العنصري إتجاه ممن فقدن الشرف حتى لو كنت مجرد طفلات لا ذنب لهن أعمى بصيرتك نحو إبنتك ....
...أنت لم تتقبلي أن تكون لك إبنة ناقصة ...أن تكبر أمام عيناك لتصبح نصف مرأة...
عنصريتك اللامعقولة جعلتك تكرهين طفلة لم يتجاوز عمرها خمس سنوات ...طفلة إلى الآن لم تعرف أنها قد إغتصبت برائتها!!!؟؟....
أمسكت فيحاء فمها بألم حقيقي ...أمام وائل الذي قست عيناه بطريقة بشعة ...و تصلب فكه في غضب محموم مترسب ....لكنه ما ضعف أمام إنهيارها ....بل إزداد صوته الثقيل حدة وهو يحرك رأسه في هزات متواصلة ..بطريقة بعثرت شعره العسلي الرطب ....
-أنت لم تسمحي لها أن تكوني فردا من عائلتك العتيدة ...لم تتحملي بها العيب الذي تظنينه عار يجب ان يدفن ...و فور أن تلقت العلاج الجسدي و النفسي حرصت أن تبتعدي بها لأدنى بقعة أرض ...حيث لا مكان أن تصل عيون الناس لها...حرصت أن تبقى بعيدة عن الأعين ...لكنك لم تدري أنها اجبرت مذ خروجها طفلة من البيت أن ترتدي قناع اليتم ...وهي بالفعل عاشت يتيمة منك ...!!..
أثاره موقفها الصامت ...وعيناها الزرقاوتين اللتين إنفرجتا على إتساعهما لم تشوبهما إختلاجة !!! ...تصلبها من الرغم الزلازل التي عبرت جسدها جعله يزداد غضبا لا حدود له ...لهذا ما ملك فرصة إلا أن يشحن كل ما يملكه حتى يسقطها مرة واحدة ....و إن كان الأمر على حساب داخله الخاص...فعاد ليرمي أوراقه ...بصوت ما إنفك إلا يقوى جنون ..صوت مثقل بالحيرة إتجاه أمومتها الغريبة ...

-بقائها تحت عناية غريمتك ...لم يكن ليرضي غرورك القاسي ...لم تعجبك وجهة فرنسا التي إختارها لها والدي ...كنت أنانية بحد ذاتك ..أنانية حتى القسوة..مريعة بطريقة مقززة ...لم تكلفي نفسك عناء التفكير في إستقرارها ...في العالم الذي بناه لها والدي هناك ...كنت متسلطة بحيث لم تفكري إلا في كيفية إشباع غرورك ....!! ..
-فعدت بها إلى الوطن وهي في العاشرة ... و رحت تجبرينها ان تحطم كلما ما بنته في فرنسا ...أن تعيش من جديد تجرب اليتم ...و أن تبحث لها عن بيت خاص بها...و عن عائلة جديدة ...لكن قط لم تسمحي لها أن تعيش في قصرك الذهبي هذا ...بل حرصت ان ترمي مسؤوليتها على عاتق عائلتك ...
توقف قليلا يستعيد أنفاسه المسلوبة...يضع لنفسه النقاط اللازمة ..و يتهيأ للقادم البشع..على وشك أن يفتح جرحه الغائر..لا يهمه الألم بقدر ما يرهب تلك الأشباح العالقة بين عثرات الماضي....
-و مرة ثانية تجد نفسها شهد غريبة في عالم خارجي...لا والد و لا والدة ..فقط هي و الوحدة أمام بعض...أجبرتها ان تتعايش و شعور العالة الذي كبر معها...أن تشعر بالخطر أينما حلت ...لقد قضت مراهقتها ترتعد من الرفض...دفتنها بين تقاليد بيت رجعي ...حبستها بين عائلة قاسية قاطعة في صرامتها...رميتها في بيت لطالما شعروا بالنقص أتجاهها...و بأنها عار يجب مسحه ...؟؟؟...
***************
صدح صوتها يعلو نهيجه المبعثر ...و غضبه المستعر...
- كفى ...توقف....
لكنه رد عليها قاطعا ...بنبرة لا جدال فيها .
-لا لن أصمت بعد الآن ...عليك أن تستمعي لآخر قطرة دم من جرحي منك...خائفة !!!...لطالما كانت الحقيقة بالنسبة لك امر رعب ...أجل لقد دفعت جدي حتى يزوج شهد بوثيقة عرفية من يوسف فخر الدين وهي لم تتجاوز السادسة عشر ...لم تتحملي تلك العقدة التي كانت تكبر داخلك ...عرضت و بكل وقاحة مصير إبنتك لرجل ...لم تخجلي ان تقولي أنها ليست بكر...بعتها في سوق النخاسة بأبخس ثمن...ثم هربت إلى بيت مرتاحة لأنك و أخيرا تخلصت من الشوكة التي كانت في الخاصرة...
لم تهمك كرامتي و لا كرامة والدي...دست على عرضنا بغباء و رعونة...قدمت شرف أختي للغريب...بعتها لرجل بأقل ثمن ....
قاطعته ملتاعة ...
-لقد كان زواجا صوريا ...شهد لم تخرج من بيت جدك قط ..لم تعرف أصلا بأنها تزوجت كانت أصغر من أن تعرف ...لقد سعيت لحمايتها....
-إني كنت تظنني ارضى ان تعرضي أختي سلعة على الرجال مستخدمة جمالها فأنت واهمة...فلتحمدي ربك ان يوسف وافته المنية لكنت شربت من دمه قبل ان يلمس ظفر أختي ...
قهقهة فيحاء لم توقفه عند حده ...نظراتها الشامتة الغريبة كانت أبلغ مما يعتقد فهمها...لكنه أكمل واقفا ليخرج نحو الباب...
-لكن والدي حطم لك أي رغبة ثانية حينما أجبرها أن تعود للبيت و مزق ذلك العقد العرفي المقرف الذي أجرمت به في حق شهد ...إن كنت عاجزة عن حبها ...فلا تنسي أن لها والد لن يبخلها حنان ابوي صادق ...لا تشوبه مصالح و أمراض نفسية كالتي توصمك ...
صدقيني خطا كهذا في حق شهد أختي لن أرحم صاحبه ...و إعتبريه تهديد لك ...
صوت الغلق العنيف الذي خلفه وائل لم يجفل فيحاء الصامتة....بل ضلت تناظر الباب من بعده...تتأمل الفراغ الواسع الذي خلفه...و تستنشق الجو المخنق العالقة به ذبذبات غضبه ....بينما تهمس داخليا
...-لا زالت تمشي على السحاب ..أنا اكثر شخص عرف بالنقص الذي أفرغته أختك في مروان...عندما تدرك أي شخص هي شهد ...لربما تصبح هي من تستحق التهديد....


