آخر 10 مشاركات
تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          للقلب رأي أخر-قلوب أحلام زائرة-لدرة القلم::زهرة سوداء (سوسن رضوان)كاملة (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          أغلى من الياقوت: الجزء الأول من سلسلة أحجار كريمة. (الكاتـب : سيلينان - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          39 - ابنة الريح -روايات أحلام قديمة (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] الــخــوف مــن الــحــب للكاتبة : bent ommha (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          عذراء في ليلة زفافها (22) للكاتبة: Lynne Graham *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5716Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-07-21, 01:40 AM   #2951

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضور

داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-21, 01:50 AM   #2952

Moon roro
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 418427
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 852
?  نُقآطِيْ » Moon roro is on a distinguished road
افتراضي

مساء الخير
تسجيل حضوووور


Moon roro غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-21, 01:52 AM   #2953

ميمو٧٧

? العضوٌ??? » 416015
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 700
?  نُقآطِيْ » ميمو٧٧ is on a distinguished road
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 111 ( الأعضاء 34 والزوار 77)
‏ميمو77, ‏ردينه حسن, ‏Omsama, ‏ahmed@haneen, ‏sara osama, ‏ines e, ‏سوووما العسولة, ‏داليا انور, ‏nes2013, ‏روروريري, ‏Panaa, ‏husse, ‏Aysl, ‏hibba, ‏ريناااات, ‏Tankosha, ‏الصبر بس, ‏ميدو توتا, ‏hlkdi, ‏Sasso Esso, ‏امل الس, ‏M.T.A.T, ‏المشاغبة, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏فاطمة توته, ‏اريج القران, ‏اميرته العنود, ‏ع عبد الجبار, ‏redrose2014, ‏DoaaM, ‏shimaa saad, ‏rahasff, ‏آمال يسري, ‏سهى ابنعوف


ميمو٧٧ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-21, 02:06 AM   #2954

بسنت محمود

? العضوٌ??? » 480576
?  التسِجيلٌ » Nov 2020
? مشَارَ?اتْي » 141
?  نُقآطِيْ » بسنت محمود is on a distinguished road
افتراضي

تسجيللل حضور 🚶
بانتظار المتفرقعات ❤️


بسنت محمود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-21, 02:09 AM   #2955

Alaa free

? العضوٌ??? » 450221
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 35
?  نُقآطِيْ » Alaa free is on a distinguished road
افتراضي

بنستنى الفصل على نار 😁🖤🖤🖤

Alaa free غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-21, 02:34 AM   #2956

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

الطيف الخامس والثلاثون
======

*فرنسا..آنسي..

_لن أكف عن الطرق هذه المرة يا "لارا".. لن أمضي كالمرة السابقة.. افتحي.. افتحي.. سأكسر الباب..

تصرخ بها يولاند بالفرنسية وهي تطرق الباب بكل قوتها حتى أدمت قبضتها لكنها لم تكن تشعر بالألم..
لقد صارت تعلم معنى ان يفيض الوجع من الداخل فلا يترك منفذاً لوجع من الخارج..

_اهدئي بالله عليك! الجيران سيطلبون لنا الشرطة.

يقولها جهاد محاولاً تهدئتها والحزن يعتصر قلبه على حالها.. المسكينة فوجئت عقب عودتها بوفاة والديها.. أخبرتها بها لارا المرة السابقة بحقدها الغاضب وهي تغلق الباب في وجهها.. أخبرتها أن والدها لم يقوَ على نسيانها حتى بعدما صفى تجارته وترك باريس إلى هنا.. أنه رغم ردوده الباردة وقطعه علاقته بها كان ينتظر عودتها.. أنه مات وهي آخر اسم تلفظ به.. قبل أن تلحق به أمها بعد عام..
كل هذا حدث وهي لا تعلم!
كأنما توقعت أن يتوقف العالم هنا كما توقف عالمها هي بعشقها لرجل بادرها من ظهرها بطعنة غدر!
رجل منحته أقصى ما يمكنها منحه فأبى منحها أقل ما تستحق!
إشفاقه نحوها يفوق رثاءه لذاته وهو لا يعرف كيف يواسيها..
لقد عاشت طوال هذه السنوات تمني نفسها أن يقبلوها من جديد..

_أرجوكِ يا لارا افتحي.. لم أكن أعلم.. أقسم أنني لم أكن أعلم.. طوال هذه السنوات وأنا أمني نفسي بأنه قد تحدث المعجزة يوما وتقبلونني لو عدت ..غدر بي قطار العمر فلم أنتبه.. غدر بي بعدما منحني ثلاث معجزات لا واحدة.. كل طفل من أطفالي كان بمثابة معجزة وددت لو تعاود مد الجسور بيننا.. والآن ذهب كل هذا.. كل هذا صار مجرد رماد..

تنتهي كلماتها مع طرقاتها وهي تنهار بجسدها فوق الباب الذي بقي مغلقاً لتدمع عينا جهاد وهو يشهد انهيارها غير قادر على مد يد عون..
_عودي من حيث أتيتِ! يولاند ماتت.. ماتت!

تصرخ بها لارا بصوت باكٍ من خلف الباب المغلق فتطلق يولاند ضحكة ساخرة بدت غريبة وسط دموعها وهي ترفع عينيها نحو جهاد قائلة بالفرنسية :
_سمعتها؟! يولاند ماتت.. وفدوى ماتت قبلها.. فمن بقى لي؟! من بقى لي؟!

يبتلع غصة حلقه وهو يشيح بوجهه للحظات قبل أن يعود ليمد لها كفه فتتعلق به لتقف مترنحة للحظات..

_دعينا نغادر الآن..
_لا!
تصرخ بها بفزع من يخشى المزيد من فقد آخر خيوطه وهي تهم بطرق الباب لكنه يهتف بحسم :
_سنعود في وقت لاحق.. اتركيها الآن حتى تهدأ.

ترمقه بنظرة مشتتة شع فيها بعض الأمل وهي تعاود النظر للباب المغلق قبل أن تتخذ قرارها وتسير جواره عائدين للفندق الذي اختاراه للإقامة هنا..
ورغم جمال الطبيعة حولها لكنها لم تكن تبصر في هذا العالم كله إلا القبح..
قبح الغدر.. الخذلان.. والأسوأ قبح "الشتات"..
لهذا ما كادت تستقر معه في المطعم المطل على بحيرة آنسي في الفندق حتى بادرته بسؤالها الشارد :
_تظن الله يعاقبني لأنني غيرت ديني؟! أخذ مني ريان ثم أولادي وأخيراً أبي وأمي ولارا.. تظنني كنت على خطأ عندما..

_يولاند!
يقاطعها بها بصرامة فجرتها حميته لدينه لأول وهلة قبل أن يتمالك نفسه ليردف بنبرة أرق:
_تعلمين أن مثلي لن يمنحك الجواب الذي ترضينه.. السؤال داخلك يصرخ باستغاثة وأنت وحدك من ستسكتينه بالجواب الصحيح.. أعذرك في شتاتك.. في حيرتك.. في كل هذه الفوضى التي وجدت عالمك يغرق فيها فجأة.. لكن أرجوكِ أن تتمهلي في الحكم.. "الدين ليس لعبة" و"الله لا يُختبَر".. حاشاه! لو كنتِ تريدين خوض الطريق من أوله فأنا معك ولن أتركك حتى تهدأ كل وساوسك.. لكن لا تخلطي الأوراق وتلبسي الحق بالباطل.

