آخر 10 مشاركات
حبي الذي يموت - ميشيل ريد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          [تحميل] مهلاً يا قدر ،للكاتبة/ أقدار (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )           »          الــــسَــــلام (الكاتـب : دانتِلا - )           »          ذاكرة خائنة (الكاتـب : غارقة في بحر اليأس - )           »          الغيـرة العميـــاء (27) للكاتبة الرائعة: فـــــرح *مميزة & كاملة* (الكاتـب : فرح - )           »          روزان (الكاتـب : نورهان عبدالحميد - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          لا تتركيني للأوزار (الكاتـب : تثريب - )           »          فالكو (52) للكاتبة: ساندرا مارتون (الجزء الثالث من سلسلة الأخوة أورسيني) .. كاملة .. (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree676Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-19, 12:48 AM   #5881

rihab91

? العضوٌ??? » 331046
?  التسِجيلٌ » Nov 2014
? مشَارَ?اتْي » 2,250
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي tunis
?  نُقآطِيْ » rihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond reputerihab91 has a reputation beyond repute
افتراضي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 337 ( الأعضاء 153 والزوار 184)
‏rihab91, ‏Nenni89, ‏Waf4sa, ‏نور الفردوس, ‏ساره سرسوره, ‏ام الانس, ‏Soumaya maya, ‏métallurgier, ‏خوخ و شهد, ‏زهوري الحلوة, ‏هبة النورى, ‏rowdym, ‏seham26, ‏عبث الحروف, ‏ريما اشرف, ‏نور122, ‏Besan tear, ‏ريم 74, ‏Fawzia ali saad, ‏Kyureem, ‏hatoon_, ‏Hh Hhn, ‏lolo loly, ‏ToOoOmy, ‏bassma rg, ‏eman hamid, ‏عفاف رافع, ‏Safo85, ‏Roha15, ‏butterfly.z, ‏Orslan, ‏meryamaaa, ‏منو6, ‏hhanen, ‏سماح الطيبة, ‏menatallah_2000, ‏نورسي, ‏سحر الحياة, ‏suzan11, ‏gdg, ‏بياض القلب, ‏Asmae SAN, ‏الوفى طبعي الوفى, ‏زعطوطة, ‏browen eye, ‏yanayana, ‏ميران2, ‏sara alaa, ‏yawaw, ‏أنثى متمردة, ‏نور كان بيروت, ‏مملكة الامل, ‏hayeksousou, ‏Totaty, ‏أمل رياض, ‏Batatss, ‏Anine, ‏horet elbahr, ‏لولة العسولة, ‏Dina Maged, ‏منوني1, ‏Rofd, ‏hammam, ‏ali.saad, ‏اسماء كامل, ‏ShroukYousef, ‏Tuo, ‏نوراسيد, ‏هبه صلاح, ‏Ahmed osman, ‏amatoallah, ‏chem.Fatima, ‏فاطمة توتى, ‏Amera hamdy, ‏من هم, ‏ياسمينة الماضي, ‏رحيق الجنة رحيق, ‏لولو73, ‏Hadooshtash, ‏اماني حسام, ‏الفراشه النائمه, ‏maha elsheikh, ‏علياء نبيل, ‏Zaza Fzaza, ‏Resonance, ‏oum nadjib, ‏آسآمي, ‏شمس الفؤاد, ‏زهرة الحنى, ‏alan, ‏غنى محمد, ‏Nassnura, ‏Ghufrank, ‏samira bouanane, ‏sasad, ‏ورد الحياة, ‏Libyan Voice, ‏ouertaniradhia, ‏zjasmine, ‏صمت الهجير, ‏Sesil, ‏Moon roro, ‏Malhaji, ‏على سجيتي, ‏سلوى١٩٨٤, ‏reemoh, ‏ضحى, ‏mlak993, ‏Pure angel, ‏امال ابراهيم ابوخليل, ‏نهولة, ‏nehal hijazy, ‏احلام حزينة, ‏شاما علي, ‏زهرةالقرنفل, ‏nayino, ‏Fatoom22, ‏taheni, ‏هبه رمضان, ‏Ass maa, ‏ياسمين نور, ‏ريبكا, ‏ام البنات1989, ‏Ayamhboob, ‏sarah anter, ‏Nahla000, ‏ام زياد محمود, ‏د/عين الحياة, ‏نهى حسام, ‏دلال الدلال, ‏محمد وغزل, ‏hajer ilahi, ‏سوووما العسولة, ‏loubna32, ‏sonia16, ‏ام هنا, ‏ليال الود, ‏Esraa Yosef, ‏Nagat farouk, ‏كاراميلا, ‏romiakoke, ‏جويريا, ‏saeer60, ‏Sanamero, ‏nournour55, ‏shammaf, ‏يمنى اياد, ‏Aya youo, ‏Mrs.dark, ‏Lolo rabah


rihab91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-19, 01:23 AM   #5882

امونتى المسكرة

? العضوٌ??? » 311411
?  التسِجيلٌ » Jan 2014
? مشَارَ?اتْي » 1,005
?  نُقآطِيْ » امونتى المسكرة is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوررررر 😍😘

امونتى المسكرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-19, 01:30 AM   #5883

بوران شعبان
 
الصورة الرمزية بوران شعبان

? العضوٌ??? » 379117
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 553
?  نُقآطِيْ » بوران شعبان is on a distinguished road
افتراضي

😍😍كل عام وانت بخير بامبو😘 حبيت عايدك لأن كمان نعتبر متل أولادك 🙈🙈عم تخصصيلنا و قت وجهد يمكن اكتر من أسرتك و دائما في تواصل معنا 🙏 ودائما صبورة علينا و بتتحملينا 🙆مهما الحينا بالطلبات بتحاولي تراضينا ❤ ربي يحفظك ويديمك💖💖
و حابة عايد لميس 😍بطلة روايتنا هي اكتر وحدة مظلومة ب هالعيد😭
بانتظار الفصل ..🌹
تسجيل حضووووووررر 🙋


بوران شعبان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-19, 01:57 AM   #5884

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي

يسعد مساءكم وصباحكم يا أجمل الجميلات
اعتذر عن التأخير
الفصل جاهز وسأبدأ بتنزيله فورا
قراءة ممتعة


bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
قديم 22-03-19, 01:59 AM   #5885

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 1

الفصل السابع والعشرون

قلبه يقرع بحماسة مراهق، خطواته المكبّلة برزانة مجبولة بطبيعته تسبقها نظراته المتلهّفة بلا قيود، تطير هنا وهناك تبحث عنها... زوجته... إيمان

ينظر محمّد حوله في أرجاء النادي وفي داخله يدور ذات السؤال الذي لم يفارقه منذ ساعات طويلة، منذ تلك اللحظة التي انطلق فيها برحلة عودته المفاجئة خصيصا لأجلها

"أيّ جنون هذا الذي يفعله؟"

أن يقطع كلّ هذا الطريق الطويل في عزّ النهار والشمس الحارقة تتوسّط كبد السماء صائما، تاركا عمله... أمر غير منطقي.. غير مدروس.. بالمختصر لا يشبهه أبدا!!

لكنّه فعلها.. فعلها لأجلها.. لأجل تلك النبرة الحزينة التي داعبت صوتها.. لأجل الوحدة التي سكنت روحها.. لأجل شعورها بالوحشة وكي لا يكون منافقا يعترف... لقد فعلها لأجله أيضا!!

لقد اشتاق لها لوجودها من حوله، لفوضاها الصاخبة، لنظراتها التي تشعره كما لو كان أوّل الرجال وآخرهم

وبأمانة أكثر يعترف أنّ شعورا حارقا بالغيرة قد أحضره، فكرة أنّها قد تقابل ابن عمّها، تراه ويراها، يتبادلان النظرات، وربما بعض الذكريات

ولكن لا.. هو... يثق بها... نظراتها إليه تخبره بحقيقة مشاعرها نحوه دون مواربة ولا تزييف.. تحبّه... نعم تحبّه هو ولن تخذله إبدا

قذائف الإثارة اندلعت قويّة صاخبة بداخل جسده عند هذه الفكرة

إيمان تحبّه!!

