آخر 10 مشاركات
علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          لا تتحديني (165) للكاتبة: Angela Bissell(ج2 من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          زوجة دون امتيازات - قلوب زائرة - للكاتبة المتألقة: shekinia *مكتملة &الرابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          439 - دموع الورد - آن ميثر ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          142 - مرة في العمر - آن ميثر - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          ترنيمة عذاب -ج4 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة الأخّاذة: عبير قائد *كاملة & بالروابط* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أُحُبُّكِ مُرْتَعِشَةْ (1) *مميزة & مكتملة * .. سلسلة عِجافُ الهوى (الكاتـب : أمة الله - )           »          سحر التميمة (3) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          366 - عروس الصقر - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree306Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-07-18, 07:42 PM   #1031

زينب عبد الكريم

? العضوٌ??? » 397711
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 448
?  نُقآطِيْ » زينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تسجيل حضور بانتظار الفصل نار 🌺🌺🌺


زينب عبد الكريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-18, 09:56 PM   #1032

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
Elk

مساء الورد يا قمرات

اليوم ختام العقد الثاني من رحلتنا لنبدأ العقد الثالث الاسبوع القادم بإذن الله .. اعدكم بفصل ضخم ملئ ونهاية ناااارية حااارقة

قبل الفصل احب شكر كل المتابعات الجميلات .. وجودكم سعادتي واتمنى لكم كل الخير

وأخص بالشكر كل مَن أهداني من روائع قلمه خواطر لابطالي .. كل من اهداني اقتباسا .. كل من اقتبس اكثر ما مس مشاعره من الفصول .



بقلم nesrine nina من أكمل لشمس .. بشكرك من كل قلبي حبيبتي تسلمي يا قمر





بقلم bent.dz من رائد لدارين
شكرا حبيبتي تسلم اناملك




أتمنى لكم قراءة ممتعة 🌺🌺🌺


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 02-07-18, 10:05 PM   #1033

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي


الفصل العشرون

تجلس أمام النافذة لا ترى سوى السماء بدفئها في نهار أول يوم من شهر رمضان المبارك ..
ربما اختار جناحهما في الطابق الرابع والعشرين لأنه كما قال يحب القمم العالية .
المنظر من الأعلى أجمل بكثير .. طوال حياتها ووالدها كان يثبت أقدامها هى وقمر على الأرض .. ليأتِ هو ويرتفع بها لترَ السماء .
أيام تمر وهو يصبر عليها بشكل غير عادي .. نظراته تتأجج برغبة لا يخفيها لكنه لا يطيعها .. ينظر إليها بمنتهى الحرية ..
وكثيرا ما تلمح في عينيه تحديا بشئ ما أو ربما .. وعدا لنفسه بشئ ما !.
عدلت وضع نظارتها ذات الإطار الأسود فوق عينيها لتنظر لشاشة حاسوبها فوق رجليها بإهتمام تقرأ البحث الذي أرسله إليها مشرف رسالتها ..
جيد أنها اتصلت به لتجده يسألها عن غيابها لأنه لا يريد تعطيل وقته وإلا لكان ترك رسالتها ولتبحث هى من البداية عن مشرف جديد ..
كانت تحتاج لدفعة خفية من أي شخص لتكمل الماچستير ..
كثيرا ما أرادت أن تأخذ دورات تدريبية وهى تدرس ليأتها رد والدها الأول .. وما لزومها ؟! ..
وفي اللحظة التالية تثبط عزيمتها فتنسى الأمر .. تعلم أنه مجرد سؤال بعد الطلب وأنها لو أصرت لم يكن ليبخل عنها والدها بالمال لكن الأمر في ثقافة التعليم الذاتي نفسه ..
أن يرَ أن كل ما يتعلمه حمزة ودارين مجرد تفاهات والتعليم المدرسي هو المفترض فقط لا غير .. فهو لا يدرك أن التعليم المدرسي لا يبني شخصية ولا يهب ثقةً في نفس ..
وها هى تجلس هنا بلا قيمة !
رفعت شمس رأسها تنظر أمامها مبهوتة ..
يا للمصيبة .. إنها أفكار قمر !..
بل هى الحقيقة .
ميدالية مضيئة على شكل فانوس صغير تهادت أمامها بيده الثابتة فرفعت شمس عينيها إليه ببرود ثم أعادت نظرها للحاسوب ..
يجلس أكمل على الكرسي الآخر جوارها واضعا الميدالية على لوحة المفاتيح وهو يقول :

" كل عام وأنتِ بخير "

اومأت شمس بلا رد وهى تطالع البحث أمامها فتسمع أكمل هادئا :

" هل يمكنني دعوتكِ لنفطر معا اليوم ؟ "

أغمضت شمس عينيها لحظات ثم فتحتهما وهى تأخذ نفسا عميقا مرتعشا ..
منذ أن أتت وهى تأكل وحدها أو لا تأكل ونادرا ما جمعهما طعام في لحظات صمت مريبة ..
وها هو يطلب منها أبسط حقوقه .. أن تأكل معه ..
لكنه لا يدرك صعوبة الأمر .. صعوبة خيانة .. طفلها ..
خيانته باستمرار حياتها التي وهبتها له منذ موته .. موته وهو قطعة صغيرة عمرها سبعة أشهر وثمانية أيام ..
ولن يدرك أحد حرقة الكبد وتلوي الأحشاء بنيران فقد الولد إلا مَن ذاقها .
وإثقال النفس بالذنب ومنعه من حقوقه هما آخر فوق الهموم .

( منكِ لله يا قمر .. منكِ لله )

أدارت وجهها إليه لامعة العينين بدموع بعيدة تقول بنبرتها المثقلة هماً :

" أنا لا أريد أن أرتكب إثما "

ظل أكمل صامتا ينظر إليها عاقدا حاجبيه بشدة وملامحه تثور بثورة عينيه حتى رد عليها :

" إثما حين تفطرين معي ! "

هزت شمس رأسها وهى تدرك أنه أخطأ تفسير جملتها فتخفض بصرها تقول ببطء خافت :

" إثما لأني لا أعطيك حقوقك .... إثما لأني أدخل غرفة وأغلق بابها عليّ كل ليلة ... كيف أكون صائمة وأنا أشعر بذنب ... زوج ؟ "

تحررت أنفاس أكمل وملامحه تلين باستغراب ..
مدارا محفوفا بالمخاطر دخله بقدميه ليتذوق مذاق القسوة الحارة وطعم النار الحارقة ..
فقط يتذوق ويخرج بإرادته .. لكن يبدو أن المدار يميل به لاتجاه لا يريده ..
وكيان أحمق بداخله يرغب بالميل .. اللذيذ .
تنهد وهو يميل يستند بمرفقيه على ركبتيه ناظرا إليها وشبه ابتسامة تظلل شفتيه فيقول بهدوء :

" ظروف زواجنا كانت مختلفة .. تم سريعا .. نحن لا نعرف عن بعضنا الكثير .. والأمر كان أشبه بتهديد وحرب ندخلها سويا "

أشبه !! .. ألم يكن الأمر كذلك بالفعل ؟!
تطرق شمس وهى تبعد الميدالية وتغلق حاسوبها وأكمل يتابع بتفهم :

" قد لا اعلم ما عانيتِه بعد كل ما حدث لكِ .. لكن أستنتج أنكِ أغلقتِ على حزنكِ بداخلكِ لأنكِ لم تخرجِ منه إلي الآن .. وأنا أقدر ذلك لذا فلن أطالبكِ بشئ فوق طاقتكِ .. لذلك لا تشعرِ بالذنب .. لأنني كنت أتوقع هذا منذ عرفتكِ وقبلت "

نظرت شمس لعينيه ترى صدق حروفه فتسحبها موجة ساكنة .. ثم طلة سحابة ضبابية ..
طلة لامعة دخانية .. تحمل تحديها بين طيات كلماته الواثقة :

" حاليا لا أريد منكِ شيئا ... لكن حين أريد .... تأكدي أني سآخذ كل ما أريد "

يتابع أكمل حركة حنجرتها وهى تبتلع ريقها بصعوبة ثم يبتسم مكررا سؤاله :

" والآن .. هل تقبلين دعوتي على الإفطار اليوم ؟ "

اومأت شمس وهى تمسك الميدالية تنظر إليها قليلا ثم تأخذ الحاسوب لتنهض فيمد أكمل يده يمسك ذقنها يدير وجهها إليه قائلا بإصرار :

" كل عام وأنتِ بخير "

افترقت شفتيها لحظات قبل أن ترد بنبرة خافتة مستعصية :

" وأنت بخير "

بعد عدة ساعات

فتحت شمس الاتصال المرئي فتظهر دارين على شاشة الهاتف مبتسمة بإشراق قائلة :

" اشتقت إليكِ شمس .. كيف حالكِ وحال أكمل ؟ "

ابتسمت شمس وهى ترد عليها :

" بخير .. وأنتم .. ماذا تفعلون الآن ؟ "

يراقبها أكمل وهو جالس أمامها في أحد أجمل مطاعم المدينة فتثبت عيناه على ابتسامتها الحقيقية .. بلا مرارة وسخرية ..
صافية دافئة وأجمل بامتلاء شفتيها .. ابتسامتها فتنة .
تتحرك دارين في منزل عمها لتتحرك الصورة خلفها وهى تقول بمرحها :

" نحن الآن في منزلكم كما اعتدنا وجميع السيدات في المطبخ ورائحة الطعام تنتشر للمنازل المجاورة في هذه الدقائق الأخيرة قبل آذان المغرب مع أني لم أشعر بها طوال اليوم ولا ينقصنا إلا وجودكِ معنا مثل كل عام "

اتسعت ابتسامة شمس وهى تعدل من وشاحها الملون على رأسها قائلة :

" ليتني معكم "

فترد دارين وهى تغمز بشقاوة :

" كاذبة "

