آخر 10 مشاركات
التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غيوم البعاد (2)__ سلسلة إشراقة الفؤاد (الكاتـب : سما صافية - )           »          ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5716Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-04-21, 10:28 PM   #2681

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضور للفصل
يا ترى توقعي مزبو للي حيشوفه حسام ولا لأ
ربنا يهونها عليكي يا ديما بجد
اكتر شخصية صعبانة علي


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-21, 11:28 PM   #2682

هبه شناوي

? العضوٌ??? » 474939
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » هبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond repute
افتراضي



هبه شناوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-04-21, 11:29 PM   #2683

هبه شناوي

? العضوٌ??? » 474939
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » هبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond repute
افتراضي



هبه شناوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-21, 12:04 AM   #2684

الوفى طبعي الوفى

نجم روايتي ومُحيي عبق روايتي الأصيل

 
الصورة الرمزية الوفى طبعي الوفى

? العضوٌ??? » 375323
?  التسِجيلٌ » Jun 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,359
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » الوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond reputeالوفى طبعي الوفى has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نرمين نحمدالله مشاهدة المشاركة
يااااه
اخيرااا علقتي 😂😂😂😂😂
ده انا هابروز الفصل ده بقا مادام نور بتعليقك 💙💙💙💙
انا عارفة انك قارئة مخلصة من زمان بس بفرح جدا لما بتتفاعلي
يا حبيبتي يا نيمو والله غصب عني

انا من فترة قريبة نمت في المشفى مرتين في قسم الاعصاب وخبروني انه عندي ضغط عالي في الدماغ وانه لازم ما اضغط نفسي.

بس المشكلة انه انا نفسي اخلص جامعة ع طول عشان هيك تعليم 4 سنين خلصته في ثلاث سنين والحمد لله..

وهلا انا في الفصل الاخير وعشان ما اضطر اني اتعلم كمان فصل نزلت 21 ساعة وفيك تتخيلي مواد هذا الفصل واكثرهن عملي غير مشروع التخرج.. ولتاريخ 4/4 لازم اسلم كل شيء ع منصة الانشطة وهذا ضغط كبير بالنسبة لي.

غير الامتحانات النهائية في رمضان.

بس اكيد ولا يمكن اني اتغيب عن فصولك وان شاء الله رح ارجع عن قريب اكتب تعليق يليق بمقامك ومقام كتاباتك💕


الوفى طبعي الوفى غير متواجد حالياً  
التوقيع
تمردت على قلبي وتنكرت لمشاعري... فأنا رجل له ماض.. وان صدف ان سمعتني اناديك بفاتنتي فاهربي, فتلك ستكون لحظة انهياري..

[imgr][/imgr]

[imgl][/imgl]
رد مع اقتباس
قديم 02-04-21, 12:17 AM   #2685

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

فى انتظار الفصل لاحلى نيمو وكل سنه وانتى طيبه وبخير وسعاده

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-21, 01:59 AM   #2686

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

الطيف التاسع والعشرون
=======
*أبيض*
======
_ماذا تقول؟! ماذا تعني بأنه تزوجها؟!
يهدر بها عاصي بغضب عارم عبر الهاتف ليرد فهد محاولاً تهدئته :
_أنا تفاجأت بالأمر مثلك تماماً.. صدقني هو لا يريد تحديك ولا إهانتك.. يمكنك أن تفهم منه الأمر أكثر لو تحدثتما بصورة ودية.

لكن عاصي يقول ببرود صارم :
_أغلق الاتصال الآن وسأفهم بطريقتي ما حدث.. لن أنسى لك أنك لم تكن على قدر ثقتي.

_عاصي!

تهتف بها ماسة بعتاب وهي تراه يغلق الاتصال لكنه لا ينظر إليها وهو يجري اتصالاً آخر..
_ماذا حدث عندك؟!
يهتف بها لمحدثه بصرامة ثم يستمع قليلاً ليهتف بعدها بثورة عارمة اشتعلت لها غابات الزيتون في عينيه :
_ولماذا لم تخبرني؟! لا! ليس عادياً! .. لست أنت من تحكم على ذلك.. دبة النملة عندك يجب أن تصلني هنا.. أثق أن الأمر لن يتكرر فأنت تعرف العاقبة!

يغلق الاتصال بعنف ليلقي الهاتف جانباً ثم يتوجه نحو نافذة غرفتهما في الفندق القريب من المركز الصحي الذي تحتجز فيه الرضيعة لمتابعة حالتها..
فتتنهد بحرارة وهي تتوجه نحوه لتحتضن ظهره بساعديها فتشعر بتوتر جسده المشدود كالقوس..
ترفع راحتها ببطء تتلمس موضع خافقه ثم تقبل ظهره المقابل لها في نفس الموضع كأنما تمنحه شعوراً أنها تحيط بقلبه من كل اتجاه..
هذا الشعور الذي وصله تماماً ليسترخي جسده رويداً رويداً..
كعهدها ماسته تجيد امتصاص هذا الغضب الذي يقتات على روحه كمارد أسود!

تبقى على صمتها لدقائق مكتفية بعناقها إياه وهي تدرك ما تشعر به الآن..
مرض شمس..
سفرهما المفاجئ..
غيابهما الطويل لأول مرة عن طفليهما..
وأخيراً.. زواج حسام الغريب من ديمة بمجرد سفرهما كأنه انتهز فرصة غياب عاصي ليتحداه!!
كل هذا كثيرٌ علي احتمال رجل بماضيه خاصة وهي تدرك كيف يفكر..
عاصي لا يزال يجلد نفسه بذنبه القديم!!

لهذا ما كادت تشعر بهدوء خفقاته حتى أدارت كتفيه نحوها لتحيط وجنتيه براحتيها قائلة :
_قبل أن تأخذ أي قرار.. دعني أخبرك أن دكتور كنان هاتفك اليوم.

يعقد حاجبيه بشدة لتردف :
_كنت مشغولاً مع الطبيب بخصوص شمس.. وأنا فتحت الاتصال لأنه كرره كثيراً.

يزداد انعقاد حاجبيه لتزدرد ريقها ببطء قائلة :
_يريد الحديث معك بشأن سند.. وديمة كذلك!
_ماذا عنهما؟!
_أفضل أن تسمع له بنفسك!

تقولها برفق فيتحرك ليتناول هاتفه من جديد لكنها تجذبه برفق لتجلس معه علي الأريكة القريبة..
تحتوي رأسه فوق صدرها فيشدد ضمة ذراعيه حول خصرها لتهمس له بعمق عاطفتها :
_هذا الرجل الذي هو بين ذراعيّ الأن.. هذا العناق بهذه الطريقة بالضبط.. هذه النظرة في عينيك بين غضب وانكسار.. كل هذا عشته معك من قبل.. عشت مع عاصي الذي اكتوى بذنب طيف.. ثم بذنب حورية.. ثم بذنب هالة.. ثم بذنب سند.. أنا أكثر من عايشت ألمك.. انكسرت مع حزنك.. وأينعت مع فرحك.. لا أحد مثلي شهد كم هو كبيرٌ هذا الصدع داخلك.. لكنني كنت أراهن نفسي كل مرة أنني قادرة على ترميمه.. كل مرة رغم كوني أشاركك الجرح لكنني كنت أسعى لمداواتنا معاً.. لأنني كنت أوقن دوماً أن سقوط أحدنا هو سقوط الآخر.. ويعز عليّ الآن أن أعود معك لنقطة البداية.. أن أراك تمحو تاريخاً دفعنا الكثير ثمناً له.. ان أشهدك تخبط رأسك في حائط الذنب غافلاً عن عطايا النور حولنا..

يرفع رأسه إليها ببطء لتلتمع بحار فضتها مع استطرادها الحار :
_مرض شمس ليس عقاباً.. لعله ابتلاء آخر في رحلتنا.. لعله الاختبار الذي سنجتازه شاكرين..أعرف أنك لا تزال تشعر بالذنب نحو سند وتربط هذا بذاك.. لكن.. حتى لو فكرت معك بهذه الطريقة.. فالفرصة لم تفت بعد.. نحن لم نقصر في حق سند.. ولن نفعل..

يشيح بوجهه دون رد.. فتردف بانفعال :
_يمكنك أن تتصرف كعاصي الرفاعي القديم.. تقيم الدنيا ولا تقعدها لأن ديمة تجرأت وعصت أمرك.. تحرمها من سند وتقصيها بعيداً وتنتصر لنفسك..

يلتفت نحوها بحركة حادة وغابات الزيتون في عينيه تشتعل بغضب لكنها تردف بنبرة أرق :
_ويمكنك أن تتصرف كعاصي الجديد.. عاصي الذي لم يبالِ وهو يجهر أمام الدنيا كلها بحق أخته في نسبها.. عاصي الذي رفع رأسها ووقف جوارها وجوار زوجها.. و.. عاصي الذي لن يفكر في عقاب ديمة أو حسام قبل أن يفكر في مصلحة سند.. والذي سيغلّب انسانيته على كرامته متى تعارضت إحداهما مع الأخرى!