لكنها تبدو في وادٍ غير واديه وهي تشرد ببصرها نحو ماء البحيرة لتغمغم بخفوت:
_لم أتوقع هذه الضربة على رأسي هنا أيضاً.. كنت أنتظر دعم عائلتي لأعود.. لماذا تخذلني الدنيا كلها بهذه الطريقة؟! لماذا؟!

يغمض عينيه بوجع يشاطرها فيه والسؤال الأخير يفرض نفسه عليه هو الآخر..
لماذا ؟!
لماذا؟!
يستغفر الله بصوت مسموع وأنامله دون وعي تتحسس ميدالية حنظلة التي صارت حبيسة جيبه..كما صار هو حبيس خذلانه!

عيناه تحيدان نحو ماء البحيرة بدوره فيرى عليها صورتها..
زهرة..
تبتسم له هذه الابتسامة التي عرفها منذ سنوات..
ترتدي شاله الفلسطيني فوق ثوب زفاف أأبيض..
وترفع كفها بدبلتها بألوان علم بلاده لتلوح له من بعيد..
لكن الصورة تنقلب فجأة..
ابتسامتها تتحول لضحكة ساخرة تتهكم علي ضعفه..
الشال تطيره الريح ليسقط تحت قدميها..
الثوب الأبيض يتسخ..
والدبلة تهوي من الإصبع المتورم بها لتغرق في بئر بلا قرار..

_هل وصلك رد بشأن المشفى الذي راسلته؟! زعمت أن مديره يعرفك شخصياً.

ينتزعه صوت يولاند من شروده فيتنحنح وهو يتجاوز مرارته ليفتح حاسوبه المحمول باحثاً عن رسالة..

_إنه أملي الأخير.. انتظري.. يبدو.. يبدو أنه قد وصل.

يقولها ببعض الأمل وهو يفتح الرسالة لتتسع عيناه بلهفة لأول وهلة قبل أن يخذلهما الرد من جديد..

_صديقي العزيز.. تعرف كم أعتز بصداقتنا وكم يشرفني العمل معك.. وتعرف أن ثقتي فيك بلا حدود.. شهاداتك العلمية وخبراتك العملية تجعلك كنزاً لأي مكان تنتمي إليه لكن.. اعذرني يا صديقي.. ما حدث في مصر لن يمر بسهولة.. أعرف أنه قد تمت تبرئتك من التهمة.. لكن.. هذه الأشياء تترك خلفها رماداً لا يمحى أثره خاصة مع جنسيتك الفلسطينية.. لا تفقد الأمل.. ربما يمكنني لاحقاً أن..

يغمض عينيه عن قراءة بقية الرسالة وقد بدت له بلا معنى..
المعنى الحقيقي وصله ولا مجال للمزيد..
تماماَ كما قالت يولاند..
الدنيا كله تخذله!

_يولاند!

يلتفت كلاهما للصوت الغريب الذي صدح جوارهما بالفرنسية ليعقد جهاد حاجبيه باستغراب بينما تشحب ملامح يولاند لوهلة وهي تميز ملامح الرجل..

_أخبروهم أن طيور قلوبنا عزيزة.. لا تطارد الفتات ولا شربة الماء العكرة في كوب منكسر.. طيور قلوبنا حرة.. تعرف طريقها نحو حبوب العشق الطازجة وجدول الكبرياء الرقراق.. لكم هزيل عطاياكم ولنا جزيل ما نستحق.

كانت هذه آخر رسائلها له قبل أن تهجره منذ سنوات فلماذا يعود الآن؟!
هل ينقصها المزيد من رؤية خساراتها؟!

_إيلان؟!

تغمغم بها بصوت مبحوح وهي تناظر الغريب الذي بدا شديد الوسامة شديد الأناقة وشديد التهذيب وهو يستأذن بالجلوس قبل أن يلتفت نحو جهاد ليقول بالعربية :
_تشرفت بلقائك دكتور جهاد.
_تتحدث العربية؟!
يسأله جهاد بحذر وقد بدا له من رد فعل يولاند انهما على سابق معرفة ليبتسم إيلان قائلاً :
_والفرنسية بطبيعة الحال.. والانجليزية.. و.. العبرية.

ينعقد حاجبا جهاد بقوة مع الإضافة الأخيرة قبل أن يشيح بوجهه في نفور لم يملكه..
لتهتف يولاند بعصبية فجرتها انفعالاتها:
_ما الذي أتى بك يا إيلان؟! لارا من أخبرتك؟! جئت تشمت بي وتلعنني مثلهم؟! لا أظن بيننا ما يستحق وجودك هنا.

_تسمحين لي بأن أحدثك وحدنا؟!

يقولها إيلان بنفس النبرة بالغة التهذيب فيتحفز جهاد في جلسته وشعوره بالحمية نحو يولاند يدفعه للهتاف بحدة :
_السيدة لا تبدو مرحبة بوجودك يا هذا فارحل دون مشاكل.

_لم آتِ لأجل المشاكل يولاند..علي العكس.. جئت بكل الحلول..بداية ب"لارا" وانتهاء بكل شيء آخر.

نبرته بالغة التهذيب تثير حفيظة جهاد دون سبب وهو يشعر بانقباض صدره فيهم بالانفجار فيه من جديد لكن يولاند - للغرابة- تهتف بجهاد بنبرتها المشتتة :
_حسناً يا جهاد.. يمكنني فقط الاستماع لما يريد قوله.. ابقَ قريباً من فضلك.

يحمر وجه جهاد بغضب للحظات لكنه يعود ليمنحها بعض العذر وهو يدرك أن شقيقتها آخر ما بقي لها كي يتعلق بها قلبها..
ويبدو أن هذا الرجل يعرف جيداً ما يحكي عنه..
لهذا وقف ليزيح كرسيه بحركة عصبية قبل أن يتحرك مبتعداَ ليجلس علي مائدة أخرى مراقباً بتحفز..

_ماذا تريد يا إيلان؟!

تسأل يولاند بمزيج من ضيق وأمل ليتفحصها الرجل بعينيه ثم تجيب ابتسامته قبل حروفه:
_قديماً كنتِ تعرفين وحدك جواب هذا السؤال..

تدمع عيناها بالمزيد من الشتات وهي تتذكر ما يحكي عنه..
الجواب القديم نفسه يجري الآن علي شفتيه..

_اريدك أنت.

تطرق برأسها للحظات وهي تشعر بالمزيد من علقم الخسارة..
كم تتمنى الآن لو ترفع رأسها بكبريائها القديم..
لو تخبره أنها تجاوزته وعرفت من هو أفضل منه..
لو تصرخ بانتصار أنها أجادت اختيار من يصونها ولا يقلل من قدرها كما فعل هو..
لكنها - وهي في هذا الوضع- لم تملك سوي قولها الباهت:
_هذه العبارة - كغيرها- فقدت صلاحيتها.. أظن أن ما بيننا قد انتهى منذ سنوات.. قبلت الجلوس معك فقط لأنني أدرك كم تقدرك لارا وتعتز برأيك.. ما الذي يمكنك فعله معها؟!

_يولاند التي أعرفها لم تكن لتحني رأسها أبداً في موقف كهذا.. ارفعي رأسك حبيبتي.

