آخر 10 مشاركات
عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          361-جزيرة الذهب - سارة كريفن - روايات احلامي (الكاتـب : Sarah*Swan - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          [تحميل] كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة " (جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          كنا فمتى نعود ؟للكاتبة/ الكريستال " مميزة "(مكتملة) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          323-ضاع قلبها -دارسي ماجوير -(كتابة/ كاملة) (الكاتـب : Just Faith - )           »          السرقة العجيبة - ارسين لوبين (الكاتـب : فرح - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          100- الإرث الأسر - آن ميثر - ع.ق - مكتبة زهران ( تصوير جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          ضلع قاصر *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : أنشودة الندى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree8Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-02-18, 07:33 PM   #21

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


الفصل السابــع

لحظـات مرت من الزمـن مشفقـة على تلك الفتـاة التى دُسـت بالخطأ بين ذئـاب ارادتها لرغبتهـا فقط، كـانت تحدق بـ يحيى كالبلهـاء، افكـار كالأمواج متلاطمـة بعقلها تحثهـا على الاقتـراب وصفـع ذاك الكاذب، ولكن لم تتحرك، تشبثب قدماها بالأرض خوفًا من القـادم الذى باتت تكرهه، ومالك .. كالصنـم يقـف وهو يطلع على تلك الورقة التى حطمـت أسارير رغبته في ثوانٍ معدودة، فكرة خلف الاخرى في عقلها يديرها يمينًا ويسارًا لتصبح ملكه إلا أن ذاك وبورقة بيضاء تافهه حطمهم بقوة واستمتـاع، قطـع الصمت صوت يحيى الذى كان يراقبهم بتركيز ليستشف رد فعلهم على ما قاله :
_ اية شايفكم اخرسيتوا يعنى !!
عقـد " مالك " ما بين حاجبيـه وقال بضيق :
_ دى مجرد ورقة تافهه !
جـز "يحيى" على أسنـانه بغيظ، يرمم ثقته الزائفة ثم تابع بثبات مصطنع :
_ لأ دى مراتى، وعيب على رجولتك الى انت بتعمله ده
لم يتحمـل "مالك"، الدماء تغلى بعروقه بفعل كلماته الأولى، فأتى ومن دون وعى زاد اشتعالها لتنفجر بوجهه، اقترب منه "مالك" يخنقه بيده وهو يصيح فيه بحدة :
_ اخرس يا حيوان وأتكلم مع اسيادك بأحترام، انا مكنتش اعرف، ولو كنت أعرف مكنتش بصيت لواحدة زيها اصلاً
جـرح أخـر يضـاف لجروحهـا الخالـدة، ولكن هذه المرة بنكهة مختلفة، جرح لم تكن لها يـد به، صدمة خلف الاخرى تجعل جسدها يتبلد اكثـر، ولكن ازدياد كلماتهم المهينة كالأنذار لتفيق وتزمجر فيهم غاضبة :
_ بس اخرسووووا، ارحمونى بقا
ثم نظـرت "ليحيى" بأعيـن حمراء كحمرة جمرة مشتعلة وتزداد اشتعالاً :
_ وانت بقا مش ناوى تسيبنى في حالى، يا أخى أنا تعبت والله اعتقنى لوجه الله، جواز عُرفى اية الى بتتكلم عنه، انا لا عمرى اتجوزت عرفى ولا رسمى حتى
بالرغـم من أن كلماتها المتألمة حركت شيئً ما بداخله إلا أنه تغاضى عنه وهو يهتف ببرود :
_ ماتتكسفيش يا حبيبتى، محدش له عندنا حاجة !!
صرخت فيه باهتيـاج :
_ حبك بُرص، بطل كذب بقا وارحمنى ابوس ايدك
بينما يقـف هو يتابعهم بهدوء تـام، وبملامح باردة خالية من اى مشاعر .. كالصدق، لا يهتـم لأمرها، فقط كان يرغبها وبشدة، ولكن ما اثـار حنقـه وجعله اراد خنقهـا، هو إنكـارها وركضهـا خلف غطـاء الاحترام والعفـة .. !
استطـرد يحيى بملامح حاول ألا تبدو واجمة :
_ تؤ تؤ، مش واحد الى هيخلينا نعمل في بعض كدة يا زوجتى العزيزة بقا
وضـعت يدها على اذنيـها تمـنع ذاك الوباء من الوصول لأذنيها، ثم تابعت ببكاء :
_ انا مش زوجة حد اسكت بقا
ملامحهـا وبكاءها وألمهـا أشيـاء تقوده بحبال متينـة نحو حافة التصديق !!
لا لا بالفعـل هذه ممثلة بارعة، إن ظللت ثانية واحدة سأصدقها بالفعل ..
ألقي مالك بالورقة في وجه "يحيى" وسار متجهًا للأعلى وهو يقول بنزق :
_ ابقوا حلوا مشاكلكم الشخصية .. ولا اقصد الزوجية بعيد عنى
ثم إلتفت للمرة الاخيرة يلقي نظرة على شمس التى لم تتوقف عن البكاء قائلاً :
_ يـا مـــدام شــمــس !!!!
تبًا .. تبًا لن أتحمـل كلمة اخـرى، لن أتحمل ضغطًا من القدر أكثر، حرف واحد الفاصل بينى وبين هذه الحياة ...
كانـت أخر كلمات تتردد بأذنهـا قبل أن تفقد وعيهـا وتقع مغشيةً عليها غير عابئة بالرخام اسفلها الذى استقبلها بصدر رحب اهون من تلك الذئــاب ...

