آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          رسائل من سراب (6) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          116 - أريد سجنك ! - آن هامبسون - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          91-صعود من الهاوية - بيتي جوردن - ع.ج ( إعادة تصوير )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ملك يمينــــــك.. روايتي الأولى * متميزه & مكتمله * (الكاتـب : Iraqia - )           »          [تحميل] حصون من جليد للكاتبه المتألقه / برد المشاعر (مميزة )(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          والروح اذا جرحت (2) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة في الميزان (الكاتـب : um soso - )           »          كوب العدالة (الكاتـب : اسفة - )           »          خلف الظلال - للكاتبة المبدعة*emanaa * نوفيلا زائرة *مكتملة&الروابط* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree5716Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-21, 04:34 PM   #2721

هالة الذكرى
 
الصورة الرمزية هالة الذكرى

? العضوٌ??? » 439522
?  التسِجيلٌ » Jan 2019
? مشَارَ?اتْي » 313
?  نُقآطِيْ » هالة الذكرى is on a distinguished road
افتراضي


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️ ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

هالة الذكرى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-21, 04:52 PM   #2722

هبه شناوي

? العضوٌ??? » 474939
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » هبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond repute
افتراضي



هبه شناوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-21, 04:52 PM   #2723

هبه شناوي

? العضوٌ??? » 474939
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » هبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond repute
افتراضي



هبه شناوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-21, 04:53 PM   #2724

هبه شناوي

? العضوٌ??? » 474939
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » هبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond repute
افتراضي



[


هبه شناوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-04-21, 04:54 PM   #2725

هبه شناوي

? العضوٌ??? » 474939
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 474
?  نُقآطِيْ » هبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond reputeهبه شناوي has a reputation beyond repute
افتراضي

url=https://www.arabsharing.com/][/url]

هبه شناوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-21, 09:45 PM   #2726

احلام عادية

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية احلام عادية

? العضوٌ??? » 47757
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,313
?  نُقآطِيْ » احلام عادية has a reputation beyond reputeاحلام عادية has a reputation beyond reputeاحلام عادية has a reputation beyond reputeاحلام عادية has a reputation beyond reputeاحلام عادية has a reputation beyond reputeاحلام عادية has a reputation beyond reputeاحلام عادية has a reputation beyond reputeاحلام عادية has a reputation beyond reputeاحلام عادية has a reputation beyond reputeاحلام عادية has a reputation beyond reputeاحلام عادية has a reputation beyond repute
افتراضي

ابداااع حقيقي فى منتها الجمال دمتي بخير

احلام عادية غير متواجد حالياً  
التوقيع


عندما المـوت يدنو و اللحــد يَفْغَرُ فاهْ أغمِضْ جـفونَك تُبْصِرْ في اللحدِ مَهْدَ الحياةْ
رد مع اقتباس
قديم 08-04-21, 10:13 PM   #2727

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

موعدنا بعد قليل باذن الله مع الطيف الثلاثين من الرواية
الفصل الاخير قبل رمضان ولنا عودة بعد العيد باذن الله


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-04-21, 11:07 PM   #2728

Omsama

? العضوٌ??? » 410254
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 867
?  نُقآطِيْ » Omsama is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور لانتظار الجميله الفراشه الزرقاء نيمو مع ابطالها ابطال قوس قزح❤❤❤❤❤

Omsama غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-21, 02:48 AM   #2729

نرمين نحمدالله

كاتبة في منتدى قلوب أحلام وفي قصص من وحي الاعضاء ، ملهمة كلاكيت ثاني مرة


? العضوٌ??? » 365929
?  التسِجيلٌ » Feb 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,008
?  نُقآطِيْ » نرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond reputeنرمين نحمدالله has a reputation beyond repute
افتراضي

الطيف الثلاثون
=====

*برتقالي*
=======
مدي بساطي واملئي أكوابي
وانسي العتاب فقد نسيت عتابي
عيناك يا بغداد منذ طفولتي
شمسان نائمتان في أهدابي

يغمض يحيى عينيه أمام قبر الرجل والكلمات تقفز لرأسه لا يدري من أين طفت.. إنما تكتسحه بعمق معانيها..

لا تنكري وجهي فأنتِ حبيبتي
وورود مائدتي وكأس شرابي
بغداد.. جئتكِ كالسفينة متعباً..
أخفي جراحاتي وراء ثيابي..
أنا ذلك البحار ينفق عمره
في البحث عن حب وعن أحبابِ
ماذا سأكتب عنكِ يا فيروزتي
فهواكِ لا يكفيه ألف كتابِ!
تلتوي شفتاه بابتسامة مريرة مع نهاية كلمات (قباني) في رأسه فيشعر وكأنه هو من كتبها!!

هاقد عاد السندباد لأرضه وكم ود لو عاد منتصراً بقوة نفسه لا مرغماً بوجع فقد!!

عيناه تحيدان نحو قبر الرجل من جديد فيود لو كان يملك القوة لينتزعه منه..
ليخبره أنه عاد.. أنه أخيراً تملك القوة ليواجه..
لكنه هو لم يعد موجوداً!

_لماذا الآن بالذات؟! كنت أريد أن أفهم!!

يصرخ بها داخله فتحتجز شفتاه صرخاته وهو يمد كفيه بعجز نحو شاهد القبر..
قبل أن يحيد ببصره نحو القبر المجاور للرجل الذي عاش عمره يحمل اسمه زوراً..
فلا يعرف حقاً أيهما أبوه!
من ألقى النطفة الحرام.. أم من رباه وكبره ومنحه اسمه!؟!
أي جحيم هذا؟!
أي جحيم!!!
يشعر بكف إلياس على كتفه فيرفع إليه عينيه الغاضبتين.. والدامعتين ليغمغم بخفوت عاجز :
_كنت أحتاج أن أفهم.. لعلي كنت أسامح ولو أن الخيانة لا تغتفر.. لعلي كنت أتفهم ولو أن الغدر لا يُبرر ..أو على الأقل لعلي كنت أعرف ولو أن العلم هنا لن ينفع.. لماذا؟! لماذا؟!! لماذا رحل وآخر عهدي به هو انتقامي منه؟! لماذا غادر بهذه الطريقة كأنه لآخر لحظة يصر أن يحرمني حقي في هويتي؟! أنا عدت يا إلياس.. عدت لوطني وبيتي في معجزة ظننتني لن أشهدها ما حييت.. عدت.. عدت لكنه هو.. هو لن يعود!

تدمع عينا إلياس بفيض شعوره في هذه اللحظة بين حزنه الطبيعي على شقيقه وتعاطفه مع يحيى الذي يكاد يفقد عقله منذ سمع الخبر..
لكنه يتمالك نفسه بقوة تليق به ليشد على عضدي يحيى بقوة غارساً نظراته القوية في عينيه :
_يعلم الله كم يشق عليّ قولها.. لكن.. لعلها شارة القدر كي تطوي هذه الصفحة بأسرها.. هو - سامحه الله- قد رحل حاملاً وزر خطيئته فلماذا تعيش أنت تحملها؟! انسَ يا يحيى.. انسَ!

