آخر 10 مشاركات
ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          أحبك.. دائماً وأبداً (30) للكاتبة الرائعة: مورا أسامة *مميزة & مكتملة* (الكاتـب : مورا اسامة - )           »          زوجة مدفوعة الثمن (44) للكاتبة:Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          [تحميل] مشكلتي مع كلمة / للكاتبة الفيورا،سعودية (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          كلوب العتمةأم قنديل الليل ؟! (الكاتـب : اسفة - )           »          صمت الحرائر -[حصرياً]قلوب شرقية(118) - للمبدعة::مروة العزاوي*مميزة*كاملة & الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          الصحوة ( الجزء الأول من مذكرات مصاص الدماء ) - كامل - (الكاتـب : Dalyia - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree24Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-12-17, 09:39 AM   #321

**منى لطيفي (نصر الدين )**

مشرفةوكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية **منى لطيفي (نصر الدين )**

? العضوٌ??? » 375200
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,633
?  نُقآطِيْ » **منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute**منى لطيفي (نصر الدين )** has a reputation beyond repute
افتراضي


بسم الله الرحمان الرحيم
الفصل الرابع


[IMG][/IMG]

أشكر رويدا الحلوة على غلاف السلسلة الرائع...
[IMG][/IMG]

مساء .....منزل آل عيسى ...

في الحديقة الأمامية يلتف الجد وحفيديه حول المائدة البلاستكية، يرتشفون الشاي ويتبادلون الأحاديث ....(لما تتعب نفسها إن كانت المعنية رافضة ؟؟؟...).. سأل ابراهيم وهو يرخي ظهره على مسند الكرسي، فرد شقيقه يجعد دقنه باستغراب ....(لا أعلم سبب رفضها الزيارة ...مع أنها بالأمس فقط كانت تتوسلها المساعدة ... )... تدخل الحاج ابراهيم قائلا بنفس الحيرة ...(أمرها كله غريب .... لم يحدث قط في مدينتنا حدث مماثل ...لذا سيكون وضعها صعب جدا ...)... قطب ابراهيم بانزعاج...(أتساءل ما رد فعل زوجها؟؟)... هز إسماعيل رأسه بملامح متجهمة ...(أتى صباحا برفقة والدته وشقيقه ... طلبوا منه أكابر عائلة زوجته وحيهم ... ان يتنازل عن حقه العام ويطلقها ...كي يطلقوا سراحها من المركز... وافق بداية لكنه غير رأيه قبل ساعتين فقط .... ذهب إلى المركز وأخبرهم بعدم تنازله ورحل برفقة عائلته .... )... (انا اعذره ...)... نطقها ابراهيم بوجوم، فقال جده بحكمة ...(أجل لكن ...في النهاية يجب علينا ستر الفتاة ...ولو فعل ما طلبوا منه لكان من الأفضل لهما معا ...هي تخرج من السجن ...وهو يطلقها ويرحل الى سبيله ...والله يتولى كلاهما ...)... أومئا متفهمين ليتحدث ابراهيم بانزعاج ...(كان عليهم حبس ذلك الشاب ايضا ...لكن كونه غير متزوج أسرع في اطلاق سراحه بكفالة ... قانون جائر ...وددت لو يغيروه ويعاقبوا كل فاعل زنى إن كان عازب أو متزوج ...)... (بل لو طبقوا عقاب الشرع فقط لكان خيرا .... تأديب على مرئا من الناس بالجلد ... لكن طبعا بعد التأكد...لأن المتزوجين لهم رجم حتى الموت ...)... أخبرهما الجد فقال اسماعيل ...(طائعة متأكدة من عدم تورط الفتاة ... مع انني لا أشاركها نفس اليقين ...لكن لا يسعني سوى مساندتها في الدفاع ضد الظلم إن وُجد...)...
قاطع حديثهم وقوف تغريد المتوتر عليهم، رفع اليها الجد يده مشيرا كي تقترب ...(ماذا هناك بنيتي ؟؟)... ترددت للحظة ثم قالت ...(أريد زيارة أخي ..)... التفت الحاج الى حفيديه فقال ابراهيم بجمود ...(سأخبره تغريد ...فهو رافض لأي زيارة ...)... مسدت على عنقها بتوتر، فسحبها جدها لتجلس بجانبه، يربت على ظهرها بحنو ...(عسى أن يقبل حين يعلم أنك الزائرة ...).. سكنت ترمق أمامها بحزن، فقال ابراهيم ...(كيف حالك مع المدرسة ؟؟)... غمغمت بخير، فسألها مجددا وباهتمام ...(هل يكفيك مصروفك ..لا تحتاجين لشيء آخر؟)... أومأت بسلب وداخلها يرفض اهتمامهم، يرفض كل ما حظيت به، كما كانت ترفض ما قبله. وكأنها تعودت على الرفض فأصبح ساكنا لها، أم هو الخوف، من الفقد، من الخيبة، من الظلم، لا ..إنه رفض لظلمٍ غير الذي لحق بها هي. ... (ترفقي بشمة يا بنتي انها سيدة كبيرة ...وهي تحبك... لذا تهتم بك )... عبست بطفولية وهي تقوم قائلة بنزق، قبل أن تنصرف ...(اخبروها ان تبتعد عني ...لا احتاجها في شيئ ...).. زفر ابراهيم بيأس، فأومأ له جده كي يهدئ، وقال اسماعيل مهادنا ...(لا زالت تحتاج لوقت .... كي تتعود على احتواء عائلتها ... الصبر فقط ..)... وضع ابراهيم الكأس على سطح الطاولة، وقام ينسحب هو الآخر قائلا ... (أحسدك على برودك أخي ... تصبحان على خير ...)... سكن اسماعيل مكانه مفكرا بتمعن، ليجفل على حديث جده الغامض .... (الجميع يحسدونك يا طبيب النفوس .... لا أدري هل اغبطك أم أحزن من أجلك ؟؟)... ضيق اسماعيل مقلتيه مبصرا جده بحيرة، فابتسم له بحزن قائلا بأسى ...(الحال في شئن صاحبه حائر .... والصاحب بين من حوله غارٍ**خفي**.... هل تريد مزيدا من الشاي؟؟).... أومأ سلبا وهو يبلع ريقه، وقام يفر من أمام جده ذي النظرة الثاقبة، يقول بهدوء واهم ...(سأطمئن على أمي ...)... أوقفه يسأل بنفس غموضه ...(هل ستبيت معها الليلة أيضا؟؟)... أجابه دون أن يلتفت إليه ...(اجل ...فهي تنام بشكل أفضل ...حين أكون برفقتها ....تصبح على خير يا جدي ....)... زفر الحاج ابراهيم وحال حفيده لا يسره أبدا، يهمس بوجوم... (رزقك الله كل الخير بني ....)......

… ……..
ربت على رأس والدته، وأسند ظهره الى حافة السرير مرتخيا، يستحضر لحظاته اليتيمة مع زوجته، فهدر قلبه داخل صدره. كان يعلم بوجود أحاسيس مماثلة تولد من تقارب وإعجاب متبادل، لكنه لم يتوقع إرهاقها لأعصابه ومع كل ما يحدث، لم يكن في حاجة لتشويش أكثر. تذكر توتره حين وجدها في انتظاره صباحا باكرا، تسأله عن حال والدته، بينما يطفوا على لمعة مقلتيها تساؤلات أخرى، عن ماهية ما حدث، عن شعوره هو بعد ما حدث، فكان يراه واضحا، إنها تبحث عن الأمان، عن دفئ الاستقرار، وكم يؤرقه افتقادها لذلك بجانبه. بل لكم يؤرقه افتقاده هو للأمان، للاستقرار، وشبح الفشل لا زال يلوح في الأفق بظلمته. لذلك تجاهل ما هو ظاهر في مقلتيها البنيتين، واكتفى بالرد على ما نطق به لسانها، ثم سريعا ما حول نقاشهما إلى قضية صديقتها. زفر بخفوت يعلم أن مبيته بالقرب من والدته لم يكن فقط لأجلها، بل فرارا من لحظة تقارب أخرى مرهقة، لن يستسلم لقلبه قبل أن يزيل كل عقبة من على طريقه، حتى يظهر خاليا، وواضح المعالم.
لم يعلم أن الأخرى تسلل إليها السهد، تنشد النوم ولا تجده، هي و هواجسها في فلك اسماعيل يسبحون. للمرة الثانية يعلو رنين هاتفها، لتكتشف أنها نسيت أمر البروفيسور حين حدثها اثناء انتظارها في قسم الزوار بالسجن، فأرجأت الرد عليه إلى حين حضور زوجها. سكن الهاتف، ليعلو مجددا برنة رسالة، قرأتها فزفرت تهمس ...(أنا آسفة بروفيسور ....لا استطيع الرد عليك في غيابه ...لقد وعدته... ووضعنا لا يحتمل ..... لا يحتمل أبدا ..)... أقفلته ووضعته مكانه، ثم أطفأت النور، وأغمضت عينيها تتنفس برتابة. زفير أطول من شهيق، عشر مرات لتختمها بتلاوة سورة الملك، التي ما إن انهتها حتى راحت في سبات عميق.
……………….

صباح اليوم التالي ....