********

ترجـلت من سيارة الأجـرة بخطى هادئـة بعدما وصلت للحديقة العامة التى تقرب منزل شمس، اخرجت النقود من حقيبتها الصغيرة وأعطت للسائق الذى أنطلق على الفـور، تنهـدت تنهيدة طويلة متحمسة، ستلقي من ستبوح لها بكل ما يجيش في صدرها لتحمل نصفه معها، ولكن ما إن كانت هى تحمل اساسًا فوق طاقتها ؟!
كان الشـارع هادئ وخالى تمامًا، نعم فهذه هى منطقة المعادى التى تخشي خلود زيارتها بكثرة ..
فجـأة وجـدت يدًا قوية تحيط بذراعيها، ثم خدرتها بقطعة قماش بيضاء قبل أن تستطيع إطلاق الصرخة المفزوعة، ثم حملها على كتفه واتجه لاحدى السيارات التى كانت تنتظـره، متجهيـن لمنزل ما ..
بعد ساعة تقريبــًا بدأت تتململ فى حركتها، تشعر بقيـد لطالما كرهت ذكره يقيد يدها وقدمهـا وقطعة قماشة تسيطر على فاهها لتمنع الصرخات من إنقـاذها !!
وبالطبـع الدموع هذه المرة لم تنتظر لتأخذ الأذن للهطـول بغزارة ردًا عن كل ما يحيط بها من خـوف بدأ في الزراعة بداخلها الان ..
أقتـرب منها احد الشباب، مفتول العضلات يرتدى ملابس سوداء، وجهه مغطى بقناع أسود، نظر لها من اعلاها الى امحص قدميها قبل أن يقول بجمود :
_ ماتتعبيش نفسك لأنك مش هتعرفى تتحركِ أو تتكلمى !
هـزت رأسها نافية بسرعة، اقترب منها قليلاً يسألها ببرود :
_ طبعًا عايزة تعرفى مين الي جابك هنا
اومـأت بلهفة فتابع بصوت قاسٍ :
_ مراد باشا
عقدت حاجبيها يشكلا شكلاً جامدًا تعبر عن عدم فهمها، فاستطرد هو بخشونة :
_ الراجل الى انتم خطفتوه هو ومراته وعذبتـوا مراته ابشع العذاب
صرخـت فيه نظراتها بهلـع .. اى عذاب تتحدث عنه أنت !!
انا من تعذبـت .. انا من رقصت على اوتـار العذاب شتـاه وبألم مكتـوم، لا استطيع ايذاء شخصًا اخر هكذا، حتى اننى لا استطيـع إنقسامه مع غيرى !!!
نطقت بهذه الحروف في خواطرها التى خرجت مقهورة من اعماقها وهى تحدق به ببكاء
فتأفف هو بضيق :
_ بلاش قرف وتمثيل، اهدى وخليكِ شاطرة بقا
ظـلت تبكـى بقهـر وبصمت، حتى مـرت دقائق معدودة، ووجـدت نفس الشاب الذى أنقـذته يتقـدم منها ببرود واضعًا يداه في جيب بنطاله، يطالعها بنظرات شامتـة، تثبتت حدقتيها عليه بصدمة لا اراديًا، فور لقاءهم انطلق كالسهم من القـوس ليعرف كل نقطة عنها، وبالفعل جلبها ليضع النقاط على الحـروف كما يقولون ..
أقتـرب منها شيئً فشيئ، فرأى الذعـر في عينـاها، يا ربـاه !! نفس النظرات التى حدقته بها معشوقته وهى تتعـذب !!!
ابعد القماش عن فاهها لتقول بتساؤل باكٍ :
_ انت عايز منى اية حرام عليك
رفـع حاجبه الأيسر بتهكم وهتف :
_ حرام عليا أنا بـردو
وفجأة تشنجـت ملامحه واشتـدت نظرات كأعيـن الصقر متابعًا :
_ قولت لك هجيبك وكنت متأكد انك معاهم، وأهو جيبتك
هـزت رأسها نافية بسرعة :
_ والله أنا ماعرفهمش خالص
تنهـد بقوة وهو يجلب احدى الكراسي الخشبية الصغيرة ويجلس عليها امامها تمامًا وهو يستطرد ببرود :
_ شكل القاعدة مطولة، وأنا مش ورايا حاجة خالص، يعنى معاكِ للصبح !
هـدأت تمامًا واسنكانت قسماتهـا وهى تجيبـه بنظرات غريبـة :
_ يعنى أنت مصمم تعرف كل حاجة
اومـأ هو بتأكيـد وهو ينظر لها بتمعن و....

********

فتـاة في منتـصف عمرهـا، ذات جسـد ممشـوق، جلست على احدى المقاعد الجلدية السوداء بأحدى الملاهى الليلية، تستنـد بقامتها عليها، ملامحها الهادئـة وواجمـة بعض الشيئ، أمسكـت بالسيجار بين اصابعها البيضاء، ثم وضعته بين شفتاها الورديتين تأخذ نفسًا عميقـــًا لتهدأ نفسها قليلاً، تعطى لنفسها هدنة من التفكـير، وعطلة حاولت أن تكون طويلة لعقلها الذى يخطط دائمًا وابدًا، اقتـرب منها احد الشباب، جسـده ضعيـف متهـالك من كثـرة المخدرات، ملامح طبيعية بعض الشيئ، تنهـدت وهى تعتـدل في جلستهـا لتقابل جلستـه، تقابلت نظراتهم سويًا، عيناهـا السوداء تحمـل عبئًا خافتًا لطالما حاولت مداراتـه، ودفنتـه فى منتقـع عميق ولكنه دائمًا يتسلل للظهور مرة اخرى ..
هتفـت هى بجـزع مشيرة لهيئته :
_ يابنى أنت مش هتبطل ادمـان، مش شايف منظرك بقا ازاى
رفــع كتفيـه وقال بلامبالاة :
_ عادى يعنى، وبعدين هو أنا عارف أبطل
اومـأت هى مؤكـدة، ثم اقتربت منه قائلة بتصميم :
_ أه تقدر لكن أنت الى مش عـاوز
تأفف وهو يقـول بنزق :
_ سيبك منى وخلينـا فيكِ انتِ
عقـدت ما بين حاجبيها بضيق، تعلم عن ظهر قلب السبيل الذى يرغب سلوكـه، هو صديقها ورفيقها الوحيد منذ أن اصبحت فى هذا العالم، ولكن .. لا مجال للتراجع !
تنهـدت متابعة بملل :
_ هتقول أية يا رواد ؟
اجابها " رواد " مسرعًا :
_ هقـول أنتِ امتى هتبطلى الشغل ده
نظـرت له بتهكم وقالت :
_ لما أموت إن شاء الله، يابنى دى عصاابة مش لعب
أطـرق رأسه ارضًا بخـزى، ومن ثم أردف بأسـف :
_ منا عشان كدة عايزك تبعدى يا نوارة
صمت برهه، يتنـفس بانتظـام ويهيئ نفسـه للمجازفـة القادمـة، تلقـي صمتها اجابة جعلته يشعر بطفيف أمل يتقافز امامه، فتابع متحمسًا :
_أنتِ نوارة حياتى، وأختى الصغيرة الى أمى ماجابتهاش، ربنا رماكِ فى طريقى عشان أحافظ عليكِ
ثم قال متساءلاً بجدية :
_ وبعدين مش هو ده الشغل الى اجبروكِ عليه، ومكنتش عايزاه ؟
اومـأت وهى تقول ببرود :
_ بس ده كـان زمان، قبل ما الدعارة والخطف والتخطيط يبقوا منى وابقي منهم يا اخويـا !!
زفـر بضيق عارم، وأعلنـت خلايـاه الأستسلام، يتـوق لجعلها تكف عن هذا العمل الذى يدمـر حياتها رويدًا رويدًا، ولكن يشعر أنها تزداد طاقة سلبية وليست ايجابيـة ابدًا .. !!
وبحيـرة لمعـت في مقلتيـها قالت :
_ بس في حاجة مخليانى مش عارفة أبطل تفكير
نظـر لها بنصف عين متساءلاً :
_ حاجة أية دى ؟
تابـعت مسترسلة بتذكير :
_ فاكر الطفلة الى كنت رايحة اخطفها عشان ناخد اعضاءها وقولت لك ظهرت شابة قالتلى دى بنتى وكدة
اومـأ مؤكدًا، لتستطرد هى بتعـجب :
_ البت دى كـانت شبهى أووى، شبهى ده اية، دى كانت نسخة منى، كأنى واقفـة ادام مرايـة بتعكس صورتى .... !!

