آخر 10 مشاركات
لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          فالكو (52) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثالث من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )           »          حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          و سيكون لنا لقاء(73)-قلوب شرقيةـ للكاتبة *نغم الغروب* الفصل الثاني عشر* (الكاتـب : نغم - )           »          عندما ينتهي الكذب - هيلين بيانشين - روايات ديانا** (الكاتـب : angel08 - )           »          357 - كاذبة ولكن - كاثرين روس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          بعض العيون حقدها في نظرها....للكاتبه ضمنى بين الاهداب.. (الكاتـب : اسيرة الماضى - )           »          سحر الليل (19) للكاتبة: Mia Zachary *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

مشاهدة نتائج الإستطلاع: أحب أن أعرف كيف وجدتم مستوى الرواية من حيث الحبكة و السرد والأسلوب؟
ممتاز 268 72.63%
جيد 88 23.85%
ضعيف 13 3.52%
المصوتون: 369. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree6Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-18, 04:59 PM   #951

Sabeen
 
الصورة الرمزية Sabeen

? العضوٌ??? » 417724
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 42
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » Sabeen is on a distinguished road
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


تسجيل حضور بانتظار إبداعك بشوق


Sabeen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 05:06 PM   #952

تيماء سيف
 
الصورة الرمزية تيماء سيف

? العضوٌ??? » 414991
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 52
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » تيماء سيف is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل حضووووووور

تيماء سيف غير متواجد حالياً  
التوقيع
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 05:09 PM   #953

تيماء سيف
 
الصورة الرمزية تيماء سيف

? العضوٌ??? » 414991
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 52
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » تيماء سيف is on a distinguished road
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 7 والزوار 7)
‏تيماء سيف, ‏Sabeen, ‏ررضه, ‏afnan saleh, ‏عاشقة الربيع, ‏Hiba mohamed, ‏خديجة أسامه


تيماء سيف غير متواجد حالياً  
التوقيع
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 06:44 PM   #954

Beautiful girl
 
الصورة الرمزية Beautiful girl

? العضوٌ??? » 419203
?  التسِجيلٌ » Feb 2018
? مشَارَ?اتْي » 32
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » Beautiful girl is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضور بانتظار الفصل
😍😍😍


Beautiful girl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 07:25 PM   #955

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 8 والزوار 5)
‏موضى و راكان, ‏Arin15, ‏الميزان, ‏Dentistoidissh, ‏Beautiful girl, ‏sama mohammad, ‏magdalena, ‏أسـتـر


موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 11:10 PM   #956

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

أ
عتذر عن التأخير لانشغالي بتدقيق الفصل .. الفصل هينزل حالا


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 11:12 PM   #957

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

الفصل التاسع عشر





مساء اليوم التالي
في المشفى ..




كان معتصم يصرخ ألما بينما يضغط الطبيب علي ساقه بالمشد الضاغط بعد أن تركه محلولا لساعات ينفس فيها عنه ... مغمضا عينيه و شفتيه تكتمان انينا يرفض اطلاق سراحه ... في كل مرة يأتي بها الطبيب ليطمئن على مدى تحسن ساقه كان يعود له شعوره الكاره لحياته ولكل لحظة عاني بها ... متى ينسى !! متى ينساهاااا؟


متى يستطيع نسيان تلكما العينين السوداوين اللتان طالعتاه بكره أسود يكفي ليغرق العالم بسواده فلا يبقى من أثره شيء ... أو اليدين القاسيتين الفولاذيتين اللتين لا تخطأا الضربة ... تلك القوة الجبارة التي يحيط بها غضب هائل استشعره بينما يتمشى على الرصيف المقابل للبحر .. ليباغته بالضرب .. أقسى انواع الضرب ... وكأنه الموت البطيء .. كان وحده و هو لم يقاومه لأنه شعر أنه يستحق ... على ما خلفه من مآسي في حياتها .. كما شعر بالحب الكبير الذي يكنه .. لعلياء .. عندها فقط أدرك أنه خسر معركته تماما !!


يشعر بالاختناق ببقائه بين هذه الجدران مسجونا فيتذكر مكرها تلك الأيام التي قضاها بزنزانة لا يود أن يتذكرها أو أن يلمح طيفها عقله ولو بمحض الصدفة .. كلما قرر عد الايام المتبقية له ليخرج ينسحب بانهزام فالأيام بعند فيه تطول كي لا تنتهي فينتهى ألمه و كأنها تنتقم منه لما سببه من مصائب للكثير من الناس و أولهم من هوتها روحه و لازالت تأن وجعا و تبكي لوعة لابتعادها و هل اقتربت بإرادتها قط؟

و أتت كلمات الطبيب لتخرجه من أفكاره على واقعه الكريه البشع ... فيضطر صاغرا للاستماع لأجل تلك الأم التي و رغم عنه يحبها مهما كان حجم الخطأ الذي ارتكبته و ذلك الأب الذي مهما كانت شخصيته ضعيفة إلا أنه لا يخجل منه أبدا ... و تلك الأخت التي قلما رآها تضحك بعد أن كانت البسمة لا تفارق محياها ... يدرك أنه تغير جذريا على الأقل لكن مشاعره كانت و مازالت نقطة ضعفه ... و يعترف بضيق أن علياء لن تمحى من قلبه ابداا و لا حتى من ذاكرته ..

-سيد معتصم الكسر ليس بتلك السهولة التي تتخيلها ... حركتك الزائدة ستؤثر سلبا على شفائها ... فقدانك للشهية ليس خيار تقرره بنفسك حتى لو لم يكن لك نفس عليك بتناول الطعام المطلوب وإلا فنحن نلعب هنا و لن نستطيع مساعدتك على الشفاء لتخرج في أقرب وقت .. لم يمض على وجودك هنا سوى بضعة أيام وها أنت تتذمر فكيف ستحتمل الشهرين المقبلين؟

لو معتصم شفتيه بحنق ثم صرخ بوجع بعد أن حرك ساقه بالخطأ ... ولم ينسى ترديد شتائمه المتنوعة في عقله ... شعوره بالعجز يقتله فيتفشى في سائر جسده فلا يرغب بالشفاء ... و هل الشفاء شفاء إن لم تشفى روحك قبل جسدك!!