لقد راودته أحلامه بها عن صبره طوال ليلة الأمس ليستيقظ صباحا مقررا انجاز المهم لهذا اليوم بسرعة والعودة للقاهرة إليها، يريد مفاجأتها ورؤية اشراقة رؤيتها له بعينيها، وبقرار أشدّ رعونة، سيبيتان الليلة هنا... كزوجين حقيقين، قبل أن يغادرا فجرا معا يقطعان الطريق الطويلة عودة لزبونه الذي تركه مذهولا بقرار مغادرته المباغت

تباطأت خطواته بينما يدرك بنظراته الدكتور "جيهان" تقترب من محيطه بعينان مسلّطتان عليه، فتوقّف أمامها راسما ابتسامة باردة على وجهه ويتلقّف يدها التي سرعان ما مدّتها إليه قائلة: دكتور محمّد ازيّ حضرتك عامل إيه؟

باقتضاب أجابها بينما عيناه لا تزالان تبحثان عن ضالّته: الحمد لله وحضرتك أخبارك إيه؟

بذات الجمود أجابته: الحمد لله حضرتك بتعمل إيه هنا هوّ مش المفروض إنّك مسافر؟

حطّت عيناه عليها لأقلّ من ثانية قبل أن تكملا مهمّتهما ويقول: المفروض... هوّ انتو قاعدين فين؟

تجهّمت ملامحها للحظة قبل أن تسودّ باللحظة التي تليها وتجيبه بخبث: انت عايزنا احنا ولا عايز إيمان؟

باستغراب سألها: هتفرق؟

بابتسامة مسمومة أجابته: آه طبعا بتفرق كتير

عضّ على لسانه مانعا نفسه من التجاوب من مكرها، وانقبض قلبه اثر احساسه بسمّ زعاف توشك على بخّه في وجهه، ولن تخيّب أمله إذ أكملت دون أن يطالبها بتوضيح: ما هوّ لو انت عايزنا يبقى تلاقينا عند القعدة الكبيرة اللي جنب ملاعب التنس، أمّا لو كنت عايز إيمان فبصراحة مقدرش اساعدك لكن اعتقد انّها يمكن تكون قريبة من المصلّى بتاع الرجالة

بحلق محمّد بها بصدمة وسأل: مصلّى الرجالة! اشمعنا

"أخيرا"!

هكذا قالت جيهان لنفسها بينما تجود عليه بالتوضيح أخيرا: أصل ده المكان اللي كان فؤاد رايحله لمّا شفتها بتجري وراه علشان تلحقه!!

ابتلع محمّد ريقه الذي اكتشف أنّه قد جفّ بالكامل قبل أن يسدل أهدابه فوق مقلتيه المصدومة مغلقا الباب على أفكاره السوداويّة بعيدا عن عينيها المترصّدتين لأيّ ردّة فعل مرضية، ليغادرها مباشرة بعد إيماءة بالكاد رأتها

خطواته ضخمة

أفكاره متصارعة

أعصابه محترقة

ومشاعره هائجة

ولكن من عليه اللوم سوى نفسه؟!

غبي!

لقد سمح لها وبرضاه بأن تراه، بأن تتواجد في محيطه، لقد ظنّ بأنّه يستطيع أن يثق بها، بأنّه قد استطاع أن يزرع بها بعضا من الحكمة ومن حسن التقدير

بخطوات ضخمة حثيثة اقترب من المُصلّى وفي اللحظة التي أوشك بها على الوصول، لمحهما، شبه متواريان عن الأعين الفضوليّة بجذوع شجرة ظليلة، يجلسان فوق كرسيّ واحد بوضع حميميّ أثار في داخله غرائز انسان غاب وحشيّة

بعزم اقترب، سيسلخها من مكانها، سيفقأ له عيناه، سينسيه اسمها، أمّا هي فيعترف لقد فشل في تربيتها... ووجب عليه الإعادة!!

وفي خضم أفكاره وفي خضمّ الجنون سمعه يسأل بفضول شاب نبرات صوته: هوّ جوزك كان انطباعه إيه بخصوص... حالتك

ضيّق عينيه متسائلا بحيرة عمّا يقصده ذلك الفضوليّ الأحمق، فتراجع خطوة للوراء ليتدارى خلف شجرة قريبة، ومن مكانه وصله صوتها هشّا مهزوزا رغم قوّة إجابتها: محمّد بيحبّني والموضوع مش هيفرق معاه

بعض من الراحة تخلّلت قلبه وهو يستمع لتأكيدها ذاك ولكنّه سرعان ما تجهّم وهو يسمع ذلك الإمّعة يلحّ بالسؤال: ايوه لكن هوّ كانت ردّة فعله إيه لمّا عرف؟ تعامل مع الحقيقة دي ازّاي

ضيّق محمّد عيونه بفضول وشنّف أذنيه مترقّبا لإجابتها التي وصلته مريبة مثيرة للشبهات: بصراحة لسّه

بذهول وصدمة تساءل هامسا: لسّه!! لسّه إيه؟

وذات السؤال تردّد على لسان فؤاد فتأتي إجابتها معرّفة الماءَ بالماءِ: بقولّك لسّه!! يعني محمّد ما يعرفش افهمها بقى!!

بضيق نظر محمّد لمجموعة من الفتيان والفتيات تقترب منه مثيرة ضجّيجا مشوّشا شتّت تركيز للحظات ليلتقط آخر كلماتها فيبحلق بذهول ويهمس

"ما بيعرفش!!! ما بيعرفش إيه بالضبط؟!"

ثمّ ينظر إليها مبهوتا بكلماتها ويتمتم بصدمة

"إيه الوقاحة دي؟!"

صوت ضحكات فؤاد الساخرة شتّتت من ذهوله واستبدلته بغضب شديد، هل جنّت تلك الحمقاء لتناقش حياتهما الخاصّة مع هذا الحقير وبكلّ تلك السفاهة؟!

ضجيج المراهقين من حوله ازداد صخبا مشتّتا إيّاه للحظات عن تلك المسرحية الهابطة التي تدور أمامه وللحظة أوشك أن يفرغ جامّ غضبه بأولئك المراهقين ولكن صوت ازدياد الضحكات أعاد انتباهه لينصبّ بكامله عليهما فيسمع ذلك الحقير يقول مكملا مسلسل سخريته منه: بضحك على جوزك اللي ما يعرفش... يا حلاوه يا ولاد.. كلّ ده وما يعرفش... وانتِ ساكتة ازّاي كده؟.. خايفة تقولي ولّا إيه؟ خايفة من الفضيحة؟

مذهولا بمستوى الدناءة المقرفة التي وصل إليها الحوار.. اشتعلت عيناه قهرا... وبيده الضخمة ضرب جذع الشجرة بقوّة أوجعته مفرغا فيها براكين غضبه الثائرة، ليقرّر بعد لحظات أنّ تلك الشجرة المسكينة لاذنب لها بدناءة غيرها فيقرّر أخيرا وضع حدّ لتلك المهزلة خاصّة وأذنيه المشتعتلنين يلتقطان كلمات ذلك الحقير مكملا جولة سخريته منه بكلّ نذالة فيقول وهو يقهقه ضاربا جبهته بكفّ يده: يا لهوي يا جدعان... استاذ جامعي وما يعرفش!



بخطوتين لا أكثر ظهر لهما، مجفلا كليهما، فتشحب الأولى ويبتسم بحقارة وسخرية الأخير

أمّا هو

النيران تشتعل بداخل جسده مضطرمة جائعة تقتات على مشاعره... تحرق رجولته فتنهش بالنهاية كلّ ما امتلكه يوما من تحضّر فهمته بتفكيرها القاصر عجزا منه

ينظر إليها والتصميم بداخل عينيه القاتمة يشتدّ حتّى القسوة

للوهلة الأولى عندما رأت إيمان محمّد يقف أمامها موجة من بهجة رفرفرت بداخل صدرها، ولكنّه للأسف كانت بهجة كسيرة الجناحين سرعان ما حطّت بداخل روحها ثقيلة موجعة، هذا ما أحسّته وهي ترى القتامة المخيفة التي كانت تتجّلى بوضوح على ملامح وجه زوجها المكفهرّ، لتدرك أخيرا مغبّة فعلتها السوداء، يا الله

لقد وثق بها

لم يطالبها سوى بأمر واحد... واحد فقط...

أن تتجنّب فؤاد

الأمر الذي لم تعصه فقط بل سعت وبرضاها لعكسه تماما

لكنّها لم تقصد عصيانه... لم تقصد سوء

هي فقط... بطريقة ما... سعت لرضاه هو... بفعل الأمر الوحيد، الذي حذّرها بأن لا تفعله!!

ما أغباها!!

بتوسّل همست بصوت مرتعش ضعيف: محمّد... أنا...

ببرود جليديّ شديد، كزّ محمّد على أسنانه طاحنا إيّاها، وقال دون حتّى أن ينظر إليها، فكيف يفعل وهو مشغول تماما بقصف ذلك التافه بقذائف مقلتيه: إنت تخرسي خالص

ارتعشت إيمان صدمة وبغباء همست: أنا...

