آخر 10 مشاركات
ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          588-المساومة -ديانا هاميلتون -ق.د.ن (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام عديم الرحمة(80)للكاتبة:كارول مورتيمور (الجزء الأول من سلسلة لعنة جامبرلي)كاملة (الكاتـب : *ايمي* - )           »          غمد السحاب *مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          سيدتي الجميلة ~ رواية زائرة ~ .. للكاتب الأكثر من مُبدع : أسمر كحيل * مكتملة * (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          تراتيل الماضي ـ ج1 سلسلة والعمر يحكي - قلوب زائرة - بقلمي: راندا عادل*كاملة&الرابط* (الكاتـب : راندا عادل - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          420 - الوجه الآخر للحب - روبين دونالد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          الملاك والوحش الايطالي (6) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree49Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-01-18, 11:32 PM   #1

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي رواية أوراق الياسمين بقلم (حنين أحمد و فاطمة الشريف) *مميزة ومكتملة*





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وحشتوني كتيير كتيير، يارب تكونوا كلكم بخير .. وحشني التنزيل بالمنتدى والجو الجميل ال فيه بين المشرفات والعضوات والكاتبات.. واتمنى انكم ماتكونوش نسيتوني😉
من فترة خضت تجربة مميزة مع كاتبة وصديقة لي اسمها فاطمة الشريف .. كتبنا رواية مشتركة
والحقيقة كانت تجربة ممتعة جدا فحبيت أشارككم بيها وأتمنى انها تحوز إعجابكم ..
الرواية اجتماعية بها لمحات رومانسية، بها نماذج من قلب الواقع.. عايشنا قصصهن أو عرفناها عن طريق مشترك. وهي السرد فصحى والحوار عامية مصرية
الرواية ٢١ فصل وخاتمة والحقيقة هي غالية عليا جدا واتمنى انكم تحبوها زي مانا حبيتها وتعتبروها تجربة مميزة.
إن شاء الله هنزل فصلين يوميا بنفس المعاد ماعدا يوم الجمعة










نسرين



جلال



اسلام





كاميليا



رؤوف



سوسن



زهرة



هشام



عاصم



نرجس



كاسب



لبنى





روابط الفصول

المقدمة والفصل الأول ...... بالأسفل
الفصل الثاني ...... بالأسفل

الفصل الثالث والرابع
الفصل الخامس والسادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع والعاشر
الفصل الحادي عشر والثاني عشر
الفصل الثالث عشر والرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر ج ( 1، 2)
الفصل التاسع عشر ج (1، 2)
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون ج1
الفصل الحادي والعشرون ج2
الخاتمة



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 15-02-18 الساعة 10:50 PM
hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-01-18, 11:35 PM   #2

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة... عزيزتي عليك تنزيل اما المقدمة او الفصل الأول خلال 24 ساعة لان هذه المشاركة تعتبر اعلان عن الرواية ومكانها شرفة الأعضاء...

ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

رد مع اقتباس
قديم 22-01-18, 11:36 PM   #3

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

متاخرتش عليكم وجيت بالبداية مع المقدمة والفصل الأول .. اتمنى تعجبكم وتشاركوني بآراءكم 💜

(المقدمة)

زهرة كنت!
جميلة, رقيقة.. ظننت أنني أمتلك فرصة بالحياة ولكن... لم يمهلني القدر ولم يمنحني
أحد الفرصة..
فتساقطت أوراقي الواحدة تلو الأخرى وأصبحت محض حطام زهرة
كانت تضم أوراقي شامخة ..
فهل ستظل أوراقي تتساقط أم سيأتي الربيع لأعود مرة أخرى زهرة نضرة,
جميلة تنشر السعادة بكل مكان؟!

(الفصل الأول)

فستان ضيق يبرز كل منحنياتها والتي بالكاد تتواجد نظرا لنحول جسدها، أحمر
شفاه بلون داكن يحدد فمها الكبير نسبيا ويزيد من امتلاء شفتيها، كحل أسود يتلاءم
مع لون عينيها ويضيف لهما بعضَ الاتساع، ولا بأس من قليل من البودرة لتجعل
سمرة وجهها أخف قليلا... ثم قامت بضبط حجابها كي تظهر منه تلك الخصلة
الشاردة باللون الذهبي والتي قامت بإعادة صبغها منذ يومين .
استدارت حول نفسها دورة كاملة تتأكد من تمام تأنقها، لينتقل نظرها في المرآة إلى
حيثما يضيق الرداء وقالت محدثة نفسها بحسرة: "كان محتاج أضيقه أكتر"
تنهدت بقوة على وعد لنفسها بأن تذهب لخياطة حارتهم في أقرب وقت، بينما ارتفع
نداء والدتها قائلة بحنق بالغ: "هتقضي اليوم بطوله قدام المراية يا سوسن؟
هنتأخر كده"
تأففت وهي تعيد النظر في المرآة بغير رضا لكنها رضخت في النهاية ولبّت النداء
""فيه إيه؟ إيه اللي هيحصل يعني لو اتأخرنا شوية؟"
تفحصتها والدتها بقرف من هذا التلوث البصري قائلة:"إيه اللي انتي عاملاه ده يا
بت؟وعلى إيه ده كله ياختي؟ ياريته نافع، مفيش عريس واحد حتى بيبص ف
وشك "
ادّعت اللامبالاة واتجهت لباب المنزل قائلة بينما تتجه للخارج: "طيب، يلا بدل ما
نتأخر"... مصمصت والدتها شفتيها ثم لحقتها على الدرج لتقابلا جارتهم الحاجة أم
رءوف تقوم بكنس بعض درجات السلم .
"يا صباح الخير يا أم أسماء"،
قالتها أم رءوف ثم التفتت بنظرة شاملة لسوسن قائلة بنفاق باين للعيان:
"إزيك يا سوسن يا حبيبتي، إيه الحلاوة دي؟!"
تهللت أسارير سوسن وانفرجت شفتيها عن ابتسامة لم تستطع كتمانها أو استبدالها
بأخرى خجولة من هكذا إطراء، ثم تمتمت:"شكرا يا خالتي، إسراء عاملة إيه؟"
تنهدت أم رءوف بقوة لتقول بقلة حيلة باطنها خبث: "أهي قاعدة جوه وقافلة على
نفسها من ساعة ما العريس مشي امبارح، كل اللي جاي عليها مش عايزاه يا أمي...
بس أبوها ماسكتلهاش أبدا"
ثم نظرت لسوسن بطرف عينها وأكملت:"قالها معندناش بنات تقول لأ، وبعدين هو
حد لاقي عرسان اليومين دول"
تنهدت مرة أخرى ثم قررت أخيرا أن تعتقهما: "يلا ربنا يهدي الجميع، ماعطلكوش
بقى على شغلكوا، هروح أفَطّر الراجل"
تبادلوا السلام لتغلق أم رءوف باب شقتها وتنطلق بعدها سوسن ووالدتها إلى
عملهما ..
" أخدتي بالك أم رءوف بتلقح على إيه؟"، قالتها أم أسماء بغيظ قابلته سوسن ببرود
وادعاء جهل: "لأ مخدتش بالي "
زاد الغيظ بداخلها:"الست دي دايما قاصدة تفرسني، على أد ما هي طيبة بس ليها
حاجات كده بتخلي الواحد يقرف منها... لازم في كل جملة تحط كلمة عرسان،
يحصلها حاجة لو ماعملتش كده. وبعدين معاها حق؛ ما هي لو لقيت اللي يسد عينها
ماكانتش قالت كده كل شوية"
نظرت سوسن للطريق أمامها ولا زال رصيدها من اللامبالاة كافيا للتسلح به كرد
فعل على مثل تلك الكلمات والمشاهد اليومية .
******
وصلتا للشقة التي ستعملان بها لهذا اليوم، بدلت ملابسها بجلباب مهترئ وقامت
بربط حجابها للخلف كي لا يعيق عملها، ثم تناولت أدوات النظافة من والدتها
وبدأت العمل .
ممسِكة بعصا تقوم بالهبوط بها على السجادة الموضوعة بعرض الشرفة، تهبط
وتضرب فتفرغ فيها كل شعور سلبي بداخلها، كل ضيق، كل غلّ، كل نقمة وسأم
على ما حولها وعلى ما هي مضطرة الآن لفعله... كل يوم هو تجسيد حرفي لمعنى
التعب؛ تذهب لهذه السيدة وتلك فتنظف وتكنس وتغسل، وكل ما عليهن فعله ليس
سوى إعطاء الأوامر... نظفي هذا جيدا، افعلي ذاك مرة أخرى، وهي لا تستطيع
فتح فمها كما حدث قبل قليل مع السيدة أبرار. تنفذ الأوامر دون جدال؛ وهل خلق
الجدال لأمثالها؟، هل يحق لها الاعتراض وهي الخادمة؟
هي تتعب فقط حتى تحصل في المقابل على بضع أوراق مالية بالكاد تكفي قوت
يومهم، هي تبلع لسانها قبل التفوه بما يمكن أن يُغضب سيداتها فيطردنها من العمل
لتفقد بعدها مصدر الرزق الوحيد لهم... هي تصمت وتصمت فيخرج كل كبتها
على سجادة مسكينة أو طبق التصقت به بعض الأوساخ الوهمية .
توقفت يدها عن إفراغ شحناتها على صوت السيدة أبرار: "سوسن، عيدي على
الجزء اللي هناك ده على الشمال عشان حاسة إن لسه فيه تراب"
لتتمتم سوسن بـ(حاضر) من بين أسنانها وتتجه للجزء المعنِيّ فتضربه بالعصا،
وفي بالها كانت تضرب العديد من الأفكار معه .
*****
ارتفعت على أصابع قدمها الصغيرة كي تحضر ذاك الفنجان المكسورة يده، ملعقة
من الشاي وأخرى من أوراق النعناع مع... أربع أم خمس ملاعق من السكر؟،
في المرة الماضية حين وضعت أربع ملاعق قام والدها بسكب الشاي على الأرض
أمام عينيها قائلا بأنه (ناقص سكر) وعندها اضطرت لإعادة مسح الأرض والتي
كانت للتو قد انتهت من تنظيفها .