تسلل إلى غرفتهما بهدوء، لينعش نفسه ويغير ثيابه، فينطلق إلى عمله قبل استيقاظها. وكذلك فعل دون ان ينسى تأمل استغراقها في النوم للحظات. تناول فطوره برفقة شقيقه وزوجته التي أوصاها على أن لا تفارق والدته، التي بات متيقن من نوباتها الغائبة في حضور احد جوارها. وكأنها تعاني رهاب الوحدة. ...(إذن ستقدم مشروعك اليوم؟؟....)... سأل شقيقه في طريقهما الى خارج البيت... (أجل ...فالحملة الانتخابية ستبدأ قريبا ...)... هز رأسه موافقا يقول بنبرة متوسلة، وهو يسحب هاتفه من جيب سترته ليزيل نظام الصمت ...(اعتني بنفسك أخي ... من فضلك احذر جيدا ...)... ربت على كتفه مطمئنا له، وانصرف... (الله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ...لا تقلق ...إلى اللقاء).... اطلع على هاتفه ليجد اسم البروفيسور يزين شاشته، فهم بالرد يقطب بحيرة انقلبت الى دهشة حين سمع زوجته المهرولة إليه بثياب نومها، تهتف بهلع وتلهث ...(اسماعيل ....انتظر ...مريم ....مريم !!..)... اعاد هاتفه الى جيبه بإهمال، واسرع إليها يمسكها من ذراعيها يرمقها بلهفة ...(ماذا هناك طائعة ...اهدئي ...).. أخذت نفسا واستطردت بنبرة متحشرجة ...(مريم حاولت قتل نفسها ...إنها في المشفى المركزي ...)... تجمدت ملامحه وقد شعر بطعنة خفية أوقعت بقلبه في قرار سحيق يعلم أنه لن يخرج منه. رفع يده يمسح على وجنتها من بقايا دموعها، وصدرها المكشوف نصفه الأعلى، في صعود ونزول بفعل اللهاث. نزلت يده متلمسة طريقها من وجنتها الى عنقها فارتجفت ليقول بهدوء بعد ان وصلت يده الى اسفل عنقها عند عظمتي ترقوتها ....(لا تخرجي من الغرفة هكذا مرة أخرى.... غيري ثيابك ...سأنتظرك في السيارة...)... بلعت ريقها ونظرت الى نفسها فانتفضت بتوتر، تائهة من فرط مشاعر قوية بين صدمتها مما حدث لصديقتها، ثم مع زوجها، الذي أمسك برأسها لتنتبه اليه مستطردا بقلق ...(أنت تسمعينني ؟؟... طائعة!!)... هزت رأسها وانسلت من بين يديه مستديرة تركض الى غرفتها، بينما هو تنفس بعمق يهدئ من أعصابه الثائرة لكن بطريقة أخرى مغايرة كليا، لما عهده من غضب جامد بارد. ثم استأنف خطواته الى سيارته في انتظار من تسللت الى قلبه وأنتهى الأمر.
.............................
منزل الرزقي ...

(اجلسي براء ....)... فعلت على مضض، تنظر إليهم بعبوس طفولي لا يليق إلا بها، وحفصة تكتم بسمة مرحة، وهي تتناول طعامها كالسيد عمر وزوجته. زفرت بضجر تضم يديها إلى صدرها، كتلميذة معاقبة، فقال والدها بتأنيب....(هل تتأففين على والديك؟؟ ....يبدو أننا دللناك كثيرا يا براء ...)... حلت يديها تهتف وكأنها أخيرا حصلت على الفرصة....(تعلم جيدا ان لا أحد في هذا العالم إطلاقا... يحب والديه ...كما افعل أنا ... لكنني غاضبة منكما هذه المرة...)... وضعت يديها على المائدة تردف بتأكيد ...(جدا ...غاضبة..).. ضحكوا ثلاثتهم بينما هي تزداد حنقا، فقالت والدتها بيأس ...(كلي طعامك يا براء ...فلا احد منا يستحق منك كل هذا الحنق... ).. رفعت سبابتها وكأنها تناضر ...(لم تفعلوا؟؟... لقد خنتموني .... ولصالح من ؟؟... ذلك المتوحش ...الذي يسمي نفسه المفتش ..)... قام والدها يقول بسخط ... (ها قد بدأنا من جديد ...)... قامت هي الأخرى تقول بانفعال ...(أليس هذا ما حدث؟؟... محادثة واحدة معك ...قلبك ضدي ...وصرتم فجأة كلكم بصفه ...وأصبح عملي مرفوض ..)... تنفست السيدة أمينة بضجر وهي ترمق حفصة التي أخذت أغراضها واشارت لها بأن وداعا وهي تضحك، بينما السيد عمر يجيب مفسرا بصبر ...(لا هو ولا أنا نمنعك من عملك ...فقط احسني اختيار القضايا .... وابتعدي عن إفساد عمله ...حمدا لله انه اكتفى بتحذيرنا دون رسميات.. ...).. ضمت ذراعيها الى صدرها مجددا تزفر بغضب، فاستطرد والدها وهو ينسحب، بعد ان قبلها على رأسها وقبل زوجته على وجنتها ....(فكري جيدا يا ابنتي ....لم أعهدك حمقاء ....ومتهورة ...إلا ما كنت وثقت بك ...حين أرسلتك لإتمام دراستك ....وتركتك تعملين ما شئت .. ...وداعا ...)... بدأت والدتها في جمع الأواني، تهمس باستنكار ...(أظنها فقدت كل تعقلها بسبب المفتش!! ...).. (ماذا تقولين أمي ؟؟)... نظرت إليها ترد بتهكم ....(أبدا ...انا احدث نفسي ...هل هذا ممنوع؟! ... )... أومأت ثم هتفت بنزق وهي تشير إلى الأواني.... (أنا لم آكل بعد ....اخبرتكم ... لم يعد أمري يهم أحدكم ....المتوحش أفقدني عائلتي!! ...)... ألقت السيدة امينة بما في يديها على المائدة، تقول بامتعاض ...(كلي حتى تشبعي ...ثم وضبي المائدة ....يبدو اننا بالفعل سنفقدك قريبا ... وعليك التعود على أشغال البيت... كي لا يبلعك المتوحش بحق ...).. راقبت انصراف والدتها الساخط، وهي تهمس بصدمة ...(ما بها أمي؟؟... وما علاقة فقدي بالوحش ...وأشغال البيت ....يا إلهي لقد جن جنونهم بسببه .... ).. نتشت قطعة خبز وقضمت منها بعنف، قضمه كبيرة تستطرد بتوعد ...(لن تتخلص مني يا تنين .... سترى ...).
...................

المشفى المركزي ....

لمس كفها برقة، فانتزعت مقلتيها من على الجسد الراقد والمتصل بأسلاك عدة، دون حول منه ولا قوة، ترمق زوجها بحزن وكأنها تشكو له ما يدمي قلبها، فضمها إليه يهمس بلطف ...(تعالي كي نرى الطبيب..)... رافقته تستسلم لضمة ذراعه التي ألفتها، كما ألفت كل الأمور القليلة التي صدرت عنه. ليقابلهما طبيبٌ تذكرته منذ اللحظة التي رمقته فيها ...(دكتور امين ...)... همست بها سهوا، فأجفلت على صوت اسماعيل يقول برسمية... (أجل إنه الدكتور أمين .... أخبرنا من فضلك كيف حالها؟؟)... تحدث الطبيب بعملية مع ان ملامحه المتشنجة تطفو عليها الحيرة بوضوح... (الحمد لله لحقنا بها ...وقمنا بإغلاق الشرايين التي جرحتها بقصد إنهاء حياتها .... لكنها ستبقى هنا تحت الملاحظة لأيام ... فهي ضعيفة جدا بسبب فقدانها للدماء ...كما يجب علينا تأمين استشارة نفسية ....بسبب.... تعلمون ...)... تدخلت طائعة تقول بلهفة ...(انا اتطوع ... لأتولى حالتها ... فانا أعمل هنا في القسم النفسي ...)... نظر امين الى إسماعيل فأومأ مؤكدا ..(بلى ... بدأت حديثا ...وهي زوجتي طائعة المرابط ...)... ابتسم أمين متناسيا صدمته حين استدعي لتولي حالة انتحار، لم تكن سوى زائرة أحلامه بمقلتيها الواسعتين وخاتمها الفريد اللامع، مع حكايتها الأغرب. ...(مبارك عليكما ...لقد سمعت بزواجك من شقيقك ...لكن لم أعلم عن التفاصيل ...وطبعا يمكنك تولي حالتها ...لكن يجب أن تمهليها إلى المساء على الأقل.. ...)... ابتسم له اسماعيل مجاملا، بينما طائعة تهز رأسها بتفهم. تركتهما عائدة إلى باب غرفتها، وبقيت هنالك تراقبها، فاقترب امين من اسماعيل يسأل بريبة ...(هل ما سمعته عن الفتاة صدق ؟؟... ام أنها تطاولات ألسنة الناس كما العادة ؟؟)... مطط اسماعيل شفتيه بشك يرد ....(الظاهر كما يقولون ...لكن الله أعلم... زوجتي متأكدة من براءة صديقتها... لا زلنا نحقق في الأمر...).. أومأ أمين ينظر تجاه الغرفة، والوجوم ألَمَّ بقلبه لا يعلم إن كان بسبب زواجها، أم خيانتها، ام حتى محاولتها لإنهاء حياتها.
..............

قسم الأمراض الباطنية ....