********

_ بقول لك أية يا مامى هاتِ 20 ألف جنية

هتفت " زينـة " بتلك الجملة وهى تقتـرب من والدتها التى كانت تجلس في الحديقة الخضراء، على احدى الكراسي تستند بظهرها للخلف بأريحية، تحيطها حلقة من الورود والزهور ذات الرائحة الممتعة، تمسـك بأصابعها المجعدة كوب القهـوة، تستمـع بمظهر الغروب، إنسحـاب الشمس امامها من الكره الأرضية يذكرها بأنسحـاب السعادة الأبدية من حياتـها ..
نظرت لـ زينة التى اصبحت امامها واجابتها بملل :
_ يعنى أنا مسكاكِ، ما تاخدى
مسحـت زينة على شعرها الأصفر الناعم بقوة، وهى تجيب متأففة :
_ يعنى ماهو أنا لو كـنت عارفة كنت أخدت لوحدى، لكن أنتِ عارفة إن بابى شال مفتاح الخزنة معاكِ مخصوص عشان كدة
اومـأت والدتها ببرود، ثم أخرجـت المفتاح من جيبها واعطتهـا لزينة التى لمعت عيونها بسعادة وهى تقفـز :
_ ميرسي جدًا يا أحلى مامى !
ابتسمت الاخرى نصـف ابتسامة، لم تـدرِ السبب وراء تلك السعادة التى ظنتهت يومًا سعادة طفولية، لم تـدرِ أنها تدمـر وتهد جدران اساس ابنتها الوحيدة !!
كادت زينة تخطو اول درجـات السلم حتى سمعت صوت اخيهـا " مالك " الحاد :
_ هتعملى أية بالفلوس دى يا زينة ؟
شحـب وجهها على الفـور وأصبح لونه أصفـر، احيانًا كثيرة تشعر أن مالك والدها وليس مجرد اخاهـا .. !
عادت للخلف لتنظر له ثم غمغمت متوترة :
_ آآ يعنى هـ هعمل بيها أية يا مالك
سألها مرة اخرى بحدة أكثر :
_ سؤالى واضح، عايزة الـ 20 ألف لية يا زينة ؟
أبتلعت ريقها مجيبـة بازدراء :
_ عـايزة آآ عايزة أعمل Shopping يا مالك
حك ذقنـه بطرف إصبعه مفكرًا :
_ اممممم، عايزة تعملى شوبينج !
اومـأت هى مسرعة، في حين كانت والدتهم تراقبهم من دون أن يلاحظـوا، بينما فجأة قبض مالك على ذراعيها بعنف وصرخ فيها بحدة :
_ عايزة تعملى شوبينج ولا عايزة تسهرى مع شوية الصُيـع بتوعك ؟!
كـادت تفقـد وعيها فى هذه اللحظـات، عقلها اصبح يتوقف عن العمل، ماذا !!
هل علم إنى اصبحتُ مدمنـة !!!
سألت هكذا في خواطرها، فتركهـا مالك وكأنه استشف سؤالها واتجه لوالدتها يزمجر فيها غاضبًا :
_ امتى بقا هتبطلى اللامبالاة دى، امتى هتاخدى بالك من ولادك وبيتك زى باقي الستات، امتى هنحس إن ليكِ قيمة في حياتنـا بقاااا
تشعـر بالحـزن والألم يدمى قلبها، ولكنها اعتـادت مؤخرًا أن تبنـى حاجز وتصتنع البرود، فلا مانع من اللامبالاة هذه المرة ايضًا ..
_ معتقدش إن اليوم ده هيجى يا مالك
قالتهـا بهدوء حذر اصتعنته ليسألها هو باختنـاق :
_ لية مش هيجى، لية مش عايزة تنطقي لله حتى !!
_ بلاش تعرف يا مالك احسن ليكم وليا
قالتها بصوت اقرب للبكاء ليصيح فيها مالك بهيستريـا :
_ لييييية، ما أنتِ لازم تقولى بقا أنا زهقت
واخيرًا باحت بالسبب الذى جعل الصدمة جزءً من ملامحهم الهادئة والصارمة :
_ عشان بعد ما أبوك قِبل أن واحد تانى يشاركه فيا أنا مبقاش ليا عين ابص ليكوا حتى !!!!!!

*********

بعـدما حملهـا بين يديـه الخشنـة، شعر بالسخونة تلفح وجهه، فها هى بين يديه ومعه، يشعر بملمس جسدها الناعم على يده، ضربـات قلبـه تزداد بشكل ملحوظ، ووجهه لم يعد يعرف له قسمات محددة، عينـاه تتلهف شوقــًا لها، ورغبته تحثه للركض بها خارجًا فى منزله، لينفرد بتلك الفراشة الناعمة التى تحلق فوق يديه، شكر مالك فى خواطره الذى جعلها تسقط هكذا، وتسللت الابتسامة العابثة لثغره وهو يتخيلها معه وله فقط وبأرادتها !!
طرق باب منزلهم بقدمه، لتفتح والدة شمس شاهقة من مظهر ابنتها، ولكنه سارع بتهدأتها :
_ اهدى يا خالتى مفيش حاجة
سألته بهلع وهى تبتعد لتفسح له الطريق :
_ أية الى حصل يا يحيى، شمس مالها ؟
وضعهـا على الأريكة وهو يلعن قدماه التى جعلته يأتى هنا، واجبرته تلك الأخلاق التى من المفترض تتشبعه أن يتركها امام والدتها !!
بينما صاحت فيه " كريمة " ببعض الغضب :
_ يابنى ريحنى وقولى بنتى مالها
زفـر مجيبًا بنفاذ صبر :
_ روحى هاتِ مياة طيب يا خالتى وهفهمك كل حاجة
اومـأت موافقـة وهى تتجه للمطبخ لتجلب له الماء، عادت بعد ثوانى معدودة تمد يدها بالزجاجة، فأخذها يحيى وبدأ يرش قطرات الماء على شمس التى بدأت تحرك جفونـها، هنا سارعت كريمة التى كان يجتاحها القلق مرة اخرى بسؤاله :
_ قولى بقا حصلها أية، دى كانت رايحة لصاحبتها ؟
نظـر لها بخبث، نظراته متعلقة بها ولكنها بالحقيقة متعلقة في جنبـات عقله تبحث عن وسيلة ما ليستغل ما حدث لصالحه، منع ابتسامته من الظهور بصعوبة عندما وجد الفكرة الشيطانية فقال بحرج مصطنع :
_ انا مش عارف أقولك اية بالظبط يا خالتى
سألته بضيق :
_ انجز يا يحيى في اية ؟
تنهـد وكأنه يفكـر وبخبث تشبع خلاياه اجابها :
_ أصل شمس أعترفت لى بحبها، وأنا قولتلها إنى كمان بأحبها، بس مش هينفع أخطبها الوقتِ، فأغم عليها من الصدمة !!!