يبتسم أكمل ناظرا للوشاح الذي تغطي به شعرها اليوم .. وشاح ملون وضعته على شعرها ورمت أطرافه للخلف بأناقة العشوائية ..
رغم قميصها الأسود وتنورتها السوداء الخالية إلا من شريط ملون بذيلها إلا أنها مبهجة اليوم والألوان حول وجهها الذي اعتاده حزينا .
اهتزت ابتسامة شمس قليلا وهى تسأل بتردد :

" وقمر .. هل هى بخير ؟ "

تلف دارين لتظهر قمر خلفها قائلة بعبث :

" ها هى .. صارت بأفضل حال في كل شئ عدا المطبخ بالطبع واكتفت بصب أكواب التمر باللبن "

لم ترفع قمر رأسها لترها فتتلاشى ابتسامة شمس وهى تسأل :

" وحمزة .. أين هو ؟ "

يعبس أكمل وهو ينظر للاتجاه الآخر شاعرا أن هذه المكالمة ستفتح موضوعا أُغلِق منذ وقت ..
المسافة تجعلها أهدأ وهى بعيدة عنهم جميعا .. يشعر بها حين تحادث والدتها تظل فترة طويلة بعدها واجمة غاضبة رغم تقبلها للأمر.
ترد دارين وهى في طريقها للمطبخ :

" الأستاذ حمزة لم يأتِ إلي الآن .. قال إنه في الطريق وعمي هنا يجهز له محاضرة كيف يتأخر عن تجمع أول يوم رمضان ؟! "

تضحك دارين بخفة بينما تستشعر شمس ما يحدث .. لم يتأخر حمزة من قبل عن هذا اليوم .. يبدو أنها لن تعرف ما حدث بينه وبين قمر إلا حين تعود .
تصل دارين للمطبخ فتقف جوار نجوى قائلة :

" ها هى ابنتك ماما نجوى ستفطر في أفضل مطاعم البلد وأنتِ هنا تبكين قائلة اشتقت لشمس معنا "

تضحك شمس بخفوت وهى تنظر لوالدتها فيعيد أكمل نظره إليها مستندا بمرفقه على ذراع الكرسي واضعا سبابته على خده يراقبها بإسترخاء .. ضحكتها .
تسأل شمس بإهتمام وبعض .. مشاغبة :

" كيف حالكِ أمي ؟ .. أنا أيضا أتمنى لو كنت معكم لكن ماذا أفعل ... حكم القوي "

يرتفع حاجبا أكمل فتظهر خطوط جبينه العرضية بجاذبية ابتسامته ولمعان عينيه على .. شفتين تمزحان ..
يبدو أن دارين هذه عدوى لتجعلها تضحك وتمزح من بضعة كلمات على هاتف !.
ترد نجوى ضاحكة :

" كأنكِ معنا حبيبتي .. العام القادم بإذن الله تكونين هنا مع أكمل وما يرزقكِ الله به .. أدعوها في كل صلاة أن يفرح قلبك يا شمس "

جمدت ابتسامة شمس حتى نطقت وهى تحدق في الشاشة :

" صوت الآذان .. سأغلق أمي .. سلام "

وضعت هاتفها على الطاولة وأمسكت كوب العصير تهمس بوجل :

" اللهم لك صمت .. وعلى رزقك أفطرت ..... "

دون أن تدري بعد أن أنهت دعائها بتردد دعوة بين جنبات روحها

( ربِ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين )

ودون أن ترَ ملامح أكمل في هذه اللحظة .

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 02-07-18, 10:20 PM   #1034

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

بعد أسبوعين

تركض في طريق مظلم مقفر .. تلهث بقوة وهى تنظر خلفها ..
لا تعرف عما تبحث وهى تدور حول نفسها ويدها تمسح العرق عن جبينها ..
تائهة .. ضائعة والوقت ينفد .. xxxxب ساعة تتحرك بصوتٍ مزعج ..
ارتجفت خلاياها وهى تسمع موسيقاها تتحول لنغمات شاذة مخيفة ..
شعرها بأكمله يتطاير حول وجهها وهى تسمع صريرا عاليا لسيارة تُكبَح بقوة ..
ارتطمت بأحد الجدران وضوء مباغت أعمى عينيها ..
فستانها الأسود يتمزق ذيله بساق حديدية حادة مثبتة بالجدار .. وانهارت على ساقيها ..
تضع يدها على قلبها النابض تحاول تهدئته .. ليست هى مَن تنهار ..
حتى صمتت كل الأصوات حولها ..
وتلتفت برأسها تشعر أن أحدا ما معها .. وهناك بعيدا أبصرته ..
لا ينظر إليها .. يقف جوار سيارته يدفعها بكفيه ! ..
هل يدفعها لتتحرك أم .. يضرب عليها لتصدمه ؟!.

فتحت دارين عينيها بجمود رغم إرتعاش جسدها .. كل شئ متوقف عن الحركة حتى أنفاسها ..
استعادت وعيها بالمكان ببطء فرمشت وهى تسحب نفسا عميقا بإختناق ..
قلبها منقبض بشعور خائف أن فقدا ما سيحدث !.
ثلاثة أسابيع تفصلهما عن الزفاف .. فأي فقد ستبكي عليه ؟.
اعتدلت جالسة على الكرسي تمسد رقبتها المتألمة وتمسح وجهها من دموع جفت منذ وقت طويل ..
كيف غفت هنا في الشرفة بعد المكالمة لتستيقظ على هذا الكابوس ؟!.
مكالمة والده قلبت كل شئ فجأة .
نهضت دارين تدخل غرفتها بضيق فتنظر للوحة التي رمتها أرضا بعد المكالمة ..
ظلت واقفة تحدق باللوحة طويلا وقلبها ينقبض .. ينقبض ..
التفتت تبحث عن هاتفها .. هنا .. هنا .. وهنا .. وهنا ..
تدور حول نفسها لا تعرف أين وضعته بعد المكالمة ؟!.
خطت قدماها باتجاه اللوحة ببطء ثم جثت على ركبتيها .. رفعت طرف اللوحة قليلا لتر الهاتف ملقى أرضا تحتها ..
بيد ترتعش بلمحة خفية أخذته .. تفتحه برهبة وهى تبحث في الاسماء لتنظر للاسم قليلا قبل أن تضغط ' اتصال '.
الرنين يزداد .. وأنفاسها تتسارع .. وعقلها يومض باضطراب .. وقلبها ينبض ترقبا ..
وأخيرا فُتِحَ الخط .. وصمت .. صمت ..
ترتعش شفتاها فلا تتشكل الكلمات على لسانها بحالة غريبة تمر بها بخوف حقيقي ..
صوت أنفاسه الحانقة يتوغل لكيانها فتدمع عيناها لا إراديا ..
إنه حي .. حي يتنفس .
دمعة غافلتها تسيل على وجنتها وهى تقطع الصمت ببطء خافت :

" هل أنت بخير ؟ "

لم يخطئ نبرة اللهفة .. الخوف .. والإرتجاف ..
كحبات الرمال المتسربة من بين أصابع اليد .. هذا ما تشعره هى اليوم ..
تنهد رائد وهو يرد عليها ببرود :

" كنت اعلم إنه سيخبركِ "

صمتت دارين طويلا ونبرته – الباردة – تريحها !.
مسحت دموعها وهى تكرر سؤالها بنفس النبرة :

" هل أنت بخير ؟ "

تلمس روحه في موضع خفي فقد إهتمام قريب متلهف ..
الرضا يتسلل لرجولته بخبث قديم فيدفع بالغضب والحنق بعيدا مؤقتا ..
وربما لأنها على الهاتف فقط وليست أمامه ليعلن حالة إستنفار لحواسه حتى لا يتأثر بها ..
وهى أمامه تذكره بخيانته لليلى .. تذكره أنه فقدها وها هو يكمل حياته دونها ..
الآن تمرد قليلا ليأخذ الرضا فتلمع عيناه خطرا وهو يراوغها دون إجابة :

" توقعت قدومكِ وليس مجرد اتصال "

تقلصت أصابع دارين على الهاتف وهى تقول ما خطر في بالها بلا تفكير :

" قل تعالي وستجدني عندك "

ارتجف جسده إنفعالا لحظيا .. إستجابة برقت بلمح البصر ولم يحاول قتلها .
صمت رائد لحظات مضيقا عينيه وشرارة إجرام تشتعل بعقله وهو يسأل بخفوت :

" الآن ؟! "

لم تكن تدري كم غفت على الكرسي في شرفتها .. لم تدرِ كم الساعة ؟ ..
الإدراك تلاشى فجأة عند مكالمة والده وهو يخبرها أن رائد اصطدم بسيارته بسيارة نقل كبيرة لكن لم يحدث له سوى بعض الجروح والكدمات ..
ترد دارين عليه بصدق :

" أي وقت "

ينظر رائد للساعة جواره فتهدر أنفاسه بحالة مفاجئة وحبات عرق تظهر فجأة من العدم ..
الثالثة بعد منتصف الليل !!.
إما إنها مجنونة حقا أو لا تعرف كم الساعة ؟!
لكن نبرة صوتها مختلفة منزوعة الثقة .. إنه الخوف حقا ! .
يسترخي على سريره جالسا عاري الصدر يمد يده جواره يأخذ علبة سجائره فيلتقط واحدة يشعلها لينفث دخانها بشراهة ..
كان كلاهما بحالة غير الحالة .. حالة عدم إدراك عجيبة .. كلاهما عائد من مباغتة – موت - ..
في اللحظة الفارقة التي اصطدم فيها فتوقفت الحواس عن العمل على حافة الموت ..
واللحظة الفارقة التي علمت فيها ودارت الدنيا بها بموتٍ بطئ ..
كان بأعماق كلاهما خوف كامن بين السطور .. وتشبث بظل حياة .
عيناه تحتدان بخطورة مخيفة وهو يتمادى بوقاحة :

" الثالثة بعد منتصف الليل وفي غرفة نومي وعلى سريري ! "