وضعت الخمس ملاعق متمنية من الله أن ينال إعجابه هذه المرة، ثم اتجهت للموقد
فرفعت سخان المياه بكلتا يديها وقامت بسكب بعض منها على مكونات الشاي ثم
تقليبها حتى امتزجت تماما ولم يعد لأى منها ملامح محددة... حتى أنك إن تذوقته
فلن تعرف مرارة الشاي من حلاوة السكر، تماما كما الحال معها .
أم متوفية، ووالد أقل ما يقال أنه (سكير وصاحب مزاج)، كل ساعة بحال وكل دقيقة
بطلب دائما ما تخفق في فعله كما يجب
-من وجهة نظره-. أدمَن المخدرات والخمر، وبينما هو يستمتع بكل ذلك إذا بصاحبة الثلاثة عشر عاما تتحمل أخطاء غيرها الفعلية بجانب أخطائها هي الوهمية، دوامة
تدور وتدور بها ولا تجد منها مستقر ولا تعثر لها على نهاية .
اقتربت منه حتى وضعت الفنجان على طاولة مقابلة له بينما هو ممدد على الأريكة
يستند بإحدى ذراعيه كي يرفع جسده قليلا ويجعل شاشة التلفاز الصغيرة أكثر
وضوحا لعينيه. قربها لم يحرك فيه شعرة واحدة إلا أن ابتعادها استرعى انتباهه
وحفز خلاياه المتسلطة؛ فانطلقت كلماته: "استني عندك يا بت"
توقفت خطواتها لتلتفت إليه منتظرة اعتراضا ما، أو ربما توبيخ، ولا حرج من
عقاب كالضرب إذا أخطأت من وجهة نظره!
ارتشف قليلا من الشاي ليصرخ بعدها بقرف: "إيه السكر ده كله اللي إنتي حاطاه؟،
عاوزة تجيبيلي المرض يا بنت نعيمة؟"
فتحت فمها كي تبرر لكنه عاجلها بدفعة قوية من ظاهر يده لفنجان الشاي فسقط
وتناثرت المياه المنكهة به على الأرض .
نظرت بحسرة لما حدث لكنها لم تجرؤ على التفوه بكلمة، بل نكست رأسها في انتظار إصدار حكمه .
قال باشمئزاز: "مش عايز من وشك حاجة، سدّيتي نفسي خلاص".
ثم أكمل بتمَنٍّ :
"إمتى أخلص منك ومن همك بدل ما إنتي عاملة زي العَلقة كده، لا منك نفع ولا
الواحد يعرف يطلع منك بمصلحة، ده حتى كوباية الشاي مش عارفة تعمليها!"
ثم أتبع كلماته بصرخة مجنونة من لسان ثقيلة حروفه: "غوري من وشي"
فانتفضت من مكانها وأسرعت باتجاه المطبخ متجنبة أي كلام زائد لن يجني
ثماره العطنة سواها .
****
تمشي مع والدتها في الأزقة الضيقة لحارتهم بعدما عادتا من العمل- فتتعثر هنا في
كرة يلعب بها بعض الأطفال، وتتجنب هناك كومة من القمامة التي تنبعث رائحتها
على بعد أمتار منها؛ فيظهر الاشمئزاز جليّا على ملامحها، وكأنها لم تولد بهذه
الحارة وتعاصر ما هو أكثر من ذلك منذ ما يقل عن العشرين عاما بأشهر قليلة!
جسدها منهك وعضلاتها تئن، بل إنها بالكاد تستطيع الوقوف بعد هذا اليوم الشاق
من العمل... فيأتي ببالها ما يأتيه كل يوم، لمَ لم يخلقوا أغنياء؟، لم تضطر كل يوم
للتعب حتى انقطاع الأنفاس لخدمة أناس لا تربطهم بها أي رابطة؟!... لِمَ كُتب
عليهم الشقاء في الوقت الذي يتنعم فيه الكثير من الناس ويأتيهم ما يريدونه على
طبق من ذهب؟!
أسئلة وجودية بالنسبة لها لكنها كل مرة لا تعرف لها إجابة؛ فتعود لتسألها كل يوم
علها تجد إجابة تريح ذاك الذي يغلي في صدرها.