شد على شفتيه بحدة حتى ارتعشت، يرفض الطعام كما يرفض علاجا لا جدوى منه.... (عزيز !... من فضلك تناول القليل فقط ...)... توسلته بحزن، فرمقها بسخط امتزج بالضعف فنمّ عنه بؤس مثير للشفقة ...(أليس لديكِ مرضى غيري؟...) ... أعادت الملعقة إلى الصحن تقول بعتاب ...(أيكون هذا جزائي لأنني أهتم بصحتك ؟؟)... زفر بقنوط يهتف بنبرة واهنة، يخجل من وضعه، من ضعفه، بل من حاله ككل يقول بأسف حانق ....(أعتذر لك ...لكنني لا أشتهي الطعام ... لما آكل وانا لا أشفى ... من الأفضل لي لو استعجلت المحتوم ...كي أريحكم مني ...)... شهقت بخفة ووضعت الطبق على المنضدة الحديدية الجانبية، تهتف باستنكار ...(كيف تقول ذلك ...يا إلهي أ تستعجل الموت؟؟ ..).. تحدت بحزن والدموع تترقرق في مقلتيه ...(لما أعيش؟ ... أنا مريض عاجز مثير للشفقة... على ظهره ذنوبا ثقيلة بظلم للذات وللناس ....انت لن تفهمي أبدا ....).... اقتربت منه تقول بلطف تستدرجه للتحدث ...(اخبرني إذن ...أنا مستعدة للسماع .... والتفهم ..صدقني ...موتك على غير توبة من ذنوبك التي تعترف بها ...لن يفيدك بشيئ .... هل تريد خسارة الآخرة والدنيا معا ؟...على الأقل اربح آخرتك إن يئست من دنياك ...)... تشنجت ملامحه يرفع يده المرتعشة قائلا بألم ...(وكيف أفعل ذلك ؟؟... أنا لا أعرف إليها من طريق ... لقد اختفت وكأنها كانت حلما ...تلاشى وترك المرار من خلفه ...أنا أستحق ... كل ما يحدث معي استحقه ..وأكثر ...أنا ...)... ضمت فمها وقد شعرت بتلك الحرقة في صدرها، فقالت تخبره علّه يتحرر من طيفها قليلا ...(لقد تحررت منك يا عزيز ...لما لا تنساها أنت أيضا ...)... نظر إليها بحيرة، يستفسر ..(ماذا تعنين؟؟)... زفرت تميل برأسها جانبا، ثم قالت بتصميم ...(لم تعد زوجتك ...لقد تطلقت منك غيابيا ...)... لاحظت قبضتيه الواهنتين تشدان على طرفي السرير، وقد برزت عروق جبهته يقول ...(ك.... كيف ذلك ... قلتِ من قبل أنها تسدد مصاريف المشفى أول بأول ....)... هزت رأسها تفسر بيأس ...(كما اخبرتك ....هناك شخص يأتي كل شهر يسدد المصاريف ...ويعرف عنه نفسه أنه من طرف زو!.... أقصد طليقتك .... لكن حين طلبت من خطيب صديقتي ... أن يبلغها بأنك تريد رؤيتها ..لأنه مساعد المفتش ويعرف عن قضية إصابتك ...أخبرني أنها تطلقت منك ...ووعدني بإخبارها عن طلبك ...)... اتسعت مقلتيه يقول بلهفة... (حقا فعلتِ !!....)... أصابها الوجوم وهي تحرك رأسها ايجابا، ثم قالت ...(هل أنت متأكد من موافقتها لتقابلك رغم طلاقها منك ؟؟)... عاد الحزن يسكن ملامحه التعبة يرد ...(ارجو ذلك ...أريد رؤيتها مرة واحدة .... واحدة فقط ....بعدها لا يهمني إن أُزهقت روحي...)... رفعت حاجبيها بخفة تقول بدهشة ...(لهذه الدرجة ؟؟)... رمقها بمرار يجيب بشجن ...(هي أكثر واحدة ظلمتها ظلما لا يحتمل .... كنت استنزف ضعفها ...وكلما زادت ضعفا كلما زِدت تجبرا عليها ....فأتاني الجزاء من عند الجبار على كل متجبر ....)... أمسكت صدرها تقول بوجوم ...(تحبها ؟؟).... جعد دقنه وهو يرمق نقطة وهمية، يفكر للحظة قبل أن يقول ....(هل تصدقينني إن أخبرتك أنني لا أعلم؟)... التفتت إليه تلهث بأنفاسها، تسأل بأمل ...(ما الذي جعلك تتزوجها إذن ؟؟)... ابتسم ساخرا يجيب ...(وما علاقة الحب بالزواج؟...).... نظر في عينيها ثم استطرد ....(يبدو انك لست من هذه المدينة ...)... هزت كتفيها تشرح بتلقائية ....(أنت محق لست من هنا ....لكن أظن أن الرجل في مجتمعنا ككل ...يستطيع اختيار شريكة نالت إعجابه...على عكس النساء لا يستطعن ذلك .. ....)... عاد يرمق السراب قائلا بسهو ....(رأيتها أمام المعهد.... تقف بتردد ...التقطت ضعفها من بعيد وكأنها كانت تومض به ..... تبعتها وسألت عنها ليرضي ما علمته عنها غروري .... فقد كانت مناسبة .....جدا مناسبة ...)... ضمت ذراعيها الى صدرها تسأل باهتمام ...(مناسبة لماذا عزيز؟؟)... أخذ من الهواء ما يعبئ به ضيق رئتيه، ثم رد بجمود ....(مناسبة كي أعاند بها أمي.... فهي خانعة صامتة ...ضعيفة جدا ... كانت لتتحمل معي سطوة والدتي وسطوتي .... وكم كنت محقا ...وهي تتحمل ....وتتحمل ..كنت أعلم أن لا فكاك لها مني ...فعاملتها بحقارة ...ضربتها أهنتها ..... )... قطبت سناء تقاطعه بانفعال ...(كيف صبرت على ذلك؟؟... وأين أهلها من كل هذا ؟؟).... أصدر ضحكة متهكمة، باردة ....(أهل ؟؟.... والدها ألعن .... كنت أظن والدتي مثال سيئ عن الآباء.... لكن حماي العزيز أسوء بمراحل .... وكثيرا ما كنت أشك في كونها ابنته فعلا ...)... زفرت سناء بقنوط ثم قالت وهي تبحث بين الأدوية، تمنع الألم من التدفق الى قلبها من ماض أعاده عزيز في لحظة. نظر إليها حين أتاه صمتها فقال ساخرا .... (ما بك ؟ .... هل مللتِ مني أخيرا ؟؟ بعد ان علمتِ حقيقتي؟... ).... استدارت اليه تهتف بغضب تمكن منها ....(كلكم سواء .... تحبون إظهار قوتكم على من هو أضعف منكم .... تجهلون حقيقة أن من يفعل ذلك ليس سوى جبان .....)... ابتسم بحزن يقول بتأكيد يائس ...(أنت محقة.... أنا جبان بائس ..... أعترف ... وليس ذلك فقط ...بل ومذنب أستحق كلما أنا فيه وأكثر .....فدعيني لشأني من فضلك ....)... تخصرت تراقب نبض عروقه النافرة، واحمرار وجهه الذي نحُف كما نحفت أطرافه، ينطق بمرار، فقالت بعد ان تنهدت كي تهدأ ....(لن اتوقف حتى آتي بيها ..... كي تعتذر لها ...وتطلب منها السماح ... غير ذلك .. أنا لن اسمح لك بمقابلتها ....)... لهف مجددا يقول بتوسل ....(سأكون شاكرا لك ....ومدينا لك بما تشائين ...)... اختفى الغضب لتحل محله البسمة تطالبه بوعد ....(كل ما أشاء ؟ ... هل أنت متأكد؟!).... هز رأسه وقد عدته ببسمتها الحنون ...(كلما تشائين ..).... تأملها بتمهل يستغرب حال هذه المرأة، منذ فتح عينيه من غيبوبته، وجدها أمامه كأنها خرجت له من العدم. اعتنت به في أصعب أوقاته ولا زالت، تحدثت وتحدثت أثناء عجزه هو عن النطق. كانت تظنه غائبا عن الوعي، بينما هو ينصت لكل كلمة أخرجتها مع شفتيها. حكت له عن حياتها عن معاناتها، جاهلة بالسكاكين التي تطعن بها أحشائه وهي تقص عن شيطان كانه قبل شهرين فقط. تأثر بألآمها، كما كره من تكلمت عنه بكل حرقة، يرى فيه نفسه، متهكم على فقدانه لقلب حنون مثلها. ويتساءل لو كان عامل حفصة معاملة كريمة، هل كان ليحظى منها بنفس الحنان. مع مرور الوقت ألفها، وألف حديثها، اهتمامها وتدخلها في شؤونه كما إجباره على التشبث بالحياة. لا يعلم لما لم يخبرها بمعرفته لكل ما قالته، هل يخشى فقدانها؟ وإن كان كذلك، لما يريد الاحتفاظ بها؟ هل هو على نفس أنانيته؟ ......(لماذا تساعدينني ؟؟)... أعطته الدواء الذي تلقفه على مضض، ثم قالت بجمود ...(ومن قال انني أساعدك؟؟.... انا أساعد الفتاة ...).. قطب فمالت نحوه تقول بتأكيد كأنها تقصد نفسها ...(كي تتخطاك نهائيا .....كي تبدأ حياة جديدة دون رواسب ....يجب عليها التخلص من كل اثر للماضي ..... )... (وكيف تعلمين ذلك؟)... انتفضت وكأنها أجفلت، ثم قالت بتبرم ....(أعرف وكفى .... نم قليلا كي ترتاح.... سأعود للاطمئنان عليك ....فأنا مناوبة الليلة ....عن اذنك ....)... ابتسم بوجوم يراقب ابتعادها ثم عودتها تقول بحزم قبل أن تنصرف ....(نسيت أمرا مهما ....سأحضر معي مسجلا ...كي نبدأ برنامجا للرقية... قرأت عنه ...واستعلمت عنه من إمام مسجد الحي الذي أقطن فيه ..... قال أنه جيد واضاف عليه امورا أخرى....بما ان الدواء الكيميائي لم ينفع لحاله ....سنستعين بالدواء الروحي ... ).... شيعها بأنظاره المتأثرة، فلم ينل مثل ذلك الاهتمام من أحد سالفا حتى من والدته.
..........................