لم يحتمل معتصم السكوت و هو يشعر بنفسه كطفل صغير يوبخ من معلمه فقال بفظاظة وقحة و هو يضغط على أسنانه بقوة:
-انها ساقى أنا .. و أنا حر .. شفيت أم لا .. أكلت أم لا ... حتى إذا أخذ الله أمانته .. أنت .. لا دخل .. لك.

ابتلع الطبيب ريقه وقال موجها حديثه لوالديه قبل أن يغادر:
-اقنعاه بأن العناد لن يجلب له سوى الالم.

زمجر معتصم بجنون وهو يهم بالنهوض فعلا لينقض على ذلك الطبيب والذي بات يزعجه بشكل لا يطاق إلا أن خروجه مسرعا و اندفاع شقيقته أبرار إليه هدأه نوعا ما ... فعاد يسند ظهره إلى وسادات المشفى البيضاء و هو ينهت بتعب و يطلب الماء و بنفس الوقت يشتم من عين ذلك الشاب طبيبا ..

همست له أبرار بابتسامة هادئة وهي تضع يدها على صدره لتساعده على الاستلقاء:
-كف عن صبيانيتك يا معتصم لم تعد صغيرا !

نفث معتصم انفاسا مشتعلة حارة من بين أسنانه من فرط المجهود إلا أنه ابتسم لها تلك الابتسامة الخشنة الساحرة فيقول:
-رغم أنني سعيد بدور الأم الذي تلعبينه علي إلا أنني لم أسامحك بعد على خطوبتك بغيابي بل وأنا آخر من يعلم!

غابت ابتسامتها كما غابت لمعة عينيها و هي تتوارى بنظراتها إلى حيث يقف كل من والدتها و والدها قربها فردت بلا صوت:
-أنت لا تعلم شيئا.

رد عليها مبتسما بشراسة وعينيه على والديه:
-بلى .. أنا أعلم أن أمرا جللا يحدث دون علمي!

ظل ينتظر و ينتظر ما يبرد قلبه قليلا ... فقالت كوثر و هي تتحرك لتجلس بحرص بجانبه على السرير و عينيها لا تحيدان عن عيني ابنها الجامدتين:
-حدسك صحيح .. أبرار ستتزوج هذه الجمعة.

التقى حاجبيه بحيرة و هو يرمق أبرار الساكنة بلا حراك أو نفس ثم يعود ببصره لوالدته فيقول بلا فهم:
-الجمعة !! .......... هذه الجمعة ؟؟؟

ازداد انعقاد حاجبيه عندما لم يتفوه أحدهم بنصف كلمة لتلتمع عيناه بقسوة تماثل القسوة التي غلفت قلبه في هذه اللحظة ليهمس بصوت عميق ساخر:
-اذن هي ليست نكتة !

ثم يصرخ فيهم بغضب هادر حتى أن أبرار فزعت و ابتعدت عنه بينما كوثر لازالت على جمودها:
-مما أنتم مخلوقين ؟ لم أرى في حياتي أحد يتصرف مثلكم ... لما هذه السرعة المخيفة لتزويجها و كأنها ارتكبت جريمة! ثم أنني لم أشفى بعد أم أنكم تخططون لتزويجها بدوني ؟

تنحنح والده وقال بمنطقية غافلا عن الشرارة الملتهبة بعيني أبرار:
-لا تفسر الأمور على هواك ... منذ الأزل و الناس لا تطيل في خِطبتها فلا يمضي اسبوع إلا و الفتاة في بيت زوجها ثم من قال إنك لن تحضر الزفاف .. الطبيب قال إنه بإمكانك السير لبضعة ساعات شرط ألا تثقل على ساقك المكسورة.

ضحك معتصم بقسوة ثم ردد بصوت جاف:
-اهااا .. أنتم قررتم و أنا الطفل الصغير الذي لا شأن له .. خُطبت دون علمي أو حتى أخذ مشورتي بما أنني كما يقولون شقيقها ... و حددتم موعد زفافها أيضا دون علمي .. هل سألتم عن عريس الغفلة كما يجب ام انكم غفلتم عن هذه النقطة في خضم نزاعاتكم لتزويجها وكأنها تقف عثرة أمام احلامكم.

هتفت كوثر بسخط:
-معتصم!

انفجر معتصم في وجوههم و قال بصوت لا مزاح فيه:
-اخرجوا و اتركوني وحدي ... و زفاف لن أحضر!

خرج الجميع تلبية لانفجاره .. إلا أبرار التي اقتربت منه بتخدر و عينها تذرفان الدموع فيخرج صوتها مبحوحا متحشرجا:
-هل انت جاد؟
ستتركني وحدي في ليلة زفافي .. ليس هذا ما وعدتني به وأنا صغيرة!

أغلق معتصم عينيه وهو يسمح للنسمات الباردة أن تداعب وجنتيه الخشنتين ثم امال وجهه إليها و قال برفق متألما للهجتها الحزينة:
-حتى لو أردت .. أنا لن استطيع فعلها .. ليس بعد الآن.

أشار لها بيده أن تقترب فلم تقاوم و هي تتحرك إليه بسرعة فتنعم بين أحضانه للحظة ربما ستكون للمرة الأخيرة .. ثم تمتم بسخط بعدما قبل جبينها:
-ابتعدي فورا .. جسدك ثقيل جدا.

وقفت باعتدال بعد أن صفعته على صدره بغيظ و تقول:
-ألا تستطيع إكمال معروفك بصمت .. يجب أن تقحم لسانك في كل شيء.

هز كتفيه بلا معنى وهمس وهو يراقص حاجبيه بتهكم:
-هذا هو أنا.

