آخر 10 مشاركات
ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          وخُلقتِ مِن ضِلعي الأعوجُا=خذني بقايا جروح ارجوك داويني * مميزة * (الكاتـب : قال الزهر آآآه - )           »          ماسة و شيطان - ج1من س هل للرماد حياة!- للآخاذة: نرمين نحمدالله -زائرة*كاملة& الروابط* (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )           »          523 - لا عودة للماضي - آن ويل- ق.ع.د.ن (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          نيكو (175) للكاتبة: Sarah Castille (الجزء الأول من سلسلة دمار وانتقام) كاملة+روابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          الانتقام المُرّ (105)-قلوب غربية -للرائعة:رووز [حصرياً]مميزة* كاملة& الروابط* (الكاتـب : رووز - )           »          ترافيس وايلد (120) للكاتبة: Sandra Marton [ج3 من سلسلة الأخوة وايلد] *كاملة بالرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-19, 12:13 AM   #5511

أنثى متمردة

? العضوٌ??? » 386970
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 489
?  نُقآطِيْ » أنثى متمردة is on a distinguished road
افتراضي


تسجييييل حضوووور مره أخرى 😩

أنثى متمردة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 12:14 AM   #5512

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

عذرا على التأخير سأبدأ بتنزيل الفصل حالا

bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 12:16 AM   #5513

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1

الفصل الخامس والعشرون

اليوم التالي مساء

على كنبة واحدة في غرفة نومها تجلس هي وأختها، تتبادلان النظرات، هي بهدوء زائف وزاكية بتوجّس خائف، فكيف لا تكون خائفة وهي منذ أن اتصلت بها لميس لتخبرها بأنّ زوجها مدعوّ اليوم للإفطار خارج المنزل وأنّها تريدها أن تأتي لتفطر عندها في بيتها... بل تحتاجها لأن تأتي وقد علمت أنّها تريد أن تتحدّث معها بأمر.. غير سارّ

طرق خافت على باب الغرفة قاطع نظراتهما، تبعه دخول العنود تمشي على استحياء تمسك بيدها كوبا من النسكافيه ناولته لزاكية التي ابتسمت لها بدفء لتشكرها قبل أن تسألها عن حال غلا معهم في الخارج، فتطمئنها الفتاة أنّها تركتها بالصّالة برعاية شقيقها نبراس وأنّها ستعود لها في الحال

ما ان خرجت العنود وأغلقت الباب وراءها حتّى نظرت زاكية لشقيقتها وقالت لها ضاحكة: لو يعرف يوسف إنّه غلا ضلّت مع نبراس أكيد راح ينجنّ

باستغراب حدّقت بها لميس وسألتها: اشمعنا؟

ابتسمت زاكية وأجابتها: ما بعرف شو عملّه هالولد بس يوسف مش طايقه من يوم العزومة عندكم وبحكي قال هاد الولد حاطط عينه على غلا تخيّلي!!

ابتسمت لميس وأجابتها: بتلاقيه مزح معه مزحه من مزحاته التقيلة... نبراس حركوش ما بحبّ يترك حده بحاله من غير ما ينكشه! (الفعل حركش تقال لمن يحبّ العبث مع الجميع أو بالجميع)

أكملت لميس تقول تشكو لأختها بغيظ أموميّ صرف وهي تتذكّر فعلته قبل أيّام: ولو إنها كتير مرّات مزحاته بتطلع على راسه!!

شربت لميس جرعة من الماء وأكملت توضّح لأختها قائلة: هديك اليوم بالعزومة قال قدّام الزلام إنّه غلا بتشبهني، ولو تشوفي الكاسر كيف كان راح ينجنّ منّه

بحلقت زاكية بها بصدمة وسألتها بفضول: وشو عمل أبو صارم؟

أفلتت ضحكة منها وقالت: ما لحق يعمل

استغربت زاكية وسألتها بدهشة: كيف؟

التمعت عينا لميس بعدم تصديق واعجاب وقالت: نبراس ذكي ومكّار كمان، يومها باللحظة اللي انتو طلعتوا فيها كان صار بتخته نايم فما قدر أبوه يحكي معاه، وعالسحور كمان ما قبل يصحى يتسحّر

ضحكت زاكية وقالت بعد أن ارتشفت لقمة من النسكافيه: عنجد؟

أومأت أختها وأكملت: اصبري لسّه شوفي شو عمل كمان، تاني يوم اتّصل على جدّته واجت أخدته نام عندها كم يوم وما رجع لليوم

قهقهت زاكية وقالت: وطبعا ابو صارم كان خلص بردت حرّته ونسي الموضوع

تغضّنت ملامح لميس وأجابتها وهي تشعر ببعض الثقل يتسرّب إلى قلبها: برد يمكن بس نسي الموضوع مستحيل... الكاسر ما بينسى شي... لمّا راح جابه اليوم من عند جدّته عملّه بالطريق محاضرة طويله عريضه هيك حكالي نبراس وقت اجا اعتذر منّي!!

صمتت زاكية للحظات تتأمّل شقيقتها بعمق تدرس ملامحها تراقب اختلاجاتها قبل أن تقول لها أخيرا: ومع ذلك بدّك تحكيله!

توقّفت نبضات لميس للحظة ونظرت لزاكية بصدمة قبل أن تطرف بأهدابها بينما تكمل زاكية قائلة: مش هاد هوّ الموضوع اللي خلّيتيني آجي اليوم عشانه؟

صمتت لميس وتبعثرت نظراتها بحيرة في أرجاء الغرفة فتابعت تلك والغيظ يملأ نبراتها: انت بدّك تحكيله بسّ خايفة ومتردّده وعندك أمل تقنعيني عشان أنا بالمقابل أوافقك أهلّلك كمان على أساس إنّه اللي انتِ ناويه تعمليه صح!!

بنظرات هشّة ضعيفة نظرت لميس إليها تستجديها أن الفهم لكن شقيقتها أبت إلّا أن تصفعها بحقيقة جنونها فقالت: بسّ انتبهي عليّ لميس منيح، انا مش موااافقة ابدااا على اللي انت ناوية تعمليه وهاي بقولّك ايّاها بوجهك، غلط، غلط انّك تحكيله غلط، ربّ العالمين ستر عليكي وأمرك بالسّتر ليش لحتّى انتِ تفضحي حالك؟

تغضّنت ملامح لميس وأسدلت اهدابها فوق عينيها الملتمعتين بينما تسمعها تكمل تقريعها لها قائلة بشدّة: لميس صدقيني راح تندمي والله العظيم راح تندمي

شحبت ملامح لميس وهمست تتوسّلها الفهم قائلة: انت مش فاهمة

برفض لسماع جنونها أوقفتها زاكية عن المتابعة قائلة بتوبيخ: شو بدّك افهم آه؟ حياتك ماشيه منيح، ربّ العالمين أكرمك بزوج واضح جدّا إنّه بيعزّك هاد إذا ما كان بيحبّك فعلا كمان، ليش لحتّى تخربي على حالك؟

بألم أجابتها لميس قائلة وعن اقتناع تامّ: بسّ الكاسر ما بيحبّني انا يا زاكية افهميني منيح، الكاسر بيحبّ الصورة المعدّلة.. لميس الطاهرة البريئة اللي عمرها ما غلطت..

قاطعتها زاكية مجادلة إيّاها بحميّة عالية: وانت هيك! والله العظيم يا انتِ هيك!!

بوجع وضّحت لميس والقهر والخزي يخنق أنفاسها: زاكية... الكاسر كان راح ينجنّ لمّا نبراس قال إنّه غلا بتشبهني... غار من ناس طبيعي جدّا إنّه يكونوا أصلا بيعرفوا شكلي... تجاهل هاي الحقيقة لإنّه غاااار... تخيّلي... انت متخيلة كمّ الخداع اللي انا معيّشته فيه وانا بدل الواحد شافني ألف ومش بس وجهي وانت فاهمة قصدي كتير كتير منيح؟ انا تأنيب الضمير بيقتلني يا زوزو بيقتلني!!

الدموع التي انهمرت فوق وجنتيها ثقيلة ساخنة سخيّة كوت قلب شقيقتها، فأمسكت بيدها ونظرت لعينيها تقول لها مترفّقة بحالها: لميس الرسول عليه الصلاة والسّلام قال (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) انت ليش مصرّة تستمري بتعذيب نفسك، ليش مصرّة تضلّي عايشه بدور المذنبة ليييش!!

مسحت لميس دموعها المنهمرة بعنف عن وجهها وهتفت في شقيقتها تقول بغضب: انت بتفكّري يعني انّه هاد الاشي بيسعدني؟ بتفكري إنّه أنا هيك مبسوطه ولّا مرتاحه؟ انا يا زاكيه مو عايشه بدور المذنبه زيّ ما انت بتفكري، أنا الذنب قاعد فوق صدري هون -قالتها وهي تقبض على صدر فستانها بقوّة- هووون خانقني وكاتم على أنفاسي، وعيونه... عيونه يا زاكية زيّ السوط بيجلدوني كلّ ما بتذكّرهم كيف كانوا يطّلعوا عليّ بموووت، والله العظيم بموووت

فغرت زاكية فمها بصدمة وفتحت عينيها على اتّساعهما بذهول تحاول استدراك المعاني المخيفة التي توحي بها كلمات شقيقتها فتلعثمت قائلة تريد أن تدحض هواجسها: مين قصدك؟

بصمت نظرت إليها لميس ولم تُجب فما الذي ستقوله وقد لا يبدو انتحاريا جنونيّا في نظر شقيقتها، أتقول لها أنّها من بين رجال الأرض جميعا اختارت جلّادها... الشرطيّ الذي حقّق معها قبل ما يزيد عن الأربعة من الأعوام ليكون زوجا لها؟

قرأت زاكية تلك الأفكار المجنونة التي كانت تصرخ في عينيّ لميس فسألتها مصدومة وبإنكار: الكاسر؟!

اضطربت عينا لميس وفاضتا بشعور عارم بالذنب فشحبت زاكية وهي تدرك الجنون الذي أقدمت عليه شقيقتها بعيون مفتوحة وخطّة صارمة، فلميس كانت تعلم من الكاسر ومنذ اللحظة الأولى التي وافقت فيها أن ترتبط به، وعندها علمت زاكية بل أيقنت أنّ أيّ كلام قد تقوله لها هو محض عبث!!

فنطقت هامسة بغير تصديق: انت مجنونة مجنونة... كيف بتعملي بحالك هيك كيييف؟!!

نظرت لميس لأختها وعلمت من نظراتها المرتعبة أنّها هي الأخرى قد عرفته وميّزته، فقالت تخاطبها بحرارة متوسّلة الفهم: انا يا زاكية اذا ما شفت نظرة الرضا بعيون كاسر.. اذا ما سامحني بعمري... بعمري ما راح أسامح حالي!!

بعجب سألتها: ليييش؟

أغمضت عينيها ودموعها الثقيلة تنهمر من جديد وتهمس بعذاب وبضمير موجوع: عيونه يا زاكية بعمرهم ما تركوني، أربع سنين بلاحقوني بصحوي وبمنامي بيعذبوني بيحاسبوني.. عيونه.. ضميري... مراية روحي... ميزان الصلاح لتوبتي...

بجنون صاحت بها زاكية وقد عيل صبر تعقّلها أخيرا: بسّ هاد جنون ربنا مش هيك ربنا أرحم منّك ومنّه ومن ضميرك

عندها صاحت هي الأخرى بأختها، بخوف.. بخشية.. بجنون: بسّ ما بعرف إذا سامحني... إذا قبل توبتي... النّار بتوجّع يا زاكية بتوجّع كتير وأنا... وأنا... ما بدّي... ما بدّي... أنحرق فيها كمان مرّة... وزيّ ما قالّلي هوّ مرة.. نار الدنيا كتير أهون من نار الآخرة

شهقت زاكية بصدمة وانهمرت دموعها شفقة على حال شقيقتها، ألما على معاناتها التي لم تكن تعلم أنّها لا تزال تؤثّر بها بكلّ تلك القسوة، فقبضت على ساعديها وقالت لها بشفقة وخوف: ما راح يسامحك يا مجنونة... راح يعذبك

بانهزام المستسلمين وخضوع الخاسرين أجابتها بصوت أبحّ مخنوق: كفّارة و... طهارة

بيأس هزّتها من ذراعيها تقول لها بيأس وانهزام: انت مجنونة مجنونة... وهاي انا حكيت وبعيدلك ايّاها كمان مرّة... جنونك هاد.. انا مش موافقة عليه... أبداا... راجعي نفسك.. راجعي نفسك يا لميس قبل ما تندمي!!

