آخر 10 مشاركات
خذني ..؟ -ج1 من سلسلة عشقٌ من نوعٍ آخر -قلوب قصيرة - للرائعة ملاك علي(كاملة& الروابط) (الكاتـب : ملاك علي - )           »          حنينٌ بقلبي (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          88 - لو كنت حبيبي - ربيكا ونترز (الكاتـب : فرح - )           »          موضوع مخصص للطلبات و الاقتراحات و الآراء و الاستفسارات (الكاتـب : أميرة الحب - )           »          209. أنشودة الحب - مارغريت واي - عبير الجديدة ( اعادة تحميل ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          138- إذا كان له قلب - آن هامبسون - ع.ق (كتابة أكملتها strawberry )** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          206- العائدة - كاي ثورب - روايات عبير الجديدة (الكاتـب : samahss - )           »          415 - لن أعود إليه - ماغي كوكس (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أحب أن أعرف كيف وجدتم مستوى الرواية من حيث الحبكة و السرد والأسلوب؟
ممتاز 268 72.63%
جيد 88 23.85%
ضعيف 13 3.52%
المصوتون: 369. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-18, 05:13 PM   #441

زهرة الغردينيا

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 377544
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 4,778
?  نُقآطِيْ » زهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond reputeزهرة الغردينيا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور
بانتظار الفصل


زهرة الغردينيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 09:33 PM   #442

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة beautiful girl مشاهدة المشاركة
تسجيل حضوووور بانتظار الفصل
نورتيني عزيزتي إن شاء الله يعجبك الفصل


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 09:35 PM   #443

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة الغردينيا مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تسجيل حضور
بانتظار الفصل
نورتيني بمرورك العطر غاليتي إن شاء الله يعجبك الفصل


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 10:12 PM   #444

Dalia bassam

كاتبة في قسم قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 410881
?  التسِجيلٌ » Oct 2017
? مشَارَ?اتْي » 321
?  نُقآطِيْ » Dalia bassam is on a distinguished road
افتراضي

في فصل اليوم؟؟

Dalia bassam غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 10:35 PM   #445

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia bassam مشاهدة المشاركة
في فصل اليوم؟؟
نعم حبيبتي الساعة 11 بالضبط هينزل الفصل


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 11:02 PM   #446

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

لحظات و هينزل الفصل ..


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 11:04 PM   #447

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

الفصل الثاني عشر





بعد يومين ...




كانت جميلة تنهي تحضير طعام الغداء لتبدأ بصف الأطباق فوق طاولة الطعام القريبة من الشرفة الخارجية الصغيرة .. و بين كل طبق وآخر تنقله إلى الطاولة كانت تتمتم بكلمات هازئة و غير راضية عن كنتها الكسول .. تظن أن كل عروس جديده تختزن نفسها في غرفة النوم .. و لا تخرج إلا للأكل أو الشرب فقط .. حتى الكلام لا تشاركهم إياه .. تدعوا الله ألا تكون ظنونها صحيحة و تكون كنتها "معقدة" حتى في أصغر الأشياء .. سمعت صوت وقع خطوات قوية من خلفها .. وكان هذا جسار الذي يزين وجهه بابتسامة مفتعلة يقبل يدها و يلقي عليها السّلام .. عيناه متعبتان و جسده يبدوا لعيناها مرهقا .. و حالته هذه لم تراها منذ موت زوجها رحمه الله .. همست بداخلها باكتئاب " يا زواج الندامة يا فلذة كبدي " .. جلست جميلة على رأس الطاولة بينما ترمق ابنها بين الفينة و الأخرى .. تحاول سبر اغواره .. فيما يفكر .. هي باتت متأكدة أنه لابدّ من وجود عراقيل تمنع وجوههم من الابتسام بشكل طبيعي لاسيّما و أنهما عروسان لم يكد يمر على زواجهم سوى يومان يتيمان .. لم تستطع كبت سؤالها و ابتلاعه بل سألته بعين قوية و هي تشير بيدها إلى الطعام ممتعضة الوجه:
-الن تنزل عروسك لتشاركنا الغداء .. إلا متى ستبقى نائمة في فراشها ؟! على الإفطار لم تظهر نفسها و سكتنا و الغداء ؟؟ أم لم يعجبها طبخي!؟

تنهد جسار بسأم فيما يفكر بعلياء .. التي كلما أراد الاقتراب منها و مداعبتها تنفر منه ومن ملامسته لجسدها .. تصرفاتها المنفعلة تشعره وكأن شيطان تلبسها فأصبحت على ما هي عليه .. كانا بخير و الهدنة سارت بنجاح كما خطط .. يذكر كيف شحب وجهها حين أجابها عن سؤالها بشأن الحجاب ..

"-ه....هل...كنت...لتتمنى ل...لو أني محجبة!؟؟"

حينها دُهش من سؤالها فقال باستغراب:
"لما خطر على عقلك هذا السؤال؟ لما الآن ؟.."

"فقط أجبني....هل السؤال صعب لهذه الدرجة!! ..."

خلجات وجهها لم تريحه فأبعد الحاسوب عن ساقيه إلى حيث الطاولة الصغيرة المجاورة لسريرهم .. و استدار إليها باهتمام يدير وجهها العابس إليه بأصابعه الخشنة قائلا بجدية:
"لن أنكر ذلك .. أحببت أن تكون زوجتي محجّبة لكن حين رأيتك لم أفكر في كل هذه الأمور ... أنا لن أفرضه عليك إلا إذا كنت مقتنعة بأخذ هذه الخطوة التي ستسعدني .. و إجابتي هي نعم أحببت لو كنتِ محجّبة .. فالحجاب لا يليق إلا بوجه صبوح يقطر نعومة كوجهك و لن يزيده إلا فتنة .. يخفي براءتك و أنوثتك لزوجك فقط عن عيون المتلصصين .. في النهاية أنت لا ترضيني أنا وحسب بارتدائك إياه بل ترضين من هو أهم مني .. الله عز وجل .."

