آخر 10 مشاركات
زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          لك بكل الحب (5) "رواية شرقية" بقلم: athenadelta *مميزة* ((كاملة)) (الكاتـب : athenadelta - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          سيدة الشتاء (1) *مميزة* , *مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          خدمة مميزة !!! .... (الكاتـب : حكواتي - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          106 ـ صيف في غيتسبرغ ـ بربارا بريتون ع. مدبولي (كتابة / كاملة** ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          437 - لحظة وداع - لوسي مونرو ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          434 - غرقت في عينيه - كيم لورنس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أحب أن أعرف كيف وجدتم مستوى الرواية من حيث الحبكة و السرد والأسلوب؟
ممتاز 268 72.63%
جيد 88 23.85%
ضعيف 13 3.52%
المصوتون: 369. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-08-18, 02:32 AM   #1111

ليلى200
 
الصورة الرمزية ليلى200

? العضوٌ??? » 113456
?  التسِجيلٌ » Mar 2010
? مشَارَ?اتْي » 841
?  نُقآطِيْ » ليلى200 has a reputation beyond reputeليلى200 has a reputation beyond reputeليلى200 has a reputation beyond reputeليلى200 has a reputation beyond reputeليلى200 has a reputation beyond reputeليلى200 has a reputation beyond reputeليلى200 has a reputation beyond reputeليلى200 has a reputation beyond reputeليلى200 has a reputation beyond reputeليلى200 has a reputation beyond reputeليلى200 has a reputation beyond repute
افتراضي


موافقه لكي منى اجمل تحيه. شكرا وبارك الله فيك

ليلى200 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-18, 07:29 PM   #1112

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

الفصل هينزل حالا
اعذروني بجد على التأخير مش بأيدي
و يارب تعجبكم الخاتمة و تكون على قدر التوقعات لأن الفترة هادى كتير أنا متوترة
تحياتي


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 05-08-18, 07:45 PM   #1113

اولادي جنتي

مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي

 
الصورة الرمزية اولادي جنتي

? العضوٌ??? » 422284
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 7,954
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » اولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Jasmine مشاهدة المشاركة
الفصل هينزل حالا
اعذروني بجد على التأخير مش بأيدي
و يارب تعجبكم الخاتمة و تكون على قدر التوقعات لأن الفترة هادى كتير أنا متوترة
تحياتي
حياك الله و بياك وجعل الجنة مثوانا ومثواك
يسر الله أمرك وسدد خطاك ياسمينتي الفواحة
سنكون بإذن الله بالإنتظار




اولادي جنتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-18, 07:46 PM   #1114

اولادي جنتي

مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي

 
الصورة الرمزية اولادي جنتي

? العضوٌ??? » 422284
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 7,954
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » اولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 3 والزوار 9)
‏اولادي جنتي, ‏شاكرة, ‏Jasmine+


اولادي جنتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-18, 08:03 PM   #1115

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

الخاتمة









بداية الشتاء




أجواء الغرفة مظلمة تتخللها البرودة .. قطرات الماء الصغيرة علقت على النافذة الزجاجية من الخارج لتعكس الأجواء الضبابية الماطرة الخارجية في الداخل ..
أشجار الحديقة الخضراء المحيطة بالبيت كانت ندية و رطبة تتساقط من وريقاتها حبات المطر فتمنحها خضرة نضرة تسر الناظرين ..

كانت تقع في حب هذا البيت يوما بعد يوم .. حتى أصبح جلوسها دائما في الأسفل .. و في عتمة الليل تصعد إلى شقتهم الجديدة .. حيث قام جسار بإعادة دهان الطابق العلوي بالكامل و تغيير فراشه و بناء شرفة كبيرة ملحقة بغرفة النوم بالإضافة إلى تجهيز غرفة للأطفال ..

و بينما تتمرغ هي وتنعم بدفء بين ذراعيه القويتين .. كانت آسفة في ذات الوقت لأنها لم تكن قريبة منه كما يجب ..
لقد توفت جدتها قبل اسبوعين و كان عليها البقاء مع والدتها المنهارة بجانب علا .. و في ظل تلك الأمور لم تشعر أنها ابتعدت عنه و أنه اشتاق .. لقربها ..

و هو لم يمانع بل بالعكس وافق على بقائها عند والدتها ثلاثة أيام فقط لا غير و هذا كثير جدا له و .. لها ..
و لهذا خططت بالأمس لليلة ليست كباقي لياليهم .. إذ أغلقت الأنوار و أضاءت الشموع العطرة في كل مكان .. و نثرت بتلات الزهور المجففة على الأرض الملساء و في غرفة النوم .. و لأول مرة طلبت من حماتها "الجميلة" كما أصبحت تطلق عليها في عقلها أن تتولى هي رئاسة المطبخ و تطهو اشهى الاكلات لفلذة كبدها .. وهذا تطلب منها الكثير جدا لتفعله فيما بعد كثمن على جهدها ..
أعدت طاولة الطعام كما يجب ثم تحركت بدلال لغرفة النوم تفتح خزانتها و تعبث بمحتويات ثيابها تجد لنفسها ثوبا مثيرا و لحسن حظها سقطت قطعة حمراء من العلّاقة كانت قد وقعت في غرامها من قبل و تمنت لو اشترتها و ها هي هنا في اشيائها الخاصة تراها لأول وهلة .. ووقعت في غرامها مجددا ..

في ذات الوقت اتصلت بسلمى ولم تهتم بتأخر الوقت أو بصوت صديقتها الاجش والتي على ما يبدو أنها قاطعت شيئا ما إلا أنها لم تهتم و بدأت تتمتم لها بكلمات الشكر و الأخرى تضحك على جنونها من كل قلبها ..

انسدل الفستان حريريا طويلا على جسدها الممتلئ بينما شقه الأيسر يمنح للناظر رؤية بشرتها البيضاء المناقضة لاحمرار الفستان .. و تركت خصلات شعرها البنية الجامحة تنسدل لمنتصف اكتافها .. ثم وضعت طوق مزيّن بنجوم صغيرة لامعة مشابه لحزام خصرها على مقدمة شعرها .. و تلك الظلال الدخانية حول عينيها منحتها مزيدا من الجموح و الانطلاق مع احمر شفاه دموي فبدت فاتنة أكثر من أي يوم مضى خاصة مع امتلاء جسدها الجديد ..

و بينما جسار يتحرك إلى داخل الشقة بعيون منشدهة و قلب خافق مشتاق ظهرت هي أمامه كجنية بديعة الخلق و كاد يصاب بنوبة قلبية بسببها حين وضع كفه على يسار صدره لتنطلق ضحكاتها بعفوية مقدرة سوء حالته .. و أنه جاء متوقعا نومها أو حتى تعبها لكنها فاجأته بقوة ..

فتحت عيناها بنعاس على شعاع الشمس الضعيف وسط غيوم الصباح .. اتكأت على مرفقها بضعف تطالع ملامح وجهه عن قرب و .. كتمت أنفاسها .. و بدأت بتلك العادة التي لازمتها منذ تمما زواجهما في بيت سلمى و شاكر وكم يضحك بقوة عند تذكر ذلك الموقف بينما هي تكاد تذوب خجلا .. تتأمله .. تسير بشفتيها على أدق تفاصيله التي تعشق .. و الشكر لنومه الثقيل الذي يدعها تفعل ما يحلو لها ..
تلك العقدة بين حاجبيه تلازمه حتى في نومه فتبسطها هي برقة قبل أن تطبع قبلتها هناك .. و من ثم حبيبتيها الغامضتين بأهدابهما الطويلة الشديدة السواد كلون شعره الغزير ..

يدهشها أنها ما عادت تخجل منه .. بل شعورها أقرب إلى الاندفاع من السكون و الانتظار حتى في عواطفها الجامحة معه .. تحاول السيطرة على نفسها كي لا تبدو بتلك الصورة المخجلة أمامه لكن لمسة واحدة منه تتجاوب معه بكيانها بروحها بل و تتجرأ و ترد له عاطفته القوية بعاطفة أقوى و تبادله الحب بحب أكبر ..

لكنه يحب ذلك و يشجعها عليه فهي قطعة منه كيف تخجل !!

وهو يوفر لها كل شيء لتعتاد على شخصيته أكثر فباتت تحفظه ككف يدها كما يحفظها هو ..

أطلقت صرخة قصيرة مغناج حين قبض على معصمها الذي يداعب وجنته يجذبها أقرب لصدره ثم يقبل باطنه بحرارة و عينيه تبدوان صافيتان كسماء الظهيرة .. فيفتح عين بينما الأخرى مغمضة و يقول بصوت مبحوح من أثر النوم و يده تلامس خدها بحسيّة:
-هل تنوين قتلي يا عليائي ؟ ألا يكفي القنبلة النووية في الأمس؟

اسبلت اهدابها و لون الاحمرار وجنتيها تقول وهي تحاول الفكاك من قوة قبضته:
-بعيد الشر عنك يا أبا مالك.