عندها وكما قذيفة صاروخيّة أدار رأسه إليها مشعلا مخاوفها بحرائق نظراته وهمس بفحيح شلّ جسدها من شدّة الخوف: قلت إنت تخرسي خااالص... فاهمة

رغما عنها اختضّ جسدها فهزّت رأسها لمرّات عديدة بهلع أثار حميّة ابن عمّها ليقرّر أخيرا وبرعونة التدخّل فيقول مطلقا بوق الجنون لتلك الثيران الغاضبة التي تنطلق بداخل صدر محمّد: إنت ازّاي تسمح لنفسك تتكلّم مع إيمي بالشّكل الهمجي ده؟!

بفقدان مخيف للسيطرة نظر محمّد إليه وهمس قائلا: همجي؟! لاااا الهمجي انت لسّة ما شفتوش، لكن ماتقلقش، هورّيهولك، وامّا ابقى اخلص منّك، هسيبك تقرّر لوحدك ان كنت بعرف... ولا ما بعرفش!!

عندها اضطربت نظرات فؤاد وأدرك أنّ من يقف أمامه الآن انسان لا يمتّ للعقل بصلة فأدخل لصدره نفس طويل ونطق قائلا: أستاذ محمّد....

لحظة... لا بل أقلّ... وكان فؤاد ملاصقا بجسده لجسد محمّد المهتاج وكانت عيناه تحدّقان عن قرب شديد بنظرات محمّد المختلّة والذي كانت قبضته تمسك بقبّة قميصه يشدّه منها بعنف شديد ويقول له بكلّ ما حوته رجولته المهانة من قهر: بقى أنا ما بعرفش يا ابن الـ***

وهذا كان آخر ما استطاع عقل فؤاد أن يدركه قبل أن يصبح ككيس رمليّ معلّق للتدرّب على الملاكمة!!

................................................

انّها تلك اللحظات التي تدرك فيها أنّك بين الغضب الأعمى والجنون، تلك اللحظات التي تشعر فيها أنّك تقف بين الخطّ الفاصل ما بين الاثنين ولكنّك لا تستطيع أن تراه

هذا ما كان محمّد يعلمه وهو يجرّها من ذراعها ليقذف بها داخل جدران غرفتهم، كان يعلم أنّه على وشك ارتكاب أكبر غلطة في حياته ولكنّه لم يستطع أن يمنع نفسه، أو ربّما هو فقط لم يبالي بأن يفعل

دوما كان يعرف أنّ غضبه أهوج أعمى ولهذا لطالما كان شديد السيطرة عليه، ولكنّه الآن يقف أمامه من بعيد عاجزا عن فعل شيء، فما حدث... ما قيل... أكبر بكثير من قدرته على الاحتواء

مرتعدة الفرائص كانت إيمان تنظر إليه، تحيط جسدها بذراعيها بخوف شديد، تحمي نفسها من مجهول لا تدركه، فكيف تفعل وهذا الذي تنظر إليه الآن جاحط النظرات محمرّ المقلتين حالك الوجه هو شخص غريب لا تكاد تعرفه، وكعادتها عند الخوف والارتباك يرتبط لسانها وتتزاحم الحروف فيه فتتعثّر فوق حافته لتتركها عاجزة غير قادرة على قول ما هو مفهوم وواضح فتكتفي بترديد اسمه بصوتٍ متقطّع: مممــــحممــــد

بجنون قطع الطريق فيما بينهما وهو يغطّي فمها غالقا إيّاه بينما يأمرها قائلا: إيّاك.. إيّاكِ تنطقي اسمي على لسانك انت فاهمه!!

دموعها طفرت من أجفانها وانهمرت بسرعة فتعبر فوق كفّه فتحرقها، فيجفل وينفضها بعيدا عنه

من جديد ردّدت اسمه بتوسّل عاجز: محمّد

معمي غضبا شوّح بذراعيه بينما يسألها بذهول وكأنّه ما يزال لا يصدّق ما سمعه من دناءة بينها وبين ذلك المأفون حتّى بعد أن تركه فوق أرض النادي معجونا بلا ملامح، ولولا الأمن الذين أبعدوه عنه بالكاد ما كان ليتركه سوى جثّة هامدة: أنا... أنا ما بعرفش!!

رافضة لكلماته، مصدومة لا تزال من تلك الطريقة التي أوّل بها الحوار ما بينها وبين فؤاد: لأ... لأ... انت مش فاهم

تتسارع أنفاسه بمحاولة فاشلة لملاحقة جنون أفكاره بينما يدور بمساحة الغرفة التي ولأوّل مرة يشعر بها شديدة الضيق، ليجمد لهنيهة ويرميها بنظراته المتوحّشة ويقول بغير سيطرة: لهو انت فعلا فاكره علشان ما انا سايبك طول الفترة اللي فاتت دي انّي ما بعرفش

عاجزة عن الكلام تنهمر دموعها بغزارة خانقة للأنفاس، فيقترب منها ويمسك بذراعيها يعتصرهما بقوّة ويصرخ فيها بجنون: ما بتجاوبيش ليييييه؟ هااا؟ هاااا؟ قولي انطقي!! انا؟ انا ما بعرفش!!!

أنهى محمّد صراخه فيما حطب صمتها يؤجّج من نيران غضبه أكثر وأكثر، فرماها على السرير بقسوة وقال راميا إيّاها بسموم كلماته الموجعة: لا يا إيمان فوقي، أنا لو كنت سايبك طول الفترة اللي فاتت دي فده لإنّ مش عايزك وقرفان منّك، لإنّ ما قبلش المس وحدة رخيصة زيّك ولا اقبل انها تبقى مراتي

شحوب وجهها وجحوظ عينيها كان الإشارة الأولى لكنّه بإصرار أبى أن يراها فأكمل قائلا بوحشيّة: لكن طالما إنّك بالسفالة اللي تخلّيكي تشكّكي برجولتي بالشّكل الرخيص ده، وبالحقارة اللي تخلّيكي تقعدي تتكلّمي عليّ بالشّكل المهين ده ومع راجل غريب، وتقعدي تتناقشي كمان معاه في أمور خاصّه زيّ دي، يبقى انا معرفتش احكم عليكي صح، وجه الوقت اللي لازم اثبتلك فيه انيّ راجل وستين راجل واعتقد انّ عندك خبرة كافية تخلّيكي تحكمي عليّ كويّس وجدا كمان

في اللحظة التي أنهى فيها كلماته كان قد تجرّد من قميصه قبل أن ينقضّ عليها مثبّتا جسدها الذي كانت قد ابتدأت تتراجع به للوراء بعيدا عن مرمى يديه بعد أن أدركت وفهمت أخيرا مالذي ينتويه

ولكنّها للاسف كانت قد تأخّرت إذ أنّ محمّد سرعان ما اعتلى جسدها كوحش كاسر ينقضّ على فريسته

نظرات الرعب التي كانت تملأ حدقتيها لم تزده إلّا إصرارا وتلك الخضّة التي ضربت جسدها لم تزده إلّا اهتياج

بعنف جرّدها من حجابها، وصامّا أذنيه عن صرخاتها عرّاها فقط... بقدر ما يلزم... بقدر ما يحتاجه الأمر لكي يثبت لها رجولته

شفتاها كانتا أوّل الأسرى والمعذبين إذ انقضّ عليهما بشفتيه بشيء أبعد ما يكون عن قبلة

صوت استصراخها تطالبه التروّي والفهم لم يزده إلّا غضبا فما الذي سيفهمه وهو الذي قد فهم قوانين لعبتهنّ منذ زمن قديم

كبّل بقبضته كفّيها الصغيرين اللتين تقومان بدفعه بعيدا عنها مثبّتا إيّاهما فوق رأسها، فيما ينقضّ بشفتيه فوق رقبتها واصما إيّاها بعلامة رجوليّة واضحة قد تملأ بها عينيها لاحقا مذكّرة إيّاها كيف أنّه "يعرف"

حركاتها المتلويّة المتملّصة من تحته لم تزده إلّا إصرار ولم لا يفعل وهي التي كانت قبل بعض الوقت تشكو لغيره من الحرمان وهكذا إلى أن يئست أخيرا وتوقّفت عن المقاومة، وتضرعته بصوت مختنق بالنشيج تقول: أبوس إيدك.. أبوس إيدك.. حرام عليك مش كده

وهناك من بعيد وقفت روحه تراقبها بشفقة، تنوح معها، ترجوه الترفّق... الإصغاء والفهم... فهذه التي يقوم بانتهاكها الآن إيمان... حبيبته... طفلته... مهما ارتكبت من أخطاء ستبقى وتظلّ ابنة لقلبه

وفي جسده هدأ عواء الوحوش، وفي حلقه اختنق بغصّة، فنظر إليها واللوم يملأ حدقتيه، يعاتبها بصوت متهدّج مخنوقّ: قولتلك ابعدي عنه... طلبت منّك ما تكلّمهوش... ليه توصّلينا لغاية هنا ليييييه

شهقت بألم، رجته بضعف، توسّلته بالدموع، ولكن هيهات فالوحوش قد استيقظت والتراجع مستحيل

أخذها بين ذراعيه، وفي حضنه ذرفت الدموع، أمّا جسده ففاقدا للجامه تحرّر

جائعا من طول الحرمان، معميّا بالغضب، مهان الرجولة و... ملهوفا لضلعه الأبتر

حمم الادرينالين تقافزت بجسده كحمم بركانية ثائرة، فهذه التي بين يديه إيمان.. يتلمّسها محموما عاجزا عن السيطرة مهما حاول، فكيف يفعل وهو الذي لم يقرب الاناث يوما رغم سنواته التي تقارب الأربعين، وكيف يقنع جسده بالتوقّف وهذه الجميلة التي ترتعش بقوّة بين ذراعيه هي زوجته، حلاله الذي حلّله الله له وحرّمه هو على نفسه!!