أتبع كلماته بلثم جبينها برضا و كان بعدها يغرقها في بحور الشوق و العشق .. لكن لا يعلم ما حدث بعد مناداته لها باسم التحبب الذي يعشق "عليائي" ثارت عليه كالبركان ولم تترك شيء إلا و قذفته به .. وكأنها ليست علياء التي يعرفها .. النوم بجانبها بات مرهق لأعصابه التالفة منذ رؤيتها .. مرهق لجسده الذي يئن اشتياقا لوصالها .. رائحتها العطرية المسْكرة لم يعد يحتملها وهي تثير فيه الأسوأ .. كما لا يقدر على إخضاعها لرغبته بها .. لا يملك سوى الصبر الذي لا يملك منه الكثير .. هو لا يعرف أين تكمن المشكلة تحديدا .. فيه أم في خوفها من خوض علاقة طبيعية معه .. حاول جاهدا الحصول على أي معلومة من عمته أسماء من قبل لكنها تظل تردد أنها لا تعرف شيئاً إلا أنها حذرته سابقا من الارتباط بها لأنها حساسة و رقيقة و لن يقدر على مجاراتها بخشونته .. تأفف بضيق انقلب إلى ابتسامة صغيرة عندما لمح نظراتها المدققة في وجهه تنتظر إجابته:
-انها عروس أمي ألا يحق لها بعض الدلال .. لأجل خاطري ترفقي بها و عامليها كابنتك .. أصبحتِ مدركة جيداً أنها افتقدت والدتها وهي صغيرة و لن يكون صعباً عليك أن تعامليها كابنة .. كما أنها تستحم وستنزل بعد لحظات .

أدارت جميلة رأسها عنه .. تفكر في كلماته و ذكرى حفل زواجه لا تغادر عقلها .. ما بين همزات هذه و لمزات تلك عن والدة العروس .. وقتها كانت الشفقة هي ما استوطنت قلبها .. شفقة على طفلة صغيرة كل ذنبها أنها كانت لعائلة مفككة .. و في نفس الوقت ما ذنبهم هم ليحتملوا نظرات الناس لهم .. ما ذنب ابنها ليرتبط مصيره مع ابنتهم التي لا يعلم طباعها إلا الله .. فها هما ثلاثة أيام مرت على زواجهم وهي قابعة في "عُشّها" .. عازلة نفسها عن الدنيا .. لولا أن سُلاف تمُر عليها كل يومين لقتلها الملل دون أن تشعر .. حجب أفكارها ظهور علياء المفاجئ لعيناها و منعها من الاسترسال فيها .. ألقت عليهما السلام و جلست بجانب زوجها بلا مبالاة .. كزّت جميلة على أسنانها بغضب قمعته لوجود جسار فيما توجه كلامها لعلياء:
-سيكون عليكِ أن تفيقي من النوم قبل السابعة لأعلمكِ ما يتوجب عليكِ القيام به و مساعدتي في أعباء المنزل.

ثم تابعت وهي ترمق الأخرى شذرا بينما تتناول الطعام بعشوائية:
-عفونا عنكِ هذه المرة.

باستغراب رفعت علياء رأسها و تجولت بعينيها ما بين نظرات جسار الّلامبالية وهو يقضم شريحة الخيار بتلذذ مثير اقشعر بدنها له و ما بين نظرات حماتها الحانقة و القاتلة .. لترفع كفيها إلى أسفل ذقنها و تريحهما فوق الطاولة باستفزاز متسائلة ببرود:
-أي أعباء يا "حماتي" و أي عمل ستعلمينه لي!! أنا أعمل في شركة للأقمشة إن كنت لا تعلمين و لن أترك عملي لأجل لا شيء.

من نظرة عينيه الغير مقروءة بطريقة ما علمت أنها أغضبته .. لطالما أخبرها سابقا أن والدته خط أحمر لا يمكن لها أن تتجاوزه .. الآن تجاوزته ربما قليلاً لكنها تجاوزته .. و ما زاد الأمر فسادا هو شهقة والدته المستنكرة التي أعقبتها بكلامها المسموم قائلة لجسار و كأن علياء مسّت كرامتها بوقاحتها:
-ألن تقول شيئا أنت الآخر .. يبدوا أن كلمتي باتت لا تُحترم في هذا البيت! رحمك الله يا أبو جسار.

تلقائيا أمسك جسار بكف والدته يقبله بحب واحترام كبيرين و طرف عينه يرمق علياء بغضب .. يقول بابتسامة عذبة ارتعشت لها أنفاس الأخرى:
-أنت ست الكل هنا أمي .. لا صوت يعلو فوق صوتك الحبيب .. علياء فقط لم تقتنع بعد أن العمل في الشركة أمر ملغي من حساباتي لذلك علينا إنهائه الآن ..

نهض برشاقة بينما يقبض على مرفق علياء بقوة آلمتها .. مستأذنا من جميلة بأدب .. و على الدرجات الرخامية كانت تحاول علياء الفكاك من قبضته القوية بأصابعها النحيفة .. و كل ما لاقته هو التفاته مشتعلة من عينيه أسكتتها بحزم ..

و في غرفة النوم ..


