آخر 10 مشاركات
ياسميـن الشتـاء-قلوب شرقية(26)-[حصرياً]-للكاتبة الرائعة::جود علي(مميزة)*كاملة* (الكاتـب : *جود علي* - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          إمرأة الذئب (23) للكاتبة Karen Whiddon .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5716Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-05-22, 01:51 AM   #3731

اني عسوله
 
الصورة الرمزية اني عسوله

? العضوٌ??? » 390126
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 215
?  نُقآطِيْ » اني عسوله is on a distinguished road
افتراضي


ماشاءالله تبارك الله ما اروع قلمك الرائع يا نيمووو
احساس ورقي المشاعر نتلقها من خلال حروف وكلمات تدخل القلب وتترك اثر طيب وجميل فينا
فيصل وفجر ... صهيب ويولاند .... بشر ودينا ... حسناء ونزار واياد وعبه والحرافيش وغيرهم مش خساره كل هذه الابطال تتركيها دون تكمله 😥😥😔😔 اتمنى تترحعي عن قرارك ومتحرمناش من قلمك وابداعك المميز 😘😘😘😘


اني عسوله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-22, 12:30 PM   #3732

Miush

? العضوٌ??? » 404902
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 228
?  نُقآطِيْ » Miush is on a distinguished road
افتراضي

بتوحشينا يا نيمو وانتِ معانا ربنا يقوينا على بعدين 😓
أبدعتي حبيبتي ❤


Miush غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:32 AM   #3733

لبنى البلسان

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية لبنى البلسان

? العضوٌ??? » 462696
?  التسِجيلٌ » Mar 2020
? مشَارَ?اتْي » 5,543
?  نُقآطِيْ » لبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond reputeلبنى البلسان has a reputation beyond repute
افتراضي



فصل جميل جداً
سنشتاق لابداعك تسلم اناملك ويعطيك الف عافية
بانتظار الخاتمة




لبنى البلسان غير متواجد حالياً  
التوقيع


أعظم الارزاق ♡
دعوة رفعت بإسمك في ظهر الغيب ★
لاأنت طلبتها.... ولا حتى تعلمها ☆




رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 12:32 PM   #3734

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرا لكل تعليقاتكم الجميلة ،❤️
موعدنا الليلة باذن الله مع اول اجزاء الخاتمة التي ستكون على ثلاثة اجزاء باذن الله 💙


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-06-22, 11:47 PM   #3735

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

الخاتمة
(الجزء الأول)
==========



_يمكنك الدخول..

الصوت الصارم يرهبها بعض الشيء فتتجمد قدماها للحظات قبل أن تستجمع قوتها لتدخل..
هل يمكن أن يطوف العمر كله في عينيك في لحظة؟!
هكذا كانت تشعر دينا الآن وهي تستعد للقاء شقيقها ريان..

جزء بداخلها يلومها على القدوم..
لماذا تعود لجدار ماضٍ لن يسترها..بل ربما سينقض فوقها من جديد؟!
لكن جزءاً آخر كان يقاتل ليتشبث بما بقي لها من هوية!

ترفع عينيها إليه ببطء من تخشى الخذلان من جديد..
لازالت تذكر آخر مرة رآها فيها بعدما ثبت جرمها المشهود ليعلن تبرأه منها قبل أن يهددها بالقتل لو ظهرت في حياته مرة أخرى..
تعذره!
والله تعذره!
لكنها تمنت فقط لو كان قد سمعها!
لو كان قد علم أنها كانت أجبن من أن تقول لا!) أول مرة لخطأ بسيط فانقلب الأمر لجرم تلو جرم!

كم تكره نفسها في كل مرة تتذكر كيف كانت تستسهل الحرام بخوف استغله شيطانها..
والآن تحمد الله أن تاب عليها..
فإن كان الله يعفو.. فهل يعفو الناس؟!

_من؟!

سؤاله يصفعها فتدمع عيناها وهي تتحسس ملامحها..
هل تغير شكلها إلى هذا الحد؟!
أم أنه هو من نسي؟!
نسي شقيقته؟!!

تنفرج شفتاها بجواب لم تعرفه بعد..
لتتسع عيناه بصدمة وهو يتعرف إليها ليتمتم مشدوهاً :
_دينا؟!

الخوف يجمد جسدها كعهدها معه!
تكاد تفر لاعنة نفسها أن عادت لهذه الدوامة!
لماذا لم تقنع بحياتها الجديدة قاطعة كل جذور ماضيها؟!
هل ظنت أن مثلها قد يكون له رجوع؟!

تتراجع خطوة للخلف وهي ترى كفه يرتفع نحوها فتكتم صرخة خوفها..
لكنها تراه يضمها إليه بلهفة فيرتخي جسدها فجأة كأنها نسيت معنى (عناق أخ)؟!
جسده يرتجف واشياً بنشيج خافت دفنه على كتفه فتنهمر دموعها غزيرة وهي تجد الطاقة أخيراَ لتشدد قوة عناقها له..


_أي معجزة جاءت بكِ إلى هنا؟!