وهكذا ورويدا رويدا ابتدأت طاقات غضبه تتحوّل إلى إثارة، والمهانة إلى حماس، فلانت اللمسات رغم حزمها، وتجاسرت رغم رقّتها، وبكلّ ما يمتلكه من عزيمه، تجاهل رجاءها، وتعامى عن خوفها، أمّا هي فيائسة فاقدة للأمل، بمكانها بين ذراعيه ظلّت مختبئة، فبفطرتها علمت أن لا خلاص لها إلّا بالخلاص، وهكذا سلّمته حصونها أخيرا بصمت مطبق... لا دموع... لا صراخ... إلّا من أنين خافت مكتوم، تشنّج جسدها على اثره بقوّة للحظات، جمد هو... وتفصّد الجبين بالعرق... لهث بقوّة... وتابع... فكيف العمل وما عاد هناك من عمل ولا رجاء!!

................................................

بعد دقائق

تقهقهرت جحافل النشوة مخلّفة وراءها على أرض المعركة خسائرها.. جسدان متهالكان... مخذولان... أحدهما بارد وقد تراجعت حمّى العواطف الجامحة متيحة المجال لدوّامات من الأفكار

وكما يقال ذهبت السكرة وجاءت الفكرة

أمّا الآخر... فمهزوم يختضّ بألم... خاسر وعلامة الخسارة على غير العادة بقع من الدماء لطّخت السرير كشاهد عيان!

اعتدل محمّد بجسده وانزلق عن السرير ليرتدي بنطاله وبدلا من مفارقتها هربا كما تمنّى وأراد جلس على الحافّة صامتا عاجزا عن الكلام، فأيّ كلام هو ذلك الذي قد يقال في حالة كهذه سوى صرخة مطالبة بالشرح والتوضيح

هي طاهرة... بريئة... عذراء الجسد كما الروح، فلماذا... لماذا ألبست نفسها تلك التهمة الباطلة... لماذا؟

أمّا هي فعلى حالها لا تزال... عيناها مبلحلقتان، شفتاها مطبقتان

بتردّد مدّ محمّد يده لجسدها الذي المسجى أمامه دون أدنى حراك، وما إن حطّ بها فوقها حتّى سارعت بإغماض عينيها وتشنّجت بتلقائية نحرته، فقبض يده بقوّة وأمسك شرشف السرير ليرميه على ما تعرّى ما جسدها قبل أن يلقي برأسه فوق قبضتي يده المتشابكتين فوق كوعين مغروستان فوق فخديه بطريقة جلوس مهزومة

ينظر إليها والذهول لا يزال يكتنف نظراته، وشعور عارم بالذنب يقوم بجلده بقسوة فوق ضميره المتعرّي بألم وعقله المخذول بخزيّ، أن يكون هو المحامي المثقّف، العاقل الرزين، البارد الصبور، همجيّا بذلك الشكل، أن تبدر عنه هو دونا عن غيره تلك التصرفات الحيوانيّة بل والوحشيّة واتّجاه من... زوجته... صغيرته... إيمان!!

بصوت متهدّج أبحّ ناداها قائلا: إيمان!!

للحظة... لحظة واحدة فقط، استجابت، فنظرت إليه

عيناها في عينيه، موصومة بالخيبة، مغمورة بالوجع، فائضة بالملامة والعتاب

ولم تكن سوى لحظة، قبل أن تسبل جفنيها مغمضة عينيها... أخيرا!!

هبط محمّد أمامها على ركبتيه أمسك بيدها وللغرابة لم تقاومه، فرفعها لشفتيه مقبّلا إيّاها، وكم كانت باردة صغيرة، وقال بصوت مختنق مبحوح: أنا... أنا آسف... لكن... ليه... ليييه كدبتي عليّ لييييه؟!

يدها مرتخية... عيونها مغمضة... وأنفاسها ثقيلة... ولا من مجيب... وكيف ستفعل وهي التي خلّفت كلّ شيء وراءها و... نامت

وجهه الضخم مدفونا في كفّها الصغير، قبّله بعمق بينما يخفي بداخله... دمعة!!

.................................................. .................................................. ..............



التعديل الأخير تم بواسطة bambolina ; 22-03-19 الساعة 02:15 AM
bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-19, 02:01 AM   #5886

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 2

بعد أيّام

يجلس ثلاثتهم حول طاولة صغيرة بغرفة الجلوس، كوب كبيرة من النسكافيه بيد زاكية ترتشف منه ببطء شديد مستلذّة، أمّا حسين فبقوّة وضع كوب الشاي بالحليب خاصّته على الطاولة أمامه بعد أن ارتشفه حتّى آخر قطرة، أمّا أمامها هي... فلا شيء... كحياتها تماما!!

تتنهّد لميس بقوّة علّها تجلب لروحها الخاوية أيّ شعور بالحياة ولكن عبث، فروحها قد باتت فارغة تماما منقوصة مشوّهة كهذا البيت الخالي تماما من قاطنيه... لا الكاسر ولا حتّى الأولاد... لا أحد سوى صارم الذي يجد نفسه مجبرا أن يقضي نهاره مع جدّته لأمّه وليله عندها هي في البيت هنا رافضا تماما تركها لتنام وحيدة فيه

عقوبة أوّلية فرضها الكاسر عليها كما تعتقد... الحرمان منه ومن الأولاد

فها هو ومنذ اليوم الذي خرج فيه من المستشفى.. اليوم الذي كان قد أبلغها فيه عن طريق ابنه هي ووالدته التي كانت ترافقها بأن لا تحضرا إليه، فتنتظرانه معا في البيت ملهوفتان لرؤيته والاطمئنان عليه متوجّستان منه ومن قراراته، فيكون انتظارهما بالنهاية عبثا والصارم يدخل عليهما الشقّة وحيدا.. خائبا، طالبا منها وعلى حسب الأوامر التي صدرت من السلطات العليا المتمثلة بوالده تحضير حقيبة مليئة بالملابس التي قد يحتاجها خلال الأيام الطويلة القادمة التي سيختفي فيها

يومها موجة من انهيار كادت تحملها وتقذفها لتكسر ظهر احتمالها، لولا والدته التي ومن بعد زفرة مهمومة نظرت إليهما بأمل وقالت: طيّب الحمدلله معناها تراجع عن الطلاق

ولكن مثلها هي الصارم لم يكن بذات التفاؤل إذ قال: بسّ ترك البيت

بيقين أجابته جدّته: بيعطي حاله وقت يهدى

إجابتها بشكل ما أقنعت الصارم ولكنّها لم تفعل معها فوحدها من تعلم بأنّ حقيقة الأمر هي أنّ الكاسر لا يريدها، ينفر منها، ولا يطيق بأن يرى وجهها، وحيث أنّه مكبّل بأولاده فلا سبيل لفراقها إلّا بالهجر!!

على أمل كما فهمت لاحقا بأن يستطيع أن يفصل عرى تعلّقهم بها باستغلال عطلة طويلة يقضونها مع والدتهم

لا تزال تذكر انهيارها النفسي داخليا ذلك اليوم الذي هجرها فيه، ولولا رحمة الله بها الذي أرسل لها أخاها حسين لا تعلم كيف كانت لتستمر

حسين الذي ما إن سمع خبر مرض زوجها ودخوله إلى المستشفى حتّى حجز على أوّل طائرة ليكون معها يدعمها ويساندها، مبلّغا إيّاها اعتذار محمّد لعدم قدرته على المجيء لظروف نفسيّة تخصّ زوجته

ولكنّه أخوها بالطّبع لم يكن مضطلعا على خفايا الواقع فيقع تحت ذهول حقيقة اختفاء زوجها المريض والذي جاء خصّيصا لأجله، لتخبره أمّ الكاسر محرجة بأنّ ابنها اضطر للغياب لمهمّة رسميّة وسريّة!!