تنهدت بحسرة فالتفتت لها والدتها قائلة بعجب: "مالك يا بنتي؟"
لتجيب بسخرية مريرة: "مالي!"
وكأن كل ما يحدث لا يساوي شيئا!، أكملت قائلة:
"أبدا يا امه، يلا نمد شوية عشان نوصل لإن رجلي خلاص مش شايلاني...
مش عارفة الطريق طول ليه النهاردة!"
لتسرعا في خطواتهما حتى وصلتا لباب البناية حيث تقبع شقتهما... بناية استحال
لونها للون بني من كثرة الأتربة التي تراكمت عليه والتصقت بسطحه، أما بداخلها
فدرجات السلم كانت متآكلة من عوامل الزمن حتى أن الصاعد أو الهابط منها إذا لم
يتخذ حذره فربما يتعثر فيها .
فتحت والدتها باب الشقة فاندفعت بداخلها بتعب ثم اتجهت لغرفتها كي تبدل ملابسها
استعدادا لمعركة أخرى، لكن هذا المرة ستكون الخدمة لمن تربطهم بها أقرب
رابطة: نفسها ووالدتها .
خرجت من الغرفة لتجد والدتها قد قامت بفرش قطعة من القماش البالي على
الأرضية الصلبة ووضعت طعام الغداء عليها... قالت بينما تقترب من والدتها بما
يشبه الاشمئزاز: "فول تاني؟، بتعب وبشقى عشان في الآخر أسد جوعي بفول كل
يوم يا أمي "
تمتمت أم أسماء بخفوت ودون أن تلتفت إليها كمن اعتادت هذا الرد لنفس السؤال
اليومي المتذمر: "احمدي ربك؛ غيرك مش لاقي النعمة دي اللي بتتبطّري عليها"
ثم ثنت ركبتيها وجلست على الأرض مع تمتمة بـ(بسم الله)بصوت لا يكاد يسمع

زفرت بضيق ثم لم تجد بُدّا من الجلوس بجانب والدتها وأكل هذا (الفول) وإلا
ستموت جوعا... لكن عقلها لم يكف عن تذمره وإحباطه، ولا عن تذكيرها بما من
الممكن أن تكون -على سبيل المثال- عائلة السيدة أبرار تتناول على الغداء... لقد رأت الدجاج الذي قامت سيدتها بإعداده مع شرائح البطاطس والأرز الأبيض الذي
تعشقه. فقالت وأفكارها مسيطرة عليها: "بس غيرنا بردو ممكن ياكل فراخ ولا
لحمة يوم في الأسبوع مش بيشوفوها في المناسبات السعيدة زينا "
خرجت أم أسماء عن صبرها لتهتف بسخط: "عايزة إيه يا سوسن دلوقتي؟، أروح
أسرق عشان الهانم تتبسط وتاكل وتشرب زي ما هي عايزة؟!...هو ده الموجود إذا
كان عاجبك!"
لترد بهجوم: "يا حاجة أمال إحنا بنشتغل وبنتعب قلبنا ليه؟ ما هو عشان نريح
نفسنا"
عددت الأم على أصابعها بينما ترد بانكسار: "والاقساط اللي علينا من وقت جوازة
أختك عيشة أدفعها منين؟، وفاتورة الكهربا والمايه هعمل فيهم ايه؟، نسيتي كمان
إيجار الشقة اللي مآويانا دي واللي لولاها ولولا صاحب البيت اللي بيراعي ظروفنا
كان زماننا في الشارع؟، وعلاج السكر والضغط اللي بجيبهم كل شهر هتصرف
فيهم إزاي؟". ثم أضافت بسخرية: "والمفروض كمان مع ده كله أشتريلك شوية
حاجات من جهازك عشان لو كفا الله الشر جالك عريس في أي وقت مانقعدش نندب
حظنا إننا ماجبناش ولا حاجة ليكي... إنتي مش حاسة بأي حاجة من دول ولا إيه يا
سوسن؟"
لم تجب، فقط اكتفت بالتحديق البارد في والدتها وذهنها شارد يريد الهروب خارج
حدود كل تلك المسئوليات والمصاريف التي عددتها والدتها للتو... تفكر: لو أنهم
فقط كانوا أغنياء، لم تكن ستضطر لحسب حساب كل قرش تنفقه، بل كانت ستنفق
الأموال دون رادع، كانت ستمتع نفسها وتشتري كل ما تشتهيه وما لا تشتهيه، بل
وأول ما كانت ستحاول فعله هو الخروج من تلك الحارة وذلك البيت إلى بيت واسع
في مكان راق كأحد بيوت زبوناتها الكثر .
"مابترديش ليه يا سوسن؟، القطة أكلت لسانك؟"
عادت من شرودها على هذه الكلمات، فجاء ردها متزامنا مع إمساكها بقطعة خبز
بهدف غمرها في طبق الفول: "حاجة زي كده"، ثم وضعتها في فمها بينما والدتها
تهز رأسها يمينا ويسارا بقلة حيلة .
***
"نسرين حبيبتي اصحي ياللا هتتأخري على الشغل"
تسلل الصوت إلى لاوعيها لتفتح عيناها ببطء فوجدت والدتها تقف بجوار
فراشها تنظر لها بابتسامتها الطيبة لتنتقل لها الابتسامة تلقائيا وهي تنهض بنشاط
وكأنها لم تسهر طوال الليل على ماكينة الخياطة حتى تخفف عن والدتها عبء
العمل الذي يكاد يذهب بنظرها بل وصحتها كلها..
"صباح الفل يا ست الكل, أحلى صباح على عيونك يا جميل"
قالتها نسرين وهي تنهض مقبلة وجنتي والدتها بحب لتضحك الأخيرة وهي تقول:
"كلامك بقى عامل زي تباعين المكيروباصات يا بنت من كتر احتكاكك بيهم"
ضحكت بقوة وهي تقول:"ومالهم التباعين؟ ده حتى بيكسبوا دهب, أنا لو راجل
كان زماني اشتغلت على ميكروباص بدل الهم ال احنا فيه ده, بس هقول ايه
حظي اني بنت"
وأكلت بداخلها بحزن:"للأسف إني جيت بنت"
رغما عنها شعرت بها وكيف لا تفعل وهي قطعة منها.. وليست أي قطعة بل
القطعة التي تعبت كثيرا حتى تأتي بها للحياة..
أغمصت عينيها بألم وهي تعلم مدى الأذى التي تتعرض له صغيرتها يوميا
حتى تستطيع توفير بضعة قروش تعينهم على الحياة وعلاج زوجها المريض
ثم فتحتهما وهي ترسم على شفتيها ابتسامة باهتة وهي تقول:
"ياللا جهزي نفسك على ما اعلمك لقمة تاكليها قبل ماتنزلي الشغل"
أومأت برأسها وبداخلها تفكر .. هي لم تخبر والدتها أنها تركت العمل
حسنا هي لم تتركه بل صُرِفَت منه ببساطة لأنها (عمالة زائدة) كما أخبرها
مالك المحل الذي تعمل به..
زفرت بحنق وهي تحاول إدخال بعض الأمل داخلها وهي تفكر أنها ستبحث عن
وستجد ما يناسبها أكثر من تلك الأعمال التي تتعب بها كثيرا ولا تجني منها
غير قروش لا تعينها على علاج والدها والذي ما فَتِأَ يردد أنه يريد الموت
حتى لا يكون عبئا آخر على كاهلها..
توجهت إلى غرفة والدها والتي لا يخرج منها بسبب مرضه الذي جعله طريح
الفراش لا يستطيع مغادرته إلا نادرا..
وجدته مستيقظا وكأنه ينتظرها لترسم ابتسامة كبيرة على وجهها وهي تقترب منه
وتقبل وجنتيه بحب قائلة:"صباح الخير يا أحلى أب في الدنيا, أخبار الجميل
ايه النهاردة؟"
ابتسم لها بوهن وهو يقول:"نحمده يا بنتي, انتي طنيني عليكي ماشوفتكيش
امبارح لما جيتي من الشغل"
دارت ارتباكها بابتسامة فهي لم ترد أن تدلف إليه لأنه يعلم دواخلها ببساطة ويكشف
ما تستطيع إخفائه عن والدتها:"كنت تعبانة اوي فدخلت نمت على طول,
بس مقدرتش امشي من غير ماشوفك كمان, ياللا أنا هروح بقى عشان
ماتأخرش على الشغل"
قبلته مرة أخرى ثم خرجت لتجد والدتها قد جهّزت لها بعض الشطائر فتناولتها
سريعا فهتفت والدتها:"اقعدي كلي طيب قبل ماتنزلي"
لوحت لها بيدها قائلة وهي تتجه لباب الشقة:"اتأخرت اوي ياللا اشوفك بالليل"
****
تابعها بنظره وهي تخرج كعادتها كل يوم تبحث عن عمل بعدما تركت عملها
مؤخرا ، أجل يتابع أخبارها ويعلم عنها ما لا يعمله أقرب الناس لها..
فهو على يقين أنها لم تخبر والديها أنها صُرِفَت من العمل, لا يستسيغ عملها
وما تلاقيه فيه ولكن ماذا يفعل فهو لا يجرؤ على الاقتراب منها مسافة ميل
واحد فكيف يمنعها مما لا يستسيغه؟!
لا يعلم لِمَ كلما نظر إليها شعر بالحنان يتدفق بداخله دون إرادة .. يتمنى لو يستطيع
أن يزيح عنها الحزن الساكن بعينيها والذي يشعر به بقلبه وكأنه نار حارقة تعصف
بكيانه بأكمله ..