الكلمة الأخيرة تغشاها بدغدغة لطيفة لم تعرفها عرائس آنوثتها منذ سنوات..
هل هو الرجل الذي أعاد لها سحر الماضي القديم؟!
أم هو شعورها بأنه لا تزال هناك قشة قد يتعلق بها الغريق؟!
أم هي فقط مجرد رغبتها في الشعور أنها لا تزال مرغوبة.. ولو من حبيب سابق؟!


ترفع رأسها ببطء متحاشية نظراته كأنها تخشى أن ترى فيهما المزيد من توثيق خيباتها..
ليصلها صوته متخماً بعاطفة :
_لم أصدق لارا عندما أخبرتني أنك عدت.. طوال هذه السنوات وأنا أنتظرك.. كل ما في ينتظرك.. أعرف أنني قد خذلتك يوما لكن هاهو ذا العمر يخبرنا أنه لم يفت الوقت بعد.

_إليان.. أرجوك.. لست في حال يسمح لي بقبول كلام كهذا.. قلت أنك تملك ما يمكنك فعله بشأن لارا..

تقولها مقاطعة ببعض العصبية وهي تغطي جسدها بذراعيها كأنها تخفي آثار "بدانتها" و "خذلانها"..
ليصلها رده الداعم مطمئناً.. وغامضاً :
_أخبرتك أنني أملك حلول كل شيء.. بداية ب"لارا" وانتهاء بكل شيء آخر.
=======








_تفضل يا "فادي بيه" .

تغمغم بها كوثر بصوت متحشرج لترفع سمرا عينيها بفضول غلب خوفها وهي تميز ملامح الرجل..
رجفة خافتة انتابت جسدها مع هذه "النبضة الغادرة" التي أفلتت من قلبها..
هل هو خوف فقط..
أم شيء أخر؟!

تزدرد ريقها الجاف بصعوبة وهي تميز هذه النظرة القاسية في عينيه اللامعتين..
لم ترَ يوماَ عيني رجل تتوهجان بهذه الطريقة الآسرة..
بشرته الحليبية الحليقة إلا من شارب أسود أنيق كشعره الناعم تمنحه وسامة مفرطة..
أناقته بسيطة بقميصه الأسود كسرواله..
لا يبدو لها كرجال عالم يسرا الصباحي المخملي.. بل يبدو لها ببساطته أقرب لعالمها هي..!

نظرته تزداد قسوة بينما يقترب منها دون حديث فتنتبه من خواطرها لمصيبتها الحقيقية معه..
لو كانت قد نجحت في خداع معارف يسرا بتمثيلها المتقن فكيف ستخدعه هو؟!
صوتها أول ما سيفضحها!!
الرجل كان زوجها!!

لهذا أطبقت شفتيها بقوة وعيناها تتعلقان رغماً عنها بعينيه بخوف لم تملكه..
خوف ازداد حد الرعب وهي تسمعه يخاطب كوثر بقوله دون أن تحيد عيناه عنها هي:
_اتركينا وحدنا.

ترمق كوثر بنظرة مستغيثة فتهتف الأولى بسرعة:
_عفوا يا فادي بيه.. يسرا هانم لا تزال متأثرة بالحادث.. الصدمة أفقدتها الرغبة في الكلام.. يمكنك..

_قلت : اتركينا وحدنا.

نبرته الشامية تمزج صرامته بهيبته الفطرية فتجبر كوثر على الامتثال وهي تلطم وجهها خفية لتخرج وتغلق الباب خلفها داعية أن تفلح سمرا في التظاهر..

فيما تنكمش سمرا مكانها رغماً عنها وهي ترمقه بنفس النظرة الوجلة..
كل ما فيها يستصرخها أن تتصرف ك"يسرا الصباحي" في موقف كهذا..
أن ترفع وجهها بغرور.. تسترخي في جلستها بأنفة كما علمتها..
تنظر له بطرف عينها دون أن تمنحه نظرة كاملة..
بل.. ربما تتجرأ فتشير له بسبابتها بالطرد..

لكنها تجد نفسها كأنما قيدتها هذه النظرة في عينيه..
نظرة مزجت قسوته بحزن غامر أضفى ظلاله على ملامحه كلها..
خاصة وهو يتقدم أكثر ليجلس على الكرسي جوار فراشها دون أن يفارق عينيها..
يميل بجذعه للأمام نحوها فترتد رغماَ عنها للخلف حتى تكاد تلتصق بظهر الفراش مع شهقة خافتة..

_خائفة ؟! غريب! لم ألمح هذه النظرة في عينيك يوماً.. بل فعلت.. مرة واحدة.. تلك الليلة التي قتلتِ فيها ابننا.

حروفه التي كانت تقطر كراهية تبذر المزيد من الخوف في أعماقها فتزداد انكماشاً وهي عالقة بأسر عينيه بينما يردف هو بمزيج من حقد وأسى:
_ظننت أني قد نسيت.. ظننت أنني قد تجاوزت محطتك وعاودت حياتي السير دونك.. ظننت أن الأيام كفيلة بجعلي أنسى.. لكن ماذا أنسى؟! زواجنا؟! خديعتك؟! استهتارك؟! أم قتلك لابني؟!

تزداد خفقاتها جنوناً وهي تطبق شفتيها كأنها تخاف ان تنفلت منها مجرد كلمة..
لكنها تشهق بذعر وهي ترى قبضته تمتد فجأة لتطبق على فكها فتتأوه دون وعي لاعنة قسوته سراً..
أي رجل يفعل هذا بامرأة في وضعها الآن..

لكنه يبدو مغيباً وهو يضغط فكها أكثر هامساً بقسوة احترق رمادها حزناً :
_توجعي.. تألمي.. احترقي.. احترقي كما أفعل أنا كل يوم وأنا أحمل نفسي ذنب ابني معك.. أنا من اخترت له أماً مثلك.. أنا من أدخلتك حياتي.. أنا من خدعتني هذه الملامح الملائكية لأدرك بعدها أي شيطانة تختفي خلفها.. تفهمين إذن لماذا عدت بهذه السرعة عندما علمت بالحادث؟! فقط لأراكِ تتألمين.. ليت ملامحك هذه تتشوه كما تشوهت روحك.. ليتك تفقدين أغلى من أحببتِ كما فعلتِ بي..

تسيل دموعها بصمت فتتسع عيناه كأنما أفاق لتوه مما يفعله ليحرر وجهها ببعض العنف..
يرمقها بنظرة عميقة طويلة قبل أن تضيق عيناه بتساؤل لم تفضحه شفتاه..
نظراته تحيد لكتفيها وما ظهر من جسدها تحت غطائه قبل أن تستقر على كفيها فتنفرج شفتاه كأنه على وشك قول شيء ما..

لكنه يعاود إطباقهما وهو يرفع عينيه لعينيها فتغمض عينيها بقوة كأنها تخشى أن تفضحانها..

_أنت.. ؟!!

يغمغم بها بنبرة شاحبة فقدت الكثير من قسوتها فتزدرد ريقها الجاف بصعوبة وهي تجد القوة أخيراً لترفع سبابتها المرتجفة تشير بها نحو الباب في إشارة واضحة ولا تزال مغمضة عينيها..

تشعر به يقترب..
يقترب حد امتزاج أنفاسهما فتفتح عينيها فجأة بهلع تدفعه في كتفه بذراعها السليم وهي تعاود الإشارة بسبابتها المرتعدة نحو الباب فيزداد انعقاد حاجبيه وهو يرمقها بنظرة طويلة غامضة..
قبل أن تلتوي شفتاه بما لم تفهمه..
سخرية.. أم ازدراء..