يزداد اشتعال غابات الزيتون في عينيه وهو يطبق شفتيه بقوة ضاغطاً فكيه بهذه الحركة التي تفضح غضبه لكنها تلقي رأسها على صدره لتقبل موضع قلبه هامسة :
_أثق أن هذا القلب لن يخذلني.. أومن به..كما أؤمن بنفسي.

صمت قصير يسودهما في جلستهما هذه لتسمع زفرته القصيرة بعدها ثم تشعر به يقبل جبينها بعمق قبل أن يبعدها ليتحرك فيتناول هاتفه..
تبتسم مكانها ببعض الأمل وهي تراه يجري الاتصال بدكتور كنان..
ثم ترفع عينيها للسماء بدعاء خافت..
قلبها يخبرها أن "المحنة" تخفي داخلها "منحة"..
إنما هو القدر يجيد تشابك الخيوط.. كما يجيد فكها!












======
*بنفسجي*
======
يهيأ إليه أن الدم قد غادر عروقه كلها للحظة قبل أن يعود ليضخ "النار" داخله وهو يراها أمامه بهذا الوضع ..
جسدها العاري الذي لا يزال الماء يقطر منه مكوم على الأرض وقد أحاط شعرها بوجهها فلم يتبين ما بها ..

يستعين بأقصى قدر من ثباته الانفعالي وهو ينظر خلفه ليطمئن لنوم الصغير قبل أن يندفع نحوها هامساً باسمها عدة مرات ليفاجأ بشظايا الزجاج تحت قدميه وقد جرحت أحد أصابعه لكنه لم يبالِ وهو يلتفت جانباً نحو المرآة المكسورة ..َ.
تباً!
ما حكايتها مع المرايا ؟!
ألهذا طلبت منه تغطية مرآة غرفته ؟!

الخوف يتملك منه أكثر وهو يراها لا تحرك ساكناً ..
ينحني وأنامله المرتجفة تمتد لترفع شعرها عن وجهها ولا يزال نداؤه باسمها يغادر قلبه قبل لسانه ليوقن بعد عدة صفعات خفيفة لوجنتها أنها فاقدة الوعي!

يلعن نفسه على تركه وحدها وهو يجذب منشفة قريبة ليلف بها جسدها لتتوقف عيناه أمام هذه الندوب التي تفرقت على طوله في مواضع عدة ليشعر ببركان ثائر يجتاحه من مشاعر متباينة ..
غضب ..لأجل رقتها التي دهستها قسوة ذاك الوغد ..
شفقة ..على هذه الطفلة التي لا تزال تختبئ في ثوب أنثى وتخيفها صورة مرآة ..
خوف..لا يليق برجل مثله وهو يخشى أن يؤذيها غروره فيكون جرحها أكبر من أن يداويه ..
وأخيراً ..هذه الشظايا التي تنفجر داخل روحه واحدة واحدة مؤججة شغف رجولته أمام امرأة بهذه الفتنة وبهذا الوضع !!

لكنه ينحي كل مشاعره جانباً بقوة يحسد عليها وهو يحملها ليخرج بها من الحمام ليغادر بها الغرفة نحو غرفة مكتبه فيضعها على الأريكة برفق ..
يتحرك بسرعة ليحضر عطراً نفاذاً قرّبه من أنفها ولم يكد يطمئن لاستجابة حواسها حتى قام بسرعة ليغلق باب الغرفة بالمفتاح مخافة أن يستيقظ سند فيراها هكذا ..

يشغل المدفأة هناك ثم يعود إليها مهرولاً ليجلس علي ركبتيه جوارها على الأرض ..يربت على وجنتيها تارة محاولاً جعلها تفتح عينيها ..ومدلكاً أطرافها الباردة تارة أخرى محاولاً بث الدفء لشحوبها المخيف ..
ووسط كل هذه كانت همساته باسمها تخرج كجمرات من نار تكوي جنباته !

تفتح عينيها أخيراً فيعود برأسه للوراء وهو يشعر برفرفة أهدابها تدوي بين ضلوعه هو كالرعد ..
زرقة عينيها تبدو له أشد قتامة كليل دامس الظلام فيبحث عن ضالته في حلقة الزعفران خاصتها ..
هذه التي خفت بريقها حد الانطفاء لكنها بقيت تدعوه أن يقترب ..
فهل يلبي؟!

حلقه يجف وهو ينحني بوجهه أمام وجهها ..أنامله المرتجفة تلم خصلات شعرها المبتلة لتبعدها عن وجهها ..
صوته القوي الأن يغادر سجون شفتيه بصعوبة ليخرج مبحوحاً أجشاً:
_أنت بخير .
يقولها كخبر لا كسؤال فلا يدري هل يطمئنها أم يطمئن نفسه ..
لتنفرج شفتاها عن أنين خافت وعيناها تزيغان في الفراغ للحظات كأنها لا تراه ..
قبل أن تمتد أناملها ببطء ليشعر بها تتشبث بكفه بوهن "لا توازيه قوة" !!

هنا يشعر أنه يفقد سيطرته تماماً على كل شيء وهو ينحني فوقها ليغمرها بكل جسده كأنه يحميها بكل ما فيه ..
يفتديها بكل ما فيه ..
ويشتهيها بكل ما فيه !


أنامله الحرة تمتد تهم لتنزع عنها المنشفة وشفتاه على بعد عدة أنفاس لاهثة منها وهذا الجوع الثائر لها داخله يحيل جسده لبركان على وشك الانفجار ..
لكن قبضته تتجمد مرتجفة على قماش منشفتها الذي بدا له رغم نعومة قطنيته كآخر حاجز شوكي يفصله عن آدميته!

يسمعها تهمس باسمه بتشتت وكفها الواهن يتخلى عن تشبثه بكفه ليخمش عنقه بأظافرها كالمرة السابقة لكنها كانت أشد ضعفاً هذه المرة كأنما استنفذت ما بقي لها من قوة ..

ينتزع نفسه عنها انتزاعاً وهو يشعر بهذه الرعدة في جسده تكاد تزلزلهما معاً ..
هو لم يمنع نفسه يوما عن امرأة مرتدعاً بسيف الحرام فكيف يمنعها الآن ومعه رخصة حلال؟!
ينتفض عنها ليهب واقفاً فتتلقفه عيناها التائهتان ليشير لها براحتيه المرتجفتين قائلاً بصوت اجش:
_لا تتحركي حتى أعود ..

يركض خارج الغرفة كأنه يهرب من شيطان نفسه ليهرع نحو الحمام القريب فلا يشعر إلا والماء البارد يغرق رأسه الذي نكسه في الحوض ..
ولا تزال فتنتها تشعل النار عبر عينيه المغمضتين حتى شعر أخيرا أنه تمالك بعض قوته فرفع عينيه ليغلق الصنبور ..

_الحمد لله.. الحمد لله..

لا يدري متى كانت آخر مرة لهج قلبه هكذا بالحمد قبل لسانه ..
ربما كان ذاك اليوم الذي انقذ فيه دعاء من السقوط من فوق السطح..
اليوم – ربما من السقوط كذلك- أنقذ نفسه!

وفي مكانها كانت هي لا تزال عاجزة عن تمييز وضعها..
عيناها تجولان في المكان حولها..
الرؤى تتداخل فلا تكاد من سرعة إيقاعها تتبين صحتها من زيفها..
حسام كاد ينتهكها كغازي.. فخمشته بأظافرها..
تماماً كما فعلت بالمشفى..
هي تملك القدرة على دفع الضر عن نفسها إذن؟!

ضحكة غازي الساخرة تدوي في أذنيها كما سمعتها في مرآة الحمام منذ قليل..

_أنت أجبن من أن تؤذي نملة.. تزوجته لأنك رخيصة بلا ثمن..

تضغط شفتيها المرتجفتين وهي تتذكر كم صارت المرايا مخيفة دون شبح هالة!!
أجل..شبح هالة اختفى تماماً هنا..
لم يعد معرضاً أو عاتباً.. بل رحلت تماماً لتفقد برحيلها بوصلة اتزانها بين شبح غازي الأسود وشبحها هي الأرجواني الذي يدعوها للانتقام من كل من آذاها..

لماذا قبلت الزواج من حسام؟!
هل أسلمها خوفها لهذا الوهن؟!
أم أنها في داخلها أرادت الاقتراب أكثر من عرين الذئب كي تعرف عنه أكثر؟!
أم أنها فقط أغمضت عينيها واستسلمت لحدسها يسير بخطاها نحو الأمان؟!


آهة خلف آهة تطلقها روحها دون شفتيها وما أقسى هذه الآهات التي تصمت عنها الشفاه ليعود صداها شظايا تنفجر في الصدور المغلقة!