فيبتسم يحيى لمرارة المفارقة وهو يسمعه يكرر العبارة التي كان هو يرددها لنفسه طوال هذه السنوات كي يبقى أسير غربته..
والآن يكررها إنما.. ليعود لوطنه.. لهويته!!
كيف؟!!

_كيف أنسى وهي أمامي؟! استبرق! تذكرني عيناها كل لحظة بمرارة الماضي؟! كيف ظننت الأمر بهذه السهولة أن أعود لهذا الجحيم الذي تركته خلفي؟!
_ومن تحدث عن السهولة؟! ومن لها إن لم يكن أنت؟! أفق يا يحيى! ترف معيشتنا لم يخدش جدار رجولتنا.. ما يصبرني عليك أنني أنتظر منك أن تمحو عن نفسك عار سنوات غربتك التي قضيتها بعيداً عنا! أعلم أنك ستفعلها! أثق أنك ستقدر.. أنك ستبهرني كربّان سفينة أنقذ حمولته على آخر لحظة قبل أن يأكلها البحر.. بيننا عهد قديمٌ قِدَم عمرينا ألا يخذل أحدنا صاحبه.. وأنا لم أخذلك يوماً ولن أفعل.. فماذا عنك؟!

آهة حارة تنفلت من بين شفتي يحيى وهو يفلت من بين قبضتيه ليعطيه ظهره ثم يشد شعره ببعض القوة كأنما ينفس عن هذا البركان الثائر بداخله للحظات..
قبل أن يعود للقبر بنظرة أخيرة سبقت التفاتته لعمه وهو يحط بقبضته على كتفه بخفة كأنما يمنحه وعده..

يتنهد بعدها إلياس بحرارة وهو الآخر يلقي علي القبر نظرة وداع أخيرة قبل أن يسير مع يحيى ليغادرا نحو سيارة الأول التي استقلها ليشغلها منطلقاً بها..
_لماذا تأخر دفنه كل هذا الوقت؟!
يسأله يحيى بنبرة متعبة ليرد إلياس باقتضاب:
_كانوا يشكون في سبب الوفاة.
يلتفت نحوه يحيى بكامل جسده لينعقد حاجباه بشدة هاتفاً:
_لا أحب اقتضابك هذا! أخبرني ماذا هنالك؟!
فيزفر إلياس بقوة قائلاً:
_لا أريدك أن تملأ رأسك بالوساوس.. كانوا يشكون في انتحاره.. لكن تقرير الطب الشرعي أثبت أن الوفاة طبيعية.

يزداد انعقاد حاجبي يحيى متمتماً :
_ولماذا يشكون في انتحاره؟!
_أرأيت؟! لهذا لم أكن أريد إخبارك! عقلك المشتعل لن يكف عن اختلاق القصص.. الطب قال كلمته وانتهي الأمر.. أخي مات بأزمة قلبية.

يتهدج بها صوت إلياس بانفعال طبيعي ليشفق يحيى على هذه الواجهة الصلبة التي يصر عمه أن يواجه بها الجميع منذ سمع الخبر فيما يدرك هو أي عاطفة تختفي خلفها..

لهذا يربت على ركبته بدعم ليكتم قسراً فيض تساؤلاته فيسودهما صمت قصير يعقبه قول إلياس الذي غيّر مجرى الحديث عامداً :
_لن تعود لبيتك؟!
_لم يعد بيتي.. هو بيت استبرق.
يقولها بحسرة ملتاعة ليزفر إلياس وهو يلتفت نحوه قائلاً:
_اتفقنا على طي هذه الصفحة لمصلحة الجميع.. أنت محط نظر العائلة كلها الآن خاصة بعد عودتك.. بماذا ستبرر لهم إقامتك في غير بيت أبيك؟!

يبتسم يحيى بمرارة ساخرة مع وقع الكلمة الأخيرة على قلبه فيرمقه إلياس بنظرة صارمة كأنما يذكره باتفاقهما..
لكن الأول يهتف بحسم :
_لا تحملني ما لا أطيق! لن أستطيع العودة لذاك البيت.. اختلق لهم أي عذر..أخبرهم مثلاً أن طيف تريد الاستقلال ببيت يخصها.. ولا أظنهم سيتعجبون ذلك عندما يرونها ويتعاملون معها!

يصمت إلياس مفكراً للحظات ثم يهز رأسه :
_إذن ستبقون معي في بيتي؟!
_لا.. كي يبدو الأمر أكثر منطقية أريدك أن تساعدني في توفير بيت صغير لنا يناسب ظروف مجد.. بحديقة وطابق واحد.

_وماذا عن استبرق؟! تظنها لن تضغط عليك لتعود لبيتها؟! أتعجب صبرها عليك منذ عودتنا وصمتها عن بقائك معي في بيتي!
يقولها إلياس محذراً ليرد يحيى مشيحاً بوجهه :
_فلتبقَ إذن صامتة! لا أظن ذكاءها يوجهها لاستفزازي هذه الأيام بالذات!

يقولها ليصمت طويلاً وهو يراقب الشوارع التي تنهبها السيارة بسرعتها فيشعر بالحنين يجتاح قلبه معها..

_افتقدت بغداد.. معك.
يتمتم بها يحيى أخيراً وهو يشعر بصحبة إلياس تعيده لعهدهما القديم.. فتلتوي شفتا إلياس بشبه ابتسامة وهو يتمتم بنبرة شبيهة :
_وأنا الآخر.. افتقدتك.. معها.

يمران بأحد البيوت الذي بدا قديم الطراز لحد كبير مقارنة بالحداثة حوله وقد أحاطه سور قصير تكدس فوقه الصدأ والأتربة وقد ميزه هذا التمثال في مدخله لرجل عظيم الهيئة يرتدي بدلة قديمة الطراز ويضع يده في جيبها بينما يمسك بالأخرى عصا رفيعة..

ليلتفت يحيى نحو إلياس كأنه تذكر شيئاً ما وهو يشير نحو البيت المميز قائلاً :
_هذا هو...!

يهز إلياس رأسه ببطء وعيناه تغيمان بشرود بائس ليبطئ سرعة السيارة عفوياً كأنه لا يريد المرور السريع هاهنا فيرمقه يحيى بنظرة مشفقة وهو يستعيد هذه الذكرى من ماضيهما المشترك فيسأله ويكاد من نظرته يعرف الجواب:
_لماذا لم تتزوج طوال هذه السنوات؟! توقعت أن أعود لأجد أولادك يتقافزون حولك.

والجواب يمنحه إلياس في اقتضابه المعهود الذي زخر بمشاعره هذه المرة وهو يرمق يحيي بنظرة عاتبة كأنه لا يصدق أنه حقاً توقع هذا :
_أنتظرها.

يزم يحيى شفتيه بتفهم لماضيه وهو يهز رأسه ليعود يشرد في الطريق فتجذبه دوامات الحنين من جديد لتغرقه في صمت طويل..