*******




سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 07:39 PM   #22

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثـامن

نظـرت له مطـولة، وكأنها تتأكد إن كان بكامل قـواه العقلية أم لا، وحدقتـا عينيها المتسعتيـن دليل قـوى على صدمتهـا التى تلمع فى جوفيهـا الان، صدمتهـا تنضح بعدم تصديـق ذاك الأبله !! .. إن كـانت شمـس رفضت مسبقـــًا تلك الزيجـة، الان وبكـل بساطة تجعل الأدوار تنقلـب بأعجوبة وتطلب هى الزواج منه !!!!
واخيرًا بعد صمت طـال ينتظر فيه يحيى الاجابـة التى ستحدد مسار رياحـه الراغبة فى أى اتجاه ستسيـر، هتفت هى بنبرة غامضـة :
_ أنت متأكد من اللى بتقوله ده يا يحيى ؟
وكأنها تسألـه لتحذره ويعيـد تفكيـره، ولكنه هدم كل شيئ فوق رأسه بقوله الذى ملؤه الثقـة الزائفـة :
_ أه طبعًا يا خالتى متأكـد جدًا كمان، هو أنا هأكـذب عليكِ لية يعنى ؟!
هـزت رأسهـا موافقـة بعدم إقتنـاع، ثم فجأة نظرت له مردفة بقوة :
_ بنتى مش هاتتجوزك ابدًا يا يحيى
تبـلد جسـده بصدمـة، وتحطمت لؤلؤات أمله وسعادتـه التى كانت تتقافـز، ليهمس غير مصدقــــًا :
_ نعم أزاى !!!!!!
رفـعت كتفيها واجابتـه ببساطـة :
_ زى الناس، شمس ماتنفعلكش ولا أنت تنفع لها
جـز على أسنانـه كاملـة غيظًا حتى كادت تنكسـر ثم قـال غاضبًا :
_ لية يا خالتى هو أنا فيا عيب ولا أية ؟
هـزت رأسها نافية ببرود، ثم أكملت :
_ لا لسمح الله، أنا بس بقـول أنت تستاهل واحدة أحسن من شمس
رمقـها بنظرات حادة وأستطرد بجدية :
_ بس أنا عـايز شمـس وهى عايزانى
زمجـرت فيه بغضب حاولت كبتـه :
_ لأ، ماتتكلمش على لسـان شمس
برقـت عينـاه السوداء بشـرارات حارقـة كادت تحرق تلك السيدة من شدة غضبها، ثم صـرخ فيها بحدة :
_ يعنى أنتِ مش مصدقانى يا خالتى، تتوقعى أبن أختك وزى أبنك هيكذب عليكِ ؟!
تأفـفت بضيق، الان فقط علمـت سبب رفض شمس لهذا البائـس، بالتأكيد إنه يصلها لدرجة غليـان بالدم عالية، لكِ الله يا ابنتـى ... !
حدثت نفسها هكذا في خواطرها قبل أن تقول بملل :
_ أنا مصدقـة إن بنتـى كانت رافضاك بس
غـرز يـده السمراء فى خصلات شعـره الأسود بقوة حتى كادت تختلـع، ثم اومـأ وأكمل بحنـق :
_ ماشى، ماشى يا خالتى براحتك، لكن أحب أقول لك خدى بالك من بنتك كويس
رفعت حاجبها الأيسر واجابته متهكمة :
_ بنتى مالها إن شاء الله، تكنش بتعمل حاجة من ورايا ؟!
أجابهـا بغيظ واضح :
_ أه، بنتـك مشيها بطــال يا خالتى، ويتتسرمح مع أبن الجيـران
ثم صرخ بصوت عالى جمع كـل معانى الحدة :
_ بتعيش سـن المراهقة دلوقتِ حضرتها !!
_ بـسسسس بقا حرام عليـك
جملـة شابتهـا صرخـة حادة من تلك البائـسة " شمس" التى كـان ينهـش فى شرفهـا بلا رحمة، ولكن جملتها لم توقـف يـد كريمة التى سقطـت على وجنتـاه الخشنة لتترك اثرًا واضحًا يذكـره دائمًا أن لا يتعـدى تلك الحدود التى يصنعها الأخـرون ...
وقـف مدهوشـــًا للحظـات يحاول إستيعاب ما حدث، صمت بعد صمت يتلقاه منهم والان الاثنـان يدافعان بكل ما يملكان من قـوة !!!
نهضـت شمس وقفت قبالتـه تطالعه بنظـرات قوية وحادة قبل أن تقـول بغضب هـادر :
_ أتقـي الله بقا، أنت ماشوفتنيش بأعمل حاجة زى دى !!
زفـر مطولاً، ثانيـة اثنـان ثلاثـة .. يجب إعداد الكلمـات بشكل جيـد حتى لا يضيـع مجهود هباءً ..
ثم غمغم ببـرود حاول إفتعاله :
_ أيوة شوفتـك وأنت فـ حضنه وعمال يبوسـك وأنت مبسوطـة أوى
ظهـرت الصدمـة بوضوح على قسمـات " كريمة " فتابع بأسف مصطنع :
_ افرض حد غيرى من سكان العمارة جه وشافكم، كان هيبقي منظركم أزاى ؟
لم تستطـع شمـس الدفـاع عن نفسها، الكلمات التى يجب أن تدافع بها عن نفسها لتنفي هذه التهمة التى تخوض فى الشـرف لم تكـن بقاموسها يومًا !!
بينما أستطرد هو بنبرة توغلتها الشماتة :
_ يقولوا أية ؟ الأب ف السجن عشان قتـل، والبنت ماشية على حـل شعرها !!!
لهنـا ويكـفي .. الطاقـة اللازمـة للصبر نفـذت بالفعـل، إن يختبـروا الطاقة بمقيـاس ستصيـح هى بالأخر وبفضله !!
فزمجرت فيه بحدة :
_ اطلع برررررة، برررررة مش عايزة أشوف خلقتـك
نظـر لـ " كريمة " بدهشة كبيـرة على صمتهـا الذى كان حائـط متين قوى بُنـى بجوار شمس، ليقول بنبـرة غاضبة :
_ وأنتِ ساكتة يا خالتى ؟ ساكتة على الي بنتك بتقوله ؟!
لم يلقـي اى اجابـه، فاستطرد بتوعد شرس :
_ أنا من النهاردة مش هعمل خاطر لصلة الدم اللي بتربطنا، ومبقاش يحيى لو ما عرفتك أنتِ مين يا ست شمس !!!!
إستـدار متجهًا للخـارج بخطوات كادت تُقسـم الأرض من شدتهـا ...
بينما اسرعت " كريمـة " تمسك بيد شمس بقوة وهى تسألهـا بجدية :
_ الكلام الى كان بيقولوا ده صح ؟
فسألتها شمس ايضًا بارتباك :
_ كلام أية يا ماما ؟
هـزتها بقوة وعنف قائلة بحدة :
_ إن الشاب اياه كنتِ ف حضنه وكان .. استغفر الله بيبوسك !!!
هـزت شمس رأسهـا نافيـة بسرعة، وسارعت مبررة بحـزن :
_ لأ لأ يا ماما، ده كان ماسكنى بالعافية والله مش بمزاجى
أبتعـدت عنـها والدتهـا، ولأول مرة لشمس تجـد الجوفيـن اللذان ينبع منهما الحنان لم يصبحا سوى مصدر لغضب هادر سينفجـر بوجهها الان ...
وفجأة صفعتهـا والدتها بقوة جعلتها تترنـج فى مكانها و......