تشهق شهقة خافتة وهي تراه قادماً من جديد يحمل بعض الشطائر وكوباً من العصير فتزدرد ريقها بتوتر وجسدها يستعيد تحفزه..
ترفع عينيها إليه فلا تجد ملامحه أقل توتراً منها..
يجلس جوارها ليصلها صوته القوي مشبعاً بحنان يبدو وكأنه خلق لها :
_تشعرين بالدفء؟!
تهز رأسها بالإيجاب دون شعور حقيقي فيردف بتفهم :
_يمكنك ارتداء ملابسك متى تستعيدين عافيتك.
_ماذا حدث لي؟!
_وجدتك فاقدة لوعيك في حمام غرفت"نا" .

ضمير الجمع الذي ألصقه بغرفته يدهشهما معاً بهذه السلاسة التي جرى بها على لسانه..
لكنه يتمالك نفسه ليقرب كأس العصير من فمها هامساً :
_خمس ملاعق من السكر.
_لازلت تذكر ؟!
تهمس بها بشرود وهي تتذكر يوم كانا معاً عند والدته ليرد بشجن لم تفهمه :
_ربما كانت هذه لعنتي دوماً! أنني لا أنسى!

ترمقه بنظرة مشوشة لكنه يداعب شفتيها بحافة الكأس ليجبرها أن تفتحهما..
_لا تفكري في شيء.. اشربي ثم كلي فحسب.

صوته الصارم يرق بحنان يجعل من معارضته درباً من الاستحالة..
أو لعلها هي التي كانت في أوهن حالاتها وهي تشعر أنها في أقصى أراضيها غربة ووحشة..

بينما يرمقها هو بنظرات شغوف كأنه لم ير امرأة من قبل..
هذه الطريقة التي ترفرف بها أهدابها كأنها تسجن خلفها ألف سرب حمام..
هذا النهم الطفولي الذي تشرب به الغصير دون تحفظ..
هذه الضمة الرقيقة التي تتكور بها شفتاها بينما تأكل..
وهذا الألق الخاطف لحلقة الزعفران في عينين صارتا هوسه..
يالله..
كيف يقاوم كل هذا السحر؟!
تنتهي من تناول طعامها فيتناول هو منديلاً ورقياً يمسح به شفتيها.. لترفع إليه عينيها بترقب وجل..
ربما لو كانت امرأة أخرى سواها لاعتبر حركته مجرد سبيل غواية..
لكنه معها هي يشعر أنها فقط دليل انتماء..
انتماؤها إليه.. وانتماؤها إليها!

_ماذا حدث قبل أن تفقدي وعيك؟!

سؤاله يخرج كليهما من هذه الهالة المشعة حولهما ليعود الخوف لسكنى عينيها من جديد..
يشعر كأنها فجأة خرجت من نفسها لتهيم روحها في الفراغ حولهما..
لكنه لم يكن ليسمح لها بالمزيد من الضياع وهو يقترب منها أكثر حد الملاصقة..
يحتضن وجنتيها براحتيه بهذا الطغيان الحاني ليجبرها على النظر إليه..

_ماذا حدث؟!... ستقولين.

لكنها تهز رأسها نفياً والدموع تتدفق من عينيها فيهز وجهها ببعض القوة وهو يغرس نظراته في حدقتيها لتهمس بضراعة :
_أرجوك.. اتركني.. آسفة لأنني أفزعتك.. لن أسقط ثانية.. لن أفقد وعيي ثانية.. فقط اتركني.. آسفة... آسفة.. لن أفعلها ثانية.

ينعقد حاجباه بشدة والشفقة داخله تتحول لغضب هادر وهو يسمعها تعتذر بهذه الحرارة الخائفة..
أي وغد كان ذاك الرجل الذي ذبح آدميتها بهذه الطريقة؟!!
وهل كان هو على وشك التحول لهذه النهاية مع دعاء لولا أن أنقذها القدر؟!!

الخاطر الأخير يزيد غضبه فتهم أنامله بالضغط أكثر على وجنتيها لكنه يشعر بحاجته لترويض انفعالاته معها..
لو كان هذا ما تحتاجه منه فلن يخذلها!

لهذا يأخذ عدة أنفاس متتابعة يتمالك بها نفسه مغمضاً عينيه عن هذه النظرة الضارعة المختنقة بالخوف في عينيها..
ليكرر سؤاله مرة تلو مرة بصبر دون ملل..

فتهز رأسها كل مرة رافضة الجواب حتى تنفض وجهها أخيراً بعيداً عن كفيه لتصرخ بحدة عالية كأنما تلبستها روح أخرى:
_لن أقول.. لن أقول.. لم أقل لأحد ولن أقول.. ستقولون عني مجنونة.. قولوها إذن ودعوني لشأني..

ورغم صدع قلبه بما قالته لكنه عاد يكتنف وجهها بين راحتيه ليهمس بإصرار :
_فليكن.. لنجنّ معاً.. أخبريني ماذا رأيتِ ودعيني أشاركك الجنون!

تتسع عيناها بصدمة كأنها لم تتوقع رده فينتهز الفرصة ليقترب منها أكثر حد امتزاج أنفاسهما كأنه يبرهن على كلامه مع همسه:
_كان هذا اتفاق زواجنا ومضى زمن التراجع.. القيد الذي يربطنا لم يعد لينكسر حتى أقرر أنا.. ولن أفعلها حتى أشعر أني قد وصلت بك مع سند لبر الأمان.. وحتى ذلك الوقت لن أتركك لشيء دوني.. حتى أنفاسك سنتشاركها.. مفهوم ؟!

ترتجف شفتاها بمزيج من رهبة ودهشة إزاء صرامته الحانية..
هي عرفت كيف يكون الرجل حانياً كما كان أبوها وجدها..
وكيف يكون طاغية كغازي وعاصي الرفاعي..
لكن هذا المزيج من الطغيان الحاني لم تعرفه من قبل!

هل تبوح له بسر مراياها؟!
هل تخبره؟!

_أطيلي صمتك إلى ما شئتِ.. صبري أطول!

يهمس بها بنفس النبرة لتنفلت منها تنهيدة أخيرة كانت أشبه بانهيار السد!
لم تدرِ كيف صار رأسها فجأة على صدره..
لم تدرِ كيف خرجت منها الكلمات.. كيف كان الوصف..
هي فقط.. تكلمت!!
تكلمت كما لم تفعل منذ وفاة غازي!!
بل.. كما لم تفعل منذ تزوجته!!

وأمامها كان هو يحتضنها بقوة من يخشى أن تضيع منه في سجون صمتها من جديد..
كلماتها تخرج مندفعة سريعة غير مرتبة كهذيان مجنون فلا يكاد يفهم منها شيئاً..
لكن يكفيه أنها تكلمت.. معه هو!!

يغمض عينيه بأسى وهو يحاول استخراج بعض المنطق من جملها المنقوصة..

_البحر.. القارب.. أمي.. غازي.. هالة.. هم هناك في المرآة.. غازي عاد.. هالة كانت غاضبة ثم تركتني.. يجب أن أؤذي كي لا أؤذَى.. شبح أسود.. شبح أبيض.. شبح أرجواني..

يحاول حفظ ما تقول كي ينقله لدكتور كنان كما اتفق معه بينما يشعر بقلبه يتفتت من هول شعوره..
لو كانت هذه الفوضى الخانقة هي ما استطاعت البوح به.. فماذا عن ذاك الخراب بداخلها!

يسمعها تصمت فجأة كما تكلمت فجأة فيبعد وجهه قليلاً لكنه يعود ليغمض عينيه بقوة وهو يشعر بخمش أظافرها لعنقه من جديد..
يوقن أنها لا تعي ما تفعله لكنه لا يملك هذه الغصة في حلقه وهو يشعر بالألم منها ولأجلها..
يكتم تأوهات ألمه بعجز وهو لا يدري أيهما أفضل..
أن يطلقها فيشعرها أنها قادرة فعلاً على أن تؤذيه..
أو يكتمها كي لا تفيق من نوبة مصارحته فتعود لشرنقتها المغلقة!

لكنه اختار الأول مؤثراً دفء قربها ولو للحظات قبل أن يشعر بها تدفعه فجأة ببعض العنف لتنظر إليه بتشتت..
ثم تتلفت حولها لتشهق فجأة هاتفة:
_سند! أين سند ؟!! لم يكن ينبغي أن أتركه وحده.

تقولها لتهب واقفة ثم تركض نحو باب الغرفة تحاول فتحها ليلحق بها فتهتف بخوف مرضي:
_الباب! الباب مغلق!

يهز لها رأسه مطمئناً وهو يرفع المفتاح في وجهها فتهم بأخذه لكنه يقبض عليه كفه.. ثم يتناول راحتها بكفه الحر ليبسطها على صدره فتشحب ملامحها وهي تتحسس حدود المنشفة على جسدها كأنها استعادت لتوها وعيها بما يجري..