.................................................. .................................................. .....................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 12:17 AM   #5514

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

"على فين العزم ان شاء الله؟"

جمدت منال مكانها أمام باب الشقّة الذي كانت توشك على فتحه وأغمضت عينيها تحوقل بصمت

التفتت لحماتها مبتسمة وأجابتها بتهذيب زائف: عامله اليوم حلو "عيش السرايا" وعملت حساب اخوانها لمرة أخوي، ورايحه هلّأ آخدلهم ايّاه همّ جيرانّا زيّ ما قالّك جمال هداك اليوم

حدجتها حماتها بغضب تنظر لبنطالها الجينز الذي ترتديه وترتدي فوقه بلوزة سوداء بالكاد تصل لمنتصف فخديها أمّا حجابها فتلّفه بطريقة بسيطة يظهر منه سواد مقدّمة شعرها، أمّا يدها فتحمل فيها طبقا زجاجيّ مربّع يحوي بعض الحلوى التي قالت عليها

نظرت لها أمّ جمال من أسفل إلى أعلى ومن أعلى إلى أسفل بعدم رضا واضح، ثمّ قالت لاوية شفتيها: وانت تنزلي تودّيلهم الحلو بتاع ايه؟ ولّا انتو عندكم الستّات بتنزل بيوت رجاله عادي كده؟

اشتعلت عينا منال غضبا وقالت بصوت فقد بعضا من هدوءه ورزانته: خالتو... حرام عليكي، اللي انتِ قاعده بتعمليه حرام، انتِ هيك عم تقذفي عرضي عرض ابنك وأعراض كتير ناس كمان

ارتجف جفنا حماتها ولكنّها رغم ذلك استمرّت بتعنّتها وقالت: والله مش انا اللي بقول تصرّفاتك هيّ اللي بتقول ولّا اكمنّ ابني بيهاودك وسايبك تعملي ما بدالك تقومي تدوري على حلّ شعرك

ثار غضب منال لشرفها الذي تستبيح حماتها الخوض فيه، لكنّها كالعادة استحضرت وجه زوجها السمح بعيونه المحبّة وابتسامته المشرقة فكزّت على أسنانها وقالت: لا إله إلّا الله... خالتو حرام عليكي، أنا مرة ابنك يعني بنتك، والله العظيم انا بنت أصول وابنك ما جابني من الشارع

لوت حماتها فمها جانبا وقالت هازئة: أصول؟ وهوّ من الأصول برضو انّك تنزلي لتنين رجالة شقتهم علشان تاخديلهم حلو، طب انا هستنى امّا ييجي ابني علشان يشوف معاكِ صرفه ويعلّمك الأدب

بحدّة ولسان حماتها يتطاول لينال من أهلها أجابتها منال: الأدب أنا متعلّمته من دار أهلي ومو مستنّيتك لا انت ولا ابنك مشان تعرفوني ايّاه، ولولا انّي مؤدبة ومتربية منيح كان عرفت كيف أردّ عليكي

شهقت حماتها بحدّة وارتفع ضغطها ومنال تصعقها بكلماتها الوقحة المتطاولة وبقلّة أدب وكانت ستردّ عليها لولا أنّ تلك العقربة "كنّتها" أوقفتها وهي تكمل قائلة: وهلأ عن اذنك أنا نازلة عند بيت اخوان مرة أخوي الي همّي حاليا بالمسجد مع جمال، رايحة عشان أسلّم على نسوانهم العرايس اللّي لهلأ ما عرفت أعمللهم زيارة وحدة أرحّب فيهم وأتعرف عليهم وكلّه لحتّى أعمل معاك الواجب، كل وقتي عم بحاول أراضيكي ومو عارفة كيف لإنّه ببساطة انت ما بدك ترضي

فغرت أمّ جمال شفتيها بصدمة، أتمنّ عليها هذه الناقصة باستضافتها في بيت ولدها، فتحت فمها تريد أن تريها حجمها وقدرها ولكنّ منال أوقفتها من جديد وهي تقول ببرود: آآآه نسيت أطمنك قبل ما أروح انّه ابنك بيعرف انّي نازلة وإنّه أنا ماخده منّه الإذن، وعلى فكره أنا ما ممكن أروح من هون للدكان حتّى اذا ما كنت حاكيتله وابنك يا خالتو رغم انه بيحبني وبموت فيي كمان -قالتها بنوع من التفاخر- مو تاركني على حل شعري زيّ ما انت بتحكي بسّ هو ببساطة بيوثق فيّي وبيعرف شو هيّ تربية أهلي ولاد الأصول... بالاذن!!

أنهت منال كلماتها وخرجت مطبقة الباب خلفها بكلّ هدوء واتجهت إلى المصعد وبداخلها شعوران متناقضان

شعور بالراحة وقد اقتصّت لنفسها من حماتها أخيرا وشعور بالذنب كونها قد رفعت صوتها على والدة زوجها جمال حبيبها الذي تعشق!!

أمّا حماتها في الداخل فكانت تتلوّى قهرا من هذه الأردنيّة العاقر التي ترتدي ابنها جمال كخاتم في أصبعها!!

.................................................. .................................................. ...................

دخلا الشقّة بعد صلاة التراويح يتناقشان بإحدى القضايا المهمّة تلك التي سيغادر محمّد فجرا لأجلها إلى الصعيد غدا

خرجت إيمان من المطبخ ما إن سمعتهما تحمل بيدها طبقا من الكنافة وآخر من حلوى غريبة أخرى

سألها حسين بفضول: وإيه ده بقى؟ احنا بقينا بنخترع ولّا إيه

ضحكت إيمان وأجابته قائلة: لا ده حلو جديد جابتهولنا جارتنا اللي هيّ اخت جوز اختكم لميس

أجابها حسين: أخت جوز اختنا؟

هرش حسين دماغه قليلا بادّعاء ثمّ نطق قائلا: آآآه الستّ منال

أومأت إيمان رأسها بموافقة وأجابته: ايوه هيّ، إنّما باين عليها طيّبه

ابتسم محمّد بينما يفسح لها المجال بعفويّة لتجلس بجانبه على الأريكة المزدوجة وقال: يا سلام من مرّة وحده عرفتِ بسرعه كده؟

هزّت كتفها برقّة وقالت: معرفش بسّ انا حسّيتها كده أصل حبّيتها

رفع محمّد حاجبيه وأجابها هازئا من سذاجتها: وهوّ كلّ اللي انتِ بتحبّيهم لازم يكونوا طيّبنين

فتحت فمها لتجيبه ولكنّها سرعان ما صمتت قائلة باحباط: بصراحة مش متأكّده معرفش

لتكمل بعدها وهي تنظر إليه بإشراق: بس واثقة فيك أنت بس .. ودة بالنسبالي كفاية قوي

رفع حسين حاجبيه بدهشة ثمّ لملم ابتسامته وهو يلحظ احراج محمّد واحتقان وجهه فقال ليدّعي أنّه لم ينتبه لشيء: امال بتول فين؟

نظرت إليه إيمان وقالت وقد تبدّلت ملامحها قليلا وغابت عنها أريحيّتها: في أوضتكم دخلت بعد ما خرجتوا على طول بتقول انّها عندها مذاكرة

نظر محمّد لحسين بطرف عينه فهو ليس غافلا أبدا أنّ الأمور بين شقيقه وزوجته ليست على ما يرام فتمتم قائلا: ربّنا يكون في عونها احنا داخلين على فترة امتحانات، ده غير انّ تحضير الاكل النهارده أكيد خد منها وقت كتير

أومأ حسين مسبلا أهدابه بغموض بينما يتمتم قائلا: ربّنا يكون في عونها

نظر محمّد لإيمان أخيرا وقال لها يذكّرها: بقولّك إيه يا إيمان ما تنسيش تجهزي أمورك علشان أودّيكي عند أهلك كمان شويّه!

انقلبت ملامح إيمان مباشرة وامتلأت حزنا وهمست له ترجوه: بلاش يا محمّد

أشفق محمّد عليها وقال لها محاولا إقناع نفسه أكثر من إقناعها هي: يا ايمان احنا اتناقشنا في الموضوع دة أكتر من مرة وانا فهمتك إنه ما ينفعش اخدك معايا

أمسكت إيمان بذراعه ورجته قائلة: طب بلاش الليلة أنزل معاك بكره من الفجر

صمت محمّد للحظات يفكّر في اقتراحها ورغم ادراكه لصعوبة تنفيذه إلّا أنّه وجد نفسه يميل للموافقة متمسكا بقربها لأطول وقت ممكن

يعترف أنّه يشعر بغصّة البعد منذ الآن ولكنّه بذات الوقت موقن لحاجته أيضا لأن يبتعد لأيّام يستطيع فيها تقييم حياته معها بعيدا عنها وعن تأثيرها القويّ فيه

نظر لها أخيرا وأجابها قائلا: طيب زيّ ما انت عايزة المهمّ تجهّزي نفسك قبل ما تنامي علشان ما تأخّرنيش الصبح

سعيدة بموافقته ابتسمت إيمان وأجابته بينما تتحرّك لتغادرهما: حاضر يا حبيبي!!

جمدت ملامح محمّد للحظات محاولا السيطرة على نبضات قلبه التي ثارت بداخله معلنة ثورة على عقله مطالبة إيّاه باللحاق بها اثر كلمة حبيبتي التي خرجت منها بكلّ ذلك الدفء وكلّ تلك الحلاوة

أجفل على كوع حسين الذي كان يلكزه قائلا: والله وبقيت حبيبي والبلية لعبت معاك يابو حميد

بسمة داعبت صدره قمعها من فوق شفتيه ونظر لشقيقه بطرق عينه قائلا: والله وبقيت تستحمّى كلّ يوم والله ونضفت يا معفّن!!

صمت حسين للحظة يحاول استيعاب مزحة محمّد ثمّ نظر إليه بصدمة وقال: ايه دة قلبي !.. قلبي! ...مش مصدق .. أنت بقيت بتهزر زي البني أدمين !! .. لا وبتقبح كمان !! ( وصفق بيديه بخشونة ) والله جت نفسيتك ع الجواز يابوحميد

حدجه محمّد موبّخا للحظة قبل أن تلتقي عيناهما بالأخرى ويبدأ كلاهما بقهقهة مبهجة شديدة الصخب!!

.................................................. .................................................. .....