وأخيراً يختلس إلياس نظرة لجانب وجهه ثم يقول بحذر :
_نحن في طريقنا لبيت شجون.. أعرف أنك تتحاشى رؤية سراب منذ عدت.. لكن الأمور يجب أن تسير بصورة طبيعية.. يجب أن تقدم واجب العزاء وتقف في ظهر شجون وابنتها.

فيتنهد يحيى بحرارة وهو يشعر بالدماء الحارة تفور في عروقه..
أن يلتقي سراب بعد كل هذه السنوات لهو الجحيم بعينه!

لكنه يستدعي كل ذرة من قوته وهو يرد بصلابة :
_معك حق.. لنذهب!

يتنهد إلياس ببعض الرضا وهو يزيد سرعة السيارة تلقائياً نحو بيت شقيقه الراحل الذي توقف أمامه أخيراً ليترجل من السيارة فيلحق به يحيى الذي عاد يغرق في فيض الحنين وهو يراقب البيت الذي قضى فيه سنوات عمره الأولى..
لقد أعادوا طلاءه ليمنحوه مظهراً أكثر حداثة..
بعض التحديث جريمة في حق الذكريات!

يغمض عينيه بوجع وطوفان الذكرى يجتاحه من جديد..
كأن السنين لم تمر..
كأنه هو الطفل الذي كان يعدو هنا في حديقة البيت خلف سراب وسط عائلتيهما ليكبر فيتسلل نحو نفس الحديقة كي يلتقيها فيبثها أشواقه ويرسم معها خرائط غد..
قبل أن يلطخ الحرام بحمرته وردية الصورة!!

_إذن.. فقد عدت حقاً!

الصوت العنيف الذي حمل نبرة عدائية لم يتكلف صاحبها مشقة إخفائها يجبره أن يلتفت فينعقد حاجباه وهو يناظره..

البحر.. !
القارب.. !
زهور التيوليب تلقيها عروس ترتدي ثوبها الأبيض في الماء فيقفز عريسها بكامل ثيابه خلفها ليعيد لها زهورها كأنه يخبرها أنه سيدرك لها دوماً ما أضاعته من أحلامها..
المشهد الذي طالما حلما به.. ليحققه غيره!!

رعدة خفيفة تسري في جسده وهو يستعيد مرارة الذكرى..
ربما محا الزمن عنها جرح التعلق بحب قديم فقد شرعيته لكنه لا يزال يجد في حلقه نفس الغصة..
ربما لأن مرارة الفقد لا تزال ترتبط بوجع الغدر وتصمه بالخطيئة دون ذنب!!
الغريب أنه بعد كل هذه السنوات لا يمكنه أن يمنع نفسه عن تخيل سراب كاستبرق في صورة امرأة خائنة..
لا يزال جزء داخله يلومها أنها تجاوزته لغيره بتلك البساطة رغم أنها لم تعرف الحقيقة..
رغم وجود جزء أخر يحمد لها هذا ويتمنى لها فرحة تستحقها!
تناقض!!
وماذا كانت حياته سوى مجموعة من التناقضات؟!!
وهاهو ذا زوجها (عُديّ) يبدو أنه هو الآخر لم ينسَ!!

_مرحباً عُديّ! شجون وسراب بالداخل ؟!
يقولها إلياس مخاطباً الرجل الذي بدا متحفزاً وهو يرمق يحيى بنظرات نارية ليرد :
_يمكنكما رؤية شجون.. لكن سراب لا.

يرمقه إلياس بنظرة زاجرة ليردف بنفس النبرة العدائية :
_زوجتي منهارة ولن تحتمل رؤية أحد!

يشيح يحيى بوجهه شاعراً ببعض الرضا وهو يكاد يشكر الرجل رغم سماجته على ما يفعله..
لن يحتمل مواجهة سراب..
الأن على الأقل..
فليلتقط بعض أنفاسه أولاً بعد كل هذه المفاجآت!!

_حمداً لله على سلامتك يا يحيى..
كانت هذه شجون التي ظهرت لتوها بملامح باكية لتردف بانهيار :
_ليتك بكّرت عودتك قليلاً.. عمك كان يود رؤيتك قبل.. قبل..

تنخرط بعدها في بكاء خافت ليربت إلياس على كتفها مردداً كلمات مواسية فيما يبقى يحيى متصلباً مكانه وشعوره بالذنب يمنعه حتى مجرد الحديث..
كيف يخبر هذه المكلومة أنه هو ثمرة خيانة زوجها لها؟!!
بل كيف يضع عينه في عينها وهو الذي تسبب في سجنه مدفوعاً بشهوة انتقامه؟!!
يالله!!
لماذا عدت بقدميك لهذا الجحيم يا يحيى؟!
لماذا عدت؟!!

يشعر بالدماء تنسحب فجأة من عروقه ليترنح مكانه ترنحاً خفيفاً..
لكن هاتين العينين تكتسحان خياله فيمنحانه المدد الذي يحتاجه..
عينان يكفي سديمهما ليخلق وسط ظلام فوضاه ألف نجمة..
عينان لامرأة علمته كيف تكون ملكته مرة.. وجيشه مرة.. ومعركته مرة.. إنما يكفيه أنها تكون (الغنيمة) كل مرة!!
طيف!

مجرد ذكراها يحيي هذه القوة الكامنة داخله فينتصب فجأة في وقفته ليرمق عدي بنظرة صلبة قبل أن يأخذ نفساً عميقاً وهو يذكر نفسه..

لا لوم على العودة بعد الآن.. يحيى الأمين رجع لأنه كان يجب أن يرجع..!!

تدعوهما شجون للدخول فيتحرك يحيى بخطوات متثاقلة نحو الداخل مجاهداً طوفان الذكري بكل طاقته..

ولم يكادوا يستقرون في مجالسهم ليعاود إلياس مواساة زوجة شقيقه بكلمات داعمة حتى تنحنح عدي ليقول بنفس النبرة المتحفزة :
_اعذروني لو كان الوقت غير مناسب لكنني أحتاج للتحرك بسرعة.

يعقد إلياس حاجبيه بصبر من اعتاد حماقاته فيما يرمقه يحيى بنظرة محايدة ليردف الرجل :
_العائلة تحتاج للاجتماع في أقرب وقت لنرى كيف ستسير الأمور بعد موت عمي رحمه الله.. أريد نصيب سراب في إرثها بأسرع وقت لأننا في سبيلنا للهجرة.

تشحب ملامح إلياس بمفاجأة فيما تهتف شجون بين دموعها مخاطبة زوج ابنتها :
_لم أمنحك موافقتي بعد! سراب ابنتي هي من تبقت لي الآن بعد وفاة غيث.. بأي قلب تريد حرماني منها؟!

_عذراً يا سيدة شجون! كنتِ تعلمين من قبل بسعيي في إجراءات الهجرة ولم تمانعي.
يقولها عدي بسماجة لتهتف المرأة بقهر :
_ظننت أمامك الكثير من الوقت.. وكان هذا قبل رحيل غيث..
لكنه يهتف ببعض الحدة :
_السيدة استبرق حلت لي بعض الأمور بعلاقاتها وساعدتني على توفير مسكن وعمل مناسب في كندا.. فلماذا العطلة ؟!!