تغمض دارين عينيها وتفتحها وهى تهمس بلا استيعاب :

" كم ؟! "

أنزلت الهاتف عن أذنها تنظر للساعة فيرتفع حاجباها باستغراب .. هل نامت كل هذا الوقت ؟!.
إدراكها يعود وهى تعيد الهاتف لأذنها قائلة بهدوء :

" لا أعرف كيف نمت واستيقظت الآن ولم انظر للساعة ؟! "

يبتسم رائد ابتسامة قاسية ساخرة وهو يسأل بنبرة أكثر وقاحة :

" ماذا ترتدين الآن ؟ "

تنفست دارين بهدوء متعجب للحظات تحاول ألا يجرها لغضب يريده ليستفزها ..
تغمض عينيها بشدة وتفتحهما وعقلها يعود لعمله بعد حالة الخوف التي تلبسته ..
تقف على قدميها وهى تفيق من نومها تماما تقول بثبات مراوغ :

" سمعت أنك مجروحا والكدمات تنتشر في جسدك لذلك لن تحتمل هذا الآن ! "

فاجئته ! .. ابتسم بخبث وهو يعترف لم يتوقع أن تجاريه حقا ..
أصابعه الممسكة بالسيجارة تمتد لتتحسس جرح جبينه ليقول بتلاعب :

" هذا يعتمد على مدى قدرتكِ لإشعال خيالي "

برقت عينا دارين بثقة جادة وهى تتوقف مكانها قائلة بإغواء أنوثتها :

" ستخسر "

ينفخ رائد دخان سيجارته بعبث هامسا :

" جربي "

أنفاسه تصلها عبر الهاتف فتدرك أنه يدخن الآن .. نفسا حارا يرجف جسدها عفويا وهى تسمع همسه لأول مرة ..
عبثه .. جنونه .. وتهوره .. ما به اليوم ؟!
ربما هى طريقة جديدة ليجعلها تهرب .. وربما هو .. التطبع .
عادت تتحرك في الغرفة تصل لمرآتها فتنظر لنفسها قائلة بثقة :

" توقف إذن عن القيادة بتهور وإلا ستفقد كل فرص خيالك المشتعل "

يبلل رائد شفتيه بطرف لسانه مبتسما وهو يسأل بنبرة خاصة :

" ألا تحبين السرعة ؟! "

ارتفع حاجبا دارين وهى تضحك ضحكة مكتومة وتهز رأسها بعجب ..
تتنهد براحة هامسة لنفسها .. إنه بخير ..
غاضبا أو جامدا .. باردا أو مشتعلا .. أو حتى .. وقحا .. إنه بخير .
عاد صوتها لنبرة إغوائه العذبة وهى تجاريه بلا استسلام :

" يوما ما سترى سرعتي "

لو فقط يستطيع رؤية وجهها الاحمر الآن .. هروب عينيها !..
يهز رائد رأسه ساخرا .. هذا اليوم لن يأتِ أبداً..
يميل بجسده يفتح أحد الأدراج جواره ليخرج الصندوق الصغير ثم يعتدل يضعه على السرير يفتحه ..
ينعكس بريق المدية لعينيه متسائلا :

" أتظنين ذلك ؟! "

تتجه دارين للوحاتها فتلمس حواف إحداها بتناغم وهى تجيبه بنبرة ذات مغزى :

" لا تنس أني ركبت معك أكثر من مرة وأعرف كيف تقود ؟! "

لا زالت المقاصد تشتعل .. تحترق بما خلف السطور ..
ساقه تتحرك بعصبية ينقر عليها بسبابته بتوتر وحرارة تشع فجأة تحيط به ..
صوتا ساخرا أصدره وهو يطفئ سيجارته ويمسك المدية يفتحها أمام عينيه قائلا :

" أنتِ تلعبين بالنار الآن "

مال رأسها قليلا وهى تسأل سؤاله بنعومة :

" أتظن ذلك ؟! "

يقلب رائد المدية بيده ناظرا إليها بإشتعال عينيه فيقول بتلك النبرة المشتعلة :

" أتعلمين .. عندي هنا في غرفة نومي ذكرى من أيام السجن .. مدية حارة بين يدي تشعل خيالي الآن كما تشعلينه أنتِ ... أتظنين أنها قد تنفع ؟! "

صمتت دارين لحظات ثم قالت بجدية :

" مؤكد .. ربما يريحك منظر الدماء .. لكن أنا لا "

عيناها عصفت بإرادة رهيبة وهى تقول بحزم جاد واثق :

" النصيب جمع بيننا بطريقة ما وأنا لن أترك نصيبي ... و لن أسمح لك أن تلحقها بإرادتك "

أغلقت الهاتف وهى تتنفس بقوة تلك العاصفة العاتية.. كل شئ يختلط بداخلها .
بينما ينظر رائد لهاتفه والجنون الغاضب يتلاعب بعقله .. كيف سمح لنفسه أن يتكلم معها هكذا ؟..
مال بجسده يضع صندوق المدية في مكانه ومشاعره الغاضبة تعود بقوة حين رفع عينيه لير الصورة ..
صورة ليلى الموضوعة جواره دائما .. كيف لم ينتبه إليها طوال الحديث ؟! .. والأسوأ ...
كيف يتمرد عليه جسده وهو .. يشتاق ؟!.

وفي غرفتها كانت دارين تنحني لتأخذ اللوحة الملقاة ترفعها على حاملها مجددا ..
تفتح اللون الأسود وتضع الأنبوبة كاملة على لوحة الألوان .. تمسك فرشاتها لتلون بقوة ..
أسود .. أسود .. أسود ..
تهدر أنفاسها وهى تنظر للوحة وبهستيرية عجيبة كانت تفرغ باقي الألوان على لوحة الألوان ..
تمسك فرشاتها لتلون فوق الأسود .. أحمر .. أخضر .. أصفر .. وردي .. أزرق .. أرجواني .. برتقالي ..
لطخة .. وأخرى .. لطخات .. لطخات ..
ألوان .. ألوان .. ألوان ..
تاهت الألوان ببعضها على لوحة الألوان ويدها ترتعش وهى تلطخ اللوحة بفوضوية ..
تلهث بغضب عارم والعاصفة بداخلها تتحول لأعاصير كل منها يحطم اتجاهه ..
حتى انتهت لوحة الألوان فألقتها جانبا وهى تنظر للوحة المشوهة ..
وتقبضت يدها وهى تدفع اللوحة مجددا لتقع أرضا بعنف ..
يريد اللحاق بـ لـيلـى .. يريد اللحاق بـ لـيلـى .



.........

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 02-07-18, 10:27 PM   #1035

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

يقف خلف طاولة رخامية يصب الماء المغلي في كوب الينسون ..
ينسون ! .. يصنع لها الينسون ليلا ويغزوه البحر من كل اتجاه بتعمد نهارا !..
يتذكر إحدى الشقراوات التي غمزت له بوقاحة اليوم .. وللأسف وبكل وقاحة أيضا ابتسم لها غامزا ..
وكيف لا يفعل ؟! .. كانت أنثى كما يقول الكتاب ..
وحين جاءته بدعوة عينيها الصارخة نهض قائلا أنه متزوج وتركها مذهولة .
يبتسم متذكرا وجه الفتاة المصعوق وهو يأخذ الكوب متجها لغرفتها ..
يفتح الباب بهدوء تتحرك عيناه حتى يبصرها .. ساجدة ..
تعتدل شمس جالسة بهمسة وصلت لأذنيه واضحة :

" الله أكبر "

نبضة تفلت منه بلا وعي وشمس تسجد مجددا وهمسة أخرى :

" الله أكبر "

نبضة أخرى تزاحم الاولى فيطرقان معا باب قلب مغلق بأقواس جليدية ..
يضع أكمل كوب الينسون على منضدة الزينة جواره مع همستها الثالثة لتظل لحظات تقرأ التشهد .
راحة جميلة تمس الروح فترفع عنه شقاء القلق من النساء ممَن هو مجبر على التعامل معهن في وسطه ..
حين يراها تقرأ القرآن أو يأتي ليلا فيراها تقوم الليل فيقتنع أنها نصيبه الحسن .
تنهي شمس صلاة التراويح وتقف تخلع إسدالها وتعلم أنه يراقبها .. قشة تهديها إليه عله يتمسك بها فيرفع عنها إثم حرمانه من حقوقه .
يقف أكمل على حافة - منحدراتها - العاطفية يمنع قدميه الاقتراب ..
لكأن جسده - مسكونا - بإشتهائها .. مسكونا بشهوة إشتياقها ..
وعيناها تدعوه دعوة صامتة لأن يأخذ ما يريد ..
وعيناه تهوى شهوة – تعذيب - نفسه بقوله الدائم .. ليس هكذا .. لا يريد أن يمح عنها إثما كما ترغب هى ..
يريد أن يمحها – هى - .. ويبنيها من جديد .. بأساساته هو .. باسمه هو .
تستدير شمس تنظر إليه منتظرة فيبتسم أكمل قائلا بهدوء :

" حرما "

نفسا مرتعشا يخرج من شفتيها وهى تنحني لتأخذ سجادة الصلاة تطويها وتضعها على حافة السرير ..
تتجه للشرفة فتنظر لحظة للسماء المظلمة قبل أن تغلق الستائر الثقيلة وهى تقول :

" أشعر أنك تراقبني هذه الأيام "

يضحك أكمل ضحكة صغيرة وهو يكتف ذراعيه مستندا لاطار الباب يرد عليها بنبرة ذات مغزى :

" أراقبكِ ! .. ليس لهذه الدرجة .. أنا تعاملت مع أجمل فتيات في البلد ولست محروما لدرجة أن أراقبكِ "

تغمض شمس عينيها وأنفاسها تخرج عالية باردة تكرر بداخلها صفته الأثيرة لديها

( قليل الأدب )

يمسد أكمل رقبته ثم يعيد يده لذراعيه المكتفة آمرا بخفوت :

