آخر 10 مشاركات
طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          1046-حلم صعب المنال - باتريسيا ويلسون - عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عاطفة من ذهب (123) للكاتبة: Helen Bianchin (الجزء الأول من سلسلة عواطف متقلبة) كاملة (الكاتـب : salmanlina - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          ياعصيّ القلب *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Nareman fawzy - )           »          بريّة أنتِ (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          في ظلال الشرق (20) -شرقية- للكاتبة الرائعة: Moor Atia [مميزة] *كاملة&روابط* (الكاتـب : Just Faith - )           »          بين نبضة قلب و أخرى *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree31Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-02-18, 10:58 PM   #621

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي


جيت نجرب واش توقيع ديالي خدام 😂😂😂😂😂😂

ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 11:00 PM   #622

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

ناااااري شحال جا زوين 😍😍😍😍😍 أربي ماتشوفيه... ماطلعش بوجوس

ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 11:03 PM   #623

الاوهام
alkap ~
 
الصورة الرمزية الاوهام

? العضوٌ??? » 252190
?  التسِجيلٌ » Jul 2012
? مشَارَ?اتْي » 1,023
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » الاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond reputeالاوهام has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير
تسجيل حضور
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 26 ( الأعضاء 15 والزوار 11)

‏الاوهام, ‏Jamila Omar, ‏اسماء2008, ‏ملك علي, ‏shadow fax, ‏Mat, ‏روني زياد, ‏Jijel, ‏جاسمينات باسو, ‏Amaniq8, ‏رودينا ابراهيم, ‏الجميله2, ‏إدارية, ‏redrose2014, ‏salehm


الاوهام متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 11:06 PM   #624

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

شكر واجب
إلى من استحملوا مزاجيتي وسخافاتي خلال كتابة هذا الفصل.. إلى من أمدوني بأفكار حتى ولو لم أعمل عليها المهم حاولوا مساعدتي لأنهي الفصل.. إلى كل من كتبت لي فكرة أو فقرة من الفصل..
شكرا نجلاء، ملك، رويدة، إيمان، شادية،... لن أوفيكن حقكن في الشكر دمتن صديقاتي ومؤازراتٍ لي