*********

بـدءت " خلـود " تقـص عليه كـل شيئ، من بدايـة ما حدث معها، تقـص عليه رحلة عذابهـا من بدايتها حتى الان، بألامها واستسلامها.. ومحاولاتها، ذعـر الاخريـن منها، لم تنسي حرفًا واحدًا، وكأنها شريط مُسجـل يشهد على تعذيب تلك الفتاة !!
لم تتلقـي أى معالـم صدمة على ملامحه الحـادة، وكأنه وجهها على تعابير الهدوء وتحكم فيها حتى لا تتغير ابدًا ..
انتهـت من حديثهـا لتنظر له متفحصة ملامح وجهها، تحاول أن تستشف رد فعله القاسي الذى اعتـادت عليه، لتجـده يصفق بيـده عدة مرات، ثم هدأ ونظر لها نظرة لم تفهمها، ثم هتف ساخرًا :
_ لأ لأ حلو حلوو، مسرحية جميلة
ثم سألها بمزاح غير محبب :
_ مين الى مألف المسرحية دى ؟
لم تتحـدث هى، صمتت .. تحدتها الحروف وعاندها القـدر فصمتت مرة اخرى سامحة له بتخطِ كل الحدود الحمراء، فاردف بنظرات كسـتها الشماتة :
_ اكيد انتِ، أبقي فكرينـى أقدم لك ف معهد التمثيل هتبقي رائعة .. بس ف السجن ان شاء الله !!!
عينـيها المهددة بدمـوع عانت من منعها من الخـروج، الان سنحت لها بالتعبير عن الألام التى تجيش بصدرها، فـبكت بحدة، بكت بكاء مرير لم تعهده امام شخص غريب، ثم نظرت له بعينيها الحمراء وصرخت فيه :
_ أنت مش مصدقنى لية ؟؟؟؟؟
رفـع كتفيـه وقال بجديـة واضحة :
_ أنتِ مجنونة، عايزانى أصدق الهبل ده، لية مكشـوف عنك الحجـاب !؟
بدت ملامحها ساكنة مستسلمة وهى تسأله بقلة حيلة :
_ طب أعمل لك أية عشان تصدقنى ؟
لم يبالـى بسؤالها وقال بتهكم مرير :
_ ولما أنتِ مكشوف عنك الحجاب كدة، لية مابتشوفيش الحاجات الحلوة الى هتحصل ف المستقبل ؟ لية بتشوفى الوحش بس إلا اذا كان انتِ بتفذيه !؟
تهمـة اخـرى تُضـاف للتهم الباطلة التى وجـهت لها، ولكنه كشف الغطاء عن نقطة لم تلحظها من قبل " لما ترى السيئ ولا ترى الجيد " ؟!
همسـت من دون وعى :
_ فعلاً، أول مرة ألاحظ الحته دى !
_ والله !!
قالها بصوت ساخر، قبل أن يتقدم منها ممسكًا بذراعها وهو يصيح فيها بقوة :
_ أنطقي يا بت أنتِ مفكرانى أهبل هصدق العبط ده ؟
اجابتـه ببكاء لم تجـد وسيلة غيره للتعبير :
_ والله العظيم أنا ما بكذب، ومعرفش الناس الى أنت بتتكلم عنهم دول، ولا أعرف كانوا عاوزين يقتلوك لية، ولا أعرف أنت مين اصلاً !!
لا ينكـر أنه لمـس الصدق في نبراتهـا، ولكن ما رأه في حياته يحتم عليه عدم تصديق أى شخص بسهولة ..
نظرة لها بغموض متساءلاً :
_ لأخر مرة هسألك أنتِ متأكدة من كلامك
اومـأت مسرعة وهى تقول :
_ أيوة وربنا شاهد على كل حرف
نهـض يمسـح على شعره بقوة كمحاولة لضبط تفكيـره، إن كان ما سيفعله الان صعب بالفعل ولكن سيحـل ويرتب ويجيب على كل تلك الاسئلة التى تـدور بعقله الان ..
وبصوت صـدح في الارجاء قوى نادى :
_ يا خليل
اتـاه نفس الرجـل المدعو بخليل على الفور وهو يقول بنبرة هادئة مهذبة :
_ أيوة يا مراد بيه اؤمرنى ؟
تنهـد مراد قبل أن يردف أمرًا بشيئ لم تتوقعه " خلود " :
_ روح هات المأذون
عقـدت خلود حاجبيها بعدم فهم، لتجده ينظر لها بغموض ثم تابع بابتسامة متهكمة :
_ عشان هنتجوز أنا والأنسـة !!!!!!!!!

********

لم تكـن تتوقـع أن لسانهـا سيبوح بما كانت تكتمـه وتخبأه في مستنقعها الغامض لسنـوات، ظهـر النـدم على قسماتها جليًا وهى ترى اولادها امامها يحدقون فيها وكأنهم ليسوا على قيد الحياة، واخيرًا قطـع مالك قوله الضاحك وهو مازال تحت تأثير الصدمة :
_ يعنى أية الكلام ده
رفعـت كتفيها واجابت بلامبالاة مصطنعة :
_ يعنى زى ما قولت لك
سألها بصوت عالى كاد يهد جدران المنزل :
_ يعنى ايييية قبل ان واحد يشاركه فيكِ
بالرغـم انها فزعـت لغضبه لهذا الحد، إلا انها سيطرت على انفعالاتها بصعوبة وهى تتابع ببرود اصطنعته :
_ اية الى مش فاهمه بالظبط يا مالك، كنت مفكراك ازكى من كدة
امسك برأسـه بقوة، يكاد يشعـر انها ستنفجر من كثرة التفكير، والده قـَبل ان يشاركه اخر فى زوجته .. كيف ومتى ؟!
لا لا هناك شيئ خاطـئ ..
وكأن زينة فهمت ما يدور برأسه فقالت مؤيدة بعدم تصديق :
_ لا لا اكيد ماما مش قصدها كدة يا مالك
وبغيظ مكبـوت سألها مالك مرة اخرى :
_ أرجوكِ فهمينى براحة، ازاااى ؟
صمت لبرهـه، تستعيد رباطة جأشها، ومن دون وعى نطقت ما ستنـدم عليه ايضًا :
_ يعنى تبادل متعـة يا مالك
شهقـة غير مصدقـة مصدومة فى هيئة عاشـت طوال حياتها مفتخرة بها
ليهمس مالك ببلاهة :
_ يعنى اية ؟
زفـرت غاضبة، ثم سألته بحنـق :
_ عايزنـى أوضـح لك أكتر من كدة .. حاضر
اومـأت متابعـة بنبرة توغلهـا الألم لتذكرها تلك الليلة المشؤومة :
_ يعنى أبـوك قـالى في ضيوف جايـن لنا، انا استغربت لكن ماعلقتش، جم الضيوف والى كانـوا واحد صاحبه ومراتـه
إبتلعت غصة مريرة في حلقها، وأردفت بصوت اشبه للبكاء :
_ وطلعت انا ومراته اوضة لوحدنا بنتكلم عقبال ما هما يخلصوا شغل، لاقتها بعد شوية قامت وسابت لى شنطة فيها قميص نوم بس، سألتها اية ده مفهمتنيش حاجة، بعدها نزلت وجه جوزهـا، لاقيته بيقلع التيشرت وبيقولى يلا البسي القميص ده، صرخت وقولتله انت مجنون مستحيل
ثم ضحكت بتهكم مكملة :
_ قولتله جوزى برة يا مجنون أعقل
ثم سألتهم بمرارة :
_ تخيلوا رد قالى أية ؟
بالطبع لم تجـد اجابة، فكانوا امامهم كالاصنـام محدقة بها فقط، فاستطردت هى ببكاء :
_ قالى جوزك بيستمتع بمراتى برة وأنا جاى استمتع بيكِ، نمتع بعض يعنى، احنا مش اغراب !!!!!
قاطعهـا مالك مشيرًا بيده بصرخة حادة :
_ بسسسس كفاية مش قادر اسمع كفااية
صرخت فيه بحدة مماثلة بل زادت :
_ أنت مش قادر تسمع مجرد كلام، امال انا الى شوفت اسوء يوم بعنيا اعمل اية ؟
هـز رأسه نافيًا وهو يركـض متجهًا للخارج غير عابئًا بمناداة شقيقته أو والدته النادمة ... !،