_أنا أصدقك.. دوماً أصدقك.. في كل مرة تحتاجين لأحدهم كي يشاركك جنونك فلتكن هذه الغرفة ملتقانا.. دعيني أر ما ترين.. أسمع ما تسمعين.. دعيني درعك أمام أشباحك.. ارمي كل أوزارك على كتفي أنا ولا تبالي.. لكن حاولي عندما تخرجين من هذه الغرفة أن تعودي لنفسك.. لا لأجلك ولا لأجلي.. بل لأجل سند..

تتسع عيناها بقوة مع كلماته فيهيأ إليه أن حلقة الزعفران تشتعل كما لم تكن من قبل..
خفقات قلبها الصارخة تكاد تلقيه من صدرها لصدره..
شفتاها ترتجفان بهذه الطريقة المهلكة كأنها تهذي بما لم يسمعه..
ربما تكون مجنونة حقاً..
لكنه الآن يوقن أنه أشد جنوناً منها و-بها-!

يفتح لها الباب أخيراً وهو يشعر بقرب فقدان سيطرته على هذا المارد الثائر بجسده ليسمح لها بالخروج فتركض نحو غرفة سند ليهم باللحاق بها لكنه يسمع رنين هاتفه..

ينعقد حاجباه وهو يميز الرقم الدولي الغريب الذي يتصل به في هذه الساعة..
من؟!
تراه هو؟!!!

يطلق زفرة مشتعلة وهو يفتح الاتصال ليصله صوت عاصي الذي لم يكن يحتاج أن يعرفه بنفسه :
_عرفت ما حدث.

يكز حسام علي أسنانه بقوة وهو يغلق الباب خلفه مخافة أن تسمع ديمة المكالمة.. المسكينة لا ينقصها المزيد من الخوف..
ليقول ببرود صارم:
_قبل أن تمارس هوايتك القديمة في التسلط على رقاب الخلق اعلم أولاً ما حدث..

صمت عاصي الرفاعي في موقف كهذا كان بمثابة إذن نادر!
ليطلق حسام زفرة أخرى وهو يعاود فتح الباب ليطمئن من بعيد لرقود ديمة الساكن جوار سند قبل أن يعود بحذر للغرفة ليحكي لعاصي الأمر باقتضاب محافظاً لنفسه على أغلب التفاصيل..

صمت قصير يسود بعدها يخفق فيه قلب حسام بترقب..
قبل أن يصله صوت عاصي المهيب يكاد يشعل الدنيا حوله رغم بروده:
_تريدهما في أمانتك إذن؟! فليكن! لكن لو أصاب أيهما خدش إصبع فلن يكفيني أن أقطعك إرباً إرباً وألقيك من فوق الجبل الذي ماتت عليه أم سند.. واعلم أنكم جميعاً تحت عيني حتى لو كنت مسافراً.. وعندما أعود سيكون لنا كلام آخر..

يهم حسام برد مستفز يخرس فيه غروره- رغم شكره الخفي لتمريره الأمر مؤقتاً - فديمة لا تنقصها المزيد من الضغوط..
لكن عاصي ينهي الاتصال فجأة دون كلمة إضافية!
=====






_تزوجها؟!
يهدر بها "الكوبرا" وهو يواجه إياد الذي أشاح بوجهه بينما الأول يردف ملوحاً بذراعيه في غضب نادر لم يره إياد على وجهه بهذه الحدة من قبل :
_وأين كنتم أنتم؟! أين كنتم؟!

_الأمر كله جاء مفاجئاً.. الرجال يقولون إن ديمة هذه مختلة نفسياً فعلاِ.. لم يكادوا يقتربون منها بعد تخدير الحارس حتي شرعت في الصراخ باسم غازي.. لم يحصلوا منها على حق ولا باطل كما يقولون.. ولم تحتمل دقائق بعد مجرد تهديد شفهي حتى سقطت فاقدة للوعي.. وعندما ذهبت للمشفى رفضت الحديث مع الجميع ليفاجأ الكل بخبر زواجها من ذاك الرجل الذي لا أفهم كيف تحرك بهذه السرعة.

يقولها إياد مبرراً ليلتفت نحوه الرجل بنظرة طويلة غامضة قبل أن يتحرك ليعطي ظهره له مواجهاً الحائط القريب لدقائق طالت في صمت تام..
وجعلت إياد يهمس بحذر مقاطعاً هذا الصمت أخيراً :
_بماذا تفكر؟!

لكن الرجل يبقى على وضعه لدقائق أخرى ليقول دون أن يلتفت إليه :
_تعودت عندما تتعقد الأمور أن أفكر أمام حائط خالٍ .. ذهني يستعيد أصفى حالاته عندما أستفزه هكذا..الجدران المغلقة تفتح الأبواب للأفكار.. جربها يوماً ربما اكتشفت أنك مثلي.

يرمقه إياد بهذه النظرة المتفرسة وهو يشعر أن هذا الرجل لغز كبير مغرٍ بالاستكشاف.. لو لم يكن مجرماً يحترف القتل لكان فيلسوفاً أو صوفياً من هؤلاء الذين يجيدون وصف الروح.. ربما لهذا يخدع من لا يعرف حقيقته بهذا الوجه منه!
لهذا يعاود قوله بترقب:
_ماذا ترى؟! حسام هذا لا يمكنه أن يبقى جوارها للأبد.. يمكننا أن..
_انسَ.. انسَ الأمر تماماً.
يقاطعه بها بحزم وهو يلتفت إليه ليقول إياد بدهشة:
_والمفتاح؟! ظننته على قدر أقصى من الأهمية لديك!
_لم أعد أريده.. جمّد الأمور تماماً يا إياد؟! هل تفهم؟! جمدها تماماً!
يقولها ببرود صارم فيهز إياد رأسه ليردف الرجل بنفس النبرة :
_وأنا الآخر سأجمد نشاطنا لبعض الوقت.

_إلى هذا الحد تخشى هذا الرجل؟!
يسأله إياد بحذر متعجباً فلا يظن أن محامياً كحسام القاضي هذا قد ينال من رجل كالكوبرا حتى ولو كان الأول ضابطاً سابقاً..
فالكوبرا نفسه له أتباع مخلصون من رجال الشرطة والجيش بل والقضاء عرف كيف يؤمن ولاءهم له منذ سنوات!

_حسام القاضي خط أحمر.

يقولها الكوبرا بنبرة غريبة صارمة فيهز إياد رأسه قائلاً:
_أعتبر نفسي إذن قد فشلت في خدمتك هذه المرة!
_لا بأس.. أعرف أنك بذلت ما في وسعك.
يقولها وهو يربت على كتفه بود ليرمقه إياد بنظرة حذرة وهو يعاود سؤاله:
_ونزار؟!

_أخبرتك أن نجمد نشاطنا تماماً لفترة.. ظننت كلامي واضحاً!
القسوة الصارمة في كلماته لا تحتمل المزيد فيتحرك إياد ليغادر البيت بخطوات سريعة لكن بتول تستوقفه في الحديقة فيرمقها بنظرة صارمة وهو يسألها :
_ما قصة اللقاء التلفزيوني الذي ستجرينه مع عزة الأنصاري هذا؟!
فتهز كتفيها لتقول بغموض ماكر :
_وهل تدخلت في عملك كي تتدخل في عملي؟!
_أي عمل بالضبط؟!
_عملي كمذيعة! ألا تذكر ؟!
تقولها ببراءة مصطنعة فيرمقها بنظرة متفحصة ليعاود سؤالها:
_إلى ماذا تخططين بالضبط؟!

_ولماذا يجب أن يكون هناك مخطط؟! زوجة أخيك مذيعة شهيرة وعودتها لبرنامجها خبر يستحق السعي خلفه.. لا أرى هناك غرابة!

يبقى يناظرها للحظات ببرود قبل أن تمتد قبضته فجأة ليعتصر معصمها بقوة آلمتها وجعلتها تصرخ بألم مستنكر ليهمس أمام عينيها مهدداً :
_قد لا أعرف ما يدور داخل رأسك الملتوي هذا لكنني أعرف شيئاً آخر.. عائلتي أول وآخر أسواري.. وأنا لا أتسامح مع من يقتحمون أسواري.. تعرفين أنني لا أحب العنف.. فلا تكوني أول استثناء لقاعدتي!

ترتجف حدقتاها رغماً عنها بخوف لم تملكه أمام نظراته الحادة لتغمغم وهي تحاول تخليص معصمها منه :
_لماذا تبالغ في تقدير الأمور؟! أخبرتك أنه مجرد روتين عمل.

يبقى يناظرها للحظات غير مكترث بمحاولاتها لتخليص يدها منه قبل أن يحررها أخيراً وهو يودعها بنظرة رادعة دون كلمة إضافية فتطلق سبة في نفسها وهي تراقب ظهره المنصرف بنظرات مشتعلة.. قبل أن تتحرك نحو الداخل لكنها تفاجأ بالكوبرا في طريقه للخروج..
تهم بالحديث إليه لكنه يبسط راحته في وجهها بإشارة تعرفها وجعلتها تتوقف صامتة مكانها تراقب رحيله هو الآخر..