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 11:09 PM   #625

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

خاطرة الفصل
هل تعلم...
رأيتك حبرا مشوها على ورق..
تهرب من محبرة قديمة مغلفة بالغبار...
غريب أنت ناديتني...
فرددت النداء..
عبثاً حاولت ايقاف نزيف احرفك...
وجملتها بالالوان...
تطبعت على روحي...
كما تطبعت على الورق واحدة تلو الأخرى...
من أنت...
تبسمت لي بصمت...
حتى عينيك أغلقت...
اوراق واوراق اعيد رسمك..
لكنك تهت...
مرارا حاولت احيائك...
اعلم انك وهما كنت...
واعلم اني للوهم عشقت...
وها أنا لمجرد طيف عابر اقول..
لك كتبت...
بجثمانك على الورق احتفظت..
ربما تاهت عيناي صدفة ولعينيك فتحت...
ايعقل انك حقا وجدت...
إذن لو ناديتك صمتا هلّا رددت...
اعدك...
في كل حرف اكتبه.. سأحيي نعشك...
وستكون البطل الأوحد..
بطل ناداني واغمض عيناه وهجرني..
وترك قلمي المهجور وحيداً..
يخط من بعده عناوين أكفان...
كيف بالله وجدت...
وكيف تهت...
وهلّا عدت...
وانا لك وعدا انتظرت..
بقلم قطعة السكر رويدة
الفصل الثامن عشر
وقفت أمام النافذة تنظر إلى حديقة المستشفى بينما ترتشف قهوتها الصباحية... عادة اكتسبتها منذ أن بدأت العمل هنا أي منذ ثلاثة أشهر.. رغم أن سعادتها ليست كاملة ببعدها عن ابنها إلا أنها كانت تحاول أن تشعر بالرضى لما حققته مؤخرا..
لقد تعلمت متأخرة أن تقنع بما تقدمه لها الحياة.. لقد جربت أن تسعى خلف ما تريده سالكة كل السبل، لكنها لم تسعد حقا... كل ما حصلت عليه هو فقدان جزء من ذاتها وكرامتها في تلك التجربة...
منذ ثلاثة أشهر، بعد أن عرض عليها حمزة الفكرة في البداية لم تقرر القبول بها فقد كان صعبا أن تترك المدينة حيث ترعرعت وشبت... لكن في جزء من الثانية وافقت... ربما في البداية كانت رؤيتها لجاد مع زوجته في الاسكايب وقبلها صوره معها هي ما دفعها لتقبل بالعرض.. رؤيتها له يعيش حياته أنبأتها أنها لم تفعل شيئا في حياتها سوى أنها وقفت في مكانها تنتظر من الكون أن يتغير من أجلها... اكتشفت أنها لم تسعى حقا خلف التغيير من نفسها... لقد كادت أن تخسر نفسها ودينها قبل كل شيء... مازالت تشعر بالخجل من نفسها لتفكيرها في عرض أشرف الحقير.. لم تفكر حينها لا في دينها ولا فيما سيشعر به ابنها حين يعلم... كل ما همَّها وقتها أن تستعيد ابنها أيا كان الثمن... لذا هي ستبقى شاكرة ومدينة لجاد لانقاذه لها... ولو أنه فعلها فقط من أجل غيث لا من أجلها هي...
بعد جلسة مع نفسها قرَّرت أن تغير حياتها من أجل نفسها هي ومن أجل ابنها... وقد قدم لها حمزة فرصة من ذهب... فرصة العمل في المشفى حيث أن أستاذه أحد الشركاء فيه... ما أن أبدت موافقتها حتى حدَّد لها فورا موعدا مع الدكتور يحيى...
دكتور يحيى ذلك الرجل الأربعيني الوسيم الذي استقبلها بحفاوة استغربتها... ليقول أنه يكفيه أنها من طرف أنجب طلبته ليوافق أن تستلم عملها في أسرع وقت...
عادت بعدها لمدينتها لترتب أمورها وكذلك لتلتقي بجاد حتى تسلمه غيث كما اتفقا... كم تمنت لو أنه غيَّر رأيه بعد زواجه وترك لها غيث... لكنها ظلت أمنية فقط فجاد لم يغير رأيه...
ما زالت تذكر زيارتها له في منزله.. ذاك المنزل الذي أقسمت فيما مضى أنها لن تطأه... استقبلتها زوجته التي كانت ودودة معها عكس ما توقعت.. لن تنكر.. لقد شعرت بغيرة حارقة منها... غيرة من امرأة تمثل ما لم تكنه هي... امرأة حظيت بكل ما لم تتمكن هي من الوصول إليه.. امرأة أشعرتها دون أن تدري بدونيتها...
سحبها من ذكرياتها صوت منال زميلتها في القسم:
- الدكتور يحيى يريد أن يراك.. لا بد أن الفترة التجريبية قد انتهت بالنسبة لك... إنه في المبنى الاستشفائي..
أومأت دليلة برأسها ايجابا لتضع فنجان قهوتها الباردة على سطح المكتب وتخرج من القسم متوجهة إلى مبنى المشفى المنفصل عن المبنى الاداري..
مرت بحديقة المكان الواسعة لتجد سارة احدى نزيلات المصحة تجلس هناك، حيتها دليلة من بعيد مشيرة لها أنها ستعود فيما بعد... كانت قد تعرفت عليها في أيامها الأولى هنا... فقد أخذتها منال في جولة في أرجاء المصحة وعرفتها على بعض النزلاء... منهم سارة مريضة السرطان والتي تخلى عنها الجميع منذ علمهم بعودة المرض... منهم عائلتها وحتى المسمى زوجها أخلى مسؤولياته وطلقها وأخذ بناتها منها... حين أبدت دليلة أسفها من أجلها ابتسمت سارة بسخرية مريرة قائلة أنها تحمد الله الذي أظهر لها معدن كل شخص.. وان كان على بناتها فمهما طال الزمن سوف يعدن لحضنها ويكفيها حاليا زيارتهن لها ولو كانت قصيرة...
كانت سارة واحدة من الأشخاص الذين قابلتهم دليلة وتركوا فيها أثرا... ثقتها وأملها في أن تشفى وتستعيد بناتها أعطوها أملا أنَّ ابنها سيعود لها في النهاية... هي واثقة أنَّه مهما بلغت قسوة جاد لن يحرم ابنها من أمه...