_استبرق! فعلتها!!
تهتف بها شجون بصدمة ليتبادل يحيى وإلياس نظرة ذات مغزى فيما يردف عدي بانفعال:
_أجل.. فعلتها.. صنيعها هذا سيبقى طوقاً في عنقي العمر كله.. والآن حقي أن أذهب لبلد يقدر دراستي وعملي مع زوجتي التي يجب أن تشاركني الطريق.. صحيح؟!!

_هي ابنتي قبل أن تكون زوجتك! يالله!! لا أصدق أن تتحدث بهذه الجرأة في موقف كهذا!!
تهتف بها شجون وسط دموعها ليرد عدي بنفس الحدة المنفعلة:
_تتحدثين وكأنني سأحرمك منها! يمكنك أن تلحقي بنا هناك عندما تستقر الأمور! ماذا بقي لك هنا؟!!

تهم المرأة برد عنيف لكن إلياس يسكتها بإشارة من كفه ليلتفت نحو عدي قائلاً بصبر :
_ما الذي تريده يا عدي؟!

_نصيب زوجتي من إرث أبيها كاملاً.. سأبيع حصتها في الشركة وفي هذا البيت.. وفي كل شيء.

يقولها الرجل بنبرة عملية لترد شجون بانفعال:
_هذا البيت باسمي أنا.. المرحوم كتبه لي كاملاً قبل وفاته.

تبدو المفاجأة على وجه عدي لكنه يعود ليقول بإصرار :
_حسناً.. يبقى إذن نصيبها في الشركة.

_أسمعها من سراب بنفسي.. وبعدها لك ما شئت!

كان هذا يحيى الذي نطق أخيراً بصرامة لتلتفت نحوه شجون ببعض الدهشة فيما يطرق إلياس برأسه برضا وهو يقرر مختاراً أن يترك الأمر له..
ليحمر وجه عدي بانفعال صارخ وهو يهتف بعدائية:
_لماذا تتكلم أنت معي؟!
_من اليوم.. بل من الساعة.. كلامك لن يكون سوى معي أنا!
يقولها يحيى بنفس الصرامة ليهب عدي واقفاً وهو يلوح بقبضته نحو يحيى هاتفاً :
_بأي صفة! ها! بأي صفة؟!! بصفتك الحبيب القديم الذي عاد بعد زواج حبيبته ليفسد حياتها!

_عدي!!
يهتف بها كل من إلياس وشجون في نفس اللحظة وهما ينتفضان مكانهما بانفعال لكن يحيى يبقى رابط الجأش وهو يقف بدوره ليرد ببرود صارم :
_بل بصفتي رئيس مجلس الإدارة الجديد.

_ماذا؟! السيدة استبرق هي..
_كل هذا سيتغير! أنا عدت.. وعودتي ستقلب الكثير من الموازين لو تعلم!

يقاطعه بها يحيى بنفس الحسم ليهتف عدي من بين أسنانه :
_حتى لو صرت كذلك! حق زوجتي قانوني وستناله!
_لن أمنعها حقها! لكن.. على حد علمي أنا تركتها تملك لساناً يمكنها التحدث به ولا أظنها أقرضتك إياه!
يقولها يحيى بسخرية صارمة وقد شق عليه أن يتعامل عدي بهذا الصلف مع شجون..
ليفقد عدي أعصابه فيندفع ليمسك بتلابيب يحيي هاتفاً بعصبية:
_هذا ما تريده إذن؟! فتح مجال للحديث معها؟! لن أسمح لك بالتحدث مع زوجتي! بل لن أسمح لك حتى بأن تراها ولو للحظة!

لكنه يقطع عبارته بحشرجة قوية وهو يفاجأ بقبضة يحيى تعتصر عنقه بسرعة خاطفة مع قول الأخير وعيناه تتوهجان بتهديد مخيف:
_تحدث بهذه الطريقة عنها أو عني او حتى لمح تلميحاً وسأقطع لك لسانك! لو لم تكن تعرف بعد عمن تتحدث فلا يزال بإمكاني أن أعرفك!

_يحيى!
يهتف بها إلياس مهدئاً وهو يجذب يحيى نحوه لكن الأخير بقي يناظر عدي بنظرات صارمة للحظات قبل ان يطلقه ليهتف الأخير وهو يتراجع ليصعد للأعلى :
_همجي! متخلف! سأترك لكم هذا البلد بأسره لأرحل بزوجتي وأروني من سيمنعني!

هنا تنهار شجون جالسة مكانها لتدفن وجهها بين كفيها فينحني يحيى ليقبل رأسها بتوقير قائلاً:
_لا تبكي! أنا لم أعد كي أثير المشاكل.. لن أفعل إلا ما يرضيكما أنتِ وسراب.. لا تحملي هماِ!

ترفع إليه المرأة عينين ذابلتين لتغمغم بنبرة عاتبة:
_فعلتها استبرق! هي تعمدت توفير هذه الفرصة له كي تحرمني من ابنتي..تريد مثلاً أن تردها لي واحدة بواحدة؟! تظنني كنت السبب في غيابك عنها طوال هذه السنوات؟!!

شبح ابتسامة ساخرة يطوق شفتا يحيى وهو يدرك الغرض الحقيقي لاستبرق من إبعاد سراب..
ولا يتعجب أن تسعى لإبعاد إلياس كذلك!

لهذا يستقيم بجسده ليتبادل مع إلياس نظرة ذات مغزى قبل أن يقول بحسم :
_كما أخبرتك! عودتي ستغير الكثير هنا.. الكثير!
=======
_بابا!
تهتف بها مجد ببراءتها الطفولية وهي تفتح له ذراعيها عقب عودته..
كان إلياس قد خصص للصغيرة غرفة منفصلة تجاور الغرفة الأخرى التي جعلها ليحيى وطيف لكن الأخيرة بقيت تشارك مجد غرفتها غير مبالية بما يثيره هذا من ظنون..

ينحني يحيى ليعانقها بقوة ملاعباً شعرها بأنامله لتهتف به بحزن:
_افتقدت "أنكل نزار"! لماذا تركني؟! لماذا تتركونني تباعاً ؟! ألا يمكن أن نعود كلنا للعيش معاً؟!

تمط طيف شفتيها باستياء وهي تشيح بوجهها ليغمض يحيي عينيه بحزن مماثل وهو الآخر يشعر بافتقاد صديقه!!
لقد حاول الاتصال به مراراً لكنه يرفض الرد عليه!!
يعرف أنه قد يكون قد نقض اتفاقه معه بألا يعودا لبغداد لكن ما حيلته؟!
عودته كانت حتمية وليت نزار يفهم!!