" تعالي يا شمس "

ارتجف جسدها بنبرة صوته فتثاقلت قدماها وهى تفتح عينيها تنتظر القادم بنفسٍ منكسرة ..
حقه .. ملكه .. كلها ملكه ..
استدارت ببطء قلبها يقرع خوفا كعذراء مجبرة وهى تتقدم نحوه تخشى النظر إليه ..
تخشى ما يعريه بها بنظراته .. تخشى ما يسرقه منها بعينيه ..
يلمسها بعينيه .. يحتضنها بعينيه .. يقتحمها بعينيه .. فقط عينيه .
أمامه تقف ولا تدري أتقف على الهلام أم أنها صارت هى هلام ؟.
ذراعه تلتف حول خصرها يقربها إليه خطفا حتى صارت على صدره فتكتم أنفاسها تماما وهو يتابع رده السابق همسا أمام وجهها :

" ولا تنسي أنكِ ملكي .. من حقي أن ألمس وأرى ما لا ولن يره غيري "

ومسكونا برغبة امتلاك .. يضم بين ذراعيه قوة ساحرة وضعفٍ آسر ..
مزاجه مائلا للاحتراق يتلوى بين - أفضية – اللهب بإرادته ..
لامرأة يقرأ في عينيها الرفض جليا وسط فوضى الإنكسار والسلبية ..
وهو رجل الرفض عنده تحدي .. يتكيف بتعديل – الدفة – العاصية لقبولٍ ذائب .
ظلت شمس صامتة مغمضة العينين تنتظره حتى شعرت بيده تتحسس جبهتها فهوى قلبها ..
تكمل يده رحلتها لخدها الأيمن ثم الأيسر ثم يقول بنبرة عادية :

" كنتِ تسعلين كثيرا بالأمس .. اليوم أنتِ أفضل .. أظنه تغيير الجو والهواء هنا أكثر برودة .. اشربي الينسون "

لحظات مرت بلا رد حتى فتحت شمس عينيها المتسعتين تنظر إليه قائلة بفتور جامد صلب :

" قلت لك كل ما تريده خذه .. لن أمنعك .. حقك "

تطرق برأسها وهى تنفخ بإحباط الذنب والعجز ولا تستطيع المبادرة بشئ .. لن تقدر على فعلها ..
تشعر بدقات قلبه وإنفعال جسده لكنه يمتلك سيطرة مهولة على نفسه ..
بتعمد يشعل النيران وبإشارته يطفئها .
أصابعه تمتد تلمس شعرها ببطء وهى مطرقة تكاد الاستناد على صدره لولا بقية قوة تمتلكها هامسا :

" حقي فقط ! "

تمتد أصابعه أكثر للمشبك الصغير الذي ترفع به شعرها .. وتوقفت ..
ليس هكذا ..
ليس بـ - ترف – التسلط ومأساة التحكم التي تشعر نفسها فيها ..
إنها تمثل دور الزوجة بفشلٍ ذريع .. فقط تنظر إليه بإستسلام تنتظره ليأخذ ..
يبدو أن شهر رمضان وحالتها الروحانية تشعرها بعظم ذنب منعه عنها ..
ربما لا تدرك أن ذنب التمنع لمَن لا تملك عذرا صحيا أو نفسيا .. لكن بإمكانه أن يلتمس لها ألف عذر حتى لا تريده برضاها .
تتوه منه شمس - الحارقة – لأنثى أخرى ضعيفة في خضم مشاعرها الكارهة وهى لم تبرأ مما فعله بقمر بعد حتى وإن تقبلت الأمر ..
لكن لا زالت رغبتها في أذيته مخفية داخلها تنتظر فرصة لتثأر هى الأخرى .. تثأر لدخوله حياتها .
إذن ليس هكذا ..
بل بـ - جريرة - الرغبة وطعنات – التلذذ - .
يبعدها أكمل قليلا يرفع وجهها إليه ثم يبتسم فتتنهد شمس براحة رغما عنها وهى تقول بقوة عادت لعينيها :

" أنت تلعب .. تتسلى كثيرا أليس كذلك ؟ "

تتسع ابتسامته وهو يقول بإستمتاع وجودها النادر بين ذراعيه :

" كثيرا ... ألم أقل لكِ في أول لقاء بيننا أنكِ لعبتي القادمة "

تهز شمس رأسها إيجابا وهى ترتاح من إثمها ، فعلت ما عليها وانتهى الأمر فتؤكد له بالقول :

" كما تريد .. يوم الزفاف منعتك لأني أردت بعض الوقت لأستوعب وجودك في حياتي ... لكن اعلم أني لن أمنعك مجددا "

عيناه توهجتا وعداً بما تراه فيهما دائما فيقول بتحدٍ :

" برضاكِ يا شمس .... ستأتين إليّ بنفسكِ "

وثارت عيناها الطاعنتان بإغرائهما .. هجرها الإنهزام لتندلع إشعاعات الكراهية .. كإعصار يدور ببطء وسط صحراء شاسعة حتى ينطلق ناهضا بأقصى قوته ..
حين دفعت ذراعه عن خصرها مبتعدة هاتفة بضراوة :

" أنت تحلم "

هذه هى .. لا يليق بها ضعف أو إنكسار ..
فلتترك الزوجة جانبا الآن .. لتكن فقط شمس .. شمس حارقة .
طال لقاء أعينهما والإعصار يهدم كل الجسور التي يمدها بعينيه حتى توقف عن بناء الجسور مؤقتا قائلا :

" سنعود غدا "

هل تنفست الصعداء للتو ؟!
يعقد أكمل حاجبيه وتحتد ملامحه وهو يلمح إسترخاء وجهها كأنها ستعود من العذاب !.
تمر شمس بجواره لتخرج من الغرفة فمال رأسه قليلا يقول ببرود :

" انتظري ... شهرا كاملا قضيناه معا وكلامنا يكاد يكون معدودا .. حتى أن هناك أيام كانت تمر بدون أن أراكِ وأنت تحبسين نفسكِ في الغرفة "

لوت شمس شفتيها وهى تسأله بضجر :

" ماذا تريد الآن إذن ؟ "

يبدو أن اللعبة ستزداد إثارة وتشويقا ! ..
ليراقب خطاها على منهجه وهى تحاول التمرد ثائرة بـ - أكفٍ – تشعلها لدفعه بعيدا ..
لتحاول مرة بعد مرة قبل أن تأتِ إليه بكل جوارحها ليروي عطشا مخدرا ..
بعض النساء كالإدمان .. تشتاق إليهم بالفكرة ..
لكنه لا يدري لمَ وجد فيها هى إدمانه ؟! .. إنها أرملة كما قالت له من قبل .. سبقه رجل إليها .. إليها كلها ..
أشاح بوجهه لحظة يغمض عينيه ويفتحهما محاولا التعامل مع الأمر دون ضيق وغضب مكتوم ..
تظل شمس كالإدمان .. كأن الأمر في چينات بخلاياه كانت تتوق لها ..
لكن لا زالت كل الأحبال بيده .
مخفيا أفكاره العاصفة قال بنفس النبرة الباردة :

" كل هذا يجب أن يتغير حين نعود .. لن أسمح لكِ أن يلاحظكِ أحد هكذا .. عليكِ أن تجدِ طريقة تتعاملين بها مع وضعكِ الحالي ? زوجتي "

نظرت شمس لعينيه وهى تلقي سؤالها في وجهه :

" طريقة أمام الناس ؟! "

يرد أكمل بتحذيرٍ مقصود :

" أمام الناس وأمام أهلي وأهلكِ وأمام .. قمر ..... ووحدنا أيضا "

ابتسمت شمس ابتسامة ساخرة وهى ترد عليه :

" لا تقلق .. سيعلم الجميع كم أنا مليئة بالسعادة التي تذوقتها معك في هذا الشهر حد التخمة "

تبتعد خطوة فيرفع أكمل يده يمسك مرفقها يقربها منه قائلا بحزم :

" وهذا الأسلوب الساخر ونظرات العينين التي ترغب بقتلي يجب أن تختفي ... وعدتكِ ستعيشين معي أجمل أيام حياتكِ ... لا تجبريني على أن أخلف وعدي .. أنا تركتكِ هذا الشهر لتستوعبِ أنكِ تزوجتِ من الأساس .. الأمر الذي يبدو أنه عليّ إقحامه في رأسكِ بالقوة "

زاد حنقها وكلماته تسقط حولها كالقضبان فتصيح بإنفعال :

" أفعلها إذن .. كل شئ معك حتى الآن كان بالقوة "

اشتدت قبضته على ذراعها حتى أطبقت شفتيها بقوة تمنع تأوها مختنقا وهو يقول بجدية حقيقية :

" احذري غضبي يا شمس ... وأنا اتكلم جديا .. حين أغضب لا أرى أمامي ولا أرحم أحدا وكل ما في طريقي أحرقه "

افترقت شفتاها قليلا وعيناها تجابهانه بقسوة كأن خبر عودتها غدا أعادها من حالة الضعف والهدوء التي تلبستها هنا ..
ترفع سبابتها المرتجفة أمام وجهه وهى تنظر لعينيه قائلة بخفوت موجوع مختنق :

" كل صباح .. كل صباح حين أفتح عينيّ أذكّر نفسي وأظل أردد في سري أنا تزوجت .. أنا تزوجت .. حتى يستوعب عقلي الأمر ليمر اليوم دون هذا التوهان الذي أعيشه "

ترتجف شفتها السفلى كأنفاسها وهى تكمل بوجع الروح :

" لكن ما لا يستوعبه عقلي هو أنت ... لا أستطيع أن أضع اسمك بعد أنا تزوجت ... لأني حين جربتها شعرت ... بالذل والإهانة التي أهنتها لنفسي وأنا أحمي قمر وأتورط معك "

أنزلت يدها بتخاذل وعيناها تنكسران رغم ما يملأهما من غضب وهى تتابع بضجيج القسوة :

" أتعلم .. لقد غيرت رأيي فيما فعلته بقمر ... إنها تستحق أكثر من ذلك .... هذا الذل والإهانة التي أحيا بها بداخل روحي تجعلني أرغب في أن أخنق قمر حتى أقتلها بيدي جزاءا لما فعلته بي .... كنت أعيش في هدوء حتى أشعلت قمر النار في قلبي بيدها ... أحرقتني .. أدعو الله أن يحرقها حمزة عذابا حتى آخذ بثأري منها "

عقد أكمل حاجبيه ويده تترك ذراعها لتغادر من أمامه كما رآها أول مرة ..
قاسية حد مرارة الألم الذي لا يعرف مقداره بروحها .