*********************
راقبها من نافذة القسم الاستشفائي وهي تتحرك برشاقة متجهة إلى المبنى...
كان قد رآها منذ أشهر تجلس على شاطئ البحر وقد عرف الشخص الذي معها وقد كان ذاك حمزة، الطالب المجد الذي يكن له كل الاحترام، لا يعرف لما شعر بفضول نحوها... لتشاء الصدف أن يعرف في نفس اليوم أنها أخته غير الشقيقة.. ورغم أن حمزة كتوم إلا أنه أفضى له بعد ذلك أن شقيقته تبحث عن عمل... وبالصدفة البحتة كان قسم المحاسبة في المصحة يعاني نقصا لذا لم يتردد بأن عرض عليه وظيفة في القسم حتى دون أن يستشير شركائه... لا يعرف حقا ما دهاه لذلك.. فهو حتى لم يعرفها بشكل شخصي.. باختصار لا يعرف عنها أي شيء.. لن يكذب ويقول أن أحبها من أول نظرة أو حتى أعجب بها... ولكن فضولا غريبا هو ما يحركه نحوها...
رآها الآن تقترب بهدوءها المعتاد... ابتسامة هادئة قابلته بها ملقية التحية.. رد عليها بابتسامته الدافئة ليقول:
- كان من المفترض أن أستقبلك في مكتبي هناك في القسم الاداري لكن لدي عملية بعد قليل ولا أعرف متى سأنتهي..
اكتفت بايماءة صغيرة مقترنة بابتسامة.. ليردف قائلا:
- فقط أردت اخبارك أن الفترة التجريبية قد انتهت وأن عقد توظيفك جاهز..
ابتسمت بامتنان له.. فالدكتور يحيى دون أن يدري منحها فرصة لبداية صحيحة وصحية بعيدا عن كل الصخب الذي كانت تعيشه هناك في مدينتها...
همست:
- شكرا لثقتك بي دكتور...
رد بهدوئه المعتاد:
- لقد أخبرتك سابقا أنه يكفيني أنك من طرف الدكتور حمزة...
طنين جهازه جعله يقول:
- مساعدتي سوف تبعث لك العقد للتوقيع أو يمكنك أن تمري عليها.. اقرئيه جيدا وإن كان لديك أي استفسار نتناقش فيه فيما بعد...
ودعها وذهب...
بينما راقبته دليلة يتحرك مسرعا باتجاه الجناح المخصص للعمليات...
لن تنكر أنه وسيم، مهذب ويبدو حلما لكل فتاة... ومؤكد أن عيون كل الممرضات تتبعه أينما حل وارتحل... نظراته رغم احترامها إلا أنَّها قرأت فيها أيضا اعجابا بها... لكنها حقاً اكتفت من التعقيدات في حياتها ولم تعد تريد المزيد... يكفيها فقط ابنها الذي تحلم فقط باليوم الذي سيعود ليبقى معها إلى الأبد...
غادرت المبنى وهي تتساءل في نفسها لما استدعاها ليخبرها بالأمر بنفسه بينما مساعدته يمكنها أن تتابع معها الأمر... أبعدت التفكير في هذا الأمر وهي تقترب من سارة التي ما تزال تجلس بالحديقة.. والتي قالت ما أن اقتربت منها:
- هل نقول مبروك على التثبيت؟؟
أخذت دليلة مكانا قربها قائلة بحبور:
- أجل.. وسأنتظر أيضا هدية منك...
ضحكت سارة:
- حسنا ما أن يسمح لي ذاك الطبيب المتحجر بالخروج سأحضر لك أحلى هدية...
ردت دليلة ضاحكة:
- حسنا سأنتظر طبيبك الوسيم أن يسمح لك بالخروج...
ساد صمت قصير قبل أن تملأه سارة:
- كيف هو ابنك غيث؟؟
اختفت البسمة من على شفتي دليلة لترد:
- كلمته بالأمس كما كل ليلة... لكنه.. لا أعلم... لكنه كان متغيراً... حتى أنه أنهى المكالمة سريعا متعللا بالنوم... سألت والده فيما بعد.. لكنه أخبرني أن كل شيء طبيعي... لكن... لا أعرف كيف أشرح لك...
ردت سارة بعد أن صمتت دليلة لبعض الوقت:
- هل شعرت به متباعد؟؟ هل أصبح يتهرب منك؟؟
هزت دليلة رأيها بشكل عشوائي:
- لا أعرف حقا... لكن بالأمس ابني لم يكن طبيعياً... كأنه مريض أو ربما...
توقفت حين وصلت في تفكيرها إلى فرضية أنه زار جدته وأخبرته بشيء سيء عنها...
- أو ربما ماذا؟؟ "حثتها سارة"
- أو ربما ذهب لجدته وضايقته...
أمسكت سارة بيدها قائلة بتفاؤل:
- تفائلي خيرا عزيزتي... ابنك فقط مشتاق لك.. وهذا شيء لا شك فيه...
ردت دليلة:
- أتعتقدين ذلك؟؟!!
ردَّت سارة بابتسامة:
- أنا متأكدة أنَّ ذاك الصغير فقط يتدلَّل حتى تذهبي لزيارته أو يأتي هو إليك...
ردَّت دليلة بأمل:
- أتمنى ذلك فعلاً سارة... لا أريد أن أتخيل الأسوء...
- لا تنسي أن ابنك متعود عليك وحدكِ.. حسب ما عرفت منك هو لم يعرف والده إلَّا منذ أشهر فقط.. لذا تأكدي أنَّه مهما بلغ حبه لوالده لن يستبدلك به.. أنتِ مركز الأمان بالنسبة له.. هو فقط يشتاقك وأنتِ أدرى الناس بذلك..
سرحت دليلة في كلام سارة.. متمنية أن تكون محقة وأنَّ ابنها لم يبدأ بالنفور منها خصوصا أنّه حسب حكاياته فجاد يحيطه برعايته وزوجته كذلك..
*********************
كان جاد يتحدث على الهاتف يتناقش وصلاح في احدى القضايا التي يعمل عليها هذا الأخير، حين دخلت عليه بيسان قائلة:
- جاد أريد...
قاطعها جاد بدون اهتمام:
- فيما بعد بيسان... أنا مشغول حالياً... أغلقي الباب خلفك..