يشعر بقرب بكاء الصغيرة وهي تغمغم ولا تزال تتشبث بعناقه كأنها تخشي أن تفقده هو الآخر :
_هو يهاتفني كل يوم.. يضاحكني كما كان يفعل دوماً.. يقسم لي أنه لم ينسني.. لكنني أريد رؤيته.. افتقدت رؤية أسنانه وهو يضحك.
يبتسم لبراءة تعبيرها الطفولي فيعود برأسه للوراء وهو يربت على رأسها قائلاً:
_سنراه قريباً.. أعدك!
_لماذا عدنا إلى بغداد؟! كنت تقول لي أنها كالشمس.. تدفئنا من بعيد لكننا لو اقتربنا منها نحترق.
فيرفع عينيه نحو طيف بنظرة موصدة ليعود ببصره نحو مجد قائلاً:
_كنت مخطئاً! بل هي كالأرض التي كلما عاندنا جاذبيتها شقّ علينا التنفس.. وكلما اقتربنا منها أدركنا راحة السلام.
تبتسم له الصغيرة ببعض الحيرة فيعود ليداعب شعرها هامساً بحنان:
_طال شعرك.
_ستسمح لي أن أطيله أكثر؟!
تسأله بحذر ليرد وهو يختلس النظر نحو ناريته التي وقفت مكانها مكتفة ساعديها بوجوم :
_في هذه أيضاً كنت مخطئاً.. دعي شعرك يطول ما شئتِ.
تتسع ابتسامة الصغيرة وهي تشير حولها قائلة :
_كنا نلعب "مونوبولي".. طيف علمتني كيف أصنعه بنفسي.. كل هذا أعددناه معاَ.

يبالغ في ثنائه وهو يلملم الأوراق لتعلو ضحكة الصغيرة برضا حتى يحملها ليضعها فوق الفراش فتلحق بهما طيف..

_أريد أن تحكي لي أنت الحكاية اليوم.
تقولها مجد مخاطبة إياه فيهز رأسه موافقاً لتعاود طيف مط شفتيها باستياء وهي تكتفي باستلقاءها الصامت جوارهما حتى استسلمت مجد للنوم أخيراً فشعرت به ينهض من جوارها ليرمقها هي بنفس النظرة الموصدة قبل أن يتحرك ليغادر الغرفة نحو غرفتهما المجاورة..

_أين هاتفي؟!
تقتحم بها غرفتهما بفظاظة وقد وجدته واقفاً أمام النافذة ليرد دون أن يلتفت إليها :
_أغلقي الباب وأخفضي صوتك.. الصغيرة نائمة والبيت ليس لنا.

تغلق الباب ببعض العنف لتتقدم نحوه هاتفة بفظاظتها المعهودة :
_أريد بيتاً لنا إذن يمكنني فيه الصراخ كما أشاء.
_أوصيت إلياس بتدبير الأمر.
يقولها ببرود دون أن يلتفت إليها كذلك فيستفزها هذا أكثر لتقترب منه وقبضتها تحط على كتفه لتجبره على النظر إليها هاتفة :
_أعتذر لإزعاجك برؤيتي.. أخبرني أين هاتفي وسأرحل من هنا.
_كسرته!
يقولها بنفس النظرة الموصدة فتطلق صيحة مستنكرة وهي تهم بعبارة فظة أخرى لكنها تشهق بعنف وهي تجد نفسها قد التصقت بالحائط المجاور وقبضته تعتصر معصميها بينما جسده يضغطها إليه مكبلاً حركتها..

_تباً لهذه الحركة!! ألا تجيد سواها لفرد عضلاتك! اترك يديّ! أين هاتفي؟!
تهتف بها بغضب وسط محاولاتها العنيفة للتخلص من أسره لتتحول نظرته الموصدة لأخرى مشتعلة وهو يقترب بوجهه منها هامساً بصرامة :
_كسرته! كما سأكسر رأسك هذا لو تجرأتِ وهاتفتِ حسام ذاك ثانية!!

تتسع عيناها بصدمة لأول وهلة من مفاجأتها أنه قد علم لتهتف به بحدة:
_هل كل الرجال بهذا الغباء؟! أخي ملطم في بلاد الغربة يبحث عن علاج لابنته الرضيعة.. وإحدى صديقاتي مسافرة وحدها لتتلقى علاج السرطان في بلد غريب والأخرى تكاد تفقد عقلها بين هلاوسها بعد وفاة زوجها الوغد الذي كان يذيقها الويل.. وأنت وسط كل هذا تكسر هاتفي الذي أطمئن به عليهم كلهم لأجل غيرتك الحمقاء من مجرد ماضٍ قديم!

_لا تعبثي في هذه المنطقة يا طيف! أخبرتك من قبل أنني فاقد العقل تماماً فيما يتعلق بهذا الأمر! فاقد العقل تماماً!
صوته يقسو أكثر فتدمع عيناها رغماً عنها ثم تغمضهما بقوة وهي تشعر بشفتيه على عنقها بعزف بدأ ناعماً شهياً قبل أن يكتسب المزيد من العنف..
تكتم تأوهها بصعوبة ولا تزال تحاول التخلص من قبضته ليزداد اعتصاره لمعصميها بينما همسه يصلها متوعداً بصرامة لم تخلُ من بعض العبث وهو يشير بعينيه لعنقها:
_سيترك هذا أثراً فاضحاَ هاهنا.. لعله يذكركِ ألا تعيديها..أحترم طبيعتك الجموح في كل شيء.. إلا هنا!

تزداد كثافة الدموع في عينيها رغماَ عنها وهي تشعر بالعجز من تحرير نفسها منه.. تكتم سيلاً من السباب تود لو تطلقه..
وفيضاَ من الحب تود لو تسمح له بالجريان كذلك!!

لكن صوته يرق بعض الشيء وهي تفاجأ به يقبل جبينها بنعومة ليهمس أمام عينيها بتوقير وهو يدور بسبابته فوق موضع قلبها :
_وسيترك هذا أثراً ناعماً هاهنا.. لعله يذكرك كم أنا فخور بامرأة مثلك قد تحمل هموم الدنيا كلها على كتفيها دون أن تشكو!

هنا لم تستطع المقاومة ليسيل خيط من الدموع على وجنتها مع شهقة باكية تجعله يحررها للحظة.. إنما ليزرعها بأكملها بين ضلوعه!!

يحني رأسه فوق رأسها فلا يدري أيهما يحتاج لهذا العناق أكثر الآن!!
لم يتصور يوماَ ان يسمعها تبكي بهذه الحرقة!!
لم يكن الموقف يستحق كل هذا لكنها كانت تبدو كأنها ادخرت دموع سنوات للحظة كهذه!!
كأنما انهار السد فجأة لينهمر من بعده الفيضان!
هل هو شعورها بالغربة هنا؟!
هل هو خوفها عليه؟!
هل هو افتقادها لعاصي ووولديه؟!
للعائلة التي بالكاد حصلت عليها؟!
قلقها علي زهرة؟! على ديمة!؟!
علي سند؟!!
أم لعله كل هذا؟!!

_إلا دموعك! إلا دموعك!! لا تبكي!!