فقط شعرت ببعض الارتياح عندما وقف مكانه ينظر إليها من علوّ لتشيح بوجهها عنه..
فيصلها صوته بالمزيد من الغموض:
_ظننتها مجرد زيارة قصيرة تمنحني مرادي.. لكن.. يبدو أنني سأعيدها.

يرتجف جسدها بالمزيد من الخوف خاصة وهو يميل عليها ليحتكر نظراتها قسراً..
حدقتاه الواسعتان تبدوان لها كبئر عميق تسقط فيه أكثر وهو يردف :
_يوماً ما كنت صديقك.. فتحتِ لي باباً من أبواب جنونك ولا يصعب عليّ الآن التكهن بالمزيد.. تذكرين عندما كنت أقول لكِ ليت هذا الوجه الجميل لروح أخرى غير روحك الخربة!)

يمتقع وجهها واشياً بالخوف رغم الضمادة التي تغطي جانبه فتزداد النظرة في عينيه غموضاً وهو يعاود الاستقامة بجسده قائلاً:
_افتقدت والدتك.. أفكر في زيارتها.. امرأة طيبة لا تستحقينها.. تماماً كابننا.. عساكِ لا تقتلينها هي الأخرى.

يخفق قلبها بالمزيد من الخوف الذي امتزج بالإشفاق وهي تميز اللوعة في حروفه..
تراقب ظهره مبتعداً بمزيج من ارتياح ورهبة..
لكنه يتوقف أخيراً عند الباب قائلاً قبل أن يغلقه خلفه :
_يبدو أنني لن أشفى منكِ حتى أذيقك ما ذقته بسببك.. النسيان صار بضاعة عزيزة في هذا الزمن.

تطلق زفرة قوية خيّل إليها أنها أفرغت معها معدتها وهي ترى نفسها أخيراً وحدها بعد خروجه..
ماذا فعلتِ بهذا الرجل يا يسرا؟!
هل حقاً قتلت ابنكما؟!
ولماذا لم تخبريني أنك تركتِ إرثاً من الانتقام خلفك؟!

تنقطع تساؤلاتها بدخول كوثر المندفع فتحكي لها بسرعة مضطربة عما كان..
لتلطم كوثر وجهها وهي تردد بشحوب :
_لابد أن تعرف يسرا هانم.. هذه التمثيلية السخيفة لابد أن تتوقف.
======

















*بنفسجي*
======
_ماذا فعلت؟! ماذا فعلت؟! سلطانة! سلطاااااانة!!

صرخة ديمة الأخيرة تمتزج بصرخة هذا الذي عاد لتوه من الخارج ليفاجأ بجسد سلطانة المسجى على الأرض..
يجثو علي ركبتيه جوارهما يتفحص الكلبة التي فارقت الحياة..
جراؤها الصغيرة تتمسح في جسدها بنباح مذعور فتتراجع ديمة في جلستها للخلف غير قادرة على الوقوف..
صرخاتها لا تنقطع وهي تردد بذهول مرتعب:
_قتلتها! أنا..قتلتها!!

يلتفت نحوها حسام بحدة وقد احمر وجهه لينقل بصره بينها وبين سلطانة للحظات في عدم تصديق..!!
عيناه تقعان على الخنجر الساقط أرضاً جوارهما.. علبة الدواء الفارغة جوار الطبق فينتفض قلبه بهلع وهو يقف مكانه ليقبض علي معصم ديمة المرتعبة فيوقفها معه..
يرى الخادمة عبر النافذة تراقبهما من بعيد بذعر فيشير لها أن تختفي بسند الذي بدا غير مدرك لما حدث..

_قتلتها.. قتلتها.. أنا فعلتها..أنا فعلتها..

تصرخ بها ديمة دون وعي..
تضحك تارة وهي تنفض عنها ذراعيه بعينين غائبتين تسمعان تصفيق الشبح الأرجواني وتحتفلان برحيل الأسود..
ثم تعود لوعيها فتبكي بحرقة وهي تخفي وجهها بين كفيها مستمرة في الصراخ:
_صرت قاتلة؟! ما ذنبها؟! ماذا سأقول لجدي؟! لأبي؟! لأمي؟! لهالة؟! ولسند؟! كلهم سيكرهونني كما صرت أكره نفسي!!

جسده ينتفض كأنه يتلقى ألف صاعقة وعلى العكس تتجمد حروفه على شفتيه فلا يشعر بخيط الدموع الذي سال على وجهه وهو يناظر جسد سلطانة الميت..
الصدمة..
الحزن..
الغضب..
الرغبة في الانتقام..
كلها تجعل قبضته تتكور في لكمة قوية وذراعه الحر يجذب ديمة نحوه لتشهق بالمزيد من الرعب وهي ترى قبضته تهوي نحو فكها..!!

لكنه يتوقف في اللحظة الأخيرة لتتجه قبضته نحو فخذه هو بصرخة هائلة يطلقها وذراعه يحرر ديمة قبل أن يجثو على ركبتيه مطرقاً بوجهه كأنه تلقى صاعقة فوق رأسه!!

صوت صرخاتها المذعور فوقه يجلده..
المزيد من الحطب فوق الحطب!
صورة سلطانة التي فارقتها الحياة ملتصقة بعينيه المغمضتين..
المزيد من الحطب فوق الحطب!
صورة سند الذي يتخيل كيف سيكون وقع هذا عليه..
المزيد من الحطب فوق الحطب!
لن يلوم في هذا كله إلا نفسه!!
لماذا تركها وهو يعلم علتها بعدما كان بينهما؟!
لماذا تركها تصارع أشباحها وحدها حتى وصل بها الحال لهذا؟!
هل هو خوفه عليها من نفسه؟!
أن يفقد آخر قيود سيطرته فيلقي بها في جحيم جديد يحترقا به معاً؟!
هل هو غضبه من نفسه أن أخلف وعده لها أن يبقيها بعيداً في منطقة آمنة خارج حدود أسواره؟!
أم هو غروره الذي شق عليه أن ترفض امرأة - أي امرأة- عطاء رجولته؟!
تباً!
المزيد من الحطب فوق الحطب!!
هل يمكن أن يحترق رماده أكثر؟!
أيهم يستحق الآن البكاء عليه أكثر؟!
سلطانة.. ؟!!
وجهه الأبيض النادر.. رفيقة طريقه وخلّه الوفي الذي طالما استغنى به عن الناس!
ديمة.. ؟!!
حبيبته.. ابنة قلبه التي اختارها بعد طول زهد عن نساء العالمين والتي ترك لها السكين لتجرح نفسها وتجرحه به !
أم.. هو؟!
هو الذي ما عاد قادراً على التلظي بالمزيد من نيرانه؟!
يقولون إن الرماد لا يحترق مرتين فمتى تنال الرحمة رماده لتعفيه من المزيد؟!
لماذا اختار دور "البطولة" هذه المرة وهو يعلم أنه لا يليق به سوى أغلال شيطان؟!