توهجت عينيه باشتعال وهي تدرك مدى تأثير كلماتها عليه فكيف بصوتها الرنان .. رفع رأسه ببطء و طبع قبلة طويلة على شفتيها منتزعا منها الاستجابة فكادت القبلة تتحول لشيء أكبر إلا أنه كان مقدرا للإنهاك الذي عانت منه في الفترة الأخيرة ..
مبتعدا رغما عنه و ابتسامة منتصرة على شفتيه حين سمع صوت احتجاج داخل شفتيها المنتفختين .. أدار نفسه و نهض بكسل إلى الحمام مدركا لنظراتها المبحلقة لظهره ..

بعد قليل خرج جسار من الحمام و بدا منتعشا و عفويا بسروال أسود قديم و قميص أبيض .. لم تنتبه إليه علياء بل كانت منشغلة بشيء آخر ممتع جدا لعينيه المراقبتين ..

مدد ساقيه و وضع ذراعيه خلف رأسه مستندا إلى الوسادات الصغيرة الكريمية اللون فكان مسترخي تماما كقط حصل على وجبة غداء دسمة!!

وبينما نظراته تتجول على جسدها المتحرك بتعثر إذ تحنى رأسها قليلا و تعتني بشعرها الأشعث بتزييته و ترطيبه توقفت عند ذلك التكور البسيط ..
الضوء الخافت أظهر ارتفاع صدرها و امتلائه الملفوف بقماش أسود رقيق و قد تناثر شعرها المجعد بفعل أصابعها .. و أطراف ثوبها القصير المنعقد حول عنقها بشريطة رفيعة انتهت فوق ركبتيها مظهرة عرى ساقيها و اكتناز وركيها و ذلك الانتفاخ الطفيف الذي خفق له قلبه بقوة ..


كانت حاملا بطفله كما تمنى و حلم يوما !!

ماذا لو لم يلتقيها قبلا ؟

ماذا لو لم يتمسّك بها و يحارب عنادها ليفوز بها ؟

ماذا لو !!!

لا يرغب بمعرفة الإجابة لأنها حتما ستؤلم قلبه ..



اخرجه من أفكاره صوت تأففها وهي تحاول تسريح شعرها بينما تتمتم بتفكير:
-يجب أن أقصه وإلا سيتعبني الاعتناء به.

سرعان ما انتفضت و استدارت بسرعة حين سمعت صوته المتحكم يقول:
-ربما اقص عنقك قبل أن تفعلي.


قطب الحاجبين العريضين الناعمين ..

زمت الشفاه الشهيرة ..

إطلاق سراح النفس حارا مشتعلا ..


كان حضوره قد سحب كل أنفاسها ولم يترك لها أي شيء في الغرفة الباردة !

توهج عينيها البندقيتين بغضب ينعش رجولته و تقرنها بالقول الحانق وهي متخصرة غافلة عن التغير الذي أصاب ثوبها القصير:
-لكنه شعري و أنا حرة أفعل به ما اشاء!

صمت للحظات يتأمل ارتفاع أطراف الثوب الهفهافة لبضعة انشات إلى الأعلى بعينين مظلمتين حيث كان مظهرها كفيلا بإرهاق صدره وخنق انفاسه و بينما تنتظره هي أن يقول شيئا رفع اصبعا واحد وأشار لها أن تقترب بعجرفة و غرور لترتبك و يرتعش فؤادها من أسلوبه الآمر .. تتحرك إليه بتخبط وكأنها لم تعانده قبل ثوان معدودة ..

وضعت كفها بتوجس على يده الممدودة ليفاجأها باعتقال خصرها بين يديه جاذبا إياها أسفله .. أبعد الخصل الجامحة بلون القهوة عن عينيها المتلهفتين ثم قال بصوت أجش متحكم:
-أنتِ وما تملكين .. لي .. أنا.

ثم قطع المسافة الصغيرة بينهما في لمح البصر و خطف من شفتيها قبلة ناعمة يعبر فيها عن مكنونات صدره .. ليتلمّس بعدها بشرة ذراعيها العاريين و يده الأخرى في طريقها لتحل عقدة الثوب ..


تجمدت و تسارعت أنفاسها وهي تتلقي هجومه عليها .. يخيفها بشعوره بالتملك نحوها و مع ذلك يدغدغ أنوثتها وهي حائرة بما تشعر نحوه ..

شهقت وحاولت دفع يديه اللتين تستكشفان تفاصيل جسدها بعد ليلة محمومة من العشق و الشغف لم تكفيه ليشبع شوقه منها .. وبدلا من أن يتوقف فاجأها بقبلاته على عنقها .. نادته بلهاث متعبة و مشتتة لقوة مشاعره و اشتياقه .. وكأنها بصوتها زادت لهيب ناره إذ لفحتها أنفاسه الساخنة .. كانت تتعرض لإعصار ضاري لا شيء قادر على إيقافه .. فهذه حالته اذا مرت عدة أيام ولم يتصلا حميميا ..

عندما ترك شفتيها أخيرا نطقت بجهد كبير و عينيه تبدوان كبركتين عميقتين من وهج البندق:
-ستأتِ والدتك الآن و تطرق علينا الباب .. أرجوك توقف.

تبا لقد كانت تشعر بالدوار والسخونة بينما هي مسطحة على السرير في هذا الجو البارد الكئيب ..

عادت تهتف بإسمه بصوت مبحوح و تقول بمشاعر منهكة:
-ستصل سلمى مع جيشها بعد لحظات .. و سأخرج معها إلى السوق لشراء هدية لبراءة .. كما أن لديّ موعد عند الطبيبة و قد وعدت والدتك المساعدة بإعداد الغداء ردا لمعروفها في طهو عشاء الأمس .. تبا ..

اهتز جسده بضحكات مكبوتة سرعان ما صدحت عاليا راجيا ربه أن تعطيه شعورا أفضل بعد أن تركته هي محموما بلا حول ولا قوه من وصالها فمنحته لكمة هشة على صدره قائلة بغيظ:
-طبعا ستضحك فأنت لا يهمك سوى الأكل.

لمعت عينيه باستمتاع حقيقي و هو يراقبها تعاد ربط شرائط فستانها الأسود الشّفاف .. فاعتدل بجلسته و حلّ يديه عن خصرها لتهرب منه ..

تمتم بحزم وقد عاد لجلسته السابقة مستعينا ببعض السيطرة على النفس:
-لا حاجة لكِ للسوق طالما تشعرين بالتعب يكفي موعد الطبيبة .. سأشتري الهدية بنفسي و قبل أن تقاطعيني سأخذ بعين الاعتبار أن ذوق شقيقتك صعب.

ابتسمت له بامتنان لأنه يفهمها و يراعيها فعادت توضب الأشياء المبعثرة هنا وهناك من أثر الليلة السابقة لتسمعه يسأل بحذر:
-كيف حال والدتك؟

توقفت يداها عما كانت تفعله و اشتدّ فمها حتى بات كخيط رفيع ثم زفرت أنفاسها وكأنها أشواك تقف على حلقها ..

ماذا تخبره !!

أنه بعد زواج والديها للمرة الثانية لم يتقاريا أو حتى يبيتا ليلتهما معا .. كان والدها يقدم الدعم اللازم لوالدتها .. يعاملها كما لو كانت صديقة عزيزة فقط و هذا يؤلم والدتها حد الموت ..

تتساءل أحيانا لم تزوجا ؟ هل كُتب عليهم المعاناة مجددا ؟

انحنت تلتقط ثيابهم عن السجادة بوجه جامد و تنفست بثقل وهي تقوم بينما ظهرها له:
-لا أعرف .. صدقا لا أعرف!

دفع قدميه عن السرير و نهض يحتضن خصرها مقربا ظهرها لصدره و شفتيه تهمس قرب عنقها بهدوء:
-لا تبتأسي حبيبتي .. تعرفين أن علاقتهما لن تعود كما كانت إلا بعد زمن ليداوي كل منهما الآخر .. الزمن كفيل بحل كل الأزمات .. ادعي لهما في كل صلاة و بإذن الله سيؤلف بين قلبيهما.

اقتربت أكثر تتلمّس منه الدفء و التفت بين ذراعيه تدس رأسها في عنقه تشم رائحة جلده المسكرة بانتشاء وهي تومأ براسها برتابة جلبت الالتواء لشفتيه فانحني مقبلا رأسها بحنان و يديه تقربها أكثر فأكثر من صدره ..



بعد قليل رفعت لمى ذراعيها إلى الأعلى في بادرة لتحملها علياء و التي ضحكت من كل قلبها و سلمى تلكزها في كتفها قائلة بكشرة ممتعضة:
-ماذا فعلتِ بالفتاة يا شريرة .. طوال الوقت في البيت لا تردد سوى عياء عياء .. لقد نسيتني أنا و شاكر.