صوته القوي بلكنته الثقيلة يمتزج بعمق عاطفته في هذه اللحظة وهو يعتصرها بين ذراعيه ليصله همسه المتقطع بين فظاظتها المعهودة ورقّة غريبة بدت وكأنها مزيج خاص بها وحدها :
_ماذا فعلت بي؟! ماذا فعلت بي؟! أنا عشت قبلك لا أبالي بأحد ولا أخاف علي أحد.. أنت زرعت هذا الوهن داخلي.. صرت أخاف على هذا الشعور الذي يملؤني نحوكم كلكم.. بعد طول ادعاء للاستغناء صرت أخشى الفقد.. أخاف عليك.. علي مجد.. على عاصي.. على ماسة.. على زهرة.. على ديمة.. وعلى نفسي لو أصابكم ما يسوءني.. أنت السبب في هذا الوهن! أنت السبب!!

لكنه يرفع وجهها ليمسح دموعها بأنامله قبل شفتيه هامساً أمام سديم عينيها الملهم :
_في هذا الشان ليس أحدنا بأفضل من صاحبه.. ربما ليس وهناً.. ربما كلانا يولد من جديد بين يدي صاحبه ليستقبل حياة جديدة.. خوفي ليس أقل من خوفك لو تعلمين.. لكنني أثق أنني معك قادر على مواجهة الدنيا كلها.. أنت جيشي وملكتي وحربي.. وكل غنيمة قد يرتجيها قلبي!

تسبل جفنيها دون رد فيعيد رأسها لصدره وهو يلاعب شعرها بأنامله مردفاً :
_جيدٌ أنك قد قصصتِ شعرك ليطول هذه المرة في عهدي فلا يقصر بعدها أبداً.. كنت أكره الشعر الطويل لكنني معك تعلمت كيف يمكن أن يساوي شعر امراة تاريخاً بأكمله.. دعيه يطول ويطول ليشهد كل يوم غزوة من غزوات عشقنا.. أجل.. لا أظن حبنا ذاك النوع الذي خلق للشموع والزهور.. بل للحرب.. كلانا لصاحبه لغازٍ..كلانا من صاحبه مهزوم.. وبصاحبه منتصر!

تبتسم رغماً عنها وسط دموعها لتبدو له ابتسامتها كأنقى مرة رآها فيها.. رغم كلماتها التي تعمدت فظاظتها وهي تبعده ببعض العنف هامسة :
_من بنا الأديب أنا ام أنت؟!

_مممم.. تحبين أن أذكرك بالبدايات؟! الندوة مثلاً؟!!
يقولها متعمداً إغاظتها لتمط شفتيها باستياء مصطنع فيعاود تحريك سبابته فوق( موضع قلبها) هامساً بعمق عاطفته :
_عديني أن تحافظي لي على هذا كما أحببته.. أنا به.. وله!

_لا أحب هذه الحركة! لا تمسني هاهنا!
تهتف بها بفظاظة تداري خجلها وهي تخبطه بخفة على كفه فيرفع أحد حاجبيه ليرد بجرأة لا تنقصه :
_لماذا؟! تشعرين بالنقص مثلاً؟! لهذا تتعمدين أن تصفي بطلاتك دوماً بأنهن يحملن منحنيات بارزة!

شهقتها الحادة تسبق سيل السباب الذي أطلقته حراً هذه المرة وعيناها تعودان لجذوتهما البرية فيكتم ابتسامته وهو يكمم فمها بحركة سريعة قبل أن يحملها قسراً ليجلس بها فوق الأريكة القريبة..
يطلق آهة عالية وهو يشعر بعضتها لكفه المكمم لشفتيها فيحررها ليبتسم ابتسامة راضية وهو يتشبث بها فوق ساقيه مستمتعاً بحمرة وجهها الغاضبة :
_هذه هي البرية الجموح التي أحببتها.. هذه التي لا يليق بها الوهن.. أي وهن.. سوى وهنها بين ذراعيّ!

تشيح بوجهها محافظة على ملامحها الغاضبة فيميل على أذنها هامساً برقة أذابتها:
_يوماً ما - ليس ببعيد-سأسمح للحرب أن تعرف طريقها لجسدينا كما عرفها قلبانا.. ساعتها ستثأرين مني لما قلته منذ قليل.. وسأرفع رايتي البيضاء مستسلماً لفتنة أوقن ألا تحملها في الكون امرأة سواكِ!

تسبل جفنيها للحظات لتهرب من طوفان مشاعرها الذي اجتاحها في هذه اللحظة لتعاود رفع وجهها إليه مغيرة الموضوع بسؤالها :
_ماذا فعلت اليوم؟!

يعود وجهه لعبوسه القانط كأن ما بينهما لم يكن سوى هدنة رائقة قصيرة وسط الحرب التي يحياها..
يحكي لها ما حدث فينعقد حاجباها وهي تفعل الشيء الوحيد الذي تجيده بطلاقة..
تسب عدي!

_المسألة ليست طمعه في إرثها.. الوضع يفوق هذا.. هو شديد الغيرة.. وعودتي إلى هنا مع ما يعرفه عن ماضينا يجعله على صفيح ساخن.. أنا أتفهم نوعاً ما غيرته لكن لا أحب تجاهله لمشاعر شجون.. . لعله يعرف! لعله يفهم ألا أساس لما يخشاه!

يقولها بضيق وهو يخفي وجهه في كتفها فتهم بالرد لكن رنين هاتفه يقاطعها..
هذا الذي تناوله ليجيب اتصال إلياس فيستمع قليلاً قبل أن يغلقه ليلتفت نحوها مغمغماً بشرود حذر :
_العائلة ستجتمع غداً في بيت استبرق.. عدي طلب الاحتكام لهم.
_ما هذه الصفاقة؟! الرجل دمه لم يبرد في قبره بعد وهذا السمج يطالب بإرث زوجته!! فقط عندما أراه غداً سأسمعه ما..

تكتم وعيدها الساخط وهي تشعر بسبابته تحط على شفتيها تمنعها المزيد مع نظرته التي عادت إليها صرامتها وهو يرد باقتضاب لا يحتمل المناقشة:
_لن تأتي معي . لا أريد أن تكون بداية تعارفك مع عائلتي في موقف كهذا.. عندما نعد بيتنا سأدعوهم جميعاً للقائك.. تستقبلينهم في بيتك كما يليق بك .. وحتى هذا الحين ستبقين هنا مع مجد معززة مكرمة.
======
تتلكأ قدماه أمام البيت الذي عاد إليه بعد كل هذه السنوات فلا يعود في صدره موطأ قدم للمزيد من الحنين..
للمزيد من الوجع!

كف إلياس الداعم خلف ظهره يجعله يلتفت نحوه ليمنحه شبه ابتسامة قبل أن يلج معه للداخل..

الوجوه الحبيبة للعائلة التي افتقدها تعانق قلبه قبل عينيه..
لسانه لا يخذله بأجوبة ذكية عن أسئلتهم ليتحاشوا بدورهم الحديث عن سراب وسبب هروبه - كما يظنون -!