يستقل سيارته بحراسة مناسبة نحو مكان ما ولم يكد يتوقف هناك حتى استقل سيارة أخرى بطاقم حراسة أخر..
يغير نفس الإجراء لعدة مرات في أماكن متفاوتة ضمن خطة تأمينه قبل أن يستقر به المقام في سيارة أخيرة دون حراسة هذه المرة..
هذه التي قادها نحو ذاك البيت الغريب هناك في ذاك المكان الساحلي المنعزل والذي بدا واقفاً وحده وسط فراغ المكان كنغمة شاذة وسط صمت الطبيعة حوله بين بحر وسماء وفجر..

فجر!
يليق بها الاسم والزمان.. والمكان!

يبتسم لنفسه بشجن وهو يوقف السيارة ليستقبله حارسا البيت بتوقير وقد اعتادا زياراته المفاجئة في نفس الوقت رغم تباعد أوقاتها..
دوماً وقت الفجر!

_نائمة؟!
يسأل عنها خادمتها التي استقبلته ناعسة النظرات لترد بسرعة :
_لا.. استيقظت لتوها في نفس الموعد.

يهز رأسه برضا وهو يصرف المرأة ليتوجه نحو غرفة الجلوس حيث يلتقيها دوماً..
ينتظرها كما يفعل كل مرة..
ليراها أخيراً وقد دخلت تتحسس خطاها..
ترفع أنفها كأنما تشم رائحته ثم ترتجف شفتاها بابتسامة واهنة :
_أتيت.

يأخذ نفساً عميقاً وهو يملأ ناظريه منها ليخرج صوته معبقاً بشجن لا يسمح له بالخروج إلا معها..

_أحتاج سماعك الليلة.. أكثر من أي وقت مضى.

تهز رأسها بطاعة وهي تتحسس خطاها من جديد نحو آلة عود تلقفتها أناملها بخبرة من اعتادت فعل هذا لسنوات..
تجلس على الأريكة القريبة لتبدأ في عزف لحن قديم دون غناء..
لحن بدا له - ككل مرة يسمع فيها عزفها- كأنه سحر يقتلعه من كل جذوره ليرميه في وادٍ غير واديه..

يخلع نعليه ليفترش الأرض أمامها محتضناً ساقيه.. مغمضاً عينيه..
تاركاً نفسه لهذا الشغف الذي يحلق بروحه..
بين شعوره بوجودها.. وعزفها!

تستمر في العزف لدقائق قبل أن ينتهي اللحن فتتوقف متوقعة أن ينصرف كعهده كل مرة..
لكنه يطلب منها أن تعيد.. فتمتثل..
يكررها ثلاثاً فتتنحنح قبل الرابعة لتسأله بتردد :
_تبدو مشغول البال هذه الليلة.
_تشعرين بي رغم أنك لا ترينني.
صوته ذو الشجن يثير المزيد من تساؤلاتها التي اعتادت كتمها طوال هذه السنوات..
من هو؟!
ولماذا يحتجزها هنا؟!
وهل يحتجزها حقاً أم يحميها؟!
دور "السجان" امتزج مع دور "الحارس" فلم تعد تدري في أي خانة تضعه!!
هي استعادت وعيها بعد حادث قديم تعرضت له لتجد نفسها فاقدة للبصر..
لا تذكر شيئاً عن ماضيها ولا عائلتها..
لا تذكر سوي اسمها الأول.. فجر!
فقط وجدته هو يصطحبها لهذا البيت..
ومن حينها وهي تقيم هنا تنتظر زياراته من آن لأخر..
في البداية كانت ترجوه أن يخبرها شيئاً عن نفسها.. او عنه.. أي شيء.. لكنه بقي متشبثاً بصمته حتى تعلمت كتم أسئلتها..
تراه!
تراه بقلبها!!
روحاً سوداء مختنقة لكنها لا تدري من أين يأتيها اليقين أنه لن يؤذيها..
أنها تعني الكثير لديه..
رغم أنه لم يحاول لمسها ولا حتى بمصافحة!
لكنها تشعر برابط غريب يشدها إليه..
هل كانا متحابين قبل أن تفقد ذاكرتها؟!
لماذا إذن لا يبوح لها؟!

_أعيدي العزف يا فجر.. أعيدي حتى آمرك بالتوقف!

ترتجف ابتسامتها الطيبة فوق شفتيها الحائرتين وهي تعاود العزف مرة تلو مرة..
تحاول تغيير اللحن لكنه يعيدها للحن القديم كأنما مس شيئاً بداخله..
تشعر أنه هذه المرة مختلف فتجد الجرأة أخيراً بعدما توقف العزف لتسأله :
_لن تبوح لي بشيء؟!
تتوقع صمته ككل مرة لكنه يرد بنفس الصوت ذي الشجن :
_ما الذي تريدين معرفته؟! أخبرتك أنني وجدتك بعد الحادث وأتيت بك إلى هنا كي أعتني بكِ.
_لماذا أشعر إذن أن الأمر يفوق صنيع معروف!
_ربما.
_هل ستسمح لي بالخروج لو رغبت.
_ولماذا ترغبين؟!
_أريد البحث عن نفسي.. عن عائلتي.. أنا لا أذكر أي شيء.
_وما أدراكِ لعل النسيان نعمة لا تدركين فضلها!
_لا أحد يحب العيش هكذا مثلي بلا ماضٍ.
_أعرف الكثيرين ممن يتمنون العيش مثلك بلا ماضٍ!
_على الأقل.. أخبرني.. من أنت؟! ما اسمك؟!
_لن يشكل هذا فارقاً! اعتبري أنك نسيتِ اسمي مع ما نسيتِه!
_لكن..

تقطع كلماتها بقنوط وهي توقن من عقم المحاولة ككل مرة لتصلها تنهيدته الحارة وهو يغمغم بشرود :
_من يدري؟! ربما تعلمين كل شيء يوماَ ما.. يأبى القدر إلا أن يطرق أبواب الماضي مهما أحكمنا إغلاقها.. واليوم خير دليل.

_ماذا حدث اليوم؟!
تسأله ببراءتها المهلكة فينهل من وجهها نظرة طويلة عميقة قبل أن تشعر به يتحرك ليقف كي يرتدي حذاءه من جديد يهم بالمغادرة..
تقف بدورها وهي تضع العود جانباً لتسأله :
_سترحل؟!
_تريدين شيئاً؟!

تصمت قليلاً ثم تتحسس خطاها نحوه فتلامس أناملها قميصه رغماً عنها ليرتد بضع خطوات للخلف هاتفاً :
_لا تلمسيني.

تجفل وهي تعود للخلف خطوة فيطلق زفرة قصيرة وهو يتحرك ليغادر..
لكنه ما كاد يصل للباب حتي سمع صوتها البريء خلفه :
_لا يمكنني فعل ما أرد به صنيع معروفك معي.. لكنني أشعر أنك مهموم اليوم.. هذه ساعة إجابة.. يمكنك الدعاء.
يبتسم لبراءتها وهو يعود لينهل من نقاء ملامحها ثم يرد بخفوت قبل أن يغلق الباب بينهما :
_ليس لمثلي أن يدعو.. لكن لو كانت لي أمنية.. فهي أن أموت هنا.. هنا بين يديكِ..ساعتها فقط.. سأسمح لك بلمسي.
======










*أحمر*
======
_أنا سمعت ضحكاتها الرقيعة بأذني جوارك!! سمعتها!!

تصرخ بها يسرا بهياج غيرة جنوني ليهتف إبراهيم محاولاً تهدئتها بحنان وهو يبسط راحتيه على كتفيها :
_اهدئي حبيبتي.. لا يزال جرحك لم يلتئم.. تلك المرأة لم تكن تضحك لي.. كانت تحدث إحداهن على الهاتف..
_وكيف عرفت أنت أنها "إحداهن" وليس"أحدهم" ؟! كنت تتابع مكالمتها؟!! كنت مهتماً بالحوار وبها؟!!
الغيرة الغاضبة ترجف حروفها أكثر فتكاد تنتفض مكانها ليزفر إبراهيم بضيق وهو لا يرى مبرراً لغيرتها هذه من إحدى الزبائن التي كانت تستقل معه سيارته.. إنها حتى لم ترها ولم تعرف لها سناً ولا هيئة.. كل ما سمعته هو ضحكاتها عبر الهاتف ولم يكد يصل للبيت حتى فوجئ بهذا الموشح!!

_سمرا! لا تجعليني أندم أنني أرد على مكالماتك أثناء ممارسة عملي.. يفترض بي أصلاً ألا أفعلها كي أكون منتبهاً أكثر للطريق!
ورغم حيادية نبرته الضائقة لكنها عادت تهتف بهياج وهي تتملص من بين ذراعيه :
_هذا ما ينقصني! أن تتجاهل اتصالاتي!! افعلها مرة يا إبراهيم.. افعلها وسأ..!

