آخر 10 مشاركات
غيث أيلول -ج5 سلسلة عائلة ريتشي(121)غربية - للكاتبة:أميرة الحب - الفصل الــ 44*مميزة* (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عِـشـقٌ في حَضرَةِ الـكِـبريآء *مميزة مكتملة* (الكاتـب : ღ.’.Hiba ♥ Suliman.’.ღ - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          117 - توأم التنين _ فيوليت وينسبير ج2 شهر عسل مر ((حصرياً)) -(كتابة /كاملة بالرابط) (الكاتـب : SHELL - )           »          وهج الزبرجد (3) .. سلسلة قلوب شائكة *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          حب في الصيف - ساندرا فيلد - الدوائر الثلاثة (حصريــا)** (الكاتـب : بنوته عراقيه - )           »          بريئة بين يديه (94) للكاتبة: لين غراهام *كاملة* الجزء الثاني من سلسلة العرائس الحوامل (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5716Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-05-22, 12:56 PM   #3721

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثاني تتمة الفصل الخمسون
======


*نيلي*
=======
*ألمانيا.. برلين..


_جهاد!
تهتف بها زهرة باشتياق جارف سبق دهشتها وهي تستقبله في غرفتها في المركز الطبي ليجذبها لصدره بأنين حارق هامساً :
_افتقدتكِ يا نيلية! كيف أقنع العمر أن أيامي دونك غير محسوبة؟!

تضمه بقوة افتقادها له طوال الأيام السابقة والتي تحملتها صابرة موقنة من نبل هدفه..
لهذا رفعت إليه عينيها بسؤالها الملهوف :
_لماذا لم تخبرني بموعد عودتك؟! وماذا حدث بين ريان ويولاند؟!
يبتسم لها برضا وهو يبتعد قليلاً ليشير للخارج بقوله :
_اسأليها بنفسك.

تطلق زهرة صيحة دهشة فرحة وهي ترى يولاند تقف مكانها بتردد..
لكنها تفتح لها ذراعيها على طولهما فتندفع الأخيرة لتعانقها بقوة..
طوال طريقها إلى هنا وهي تخشى رؤية زهرة من جديد!
ربما لأنها لم ترها منذ تركت الأخيرة أبو ظبي.. وقتها كانت يولاند لا تزال تحتفظ ب(عائلتها)..
أو - ما كانت عائلتها -!
لهذا كانت تخشى أن ترى أطياف خسارتها من جديد على وجه زهرة.. لكن عناقها لها أعاد لها دعماَ قديماَ كانت تفتقده!!
خاصة وهي تشعر بالذنب لأنها كانت توغر صدر جهاد عليها عندما كان كلاهما يظن ان زهرة خانته!
لهذا وجدت نفسها تحدثها ب(العربية) وبنفس الطريقة التي كانتا تتحدثان بها في الماضي:
_حزنت كثيراً لمرضك.. لكنك حقاَ بطلة.. غداً تشفين وأعد عرسكما بنفسي.

تبتسم لها زهرة قائلة بترحاب حقيقي :
_حمداً لله على سلامتك..
لكن عينيها تدمعان وكلماتها الأخيرة تمس أعظم هواجسها..
فتلتفت نحو جهاد بقولها :
_سأخبرك بشيء وبالله عليك لا تغضب مني.

يشتعل القلق في عينيه وهو يضمها إليه عفويا فتتنحنح لتردف بارتباك :
_لم أقصد أن أخفي الأمر عنك.. لكن..
_قولي يا زهرة بدون مقدمات.. قلبي يكاد يتوقف عن النبض!
يهتف بها بانفعال وهو يتشبث بها أكثر بين ذراعيه فتسبل جفنيها بقولها :
_نحن ننتظر نتيجة التحاليل النهائية اليوم.. والله لم أتعمد عدم إخبارك لكنني..

تشحب ملامحه رغماَ عنه وهو يخفي وجهها في صدره مقاطعاَ بقية عبارتها كأنه يتشبث بها من مصير مجهول..
ليرفع عينيه لأعلى بتضرع صامت وخفقات قلبه تحت كفيها تكاد تعوي قلقاً..
لكن زهرة تحاول طمأنته بابتسامة واهنة :
_بروفيسور روبرت مستبشر كثيراً.
_خيراً.. بإذن الله خير.
يتمتم بها جهاد بأمل رغم القلق الذي ينهش روحه فتراقبهما يولاند بلوعة امتزجت بتقديرها لهما..
جهاد ترك زهرة في هذه الظروف فقط لينقذ ريان رغم كل ما فعله الأخير به..
ليس ريان فحسب!
هي أيضاً!!

هي التي كادت تضل في طريق إيلان ومن معه!

_دعونا نكمل حديثنا في الحديقة.. الجو جميل اليوم.

تقولها زهرة بمرح مصطنع محاولة التغلب على قلقها وقلق جهاد الذي بدا وكأنه يحمل الدنيا كلها على كتفيه الآن..

يغادرون معاً نحو حديقة المركز حيث يجلس ثلاثتهم لتبادرهم زهرة بالسؤال عما حدث..
فتتكفل يولاند بالرد بنبرة هادئة لكنها فضحت هشاشة روحها :
_أنا شهدت بما أعلمه عن علاقة إيلان بتلك المرأة.. وبأن قتل ريان لها كان نتيجة لما رآه بعينيه من تواصلهما البذيئ عبر الانترنت.. شهادتي خففت الحكم عليه لكنه نال حكماَ بالسجن لبضع سنوات..

_أتمنى لو استطاع محاميه تخفيف الحكم أكثر.

يقولها جهاد بنبرة منهكة وهو يتشبث بكف زهرة في يده محاولاَ التغلب على قلقه بقوله :
_أنا زرته قبل عودتي إلى هنا..هو منهارٌ تماماَ مع شعوره أنه خسر كل شيء لكن شهادة يولاند مع وجودي معه أثرا كثيراً في تحسين حالته النفسية..لعله خير! كل قضاء الله خير.

_دكتور جهاد.. حمداَ لله على سلامتك.

يقولها صهيب مرحباَ بعربيته ذات اللكنة الألمانية وهو يقترب منه مصافحاَ ليصافحه جهاد بدوره..
فيما تشير زهرة نحو يولاند تعرفها بقولها :
_يولاند.. صديقة قديمة.

تقولها بإشارة خاصة فهمها صهيب وقد حكت له من قبل قصتها لتتسع عيناه قليلاً وهو يرى يولاند تصافحه بعبارة ترحيب تقليدية متحدثة بالفرنسية فيبتسم لها قائلاً :
_لا أتحدث الفرنسية.
_وأنا لا أتحدث الألمانية.
_إذن نتحدث بالعربية.. أظن كلينا يجيدها!
يقولها بنبرة جذابة تجعل يولاند ترمقه بنظرة مندهشة وهي تشعر أنه يعرف عنها اكثر مما تظن!

يعاودون الجلوس لتندفع زهرة تعرف صهيب ليولاند..
تحكي لها قصته وكيف اعتنق الإسلام حباً في زوجته قبل أن يسعى لفهمه فهماَ صحيحاً..
فينعقد حاجبا يولاند بضيق وهي تشعر بتشابه قصته مع قصتها يزعجها..
يعيد إليها صراعها مع هويتها!
الصراع الذي تعهدت لنفسها أن تعيش ما بقي من عمرها كي تحسمه!

_زهرة..
يهتف بها الصغير معاذ بلهفة عدة مرات وهو يركض نحوهم من داخل المركز فيختلج قلب يولاند كعهدها كلما رأت طفلاً..
تبتسم له بعاطفة أشرق لها وجهها وانتبه لها صهيب وهو يتفحص ملامحها باهتمام يمتزج بإشفاق..
_ابني.
يقولها باعتزاز وهو يضم الصغير الذي تملص من ذراعيه بشقاوة محببة هاتفاً :
_ظهرت نتيجة التحاليل.. بروفيسور روبرت يريد التحدث إليك.

يتجمد الجميع في أماكنهم ليشعر جهاد وكأن الدم غادر عروقه كلها فجأة..
تحاول زهرة الوقوف فتترنح مكانها ليقف هو يضمها بين ذراعيه ولسانه يلهج بالدعاء..
يتجمع بعض المرضى وقد سمعوا هتاف معاذ ليتحلقوا حولهم داعمين زهرة بكلماتهم..

لكن معاذ يصرخ بفرحة وهو يضم قبضته الصغيرة يرفعها لأعلى :
_انتصرنا على السرطان!

يتوقف الكون كله في صمت قصير احتبست له أنفاسهم كلهم قبل أن تتحرر صيحات الفرح هادرة!

يبتسم صهيب برضا وهو يعانق ابنه فيما تختلط ضحكة يولاند بدموعها وهي ترى جهاد يصرخ بسعادة جارفة وهو يعانق زهرة بقوة :
_الله أكبر.

تطلق إحداهن (زغرودة) عالية تهتف معها بالألمانية :
_تعلمتها لأجلك.. كلنا كنا ننتظر لحظة كهذه!

صيحات الفرحة تمتزج بالهتافات بينما تعلو خفقات زهرة وهي عاجزة عن فعل اي شيء سوى تلقي قبلات جهاد الناعمة التي طافت بملامحها كلها وصوته المرتجف يدوي بصدريهما معاَ :
_عاد وطني (الأصغر) .. لعلها بشرى بقرب عودة (الأكبر).
=======

















========
*أحمر*
=======
_صباح الرضا.
بعمق عاطفته يقولها إبراهيم وهو يضع لها ورقة النعناع الطازجة في كوب الشاي صباحاَ كعهده منذ عادت إليه..
لتبتسم بهناءة وهي تفعل المثل بكوبه ثم تلقي رأسها على صدره مستريحة في جلستها جواره في شقتهما، وبالتحديد- أمام النافذة الكبيرة المطلة على الأرض التي انتزعت منهم قسراَ في السابق قبل أن تزينها الآن اللافتة الكبيرة التي غرسها هو بنفسه بعدما ساعدتهم على استعادتها..
(ارض حسن وابراهيم ربيع)..