نفخت بضيق رغم الابتسامة التي تزين ثغرها الوردي ... تعلم أن خلف هذه الشخصية المتهكمة و الّلامبالية يكمن معتصم المتألم و الموجوع .. ترى كم سيتطلبه من وقت لينسى و هل سينسى أم أن النسيان نعمة لم تقدر لهما .. لقد أرسلت له هذا الصباح رسالة أخرى تتضمن التالي "أريد حفل زفاف ضخم في أفخم صالات البلد .. بإشرافك أنت على كل شيء" لا تعلم هل هي ترغب بجلب المزيد من المتاعب له أم أنها ببساطة تريد رؤيته يعاني غير قادر حتى على الشكوى ... قلبها الأبيض ازداد سوادا حتى ما عادت قادرة على رؤية الجيد من السيء ...

بدأت أبرار بلملمة حاجياتها و هي تحدث معتصم عن زواجها المزعوم و عن زوجها دون التطرق إلى سرد التفاصيل ... بالطبع بإضافة بعض البهارات التي من شأنها أن تجعله يصدق تلك الأكذوبة و لو أنها تقسم أن كلامها لم يدخل إلى عقل معتصم أبدا ولكنه يلعب لعبته هو الآخر بذكاء ... لكم تمنت أن تخبره بالحقيقة كاملة عله يريحها من الدور الذي ستمثله في المسرحية الهزلية تحت مسمّى "زواج" ... تذكرت شيئا ما عندما لمحت هاتفه فالتقطته و استدارت إليه تقول باستغراب:
-معتصم .. هناك رقما دوليا صرع رأسي باتصالاته على هاتفك و عندما أجبت فصل في وجهي!

عقد حاجبيه بتفكير ثم ما لبث أن اومأ لها برأسه و مد يده يأخذ منها هاتفه فيطالعه بتركيز و هو يتفقد رقم المتصل ... ابتسمت له أبرار ابتسامة بها لمسة استجداء و حزن ولكنه لم يلاحظها بالتأكيد فانصرفت بهدوء ..

بعد خروجها ظل معتصم ساكنا وهو يشعر بثقل شديد في صدره ... و كأنها للتو خطرت على باله بعد هجر و ابتعاد دام لسبع سنوات و لم يصله أي اتصال هاتفي أو حتى رسالة منها فقط رجاله هم من يقومون بإرسال عدة تقارير عنها كل شهر و هو كالعادة يرميه في خزنته دون أن يلقي النظر و الآن ............ تلك هي الأمانة التي ورطته بها المرأة العجوز قبل موتها .. بعد أن كانت آخر شيء يخطر على باله أصبحت شاغلة تفكيره

تململ في السرير الصغير الذي بالكاد اتسع لطوله الفارع بينما يستمع لرنين الهاتف منتظرا الإجابة من الطرف الآخر ...
"تيت .. تيت .. تيت .. تيت .. ...................معتصم باشا"

قال معتصم:
-ماذا هناك يا عماد؟

ارتفعت انفاس المدعو عماد في الطرف الآخر ثم قال بخفوت وكأنه يعلم الآتي:
-السيدة غنى ........ اختفت.

عقد معتصم حاجبيه ثم استقام بجذعه وهو يكتم تأوها متألما زاد من لهجة غضبه وهو يقول:
-و أنت أين كنت حين اختفت ؟ لماذا أدفع لك برأيك؟

صمت قليلا بعد أن شتم مجددا يستعيد أنفاسه ثم استفسر بأمل وهو ينهت:
-و الصغير ؟؟

قال عماد بصوت خفيض مذنب:
-أخذته معها.

أغمض معتصم عينيه بأسى و هو يفكر كيف يمكنه السفر و هو على هذه الحالة ... سيستغرق الأمر العديد من الأيام ربما شهر أو شهرين هذا إن سمح له هؤلاء الأطباء المجانين بالسفر ... لعن للمرة الألف ثم هدأ نفسه و هو يقول بخشونة قاسية من بين أنفاسه:
-اقلب الدنيا عليها و جدهما ... و طمئني و إلا سيكون عليكم أن تدعو لو لم تلدكم امهاتكم.

أغلق الهاتف بنرفزة ثم ألقى به إلى أبعد منطقة في الغرفة ليدوى صوت حطامه عاليا و يسقط إلى الأرض ثلاث قطع متناثرة!

النار تشب في عروقه شبا و أنفاسه تخرج كألسنة اللهب .. ذلك الشعور الذي يسيطر عليه كلما تذكرها ... جسد ضئيل لكن ممتلئ في الأماكن الصحيحة .. ملامح ناعمة لدرجة أنك قد تخشى لمسها خوفا من أن تخدشها ... عينين خضراوين لامعتين ... شعر فاحم السواد بلمعة تزيده جمالا ... أنف دقيق و صغير و حاجبين مرتفعان الأطراف بإباء .. و شفتين العليا رقيقة كتفتح ورده تسحر الناظرين و السفلى منتفخة متدلية بإغراء بتورد لذيذ كحبة كرز ناضجة يتهافت عليها الناس لقطفها ...

ذلك المزيج الغريب والنادر لم يراه في إمرأة قط غيرها ... مزيج من الأنوثة و الطفولة و النعومة !!

رفع كفه عند هذا الحد من التفكير و غرزه في خصلات شعره الداكن و كأنه سيقتلعه من جذوره .. لقد كانت أمانة في عنقه من امرأة لم تبخل عليه بشيء مهما كان غاليا عندها ... منحته أغلى ما تملكه المرأة ... ابنتها و صغيرها !!






يتبع ....


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 11:16 PM   #958

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

ا
لساحل الشمالي ...




كانت تقلب في كوب القهوة الذي طلبه منها جسار .. تقلب مرة بعد مرة دون حاجة للتقليب و قد كان الغاز منطفأ منذ فترة ليست بالقصيرة ...

شاردة في الليلة الماضية و التي لم تنتهي بالنوم كما كانت تظن !!