*********

كـان يحيى يجـلس فى منـزل ما، متوسط ذو اثاث حديـث، في الصالـون يجلس هو على أريكـة ما، يضـع قدم فوق الاخرى، وبين يديـه السمـراء سيجار فاهر، كان يدخن بشراهة وهو محدق بلاشيئ، لا تغفل عن عينه صورتها وهى تطرده للخارج او والدتها وهى تضربه بلا تردد !!
ودوت فكرة الانتقـام في عقله، يساندها وسوسة صديقه الخبيث بجواره الذى كان يقول بصوت اشبه لفحيح الافعى :
_ أنا مش عارف أنت أزاى سكت لهم يا يحيى كدة !!!
هـز قدمـه بسرعة، وبدء الغضب في الظهور مرة اخرى، ثم اجابه بحدة :
_ انا نفسي مش عارف، بس ورحمة امى ما هسكت لهم
فتابع الاخر وهو يمط شفتيه :
_طبعًا، انا لو منك هنتقم منهم ابشع انتقام
هز رأسه هامسًا بتوعد :
_ وهو كذلك، هخليهم يتمنوا الموت من خجلهم من الناس
فسأله صديقه باستفسار :
_ هتعمل اية يعنى يا يحيى ؟
نظـر له لدقيقة قبل ان يقول متساءلاً بنصف عين :
_ لية يعنى يهمك ف اية ؟
رفع كتفيه يقول بلامبالاة مصطنعة :
_ ابدًا، انا كنت بسأل بس عشان لو اقدر اساعدك
ربت على كتفه مكملاً بحب زائف :
_ أنت عارف كرامتك من كرامتى يا صاحبى
اومـأ يحيى ثم نظر له قائلاً بخبث :
_ أنت فعلاً هتساعدنى يا شبـح
سأله بفضول قاتل :
_ هساعدك ازاى طب ؟؟
اعتـدل في جلستـه ليصبح مقابلاً له، ثم سأله بجدية :
_ مش أنت ليك فـ الفوتوشوب وحاجة الكمبيوتر دى ؟
اومـأ مشيرًا لنفسـه بفخر متزايد :
_ طبعًا، ده العبد لله سموه الشبح عشان انا ماشاء الله عليا ف الحاجات دى
اومـأ يحيى وهو يخـرج هاتفـه من جيب بنطالـه، ثم بدء يبحث عن صور لشمس حتى وجدها على هاتفه، فأشار عليها قائلاً بخبث :
_ بص بقا البت دى
كادت عينـاه تخترق الهاتف وهو يحملق بشمس التى كانت ترتدى ملابسها العادية في المنزل، مثل شورت قصير وتيشرت دون اكمام وما شابه ذلك، ثم همس برغبة واضحة ؛
_ فرسة بنت الاييية، تعرفها منين دى ؟
وكزه فى ذراعه بنظرات محذرة، ثم قال بحدة :
_ عايزك بقا تركبلى صورها على صور كام بنت من بنات الليل كدة، من غير هدوم خالص، بس الى يشوفها يصدق، وتطبعهم لى كدة
اومـأ الاخر مسرعًا وعيناه لم تبتعد عن الصور :
_ اكييد ، هات انت بس الصور
اومـأ يحيى موافقــًا ثم ارسل له الصور على هاتفه والشر والانتقام غشاوة على عيناه ..

********

وقفـت شمس تطالع والدتها بأعبن مصدومة وحادة بعض الشيئ لأول مرة، ثم صاحت مستنكـرة حديثها اللاذع :
_ يعنى اية الكلام ده يا امى
اشـارت والدتها لها بالصمت، ثم تابعت جادة :
_ يعنى زى ما سمعتِ يا بنت بطنى، يا تتجوزى يحيى اما اكيد هتفضلى من غير جواز
ثم عقـدت ساعديها مكملة بصرامة لاذعة :
_ وأنا معنديش بنات تقعد من غير جواز
كادت شمس تبكى وهى تتشدق بـ :
_ حرام عليكِ يا ماما، عاوزانى اتجوز يحيى بعد كل الى قاله ادامك
اومـأت والدتها بقوة، تعلم حد الجنون أن شمس صادقة، ولكن إن كانت كرامتهم ستبعثر اكثر من ذلك، فتضحية شمس أهون مليون مرة !!
فقالت شمس بتحدى :
_ وأنا مش هتجوز يحيى لو اخر واحد ف الدنيا
والدتهـا بصوت بارد خالى من الشفقة :
_ مش بمزاجك، انا هكلم يحيى واقوله موافقة
ثم صمتت برهه، لتتابع بنصل قاتل :
_ اهو يستر عليكِ لو رضى، احنا مش ناقصين فضايح !!
_ فضايح اية، انا وشمس هنتجوز وحالاً
هتف هذه الجملة مالك الذى دلف لتوه عندما وجد الباب مفتوحًا، كانت هيئته لا توحى بالخير ابدًا، من يراه هكذا ترتعد اوصاله على الفور وتنهار حصونه ..
بينما قالت كريمة متهكمة :
_ لا والله، وحضرتك عشان غنى هتجبر بنتى على الجواز منك !؟
نظـر لشمس نظرة تفهم معناها جيدًا، نظرة جعلتها تكره الاربع حروف ذاك .. الرغبة
فأردف بتصميم اوضح انه لا نقاش بعد الان :
_ الليلة دى شمس هتكون ليا .. جسم وعقـل !!!!!!!!!!!!