"يا حلو صبح يا حلو طل، يا حلو صبح نهارنا فل"
التفت بعنف عندما وصله تغزل عبده الميكانيكي بها ليشعر بالاحتراق وهو يراه
ينساب بنظراته عليها ويكمل تغزله بها وهو الذي حذّره أكثر من مرة أن يتعرض
لها ولو بكلمة واحدة.. يبدو أنه يريد أن يُلَقّن درسا لا ينساه!
وجده يده تمتد لتقترب من جسدها فانتفض بقوة ولم يشعر بنفسه إلا وهو يتجه إليه
ويلكمه على وجهه بعنف لتطاير دمائه من فكه الذي تحطم بقبضته القوية والتي
حملت كل غيرته وغيظه مما فعله ذاك الوقح لها ..
****
تشعر بيده تمر على جسدها تنتهتك حرمته بشكل يثير التقزز داخلها وهي متجمدة
مكانها دون أن تجرؤ على التحرك رغم غثيانها المتصاعد داخلها،وكيف ستتحرك
أو ربما السؤال الصحيح هو أين؟
فتلك المساحة الضيقة لا تترك لها أي خصوصية وهي مجبرة على تحمل كل ذلك
حتى تصل وجهتها والتي تدعو كل ليلة أن يقصر الطريق إليها علّ لحظات الانتهاك
التي تتعرض لها يوميا تقصر أيضا أو ربما إذا كان لديها بعض من الحظ الجيد
تختفي تماما..
ابتسمت داخلها بسخرية ومن أين سيأتي الحظ الجيد؟!
زفرت براحة والحافلة تتوقف أخيرا لتسرع بالترجل منها وهي تكتم السباب الذي
توقف على طرف لسانها لكل من ينتهكها يوميا من أشباه الرجال..
لا تفهم لِمَ يحدث لها ذلك من بين كل الناس؟!
لِمَ يتعرض لها أشباه الرجال هؤلاء وهي تخفي كل معالم أنوثتها تحت ملابس
أقل ما يقال عنها أنها رجولية ولا تمت للأنوثة بصلة!
ألا يكفي ما تلاقيه يوميا بالمواصلات العامة حتى يتعرض لها شباب حيّها أيضا؟!
ماذا يريد منها ذلك ال..عبده أيضا؟!
ألم يكن رحمها من سماجته منذ فترة فلِمَ عاد من جديد يمطرها بغزله
الفج والذي كاد يتحول للتحرش بها اليوم لولا إسلام..
للحظة كادت تبتسم وهي تتذكر كيف انقضّ عليه وضربه بقوة أطاحت به
والدماء تتفجر من وجهه ولكن ابتسامتها اختفت حالما تذكرت صراخه بها
أن تغادر..
أرادت أن تراه وهو يلقّن ذلك الوغد درسا لن ينساه فعبده بقامته القصيرة وبدانته
التي تجعله يشبه الكرة لن يستطيع الصمود أمام إسلام بجسده الذي يشبه المصارعين
ولكن بطريقة أكثر..........
انتبهت لمسار أفكاراه فوبّخت نفسها:"ما بالك نسرين هل جننتِ؟ ما الذي تفكرين
فيه وأنتِ لا عمل لكِ وأنتِ تعلمين جيدا أن خياة والدك تعتمد عليكِ وحدك!"
أغمضت عينيها للحظات تكبت كل ضعف داخلها وتستعيد صورة والدها الحبيب
ونظرة الانكسار بداخل عينيه لتبرق عيناها بإصرار أن تجد عملا اليوم حتى
ولو كان الخدمة بالمنازل.
***
تشعر بأحد يتتبع خطواتها فقفزت نبضات قلبها بخوف وهي تدعو الله أن
يحفظها وهي تسرع بخطواتها علّها تدلف إلى المبنى الذي تسكن فيه قبل
أن يتعرض لها أحدهم..
وما كادت تدلف من باب البناية حتى وجدت من يدلف خلفها ويغلق الباب وهو
يدفعها للجدار ويلصق جسده بها بطريقة أدخلت الرعب داخلها..
"وحشتيني يابت يا نرجس, مش هتليّني دماغك بقى وتسمعي الكلام؟"
شعرت بالغثيان فحاولت التماسك وهي تقول:"عايز ايه مني يا حلمي؟
أبوس ايدك ابعد عني بقى وسيبني في حالي وشوفلك واحدة من توبك"
مرّر يده على جسدها فارتجفت تقززا وخوفا وهي تحاول التملص من بين يديه
دون جدوى وأنفاسه العالية تلفح وجهها لتشعرها بمزيد من التقزز والغثيان
"أسيبك ده ايه يابت؟ بقى حد يسيب الصاروخ ده؟"
"حرام عليك يا حلمي انت عندك اخوات بنات ابعد عني وسيبني في حالي
خاف عليهم"
قالتها نرجس بقهر ليضحك عاليا وهو يقول:"حُرمِت عليكي عيشتك يابت,
انتي هتدخلي عليا بالشويتين دول؟ وبعدين لو اخواتي زيك كده مكنتش عتقتهم
بقولك ايه اسمعي الكلام ووافقي تقضي معايا ليلة ويمكن ماتعجبنيش
ووقتها اعتقك بس أكون اخدت مزاجي منك"
نظرت له بقهر دموعها تنساب على وجنتيها بألم, ماذا فعلت بحياتها حتى
يكون هذا مصيرها؟!
"موافقة.. بس بالحلال يا حلمي, هعملك ال انت عايزة بس بالحلال"
برقت عيناه بنصر وصمت للحظات قبل أن يقول:"ماشي يا نرجس,
بالحلال مش هقول لا وأهو نجرب برضه يمكن يعجبني الحلال معاكي
يا حلوة.. بكرة هجيب المأذون واجي عشان نخلص من الموضوع ده"
وما إن حررها حتى ركضت إلى الشقة التي تسكنها مع جدتها لتقف أمام
باب الشقة تعدل من ملابسها وتمسح دموعها وتكبت قهرها حتى لا تزيد
من قلق جدتها عليها لترسم ابتسامة باهتة هي كل ما استطاعت أن تفعله
قبل أن تدلف إلى الداخل وهي تدعو الله أن ينقذها من تلك الزيجة التي
ستُجبَر عليها.
نهاية الفصل