_ماذا ستفعل في هذه الأرض؟! لديك تصور معين؟!
تسأله باهتمام وهي ترتشف من كوبها ليرد وهو يربت على رأسها بحنان :
_لا.. سأدخرها ل(حسن) الصغير عندما يأتي بالسلامة.

تضحك بأمل جارف وهي تتحسس بطنها.. تتذكر كيف كانت هي - في زواجهما الأول- الحريصة على سرعة الحمل كي تجد خيطاَ ولو واهياَ يربطها به.. لكن هاهو ذا صار أكثر لهفة منها على الأمر بعد عودتهما..
هذا الذي أكده حديثه بعدها :
_أدعو الله بها في كل صلاة.. كنت أفعلها قديماً لأجلك.. لكنني ومنذ تزوجت (يسرا) ادعو بها لأجلي قبلك.. بشرني بها (حسن) في رؤياه ولازلت أنتظرها بفارغ الصبر.. وظني ان ربي لن يخيب رجائي.

يرتجف جسدها بين ذراعيه بمرارة ماضٍ قاسية اجتاحتها لثوانٍ..حتى كاد الكوب يسقط من يدها لكنه يضمها بكلا ذراعيه محتوياً انفعالاتها.. يغمر وجهها بقبلاته الناعمة دون كلمات كأنه يريدها أن تسمع اعتذاره بروحها قبل أذنيها..
وها هي ذي تفعل!

صوت المنبه المنبعث من هاتفه يوقظهما من سكرتهما فيتنهد بأسف يشبه أسفها وهو يضطر لتحريرها من بين ذراعيه بقوله :
_حان وقت العمل..للأسف.

_وأنا أيضا.. سأذهب.
تقولها بعفوية وهي تقف قبالته ليرمقها بنظرة متسائلة فتردف بحماس:
_مؤسسة ربيع! أنا مكتفية بمتابعة العمل منذ زواجنا عبر الهاتف.
_وستبقين كذلك.
يقولها بحسم وقد عبست ملامحه لتهز رأسها بسؤالها :
_ماذا تقصد؟!
_ما فهمتِه بالضبط!
يقولها بحسم لم يخلُ من لين كأنه يخشى إفساد مزاجها لكنها تهتف باستياء :
_بالله لا تقل إنك ستمنعني من ممارسة عملي هناك!
_بل سأفعل! وأظنك صرتِ تفهمين طبعي جيداَ وتعرفين أنني لن أتركك عرضة للتعامل مع هذا وذاك.. أحدهم يملي عينيه من جمالك سراً والآخر لا يتورع عن إعلانها!
ترمقه بنظرة مستنكرة وهي تراه يتحرك ليغادر مردفاً :
_أنا لا أرضى أن تذهبي مع أبي للفرن رغم حاجته لذلك.. تراني أسمح لك بما تزعمين؟!

_لكنه ليس مجرد عمل يا إبراهيم.. إنه صار غاية حياتي كلها.. وأنا لست امرأة ضعيفة.. أظنك أنت الآخر صرت تعرف أني قادرة على أن أوقف اي أحد عند حده بل سيجد كعب حذائي مغروساَ في رأسه لو تطاول!
تهتف بها بحدة تحولت حد الصراخ بطبيعتها الهستيرية المعهودة وهي تندفع نحوه لينعقد حاجباه ب قوله :
_لا ترفعي صوتك!

يحمر وجهها بانفعاله وهي تهم بالهتاف من جديد لكنها صارت تجيد (ترويض) جياد غضبها فتتكدس دموع عجز في عينيها وهي تشيح بوجهها..
يطلق زفرة قصيرة كارهاَ إفساد الصباح بشجار فيتحرك ليداعب وجنتها برفق مهدئاً بقوله:
_هذا الأمر غير قابل للنقاش..
_لكن..
تهتف بها باعتراض لكنه يقاطعها بقوله بنبرة صارمة رغم هدوئها :
_لن نتكلم فيه مرة أخرى.

تكاد تناقشه من جديد لكنه يقبل وجنتها بخفة فترمقه بنظرة حانقة تجعله يمط شفتيه باستياء ليغادر مغلقاً الباب خلفه تاركاَ إياها خلفه تغلي غضباً..
صحيح أنها تتفهم طبعه الغيور لكنها لم تتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد..!

تجري اتصالاً بالمؤسسة - قصر الصباحي سابقاً - لتطمئن من كوثر على سير الأمور فتطمئنها الأخيرة لكنها تتلعثم بقولها :
_إحداهن زارتنا منذ قليل.. كانت تريد رؤيتك.
_من التي كانت تريد رؤيتي بعد أيام من زواجي وفي هذا الوقت من الصباح؟ !
تسألها يسرا بدهشة امتزجت باستيائها مما حدث منذ قليل لتمنحها كوثر الجواب الذي زاد استياءها..
إنها إحدى رفيقاتها من النادي والتي سقط والدها في قبضة الشرطة بعدما سلمت يسرا (الفلاشة) لحسام إذ كان من رجال الكوبرا!

_ما الذي كانت تريده؟!
تهتف بها يسرا بترقب منفعل فهي تدرك سوء خصال تلك المرأة لترد كوثر بارتباك :
_قالت بعض الكلام الفارغ!
_كوثر! عفاريت الدنيا تتقافز الآن أمام وجهي! أخبريني ماذا قالت تلك المرأة دون مراوغة!
تهتف بها بحدة تجعل كوثر تزدرد ريقها بصوت مسموع قائلة:
_ما على الرسول إلا البلاغ! قالت إنها تعلم أنك خلف سجن أبيها وأنها سترد لك المعروف بطريقتها!
_أعلى ما في خيلها تركبه!
تغلق بها يسرا الاتصال بعنف ثم تستغفر الله بصوت مسموع..
تنظر لكوب الشاي الذي برد مكانه وقد استقرت ورقة النعناع في قاعه فينقبض قلبها بجزع لم تملكه..
بداية سيئة لصباح ظنته سيكون أجمل!

تؤدي صلاة الضحى بخشوع لتهدأ خفقاتها الثائرة نسبياً ثم تبدل ثيابها قاصدة النزول ل(ربيع)..
تفكر ان تخبره بما كان بينها وبين إبراهيم لعله يقنعه لكنها تتراجع..
فليبقَ ما بينهما حكراً عليهما هما وحدهما!

تتوجه نحو الباب لتفتحه وما كادت تفعل حتى وجدت ربيع نفسه أمامها..
تبتسم وقد تهلل وجهها لرؤيته كعهدها :
_أبي! كنت لتوي في طريقي إليك..
تنقطع حروفها وهي تميز وجه العجوز الممتقع أولاً قبل أن تتبين من خلفه..

_من هؤلاء؟!

تسأل بارتياب وهي تطالع الوجوه المتربصة بها ليرد من بدا كبيرهم بنبرة جافة :
_مطلوبٌ القبض عليك!
_عليّ أنا؟! لماذا؟!
تهتف بها بانفعال وهي تتشبث عفوياً بكفيْ ربيع الذي أطرق برأسه وكأنه علم الجواب قبلها :
_بعض الفتيات لديك في المؤسسة قدّمن بلاغات أنهن يتعرضن للتحرش عندك.. ليس تحرشاً فحسب بل.. ما هو أكثر!
تشحب ملامحها بارتياع وهي تتذكر كلام كوثر بينما الرجل يردف بنبرة مزدرية :
_وأنك تستغلين نشاط المؤسسة الخيري كغطاء بينما أنتِ في الحقيقة تتاجرين بأجسادهن لخدمة أغراض مشبوهة.
======








تجلس مكانها خارج غرفة النيابة تنتظر مصيرها وجسدها كله يرتعد!
المصيدة أعدت جيداً لتسقط هي فيها دون أمل في نجاة!
الفتيات يشهدن بنفس الكلام أنها كانت تستغل مساعدتها لهن كي تجبرهن على الالتقاء برجال هتكن عرضهن!

وها هي ذي وحدها من جديد بعدما سقط ربيع مغشياَ عليه بصدمته في ما يحدث.. ويبدو أن هبة والحرافيش قد انشغلوا به عن اللحاق بها..
وإبراهيم ؟!
هل علم؟!
هل سيصدق هذا الافتراء؟!
هل ستعود معه لنقطة الصفر؟!

تشعر به قادماً وقد شم قلبها رائحته قبل أنفها فترفع إليه عينين زاخمتين باللهفة والخوف..
ملامحه تصرخ بغضب مكتوم يورثها المزيد من الرعدة فتغمض عينيها بقوة وهي تتذكر أسوأ مواقفها معه!

تشعر به يجلس جوارها صامتاً في ظاهره لكنها تشعر بأنفاسه اللاهثة تجلدها..
تستسلم للصمت مثله وكأنها خشيت أن تتكلم فلا يسمع من جديد!
ورغم قوتها المستحدثة التي صارت تنبع من داخلها لكنها كانت تخشى أن تُظلَم من جديد!
هنا فقط..
تعود لحركتها القديمة التي كادت تنساها!
أحد كفيها يربت على الأخر!

لكنه يقاطع حركتها بلهفة وكفاه يعانقان كفيها معاً!