يتمتم بها بذهول وكأنه لا يصدق أنها حقاً هنا فيجف حلقها وهي ترد بين دموعها:
_أعرف أنه لا يشرفك حضوري لكن..
_يشرفني ؟!
يقاطع بها عبارتها ضاحكاً بهستيرية كالمخابيل فتتراجع للخلف بالمزيد من الخوف لتتحول ضحكته لبكاء وهو يشير بذراعيه حوله مردفاً :
_ما عاد لي أن أتحدث عن الشرف! ليس وأنا أحمل على رأسي عاراً فوق عار.. ليس فقط عار زوجة خائنة قتلتها.. ولا عار مبادئي التي خنتها يوم وضعت كفي في أكف الصهاينة.. بل عار أولادي الذين سيبقى ذنبهم في عنقي.. عار يولاند التي ضلت طريقها مذبوحة بخيانتي.. وعار صديق العمر الذي بعته بأبخس ثمن.. شرف؟! أين هو مني؟؟

ينقبض قلبها بجزع فطري على شقيقها الذي لم تره من قبل في حال كهذا!
طالما بدا لها طموحاَ معتزاً بنفسه يعرف من أين تؤكل الكتف كما يقولون..
ويشق عليها الآن أن تراه في هذه الذلة!!

_هوّن عليك يا أخي! شدة وتزول!
_تصدقين نفسك؟! أي شدة هذه التي ستزول؟! انا خسرت كل شيء! كل شيء!
يهتف بها بانهيار فتشاركه لوعته ببكائها للحظات لكنه يرفع وجهه إليها أخيراً وقد بدا وكأنه قد أفاق من طغيان أنانيته ليسألها باهتمام :
_دعكِ مني الآن.. احكِ لي بسرعة عن أحوالك.
تتردد قليلاً وهي تشعر بالمزيد من الخزي والعار لكنها تعود لتتذكر أن (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)..
فتتشجع لتخبره عما آل إليه حالها..
عن حياتها الجديدة (النظيفة) و(الاستوديو) الذي تريد العمل فيه.

يرمقها بنظرة شاردة وهو يشعر بالذنب نحوها يكبل كلماته..
أين كان منها طوال هذه السنوات؟!
كيف استسهل التبرأ منها ليتخلص من وزرها؟!
كيف لم يكن لها سنداَ حتى وأن اعوجت خطواتها فيقومها.. بدلاً من ان يلقيها بطول ذراعه على قارعة الطريق؟!
كيف يمكن أن يكره نفسه أكثر وقد ضيع بأنانيته كل من كان يعولهم؟!

لهذا تشبث بكتفيها ليقول بحسم :
_اسمعيني.. لن أتخلى عنكِ بعد الآن.. لو أردتِ حقاَ بداية جديدة فلن تستطيعي فعل هذا في مصر.. ابتعدي عن كل ما يمكن أن يذكرك بالماضي في بلد جديد بهوية جديدة لا يعيرك بها أحد.

_الفكرة تبدو منطقية لكن من أين لي بهذا؟!
تتلعثم بها حروفها ولا تزال حائرة بين خوفها القديم منه وشعورها المستحدث أنه حقاً تغير بعد مصابه..
ليتأكد شعورها الأخير وهو يرد :
_سأتحدث للمحامي الخاص بي كي يحول بعض مدخراتي باسمك!

ترتجف ابتسامة امتنان على شفتيها لتعاود سؤاله :
_وأي بلد يمكنني السفر إليها؟!

يشرد ببصره قليلاً وهو يرى الجواب الوحيد يقفز لذهنه!
يجلده بسوط الذنب من جديد!
تسأله أي بلد؟!
ألمانيا بالطبع!!
كيف يعترف أنه بمجرد ما وقع في أزمة لم يخطر بباله سوى الصديق الحق الذي يوقن أنه أبداً لن يخذله!!
جهاد!
هو وحده من يمكنه ائتمانه عليها حتى يخرج من سجنه!!

_أي بلد؟!
تكرر سؤالها بفضول فيخبرها عن نيته لتشعر برهبة المغامرة لأول وهلة حتى تكاد ترفض الأمر..
لكنه يتشبث بكتفيها قائلاً برجاء ملتاع :
_لا تترددي.. دعيني أنقذ ما بقي مني ومنك.

تبتلع ترددها مرغمة وهي تومئ برأسها موافقة..
ما الذي بقي لها في مصر كي تفتقده؟!
لقد جاءت زيارتها هذه بأفضل مما تمنت..
كفاها أنها استعادت شقيقها الذي فرقت بينهما السبل..
وهاهو ذا القدر يمد لها يده ببداية جديدة.. في بلد جديد..
لعله تكون هناك يوماً للرماد حياة!
=======








*نيلي*
======
*ألمانيا.. برلين *


_الآن افتحي عينيكِ!
يقولها جهاد بنبرته الحماسية وهو يزيح أنامله عن عينيها بعدما دخلوا شقته الجديدة التي ساعده صهيب على استئجارها في برلين..
لتشهق زهرة بانبهار وهي تميز المكان حولها.. والذي بدا لها - على ضيقه- كأنه يسع الدنيا وما فيها..
تتقدم نحو الصالة المستطيلة التي جعل تصميمها الحجري بمقاعدها التي تتخذ شكلاً حجرياَ كذلك والتي تخرج من الجدار مع وسائد اتخذت شكل الشال الفلسطيني بلونيه الأبيض والأسود مع فرش أحمر وإضاءة دافئة منحتها شعوراَ أنها دخلت أحد البيوت الفلسطينية القديمة..
خاصة مع زجاج الشرفة الذي جعله من الفسيفساء الملونة والتي توجهت هي نحوها لتفتحها فتتسع عيناها وهي تميز أصص الزرع التي رصت متجاورة فيها..
يحتضن خصرها براحتيه وهو يشير لها نحو الزهور البيضاء ذات العبق المسكي قائلاً :
_هذه أشهر زهور فلسطين.. هذه (ليلة القدر)..
تضحك لطرافة الاسم.. فيردف بين شجن وفخر :
_يسمونها كذلك (الكولونيا) او (مسك الليل).. جدي كان يزرعها في حديقة بيته..
ثم يشير لأخري قرمزية :
_وهذه الوردة (الجهنمية)..أو (المجنونة) كما كانت تحلو لأمي تسميتها.. سأصنع لها دعامة خشبية على شكل (قلب) تعرش عليها كما كانت أمي تفعل.. عندما تكبر سيعجبك شكلها كثيراً..
ثم يشير للبقية مردفاَ بنفس الحماسة الملهوفة كأنه يطارد مع ألوان الزهور بقايا الحنين لبلاده :
_هذا زنبق.. وهذا جيرانيوم.. هذه تسمى (وردة المحكمة).. لا تضحكي هم يسمونها كذلك.. ماذا لو عرفتِ اسم هذه!! اسمها (فم السمكة)! لي معها كلها ذكريات طريفة سأحكيها لكِ فيما بعد.