تبا ماذا حدث ليلة الأمس؟؟

بعد أن ابتعد عنها و شعرت بأنفاسه المنتظمة على رقبتها وهي التي جافاها النوم لقربه بتلك الطريقة الحميمية و قلبها يضج بصخب عشقا به وله وحده .. تحررت من قوة ذراعيه الكبيرين ليغير من نومه تلقائيا وينام على ظهره .. اللئيم المستفز ... استغلت نومه لتجول بمقلتيها على ملامح وجهه المستكين بهدوء ... تشبع حاجة ملحة في داخلها لا تعرف مصدرها ولكنها منعشة لروحها .. حتى أنها اقرنت خيالاتها بأفعالها وهي تلمس كل ما تطوله أصابعها ... بحساسية و حذر شديدين .. تلك القبلة التي اغرقها بها ظلت تمرح في عقلها وكأنها تستفزها ... تريد أن تكون زوجته ... أن تجرب معنى أن تكون بحماية و ملكية رجل كزوجها .. أن تتذوق معنى الأمان والاستقرار .. النفسي و العاطفي .. أن تفخر برجل كجسار الديب .. كانت كهذه اللحظة شاردة في ملكوته ... في حضرة و جوده حتى وهو نائم بسلام قسمات وجهه كانت تنضح بالرجولة التي تشعرها بالضعف و الانتماء إليه وكأنه وطنها وهي من دونه لاجئة مشردة في غربة الروح والمشاعر ...

ذاك اللئيم المستفز لم يكن نائما حينها !!

بل كان يتلاعب بها .. يتنفسها و يستغل ما تفعله بشكل صحيح كما تستغله هي!!

حيث أجفلها حين جذبها إلى أحضانه و إجتاحها بكل طوفان عواطفه .. بما لم تجربه معه يوما منذ زواجهما ... لا القبلة كانت ذاتها و لا اللمسات أو حتى الهمسات .. كانا كمن يتعرفان إلى بعضهما لأول مرة بطريقة حسية مثيرة .. كانت عواطفه مراعية شغوفة و مرهقة بالنسبة لها .. ولم تدرى كم مره عليهما من الوقت وهو يضيعها معه في بحور شوقه الذي لا ينضب و لن ينضب على قوله هو .. إلا أن جسدها تشنج و ابدى رفضه ليخرج على لسانها و تصيح به بخوف و هستيريتها تظهر إلى العلن ..

كانت تود أن تعبر له عن مشاعرها التي لم تكن تعرف أنها تمتلكها من الأساس إلى أن أجبرها هو على الخروج دون أدنى فعل ... فقط بالاحاسيس .. أن تكون زوجته فعليا كما يرغب و يستحق ..

و ككل مرة تتشنج تلاحظ أن تغيرا قد حل بجسار ..

كانت تتنفس بصعوبة وهي دائخة على السرير غارقة في الشراشف الحريرية .. ولازال الطوفان يلعب بعقلها و قلبها بسلطنة .. بعد أن اقنعها أنه لن يقترب و قد وعدها وإن هذا جزء من العلاج .. أن تعتاد على لمساته اكثر .. أن تبادله مشاعره و رغباته بروحها .. وأن هذه ليست مجرد رغبة واقتران جسدين وانما اكثر واعمق من ذلك .. هي أرواح تتوافق مع بعضها البعض بتشارك المشاعر ..
هي طمأنينة و سكينة لابد أن تشبع بجوارحهما .. نظراته حينها كانت غامضة على الرغم من جموحها و اكتساح الرغبة لهما .. و لراحتها مال عليها ليطبع على شفتيها قبلة كرفرفة الفراشة كان سيموت إن لم يفعلها و دون كلمة أخرى ابتعد ..

أما هي فقد كانت مذهولة لتركه لها وقد أوشكت على أن تخذل نفسها و جسدها و تصرخ بأعلى صوتها مترجية إياه أن يكمل ما بدأ و يريحها من ذلك التعب النفسي الذي تعيشه .. لا زالت لا تصدق ما حدث و هي تتساءل كيف استطاع السيطرة على نفسه وهي التي كانت قد شارفت على الجنون ...

تنهدت وهي تعود من أفكارها على ارتجاف جسدها و ازدياد معدل نبضات قلبها .. تحركت إلى الخارج حيث يجلس في الشرفة الكبيرة أمام البحر الأزرق .. رغم برودة الجو إلا أن درجة حرارتها كانت مرتفعة .. ترتدي شورت قصير من الجينز و قميص أبيض بلا أكمام و شعرها تركته حرا طليقا كما هو يحب ..

وضعت الكوب على الطاولة الزجاجية المقابلة له و جلست مبتعدة عنه بضعة انشات .. لم يبدو عليه الاجفال وقد كان يفكر فيها بكل تأكيد .. نظر جسار إلى عينيها دون أن يمنع نفسه من تأملها .. تأمل من قاربت على جعله مجنونا ليأخذها بالأمس .. من تلعب بأعصابه و مشاعره دون جهد كبير .. لا تعرف كم يستلزمه من قوة ليبتعد .. بالأمس شارف على الجنون فعليا وهي تدفعه بعيدا .. ربما تسرع و استعجل إلا أن طاقته قد استنزفت حرفيا .. و لم يعد الصبر يطيقه ليوليه ظهره هاربا ..

تنهد جسار بقوة قبل أن يقول بحزم رغم نبضاته المشتعلة:
-علياء .. اقتربي.

نفذت علياء بصمت و اقتربت خطوة لكنها لم ترضي قناعته ليتحرك ملصقا نفسها بجسدها و لم يكتفي بذلك بعد وانما حملها رغم اعتراضاتها و أجلسها على حجره .. قرب صدره .. مكانها الأصلي ..

همست علياء بعذاب وهي تبتعد بوجهها المحمر عن سلاطة عينيه:
-جساااار.

رغما عنها دمعت عيناها وهي تقول:
-أشعر أنك تتصرف معي بلؤم اليوم .. بل و تبتعد عني .. تعرف أن ذلك ليس بيدي.

الغبية تظن أنه يعاملها بلؤم و ينأي بنفسه عنها وهو لا يستطيع أن تمر عليه لحظة دون أن يشتاق إليها فيها ..

لكن عقله توقف عندما رأى دموعها فقال بقوة و غضب وهو ينظر لشفتيها المرتجفتين:
-يا ذات العقل الفارغ أنا لم ابتعد عنكِ لأي سبب غبي تفكرين به .. وانما لأنني لا استطيع نسيان الألم الذي مررتي به .. ضربي لذلك الحقير لم يشفي غليلي بعد .. أود لو أنني اقتله حيا.