.........

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 02-07-18, 10:37 PM   #1036

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

فتحت شمس الباب فتشتد يدها على المقبض وهى تقول بعد لحظات باستغراب :

" حمزة .... تفضل "

ظل حمزة جامدا مكانه ينظر إليها وعيناه تشي بغضبه المكتوم وعتابه القاسي ثم تقدم خطوات فأغلقت شمس الباب واستدارت لتتقدم أمامه وهى تكرر :

" تفضل يا حمزة "

جلس حمزة على الأريكة القوسية البيضاء فجلست شمس أمامه على القوس الأسود تسأل بتوجس :

" كيف حالك ؟ "

لم يكن حمزة الذي تعرفه .. كان فوضويا متضخما بالغضب .. عيناه الخضراوتان تحمل همجية صادمة ورغبة ثأر لكرامته ..
لكن ما ضايقها أنه لم يقبل جبهتها كعادته .. كأن تواصلهما الأخوي انقطع فأشعرها بفقدان الدعم الحقيقي لها في العامرية ..
لم يكن متبقيا لها سوى حمزة .. سندها الأخير تهاوى وصار ظهرها عاريا ..
أبعدها أكمل عن أختها ليأخذها من أهلها ليجردها من دعم حمزة .
أوقفها وحيدة تماما وسط عواصف الحياة .. وسط صحراء قلبها القافرة ..
حين تشتد حولها الرياح يريدها أن تركض نحوه .. حين تحل عليها الغيوم يريدها أن تحتمي به .

" علمت أنكما عدتما منذ عدة أيام "

انتبهت شمس لكلماته فنظرت إليه تومئ برأسها بشرود فيتلفت حمزة ناظرا للمنزل متسائلا ببرود :

" أين هو ؟ "

مطت شمس شفتيها وهى تعدل من وضع وشاحها الأبيض العشوائي فوق رأسها ترد بقلق :

" ذهب عمله "

يهز حمزة رأسه وعيناه لا زالت تنظران حوله بتقييم بارد فتتوجس شمس أكثر وهى تسأل :

" كيف حالك أنت وقمر ؟ "

شعرت بجسده يتصلب وعضلة فكه تتحرك لتتجه عيناه القاسيتان إليها يسأل بعد فترة صمت أرهقتها :

" لماذا أخفيتِ عني ما فعلته ؟ "

صدرها يعلو ويهبط باضطراب أنفاسها وهى تسأل بترقب :

" ماذا قالت لك حين تحدثت معها ؟ "

تنتظر إجابة بتلهف داعية في سرها ألا تخذلها قمر مجددا .. لم تعد تحتمل خذلان ..
والدتها زارتها بعد عودتها لكن قمر .. لا صوت ولا خبر ..
لا تعرف أهو غضب أم خجل ؟
ينظر إليها حمزة بتدقيق محاولا الوصول لأعماق شمس التي يعرفها فيرد بتمهل مخيف :

" لماذا تريدين أن تعرفِ ماذا قالت هى .. لتغطي كذباتها مجددا ؟ "

تتردد شمس قليلا وهى تدرس كلماتها ثم تقول بإتزان :

" أنا لم أغطي كذبها حمزة .. لكن حتى لا تحدث مشاكل بينكما أخفيت ما أعرف "

ابتسم حمزة ابتسامة جانبية قاسية وهو يرد بتهكم :

" وقام زوجكِ بالواجب "

تطبق شمس شفتيها وهى تشتم أكمل الذي وضعها في هذا الموقف مع حمزة ثم تقول برجاء :

" حمزة أرجوك أخبرني ماذا قالت لك قمر ؟ "

يصمت حمزة قليلا محاولا تمالك أعصابه للإجابات القادمة ثم يسأل :

" هل كنتِ معها في كل شئ يا شمس كما قالت ؟ "

ماتت عيناها .. ضربة مباغتة بمنتصف صدرها قتلت أملها الأخير .. طعنتها قمر مجددا ..
انخرس لسانها والحروف تأبى التشكل مع أنفاسها الحارة الخارجة من حريق جوفها ..
لقد كان محقا .. لتحترق بجمرات الهوان .. كان محقا .. محقا .
لم تكن تدري أن حريق حمزة أكبر من أن تفهمه وشفتاه تنطقان جمودا رهيبا :

" هل قدمت للاشتراك في العرض كفتاة عابرة أم ذهبت لزوجكِ بقدميها ؟ "

تنظر إليه بلا استيعاب لكل ما تحمله قمر بداخلها فتخفي عينيها أرضا مستسلمة وقسوتها تطفو على إنكسارها ..
لقد كان محقا .
النار تستعر بداخله حتى قبض كفه وخلاياه ترتجف غضبا وهو ينهض بعنفوان قائلا :

" صمتكِ إجابات كافية بالنسبة إليّ .. ورغم ما فعله زوجكِ إلا أني يجب أن أشكره لأنه فتح عينيّ "

تحرك نحو الباب فيصدح صوت شمس عاليا بثبات بارد :

" حمزة ... كل شئ انتهى "

استدار حمزة بملامحه الشيطانية مقتربا منها مجددا يقول بشراسة :

" هذا ما قالته هى أيضا .. لأنكِ لا تدركين معنى أن يكتشف رجل أنه مخدوعا في زوجته .. ولا تدركين ما أشعر به حين أتذكر منظري أمامكما وأنا أخبركما بكل غباء أنها في المشفى مع صديقتها وفي الواقع هى في نفس المكان معي "

يقف أمامها عيناه تطلق ناره وهو يواصل بنبرته الصاخبة بالطعنات :

" كاذبة .. طوال عمرها تكذب لتخرج نفسها من كل شئ .. كنت أتقبل كذباتها الطفولية الحمقاء وأستمتع بها طالما أني أعرف الحقيقة ... لكن هذه المرة من أين لي أن أعرف ماذا كان يحدث من وراء ظهري ؟ .. لم أعد أعرف ماذا أفعل وعمي سليمان طوق في رقبتي "

ظلت لحظات ثقيلة تشاهد عذابه ثم سألت بهدوء قاتم :

" تريد أن تتركها ؟ "

صدره يتضخم وأنفاسه تخرج بنفور ملامحه وهو يسأل للمرة الأخيرة :

" ماذا تعرفين عن الموضوع يا شمس ؟ "

كانت تعي صعوبة الأمر عليه شيئا فشيئا .. تقف بإدراك جديد للوضع ..
قمر كذبت عليه مجددا مثلما تفعل دائما .. لم تحترم النعمة التي كانت بين يديها ..
وحمزة لا يستحق أبدا كتلة الأنانية والدناءة المسماة أختها ..
بقدر كل الثقة والحب الذي كان حمزة يمده إليها .. بقدر ألم الطعن والخيانة .. وبقدر غضب حمزة وشراسته المخيفة الآن .
الخيانة ليست فقط خيانة جسد .. لأن في هذه الحالة يتشكل نفورا عفويا ليلفظ الشخص خائنه ..
لكن خيانة الثقة .. خيانة الحب أقسى بكثير على قلب عاشق .. لأنه في هذه الحالة يفقد إدراكه لمشاعره ..
يوضع في الحد الفاصل بين الثلج والنار .. وكل اتجاه سيودي إلي هلاكه .
لقد كان أكمل محقا في كل ما فعله .
عيناها بنظرتهما الميتة في عينيه الغاضبتين .. بنبرة باردة كالثلج .. حارقة كالنار .. أهدته الاتجاهين وعليه الاختيار :

" انسى يا حمزة ... أو طلقها "

رمش حمزة وهو يعقد حاجبيه بصخب القسوة .. وبرود الجليد الذي يقف أمامه ..
كان يعلم أن شمس لن تتكلم .. لكن قولها الأخير ربما سيغير مسار كل شئ .