صوت زاكية البائس قاطع أفكارها وهي تقول: القعدة ناقصه محمّد يا ريته هون معانا

بسخرية أجابها حسين وهو يفرد جسده فوق الكنبة الطويلة ويقول بينما يدفن رأسه تحت ذراعه المطويّ: آيوه معاك حق القعدة الكئيبة دي فعلا ناقصاه

تبسمت لميس بمرارة أما زاكية فضربته بخفّة على صدره وقالت: شو بتتمسخر عليّ شايفة سيّد حسين

بغيظ رماها بنظراته من تحت الذراع وقال: اللي ما هانش عليكي حتّى تجيبي غلا حبيبة خالها، كانت على الأقل طرّتلنا القعدة المملّة دي شويّة

ضيّقت زاكية عينيها وأجابته بسخط: لو جبتها معي بدل القعدة الكئيبة الي مش عاجبتك كنّا هلّأ زيّ اللي قاعدين تحت القصف وزوامير سيّارات الاسعاف من كتر عياطها ... انا اصلا ما صدّقت وسلفتي غزل تقولّي اتركيها معي، ما فكرت ولا حتّى للحظة أتدلّل ولا أمانع أصلا أحلى شعور بالدنيا لمّا الأم بتترك ولادها وبتروح تشمّ نَفَسها

صمت حسين للحظات قبل أن يجيبها ساخرا: طيّب الحمد لله طمّنتيني إنّ أمّنا على الأقل كانت مبسوطة وهيّ سايبانا وراها

ألم موجع باغت زاكية وشقّ صدرها وهي التي لم تر يوما هذا الجانب المتهكّم الساخر من أخيها، ثمّ نظرت للميس التي أخيرا استطاعت كلمات حسين المريرة أن تخرجها من حالة الغرق الذاتي التي تعيش فيها فبادلتها النظرة قبل أن تضع يدها فوق صدر أخيها وتربّت عليه بينما انزلقت زاكية على الأرض بجانبه وتمتمت بأسف: حسين أنا اسفة انت فهمتني غلط انا ما كان قصدي هيك

رفع حسين ذراعه أخيرا ونظر إليها مصدوما من كلماتها وطريقة جلوسها فقال لها ذاهلا: انت بتعملي ايه يا بنت انتِ انا بهزّر معاكي هوّ انتِ ما تعرفنيش يعني ولا إيه؟

قالها ثمّ جلس من جديد ونظر للميس مكملا: شكلها لسّة متعرفنيش طب قوليلها انت يا لموسة

بعيون تفيض شفقة نظرت إليه لميس وأجابته قائلة: مالك حبيبي؟

مبهوتا بسؤالها ارتجف قلبه الراقد بثقل بداخل صدره الخاوي ولكنّه مداريا على ألمه كعادته أجابها: مالي؟ انا اللي مالي ولّا انتم اللي مالكم؟ في إيه يا جماعة انا كنت بهزّر معاكم

نظرت زاكية إليه بعمق فيما هزّت شقيقتها رأسها بنفي وأجابته وهي تدقّق فيه: أنا ما عم بحكي عن هيك.. أنا بحكي عنّك.. عن حالك... فيك إشي مش منيح من يوم ما إجيت... حاسّة زيّ... زيّ كإنها روحك مطفية "معتمة أو قاتمة"

بهت حسين أمام قوّة كلماتها... أمام صدق احساسها... دقّة تعبيرها... نعم فروحه فعلا قد انطفأت منذ تلك الليلة التي عاد فيها لبيته... لغرفتهما... بعد أن استطاع تلجيم غضبه السيطرة على أعصابه، ليجدها... خاوية... فارغة بلا روح

هجرته!!

هذا كان أوّل ما فكّر به لحظتها الأمر الذي لم يكن بعيدا جدا عن الواقع فخزانتها المفتوحة على مصراعيها منقوصة مبعثرة، وطاولة الزينة الفارغة الا من أشياءه... كلّها كانت دلائل سبق له أن رآها في عمر مضى كإثبات قويّ أن مغادرتها هذه المرّة... أبدية

للوهلة الأولى وكأوّل ردّة فعل، أوشك على مغادرة البيت واللحاق بها ولكن وفي الثانية جمدت خطواته لدقائق طويلة قبل أن يتراجع نحو السرير وينهار فوقه جالسا منحنيا مخذولا فإلى متى... إلى متى سيستطيع منعها من تركه، بل إلى متى سيظلّ شبح الهجران كحبل مشنقة طويل تلوّحه أمام رأسه عند كلّ مشاجرة أو هَبَّة من جنون تسيطر على دماغها

اللعنة عليها بل على كلّ النساء بل عليه هو... نعم هو... فهو من سمح لنفسه بأن يزلّ نحو فخّ النساء من جديد، هو من آمن لها لتلدغه من جديد والمؤمن لا يلدغ من جحر مرّتين فكيف بثالثة؟!

لماذا لم تبقى.. لماذا لم تنتظره ليهدأ ويتصافيا من جديد؟

يدرك بأنّه قد آلمها بكلماته التي لم يدرك فداحتها إلّا باللحظة التي نطقها بها ولكنّها هي من استفزّته مستجلبة كلّ جنونه وغضبه، هي المُصرّة على إهانته مرّة واثنين وعشر، مُصرّة على إراقة كرامته وكرامة أخيه أيضا دونما رادع، مُصرّة أن تجرّه لمناقشة مجرّد إجراءها، فيه تقبّل لترّهات هو لا يقبلها لا على نفسه ولا على شقيقه ولا حتّى على تلك الحمقاء زوجة أخيه، وهي زوجته لا تفهم، لا تفهم أنّ أيّ إنكار أو تبرير سيقدّمه لها هو بحدّ ذاته تقبّل لأفكارها المريضة

ألم تكن إيمان أمامه ولسنوات؟ ألم تكن جزء من شلّة عرفها يوما؟ فهل قربها؟ هل فكّر بها؟ هل وافق على عروضها الحمقاء التي كانت ترميه بها مرارا وتكرار لأسباب وحده الله يعلمها؟ ولذات الأسباب سخّر الله لها الأفضل... شقيقه بدلا منه، فلماذا تصرّ على فتح دفاتر عتيقة بمجرّد فتحها ستسبّب الدمار لشقيقه وزوجته وستتسبّب بشرخ لا يُمحى بينه وبين محمّد، ولكنّها بالنهاية ليست سوى أنانية تافهة لا تفكّر إلّا بنفسها ولا تبتغي إلّا راحتها... راحة تقتل غيرتها المرضية من إيمان حتّى وإن دمّرت الأخيرة بطريقها، وكيف ستهتمّ وهي تكرهها وتحقد عليها كلّ ذلك الحقد الذي لا يعرف من أين أحضرته!!

يومها ومن رحمة الله فيه أرسل له شقيقه محمّد الذي لم يكن يعلم أنّه بالقاهرة، ليخبره بتأثّر أن زوج لميس مريض بالمستشفى، أخبره بأنّها لا بدّ ستحتاجهم وبأنّه هو لن يقدر على الذهاب فزوجته... متعبة و تحتاجه

وبالطبع هو لم يجادله فمن جهة مظهر شقيقه التائه المنهار لم يكن معه مجال لأيّ نقاش سوى بالطاعة، ومن جهة أخرى هو يحتاج بأن يبتعد عن مكان جمعه ببتول، يحتاج ليلتقط أنفاسه، ومن أكثر قربا لروحه ليتنفّس بقربها وبوجودها سوى حبيبة قلبه وشقيقة روحه لميس!!

ربتة خفيفة على فخده أخرجته من أفكاره من جديد ليجد نفسه محاصرا بكلتا أختيه فنظر لكبراهما وابتسم لها بسخرية قائلا: روح إيه دي اللي مطفيّة؟ غالبا إنتِ شايفاني بنضّارة روحك، أصلها باين مش بسّ مطفيّة لااا دي مضلّمة عالآآخر قوليلي بقى انت الي مالك، ولّا كلّ ده علشان حبيب القلب غايب

حالا وما إن انتهى حسين من كلماته حتّى عرف أنّ ما بين أخته وزوجها أكبر من سفر، فدماء وجهها التي انسحبت بالكامل تحكي الكثير، ونظرات زاكية الواجمة التي رمقتها بها تفعل ذات الشيء، عندها انتفض هو قائلا: في إيه يا لميس؟

صمت كان كلّ ما قابلته به فنظر للأخرى وطالبها قائلا: طب قولي انت يا زوزو!