الحرم الجامعي .....

تنفست الصعداء أخيرا حين انتهت المحاضرة، واستقامت واقفة تمسد على هندامها الأنيق، سروال وكنزة سوداء يعلوهما معطف بين الأسود والرمادي، وطرحة من نفس لون، لتنهي تناسقها بحذاء أسود ذو كعب عالي، تدربت عليه جيدا وأصبحت تمشي به كالعارضات. نظرت الى صديقتها التي ترمقها ببعض من المكر والحسد تقول ببسمة متحمسة ....(هل أنت مستعدة ؟؟)... رفعت رواح راسها بأنفة تومئ بثقة، بينما داخلها يرجف جميعه، لتسحب صديقتها من حقيبة يدها زينة تستطرد ....(هيا بنا الى الحمام ...سنضع اللمسات الأخيرة...)... وهكذا خرجتا من الحمام بكامل زينتهما وكأنهما في سباق عرض للأزياء. تلفتت رواح تبحث عنه لتجده كما العادة يقف برفقة نجوى التي من الظاهر عنها لا تمنحه فرصة، فأجفلت على الأخرى تسألها بفضول ...(كيف ستتعرفين عليه ؟؟)... تنفست مرات عدة ثم اعتدلت بعمودها الفقري وانطلقت تهتف باستعلاء ....(أنظري بنفسك ....)... خطت بثقة زائفة تتجاهل انقلاب معدتها، كرسالة من بدنها أن ما تفعلينه مجهد وخاطئ، ثم توقفت أمامهما وقالت تقصد نجوى التي فغرت فمها من مظهر رواح، تشْفِنُ إليها.. *تشفن ؛النظر بتعجب ممتزج بكره* ....(كيف حالك يا نجوى ؟؟... تصدقين؟؟!! لقد اشتقت إليك رغم جفاءك وجنونك ...)... ضغطت على فكيها لا تزال تتفقد هندامها وهيئتها الجذابة، وقريبها يتدخل قائلا ببسمة ملفتة، فقد شعر بحنق من تجاهل تلك الفتاة الجميلة له، هو الذي لم يتعود على ذلك... (مرحبا ...ألن تعرفينا يا نجوى ؟؟)... أجفلت تحملق في قريبها ببلاهة، فاتسعت بسمة رواح تستدير إليه وكأنها تلمحه لأول مرة ....(مرحبا ....أنا رواح ...صديقة نجوى اللدودة ...)... ضحك فمد يده إليها كي يصافحها قائلا بمرح ...(لم تخبرني عنك مع أنني قريبها ....وعرفتني على كل اصدقائها تقريبا ..... اسمي هيثم ...تشرفت بلقائك ...).. نظرت الى يده وبلعت ريقها تحاول درء توترها، ونجوى تتفرج على المشهد بوعي لم تسترده بعد، فقد سمعت عن تطورات رواح، لكن لم تظنها حقا تخلصت من اعاقتها. ضمت الأخيرة شفتيها ورمقته ببسمة معتذرة ....(الشرف لي سيد هيثم ...لكن أنا آسفة ...أنا لا أصافح الرجال ....).. ضم قبضته بحرج وبعثر الخصلات خلف عنقه، يرد بإعجاب لم يفت نجوى التي صرّت على أسنانها غيضا لتقرر التدخل في الحوار أخيرا ....(لا بأس ...أتفهمك ...)... (إذن رواح.... ما يقولونه صحيح ...تخلصتِ من إعاقتك كليا!! ...)... اتسعت بسمة نجوى الماكرة لبرهة، تلمح فيها ارتعاش عضلة خد الأخرى، والشاب بينهما حائر، لكن ما لا تعرفه نجوى أن رواح قد أتتها مصممة على هدفها وستحققه مهما أستنزف من أعصابها. حركت رأسها تجاه هيثم وابتسمت له بإغراء استجاب له متنبها إلى كلماتها التي لم تتأخر ....(هذه نجوى لا تتغير أبدا.... أُصبت في قدمي منذ الصغر ...فلم توفر فرصة لتذلني بعرجي ... وحين شُفيت أخيرا ...انتظرت منها زيارة اطمئنان ...أو حتى فضول ....لكنها لم تسأل عني ابدا ...مع ان ما يجمعنا عداوة ...أقصد ...علاقة طويلة تمتد لسنين ...لكن لا بأس ...)... التفتت الى نجوى المتميزة غضبا، بعد أن حققت هدفها باستدراج تعاطف الشاب تماما كما كانت تنعتها بفعله قبلا، ثم أكملت بغنج أطاح بآخر أبراج الشاب المراقب لها ...(بلى صديقتي ....اللدودة .... لقد شُفيت ...طهري قلبك الأسود وانسي الماضي ... لقد كبرنا ولم نعد مراهقات .... إلى اللقاء ......صديقتي ..).. أخرصت الدهشة لسان نجوى، بينما رواح تعود بأنظارها إلى الشاب الولهان تردف بنفس الدلال وهي تشير بيدها منصرفة ....(تشرفت بمعرفتك سيد هيثم ...أراكما في الجوار ....)... أومأ لها بشفة متدلية، ثم استدار يقول لنجوى باهتمام ...(لم تعرفيني عليها من قبل ....إنها ظريفة ... )... زفرت بخفوت تجيب بحنق ...(هيثم ...أنا لا اطيقها ..فلا تغتر ببراءتها الزائفة ...إنها حية رقطاء ...)... مطط شفتيه بعتاب يلومها ...(لا أصدق نجوى ....إنها فتاة ضعيفة.... ورقيقة ... أتمنى أن تتقربي منها ...فأنا جدا أُعجبت بها .....واتمنى التعرف إليها.... حان موعد محاضرتي ...أراك لاحقا ..)... انصرف تحت أنظار نجوى المصدومة، فتنفست بعنف تزمجر وهي تضرب الأرض بخطواتها الغاضبة متوجهة إليها.
...................
مصنع المرابط ....

حماسها حرمها من تذوق طعامها، تعد الدقائق دون شعور منها، فترمي هاتفها بنظرات متفقدة كل ثانية. حدق بها السيد عمر مبتسما بهدوء يدعو الله في سره أن تكون من نصيب شاغل بالها الذي تأكد منه في التو واللحظة. كما تأكد من إعجابه هو الآخر . لمح توترها تفتح فمها كي تتحدث لكنها تقفله من جديد، فتحولت بسمته الى مكر يسأل ....(ما بك حفصة ؟؟)... رفعت إليه مقلتيها الخجلتين، للحظة قبل أن تومئ سلبا بيأس. فقرر أن يرحمها مستدركا بمرح ...(آه ....نسيت موعدك مع ياسين ...يجب أن نذهب حالا ..كي لا نضيع الوقت أكثر ...)... قامت مسرعة وقد استرجعت بسمتها المتحمسة، وتقدمته عائدين إلى المكتب.
كبت السيد عمر ضحكة مرحة حين وجدا ياسين يفرد أوراق الرسم على مكتب حفصة وأقلام الرسم مرتبة على الجانب. قابلهما بوجه بشوش يقول ببهجة وهو يفرك كفيه ببعضهما ...(مرحبا بكما ...لقد جهزت العدة ...تفضلي على مقعدك ...).. خطت بخجل وجلست ترمق سطح مكتبها بفرحة طفلة صغيرة، والسيد عمر يقول بمزاح ...(احذر ياسين ...سأراقبك وإن كنت معلما فاشلا ...سنضطر لإنهاء خدماتك ونبحث عن الأفضل..)... كان منشغلا باللمعة في مقلتي حفصة والبسمة الذاهلة ببهجة تزين ثغرها الزهري، فاقترب منه السيد عمر يلكزه بمرفقه مستطردا ...(هل سمعتني ؟)... (ها؟!).. نطقها ببلاهة فضحك عمر يومئ بيأس قائلا ...(لا تكترث ....هيا إبدا أول دروسك ...يا فنان...).. ابتسم له بهدوء وخطى إليها وقلبيهما على وتيرة واحدة، واتخذ لنفسه مقعدا أمامها تفصل بينهما طاولة مكتبها متوسطة الحجم. التقط القلم ثم قال لتنظر اليه بحيائها الجذاب ....(بما انك شغوفة برسم شخصيات الكرتون ...سنبدأ بأساسيات شكل الوجه ... ).. راح يحقق أمانيه الصغيرة بأن يمارس هوايته، ويعلمها، مستمتعا بالفرحة الطفولية المتمثلة في الانبهار المجسد على ملامحها المندهشة ببهجة خفية تناغش القلوب. والسيد عمر متكئ بجذعه على مكتبه يراقبهما بعين دافئة تتمنى لهما نعمة الحظوة.

..........
الجامعة ....