تتكدس دموع القهر من عينيها ولا تزال تشعر بعجزها عن الكلام فيضمها إليه بقوة!
ذراعاه سماء.. وصدره أرض!
شفتاها جافتان بخوف لكن أذنيها نديتان ب (الوعد الأثير) الذي انساب يهدهد روحها :

(أعدك أن أسمعك حينما يسد الجميع آذانهم.. أن أحنو حين يقسون.. أن أرحم حين يرجمون.. أن أبقى حين لا يبقى أحد.. وأن أحبك كما لم يحبك أحد)

تنهمر دموعها على صدره براحة وكأنها بسماعه فقط انزاح عن كاهلها الوزر!
ترفع عينيها إليه بكلماتها العصبية :
_اصدقني القول.. هل تشك فيّ؟! تحدثك نفسك عن السبب الذي كان يدفعني للإصرار على الذهاب هناك بنفسي بعد مشاجرتنا في الصباح؟! لو كنت تبحث عن دليل براءتي مما يزعمون فأنا نفسي لا أجده..

_أنا أجده!
يقولها بحسم وسبابته تحط على شفتيها تمنعها المزيد من التبرير قبل أن تنتقل لصدره مردفاً بتنهيدة واثقة :
_هنا أجد دليل براءتك.. هنا أجده.

يقولها بيقين لا يدعيه وعقله قبل قلبه يصدقها!
لا ينكر أن الشيطان ظل يوسوس إليه طوال طريقه إليها لكنه صار يملك من الثقة فيها ما يمكنه من ردع أي ظنون!

أنّةٌ خافتة تشق حلقها وقبضتها الواهنة تخبط صدره بقوة انفعالها قبل أن تقف مكانها هاتفة :
_بمكالمة واحدة.. فقط مكالمة واحدة.. تخرج (ابنة الصباحي) من هنا بمنتهى السهولة.. لكن (ابنة ربيع) لا تريد فعلها بهذه الطريقة.. ليس وأنا أثق أن الله معي.. هو قادر أن يظهر الحق.. لا أريد أن يسندني نفوذ الصباحي بإرثه القبيح.. بل سندي هو الله الذي أوقن أنه لن يضيعني.

يبتسم لها بفخر رغم صعوبة الموقف وقبلة اعتزاز منه تتوج جبينها فتهدأ رعدة جسدها أخيراً وهي تراه يمسح دموعها بأنامله قائلاً :
_ونعم بالله! هو حسبنا ونعم الوكيل.

تتسع عيناها ببعض الدهشة وهي تنظر خلف ظهره ليلتفت بدوره فيميز حضور حسام..
ورغم شبح غيرة واهن.. واهن جداَ لا يزال ينغص الجو بطبيعة الحال..
لكن إبراهيم- الذي صار يجيد تخطي الماضي بعدما صقلته التجربة - يصافحه بقوله:
_شكراً لقدومك بهذه السرعة.. آسف لإزعاجك لكنني لا أعرف غيرك أثق فيه.

يصافحه حسام بدوره وهو يتحاشى النظر ليسرا مراعاة لغيرته ليسأله بنبرة عملية عما حدث..
تخبره يسرا عما كان من مكالمة كوثر صباحاً فينعقد حاجبا إبراهيم بضيق وهو يسمع الأمر لأول مرة فيما يهز حسام رأسه للحظات والسؤال المنطقي يفرض نفسه داخله..
يسرا الصباحي قادرة على أن تخرج من كل هذا كالشعرة من العجين.. فلماذا لا تفعلها كما فعلتها من قبل؟!
لكن الجواب تجده روحه قبل عينيه ويقينه (يزداد) أنه أمام (أخرى) غير التي عرفها من قبل!
لهذا يتخطى دهشته وهو يسألها بعض الأسئلة عن هؤلاء البنات لتجيبه بما تعلمه..
فيتنهد أخيراً ليقول بنبرة مطمئنة :
_بسيطة! سأطالع تقارير النيابة أولاً وشهادة الشهود.. وبعدها نرى ما يمكننا فعله!
========


_مبروك!
يقولها حسام بارتياح أمام سراي النيابة بعد إخلاء سبيل يسرا التي دمعت عيناها وهي ترفع عينيها للسماء بحمد خافت..
أيام عجاف مرت عليها وهي ترفض - عامدة- إرث الصباحي القديم مكتفية بالدعاء أن تظهر براءتها في أكمل صورة..
واستجاب (الودود التواب الرحيم).

_نحمد الله أن الأمر تم بهذه السرعة دون شوشرة كبيرة كي لا يؤثر على سمعة المؤسسة.. لكن.. كيف فعلتَها ؟!
يقولها إبراهيم مخاطباً حسام الذي هز كتفيه بقوله :
_الكذّاب جبان.. هؤلاء الفتيات لم يحتجن سوى ل(قرصة اذن) كي يعترفن بالحقيقة.. لا أحب الأساليب الملتوية في المعتاد لكن هذه كانت واحدة من المرات التي احتجتها لإظهار الحق.. هنّ اعترفن بالحقيقة كاملة.. تلك المرأة التي هددت يسرا هي من دستهنّ في المؤسسة ودفعت لهن ما أغراهن من المال كي يفعلوا فعلتهم.. وهاهو ذا السحر انقلب على الساحر وتورطت هي!

_قدّر ولطف.. الحمد لله يا ابنتي
يقولها ربيع وهو يربت على كتفها فتتسع ابتسامتها والعبارة من جديد تجري على جروح روحها كبلسم سحري..
(قدّر ولطف)!
لم تعد ترى في البلايا عقوبات بل صارت تجيد التفكر في لطف الله فيما خلفها..
لهذا ما كاد إبراهيم يغادر مؤقتاً ليكمل الإجراءات وقد انشغل ربيع بمكالمة هاتفية حتى وجدتها فرصة لتخاطب حسام بقولها :
_لن أشكرك.. فما فعلتَه أنت يستحق ما فوق الشكر.. ولن أعتذر.. فما فعلتُه أنا معك في زيجتنا السابقة لا يجبره ألف اعتذار.. لكنني أحتاج لأعترف بها بكل امتنان..
ثم تأخذ نفساَ عميقاَ لتطلقها :
_أنت رجل.. رجل حقيقي في زمن قلّ فيه الرجال.

تتسع عيناه اتساعاً طفيفاً يكاد لا يُرى وعبارتها تعيده لجرح قديم بالكاد تجاوزه..
(نصف رجل)..!
من بعيد يسمع صداها الآن باهتة خافتة تفتقد الدوي القديم كأنها دُفنت فعلاَ تحت ركام الماضي فلم يعد لها في روحه أثر!

لهذا تبدو ابتسامته رائقة تماماً وهو يرد بنبرة هادئة توجتها الثقة.. ثقة حقيقية لا مجرد غرور زائف :
_لم أفعل سوى واجبي.. إبراهيم( ابن حلال) ويستحق كل خير.. كما أنني لا أنسى مساعدتك لنا في قضية (الكوبرا).. لولاكِ لما قضينا عليه ولما وجدت ابنة عمي.

كلاهما يأخذ الآن نفساَ عميقاَ وهو ينظر للسماء في نفس اللحظة..
الجو الممطر يمنح السماء عطيته في (قوس قزح) كبير يشبه هذا الذي صار مرسوماَ بروحيهما بعد ما نجح كلاهما في تجاوز سوءات الماضي وقد أدرك كيف يكون الطريق وكيف تكون النجاة..
كيف تكون للرماد حياة!
=======

بين ذراعيه ليلاً تتهيأ يسرا للنوم وهي تشعر بأمان جارف بعد تجاوزهما للأزمة الأخيرة..
عناقه الملهوف يجبر كسور روحها كلها فتأخذ نفساً عميقاَ تتنشق فيه رائحته ليصلها همسه الخافت :
_تعرفين فيم أفكر؟!
تهمهم بخفوت وهي تبسط راحتها على صدره.. فيرفع ذقنها نحوه هامساَ :
_صلابة العصا.. ومرونة الغصن.
ترفع إليه عينيها بتساؤل فيبتسم وهو يقبل وجنتها مفسراً :
_أبي دوماً كان يصف حسن انه مرن كالغصن لهذا لا تكسره الظروف.. بينما كان يصفني أنني كالعصا لا تلين لهذا يسهل كسرها.

_أتذكر أنك قلت لي هذا من قبل.. لكن.. لماذا تتذكره الآن؟!
تهمس بها بدهشة فيتنهد بحرارة وهو يضم رأسها لصدره بقوله :
_بعد تفكير طويل رأيت.. أنني.. لا أمانع في عملك في المؤسسة.

_حقاَ؟!
صيحتها الفرحة تسبق قبلاتها الحارة العشوائية على وجهه كله فيضحك وهو يتلقف سيل عاطفتها الهادر قبل أن يعانق وجنتها براحته يثبت رأسها مكانه :
_تمهلي.. تمهلي..جنونك هذا قد يدفعني للرفض من جديد!

تضحك بدورها وهي تمرغ انفها في صدره وسبابتها تمسد موضع قلبه هاتفة بشقاوتها العذبة :
_لا.. انسَ.. الرجل يُربَط من لسانه.. وأنا ربطتك من لسانك.. وقلبك!

يضحك وهو يعاود رفع ذقنها إليه ليقول بهدوئه الحاني:
_ليس عدلاً ان أحرمك عملاً نذرتِه انت لله.
_لن تغار عليّ؟!
تساله بترقب لا يخلو من دلال ليتاوه بخفوت وهو يعتصرها بين ذراعيه بهمسه:
_لا يمكنني ألا أغار عليكِ حتى وأنتِ بين ذراعيّ.. لكنني سأحاول التكيف مع الأمر وأنا أوقن أنك تؤدين الدور الذي يسره الله لك.