تضحك بانتشاء وهي تملأ عينيها من الوان الزهور البديعة بين الأبيض والأصفر والأرجواني لتلتفت نحوه.. تعانق ملامحه الحبيبة بعينيها قائلة :
_رأيت الكثير من الزهور من قبل.. بل وربما رأيت هذه نفسها.. لكنها هنا.. في بيتنا.. تبدو بشكل آخر.. كأنما خلقت لنا وحدنا!

يقبل وجنتيها برقة وهو يضمها إليه بتنهيدة مرتاحة :
_يالله! لا أزال لا أصدق أن الكابوس انتهى! أنك هنا معي.. بين ذراعيّ.. عدتِ للحياة وأعدتِني معك..
ثم يصمت لحظة مسترجعاً قسوة الشهور السابقة ليردف بآهة مشتعلة وهو يعاود النظر لعينيها :
_الفارس المشهود قام بعد وقوعه.. عاد يركب جواده لكنه ليس وحده هذه المرة.. بين ذراعيه أجمل فتاة في الدنيا.. أحد ذراعيه يمسك لجام فرسه الذي آقسم ألا يحيد به عن الحق.. والآخر حول خصرها يقسم ألا تغيب عن حضن قلبه لحظة واحدة.

تتورد وجنتاها بخجل تهرب منه بقولها :
_لن تريني باقي الشقة؟!

يضحك بهناءة وهو يعاود الدخول بها ليريها المطبخ الصغير الذي تباسطت محتوياته كثيراً.. وغرفة النوم الوحيدة في الشقة والتي دخلتها بترقب خجول لتجدها خالية..
إلا من شال فلسطيني قد عُلق على جدارها..
هذا الذي توجه هو نحوه ليرفعه أمام وجهها فتميز (علامة خاصة) ميزت هذا الشال بالذات ليقول هو بابتسامة واسعة :
_تذكرين هذا؟!
تبتسم لحلاوة الذكرى وهي تستعيد ذاك اليوم الذي فاجأها فيه في غرفة القياس بمحل الثياب وهي ترتدي ثوب العرس..
قبل أن يضع عليها (شاله) هذا قائلاً نفس العبارة التي يكررها الآن :
_تعرفين معني أن يضع رجل مثلي شاله الذي يقدسه علي كتفي امرأة ترتدي الأبيض له.. له وحده؟!

فتدمع عيناها وهي تراه يضعها علي كتفيها من جديد مردفاً :
_لم أشترِ هذه الغرفة.. تركتها لذوقك أنتِ.. فقط وضعت هذا هنا ليكون أول ما نراه فيها.. وسيبقى معلقاَ في مكانه هنا على الجدار حتى نحكي قصتنا لابنتنا.. (قدس)!

تمرغ وجهها في صدره وهي عاجزة عن الكلام..
تشعر انها ولدت من جديد بعمر جديد وروح جديدة وعشق جديد..
أجل.. جديد!

_عجباً لحبك لا يبلى أبداً.. سنوات وسنوات وهو داخلي لا يهرم.. دوماً قديم كجذر يشدني نحو أرض لا تخون..ودوماَ جديد كثوب عيد لم تمسه قبلي يد بشر.. دوماَ بعيد كنجم يغمرني ضياؤه.. ودوماَ كقريب كغطاء يقيني برد أيامي.. دوماً هادر متدفق كشلال لا يعرف فتوراَ أو مللاً.. ودوماَ ساكن بوداعة رضيع نام شبعا.. مهما غامت السماء ورعدت وابرقت هو دوماَ ملون بألوان قوس قزح.

تقولها بهيام ليرفع ذقنها نحوه هامساً :
_كلامكِ دوماَ لا يشبهه كلام.. يدخل قلبي دون استئذان..

قبلاته الناعمة تتسابق على وجهها فتهرب من خجلها وهي تدفعه برقة متسائلة :
_أين سنقيم الزفاف.

تخبو الفرحة على وجهه فجأة وهو يطرق برأسه قائلاً :
_كم حلمت لو كان عرسنا في القدس لكن هذا مستحيل.. لا يمكنني الدخول لفلسطين.

تدمع عيناها للأسى الذي يقطر من حروفه وهي تشعر بالغبن..
كيف يكون وطنه ويهجرونه منه قسراً ثم يحرمونه دخوله طوال عمره؟!