نشيجه الخافت يدوي في أذنيه كالرعد وهو يغطي أذنيه بكفيه حاجباً عنهما صرخات ضميره.. وصرخاتها هي قبله..
فلا يدري كم مر من الوقت قبل أن يشعر برأسه أخيراً فوق صدرها!
كفاها الباردتان تزيحان كفيه عن أذنيه.. ذراعاها الضعيفتان تطوقانه ب قوة وهي تخفي وهن دموعه على كتفيها..
جسدها يشاركه انتفاضته وصوتها الذي بح من فرط الصراخ يسكب عذابها في أذنيه :
_يا ويلي! هل ستصدقني هذه المرة أيضاً؟! هل ستفعلها كما تفعل كل مرة؟! ألا يزال هناك المزيد من "أنا معك"؟! هل ستفهم أنني لم أكن في وعيي؟! بل.. ربما كنت! يالله!! كيف أدفع "الثمن" هذه المرة؟!! كيف أفعلها ؟!!

حروفها تختنق بنحيبها المرتفع فيرفع عينيه الدامعتين إليها..
نظراتها المذعورة منه تناقض تشبث ذراعيها به فيقبض على كتفيها بكفيه ليرجها بعنف لم يتعمده صارخاً بين غضب وحزن :
_لماذا فعلت هذا؟! لماذا؟!!
وكأن صراخه الهادر أيقظ" شبحها الأرجواني" وهي تراه في انعكاس صورتها في عينيه..
فتصرخ بدورها وهي تنفض ذراعيه عنها لتهب واقفة تشرف عليه من علو :
_تسأل لماذا؟! تريد أن تعرف الجواب حقاً؟! لأنني أردت أن أؤذيك

تشتعل حدقتاه بالمزيد من مزيج حزنه وغضبه وهو يرى بوحها النازف:
_أنت.. أنت بالذات..أردت أن أؤذيك.. أن أنتقم فيك من كل من جرحوني.. ليس اليوم فقط ولا منذ أيام.. بل منذ عرفتك.. منذ دخلت مكتبك أول مرة

سبابتها المرتجفة ترتعش حد الرعب بما يناقض كلماتها لكن شبحها الأرجواني لا يزال يمدها بالدعم..
فيما تضيق عينا حسام بقوة وهو يدرك أنها لحظة الحقيقة..
قطعة "البازل" الناقصة التي طالما بحث عنها في حكايتهما..
ورغم أن كل كيانه كان يتفتت بشظايا كلماتها لكن بقايا من غروره منحته القوة ليقف في مواجهتها بوجه جامد صرخت كل ملامحه إلا لسانه..

ولا يزال نزف بوحها يقطع شرايينهما معاً:
_أنا دخلت حياتك كي أنتقم.. أنت في عيني كنت قاتل هالة.. هالة التي عشقتك طوال عمرها القصير فلم ينلها منك سوى الخذلان..

تتسع عيناه بصدمة وهو يتمنى لو كان ما تقوله مجرد هلاوس لكنها تستمر كقطار لن يحيد عن قضبانه :
_عشقتك سراً وخذلتها علناً.. كل تفاصيلك عرفتها منها.. قلبها النقي رأى فيك حلمه الصامت.. قلبها الذي وقفت أنت تتفرج عليه وهو يلفظ آخر دقاته.. عرفت الآن لماذا اخترتك أنت لتتولى قضيتي؟! كنت أراقبك في كل مكان تذهب إليه؟! أتتبع خطواتك وأتعمد لقاءك؟! تذكر ذاك اليوم الذي لقيتك فيه مع والدتك في المشفى؟! ليلتها كدت أقتلها.. كدت أفعل بها ما فعلت بسلطانة اليوم لولا أن منعني أديم..

تزداد خفقات قلبه بجنون وهو يتذكر ما تحكي عنه لتتشوش صورتها في عينيه فلا يدري هل بأثر دموعه أم بأثر ما ترويه..
هل كانت هالة عاشقته حقاً؟!
وهل سيصنع هذا الآن فارقاً إلا أن يضيف المزيد من الحطب فوق الحطب؟!!
هل كان مغفلاً إلى هذا الحد وهو الذي طالما تباهى بذكائه؟!
هل خدعته حلقة الزعفران في عينيها هذا القدر؟!
كل هذا كان مجرد خداع؟!!

تصفو الصورة في عينيه أخيراً فيدرك أن المزيد من حرمة الدمع قد أريقت على وجهه..
ليراها وقد انحنت تلتقط السكين لترفعه أمامه هاتفة بين دموعها :
_خطوة واحدة بقيت وأثبت لكم جميعاً أنني لست بهذا الوهن.. أنني لست مجرد جسد تشتهيه عيونكم وتدنسه أيديكم لكنه يبقى بعيداً عن شعوركم بعد السماء عن الأرض.. خطوة واحدة.. خطوة واحدة..

_وماذا تنتظرين؟! افعليها!

لا يدري بأي نبرة خرج صوته المهزوم وهو يقترب منها فاتحاً ذراعيه بمزيج غريب من استسلام ووعيد..
فترفع السكين بكل قوتها لتهوي به..
لكن عينيها تسقطان معه على جسد سلطانة الممدد وقد طاف حوله شبح الموت..
فتعتصر قلبها قبضة باردة وهي ترى انعكاس صورتها على نصل السكين..
الشبح الأسود اختفى..
الشبح الأرجواني كذلك اختفى كأنه اكتفى بما أنجزه..
وها هو ذا..
الشبح الأبيض يعود..
هالة..
هالة عادت..!
تتقدم منها فاتحة ذراعيها لتهمس لها بطيبتها المعهودة :
_استفتي قلبك يا ديمة.. لن يخذلك..

صرختها الخافتة تتزامن مع سقوط السكين من يدها لكن صرخة أخرى تعلو من عند باب البيت تهتف بلوعة:
_توقفي!

تشهق ديمة بذعر وهي تلتفت مع حسام نحو أم الأخير التي بدت وكأنها سمعت الحوار كله ليركض حسام نحوها وقد رآها تمسك صدرها بتعب ليهتف بها بجزع:
_ما الذي جاء بكِ فجأة هكذا يا أمي؟! لماذا لم تخبريني كي آتي بك إلى هنا؟!
_آسف يا سيدي.. حاولت إخبارك لكن الموقف كما ترى..

يقولها الحارس الذي وقف مرتبكاً وهو يرى تفاقم الأمر رغماً عنه لترد المرأة بصوت متقطع وهي تمسك صدرها:
_جئت لأطمئن عليك.. قلبي شعر أنك تخفي عني شيئاً في الآونة الأخيرة خاصة عندما علمت أنك كنت في الصعيد ولم تزرني.. تأكدت ساعتها أنك لا تريد مواجهتي وأنت تخبئ عني شيئاً يخصك..لم أكن أعلم أني سأشهدك في موقف كهذا.. آه!

حروفها تنقطع بصرختها القصيرة وهي تكاد تعتصر قماش ثوبها فتختلط بصرخة ديمة وقد..
سقط جسداهما معاً!
========

*أحمر*
======
_لن يفعل شيئاً! هذا هو فادي دوماً.. مجرد لسان.. دعي سمرا فقط تتمالك نفسها وسأخبرها كيف تتصرف معه..

تهمس بها يسرا بخفوت عبر الهاتف ثم تغلق الاتصال لتمسح الرقم بسرعة وهي تخفي الهاتف في جيبها..
تتنهد بحرقة وهي تخفي وجهها بين كفيها ثم ترفع عينيها تراقب السماء عبر شرفة شقة إبراهيم وقد بدت لها أكثر ظلمة عما كانت من قبل..
لا قمر..
لا نجوم..
فقط ليل أسود يعدها بالمزيد من الوجع!!