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 12:19 AM   #5515

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

بعد قليل دخل حسين لغرفته رائق المزاج، وكانت بتول تجلس فوق سريرهما تضع كتابا في حضنها وتقرأ منه بتركيز، مقطّبة الجبين مضيّقة العينين تحت نظّارتها ذات الإطار الأسود العريض
مظهرها بشكل ما ذكّره بالسيّدة "منشن" القديمة، فابتسم بحالة من حنين لأيّام كانا فيها خاليا البال لا يهمّهما سوى كيف يشاكسان بعضهما دون نوايا خبيّة
اقترب منها واستلقى على السرير بجانبها قائلا: على فكره يا منشن نسيت اقولّك تسلم ايدك البشاميل النهارده كانت تحفة
سكنت بتول للحظة ثمّ أجابته ببرود قائلة: بالهنا والشفا
راقب زاوية حاجبيها تزدادان حدّة وهي تدّعي تركيزا هو يعلم بعدها عنه وقال: لو كنت اعرف انّ الزعل بيطلّع منّك الابداعات دي كلّها كنت عمري ما زعّلتك
صمتت بتول للحظة محاولة فهم جملته ثمّ نظرت إليه بحدّة وقالت: تقصد إيه؟ انّ أكلي مش حلو؟
ضحك حسين وهزّ رأسه نافيا وقال: أبدا والله بسّ انا قصدي انّ على قدّ ما أكلك حلو قربك أحلى
بطرف عينها أجابته بترفّع: بيقولوا الطريق لقلب الرجل معدته
اعتدل حسين بجسده وأجابها قائلا: اشاعات!!
نظرت إليه ببرود وقالت: ازّاي
بفخر أشار لنفسه قائلا: نحن نختلف عن الآخرون... انا بقى تقتليلي فار... تصحّيني بمنشّة... تلبسيلي شبشب احمر بوردة...
نظراتها رغما عنها كانت تلين تتذكّر كلّ جميل بينهما فتتضرّج بإثارة إلى أن أكمل قائلا أخيرا: كوووول ده ولا يفرق معايا علشان انا قلبي طريقه حاجة وحدة
بترقّب نظرت إليه بتول ليكمل قائلا: حضن وما يتبع ذلك... احم!!
احتدّت نظرات بتول بضيق من تلميحه الوقح فقهقه قائلا: طب وحياة البشاميل يا شيخة لتدّيني حضن ونبقى نسيب ما يتبع ذلك لظروفها بقى!!
احتقنت وجنتا بتول بقهر، فقد حدث ما خشيت منه، فها هو حسين يظنّ مبادرتها للطبخ اليوم واستلام بعض المهام المنزليّة رغبة بإصلاح حياتهما قليلا، كتلميح لمصالحة هو لا يستحقّها، عندها هتفت بتول به موبّخة: حسين اوعى تفتكر علشان طبخت النهاردة يبقى بلمّحلك انّي عايزة منّك حاجة انا قولتهالك مبارح وهعيدهالك مرّة تانية النهاردة انا لا عايزة ولا هعوز.. بعد اذنك
أنهت بتول كلماتها ولملمت أغراضها من فوق السرير واتّجهت نحو باب الغرفة تقول بقهر: هخرج برة أكمل مذاكرة!
خرجت بتول وأغلقت الباب وراءها تحت نظراته الذاهلة!
.................................................. ...........................................
اليوم التالي قبيل الفجر
"جاهزة يا إيمان"
هكذا قال لها محمّد ما إن دخل الغرفة فهما عليهما المغادرة الآن حالا فطريق سفره اليوم طويل وعليه أن يوصلها قبلا لبيت أهلها
مصدوما بمظهرها وقف محمّد بمكانه فقد كانت إيمان تقف بمكانها ساكنة لا تتحرّك تواجه الباب بظهرها بكتفين متهدّلين وشعر مسدل يحيط بوجهها مخفيا إيّاه عن ناظريه، تتسربل بفستان ساتر رقيق لونه... أبيض!!
أبيض؟ غريبة!!
فهذه المرّة الأولى التي يرى إيمان فيها ترتدي هذا اللون بخلاف يوم زفافهم الأسود فزوجته تحبّ ارتداء الملابس القاتمة وفي أحيان قليلة تحبّ الفاقعة منها ولكن حتما ليست الشاحبة
بخشية وتوجّس اقترب منها مستشعرا حالتها غير الطبيعيّة
تشنّج جسدها وهي تستشعر قربه منها فوقف قبالتها يتأمّل هيأتها الغريبة قبل أن يمدّ يده ويلامس بأنامله الخشنة ذقنها ويرفع وجهها فيهاله منظره الغارق بالدموع
بجزع وقلب مخلوع هتف محمّد بها قائلا: في إيه يا إيمان؟
صمتت إيمان ولم تقل له شيئا لكنّ نظراتها المستجدية كانت كألف كلمة فآلمت قلبه وبقوّة
ذاهلا بحالتها رفع محمّد قبضتيه وأحاط بهما وجنتيها الرطبتين مبعدا ما التصق بهما من شعرها الأسود وهمس لها من جديد يتوسّلها البوح فيما عيناه تنظران إليها بعجز: مالك قوليلي في إيه بس؟!
ولكن إن كانت نظراتها آلمته فكلماتها الآن أصابته بطعنة مباغتة مباشرة في وسط قلبه، فكلماتها بدت بشكل ما كصدى يتردّد في أذنيه قادما من عمر ذاكرته المنبوذة بأحد سراديب خيبته: ماتسبنيش يا محمّد
بشفقة وصدمة أجابها: إيه؟ اسيبك؟ يا إيمان انا مسافر في شغل كلّها يومين اخلّص القضيّة وارجع
هزّت رأسها بإصرار موجع فيما والدموع تزداد انهمارا فوق وجنتيها بينما تناشده بحرارة: هتسيبني هنا لمين؟!
كلماتها تعتصر قلبه فيتلوّى لها ألما، فيزيد من ضغط أصابعه فوق وجنتيها ويقول لها مؤكّدا: بقولّك يومين وراجع
بانهيار ارتمت إيمان فوق صدره وأحاطت عنقه بقوّة بين ذراعيها ثمّ أخذت تهذي كالطفل الذي كانه يوما فتقول: انا بحبّك يا محمّد ارجوك اوعى تسيبني
بانصياع ودون تفكير احتضنها محمد بقوّة بينما يجيبها بحرارة نابعة من صميم قلبه الملهوف: وانا كمان بحبّك والله العظيم بحبّك وعمري ما هسيبك
ثمّ تابع يطمئنها فيما شفتاه تحطّان فوق جبينها بفقدان سيطرة: ما تخافيش يا إيمان ما تخافيش
ما إن سمعت إيمان كلماته حتّى دفنت رأسها داخل رقبته وأجهشت بالبكاء، لتفاجئه بعدها وبحالة من عدم التوازن بتقبيل رقبته قبلات عشوائيّة صغيرة تفرّقها بفوضى مثيرة بينما تهذي بكلماتها المرعوبة: هتسأل عليّا صح؟ صحّ يا محمّد؟ مش هتنساني صح؟!
قبلاتها رغم رقّتها كانت ككلّ شيء فيها فوضويّة لكن ذات تأثير عميق الأثر، زلزلت كيانه، ضربت جسده بقوّة فتحفّز لها بكليّته، ثارت مشاعره فأحاط خصرها بقوّة موجعة وأبعد وجهها عنه عنوة غير قادر على احتواء قبلاتها الخرقاء فيباغتها ويهجم على رقبتها بقبلات جنونيّة محمومة مهمها باسمها بارتعاش واضح، أمّا هي فكقالب من الزبدة الذائبة خارت بين يديه وأحاطت جسده بقوّة متمسّكة بقربه، راغبة به، متحرّقة لوصاله، تهمهم بين كلّ قبلة وأخرى: انا بحبّك اوي... ما تسيبنيش...
لا يعرف كيف ولا متى ولكنّهما فجأة كانا معا فوق السرير، متشابكا الأياداي، متلاحما الشفاه و... يشتعلان... ذلك الاشتعال الذي لا منجى منه إلّا بتلاحم كامل... يتحرّق له هو.... وأكثر من مرحّبة هي
ولم لا... فهي زوجته حلاله وهو... يحبّها... الأمر بسيط... بسيط جدّا فما بين القرارين... أن يكونا أو لا يكونا... كان الجواب شديد الوضوح
وفي اللحظة التي تسلّلت يده فيها عبر فستانها الأبيض، ما بين شهقتها وزمجرته، أتاه صوتها... ملحّا... متململا... فاقدا للصبر
"محمّد... محمّد... بقولّك قوووم قووووم الفجر هيأدّن يا دوب نلحق نبلّ ريقنا بشربة ميّة!!"
لاهث الأنفاس مضطرب النبضات مختضّ الجسد فتح محمّد عينيه ليجد وجهها الجميل ماثلا أمامه، هادئا ملائكيّا ساكنا إلّا من تقطيبة ابتدأت تداعب جبينها بينما تتحسّس جبهته وتقول: محمّد إيه ده هوّ انت عيّان ولّا إيه يا خبر انت سخن اوي
برعب قبض على كفّها واعتدل بجسده جالسا فوق السرير وبصوت أجشّ محتقن المشاعر سألها: إنتِ قولتي إيه؟
باستغراب حدّقت إيمان به وأجابته بتوتّر: الفجر... يوووه كنت هنسى خد اشرب ميّه بسرعه الفجر هيأدّن
ما إن رأى محمّد زجاجة الماء والكوب في يدها حتّى أخذ الزجاجة ووضعها فوق فمه وابتدأ بتجرّعها بقوّة، بينما يسمع هذرها تتمتم بذنب: معلش انا اسفة انا ما نمتش طول الليل ومش عارفة ازّاي غفلت فوق الكنبة يا دوب قبل معاد السحور بشويّه
أبعد محمّد الزجاجة أخيرا عن فمه بعد أن أنهاها بالكامل دون أن يشعر حتّى أنه قد روى ولو النذر اليسير من الظمأ الذي كان يشعر به ولكن مهلا هو ليس ظمأ بل جووع جووع قارص رهيب لها هي!!
يا الله ما الذي يحدث معه؟
أهي استجابة استخارته؟
كالملسوع أبعدها عنه ليتّجه مباشرة نحو باب الحمّام فنادته بسرعة قائلة: محمّد انت مش هتصحّي اخوك؟
بعجلة أجابها وهو يدلف للحمّام: صحّيهم انتِ!!
لكنّه وبينما يغلق باب الحمّام توقّف لثانية ونظر إليها وقال: إيمان ما تنسيش تحضّري نفسك علشان اول ما ارجع من المسجد اخدك على بيت اهلك واتكل على الصعيد على طول!
توقّفت نبضات قلبها لوهلة ثمّ ثارت باضطراب فهمست تناديه بخشية: محمّد
توقّف محمّد وجمد بمكانه ونظر إليها بتوقّع ملحّ، فهمست تناجيه بخوف: اوعى تتأخّر
ابتسم برقّة وقال: يومين تلاتة بالكتير وهتلاقيني بإذن الله راجع
بيأس توسّلته بنظراتها قائلة: أوعى تنساني
عندها ذابت نظراته لتمتزج بحنان متدفّق جارف وقال ووجيب قلبه بات مخيفا خارجا عن حدود السيطرة: ما تخافيش يا إيمان ما حدّش بينسى نفسه... ولا حتّى بيقدر يسيبها!!
دخل محمّد وأغلق الباب خلفه ليفتح صنبور المياه فيعدّلها لتكون أبرد ما يكون، وما إن وقف تحتها حتّى أغمض عينيه لدقائق طويلة، إلى أن شعر بجسده المتشنّج والثائر يسترخي أخير ففتح عينيه وشهق بحدّة... شهقة الحياة
بكفّيه الضخمين أبعد المياه المنهمرة عن وجهه... وابتسم بينما يكرّر بوعيه ذات القرار الذي أخذه قبل دقائق خلال غفلته "الوهميّة"
الأمر بسيط... بسيط جدّا فما بين القرارين... أن يكونا أو لا يكونا... كان الجواب شديد الوضوح
فهو دونها أبدا أبدا... لن يكون
.................................................. ..................................
صوت رنين الهاتف أيقظهما من نومهما العميق وما إن رأى حسين اسم إيمان يومض بشاشة هاتفه حتّى قبل المكالمة وهتف بفزع: إيمي؟ في إيه؟ انتو كويّسين؟ محمّد بخير؟
أجفلت إيمان وأجابته بسرعة وباضطراب مطمئنة إيّاه: اهدى يا حسين ما فيش حاجه ما تقلقش، أنا بسّ بصحّيكم علشان تلحقوا تشربوا ميّه قبل الفجر ما يأدّن اصل انا راحت عليّ نومه ولسه صاحيه حالا
مباشرة نظر حسين لشاشة هاتفه فعلم أنّ الفجر سيؤذّن فعلا خلال دقائق قليلة فهمس قائلا بصوت أجشّ: يا خبر!
بذنب أجابته: انا اسفه
بطرف عينه شاهد حسين بتول التي كانت قد استيقظت وتستمع للمكالمة بينما يجيب إيمان قائلا: ما حصلش حاجة يا إيمي انا اللي اسف احنا دايما تاعبينك معانا
بتأثّر تهدّج صوتها وأجابته بصدق: العفو يا حسين انا.. انت بالنّسبالي زيّ اخويا بالضبط
بدفء وتفهّم أجابها ممتنّا: ربّنا يخلّيكي يا ربّ وما نتحرمش منّك...
ما إن أغلق حسين الهاتف حتّى بادرته بتول تدّعي الهدوء بينما تعتدل بجسدها: كنت بتتكلّم مع مين؟
بسخرية أجابها بينما يغادر السرير: زيّ ما سمعتي... انا رايح اجيب ميّه بارده نلحق نشربها ما فيش وقت
خرج حسين من الغرفة بعد أن ستر جسده ببلوزة خفيفة بينما رمت رأسها هي على ظهر السرير وأغمضت هي عينيها تخفي بداخلهما غيرة حارقة وقهر عارم لا تستطيع ابدا ان تتصالح معهما او تهذّبهما مهما حاولت، تشعر بأنّها تفقد ذاتها فيهما، تكاد لا تعرف نفسها
حبّه يضعفها يحوّلها لانسانة بشعة تمقتها ولا تطيقها
تكره نفسها فتنأى فيها عن الجميع وخاصّة عنه هو
بالأمس حاول أن يتقرّب منها، أن يدّعي أنّ كلّ شيء على ما يرام لكنّها عاملته بنفور صدمه وما كان ليعرف طبعا أنّ نفورها كان منها لا منه من ضعفها لا شعورها المقيت بأنّها في كلّ يوم تخذل نفسها أكثر وأكثر
وكم تخشى ذلك اليوم الذي سيدرك فيه فداحة خسارته بارتباطه منها ولن يكون الأمر بتلك الصعوبة لا سيّما وتلك الإيمان تنشر عبق تفانيها على كلّ من حولها بطريقة تصعب منافستها
عاد حسين للغرفة وناولها كوبا من الماء فشربته دون حتّى أن تستسيغ طعمه وبينما تعيده إليه تمتمت قائلة: إنّما انت وايمان بتتكلّموا مع بعض بالتلفون عادي كده
احتقنت الدماء في رأس حسين وكزّ على أسنانه كاظما لغيظه وأجابها ببرود: اه عادي زيّ ما انت ومحمّد ممكن تتكلّموا مع بعض عادي لو الظروف حكمت!!
بغيرة وحقد أجابته: بسّ انا ومحمّد عمرنا ما كنّا بنحبّ...
عندها أفلتت أعصاب حسين وهي تضغط على الأزرار الملغومة وهتف بها قائلا بكلّ ما يعتريه من ضيق وغضب: اخرسي ! ... اخرسي خالص ما تنطقيش .. انت اجننتي ولا ايه !! .. قسما بالله يا بتول لو ما بطلتيش الهبل الي في مخك دة ليكون ليا تصرف تاني معاكي
بصدمة حدّقت بتول به وصمتت تعجز عن الردّ فأكمل هو فيها هادرا: انت عايزة ايه ها؟ عايزة تخربيها وتقعدي على تلّها... مش هترتاحي الا لما تخربيها بيني وبين اخويا؟
شحبت ملامح بتول بقوّة واحتقنت عيناها بالدموع فهي ابدا ابدا لا تريد ان تفرّق بينه وبين أخيه ولكن أليست تلك العقربة هي السبب؟
بغضب جم... مكبوت، امسك حسين بذقنها ببعض العنف رافعا وجهها إليه، ونظر في عينيها بينما يقول لها ببطء ووضوح: ايمان دي.. اختي.. فاهمة يعني ايه اختي؟ من ساعة ما اخويا قرّر انّه يرتبط بيها بقت زيّها زيّ زاكية ولميس فاهمة!!
ما أن انتهى حسين حتّى ذهب إلى الحمّام ليصفق خلفه الباب بقوّة خلّفت بداخلها صدى عنيف لصرخات خوف هادرة!!
.................................................. .................................................. ...............