قصصية and noor elhuda like this.

hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-01-18, 11:37 PM   #4

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebti مشاهدة المشاركة
ليلتك سعيدة... عزيزتي عليك تنزيل اما المقدمة او الفصل الأول خلال 24 ساعة لان هذه المشاركة تعتبر اعلان عن الرواية ومكانها شرفة الأعضاء...
مرحبا حبيبتي 💜
انا فعلا نزلت المقدمة والفصل الاول ويليه الفصل الثاني إن شاء الله وشكرا لتنبيهك😍


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 22-01-18, 11:48 PM   #5

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وجيت وجيبت معايا الفصل الثاني ويارب يعجبكم😍 مش هرغي كتير وهسيبكم مع الفصل الثاني💜

الفصل الثاني أوراق الياسمين

يقولون عندما نفقد الأم أننا نفقد من كان يدعو لنا
بالأرض، وعندما نفقد الأب أننا نفقد سندنا بالحياة،
فكيف بحال من فقدتهما كلاهما؟!
كيف سيكون حالها بمفردها أمام الحياة المليئة بالوحوش
البشرية وأشباه الرجال؟!!
دلفت إلى الشقة أو الغرفة بمعنى أدق فقد كانت شقتها
هي غرفة فوق بناية متهالكة بحمام صغير ومطبخ بدائي
ولكنها لم تتذمر قط، يكفيها فقط سقفا يأويها تحته
مع جدتها والتي تبقت لها بعد وفاة والديها..
رسمت ابتسامة على وجهها بدت باهتة لتبادرها جدتها:
"رجعتي يا نرجس؟ اتأخرتي كده ليه يابنتي؟!"
اقتربت منها مقبلة إياها على وجنتيها وهي تقول:
"معلش يا ستي كان فيه طلبية في المخبز واتأخرنا
في التحضير ليها"
ربتت عليها جدتها بحنو وهي تقول:"طيب يا حبيبتي
ادخلي غيري هدومك على ماحضرلك لقمة تاكليها"
"ماتتعبيش نفسك يا ستي انا مش جعانة"
قالتها وهي تحاول ابتلاع الغصة التي استحكمت بحلقها
تريد مفاتحتها بالأمر ولا تعلم كيف، ربما جدتها لا تغادر
الشقة ولكنها تعلم جيدا من هو حلمي فماذا ستفعل وكيف
تبرر لها موافقتها؟!
"ازاي يابنتي انتي بتشقي وتتعبي لازم تتغذي كويس"
أغمضت عينيها للحظات قبل أن تفتحهما وتقول:
"ستي فيه ناس هيجولنا بكرة و...."
قاطعتها جدتها بفرحة وهي تقول:"ناس مين اوعي تقولي
عريس يا نرجس عريس بجد؟! حبيبتي صبرتي ونولتي
قوليلي بقى هو مين و......"
قاطعتها نرجس سريعا قبل أن تفقد شجاعتها:"حلمي أبو
عمو"
جحظت عينا جدتها وهي تضرب صدرها بصدمة وهي
تهتف:"بتقولي مين يا نرجس؟ انتي تتجوزي واحد زي ده
ليه من قلة الرجالة ف البلد؟ أبدا على جثتي الجوازة دي
تتم"
"أبوس ايدك ياستي، أنا ماصدقت انه وافق على الجواز،
ابوس ايدك وافقي وخليني اخلص"
قالتها وهي تنفجر بالبكاء لتشعر جدتها بالرعب وهي
تقول:"ماصدقتي انه وافق؟! يا خراب بيتك يا نعمات،
بنت ابنك جابتلك العار وفرطت في شرفها"
"لا ياستي والله العظيم مافرطت في نفسي، ده انا
ماوافقتش إلا عشان أحافظ على نفسي، اعمل ايه ياستي
بيطاردني في كل حتة وبيهددني إنه... إنه....."
لم تستطع أن تكمل لتجهش ببكاء حار وهي ترتمي
بأحضان جدتها التي ربتت على كتفها بمواساة وهي تفكر
بحالهما.. امرأتان دون سند بالتأكيد الذئاب ستنهش
لحمهما دون أي رحمة.
"لا يانرجس انا مش هسيبك تتجوزي الواد ده أبدا، انا
هكلم المعلم لطفي وهو هيمنعه وهي...."
"محدش هيقدر يمنعه يا ستي، انتي عارفة انه لو منعته
هي... هياخدني بالحرام زي ماكان عايز وانا ال اترجيته
يبقى جواز، خلاص ياستي انا راضية بنصيبي مفيش
قدامي غير اني اقبل واسكت".
********
استيقظت في الصباح على خبطات موجعة في خاصرتها
وصوت غليظ بجانب أذنها: " بت يا زهرة قومي اعملي
حاجة آكلها"
فتحت عينيها لتقابل وجهه الذي ينذر بشرٍ...
"هتفضلي تبصّيلي كده كتير؟ فِزّي اعمليلي طَفْح في
يومك الاسود ده"
التزمت الصمت وأومأت برأسها ليتأفف هو بعدها مغادرًا
الغرفة بينما ينطق لسانه بالتهديد والوعيد.
أغمضت عينيها وتنهدت بقوة، روتينها اليومي ولا تملك
الاعتراض عليه... لمَ؟ لأنه والدها، لأنها لم تملك يومًا حرية
اختياره، لأن هذا البيت يؤويها وبدونه ستُرمى في
الشارع، لأن خدمة والدها مرهونة بوجودها، لأنها صغيرة
ولا تملك من أمرها أي شيء، لأن ولأن... هي مضطرة
لمسايرة حياتها حتى تستطيع الخلاص، والخلاص هنا
بمعنى واحد في عُرفها: الزواج.
ألم ترَ كيف تعيش جارتها منى، تلك الفتاة التي تماثلها
عمرًا، منذ أن تزوجت بابن عمها وحالها انقلب رأسًا على
عقِب؛ تخرج كل يوم وتتمتع وسعادتها تظهر على وجهها
بابتسامتها التي لا تفارقها... هي سعيدة بعد الزواج،
فمتى تتزوج هي الأخرى؟ هل سيحقق الله دعوة والدها
بأن يخلصه من حِملها؟
أفاقت من شرودها فَزِعة على صراخ والدها فاستقامت
من السرير وذهبت باتجاه المطبخ.