صوت المفتاح يدور في الباب ثم يدخل أكمل مغلقا الباب خلفه متقدما خطوات في البهو .. نظرة لليسار .. ورآهما .
يقفان متواجهين وكل منهما ينزف جرحا قمريا ..
أدارت شمس رأسها نحوه فتتلاقى أعينهما بلحظة مواجهة ..
يقرأ بعينيها أنه السبب .. وتقرأ بعينيه أنها بعيدة .. بعيدة عن كل ما فعلته قمر بحمزة وبه ..
هى وحدها .. حرة .. لا يقيدها بشئ .. ولن يحدث .
قطع أكمل الصمت بصوته الواثق وهو يتقدم منهما ليقف جوارها :

" حمزة ! ... أهلا .. أنرت البيت .. كل عام وأنت بخير "

تشتد قبضتي حمزة وهو ينظر إليه راغبا بقتله فيتجاهله أكمل وهو ينظر لشمس محيطا خصرها بذراعه متسائلا بابتسامة مستفزة :

" لماذا لم تتصلِ بي وتخبريني أن لدينا ضيف ؟! "

يتشنج جسدها وهى تنظر إليه ترغب أيضا بقتله !.
يعود لحمزة مجددا قائلا بإستخفاف بارد :

" لابد أن تفطر معنا اليوم "

لم تر شمس في حياتها سيطرة حمزة على أعصابه كما يحاول الآن ..
ينفث نيرانا من رئتيه ووجهه يحمر بشدة ولولا بقية عقل لهجم على أكمل مخلصا فيه ما يشعره من جحيم.
لكنها استراحت أخيرا وحمزة يستدير ليغادر فيعلو صوت أكمل باردا باستفزاز مقصود :

" حسنا لنجعلها مرة أخرى .. على الأقل يكون معك ( المدام ) "

توقف حمزة مكانه فسقط قلبها وهى تشعر بشرارات جسده تنبعث حولهم ..
تنظر لأكمل واقفا بثقة لا تهتز وعيناه تبرقان بقوة ولا كأنه تمادى بشكل لا تقبله الأعصاب المحترقة ..
تنتظر حمزة ليستدير هاجما وبطريقة ما شعرت أن أكمل ينتظره ليفعل !.
لكن حمزة تابع طريقه ليفتح الباب خارجا ويصفقه بقوة أجفلها صداها المتردد في الجدران .
تبتعد شمس عنه تهتف بحنق :

" أنت ... "

لم تكمل كلامها وهو يستدير نحوها بتحفز مقاطعا كلماتها بقوة :

" في قاموس عائلتكم ما المفترض بي فعله بالضبط حين أدخل بيتي أجد ابن عم زوجتي جالسا معها ؟ "

احتدت عينا شمس فخلعت وشاحها الأبيض ترميه بطول ذراعها على الأريكة هاتفة :

" اللهم إني صائمة "

تستدير لتتحرك خطوة حين أوقفها بسؤاله الجاد :

" ماذا قالت له قمر ؟ "

ارتد رأسها إليه بعنف وعيناها تلتهبان بصخب مشاعرها وجحيم حمزة لكنها صمتت ..
صمتت لأن القول ضائع والعدو سيشمت ..
وصمتها إجابة كافية له هو الآخر .
وضع أكمل يديه في خصره يهز رأسه قائلا بنفور مقررا ليس متسائلا :

" ورطتكِ مجددا "

تحدق شمس به وأفكارها تعود مجددا .. واهم ..
واهم إن ظن أنه كسرها .. أنه جردها من كل مَن يقفون خلفها ..
واهم إن ظن أنها ستحتمي خلفه هو .. إن ظن أنه سيكون سندها .
خرجت الكلمات من بين شفتيها كـ حد السيف :

" أنت واهم "

عقد أكمل حاجبيه وهو ينظر إليها مستغربا لكنها نظرت أمامها بثبات رهيب لتغادر .
لا يعرف ماذا قال لها حمزة ؟ .. ما الذي أشعل نيران عينيها بهذه القوة ؟.
واهم ! .. لا يدرك كيف تدور أفكارها الآن ؟.
لكنه يدرك أنها ستأخذ فترة طويلة لتتخطى كل ما يحدث لها وحولها .
استدار أكمل متجها للأريكة فيمد يده يلتقط الوشاح الذي رمته .. دون أن يشعر كان يقربه من أنفه ليداعبه العطر الحزين ..
مزيج البنفسج والياسمين ..
يترك الوشاح مكانه قبل أن يغادر المنزل كله الآن ..
صار يقلق على نفسه من هذا الاشتهاء .. لن يرتاح حتى يمتلكها .



.........

غلا فاطمة likes this.

نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 02-07-18, 10:54 PM   #1037

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

ثالث أيام العيد

بدأت الحكاية بقناع كالبرق .. فستان أسود ترتديه ساحرة .. ورقصة صامتة وسط ألحان ناعمة ..
نظرات تاهت متناغمة حتى وصلت لاحتياج مشتاق .. وإشتياق بارقة ..
كُتِبَت بحروف العشق حكايته .. ثم تسربت من بين يديه خلف القضبان ..
بين كل الحكايا .. خلف كل السطور ..
اختفت الحكاية .. ماتت .
تنهد رائد بحرقة احشائه وهو ينظر للطريق الذي يمر سريعا من نافذة السيارة ..
الليلة حُفرَت ملامحه حزنا زاده عمرا .. جالسا بقتامة الصمت واحتراق الهوى ..
مهزوما .. يشعر بهزيمة ملء البحر الذي يطل عليه قبرها .. بالأمس وضع الوردة البيضاء التاسعة والعشرين ..

(يا إله السماوات .. ترفق بي وارحمني من ذكراها الليلة )

" رائد انهض لا زلنا بعد المغرب "
" لم أنم منذ يومين حبيبتي اتركيني "
" أنا حامل "
" ....... ماذا ؟! "
" الآن نهضت وذهب النوم ! "
" ماذا قلتِ ؟! "
" إنه مجرد احتمال .. أشعر بأشياء غير طبيعية تحدث لي هذه الفترة "
" رائد .. هل تسمعني ... لماذا تضحك ؟! "
" دعينا نذهب للطبيب حالا "
" لا لا حين تستيقظ "
" بعدما طار النوم من عينيّ !! .. هيا انهضي وإن أكد الطبيب ذلك لكِ مني عقاب خااااص "
" توقف عن سعادتك هذه ... إن أكد الطبيب ذلك لن تستطيع أن تعاقبني "
" سأكون حذرا "
" رائد ! "


بعدها بأيام عرفا أن مرضها دخل مرحلته الأخطر وظهرت أعراضه التي فسرتها .. حملا .
أغمض رائد عينيه ويده الموضوعة على رجله ترتجف بألم جسده ..
يده الأخرى تحط على الشق العرضي في بطنه .. إنه نزيف الروح ..
دائما أقوى .. أعمق وأصدق ..
يبدو أن الذاكرة تمد له يدها اليوم بتحية سخية صاخبة الأسى .

" ليلى "
" نعم يا رائد "
" ارقصي لي "
" .............. "
" انظري إليّ ليلى "
" ليلى .. ارفعي وجهكِ وانظري إليّ ... لقد احمر وجهكِ تماما !! "
" كفى رائد لأجل خاطري "
" كفى !! .. كفى ماذا ؟! .. لا زلنا ببداية زواجنا وتخجلين من أبسط ما قد أطلبه ! ... بعد فترة سأعلـو بسقف مطالبي ! "
" حسنا حسنا تعالي يا ليلى لا تذهبِ لا أريد الآن "
" لـيلـى .. يا لـيلـى .. يا مجنونة تعالي سأجلس صامتا واحترم نفسي "


كان لها - جمالية – الخجل المُعذِب .. الخجل الملتف بالأنوثة وحوله - إنسياب - شريطي للرقة ..
نعم .. كانت هدية .. هدية جميلة .. امتلكها حتى ضاعت .
فتح رائد عينيه ليمد سبابته يمسح دمعة عالقة بزاوية عينه .. دمعة كبرياء صلب تشبع حزنا حتى المرارة .
عجبٌ على حرفين قد سلبا الحياة .. حاء الحريق .. وباء البقاء .
حين أعاد يده على رجله وجد كفها الناعم يغطيها ..
لحظة تذكر بها مكالمتهما الأخيرة .. ربما بسبب ذكراه الأخيرة .. إنها - النقيض - الأخير .. في حكايته الأخيرة .
التفت رائد ينظر إليها بصمت قاتم مظلم الملامح ..
عيناه تلمعان بالحزن كالماس الأسود .. جميلة .. وقاتلة .. قاتلة حد – نحر – القلوب .
ألما خالصا طل من عينيها وهى تهمس بصوت مسموع .. مهتز :

" نسيت الأخرى .... هنا "

لم يفهم مقصدها .. إلا حين امتد اصبعها برفق لزاوية عينيه الأخرى فأغمض عينيه وهى تمسح الدمعة .. الأخرى ..
وعندما فتح عينيه كان اصبعها محتضنا بيدها الأخرى على فستانها الأبيض .. ووجهها عاد ساكنا لينظر من نافذتها للطريق ..
هل حقا كانت تقصد .. الدمعة ؟.
إنه يتعلق بما ترى فيه موطنك .. وإن كان مجنونا وغير منطقيا .. لكنه نجم لاح في السماء لأجلك وكان لابد من إلتقاطه ..
تعلق بصر دارين بنجمة حقيقية في السماء فتسائلت بروحها ..
هل سيأتي يوم تتنعم فيه في رُبى موطنها ؟! .
منذ أيام وهى تعيش حالة عجيبة من التساؤلات .. تساؤلات تدفع الدموع لعينيها لكنها لم تبكِ أبدا ..
إنه حي .. حي وبجوارها ولم تفقده ..
منذ ذلك اليوم وهى تشعر أن الموت قريب منها .. يرفرف حولها بطريقة ما ..
فابتسمت .. ابتسمت لشعورها الرهيب وسلمت أمرها لله ..
وها هو جوارها .
وها هى عادت .. عادت كما كانت وأكثر صلابة .. حتى وإن كان يهددها بطوفان أحزانه ..
فهى لديها فرشاة ألوانها .. وبأصابع - الطوفان - نفسها .. ستلون الأسود .