تضاحك صديقتها وهي تنتظر الأخرى كي تتبعها كعادتها وتصب عليها جم غضبها، ثم تهددها بما تستطيع وما لا تستطيع، .....(أيتها ال ....كيف تتجرئين؟...) .... ضحكت ساخرة تجيب وهي مستقيمة بتحد ...(أووه نجوى ...أنت لا تتغيرين ... خطواتك معروفة ....وسهل التكهن بها ...)... تنفست بحدة تقول بتهديد خافت لا يسمعه سواهما ..(ماذا تظنين نفسك فاعلة ؟؟)... مططت رواح من بسمتها حتى شملت كل وجهها وردت بلؤم ...(أظنك ....تعلمين جيدا ....ما أنا فاعلة ...)... عضت نجوى شفتها بغل، ثم قالت بدقن يرتعد حقدا... (ألم تكتفي بابن آل عيسى ؟؟)... كانت مجرد لحظة ولم تدم أجفلت فيها النظرة العابثة في مقلتي رواح، قبل ان تستعيد شخصيتها الجديدة كما تظل تقنع نفسها التي تئن تعبا وإرهاقا ...(يغضبك ذلك؟ ...أن يتوجه اهتمام الناس دائما الي ؟... ماذا كنت تقولين ؟؟... )... رفعت سبابتها تستطرد بتهكم عابث ...(آه ....أنني استدرج عطفهم وشفقتهم .... ).. ضمت ذراعيها الى صدرها، واقتربت منها اكثر تكمل بتحد حاقد ...(لنرى إن كنت لا زلت أملك الموهبة ... بعد ان شفيت قدمي ...ولم أعد معاقة ...)... احمر وجه نجوى، ورواح تعود للابتسام بدلال متعمد، تربت على جانب شفتها تكمل بتشفي ...(يا ترى هل سأنال اعجاب قريبك الوسيم؟؟.... ام انني سبق ونلته ...لأنني سمعت ذلك بنفسي قبل ان ابتعد عنكما كليا ....)... زفرت انفاسا حارقة تشير اليها بإصبعها، مهددة ...(أنت سافلة يا رواح ....وسأفضح حقيقتك هذه أمام الناس .... وسترين ....من الأفضل لك لو تبتعدين عن در.... آآآه!!).... بترت تهديدها الوقح، حين انقضت رواح على اصبعها بيدها تجذبه إلى الخلف مسببة لها الألم ، وتتوعدها بنبرة متكبرة،حافظت على خفوتها متجنبتان فضول العيون من حولهما ....(سأحرق قلبك يا نجوى ....كما فعلت بي على مر السنوات ...لا يهمني قريبك ذاك أو غيره .... كلما وضعت عيناك على شاب ما ...سأكون بينكما حاضرة ...ولن اتوقف حتى اكتفي من انتقامي ... فوفري تهديداتك الواهية ...لأنني بت اعرفك جيدا ...مجرد فم ثرثار .... لا قيمة لما يتفوه به ...فاغربي عن وجهي ...)... نفضت اصبعها بعنف، فأمسكته نجوى بكفها الحرة، تمسد عليه تكاد تدمع مقلتيها قهرا، فانسحبت رواح تتجه الى الحمامات تحتاج للانفراد بنفسها قليلا، فما تحملها من طاقة سلبية تضني كاهلها، لكنها شهقت بحدة وهي تشعر بجسدها يُسحب الى زاوية منعزلة، لتجد نفسها مثبتة الى جدار خلفها، وعينين سوداوين ترمقها بغضب مظلم، ينطق صاحبهما من بين اسنانه المصتكة ...(ماذا حدث لك رواح؟؟)... فغرت فمها بصدمة ترمقه بمقلتين اتسعتا دهشة، وهو ينفت في وجهها انفاسا ساخنة يستطرد بانفعال ...(ما الذي تغير فيك ؟؟.... انت لست رواح ...ما بك ؟..)... استعادت نفسها تدفعه عنها، فارتد إلى الخلف متذكر فعلته السالفة، يخشي إخافتها مجددا. يكاد يفقد أعصابه وهو يراقبها بكل تلك الجاذبية، والفتنة والدلال الغير معهود منها تهديه لذلك المتحذلق. اثارت جنونه بفعلتها، فلحق بها كي يحدثها لتضيف الى دهشته المزيد بتحديها لنجوى، وفرار الأخرى بمقلتين دامعتين. رفعت رأسها باستعلاء تهتف بكبر ...(من تظن نفسك ...كي تحدثني هكذا ...ابتعد عني ...)... مسح عيسى على وجهه كي يحافظ على هدوءه يجيب بنبرة جامدة ....(اسمعي ..... اعلم انني اخطأت في حقك ...وأنك كرهتني بسبب ما فعلته في لحظة طيش... وأظل اعتذر لك ...وسأفعل حتى تصفحي وتنسي ...لكن ..)... أخرصت صراخ قلبها وهي تقاطعه باهتياج ...(أنا لا اتذكر أيًّ ما تتحدث عنه ....بل لا اذكرك أنت شخصيا ....)... تجمد مستغربا حالها المتغير وكأنها ليست هي، تستدرك بعجرفة ....(أخبرتك من قبل ... أنت لا تهمني في شيئ كي أكرهك او أحبك ...وداعا!!! ...).... حصارها يبتسم للذكرى بحنين يقول بمرح ...(وانا اخبرتك حينها لا اسألك حبك ....مع ان الفكرة مغرية ...لكن ...)... همت بالفرار فأوقفها مجددا يكمل باسما ...(لكنني أسألك الصفح ...على ما اقترفته في حقك ...)... عبست في وجهه تهز كتفيها بتجاهل مزعوم، وتقول بتكبر ....(لا شيئ اسامحك عليه ....فكل ما يتعلق بك ...لا يهمني ....اطلاقا ...)... مرت أمامه منسحبة تحبس انفاسها اللاهثة، فقال بمكر ....(تذكري ذلك جيدا ....لقد قلت أن خطئي في حقك لا يهمك ....تذكري يا رواح ...)... اقفلت عليها باب الحمام تطلق سراح انفاسها اخيرا، تضع يدها على صدرها المتحرك بسرعة أجهدت عزيمتها، ثم خطت الى المغسلة تغمر وجهها بمياه باردة، مرة بعد مرة، لتنظر بعدها الى المرآة تحدث نفسها بغضب ....(لا تهمني يا ابن آل عيسى ...لا أنت ولا غيرك ....).
..................................

قسم التحقيق الجنائي...

(هل وصلت لنتيجة ما دكتور هادي ؟؟)... استدار إليه ببشاشته المعتادة، يحمل بين يده رزنامة أوراق من جانب مختبره، وحط بها على طاولة عالية وركز عليها نورا من مصباح على جانب الطاولة، يقول مشيرا إلى مجموعة من التحاليل والصور ....(من خلال نتائج الفحص المدقق ... تأكد لي طرحي الأولي ... قتل غرقا ...)... حك طارق جانب فمه يستفسر بتركيز ... (لكن كيف ؟؟)... (أنظر ...هنا ...)... أشار إلى تحليل ما ثم استدرك يشرح ...(هذا التحليل يثبت تشبع الرئتين بالماء ... كمن غرق ... وهذه ..).. أشار الى احدى الصور المقربة لرأس الضحية، مردفا ...(تدل على جهاز ما خاص ... قد قام القاتل بدس راس الضحية فيه الى حدود العنق ....واقفله بإحكام تم ملأه بالماء .... مهما كان الجهاز فحافته مكونة من مادة مطاطية.. علمت هذا من البقايا التي علقت على أثر الحافة في عنقه ...)... قطب طارق يجادله ...(هذا يعني أنهم اكثر من واحد .... فرجل مثل الضحية بجسده الممتلئ لن يسيطر عليه واحد .... )... أمال الطبيب راسه جانبا يرد بعملية ...(ربما ...أو قد يكون واثقا من القاتل ....جهاز جديد يريد تجربته ووافقه دون ان يعلم أنه سلاح قتله... كل شيئ ممكن.... إذ لا يوجد دليل بعد ...)... هز طارق براسه بتفهم ثم تساءل ...(هل لديك رؤية ما لسلاح الجريمة ...)... ابتسم الدكتور هادي بحماسة، يريه بعض الرسوم ....(في الحقيقة ... رسمت بعضا من تصوراتي ...آمل ان ينفعوك ....)... تطلع اليهم طارق بتفحص، ثم جمعهم بين يديه يقول بمكر ...(قد نكون محظوظين ...ولا يخفي القاتل سلاحه ... كونه غير معروف ...)... بادله نفس البسمة يقول باعتداد ....(فقط أحضر لي أي شيئ تشك فيه ...وسأثبت تطابقه من عدمه.... )... صافحه شاكرا يقول بامتنان ...(سأفعل ...بإذن الله سنجده ...إلى اللقاء ....)...
.........................

مصنع المرابط ....

(هكذا ...جيد ....أحسنتِ)... نطقها ياسين بسرور، حين أجادت ما لقنه إياها بعد محاولات معدودة، نظرت إليه بفخر تقول ببسمة انارت قسماتها السمحة ...(شكرا لك...).. رمقها بافتتان يقول بسهو ...(من دواعي سروري)... ضمت شفتيها بخفة تطرق بخجل من نظراته التي لا يخطئها عاقل، فتدخل السيد عمر يقول بمرح ...(كانت أمتع ربع ساعة مرت علي.... أنت معلم بارع ...وهي تلميذة نبيهة ...وأنا مشاهد هادئ ...ألست كذلك؟...)... ارتبك ياسين من نظرات السيد عمر ذات معنى، فقام من مكانه مُكرها، يقول ....(اجل ...أنت كذلك ....).. التفت إلى حفصة يقول متمنية نظرة أخرى منها، يحملها بين جنبات قلبه المستسلم لحضورها... (تدربي عليها جيدا... كي تعتاد عليها يدك ...ثم ننتقل للمرحلة الأخرى غدا ...بإذن الله ...)... وبالفعل طارت من دقاته الكثير وهي ترمقه بتأثر، تومئ بحماس، فتنفس بعمق واستأنف خطواته بعد أن حيّ السيد عمر ...(سأعود لعملي ...)... اومأ له بنفس البسمة الغامضة، ثم عاد يتأمل الأخرى تجمع الأوراق بفرحة تشع من نظراتها الحالمة، وبسمتها الدافئة. ليهمس لنفسه مداعبا ...(يا رب ...اجمع بين المحبين ...)...
.......................