ألقى بها بعيدا عنه وهو يدير ظهره لها .. يمسح بكفه على وجهه بغضب خانق .. إن ظل يكبت بداخله بهذا الشكل سيؤذيها و هذا آخر ما يرغب به .. أنفاسها اللاهثة وصلته و فعلت به الأعاجيب .. لم يجد مفرا من مواجهتها لذا استدار و يا ليته ما فعل .. بلوزتها الزرقاء المشعّة بأكمامها الواسعة القصيرة انحدرت للأسفل عن كتفها تاركة جزء لا بأس به من مقدمة صدرها المكتنز الغض الذي يرتفع و ينخفض برتابة مؤلمة لمرأى عينيه .. خصلاتها القصيرة التي تكشف عن عنقها المثير تهدلت حول كتفيها بفوضوية ملفتة .. استغفر ربه بصمت ليركز فيما سيقوله لها .. مستغلا حالة السكون التي تلبسها على غير العادة:
-علياء سأقولها مرة واحدة فقط و لن أكررها .. أولا لن أغفر لك على أي كلمة حمقاء تخرج من فمك "الأحمق" خاصة إلى أمي وقد أخبرتك أن من يتعدى عليها بحرف كأنما يتعدى عليّ أنا .. ثانياً عمل لن تعملي نقطة آخر السطر.

كانت لا تزال تتنفس الصعداء بعد عناء صعودها الدرج بعجرفته المغيظة .. لا زال يعاملها وكأنها دابة يسوقها كيفما يشاء .. لم لا يفهمها الآن .. إلا العمل .. لقد استخدمت جميع الوسائل لتقنع والدها بعملها .. تحتاج إلى الخروج .. إلى رؤية الناس حتى لو كان صعبا عليها .. لكنه ليس بصعوبة المكوث بين أربعة حيطان تذكرها بفجعتها .. تريد الخروج من ذلك الوحل الذي يلطخها و يهدم عليها أحلاما كانت تسعد بها .. اقتربت منه بشجاعة تناقض هشاشتها و كل خلية في وجهها تصرخ بالغضب وكأنه لم يقل شيئا:
-لم نتفق على هذا يا جسار .. أنا لن أتخلى عن تحقيق حُلمي لأجلك .. لقد قاتلت من أجل الحصول على حريتي و الآن أنت ترفض حتى إعطائي الحق بإبداء رأيي المتعلق بحياتي أنا.

هدر جسار بقسوة وهو يجذبها إليه فترتطم بصدره و عينيها تطلقان حمما بركانية:
-حريتكِ و حياتكِ و أنتِ فوقهم ملكي ضعي هذا حلقا في أذنك .. أحلامكِ تلك أنا بقادر على تحقيقها فقط تخلى عن عنادك و استسلمي لي!

لم تعرف كيف انقض عليها بلحظة مقبلا شفتيها بحرارة أوهنت جسدها و خارت لها قواها .. لديه ذلك التأثير القوى عليها و على جسدها .. و كأنه بيومين أصبح منصاعا و تائقا لملمس يديه الخبيرتين .. وها هو يستخدم أساليبه في إخضاعها لسيطرته المتسلطة رغما عن إرادتها الواهية .. و لا يرضيه شيء كانتزاعه أنينها المحتاج لعاطفته .. وكأنه يخبرها ها أنت تحتاجينني كما أنا أحتاجك فلما الهجر و البعاد !!
سيكتشفها .. سينبذها بعد معرفته .. سيطلقها و يتركها .. هذا ما كان يجول بخاطرها و هو يعريها ليس من ملابسها فقط و إنما من انتمائها لذاتها .. يجردها من روحها و هويتها .. من أي شيء يخصها و تحتفظ به رثاء لنفسها القديمة .. يريد مشاركتها حتى في أنفاسها و دقات قلبها الخائن .. تدرى أنها بعد قليل ستغادر عالم الإدراك لتنتقل إلى عالم اللّاوعي .. يرتجف جسدها لقبلاته المحمومة .. كما تشعر به و بأنفاسه التائقة .. سيتعذب .. سيتعذب .. كان هذا آخر ما تفكر فيه و هي ترى نظراته الغير مقروءة عندما بدأ جسدها بالتشنج و الانتفاض و نبضات قلبها تتسارع وكأنها في سباق الماراثون الذي سيحدد مصير حياتها المجهول ..







عم بتعلق فيك شويّ شويّ، وعم حس بحنية
ولا مرّة حسيتها بعمري اللي عشته انا
قلي انك حاسس فيي، وشايف شو بيحكوا عينيي
لما بتمرق حدّي وبرجف قدامك انا

انا عم بلّش حبّك، انا لما بشوفك بتلبّك
مع انك بتضلّك ساكت، قلبي عم يسمعك
انا عم حبّك هلق، انا بعيونك عم بتعلّق
بالإيام اللي جايي حدّي عم بقشعك

كلّن عم يحكوني، كلّ شويّ بيسألوني
شو تغيّر فيي وشو صارلي، عنن عم بختفي
شو بقلّن؟ عشقانة بقلّن، بعيونك غرقانة بقلّن
على قلبك هربانة، تركني اتخبّى فيه

انا عم بلش حبّك، انا لما بشوفك بتلبّك
مع انك بتضلّك ساكت، قلبي عم يسمعك
انا عم حبّك هلق، انا بعيونك عم بتعلّق
بالأيام اللي جايي حدّي عم بقشعك

باندماج حالم توفره لها تلك النغمات التي تتسلل إلى أعماق قلبها فتشعرها بنشوة السعادة تدور في فقاعة وردية تحملها إلى عنان السماء .. تراقص فستان زفافها الأسطوري الذي يسلب لباب العقول .. كما سلب لُب عقول صديقاتها اللواتي انبهرن بأدق تفاصيله .. أرسله لها عز الدين بصندوق وردى ممتلئ بالجوري الأزرق و قطع الشكولاتة التي باتت تدمنها بسببه .. تنظر لنفسها بالمرآة بعينان منذهلتان غير مصدقتان أنها بعد يومين ستكون له روحا و .. جسدا .. وكأنها لم تكن بالأمس كالدمية .. تغيرت و لكم تغيرت حتى باتت تتوه في نفسها و لا تعرف لها طريق .. العشق أصبح لا يكفيها لما تحسه نحو عز الدين .. بل هو أكثر من مجرد كلمة .. هو ذلك الإحساس الغريب الذي يقتحم خُلْوة أفكارها و صفو مزاجها .. فتهفو له الدّقات و تنشد له الخفقات .. يجتاح روحها فتستسلم له بنشوة لذيذة المذاق .. يتغلغل إلى خلايا جسدها فيثور و يعلن استجابته للحبيب .. قريب كان أو بعيد .. ترتجف لرؤياه وهو ليس موجود .. فيتألم القلب و يهيج و لكنه بذلك الألم سعيد .. يغزوها بعنفوانه و كأنهم في معركة محفوفة بالمخاطر لكنها محسومة بانتصاره .. تريد معانقته فإذا هو يغرقها و يكسحها بعاطفته و جنونه .. فيكسوها ذلك الإحساس الحلو المذاق الذي يختفي باختفائه فيشعرها بالخواء و الاحتياج ..