توقفت السيارة أمام قاعة الزفاف فدق قلب دارين برهبة الترقب ..
ينزل رائد من السيارة ثم يلتف حولها ليفتح لدارين الباب ويقف ينتظرها ..
تنزل دارين فستان زفافها أولا ثم تضع قدمها أرضا بتعثر بين طيات البياض ..
لم ير بحياته فستانا يليق بصاحبته مثلما رأى فستانها .. منسدلا بطولها الفارع حتى يتسع عند خصرها الدقيق بعجب الأنوثة ..
ليس منتفشا .. وليس منسدلا كقطعة واحدة .. إتساعه أنثويا جذابا كإعصار يبدأ عند خصرها يدور بعينيك منتهيا .. خلفها ..
بهذا الذيل المتهادي في نصف دائرة أعجب .. مزينة بشعرات من ألوان الطيف !..
كانت ناعمة أكثر من كل مرة .. فاتنة أكثر من كل مرة .. وأخطر على الحزن من كل مرة .
تنزل دارين قدمها الأخرى ثم تسحب فستانها – ببطء - لتخرج حتى وجدت كفه المفرود أمامها بتجهم صاحبه ! ..
كان عليه أن يفعل منذ اللحظة الأولى !.. كان يجب أن يفيق ..
تنظر لكفه لحظات ببريق عينيها قبل أن تضع يدها بيده فيمسها دون أن يطبق عليها حقا .. لتنزل من السيارة بتمهل لكن يده اشتدت ليسحبها بخشونة فكانت تقف أمامه بحركة واحدة .
ترفع عينيها الواثقتين لوجهه فتنبعث شرارات حنق عارم منه إليها وهو يمد لها ذراعه مرغما فتبتسم دارين تتعلق بذراعه بنعومة قائلة بخفوت وهى تعدل طرحتها بيدها الأخرى :

" ستقضي ساعتين الأنظار كلها عليك .. على الأقل ابتسم ثواب لوجه الله "

يزفر رائد بحنق قائلا بوضوح متعمد :

" باردة "

ضحكت دارين بخفوت ضحكة حقيقية ثم ترد عليه بنبرة جميلة .. لم يميز فيها رفقا أو تسامحا أو إغواءا أو سخرية .. إنها نبرة دارين العامري ! :

" هل هكذا تراني في خيالك المشتعل ؟! "

يطبق رائد شفتيه وهو ينهر نفسه كلما تذكر تلك المكالمة الوقحة .. إلي الآن لا يعرف كيف تمادى لهذه الدرجة ؟!.
على دقات طبول الزفة .. وضجيج أغاني البداية .. ومباركات الأهل والأصدقاء تاها لوقتٍ طويل ..
أصدقاء لم يرهم منذ زمن دعاهم والده الليلة .. أيعتقد أنه قد يُرجِع رائد القديم ؟! ..
إذن .. قل للزمان ارجع يا زمان ..
وحتى طاولة عقد القران .. تواقيع مرتجفة على الوثيقة الأخيرة ..
وصارت المجنونة ....
حرم ' رائد زهران ' !.

رُفِعَت الأقلام لتأخذ مفاتيح الموسيقى دورها الحر .. وتبدأ أغنية الرقصة الاولى ..
مقيدا بتقاليد الأعراس وبنظرات كل مَن حوله .. يداه حاوطتا خصرها بخشونة لتبدأ .. رقصتهم الاولى ..
وشتان ما بين رقصة أولى .. ورقصة أولى ..
فستان أسود .. وفستان أبيض ..
ورقصة بلا كلام .. ورقصة بدأتها دارين بنبرة صوتها الساحرة :

" لا تعرف كم تبدو وسيما الليلة "

أجفلت عينيه من شرودهما عنوة .. ملامحه جامدة لكن عيناه تشتعل بما لم تراه في عيون من قبل ..
هل رأت – الحزن – يغضب من قبل ؟
ولا زالت تنظر إليه مشعة الثقة والهدوء .. ألا تنتبه أن عبارتها غزلية في المقام الأول ؟!.
ورغما عنه تعود ذاكرته لحديثهما الأخير فتشتد يداه على خصرها بلا وعي معبرا عن أفكاره بوقاحة :

" منذ مكالمتنا الأخيرة أشعر بالقلق من الزواج بفتاة ( خبرة ) مثلكِ "

معنى مقصود بجرحه ليصيب هدفا محددا كمعظم كلماته .. لكنه ملئ بالجراح كي تؤاخذه بجروح طائشة يحاول صنعها فيمَن حوله ..
ابتسمت دارين ويداها حول عنقه ثابتة لا تغازل .. بنظرة عينيها يقرأ ألف نجمة بالسماء وهى تتابع كلامها بسحر نبرتها كأنه لم يقل شيئا :

" لأنك الليلة أكثر حزنا ... والحزن يجعل الإنسان أجمل "

هناك في أعماقه كانت الأقفال تُغلَق بصخب الإشتعال الذي يلجمه ..
لكنه لا يعرف كيف تمتلك نسخة مفاتيح إضافية لتفتحها ببطء مثير متعمد ؟!..
تتحدى عيناها حواس تعودت الاستكانة حزنا .. فمَن أين لها إنتفاضة لحق صار مشروعا الليلة ؟ .
يحدق رائد في الوجه جميل الملامح والعينين المحددتين قائلا ببرود :

" لابد أن تعلمِ منذ الآن أنكِ تزوجتِ رجلا يكره الفن والفلسفة وكل هذا الكلام الفارغ .. ولا أتأثر بكل هذا الهراء .. وفي الواقع كل ما أفكر به هذه اللحظة أن أخرج من هذه القاعة لأدخن سيجارة "

ارتفعت ضحكتها فجأة وهى تطرق برأسها ممتنة لصوت الأغنية المرتفع فترتفع أفكارها بدورها

( كاذب .. كاذب يا رائد زهران )

ليس طبيعيا اليوم .. كل ما يقوله يضحك قلبها قبل أن تنطلق الضحكة على شفتيها ..
أو أنها هى التي ليست طبيعية على الإطلاق ..
مشتعلة .. مبتهجة .. مفعمة بطاقة رهيبة ..
وفي الواقع أيضا مثلما يريد هو أن يخرج ليدخن سيجارة .. هى تريد أن تخرج وتغادر تماما لاحدى لوحاتها ..
تشعر برغبة غير عادية لترسم الآن .. ومجددا لطخات ألوان .. ألوان ..
لكن اليوم .. مدروسة .. محسوبة .. كل لون بفكرة .. وكل فكرة بخطوة .. وكل خطوة بروح جديدة ..
مشعة .. مزهرة .. مستندة على كرة أزهار ملونة .. إنها حقا غير طبيعية الليلة .
تدور معه .. وربما به .. وربما حوله .. ترفع عينيها المشعتين لعينيه تنثر عليه فلسفة حياتها بهدوء :

" حين تدخن سجائرك لتبتلع المر تذكر أن تأخذ معه قطعة شوكولاتة .. ستساعدك على ابتلاعه "

راقبت حنجرته يبتلع ريقه قبل أن يسأل بخشونة بعد لحظات صمت لعينيها :

" وهل أنتِ قطعة الشوكولاتة .. أم أنتِ المر نفسه ؟ "

اتسعت ابتسامة دارين وعيناها تبرقان وهى تجابه عينيه الحانقة لترد بنبرة رهيبة الثقة .. مشتعلة رغم هدوئها :

" أنا ... المطر ... القمر ... السهر ... الغيوم ... أنا هزات الزلازل .. وثورة البراكين .. ودوار الأعاصير ... أنا الألوان "

صوتها يخفت حتى همس ويشعر بحدسه بأنها تشعل ثورة بداخله ..
أمامه أنثى تعرف مقدارها .. بلا لمحة غرور تلف حوله ..
كان لها كما قالت طبيعية حركة السماء .. وطبيعية حركة الأرض ..
أمامه أنثى تنتقي كلماتها بريشة رسام .. فكيف يتلقاها هو كالرصاص ؟!.
رصاص طائش يتطاير داخله بعشوائية لا يعلم ماذا يصيب منه .. ووسط الضجيج حوله كان صدره يضج بأنفاسه الهاربة ..
عضلة تتحرك في فكه بقوة ضغطه على أسنانه .. وعرق نافر مميز بجبينه ..
حتى أطلق إحدى الرصاصات في وجهها :

" أنتِ مغرورة مثل أخيكِ "

ابتسامتها إليه .. هدية ناعمة .. قبل أن تطرق برأسها تستند على صدره غير مبالية بتصلب جسده .


" دارين تزوجت "

نطقها كامل بمنتهى السعادة وهو ينظر لجمال دارين الليلة ..
فضلا عن جمال فستانها وزينتها .. كان بعينيها شيئا يجعله فخورا بها .
تلتفت شاهندا إليه مبتسمة فتنظر لعينيه هامسة بحنان :

" عيناك تدمعان يا كامل "

عقد كامل حاجبيه مبتسما وهو يمد أصابعه يمسح الدمع العالق بزوايا عينيه قائلا بشجن :

" إنها حبيبة قلبي .. روحي هى يا شاهندا "

تعبس شاهندا قليلا وهى تقترب منه أكثر هامسة بدلال يليق بعمرها :

" وأنا ماذا ؟! "

تمر عينا كامل على فستانها الأخضر كعينيها قائلا بثقة أورثها لدارين كاملة :

" أنتِ ... أنا "


جالسةٌ تعدل من فستانها البنفسجي بتوتر تختلس النظر إليه جوارها لكن عيناه لم يلتقيا بعينيها مرة واحدة ..
مبتسما بكبرياء في وجه الجميع لكن عند أكمل وشمس تصرخ ملامحه عدوانا غاضبا ..
وهى .. هى بالنسبة إليه هواء .. هواء منذ خرجت من المشفى إلي بيت أهلها بذريعة العناية بها وهو لم يحدثها تقريبا ..
شهر ونصف تشعره يضغط على أعصابه أمام والدها لكنه نافرا منها ولا يعلم ماذا يفعل ؟..
لا يستطيع تراجعا .. لا يستطيع تقدما .. لقد علق في منتصف الطريق .. الطريق القمري ..
كأنه بانتظار شيئا ما يطلق على كل هذا رصاصة الرحمة ليهديه الحل بلا ذنب عمه ولا نفور كرامته .

" حمزة "

خرج صوتها مرتعشا مختنقا تحاول إيجاد ثغرة قد يغفر لها منها ..
تنظر لدارين بين أحضان رائد .. شمس بجوار أكمل .. وهى هنا برداء الحسرة تجلس ..
ترتجف شفتاها وهى تعترف بنبرة نادمة :

" متى ستسامحني ؟ .. كان جنونا مني أعرف ... لكني لم أفعل شيئا خاطئا ... "

كمفرقعات نارية دوى صوتها في رأسه وذراع ' حسان الورداني ' تحيط خصرها فتضرب ذاكرته الصورة بدموية بشعة ..
وقف حمزة مهتاجا يتنفس بغضب ويبتعد قبل أن تكمل كلامها خارجا من القاعة .