تشرد ببصرها قليلاً حتى يشعر انها غابت عنه في عالم آخر فيسألها بقلق :
_ما الأمر؟!

يبدو التردد على ملامحها لوهلة قبل أن تحسمه بقولها :
_أريد ارتداء النقاب!

يرقبها مشدوهاً لتردف بحرارة :
_ليس فقط احتراماَ لغيرتك.. لكنني أفكر فيه منذ زمن بعيد.. لن أبحث في كونه فرضاَ او سنة.. أريد ارتداءه قربى لله.. أريد أن يكون خطوة أخرى في طريق توبتي.

تنقطع عبارتها وهي تشعر به يضمها إليه أكثر يقبل رأسها باعتزاز هامساَ بصدق :
_لا يمكنني وصف شعوري بك هذه اللحظة.. كل ما فيّ فخور بك.
_وكل ما فيّ عاشق لك.

تقولها بهيام وهي تتوسد صدره لتردف بدلال :
_أريد ان أنام الليلة علي (وعدك) لي كما كنت تفعل من قبل.

فيداعب شعرها بأنامله هامساَ :
_تعلمين؟! منذ عودتك إليّ وأنا كنت أجد غصة في حلقي كلما تذكرت هذا الوعد.. وكيف أخلفته أول مرة.. لهذا - ومع قسوة ما مررنا به في الأزمة الأخيرة - أشعر بالامتنان لها لأنها ستجعلني أسامح نفسي.. أردده من جديد وأنا اوقن أنني لن أخلفه هذه المرة.. كل ليلة كالسابق..

تدمع عيناها بتأثر وهي تقبل ذقنه فيشدد ضمته لها والوعد الأثير يعاود إحكام الغزل المتين بينهما..

(أعدك أن أسمع حين يسد الجميع آذانهم.. أن احنو حين يقسون.. أن أرحم حين يرجمون.. أن أبقى حين لا يبقى أحد.. وأن أحبك كما لم يحبك أحد)
=======














==========
*بنفسجي*
=========
_هذه غرفتك.. أعددتها بنفسي.. لا أعرف إن كانت ستعجبك لكن يمكنك تغيير كل ما تحبين وقت ما تحبين.

تقولها ديمة مخاطبة فجر بعاطفة حارة مشعة صارت تميز نبرتها واستعادت بها نمط طبعها القديم قبل حادث القارب..
كانت قد عرضت على حسام أن ينتقلوا جميعاَ للعيش في بيتها هي الجديد وقد وافق هو ليس فقط خوفاً عليها من ذكرياتهما المظلمة في بيته هو بعد ما حدث لأمه وسلطانة..
لكن مراعاةً لعقدتها القديمة من (تغيير البيوت) خاصة وقد وعدها عندما سلمها هذا البيت ألا يكون هناك المزيد من الاغتراب وقد صار لها بيتها الذي تملكه هذه المرة..
ترد فجر بخفوت شارد:
_كل الأشياء.. كل الأماكن.. في الظلمة سواسية.

تتبادل ديمة مع حسام - الذي ربت على كتف فجر داعماً - نظرة مشفقة خاصة وفجر تردف بحرج :
_زفافكما غداً.. لا أريد أن ازعجكما أكثر.. سأعود لبيت ابي في الصعيد أو حتى لبيت حسام حتى..
_انسي!
يقاطعها بها حسام بحزم رفيق وهو يشد على كتفيها بقبضتيه قائلاً :
_ستبقين معنا هنا.. دوماَ سنكون معاَ.
تزم فجر شفتيها بانكسار جعلها تطرق برأسها لكن ديمة تنقذ الموقف بمرح كلماتها وهي تشير نحو حسام بقولها :
_أعطني فقط فرصة وأعدك انك ستحبينني اكثر من أخيكِ هذا!

تبتسم لها فجر بامتنان وهي تشعر - رغم انها لا تراها - بعاطفتها الصادقة نحوها..
فيما يقبل حسام كف ديمة برقة ممتنة وهو الآخر يقدر كل جهودها لاحتواء أزمة فجر.. فتزم ديمة شفتيها فيما يشبه قبله قبلة طائرة له في الهواء قبل أن تصب اهتمامها كاملاَ نحو فجر فتتقدم بها داخل الغرفة تطلعها على محتوياتها الجديدة..

_لا تقلق.. ستكون بخير.
تخاطب بها ديمة حسام بعد خروجهما من غرفة فجر لتردف بحماس عاطفي:
_لقد جعلت لها خادمة غير خادمة سند متخصصة في حالات مشابهة ستعاونها كثيراً.. وسأبقى على اتصال مع دكتور كنان كي يخبرني على ما يجب فعله بشانها.. يقولون أن فاقد الشيء لا يعطيه.. وقد تتعجب أنت أنه قد دار الزمان لأكون انا من تمنح المساعدة وليس العكس.. لكنني صرت أوقن أننا كلنا مجرد محطات في حياة بعضنا البعض.. وأن القدر يجيد الاختيار لكلٍ منا محطته المناسبة في الوقت المناسب وبعد التمهيد المناسب..
تتنهد لتزدرد ريقها أخيراَ فتبدو - رغم عقلانية كلماتها - كطفلة أجهدها الكلام لكنها تردف بسرعة :
_يمكنك الاعتماد عليّ.. ثق بي.

فيحتضن وجنتيها بأنامله وهو يقبل جبينها باعتزاز هامساَ بعمق عاطفته :
_أنا أفعل.
_دوماَ يستفزني اقتضاب حديثك هذا.. يشعرني انا ثرثارة..
تقولها بحنق مصطنع ثم تصمت قليلاً مردفة بترقب متوجس:
_أنا ثرثارة ؟!
نبرتها المتشككة تنتزع منه ضحكة قصيرة رائقة وهو يضمها إليه بحنان مدللاً بهمسه :
_ولماذا لا تقولين أنني أحب الاستماع إليكِ وأنت تتحدثين هكذا بهذه السرعة وبهذه الحيوية كأنك تسكبين كل ما في قلبك (الحلو) على لسانك (الأحلى)؟!
كان دورها لتضحك وهي تدفعه عنها بدلال رفيق هامسة :
_علامَ اتفقنا؟! ممنوع اللمس قبل الزفاف غداً كي تبقى أشواقك إليّ طازجة.
_دوماَ اشواقي إليكِ طازجة.
يقولها بتنهيدة حارة احمرت لها وجنتاها وهي تشعر بذبذبات جسدها تستجيب لدفء غزله فيما تراه دوماَ - مع ماضيها هي بالذات - معجزة!

لكنها تتجاوز هذا وهي تجذبه من كفه هاتفة وقد عادت إليها ثرثرتها الحماسية:
_تعال وانظر لما فعلته .. غيرت نظام البيت كله.. اشتريت بعض الأثاث.. لا تخف لم ارهق نفسي بالتسوق ولم أخرج دون علمك.. اشتريته عبر الانترنت.. جاء أجمل مما تخيلت..

تتحرك معه بفخر طفولي وهي تريه لمساتها الجديدة في البيت..
تشير للنول اليدوي الذي أبقته مكانه في الصالة مفسرة :
_لن أغير مكانه هنا أبداَ.. أريد دوماَ ان يكون اول ما تراه عيني وأنا ادخل من الباب..مع زجاجة العطر هذه.. (عطر الأمان) كما أسميته..
يبتسم برضا وهي مستمرة في جذبه نحو الصالون ثم غرفة السفرة ثم غرفة المعيشة الكبيرة التي جعلتها بلون أرجواني هادئ..
فتتسع ابتسامته وهو يميز أن ذوقها لم يعد فوضوياَ كالسابق وإن بقيت شراهتها للشراء ملحوظة فيعذرها مع كل ما يعرفه من ماضيها..
كل هذا دفعت ثمنه.. وأكثر!

_وهذه غرفة سند! هو اختارها بنفسه.

تشير بها لغرفة الصغير فيرد حسام بفخر :
_لا.. يبدو أنك آخر من يعلم. . عفواَ يا سيدتي.. هو جعلني أختارها معه.
ترمقه بنظرة متسائلة فيضحك مردفاَ باعتزاز :
_(ابني) لا يخفي عني شيئاً.. أراني الصور ساعتها وأخبرني بكلماته المتقطعة عن الأمر فاخترنا سوياَ هذه.

تضحك بهناءة وهي تميز الدفء الحار الذي انسابت به (ابني) السابقة على لسانه ثم تقول برضا:
_صار يجيد تركيب بعض الجمل.. وقريباَ يتكلم بصورة طبيعية بإذن الله.
يهز رأسه هو الآخر برضا لينتبه لغرفة النوم الرئيسية في آخر الممر والتي كانت مغلقة فيغمزها بمكر هامساً :
_نسيتِ أن تريني هذه!
لكنها تكتف ساعديها قائلة بمكر مشابه :
_هذه لن تراها إلا غداً.. ليلاً.. بعد العرس.
فيمسك أصابعها ليعد عليها قائلاً :
_غداً.. ليلاً.. بعد العرس.. لن ترى عيناي شيئاً.. أي شيء.. سوى خمسة وخمسين كيلو جراماً من الجمال سأكون أكثر من مشغول بتفقدها جراماَ.. جراماَ.


ضحكتها ذات الدلال الفطري تلقي سهمها في قلبه وهي تسحب كفها لتكتف ساعديها قائلة :
_كيف عرفت وزني بهذه الدقة؟!
فيهمهم ليرد بغروره الفطري :
_يمكنني القول أن لديّ خبرة جيدة في شأن كهذا! لا أظنني أخطئ في وزن امرأة.