أعدت بعضًا من الطعام الموجود بالمنزل ووضعته أمامه...
نظر للطعام ثم لها بقرف ثم بدأ في الأكل مضطرًا، وهي
واقفة بجانبه لا تستطيع حتى الجلوس خوفًا مما سينالها
من عقاب!
"النهاردة بالليل جايّلنا ناس... عاوزك تتزوقي وتحطي
أحمر وأخضر ف وشك، بلاش شكل العيال الّ انتي فيه
ده!"
أحمر وأخضر! وناس يزورونهم! من أين لهما هذا؟!
ومن سيزورهما ووالدها لا يطيقه أحد؟!
كل ذلك كان يدور داخل رأسها، أما في الظاهر كانت
الإجابة (حاضر) دون أي إضافات مما دار بداخلها.
******
كان متمددًا على سريره، مغمض العينين، يستمع لأغنية
شعبية حزينة من تلك الأغاني التي -وللصدفة البحتة-
تصف حال كل من يستمع إليها!
اندمج مع الكلمات، ولم يفِق من تأثره إلا على صوت
مألوف لديه، صوت عصافير تغرّد داخل أذنيه، صوتها
هي... سوسن.
انتفض من مكانه يفتح نافذة الغرفة ليعرف سبب ما جعل
صوتها يعلو في الحارة من جديد، ليجدها مجرد مشادّة
كلامية بسيطة بينها وبين الأطفال...
ابتسم ولمعت عيناه، لن تكبر أبدا! ستظل دائمًا تختلق
المشاكل مع الذباب حولها -كما يقولون-
اتجه لمرآة الغرفة يتأكد من هيئته، ثم مشط شعره المجعد
للوراء وانطلق بعدها في طريقه لافتعال صدفة؛ كي
يراها.
******
كانت لازالت ترغي وتزبد بينما تدفع باب البناية عندما
قابلها رءوف، جارهم وابن الحاجة أم إسراء...
حدثت نفسها: "كان ناقصني إنت كمان!"
ابتسم رءوف: "إيه يا سوسن؟، مش هتكبري بقى وتبطّلي
خناق مع خَلْق الله؟"
زفرت بحنق ثم اندفعت قائلة: "ما هما اللي مستفزين
ويستاهلوا اللي يحصلهم"
اتسعت ابتسامته بينما يتأمل قسمات وجهها المجهد من
أثر العمل: "خلاص يا ستي حقك عليا... اطلعي استريحي
دلوقتي عشان شكلك جاية تعبانة"
تنهدت بتعب حقيقي، ثم ارتفعت يدها تلقائيًا لأسفل
ظهرها؛ تمسّده قليلًا كي يخفف بعضًا من ألمه، لتقول
بخفوت: "يحرق الشغل ع اللي عايزين يشتغلوه... يلا
هطلع أنا، وابقى سَلِّملي على خالتي وإسراء".
تمتم بشرود بينما يراقب صعودها درجات السلم:
"الله يسلمك".
***
"الشاي يا زهرة"
صاح بها بصوتٍ عالٍ حتى كادت أن توقع إبريق الماء
المغلي على قدمها من الفزع، عجّلت من حركاتها، صبت
من الماء على محتويات كل كوب ثم وضعتهم على
صينية وحملتها بأيدي ترتجف من ثقل الحِمل.
كانت قد ارتدت فستانًا وردي اللون، ذاك الفستان الذي
تضعه جانبًا كي تحضر به أي عُرس أو مناسبة سعيدة...
لكن بما أن والدها قال لها (اتزوّقي)، فلا مانع من خروج
الفستان للنور هذا اليوم، حتى لو لم يكن هناك مناسبة
سعيدة أو حزينة في نظرها!