لكنه يبتسم ابتسامة شاحبة وهو يحاول ابتلاع غصته بقوله :
_أين تحبينه أنتِ؟! هنا أم في مصر؟!

تفكر قليلاً قبل أن تحسم قرارها :
_هنا..

يرمقها بنظرة متسائلة لتشد على كفيه باستطرادها :
_اشتقت لبلدي لكنني أريد أن نصنع بداية جديدة هنا.. الغربة صعبة ويقيني أن حياتنا هنا لن تكون ممهدة بالحرير لكن دعنا نهونها بحلاوة الذكريات.. ذكريات تكفي لغلق صفح الأمس وفتح أخرى للغد.. ليكن كلانا لصاحبه وطنه حتى يأذن الله بعودتنا لأوطاننا.

يبتسم للدفء العاطفي الذي طالما عشقه في حروفها ثم يقبل جبينها باعتزاز لينظر لساعته بأسف قائلاً :
_موعدي مع صهيب ومدير المركز الطبي كي نوقع عقد العمل.

_مبارك حبيبي! هل يعني هذا أنك رضيت عن صهيب أخيراً؟!

تقولها بحنان وهي تصطحبه لباب البيت فيرد :
_رجل محترم.. وخدوم.. لكنني لن أنسى أنه يوماَ ما أخذ مكاني جوارك.
يقولها عاتباً فتسترضيه بقبلة لكتفه قائلة :
_لا أحد يمكنه أبداً أخذ مكانك.
يمط شفتيه باستياء ليتجاوز الأمر بقوله :
_ظني أنه يريد مساعدة يولاند كذلك فقد تحدث مع صديقه مدير المركز بشأن عملها معي هي الأخرى.
_وماذا عني؟! سيكون من الرائع حقاَ أن أعود للعمل معك!
تقولها بحماس ليربت على كتفيها بقوله المشفق :
_ليس بعد.. تحتاجين لراحة طويلة تستعيدين فيها عافيتك..
ثم يقرص وجنتها بخفة مردفاً :
_ثم إن لكِ مهمة خاصة تنتظرك هنا بعد الزفاف..
تحمر وجنتاها بخجل مع غمزة رافقت استطراده :
_"تدليلي"!

_ما أَحبها على قلبي من مهمة!
تقولها بضحكة رائقة ثم تدعو له بالبركة فيقبل جبينها بحب وهو يهم بالخروج معها لكنها تقول بسعادة :
_دعني هنا.. أريد ترتيب بعض الأشياء..

يهز رأسه موافقاً ليغادر فتأخذ نفساَ عميقاً وهي تتلفت حولها بفرحة..
تعيد ترتيب بعض الأشياء البسيطة في المكان وتكتب قائمة بما تريد شراءه..
تتوجه للشرفة فيبهجها من جديد منظر الورد البديع..
تأخذ لها معه صورة ثم تنشرها على حسابها الذي صار بعد موقفها الأخير من القضية الفلسطينية يتابعه عشرات الآلاف ممن كانوا يسمونها (فتاة الموت)..
والآن يتناقلون قصة شفائها بمزيج من السعادة والأمل.. لتصير (فتاة الحياة)!
تنشر الصورة لتكتب تحتها..

_أول زيارة لبيتي.. اقترب موعد الزفاف.. زوجي كان يود لو كان في القدس.. وهكذا كنت أتمنى أنا الأخرى..لكنهم سلبونا فرحة أحلامنا كما سلبونا أوطاننا في الحقيقة.
=======






_أبدو جميلة؟!
تهتف بها زهرة بارتباك أمام المرآة وقد ارتدت ثوب زفاف جديد أصر جهاد أن يشتريه لها وقد صار قياس الثوب القديم غير مناسب لها بعد فقدها الكثير من وزنها..
الثوب الجديد لا يقل أناقة عن السابق بل يزيد..
ناصع البياض بتطريز رقيق (فلسطيني) وطرحة شديدة الطول تكاد تمتد خلفها لما يقارب متراَ كاملاً..

_رائعة!
تهتف بها حسناء التي جاءت خصيصاً لتحضر العرس وهي تعدل لها بعض التفاصيل في الثوب مردفة بمرحها المعهود :
_ينقصك جناحين وتحلقين كملاك.. العقبى لي!

تضحك زهرة وهي تشعر بالمزيد من الارتباك لكن ضحكتها تمتزج بدموع ارتباكها وهي تكاد لا تصدق الفرحة التي تعيشها منذ انزاح عنها كابوس المرض..



_بنت! ستفسدين زينتك! كالعادة تعشقين النكد كعينيك!
تلتفت كلتاهما للصوت الخشن المحبب عند باب الغرفة والذي يليق بملامح صاحبته التي تقدمت نحوهما مردفة بتهكمهما الفظ :
_سبحان الله! (حلة والتقت غطاها)! أنت تبكين هنا و(الحزين) بالخارج يكاد يبكي هو الآخر!

_طيف!
تهتف بها زهرة بمزيج من فرحة وامتنان وهي تفاجأ بحضورها..
تندفع نحوها لتتبادلا عناقاً قوياً ثم تقول زهرة بحرارة :
_جئتِ بنفسك من جديد! لا أعرف ماذا أقول لك.. أنتِ بالذات.. لولاكِ لما..
_ششششش! سترجعين ل(جو الصعبانيات) هذا؟! قلت لك لا أحبه!!
تقاطع طيف عبارتها بمرح خشن فتنطلق ضحكاتهن جميعاً قبل أن تضمها لصدرها برقة تناقض ظاهرها هامسة في أذنها بحنان جاد :
_شكراً لأنك لم تخذليني.. رأيت فيكِ نجاة كل من لم أستطع منعهم من الرحيل.