اغاظتها علياء وهي تقبل وجنتي لمى و تدنيها من صدرها بحنان ثم تهز كتفها و تقول بمدافعة:
-هذا قليل عليكم .. لقد جلبتم ضرة لها و تريدونها أن تحبكم لا والله ..أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير؟

مشيرة إلى الرضيعة الصغيرة بين أحضان والدتها .. فتجحظ عينا سلمى بذهول وهي تنقل نظرها بين رضيعتها و صغيرتها لمى و تقول أخيرا بامتعاض:
-ألا تعجبكِ رؤى؟ صحيح أنها سمراء لكنها تمتلك ملامح منمنمة لذيذة وشهية أكثر من تلك الخائنة خاصتك.

ضحكت علياء و سلمى بانطلاق حين تلقت التوبيخ من ابنتها بإخراجها لسانها كرد على كلماتها و علياء تشجعها على ذلك .. فقالت سلمى بعد أن أنهت ارضاع طفلتها الصغيرة و اراحت نومتها بجوارها على سريرها الصغير:
-اعطيني إياها سيؤلمكِ جسدك من وزنها و لا نريد لابا مالك أن يوسعنا ضربا لأننا اتعبنا صغيرته.

اشاحت علياء بوجهها بعيدا عن عيني سلمى المتسليتين لخجلها حتى سمعتا صوت خطوات جسار وهو ينزل عن الدرج بطريقة تميزه عن غيره .. تحرك إلى علياء و لمح توردها فرمق شقيقته نظرة خاطفة وعلم ما الموضوع .. فاقترب من علياء و قبل ثغر لمى بحب لتبدأ بالنزاع للحصول على ذراعيه فضحك و اخذها بينما تهمس علياء ب:
-خائنة.

قهقهت سلمى حين جاءت جميلة من المطبخ تقول بتقريع:
-ادام الله عليكم هذه السعادة .. لكن الآن احتاجكم معي في المطبخ يكفي ثرثرة فارغة انتما الاثنين.

رفع جسار حاجبيه بتسلي وهو يلمح شفتي علياء تشتدان بحنق فعض على شفتيه يمنع نفسه عن الضحك لتسلط والدته عليها .. لكنه يعلم أن والدته بدأت تتأقلم مع وجود علياء .. تستفزها و تتسلط عليها و أحيانا تغيظها و مع ذلك تشكر فيها أمام الجميع و هذا يكفيه ..

فقال جسار متدخلا في الحوار و هو يعتقل خصر زوجته و في عينيه نظرة عاطفية:
-اعذرونا نحن لساعتين لزيارة الطبيبة و نطمأن على الطفل.

ابتهجت جميلة بشكل واضح وهي تهرع لتتمسك بكتفيه بعد أن التقطت سلمى لمى من ذراعيه مبعدة عنه علياء الغاضبة فتقول بحالمية:
-ستخبرك الطبيبة نوع جنسه في هذا الموعد؟

بينما تدلك علياء كتفها بعينين ناريتين ضحك جسار و قال وهو يضم كفي والدته في قبضته و يقبلهما بحنان ثم يقول:
-ربما على حسب وضعية الجنين التي سيتخذها .. إن شاء الله خيرا.

هتفت جميلة بحب:
-ذكر بإذن الله.

ربت على كتفها وقبل جبينها ثم أشار لتلك الغاضبة بارتداء حجابها ليستعدا للخروج و سلمى ترمقه بشفقة على دوره في مراضاة كلٍ من أم طفولية و زوجة حامل تحتاج إلى كل الاهتمام ..


في العيادة الطبية الخاصة ..

نظرت الطبيبة بتركيز و انتباه إلى تلك الشاشة الصغيرة التي تعرض صورة ملونة لرحم علياء و يدها تتحرك بأداة الجهاز الطبي فوق بطنها برفق .. يد جسار غريزيا تمسكت بكف علياء و يضغط عليه برفق و نظراتهما شاخصة بذهول لما يظهر على الشاشة ..

كانت لحظة غريبة .. مدهشة و مذهلة .. بينما يستمعا إلى نبضات قلب طفلهما الأول بذلك الترقب و الانبهار .. قطعة منهما .. تجمع بينهما .. نطفة صغيرة في داخلها زرعها هو بكل عاطفته في الوصال الحميمي الأول بينهما .. وكأنه أراد الإثبات لها أنها و ما تملك ملكه ..

نظرت إليهما الطبيبة مبتسمة وقالت بتساؤل:
-هل هناك أحد في عائلتكما قد حمل بتوأم؟

اجفلت عيونهم المبهورة الحانية ليتطلعا إلى وجهي بعضهما البعض للحظات وهما يفسران سؤال الطبيبة .. استدارت عيونهم إلى الطبيبة و سارعت علياء تقول بحيرة:
-والدتي .. أنا أحد ذلك التوأم!

قالت الطبيبة بلطف:
-سألت لأعرف إذا كان لديكم جينات وراثية تتعلق بالتوائم .. لأن .. السيدة علياء حامل بتوأم .. هنيئا لكما.

تشوشت الرؤية أمام علياء و شعرت بغصة في حلقها وهي تهمس باختناق لجسار:
-يا الهى ! هل تسمع يا جسار؟

اومأ جسار وهو فاقد للنطق في هذه اللحظة .. شاردا في تلك الدموع التي تنساب على وجنتي صغيرته و في ذات الوقت كان قلبه يخفق بقوة كذات خفقات طفله .. لا كانا طفلين صغيرين للغاية يستطيع سماع صوت قتالهما و تمسكهما بالحياة في رحم والدتهما ..

عادت تقول الطبيبة بمرح وهي تقدر حالتهما في هذا الوقت:
-ألا تودان معرفة نوع جنسهم!

اومأت علياء بلهفة وهي تستمتع بملمس اصابع جسار الخشن على خديها مزيلا دموعها بعاطفة متدفقة .. و الطبيبة تشاهدهما بعيون براقة فتقول بهدوء:
-ولد و بنت .. مبارك لكما.







يتبع ...


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 05-08-18, 08:04 PM   #1116

اولادي جنتي

مشرفة منتدى القسم العام والمجلة الشبابية ومساعدة الإشراف الأدبي وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي وراوي القلوب و مشارك مميز بأسماء أعضاء روايتي

 
الصورة الرمزية اولادي جنتي

? العضوٌ??? » 422284
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 7,954
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » اولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond reputeاولادي جنتي has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك mbc
افتراضي


أين أنت يا قمري ؟!!!!!

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 12 ( الأعضاء 4 والزوار 8)
‏اولادي جنتي, ‏(شهد العسل), ‏شاكرة, ‏Jasmine+


اولادي جنتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-08-18, 08:05 PM   #1117

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

جلست أمامه و الإضاءة تتلاعب بملامح وجهها الشاحبة .. لا ينكر أنها جميلة جدا لدرجة أنها جعلت قلبه يهفو إليها .. فتنتها غير طبيعية أو ربما هالة البراءة و الطمأنينة التي حولها هما من تركا هذا التأثير العميق في قلبه ..
لقد اضطر ليسافر في مهمة عاجلة و لم يستطع رؤيتها أو حتى الاتصال بها .. و هذه المرة الأولى التي يراها بها وكان هذا هو تأثيرها فكيف بالأيام المقبلة !!
و المضحك أنها لا ترتدي خاتمه في اصبعها .. وكأنها تخبره أنه ليس من حقه أن يتحدث معها و لو بكلمة و يلومها بها .. فأي خاطبة لن تعديها على خير لخاطبها حين يتصرف مثله ..

نظرت سلاف بعينيها حولها ثم قالت بإحراج:
-ماذا تحب أن تشرب؟

ابتسم لتورد وجنتيها المشابه للون حجابها البسيط .. بلوزة وردية طويلة الأكمام من الكشمير تعلوها كنزة صوفية بيضاء و تنورة طويلة فضفاضة بلون مماثل .. فأمال رأسه يتفحص منحنياتها بدقة متذكرا كلمات عز الدين عن أن هذا حقه في الرؤية الشرعية التي حُرم منها و ها هو ينفذ كلماته بحذافيرها ..

أخذ نفسا طويلا و قال بصرامة متأصلة فيه:
-لم آت لأشرب بل لوضع النقاط على الحروف .. ربما أكون قد أخطأت في حقك حين غادرت دون رؤيتك أو حتى مراعاتك لكن منذ الآن سيتوجب عليكِ أن تتفهمي شخصيتي و قبلها طريقة عملي .. سأراعيكِ و اضعكِ في عينيّ إن وضعتني أنتِ في أول أولوياتك .. الآن الخيار متروك لكِ .. إن أحببتِ نتمم هذا الزواج أو .. إلغائه!؟

ساد الصمت بينهما للحظات طويلة غير محتملة لتقول في النهايه بصوت خافت :
-لا اعترض على طبيعة عملك و التي لا أعرفها حتى الآن .. لكن إن كنا سنتمم هذا الزواج فعلى كلانا احترام الآخر و تقديره و اشعاره بأنه إنسان يمتلك مشاعر و احاسيس .. بذهابك دون قول أي شيء اهنتني و كأنني مجرد دمية طلبتها لك والدتك و لا يعنيك الأمر فيما بعد .. أكره أن اعامل بهذه الطريقة.