تختفي ابتسامتها رويداً رويداً بينما تبدو عيناها وكأنما اختطفتهما غمامة رمادية أظلمتهما فجأة مع صمت قصير ابتلعها وجعله يسألها بقلق شابه بعض الندم :
_ما الأمر؟! ضايقك مزاحي؟!
تغتصب ضحكة باهتة وهي تهز كتفيها لتعطيه ظهرها ملوحة بكفها في لا مبالاة مصطنعة ناسبت كلماتها :
_لا.. عادي! تعال اريك الباقي.

لكنه يطلق زفرة قصيرة وهو الذي يجذبها من كفها هذه المرة.. يتحرك بها نحو النول اليدوي.. وبالتحديد نحو زجاجة العطر التي يرش منها على عنقها بخفة.. ثم يعانق وجهها بكفيه لينظر لعمق عينيها هامساً ب(طغيانه الحاني) الذي لا يكاد يجيده رجل غيره :
_تقتلني كلمة (عادي) هذه عندما تخرج منك مصطنعة هكذا.. ما الأمر ؟! فيما تفكرين؟!
_ليست كل الأفكار قابلة للطرح.
تغمض بها عينيها لكنه يقبلهما بحرارة أذابتها وأجبرتها ان تفتحهما من جديد ليصلها همسه العاتب:
_ليس بيننا أنا وأنتِ.. بيننا كل السدود تنهار.. وكل الكلام يُقال.

غمامة رقيقة من دمع تحجب عنه حلقة الزعفران في عينيها اللتين تعلقتا بعقدة حنجرته.. فيشجعها بقوله ببعض المرح :
_حسدتك؟! أين الثرثارة التي كانت هنا منذ قليل؟!
تتراقص ابتسامتها بتردد لكنها تهمس أخيراً بصوت عادت له ارتجافة خوفها :
_طالما كنت أفكر أنك عرفت قبلي الكثيرات من النساء.. كلهنّ منحنك أفضل ما عندهن.. بينما أنا لا خبرة لي في الأمر سوى ماضٍ أسود لازالت آثاره على روحي قبل جسدي ..
تقطع عبارتها عاجزة عن إكمالها للحظات فتتسع عيناه بصدمة للحظة مما آل إليه تفكيرها ليلعن سراً غروره الذي دفعه لما قاله منذ دقائق.. خاصة وهي تردف بعد صمت قصير :
_حتماً ستقارن بيننا.
_طبعاً سأقارن..
يقولها بحسم ليردف وهو يضم رأسها لصدره بهمسه :
_سأقارن وأنا أدرك قبلها أنك ستكسبين أي مقارنة.. أجل عرفت الكثيرات.. كلهن عبرن جسدي إنما وحدك أنتِ اخترقتِ قلبي.. كلهن لطخن روحي بأحذيتهم الموحلة ووحدك أنت خطوتِ حافية القادمين بعفوية امرأة لا ينجبها العمر سوى مرة واحدة.. أجل سأقارن.. في كل مرة أمسّكِ فيها سأقارن.. حتى أشكر القدر الذي جعلني أتعثر بكِ فأسقط معك السقوط اللذيذ الذي لا يشبهه سوى التحليق في أعلى سموات عينيكِ..
ثم يأخذ نفساَ عميقاً ليمنحها أصدق وعوده :
_لن أكون أنا لو لم أجعلكِ تشعرين في كل مرة تكونين فيها بين ذراعيّ أنك أجمل نساء الدنيا.. بل كل نساء الدنيا.

ترفع إليه عينيها بعاطفة مشعة تنافس ابتسامة شفتيها وأناملها تتحسس عقدة حنجرته هامسة :
_كيف تفعل هذا في كل مرة؟! كيف تحيل الخوف في روحي لكل هذا الأمان؟!
_بل كيف تفعلينها أنتِ؟! كيف تجعلين مني هذا الوجه الذي لم ترسم سواكِ ملامحه؟! أنا لم أتغير لأجلك.. بل أبدو وكأنني خلقت من جديد لأجلك.

يرتجف جسدها للصدق الهادر بين حروفه لتنساب كلماتها من جديد دون تفكير :
_تعرف لماذا أصررت أن أشتري أنا ثوب الزفاف بمالي؟! اشتريت أغلى ثوب في المحل؟!

يهز رأسه بتفهم وكأنه لا يحتاج جواباً للسؤال..
وكيف لا يفعل وهي تقولها بعفوية "طفلة" وحسرة" امرأة" أدركت بأقسى طريقة كيف يكون دفع الثمن!

لكنها تردف بابتسامة أشرقت فوق قلبيهما معاً :
_أنت وحدك علمتني أن هناك أشياء لا يمكننا دفع ثمنها أبداً.

تقولها لتقبل جبينه مردفة :
_عادةً ما يمنح الرجل امراته مهراً.. وأنت منحتني أغلى مَهر..
تصمت قليلاً كانها تستعيد ماضيهما العامر لتطلقها حارة :
_نفسي!
ثم تقبل جبينه من جديد هامسة بها بكل ما اوتيت من عشق:
_ربما آن الأوان أن أعترف أنني وجدت نفسي أخيراَ يوم ضعتُ فيك).

_ثانية واحدة! ماذا عن تعهد عدم التلامس؟؟
يقولها بمرح ماكر لتضحك بخجل وهي تبتعد عنه بشهقة قصيرة لكنه يعاود جذبها نحوه مردفاً بنفس النبرة :
_لست معترضاَ.. أنا مستعد لخرقه في اي لحظة.. أخبريني فحسب!

لكنه تدفعه بدلال قائلة :
_لا.. لا.. أبداَ.. كانت هذه حالة طوارئ.. التعهد سارٍ حتى الغد.
_أمرنا لله!
يقولها باستسلام لتسأله بفضول ملهوف:
_لم تخبرني عن برنامج الزفاف.. أين سيكون؟! وماذا تعد له ؟!

فيهز رأسه بعناد قائلاً بغموض لذيذ:
_أحلى مما في خيالك.
_أنت تزيد فضولي هكذا.
باعتراض تقولها وهي تدب الأرض بقدميها فيضحك وهو يرفع حاجبه بغرور :
_وهو المطلوب حبيبتي.
=======






_في البحر؟!

تهتف بها ديمة بدهشة امتزجت بفرحتها وهي ترى سيارة العرس التي يقودها فهد تتوقف أمام المرسى حيث اليخت الكبير الذي اختاره حسام ليقيم فوقه العرس..
فيلتفت نحوها حسام هاتفاً بغمزة ماكرة :
_هذه اول المفاجآت.

تطلق ديمة صيحة فرحة وهي تراه يترجل من السيارة ليفتح لها باب السيارة فتترجل منها بدورها..
يندفع نحوهما سند بسعادة طاغية ليسير بينهما يمسك كف كلاً منهما فيما يبدو غريباَ على مراسم العرس لكن كليهما كان يراه مكانه الطبيعي..
يصعدان نحو اليخت الكبير لتستقبلهما موسيقا من ( الفلكلور السوري) جعلت قلب ديمة يرقص بين حنين وطرب..
فيصلها صوته الحبيب في أذنها بلكنة (بلادها) :
_زفاف على الطريقة السورية (كرمالك).
تدمع عيناها بالمزيد من الحنين والفخر وهي ترى بعض الشباب بزي سوري قديم يستقبلونهم على مدخل اليخت..
لتغمغم بفخر أصيل :
_(فرقة عراضة) سورية!

تقولها وكلمات الأهازيج التي اندفعت فرقة العراضة الشامية تغنيها تحملها لعهد بعيد..

خبر وجانا بنص الليل..
جيناكون يا وجه الخير..
جيناكون ع ضهور الخيل..
جيناكون ع جناح الطير..
لنبارك لأحلى طير..
طير غالي علينا..
نحن جينا وهنينا..
مبارك يا عيني مبارك..
بنت العز بدارك..
جزء عم وتبارك)

تتكدس الدموع في عينيها أكثر وهي تكاد تعتصر ذراع حسام..
قلبها يخفق بجنون وهي تشعر وكأن أهلها هنا!!

_لماذا تتلفتين حولك هكذا ؟!
يسألها حسام بدهشة فتجيبه بصوت متحشرج ولازالت كلمات الأهازيج تتردد حولهما :
_كيف أصف لك؟! أشعر أني وسط أهلي!! لم أعرف هذا الشعور منذ زمن بعيد.. كأن جدي سيخرج من مكان ما يشاركهم رقصة السيوف.. كأن أبي يغني معهم.. كأن أمي طهت الطعام وتوزعه الآن على الحضور.. كلهم..كلهم أشعر وكأنهم هنا.

يرتعش بها صوتها أكثر وهي تخفي وجهها في كتفه تكاد تنخرط في البكاء فيضمها إليه بتفهم هامساَ :
_إياكِ ان تبكي وتفسدي العرس من اوله.. هو خطئي أنا لأنني لم أمهد لك الأمر.

لكنها تفاجئه بقبلتين مندفعتين لوجنتيه وعناق عاطفي مشتعل استجلب تصفيق الحضور وتهييج الفرقة أكثر ليزداد صخب العزف، ورغم سعادته بمشاعرها الحرة كطير طليق لكن شعوراً بالغيرة لم يعرفه من قبل سوى معها هي يجعله يهمس في أذنها بمكر مرح :
_عظيمة! هذه هي الروح المطلوبة هذه الليلة! لتبقي فقط هكذا حتى آخر الليلة.. أو فلندعُ أن أبقى أنا سالماَ بعد نظرات الحسد التي تكاد تفلقني نصفين من كل هؤلاء!