تبتسم زهرة بتأثر وهي تتذكر لقاءهما الأخير قبل سفرها إلى هنا عندما أخبرتها طيف أن أمها ماتت مريضة لأنها لم تجد ثمن الدواء لهذا كان المرض دوماَ أقسى هواجسها!

_هذا ليس عدلاَ! تجمّعنا سوياً على منضدة واحدة من سنوات في (أبو ظبي!.. كلكنّ عدتن بعريس وأنا لا.. واحدة أخذت (العراقي) وأخرى أخذت (الفلسطيني).. وأخرى عادت ب(المصري)..
تهتف بها حسناء بسخط مصطنع لتمصمص شفتيها بقولها :
_على رأي المثل.. (طلعت فوق السطوح هز الهوا كُمّي.. كل البنات اتجوزت وانا قاعدة جنب أمي)!

تتعالى ضحكات زهرة بمرح فيما تخبط طيف حسناء على رأسها هاتفة :
_لهفتك هذه هي التي تضيعك!
ثم ترفع حاجبها باستطرادها وهي تبسط كفها على صدرها :
_قلبي يخبرني ان (فرقع لوز) يضع عينه عليكِ! وبصرف النظر عن أنه يستحق خلع عينه تلك لكنه لا بأس به! هو نصف مصري ونصف عراقي.. خذيه كعرض (اثنين في واحد)!

_ليته كان ينفع! ليس جاداً.. مجرد (أراجوز) يريد التراقص دون التزام.. بحكم خبرتك تعرفين نصيحة كي أوقعه بالحلال؟!
تقولها حسناء بحسرة مرحة لتضحك طيف قائلة بغرور مصطنع:
_ماذا كنتنّ ستفعلن بدوني؟! أنتن تجعلنني أفكر جدياَ في هذه المهنة.. مممم.. تعلمين أوحيتِ لي بفكرة كتاب.. عنوانه (نصائح إبليس في تدبيس عريس)..

تضحك زهرة باستمتاع من الحوار الدائر بينهما ليقطع ضحكاتها صوت طرقات على باب غرفتها الصغيرة التي ستنتقل منها لقاعة العرس..
تتحرك حسناء بسرعة لتفتح الباب ثم تعود إليها قائلة :
_جهاد بالخارج.. يريد أن يلبسك التاج بنفسه! هيا.. أعطيه ظهرك وأنا سأقوم بتصوير لحظة رؤيته لك.. هذه هي الموضة هذه الأيام.

تبتسم زهرة بترقب وهي تفعل كما أمرتها..
يدخل ليشعر بخفقات قلبه تتعالى وهو يرى ظهرها المواجه له كأنها تريد مفاجأته..
لكنها ما كادت تشعر به خلفها حتى التفتت له بسرعة تغطي وجهها بكفيها قائلة :
_لن أستطيع أن أعطيك ظهري ولو لثوان!

يضحك وهو يقطع المسافة بينهما بخطوة واحدة..
يزيح كفيها عن وجهها ليملأ عينيه من جمال امرأة لن تشبهها في الدنيا سواها.. يلبسها تاجاَ رقيقاَ من الفضة تخللته زهور بيضاء صغيرة ناسبت رقة ثوبها..
يقول بكل ما اوتي قلبه من حب :
_لا يخذلني قلبك أبداً .. دوماَ كنيل بلادك.. عطاياه لا تعرف حدوداَ.

_كيف أبدو؟!
تساله بارتباك خجل ليهمس في أذنيها بعاطفة مشتعلة :
_أجمل من أجمل حلم رأيتكِ فيه.. وأحلى من أحلى حقيقة شاهدتك عليها.

_ارفع صوتك بما تقول.. حتى أحسد بضمير..

تهتف بها حسناء بمرح وهي تحاول التلصص فتشدها طيف من ظهر ثوبها لتقول بتهكم ساخر :
_العروسة للعريس.. والجري للمتاعيس.

الفرحة تغزل أثوابها بين الجميع..
تنثر عبقها بين الوجوه والعروس تتأبط ذراعه لتغادر معه القاعة..
يصل والداها في هذه اللحظة بحضور (هامشيّ) كما تعودت طوال عمرها لكنها كانت أكثر من راضية بتعويض القدر..
يعانقها أبوها بنظرة كسيرة كأنه أدرك في هذه اللحظة أن ابنته التي طالما تعامل معها كدجاجة تبيض له الذهب الآن وجدت من يعاملها كأميرة تلبس الذهب!

يعتذر منها بعينين طالما تلطختا بالقسوة والآن بالذنب!
لكنها تواجهه بابتسامة صافية لامرأة واجهت الموت بشجاعة ففهمت سر الحياة..
(العطاء)!

تغرقها أمها بقبلاتها الباكية وهي تحمد الله على نعمه لتنطلق زغاريدها من جديد في القاعة التي تنوع الحضور فيها بين بعض النزلاء من المركز الطبي الذي كانت تعالج هي فيه..
والكثير من زملاء جهاد في المشفى الجديد الذي ساعده صهيب في العمل فيه..

يتقدم معاذ الصغير بباقة ورد بيضاء لفها بمزج لطيف بين علميْ مصر و فلسطين ومنحها للعروسين فتضحك زهرة بفرحة وهي تتلقفه منه لتقبل رأسه باعتزاز..