تريده أن يشعر بها .. لقد كبرت قليلا على يديه لتدرك أن ما يشعره تجاها ما هو إلا مجرد رغبة .. رغبة رجل بامرأة .. آلمها ذلك إلا أنها مازالت متمسّكة بخيوط الأمل المتبقي لها من هذه المشاعر .. ستصبر ربما يحبها بعد الزواج .. علّمها نهاد أن الصبر صعب لكنه يجدي ثماره في النهاية كما أن هذه التجربة الجديدة عليها ستعلمها تحمل المسؤولية كما سينضج فكرها و ستعمل جاهدة لتكون على قدر توقعاته .. ستبذل جهدها في الجامعة لتنهي تعليمها و يكون فخورا بها .. نعم ستبذل قصارى جهدها لترضيه .. كان آخر لقاء بينهم يوم زفاف أخته علياء .. لقد وقع قلبها خوفا عليه لكنه تماسك و استرجع رباطة جأشه و إن كان هذا بعد عاصفته التي لم تبقي و لا تذر بها شيئا لنفسها .. استسلمت له طواعية في لحظات الصباح الباكر .. أغرقها بجنونه و عاطفته الملهبة .. وهي لم تمتلك سوى بثه الحب و الاحتواء الذي يبحث عنه .. أفهمتها والدتها بعد الخِطبة أنه لا يجوز أن تسلم جسدها لخطيبها قبل الزواج .. لكن كما كان هو بحاجتها كانت هي بحاجة لتشعر بالانتماء إليه .. خاصة وأن اندفاعه و مشاعره العنيفة أشعرتها بأنها قادرة على التأثير به و خطف دقات قلبه .. قلبه المحموم و المشتعل كان قريبا كفاية لتشعر به تحت قبضتها الصغيرة بينما أنفاسه المتقطّعة تضرب عنقها و صدرها فيصيبها بارتجافه باتت معتادة عليها بقربه .. لو لم يطرق نهاد الباب آنذاك لكانا الآن في مأزق حقيقي .. لو لم يطرقه لكان امتلكها و أصبحت ملكه بالفعل .. علامات حبه التي وسم بها جسدها لازالت باقية .. ظاهرة للعيان .. و الأنثى بداخلها كانت مبتهجة و محلقة بسعادة غامرة لذلك الإحساس .. أنها تنتمي إليه !!

دوماً كانت محرومة من أبسط حقوقها .. نعم والديها وفرا لها أموالا و غرفة نوم ممتلئة بألعاب يتمناها الكثير .. و رغم الكثير الذي قدّماه لها إلا أنهما نسيا أن يوفرا لها الوقت .. وقت تقضيه برفقتهم .. تقصّ لهم ما كان عليه يومها بالمدرسة .. لم يوفرا لها الدفء الذي كانت تحتاجه .. يحبوها و تحبهم و تحترمهم فهم عائلتها .. لكنها لا تريد كل ذلك .. تريد مصادقتهم .. الشعور بالانتماء إليهم .. يدللوها لا تنكر لكن كلّما هبّ ذلك على خاطرهم .. يعاملونها جميعهم كطفلة صغيرة تتعلم أول خطواتها .. لم يدركوا بعد أن هذه الطفلة آن لها أن تكبر و تنضج و تخرج من تلك الشرنقة التي فرضتها عليها هيئتها الطفولية .. تحبهم و تحتاج أن يفهموا أنها كبرت وما عادت بحاجة لتلك المشاعر التي يغرقونها بها .. تحتاج أن يتحدثوا معها كإنسانة واعية بعقل ناضج .. لا ترغب أن تكون من المسلّمات ..

سقطت على سريرها بإهمال حتى غرقت بين طيات ملاءته الحريرية .. تغرق وجهها فيها فتدغدغها بنعومتها .. استرجعت أحداث ذلك الصباح بهمساته و كلماته التي أغدقت على وجهها احمرار لذيذا زاده جنونا .. يصف إليها كيف تبدوا جاهزة للأكل .. يصف نعومتها و بشرتها المرمرية الخالية من أية عيوب .. و بينما هي تبتسم بنعومة شعرت بذبذبات تحت كتفها فانتفضت بجزع وما كان ذلك إلا صوت هاتفها .. و شقّت الضحكات فمها الوردي و هي تقرأ رسالة حبيبها المجنون ..

" يا الله !! نغم ما هذه الأشياء الصغيرة المعلّقة في خزانتي ؟! .. "

بدأت أصابعها باللّحن على أزرار الهاتف و الحمرة تتوهج على خداها المكتنزين حديثا .. لقد فتّش في أغراضها كما توقعت و لم يصبر للغد حتى:
" و هل أعجبتك تلك الأشياء الصغيرة يا ترى ؟.."