***************


الكاتبة تعتذر منكم على التأخير.... وفيه تكملة الفصل يوم الخميس إن شاء الله



ورد الخال likes this.

فيتامين سي غير متواجد حالياً  
التوقيع



شكراً منتداي الأول و الغالي ... وسام أعتز به


رد مع اقتباس
قديم 10-12-17, 08:56 PM   #79

aw_q96

? العضوٌ??? » 410228
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 19
?  نُقآطِيْ » aw_q96 is on a distinguished road
Rewitysmile1

روووووووعه ماشاء الله
من الحماس نزلت على جزئيت وائل وريم →احلى ثنائي
اعطيهم حقهم من البارت بللليز
بس بسالك ريم بتكون من نصيب وائل وﻻ بيظهر بطل جديد
واتمنى لك التوفيق..


aw_q96 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-12-17, 09:14 PM   #80

ماري الشام

نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب

alkap ~
 
الصورة الرمزية ماري الشام

? العضوٌ??? » 323753
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,243
?  مُ?إني » الجزائر
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » ماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond reputeماري الشام has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مساء النور aw-q96 إن شاء الله منيحة ؟؟؟
أهلا بيك نورتينا هون ..بين متابعي لكني سأختارك ...
أولا أنا بعتذر عن التأخير الطويل جدا عن الفصول ...فترة إمتحانات أولية صعبة جدا ...و ظروف يوداء مريت فيها بيهم ...أكثر شي بكرهوا الضغط هه
و كمان بعتذر عن الأخطاء الإملائية الكثيرة في الفصل ...لأني حاليا بكتب على الجوال و صعب أتفاهم مع لوحة رقمية باللمس ..يعني مش متعودة ....و حبيبتي فيتامين صارت تتعذب معي بالتدقيق و التصحيح الأخطاء الفظيعة التي عم برتكبها ....تحية ليها و بقلها ماما فتفت إعذرني أنا شخص تربى على الحاسوب من صغره و مستحيل أتعلم على الهواتف الحديثة ....
الفصل لسا ما خلص و معكم جزئيات خطيرة لسا باقية بتكملة الفصل يوم الخميس عن البطل عمر ....
ما لحقت أنقلها نظرا للإنشغالي و تعطل المنتدى الكثير ...
حبيبتي الشخصية تبع ريم و وائل ممتعة شوي نظرا لإختلافهم الشاسع ....بس هذا الشي ما بيمنع الأذى اللي بيرتكبوه في حق بعض ....
قصتهم بتركها لكم للقراءة و أنتو رح تحكموا عليه ...
تابعيني و بتشوفي الويل منهم ؟؟؟
سعيدة كثيرا لأنك معي حبيبتي ..^-^
اه نسيت بنات محبين عمر الصاوي...فيه وحدة من المتابعين حكتلي خاص بكره عمر "الشردة "... و بحب مروان ...شوفوا نوع الإعدام اللي بستحقوا هاي البنت؟؟؟ههه ...


ماري الشام غير متواجد حالياً  
التوقيع
".. أطَيَافُ الرَحِيْل تَعَلقتْ بِغصْنِيْ الأَخضرْ و أغُنيةُ المطرِ رسَمَتْ حُروفاً بلاً لحنْ علىَ جِذعيْ المَكسورْ..
تَسألونِنيْ من أكونَ وسَطَ هذا البذخُ مِنَ الحضورْ؟
ليتكمُ تَعلَمونَ ؟
https://f.top4top.net/p_921olenh1.jpg
أناَ شجرةٌ بلاَ جذورْ..,"
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:47 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.