تشنجت في أحضانه تماما وهي في حالة غريبة من البرد و التوتر دون أن تعرف لهما سببا .. فتصرفت بعاطفة تتدفق من عينيها البنيتين اللتين ترددان حبا شديدا لهذا الرجل الذي لا تجد وصفا مناسبا له فتميل إليه بكل كيانها و روحها لتطبع قبلة قوية على فكه أهتزت لها حدقتيه تأثرا و .. فخرا بها .. و هي تهمس لنفسها أن الوقت قد إقترب لتخبره أنها ملكه كما تعرف أنه يحلم .. إلا أنه يستحق شيئا آخر سيعني له بالتأكيد!!

ابتعدت عن احضانه الحنونة بعد وقت طويل تبتسم أجمل ابتسامة واسعة رآها عليها جسار سابقا بينما تتلألأ عينيها كحبات ماسية من الدموع وهي تقول بخفوت مختنق:
-هل أخبرتك أنني أحبك من قبل ؟؟

هز جسار رأسه بترقب مشتعل لتردف بحب و دموعها تشقط بانشداه:
-اذن أنا أحبك .. أحبك .. أحبك .. أحب.........

تلك ال" أحبك" الأخيرة كان لها نصيب أن يشاركها إياها جسار و لكن بنكهة قبلة بطعم الشغف و الجنون ..





يتبع ...


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 11:18 PM   #959

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

اتجه عز الدين بعد عودته ليلا من المشفى إلى فيلا سالم الشافعي ليأخذ نغم وقد كان هذا اتفاقهم .. لقد اتصل بها عدة مرات لكنها لم ترد و الحقيقة هو لم يرد أن يقابل أحد من عائلتها ربما لشعوره بالذنب نحو طفلتهم التي وضعوا ثقتهم فيه ليسعدها أم خجلا من مقابلة كبيرهم صديق والده العزيز سالم الشافعي ..

الأمر أصعب بكثير مما توقع ... لم يغمض له جفن منذ غادرت شقتهم و تركته وحيدا في أحضان خيالاتها في كل ركن من الشقة .. هنا غازلها و حصل على قبلة من شفاها و هناك تلاعبت بأعصابه بثوبها القصير بينما تدندن لحن أغنيتها المفضلة و تتراقص على أطراف قدميها بفشل ذريع .. هوى قلبه أرضا حين عاد إلى الشقة خائب الرجا .. فاقد الروح .. مشلول الأطراف .. و الفكرة التي لطالما نحاها جانبا كان وقتها الآن .. هو يعترف بكل كيانه أنها تهمه و تخصه .. كقطعة من روحه لن يتحرر منها إلا بانسلاخ قلبه عنها أو العكس .. مشاعره أمامها تكون عاطفية حارة شغوفة بحتة لا دخل للعقل فيها .. و كأنه بات مسيرا أمام فتنتها و حضورها الطاغي المهلك و هي مجرد .. إمرأة بجسد طفلة ..

إذا كان هذا هو ما يدعونه بالحب إذا هو يحبها ..

إذا كانوا يدعونه بالرغبة الخالصة إذا هو يرغبها كما لم يرغب إمرأة من قبل ..

إذا كانت مشاعره تدعى إعجابا إذا هو معجب بها و لا يرى غيرها ..

هو لا يعرف أي شيء عن تلك المشاعر الغريبة ... لقد دفنها في بئر روحه منذ سنوات طويلة حتى فقدت بريقها في فكره فلم يعد يفرق بين ما هو حب أو إعجاب أو رغبة أو حتى لا شيء .. خواااااء تاااااام كان هو شعوره الدائم ..

حتى أتت تلك الجنية الشبيهة "بالدمية الكورية" لتتلاعب بأوتار قلبه فتخضعه لسطوتها و حسن براءتها ...


لو طلبت منه أن يركع على قدميه لينال عفوها سيفعل .. و لكن بعد أن تفهم الحقيقة ..

أنه لم يخونها أبدا و لن يفعل طالما قلبه ينبض بعشقها .. طالما في صدره نفس يردد اسمها صباحا و مساء ..



ترجل من سيارته "الجيب" و توجه إلى مدخل الفيلا الخارجي .. كانت خطواته ركيكة حتى أنه ظل واقفا بالداخل بتردد و قلق و حيرة للقادم .. تمنى لو لم يكن هناك أحد من أفراد العائلة في الفيلا ليستطيع الانفراد بها كما يحلو له و يقنعها على أكمل وجه .. و راحت أحلامه بلمح البصر و هو يستشعر وجودهم في الداخل حتى أن أصواتهم كانت مرتفعة بعض الشيء ..

ادحض مخاوفه قليلا ثم تحرك باتجاه الباب .. وقف يتأمله لبرهة ثم ضغط على زر الجرس مرتان ليعتدل بسكون و كأنه ينتظر الحكم رغم أنه لم يقدم ادلة براءته بعد ..

فتح الباب و كان من سوء حظه أنه إلياس إذ أنه لم يترك له الفرصة ليتحدث بل تصرف بجنون و هو يدفعه بتهور فيلصقه في جذع نخلة جانبية بينما يضغط على رقبته ... كان عز الدين أضخم و أطول في البنية ولكن عصبية إلياس و غضبه كان لهما النصيب الأكبر في دعم قوة إلياس و زئيره المخيف:
-يا حقييييير .. ماذا فعلت بها ؟ مل

خرج جميع أفراد العائلة من الباب على إثر ارتفاع أصوات الشجار ..
كان أول من تحرك ليفض الشجار هو نهاد الذي سارع بإبعاد إلياس عن عز الدين ... لكن إلياس كان مصمما على ما يبدو ليلتفت نهاد إلى جهاد الواقف يتابع الموقف بقلق فيصرخ فيه:
-ايها الضخم تعال و ساعدني بإبعاد هذا الثور الهائج.

تحرك جهاد حيث كان اضخمهم جسدا ليجذب ذراع إلياس بكل يسر و سهولة بمعاونة نهاد .. كان كل واحد منهم يمسك بذراع بينما إلياس يندفع برأسه ويصرخ بصوت جهوري:
-اتركوني عليه .. هذا الحقير يستحق الموت على فعلته .. دعوني اقتله.