تضحك بخجل وهي تخفي وجهها بين كفيها ليردف بعتاب رقيق:
_لا تنقصك الفتنة ولا تنقصني الغيرة.. انتبهي لحركاتك.

تهز كتفيها عدة مرات بدلال فطري لا تتعمده فيكاد يلقي لها عبارة عاتبة أخرى لولا أن جذبه أحد رجال الفرقة ليقوم معهم بالرقصة التالية..
يحمله أحدهم على كتفه ليتحلق الباقي حوله يتراقصون بسيوفهم ويدخلون به تحت ضرب الدفوف.. يستعرضونه حول الحضور
يستقر أخيراً على منصة العرس معها يراقبان رقصة (الترس والسيف) الشهيرة بالفلكلور السوري والتي أدتها الفرقة بتمرس وهم ينخرطون في قتال وهمي بالسيوف والتروس في حركات منظمة على الأنغام الشامية المحببة..

ترفع ديمة عينيها للسماء حولها وقدازدان فضاؤها بأرجوانية الغروب المميزة حيث اختار حسام أن يكون الحفل بعد العصر..
أرجوانية تمتزج بتوأمها في مياه البحر حولها وتبذر في قلبها ألف بذرة من فرح.. وأمان.

_لازلتِ تخافين البحر؟!
يهمس بها في أذنها بالسؤال المعهود وكأنه يقرأ أفكارها لترد بحرارة أذابتهما معاً :
_بل سأبقى عمري أعشقه كما أعشقك..


يبتسم لها وهو يقبل جبينها بعمق..
كيف يخبرها أنه هو.. هو الذي عاش عمراً قبلها لا يرى سوى (الناس)
الآن يراها هي (كل الناس)!!
لا يبالي بفخامة العرس أو أناقة مظهره بقدر ما تطربه هذه النظرة الراضية في عينيها..!!
هي كانت (اختباره)..(قاضيه وجلاده).. والآن صارت (جائزته) و (معجزته)!

_مبارك.

يلتفت رغماَ عنه والصوت المهيب أمامه يلقي عليه بظلال ماضٍ يظن أنه ودع سواده للأبد فلم يبقَ منه سوى بياض التوبة والعوض..

يبتسم وهو يقف مكانه ل(عاصي) الذي مد له يده مصافحاَ ليصافحه بدوره والعيون تتبادل حديثاَ طويلاً ينتهي بنظرتهما الأخيرة نحو سند الذي مضى يتقافز على منصة العرس مصفقاَ يحاول تكرار ما يسمعه من أغانٍ في أهنأ صورة رآها كلاهما عليها يوماً!

_طيف ترسل لكِ تحياتها
تقولها ماسة لديمة وهي تميل على أذنها بعدما باركت لها.. تناولها هاتفها ليصلها صوت طيف الساخر دوماً :
_مبارك أيتها الكئيبة! .. عساكِ تكوني قد فردتِ وجهك المكرمش ذاك! وددت لو أحضر هذه الزيجة الميمونة فأرى كيف (اتلم المتعوس على خايب الرجا) لكنني لم أستطع.. ..افرحي يا (بنت) وأفرحي (سبع البرومبة) جوارك كفاكما ما عشتماه من نكد.. ولو اشتقتِ لنصائحي القديمة فلن أبخل عليكِ.
تطلق ديمة ضحكة عالية وهي تستعيد تاريخهما العامر معاً رغم قصره..
تاريخ بدأ بشجار وانتهى بصداقة!

ضحكة شاركتها إياها طيف رائقة قبل أن تقول بجدية حنون :
_قبلي سند حتى أعود وأقبله بنفسي..ارسلت لك هدية مع ماسة.

تناولها ماسة صندوق هدايا صغير تفتحه لتفاجأ بخاتم أنيق يحوي خاتماً بفص يتناسق تماماَ مع سلسلتها بحجر (الكونزيت)..
تريه لحسام ببعض الدهشة فيهز رأسه بتعجب لأول وهلة قبل أن يبتسم لها..
_لا تتعجبي.. هذه هي طيف!
يكاد يقولها متأثراَ بماضيهما القديم.. لكنه يراعي الموقف فيصمت مكتفياً بابتسامة شاردة..
قد تكون طيف رأت سلسلة ديمة في صورة ما فرأت ان تهديها خاتماَ يشبهها..
قد تكون ديمة بثرثرتها المعهودة أخبرتها عن قصتها فأرادت لها ما يكملها..
وقد يكون فقط هو حدسها الذي لا يخطئ.. والذي رأى في (الكونزيت) بدلالته ما رآه هو نفسه قبلها!

_مبروك يا عريس.. هل ستبقى جالساَ هكذا؟! انتهت الفقرة السورية.. دعنا نريهم شغل المصريين!

يهتف بها (فهد) بحماسة وهو ينتزعه من مكانه ليتقدم به نحو منتصف القاعة حيث بدأت الألحان الصاخبة ليشاركهم الشباب الرقص..
فيما تقدمت جنة ببطنها الذي بدأ في البروز لتضحك لديمة بمباركة حارة ناسبت قولها :
_فهد نذرها منذ زمن..لو هدى الله حسام للزواج فسيرقص في زفافه حتى الصباح.. بصراحة الوضع كان ميئوساً منه وأنتِ حققتِ المستحيل.
فتضحك ديمة بدورها قبل أن ترى حسام يشير لها بعينيه نحو فجر الجالسة في مكانها في ركن قصي نسبياَ في زاوية اليخت فتقوم من مكانها لتتوجه نحوها..
تدعوها للوقوف جوارها ومشاركتهن طقوس الحفل لكن فجر تعتذر لها برقة قائلة بابتسامة عذبة لا تخلو من شجن :
_أفضل البقاء هنا.. اعذريني.

تربت ديمة على كتفها وهي تضطر لتركها فيما تعود فجر لشرودها وخيالها يرسم المشهد وسط الظلمة..
وبقدر سعادتها لحسام وديمة اللذين لا يدخرا جهداً في احتوائها بصدق خالٍ تماماَ من الافتعال.. لكنها تشعر أن صوت الزغاريد حولها يجلدها..
يذكرها بكل..
كل ما خسرته..!!
من أول تلك الليلة التي هربت فيها معه..
مروراً بزيجتهما التي رغم سعادة أيامها الأولى كانت تشعر فيها أنها ملطخة بالخزي والعار..
وذاك الحادث الذي انتهكوها فيه بكل تفاصيله الوحشية..
والآخر الذي فقدت فيه بصرها وعائلتها..
وانتهاء ب(عمر آخر) قضته معه بلا هوية حتى استعادتها أخيراً..
استعادتها.. لتفقده هو..
فقدته ؟!
هل مصطلح (الفقد) هنا هو المناسب؟!
أم (الإنقاذ)؟!
لا تزال صورته مموهة بين (الحارس) و(السجان) فلا عجب أن قلبها لا يزال حائراً بين أن ينعيه.. أو يلعنه!

تشعر بأحدهم يقترب فتتأهب حواسها..
رائحة (العطر القديم) التي ميزتها في لقائهما السابق تعيد لها كلامه..
(يوماَ ما سأخبركِ عن قصة أنتِ بطلتها)

_عدت ؟!

يسبقها بها لسانها بعفوية صارت تكرهها وإن بدت الكلمة نفسها مناسبة في موقف كهذا..

_أخبرتك أنني سأعود.

قلبها (المريض) يحورها رغماَ عنها فتسمعها أخرى..

(لمن سواكِ أعود)؟!

لهذا ترتسم ابتسامة واهنة على شفتيها وهي ترسم له وسط الظلمة المحيطة بها رسماً يشبه ماضيها..

رائحة (العطر القديم) تزداد اقتراباَ فتتأهب حواسها أكثر..

_لا تزال ابتسامتك كما هي.. متحفظة لا تبدي أسنانك.. لكنها كافية لتبرز هذه الغمازة اليتيمة على أحد خدّيكِ.. تعلمين ؟! كم بدا لي دوماً خدّكِ مزدحماً..!

ينكمش جسدها فطرياً وهي تشعر بخوف طفيف يتملكها..
هل تصرخ مثلاً وتطلب مساعدة؟!
لا!
لا يبدو وكأنه يغازلها بل وكأنه..
وكأنه بطريقة ما يشكو إليها.. منها!!

كلماته غريبة.. تربت عليها.. تستأذنها.. تضمها.. ثم تنفذ عبر مسامها..

_على خدّك "غمازة"عشت العمر أريد ان أفهم سرها الذي يجعلها لا تشبه سواها .. على خدك "دمعة" ضاع العمر وأنا لا أراها لكن لن يضيع الباقي قبل أن أمسحها..على خدك (حمرة) صبغتها حلاوة (خجل) ومرارة (حسرة) واشتعال (غضب) ووخز (ندم) وأمنيتي ألا يترك الخجل الرائق - وسط كل هذا - في حمرته مكاناً لسواه .. وعلى خدّك "قُبلة" شوق أرسلها قلب عاشق فتاهت في طريق العمر.. ليتها إذ تصلكِ تشعرين!

تنفرج شفتاها وهي تشعر بحمرة خديها التي يتحدث عنها تكاد تحرقها مكانها!
من أين أتى بهذه الكلمات؟!
ومن هذا؟!

_قل من انت.. او ابتعد.

جفاف كلماتها يفتقد لخشونة حقيقية وسط الدوامة التي قذفها فيها حضور ذاك الرجل المهيب.. والمطمئن!
_ليس الآن..أردتك فقط أن تشعري أنني معك.. خذي وقتك كاملاً..ما بيننا يستحق الانتظار..