[IMG][/IMG]
مساء ..... المشفى ....

تحرك اصبعها برتابة تدق بخفة على المذكرة في قبضتها الأخرى، جالسة على كرسي بالقرب من السرير، تنظر إلى الصامتة مكانها بتفحص عملي. زفرت بتعب ثم تحدثت من جديد ...(مريم ....من فضلك تحدثي إلي.... لماذا هذا اليأس؟)... حركت رأسها بتمهل مخيف وتبثث مقلتيها الواسعتين عليها، ترمقها بنظرة بعتث برجفة في دماء طائعة، ثم قالت بنبرة جامدة ...(لست يائسة ...يا طائعة ...).. بلعت ريقها تقول بحذر ...(لما آذيت نفسك إذن ؟؟...من يحاول إنهاء حياته ...سوى اليائس منها ...)... راقبتها بصمت حتى ظنت أنها لن ترد، ثم قالت بغتة تمسد على اصبعي كفها الأيسر... (لا اجد خاتمي ... هل تظنين أن احد اولئك الشرطين سرقه مني؟؟)... ضمت طائعة ما بين حاجبيها، تسأل بتوجس ...(مريم .... أسألك لما حاولت الانتحار...وماذا تقولين ...خاتم؟... فليذهب الخاتم الى الجحيم ...).. (طائعة!!!)... انتفضت طائعة من صياحها الغاضب تشعر بوجنتي مريم ستنفجر من شدة تجمع الدماء فيهما، والشال المحاط برأسها من نفس اللون يعكس السواد النافر تحت عينيها.... (أنا ....لا أريد التحدث في الأمر... إن كنت تريدين مساعدتي بحق ...احضري خاتمي ...إنه يساعدني على الهدوء ...)... لاذت طائعة بالصمت تفكر للحظة لتقول بعدها ...(سأحاول ذلك ...)... ابتسمت لها ببرود فاستطردت ...(والدتك كانت هنا وأنت نائمة ...).. استحكم الجمود بملامحها الشاحبة عدا وجنتيها المحمرة، لتظهر كلوحة مخيفة من القرون الوسطى، بينما طائعة تستفز ردودها .... (رغم غضبها ...إلا انا حزنت كثيرا لمصابك .... ولم تذهب إلى أن اطمأنت عليك ...لم تخبر والدك ... بسبب مرضه ...فمهما بلغ به الغضب هو الآخر. ... لن يتحمل فكرة موتك ...)... (إن كنت تظنين أنك ستستدرجينني بحديثك عن أهلي ....فأنت على طريق معاكس... عزيزتي ...)... قالت بحقد شع من مقلتيها، فاستفسرت طائعة بترقب ...(المعنى؟؟؟)... انبثق شبح البسمة الساخرة على جانب شفتيها تجيب بتشفي ...(المعنى ...أنك تضيعين وقتك في الدفاع عن مذنبة ....أنا خنت زوجي ...مع سلف شقيقتي .... أنا مذنبة ...فارحلي ...)... شهقت طائعة بصدمة واهتز بدنها تقوم من على كرسيها تستنكر ...(أخفضِ صوتك ...يا إلهي مريم ... انا لا أصدقك بالأمس انكرت كل شيئ ...وطلبت مساعدتي ...)... دَهْدَقَت *ضحكت بسوء*، تقول بحقد ...(تلك الضعيفة اللعينة ...)... (ماذا؟!)... هتفت طائعة، فقالت لها بغل تجحظ بعينيها فأصبحت كشبح مخيف ...(قلت ارحلي ... أنا كذبت عليك ...وتلاعبت بك ... ارحلي!! ...)... استقامت طائعة في وقفتها ومسدت على هندامها، والتفت إلى الكرسي تأخذ حقيبة يدها قائلة بهدوء ....(سأرحل لكنني سأعود بإذن الله ...لأنني الطبيبة المسؤولة عنك ...).. عادت تضحك بعدم تباث، فانصرفت طائعة، تشير الى زوجها المنتظر لها في الرواق، برفقة الدكتور أمين، تقول بجدية ...(يجب مراقبتها .... ليست طبيعية ...ستؤدي نفسها ...انا متأكدة ...)... نظرا إليها بقلق، فقال أمين ...(يصعب تأمين حارس لها داخل الغرفة ...فالحارس الأمني على باب غرقتها ....لا يمكنه الدخول ...)... هزت رأسها تقول بحزم ...(إذن سأبقى معها ...).. رمقها زوجها بحيرة، فاستطردت تتوسله ...(من فضلك اسماعيل.... لن استطيع تحمل ذنب ما قد تفعله بنفسها ....)... أضعفه نطقها لاسمه بتلك الرقة، فصمت يفكر، لتقاطعهم نبرة نزقة لم يصدق لا اسماعيل ولا طائعة سماعها ....(كلاكما أحمقان ....وسأكسر رأسيكما بعصاي هذه ....)...

………………….

منزل آل عيسى ....

تسللت بخفة من السلم الخلفي لشرفة غرفتها، بعد ان قامت بوضع مخدات تحت اللحاف، أطفأت الأنوار سوى مصباح خافت، يظهر لمن يتفقد الغرفة أنها راقدة تحت اللحاف. أسرعت من خطواتها تتلفت خلفها كل حين خوفا من أن تقبض عليها الخالة شمة، فتكون نهايتها على يديها التين لا تفارقهما حمرة الحناء. لمحت صديقتها تنتظرها على ال*سكوتر* في آخر الشارع فركضت وهي تلقي بقلنسوة سترتها، على رأسها.
)ظننتك غيرت رأيك ....)... هتفت صديقتها فقالت تجيبها بعبوس لا يفارقها ...(لا أتراجع عن وعد قطعته ... عودي للخلف ...هيا .....)... رمقتها الفتاة بعدم يقين، فرفعت يدها محذرة ...(كان شرطي الوحيدة ....القيادة و وافقت....)... تهدل كتفاها باستسلام وعادت الى الخلف تقول بتوجس ...(احذري....)... اجابت بضجر وهي تستقل المقدمة ...(تعلمت على يدي بارع ....لا تقلقي ....)...نطقت الأخرى بقلق ...(هل انت متأكدة ؟؟).... انطلقت تبتسم بحماس وهي تصيح ...(كل التأكيد ....).
…………….
المشفى ...