فيما يبتسم صهيب وهو يتقدم مصافحاَ جهاد بمباركته الدافئة قبل ان يلتفت نحو زهرة بقوله :
_قصة كفاح رائعة سأكون سعيداً جداً بالاحتفاظ بها في دفتر معاذ.. كي يوقن أن امه لم تمت.. وأن روحها تحلق حوله في كل من ينتصر في معركته مثلك!

تدمع عينا زهرة وهي تهز له راسها بامتنان حقيقي جفت معه كلماتها..
بينما تقترب منها يولاند تعانقها لتهتف بالعربية بفرحة حقيقية :
_مبروك..
ثم تميل علي أذنها هامسة بنصيحة لم تجد أفضل منها في هذه اللحظة وكأنها تحدث نفسها قبل ان تحدثها هي:
_عيشي الفرح بكل طاقتك كما انتهكك الحزن بكل طاقته.. هكذا تستمر الحياة.

_عزيز!!

يهتف بها جهاد بترحاب وهو يفتح ذراعيه لعزيز الذي ظهر لتوه والذي عانقه بقوة هاتفاَ بمرح :
_تظن أنك لو أقمت فرحك في ألمانيا فلن أحضر؟! أم تراك تكبرت علينا لأنك صرت مشهوراً؟!

يضحك جهاد بود وهو يعانقه ليلتفت عزيز نحو زهرة بقوله :
_ماسة ترسل إليكِ تحياتها.. للأسف عجزت عن الحضور مع صعوبة السفر بالأطفال.. لكنها تنتظر مني فيديو مصور لكل أحداث الحفل.

تضحك زهرة بفرحة وهي تجده يسحب جهاد نحو منتصف القاعة بعد إشارة خاصة لفرقة الموسيقا سبق الاتفاق عليها هاتفاً :
_(واجب مصري) لعريسنا.. دبكة فلسطينية!

تصفق زهرة بكفيها وهي ترى صهيب ومعاذ وبعض الرجال ينضمون إليهم بحماس.. مع الموسيقا المميزة للدبكة الفلسطينية..
حركاتهم تفتقد للدقة المطلوبة في الرقصة الشهيرة لكن يكفيهم صدق النية في إسعاد العروسين بأي طريقة!
تدور عينا زهرة بينهم وهي تشعر بفرحة جهاد الحقيقية تجد توأمها في قلبها هي..
كم هي عظيمة عطايا القدر عندما يمسح بكف (العوض) أثر الوجع الطويل!

وفي مكانها كانت يولاند تشعر بفرحة لا تدعيها للعروسين..
فرحة لم تشبها سوى غصتها ويد الماضي تنشب مخالبها في صدرها.. بأقسى صورة!
لم تشعر بقدميها وهما تسحبانها نحو زاوية القاعة حيث إحدى النوافذ المطلة على النهر القريب..
دموعها تجري على وجنتيها دون توقف وصورة المياه امامها تعكس لها حياة كانت قريباَ لها..
والآن صارت غريبة.. غريبة عن كل شيء!

_لماذا تبكين ؟!

صوت صهيب الحنون بعربيته الكسيرة ذات اللكنة الألمانية تصيب موضعاً خاصاً في قلبها وهي تشعر وسط غربتها أنه - بصورة ما - يشبهها..
تعرف أنه يعرف قصتها كلها لهذا لا تكلف نفسها مشقة التخفي وهي تمعن في النظر لصفحة الماء أمامها :
_لو جرت الأمور ب(عاديّة) لما حضرت هذا الزفاف وحدي أبداً.. كنت لأحضره مع رجل تركت دنياي كلها لأجله.. كنت لأكون فخورة به كما هو فخور بي .. مع أجمل ثلاثة أطفال رأتهم عيناي.. صورة مجسدة لعائلة سعيدة كانت يوماَ ما كل حياتي.

تعجز عن التحكم في دموعها فيقول برفق حليم :
_ومن قال إن (عاديّة) الصورة تعني المثالية دوماً؟! أحيانا (عادية) الصورة تعني مجرد قشرة واهية مؤقتة.. تؤلمنا إزالتها لكننا نتعايش مع واقع حقيقي بعدها.
_لا أزال لا أستطيع التعايش.. حقيقة واحدة لا تزال تسكنني.. أولادي (نائمون) ينتظرون أما (قوية) توقظهم.. تنتقم لهم ولنفسها.. لكنني عاجزة ان أكون هكذا!
_أولادك ليسوا نائمين.. أولادك ماتوا.
تبدو لها عبارته رغم حنو نبرته قاسية كصفعة فتلتفت نحوه بحدة لكنه يبدو متعمداً كجراح خبير يدرك موضع مشرطه :
_هذا أول ما يجب أن تواجهيه..الفقد لن يغير حقيقته إنكار! أولادك رحلوا للأبد.. لكنك لا تزالين باقية.. أولادك لا ينتظرون أما قوية تنتقم.. بل أنتِ من تحتاجين أن تكوني أماً قوية تنقذ نفسها من التخبط والتيه.. أنتِ أخذت اول خطوة في الطريق الصحيح عندما انتصرتِ لإنسانيتك وساندتِ الرجل الذي خانكِ بعد كل ما فعله.. لكن يبقى الطريق طويلاً.. بطول هوية تحتاجين لإيجادها..