_ما بيننا؟!
تتمتم بها باستنكار فيأخذ فيصل نفساَ عميقاً وهو يملأ عينيه من ملامحها قبل أن يرحل مغادراَ كالمرة السابقة بقوله :
_سأرحل لكنني سأعود.. حتماَ سأعود!

ترتجف مكانها شاعرة بالبرد..
برد ينبع من داخلها لا من الخارج..
ولازال القلب (المريض) يجيد تمويه عبارته لأخرى..
(لمن سواكِ أعود)!



وعند مدخل قاعة العرس على اليخت وقفت إحداهن تراقب العروسين من بعيد قدر ما سمحت به المسافة بنظرة ملتاعة..
لكنها ليست حاقدة!
كانت تعلم من البداية أنه ليس لها..
كانت تكتفي بحضوره الداعم حولها..
وحتى بعدما اضطرت لخيانته سامحها ليقف جوارها حتى خرجت من المشفى قريباً..
بل وساندها حتى أعادت فتح ستوديو ال (سيلويت)!
لم يدعها للزفاف بطبيعة الحال لكنها لم تستطع منع نفسها من الحضور..
فلتودعه لآخر مرة!

_معك دعوة؟!
يستوقفها بها أحد الحراس على مدخل القاعة فتهز رأسها وهي تكاد تغادر لكن الصوت الصارم الذي انبعث جوارها يصيبها برجفة خفيفة وهو يوجه حديثه للحارس :
_دعها تدخل.

ترمق دينا بشر بنظرة وجلة وهي تستعيد ذكرياتها القصيرة معه بنفور لم تملكه..
تتسمر قدماها في الأرض بخوف لكنه يمنحها نظرة مطمئنة ناقضت النبرة الآمرة في صوته :
_ادخلي.

تستجيب صاغرة وهي تلعن تهورها الذي دفعها للحضور..
ترمق حسام الذي بدا سعيداً - كما لم تره من قبل- بنظرة راضية حفرت صورته داخل قلبها لتغلقه عليها..
قبل أن ترفع عينيها بوجل نحو بشر الذي كان مشيحاَ بوجهه عنها يحافظ على مسافة مناسبة بينهما كأنه يأنف أن يتعرف لماضيها المشين أحدهم فيسيء هذا لمكانته..
لماذا ساعدها في الدخول إذن؟!
ربما لأن النظرة الملتاعة في عينيها نحو حسام صادفت شبيهتها في عينيه هو نحو ديمة..
حسرة فقد لكنها تخلو تماماَ من حقد..
وكأنما أدرك القلب المكلوم مكانه في رقعة معشوقه.. فلزمها صاغراً.. وراضياَ!

وربما لأنه لا يزال يشعر بالذنب نحوها رغم عدم اعترافه الظاهر بالأمر.. وقد استغل ماضيها القديم لتوريطها في خيانة حسام من قبل!
وربما.. وهو السبب الذي خشي حقاً الاعتراف به أنه..
اشتاق (صورتها النائمة)!
اشتاق الفضفضة ل(سنووايت) الممددة على فراشها دون أمل في (قُبلة أمير) تعيدها للحياة!!

تزدرد ريقها الجاف بصعوبة وهي تشعر بغرابة وقفتهما هذه..
لا تستطيع الانصراف كأنها تنتظر منه شيئاَ..
ولا يمكنها الكلام!

لكنه يلتفت نحوها أخيراً ليقول بجدية :
_حسام أخبرني عما حدث لشقيقك في (أبو ظبي) وأنك تريدين زيارته في السجن هناك.

تومئ برأسها ببعض الخزي فتكتسب جديته بعض الاهتمام وهو يسألها :
_لماذا؟! معلوماتي أنه تخلى عنك منذ زمن بعيد..
ثم ينعقد حاجباه باستطراده :
_تريدين الشماتة فيه مثلاً؟!
تتسع عيناها باستنكار لسواد فكرته فتهتف ناسية الفارق بين مكانته ومكانتها :
_وهل أسافر تاركة بلدي وعملي الذي بالكاد وقف على قدميه لأجل الشماتة ؟! ألا يفترض أن أكون قد افتقدته مثلاً؟! أن أريد أن أسانده في محنته مثلاً؟! أن أرمم الشرخ الذي تركه الزمن بيننا مثلاً..
ثم تطرق برأسها مردفة بألم حقيقي وهي تكتف ساعديها :
_لكن لماذا ألومك وهذا الإطار (الأسود) جاهز دوماَ لتغليف صورة من هي مثلي مهما تغير وضعها؟!!

كلماتها تخزه بالمزيد من الذنب الذي يذوب على واجهته الصلبة وإن احترقت به روحه..
عيناه تنجذبان رغماَ عنه لشفتيها..
لا تزال (قلبية الثغر) تدهشه كلما تكلمت كأنه يريدها دوماَ مغلقة الشفتين!

لهذا خرجت كلماته رغم جمود نبرتها الظاهر مشوبة بطيف باهت من لين :
_سأساعدك في السفر إليه وزيارته..
ترفع إليه عينيها بترقب فيردف ولا تزال عيناه معلقتين بشفتيها:
_لست مجبوراً على التفسير.. لكن اعتبريه مقابل إقحامي لكِ في ما بيني وبين حسام في الماضي وما كان سبباَ في تعرضك لذاك الحادث.

ترمقه بنظرة مرتابة وهي تشعر بغرابة حديثه.. نظراته..
بل وصوته!

لماذا تشعر ب(دفء) هذا الصوت الجامد؟!!
كأنها سمعته من قبل بنبرة أكثر.. (حميمية) ؟!!
أين ؟! ومتى؟!
هل تهذي؟؟
حتى نظراته التي بدت ملتصقة بشفتيها لا تمنحها الشعور المقزز بالمغازلة أو التحرش..
بل إنها - بخبرة امرأة مثلها - تشعر بها بصورة ما.. وكأنها نقية تماماَ من الغريزة!

_شكراً.
تقولها بصوت مبحوح خافت فترتفع نظراته اخيراَ لملامحها التي بدت له من اول لقاء ملائكية طفولية لا تليق بامرأة بتاريخها..
شعرها الأشقر الخفيف الذي تعمدت قصه كي يبدو أكثر كثافة يحيط بوجهها ك(سياج ضعيف) يسهل كسره واقتحامه لكنه مع هذا يعافر ليستقيم!
تماماَ كروحها!

تنتظر منه رداً أو المزيد من التفاصيل لكنه يعطيها ظهره ليبتعد بقوله المقتضب:
_وداعاً.

فلا تدري لماذا بدت لها كلمته أبعد ما تكون عما تشعر أنه سيكون بينهما!
========












في بيتها يجتمع العاشقان أخيراً!
يصلي ركعتين فوق ذيل ثوب زفافها في (عادة سورية) قديمة أصر ان يحييها في قلبها مع ما أحياه من تراث بلادها!

ولم يكد ينتهي ليقف ويوقفها معه حتى تلألأت دموع الفرحة في عينيها ليرى فيها جواب سؤاله :
_أعجبك العرس؟!
_في أجمل أحلامي لم أكن أتخيل زفافاَ كهذا! (على رمشي والله بتمشي)!
يرتعش بها صوتها قبل جسدها في فرحة طاغية لتردف بمرح :
_خشيت فقط أن تحيي عادات سورية أخرى في الزفاف كان جدي يحكي عنها كأن تذبح لي قطة كي ترهبني.. أو تضربني بصفحة السيف على راسي ثلاث مرات لإثبات الهيمنة..
ضحكته العالية ترقص على لحن قلبها وهو يرد بمكر :
_فكرت! لكن أشفقت عليكِ!

تضحك بدورها وهي تستعيد ذكريات أخرى حكاها لها جدها عن طقوس الزفاف في بلادهم..
لكنه ينتزعها من شرودها وهو يحيط وجهها بكفيه..
حلقة الزعفران في عينيها تتوهج ببريق يكاد يخطف روحه قبل بصره..
وعقدة حنجرته تبدو لها ك (آمن) مكان يمكنها الاستناد عليه!
وكأنما يمر تاريخهما كاملاً أمام ناظريهما الآن.. حلوه ومُرّه..!

_أنا معك.

يهمس بها كلاهما دون ترتيب في نفس اللحظة وكأنها (أيقونة) ما كان.. وسيكون بينهما..
قالتها ب(الحروف)..
وقالها ب(ضمة)..
ضمة منحتها أمان الدنيا كلها في لحظة واحدة وجعلتها تردف بنبرة أكثر حرارة :
_دوماً معك.

فتدمع عيناه وهو يعتصرها اكثر بين ذراعيه.. يقترب بوجهه منها حتى يكاد يلاصقه بهمسه الحار :
_يوماً ما كنت أقول لنفسي أن (لا أحد يراني).. حتى أتيتِ لتحققي ما ظننته معجزة.. لتصرخي داخلي بأقوى وأجمل صوت.. (أنا أراك.. كل عيون قلبي تراك)!
يحرر شعرها من حجابه لتسبح أنامله في نعومة شعرها الأحمر الذي طال كثيراً حتى صار عند منتصف ظهرها..
تشتعل الثورات داخله أكثر وعيناه تغيمان بهمسه :
_الآن اراكِ كما رأيتك في حلمي أول مرة.. طفلة حمراء الشعر تكبر بين ذراعيّ..

ترفرف رموشها بهذه الحركة التي تثير جنونه عندما يشعر أن جفنيها يحتجزان سرباَ من الفراشات..
والآن يتوق لتحريرها ثم تقبيلها واحدة واحدة!