انسحبت بيسان مستاءة من تعامل جاد معها.. لم تظن أنَّه سيكون بارداً هكذا.. لطالما ظنَّت أنَّه سيكون مختلفا بعد الزواج وقد عزَّت تباعده في فترة الخطوبة إلى كونه تربى في بيئة مختلفة عنها كما أنَّ والدته قد أخبرتها أنَّه مرَّ بتجربة سيئة في زواجه الأول.. لكن حتى بعد الزواج لم يتغيَّر فيه شيء.. ظل ذات الشخص البارد المتباعد الذي رأته في حفل السفارة منذ أشهر.. يتغيَّر ويتفاعل فقط حين يكون مع ابنه غيث.. حتى أنَّها بدأت تشعر بالغيرة من ذاك الصغير الذي يستحوذ على اهتمام جاد الكامل...
قطع استرسال أفكارها رؤية غيث يحمل لعبة الكترونية جديدة وقد وضع يده على مقبض باب مكتب جاد لتقول له بهدوء:
- والدك مشغول...
لكنَّه كالعادة حين يتعلق الأمر بأبيه لا ينتبه لحديثها وفتح الباب ليدخل قائلاً:
- بابا... لم أعرف كيف تعمل..
لحقت به لتخرجه من غرفة المكتب... لكنَّ تسمرَّت في مكانها حين سمعت جاد يقول:
- نكمل لاحقاً صلاح.. القضية لن تطير.. "ضحك عاليا و اردف" أكيد غيث لا يجب أن نتركه ينتظر...
تراجعت إلى الخلف...
حين دخلت هي لم يتوقف حتى ليعرف ماذا تريد منه!!... وحين دخل ابنه أوقف كل شيء من أجله!!...
حاولت ضبط نفسها حتى لا تنفجر عليه هو وابنه ويتهمها كالعادة أنَّها تغار من طفل صغير... لكن حقاً الوضع زاد عن حدِّه... منذ شهور قطع شهر عسلهما فقط لأنَّه اشتاق للطفل الذي لم يعرف بوجوده إلَّا منذ أشهر فقط.. لم تناقشه أو تتذمر رغم أنَّ الكل سخر منها أنَّها لم تحظى بشهر عسل كامل كما وعدها.. إلا أنَّها تفهمت اشتياقه لابنه... لكن ما لم تحتمله هو أن يهملها هي حتى يهتم بابنه... رغما عنها تشعر بالغيرة من الطفل..
جلست على الأريكة متذكرة ذاك اليوم اليتيم الذي وافق فيه أن يخرجا وحدهما لتناول العشاء بالخارج بعد أن اقنعته بصعوبة أن تبقى المربية مع غيث ريثما يعودان.. كانت سعيدة جدا فقد مضى وقت طويل منذ أن خرجت لأي مكان وهي المعتادة على الحفلات والسهرات بحكم عملها في السفارة والذي أخذت منه اجازة مفتوحة... لكن صدمها جاد، فبعد أن استعدت للخروج وقد كانت متحمسة، ألغى العشاء في آخر لحظة من أجل ابنه الذي شعر بألم رأس مفاجئ جعله يبقى معه الليل بطوله غير عابئ بها هي..
حقاً لم تعد تحتمل هذا الوضع... لم تعتد هذا الاهمال، لطالما كانت في منزل والديها الأميرة المدلَّلة...
لقد مرَّ على زواجهما ثلاثة أشهر فقط وتحس كأنَّها متزوجة منذ سنوات.. لم تشعر معه أبداً بذاك الشغف الذي تسمع عنه.. كانت تتوقع الكثير من هذا الارتباط.. لكنَّها لم تحصل على أي شيء...
صوت ضحكات غيث وجاد أشعرتها أنَّها عدد زائد بينهما.. وشعور بالندم لدخول هذا الزواج بدأ يتسلَّل إليها بخبث...
خرجا من غرفة المكتب بعد نصف ساعة ليخبرها أنَّه سيخرج مع غيث ليأخذه إلى مدينة الملاهي كما وعده منذ قليل... نظرت له بألم لم يتعب نفسه ليفسره... وشعور الخذلان يعتريها... كانت أمها محقة في تحذيراتها لها.. لقد أخبرتها أنَّها ستكون خاسرة في أي مقارنة بينها وبين الطفل وأنَّها لن تصل لمكانته عند والده وأنَّها دائما ستكون في المرتبة الثانية عند جاد.. لكن ثقتها العمياء بنفسها وحديث منى العلمي صوروا لها أنَّها ستكون في نفس المرتبة مع ابنه إن لم تكن في الأولى.. ألم يخطبها قبل حتى أن يعرف أنَّ له ابنا من زواجه الأول..
لكنها كانت واهمة...
سمعت اغلاق باب الشقة معلنا خروج غيث وجاد الذي لم يكلف نفسه عناء سؤالها عما كانت تريده...
*********************
دخل يحيى منزله بعد يوم متعب ما بين الكلية والمستشفى الجامعي والمصحة لتستقبله جنَّة... جنَّته الصغيرة ذات الخمس سنوات... قائلة بعتب طفولي:
- بابا تأخرت..
رفعها بين يديه مقبلاً خديها ليهمس بتعب متأسفا:
- آسف حبيبتي.. كان لديَّ عمل اليوم... أين هي نرجس؟؟
طوقت عنقه بيديها الصغيرتين قائلة وهي تمد شفتيها:
- لقد ذهبت... أنتَ تأخرت ولم ترد أن تنتظر أكثر... وأنا خفت لوحدي... وكلمت جدتي لتؤنسني...
زفر بضيق من تصرف الخادمة اللامسؤول.. فكيف تترك طفلة في الخامسة من عمرها وحدها مع أنَّه سبق وتحدث معها في هذا الأمر.. اتجه بها نحو غرفة الجلوس قائلا:
- آسف حبيبتي.. لن أتأخر مجدَّدا.. وسوف أكلمها حتى لا تترككِ ثانية..
مدَّت شفتيها قائلة:
- لا أحبها بابا... هي لا تعرف الحكايا... وتصرخ كثيراً..
مرَّر يده على شعرها الأشقر ليقول:
- ومن سيبقى معكِ حين تعودين من الروضة إن ذهبت هي؟؟
هزَّت كتفيها دليل عدم المعرفة.. لتقول في النهاية:
- لما لا تبقى معي أنت بابا؟؟!!
ابتسم يحيى بتعب ليقول مداعباً خدها:
- ولمن أترك عملي يا شقية؟؟
كانت جنَّة تعبث بشعر يحيى تشعثه قائلة بحيرة:
- لا أعلم..
في تلك اللحظة رنَّ هاتفه النقال.. سحبه من سترته الموضوعة قربه على الأريكة.. لمح رقم والدته.. زفر لأنَّه يعرف ما الذي ستقوله له... ضغط على زر الاجابة ليقول:
- مرحبا أمي.. كيف حالك؟؟
لترد دون مقدمات:
- إن لم تكن قادراً على الطفلة أحضرها لي لأرعاها.. لكن لا تتركها لوحدها لساعات!!