" هل تنوين قتلي يا إمرأة .. يكفي أنني لم أكن شاهدا وأنت تصفّين تلك القطع القاتلة ... كلّها يومين وستكونين ببيتي عندها سأقتص منكِ وأنا سعيد .. "

تعالت ضحكاتها رغما عنها سعيدة بسوء حالته .. وكلمة إمرأة تؤثر عليها بشكل ما أسعدها .. تبعث لها بنغماته مقدسة تعلنها كامرأته ... كم يستطيع التلاعب بالكلمات فيجذبها إليه عنوة حتى عندما تقاطعه لعصبيِّته الشديدة أحيانا .. تشعرها بالنضج وأنه يراها كامرأة لا طفلة .. لقد اشترطت عليه ألا يكون حاضرا أثناء تعليق جهازها و إلا تسبب لكلاهما بفضيحة كعادته كلما اختليا ببعضهما البعض فقد سيطرته وجن جنونه .. لقد كانت سعيدة للغاية وهي تعلق حاجياتها في بيتها الخاص .. ملكها و حبيبها عز الدين .. بيتهم الذي سيجمع بينهما و سيشهد على عشقها له بل وعلى عشقه الذي ستبذل جهدها لتنتزعه منه قولا و فعلا ..

" الحق عليك من قال لك أن تقتل نفسك بيديك يا مسكييين.. ؟!"

" هههههه المسكين لم يحتمل و الفضول قتله ليرى ما جلبته .. و عندما فتح خزانتك و أدراجك أصيب بقلبه و عندها ....... "

رفرفة خفيفة كانت تشعر بها في معدتها .. يعرف جيدا كيف يغتصب الابتسامة من وجهها .. ضحكت بزهو وهي تقرأ كلماته الخبيثة فكتبت:
" آها مسكين .. و عندهاااا ..."

"عندهااا .. أخرج ذلك القميص الأسود الذي لا يترك شيئا للمخيّلة .. و تخيّلك به .. فازدادت النيران اشتعالا بجسده المسكين .. كنتِ أشبه بحورية تتجسد فيها الفتنة .. تبااا ......"

رباه تشعر بأن اشتعاله انتقل إليها .. حورية .. هي حورية يتغزل بها و يختم بكلماته الوقحة التي ترن في صِوان أذنيها فيتردد صداها في جو الغرفة المكتومة إلا من ضربات مجنونة .. لا يمل من ترديد تلك الكلمات سواء في رسائله أو وجها لوجه .. وكأنها بصمة خاصة به .. سمة يتميز بها .. نغمة مميزة انبعثت من هاتفها فلاحظت أنها لم ترد على رسالته فأرسل لها مرة أخرى ..

" هل أكل القط لسانك يا إمرأة .. حسنا حسنا سأقدر لك خجلك ريثما تصبحين ملكي و عندهاااا .... "

الماكر يجبر فضولها على غلبتها فترسل له وجه خجول مع:
" وعندهاااااا ....... "

" عندها سأعلمكِ الوقاحة على أصولها و ما هي فوائدها العلمية و الصحية ... كما لن أنسى قط نوعكِ المفضل من الشوكولاتة ... "

هنا أغلقت الهاتف و رمت به بعيدا و الحمّى تشتق طريقها إلى أطرافها .. تغرق وجهها بين كفيها ولازالت على ذات الوضعية .. مستلقية على ظهرها و ارتعاشه لذيذة تنعش فؤادها .. هو يراها جميلة .. إمرأة .. يتغزّل بها و يطيح بها في مشاعره الهائجة كالثيران لا تتعب و تزداد ضراوة .. إذن هو يحبها لكنه لم يعرف ذلك بعد .. فربما تعقيدات حياته أثرت بشكل سلبي على علاقاته .. و حيث يوجد الغد يوجد الأمل !!

و من جديد تعالى رنين هاتفها لكن حين تفقّدته لم يكن حتما هو بل شخص آخر !!!








أنهت مكالمتها الشيّقة مع نغم و التي استمرت لساعة كاملة .. تسألها فيها عن أحوالها مع عز الدين و عمّا يحب و يكره .. و في خضم كل هذا شعرت بكم التغير الذي لحق به .. كل شيء كان يحبه و يشاركها إياه في صغره تحول إلى كره مضاعف .. لا شيء ممّا ذكرته لها نغم كان يفضله و ها هو تغير لأجلها و كأنه بذلك يوّصل لها رسالة أن كلّما يربطه بها لا يريده .. سينبذه و يبعده عن نفسه .. روحها تتعذب مشتاقة لضمّه إليها .. تتنشّق رائحته المسكيّة والتي تداعب أنفها كما لو كان قريبا .. أحلامها لا تحوى إلا أولادها .. قريبين بعيدين عنها .. شاكرة ماهر من كل قلبها على تفهمه أخيرا لحاجتها الملحّة لقربهم .. لم يغفر .. تعلم ذلك جيدا .. لكنه فكّر بأولادهم وهذا أراحها بشكل ما لكن .. لم يريح قلبها المتعلق بأذيال صاحبه .. جزء منها رغب في أن تكون موافقته لاشتياقه قربها كما الحال معها لكن ... لا شيء .. تنبّهت من شرودها على تحركات أحمد المضطربة التي تشير إلى أن هناك شيء لا تعلمه كما لا يريد من أحد رؤيته بالذات لو كانت هي .. من مكانها في الحديقة المزهرة لمحته يتحدث بارتباك مع أحدهم .. و بفضول الأنثى التي بداخلها تسلّلت على أطراف قدميها بخفة .. خشية اكتشافهم لها .. تسير بمحاذاة الحائط و رأسها منخفض بترقب .. أسندت ظهرها إلى الحائط المتصل بباب المنزل الداخلي تخفي جسدها خلفه و صوت من يسمّى زوجها يخترق سمعها بقسوته ربما لو كانت رصاصة غادرة لكانت أرحم لها مما تسمع ..