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 12:21 AM   #5516

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

جلست لميس أمام طاولة المطبخ ووضعت الطبق الكبير الذي يحتوي عجينة "الكبّة" أمامها بجانب مقلاة مملوءة باللحم والبصل والصنوبر، سمّت بالله وابتدأت بعمل أقراص الكبّة مستغلّة نوم نمر الذي يصرّ على وضع لمساته السحريّة في كلّ شيء بينما تستغلّ وقتها بالاستغفار كما عوّدت نفسها أن تفعل دائما طلبا للأجر وتجنّبا لوسوسات الشياطين

دقائق مرّت وإذ بالعنود تدخل المطبخ وتقترب منها بتردّد وتسألها بحرج: بصير أساعدك خالتو؟

نظرت لميس للساعة أمامها وسألتها باستغراب: مش هلّأ وقت المسلسل اللي بتّابعيه؟

هزّت العنود كتفها وأجابتها: بصراحة اقتنعت بكلامك إنّه رمضان وقته قصير وكل شي ممكن الواحد يأجله فيه إلّا العبادة، بعد رمضان دائما كلّ المسلسلات بتنعاد غير إنّه كل شي صار الواحد يلاقيه على النت

ابتسمت لميس سعيدة أنّها استطاعت أن تؤثّر على العنود إيجابيّا بأمر مهمّ كهذا، فأجابتها قائلة: الله يكملك بعقلك حبيبتي ويثبت قلبك على حبّه وطاعته

رأتها لميس تبتسم برضا فأكملت لها قائلة: إذا إنتِ حابّة تساعديني وما عندك شي تاني تعمليه فأنا أكيد ما عندي مانع بالعكس برحّب جدّا

اقتربت العنود بتردّد وهي تنبّهها قائلة: بسّ أنا لسّة ما بعرف كيف

بتفهّم أجابتها لميس: ما في انسان بينولد متعلّم كلّ اشي، عفكرة انا وانا قدّك ما كنت اعرف اعمل ايّ شي يعني انت متفوقة عليّ بمراحل

ابتسمت العنود بفخر فابتسمت لها لميس ودعتها مشجّعة: تعالي جنبي اقعدي أعلمك

اقتربت الفتاة فعلا وجلست بجانبها فابتدأت بتعليمها كيفية عمل الأقراص وحشوها ولكنّ لميس حتّى وهي توجّهها لم تكن غافلة أنّ الفتاة مرتبكة وكأنّها تريد أن تقول لها شيئا تخجل منه، وهكذا وبعد فترة من الزمن وبعد أن ابتدأت جلسة الفتاة تسترخي واندمجت بتجربتها الجديدة وجدت لميس أنّ الوقت قد حان لتقوم بسؤالها فقالت برويّة: عنود بدّك إشي؟ احكي حبيبتي لا تستحي منّي انا حاسّة إنّه في بتمّك حكي وحابّة تقوليه

عندها نظرت إليها العنود وعضّت شفتها للحظة قبل أن تتجرّأ أخيرا وبوجنتين متضرّجتين على أن تطلب منها ما كانت تحتاجه بشدّة

.................................................. ............................

ما إن خرج الضابط المساعد من غرفة مكتبه بعد أن أدّى له التحيّة حتّى أمسك الكاسر هاتفه ليتّصل بوالدته التي كان قد رفض اتّصالها قبل دقائق قليلة بسبب انشغاله الشديد مع مجموعة أخرى من الضبّاط

(السّلام عليكم... اهلين يمّا كيف حالك؟... اممم شو كانت بدها؟... يا سلام.. ليش هيّ بتفكّرني انا والولاد تحت أمرها متى ما حبّت توخدهم بنحكيلها تمّ!!... لا ما راح آخدلها ايّاهم اليوم وبتفَهْميها لمّا بدها ايّاهم تعطينا خبر قبلها بيوم او يومين لإنّه احنا مش تحت أمر سيادتها... يمّا لميس اليوم طابخة ملوخية خصّيصا عشان النمر طلبها منها واحنا ما راح نغيّر خططنا بناء على رغباتها... لا ما راح أمشّيها لا عشانها ولا عشان خالتي... احكيلها بيحكيلك الكاسر بكرة ببعتلك ايّاهم... خلص انتِ انسي موضوعها هسّة وطمنيني عن أمورك)

بعد دقائق ما إن أنهى الكاسر المكالمة ثائر الأعصاب من جرأة لبنى واستفزازاتها التي فاقت قدرته على الاحتمال، نادى على الحاجب يطلب منه احضار أحد المتّهمين في إحدى القضايا المهمّة التي يعمل فيها حاليا ليحقّق معه ويسأله في بعض الأمور المحوريّة علّه يفرغ فيه بعضا من غضبه فينفلت لسانه أخيرا بالمعلومات التي يريد

.................................................. .................................................. ....

بعد حوالي ساعة

كانت لميس بداخل غرفتها تتّصل بالكاسر وبعد الرنّة الثالثة وعندما كانت توشك على انهاء الاتّصال، فُتح الخطّ وأتاها صوته عبر الأثير صارما حادّا به بقايا من غضب لا تعلم أيّ مسكين قد صبّه فوق رأسه: نعم!!

أجفلت للوهلة الأولى جرّاء حدّته قبل أن تتدارك نفسها وتقول بصوت هادئ: السّلام عليكم

بذات النبرة أجابها: وعليكم السلام شو بدّك؟

أحرجت لميس من جلافة أسلوبه فقالت له بجديّة: احم.. شكلك مشغول خلص بعدين برجع برنّلك

صمتٌ قليل تبعه أمر لا يقبل الجدل: لحظة لا تروحي

صوته يتكلّم مع شخص ما قريبا منه بصرامة وصل لمسامعها تبعه أمر واضح بالانصراف وغلق الباب قبل أن يصلها صوته أخيرا قائلا: وهاي فضيت، نعم خير شو بدّك؟

صمتت لميس للحظة قبل أن تفلت منها ضحكة ناعمة داعبت بنغماتها أوتار قلبه فانشرح لها خاطره صاغرا فأطبق شفتيه بقوّة يمنع نفسه من أيّ انفلاتات لفظية لا يتقنها تفقده ثباته و... هيبته، فقال مدّعيا الغيظ: خير شو اللي بضحّك؟

بمشاكسة أجابته قائلة: يعني لمّا سمعتك بتوزّع اللي عندك بالمكتب حسّيت هيك سقف توقّعاتي ارتفع

بلحظة أدرك الكاسر قصدها فابتسم لثانية قبل أن يجيبها مناغشا: والله هاي مشكلتك، انا مفهمك البير وغطاه من قبل ما نخطب، (مثل يقال لتوضيح الأمور)

ثم أكمل بجديّة: ولّا نسيتي؟

سرحت لميس للحظة تبتسم بحنين لذلك اليوم الذي زلزل فيه حياتها ليقلبها عن بكرة أبيها وقالت بصوت رائق شديد النعومة: مستحيييل.. حافظة كلّ كلمة حكيتلي ايّاها يومها بتحب أسمّعلك اياهم؟

قطّبت للحظة تستذكر كلماته بالنصّ كما حفظتها وأعادتها بذهنها مرارا وتكرارا يومها والأيّام التي تليها كواجب بعلامات محتسبة، فتنحنحت وخشّنت صوتها لنصف درجة وابتدأت بالقول: بعترف إنّي رجل عصبي، بصرّخ وصوتي عالي، صبري قليل ، متعنّت في رأيي، ما بحب الجدل، بتهمني كتير الطّاعة ، - صمتت للحظة تستذكر بقيّة كلماته بتركيز ثمّ أكملت وقد عادت نبرتها لوضعها الطبيعي - حكي النسوان ما بحبّه، طلعه من البيت من غير إذني ممنوع، صوت عالي وطولة لسان ممنوع، حكي ومزح مع زلام ما عندي، - أكملت بابتسامة مشدّدة على الكلمات التالية فتعدّدها بتركيز واضح- رومانسيه وعواطف وهالحكي الفاضي ما بعترف فيه، غزل ما بعرف اتغزل)

ما ان انهت لميس آخر حرف من "كلماته" حتّى أفلتت قهقهة خشنة من جوفه أثارت عاطفتها له بشكل موجع غريب فثارت بداخلها موجة من صيحات اعتراف صاخب باغتها لا سيّما وأنّ هذا لم يكن أبدا وقتا مناسبا لها لكنّها رغم ذلك خرجت من فمها عفويّة تلقائية ذائبة دون أن تستطيع السيطرة عليها، فهمست بصوت متحشرج خافت بالكاد يُسمع: بحبّك

أنفاس الكاسر المتسارعة التي لم يكن قد استعاد سيطرته عليها بعد شوّشت عليه سماع الكلمة فوصلته أشبه بالـ... حلم.. كالكذبة الجميلة التي من شدّة حلاوتها يصعب تصديقها

ولكن فجأة.. توقّفت النبضات فانقطعت تلك الأنفاس، ثمّ ارتجفت الأجفان فارتعشت الأهداب، مضيّقا العينين جامد النبرات سألها هامسا بشراسة أجفلتها: شو حكيتي؟

قلبها ثائر.. أعصابها مرتعشة.. جسدها مرتجف.. أحشاءها مشتعلة، وصلتها همسته صاخبة بشكل غريب مناقض للواقع ربّما كما أرادها هو أن تكون، لتدرك في لحظة واحدة هول فعلتها الرعناء... صدمة اعترافها الأخرق الذي لم تكن تدرك حتّى اللحظة أنّه كامن في قلبها جاهز للإنفجار

من جديد يصلها صوته نافذ الصبر مشتعلا حازما وصارما: لميس عيدي شو احكيتي "كرّري"

صوته أجفلها فشهقت واحتقنت وجنتيها ثمّ همست بوجل: كاسر!!

بخشونة ولهفة نهرها: لميس بتعرفيني ما بحبّ أعيد كلامي مرتين!!

ثم وكأنّه فجأة أدرك أنّ ما ينتظر منها قوله بكلّ تلك الحرقة هو أجمل وأروع من أن يطلب غصبا فتلين نبراته فجأة ويهمس بخشونة متحشرجة ارتعشت بارتعاش قلبه الذي بدا له في تلك اللحظة رخوا مرتعشا هلاميا كقالب من الجيلو الذي... يكره: لميس... بدّي أسمعها

عندها ابتسمت هي وأحسّت فجأة وكأنّها باعترافها هذا تحلّق بشراع طائر يحلّق بها عاليا جدّا بشكل مخيف يوقف القلب إنّما... بذات الوقت مثير مبهج ومن حيث هناك تجد أنّ كلّ ما دونه صغير و.. هيّن

بابتسامة مرتعشة وعيون دامعة همست بصوت متحشرج: كاسر أنا...

يفتح عينيه باتّساع يأمر قلبه بالصمت يوقف أنفاسه يستعدّ بنفس عميق لتلقّي الكلمة وفجأة يهدر بها بقوّة قائلا: استنّي!!

أجفلت لميس من صوته ووقف قلبها هلعا وتساءلت بخوف: شو في؟

بلهفة متعثّرة يلملم أغراضه من فوق مكتبه استعدادا للمغادرة ويأمرها قائلا: استنّي لا تحكي اشي.. أنا هايني جاي!!