*********




سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 07:45 PM   #23

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

انتهى الفصل السابع والثامن
قراءة ممتعة للجميع


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-02-18, 11:48 PM   #24

عهد الحر
 
الصورة الرمزية عهد الحر

? العضوٌ??? » 305991
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,579
?  نُقآطِيْ » عهد الحر is on a distinguished road
افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

عهد الحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 12:14 AM   #25

فراشة التميز

? العضوٌ??? » 155571
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 1,075
?  نُقآطِيْ » فراشة التميز has a reputation beyond reputeفراشة التميز has a reputation beyond reputeفراشة التميز has a reputation beyond reputeفراشة التميز has a reputation beyond reputeفراشة التميز has a reputation beyond reputeفراشة التميز has a reputation beyond reputeفراشة التميز has a reputation beyond reputeفراشة التميز has a reputation beyond reputeفراشة التميز has a reputation beyond reputeفراشة التميز has a reputation beyond reputeفراشة التميز has a reputation beyond repute
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

فراشة التميز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 05:11 PM   #26

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التـاسـع

نظـرت كلاً منهما لمالك بذهـول حقيقـى، أطلـق قانـون أخر فى عهده يحتم على تلك المسكينـة أن تكن له مثل اللعبة يحركها يمينًا ويسـارًا ملئ ارادتـه، بينما كانت نظراتـه تائهـه شـاردة .. ولكن بريـق التصميم اللامـع لا يختفي ابدًا من تلك الحلكة الغامضـة، وكأن " كريمـة " شعرت بلجـام لسـان "شمس"، فقالـت بجزع :
_ بغض النظر عن إنك ابن مين بس متقدرش تيجى تفرض نفسك على بنتى !
لم يجيبهـا ولم تتغير تعابير وجهه بل زادت خشـونـة، ثم هتـف بصوت صـلب :
_ أنا لما بعـوز حاجة باخدهـا، وهاخد شمس
واخيـرًا نطقـت "شمس" ثم هـدرت فيه غاضبة :
_ لأ، قولت لك مستحيل أفهم بقــي !
تفـوه بحـروف دبـت الرعـب فى أوصالها :
_ أنا مابخدش رأيك، أنا بعرفك عشان تعملى حسابـك بس
كثـرت عليهـا المشاكـل والصدمـات وتشبكت بقوة حتى باتت يصعب حلهـا، وليس أمامها سوى حلاً واحدًا، أن تُبيدهـا من أساسـها .. !!
بينما عقـدت "كريمة" ساعديها ورمقته بنظرات جادة وقـالت :
_ اللي عندك أعمله، بنتى مش هتتجوز غير إبن خالتها بس
تقـوش ثغـره بابتسامة ساخرة وهو يكمل :
_ بس اللى عندى مُش هيعجبكم ابدًا
صمت لبرهه ينظر لكلاهما بتدقيق، ثم سألها بضيق شابه بعض الحدة :
_ ثم إن فضايح أية وعبط أية اللى إبن خالتها ده هيستر عليها عشانها ؟
همسـت بحنـق :
_ ملكش دعوة دى مسائل عائلية يا أستاذ
بالرغـم من ما يحتـرق بداخلـه ويصدر صريرًا عاليًا كرد فعل لكلام والدته المسموم إلا أنه ضحـك بسخرية وهو يتابـع بغمزة "لشمس" :
_ طب ما أنا ممكـن أستـر عليها بداله
صرخـت فيه شمـس بصوت مختنـق :
_ بس بقي هو حد قال لك عليا إنى قليلة الشـرف للدرجة عشان ندور على واحد يستـر عليا !!
وإنزلقـت غشـاوة الدموع على عينيها الرمادية لتجذبه أكثر من ذى قبل، وكأنها كان لها مفعول اخـر جعلها كالمغيبـة تتحـرك دون أن تدرى بهـول ما سيُحط عليها من تخطيها لتلك الجدران التى هَلكت في بناءهـا .. إتجهـت ناحيـة مالك ليظهـر فارق الطول بينهما، ثم اخذت تضربه بقبضتها الصغيرة البيضاء على صدره وهى تزمجر فيه :
_ عارف بيقولوا فضايح على أية، على منظرى اللي شافه معاك وأنت حاضنى بالعافية و...آآ
لم تستطـع تكملة تلك الكلمة، الكلمة التى تترك قشعريرة واضحة في جسدها بمجرد تذكـرها ...
ضربتـه بقوة اكثر وهى تكمل ببكاء :
_ من ساعة ما شوفتنى وأنت كأنك الملك وأنا جارية عندك !!
بـدت كأنها تحاول هـز جدار صلب قـوى لا يتأثـر بهمسـات رقيقة مثلها، كانت أنظـاره مسلطة على عينيهـا، وكأنها تجذبه لجوفها أكثر وأكثـر لتغرقه برغبته الحارقة !!
أمسـك بقبضتـا يدها الصغيرة التى بدت ككرة صغيرة جدًا بين يديـه، ثم شدها لتصبح ملاصقة له وأردف بهمس :
_ أنا فعلاً الملك، ومالكك أنتِ
هنـا صاحت فيهم "كريمة" بحدة :
_ بس، أبعدى عنه يا شمس، وأنت يابنى سيبها بقا وروح لحالك
لم يتـأثر بكلامها ولا صراخـها، بنى جدارًا عازلاً ولن يبتعد عن هذا المنزل إلا مع لؤلؤتيه الرماديتين، لقد قرر وأنتهى الأمر !!
نظـر "لشمس" الباكية كالطفلة الصغيرة، ثم غمغم بصوت قاتم :
_ هى ليلة واحدة وبعد كدة أنتِ اللي هتترجينى أتجـوزك !
بمجـرد أن خطـت الفكرة داخل جنبـات عقلها حتى سيطر عليها الهلع، وظهـر الرفض كعين الشمس، ثم نظرت له برجاء قائلة :
_ عشان خاطـر أى حاجة حلوة إبعد عنى، أنا مش عارفة أنت مصمم تعذبنى لية !!؟
لماذا ؟! .. هو نفسه لا يعرف إجابة هذا السؤال الذى حرك بداخله الكثير، ولكـنه اجابهـا بما أملاه عليه عقله الباطن :
_ لإنك عجبتينى ودخلتِ دماغى !
كـادت " كريمة " تتفـوه بشيئ اخـر حتى قاطعها " مالك " بصوت حاد :
_ بس، أنا قاعد بتناقش معاكم لية ؟؟؟
ثم نظـر "لشمس" التى سألته بتوجس :
_ يعنى أية !؟
أجابهـا بطريقتـه الخاصة .. ألا وهى التنفيذ الفَورى على قراراته الغير صائبة، مد يده أسفل ركبتيهـا والأخرى عند رقبتها ثم حملهـا عنوة عنها، حاولت الأعتراض أو الصراخ، ولكنه أقتـرب من اذنيهـا يهمس بصوت خالى من جميع معانى الرحمة :
_ هششش، خليكِ زى الشاطرة كدة، بدل ما أصبح على الحاج صابر فـ السجن بطريقتى بقاا
صمتت .. صمتت مرة أخـرى، وماذا عساها أن تفعـل ؟! لقد قيدهـا بما يجعلها على قيد الحيـاة، والدها الذى تعشقه وتموت قهرًا إن أصابه مكـروه ..
بينما قالت "كريمة" بصوت عالى :
_ سيبها بدل ما أصوت وألم سكان العمارة كلهم هنا
اومـأ ببرود وهو يتجـه للخـارج، ثم رفع كتفيه يقول بجدية :
_ براحتك، بس ماتنسيش تقولي لهم عن السبب اللى هيخلينى أستر على بنتك الوحيدة !!!
وإتجـه للخـارج مغادرًا مع تلك العصفورة التى ترقـد على ذراعيه مرتجفـة، غير عابئًا بما سيسببه لتلك الأسرة البسيطة !!!