_يارب.. أنت تراني.. أنت تحيط بي علماً.. تعلم أنني لا أريد من المزيد من الكذب لكن.. ماذا أصنع ؟! لا أستطيع التراجع الآن.. هل ينفذ يوماَ رصيدي من الستر؟! هل يعني هذا وقتها أنك لم تقبل توبتي؟! هل يمكن أن أعود وقتها لكل ما كرهته في نفسي؟!أعوذ بك من يوم كهذا فلتقبض روحي إليك قبله!

همساتها لا تغادر شفتيها بل تبقى جمرات تلهب صدرها..
كيف تصف شعورها في الساعات السابقة عندما رأت صورتها على الشاشة؟!
صحيح أنها تصرفت بدهاء يليق بيسرا القديمة لتصرخ فجأة جاذبة أنظار الجميع إليها كي تصرفهم عن النظر للتلفاز متعللة بألم في بطنها..
صحيح أنها تفحصت ردود أفعالهم جميعاً لتتيقن أن أياً منهم لم ينتبه لما كان يعرض..
لكن..
ما يدريها أن أحداً من أهل الحي قد يتبين الشبه رغم كونها بحجابها؟!
هل سيتصور أحدهم وقتها غرابة الحكاية؟!
أم سيكذب عينيه ويعتبره مجرد تشابه؟!
تباً!!
ستموت رعباً لو بقي الحال هكذا!!
لكن..
لماذا كل هذا الخوف؟!
سمرا مكانها هناك..
وهي هنا..
حتى لو أدرك أحدهم الشبه فستهتف ببساطة (يخلق من الشبه أربعين!)
بساطة؟!
هل يمكن أن يمر الأمر حقاً بهذه البساطة؟!

_أنت بخير الآن يا ابنتي؟!

تشهق بخوف لم تملكه وهي تشعر بكف ربيع على كتفها..
هو الذي أصر أن يبيت الليلة معهما كي يطمئن عليها بعد ادعائها المرض..

تلتفت نحوه لتهرب من عينيه بكذبتها قائلة بخفوت:
_الحمد لله.
_لماذا آلمتك بطنك هكذا؟! أشعر بالذنب.. لعله من أثر العملية!
يقولها بنبرة مذنبة تشق عليها لتهتف بلهفة بعدما انكبت على كفه تقبله :
_أبداً.. بالله لا تقل شيئاً كهذا.. لا علاقة لهذا بالأمر أبداً.. كان مجرد مغص مفاجئ.. اعتدت نوباته منذ زمن بعيد.

يرمقها بنظرة متفحصة وهو يسألها باهتمام :
_ولماذا تسهرين وحدك حتى هذه الساعة؟!
_قلقت من النوم ولم يبقَ الكثير على صلاة الفجر.
تقولها وهي تتكلف ابتسامة فيبتسم بدوره وهو يدعو لها بالبركة قبل أن تغيم عيناه بنظرة داكنة وهو يسألها بشرود:
_تذكرين أول لقاء لي بك في المشفى قبل أن يقرر إبراهيم الحضور بكِ إلى هنا؟!
تبتسم بشجن للذكرى وهي تستعيد ما يحكي عنه..
فينظر في عمق عينيها ليردف بنبرة محايدة:
_تذكرين ما وعدتني به وما وعدتك به عندما أخبرتني بحكايتك؟!

ترتجف حدقتاها بمزيج من خوف وذنب قبل أن تتكدس الدموع في عينيها دون رد..
لكنه يمنحها الجواب بنفسه وهو يضغط حروف كلماته:
_يومها قلت لك :أنني لن أحاسبك على ما كان ماضيك لكن لو أخفيتِ عني شيئاً بعدها فلا عهد لكِ عندي ولا وعد.. صحيح؟!

تشحب ملامحها حد الموت وهي تشعر أنها ستسقط في أي لحظة فيتشبث كفها بسور الشرفة دون وعي..
الصمت يسودهما لدقيقة كاملة فسرها خوفها أنه يمنحها الفرصة للاعتراف..
تستمد من نظرته الحنون شجاعتها للحظة تهم فيها بفتح كل أبواب خباياها..
لكنها تعود لتجبن وهي تتذكر أي أسوار بينهما..
فتسقط دموعها حارقة على وجنتيها وهي تغمغم بحروف من وجع:
_هل خذلتك للحظة منذ جئت بي إلى هنا؟! هل رأيت مني ما يسوؤك؟! هل فعلت شيئاً جعلك تندم على صنيعك معي؟!

يتنهد العجوز بحرارة وهو يرفع وجهه للسماء للحظات قبل أن يربت على كتفها ليقول بحنانه المعهود :
_لا ياابنتي.. يشهد الله أنك لم تفعلي.
_ولن أفعل.
تهتف بها بانفعال وهي تطوق كفيه بقبضتيها مردفة:
_أنا "ابنة ربيع" التي لن تخذله.. أقسم لك.. بحق من كتب لي حياة جديدة معكم هنا.
يعود العجوز ليرمقها بنظرة طويلة قبل أن يطرق برأسه قائلاً:
_أصدقك.
_قلها.. أصدقك يا ابنتي.
تهمس بها برجاء وسط دموعها فترتجف ابتسامته وهو يربت علي كفها فوق كتفه قائلاً :
_أصدقك يا ابنتي.

تبتسم أخيراً وهي تمسح دموعها لتعاود الهروب من عينيه قائلة :
_أعد لك شيئاً؟!
_جزاك الله خيراً.. سأقرأ بعضاً من القرآن حتى يحين وقت الصلاة.
يقولها وهو يتحرك مبتعداً نحو الغرفة المجاورة فتتنهد بحرقة وهي تنظر للسماء..

لا تزال مظلمة!

تتحرك للداخل فتتوضأ لتصلي كعهدها شاعرة بثقل الوزر على كتفيها..
خاصة بعد عودة فادي..
تراه سيكشف سمرا؟!

لا..
لا تظن..
الفتاة تجيد دورها جيداً!
أو هذا ما أقنعت به نفسها كي تصرف عنها قلق الساعات التالية..

توقظ إبراهيم لصلاة الفجر ثم تستسلم لنوم متقطع تستيقظ منه أكثر تعباَ..
تودعه وهو يتركها للذهاب لعمله فتستغل بقاءها وحدها لتستطلع نبوءتها اليومية التي صارت هاجسها..
"شريط اختبار الحمل!"

_عسى الأمر يختلف اليوم.. عساها تكون البشارة..

تهمس بها لنفسها بأمل وهي تناظر الخط الأحمر على الشريط بلهفة..
لتتسع عيناها بفرحة وهي ترقب الخط الأحمر الشاحب الذي بدأ يظهر جواره..

_أخيراً.. أخيراً.. أنا أحمل طفله..