ارتخت أعصاب لميس وهطلت دموعها وقد أفرجت عنها أخيرا وضحكت بصوت متقطّع ثمّ قالت أخيرا: طيّب زيّ ما بدّك بس... كاسر

يمشي بمبنى المركز بخطوات واسعة متعجّلة غافلا عن كلّ تحيّة احترام أو إيماءة سلام وبقول: نعم

فتردّ عليه برقّة واهتمام: سوق على مهلك

بجملة واحدة مبهمة النوايا أجابها: لا تشغلي بالك... سلام

تضع لميس الهاتف من يدها على طاولة الزينة، ثمّ تقف أمام المرآة تحدّق بنفسها تتأمّل ملامحها، متضرّجة متعرّقة بشفاه مرتعشة تلهث اثارة

ترفع يدا مرتعشة تتحسّس وجهها، تراه جميلا بهيّا.. كما لم تره يوما، وتحبّه... كما لم تفعل منذ سنوات

أمّا هو فما إن أنهى مكالمته معها حتّى سارع بالاتّصال بوالدته وما إن فتحت الخطّ وألقت السلام حتّى أخذ نفسا عميقا يهدّئ به حماسه وتنحنح قائلا بصوت استعاد بعض صرامته: شو بدّي أحكيلك يمّا، أنا فكّرت بموضوع روحة الولاد لعند أمهم اليوم وغيّرت رأيي، خلص احكيلها اليوم قبل التراويح بكونوا عندها ان شاء الله

صمتت والدته للحظات قبل أن تسأله هازئة: خير يا طير شو صاير غيّرت رأيك؟

جمدت ملامح الكاسر للحظات ثمّ تنحنح قائلا: ولّ "صيغة مبالغة" يا حجّه مش انت حكيتيلي عشان خاطري يمّا وبرضاي عليك؟

أصدرت والدته من فمها صوتا ساخر قبل أن تجيبه باستهزاء: طيّب؟!

فتح الكاسر عينيه يدّعي البراءة ويقول كما لو كان يصدّق نفسه فعلا: شو طيّب؟ راح أودّيلها ايّاهم زي ما طلبتِ منّي وكلّه عشان خاطرك وبسّ!!

بمشاكسة باردة مغيظة أجابته أمّه: لا يمّا اذا عشان خاطري لا تغلب حالك مش فارقة معي انت وهيّ فخّار يكسّر بعضه!!

بغيظ ضيّق الكاسر عينيه وأجابها: هيك يعني؟

بذات البرود أجابته: آه هيك ولّا ليكون خايفة منّك ؟

كزّ الكاسر على أسنانه قائلا بغيظ: طيّب بالعند فيكي وفي لبنى وفي خالتي...

صمت الكاسر تاركا بقيّة تهديده لها لتتوقّعه ولكنّها بلامبالاة همهمت: اممممم

تبسّم الكاسر يائسا من صلابة والدته التي ورثها عنها وقال: اليوم بعد الفطور على طول جايبلك ايّاهم ومنّك لأختك بتصطفلوا "أي تتفاهمون"

قالها الكاسر وأغلق الهاتف ولكن ليس قبل أن يسمعها تقهقه ضاحكة عليه!

وضع الكاسر الهاتف على الكرسيّ بجانبه يتمتم بسخط

"طارت الهيبة با أبو صارم"

ليبتسم من بعدها بسعادة يمني نفسه بليلة خاصّة جدّا ومميزة جدا جدا معها الليلة حيث سيأخذان حريّتهما بالكامل معا دون وجود الاولاد الساهرين قريبا منهما كلّ ليلة حتّى الفجر، ودون مقاطعات النمر المستفزّة، وان كانت خيالاته حول هذه الليلة سابقا جامحة فالآن وبعد اعترافها المزلزل لكيانه يجد نفسه عاجزا حتّى على التخيّل

يقف الكاسر أمام شارة المرور الحمراء ويغمض عينيه يسلخ عن ذهنه كلّ تلك المؤثّرات السمعية والبصريّة من حوله محاولا التقاط همستها الخافتة من ذاكره عقله فيتساءل بشغف....

أقالتها فعلا أم هيّء له ذلك؟

يضع يده على قلبه يصبّره بلقاء قريب يتبيّن به الحقيقة من الوهم ومهما كانت الإجابة حينها فسيجنّ الليل أخيرا ويسدل عليهما أستاره وينتزع منها حينها الكلمة... برضاها أو... رغما عنها

صوت زوامير السيّارت أجفلته من خيالاته فشتم نفسه موبّخا واستغفر الله متمتما

"لا حول ولا قوّة إلّا بالله اللهمّ انّي صائم... استغفرك يا ربّ واتوب اليك"

فجأة رنّ هاتفه من جديد فشاهد اسمها كما سجّله منذ يومين يومض على شاشته بطريقة مستفزّة و... مثيرة

"أم صارم"

فينظر له بغيظ ثمّ ينظر إلى السماء قائلا

"يا رب الحق عليها مش عليّ"!!

ثمّ استقبل الاتّصال هادرا: نعم!! شو بدّك كمان؟ في اعترافات جديدة مش وقتها ابدا هسة حابّة تحكيلي ايّاها

من مكانها فتحت لميس عينيها بصدمة قبل أن ترقّ نظراتها وتضحك

فيستحثّها بابتسامة أفلتت منه مبعثرة المزيد من هيبته "كما يعتقد" وقال بصوت رقّ قليلا: شو بدّك؟ احكي

فتنهّدت وأجابته ببعض الحرج: قبل شويّ أنهينا المكالمة ونسيت أقولّك أنا ليش اتّصلتلّك أصلا

باهتمام أجابها بينما يومئ لشرطيّ مرور يألفه يقف تحت اشعّة الشمس الحارقة ينظّم السير علّه يخفّف بعضا من ازدحام الشوارع: أيييوه.. الله يستر، احكيلي ليش كنت متّصلة أصلا؟

عندها أجابته بآخر إجابة كان يتمنّى سماعها فتوقظه بقسوة من لجّة مشاعره الثائرة قافلة الباب بقوّة على أصابع خيالاته الجامحة: بدّي تجيبلي معاك باكيتين اولويز وانت جاي ضروووري

بحلق الكاسر أمامه بصدمة قبل أن يطرف جفنه ويقول بذهول: نعم؟ اولويز!!

فهمت لميس صدمته خطأ فتبرّعت بالتوضيح له قائلة: اه اولويز اللي هيّ فوط نسائيّة يعني عرفتها؟!!

برودها حوّل طاقة عواطفه لطاقة من الغضب فصرخ فيها قائلا: لميس لميس ارحميني واخــــ... استغفر الله العظيم يا رب... اسمعي سكري التلفون ما بدّي اسمع صوتك ابدا وبسّ اروّح عالبيت المكان اللي بتشوفيني فيه ما بتقربي منّه اوكيييي والّا اقسم بالله ما بعرف شو ممكن اعمل فيكي

بصدمة همست لميس بصوت مكسور: كاسر!!

بخيبة وغضب أجابها: بلا كاسر بلا زفت قال بحبك قال، وانا رحت من عقلي وزّعت الولاد عند أمهم، وبالاخر حضرتها متّصلة تحكيلي اولويز وضرووري فرحانة بحالها

عيون لميس الفاغرة بصدمة من انقلابه سرعان ما التمعت بإدارك ما ان أنهى المكالمة دون سلام ولا كلام، لينقلب الوجوم على وجهها فجأة لضحكة مشاكسة

.................................................. .......................................



التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 01-03-19 الساعة 12:56 AM
bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 12:23 AM   #5517