زفر باعياء بينما جنَّة تريح رأسها على صدره.. ليقول:
- تعرفين أنَّه ليس بيدي..
سمع والدته ترد بعناد:
- لكن بيدك أن تتزوج من ترعى بيتك وابنتك وتؤنس وحدتك!! هل يعجبك حالك هكذا!!
زفر بضيق مدركاً المنحى الذي سيأخذه الحوار مع والدته:
- أمي.. لقد تحدثنا مطولا في هذا الأمر.. وتعرفين أنَّني لا أريد الزواج مجدَّدا بعد مريم!! لذا رجاءاً لا تفتحي هذا الموضوع مجدَّداً!!
ردَّت والدته بعناد أكبر:
- لا يا بنيَّ سأفتحه مرارا إلى أن تعقل!!.. مريم رحمها الله لن تكون راضية وهي تراك تدفن نفسك وأنت حي!! ان لم يكن من أجلك فمن أجل تلك الصغيرة التي ترفض حتى أن آخذها عندي.. "بدأت نبرة صوتها تهدأ وهي تردف" أشفق عليها تلك الطفلة.. تمضي جلَّ وقتها مع الخادمة.. واليوم هذه الأخيرة رحلت تاركة إيَّاها وحدها حتى دون أن تنتظر عودتك...
تنهد يحيى قائلا ويده تداعب شعر ابنته التي انتظمت أنفاسها دليل نومها:
- لا تقلقي سوف أحل مشكلة الخادمة...
عادت والدته لتقول بحدَّة:
- الحل هو أن تتزوج!!
ليقول يحيى بضيق:
- أمي.. لقد نامت جنَّة سآخذها لسريرها...
ردَّت والدته بجديَّة:
- أيقظها لتأكل.. لم تأكل شيئاً ونرجس لم تصر عليها.. إلى اللقاء وفكر في كلامي قبل أن أبدأ باتخاذ خطوة جدية في الموضوع دون الرجوع إليك!!
لتغلق الخط في وجهه دون انتظار رده...
زفر بضيق قبل أن يوقظ ابنته حتى تتناول شيئاً قبل أن تعاود النوم...
بعد ساعة كان يجلس قربها بعد أن غطت في النوم مجددا.. داعب شعرها الذي ذكره بشعر امرأة أخرى.. رغماً عنه سكنت أفكاره.. هذا وهو لا يعرف عنها أي شيء.. فكيف إذا عرف عنها... مازال يتذكر كيف كانت تتناقش معه في بنود العقد...
أغمض عينيه يستحضر كل تفصيلة فيها.. عطرها.. أنوثتها.. كل شيء فيها كان بقربه.. لن يقول أنَّه أحبها.. لكن شيء لا يفهمه يجذبه إليها.. ربما هو ذاك الحزن الذي يسكن عينيها الزرقاوين..
*********************
بعد ساعة كانا قد عادا إلى المنزل.. ليجدا بيسان لم تغير مكانها على الأريكة كأنَّها أمضت الساعات الأخيرة في ذات الوضعية.. ما أن رأتهما حتى قامت تسأله بهدوء لا يعكس العاصفة التي بداخلها:
- هل تريد أن أضع العشاء الآن؟؟..
ردَّ جاد بهدوء:
- أجل.. لكن لا تحسبي حساب غيث.. لقد تناول عشاءه خارجا..
ليتوجه بعد ذلك إلى غرفة النوم حتى يغيِّر ثيابه.. نظرت إليه متنهدة وهي تفكر أنَّ حوارهما هذا لا يشبه في شيء حوار حديثي الزواج.. حوار روتيني ملل لا حرارة فيه ولا شغف.. حوار عادي كأنَّه مرَّ على زواجهما عقد من الزمن وليس فقط ثلاثة أشهر.. ربما هي من تتوقع الكثير من هذا الزواج..
لمحت غيث يدخل غرفته أيضا بهدوءه المعتاد... لطالما رأته طفلا هادئاً لم يكن حقاً مشكلة بالنسبة لها.. مشكلتها تكمن في جاد الذي لم يستطع أن يوازن بين دوره كأب ودوره كزوج حديث.. حياتها حقاً لا تشبه في شيء ما كانت تحلم به..
تنهدت لتتوجه إلى المطبخ حتى تسخن العشاء بآلية.. هي حتى لا تستطيع أن تشتكي لأحد.. والدتها ستخبرها أنَّه اختيارها ويجب أن تتحمل.. منى أكيد ستقف في صف ابنها وتجد له أعذاراً خصوصا أنَّها لا تتوقف عن ذكر أنَّ تجربة زواجه السابقة أثرت عليه.. لكن هي ما ذنبها؟؟!! هل ذنبها أنَّها تسرعت الزواج منه في حين كان يجب أن تؤجل هذه الخطوة؟؟!! أم ذنبها أنها توقعت الكثير من جاد؟؟!!..
أخذت نفساً عميقاً قبل أن تأخذ الأطباق لتضعها على الطاولة وتناديه.. لم يتأخر كثيراً ليبدأ بتناول عشاءه بصمت كعادته...
راقبته بصمت ليدور بخيالها سؤال خبيث.. هل كان هكذا مع زوجته السابقة؟؟ ما الذي حدث بينهما لينفصلا؟؟ هي لا تعرف شيئاً عن حياته السابقة... كل ما عرفته من منى أنَّه كان متزوجاً من قبل وأنَّه عاش تجربة سيئة مع زوجته التي نعتتها بأسوء الصفات.. لكن هو لم يتحدث عنها مطلقاً ولو حتى مع ابنه.. على الأقل ليس أمامها.. وهي لم تحاول مطلقا أن تسأله.. حتى أنَّها تظن أنَّه لولا وجود غيث لما عرفت أنّ له تجربة سابقة في الزواج...
أنهيا طعامهما بصمت ليقطعه خروج غيث من غرفته قائلا لوالده:
- بابا.. ألن نكلم ماما؟؟
ردَّ عليه جاد الذي كان متوجها لغسل يديه:
- بعد قليل بنيَّ..
ضغطت بيسان على الطبق الذي تحمله بين يديها قبل أن تضعه في المغسلة وتتوجه إلى غرفة الجلوس.. صحيح جاد لا يكلم طليقته إلا فيما ندر.. لكن رغما عنها تشعر بالغيرة منها.. هي لا تعرف حقا إن كان قد أحبها يوما أم لا.. هل كان شغوفا دافئا معها أم فقط هي من تعاني بروده؟؟
راقبتهما بصمت ينزويان في غرفة المكتب.. ليخرج جاد بعدها تاركا غيث يكلم والدته وحده كالعادة.. اقتربت منه لتجلس بجانبه.. مررت يدها على ذراعه قائلة بدون مقدمة أو تفكير مسبق:
- ما رأيك أن نترك غيث مع المربية غدا ونمضي اليوم سويا بما أن الغد عط..