صمت كلتاهما استفزّه فصرخ فيهما غاضبا: متقولوا في ايه؟

عندها وبلحظة واحدة كانت لميس تنظر إليه وتبثّه شكواها بحرارة المحتاجين قائلة: كاسر عرف

دموعها التي طفرت فجأة أشعلت النيران في صدره فاقترب منها وسألها مبهوتا بغير فهم: عرف إيه؟

بألم أجابته: عرف إنّه لميس زمان ما بتشبه أبدا لميس اللي تزوّجها

ضيّق حسين ما بين حاجبيه ثمّ التمع الإدارك في مقلتيه وأجابها بضيق: وهوّ ماله أصلا ومال لميس القديمة؟

بعدم اقتناع بمنطقه الذي تعلم أنّه هو بنفسه لا يقتنع به هتفت تقول: كيف ماله يا حسين كيف ماله؟

بحميّة وقهر ردّ عليها: ايوه ماله، الماضي راح وولّى، مات في اللحظة اللي اتحرقتِ فيها، اندفن مع جوزك الأولاني

حينها تدخّلت زاكية لتقول بقهر وتسليم بأفكار لمجتمع ذكوريّ لا يرحم: هاد المفروض بس للأسف يا حسين أكتر النّاس مش هيك... أكتر النّاس لا بتغفر ولا بتنسى!

أمّا لميس فبروحها الطائفة مع ذلك الغائب قالت لهما موضّحة بوجع: كاسر بغار... بغار كتير وأنا.. من غير ما اقصد جرحت رجولته.. كسرت عزته بنفسه

تحشرج صوتها فأحرق أعصاب أخيها الذي هزّها قائلا: ضربك؟

متناسية صفعته، متجاوزة دفعته، هزّت رأسها بنفي وقالت بتقرير: وقع من طوله ساكت لا حول ولا قوّة

صمت حسين متألّما على حال أخته وزوجها ورأى بأمّ عين عقله مستقبلا أسودا بلا ملامح يجمعهما فناشدها قائلا: ارجعي معايا يا لميس

برفض تام هزّت رأسها وأجابته: ما طلّقني

بتوضيح للأمر الواقع ذكّرها: سابلك البيت

بأمل أجابته: آخرته يرجع

رافضا لموقفها فاهما لطبيعة الكاسر شرح لها: مش هيسامح وهيئزيكي

وبمنتهى الحمق والخضوع أجابته: وانا قبلانة

أخيرا فقد حسين أعصابه ونهرها بجنون: قبلانة يعني ايه؟ هتذلّي نفسك؟ على شان إيييه؟

بإيمان صادق وأمل بربّ كبير قادر على تحقيق المستحيل أجابته: وعدني ما يهين ولا يخون ولا يضرب وكاسر رجال وبيحافظ على كلمته!!

حدّق حسين بها وتعمّق بدواخلها متفكّرا ثمّ سألها بتقرير: بتحبيه؟

سرحت عيناها للحظات تهيم بصورة له بخيالها ثمّ ابتسمت بشجن وقالت: أبو صارم بينحب

رغما عنه رفع حسين حاجبيه باستنكار ونظر لزاكية بغير تصديق فابتسمت تلك رغما عنها، ولكن كلمات لميس السارحة مع أفكارها جذبت اهتمامهم من جديد وهي تقول بحسرة مريرة: يا ريتني عرفته من زمان.. يا ريتني بنت عمّه ولا بنت خاله.. يا ريتني ما وعيت على غيره... كان ما عرفت غيره!!

قالت كلماتها وسحبت لداخل صدرها نفسا مرتجفا عميقا جدّا تطفئ به نيران اشتياقها الذي تأجّج على حين غرّة فمسحت بكفّيها على وجهها قبل أن تهمس باستغفارات كثيرة تطرد فيها الشياطين التي تكالبت على روحها مع كلّ "يا ريت" نطقتها

صمت كئيب رفرف فوق رؤوسهم من جديد استغرق من وقتهم دقائق كثيرة قبل أن يزفر حسين ويعود لوضعيته الأولى متمدّدا فوق الكنبة مغطّيا وجهه بذراعه قبل أن يقول لهما بصوت بدى لهما شائكا مثقلا بهمّ كبير: بتول سابت البيت وراحت!

بصدمة نظرت كلتاهما لبعضهما قبل أن ينظرا إليه وتبادر زاكية قائلة: شووو كيف يعني سابت البيت؟!

ببرود كاذب أجابها قائلا: يعني تركته

بغيظ حثّته قائلة: برضو شو يعني!

هزّ حسين كتفيه ببرودة بدت لزاكية مغيظة وقال: يعني سابتني... عادي

باستغراب وقفت زاكية أمامه وأجابته ببعض الغضب: عادي؟ لا مش عادي... مش عادي يا حسين

أمسكت لميس بيد أختها تهدئتها وسحبتها لتجلسها من جديد قبل أن تربّت على فخد أخيها وتستحثّه بصوتها الهادئ الرقيق قائلة: قوم.. قوم فهمني شو صاير..

قالتها وتمتمت مكملة كلامها: والله قلبي كان حاسسني انه في شي صاير بينك وبين مرتك

باختناق وضيق نظر حسين لأختيه قبل أن يجد نفسه يعتدل بجسده ويجلس قبالتهما ويفتح لهما قلبه أخيرا ويبتدئ بفضفضة كانت روحه تنازعه لأجلها
.................................................. ..............................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-19, 02:02 AM   #5887

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 3

وقت السحر... في ليلة فردية من العشر الاواخر من رمضان... ليلة السابع والعشرين تحديدا.. إحدى أكبر المساجد في عمّان

اكتظّ المصلّين في داخل المسجد وفي ساحته بالخارج يحيون ليلتهم كما ظلّوا يفعلون منذ أوّل ليلة من العشر الأواخر، يصلّون ويتهجّدون و... يتوسّلون، كلّ منهم يحوي في جعبته إلى الله من الشكوى الكثير، يتذلّلون ويدعون ويبتهلون، فالأنفس ضاقت بالصدور وحاجاتهم كثيرة كبيرة لا يقدر عليها إلّا الله

وهو مثلهم.. لم يفوّت الكاسر ليلة من هذه الليالي الأخيرة لم يتقرّب ويتذلّل بها إلى الله، ولكنّه وبخلافهم لم يطلب من الله سوى أمرٌ واحد فقط لكنّه والله عظيم لا يدرك عظمه إلّا من لا يمتلكه

هدوء السريرة وراحة البال

سجد الإمام ومن خلفه المصلّين، قاموا ولم يقم، على سجوده ظلّ وككلّ ليلة وجد لسان حاله مربوط لا يبوح، فماذا يقول والهموم بداخل صدره تعاظمت حتّى مزّقته، ومن رحمة الله به أنّ مصيبته لم تأته إلّا بأيّام كهذه شياطينها مكبّلة وملائكتها حوله تزاحمه المكان تبثّه بعضا من سلام يبرّد من جحيم قلبه ويهدّئ من عواصف الأفكار

وفجأة أحسّ بدمعة من زاوية عينه تغافله فتسيل ملامسة السجّادة من تحته، فيلهج لسانه مناجيا كما ناجى رسول الله ربّه بكلمات خرجت من عميق روحه اجتثّت بطريقها بعضا من الوجع

" اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين أنت ربُّ المستضعفين وانت ربّي إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهَّمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علىِّ غضبُ فلا أبالي، ولكنَّ عافَيَتَك أوسعُ لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخره من أن تُنزل بي غضبك أو يَحِلَّ علىَّ سخطُك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك"

راحة... تمدّدت روحه أخيرا... وتنفّست

مناجاته كلمات... والكلمات حروف.. حروف قالها رسول كريم وهوّ في أشدّ لحظاته همّا وحزنا ولهذا، أحسّ الكاسر وكأنّ كلّ حرف قام بنطقه طار إلى السماء وعاد إليه مرفرفا فوق صدره مستبدلا ناره ببرد وضيقه بسلام

بعد صلاة الفجر

مشى الكاسر باتّجاه شقّة أخته التي ولحسن حظّه لم تكن مؤجّرة، وأخرج هاتفه من جيبه واتّصل بأحد رؤساءه الذي يعرف أنّه لا يفوّت الفجر أبدا

"السّلام عليكم... بعتذر سيدي على موعد الاتّصال... كنت حابب أسألك شو صار بخصوص موضوع نقلي لإحدى محافظات الجنوب... معلش سيدي عارف إنّي عملتلكم كركبة بس هوّ والله رجاء أكثر منّه طلب... الله يديمك سيدي مشكور والله وعلى راسي"

أغلق الكاسر الهاتف بينما يتمتم بالحمد، فقرار نقله لمحافظة العقبة سيصدر أخيرا بعد العيد

راحة كبيرة غمرت الكاسر فحاجته إلى الابتعاد ملحّة لا نقاش بحتميّتها لا سيّما وأنّ الطلاق كما صارحه ابنه بوقاحة وأمّه بتوبيخ، صعب شائك... حاليا، ولكن أن يجمعه بها مكان واحد لهو أشدّ المحال!