يرتعد جسدها مع عشرات القبلات التي طافت بعينيها قبل ان تنتقل لوجنتيها.. قبل أن تتوقف خاشعة عند شفتيها بهمسه :
_لازلت أذكر مذاق أول قبلة بيننا.. بطعم الورد.. تراه تغير المذاق؟!

تتعجب لهفتها وهي التي تبادره بالجواب!
ذراعاها يطوقان عنقه بكل قوتها ولقاء الشفاه يقسم أنه سيكون دوماَ بمذاق الورد.. وأحلى!

يشعر بانكماشها فجأة وهي تبتعد بوجهها لتخفيه في صدره الذي كاد يضج بخفقاته.. لكنه كان يتوقع ردة فعل كهذه مع ما يعرفه عن ماضيها..
لهذا يتناول أناملها ليلامس بها عقدة حنجرته هامساً بأرق نبراته :
_خائفة ؟!
صمتها يبتلعها في أصعب لحظة ودت لو تتجاوزها فتمتد أنامله الحرة تجذب سحاب ثوبها برفق..
_فقط بضع دقائق من الآن وسيختفي إحساسك بالخوف بل وبأي شيء سوى إحساسك بين ذراعيّ.. فقط دقائق وستدركين أي شوق حبسته لك داخلي طوال تلك الشهور.. فقط دقائق وسيختفي كل حاجز - تظنينه بيننا - لأذوب فيكِ وتذوبين فيّ فلا يقربك أي هاجس..

همساته تتشارك مع لمسات خبيرة تهيؤها لما هو آتٍ مدركاَ صعوبة لحطات كهذه على امرأة بتاريخها..
حتى رفعت عينيها إليه أخيراً ليقرأ فيهما ما أرضاه ليهمس لها بنبرة أكثر حرارة :
_هل قلت دقائق؟! ومن سيصبر لدقائق؟!

ضحكتها يخنقها خجلها و هي تشعر به يحملها فجأة ليتوجه بها نحو غرفتهما..
همساته تدللها بين حنان طاغ وغرور معهود وهو يغمزها بقوله:
_إحداهن قالت لي يوماَ أن (قبلاتي من حرير).. وأنا اليوم أريد أن أكسوها - كاملةً - ب(الحرير) !
=========
انتهى الطيف الخمسون


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 02:18 PM   #3722

ماماسماح

? العضوٌ??? » 495260
?  التسِجيلٌ » Nov 2021
? مشَارَ?اتْي » 76
?  نُقآطِيْ » ماماسماح is on a distinguished road
افتراضي

قمر قمر قمر تسلم ايدك نيموو فصل خرافي يا جميل ♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

ماماسماح غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 02:23 PM   #3723

Mai aboelmaged

? العضوٌ??? » 454989
?  التسِجيلٌ » Sep 2019
? مشَارَ?اتْي » 119
?  نُقآطِيْ » Mai aboelmaged is on a distinguished road
افتراضي

مبدعه يا نيمو 💙💙
ايه الحلاوه و الجمال و العظمه دي 💜💜
ايه الختام القمر ده بس 🥺🥺🥺
هيوحشوني مش متخيله ان كدا مفيش قوس قزح تاني و الله 😭😭😭


Mai aboelmaged غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 02:43 PM   #3724

حنان عبدلي

? العضوٌ??? » 485258
?  التسِجيلٌ » Feb 2021
? مشَارَ?اتْي » 32
?  نُقآطِيْ » حنان عبدلي is on a distinguished road
افتراضي

مبسوطة من جمال الفصل بكل مافيه من ابداع و حب و ضحك و فرحة، شفاء والوان و وعود وفيت و ارواح شفيت و قلوب صفيت و سامحت وثقة رجعت 😍😍😍 سلمت يداكي دمتي مبدعة 😘😘😘
و حزينة لانه اخر فصل 💔💔وددت لو تبقى معنا الرواية ولن تنتهي ابدا و حزينة لاني لن اكون محظوظة بقراءة قصة فيصل و فجر و اديم و دينا بعد ما لمع نور من بعيد في حياتهم كبداية جديدة 😞 اتمنى ان ترى حكايتهم النور يوما ما 😍😍


حنان عبدلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 03:52 PM   #3725

داليا انور
 
الصورة الرمزية داليا انور

? العضوٌ??? » 368081
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,195
?  نُقآطِيْ » داليا انور is on a distinguished road
افتراضي

حسام ❤❤❤❤
سلمت يداكى فصل أكثر من رائع ❤


داليا انور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-05-22, 04:36 PM   #3726

الترياقElteriaq

? العضوٌ??? » 420499
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 73
?  نُقآطِيْ » الترياقElteriaq is on a distinguished road
افتراضي

سلمت أناملك..الفصل لا يوجد مايصف جماله😍

الترياقElteriaq غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-22, 07:31 AM   #3727

amira_adel

? العضوٌ??? » 271425
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 254
?  نُقآطِيْ » amira_adel is on a distinguished road
افتراضي

قوس قزح الهدية..
طول الفصل و ده اكتر احساس حسيته..
قوس قزح هدية.. ارضيتي بيها كل أنواع شغفي للقراءة..
رفعتي سقف المتعة و غيرتي اماكن و خدتي المكان الأول بلا منازع
في العادة بيكون الهدف من الروايات.. التشويق.. احكام الحبكة..
لمس مشاعر القارئ بجمال التعبير و التمكن من الأدوات
بس معاكي كل دول بيخدموا الهدف مش العكس..
في البداية بتاخدنا الحبكة و الانبهار بالتويستات اللي اخدتينا فيها و اعتقدت وقتها ان دي قمة المتعة..
بس مع التقدم في الأحداث لقيت المتعة الأكبر في نبل الرسالة خاصة لما توصل بالتأني و الاشباع ده..
رغم انبهاري بكل اللي كتبتيه قبل كده بس تظل قوس قزح الأقرب لقلبي بكل تفصيلة فيها..
كل احساس كتبتيه حسيته و كل هدف كنتي عايزة توصليله وصلني..
رواية تملا العقل و الروح..
مهما قلتلك مش هوفيكي و مهما شكرتك مش كفاية
ربنا يسعد قلبك و يكتبلك من النجاح دايما ما تستحقي يا صاحبة القلم الماسي
💙💎


amira_adel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-22, 01:20 PM   #3728

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
Chirolp Krackr

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة amira_adel مشاهدة المشاركة
قوس قزح الهدية..
طول الفصل و ده اكتر احساس حسيته..
قوس قزح هدية.. ارضيتي بيها كل أنواع شغفي للقراءة..
رفعتي سقف المتعة و غيرتي اماكن و خدتي المكان الأول بلا منازع
في العادة بيكون الهدف من الروايات.. التشويق.. احكام الحبكة..
لمس مشاعر القارئ بجمال التعبير و التمكن من الأدوات
بس معاكي كل دول بيخدموا الهدف مش العكس..
في البداية بتاخدنا الحبكة و الانبهار بالتويستات اللي اخدتينا فيها و اعتقدت وقتها ان دي قمة المتعة..
بس مع التقدم في الأحداث لقيت المتعة الأكبر في نبل الرسالة خاصة لما توصل بالتأني و الاشباع ده..
رغم انبهاري بكل اللي كتبتيه قبل كده بس تظل قوس قزح الأقرب لقلبي بكل تفصيلة فيها..
كل احساس كتبتيه حسيته و كل هدف كنتي عايزة توصليله وصلني..
رواية تملا العقل و الروح..
مهما قلتلك مش هوفيكي و مهما شكرتك مش كفاية
ربنا يسعد قلبك و يكتبلك من النجاح دايما ما تستحقي يا صاحبة القلم الماسي
💙💎
حبيبتي يا اميرة
تعليقاتك الجميلة حقيقي هي اللي كانت الهدية على مدار الفصول
هتوحشيني 💙


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-05-22, 03:07 PM   #3729

Ektimal yasine

? العضوٌ??? » 449669
?  التسِجيلٌ » Jul 2019
? مشَارَ?اتْي » 1,966
?  نُقآطِيْ » Ektimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond reputeEktimal yasine has a reputation beyond repute
افتراضي

من بعيد قوس قزح
الله فصل تحفة تمام وحلاوة النهايات
اعتذار يسرى من حسام اجا بوقتو لكي صفحة بكل سوادها والمها
وعد ابراعيم واجا الوقت ينفذو وثقة بيسرى كانت طبطبة لروحها ومزيد من الامان
يولاند وصهيب وقصة عم تلوح بالافق
زهرة وجهاد لقوا وطنن الصغير عا امل متل ما قال يرجع الكبير يارب
فجر وماضي اليم.مع حاضر ومستقبل مجهول هل فيصل فعلا راح يطون الدوا لروحها
حسام وديمة الله عالجمال مهرها هوي نفسها احلى تعبير الله الله
عاصي عم يطةي صفحات الماضي صفحة صفحة بيستاهل كبيرنا
طيف متل العادة وجودهابينعنش القلب والروح
كتير احداث ناطرينها بس يانرى هل في امل نشوفها بجزء 3 ياريت ومنعيش عاهالامل ابدعت


Ektimal yasine متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-05-22, 01:11 AM   #3730

شهرزاد يوسف

? العضوٌ??? » 491285
?  التسِجيلٌ » Aug 2021
? مشَارَ?اتْي » 12
?  نُقآطِيْ » شهرزاد يوسف is on a distinguished road
افتراضي

انا عاجزه عن الرد بعد كل العظمه دي.
مش هقول فصل اكتر من رائع لان بصراحه الروايه كلها رائعه


شهرزاد يوسف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.