لم يتركها تكمل جملتها فقد قاطعها ببرود:
- غدا أيضا عطلة غيث المدرسية.. وقد وعدته الأسبوع الماضي أن نذهب إلى نادي الفروسية..
نظرت إليه بخيبة أمل لتقول بعتب:
- وأنا؟؟
رد باستغراب:
- ما بكِ أنتِ؟؟!! سترافقيننا طبعاً!!
- ألا تلاحظ اننا لا نحظى بوقت لنا سويا منذ شهر العسل الذي اختصر لأسبوع!!
رد جاد بهدوء:
- تعرفين الوضع بيسان..
ردت بيسان بسرعة:
- أنا لم أتذمر في يوم من اهتمامك بغيث على حساب وقتي معك.. لكن لا أعتقد أن غيث سيضره شيء إن بقي مع المربية مرة في الشهر نخرج فيها سويا.. يوم يكون لنا نحن الاثنين فقط..
توقفت يدها عن مداعبة ذراعه وهي تسمعه يقول:
- بعض الصبر بيسان.. هذا كل ما أطلبه منك.. حتى يعتاد غيث على الوضع هنا..
تنهدت بيسان لتبعد يدها عنه وتقف متوجهة نحو غرفتهما قائلة:
- لا تعتمد كثيرا على صبري جاد!!
أغلقت خلفها باب الغرفة بهدوء عكس النار التي تستعر بداخلها تاركة جاد يفكر..
لم يظن أن تلك الهادئة التي تزوجها بناءا على توصية والدته تريد أكثر مما يستطيع هو منحه لها..
صحيح هي مدللة قليلا لكن بعد ثلاثة أشهر زواج سلَّم أنها راضية بما يقدمه لها.. وقد ناسبه الأمر تماما.. هو لم يعتد أن يعطي.. حتى في زواجه الأول كان الأمر كذلك.. هذا ان اعتبره زواجا..
أغمض عينيه محاولا تذكر فترة زواجه بدليلة.. كان الأمر بينهما أشبه بمعركة من سيكون الرابح فيها.. لم تكن المشاعر تحكمها.. على الأقل من جهته هو.. كانت العلاقة أشبه بتحدي من سيكون المستفز الأكبر.. ليخسر كلاهما..
تدراك الأمر متذكراً غيث.. هو حقاً لم يخسر الكثير يكفيه أنَّه حصل على ابن من ذاك الزواج..
*********************
كانت دليلة تستمع لغيث الذي يخبرها عن وعد والده أن يأخذه لنادي الفروسية.. رغماً عنها غيرة نهشت أحشائها.. كل الأشياء التي كانت قد وعدت بها غيث جاد يحقق له في فترة وجيزة جداً.. انتبهت لغيث الذي قال بحزن:
- ماما اشتقت لكِ.. متى ستأتين؟؟
عضَّت دليلة على شفتيها.. لأنَّها تعرف الآن صعوبة سفرها.. بالكاد تمَّ تثبيتها في عملها الحالي ولا تستطيع أن تجازف وتخسر ثقة الدكتور يحيى.. أخذت نفساً قول أن تقول:
- حبيبي تذكُر ما أخبرتك عنه في السابق.. أخبرتك أنَّني غيرت عملي أليس كذلك؟؟!! "أومأ غيث برأسه لتكمل" حالياً بنيَّ لا أستطيع أن أسافر لكن أعدك بعد... "فكرت بسرعة قبل أن تقول" بعد ثلاثة أشهر يمكنني أن آتي أنا إليك.. ثمَّ ألم تخبرني أنَّ بعد ثلاثة أسابيع سوف تبدأ عطلتك السنوية.. لما لا نكلم والدك ونقنعه لتأتي وتقضيها معي..
صحيح هي غير واثقة أنَّ جاد سيوافق وتعرف أنَّها تجازف باطلاق وعد كهذا لابنها.. لكن لم تستطع أن ترى حزن ابنها أكثر ولو بيدها لكانت استقلت أول طائرة لتذهب إليه...
لمست الشاشة بيدها كأنَّها تداعب خد ابنها لتقول:
- لا تحزن حبيبي.. تعرف أنَّني أيضاً مشتاقة لك..
ابتعد غيث من أمام الشاشة ليقول بعتب بصوت مخنوق:
- أنتِ تكذبين ماما.. لم تشتاقي لي... لو اشتقت لي كنت أتيتِ لرأيتي!!
بهت لون دليلة وهي تسمع ما يقوله غيث.. لم تتوقع منه ذلك.. في خيالاتها لم تتصور أن يشكِّك ابنها في اشتياقها له.. لكنَّها نسيت أنَّ ابنها يكبر وأنَّه بدأ يدرك غيابها عنه.. خاصة أنَّ شهوراً قد مرَّت منذ آخر مرة زارها فيها..
- غيث حبيبي..
قاطعها بصوت متهدج:
- أنتِ لا تحبينني ماما.. وأنا لم أعد أحبك..
ليختفي من أمام الشاشة.. كادت دليلة أن تجن وهي تنادي غيث لكن عبثا.. لم يرد عليها كانت تسمع فقط نهنهاته...
لتسمع صوت الباب يفتح وصوت جاد يقول بحدَّة:
- ما هذا الذي تقوله غيث!!
سمعت صوت غيث المتهدج:
- لو كانت تحبني كانت أتت.. أنا لا أحبها!!
ردَّ جاد بحدَّة:
- غيث عيب ما تقوله لأمك!! "ليقول بصوت أهدأ قليلاً" أمك تحبك بنيَّ لا تشك في ذلك..
ليدير جاد الشاشة نحو غيث ويسحبه ليظهرا سويا ويقول له:
- هيا قل لوالدتك أنَّك آسف..
دفن غيث وجهه في حضن والده ليهمس:
- آسف...
غيرة قطعت أحشائها وهي ترى ابنها الذي لطالما ارتكن لحضنها يزرع حزنه في حضن غيرها.. دمعة حرقت عينيها وهدَّدت بالنزول.. لتسمع صوت ابنها يقول بحزن:
- لما زميلي فادي تأتي والدته لتقله من المدرسة وأنا لا أراها.. أريد ماما..
ليعود وينخرط بالبكاء مجدَّدا.. لتقول دليلة بحرقة:
- يا إلهي!! غيث.. بنيَّ.. أنت تعرف أنَّني أحبك.. وتعرف أنَّني أشتاق إليك..
رفع رأسه من على كتف والده ليقول من وسط دموعه:
- لا.. أنتِ تكذبين ماما.. لو تحبينني تعالي لتعيشي معنا أنا وبابا..
صمت ساد بينهم لتقول دليلة بحرج:
- غيث حبيبي تعرف أنَّه لا يمكنني ذلك..
ترك غيث والده ليجري خارجاً من الغرفة.. وضعت دليلة رأسها بين يديها محاولة إيجاد حل لهذا المشكل.. غيث لن يهدأ ولن يصدقها مجدَّداً إلَّا إذا ذهبت إليه ورآها..