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 5

بعد الافطار
تراقبه كيف يرتدي ملابسه بذات العبوس الذي لم يفارق وجهه منذ أن عاد من العمل قبل ساعات، حينها ودّت لو تتحدّث معه وتوضّح له حقيقة الأمر ولكنّه لم يعطها حتّى فرصة واحدة وهو يدخل الغرفة مباشرة متجاهلا إيّاها تماما وينام حتّى موعد أذان المغرب ليستيقظ من بعدها أشدّ نزقا ليخبر أولاده فيما بعد وهم على طاولة الطعام أن يجهّزوا أنفسهم وملابسهم للذهاب لزيارة والدتهم عدّة أيّام، ويطلب منها هي تجهيز حاجيات وغيارات النمر كأوّل مبادرة للحديث فيما بينهما
تغلق لميس حقيبة ابنه بينما تنظر إليه وتراه كيف يثير الفوضى من حولها بغضب مكتوم كانت قد تفهّمت أسبابه وهي تعلم بأمر مغادرة الأولاد للمنزل وبقاءه فارغا إلّا منهما
علمت أنّه لا بدّ كان متحمّسا لاختلائه بها عدّة أيّام خاصّة وأنّ الأولاد تسبّبوا له بالضيق والكبت منذ ان ابتدأت اجازتهم وهم يبالغون بالسهر الى ما بعد الفجر بحجة ان الدنيا رمضان وأنّ النّهار طويل ليستيقظوا فيه باكرا
تبتسم لميس بمكر وتحتار أتخبره بالمفاجأة الآن أم بعد عودته لاحقا
شاهدته يدخل الحمّام ليتوضّا مستعدّا لصلاة التراويح وتلقائيّا سرحت تتذكّر ما حدث بالضبط بينها وبين العنود اليوم ظهرا بعد أن ألحّت عليها بالبوح والفضفضة بما يؤرّق مضجعها
وقتها أخذت العنود تفرك يديها ببعضها للحظة ثمّ نظرت لها بحرج وقالت: بدّي اسألك إنّووو... يعني... بلاقي عندك أولويز؟
بتفهّم ابتسمت لها وسألتها: أفطرتِ؟
هزّت العنود رأسها بحرج فسألتها: أكلتِ أو شربتِ؟
عندها هزّت الفتاة رأسها مباشرة بالنّفي وكأنّها تنفي عن نفسها تهمة مخزية فشرحت لها عندها قائلة: بسّ ما بصير لازم تكسري صيامك، ربّ العالمين لمّا عطانا بهاي الأيّام رخصة فرضها علينا لإنّه هو أعلم وأدرى بتركيبة جسمنا وبحاجتنا بهاي الفترة للسوائل والمقويّات
بدهشة همست العنود: سبحان الله
ابتسمت حينها وقالت لها: لازم تعرفي يا عنود إنّه ربّ العالمين ما بيعمل شي صدفة أو عبث كلّ شي إله سبب، أنا هلّأ راح أروح أجيبلك باقي بكيت موجود عندي وراح اتّصل على أبوكي يشتريلك وهوّ مروّح
حينها تضرّجت وجنتي العنود وهتفت بفزع: لا لا شو بابا خالتو والله بستحي
ضحكت لميس رغما عنها على ردّة فعل الفتاة وقالت تناغشها: خلص ما راح اقولّه إنّه إلك
بموافقة فوريّة قالت العنود: آه آه أمانة خالتو قوليله إنّك إنتِ اللي أفطرتِ أحسن يعرف إنّه أنا
بانتعاش انطلقت وقتها ضحكة لميس مستمتعة جدّا ببراءة هذه البنت وفي داخلها دعت الله بقلب ملهوف أن يحفظ لها هذه البراءة والطهارة وأن يبعد عنها أنجاس البشر والشياطين
وتعهّدت بداخل قلبها أمام الله أن تحمي هذه الفتاة من كلّ الشرور حتّى لو كانت شرور نفسها
صوت انصفاق باب الحمّام أجفلها وأيقظها من تفاصيل الذكرى فابتسمت لزوجها وقرّرت مشفقة أن تخفّف عنه حدّة غضبه ومرارة الخيبة
سألته بصوت عاديّ: كاسر وين تركت بكيتات الأولويز اللي جبتهم معك اليوم؟
بلؤم أجابها دون أن ينظر إليها: ما بعرف
بجديّة مصطنعة أجابته هاتفة: كاسر كيف ما بتعرف؟
انفجر بها غاضبا مفرّغا أخيرا بعضا من قهره: هيك! عادي!! ما بعرف! دخّلته معي على الغرفة ورميته، وين راح ما بعرف... بس نطلع هسّة دوّري عليه براحتك بدل ما تعمليلي ايّاها قصّة ابو زيد الهلالي!!
مكسورة الخاطر احتقنت عيناها بالدموع من قسوته وجلافته فماذا لو كانت هي فعلا من لديها عذر شرعيّ اليوم فهل الأمر في يدها ليغضب عليها لتلك الدرجة؟
أدارت وجهها بضيق تحاول إخفاء دموعها عن عينيه اللتين سرعان ما هدأتا بعد انفجاره الطفوليّ غير المبرّر وامتلأتا بضيق لأجلها هي هذه المرة لا عليها
تقدّم نحوها بشبه خطوة متردّدة سرعان ما تراجعت بعجز فما الذي سيقوله لها، هو لن يعتذر بالطبع ولو أراد فالكلمات ستنحشر في حلقه وستخنقه، أمّا كلمات المراضاة فستتحوّل على لسانه لحجارة مدبّبة
حوقل بغضب وقال بمكابرة ذكوريّة بحتة: لا حول ولا قوّة الإ بالله اقسم بالله انتو النسوان بتطلعوا الواحد عن شعوره غصبٍ عنّه
بحزن ممتزج بالغضب نادته قائلة: كاسر
بلهفة توقّفت خطواته ونظر إليها مستفهما، فأجابته قائلة بحسّ من الشماتة: وانت رايح اشتري لبنتك ضروري باكيتين اولويز بدل اللي ضيّعتلها ايّاهم
جمد الكاسر للحظة يحلّل كلماتها قبل أن ترتخي ملامحه المتشنّجة منذ ساعات وتبرق عيناه بوهج الاثارة والترقّب ولكنّه ابتلع ريقه وقال محافظا على موقف الرجل الغاضب ونظر إليها قائلا بتوبيخ: انتِ كيف بتخلّيني اوقّف اشتري لبنتي هيك شغلات آه؟
نظرت لميس إليه مصدومة بعنجهيّته القاتلة ثمّ رفعت حاجبيها بترقّب وعدم تصديق وهي تراه يعود لينظر للسرير أمامه بتدقيق قبل أن يمسك الغطاء المبعثر فوقه وينفضه بقوّة فيطير الكيس الذي يحتوي علب الفوط الصحّية
بذهول شاهدته وهو ينحني ويتناوله بوجه جامد كالصخر فكزّت على أسنانها وكتّفت ذراعيها لا سيّما وهي تراه كيف يميل بعينيه ناظرا إليها بطرفهما وكأنّه يستقرئ ردّة فعلها قبل أن يصلب طوله ويقترب منها يفتح كفّها ويعلق الكيس في أصابعها ويربّت على كتفها مستفزّا أعصابها فتحدجه بمقلتيها وتمطّ شفتيها بعدم رضا وحنق واضح
يكتم الكاسر ابتسامته ويسألها بصوت جادّ ونظرات متلاعبة: وانت ما بدّك اولويز؟
تزمّ شفتيها وتجيبه بمغايظة: اربع او خمس ايام بالكتير وبتجيبلي بكيتين زيّهم
بثقل مغيظ ابتسم الكاسر وأجابها ببرود: يلا بكونوا ولاد الكلب رجعوا!
قالها وربّت على خدّها هذه المرّة بشكل أغاظها بشدّة، فأبعدت رأسها عن مرمى يدها ليتلقّاه من الجهة الأخرى بشفتيه فيداعب خدّها الشهيّ بقبلة عابثة قبل أن يقول لها غامزا بعبث: انا رايح هسّة وبعد التراويح على طول راجعلك
مطّت شفتيها تمنع ابتسامة حياء من الظهور وقالت من طرف أنفها: خد راحتك انا الليلة بدّي أقيمها كلها... للفجر
حدّق الكاسر بها للحظة وقال يدّعي البراءة وعدم الفهم: ما هو هاد اللي بحكي فيه انا.. الليلة بدنا نقووووم !!
أفلتت الابتسامة من شفتيها أخيرا فقهقه الكاسر بانطلاقة مبتهجة ثمّ غمزها قائلا وهو يتّجه نحو الخارج: ان شاء الله ما راح اتأخّر استعدّي!
.................................................. ..............................................
متعثّرا بلهفته دخل الكاسر الغرفة ليقف أمامها مبهوتا كما لو أنّه قد أخذ على حين غرّة
تقف لميس أمام طاولة الزينة تنهي استعدادها بنفحات من عطرٍ شديد الإغراء، فتستدير ببطء لتنظر إليه صاعقة إيّاه بكمال أنوثتها، بزينة وجه ناعمة تبرز جمال تفاصيلها دون مبالغة مفسدة، أمّا جسدها فـــ... ابتلع الكاسر ريقه بينما يحدّق فيها بافتتان
ترتدي قميص نوم قصير... جدّا، يكشف ساقيها وفخديها بكرم فاضح، بلون الكرز الغامق، يبرز وهج بشرتها بشكل ملفت شديد الإغراء، بقماش من التولّ يحيط ردفيها باتّساع قبل أن يضيق حول الخصر راسما تفاصيله من تحت قماش حريريّ شفّاف من ذات اللون، ليصل لحدود صدرها أخيرا فيفصله عن بقيّة جسدها برباطين رفيعين شديدا الدقّة مربوطين بأناقة، أمّا صدرها فيالهول قلبه.. ظاهر مكشوف من تحت قماش التُلّ الشفّاف!!
جميلة... جميلة جميلة جميلة بل... فااااتنة!!
أخذ الكاسر نفسا عميقا يهدّئ به ثورة جسده قبل أن يتمتم قائلا: دقايق بسّ آخذ دوش سريع وبرجعلك بسرعة
بابتسامة مضطربة هزّت لميس رأسها فتوقّف قريبا منها مدّ سبابته أمام وجهها يحذّرها: خلّيكي هون أوعي تتحرّكي
من جديد هزّت رأسها وبلا صوت، فأكمل تحذيراته قائلا: لميييس لا البقرة ولا آل عمران ولا إشي... حركاتك بعرفها
ابتسامة متهدّجة ضجّت بقلبها فأجابته قائلة بهمس أجشّ: حاضر
أوشك الكاسر على التحرّك ولكنّه توقّف من جديد وأمسك برأسها بكلا قبضتيه وضغطه بقوّة مقرّبا إيّاه منه وخطف من شفتيها قبلة قويّة قبل أن يتركها بعنف وبخطوات متعجّلة
أمّا هي فلاهثة الأنفاس تحرّكت بصعوبة نحو السرير وجلست فوق حافّته قبل أن ترفع كفّها وتمسح من زاوية عينها دمعة وحيدة
دقائق وكان الكاسر يخرج فعلا من الحمّام يلفّ حول وسطه منشفة قصيرة وعلى كتفه أخرى صغيرة اختفى وجهه خلفها يجفّف فيها رأسه ووجهه قبل أن يبعدها وينظر لها من خلفها مبتسما ابتسامة شرسة خطيرة
بعيون لامعة ونظرات مصمّمة مشتعلة رمى الكاسر المنشفة من يده واقترب منها بخطوات مفترسة
دون أن تشعر وقفت لميس من مكانها وأحسّت في قلبها وجلا غريبا و... شوقا أغرب، فتحرّكت بسرعة تداري اضطرابها وانحنت تأخذ المنشفة التي رماها عن سجّادة الغرفة متيحة له فرصة لا تعوّض بأخذ صورة "اتش دي" وبدقّة عالية الجودة
ما ان استقامت لميس حتّى اصدمت بظهرها على صدره فالتقفها بين ذراعيه ومال برأسه فوق كتفها دافنا أنفه بتجويف رقبتها لاثما إيّاها برقّة تتناقض مع خشونته الفطرية أثارت عبر جسدها قشعريرة قويّة عالية الفولتات ارتعش لها كامل جسدها، ثمّ تمتم يسألها وأنفه يداعب أرنبة أذنها بإغواء ساخن: ذكريني كمان مرّة شو حكيتلك يوم ما إجيت أشوفك؟!
عندها التفّت لميس بين ذراعيه ونظرت بعينيه وهمست بصوت أجشّ مرتعش: حكيتلي... إلك عليّ وعد رجل، لا.. أهين... وولا... أضرب.. ووولا أخووون...
أنهت لميس كلماتها منقطعة الأنفاس فانهال عليها هو يبثّها من خاصّته، يقبّلها بقوّة وبجوع... وتركته يفعل... تركته يقبّلها كما اشتهت نفسه إلى أن انقطع نفسه أخير، فأمسكت حينها بوجهه، لامسته بكفّيها ووقفت على أطراف أصابعها تنظر بعينيه وأكملت كما لو أنّها لم تتوقّف: أمّا أنا فكان شرطي... شو ما صار بينّا.. يضلّ بينّا... وما يطلع لبرّه... ونستر عبعض سواء متزوجين أو... متطلقين...
كانت لميس تنظر إليه بتضرّع بدى له غريبا، هي كلّها لم تكن على طبيعتها، تجهّمت ملامحه لثانية واحدة ولكنّها سرعان ما اشتعلت من جديد وأناملها العابثة تتسلّل من فوق رقبته لتتخلّل شعره بجموح أمّا عيناها فكانتا تناشدان عيناه تطالبانه باستجابة: بتتذكّر يا كاسر... بتتذكّر...
عندها نفذ صبره وانهار تلطّفه فنفض ذراعاها عنه وقرّب وجهها منه بعنف وهمس بخشونة: وما امنعك من حفظ القرآن ولا ابعدك عن اخوانك... وحتّى لو ما تذكّرت وحتّى لو ما شرطتيه... مش مهمّ... لإنّه هاد مطلب زلوميّة "رجولة"...
قالها وحملها بسرعة مباغتا إيّاها قبل أن يقول لها متابعا: وأنا زيّ ما بتعرفي راعي الزلوميّة ولو ما بتعرفي هسّة بعرفك
وبينما يرميها فوق السّرير بخشونة هتف قائلا: وهسّة... نيجي للمفيد
بشوق جارف نظرت إليه لميس من مكانها فبدت له كأجمل ما يمكن للمرأة أن تكون... مغرية طيّعة دافئة و... راغبة
مستنفذا آخر ذرّات الصبر اعتلاها الكاسر بينما يأمرها هائجا: احكيها!!
ملبّية بطاعة نطقتها... بقوّة بوضوح بجموح: بحبّك
لم تكن تلك التي نطقتها مجرّد أربعة من الحروف، بل أربعة من القنابل انفجرت في محيطهما مثيرة فيهما ثورة من الجنون
.................................................. .................................................. .................


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 12:25 AM   #5518

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 6

على صوت فتح باب الحمّام تحرّكت أهدابها، قطّبت جبينها للحظات تحاول استدراك غرابة ما تشعر به، شعور قويّ أنّها في نومتها الطويلة قد فاتها أمر جلل، أنّها ما كان عليها أن تغرق في النوم بهذا العمق

صوت خطوات رتيبة على سجّادة غرفة النوم نبّهها من أفكارها فاستدارت على جانبها لتنظر إليه عاريا إلّا من منشفة قصيرة يغطّي بها نصف جسده من الأسفل بينما يقف أمام أحد الأدراج مفتوحا ويبدو تائها يبحث فيه عن ملابسه الداخلية

رغما عنها ابتسمت لميس فهذا الضخم لا يختلف كثيرا عن ابنه النمر إذ يعشق الدلال ويكره أن يقوم بفعل أيّ شيء لنفسه

اعتدلت بجسدها تمسك بيدها البطّانية الحريرية حتّى لا تكشف جسدها الذي قد أدركت توّا أنّه عارٍ تماما، ففركت جبينها حائرة لا تدري كيف غرقت بالنّوم ليلة الأمس بسرعة هكذا دون أن تقوم لتغتسل وترتدي ملابس أكثر احتشاما كما هي معتادة أن تفعل بعد انتهاءهما مباشرة من ذلك اللقاء الـ... جامح

رغما عنها احمرّت وجنتيها وسرحت في تفاصيل هذه الليلة الساخنة، لا تعلم ما الذي دهاها بالأمس لتكون بذلك... النهم، وكأنّها قد ترجمت كلّ مخاوفها وقراراتها التي تحبسها بداخل صدرها منذ أيّام لتفرغها مباشرة فوق جسده، فتأخذ منه بكلّ طمع وتبذل له بكلّ سخاء، وهو لم يقصّر فقد استقبل منها كلّ ما أعطته ووهب لها كلّ ما تاقت إليه، لتنتهي أخيرا ملقاة فوق صدره، مرتعدة خائفة ومنهكة، ويكون آخر ما قالته حسبما تذكر "تعبت... مش قادرة أعمل شي... بدّي أنام شويّ... شويّ بسّ، صحّيني قبل الأدان عشان أشرب ميّ وأصلّي، وبسّ أخلّص، يمكن.. يمكن الله يطلق لساني وأقدر أحكيلك شي... راح يقتلني وجع لو ما حكيتيه"

عند هذه الذكرى شهقت لميس بخشية، لتدرك عندها فقط أنّ ما فاتها ويشعرها بالضيق، كانت صلاة الفجر، فنفضت عنها كلّ تلك الذكريات التي لا تليق بيوم رمضانيّ، ثمّ نظرت للكاسر الذي أدركت للتوّ أنّه كان غارقا فيها هو الآخر ومن الوهج الذي يشعّ عبر عينيه عرفت أنّه كان يعيد تفاصيل ليلتهما كما كانت تفعل هي، فهتفت فيه بعتب: ليش ما صحّيتني على الفجر؟

بحلق الكاسر بها للحظات وقال وكأنّه ينفض تفاصيل الذكرى: أستغفر الله العظيم، اللهم إنّي صائم

ثمّ أتبع قائلا بخشونة: صحّيتك ما رضيتي تقومي عرفت إنّك تعبانة تركتك تنامي

بضيق حقيقي زفرت لميس وقالت: الله يسامحك مين قالّك بدّي أرتاح، رمضان على بعضه تلاتين يوم ما في أي مجال لأيّ راحة

كشّر الكاسر بوجهه أكثر وهتف بها قائلا: الحقّ عليّ، طيّب بما إنّك صحيتي قومي حضريلي أواعيّي

أغمضت لميس عينيها تستغفر ثلاثا علّ الضيق الذي استحكم بصدرها يزول ثمّ هزّت رأسها تقول: حاضر بس ممكن تناولني روبي اللي مرمي هناك على الأرض؟