تقطع تهديدها الثائر دون أن تكمله فيعقد حاجبيه وهو يسألها بحدة :
_وماذا ؟! أكملي!

الغضب الثائر في عينيها يتحول فجأة لعجز لم تشعر به في حياتها من قبل وهي ترمقه بنظرة طويلة قبل أن تتحرك بسرعة نحو غرفتهما لتغلق بابها خلفها بعنف فيطلق زفرة مشتعلة وهو يتحرك بدوره ليغادر شقتهما نحو شقة أبيه السفلية..

_تعال يا إبراهيم! لماذا تصرخ سمرا؟!
يقولها ربيع بصوته الواهن الذي لا يزال يعاني إعياءه وهو يعتدل فوق فراشه ليتقدم إبراهيم نحوه بتوقير ثم يجلس أمامه ليسأله محاولاً تغيير الموضوع :
_تفقدتك عند عودتي قبل صعودي للأعلى وكنت نائماً.. كيف حالك اليوم؟!
_الحمد لله.
يقولها الرجل برضا ليهم إبراهيم بالنهوض قائلاً :
_سأحضر لك الطعام.
لكن ربيع يهتف قائلاً :
_لا تتعب نفسك.. سمرا أعدته لي وأعطتني الدواء كذلك قبل نومي.
تتسع عينا إبراهيم بدهشة لم تلبث أن تحولت لضيق وهو يغمغم :
_أخبرتها ألا تتحرك كثيراً.. ألم يكن من المفترض أن تحضر هبة اليوم لتتفقدك في غيابي؟!
لكن الرجل يهز رأسه ليرد بسماحة :
_هبة جاءت فعلاً.. لكن سمرا منعتها من الدخول زاعمة أن الأطباء منعوا زيارتي خوفاً على ضعف مناعتي بعد العملية.. أقسمت ألا يعتني بي أحد سواها.. جنة اتصلت كذلك تريد زيارتنا لكنني اعتذرت لها كذلك لنفس السبب.

يطرق إبراهيم برأسه وهو لا يدري بماذا يرد..
ليتفرس العجوز ملامحه وهو يسأله بحذر :
_لماذا كانت تصرخ؟! أغضبتَها؟!

_غيرتها خانقة!
_وكأن غيرتك أنت أقل حدة!! أنت تكاد تشتري لها أي "قمقم" تحبسها فيه العمر كله!
يقولها العجوز بضحكة مكتومة ليرفع إليه إبراهيم عينيه بابتسامة واهنة وقد سره أن يستعيد أبوه مزاحه..
ليته فعلاً يكون قادراً أن يحبس عفريت فتنتها في قمقم أبد الدهر فلا يطلقه غيره ولا يراه بعده أحد!!

_زوجتك خائفة.
ينتزعها بها أبوه من شروده ليهز إبراهيم رأسه بينما يردف ربيع :
_لم أشعر بالشفقة على أحدهم كما أشعر بالشفقة عليها هي الآن.. كلما رأيتها تبدو لي كقط خائف مقوس الظهر يرتجف منتظراً مصيبة.. نظرتها خائفة.. كلماتها خائفة.. حتى ابتسامتها خائفة.

_أعرف..أعرف.. والأسوأ أن خوفها انتقل لي أنا الآخر.. صرت عاجزاً عن احتواء هذا الخوف.
يقولها إبراهيم بقنوط ليبتسم له العجوز قائلاً :
_لا أظنها تحتاج منك إلا لأن تبقي جوارها.. اصعد إليها.. أسوأ ما يمكن أن تفعله بامرأة غاضبة أن تتركها وحدها حتى تهدأ.. لو لم تحتمل نارها فلا حق لك في جنتها.. اصعد إليها يا ابني.. واسترضها.. المسكينة محبوسة بين الجدران طوال اليوم وجرح جسدها لم يبرأ بعد.

يبتسم له إبراهيم براحة وهو يهز رأسه فيدعو له أبوه بالبركة ليغادر الأول شقة أبيه وقد خطرت له فكرة شرع في تنفيذها..

وفي غرفتهما جلست يسرا مشدودة الجسد علي طرف الفراش لا تستطيع حتى الاستلقاء علي ظهرها..
كل ثانية تمر عليها هنا تزيد ثقل الجبل على كتفيها..
كوابيس نومها لا ترحمها..
وأوهام يقظتها تحاصرها وهي تتخيل نفسها فجأة دونهم!
والأسوأ.. أنها صارت تخجل من الدعاء وهي تشعر بإثمها يقف حائلاً بينها وبين القبول!

ابراهيم!
تعرف أنها صارت مغالية متطلبة في مشاعره نحوها كأنها تريد أن تنهل منها قدر الري قبل أن يجف النبع!
ويا ويلها يوم يجف!!

تنقطع أفكارها الشاردة وهي تشعر به يدخل الغرفة فترفع عينيها إليه بتحفز متوقعة أن يكمل الشجار..
لكن ملامحه بقيت هادئة وهو يقترب أكثر حتي صار قبالتها فانحني نحوها ليلبسها وشاحاً قريباً غطى به شعرها ثم نظر لعمق عينيها قائلاً بنبرة آمرة :
_أغمضي عينيك ولا تفتحيها أبداً حتى أخبرك.
تشيح بوجهها في عناد لم تملكه بطبيعتها الجموح..
لكنه ينحني أكثر ليخفي وجهه في تجويف عنقها فتتسلل رائحته لحناياها قبل أنفها..

_أعرف أنك لا تقاومين حركتي هذه.. وكل شيء مباح في الحب والحرب كما يقولون.. لهذا أنتظر بغرور طامع أن تعانقيني أولاً.. تعتذرين ثانيا.. ثم تغمضين عينيك كما أمرتك.

همسه يتأرجح بين حزمه الخشن ومرح لا ينقصه فلا تشعر بنفسها وهي تمد ذراعيها لتعانق فيه العالم كله!!
تعتذر مرة تلو مرة بانطلاق فلا تدري عن أي شيء تعتذر..
تغمض عينيها ليس فقط كما أمر.. بل كما أرادت هي في هذه اللحظة..

_لماذا يدور الزمان؟! لماذا لا تتوقف xxxxب الساعة هاهنا؟! فتبقى هكذا بين ذراعي.. رائحتك تملأ أنفاسي فلا يعنيني لو خرج آخرها بعدها؟!

تهمس بها بحرارة أشعلت جوارحه وجعلته يتعجب هذا الحب الغريب الذي تحمله له..
يعرف عن طبع النساء - كما يسمع- الدلال والتمنع لكنه معها هي يشعر أنها ترضى منه بكلمة!

يقبل جبينها بعمق فتتشبث به وقد شعرت بقرب ابتعاده لكنه يهمس لها آمراً :
_ماذا قلنا؟!

تغمض عينيها بقوة امتثالاً لأمره فتشعر به يحملها بين ذراعيه، لا تعرف أين يذهب بها لكنها تتشبث به أكثر باستسلام وهي تشعر به يتحرك بها فتخفي وجهها في صدره وقد قنعت بلحظات هدنة وسط كل هذه الحروب التي تشتعل بصدرها..
تتنفس الدنيا عبر رائحته من جديد فتود لو تبقى هذه الدقائق للأبد!

لكنها تشعر به يتوقف أخيراً ليهمس عبر أنفاسه المتلاحقة:
_يمكنك أن تفتحي عينيك الآن.

تفتح عينيها لتتسعا بدهشة وهي تميز صعوده بها إلى السطح..
لكن الغريب هو هذه الخيمة التي استقرت فوقه والتي دخل إليها بها ليرقدها برفق فوق عدد من الوسائد الصغيرة التي بسطها هناك..
تتسع عيناها أكثر وهي تميز الشموع الصغيرة التي أضاءت ظلمة الليل حولهما مع بعض الزهور التي نثرها متفرقة..

_مادمتِ لا تستطيعين الخروج.. يمكننا فقط تغيير الجو.

يقولها بمرح وهو يقرص وجنتها بخفة مشيراً للقمر الذي بدا من باب الخيمة المفتوح مردفاً :
_اعتبري نفسك في رحلة "سافاري"! عاشقان تحت خيمة أمام القمر! أخيراً وجدت فائدة ل"كراكيب" الحرافيش في الغرفة السفلية.. ما رأيك فيها؟!

تلتمع عيناها بعمق عاطفتها في هذه اللحظة وهي تنظر إليه بغرابة..
كيف تخبره أنها عاشت عمراً قبله تظن السعادة تقاس بمدى البذخ والترف؟!
حمقاء كانت لم تعرف أنها يمكن أن تكون الأروع بهذه البساطة!
مجرد خيمة قديمة وبضع وسائد يحملها إليها ذراعا عاشق فيفتح لها باباً للقمر.. وكفى!

_تشربين الشاي بالنعناع؟!
يقولها بنفس المرح الذي اكتسب نبرة مغوية وهو ينحني نحوها فتجد نفسها تغمغم بقلق أمومي لم تتكلفه:
_أنت لم تأكل! لا تشرب الشاي على معدة خالية!