-أجل لقد استطاعوا الهرب قبل أن تُلقي الشرطة القبض عليهم .. شُحنة المخدرات جاهزة في المستودع بقي تسليمها فقط .. علينا بتعجيل الأمور و إلا سنخسر هذه الصفقة حتماً .. أجل ستترحل عبر الأنفاق إلى الدول المجاورة .. إنها الفرصة الأخيرة أمامنا يا عاصم .. التسليم سيكون هنا .. في منزلي ..



سارت باهتمام نحو زميلها في المكتب و علي وجهها ترتسم إمارات الخجل و الذنب .. بسبب طيشها فشلت العملية و هرب تُجار المخدرات .. لقد أوكل ماهر المهمة إليها لكفاءتها في قضايا مكافحة المخدرات .. لكنها أخفقت إخفاقا ذريعا .. خجلة من رؤيته و رفع عينيها المذنبتين لمواجهته فيقمعها و يعنفها .. وهي لن تستطيع أن تكبح جماح دموعها .. منذ يومين و هي منهكة و محطّمة عاطفيا .. هل يعقل أنها بلغت سن اليأس .. هي لم تتمّ بعد السادسة و الثلاثين .. لقد خاضت تجربة مؤلمة قبل سنوات بعيدة .. كانت صغيرة بابتسامة مشعّة مشرقة .. أجبرها والدها على الزواج ممّن يريد لأجل مصالحه و لم تملك سوى القبول بطلبه بحكم خبرته الطويلة في الحياة سيؤهله ذلك لتزويجها من الأفضل .. لكنه كان على النقيض تماما .. كان متحكما خانقا على حياتها .. كاتما حتى آهاتها التي تزفرها لتخفف عن نفسها الألم .. عانت وكم عانت من ضربه و سلاطة لسانه البذيء .. و في النهاية لم تحتمل هربت و خلعته غيابيا و تخلصت منه .. لا تعرف عنه أو عن عائلتها شيء .. فيكفيها ما نالها منهم .. خمسة سنوات كاملة من العذاب ربما لم تكن لتحتملها أيّ أنثي لو كانت مكانها .. و ها هي تقف هنا في بلد أصبح هو عالمها بعدما كانت عنه غريبة .. عشرة سنوات لم تر فيها أم أو أب أو أخ جعلتها محطّمة و هشة .. عاشت طوال تلك الفترة وحيدة في بيت تتقاسم أجرته مع عجوز طيبة كانت لها كل شيء .. حتى نُقلت إلى المقر الرئيسي في المدينة و التقت به .. فتغيرت حياتها كما لو كان ساحرا فنثر عصاه السحرية عليها ليشع الفرح و السرور من عيناها اللتين تناستا وجعا كان ساكنا قلبها فمحاه برمشة عين .. لكم تحبه و تأمل أن تنسيه مطلقته الخائنة التي لم تستحق حبا عظيما كحب ماهر .. رجل مثله حين يعشق .. يعشق بكل ذرة يملكها .. بكل روحه و كيانه .. هل سينساها يوما و ينظر لها .. تعترف ليست بجمال زوجته السابقة لكنها تمتلك دفئا و حنانا يكفي ليوزع على المدينة بأكملها ..مؤمنة بقضاء الله و بذات الوقت تدعوه و تناجيه أن يجمعهما في بيت واحد تكون له فيه عالمه الأوحد .. لم تعرف كم استغرقت في مخيلتها لتتنبه على صوت زميلها الجهوري:
-مريم ! لعلّ في شرودك خير!

اغتصبت ابتسامة صغيرة شفتيها الجافة مجاملة له في حين قالت بلهفة واضحة:
-هل حضر السيد ماهر يا نزار؟

رفع نزار حاجبيه باستفزاز يلاعبهما ليثير غيظها كعادته .. ثم أخذ يهز كتفيه بلامبالاة .. لم يكن بمثل عمرها بل أصغر بكثير ولكن لكفاءته الغير معقولة ترفّٓع في سن صغيرة .. وهي أحبته كأخ لها و منعت وجود الألقاب بينهما .. تجمعهما علاقة ودية محفوفة بالاحترام والتقدير .. وهو من شجعها على المقاتلة لكسب ثقة و حب ماهر حين علم بحبها له من باب الصدفة .. فكان نعم الصديق ونعم الناصح لها رغم فرق السن بينهما إلا أنه بعقل يبدوا أكبر من عمره .. أشارت له بيدها إلى رقبتها كعلامة القتل .. فضحك بصخب و رفع يديه إليها باستسلام قائلا بعبث:
-نعم .. لقد رأيته متجها إلى مكتبه منذ دقائق بوجه مكفهر .. يبدوا كأسد ينتظر أن ينقضّ على فريسته .. نصيحة مني لك لوجه الله لا تذهبي إليه .. يبدوا غاضبا جدا لفشل العملية.

طأطأت مريم رأسها بخزي أوهن عظامها و حطم أحلامها على صخرة اليأس ..لم تفشل قط في عملية وكلت إليها سابقا ولكنه ال.......لا تعلم من السبب لكن يكفي أن تكون متهيأة للنقل أو ......ربما الطرد .. و فجأة خطرت لها فكرة مجنونة و ستعمل على تنفيذها .. في نهاية الأمر هي ستقدم استقالتها و ستعيش الباقي من عمرها على ذكراه ! رفعت رأسها بعزم و بأصابع رشيقة رتبت خصلات شعرها جيدا بينما يتابعها نزار بعيون مدققة و عندما أوشكت على الخروج من المكتب هتف بتشجيع رغما عن أنفه:
-اعترفِ له يا مريم .. ربما هذا ليس الوقت المناسب لكن على الأقل ستشعرين براحة كبيرة تغمرك ..