والفرحة تترجمها" يسرا الجديدة " لسجدة شكر هوى بها قلبها قبل جسدها..
من يدري لعلها بشارة القبول..
أو.. بداية النهاية!
====
هل سقطت بين ذراعيه حقاً؟!
حملها للمشفى لتبثه وصيتها قبل أن ترحل؟!
سمع كلماتها الأخيرة؟!
وعاها؟!
تركهم يحملونها بعيداَ عنه نحو مثواها الأخير؟!
دفنها حقاً؟!
وقف بين الجموع يتلقى واجب العزاء بجمود؟!
عاد لبيتها الذي خلا منها لأول مرة منذ سنوات تساوي عمره؟!
رائحتها تملأ كل شبر في المكان لكنها هي غير موجودة؟!!
كل الأشياء هنا تحمل بصمتها.. تكذب زعمهم برحيلها.. كل ما حوله دافئ فكيف ينسبون له برودة الموت؟!
ماتت؟!
هذه الكلمة الغريبة الآن تبدو مألوفة؟!!
لن يذكر اسمها بعد الآن إلا ويقول بعدها "رحمها الله"؟!
يجلس الأن على كرسيها الأثير في صالون البيت ..
يفتح ألبوم الصور الذي كانت تقدسه وقد بدا له وكأنها تخلد فيه تاريخه؟!
عبر غشاوة من الدموع يقلب الصور..
هل هذا هو؟!
يمر بالصور بشرود غافل..
حتى تتوقف عيناه أمام صورته مع يسرا في حفل زفافهما..
هل كانت لعنته الأولى؟!
خطيئته الأولى يوم فرط في حبه قرباناً لطمعه؟!
كرة الثلج التي هبطت من علٍ لتتضخم حتى تجرف في تيارها كل ما في طريقها فلا تبقي ولا تذر..؟!!

_وحد الله يا حسام.. لا تقسُ على نفسك أكثر.. هو قدرها على أي حال.

صوت فهد بالغ الحزن يأتيه من بعيد كأنه يقف وحده في هوة بئر سحيق..
يحاول تذكر كلمات أمه الأخيرة في المشفى لكن يبدو وكأن عقله يعاقبه بنسيانها..
المزيد من الحطب فوق الحطب!

يرمقه فهد بنظرة طويلة بائسة وهو يتعجب سرعة جريان الأحداث..
لا يفهم كيف ساءت حالة ديمة بهذه الخطورة حتي فعلت فعلتها بسلطانة..
وما سبب هذه المواجهة الحامية مع حسام؟!
ولا كيف انتشر الخبر بهذه السرعة بين الناس ليشيع الخبر أنها كانت السبب في وفاة أمه بصدمتها وأنها ما تزوجته إلا لتنتقم منه على فعلته القديمة مع هالة؟!
لعلها ثرثرة الخادمة أو الحارس التي تناقلتها الألسنة دون رادع!
يالله!
أي تعقيد قد تحمله قصة هذين أكثر؟!
وهل ينقص صاحبه المزيد من جلد الذات؟!

_أين هي؟!

صوت حسام الجامد الذي عادت له قسوته القديمة ينتزعه من أفكاره ليرد فهد بحذر وقد فهم من يعنيها بسؤاله:
_مع جنة في شقتنا.. . تعرف كيف انهارت تماماً بعد ما حدث.. لهذا آثرت إبعادها مع سند عن بيتك..كان ينبغي أن نكلم دكتور كنان بسرعة لكننا انشغلنا ب..

يقطع عبارته عاجزاً عن إكمالها كي لا ينكأ الجرح الطازج لكن حسام يتناول هاتفه ليقول بنفس البرود القاسي:
_أنا سأكلمه.

_ماذا ستفعل بالضبط؟!
يسأله فهد بصرامة حذرة وهو يتوجس شراً من نبرة صاحبه التي يعرفها ليرد حسام :
_سأفعل ما كان ينبغي فعله من البداية.. لن يتحدث الناس أن امرأة دخلت بيت حسام القاضي وخدعته كغر ساذج لتكون سبباً في وفاة أمه.

تتسع عينا فهد بارتياع وهو ينتزع منه الهاتف ليهتف بحنق:
_ما الذي ستفعله؟! تعرف أنها لم تكن في وعيها؟!
_مجنونة! قلها بصراحة! مجنونة!! والمجنون مكانه المصحة العقلية كي لا يؤذي غيره؟!

يصرخ بها حسام بانفعال بدا وكأنه أخرجه عن شعوره وهو يقف مكانه ليضع ما بيده جانباً وهو يحاول انتزاع هاتفه من فهد لكن الأخير يبتعد به هاتفاَ بحدة مماثلة:
_انت الذي تقول هذا؟! أنت؟!

_نعم! أنا الذي أقولها!! دور الملاك العاشق الذي ينتظر فرصة أخرى لا يليق بي.. أنا كنت الشيطان من البداية ولن تختلف النهاية.. لن أؤمن بالعكس من جديد.. كفاني ما خسرته.. كفاني..

صرخاته العاصفة تكاد تصدع السقف فوقهما وهي تبدو كجمرات يقذفها أكثر براكينه اشتعالاً..
لكن فهد يبدو متوقعاً لهذا الانفجار بعد برود الساعات السابقة ليرد بتماسك:
_وأنا لن أسمح لك أن تتخذ أي قرار الآن.
_بأي صفة؟! أنا زوجها وأنا من يحق لي التصرف بشأنها.
_وأنا صاحبك لكنني من سيقف لك لو فعلتها.. دكتور كنان هو من سيقرر في شأنها إن كان الأفضل لها أن تبقى في المشفى أو معك.
_لن تبقى معي.. افهم.. لن تبقى معي بعد اليوم ساعة واحدة.
_إذن دعها عندي مع جنة.
_لا.. لابد أن يعلم الناس أنها مختلة.. لن أتركهم يتحدثون أن امرأة خدعتني بعد كل هذا العمر.
_الناس.. الناس.. الناس.. كل ما يعنيك هو كلام الناس.. ظننتك وعيت الدرس هذه المرة.. ظننتك اكتفيت من ضلالك القديم.. ظننتك ستعود لنفسك.. ماذا تنتظر أكثر؟! ماذا تنتظر؟!!

صرخاتهما تتناطح بقوة تليق بكليهما فلا يقطعها أخيراً إلا صوت لهاثهما الصامت ونظراتهما المشتعلة تفضح غضباً وعتباً..

الصمت الذي قطعه أخيراً حسام وهو ينهار جالساً على كرسيه ليدفن وجهه بين كفيه بضحكة ساخرة مكتومة وسط خيطين من الدموع سالا علي وجنتيه:
_تخيل! أنا تخدعني فتاة مثلها؟! أنا! أنا الذي طالما تباهيت بقدرتي على قراءة ضمائر الناس!
_أنت لم تستمع منها للتفاصيل كلها.. أنا واثق أن الحكاية ليست كما روتها.
لكن حسام يبدو غافلاً عنه وهو يردف بوجع عزيز على مثله:
_أنا صدقتها..فتحت لها الباب الذي أغلقته في وجه سواها.. كيف كنت بهذه الحماقة وأنا أتبين لنفسي وجهاً أبيض في عينيها لتفاجئني بأشد وجوهي بشاعة.. صاحبتها كانت تحبني.. صاحبتها التي عشت أحمل وزرها كل هذه السنوات.. وهي.. هي دخلت حياتي فقط لتنتقم.. وحقاً فعلت!

يطلق فهد زفرة قصيرة أودعها كل انفعالاته وهو يعاود الجلوس جواره ليقول بنبرة رفيقة :
_لا تتخذ الآن أي قرار.. حزنك عظيم يشوش على تفكيرك.. لو..

تنقطع كلماته وهو يسمع صوت رنين جرس الباب ليتنهد قائلاً:
_إنه إبراهيم ربيع.. هاتفني منذ قليل يسألني عن العنوان بالضبط ويخبرني أنه في طريقه إلي هنا ليعزيك..حاولت إقناعه بانتظار عودتك للعاصمة لكنه أصر على الحضور.