استدارا إليه بدهشة، لم تطل حتى انقلبت لدى طائعة الى بسمة حنين وتراخي ملامحها وكأنها برؤيته استرجعت مصدر أمانها، كطفلة تشعر بالهدوء والسكينة في حضرة والدها. هل هذا ما تشعر به زوجته تجاه البروفيسور؟. تساءل اسماعيل بينما الدكتور أمين يستأذن متكفلا بالبقاء مع المريضة حتى حين... (بروفيسور؟؟... متى!! ...أقصد ...أنك فعلا هنا ...؟!!)... سألت طائعة بدهشة مبهجة، وإسماعيل يراقبهما، يتجاهل الحرقة في قاع صدره. تقدم إليهما البروفيسور وقد انطفأ حنقه منهما من مجرد رؤية تلك النظرة في مقلتي الفتاة، انها حائرة، غير مستقرة، تبحث عن أساس متين تألفه، وهو ذلك الأساس، الذي تطَلّب منه سنتين من المعاملة الحسنة والاحترام الصادق كي يقنعها بالثقة في أناس غير والدتها وجدها..... (أجل أنا هنا ...وسأكسر رأسيكما معا ...إن لم تبدءا بتفسير عدم ردكما على مكالماتي ...)... صمتا معا كطالبين مذنبين، فاستطرد بنزق ...(لقد كدتما توقفان قلبي ....احمدا ربكما أنني لحقت بالطائرة الوحيدة الى هنا ... لكنت أتيت بالسيارة وحينها سأنتقم بسبب ذلك الطريق الوعر ....وتلك المنعرجات المخيفة ...)... ضحكت طائعة وهي تضع كفها على فمها بخجل، فتاه اسماعيل في ضحكتها التي لم يرها من قبل، إنه حقا رجل بائس أتعس زوجته وفي أول أيام زواجهما. ...(ما الذي يضحكك؟؟)... هتف مجددا، فقالت تهز كتفيها بعدم تصديق ...(انك بالفعل هنا .... بروفيسور ..).. لم يستطع ازالة مقلتيه من على التعابير المتعاقبة على وجهها، حتى أجفل على ربتة كتف، ليجد البروفيسور يرفع حاجبا واحدا في وجهه يحرجه ....(هل هذا يعني أنك متوله في زوجتك ؟؟)... تنحنح متهرب بكحة، بينما طائعة محمرة تطرق بحياء...(آآه ...لقد نسيت ...أهل الجبل لا يعترفون بالمشاعر..)... استرسل بمكر وهو يشير بعصاه تجاه اسماعيل، المستسلم يدعي البرود ...(الحب مجرد هراء ... والزواج يستلزم رجل ناضج وامرأة صبورة ...الخ الخ الخ ....مممم!!)... بسط اسماعيل يده قائلا ببسمة رسمية ...(كيف حالك بروفيسور ؟)... صافحه هامسا لكن بنبرة أرادها ان تصل الى مسامع طائعة ...(لولا تلك النظرة البلهاء ....لكنت كسرت رأسك بالفعل ...)... (هل لاحظت انها المرة الثالثة التي تهددني فيها بكسر رأسي في ربع ساعة ؟؟؟... بروفيسور مرحبا بك ...)... ضم شفتيه بتبرم ثم قال ...(لما لا تجيبان على مكالماتي.... طوال الليلة الماضية ...وهذا اليوم ...ما الذي حدث ؟؟)... نظر اسماعيل الى طائعة، يقول باستغراب ...(بالنسبة لي هاتفتني صباحا ....كنت على وشك الرد ... لولا طرأت ظروف صعبة ...امتدت طوال اليوم ولم ننتهي بعد ....)... التفت البروفيسور الى طائعة يسأل بانفعال ...(وانت لما لم تجيبي على مكالماتي ليلة الأمس... إذا افترضنا أنك تشاركينه الظروف الطارئة اليوم ...؟؟).... بلعت ريقها بتوتر تناظرهما بتناوب، لا تعلم كيف تبرر ....(ماذا هناك يا فتاة؟؟)... حثها البروفيسور، فقالت بتردد.... (حمممم .... أنا واسماعيل اتفقنا على عدم ردي على أي رجل مهما كان ...إلا في حضوره .... آسفة ...)... على عكس ما توقعت، ابتسم اسماعيل بحبور ينظر إليها بعدم تصديق، والبروفيسور يحدق بتفكير الى أن نطق الدُّرر ....(حسنا ... ستظلين طائعة... لكن ما لا أفهمه.... آخر مرة هاتفتك فيها ...حين استبد بي القلق ...كان قبيل منتصف الليل بنصف ساعة ..... )... اختفت بسمة اسماعيل حين التفت إليه يستطرد باستفزاز، وطائعة تفغر فمها ببلاهة ....(أين كنت في مثل ذلك الوقت ؟؟)... حل عليهم الصمت بثقله الفظيع، بينما البروفيسور لازال ينتظر منه جوابا يظن حقا أنه سيحصل عليه، لتهتف طائعة تنقذ الوضع ....(بروفيسور هل أكلت شيئا بعد ؟؟)... زم شفتيه الى الأمام يضيق مقلتيه، ثم قرر تقبل تهربها....(أكلت قبل اقلاع الطائرة .... أشكر لك اهتمامك ....إذن كيف حالكما ؟؟)... زفر اسماعيل بإحراج من الموقف ككل، فتكفل بالرد ...(شكرا لك بروفيسور ...نحن بخير ...وجدا آسفان ..... لما حدث ....هلا شرفتني وقبلت دعوتي الى منزل عائلتي؟؟ ...)... ابتسمت طائعة بسرور، فقال البروفيسور وهو ينظر الى ساعته ...(لقد تأخر الوقت ... سنأجلها الى الغد ان شاء الله ... )... قاطعته بعجالة ...(وأين ستزل الليلة ؟؟)... ابتسم أخيرا لها يجيب بامتنان ....(حجزت في الفندق قبل المجيئ إلى المشفى .... )... أومأت فتحدث اسماعيل بلطف ...(هل انت متأكد ؟... أعني يمكننا استضافتك في المنزل..... هناك غرف نوم شاغرة ....)... عاد الى مكره يرد بغموض ...(مممممم!!....لديكم غرف نوم شاغرة ....)... تجمد كليهما يعلمان قصده، فضحك يعفيهما من الاحراج.... (شكرا لك .....سأرتاح في الفندق أكثر ... هل ستغادران الآن ؟؟)... التفت اسماعيل الى طائعة، التي تذكرت مريم فالتفت تنظر نحو باب غرفتها.... (لا أستطيع ....يجب ان ابقى مع صديقتي ...)... قطب البروفيسور بحيرة، فقال اسماعيل باقتضاب ...(قصة طويلة ....لكنني لست متأكدا من تركها هنا ...)... حاولت من جديد تُعلل ....(من فضلك إسماعيل.... لن أبارح الغرفة .... إنها تحتاج الي ....ولا أحد بجانبها ....)... راح في جولة اخرى على ملامحها، فتنحنح البروفيسور قائلا ...(هلا فسر لي أحدكما ...ماذا يحدث ؟؟)... أخبرته طائعة عن مريم باختصار، فقال يخاطب إسماعيل ....(استطيع البقاء معها.... إذا سمحت طبعا .... قد اساعد في تشخيص المرض إذا وجد ....ويمكنك الاطمئنان عليها ....)... ارتبكت طائعة تحدق في زوجها انتظارا، ليقول وهو يقترب منها ويقبل رأسها مفاجئا اياها بحركته تلك ... (اعتني بنفسك ....سأهاتفك طوال الليل ...وآتي اليك باكرا بإذن الله ....حاولي ان تنالي قسطا من النوم....)... هزت راسها بتيه تبحلق فيه، وهو يحي البروفيسور، الذي ناداه بعد ان بدأ بالابتعاد يقول بخفوت لم يصل الأخرى هذه المرة ..... (شكرا لثقتك بي ...)... مطط شفتيه في ابتسامة لم تصل لمقلتيه وانصرف يهمس بتصميم ....(بل اشكرها لثقاتها فيك دون غيرك ....لكن هذا سيتغير .....قريبا ....)....
...................
غرفة مريم .....قبل لحظات ...

فتح الباب ليجدها متسمرة في جلستها، تضم ذراعيها إلى صدرها، وترمق الفراغ. اقترب منها كي يتفقد جروحها، ما إن حاول لمسها حتى انتفضت تحدجه بسهامها الحارقة. رفع يديه قائلا بمهادنة ....(اهدئي أنا الطبيب أمين ....أريد الاطمئنان على جروحك ....)... أمالت راسها تدقق في وجهه، ليشق ثغرها على بسمة لا تناسب ملامح وجهها، بين الشحوب وحمرة الخدين والسواد تحت المقلتين، تقول كمن وجد ضالته ....(أنت .... هو...)... ابتسم لها برسمية، وقد أثر فيه تذكرها رغما عنه، لكنه قال بتجاهل ...(من تقصدين ؟؟)... تلكأت قليلا دون ان تحيد من على عينيه ثم قالت بغموض....(لا شيئ ....لا تهتم ...)... بسطت كفيها له وعادت الى تأملها للسراب، بوجوم حل على ملامحها ساكنا لا ينوي المغادرة. تأكد من مؤشراتها الحيوية، ثم اتجه نحو الكرسي وجلس عليه. وكذلك ظل للحظات طوال، لا هو تحدث ولا هي تحركت من جمودها، إلى أن اكتفى من ضغط الفضول يلح على أحشائه فقال بحذر ...(لماذا ؟؟؟)... لم تتحرك حتى ظن أنها لم تسمعه، لترفع زاوية فمها قائلة بجمود ....(لا أدري ما يثير سخريتي اكثر ....كونك متوقع مني فهم سؤالك ....أو الرد عليه ....في كلا الحالتين ...لا أعلم ...)... قطب بحاجبيه الكثين، ومال قليلا في جلسته إلى الأمام قائلا ...(لا أحد ينهي حياته بلا سبب ...)... (آه ...كان ذلك قصدك ..... لدي سبب ...وسبب مهم ...)...نطقت بنبرة خالية من الحياة، فقال مندفعا ... (ما هو.. هذا السبب المهم الذي يدفع بالإنسان كي يضع نهاية لحياته بنفسه ؟؟)... التفتت إليه تهديه تلك النظرة المخيفة، وقد اقشعر بدنه ثم قالت ....(لما تحسب انك تستحق ردا على سؤالك ؟؟)... لاذ بالصمت يبحث عن رد مقنع ليقول بعد لحظة ...(لأنني طبيبك ....)... عادت تلك البسمة الشاحبة مصاحبة لكلماتها ... (صدقني لا يهم ...على اي حال ...لن يطول الأمر... حتى ينتهي ...)... تمكن منه القلق، يقول باهتمام ...(ما الذي سينتهي ؟؟).. رفعت إصبع سبابتها تحركه في وجهه تقول بتحذير ساخر...(الفضول ليس جيدا يا دكتور ....ألم تسمع عن المثل الحكيم ....الفضول يقتل صاحبه ؟؟)... مسد على عنقه، ينظر إليها بتوجس، فدهدقت تستلقي على ظهرها، ترمق السقف فوقها وقد راحت في سهوها من جديد. ظل يراقبها تسبح في عالمها الضائع، وشيء ما يجذبه ليساعدها، لا يعلم لما لم يصدق ما قيل عنها، وكأن فيها أمرا ما يفند كل تلك الأقاويل. انتفض غير مصدق لإجفاله من استدارتها المسرعة، تقول بحزم متوعد ...(أولئك الأوغاد .....سرقوا خاتمي .... أريد خاتمي!! ... )... سرح يفكر في قصدها، بينما هي تهز كتفيها مستطردة بحزن ...(أحب ان يكون معي ....حين ينتهي الأمر.... لن أدعها تنتصر علي ...).. زفر بخفوت يرمقها بمقلتين حائرتين، مريبتين، متوجستين.
قام من مكانه حين فتح الباب لتظهر طائعة، من خلفها البروفيسور. اقترب منهما يهمس بقلق ...(بها خطب ما ...انا متأكد ...)...رماها البروفيسور بنظرة خاطفة، ثم عاد للطبيب يقول بدعابة ...(هل قامت بإخافتك؟؟)... تنحنح محرجا، وطائعة تبتسم بخجل، ليستدرك بمرح ...(يبدو أنها مثيرة للاهتمام ....وسنستمتع بعد كل شيئ ....)... اعتذر الطبيب منسحبا، وطائعة ترمقه بعتاب، فرفع يديه يدعي البراءة ......(انا استمتع بعملي... هذا كل ما قصدته ....)...
.........
قرب السد الرئيسي للمياه ....