اقتربت بخطوات بطيئة من الحضور، لتضع الصينية على
الطاولة في منتصف الغرفة ووجهها لم ترفعه من الأرض
خجلًا من ذاك الكم من الرجال... كادت أن تخرج لولا أن
ناداها والدها: "زهرة... تعالي سلّمي ع المعلم ربيع"
لم تعرف أيهم المقصود، فرفعت نظرها لوالدها الذي اتجه
بعينيه ناحية الجالس بجانبه، فاقتربت منه بابتسامة
خجولة ومدّت يدها الصغيرة التي ما هي إلا ثوانٍ حتى
غاصت بداخل يد (المعلم ربيع) الضخمة والخشنة... بينما
بيده الأخرى كان يعدّل من وضع شاربه وهو يتفحص
زهرة من اليمين لليسار، ومن الأسفل للأعلى.
"إزيك يا حلوة؟"
حاولت انتزاع كفها وهي تتمتم: "كويسة، الله يسلمك".
ليضحك بخبث وهو يترك يدها تنساب ببطء من قبضته؛
فأسرعت زهرة تغادر الغرفة وقلبها يقرع بين ضلوعها
بشدة... وقبل أن تخرج حانت منها نظرة للجالس بجانب
ربيع، كان حزينًا على عكس ربيع، ينظر لها بطريقة غريبة
لم تتفهم معناها، نظرته تشبه نظرة والدتها حينما كانت لا
تستطيع الدفاع عنها من بطش أبيها... حزن، وأسف، أسف
كبير، وقلة حيلة... لتخرج بعدها متجهة صوب غرفتها، ولا
زال قلبها لا يهدأ أبدًا .
******
دخلت المنزل لتجد كلًا من أختيها... عائشة التي تصغرها
بعام، وأسماء التي تكبرها بعامين.. ارتسمت على وجهها
ابتسامة وهي ترحب بهما بينما تخلع حذاءها: "يا أهلا بالـ
أختين الحلوين، إيه اللي رماكوا علينا كده؟"
"ده كلام تقابلي بيه إخواتك يا سوسن؟!"
كانت تلك أسماء مَن هتفت بغيظ من برود أختها الوسطى
، لتقابله سوسن بابتسامة صفراء وهي تستمع في نفس
اللحظة لعائشة تتحدث بلؤم: "مش هتيجي تسلمي عليّا يا
سوسن؟ معلش مش قادرة أقوم؛ رجلي واجعاني
والدكتور مانعني م الحركة الزيادة"
زفرت بحنق حاولت إخفاءه، ثم اقتربت منها تقبلها من
وجنتيها، لتقول وهي تضع يدها على بطن أختها
المنتفخة: "الدكتورة قالتلك ولد ولا بنت؟"
أجابت عائشة وهي تنظر لبطنها كأنها تخاطب جنينها:
"بنت زي القمر شبهي إن شاء الله"
لتقوم سوسن من مكانها: "ربنا يتملك على خير، هروح أنا
أغير هدومي عشان مش طايقة نفسي"
وفي طريقها إلى الغرفة، وجّهت لها عائشة سؤالًا:
"سوسن صحيح، مفيش جديد من بعد العريس الّلي طار؟
أمي ماقالتليش حاجة من ساعتها"
حركت سوسن عضلات خديها قليلًا حتى تمكنت أخيرًا
من رسم ابتسامة، لتقول: "لأ يا عيشة مفيش"
ودخلت بعدها إلى غرفتها مغلقة الباب خلفها.
خلعت ملابسها وحجابها، ثم اتجهت لخزانة الملابس،
وقبل أن تهمّ بارتداء أخرى- وقفت أمام المرآة؛ تتأمل
نفسها... وجهها، جسدها، شعرها الذي حررته من رباطه...
رفعت أصابع يدها تمررها على بشرتها، لقد ورثت عائشة
من جدتها البشرة القمحية والعيون الخضراء، أما هي فقد
ورثت من والدها -رحمه الله- بشرته السمراء وملامحه
الكبيرة.
نعم، تعلم أن حظها القليل من الجمال هو ما يؤخر زواجها
حتى هذا العمر، ولكن ما ذنبها؟
ما الخطأ الذي ارتكبته حتى يستمر الجميع في تذكيرها
بنفس الموضوع دائمًا وكأن بيدها شيئًا لتفعله ولم تفعله؟!
ما العيب في شكلها الذي يجعل كل عريس يتقدم
لخطبتها- بمجرد أن يراها يذهب ولا يعود؟!
حتى صديقاتها، هذه متزوجة ومعها طفلان، وتلك
مخطوبة ويتغزل بها خطيبها ليل نهار، والأخرى تحادث
أحدهم دون علم أهلها بعد أن أُعجب بها وأصر على
التعرف عليها.
وهي... هي تشاهد من بعيد كل هؤلاء، ولا تستطيع أن
تنال من الحظ جانبًا.
وما ترك أثرًا أعمق بنفسها هو زواج أختها الصغرى قبلها!
وأختها لا تراعي أحدًا، بل تتعمد أن تتباهى أمامها بما
استطاعت فعله ولم تستطعه هي!
هه، ونعم الأخوة!
ارتدت ملابسها أخيرًا، ثم لم تجد القدرة على مجالسة
أختيها فتمددت على السرير وتركت لأحلامها العنان؛
فربما تأخذها إلى حيث لا تستطيع الذهاب.
*****
عادت كما ذهبت فارغة اليدين إلا من حزمتين من
الجرجير وعدة أرغفة من الخبز ربما تستطيع أن تسد رمق
أسرتها الصغيرة..
رسمت ابتسامة على شفتيها قبل أن تدلف إلى الشقة حتى
لا يشعر والديها بشيء وما إن دلفت حتى تجمدت مكانها
وهي تجده أمامها يصافح والدتها التي تشد على يديه
بامتنان وتقول:"منتحرمش منك يا إسلام يابني، ربنا
بعتك لينا عشان تنجدنا و...."
قاطعها بلطف يشد على يديها قائلا:"ماتقوليش كده يا
خالتي خيركم سابق، ربنا يشفيه ويخليهولكم"
"يارب يابني ده احنا كن غيره ولا حاجة"
قالتها والدتها بصوت مليء بالعاطفة ثم لاحظت وجودها
ووقفتها الجامدة لتهتف:"تعالي يا نسرين شوفي ال
جرالنا، أبوكي كان هيروح في شربة مايه"
شحب وجهها بقوة وهي تركض إلى غرفته لتوقفها
ذراعين قويتين من المتابعة وهو يهتف:"اهدي يا نسرين
هو بقى كويس مافيهوش حاجة، هو نايم دلوقتي سيبيه
يرتاح أحسن، الدكتور قال الراحة مهمة له"
نظرت له بضياع لينشطر قلبه لنصفين وهو يفلتها من بين
يديه كارها لتقول والدتها:"ماتقلقيش يا نسرين، خلاص
يابنتي كتر خيره إسلام جاب الدكتور لحد هنا وطمنا على
ابوكي وانا من لبختي معرفتش اتصل على المحل اقولك"
امتقع وقعها وهي تحمد الله أنها لم تتذكر الاتصال فلو
فعلت لكانت علمت أنها سرحت من العمل..
"استأذن انا يا خالتي شوية والدواء الجديد هيكون
عندكم"
وقبل أن تجيبه والدتها كانت تمد له يدها قائلة:"لا
ماتتعبش نفسك أنا هنزل اجيبن هات الروشتة بس"
رمقها بغضب مكتوم قبل أن يخرج دون أن يرد عليها
لتندر بإثره بصدمة وهي تحدث نفسها:"ده ماردش عليا،
مجنون ده وال ايه؟"
ضربتها والدتها وهي تهتف:"كده تكسفي الراجل؟ يعني
جزاته انه ابن حلال وساعدنا ووقف جنبنا؟!"
"هو انا عملت حاجة؟! انا بس مش عايزة اتعبه اكتر من
كده"
قالتها بدهشة لتجيبها والدتها:"نسرين انا خابزاكي
وعاجناكي يابنت بطني، ياللا روحي غيري هدومك على
ماحضرلك حاجة تاكليها".
******
خرج من عندها قبل أن يفعل شيئا يندم عليه، هل تراه
صغيرا حتى تطلب منه أن تذهب هي لإحضار الدواء
وهو موجود؟!
ذهب للصيدلية واشترى الدواء قبل أن ينادي الصبي الذي
يعمل لديه ويناوله الدواء ويوصيه أن يذهب لمنزل
الحاج إسماعيل ليعطيه لهم.
عاد إلى الورشة التي تركها إثر سماعه والدتها تستنجد
بأحدهم ليذهب لمساعدتها على الفور فوجد (الأسطى)
جمال ينتظره ويسأله:"ها يابني ايه الاخبار؟ الحاج
إسماعيل عامل ايه دلوقتي؟"
"نحمده يا أسطى بقى كويس"
"امال مالك بوزك شبرين ليه؟! وال فيه حد عكنن عليك؟"
سأله غامزا ليضحك إسلام رغما عنه قائلا:"ومين ال
هيعكنن عليا؟ انا مش متجوز زيك"
ضحك جمال وهو يتلفت حوله قائلا:"ماهو مش لازم
تكون متجوز عشان تكون فيه ست معكننة عليك عيشتك
ربنا يجعل كلامنا خفيف عليهم"
ضحك عاليا وهو يقول:"واضح ان الحكومة مسيطرة
جامد يا أسطى جمال"
غمزه جمال قائلا:"امال ايه مسيطرة اوي، بكرة نشوفك
انت لما تتجوز ونقعد على الحيطة ونسمع الزيطة"
عدل ياقة وهمية وهو يقول:"لا انا يا اسطى جمال انا
مسيطر من دلوقتي"
لوى شفتيه وهو يضحك ساخرا ويقول:"واضح اوي
السيطرة، عشان كده راجع قفاك يأمر عيش من كتر
السيطرة"
زم شفتيه بحنق ليضحك جمال وهو يقول:"انت اللي
مصر تتعب قلبك، ماقولنا نروح نتقدم ونريح بالنا واهو
تبقى في بيتنا متستتة متهنية بدل الشحططة ال هي
فيها دي وانت كمان متشحطط وراها"
شرد بعينيه ينظر إلى شرفتها مفكراوانا فين وهي فين
بس؟ مش معقول هترضى بيا وانا مقدرش أجي على
كرامتي ابدا)
"خلاص بقى يا اسطى الله يرضى عليك سك على
الموضوع ده، ياللا انا همشي وانت ابقى قفل بقى الورشة
وماتعوقش على الحكومة"
وأتبع كلامه بغمزة ضتعالت ضحكة جمال وهو يهتف:
"عقبالك يارب يا إسلام يابني يهدي سرك ويريح قلبك".
*****
انتهى كل شيء بلحظات وأصبحت زوجته شرعا وكان
وليها المعلم لطفي الذي أرادت جدتها أن تستنجد به
ولكن لا مفر من القدر وهي راضية بقدرها وكل ما
تستطيعه هو الدعاء أن يحفظها الله ولا يفضحها..
انفض الجمع وظلت معه بمفردهما فقد تبرعت إحدى
الجارات باستضافة جدتها بشقتها عدة أيام من أجل
أن يأخذ العروسان راحتهما على حد قولها ولم تستطع
الاعتراض وهل للجارية حق الاعتراض؟!
انتفضت عندما اقترب منها ليهتف ساخرا:"مالك ياحلوة،
مش خلاص كتبنا الكتاب والمولد انفض، والعروسة
للعريس والجري للمتاعيس، وانا بقى عايز العروسة"
نظر لها بطريقة أثارت غثيانها ليجذبها إليه قائلا:
"ليلتنا فل ان شاء الله، والله وبقت الصاروخ بتاعتك يا
واد يا حلمي والسهرة صباحي"
أغمضت عينيها تفكر هل لو قاومت سيحدث فرق؟!
لتعود ساخرة من نفسها لن يحدث أي فرق نرجس فلا
تخدعي نفسك، لو أردت المقاومة لقاومت قبل حدوث
الكارثة وليس بعد وقوعها..
"ولكني أردت"..صرخت بأعماقها (أردت المقاومة،
أردت الدفاع عن شرفي الذي سيلطخه بكل الأحوال
فلم أجد سوى الحلال حتى يكون وقع ما يحدث أخف،
ويكون الضرر تحت ستار زواج ليس بزواج بل محض
عقد امتلاك لآدمية لا يراها المجتمع كذلك فقط لأنها أنثى
لا سند لها ولا معين!)
سالت دموعها أنهارا وهو يجردها من كل شيء..
يجردها من روحها، من براءتها، من طهارتها التي دنست
بيدي زوج ليس بزوج، بل هو شيطان ينتهك جسدها
وروحها ولا يترك لها شيئا..
صرخت بقوة ولكن صرختها لم تتعد أعماقها فقد فقدت
صوتها كما فقدت كل شيء آخر..
لم تعد تشعر حتى بما يحدث فقد فقدت الإحساس
بالمكان والزمان كما فقدت قبله شرفها بمسمى زواج
ليس بزواج وزوج ليس بزوج.