هدر فيهم سالم بحزم وهو يتقدم منهم:
-توقفا عن هذه المسخرة حالا .. احترما وجودي على الأقل.

أخفض إلياس رأسه بعد أن رشق عز الدين بنظرات قاتلة قابلها الآخر بأخرى مستفزة بينما يمسح الدم عن أنفه النازف ليقول بقرف قبل أن ينصرف إلى الداخل:
-لقد ظلمتموها بهذه الزيجة.

نظر إليه والده بغير رضا ثم أشار إلى جهاد ليلحق به خوفا من أن يتهور مرة أخرى .. كانت بسمة و علا تتابعان الموقف من بعيد لا تتجرأن على الاقتراب في حضرة كبير العائلة ...

عندما دخل كل من إلياس و جهاد إلى الداخل .. رفع سالم رأسه ثم وضع كفه على قلبه و قال باحترام:
-اعتذر نيابة عن تصرف إلياس الغير مسؤول يا بني فأنت ابن الغالي .. لكن ....

كان نهاد يتأهب ليقاطع والده معترضا على كلماته القادمة إلا أنه كبح لسانه حتى لا يقلل من شأنه بعد فعلة شقيقه إلياس .. فهو يعلم مدى قوة علاقة والده بماهر فخري ولن يرضى على نفسه أن يخطئ في حقه حتى ولو على حساب ابنته الوحيدة .. لكن سالم قال بتحفظ جلب الابتسامة لنهاد و أسقط قلب العاشق:
-لكن اسمح لي ... نغم ستبقي في بيتها حتى تغير رأيها و تعود إليك ... عمت مساء و .. سلم على والدك.

غاص قلب عز الدين خجلا و خزيا و هو الذي من المفترض أن يعتذر بل و يتذلل ليحصل على سماحتهم و غفرانهم ... لقد عامله وكأنه أحد أولاده ... لم يلقي عليه اللوم بل أنبه بأسلوب لبق اشعره بتأنيب الضمير أكثر من قبل .. كان يتساءل هل اخبرتهم و ها هو الجواب أمامه فردت فعل إلياس توضح الكثيير مما لا يعرفه و يعرفونه هم ... إلى أي حد وصلت في حديثها عن ذنوبه!!

تابعت علا بترقب انصراف سالم و بسمة إلى الداخل ثم نزلت السلالم الرخامية القليلة و جرت إلى عز الدين قبل أن يفتك به نهاد .. و قد كانت على حق فنهاد ينتظر انصراف الكل ليستفرد به على الأصول ..

وقفت علا حائلا بين زوجها بتوهج عينيه الزرقاوين المتقدتين و شقيقها ذو الوجه المشبع ضربا ... فردت ذراعيها أمام نهاد و ظهرها يقابل عز الدين الذي يترقب فعلة شقيقته ...

تأمل نهاد بغضب ما تفعله علا إلا أن ذلك لم يمنعه من الاقتراب منه رغما عنها و لكنها علا في نهاية الأمر ...

أمسكت بكتفيه ثم أبعدته عن عز الدين و قد ساعدها هو بمسايرة خطواتها ... تطلعت إليه بملء عينيها و همست بصوت أجش باسمه فمد نهاد أصابعه يتلمس وجهها بانبهار يناقض خشونة صوته معها:
-أتدافعين عنه يا علا بعد كل ما حدث ؟ ألم ترى حالتها السيئة و انهيارها العصبي ؟ ألم تعطفي عليها و لو قليلا ؟

أبعد أصابعه فجأة عن وجنتيها و كأنه تعرض لمس حارق فيدير لها ظهره و هو يتنفس بخشونة بينما يقف متخصرا .. لم تتركه و هي تتقدم منه فتمد يدها و تلمس ظهره بطريقة تعرف أنها تؤثر عليه و همست برفق وكأنها تواسيه:
-يشهد الله أنني أعدها كشقيقتي وربما أكثر .. و قلبي يتقطع عليها لدرجة أنني بكيت لبكائها لكنه ... لكنه شقيقي أيضا .. من فضلك يا نهاد دعني أنا أتكلم معه ..

اتبعت كلامها بهمسة رقيقة بصوتها الشجي:
-من فضلك!

التفت إليها و همس لبريق عينيها العسليتين بعد أن أجبرته على الهدوء:
-لكِ هذا يا عسلية و لكن ......

نظر إلى عز الدين من خلفها بطارف عينيه و أكمل بتوعد:
-ان افتعل شجار مجددا فلا يلومن إلا نفسه .

سار نهاد إلى الداخل بعد أن مر من أمام عز الدين ولم يقاوم قوله المتوعد:
-لم تصن الأمانة كما يجب و سأكون ملعونا إن عادت إليك إلا بعد أن أراك هائما على وجهك .. فاقدا لعقلك و كيانك يا ابن فخري.

تحركت علا بسرعة إلى عز الدين تتفقد إصابته بأناملها فيصدر تأوها متألما و يده تحط محل يدها فتقول بوهن:
-يا الهى وجهك مكدوم بقسوة .. انتظر سأجلب لك بعض الثلج.

أمسك بيدها فورا و عينيه تلقائيا تنظران إلى الأعلى .. إلى حيث يقف ذلك الظل خلف تلك الستائر البيضاء و قال بلهفة:
-كيف حالها الآن ؟

ابتسمت علا و قالت بشجن:
-تحاول البقاء قوية من أجلهما.

قال عز الدين بحيرة:
-أجلهما!؟

قالت علا بفرحة لم تستطع مداراتها و عينيها تتأهبان لانفعالاته:
-ستصبح اب بعد ثمانية شهور.

تحكم عز الدين في نفسه حتى لا ينفجر من شدة الفرحة بينما تتأمله علا بفرحة مجنونة تكاد توازي فرحته ...

قال أخيرا بلا تصديق:
-نغم حامل.

ضحكت علا رغما عنها و قالت بغيظ وهي تضربه على كتفه فيأن ألما:
-تخيل ! كيف عرفتها أيها العبقري؟

قال بتوبيخ متحكما في حجم سعادته المبالغة:
-لا ينقصني الآن إلا استظرافك.