اتّصال آخر ورده على هاتفه أثار استغرابه ولكن ما إن رأى اسم العنود يومض فوق الشاشة حتّى داعب الخوف قلبه فسارع بالإجابة هاتفا

"العنود إيش فيه؟"

لكنّ صوت العنود لم يكن هو ما وصله بل صوت نبراس مثيرا في قلبه فزع أشدّ فالمكالمات الهاتفية لم تكن يوما حبال وصل بينه وبين ابنه ولم يكن هو يوما مرسالا لأحد!!

.................................................. .........................

بغير رضا تنظر العنود لنبراس الذي يستولي على هاتفها ويحدّث والدهما قائلا

"بابا أنا نبراس كيف حالك؟... احنا بخير بسّ كنت بدّي اسألك... اممم ايمتى بدّك تيجي تروّحنا على بيتنا... لا مش حابّين نضلنا هون للعيد... العنود يمكن بس أنا لأ... إمّي مش راح تفرق معها مشغولة بالصالون "مركز تجميل" بترجع متأخّر ومرّات حتّى ما بتفطر معانا بالبيت... لا ما بدّي تجيبلي البلاي ستيشن... إذا ما مشغول ما بتقدر تروّحني اليوم عادي أنا بروّح لحالي... نمر منيح بسّ بضلّ منكّد ولاد خالي التوم متّفقين عليه وبضلّوا يضربوه... آه اشترتلنا أواعي أوّل ما بعتّلها المصاري... طيّب راح أستنّاك مش تتأخّر!!"

ما إن أنهى نبراس المكالمة التي كان يتحرّق لإجراءها حتّى نظر لأخته بطرف عينه وأخبرها: راح ييجي يوخدنا اليوم

باعتراض أجابته: مش عارفة ليش هيك بتضل مش مرتاح وبدّك تروّح

بسخرية أجابها: ليش إنت مرتاحة؟

ارتبكت العنود قليلا وأجابته: عادي

بعدم اهتمام هزّ نبراس كتفيها وقال لها: طالما عادي خلّيكي بسّ انا ونمر اليوم رايحين... احنا إجينا عشان إمّي وإمّي مش فاضية النا

بحميّة دافعت العنود عن والدتها: حرام هيّ عشان شغلها إنت عارف عجقة العيد هاد موسم والصالونات كلهم ما بسكروا للفجر هاي الأيّام

بمنطق أجابها نبراس: بعرف وأنا مش لايمها بسّ كمان مش مضطرين نضلنا هون لحالنا ونضل طول الوقت نسمع كلام مع خوالك وستّك وزيّ ما حكيتلك أنا مروّح بدّي أعيّد ببيتنا وإنتِ إذا حابّة تضلّي ضلّي ما حد مانعك!!

.................................................. ...........................


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-19, 02:03 AM   #5888

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 4

فجر العيد

الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، و لله الحمد. الله أكبر كبيراً، و الحمد لله كثيراً، و سبحان الله بكرةً و أصيلاً. لا إله إلا الله وحدهُ، صدق وعدهُ و نصر عبدهُ و أعز مُخلصين له الدين و لو كره الكافرون. اللهم صلِ على سيدنا محمدٍ، و على آل سيدنا محمدٍ، و على أصحاب سيدنا محمدٍ، و على أنصار سيدنا محمدٍ، و على أزواج سيدنا محمدٍ، و على ذرية سيدنا محمدٍ، و سلم تسليماً كثيراً.



أغلقت لميس النار تحت القهوة العربيّة التي أرسلها الكاسر بالأمس مع صارم هي وجميع مستلزمات العيد من كعك وشوكولا

صوت التكبيرات التي تصلها عبر نوافذ البيت المفتوحة تتسلّل لروحها فتسكنها مثيرة فيها بهجة لا تُرَدّ مهما كان الإنسان كئيبا، فكيف بها وهي المشتاقة الملهوفة لنظرة له تطمئنها على حاله وتراضي قلبها المشتاق

سيأتي اليوم هي واثقة وفي الحقيقة لقد انتظرته منذ الأمس، خائفة وجدّا لا تنكر، مرعوبة من مواجهة أخرى تجمعها فيه، ولكنّها لا تريد أن تواجه ولا أن تقابل ولكنّها نظرة... نظرة واحدة تكفيها... نفسٌ يتنفّسه بداخل جدران هذا البيت فحييه فالبيت بلا صاحبه كقرية خاوية على عروشها... كأطلال منسيّة

نظرت لميس للساعة لا بدّ أن يأتي الآن فالفجر أذّن والصلاة انتهت وهو قد وعد أولاده بأخذهم معه كما العادة لصلاة العيد

لا بدّ أن يأتي

متجنّبة لقاءه قرّرت لميس أن تأخذ ملابس صلاتها وتصلّي خارج غرفتهما بغرفة الجلوس الصغيرة لكنّ صوت هاتف العنود أوقفها لتسمعها تجيبه على الهاتف قائلة

"صباح الخير بابا... كلّ عام وأنت بألف خير... حاضر هلأ بسرعة بصحّيهم وبسّ توصل إن شاء الله بنكون جاهزين"

لن يصعد... لن يأتي...

يأس

ضيق

تعب

يا الله الفرج من عندك يا رب

دخلت لميس غرفتها توضّأت وفردت على الأرض سجّادتها حيث اعتادت أن تراه يصلّي بالضبط لعلّ الأرض التي تدعو له تدعو لها فتجمعهما بآخرة إن لم يكن بدنيا

وعلى عكس ما ظنّت... أتى

بسجودها... دخل

عبير عطرها باغته، روحها اجتاحته، تفاصيل وجودها اكتسحته...كشّر وجهه برفض... وبألف مفتاح وقفل أغلق على نفسه الأبواب... روح وقلب وجسد... كلّها كانت مغلقة... إلى أن رآها... تعتدل من السجود وتسجد من جديد...

قبض بيده بقوّة على حافّة الباب، يمنع نفسه من الدخول ويمنعها من الخروج ولكن مهلا... أيريد دخولا أم خروج... أيهرب أم هو الصدود... بكلتا الحالتين هو الخروج

وفي اللحظة التي أوشك فيها على المغادرة سلّمت لميس ووقفت... ولم تستدر... لم تستدر... لم يرها...

أنفاسه رغما عنه اضطربت... تسارعت... وابتدأت بالغليان... بقوّة طحن ضروسه، وأغمض عينيه وعدّ حتّى الـ... اثنين؟ أم تراه وقف عند الرقم واحد؟ لا يعلم ولكنّه وفي اللحظة التي فتح عينيه بها رآها تواجه الجدار... تستند عليه بجبينها... تواري وجهها فيه... وترتعش!!

زفر الكاسر لهيب أنفاسه وبجسارة تميّزه دخل غرفة كانت له يوما... غرفة شهدت بينهما جولات وجولات من... الحاجة...

بخطوات كبيرة قطع أرض الغرفة وأمام خزانته وقف، ذات الخزانة التي خبّأت فيها سوأة الماضي.. أسرارها الشائنة... ذكريات زواج سابق و... حبيب!

حبيب!!

حبييييب!!!!

صوت اغلاق باب الخزانة بقسوة دوّى بالغرفة بقوّة مخيفة، أجفل لها جسدها فانكمشت على بعضها بخوف شديد

فحيح صوته وصلها من مكانه هادرا مخيفا رغم أنّه لم يتجاوز الهمس: الصندوق وين؟

بحلقت لميس عيناها بالجدار الأبيض أمامها ومسحت دمعة سقطت من عينها بيد مرتجفة وتمتمت مجيبة: حرقته

صوت سخرية مقطوعة مريرة وصلت أسماعها لكنّه لم تسمع تمتمته الموجعة لنفسه إذا قال: بعد شو؟ بعد ما حرقتيني!!

صوت ارتطام الأبواب والجوارير وصلها فعلمت أنّه يبحث عن شيء محدّد فاستدارت إليه بتردّد وسألته هامسة بخوف: بتدوّر على إشي؟ أطلّعلك إشي؟ أواعي أو...

لحظة وكانت جميع الأقفال قد فتحت وبلا مفاتيح هو فقط صوتها... استفزّ أعصابه حدّ التهتّك ويخطوتين عريضتين كان واقفا أمامها، ينظر إليها ولا يراها، رغم كونها ملتصقة ما بين الجدار الصلب وجسده المتصلّب بغضب، بعيون مشتعلة حدّق بها، وبيد من حديد اعتصر ذقنها وبصوت مخيف نهرها قائلا: أنا وأغراضي وحياتي بتبعدي عنّا... وجودك بهاد البيت مؤقّت مهما طوّل برضو مؤقّت... مفهوووم

وتلك المفهوم كانت زاعقة مدويّة تبعتها ضربة قاسية على الجدار خلفها أجفلتها فأخرجت من صدرها صرخة خوف قصيرة فنهرها من جديد قائلا: صوتك ما يطلع شو ما تشوفي بهالغرفة صوتك ما تعلّيه وللأمانة بحكيلك راح تشوفي كتير!