أعجبه سياق الحديث حيث بدت لعينيه تجيد المحاورة بامتياز بل و تحولها لمصلحتها فوجد نفسه يقول بفضول ساخر:
-هل درستِ القانون كوالدك؟

متعجبة من تغييره لدفة الحديث كادت تجيبه بلا فوالدها توقف عند سن العاشرة عن الذهاب إلى المدرسة لكنها تذكرت أنه يقصد والدها المزعوم عمها ياسر لذا أجابت بتردد:
-هذا صحيح .. أنا محامية ك .. كوالدي.

هز رأسه بشيء من الفخر .. الذي طعنها في الصميم لأنها كذبت عليه .. عمها محام لكن ليست هي .. لو يعرف هي ماذا !!
هل سترى ذات النظرة لا بالطبع لن تجد منه سوى الازدراء و الشفقة على ذاتها ..

عاد نزار ينظر إليها حين قال بخشونة بينما يلمح عنقها المرمري من أسفل طبقات الحجاب المهمل يغيظ رجولته بشحوبه:
-هل هذا يعني أن الزفاف سيكون بعد شهر؟

بلهفة و اندفاع آثارا الشك في قلبه قالت:
-لااا .. أسبوع أكثر من كاف لأجهز حاجياتي.

نظر إليها بطرف عينه يتأملها جالسة قبالته في كرسيها ترتجف كورقة مبللة .. لا سبيل للشك هو على يقين أنها تخفي شيئا عنه .. مصيره أن يعرف سواء عن طريقها أو طريقه الخاص ..

إلا أنه وقف باعتدال و مد يده لها يقول مبتسما بعنجهية:
-توكلنا على الله .. اسبوع هو أكثر من جيد لي.

نهضت بدورها تلقائيا و نظرت إلى يده الممدودة دون أن تبذل أدنى جهد حيث كانت في واد آخر لكنها استفاقت حين جذب كفها بعجرفة و قال بتأنيب:
-لا أحب أن تنشغل زوجتي بتفكيرها بعيدا عني لاسيما في موقف كهذا.

و قبل أن يغادر فجر قنبلته لتدوى في قلبها كصافرات الإنذار تشي بقدوم الخطر:
-بالمناسبة أنا أعمل في مكافحة المخدرات .. بالتأكيد علمتِ مهنتي لذا أتوقع التفهم و المراعاة بعد الزواج.

غرقت في كرسيها و مسحت وجهها الشاحب بذهول ..
و كلماته تتردد في الغرفة بصدى مزعج ..

هل كُتب عليها الشقاء حتى في الزواج ؟

أكان من الضروري أن يعمل في هذه المهنة بالذات !!
مكافحة المخدرات ..

سيأتي يوم و يكتشف أن زواجه منها كان كذبة كما كل ما حولها !

مزيف كوالدها و .. كعروسه ..





يتبع ...


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 05-08-18, 08:08 PM   #1118

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

ارتمى على كرسي مكتبه منهكا بشدة .. لقد كان يهلك نفسه في عمله منذ الصباح إلى المساء حتى أنه يأخذ ادوار أصدقائه في المبيت ليلا .. يعمل دون انقطاع رغم أن الدكتور ابراهيم يؤنبه و يحاول إقصائه عن بعض العمليات لكن دون جدوى ..
وكأنه يرغب بزيادة تعبه فوق ثقل قلبه .. كان فقط شابا في التاسع والعشرين و إلا أنه يشعر بأنه أتم الأربعين قبل شهر ..

أصبح عصبيا و ضيق الخلق أكثر من السابق .. يتحاشى الجميع و الجميع يتحاشاه ..

إلى متى سيستمر هذا العذاب ؟
إلى متى ستظل بعيدة عنه تداعب خيالاته ببراءة ثم تفر من أمامه بقسوة ؟
إلى متى ستظل نغمات صوتها الرقيقة ترن في أذنيه و تداعبهما حين تتصل به و تطلب ما تحتاجه ؟
لقد ظن أنه انتهى من كل ذلك لكنه كان مخطئ .. مشتت ما بين العقل والقلب !!
لم يكن لينتظر مكتوف اليدين أن يُحكم على علاقتهما بالفشل .. تبا إنها زوجته .. و أم طفله القادم .. لن يدعها تتركه ولو كان ذلك بخطفها كما تقول ..

تنهد بتعب وهو يفكر حتى في هذه المرحلة هو مخطئ .. تعبه و عناءه لمراضاتها و تعويضها عما صنعته يداه ..

هل أضاع الفرصة الأخيرة معها ؟
هل خسر معركته ؟ إذا هو خسر حياته و كم هي خسارته كبيرة ..

مجرد رؤيتها تقتله .. صغيرته كبرت و أصبحت تجيد التلاعب بذكاء .. ربما لو حشت نفسها في "شوال" بطاطس ستبدو لعينيه فاتنة و مغوية حد الهلاك .. نارا مستعرة تشتعل في صدره كلما ذهب ليوصلها إلى الجامعة .. يراها تحدث تلك و تشاركها الضحك و بعض السفهاء من خلفها يراقبونها ببلاهة و أفواههم تصل إلى الأرض .. هذا ليس طبعها .. يذكر براءتها و عفويتها في الأقوال و الأفعال .. هل غيرها ؟

لقد احبها .. احبها كم لم يحب قبلا إمرأة إلا أمه .. و الفضل لها في هذه الخطة لكنها لم تأتي بثمارها حتى الآن و الصبر ليس من شيمه ..
إنه عاشق لها .. عاشق غيور متملك و قاس إذا تعلق الأمر بامرأته .. وكأنها تستلذ برؤيته غاضب اذا افتعل شجار قبل ايام وهو يرى الرجل يتودد لها وهي تبتسم كالبلهاء ..الحمقاء الغبية ..


أسند مرفقيه إلى سطح المكتب و دفن وجهه بين كفيه شاعرا بالألم يفتك به .. كانت كالشمعة تضيء قلبه بنورها و كان عليه أن يعرف أن نورها لابد أن يحرقه كأجر على قبس النور الذي أضاءت به روحه .. و ذلك الخيط الابيض المحترق ربطها به فلا مفر لها منه .. حاول جديا بناء علاقتهما من جديد لكنها لا تعطيه الفرصة وهو حقا استسلم منذ مات جده .. كل يوم يعود متأخر حتى لا يجرح كرامته و رجولته وهو على شفا حفرة من التذلل إليها .. نعم لقد كان هو المذنب و هذا الذنب أحرقه حيا فماذا استفاد ؟


أخرجه من تفكيره المؤلم صوت طرقات خرقاء على الباب فأدرك أنها هي ..
هل اتت لتتلاعب به للمرة الألف ؟ ألم تمل و تشعر بحزنه و ألمه ؟ أم أنها تستمتع برؤيته معذب؟

لحظات وكانت عينيه تتسعان بذهول ثم ما لبث أن ظل يهمس لنفسه بقسوة .. لا .. لا ..

ولكن أقل من دقيقة و كانت نغم تتربع على طرف مكتبه بعفوية غافلة عما يفعله به قميصها القطني الزهري ذو الأكمام الطويلة بقصره المثير للأعصاب ؟

وهل أبقت له أي عصب؟

خاصة وهو يظهر حملها بذلك الإغراء الفاتن .. فيحرق الاعصاب و يتلف مخيلته ..

تبا لقد نقص وزنه بشكل ملحوظ لما تمارسه عليه من تسلط ربما لا تعنيه لكنها تجيده وكأنها تمارسه منذ سنوات ..
كان لازال في عالم آخر حين مدت اناملها الصغيرة تحتضن ذقنه لتحصل على انتباه كامل و تتطلع إليه بعينين لامعتين زائغتين و تهمس بحشرجة:
-كيف حالك؟

الآن ! الآن تسأل عن حاله بعد أن جافته لشهرين كاملين !
تكلمه فقط عندما تحتاج إلى شيء كما لو كانا غريبين يجمعهما سقف واحد .. مع تغير طفيف أنها تحمل بذرته في احشائها .. ترى ما الذي غيرها لتأت بنفسها إليه وهي من أخبرته إياها بصراحه أنها لن تسامحه لأنه خطفها ووضع والدها في موقف حرج أمام اقربائها ..
لما تنازلت الآن ؟
رفع اهدابه ببطء يتأمل انتفاخ وجهها الطفيف من أثر الحمل .. و كأنه زادها فتنة .. خصلاتها السوداء اللامعة كانت ترفعها إلى الأعلى بمشبك صغير على هيئة الفراشة .. و شفتيها مطليتان بملمع الشفاه برائحة الفراولة .. كانت ترسم بالفعل إلى قتله ..

ابتلع ريقه و قال ينوى الابتعاد:
-كما ترين لازلت أتنفس و لم امت بعد.

شهقت بضعف و سالت دموعها بغزارة وهي تنزل عن المكتب و تمسك ذراعه بقبضتها الصغيرة فتقول بصوت مبحوح:
-لا تقل ذلك أرجوك.

استدار إليها بسرعة و امسكها من عضديها بينما يقول بقسوة:
-أرجوك .. هل تخافين عليّ حقا أم أنكِ تتلاعبين بي كعادتك؟ لقد تذللت إليك لتغفري رغم أنني لم اخونك لكن قلبك قاس كالحجر يا نغم.