يقولها فهد وهو يتوجه نحو الباب ليفتحه فيطالعه وجه إبراهيم..
يتبادل كلاهما نظرة عدم ارتياح منطقية تليق بماضي كليهما لكن فهد يشير له بالدخول أخيراً..

يتقدم إبراهيم ليصافح حسام بحرارة بكلمات معزية قبل أن يجلس جواره ليقول بحزن مواسٍ:
_لله ما أعطى وما أخذ.. رحمها الله وأدخلها فسيح جناته.. وددت لو استطعت حضور الجنازة لكن جنة أخبرتني في وقت متأخر.. أبي كان يود الحضور معي لكن صحته..

يقطع عبارته رغماً عنه وعيناه تتسعان بصدمة وهو يميز الصورة في الألبوم المفتوح على المنضدة..

سمرا!
إنها سمرا!!
هي!!
معقول؟!!
هل سيخطئ في التعرف على زوجته؟؟!!!
ما الذي تفعله صورته هنا؟!!
صورة زفاف!
العريس.. حسام القاضي!!
ما هذا العبث؟!!

ينتبه فهد لتحديقه المصدوم في الصورة فيتبادل مع حسام نظرة عجب..
لكن إبراهيم الذي أغرق العرق جبينه وهو يتبين الصورة أكثر بوضوح يتمتم بصوت مرتجف:
_عفواً.. لا تؤاخذني لو بدا سؤالي عديم اللياقة.. من.. من هذه؟!

سبابته المرتجفة تشارك عينيه ارتعادتها وهو يحاول تكذيب ما يراه..
ليرد حسام غافلاً عما به:
_لا بأس.. إنها يسرا الصباحي.. زوجتي الأولى التي طلقتها لكن لماذا تهتم؟! آه.. هي ابنة رفعت الصباحي المتورط في قضية قتل المتظاهرين.. ألهذا تهتم بالصورة؟!
======
*أحمر*
======
تنتهي من تعليق آخر صف بالونات في صالة البيت لتبتسم بسعادة وهي تراقب الحفل الصغير الذي أعدته له كي تحتفل معه بخبر الحمل..
انتظرت يوماَ كاملاً أخفت فيها سعادتها بالكاد حتى تتأكد..
الخبر صار يقيناً..
هي الآن تحمل طفله!!

هدية القدر لها والتي ستبقى ممتنة لها العمر كله!!

تتفحص شكلها في مرآة قريبة لتطمئن على زينتها..
لقد أخبرها أنه على وصول بعد سفره صباحاَ ليؤدي واجب عزاء ما لم يهتم بذكر تفاصيله..
تمشط شعرها باهتمام لتلقي على نفسها نظرة راضية قبل أن تسمع صوت مفتاحه في الباب الذي أغلقه خلفه بسرعة..
ملامحه تبدو لها غريبة عما اعتادته..
عيناه حمراوين بشدة ووجهه كأنه قطعة من نار..

تهرع إليه لتعانقه متنشقة رائحته قائلة بدلال:
_أنا أعد لك مفاجأة.

تقولها لتصدمها هذه النظرة الزائغة في عينيه وهو يتفرس ملامحها ليصلها صوته المبحوح :
_أنا الآخر.. أعد لك مفاجأة.

تروعها هيئته لكنها تعزوها لتعب السفر فتربت على وجنتيه برقة قائلة:
_تعال استرح أولاً من تعب الطريق.. تبدو مرهقاً بشدة.

_انظري لمفاجأتي أولاً.. وبعدها سنستريح جميعاً..

نبرته الباردة التي مزجت غضباً بحزن تخز قلبها فتسأله بتوجس:
_ما الأمر؟!

يتفحص ملامحها بنظرة طويلة بدت لها غريبة كأنه يراها لأول مرة..
بل..كأنه يودعها..

تنفي الخاطر الأخير عن ذهنها بسرعة وهي تراه يتحرك ليفتح الباب قائلاً بنفس النبرة الميتة:
_معي ضيفة لست واثقاً أنك ستفرحين برؤيتها..
تتعجب قوله قبل نبرته لكن قلبها يسقط بين قدميها وهي تميز هذه الواقفة خلف الباب كنسخة منها ممتقعة الوجه مرتجفة الجسد..
سمرا!
======
انتهى الفصل الخامس والثلاثون


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-21, 03:09 AM   #2957

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي

يالهوى وانا قاعدة مستنية تتكشف فى اى وقت بس ساعة الحدث اتصدمت😥😪

داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-21, 03:12 AM   #2958

amira_adel

? العضوٌ??? » 271425
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 254
?  نُقآطِيْ » amira_adel is on a distinguished road
افتراضي

وااااااو ايه القفلة دي

ايه الفصل القنبلة ده 💣💥
فصل عااالمي و كشف يسرا جه بطريقة مش عادية
اتسحر بقي و ارجع اكتب الريفيو ان شاء الله 😍😍


amira_adel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-07-21, 03:12 AM   #2959

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

عاااااااااأااااااااااا😲😲😲😲😲😲 😢😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲 😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😲😭😭😭😭😭😭😢😢😢😭😭😭😭😭 😭😭😭😭😭😭😭
صدمة قاتلة من العيار الثقيل ..


Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 16-07-21, 03:53 AM   #2960

حنان عبدلي

? العضوٌ??? » 485258
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » حنان عبدلي is on a distinguished road
افتراضي

صعبت عليا يولاند كتيير
بس فرحت برجعة اليانxx اظن ان هو صهيب
ياترى عملت ايه يسرى لفادي غيرx موت ابنهم حتى يكرها للدرجة دي 🤔🤔🤔
- اووووف البنفسجي فعلا قنبلة حساااام قطع قلبيx
" المزيد من الحطب فوق الحطب!"
" يقولون إن الرماد لا يحترق مرتين فمتى تنال الرحمة رماده لتعفيه من المزيد؟!"
طب نشفق و نبكي على مين سلطانةx الي ماتت ؟؟ او ديمة الي اشباحها سيطرت عليها؟؟ او حسااام الي بيحترق من كل النواحي 😥😥
يسرااا بديت اشك انها هتموت في الاخر 🙈🙈
ام حسااام معقووول ...دفع الثمن غالي سلطانة و بعدها امهx 😩
ورجعت كرهت حسام بعد مارجع لغروره 🤦🏻‍♀️🤦🏻‍♀️
اه طبيعي ردة فعل طبيعية بس اظن انه قاسي معاها
محدش ضربك على ايدك وقالك اتجوزها كنت سبتها لعاصي 🙄🙄
تبااا ابراهيم هيشوف صور فرحxx حسام و يسرا يالهوتيييي يا لهوتيي 😱
ربنا يستر اكمل اقرا
شااافها تبا تبا تبا
مش عارفة اتنفس انقطع نفسي مع رجوع ابراهيم و نظرته 😥😥
جاب سمرا ؟؟؟
جابها من وين اعترفتله بكل الحقيقة و لا لما وصل لقاها عند الباب تدور على يسراا
خلص الفصل 😥😥😥
يعني هستنى اسبوع كمان حتى اعرف هيحصل ايه هنبقى معلقين كدة ؟؟
دا مش بس قنبلة اظن قنبلة نووية الفصل دا 😯😯😯😯💣💥💣💣💥💥
انا اسفة على كل الرغي دا محبيتش ابعت عند مريم ة احرق الاحداث فجيت رغيت هنا 🙈🙈🙈٠


حنان عبدلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.