هزّت لميس رأسها خوفا وبخضوع استفزّه فصرخ بها قائلا بينما يبعده عنه بجلافة: ابعدي عنّي يا لميس لمصلحتك لا تخلّيني أشوفك خلّينا نعرف نعيش!

.................................................. .................................................. ...


bambolina غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-19, 02:03 AM   #5889

أنثى متمردة

? العضوٌ??? » 386970
?  التسِجيلٌ » Nov 2016
? مشَارَ?اتْي » 489
?  نُقآطِيْ » أنثى متمردة is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضووور للمرة الثانيه لعيونك بامبو 😘😘😘😘

أنثى متمردة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-03-19, 02:05 AM   #5890

bambolina

مشرفةمنتدى الـروايــات الـعـربـيـةوكاتبةفي منتدى قصص من وحي الأعضاء وشاعرة متألقة وحكواتي روايتي وألتراس الأدبي وقلم ذهبي برسائل أنثى وملكة اتقابلنا فين؟

alkap ~
 
الصورة الرمزية bambolina

? العضوٌ??? » 296721
?  التسِجيلٌ » May 2013
? مشَارَ?اتْي » 8,275
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » bambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond reputebambolina has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   freez
¬» قناتك max
افتراضي 5 الاخير

عاد محمّد وحسين -الذي وصل القاهرة بوقت متأخّر جدا من ليلة الأمس- لشقّتهما بعد أن أدّيا صلاة العيد

وضع محمّد أطباق الفطور فوق طاولة جانبيّة ونظر إلى شقيقه الذي تركه واتّجه نحو غرفته: إيه إنت مش هتفطر؟

بوجوم أجابه حسين قائلا: لأ كل انت ومراتك بالهنا

بمرارة ابتسم محمّد فأيّ زوجة تلك التي ستأكل الطعام؟!!

راقب مغادرة شقيقه ولكنّه سرعان ما استوقفه قائلا له من جديد: حسين حاول تصلّح الأمور مع مراتك وضعكم كده ما ينفعش

بسخرية نظر حسين إليه وأجابه قائلا: طب ما تتجدعن وتقول لنفسك الكلام ده

بهمّ نظر إليه الآخر وأجابه: بقوله وبعمله لكن للأسف طريقي طويل

تأمّله أخوه للحظات لا يعرف عن ماذا يتكلّم شقيقه بالضبط ولكن ما فهمه أنّه قد أخطأ بحقّ زوجته خطأ كبير وأنّه يسعى بكلّ جهد لتدارك الخطأ ولكن... طريق الغفران طويل... للأسف!!

بعد لحظات حمل محمّد طعام الإفطار على صينيّة كبيرة وأدخلها معه إلى غرفة النوم، وكما توقّع وجدها كما تركها... نائمة

مثقلا بالندم نظر إلى جسدها المتكوّر فوق السرير، حالها منذ تلك الليلة التي اغتال فيها براءتها بكلّ همجيّة

عذراء

يا الله

لا يزال حتّى الآن لا يستوعب ولا يصدّق ولا يفهم

لا يزال حتّى الآن لا يعرف إن كان عليه أن يفرح بهذه الحقيقة أم يحزن

كيف ولماذا لا يفهم وحتّى الآن لا يجرؤ أن يسأل، ويسأل من؟

يسأل زوجته وهي التي بالكاد تتحدّث بالكاد تأكل وبالكاد تصحو؟!

بخطوات ثقيلة اقترب محمّد منها وبتؤده جلس بجانبها، وبتردّد ناداها دون لمس دون تربيت دون اقتراب شديد: إيمان... يلّا يا إيمان قومي صحصحي... إيمااان

بتمتمة أجشّة أجابته من تحت اللحاف: سيبني والنّبي يا محمّد انام كمان شويّه

بإلحاح أجابها قائلا: لأ شويّة إيه إنتِ ناسية انّ النهاردة أوّل يوم العيد كلّ سنه وانتِ طيّبه

صمتت قليلا ولم تجبه قبل أن تتمتم بالنهاية وتقول: وفيها إيه؟ مش هتفرق

جمدت ملامح محمّد وتباطأت نبضاته بوجع ولكنّه كابر على نفسه وقال: مش هتفرق إزّاي بقولّك عيييد، يعني فسح وخروجات وشوكولاته... انا حتّى جايبلك أفخر أنواع الشوكولاتات ومش بسّ كده ايه رأيك انّي انا بنفسي نزلت امبارح السوق وجبتلك فستان علشان العيد مخصوص وآخر شياكه... يلّا بسرعة قومي علشان اورّيهولك

قالها وامتدّت يده عفويّا ليهزّها وليته لم يفعل إذ أنّ جسدها سرعان ما انطوى على نفسه وتشنّج بتلك الطريقة القاتلة التي تنحره في كلّ مرّة تفعلها بها وتنكمش مبتعدة عنه بخوف نحرا

أخذ محمّد نفسا عميقا وابتعد عنها قبل أن يتوجّه نحو الخزانة ويفتحها ويخرج منها فستانا أصفر اللون مبهرا ويحدّثها بثرثرة يدّعي عفويّتها قائلا: بصّي شوفي زوقي حلو ازّاي؟ انا واثق إنّه هيعجبك

بتردّد استدارت إيمان بجسدها لتفتح عينيها أخيرا وتنظر إليه من مكانها، فتبحلق عينيها بينما تتأمّل الفستان الذي بدى واضحا أنّه فعلا أعجبها وتمتمت قائلة: أصفر!!

ابتسم وأجابها: أيوه أصفر ما تتخيّليش انا بحبّ اللون الأصفر عليكي قدّ إيه بتبقي عاملة فيه زيّ الشّمس المنورّه

بطفولية موجعة أخبرته: انا بحبّ الأصفر

ابتسم وأجابها: عارف

لحظة وكانت تعابير وجهها تنغلق من جديد فباغتها قائلا مثيرا انتباهها مرة أخرى: استنّي نسيت اورّيكي بقيّة الحاجات

بفضول اعتدلت بجلوسها وأجابته: لسّه في كمان

بسعادة أجابها: يوووه كتير... ده لسّة الشنطة والجزمة والحجاب...

طرفت إيمان بأهدابها وقالت بعد لحظات: شكرا يا محمّد كلّفت نفسك

بأبوّة حانية أجابها: يا سلام وانا ان ما كنتش أتكلّف علشان هكلّف نفسي علشان مين هوّ انا يعني عندي مين غيرك

بعيونها ناظرته.. عاتبته... اضطربت ملامحه ونظر حوله ليجد صينيّة الطعام فيجد فيها حبلا للنجاة فيلتقطها ويقترب منها يضعها بينهما ويقول لها باسما: بصّي انا النهارده عامل حسابي ادلّعك وأوّل الدلع هفطّرك وانت في السّرير ومش هتاكلي غير من إيدايّ

أشاحت إيمان وجهها وكشّرت برفض وأجابته: مش عايزه

بإصرار أجابها: ما ينفعش لازم تاكلي

بصوت شبه باكٍ رجته: والله ما ليّ نفس

بإقناع أجابها: بسّ انا جعان ولو مكلتيش مش هقدر آكل

صمتت إيمان ونظرت إليه فرجاها قائلا: يلّا بقى علشان خاطري

قالها وغمّس لقمة من الخبز بطبق من المربّى الذي يعلم كم تعشقه وقرّب يده من فمها وكردّة فعل أوليّة أجفلت وابتعدت عن مرمى يده برأسها ولكنّه بإصرار لم يهتزّ لم يبتعد ولم يحرّك يده قيد أنملة وحثّها قائلا: لقمتين وهاخدك للكاندي شوي

بتنازل أجابته قائلة: مش عايزه

أسبل أهدابه للحظات قبل أن ينظر إليها من جديد مبتسما ويقول: طب نروح نعايد على فوزيّه

عندها أشرقت عينيها قليلا فقرّب يده من فمها بإلحاح وإصرار لتقترب بالنهاية وتلتقف اللقمة أخيرا بفمها

.................................................. .................................................. .................



انتهى الفصل جميلاتي
اتمنى يكون نال اعجابكم
منتظرة لايكاتكم تعليقاتكم تحليلاتكم وتوقعاتكم
قراءة ممتعة



bambolina غير متواجد حالياً  
التوقيع


الجزء الثالث من سلسلة مغتربون في الحب
https://www.rewity.com/forum/t402401.html
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
عينيك ، ذنبي ، توبتي ، مغتربون ، الحب ، سلسلة ، bambolina ، niveen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:29 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.