ضحكته العالية تداعب قلبها بهذا اللحن الذي يخصه وحده وهو يعاود الاستقامة بظهره فيبدو لها في وقفته هذه شديد البعد..
ليرد بمرح :
_ألم أخبركِ أنك تذكرينني بأمي؟! لم يبقَ سوى ان تلفي صدري بورق جرائد خشية البرد!

تبتسم فتشرق عيناها ليردف وهو يعطيها ظهره كي يعد الشاي بالخارج :
_اطمئني.. أكلت وجبة خفيفة في الطريق قبل عودتي.

_إبراهيم..
تناديه فيلتفت نحوها لتهم بالنهوض قائلة:
_دعني أعده معك.
_لا.. ابقي مكانك ولا تتحركي..
يقولها آمراً فتعود لرقادها مستسلمة لتهتف به :
_لا تضع النعناع إلا أمامي.. أحب رؤية الورقة وهي تسقط في الكوب.
_أعرف.
يغمزها بها بمرح فتبتسم بارتياح وهي تستسلم لشعورها بالراحة..
رائحة الهواء البارد التي تأتيها من الخارج تمتزج برائحة الزهور حولها لتصنع مع ضوء القمر وسط سكون الليل حولها جواً غريباً يشبه الخيال..

تراه يعود أخيراً بما يحمله ليضعه أمامه ثم يمضي ليطفئ الشموع فترمقه بنظرة متسائلة ليرد ببساطة :
_ظننت قماش الخيمة حاجباً للضوء.. أخشى أن يرى أحدهم ظلالنا داخل الخيمة من االخارج..
يقولها ليضطجع جوارها مستنداً على ذراعه يرقبها من علو ثم يزيح عنها وشاحها ليهمس أمام عينيها :
_ثم ما حاجتنا للإسراف وأمام عيناي قمران لا قمر واحد!

تتسع ابتسامتها مع هذه الدموع التي تكدست فجأة في عينيها وهي ترفع إليها ذراعيها إليه هامسة:
_ارفعني إليك!

تضيق عيناه بتفحص وهو يشعر أن "كلمتيها" تحملان ما يفوق بكثير معناهما الظاهر.. خاصة مع رجفة جسدها التي استشعرها وهو يجذبها نحوه برفق ليريح رأسها على صدره.. يرفع ساقه قليلاً ليحتوي جسدها الممدد بين ذراعيه لكنها تسند رأسها على ركبته المرفوعة لتمد أناملها نحو وجنته فتحتضنها هامسة :
_تصدقني لو أخبرتك أن هذه الخيمة - على ضيقها- معك تكفيني.. بل تكاد تساوي حلمي بالضبط.. ليت العالم يبقى هكذا.. أنا وأنت فقط.. دون خوف!

فيقبل راحتها المحتضنة لوجنته ليداعب جبينها وشفتيها بأنامله هامساً بجدية :
_"دون خوف"! هذا بالضبط ما أريد التحدث معك بشأنه!

يهيأ إليه أن ملامحها قد شحبت فجأة رغم خفوت الإضاءة حولهما وقد همت بالنهوض متسائلة بقلق:
_ماذا تقصد؟!
لكنه يبقيها مكانه وهو يميل عليها بقبلة ناعمة لوجنتها قبل أن يهمس لها برقة رجولية :
_كلنا نستشعر خوفك.. لست أنا وحدي.. هوّني عليكِ حبيبتي.. لا داعي لكل هذا القلق الذي يفسد حياتك.. أعرف أنك مررتِ بظروف صعبة على فتاة عاشت وحيدة وسط الناس.. لكننا الآن معاً.. وسنبقى كذلك إن شاء الله.

_لا تلمني في خوفي.. فقط ابق معي.. ارفعني اليك دوما كما الان.. ازرعني بين ذراعيك وصدرك فلا يقتلعني منك إلا الموت..
تهمس بها بخفوت مغمضة العينين فلا يكاد يسمعها بأذنيه بل بقلبه..
يرفع ساقه أكثر ليشدد ضمته إليها في جلستهما هذه كأنه يمنحها ويمنح نفسه - قبلها- االأمان وقد تسرب الخوف منها إليه..
فقط لو تبوح أكثر بما يؤرقها..
هل يقتصر الأمر على مجرد غيرة نساء؟!

_أحياناً أتمنى لو أخترق رأسك لأدرك ما يخيفك هكذا كي أتمكن من منحك الأمان..
يهمس لها بها بعتاب رقيق وأنامله تجيد عزفها الحاني فوق ملامحها كأنه يرسم صورة لها..
لترد ولا تزال مغمضة العينين كأنها تخاف فتحهما فيتبدد الحلم.. :
_لو كنت قابلتني في عالم آخر وزمان آخر .. باسم غير اسمي.. وشكل غير شكلي.. وحياة غير حياتي.. هل كنت ستحبني؟! هل كنت ستكتفي بهذا العشق الذي أحمله لك بداخلي؟! بهذه الروح التي وصلتَ أنت لأعمق أراضيها وأعلى سماواتها؟! بهذا الإيمان الذي غرسته أنت داخلي وتعهدت أنا أن أرويه ما بقي من عمري؟! كنت ستكتفي بكل هذا؟! كنت ستكتفي؟!!

لا تزال تكررها بانفعال حار عبر خيطين من الدموع ليرتعد قلبه بين ضلوعه بعنف شعوره بها في هذه اللحظة..
ورغم تعجبه من حديثها بهذا الشكل لكن خياله - البريء لم يحمله سوى لأنها تخجل من نشأتها الأكثر بساطة منه وكونها بلا أهل..

_كنت سأكتفي.
يهمس بها بحسم وشفتاه تخرسان سؤالها المتكرر بقبلة عميقة جعلت أنفاس كل منهما تدوي في صدر صاحبه..
كان يتشبث بها تشبثه بالحياة التي لم يعرفها قبلها..
وكانت تتشبث به تشبثها بالحياة التي تخاف فقدها بعده..

عاطفتها كعهدها تشتعل بجنون يذيبه مرضياً شغف رجولته لكنه يبعدها ليهمس عاتباً :
_لم تستعيدي بعد عافيتك.. أنا أيضاً افتقدتك حد الجنون لكن دعينا نصبر قليلاً.

تبتسم له بين امتنان وخيبة وهي تضم كفه لصدرها بحب فيتنهد بحرارة وهو ينحني ليضع لها ورقة النعناع الخضراء في كوب الشاي الذي رفعه نحو شفتيها لتمتد أناملها الحرة فتحتضن أصابعه على الكوب ثم ترتشفه بهناءة هامسة:
_أحب رؤيتك وأنت تضعها لي هكذا.. لون الشاي القاتم يشبه حياتي قبلك وورقة النعناع هذه هي أنت.. أنت هزمت لون العمر الداكن بخضرة قلبك ومنحته مذاقاً ورائحة!

_من أين تأتين بهذا الكلام يا ساحرة؟!
يهمس بها بافتتان وهو يربت على وجنتها برقة لترد بحرارة عبر شرودها القصير:
_حبك علمني.. كما علمني كل شيء بعده.

يبتسم وهو يداعب خصلات شعرها الناعمة ليقترب بوجهه من عينيها هامساً:
_أفهم من هذا أنني صالحتك؟! نسيتِ الزبونة وضحكاتها وغيرتك؟!

ضحكتها تمتزج بضحكته للحظات قبل أن تعاود ضم كفه لصدرها لتقول بنبرة عاد إليها دلالها :
_سامحتك هذه المرة.. لكن إياك ألا ترد على اتصالي كما زعمت.. إياك أن تفعلها يوماً يا إبراهيم!

_أعدك..
يهمس بها بحرارة فتتوقع أن يعدها بما قالته لتوها.. لكنه يردف مكررا عهد عشقهما اليومي.. لينهيه بقوله :
_أن أبقى حين لا يبقى أحد.. وأن أحبك كما لم يحبك أحد..

فتتنهد بحرارة وهي تحيد ببصرها نحو القمر الذي بدا لها من باب الخيمة.. شديد القرب.. إنما شديد البعد..
ترمقه بعينين ضارعتين كأنما ترجوه أن يبقى هكذا..
تعلم أنه مستحيل.. لكنه قدرها..أن تعشق المستحيل!!

_سندس زارتك اليوم؟!
سؤاله يخرجها لدائرة أخرى من دوائر اهتماماتها فترمقه بنظرة مترددة ليسألها بقلق :
_ما الأمر؟!
_لا شيء.. فقط.. مجرد شكوك..!
_أنا أستمع.
نبرته تزداد اهتماماً وهو يدفعها لشرب المزيد من كوبها فتتنحنح وهي تطرق ببصرها تتخير كلماتها..
لكنه يستحثها بالقول :
_سمرا! بماذا تفكرين ؟!