شهقت باكية وهي ترفع ذراعيها لتحتضن خصره لكنه كان يمنعها فصرخت بشحوب رغما عنها:
-أنا الأخرى لم أعد احتمل .. أنت خطفتني حرفيا من بيت أهلي أمام الناس و لم تعبأ بسمعتي أو سمعتك مع أنك المخطئ .. حاولت يشهد الله اني حاولت نسيان الأمر لكنه صعب .. تلك الصور لا تفارق مخيلتي أبدا .. أنا لن أقبل أبدا أن تشاركني فيك أخرى أبدا.

قطب حاجبيه بتأثر و ضغط اسنانه على شفته السفلى بقسوة علها تخفف حرقة قلبه .. بينما هو يراها تتأوه من فرط تعبها وهي تتشبث بقميصه و يديه مرتخيتان إلى جانبيه بسكون .. مرتجفا و قلبه صاخبا يصرخ فيه يؤنبه و يدعوه لضمها لكنه يخشى أن يكون فقد قدراته و قد أكدت هي ذلك من عدم استجابتها له في كل مرة حاول فيها استمالة قلبها ..

صاغرا رفع كفيه و احتوى وجهها ينظر إليه باشتياق و رغبة في أن تكون بداخله فلا تخرج أبدا .. همس باختناق:
-كوني على ثقة أن لا أحد يشارككِ بي .. أنا لكِ .. لكما وحدكما .. دعيني احبك كما تستحقين .. أنا الذي يرجوكِ أن ترفقي بقلبي .. نعم أنا أحبك .. أخطأت حين ظننت أنني أوصلتها إليكِ بأفعالي فكان يجب أن ارددها أكثر من مرة لتفهمي أنني عاشق ميؤوس منه لكِ.

ساد الصمت للحظة ثم فجرته هي بانفجارها بالبكاء بينما تتعلق بعنقه تقول وسط شهقات بكاءها:
-قلها .. قلها مجددا و تبا لكل شيء.

صدم من كلماتها ووقف عاجزا عما يفعله فقال مبهوتا وهو يبعدها عنه لينظر إليها بلهفة:
-هل .. هل هذا يعني أنكِ ستمنحيننا فرصة جديدة.

أومأت بقلة صبر وهي تزرع قبلاتها على وجهه وكم شعر بالغباء عندما أدرك أنها تحتاج لحبه .. أن تعرف أنه يحبها و تغنيه عن نساء العالم .. فأخذ هو سير العمل و بدأ بحملها بين ذراعيه يبثها قبلاته و هو يغمغم بصوت مبحوح مختنق:
-أحبك .. أحبك يا نغم عمري.

ابتسمت من بين شفتيه و تحسست لحيته بشوق فتقول و الدموع في مقلتيها:
-و أنا مريضة بحبك منذ سنوات .. أحبك يا عز الدين.

شتم عز الدين و تحرك بها إلى حيث غرفة نومهما في الكوخ الخاص به على شاطئ البحر بينما يقول بغير رضا وقلبه يكاد يغرد من فرط سعادته:
-تبا بقي لدينا ساعة واحدة و سنذهب بعدها لمواجهة العائلة.

ضحكت وهي تتابعه يبحث عن زر الإضاءة بقلة صبر مع همهمة غير راضية:
-ستقتلني براءة إن تأخرت على حفلة ميلادها .. تبا ..

ضحكت عاليا مجددا بطريقة خرجت مغوية و وقحة فنظر إليها وسط ظلام الغرفة وقال بوقاحة:
-تبا للضوء .. سأموت إن انتظرت لحظة واحدة.



فيما بعد دارت نغم حول عز الدين وهو يعقد ربطة عنقه الزرقاء كالدجاجة المقطوع ماءها .. و كأن الاشتعال السابق لم يطمئنها كما سبق و ظنت .. و هو لم يكن غافلا عنها فيتابعها بعينين نهمتين و هي تمسد بطنها بشرود فتبدو وكأنها تحدث طفلهم ..

فاستدار إليها و التقط ذقنها لترمش بتساؤل فيقول بحزم رقيق:
-هاتِ ما عندك يا نغم .. سكوتك لا يعجبني .. اسألي و سأجيب عما يقلقك لكن لا تكتميه بقلبك.

مدت اناملها و تلاعبت بربطة عنقه الأنيقة تقول و عينيها تنظران للاسفل:
-تلك المرأة الملونة .. ماذا فعلت بها؟

لحظات و كان عز الدين يخفي فمه أسفل كفه و هو يضحك بقوة على سؤالها .. فزمت شفتيها كالاطفال و نزعت يدها عنه لتبتعد إلا أنه سحبها إليه و مرر أصابعه في خصلات شعرها قائلا بهدوء:
-في سجن السيدات هل تودين معرفة التهمة؟

بفضول أومأت ليردد:
-مخدرات .. و دعار.....

كتمت فمه بكفها و عينيها تبدوان كبركتين ذاهلتين لما سمعته فتنطلق ضحكاته رغما عنه قبل أن ينحني ملتقطا شفتيها بقبلة حارة ..







يتبع ...


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 05-08-18, 08:10 PM   #1119

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

حين حل المساء كانت علا ترتدي فستان أسود رقيق طويل الاكمام من القطيفة ينتهي عند ركبتيها بتطريز أحمر اللون بجوارب سوداء شفافة تحتضن ساقيها الرشيقين بنعومة مع حذاء أسود لامع ذو كعب عريض عال ..

و رفعت شعرها هذه المرة من الأمام ليبدو مرتفع قليلا بشكل انيق على هيئة القبة تنتهي خصلاته العسلية ملتوية حريرية لمنتصف ظهرها .. مع لمسة بسيطة من أحمر الخدود و احمر شفاه فبدت ساحرة أسطورية ..

كانت تضع حلقة الحلق الدائرية في اذنها حين خرج نهاد من الحمام أشبه بعارضي الأزياء .. شعره الأشقر المصفف و قميصه الأزرق الذي يحتضن صدره بكمال و بنطلون أسود عادي ..
اضاء وهج العسل في عينيها و تحركت مغيّبة إليه .. أخذت تنظر إلى عينيه الزرقاوين بعشق بينما يطالع هو شفتيها الحمراوين بسحر ..

سرعان ما كسرت هذه اللحظة وهي تقول بفضول ويديها على صدره:
-من الذي اتصل بك قبل دقائق؟

رمش بأهدابه وهو ينقل عينيه من شفتيها الشهيتين إلى عينيها .. و قلبه يخفق أسفل يديها باستجابة لإغوائها اللذيذ لكنه قال دون أن يبتسم مبعدا يديها عنه:
-شقيقك عز الدين.

رفعت حاجبيها قليلا لرده البارد و نظرت ليديه التي أبعدت يداها عنه وكأنه لا يحتمل لمسة منها .. فتراجعت مذهولة و هاله ما رآه في عينيها من ضعف و انكسار .. إلا أن فضولها لكل ما يدور حوله بات يزعجه .. قلة ثقتها بنفسها تؤلمه .. مرات عديده حثها للتخلص من ضعفها لكنها لا تستجيب وهو لا يعرف كيف يتصرف أو يتعامل مع كل هذا ربما إن ابتعد قليلا ستفعل ما يريده هو ..

همست علا وهي تبتلع غصة خانقة تدور بعينيها بمحاذاته:
-هل سيحضر مع نغم؟

كان يعلم أن كسر اللهفة التي احستها بمعرفتها أن المتصل هو عز الدين لكنه لم يستطع أن يرى ألمها و يسكت .. فابتسم بحنان رغما عنه و قال بهدوء:
-نعم.

ثم اقترب يراضيها بقبلة على خدها الرقيق و هو يهمس بعاطفة خارجة عن إرادته:
-ستخطفين الأنفاس يا عسلية .. أخشى عليكِ من عيون الناس.

ارتجفت باستجابة و احمر وجهها و قالت بتردد خجل:
-هل .. هل حقا لازالت عسلية.

رد مبتسما بهدوء وهو ينظر إليها طويلا:
-أنتِ كنتِ و مازالتِ و ستظلِ العسلية الخاصة بي.

أشرقت ملامحها و ابتهجت وكأنه لم يجرحها ببروده قبل لحظات .. بينما لم يستطع هو تفسير شعوره الحارق في تملكها في هذه اللحظة .. كان و لا يزال أسيرا لعينيها .. لكنه كان سعيدا بهذه الإجازة التي ستبقيه قرب العسلية لينهل من عسلها كيفما يشاء ربما تستجيب له و تفهم عليه ..

أمسك بيدها بعد أن قبله برقة و نزلا إلى الأسفل ..

صفر إلياس بإعجاب وهو يرمق علا بنظرات عابثة و جهاد يبتسم لأفعاله بهدوء .. ضربه نهاد على ظهره وقال:
-لا تنظر إلى زوجتي وإلا سأقتلع قلبك.