لم ينتبه أحدهما إلى التي تسمرت أمام باب غرفة المكتب...
لتهمس دليلة:
- آسفة...
وأغلقت الخط..
شعرت بالعجز... ولم تعد تحتمل انقباض قلبها، فابنها يضيع منها وهي غير قادرة على فعل أي شيء...
ارتفعت شهقاتها بهستيرية مخيفة... ليأتي على اثرها حمزة..
- ما بك دليلة؟؟ ما الذي حدث؟؟ "سألها والرعب في عينيه"
أمسكت بيده لتقول بنحيب:
- ابني يا حمزة... ابني يضيع مني.. وأنا السبب.. أنا السبب في كل هذه الفوضى..
- اهدئي دليلة..
- ابني بات يكرهني.. وأنا السبب..
ضمها إليه مكررا بهمس أن تهدأ وأن كل الأمور ستكون جيدة باذن الله..
- أنا السبب.. أنا من أبعدته عني.. لكني كنت.. كنت أفكر في مصلحته فقط.. حياتي كانت فوضى وقتها.. وكان الأفضل له أن يبقى مع والده.. لكني خسرت كل شيء... ابني ضاع مني..
كانت تتحدث بهذيان.. فشدد حمزة من احتضانه لها و همس لها مطمئنا:
- ابنك لا يكرهك دليلة... كوني واثقة من ذلك.. هو فقط عاتب عليك..
انتحبت قائلة:
- أريد ابني حمزة.. أريد فقط رؤيته.. أريد أن أضمه إلى صدري..
اكتفى بضمها مهدئا اياها.. واعدا اياها انها ستراه قريباً...
*********************
- لقد سمعتُ حديثكم.... "همست بيسان وهي تلج إلى المكتب"
- هل كنتِ تتنصتين؟! "أجابها بحدة"
رفعت حاجبها لترد عليه ببرود:
- هل هناك شيء لا ترغب بأن أسمعه مثلا؟!!
نهض جاد دون أن يرد عليها... فزادت باصرار قائلة:
- أنت تعرف أن الطفل يحتاج أمه... لكنك تعاند..
- ليس من شأنك بيسان فلا تتدخلي....
لم تهتم لنبرة صوته العنيفة لتضيف:
- أظنك نسيت استدعاء المدرسة لك بسبب شروده... إن كنت قادرا على اغماض عينيك عن الحقيقة فاسمح لي، لست أنا من تتغافل عن احتياجاته كطفل.. شئت أم أبيت جاد ابنك يحتاج والدته.. لا نستطيع لا أنا ولا أنت أن نعوضه عنها..
نظر إليها ببرود ليقول بسخرية مبطنة:
- أها.. وماذا تقترحين حضرتك أن نفعل؟؟!!
ضيقت عينيها وكتفت يديها حول صدرها قائلة بجدية:
- الموقف لا يحتمل السخرية جاد!! انت أدرى الناس بما يجب فعله.. لست أنا من سأوجهك!! أنت تعرف جيدا أنه لا يستطيع الاستغناء عن والدته..
قاطعها بسرعة وحدَّة لم يخفيها:
- ولن يستغني عني أيضا!!.. لا تنسي أنني والده كذلك..
ردت بيسان بحيادية:
- أعرف ذلك جاد...
ليقاطعها:
- إذاً السؤال هنا ماذا تقترحين أن أفعله؟؟ هل أتركه لوالدته.. "توقف قليلا قبل ان يردف بسخرية" أم تقترحين أن أتزوجها من جديد حتى ألبي لغيث احتياجاته!!
لتخرج بعدها صافقة الباب خلفها تاركة جاد تأخذه أفكاره لذلك اليوم منذ أسبوعين...
عاد من الكلية أسرع ما يمكن بعد اتصال بيسان، مؤكدة له أن الأمر هام جدا ويخص غيث ولا يحتمل التأجيل ولا ينفع مناقشته على الهاتف..
ما أن دخل إلى البيت لاحظ عدم وجود غيث، وقبل أن يسأل بيسان التي كانت تقف أمامه قالت:
- إنه في غرفته نائم..
تقدم جاد الى داخل المنزل متسائلا بلهفة:
- أهو بخير؟؟
ردت بهدوء:
- أجل هو بخير..
جلس على الأريكة و قبل أن يسألها شيئا بخصوص الاتصال قالت:
- لقد اتصلت ادارة المدرسة وطلبت حضورنا لآخذه ومناقشة شيء يخصه.. إنهم يشتكون من شروده في الصف.. مؤكدين أنه منذ إلتحاقه كان جيدا، رغم أنه إلتحق بعد شهور من بداية السنة الدراسية.. لكن بعد أشهر قليلة بدؤوا يلاحظون شروده في أغلب الحصص.. وقد عرضوه على الأخصائية الاجتماعية التي أخبرتني أنها استنتجت من جلستها معه أنه مشتاق لوالدته وبحاجة لرؤيتها.. كما حذرتني من خطورة دخوله في حالة اكتئاب ...
عاد إلى الحاضر... وهو يفكر في حل لابنه.. لا يمكن ان يستمر الوضع هكذا.. فالطفل يضيع منهما ولا بد من حل ناجع...
********************
********************
بعد أسبوعين،..
وقف جاد أمام مدخل المدرسة ينتظر ابنه، ذاك الصغير حديث المعرفة به... قطعة منه... والذي شغل مساحة كبيرة من حياته... لم يتخيل أنه برغم كل ما وفر له ومنحه من حب واهتمام فلن يغطي ويملأ فراغ والدته...
لمحه آتيا مطرقاً برأسه، يجر قدميه بحزن، صغيره حزين ومشتاق لوالدته..
- غيييث...
انتفض جاد على صوتٍ خلفه.. ليلتفت بذهول... فغر فاهه بصدمة وهو يلمح تلك التي تقف على مقربة منه... للوهلة الأولى لم يتعرف عليها... قميصها الناصع البياض... سروال أزرق عالي الخصر يحدد تعاليم خصرها جدا.. ترفع شعرها الأشقر الطويل على شكل ذيل حصان... والنظارة الشمسية منحتها هالة من الغموض... نزعت نظارتها لتظهر ملامحها التي ازدادت نضوجًا مما أكسبها فتنةً... كانت جميلة... بل تسلبُ الألباب...
لم تمنحه الفرصة ليستوعب حضورها... فقد ركضت باتجاه طفلها الذي ما أن سمع اسمه من صوت يشتاقه ويعرفه جيدا، رمى حقيبته على الأرض واتجه إليها يتعثر في خطواته الراكضة غير عابئ بأي شيء.. كل ما يهمه هو أن يلقي بنفسه في حضنها...