والكشرة لا تزال ترتسم على ملامحه أجابها قائلا: آسف قومي جيبي لحالك

نظرت له لميس بحنق وأجابته: يا الله منّك يا كاسر، بالله تناولني إيّاه، خلّيني أحضرلك غراضك وأدخل أتحمّم عشان ألحق أقضي الصبح بسرعة

نظر لها من ثمّ تحرّك قائلا: لميس الموضوع مش محتاج كلّ هالزعل، النايم ما عليه حرج وربنا غفور رحيم، ولجسدك عليكِ حقّ... حتّى في رمضان

ثمّ أكمل قائلا بينما يتناول المبذل عن الأرض ويناولها إيّاه: والله لا يجعلنا من المقصّرين في حقّه

نظرت له لميس بصدمة حياء متأخّر وابتدأت بارتداء المبذل بطريقة خرقاء متعجّلة والحرج يزيّن محيّاها لا سيّما وهو يقف ملاصقا للسرير بهذا القرب مراقبا إيّاها بتدقيق شديد

وما إن انتهت وحاولت الوقوف حتّى أفسح لها قليلا لتستطيع أن تنزل ساقيها وحال وقوفها أمسك بساعديها مقرّبا إيّاها منه حتّى تعبّأت أنفاسها بشذى جسده الرجوليّ الذي لا يزال يلمع من أثر الاستحمام، وتزايدت دقّات قلبها بعنف وهو يقرّبها منه أكثر حتّى وجدت نفسها تستند بجبينها حيث يصل تماما فوق قلبه النابض فيما وضع هو رأسه الرطب قريبا من رقبتها ملامسا أذنها بشفتيه هامسا بصوت قد اخشوشنّ من أثر الذكريات: مبارح كنتِ بتجنّني

بحياء دفنت لميس رأسها في صدره العاري أكثر ولكنّه أمسك بوجنتيها بقبضتيه ورفع وجهها ليواجه عينيها وأكمل قائلا: بسّ كمان ما كنتِ على طبيعتك، في إشي مدايقك واليوم بسّ أرجع من الدوام بتقعدي وبتحكيلي شو هو على رواق

الخوف والتردّد الذين لطالما دارتهما بداخل عينيها انكشفا الآن وقد عرّاهما بكلماته فارتعدت بخوف غريزي وأبعدت كفّيه عنها وابتعدت بينما تتمتم قائلة: لازم أجهّزلك أواعيك بسرعة، راح تتأخّر على شغلك!

قالتها وابتعدت أمّا هو فدقّق فيها النظر وتوجّس غريب يغزو صدره، فنفضه عنه بينما يراها تضع ملابسه وكلّ مستلزماته على السرير بجانبه وتتركه لتدخل الحمّام لتغتسل من أثر قبلاته التي وزّعها عليها بسخاء ليلة البارحة

ليلة البارحة كانت من أجمل ليالي عمره، هو لا يذكر مرّة شعر فيها بكلّ تلك السعادة، بكلّ ذلك الرضى، بكلّ ذلك الكمال

بالأمس هي لم تكن مستجيبة فقط، ولا حتّى مبادرة، بالأمس هي كانت طامعة، متملّكة، هي قد أخذت منه على قدر ما استطاعت، أخذت منه بجوع غريب عليها، وكأنّها... وكأنّها كانت تتزوّد بها لأيّام قفار

عند هذه النقطة، قطّب جبينه وتلك الوخزة من التوجّس تضرب صدره من جديد، فطردها ذاكرا الله وارتدى ملابسه على عجل، فموعد مغادرته قد اقترب

أمسك الكاسر مفاتيح سيّارته ثمّ تذكّر أنّ أزرار التشغيل الخاصّة في مفاتيح التحكّم الخاصّ بسيّارته عملت بصعوبة بالأمس فقرّر البحث عن مفاتيحه الاحتياطيّة حتّى لا يتأخّر أكثر، فنادى عليه يسألها أين تخفيها ولكن بدا واضحا أنّها لم تسمعه لا سيّما وصوت الماء المنهمر لابدّ يحجبها عن أيّة أصوات أخرى، فشرع يبحث عنها هو بنزق وتأفّف، حتّى فتح أبواب الخزانة أخيرا وبينما هو ينظر بداخلها لمح صندوقا غريبا متوريّا خلف كومة من الملابس الطويلة المعلّقة وكأنّه تمّ إخفاءه عمدا لإبعاده عن الأنظار، عندها نظر الكاسر لباب الحمّام بريبة، يفكّر للحظات متسائلا ما الذي ترى يحويه هذا الصندوق حتّى تخفيه لميس بهذا الشكل، حينها اشتعل الفضول في عقله وبلا أدنى مقاومة أخرجه من مخبئه وأخذه معه نحو السرير ليضعه فوقه ويفتحه بتوجّس!

ما إن فتح الكاسر الصندوق حتّى مدّ يده يقلّب فيه بعشوائيّة احترافيّة، ليدرك مقيّما أنّها أشياء قديمة تخصّها، وبفضول تناول البوما للصور كان يتسيّدها جميعا

فتح الكاسر الألبوم لترتبك ملامحه للحظة بصدمة وعروس فتيّة بثوب أبيض تبتسم لعينيه بطريقة مغيظة ولكنّها لم تكن سوى لحظات وابتدأت غشاوة سوداء تطغى على رؤيته، ليتجهّم وجهه بضيق وهو يدرك أنّها ليست إلّا صورتها بحفل زفافها السابق... زفافها هي... زوجته... لميسه... خاصّته من كانت تتمرّغ في حضنه قبل ساعات قليلة تستجدي وصاله وعاطفته...

على رجل آخر!!

عند هذه الفكرة رمى الكاسر الألبوم بداخل الصندوق كما كان وابتعد عنه مجفلا وكأنّما قد وجد بداخله عقربا، وابتدأت ضربات قلبه بالتسارع وغضب أسود يسيطر على أعصابه

كيف جرؤت تلك الحمقاء وأحضرت هذا الصندوق اللعين هنا، كيف تتجرّأ وتجلب ما يخصّ زوجها السابق لبيته هو، بل وفي غرفته... غرفتهما، وتدّسّها أيضا بداخل خزانته، بين أغراضه

تُرى كم من المرّات أخرجت هذه الصور ونظرت إليها منذ أن تزوّجته لتبكي ذكرياتها معه، بل ومنذ متى هي هنا، أمنذ تزوّجته؟ أم تُراها وجدت السبيل إليها خلال سفره، في وحدتها وخلوتها، لتحملها بين ذراعيها فوق سريره، تضعها فوق صدرها، تهيم فيها بذكرياتها الـ... كريهة

تبّا... تبّا... تبّا لها

قالها الكاسر بغيظ وهو يعود للصنوق ليدسّ يده فيه بغضب، فالتجاهل الذي فرضه على نفسه منذ أن تزوّجها ما عاد الآن ممكنا، عليه أن يعرفه، عليه أن يراه، عليه أن يطلق عفاريت فضوله وشياطين غيرته، ويتغلغل في تفاصيل حياتها فلتتحمّل جحيم غيرته منذ الآن فصاعدا فهي بغباءها من جلبته إلى نفسها

بحث الكاسر بطريقة هوجاء بين الأوراق الكثيرة التي أمامه حتّى وجد ضالّته أخيرا

شهادة زواجها

قرأها بسرعة، يبحث عن اسم... وها هو

"إياد علي محمود الصغير"

قرأه سريعا

يجري بمقلتيه فوق تفاصيل العقد

يقرأ التاريخ

يُجري في ذهنه حسابا سريعا لعمرها

تزوّجت صغيرة!

أتُراها أحبّته؟ من هو لتحبّه؟ كيف جرؤ على أن يسبقه إليها

نظر لاسمه بحقد من جديد

"إياد علي محمود الصغير"

"إياد علي محمود الصغير"

يتردّد الاسم بذهنه بغرابة

قطّب جبينه

يشعر بأنّ اسمه ليس غريبا عليه

لقد مرّ من تحت يديه ولكن أين؟... أين؟

بهاجس عنيف وحدس مريب سارع بالإمساك بهاتفه واتّصل على أحد أصدقاءه، فأملاه الاسم على عجل طالبا منه إجراء بحث سريع عنه وموافاته بجميع بيانته دون أيّ تأخير

أغلق الكاسر الهاتف بعنف ووقف مكانه يلهث بغضب، حريق مريع يشتعل بأحشاءه، وتساؤلات كثيرة تنهك عقله وتنهش فضوله

بنفاد صبر قارع الكاسر نفسه وما بين رحى الفضول والغيرة اتّجه للصندوق مرّة أخرى وأخرج الألبوم من جديد ليفتحه مقلّبا بصوره بعجلة وعنف، حتّى وجده أخيرا... غريمه...

ينهت بصعوبة، ينظر للصورة بمقلتين مهتزّتين

لا يرى شيئا

أخذ نفسا عميقا وأغمض عينيه لثوانٍ قليلة

فتحهما وحدّق من جديد بالصورة، متجاهلا ألمه

غرّا في منتصف العشرينيات، وسيما بلا رجولة، أشقرا بعيون عسليّة، يبدو هادئا.. مستكينا... وسعيدا

يقف خلفها، يحتضن خصرها، رأسه فوق كتفها، قريبا من عنقها، ويبتسم في... وله

بفقدان أعصاب ألقى الكاسر بألبوم الصور بعيدا عن مرمى يديه فارتطم بطاولة الزينة متسبّبا ببعض الفوضى في الأغراض المصفوفة فوقها قبل أن يقع فوق الأرض من جديد مفتوحا بالقرب منه وبطريقة مغيظة

بحقد رمى الكاسر الألبوم بنظرة كره قبل أن يضرب الصندوق بقبضته بضربة أقوى ليطير بقوّة من أمامه ويرتطم بطاولة الزينة هو أيضا قبل أن ينقلب على الأرض أخيرا قاذفا كلّ ما في جعبته من ذكريات لتتبعثر حوله بفوضى مخزية فتحكي أخيرا حكاية صاحبتها

وقف الكاسر ينظر لتلك الفوضى من حوله بنظرة سوداء مخيفة، وكثير من الأفكار تجرفه بين مدّها وجزرها، فتارة يقنع نفسه أنّه بنفسه قد تزوّج من قبلها اثنتين، وأنّه قد تزوّجها مدركا لحقيقة أنّه لم يكن الأوّل في حياتها، وتارة أخرى يتّهمها بالخيانة، فوجود ذكريات سابقة لها مع زوجها في عقر داره خيانة عظمى، أن يراها بين ذراعي آخر لا يستطيع قتله لكونه ميت فعلا أمر يثير أشدّ أنواع غضبه

تجمّد الكاسر للحظات عند هذه الفكرة، ووجد نفسه يتساءل

كيف تُراه مات زوجها

عندها اشتعل فضول الضابط بداخله، وتأجّجت نقمة الزوج المغدور، ووجد نفسه يذهب لينظر لمحتويات الصندوق المبعثرة من جديد، وتناول ظرفا ورقيّا كبيرا، وبحث بين أوراقه حتّى وجد ضالّته أخيرا

ورقة تبليغ عن وفاة صادرة من مستشفى ***

وبفضول وعجلة قفز بمقلتيه حتّى وصل لمبتغاه

سبب الوفاة

" قتل نفسه- محروقا"

لكمة قويّة موجعة ضربت صدر الكاسر فوضع يده فوقه متألّما وفجأة ومن حيث لا يدري ومضت ذاكرته بصورة منفّرة لأنثى مشوّهة مستلقية أمامه فوق سرير أبيض تنظر إليه بضعف وتناشده بتوسّل

كما الملدوغ هزّ رأسه بقوّة، رافضا لتلك الذكرى البشعة أن تغزو أفكاره، تشوّه حياته الآن بالذات بعد أن وجد راحته أخيرا

رمى الكاسر الورقة على الأرض بنفور وراقبها بينما تسقط أرضا لتستقرّ أخيرا بجانب الألبوم المفتوح فتنجذب عيناه لا إراديا للصورة المعروضة أمامه، فينظر إليها لوهلة قبل أن تتجهّم ملامحه وتشتعل عيناه بصدمة عنيفة

لميس بثوبها الأبيض المكشوف، عاري الظهر والأكتاف، ترقص بين ذراعيه، وتنظر للكاميرا بابتسامة واسعة، ومن حولهما... كثير من النّاس... نساء و... رجال

نبضة موجعة ضربت صدغه فقبض عليه بكفّه وشهق بصدمة قبل أن ينظر حوله على الأرض بتيه، ما هذا؟

هو لا يفهم

أتراها شقيقة لها لم يتعرّف عليها؟ لم تخبره عنها

هذه ليست لميس

لميس رفضت أيّ نوع من أنواع الاحتفالات بيوم زواجهما

لم ترضى لا بزفّة ولا حفل

رفضت البقاء في ذات المكان عندما وضعت حنان الأغاني

لا

هذه حتما ليست لميس

بجنون، بتبعثر، نظر الكاسر حوله، عدّل الصندوق المقلوب، ليجد تحته كومة أخرى مبعثرة من الصور