ترمقه بنظرة طويلة وهي تشعر بكلماته تصيب سهامها في صدرها..
لتسأله بتردد :
_زهرة أخبرتني عن قصتك.. تشبه قصتي كثيراً.. أنت الآخر غيرت دينك لأجل زوجتك..
لكنه يقاطعها بقوله :
_لم أغيره لأجلها.. بل هي أشارت لي للطريق وأنا حكمت عقلي.
_تعني أنك توقن أنه الدين الحق؟!
_وماذا لو قلت لك أنني أراه كذلك؟! ستتبعينني متأثرة بكلامي؟!

تهز رأسها بتردد قائلة:
_ربما.
_إذن لم تتعلمي شيئاً!
يقولها بأسف ليقترب منها مردفاً :
_كفاكِ اعتناقاً للأفراد! الحق لا يُعرَف بالرجال إنما يُعرف الرجال بالحق..
لا تزال تهز رأسها بتردد فيبتسم مردفاَ :
_كم درستِ من سنوات في الطب كي تنقذي (جسد) أحدهم؟! ألا تظنين ان الدراسة لأجل إنقاذ (الروح) أولى؟!
تبتسم بغرابة وقد بدا لها كلامه أكثر منطقية خاصة مع استطراده :
_تسمعين عن (علم مقارنة الأديان)؟! أظنكِ ستكونين مهتمة كثيراً به خاصة لو درستِه من جوانب حيادية.. أنتِ لم تعرفي (الإسلام) بعد.. انتِ اصطدمتِ فقط ببعض أتباعه.. خذي وقتك حتى تتخذي قراراَ يؤيده عقلك قبل قلبك دون تأثير من احد.. أي أحد.. الله خلق الإنسان وميزه بالعقل.. وأنا أثق ان عقلك سيلهمك الصواب.

تتسع ابتسامتها وهي تشعر لأول مرة منذ عهد بعيد انها تقف على ارض صلبة..
ليس فقط أنها تسامحت مع جرح ريان..
ولا اختيارها الحر أن تبتعد عن إيلان ومن معه..
ولا حتى عملها الجديد هنا في المشفى
لكن..
هذه الروح (القديمة) في نفسها والتي تشعر أنها تتجدد!
روح حرة لا تجد غضاضة في التمرد في سبيل البحث عن الحقيقة!
لهذا أحبت حيادية كلماته السابقة وهي تضعها على اول الطريق الذي أرضاها..
(العلم) و ( الدراسة).. كي تصل للحقيقة التي لا ترتد بعدها أبداً.

لهذا اكتسب صوتها رنة رقيقة محببة وهي تمسح بقايا دموعها بنفسها قائلة :
_لم تتح لي فرصة لشكرك على مساعدتي في العمل هنا..
يهز رأسه بتسامح وهو يلمح معاذ الذي اقترب منهما بابتسامة تشبه ابتسامة أبيه..
ابتسامة خطفت قلبها وهي تمسح بكفها على رأسه بينما أبوه يقول لها بنبرة رجولية داعمة ذات مغزى:
_قريباً تشكرينني على شيء آخر.

ترفع إليه عينيها بامتنان وقد فهمت ما يريد قوله لترد :
_يوماَ ما سأصل للحقيقة التي ترضي عقلي قبل روحي.. ساعتها سأشكرك كثيراً.

تقطع عبارتها وهي تنتبه للجلبة التي كانت قادمة من وسط القاعة حيث تحلق الحضور فجأة حول شاشة عرض كبيرة بدت وكأنها تعرض فيديو مباشرا..
من القدس..
وبالتحديد من امام المسجد الأقصى..

تقترب مع صهيب الذي كان يراقب بدهشة ليصله الجواب في صيحات الحضور الفرحة..


_من ساحة المسجد الأقصى نقولها لكما.. كلنا أهلكما.. كأنكما هنا!

تتعلق عيون الحضور بالشاشة التي انبعث منها الهتاف السابق بحرارة وهي تنقل الحدث مباشرة وقد قررت مجموعة من أهل القدس ممن تعلقوا بحكاية (جهاد) و( زهرة) بعدما عرفوا من منشور زهرة الأخير على صفحتها كمّ الحسرة التي يعيشانها لأنهما لم يقيما زفافهما هناك..

تدمع عينا جهاد بتأثر وهو يضم زهرة التي سالت دموعها على وجنتيها وهي تتابع الفيديو لهؤلاء الجمع من أهل القدس وقد صنعوا ما يشبه (ماكيت) مجسماَ لزهرة في زي العرس الفلسطيني وجوارها جهاد..
هذا الماكيت المجسم الذي حملوه في المقدمة ليسيروا خلفه كأنهم يدخلون بهما للمسجد..
الهدوء الخاشع يفرض نفسه على المشهد قبل أن يخرج الجمع من المسجد من جديد بعد ثوانٍ كانما تمت مراسم عقد القران..
يدفعون (الماكيت) المجسم أمامهما فيخفق قلب جهاد بعنف وهو يشعر انهما حقاَ هناك!
يتقدم الجمع من أهل القدس ليجولا حول المكان..
يرفعون صوراَ أخرى للعروسين بلقطات مع مسجد قبة الصخرة بلونه المميز مع لافتات كبيرة..
(كلنا أهلكما)
(كأنكما هنا)
(فرحتكما فرحتنا)
وأخيراً هذه اللافتة الكبيرة التي توقف عندها البث..

(يخدعون أنفسهم بفرض الحدود.. أوطاننا في قلوبنا لن ينتزعها منا أحد)

وأخيراً يتوقف الفيديو الذي أرسلته المجموعة على صفحة زهرة الشهيرة على أحد مواقع التواصل وقد وسموه باسمها واسم جهاد..!!