رمشت له بعينيها كعلامة للامتنان .. و لوحت له بكفها قبل أن تنطلق .. كلما قطعت مسافة و مرت على مكتب كان أحدهم يرمقها بشفقة و الآخر بانتصار .. نظراتهم تباينت بتباين مشاعرهم نحوها .. تعلم لم يحببها الكثير هنا لأنها كانت الأفضل و ها هم يقفون شامتون بها عند أول عثرة لها .. تمنّت لو تهرب ولكن إلى أين !؟ طرقت الباب ثم ولجت إلى الداخل بعد سماع صوته الخشن .. كان على علم أنها ستواجه بشجاعة كما الآن .. هذه هي مريم .. نظراتها له مفهومة و للأسف لا يسعه سوى الهرب من مشاعر ستدرك أنها كانت وليدة اللحظة لكونها تعمل معه و لا شيء أكثر .. تنحنح يجذب انتباهها قائلا بعملية:
-بما أنك هنا .. إذن سأسلمك هذه .. يبدوا أنك مستعجلة للمغادرة

كلماته آلمتها و شعرت بها كوخز موجع في قلبها .. و بخطوة كبيرة أمسكت بالورقة و قرأت ما فيها .. أمر من الوزارة بنقل النقيب مريم إسماعيل إلى مدينة أخرى .. قضي الأمر .. طوت الورقة و أخفضت يدها إلى جانبها و صوته يتردد بخشونة مؤنبة:
-ما كان عليكِ الإقدام على شيء قبل أن تفكري فيه عدة مرات .. هذا هو أساس نجاح العملية .. تصرفتِ بطيش دون حساب لبقية الأطراف و دون تفكير بما سيحل بفرقتك التي أودى طيشكِ بإصابة إثنين منهم .....

تعلم أن كلماته كانت كطعنات حادة تقطع في قلبها .. قلبها الذي كان ميتا لا ينبض نبض بوجوده و بقربه .. لكن إذا كانت ستخرج خاسرة فما ستقوله الآن لا يفرق ولكن كلمته داعبت فكرها " ستشعرين براحة كبيرة تغمرك " لم تشعر كيف بدأ لسانها بالتحرك معبرا ما يجول في قلبها و روحها:
-أنا سأستقيل و لن أكمل مسيرتي العملية .. سأعيش ما تبقى من عمرى لي و لي وحدي .. أنا أحبك يا ماهر .. أحبك جداً جداً وربما تفكيري بك هو من أودى بالمهمة إلى الهاوية لا ألومك ولكن ألوم نفسي .. لطالما قلتها لك إن لم يكن بلساني فبقلبي بعيوني ولكنك تتهرب مني .. سأرددها للمرة الأخيرة أنا أحبك و لطالما أحببتك .. و سأفضل أحبك إلا آخر عمري ..

تسارعت وتيرة أنفاسها الأخيرة بينما تراه فاغر الفم .. مقطب الجبين وكأنه يرى كابوسا بشعا كبشاعة اعترافها له .. انتظرته أن يقول شيئا ربما سيفرح قلبها المكلوم لكن انفتاح الباب بقوة و دخول زوجته السابقة تلهث بتعب بينما تقول بتوسل رقيق:
-م .. ما .. هر .. أنجدنني.

اندفاع ماهر إليها ورؤيته يتفحص وجهها بعيون لامعة كان هو ما قسم ظهرها .. فعادت إلى أدراجها بكتفين متهدلين و عيون أبت أن تسكب من دموع الكبرياء شيئا لكن وهل بقي لديها كبرياء بعد اعترافها المخزي ؟؟






قبل يوم الزفاف ...


أمسكت بثوبيها الجديدين و التي ابتاعتهما قبل أيام قليلة .. إحداهما باللون الأصفر الذي تحب .. و الآخر باللون الأبيض الذي يحب .. فاختارته هو و وضعته على جسدها بسعادة .. قصير و بأكمام قصيرة على طرف كلا الكتفين .. فتحة الصدر مثلثة مزيّنة بشريط كريستال لامع .. وضعت كحلا زاد عيناها جمالا و وسّع محجريهما بفتنة .. و أحمر الشفاه الذي كان ينساب على شفتيها بإغراء يدعو للمعصية .. و شعرها الطويل رفعته بتسريحة منمّقة راقية منحت رقبتها الطويلة شرف الظهور و الإبهار .. ألقت نظرة أخيرة على نفسها في المرآة ثم رمت بقبلتها إلى انعكاس صورتها و التفتت تلتقط حقيبة يدها الحمراء كلون الحذاء .. فرحتها اليوم لا تسعها من ابتهاج قلبها .. اليوم سيعرّفها محمود على والدته .. سيأتي ليوصلها و يمنحها شرف أن تكون زوجته .. نعم لديها إحساس أنه سيطلب يدها كما صرح لها سابقا .. و بعدها سيفتح الموضوع مع والديها و تكون له .. كم هو شعور جميل أن تنتمي لمن تحب .. لمن ترغب بقضاء بقيّة حياتك بقربه .. تسعد لسعده و تحزن لحزنه .. إذا مرض تُعينه و إذا مرضت فهو يُعينك .. أن تكبر و تشيخ معه و ترى أحفادك حولك .. اقشعر بدنها من مجرد التفكير .. بقي فقط أن تجتمع بمعتصم .. طريقة كلامه أدهشتها كما فكره أيضا .. وكأن حبسه قد أتى بثماره .. لم يجن عندما علم بزواج علياء بل صمت وغادر بعقله عنها .. تلتقي به في مكان عملها حيث يأتي لها كل بضعة أيام يطمئن بها عليها و على والديها .. تخشى أن تخبر عمها ماهر أو حتى والدها و يعاودون إلقاء القبض عليه .. فتسكت و تبتلع لسانها .. أعلمها أنه سيحضر لزفاف عز الدين وأنه يحضر لمفاجأة سيسعد بها الجميع .. وهي قلقة من تلك المفاجأة فهدوءه يعنى هدوء ما قبل العاصفة ..