ضحكت علا بمرح و إلياس يفر هاربا خلف والدته الضاحكة .. و التي سألت بلهفة عن نغم فأخبرتها علا أنهم سيحضرون الحفل .. فقالت بسمة:
-اتشوق لرؤية الصغيرة براءة .. لم نراها في الأيام السابقة.

ابتسمت علا وقالت بصوت رقيق:
-ستخطف قلبك بهيئتها الساحرة يا عمتي .. لقد أعدت لهذا الحفل منذ شهور ليكون كما تخيلت.

رمق إلياس جهاد على الفور بتفحص ثم همس له بسخرية حين لمح ارتجاف جسده:
-اجمد يا جحشي و إلا ستفضح نفسك .. أم أنك تراجعت عن السفر؟

بلل جهاد شفتيه بلسانه الرطب و فرك يديه بتوتر إلا أنه قال برزانة:
-لا ..لم أتراجع .. بل أصبحت أكثر إصرار وعزيمة للابتعاد يا إلياس.

ظل إلياس ساكنا قربه و قلبه يؤلمه لما أصاب أخيه من صبابة العشق .. و الآخر كان غارقا في تلك الذكرى حين اقتحمت الفيلا و استغفلته بلؤم ليستطيع عز الدين أخذ نغم .. تصرفت بذكاء لدرجة أنه لم يشك في شيء و بعد فوات الاوان صارحته بشجاعة أقرب للوقاحة عما يحدث ليقف بعدها أمام والديه محرجا ..
لم يعرف ماذا يفعل معها فهي اهانته بفعلتها وهي بعمر أولاده لو تزوج صغيرا .. ولكن إن ضربها ربما يتجرأ و يفعل ما هو أخطر من الضرب .. لا لا يحب تذكر ما حدث تاليا لأنه يشعره بالدناءة و الوضاعة في استغلال طفلة ..

و أي طفلة هي !

وقحة .. بلسان طويل .. أشبه بأميرات الحكايات الخرافية ..
حقا يشعر بالجنون لمجرد التفكير بأنه واقع في غرام طفلة لا تصل حتى لكتفيه ..

قال إلياس و هو يربت على كتفه بمواساة:
-لم لا تستأجر شقة في مكان ما .. تبقى قريبا منا و في نفس الوقت بعيد عنها.

أغمض جهاد عينيه ببؤس ثم فتحهما وقال بعجز:
-لا ..لا أريد أي مكان يجمعني بها .. افهمني يا أخي هذا جنون .. جنوووون.

اقترب منهما نهاد عاقدا حاجبيه بشك فيتبعه بالقول:
-هل من مشكلة معكما؟

تنحنح إلياس وتحدث بملل مشيرا لجهاد بسخريته المعهودة:
-لا شيء .. أخوك كما تعلم مصر على السفر وأنا اقنعه بالبقاء.

نظر نهاد إليه و قال بحزم:
-لا تتدخل أنت يا إلياس .. دعه يفعل ما يحب.

هز إلياس كتفيه بلا مبالاة و هز رأسه باستهزاء بينما ينصرف بشقاوة إلى حيث تجلس علا ..
قال نهاد بهدوء بعد أن اطمأن لذهاب إلياس:
-أنا لا افهم سببا لذهابك و مع ذلك احترم قرارك لكن هل أنت متأكد من قرارك.

اومأ جهاد بشرود و قلبه لا يسعه سوى تذكر هيئتها العابثة بملابسها الساحرة لذلك أحضر لها هدية تناسبها ..
و عندما رآهم على أهبة الاستعداد للمغادرة أمسك بكتف إلياس و قال بصوت مختنق:
-لن اوصيك عليها يا إلياس .. احرسها لأجلي يا أخي.





يتبع ...


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 05-08-18, 08:12 PM   #1120

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

قبل الحفل بلحظات ..





أنهت حديثها مع عز الدين بعد أن اطمأنت أن أموره أصبحت على ما يرام .. فهي لن تصبر حتى لدقيقة واحدة .. كان الشعور بالذنب يفسد عليها حياتها لأن ما فعله عز الدين كان بتحريض منها .. إذ لم ينجح الأمر سيعني أنها فشلت كأم و فشلت كناصحة ايضا ..
لقد أثر فيها موت والدها بصورة لم تتوقعها .. انفعالاتها تزداد خاصة في البكاء .. حساسة بشكل مقرف فتبكي لأتفه الأسباب .. وكأنها عادت طفلة صغيرة وحيدة والديها ..
و ربما هو الشعور بالوحدة .. شعور قاتل .. فكيف و حولك أحبابك .. عائلتك .. لكنهم يشعروك بأنك مصدر إزعاج و ضيق لا أكثر ..
الأصعب و الأقسى إذا كان هذا نابعا من شخص تحبه .. ذقت العناء العودة في كنفه و أحضانه .. و ما كان منه إلا ازداد قسوة كالزمن ..
تتمنى لو يصرخ فيها و يعاتبها لكنه يعاملها كصديقة قديمة .. و هذا يعذب أنوثتها و يضعفها ..

لما لا يحاول مثلها نسيان الماضي الذي عفا عليه الزمن .. لما لا يستغل هذه اللحظات التي ربما لن تتكرر مجددا .. يعاقبها لكن وهو قريب ليس ببعيد كبعد الشمس ..

-نهاااال!!!

التفتت إليه برعب لتجده واقف عند باب الشقة يرتدى بدلة جذابة كما أمرته صغيرة الحفل .. فأشار إليها بأصبعه لتتحرك إليه .. تحركت إليه مسرعة و هي تشعر أن قلبها ينتزع منها دون إرادتها .. و ما إن وصلت إليه حتى قبض على رسغها بقسوة هادرا فيها:
-الن تتوقفي عن افعالك يا نهال؟ لا أصدق أنكِ كنتِ وراء فعلة ابنك المجنونة!

سارعت تهمس نال بصوت أجش:
-كان بحاجتي و لم استطع الوقوف مكتوفة الأيدي .. كان لابد أن اساعده و ها هي امورهما تحسنت بفضل الله .. هي زوجته و يحق له المطالبة بها و ليس خطفها كما يزعمون.

لم تلن ملامح ماهر المكفهرة و هو يقترب أكثر ليمسك ذراعيها .. فقال وهو ينظر إلي عينيها الذاهلة بقسوة تغلفها الحرقة:
-إلى متى ستخفين خبثك ؟ تتصرفين بود مع الجميع و بداخلك أنانية تغرق العالم .. جيدة أنتِ في النصح .. إذا لما لم تنصحي نفسك حين تزوجتِ بذلك النذل ها .. أجيبي؟


هزت رأسها بسرعة وهي تقول بعجز:
-لا .. أنا لست كذلك و أنت خير من يعلم .. لكنه النصيب .. أخطأت و لكنني ندمت كما لم يندم أحدا .. كنت طائشة آنذاك لا أفكر إلا في أحلامي .. لكن ليس الآن .. ليس بعد أن استعدتهم إلى احضاني.

كان سيسألها و متى سيحين موعد عودته هو لأحضانها ..

لكن يديه اشتدتا حول ذراعيها و قال بنبرة غاضبة مماثلة لسابقتها:
-ها قد بدأنا في خلق الأعذار.

امتدت يداها بلهفة قطعت قلبه لتحاوطا وجهه و تنظر لعينيه المظلمتين و تهمس و دمعتها تسيل على خدها:
-ألا تثق بي ؟ هل فقدت كل ثقتك بنهال ؟ إذا لما تزوجتني و عذبت نفسك مرة أخرى .. كان بإمكانك تركي بعيدة عن حياتك لكن ليس فيها وأنت تبتعد .. أنا لن احتمل هذا العذاب يا ماهر .. أنه كثير .. جدا كثير.

عندما افلتها وجدتها فرصة لتدفن وجهها في كفيها و تبكي بصمت طفلة صغيرة بينما ينظر إليها ماهر بوجوم و فم مشدود كخيط رفيع ..
اجلى حنجرته و قال بخشونة:
-لما البكاء الآن؟ ألم نكن نتكلم بهدوء قبل لحظات ؟

لم تستجب إليه بل صاحت بصوت مختنق من بين موجة بكاءها و وجهها لازال مدفونا في باطن كفيها:
-لأنك لا تثق بي .. و لن تثق بي أبدا .. أليس كذلك؟

بكاءها يمزقه .. و سعادتها تربكه .. ووجودها بهذا القرب منه يجرح كبرياءه الذي أهانته يوما .. و رغما عنه يريد أن يثأر لجروحه لتلك الأيام التي قضاها دونها و هي في أحضان غيره .. ربما أكثر ما يؤلمه زواجها من غيره .. كانت كمطرقة حديدية تضرب رأسه .. كصفعة غادرة من الزمن جعلته يدرك أن وجود للأوفياء فيها ..
لازالت حزينة على موت والدها الذي يبدو جليا على سمات وجهها المرهق .. حتى عسل عينيها انطفأ وهجه .. جسدها الملفوف بعباءة بيتية سوداء ابتلعت هشاشة عظامها .. و كأن هذا اللون الكئيب انعكس على حياتهم ..
و مع كل الألم و الجرح الساكن في قلبه لم يستطع الوقوف بعيدا دون لمسها و قد تحقق حلمه أخيرا وأصبحت له من جديد .. حلاله و حب حياته و شبابه ..