يسود القاعة صمت مهيب لا يقطعه سوى صوت نشيج زهرة الخافت متأثرة بجلال وحميمية الحدث..
قبل أن تتعالى الصيحات بتعاطف كبير حتى من دون العرب مع جهاد وقضيته..


_رأيت ما رأيته؟! كان هذا حقيقياَ؟! هل نحلم؟!
تتمتم بها زهرة بين دموعها وهي تتشبث بحضنه..
تشعر بانتفاضته الثائرة بين ذراعيها.. عيناه جاحظتان معلقتان بالشاشة التي ابيضت تماماَ بعد انتهاء العرض لكنه لا يزال يشعر بالمشاهد حية في عينيه.. وقلبه!
قلبه الذي ضج بخفقاته وهو يتناول (ميدالية حنظلة) التي عادت معلقة في جيبه ظاهرة لكل من يراه..
يرفعها عالياً كأنما يود لو تطال ذراعه السماء في هذه اللحظةيجد كلماته أخيراً هاتفاَ بين عزة وحماسة :
_لا تعجبوا.. هؤلاء هم الفلسطينيون..نسب واحد .. دم واحد.. مهما فرقتنا الغربة!
تضحك زهرة بسعادة تسع الدنيا وهي ترى العزة في عينيه تكاد ترفعه فوق منبر غير مرئي..
تدور عيناها حول الحضور فتلمح فرحة حقيقية تترجمها حركاتهم الراقصة وهم يدورون حولهما لا يتركون لهما فرصة للجلوس على منصة العرس..
وهو..
هو الذي لم تره سعيداً كما اليوم!

لهذا ما كادت تخلو به في غرفتهما التي ضمتهما أخيراً ليتلقفها عناقه الملهوف..
حتى ضمت رأسه لصدرها هامسة بحرارة عاطفتها :
_آه! كم من سنوات حلمت فيها بهذه الفرحة التي تسكن عينيك.. فرحة لم أرها ساطعة كما اليوم!

يبتسم وقد دمعت عيناه مستكيناً لدفء عناقها للحظات..
قبل أن يرفع وجهه إليها.. يعانق خديها براحتيه هامساَ :
_صدقتِ! وكأن الله الكريم أراد أن يمنّ عليّ الليلة بالذات بهذا الشعور..وكأنني.. وكأنني عدتُ لوطنيَّ معاً!

تبتسم وعيناها تتوهجان بفرحة :
_قلبي رفرف عندما رايت الفيديو.. كأننا فعلاً كنا هناك.. هكذا تهون في عيني وعينك كل غربة!
_دمتِ لي بشرى الخير في كل ساعة! وكأنكِ خلقتِ لتكوني زغرودة فرح يطلقها قلبي كل حين!
يقولها و ابتسامته تتسع بينما تشتبك أنامله بأناملها.. يرفع إصبعها المزدان بدبلته الملونة بألوان علم بلاده أمام عينيهما فتكررها للمرة التي لا تعرف عددها في عمر حبهما :
_أعدك أن نعيش دوماَ كهذا.. أنت بدربك في جهاد وأنا بحبك في جهاد..
يقبل إصبعها الذي صار بعينيه يساوي وطناَ بأسره.. شفتيه تتسابق على ملامحها بهمسه :
_وأنا أعدكِ أن تكوني (قدس) قلبي كوطني.. عهدكِ من عهده.. لا تهونين أبداً كما لا يهون..وأمام عينيك يرخص كل غالٍ.
========


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-22, 12:14 AM   #3736

بنت سعاد38

? العضوٌ??? » 403742
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 524
?  نُقآطِيْ » بنت سعاد38 is on a distinguished road
افتراضي

راااااائع جدا ااااااا كل كتاباتك رائعة اتمني الا تحرمينا من قلمك ابدا سلمتي من كل سوء يارب

بنت سعاد38 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-22, 01:02 AM   #3737

حنان عبدلي

? العضوٌ??? » 485258
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » حنان عبدلي is on a distinguished road
افتراضي

اجمل فرحة 😍😍😍😍كأننا متواجدين معاهم روعة روعة 💙💙💙
ريان و دينا وبداية جديدة اخيرا الاخ رجع لاخته قبل فوات الاوان ان شاء الله دا يشفعله هو كمان وتكون ليه فرصة جديدة لكن اتمنى يتعفن في السجن🙈🙈
شرا على هذا الجمال و على كل المشاعر الحلوة و الفخر الي حسيناه مع زهرة وجهاد 💙💙 يسلمو ايديكي 😘😘😘


حنان عبدلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-22, 01:05 AM   #3738

Mai aboelmaged

? العضوٌ??? » 454989
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » Mai aboelmaged is on a distinguished road
افتراضي

ايييه الجمال و الإبداع ده انا فرحانه ليهم فرحه و عيني عماله تدمع و الله 🥺🥺🥺❤❤❤❤❤❤❤❤💙💙💙💙💙💙💙💙

Mai aboelmaged غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-22, 01:25 AM   #3739

ماماسماح

? العضوٌ??? » 495260
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » ماماسماح is on a distinguished road
افتراضي

روعه روعه روعه نيموو تسلم ايدك حبيبتي ♥️♥️♥️

ماماسماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-06-22, 02:13 AM   #3740

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي

روعة الإحساس والوصف أكثر من رائع
بس اول مرة اعرف دينا اخت ريان
سلمت يداك


داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:41 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.