تهبط استبرق الدرج نحوهم بثوبها الأسود وعيناها تتوهجان ببريق قاسٍ يناقض ملائكية ملامحها المعهودة..
تتوجه نحو شجون لتعانقها بقوة مانحة إياها أحر عبارات العزاء فتتلقاها شجون بصمت مقهور قبل أن تعاود الجلوس واضعة رأسها بين كفيها..

_لن أضيع وقتكم.. أعرف أن الظرف غير مناسب لكنني أحتاج لتدبير أموري قبل السفر..
يبادر بها عدي بتوتر فترمقه العيون بنظرات ساخطة بين عتاب وازدراء لكنه يردف غير مبالٍ:
_السيدة استبرق عرضت شراء نصيب سراب.. وأنا وافقت!
_ماذا؟! ماذا تقول؟! ابنتي تبيع نصيبها لاستبرق؟!! ما هذا العبث؟!
تهتف بها شجون باستنكار لترد استبرق برباطة جأش:
_لو تملكين أنت ثمن شرائها.. فمباركٌ لك!

تدمع عينا شجون بعجز لتهتف ذاهلة:
_ولماذا تبيعها من الأساس؟! لماذا تنزع نفسها من جذور مؤسسة الأمين وتخرج من حدود العائلة؟!
_زوجها هو من يريد هذا!
تهز بها استبرق كتفيها ببراءة مصطنعة مشيرة لعديّ لتردف :
_لا أخفيك قولاً.. أنا الأخرى لم أكن أملك سيولة كافية.. لكنني فقط أردت تدبير الأمر لهما. . تعرفين معزة سراب عندي...سفرهما لكندا فرصة كبيرة نادرة.. مستقبل عدي هناك سيفوق التوقعات خاصة بمجال عمله النادر!

_أنتِ إذن من كبرتِ الأمر في رأسه؟!!
تهتف بها شجون بغيظ لترد استبرق بنفس البراءة الخادعة :
_كلهم أولادي يا شجون.. مصلحتهما عندي من مصلحة يحيى.

يتهدج صوتها رغماَ عنها مع نطقها باسمه دون أن تنظر إليه..
فيلتفت عدي نحو إلياس قائلاً بنفاد صبر :
_هاقد حضر الجميع واتفقنا.. حصة سراب تخص السيدة استبرق.

يتبادل بقية أفراد العائلة من أخوات استبرق وأقارب شجون النظرات لتتعلق عيونهم بإلياس منتظرين قراره..
لكن صوت يحيى يقطع الصمت بهدوئه المسيطر :
_لماذا تصرون على الحديث عن سراب كأنها قاصر مثلاً!! كل هذه الجلسة لا تساوي شيئاً دون حضورها.

_اسكت انت ولا تتكلم! بأي صفة تشاركنا الحديث!
يهدر بها عدي بغضب ليردف ملوحاً بكفيه:
_سراب سافرت منذ قليل للمزرعة كي تريح أعصابها المنهارة ووكلتني في كل ما يخصها!

ترمقه شجون بنظرة مغتاظة لكنه لا يبالي وهو يستطرد مخاطباً استبرق:
_مبارك لك سيدتي.. أريد فقط أن ننهي الأمر بسرعة قبل..

_أنا أرفض هذا البيع! لو أرادت سراب البيع فلتبلغني بنفسها وأنا من سيشتري!
يقولها يحيى بنفس الهدوء الصارم ليهب عدي واقفاً مكانه بهتافه:
_وما شأنك أنت لترفض أو تقبل؟!

يبتسم يحيى ابتسامة متحدية وهو يشير بكفه نحو إلياس الذي تنحنح ليقول بهدوء:
_حسب قوانين المؤسسة التي وضعها أخي والد يحيى رحمه الله بحكم كونه الشريك الأكبر.. يحيى صاحب الحق الأول في شراء أي حصة للشركاء يرغب أحدهم في بيعها.. ولو رفض الشراء فقط في هذه الحالة يمكن لمن يرغب في البيع أن يحيل الأمر لغيره.

تشحب ملامح عدي للحظة قبل أن يحمر وجهه بانفعال وهو يرمق استبرق بنظرة مستغيثة لكن الأخيرة تتمالك نفسها بسرعة لترد بدبلوماسية:
_أنا وابني واحد! لن يشكل الأمر فارقاً.

لكن عدي يهدر بغضب :
_لا! لم نتفق على هذا! لن أبيع نصيب سراب لذلك الرجل!
_إذن لن تبيعه أبداَ!
يقولها يحيى بحسم وهو يقف قبالته ليردف بنبرة قوية:
_خذ ما شئت من أموال مني على سبيل القرض وسافر مع زوجتك.. لكن لتبقَ لسراب حصتها في المؤسسة..اسمها يجب أن يبقى موجوداً بيننا.. لن ينفرط عقد العائلة ما دمت علي قيد الحياة!

يرمقه إلياس بنظرة فخر راضية ليقف جواره داعماً فيندفع عدي صارخاً بالمزيد من عبارات الغضب حتى كاد يتهجم على يحيى لولا تدخل الجالسين.. لتندفع شجون كذلك فتتهجم بالقول علي استبرق..

_اصعد لغرفتك الآن يا يحيى! أنا الأدرى بهم.. سأعرف كيف أهدئ الأمور.. ابتعد أنت الآن حتى أستدعيك.

يهمس بها إلياس في أذنه وهو يبعده عن عدي الذي تقافزت شياطين الغضب على وجهه ولا يزال يطلق صيحاته الغاضبة ليتردد يحيى للحظات قبل أن يتخذ قراره بطاعة عمه..

يزفر زفرة مشتعلة وهو يصعد الدرج بتثاقل نحو غرفته القديمة
لا يريد الاستسلام لهذا الشعور داخله بالهروب من جديد..
فليواجه.. بل فليقتحم!

يفتح الغرفة ببعض العنف لتندفع ذكرياته كالسيل وهو يغلق الباب خلفه..
يشعر بالاختناق فيحل بعض أزرار قميصه وهو يستشعر هذه الغصة في حلقه..
يتحسس الفراش.. المكتب.. خزانة الملابس التي لا تزال على حالها..
يفتح بعض الادراج لتدمع عيناه بالمزيد من الحنين وهو يتفقد محتوياتها..
كيف مر هذا العمر؟!
كيف؟!!

_يحيى!

يتخشب جسده برهبة وهو يميز الصوت خلفه..
مستحيل!
هو يتخيل!!
لا يمكن أن تكون هي!!
مستحيل!!

يهز رأسه برفض دون أن ينظر لكنه يشعر بها تقترب من جهة النافذة لتهمس باسمه من جديد فيجد الجرأة أخيراً ليلتفت..

ملامحها التي يعرفها تشع حزناً وخيبة!

_سراب! كيف وصلتِ إلى هنا؟!
يسألها بصوت متحشرج لترد وهي تشير نحو النافذة :
_عبر النافذة.. تسلقت الشجرة.. كالأيام الخوالي.