**************************
نهاية الفصل

noor elhuda likes this.

Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 11:10 PM   #626

ملاك علي

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاءوقلم مشارك بمنتدى قلوب أحلام وحارسة سراديب الحكايات

 
الصورة الرمزية ملاك علي

? العضوٌ??? » 412135
?  التسِجيلٌ » Nov 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,270
?  نُقآطِيْ » ملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond reputeملاك علي has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jamila omar مشاهدة المشاركة
شكر واجب
إلى من استحملوا مزاجيتي وسخافاتي خلال كتابة هذا الفصل.. إلى من أمدوني بأفكار حتى ولو لم أعمل عليها المهم حاولوا مساعدتي لأنهي الفصل.. إلى كل من كتبت لي فكرة أو فقرة من الفصل..
شكرا نجلاء، ملك، رويدة، إيمان، شادية،... لن أوفيكن حقكن في الشكر دمتن صديقاتي ومؤازراتٍ لي
😍 😍 😍 حبيبتي... و لما وجد الأصدقاء.... و أنا سعيدة بمشاركتي البسيطة و لو بكلمة.... شرفٌ لي أن أضع بصمتي في عمل رائع كعملك... ❤ دمتي مبدعة


ملاك علي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 11:13 PM   #627

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amana 98 مشاهدة المشاركة
مساء الخير
هل دليله ستجد الحب الحقيقي مع الدكتور يحيى؟؟؟
لاني لا ارى ان حب دليله لجاد حقيقي
انجذاب وتعلق ربما هذا ماتشعر به دليله ناحيه جاد فهل فسرت مشاعرها بطريقه خاطئه ؟؟؟
لان جاد ابدا لم يتعامل معها بمحبه او احترام لكي ينمو هذا الحب ويستمر
لا اظن انه و حتى لو كانت مشاعر دليله مشاعر حب انها مازالت تشعر بها بعد معامله ونظره جاد السيئه لها
اتمنى ان تبدء من جديد مع انسان جديد

مساء النور
واخيرا حد لاحظ ان جاد ما حبش دليلة
معك حق دليلة يجب ان تبدء من جديد مع انسان جديد يحترمها

تسلمي يا قلبي


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 11:35 PM   #628

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يحيى يعانى من الوحدة بعد موت زوجتة ولا يوجد
من يهتم بابنتة سوي الخادمة.
لذلك هو بحاجة لزوجة جيدة تهتم ب الطفلة و بة
جاد و زوجتة حياتهم معا مستحيلة فهو لا يحبها
ولا يهتم بها أبدا و يتعامل معها ببرود
كلام غيث ل دليلة كان مؤلم جدا وهذا
ما جعلها تسافر بشكل سريع لكى تراة
جاد الغبى هو ما زال يحب دليلة وذلك
واضح جدا
شكرا على الفصل الجميل
💖💜


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 11:37 PM   #629

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي مشاهدة المشاركة
جيت نجرب واش توقيع ديالي خدام 😂😂😂😂😂😂
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ملك علي مشاهدة المشاركة
ناااااري شحال جا زوين 😍😍😍😍😍 أربي ماتشوفيه... ماطلعش بوجوس

ههههههههههه فكرتيني بالذي مضى 😂😂😂


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 24-02-18, 11:40 PM   #630

Jamila Omar

نجم روايتي وكاتبة ومحررة لغوية في قلوب أحلام وعضوة في فريق الترجمة

 
الصورة الرمزية Jamila Omar

? العضوٌ??? » 4574
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,576
?  نُقآطِيْ » Jamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond reputeJamila Omar has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 50 ( الأعضاء 28 والزوار 22)
‏Jamila Omar, ‏ebti, ‏Om Malk, ‏flower90, ‏Khawla s, ‏ABDELRAHMAN WAHEED, ‏زهرة الغردينيا, ‏ZIIZI, ‏houda4, ‏روني زياد, ‏سلسبيل حبى, ‏toomoo, ‏Amaniq8, ‏Khawatir1997, ‏Essonew, ‏رزان عبدالواحد, ‏جاسمينات باسو, ‏#احبك, ‏nmh1149, ‏nouriya, ‏وردة شقى, ‏الاوهام, ‏Majd_f, ‏samam1, ‏Mat, ‏Jijel, ‏رودينا ابراهيم, ‏الجميله2



منورين قراءة ممتعة 😘😘😘


Jamila Omar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:19 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.