فتحت باب غرفتها و توجهت إلى والدتها مقبلة يدها بحب تقول:
-سأغادر الآن حبيبتي .. هل ترغبين بشيء قبل ذهابي؟

احتضنت كوثر يدها بحنان تشعر به للمرة الأولى قائلة:
-لا اسعدي فقط و سأكون سعيدة .. ولا تتأخري بعودتك .. اتصلى بوالدك و سيأتي ليوصلكِ من الحفلة.

تلكأت في سيرها و أعصابها توترت و ظهرها أصابه التشنج للحظة قبل أن تسمع رنين هاتفها .. فأدركت أن محمود الآن تحت المنزل ينتظرها .. فلوحت بيدها إلى كوثر بابتسامة صغيرة ثم هبطت الدرجات بسرعة .. فتحت الباب الحديدي الصغير و أغلقته خلفها ثم فتحت باب السيارة الأمامي و جلست فيه ثم قالت بلهاث:
-انطلق بنا !

بعد لحظات من الصمت ارتفعت قهقهة محمود الرجولية في فضاء سيارته .. تاركا أبرار فاغرة العينين و الشفتين .. فقالت ببلاهة:
-ما أجمل ضحكتك !!

استدار إليها محمود مشدوها من كلماتها التي فعلت به و بجسده المعجزات .. فقال بوقاحة و عينيه تلتمعان ببريق غريب:
-صدقيني ليست ضحكتي الجميلة و حسب ..

احمرت وجنتيها و استلمتها الكحة بصدر رحب فتنقذها من حرارة كلماته المبطّنة و وقاحته التي يظهرها اليوم و لأول مرة .. منحها نظرة متسلّية و بيده زجاجة ماء صغيرة قدّمها لها و منحها مجددا نظرة خاصة .. وهذا أكّد لها أنه جاد جدا بشأنها .. لكنها ليست معتادة على هذه الأجواء الحميمية بعد .. وكأنه يقرأ أفكارها فقال بصوت مبحوح:
-لا تقلقي .. ستعتادين على هذه الأجواء من الآن .

تبا ماذا يقصد بذلك ؟!

هل هو سؤال غير صريح لعرض الزواج !؟

و بمعالم مضحكة قالت أبرار بغباء:
-م .. ماذا تعني!؟

أوقف سيارته أمام البيت الجبلي العتيق واستدار إليها قائلا بعاطفة جياشة:
-سأخبرك بماذا يعنى بعد أن ندخل لكن قبلا .. هل أخبرتك أنك تبدين كالملاك الطاهر .

كلماته أرسلتها إلى السماء الوردية .. أحسّت بقلبها يتوقف عن ضخّ الدم و يرتجف بين أضلعه .. تهفوا روحها لذلك الاهتمام الذي ينبعث منه .. الرغبة التي تنضح من عينيه تنعش الأنثى بداخلها .. قلما منحها أحدهم اهتماما حقيقيا .. لم تكن آية من الجمال كما لم تكن بشعة ..جمالها هادئ وبسيط .. يعبر عن شخصها و حقيقتها كأبرار .. شعرت بملمس يديه على كفها و كأنه أوقد بشرايينها نيرانا تضرم و تحترق حتى تشعل قلبها و عواطفها فلا تملك إلا أن تبادله المثل .. لكنّ الضوابط التي وضعتها عائلتها عليها منعتها من ذلك فأبعدت يدها وقابلت عينيه بخجل فقال بغموض اكتسح إعماقها إلى فوهة البركان:
-أريدك أن تكوني على ثقة من أنني أحبك .. أحبك جداً جداً و إذا حدث منى سوء فسامحيني ..

وكان هذا آخر ما قاله بعدما دخلت إلى البيت و تدور بعيونها على أرجاءه التي اشتاقت إليها منذ آخر زيارة لها فيه .. وقلبها ينبض بوجل يشعرها بالتوتر و انعدام الأمن .. وكأن مصيبة ستحل عليها .. خاصه بعد كلماته الغامضة .. قالت بابتسامة متوترة و أعصاب منقبضة:
-أين هي والدتك ؟!

وكان هذا آخر ما قالته بعد أن انقض عليها يغزوها بقبلاته و لمساته الجريئة والتي أفقدتها صوابها و انتهكت جسدها حتى شعرت بالسرير ينخفض بثقل جسديهما معا .. لقد وثقت به .. لقد وثقت به و أحبته و عند هذه الفكرة توقف عقلها عن العمل و استلمت العيون مهمة السحاب فذرفت دموعها أمطارا لربما أغرقت الأرض لكثرتها .. و حنجرتها التي تمزّقت من ضغط الصوت وهي تصرخ .. تصيح .. تستنجد .. به ..


..............................
إنتهى الفصل



التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 03-07-18 الساعة 11:50 PM
jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 11:09 PM   #448

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

المفاجأة كانت عبارة عن فصلين بس لأن إضطريت أروح على سهرة إبن خالى وما عرفت أتحجج بشى شغلة لأمي ما قدرت أخلص الفصل الثاني إن شاء الله تتعوض كل ما انوى أنزل اكتر من فصل تخرب الدنيا ... سامحوني


والله تعبت كتير بهالفصل لهيك فرحوني بتعليقاتكم ومشاركاتكم و ليكاتكم الحلوة


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 11:29 PM   #449

م ام زياد

مشرفة منتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية م ام زياد

? العضوٌ??? » 389344
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 2,607
?  نُقآطِيْ » م ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond reputeم ام زياد has a reputation beyond repute
افتراضي

تسجيل حضور أفنظم 😂😂😂😂😂

م ام زياد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 11:29 PM   #450

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 18 ( الأعضاء 9 والزوار 9)
‏Jasmine, ‏zjasmine, ‏زهرة الغردينيا, ‏ندى المطر, ‏فررراشة, ‏Espereza, ‏رودينا ابراهيم, ‏ندى طيبة, ‏شاكرة

نورتوني بتواجدكم أعزائي و قراءة ممتعة


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
jasmine

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.