اقترب يبعد كفيها عن وجهها بلمسة حنونة قائلا بعتاب:
-تزوجتك مرة تانية و سمحت قبلا لصغاري برؤيتك أخيرا كما طلبتِ و تقولين لا أثق بكِ!

قالت باكية وهي تشهق بصعوبة و عينيها ذائبتين ضعفا:
-اذن لما تعاملني هكذا ؟ قريب و في نفس الوقت بعيد جدا .. كرهك يعذبني يا ماهر .. و قلبي يؤلمني حين أراك تعامل الكل بلطف إلا أنا .. ما صدقت أن حلمي بوجودك في حياتي تحقق .. هل فقدت تأثيري عليك؟

لو تدرى ما يتطلبه من قوة ليبقي يديه بعيدا عنها !

جسده يئن وجعا ليفعل .. أصابعه تحرقه ليلمسها ..
ليتها تأخذ قلبه ما يدور فيه مع معارك فربما تعلم كل شيء ..

طالعها بجمود و المرض ينهش قلبه .. تنهد ثم قال بصوت أجش مختنق:
-هل تعلمين ما الذي عليّ أن اتحمله كي لا أؤذيكِ بغيرتي أو حتى بثأري لرجولتي!! أنا أخشى الاقتراب.

اقتربت منه بساقين مرتجفين و حاوطت عنقه باهتزاز و تأملت عينيه السوداوين بشغف و هي تهمس باختناق مماثل:
-اقسم بالله أنني ندمت .. اغفر لي أرجووووك .. إن لم تقترب سأقترب أنا لكن لا تنبذني و إلا فأنني سأمو........

فليذهب ثأره إلى الجحيم ...

شدها إليه بعنف ليقبلها بعنف كبير .. وكأنها قبلتهما الأولى .. شيء تفجر من خلالهما كما لو كان الشوق فترقص قلوبهما على انغام حبهما السرمدي ..
ثم رفع رأسه لينظر إلى عينيها العسليتين المهلكتين بعاطفة بحتة ..مشتاق هو حتى الموت .. تبا إن لم يتركها في التو و اللحظة لن يخرجا من الشقة أبدا و عليه فإنه سيضيع حفلة صغيرته الشقيّة ..
أبعدها عنه بسرعة و قبل أن يتحدث همست بعيون زائغة و أنفاس لاهثة وكأن قبلته ردتها إلى الحياة:
-أحبك يا ماهر و لو كان عليّ لأضحي بنفسي لتعيش سعيدا سأفعلها الآن.

تبا كيف سيتركها الآن !!

هو لن يضيع لحظة أخرى من حياته بدونها .. أبدا

لذا قبلها بسرعة ثم أشار لساعته .. أن الوقت قد حان لبدء الحفلة .. قبل أن يقول باشتعال:
-موعدنا مساء يا معذبتي .. كوني مستعدة.






مساء .. حديقة البيت الخلفية






كل عام وإنت عيد ميلاد حبي
كل عام وإنت في حياتي حياتي
لك أحتفل وأشعل لك شموع قلبي
وأهديك ورد لك زرعته بذاتي
كل عام وإنت عيد ميلاد حبي
كل عام وإنت في حياتي حياتي
يا أجمل هدية عمر من فضل ربي
جاتني يحقق في الحياة أمنياتي
اللي غيرت وجهة حياتي ودربي
وأهدتلي عمري وإبتسامة شفاتي
أشتاقلك لو كنت يا شوق قربي
وأنسى بقربك كل ماضي وآتي
لا تبتعد عني وخلك بجنبي
إنت عيوني والله عيوني
وإنت أربع جهاتي
كل عام وإنت عيد ميلاد حبي
كل عام وإنت عيد روحي وقلبي
كل عام وإنت في حياتي حياتي







حيث المكان يعبق برائحة الطيب و المصابيح تنير عتمة الليل .. على انغام الموسيقى الهادئة تتبادل اخواتها الحديث مع نهال بالرغم من التحفظ البادي على وجه علياء إلا أنها كانت سعيدة بنظرتها الحالمة المتوقفة على جسار مع نهاد و يدها تحتضن حملها الصغير .. فرحتهم كانت كبيرة بمعرفتهم لحملها بتوأم .. و علا المجنونة قد اقترحت عليها بعض اسماء الفتيات المضحكة والغريبة ..


تجتاحها الكثير من المشاعر بينما تقف وسط أحباءها حقا .. تكذب إن قالت إنها تحب هذا اليوم لكن و مع ذلك تحتفل فيه .. جاءت في هذا اليوم الدنيا على أمل أن تحظى بعائلة حنونة و لم تمانع انفصال والديها .. لطالما تفهمت الأمور رغم صغر سنها إلا أن الحياة تعلم الصغير قبل الكبير .. لذا حرصت على ملء عالمها الصغير بالضحك .. بالعبث .. بالقوة ..
و هذا ما يسعدها في هذا اليوم من كل عام .. أن تشغلها الفرحة بوالدها بإخوتها عن الالتفات إلى الوحدة التي تنتظرها في بيت زوج أمها .. تحب إشعال شموع الأمل على عدد سنين عمرها ثم تقف لتتأملها تحترق كاحتراق تلك الأيام فتتذكر أن تتمنى أمنية قبل أن تطفأها هي خوفا من ذوبانها في سجن الذكريات .. لذلك ببساطة هي تحب الاحتفال بذكرى ميلادها ..

تعلم أنها تبدو كالساحرة الشريرة كما يلقبها عز الدين لكنها تبتهج لهذا اللقب .. فالشر بالنسبة لها لم يكن يوما مؤذيا بل يمدها بالقوة اللازمة لتتخطى أي حزن قد يجتاح روحها .. و لأنها تكره الأبيض اختارت فستانا زيتونيا كلون بشرتها الشاحبة يلامس ركبتيها الناعمتين .. اكمامه قصيرة لكن واسعة بفخر .. و شريط من نفس خامة الفستان معقود حول خصرها بأناقة .. قبته دائرية تكشف عن عظمات رقبتها الرقيقة ..
و شعرها تركته حرا منطلقا بظلام يشابه ظلام الليل .. و بعينيها اللئيمتين كانت تراقب الجميع يتبادلون الضحكات حتى زوجة عمها سلامة كانت تشاركهم سعادتهم و لو أن قلبها مفطور لابتعاد أبرار و التي يمنعها زوجها من زيارتهم مع أن في الحكاية إن كما قال والدها ..

كان ينقصها فقط أن تكون والدتها معها لكن لم تطلبها لأنها لم ترد أن تفسد سعادة والدها برجوع زوجته الأولى وهي التي تعرف حق المعرفة أن والدتها لم تكن سوى مربية لأشقائها ..

علاقتها بنهال اتسمت بالصداقة في الأيام الأخيرة حين كان دور مبيتها عند والدها .. لقد اشفقت عليها عندما رأتها تبكي في أحضان علا و علياء .. الآن هي سعيدة لأن والدها أخيرا وجد نفسه .. هذا الشغف في عيونهم ملأ قلبها بالبهجة و كأن هذا اليوم لم يكن ميلادها هي فحسب بل ميلاد الجميع ..


الكلّ كان في حركة دائبة بين رقص و تصفيق و غناء مع مسجل الموسيقي الصغير و أفواههم لا تسكت .. في حين استقبلت العائلة حضور نغم و عز الدين باشتياق كان قد حصل على لكمة ضعيفة من نهاد الذي احتوى شقيقته باكية بفرح و اشتياق بين ذراعيه و من بعده والديها و اخوتها.. و والدها رفع قبضته ليضربه ثم انزلها ليحتضنه و يفتح ذراع آخر لنغم ..



حانت لحظة إطفاء الشموع حيث بدأ الجميع بالوقوف حولها يشاركوها اللحظة .. صفر عز الدين بجوارها بطفولية فضحكت بابتهاج رغم ارتعاشها .. و صديقاتها يهتفن بفرحة ..
هذه اللحظة الجميلة التي تعيشها الآن هي ما تنتظرها أن تتمنى أمنية و حولها من يدعمها .. من يقدم لها يد الأمان ..
لقد قضت وقتا طويلا في التحضير حتى شاركت والدها في عمل الفطيرة و زينتها باللوز و الفستق .. و خالتها نهال كما تحب أن تناديها اعدت لها كعكة رائعة المنظر زكيّة الرائحة بنكهة الشوكولاتة ..
.. ربما في وقت ما كانت ستلغي حفلها لأجل مشاعر نهال لكن الأخيرة منعتها من ذلك متمنية لها أجمل الأمنيات ..
أجمل ما في الأمر أنها تتلقي الكثير من الهدايا من أصدقاء و عائلة هما كل ما تملك ..
ثم كان والدها و عز الدين يلتقطون صورا تذكارية للجميع .. بينما ذلك الصغير نائل لم يفارق مكانه أبدا .. أعانه الله لما سيمر به و هي سبق و عاشته بكل تفاصيله ..