تتابعه عينا شمس ثم تعود بعينيها نحو قمر فتراها تمسح خدها من دمعة غافلتها ..
لا تعرف ماذا تشعر نحوها الآن بعد حديثها مع حمزة ؟ .. أهو الغضب أم الشفقة أم .. لا شئ ؟!.
لا شئ كانت تتوقعه منها لذلك فمشاعرها تأثرت لحظيا بالطعنة الجديدة قبل أن يتلاشى التأثير ببرود وتظل فقط الفكرة ..
لقد كانت مخطئة حين غطت كذبة قمر من البداية .. كانت تعلم قبل عقد قرانها على حمزة ولو أخبرته لكان حمزة اختار ولم يصلا إلي هنا ..
هى أيضا مسئولة عما يحدث .

" سيجد كلا منهما طريقه سواء كانا معا أو لا "

نظرت شمس إليه تتمتم بلا معنى .. بلا شعور :

" أتعتقد هذا ؟! "

يبتسم أكمل بعبث والأغنية الثانية تبدأ والثنائيات المرتبطة يتقدمان لساحة الرقص فتتوهج عيناه الزرقاوتين بقوله المعاكس للحوار :

" أتسمحين لي بهذه الرقصة كي أقول لكِ ما أعتقده حقا ؟ "

تدير شمس وجهها وهى تسأل ساخرة :

" هل هذا من ضمن الطريقة التي يجب أن أتعامل بها معك أمام الناس .. وأمام قمر ؟! "

يقف أكمل يفتح زر سترته بأناقة ثم يمد يده إليها هامسا :

" اعتبريه هكذا "

وكانت نظرة لوجه قمر وهى تنظر نحوهما ثم تنظر إليها بصدمة .. تسألها بعينيها

( ستظلين معه يا شمس بعد كل ما فعله ؟! )

نظرة جمعت قسوتها بأنانيتها .. حقدها .. بغيرتها ..
لم تحظ منها الليلة سوى بسلام بارد عاتب تسألها بعينيها نفس السؤال ..
كيف تشوهت علاقتهما لهذه الدرجة ؟!.
رفعت شمس عينيها إليه .. تلمس صدق عينيه تتمنى لو تصدق .. بعد نظرة – أختها - الطاعنة فكيف تأمن لغريب ؟.
تعود عينيها إلي يده الممدودة إليها بدعوة إنتشال صريحة .. ألا يدرك أن الإنتشال معه .. غرق ؟!..
ولو تعلم أنه يريدها أن تغرق .. وستغرق .. ستغرق ..
تتسع ابتسامته ويدها تحط في كفه ببرودتها .. دائما أطرافها باردة .. يشعرها بإثارة تداعب رجولته برغبة دفء يحيطها به ..
يضم جسدها البارد بين يديه ناظرا لشعرها الملتف بإحترافية .. جدائل ملفوفة في وردة عالية مجموعة .. جميلة .. لكنها تظل مجموعة ..
وفستان أسود يراه لا يليق بها ذهبت مع والدتها تختاره .. مجرد أسود منقوش بزهور باردة وحبات لؤلؤ حزينة ..
لكن جمال الأسود نفسه عليها قصة أخرى .. حين يلمس جسدها فيقف على حافة الإثارة ..
حافة إنزلاق الفستان بيديه لأسفل .. أو ارتفاعه بيديه لأعلى .. إنه إلتقاط الأنفاس من شهقات الاشتياق .
كل أفكاره تبعثرت تماما وصوتها يأتيه مشحونا غضبا قاسيا :

" لا أعرف ماذا يحدث لنا ؟ ... منذ أن دخلت حياتنا فرقتنا ودمرت عائلتنا .. وهآنا أرقص معك وأنا أرى كل هذا القهر في عينيّ أختي "

صمت أكمل طويلا وعيناها تبتعدان عنه لركن بعيد في روحها ثم يقول بنبرة جادة توهجت بحقيقة تريد الهرب منها :

" ليس قهر يا شمس .. بل كره ... كره وأنانية .. قمر هى مَن دمرت علاقتكما وليس أنا ... وأنتِ ترقصين معي لأنكِ أصبحتِ تدركين أن وقوفكِ في ظهرها كان خطئا والآن تريدين أخذ حقكِ برؤية الغيرة من سعادتكِ في عينيها "

تفترق شفتاها بنفسٍ مرتعش .. لقد أصبح يجيد قراءتها .. يجيد قراءة أبعد مكان بأعماقها ..
تطرق برأسها ولا تدرك أن جسدها واقفا بيديه .. لو تركها لتهاوت بارتجاف برودتها ..
حين نطقت بإنهزام شديد :

" تظل أختي مهما فعلت "

ربما يشفق عليها كثيرا .. لكنه يعرف أنها أقوى من إنهزام وانكسار ..
داخلها صلبا .. داخلها امرأة تقف في ظهر رجل يدٍ بيد ..
حتى لو تشوهت قليلا بالقسوة ودوام الحزن .. لكن شمس .. شمس .
كفه تحرك لأعلى ظهرها قائلا بهدوء :

" وتظلِ ترغبين في رؤية الغيرة والقهر في عينيها ... لذلك نامي على كتفي وحاولي تمثيل السعادة "

يرتجف جسدها تلقائيا ويده تتحرك بشكل آخر حتى وصلت لمؤخرة عنقها وقربها لكتفه برفق حتى أغمضت عينيها واستكانت منهزمة .. بعطره .
ومن بعيد كانت عينا منصور تحترقان احتراقا بشعا وهو يشتم نفسه .. كيف خانه قلبه ليريدها ؟!.

بعد ساعات

يفتح رائد باب المنزل ليدخل ويتركه مفتوحا .. والده سيكون في فندق قريب من المطار حتى يسافر بعد أن رفض مجددا إلحاح رائد بالسفر معه .
برودة غاضبة شعر بها تحوم حوله الليلة .. لكأن عذاب ليلى لن ينتهي .
خطت دارين لداخل المنزل بعد أن أغلقت الاتصال مع صديقتها هالة التي لم تحضر الزفاف ..
تنظر لظهره العريض يقف جامدا فتلتفت لتغلق الباب لتسمع سؤاله الواجم :

" هل أعطاكِ أبي مفتاح للمنزل ؟ "

ظلت دارين صامتة حتى التفت برأسه نصف التفاتة فردت بخفوت :

" لا "

نظر رائد لميدالية مفاتيحه في يده يحركها بين أصابعه متنهدا حتى نزع منها نسخة إضافية لمفتاح المنزل ومده إليها وهو لا يزال يوليها ظهره ..
اعترافا ضمنيا منه أنه صار بيتها .. أنها صارت زوجته ..
تأخذ دارين المفتاح فيتحرك رائد باتجاه الدرج قائلا بجمود :

" تعرفين غرفتكِ بالطبع "

تراه يصعد الدرج وهو يخلع سترته ثم يتجه لغرفته فيدخلها صافقا الباب خلفه ..
لا تعرف حقا ما الذي جعلها تضحك بلا صوت الآن هامسة ببريق عينيها بفكرة مشابهة لفكرة سابقة :

" أعرفها ... أعرفها يا رائد زهران "


انتهى 🌺🌺🌺
تعليقاااااااتكم واراااااائكم عشان الفصل القادم محتاج دعم الصراحة 😋😋


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 02-07-18, 10:56 PM   #1038

نورهان عبدالحميد

نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وقصص من وحي الاعضاءوألتراس المنتدى الأدبي وبطلة اتقابلنافين؟وشاعرةوقلم ألماسي برسائل آدم ومُحيي عبق روايتي الأصيل وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية نورهان عبدالحميد

? العضوٌ??? » 300969
?  التسِجيلٌ » Jul 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,663
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » نورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond reputeنورهان عبدالحميد has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ليعي البشر السر العظيم... فان أرادوا حياة ...فليفسحوا في قلوبهم مجرى ...لنهر من الحب .
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 77 ( الأعضاء 44 والزوار 33)
‏sandynor, ‏نداء1, ‏Rasha kazem, ‏الحاءرة, ‏mlak993, ‏Mony1, ‏زهرة الحنين, ‏الصلاة نور, ‏shammaf, ‏همس البدر, ‏houda4, ‏r_501, ‏Zainab Abd Alkareem, ‏هبةالربيعي, ‏مليكة النجوم, ‏NH_1927+, ‏ريما الشريف, ‏دينا باسل, ‏dodoalbdol, ‏Noraal, ‏dina adel, ‏samam1, ‏ريتال مصطفي, ‏ام معتوق, ‏rontii, ‏الميزان, ‏Nesrine Nina+, ‏Rima08, ‏داااانه, ‏أسـتـر, ‏noof11, ‏miss u both, ‏طوطه, ‏لانجوينى, ‏شوشو العالم, ‏marwaeman, ‏فديت الشامة, ‏هامة المجد, ‏الرسول قدوتى, ‏jojo123456, ‏سحرمجدي, ‏k_meri, ‏قلب حر, ‏wiamrim


نورهان عبدالحميد غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 02-07-18, 11:15 PM   #1039

زينب عبد الكريم

? العضوٌ??? » 397711
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 448
?  نُقآطِيْ » زينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond reputeزينب عبد الكريم has a reputation beyond repute
افتراضي

فين تكلمة الفصل

زينب عبد الكريم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-07-18, 11:31 PM   #1040

r_501

? العضوٌ??? » 327960
?  التسِجيلٌ » Oct 2014
? مشَارَ?اتْي » 557
?  نُقآطِيْ » r_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond reputer_501 has a reputation beyond repute
افتراضي

عجييييب بدعت دارين برائد ويستاهل لكن نبي شمس تبقى شمس مضيئة بعيدة عن الاستسلام وتصحى لالاعيب قمر وشكراً لك من الاعماق

r_501 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.