نُصبت الأضواء على طول شاطئ السد، ومكبرات الصوت موزعة في الأرجاء تنبعث منها أنواع مختلفة من الألحان. ترفه عن حشد من الشباب من مختلف الأعمار والألوان والأجناس. بينهم بائعون متجولون للعصائر، الحلوى والمكسرات في العلن. كما المشروبات المسكرة وأنواع من المخدرات في الخفاء.
(عيسى انت لا تطاق ...ما بك اليوم ؟؟)... طالبه منصف بضجر وهما واقفين بين الحشود، يرتشفان الصودا. لم يجبه المعني والعبوس عنوان لمحياه الجامد، لا ينفك ينسى رواح وابتسامتها لذلك الشاب. شيئ ما يحرقه في قلبه، إن فكر الشاب فيها وحتما فعل، فتحديقه مع بسمته البلهاء لا زالت عالقة في رأسه. ماذا سيفعل إن استجابا لبعضهما..... (إييييه !! ....أرخي قبضتك على القنينة ... ستنكسر في يدك ...)... هتف منصف يشير الى قنينة الصودا، فأومأ له بضجر يعود الى تفكيره المضنى. هز رأسه هو الآخر بيأس من أفعاله، وتلفت متفقدا الوجوه من حوله، لينشل عنقه في اتجاه معين، ضيق مقلتيه بتركيز على مجوعة من الفتيات، بالذات واحدة بشعر قصير، وقوام ممتلئ يندس في سروال أسود ضيق، وسترة من نفس اللون، لا تكاد تصل إلى حزام السروال. ترقص بحركات غير مألوفة، وظهرها إليه، كما أنظار الكثير تحوم حولها. أهمل صديقه الساهم، يراقب حركتها مع اهتزاز خصلاتها القصيرة، يقسم أنها هي لولا شكه الذي تسلل إليه بسبب رقصها. فهل تلك الغضوب العبوس طوال الوقت تعرف الرقص؟ وماذا تفعل هناك أساسا؟. فتح فمه بصدمة وهي تستدير في وجهته دون حقا أن تلمحه، تضحك وتقفز بانطلاقة غريبة عليها، فهمس بدون وعي .....(إنها هي ...بشحمها ولحمها .......ابن الزعطوط....)...



أشكر dr fati على الغلاف الجميل ...
[IMG][/IMG]

وانتهى الفصل الرابع ..... كانت تجربة صعبة اتعبت ذهني .... لكنني سعدت جدا حين أكملتها من اجلكم .....اتمنى أن لا يذهب تعبي وجهدي هباءا وأن ينال ما وفقني اليه ربي ....إعجابكم .... تحياتي لكم ....

noor elhuda and Abeer flower like this.


التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 03-12-17 الساعة 10:19 AM
**منى لطيفي (نصر الدين )** غير متواجد حالياً  
التوقيع
لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 10:34 AM   #322

rasha shourub

? العضوٌ??? » 267348
?  التسِجيلٌ » Oct 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,873
?  نُقآطِيْ » rasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond reputerasha shourub has a reputation beyond repute
افتراضي

طاءعة واسماعيل ومشاعر جديدة وبداية لتالف هل ممكن ان مريم عندها انفصام في الشخصية او تعدد الشخصيات المرضي انا حاسة بكدة اما براء شكل ايامها هتبقى مش كويسة مع الضابط اما تغريد فعلا بنت متمردة وغبية وهتودي نفسها في مصيبة شكرا تسلم ايديكي

rasha shourub غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 11:28 AM   #323

sweet123

? العضوٌ??? » 308221
?  التسِجيلٌ » Nov 2013
? مشَارَ?اتْي » 200
?  نُقآطِيْ » sweet123 is on a distinguished road
افتراضي

انها رحلة جميلة ومتعة للروح احسنت غاليتي
غرابة حال مريم وتفرد خاتمها يعيدنا لدائرة السحر .. هناك من يكيد لها واللغز مفتاحه الخاتم

رواح تمرد مؤقت تعويضا لنقص اندثر عودتها ستكون صاخبة جميلة

أتطلع للاحد القادم .. بإذن الله


sweet123 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 11:37 AM   #324

Essonew

? العضوٌ??? » 373602
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » Essonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث اكثر من رائع مليان احداث طائعه شخصيه واضحه جداا وجميله جدا جدا برغم ان علاقتها مع اسماعيل لسه مش مستقرة لكن هيا بتحترمه جداا وانا شايف ان علاقتهم بدأت في طريقها الصحيح
مريم فيه حلقه مفقودة من حكايتها اكيد هانعرفها بعد كده
رواح بدأت في طريق غلط بدأ توازنها يختل رجليها ظبطت بس طريقها هو اللي محتاج يتعدل
اما السنفورة المتهوره فاالمفتش وصلها فكرته بطريقه عمليه عارف انها عنيده ومش هاتقتنع فحاول يخوفها

هاخد نفس طويييييل واقرأ الفصل الرابع


Essonew غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 12:25 PM   #325

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

روعه مني بالفعل الفصل روعه ابدعتي وكمان الفصل طوييييل ورغم كده مكنتش عاوزه يخلص ابدا
طائعه بدأ طريقها يتضح مع اسماعيل وواضح إن اسماعيل قرر أن ينال ثقه طائعه ايلي واضح إنها حاجه نادره بسبب بعد ابوها عنها وتصرفه مع أمها
موقف طائعه صعب فعلا صديقه هيه عرفتها وتعاملت معاها تتهم يتهمه صعبه زي ديه
طبعا طائعه مش هتصدق عنها الكلام ده
وزي ما قالت فيه حلقه مفقوده وانا أظن أنها حاله مرضيه مش عارفه اسمها لكن اعتقد انفصام في الشخصيه
مريم تقريبا حصل معاها شئ أو مرت بظروف في حياتها عقلها الباطن كان رافض للظروف ديه وحب يتمرد عليها وعلي الشخصيه الخانعه الضعيفه ايلي شايفها أنها شخصيه سلبيه فظهرت الشخصيه الجديده المتمرده
وبجد موقف اسماعيل ڜجاعه مطلقه لان صعب راجل يسيب زوجته تتعامل مع واحده مساهمه بتهمه شرف ديه في عرف الرجال مستحيل لكن واضح إن اسماعيل حب طائعه ويساعدها في كل ما اتمني
تغير رواج غير مريح بالمره بقت شخصيه انتقامية أتمني ترجع كما كانت
الزعطوط وعمليا الزعطوط السوده ده عيسي لو لمحها هيدبحها ويسلمها ويدي اللحم للخاله شمه تطبخه


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 12:35 PM   #326

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

تصدقي من لهفتي عل تكمله القراءه مخدتش بالي إنهم فصلين
تسلم ايدك يا قلبي ومجهودك الرائع


م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 01:39 PM   #327

Essonew

? العضوٌ??? » 373602
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 463
?  نُقآطِيْ » Essonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond reputeEssonew has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع جميل جداااا قضيه مريم لسه في غموضها بس حساه بريئه في شئ غصب عنها بيحصل ممكن يكون مرض ما
طائعه واسماعيل انا متأكده انهم هايكونوا زوجيين متفهمين جدااا مع الوقت
رواح ضلت الطريق انا اللي قولتلك اني بحب قوتها وانت قولتيلي هافكرك بده بعد كده بس اللي حصلها ده بعيد تماما عن القوة والثقه بالعكس ده اخدت طريق الانتقام سبيل ليها ابعدها عن قوتها يارب يكون شئ مؤقت وتعود للطريقها تاني


Essonew غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 01:56 PM   #328

عبيرالاحلام

? العضوٌ??? » 394909
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 249
?  نُقآطِيْ » عبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond repute
059

تسلم ايديكى
الشخصيه اللذيذه اوى فى القصه هو
منصف


عبيرالاحلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 01:58 PM   #329

عبيرالاحلام

? العضوٌ??? » 394909
?  التسِجيلٌ » Mar 2017
? مشَارَ?اتْي » 249
?  نُقآطِيْ » عبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond reputeعبيرالاحلام has a reputation beyond repute
افتراضي

بس سؤال بعيد عن القصه
هوه انتى دراستك او تخصصك ايه


عبيرالاحلام غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-17, 02:28 PM   #330

تالا الاموره

? العضوٌ??? » 320247
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,201
?  نُقآطِيْ » تالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond reputeتالا الاموره has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمي ع الفصل الجميل جدا والطويل والممتع

طائعه هذي جدا عاقله وذكيه ومثقفه وواعيه بجد ، وحريصه ع نجاح زواجها، بنفس الوقت حست انه فيه حلقه مفقوده وربطتها بالحاله اللي تصيب ايجه ورفض اسماعيل اتمام زواجه في البدايه، سالت ولقيت جواب صعب عليها ، انها تزوجت اللي تحبه اختها لكن كويس وضحلها اسماعيل رفضه التام لاختها

بالنسبه لمريم اتوقع فيها انفصام شخصيه

اما رواح مبارك لها نجاح العمليه، لكن ماحبيت انها تكمل انتقامها من نجوى، صحيح نجوى عذبتها سابقا ، لكن ماحبيت تدخلها مع الولد هذا حيجلب عليها مشاكل اكبر من غير انه تتقرب من ولد وتتغنج مره ماحبيت كذا، اتمنى يجلسلها عيسى ويخرب مخططها

سلمت اناملك ياقمر 🌹🌹


تالا الاموره غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:37 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.