عينيها كانت في كل دقيقة تلتقي بعينيه الغريبتين و بعفوية تضحك له .. و تتأسف بصوت غير مسموع بهمس الشفاه .. وهو يبتسم و يخفض رأسه و كأنه يخجل .. هذا الرجل يحيرها و يشعل فضولها إذ لم ترى له مثيلا من قبل ..

شقيّة هي تعلم ، لكن ليس بيدها أنها تفعل المستحيل لأجل من تحب .. ترى ما الذي حل به بعد هروبها مع سائق والدها ؟

لقد رأت في عينيه غضب لم تراه قبلا و تشك أن تراه بعدا .. متشوقة لرؤية هديته هو بالذات و لا تعرف لما !

كان يتحدث مع شقيقه الآخر و الذي يرمق الشقراء نورا القابعة بجوار علياء .. هل يحبها لذلك لا ينقل عينيه عنها؟
ينتهز الفرصة لتخفض رأسها فيتأملها و يشبع نفسه من رؤية شعرها الأصفر الذي يحرمه من فتنة محياها الغض ..

غريب هذا العالم ..

ترى هل سيهديها شيئا ؟ لأنها أخبرته أنها تهوى التحف الثمينة فهل سيجلب لها واحدة ؟ أم أن جزء منها أحب أن يهديها شيئا مميزا مختلفا يذكرها دوما بذلك الضخم الذي احرجته يوما !

اخرجتها من شرودها نهال وهي تقول بنعومة:
-هيّا يا عزيزتي أقبلي لتطفئي الشموع و لا تنسي أن تتمني امنيتك .. الكل ينتظر بلهفة.

أومأت براءة بهدوء و في عينيها ومضة امتنان ثم نظرت لوالدها بحب و أغمضت عيناها و تمنت بهدوء أمنية للسنة المقبلة ثم نفخت على الشموع برقة لتطفأها و التقت بعينيه مجددا حين ارتبكت قليلا على أصوات التصفيق و التصفير المبهج لتصيبها ارتعاده صغيرة بسبب نظراته التي لم تفهمها ..

حثتها علا فقطعت الكعكة الشهيّة ووزعت نهال قطع المرطّبات على الحاضرين بينما علياء شعرت بالإجهاد فلم تشارك ..

اجفلت على صوت صديقاتها المحملين بهدايا كثيرة مختلفة الأشكال و الأحجام ملفوفة في ورق مزركش أنيق مربوط بحركة أنيقة .. كحال هدايا الجميع ..

فتحركت نهال مع ماهر و منحوها هديتها ثم كان دور عز الدين و نغم فقفزت تتعلق برقبته تقبله ليدور بها بفرحة .. أما هدية علياء فقدمها جسار عن علياء التي تشكو ضيق عباءتها و هو يكتم ضحكاته كي لا يجرح مشاعرها .. و عندما عاد يجلس على كرسيه بجوارها قالت بعبوس:
-يا الهى ابدو فظيعة و أنا بهذا الحجم السمين؟ فكيف سأتناول قطعتي!

مال عليها جسار و وضع "الشال" الشتوي حول كتفيها ليدفئها ثم قال بهدوء مستفز:
-لم يتبقى الكثير من الوقت للمغادرة و عندها سأثبت لكِ كم أنتِ جميلة عليائي المجنونة.

توردت وجنتيها و همست عكس ما بداخلها:
-اسكت .. سيسمعك أحدهم.

فضحك بصخب و هو يلمح عز الدين يشير له بعبث مشابه و زوجته تضربه حنقا .. رنين هاتفها هو ما انتزعها من وقاحته إذ ارتبكت قليلا و أغلقته فقال جسار عاقدا حاجبيه:
-من يتصل بكِ في هذا الوقت المتأخر؟

ابتلعت ريقها شاعرة بجفاف حلقها ثم تنحنحت و قالت ببراءة:
-لا أحد .. رقم خاطئ.

همهم بغير اقتناع ثم حول نظره إلى محمود الذي ترك المكان فجأة بخطى مسرعة ..

و قد كان خُيّل إلى محمود أنه رآها .. نعم لقد لمح طيفها في المكان .. حتى أنها تركت أثرا قبل أن تغادر .. عبق عطرها لا يخطئه أبدا .. ناداها بصوت عال لكن كل ما حصل عليه السكون التام مع حفيف الأشجار ..


فجأة تساقطت الأمطار غزيرة علي رؤوسهم فهب الجميع بالدخول إلى البيت حاملين معهم اغراضهم و حاجياتهم الشخصية و اصوات ضحكاتهم تتعالى في الفضاء .. كان أصدقاء براءة قد غادروا فاستغلت انشغال الجميع و عاودت الخروج إلى الفناء حيث الحديقة الخلفية .. وقفت في وسطها بين أشجار السرو الكبيرة و رفعت ذراعيها كما وجهها إلى السماء و بدأت بالدوار حول نفسها كالفراشة تبتسم بحالمية ..

كان إلياس في الداخل يراقب الجميع و يهمس لجهاد أن يستغل اللحظة قبل الذهاب الى المطار ليمنحها هديته و الآخر اومأ موافقا فأسرع بالخروج محاولا ألا يلفت الأنظار بضخامته ..

نظر خارجا و تفحص تلك الجنية الراقصة تحت حبات المطر أمام عينيه الجاحظتين .. تقدم مشاركا إياها الوقوف ..
سقط فكه مفتوحا بذهول إذا كانت الصغيرة توقفت أمامه تلهث بعينين متسعتين ترتعش فوق الحشائش القصيرة المبتلة .. ثوبها الرقيق المنقوع بالماء ملتصق بجسدها "الأنثوي" الفاتن مبرزا بوضوح ثدييها النضرين .. و شعرها الطويل الأشقر حول وجهها التصق بوجنتيها بشغف .. كانت دون حذاء حيث كانت تمسك به في يدها و اظافر يدها الحمراء تقطر ماء كان كالحميم في قلبه ..

بدأ بالاقتراب منها مسحورا و لدهشته لم تبتعد بل اقتربت مثله و رفعت ذقنها الصغير تقول بصوت متلاعب:
-هل أتيت لتعطيني هديتي قبل سفرك؟ مختارا هذه اللحظة بالذات ؟
لقد ظننت أنك لن تعطيني شيئا!

تعرف هذه الشريرة ما تفعله به .. كاذبة إن قالت أنها تجهل تأثيرها عليه .. هي كالحبوب المخدرة .. تسكرك و تشعرك بالنشوة لكنها تجعلك تدمنها و من ثم تصبح ذليلا لها إن توقفت عنها يوما ..

دس يده في جيبه ليستخرج علبة صغيرة مغلفة بورق أزرق معرق و مربوطة بأشرطة ذهبيّة لمّاعة .. قدّمها لها و قال بهدوء:
-لا لم أنساكِ .. كل عام وأنتِ بألف خير.

رفرفت أهدابها بتأثر و بدأت اناملها بإزالة الورق بلهفة لمعرفة ما الذي تحتويه هذه العلبة الصغيرة إذ توقعت أنه سيهديها تحفة فقد أخطأت ..
تناولت سلسلة ذهبية رقيقة يتدلى منها عصا سحرية ذهبية صغيرة تنتهي بنجمة ماسية لامعة ..
اوزعت نظراتها بين الهدية و صاحبها لتستقر عليه أخيرا و هي تقبل عليه تجذب طرف قميصه لتدنيه من قصرها و لتقبله من وجنته قبلة بريئة صغيرة .. جعلت براكين جسده تتفاعل معها بسرعة كبيرة فتراجع مصدوما بينما الأخرى غافلة حتما عما فعلته به إذ اقتربت تقول بإعجاب:
-انها جميلة جدا لا أعرف كيف اشكرك ! هلا وضعتها لي من فضلك.

حسنا إنها تطلبها بأدب لأول مرة .. وهو يفكر أنها قد تشكره بطرق عديدة بإمكانها أن تسعده لكنه ابتلع ريقه شاعرا بالخيانة و الذنب لعائلتها فوضعها حول عنقها بعدما أزاح خصلات شعرها المبتلة فأصابته الرعشة كطفل صغير ضائع في شوارع المدينة ..

صوت إلياس الحذر ناداه لينتهي فقد حان موعد ذهابه .. فالتفت إليها و قلبه يخفق بوجع خائفا من المستقبل البعيد و ما يخبئه له ..
فشعر بحاجة ملحة للمسها أو حتى .. رباااه هو جن حتما ليحب طفلة أتمت الثالثة عشرة قبل لحظات أو حتى يرغبها ..

-هل حان الوقت؟

تبا كان يريد سؤالها عما تمنت لكنه كالملسوع جذبها بقوة إلى أحضانه و قبل جانب فكها قبلة سريعة اذابت أعصابه و أحشائه لينطلق بعيدا قبل أن يرتكب اثما في حقه و حقها و همسه يعلو في الجو:
-هذه امانتك احتفظي بها حتى عودتي.






يتبع ...


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
jasmine

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.