يكز على أسنانه بعمق انفعاله في هذه اللحظة وهو يتذكر ما تحكي عنه ليهمس بها بانفعال عبر صوته المرتجف:
_هل فقدتِ عقلك؟ ! زوجك المجنون بالأسفل يقيم الدنيا ولا يقعدها لأجل بيع حصتك.. ماذا سيفعل لو عرف بوجودك هنا؟!! لن تكفي عن تهورك المعهود هذا؟! لم نعد أطفالاً كالسابق!
_أعرف أن كل شيء لم يعد كالسابق!
تهمس بها بين دموعها وهي تطرق ببصرها مكتفة ساعديها فيشيح بوجهه عنها لتردف بنبرة باكية :
_أنا أخبرته أنني سأذهب للمزرعة وكنت فعلاً في طريقي إلى هناك.. لكنني أردت رؤيتك.
_لماذا ؟!
يسألها دون أن ينظر إليها لتجيب منكسة الرأس:
_أمي أخبرتني بما فعلته مع عدي.. أعرف أنك تكرهني بعدما كان.. وأنك ربما لا تطيق النظر إليّ وقد كنت السبب في غربتك طوال هذه السنوات.. لكنني أردت أن نطوي هذه الصفحة.. أنا راضية عن زواجي.. وأنت الآخر قد تزوجت.

_هي فعلاً قد طويت!
يقولها بحسم لترفع عينيها إليه هامسة :
_إذن.. انصحني.. أنا أثق بك.. أنا حائرة ولا أعرف ماذا أفعل.. لا أريد إفساد زواجي فعديّ زوج لا يعوض.. لكنني أخاف الهجرة معه وحدي.. أنا وافقته على بيع حصتي في الشركة لكن أمي.. أمي سيغضبها هذا القرار.. ولا أعرف كيف أرضيهما معاً.

_لم تغيرك السنوات! لا تزالين نفس الطفلة التي تركتها خلفي.. قرارك دوماً ليس من رأسك!
يهمس بها بعتاب غاضب ليلتفت نحوها مردفاً :
_لكنني كفيتك مشقة اتخاذ القرار هذه المرة.. حصتك في الشركة لن تباع.. لن..

يقطع عبارته وهو يرى باب الغرفة يفتح فجأة ليطل خلفه عدي وقد جحظت عيناه بغضب مهول مع صراخه:
_إذن أنتِ هنا!! أنتِ هنا!!

تشهق سراب بصدمة وهي تتراجع للخلف فيما يهتف به يحيى بغضب:
_افهم أولاً!
_ماذا أفهم؟!! كنت محقاً عندما بعثت خلفها من يراقبها! كنت أعلم أنها ستستغل أول فرصة لتلتقيك!

يصرخ بها عدي وهو يمد يده ليصفعها لكن يحيى يحكم قبضته على معصمه ليمنعه فيلكمه عدي في وجهه صارخاً :
_ماذا تفعل زوجتي الشريفة في غرفتك وقميصك محلول الأزرار؟!!
_أخفض صوتك أيها الحقير! العائلة كلها بالأسفل!
يغمغم بها يحيى بنفاد صبر وهو يحاول تكبيل الرجل الذي بدا كالثور الهائج لكن الأخير تفلت منه ليصرخ بجنون :
_أنا أريدهم أن يسمعوا.. ان يشهدوا.. ان يعرفوا لماذا عدت بعد كل هذه السنوات! تريد ان تستغل موت عمك لتختطف مني زوجتي!!

_اسكت يا عدي! ستفضحني! أقسم لك أن الأمر ليس كما تظن..
تتوجه بها سراب نحوه وهي تكاد تنهار بدموعها لتشحب ملامحها بصدمة وهي ترى الجمع قد صعدوا ليتوجهوا نحوهم وقد وصلهم صراخ عدي الهائج..

_انظروا ماذا رأيت! انظروا!! زوجتي في غرفته!!
لا يزال عدي يصرخ بها ليتبادل الجميع نظرات مصدومة فيكون إلياس أول من يتمالك نفسه وهو يحاول السيطرة على غضب عدي الذي بدا كشيطان يهم بالفتك بأحدهم..
يحاول تهدئته لكن عدي يدفعه ليستخرج من جيبه مسدساً صوبه نحو يحيى وسراب هاتفاً بجنون :
_إياكم أن يتحرك أحد من مكانه.. سأقتلك.. سأقتلكما معاَ.

يتجمد الجميع في أماكنهم وقد بدا اشتعال الموقف المفاجئ كأنه ألجم العقول قبل الألسنة..!!!

ليهتف يحيى بانفعال وهو يحرك كفيه مهدئاً :
_لا تتهور.. ما يدور في رأسك ليس صحيحاً..

لكن عدي يرفع مسدسه أمامه ليصوبه لسراب هاتفاً بعينين دامعتين :
_إلى هذا الحد تحبينه؟! لم تحتملي أن تؤخري لقاءه أكثر؟!

تهز سراب رأسها بنفي عاجزة عن النطق لترتفع الصيحات من الجميع مطالبة الرجل بخفض سلاحه لكنه يصرخ بالمزيد من الجنون :
_ولا كلمة! سأغسل عاري بيدي!
يقولها ليهمّ بإطلاق النار لكن يحيى يصرخ فجأة :
_هي أختي!

تشحب ملامح استبرق لتترنح مكانها..
فيما يكز إلياس على أسنانه وهو يخفي وجهه بين كفيه..
وقد أدرك كلاهما الصاعقة المنتظرة..
لكن يحيى لم يكن يملك سوى أن يصرخ بها هادراً :
_لا يمكن أن يكون ما ببالك صحيحاً.. لا يمكن أن يكون بيني وبين سراب ما يشين.. لأنها أختي.. محرمة عليّ.. هذه هي الحقيقة التي سمعتها بأذني .. هذا هو سبب سفري وهروبي بعيداً عن العائلة طوال هذه السنوات.. غيث الأمين رفض زواجي من ابنته لأنها لا تحل لي.. لأنه.. لأنه.. لأنه كان يخون شقيقه مع زوجته.

تسقط شجون مغشياً عليها فيما تبقى استبرق مكانها تناظره بصلابة خادعة ليتبادل الجميع صيحات الاستنكار..
فيما تلتفت سراب نحو يحيى بصدمة.. يحيى الذي رمق إلياس بنظرة عجز معتذرة ليشيح الأخير بوجهه..

لكن صوت رصاصة يدوي في المكان أخيراً..
رصاصة.. أصابت هدفها!
=====
انتهى الفصل الثلاثون


نرمين نحمدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-04-21, 03:43 AM   #2730

amira_adel

? العضوٌ??? » 271425
?  التسِجيلٌ » Nov 2012
? مشَارَ?اتْي » 254
?  نُقآطِيْ » amira_adel is on a distinguished road
افتراضي

القفلة جت في عيني 🥴

قفلة قوية لفصل رااائع
كل سنة و انت طيبة يا نيمو رمضان مبارك عليكي و على حبايبك ♥️♥️
ان شاء الله أرجع بريفيو يليق بالفصل 💙


amira_adel غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:23 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.