ثم اشاح عز الدين بوجهه عنها وتطلع إلى الأعلى فلم يجد ذلك الظل الذي يشتاق إليه .. تبا لقد كانت تحمل طفله ... لذلك كانت تعاني من الغثيان و الدوار المستمر .. شتم نفسه وهو يضم قبضتيه إلى جانبيه ...
مستحضرا كامل قواه العقلية ليمنع نفسه من ترديد اسمها كي يحظى بنظرة واحدة منها ليشبع شوقه إليها .. أخفض رأسه بإحباط و وجد شقيقته تنظر إليه بتحذير فقال بسخط وكأنه طفل صغير:
-ماذا؟

رفعت له اصبعا و كعادتها تستفزه بقولها:
-لا تتجرأ و تفعلها .. ستفضحنا ..

ثم أشارت براسها إلى الداخل و همست باستفزاز:
-و سنضطر لإطلاق ذلك الثور الهائج عليك فلا يُبقي فيك عظمة واحدة صحيحة على أختها .. فلا يغرنك شخصيته الهزلية.

تمتم عز الدين بسخط:
-خائنة تبيعين أخيكِ من أجل تلك العائلة.

رفعت كتفيها بلامبالاة و قالت بهدوء قبل أن تلحق ببقية العائلة:
-من فضلك غادر يا أخي فنغم متعبة و تحتاج إلى عناية خاصة أنت لن توفرها لها بقلقك الزائد .. لا أعرف ما الذي يجري بينكما إلا أنني متأكد من أنك جرحتها بقوة .. راجع نفسك اولا ثم تعال واطلبها بعين قوية .. و أرجوك انتبه لنفسك و عالج كدماتك.

بعد دقائق من دخول علا خرج عز الدين من بوابة الفيلا بخزي مكللا بالفشل و شيء آخر يخنقه بشدة .. لا يصدق أن حوريته تحمل طفله ... قطعة من روحه كصغيرته التي آذاها دون تفكير .. دون قصد .. هل سيتحمل يوما آخر بدونها .. بدون أنفاسها التي تشعل جسده بحاجة تواقة إلى التغلغل إلى خلايا روحها .. بدون عبقها المسكر لمشاعره التي توضحت على يديها الصغيرتين .. كان يعلم أن ليلة أخرى من الأرق في انتظاره ..





يتبع ...


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
قديم 14-07-18, 11:20 PM   #960

jasmine

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية jasmine

? العضوٌ??? » 415180
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,323
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
?  نُقآطِيْ » jasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond reputejasmine has a reputation beyond repute
¬» قناتك action
?? ??? ~
سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر
افتراضي

فتح نزار الباب في ذات الليلة وهو يتساءل باستغراب عن هوية الذي يطرق بابه في منتصف الليل .. و في وقت أراد فيه الاختلاء بنفسه و بمعضلة زواجه القادم ..

نظر بدهشة مضحكة إلى زائره بوجهه المكدوم .. فقال بلهجة جدية حادة وهو يتنحى جانبا فيفسح للآخر مجالا للدخول:
-ماذا أصابك يا رجل ؟

دخل عز الدين بينما يلحق به نزار و يشير إلى أريكة مريحة ليجلس عليها إلا أن الآخر ظل واقفا متسمرا أمام نافذة تطل على الطريق العام و بيده سيجارة مشتعلة لا يعلم متى أشعلها بهذه السرعة .. ارتمى نزار فوق الأريكة ذاتها و قال ببرود:
-يبدو أنك نلت ما تستحقه.

استدار إليه عز الدين وهو ينفخ دخان سيجارته عاليا ... ثم قال فجأة بلا مقدمات:
-نغم حامل.

ارتفع حاجبي نزار باندهاش وكأنه توقع كل شيء إلا هاتين الكلمتين... لكنه لوى شفتيه و قال بوقاحة:
-يا رجل كيف فعلتها!

نظر إليه عز الدين نظرة بلا معنى ليتنحنح نزار و يجلس باعتدال هامسا:
-اعتذر لكنك مجنون ..
و حسنا مبارك لكما فهذا خبر رائع يا صديقي.

صمت عز الدين قليلا ثم قال:
-لقد تركت البيت.

عقد نزار حاجبيه بانتباه و تركيز ثم ما لبث أن أشار لعز الدين أن يجلس بجانبه .. جلس عز الدين بإنهاك بينما يقبض نزار على كتفه و يقول بجدية:
-اخبرني إن أحببت سترتاح.

أخذ عز الدين نفسا عميقا من سيجارته ثم نفثه بقوة توحى بكم السيطرة التي يتبعها على نفسه حتى لا يفكر و بدأ يسرد على مسامع نزار الحكاية منذ البداية و الآخر يستمع له بتركيز عالي ..

-حتى أنها لم ترد على اتصالاتي لتمنحني أملا في العودة .. لا شيء.

قال نزار بعد لحظات من الهدوء:
-لكنك لم تخنها على حسب ما اخبرتني به سابقا!

اومأ عز الدين بإيجاب فقال نزار بدهشة:
-ولما لم تخبرها ؟

زفر عز الدين آخر نفس من سيجارته ثم رماه بعيد تحت أنظار صديقه الساخطة و هو يعرف هوسه المريض بالترتيب والنظافة و قال بغضب بالغ:
-اللعنة هي لم تسمح لي بالكلام .. لقد كانت منهارة على آخرها.

ابتسم نزار بتشفٍ وكأنه اخذ حقه منه لرميه سيجارته على أرضية غرفة المعيشة التي انتهى من تنظيفها قبل ساعات .. إلا أنه قال بهدوء:
-ماذا تنوى أن تفعل؟

هز عز الدين كتفيه وقال بضياع:
-لا أعرف .. ماذا تقترح أنت؟


ظل نزار صامتا لعدة لحظات ثم قال أخيرا:
-لقد اخبرتك من قبل المرأة تحتاج أن تشعرها أنها مرغوبة في جميع حالاتها.

تنهد عز الدين بغضب شديد و قال بخشونة و عروقه تكاد تنفجر:
-تبا لك و ما علاقة كلامك بحالتي أنا!