نهاية الفصل

قصصية and noor elhuda like this.

hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-01-18, 09:32 AM   #6

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي



um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 23-01-18, 09:33 AM   #7

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلا بعودتك من جديد حنين
واهلا بصديقتك
لي عوده بعد القراءة


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 23-01-18, 12:19 PM   #8

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

ماشاء الله على كمية الستات المساكين المغلوب على امرهم بروايتك هذه
يعني بعد عاصي القويه جداااااا
تطلعي لنا بكمية غلابه
خلينيا وراكي نشوف اخرتها

سوسن الشغاله قليلة الجمال .... طيب مهو موجود عريس الغفله ويموت عشان ينول الرضا .. مالو رؤوف اهو كويس وجيران وشاري .. مش احسن من المرمطه ةخدمة البيوت

نسرين واسلام .. لااعرف لماذا اسلام يجد نفسه لايناسبها ... ماذا يميزها .. هو كسيب وبيده صنعة وهي حالتهم الماديه ليست احسن منه ,, ؟؟

نرجس اليتيمه المسكينه واغتصاب بورقة زواج
ماذا ينتظرها مع حلمي ؟؟

زهرة تلك الطفله ذات 13 عام
حياتها مع اب سكير حشاش ليست امان ولكن ليس امامها خيار اخر
صغيره والان الاب يريد بيعها للمعلم ربيع .. اكيد هو كبير ومن يجلس بجانبه هل هو ابنه ؟
اتمنى ان تتخلص منه والا فانا اعتبره ذبح للطفله
لكن صديقتها بعمرها ومتزوجه اذا الكوضوع عادي ..
لنرى ماذا ينتظرها هذه الصغيره




um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 23-01-18, 02:26 PM   #9

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

مبروك الروايه 💐 بطلاتك حالتهم سيئه كثيرا الصراحه كل واحده أغلب من التانيه وظروفهم صعبه اعتقد ان اسلام ممكن يكون شايف نفسه اقل من نسرين لان يكون مثلاً تعليمها اعلى منه وده مش عيب بس فعلا حسب رؤيتها هى للأمر جائز تحرجه أما تصرف نرجس وزواجها من حلمى لم يعجبني ليس مبرر هناك حلول اخرى كانت تحاول إنما استسلام وهى تعرف آخرها وقبلت على نفسها زواج ليس بزواج أما زهره فوالده سيبيعها ولكن من هذا الذى ينظر لها وسوسن هل تعى مشاعر ابن الجيران لها الحقيقه شخصيات كثيره وللأمانة استعنت ب um soso وأخذت منها الأسماء😉 لانى إتلخبطت بأسماء الأبطال جميل ما قرأته ولكن يغلب التعاسه على الأحداث بالتوفيق بالقادم يمكن تجدى مخرج للبطلات 👍👍

bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 23-01-18, 03:04 PM   #10

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة um soso مشاهدة المشاركة
اهلا بعودتك من جديد حنين
واهلا بصديقتك
لي عوده بعد القراءة
اهلا بحضرتك 😍
افتقدت تعليقاتك وملاحظاتك💜


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:42 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.