بحلق بها بغير فهم، بتشوّش، بجنون

وسؤال مخيف يلحّ عليه

من هذه؟

وعلى هذا الحال وجدته لميس عندما خرجت

صوت هاتفه يرنّ بإلحاح فيما هو غافل عنه

يدٌ فوق قلبه وأخرى فوق رأسه، يحدّق في الأرض تحت قدميه، حيث صندوقها الأسود مقلوب ومجموعة كبيرة من الصور هي أدرى النّاس بما فيها

كلّ قطرة من دماءها قد انسحبت فالأجل لم ينتظر أن تذهب إليه بقدميها بل أسرع إليها حثيثا

لم ترده أن يعرف هكذا، لم ترد أن تصدمه بهذا الشكل الموجع، لم ترد أن تراه على هذه الهيئة... منكسرا

عند هذه الفكرة شهقة صامتة جرحت صدر لميس بطريقة موجعة، فهمست بصوت بالكاد يُسمع، فيما دمعة ثقيلة انبثقت من زاوية عينها تدحرجت بسرعة فوق صفحة وجهها الخالي من أيّ حياة: كاسر

نظر لها الكاسر بتشتّت وبغير فهم وقال باضطراب: شو هاد؟

ثمّ شوّح بذراعيه حوله بجنون وهتف باضطراب أشدّ: مين هاي؟

ثمّ أشار لها على الصور حوله وهتف من جديد: هاي هاي مين؟

قالها وانحنى ليتناول إحدى هذه الصور العصيّة بطريقة عشوائيّة

أمّا هي فكانت تراقبه عاجزة عن التوضيح، عاجزة عن قول أيّة كلمة، عاجزة حتّى عن الشعور بأيّ خوف، كلّ ما كانت تفكّر به... حاله هو

راقبته كيف كان يمسك بإحدى الصور، أحسّت بأنفاسه التي كانت تضيق داخل صدره فأمسكت بصدرها تحسّ بالاختناق

جميلة بشعر قصير مصبوغا بلون شديد الشقار، ينتهي عند نهاية رقبتها، ترتدي فستانا أسودا قصير... قصير جدّا لا يكاد يتجاوز فخديها، تثني إحدى ساقيها ترفعها للخلف بطريقة مغرية فجّة، بينما ذراعاها تلتفّان حول جذع ذلك الإمّعة مَن مِن المفترض به أن يكون زوجها أمّا هو فكان يلامس بيديه وركيها محتضنا إيّاها بحميميّة مقرفة مقرّبا إيّاها من جسده فيما شفتاه تسرحان فوق رقبتها بلا نخوة ولا شرف، بينما يقفان كلاهما عند طرف مرقص متلألئ بأضواء كثيرة وعلى جانبه يقبع بارٌ كبير!!!

اتّسعت أحداق الكاسر بجنون، وازدادت النبضات في رأسه طرقا، فارتعشت يده بضعف لتسقط الصورة من بين أصابعه وترتمي بجانب أخواتها

صوت هاتفه عاد ليرنّ من جديد بطريقة بدت لها ملحّة، ولكنّه مرة أخرى كان غافلا عنه أو ببساطة متجاهلا إيّاه فالآن ما عاد لشيء أهمّية

الطريقة التي كان ينتفض بها صدره أثارت هلعها عليه فأرادت الاقتراب منه ولكنّ قدميها ثقلتا وعجزت عن الحراك، فما الذي من الممكن أن تقوله ويخفّف عنه، كيف من الممكن عليها أن تهوّن عليه ما هو فظيع فعلا

أمّا هو فتائها بالصور كان وانحنى يريد أن يلتقط المزيد منها ولكن فجأة خذلته ساقاه فخار بجسده متهالكا على الأرض منكسرا فوق ركبتيه، أمّا يداه فكانتا لا تزالان تعبثان بالصور وكأنّ بهما مسّا من الجنون

شهقت لميس بحدّة أعنف وهي تراه على هذا الحال وغطّت فمها بكفّها تكتم عويلها، فيما عيناها كانتا تنزفان الدموع نزفا، قلبها يتلوّى ألما عليه وهي تطالع انكساره

تلوم نفسها بقسوة وقد أدركت أخيرا فداحة ما فعلت، تدرك مغبّة ارتباطها برجل شديد الفخر بنفسه كالكاسر، تفهم أخيرا أنّ عاقبة زواجها من رجل مثله ليست فقط بين ذنب وتوبة، بل بين افتخار وانكسار

تنظر إليه الآن، وتدرك أنّها حين قرّرت الزواج منه كانت قد فكّرت في مغبّة كلّ شيء إلّا أن تكتشف وفي ولحظة كهذه أنّها قد وقعت في حبّه... في حبّ الرجل الذي دمّرته!

بألم... بشفقة... اقتربت لميس منه وانحنت أمامه تمسك بذراعيه بقوّة، تحاول سحبه بقوّة بينما تصيح فيه بوجع: قوم... قوم كاسر الله لا يكسرلك هامة... قوم وقّف واصلب طولك لا عاش ولا كان اللي بدّه يكسرك يا سيد الرجال

عندها وكأنّ كلماتها أجّجت نيرانه، وأشعلت أعصابه المبعثرة، فنظر إليها بعيون متّقدة، للحظة واحدة فقط، قبل أن يمسك بها من شعرها ساحبا إيّاها بقسوة نحو الأسفل

مدّت لميس كفّها تمسح بها وجنته شفقة فلطمها -يدها- بقسوة آلمتها ولكنّها قالت: معلش مش مهم اضربني اضربني زيّ ما بدّك أنا راضية بس لا تعمل في حالك هيك

أمسك الكاسر بفكّها يضغط عليه بغير شعور مفرغا فيه طاقة مجنونة من الغضب بينما يسألها هامسا من بين فكّيه المطبقين تشنّجا: كيف؟ ليييش؟

هزّت لميس رأسها بقوّة وقالت بينما تنتحب بقوّة: تُبت والله العظيم تُبت... إنت قولتلّي ما إلك توبة، قولتلّلي اللي زيّك بعمرهم ما بيتوبوا، بس أنا والله العظيم تُبت!

اتّسعت عينا الكاسر رويدا رويدا يحاول فهم تخاريفها، وعندها وخلال لحظة قاسية ضربت رأسه ذات الصورة المنفّرة من جديد ولكن هذه المرّة... بوضوح أشدّ

"موجوعة؟ مبسوطة إنّك عشتي وما متّي زيّه؟ بتفكري حالك خلص خلصتي؟ لااا أوعي تفكري حالك خلصتي أوعك ترتاحي وتطمّني، بتعرفي ليش؟ لإنّه نار الدنيا كتييييير أهون من نار الآخرة"

بغير تصديق نظر إليها الكاسر يحدّق في مقلتيها فيما يتذكّر مقلتين أخرتين مشابهتين تماما لخاصّتها تنظران إليه بهلع واستجداء تناشده قائلة

" لا.. لا.. أنا.. أنا تبت"

نبض متسارع مجنون يضرب صدغيه بينما الذكرى تتدفّق في ذاكرته الآن وكأنّها قد حدثت للتوّ

"تُبتي؟ إنتي مصدقة حالك؟ اللي زيّك... بعمرها ما بتّوب ولو حاولت... ما بتعرف!!"

مفجوعا من جنون ما لا يستطيع تصديق أنّه حقيقة، قفز الكاسر واقفا بينما ينظر إليها بعدم تصديق... مستحيل... هذا الجنون الذي يفكّر فيه مستحيل أن يكون! هو يعرف النساء، من المستحيل أن يكون غبيّا مغفّلا لتلك الدرجة، ... فهذه لميس... زوجته... حـــــــبيـبته

أمّا هي فمكوّمة على الأرض بخزيّ، تناظره باستجداء، ترجوه التفهّم... القبول... الغفران

صوت الهاتف صدح حولهما من جديد بطريقة جنونيّة مزعجة فيما صوت آخر، يأتي من دهاليز ذاكرته يصرخ بداخل عقله شامتا

"في عاهرات كتير متنكرات بتوب الشرف وما بتعرف يمكن يكونوا موجودين ببيتك وإنت ما بتعرف!"

قبض الكاسر على صدره بقوّة أكبر

مستحيل... مستحيل... ليست هي... ليست هي

أخرج الهاتف من جيبه ورماه على الحائط أمامه بقوّة مخرسا رنينه اللحوح، وربّما يخرس ذلك الصوت الكريه في عقله، ولكنّها هي أبت أن تصمت، أبت إلّا أن تضعه بمواجهة مع نفسه، أن تريه إلى أيّ درجة كان هو مغيّبا وغبيّا فوقفت أمام عينيه من جديد وقالت تستجديه التفهّم والتصديق: أنا تغيّرت.. هاي مش أنا... كنت بدّي تشوف كيف أنا صرت، وإنّي مو عاهرة... مبارح... مبارح كنت بدّي أحكيلك... بسّ خفت... خفت أخسرك.. أخسركم... لإنّي حبّيتك وحبّيتهم...

شهقة أفلتت منها دون إرادة وصفعة قاسية تحطّ على وجنتها شلّت لسانها وأوقعتها أرضا حيث مكانها من جديد، ترافقت مع صرخته القويّة الحادّة تأمرها بالصمت: إخرسيييي

متكوّمة أمامه بطريقة مهينة، رماها الكاسر بنظرات رافضة، يتأمّل ما انكشف من جسدها العاري من تحت مبذل الحمّام القطنّي، يتخيّل انكشافه لكثير من العيون القذرة، فيشيح عنه رغما عنه مشمئزّا ورافضا

قاومت لميس الألم والإحساس العارم بالمهانة و بإصرار قامت من جديد من مكانها مسرعة واقتربت منه لتقف أمامه تمسك ذراعه الضخم تهزّه بقوّة بينما تصرخ فيه بجنون: معلش... معلش... اضربني كمان، أصلا أنا بستاهل... بسّ المهمّ إنت ترتاح... لا تعمل بحالك هيك حرام... حرام إنت ما إلك ذنب... اضربني كاسر.. اضربني

ملبّيا رفع الكاسر يده بأقصى ما يستطيع، بعنفوان مكسور وخيبة مريرة ينظر لعينيها، وبرجاء وخضوع تنظر بعينيه، تنتظر جنون ضرباته لتنهال على جسدها فتطهّرها من عظيم ذنبها، علّها ترتاح وتريحه، يده تأبى أن تستجيب، بنكران عقله يأبى أن يستوعب هول ما عرف

فهذه لميسه.. زوجته... حظّه من السعادة... تجسيد جميع أحلامه.. ربّة الطهر والعفاف

وهو ليس أحمق، فهو الماهر بعمله.. بعيد النظر.. صائب الحكم

يعرفهنّ، يميّزهنّ، يعافهنّ، يشمئز من قربهنّ، يشتمّ رائحتهنّ عن بعد أميال وأميال، من المستحيل... المستحيل أن يكون جلب واحدة منهنّ لعقر داره، استأمنها على أولاده، أنامها فوق سريره، انصهر بها وتمرّغ بين أحضانها!

آآآه وذلك الصوت الشامت من جديد، يأتيه قاصما لظهر رجولته، ساخرا من ادّعاءاته، محجّما من عنجهيّته

"لا تكون واثق سيدي.. ما في زلمة مهما فكّر حاله ذكي إلّا ممكن تضحك عليه مره"

جسده يختضّ بقوّة، التشنّج في صدره يزداد، تجحظ عيناه وتتمدّ العروق الحمراء بها بشكل مخيف

تهوي يده... لوهلة تجفل هي... تغمض عيناها... لكنّها بمكانها تظلّ ثابتة

صوت ارتطام شديد يرتدّ صاخبا في مسامعها

تفتح عينيها بصدمة... تجحظ برعب... تشحب بهلع... تصرخ بقوّة... لقد قتلتله!

ذلك الجبل الذي لا تهزّه أعتى الرياح

يتكوّم تحت قدميها، ممدّدا بطوله، منقطع الأنفاس

ارتمت لميس بجانبه، تشهق بألم، تهزّه بعنف وتولول بجزع

لقد قتلته

"كااااااسر... لا لا لا... دخيلك يا رب لاااااا"!!

.................................................. .................................................. ...














bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 12:25 AM   #5519

أمل رياض

? العضوٌ??? » 388080
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 171
?  نُقآطِيْ » أمل رياض is on a distinguished road
افتراضي

منتظرينك علي
النار.
دمتي.
مبدعة


أمل رياض غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-03-19, 12:27 AM   #5520

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

انتهى الفصل غالياتي
ارجو لكنّ قراءة ممتعة
وقبل المغادرة اود ان اعزي صديقاتي بمصر على مصابهم الجلل وارجو الله ان يمن عليهم بالامن والسلام والصبر
تصبحون على خير
وبانتظار اراءكم تعليقاتكم وردات فعلكم


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.