امال نزار رأسه قليلا يحدجه بنظرات متسلية إلا أن استدرك نفسه بعد رؤيته للانفجار المشع من صديقه فتنحنح وقال:
-يبدو أن زوجتك نجحت في تغييرك وإلا لما طلبت مني مساعدتك و أنت الذي كنت تجد لأصدقائنا الحلول بغمضة عين.

عندما لم يصدر عن عز الدين أي صوت أرخى نزار جفنيه متأملا صديقه منذ الثانوية ... لكم تغير عن تلك الأيام الخوالي ... لا يعلم حقا من كان له الأثر الأكبر في تغييره .. طلاق والديه أم زواجه من فتاة أصغر منه بكثير ... لكنه يكاد يلاحظ أن عينيه تتنفسان وكأنه عاد للحياة من جديد بعد أن كان جسد بلا روح ..

هتف نزار فجأة مجفلا عز الدين:
-هل تصلي يا عز الدين؟

أومأ عز الدين تلقائيا مما دفع نزار ليسأل مجددا:
-اعلم أنك لم تصلي من قبل إلا في بضعة مناسبات لأجل مظهرك أمام الناس.. والأن أنت منتظم تماما في صلاتك ... السؤال هو ... هل هذا لأجلها؟

من كان ليظن أن يطرح عليه أحدهم سؤالا كهذا بعد ضياع دام لسنوات ولكنه لا يستغرب فهذا نزار !!

ابتلع ريقه بشدة وكأن ما سيقوله يصعب علي لسانه نطقه إلا أنه همس بصدق وهو يتحسس اعلى صدره مرورا إلى رقبته كما لو كان يختنق:
-لأجلها ... كان ذلك في البداية.

-و بعد ذلك؟

تنفس عز الدين بخشونة و أجاب بسكينة:
-لأجلي ... لأجل تلك الراحة التي لا أجدها في مكان و زمان آخر ... لأجل روحي التي عانت التقشف لسنوات عجاف فلم تجد إلا في الصلاة غذائها و مسكنها .. لأجل تلك الذنوب التي أثقلت كاهلي فلم يعد باستطاعتي حمل وزرها أو رميها عني و وجدت ضالتي فيها .. إلا تلك الكوابيس التي لا تفتأ تذكرني بما ارتكبته من معاصي ...... فأنا أعلم جيداً أن نور الله لا يهدى لعاص.

ابتسم نزار بهدوء و هو يهب من مكانه قائلا بنبرة غامضة:
-أنت على الطريق الصحيح يا أخي و لا يلزمك إلا القليل من العقل و الكثير من الصبر

ثم دفع صدر عز الدين الذي استقام بدوره و قال بعجرفة:
-اذهب و اقنع زوجتك بأنك و إن كنت مع إمرأة أخرى إلا أنك للمرة الأولى بسببها تجد نفسك فلا تخنها و لا تخن نفسك.

تردد عز الدين وهو يسأل بينما ينظر لساعة يده:
-ولكن الساعة .......

قاطعة نزار بمكر:
-صحيح أنني رجل رزين إلا أنني أتحول إلى مجنون حين يتعلق الأمر بالمرأة التي ... أحب ... ثم إن الساعة لم تتجاوز الثالثة صباحا بعد وأنت طرقت بابي قبل ساعة فقط.

و غمزه بعبث و للدهشة بدأت الابتسامة تظهر تدريجيا على ثغر عز الدين الذي انفجر ضاحكا يشارك صديقه العبث و كل منهما يضرب قبضتي الآخر بقبضتيه ثم يندفع عز الدين ليحتضن الآخر مقبلا وجنتيه ... فيدفعه عنه نزار بينما يمسح خديه متظاهرا بالقرف وهو يقول:
-تبا لك أيها المنحرف سأتزوج بعد شهرين و لا أريد أن يعلق اثرك بي.


لم تتبدل ملامح عز الدين الضاحكة و هو يسأل بتفكير:
-هل هي ذاتها العروس التي تزن عليك والدتك الزواج بها منذ بداية العام؟

مط نزار شفتيه حنقا و هو ينحني ليلتقط تلك السيجارة التي تؤرقه و يقذف بها من الشباك المفتوح .. فيلتفت إلى عز الدين و هو يقول بمنطقية بعد تفكير طويل و عميق:
-للأسف لم استطع الرفض و هي تعدد مزاياها التي لم تعد تتوفر في الكثيرات من هذا القرن .. و من أنا لارفض هذه النعمة.

ثم سأل عز الدين بعفوية و عقله يفكر بصديقته التي تركت العمل منذ شهر:
-هل سترجع السيدة نهال إلى والدك؟

كالعادة احترم نزار رغبة صديقه في عدم ربط سيرة والدته به إلا أن فضوله غلبه ليعرف الإجابة لكن كل ما حصل عليه من عز الدين كان هزة غير مبالية من كتفيه اتبعها بالقول بالساخر:
-لم يعد يهمني إن عادت أم ... لا.

اقترب نزار من عز الدين و قال ضاحكا:
-حسنا إذا فلتخبره أن فتاة في بداية الثلاثينات من عمرها سألت عنه في القسم اليوم و قالت إنها معجبة.

جحظت عينا عز الدين ثم علا وجهه الذهول ليتحول إلى ضحكات صاخبة ... هدأ تدريجيا لتتحول ملامحه إلى غضب و شراسة و هو يقول:
-هناك إمرأة أريدك أن تقوم بواجبك معها ... اعتبرها خدمة العمر يا شريك.

قال نزار بترقب حذر:
-ماذا؟

-لورين .. سأرسل لك عنوان بيتها و أريدك أن تعتني بها دون علم والدي.

اومأ نزار ثم قال بعبوس مضحك:
-اعتبره حصل.

توحشت عينا عز الدين ثم قال بعنف و تهور:
-لا أريد أن اعتبره .. أريده أن يحصل فورا.

ثم قال بابتسامة قاتلة قبل أن يغادر:
-و لن اوصيك بالواجب.





يتبع ...


jasmine غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الحالية
..
على شفاه الورد
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
jasmine

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:04 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.