_الفتاة تبدو لي مختلفة..
_أنا الآخر شعرت بغرابة بعض تصرفاتها.. ارتباكها العام صار مريباً..
_تذكر تلك الليلة التي خرجت فيها معك بسيارتك ليلة ذهاب أبي للمشفى؟! رأيتها ليلتها تقف مع أحدهم في أحد الشوارع الخلفية.. وعندما واجهتها بعد العملية أنكرت أول الأمر.. ثم.. ادعت كونه مجرد صبي لتاجر ممن تشتري منهم بضاعة للكشك.
تقولها بتردد لينعقد حاجباه بغضب هاتفاً:
_ماذا؟! ياللمصيبة!! تظنينها تورطت معه؟! تظنينها..

_لا أظن الأمر هكذا.. أنا أخشى شيئاً آخر!
تقولها بتوجس ليهتف بها بانفعال :
_قولي ولا تترددي هكذا.. تعلمين أنني لن أفشي سرها.
_مخدرات!

تقولها لتتبعها بزفرة حارقة وهي تشيح بوجهها ليطلق شهقة مستنكرة وتشنج جسده يفضح توتره..
لتشيح بوجهها قائلة :
_لاحظت عليها بعض الأعراض.. ويهيأ إليّ أنني لمحت بعض الأقراص معها.
_وكيف عرفتِ أنتِ الأعراض وشكل الأقراص؟!
يسألها بدهشة مستنكرة لكن عين شعورها بالذنب تؤولها لشكه فيها فترد كاذبة بسرعة :
_إحدى زميلاتي في محل عملي كانت كذلك قبل أن يطردها صاحب المحل.

يحمر وجهه بانفعال غاضب هاتفاً:
_لا حول ولا قوة إلا بالله! الفتاة كانت تحضر معنا دروس المسجد وتؤدي صلواتها بانتظام.. كيف انجرفت لهذا الطريق؟!

_سن خطِر! وانعدام رقابة وإغواء شيطان! لا تلمها.. أنت لا تعرف شعور من يلقون أنفسهم لتجربة كهذه!

تغمغم بها منكسة الرأس وهي تشعر بثقل ماضيها يجثم على صدرها..
لكنه يبدو غافلاً عن كل هذا ولا تزال لغة جسده تصرخ بالجزع :
_سنفكر معاً في حل لمساعدتها.. لكنني لن أسمح لها بدخول البيت بعد اليوم.
_ماذا تقول يا إبراهيم؟!
تهتف بها باستنكار وهي تعتدل في جلستها ليهتف بانفعال :
_لن آمنها عليك ولا على أبي المريض.. ما يدريني أي شيء ستفعله وهي مغيبة العقل تحت تأثير تلك العقاقير! الواحد من هؤلاء قد يقتل أحدهم للحصول عليه!

_قتلتِ ابنك يا مجرمة!

تدوي في أذنيها - من ماضيها- كالرعد فتشهق بحدة كأنما تلقت طعنة في صدرها ليربت على ظهرها بحنان هاتفاً :
_لا تخافي هكذا! سنجد لها حلاً بإذن الله.

لكن عينيها تبقيان شاردتين في الفراغ للحظات كأنما اختطفها ألم الماضي وخوف الحاضر معاً..
تشعر به يعانقها من جديد صامتاً فتستسلم لدفء عناقه للحظات قبل أن تجد صوتها الشاحب فتتلقف كفيه بين راحتيها لتنظر إليه هامسة بضراعة :
_أرجوك يا إبراهيم.. الإقصاء ليس حلاً.. ثق بي.. أنت اعتنيت بي حتى انتشلتني مما كنت فيه.. دعني أحذو حذوك لعلك تفتخر بي يوماً ما.. دعني أساعدها هي وسامي..
_وكيف ستفعلين؟!
_الفتاة تثق بي.. تعتبرني صديقة وأختاً.. دعني أقترب منها أكثر وأفهم منها ما يحدث.. لعلي أقنعها بالاعتراف بالأسباب وسرعة العلاج.. أرجوك.

يبدو عدم الاقتناع على ملامحه وقد غلبه الخوف على سمرا وعلى أبيه لكنها تستمر في تضرعاتها الباكية ليتنهد أخيراً قائلاً باستسلام :
_حسناً.. لكنك ستأخذين حذرك وستخبرينني بأدق التفاصيل.
_أعدك.. لكن عدني أنت أيضاً ألا تخبر أحداً حتي نري ما سيمكننا فعله معها.. الفتاة لا تزال صغيرة وأخبار كهذه تنتشر كالنار في الهشيم لتسوئ سمعتها.
تلتوي شفتاه بشبه ابتسامة حوت الكثير من الفخر وهو يميز خوفها الصادق على الفتاة ليهز رأسه موافقاً ثم يضم رأسها لصدره هامساً بشرود :
_أبي كان يقول دوماً أنني وهبة كالعصا.. صلبة غير مرنة.. لهذا كان يثني كثيراً على حسن رحمه الله.. كان يشبهه بالغصن الذي يتمايل مع الريح دون أن ينكسر.. الآن أفهم قيمة وجودك في حياتي.. لعلك توازنين بلين طباعك هذا العيب فيّ.
_أنت بلا عيوب.
تهمس بها بهيام وهي تقبل ذقنه فيضحك وهو يشير للشاي جواره :
_برُد الشاي.
_لا بأس.. لا أبالي بشربه بارداً مادام من يدك.
تهمس بها بدلال وهي تراه يسقيها المزيد فتستسلم لسكينة مؤقتة للحظات قبل أن تنتبه فجأة لتهتف :
_موعد دواء أبي!

تنتفض واقفة لتتأوه بألم مع عنف حركتها لتتحسس جرح جسدها فيهتف بها إبراهيم عاتباً وهو يقف بدوره :
_انتبهي لنفسك.. تهورك هذا سيودي بك للتهلكة يوماً ما.

تبتسم له عيناها كأنها تخبره بحسرة كم هو صادق!
قبل أن تقول بتماسك:
_سأنزل لأعطيه الدواء وأتفقده والحق أنت بي بعدما تلملم هذه الخيمة..
فيضحك وهو يحك مؤخرة رأسه ببعض الخجل قائلاً:
_معك حق.. الحرافيش لا يرحمون! ستكون مضغة في أفواههم العمر كله!

تبتسم وهي تبسط راحتيها على صدره لتنقل بصرها بين عينيه وبين القمر الذي بدا لها مشعاً كهذا الشعور في صدرها لتهمس له برجاء :
_عدني بأمسيات كثيرة كهذه.. أحببتها..
_تطلبين الكثير من الوعود هذه الأيام!
يهمس بها مشاكساً وهو يعيد ضبط وشاحها علي رأسها كي يمكنها الخروج لتتنهد بحرارة وهي تطرق برأسها هامسة:
_لعلك تفي بها كلها.. لعلك تفي!
========
انتهى الفصل التاسع والعشرون


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-21, 02:12 AM   #2687

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الوفى طبعي الوفى مشاهدة المشاركة
يا حبيبتي يا نيمو والله غصب عني

انا من فترة قريبة نمت في المشفى مرتين في قسم الاعصاب وخبروني انه عندي ضغط عالي في الدماغ وانه لازم ما اضغط نفسي.

بس المشكلة انه انا نفسي اخلص جامعة ع طول عشان هيك تعليم 4 سنين خلصته في ثلاث سنين والحمد لله..

وهلا انا في الفصل الاخير وعشان ما اضطر اني اتعلم كمان فصل نزلت 21 ساعة وفيك تتخيلي مواد هذا الفصل واكثرهن عملي غير مشروع التخرج.. ولتاريخ 4/4 لازم اسلم كل شيء ع منصة الانشطة وهذا ضغط كبير بالنسبة لي.

غير الامتحانات النهائية في رمضان.

بس اكيد ولا يمكن اني اتغيب عن فصولك وان شاء الله رح ارجع عن قريب اكتب تعليق يليق بمقامك ومقام كتاباتك💕
حبيبتي ربنا يوفقك يارب ويرزقك البركة في الوقت ويبلغك كل ما تتمنيه


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-21, 02:53 AM   #2688

المشاغبة

? العضوٌ??? » 406852
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 446
?  نُقآطِيْ » المشاغبة is on a distinguished road
افتراضي

حبيبة قلبي ي نيمو ي جمال الفصل و لطااافته الله يسعدك و يعطيك العافيه ❤️
و استفهامااات كبيرة بدأت تكبر زيادة في رأسي

كل الحب لقلمك و كتابتك الله يسعدك و يعطيك العافيه ❤️


المشاغبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-21, 03:09 AM   #2689

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي

فصل رائع دومتى مبدعة مش عارفة ليه اتعاطفت مع الكوبرا الفصل دا هو العيب فيا ولا حسيتوا زى🙊🙊

داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-21, 03:11 AM   #2690

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

الفصل روووعه تسلم ايدك بس ايه الغموض ده مين هو الكوبرا ده شكله هيكون مفاحاه جامده جدااا

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:56 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.