********

جحظـت عيناها البنيـة بصدمـة، ستتـزوج وممن ؟ .. من رجل لا تعرفـه، رأتـه صدفـة فى حُلم كرهت أسمه تسبب لها فى كل هذه المضاعفـات، كيف ستربـط نفسها بشخص تجهله وكان متزوج من قبل برابـط أبدى مقـدس .. الزواج، ولكن أى زواج هذا من دون موافقتهـا !!؟
وكأنه علم بالسؤال الذى يدور برأسها، فقرر أن يُريحها ولو قليلاً وقال "مراد " :
_ طبعًا أنتِ مش محتاجة أقول لك اد اية لازم توافقى على الجواز
هـزت رأسها نافية، وإكتفت بما أراد عقلها ترديده :
_ أنت مجنـون !!!
نظـر لها نظرة أرعبتهـا، نظرة جعلتها تصمت وتبتلع باقي كلماتها في جوفها، ثم همـس بحـدة :
_ أيوة مجنون من ساعة ما كانوا أو كنتوا السبب فى موت حبيبتى وأم أبنى اللي كان جاى !
هزت رأسها نافيـة بغلب، ثم بـدء تبكِ مرة اخرى وهى تقول بقلة حيلة :
_ يا أستاذ مراد أنا متعاطفة معاك جدًا ومع زوجة حضرتك الله يرحمها، لكن أنا ذنبى أية ف ده كله !!؟
هـدر فيهـا بصوت كتم شهقاتها :
_ ذنبك إنك معاهم، وإنهم بعتوكِ على أساس مُش هكشفك !
في هذه اللحظـات أرادت قتـل نفسها حقــًا، كم مرة ستعيد عليه نفس الجملة !!
ام أنه يتعمـد احراقها من الداخل وتجاهل كلامها وكأنه هواء !!!!
نظرت له ثم هتفت بصوت هادئ :
_ لأخر مرة بقول لك أنا ماعرفهمش ابدًا
هـز رأسه ولمعت عينـاه وهو يقول بجدية :
_ وده اللي أنا هعرفه، بس بعد الجواز
هـزت رأسها نافية بسرعة :
_ حرام عليك، هتدمر حياتى عشان تتأكد من حاجة أنا مظلومة فيها ؟!
رفع كتفيه وقال بلامبالاة اغاظتها :
_ حقيقي مش عارف، لكن ربك هو اللي رماكِ فى طريقى
ثم ثبت عينيه على عينيها اللامعة بالدموع وأستطرد بتهكم :
_ أعترضى بقا على قضاء ربنا !!
نعم .. الان تأكدت أنه اختبـار من الله عزوجل، ولكنه أختبـار يصعب عليها تخطيه بجـدارة، واخيـرًا .. عندما تيقنـت أن طوق النجـاة لن يطفـو على سطح تلك المعضلة أمامها إلا فى الوقت المناسب، قررت الإستسلام ... !
وسألته بدهـاء :
_ طب أزاى جواز رسمى وأنا مش معايا بطاقة ؟
رفـع حاجبه الأيسـر مجيبًا بسخرية :
_ لا والله !
ثم أستـدار وأمسك بحقيبتها الملقاه على الأرض ثم ألقي بكل شيئ على الأرضية واخرج البطاقة الشخصية الخاصة بها، ثم اشـار لها بها وأردف متهكم :
_ ودى أية دى بقي ؟
لم يجـد منها اجابة بالطبـع، فزمجر فيها غاضبًا :
_ بلاش كذب من أولها عشان نكون كويسيـن مع بعض
لم تهتـم وسألته ببلاهة مرة اخرى :
_ طب ازاى !! كدة الجواز باطل، لأن مفيش موافقة اهل
تأفف بضيق ثم اجابها بجدية :
_ شكلى هتعب معاكِ لكن مش مشكلة، بصي أنتِ بما إنك كملتِ 21 سنة ف خلاص تقدرى تتجوزى من غير ولى أمرك
أبطـل لها كل الحجج الممكـنة، كلما تبنى جدار سريع يهدمه أسـرع !! وكأنه يترجم لها معنى الأستسلام الحقيقي الان ..
أقتـرب منها فجأة لتلفح أنفاسه بشرتهـا القمحاوية، ليشعر باضطراب أنفاسها المختنقـة، لا يريد قربها ولا يرغبه، في عُرفه حُرم عليه الزواج عامةً من بعد زوجتـه، ولكن .. المضطر يركب الصعب كما يُقـال ..
فك الحبال المتينة التى تركـت اثرًا واضحًا على يدها، ومع كل لمسة ليدها تسير رعشة غريبة في جسدها بالكامل ..
انتهى من فكهـا ثم نظر لها بلا تعابير واضحة وقال :
_ قومى واظبطى نفسك عشان المأذون زمانه على وصول !!!!

*********

بمجـرد ذهـاب "مالك" من المنزل لم تنتظـر "زينة " اكثر من ذلك وركضـت هى الاخرى وكأن المعاناة التى قصتها والدتهم لم تسبب لهم سوى الفرار والهرب من ذاك الذى عكـر صفوهم، لم تأبه بوالدتها التى اصبحت تبكى وتندب ندمًا على لسانها ومشاعرها الجياشة التى لم تستطع التحكم بها، ركبت زينـة سيارتـها، ثم امسكت بهاتفهـا تتصل بـصديقها الذى باتت تكرهه حد العمى، فأتاها صوته الرجولى بعد ثوانى مجيبًا ببرود :

_ امممم، اية يا زينـة يا حبيبتى
_ زياد، زياد عايزة جرعة حالاً
_ أسف يا زينتى بس مش فاضى now
_ زياد قوووووم لازم تيجى وتجيب لى حالاً أرجـوك
_ زينة هانم بجلالة قدرها بتترجانى، بس اعمل أية يا غالية، ما باليد حيلة !
_ ماتستعبطش قوم تعالى لى حالاً
_ فى ايدى حته اجنبى مش هقدر اسيبها وماستمتعش بيها عشانك يا زينة بصراحة
_ هديك اللي انت عايزه بس قوم ارجوك
_ اى حاجة متأكدة ؟
_ اه اه يلا بسرعة
_ تؤ بردو مكسل معلش
_ لاااااا مش قادرة دماغى، طب قولى فين وانا اروح اجيب
_ مقدرش .. اعتذر

أغلقـت الهاتـف وتكاد تبكِ، كرهت اليوم الذى تعرفـت فيه على ذاك الشيطـان، وكرهت المشاكل التى دفعتها نحو الادمـان !!! .. ماذا تفعل الان، الألم اشد من اى شيئ.. بدء وجهها يشحب شيئً فشيئ، عادت برأسها للخلف تحاول تهدأة نفسها ولكن فشلت !
ترجلت من سيارتها مرة اخرى بسرعة واتجهت لمنزلهم لتجد والدتها على نفس حالتها تبكِ فقط، لم تعيرها انتبـاه وحاولت السيطرة على نفسها وتتجه لغرفتها، ولكن أوقفتها والدتها التى سألتها بتوجس :
_ مالك يا زينة ، فيكِ أية ؟
اجابتها بحدة وهى تمسك برأسها :
_ ملكيش دعوة بيا دلوقتِ
كيـف لأم تعشق صغارهـا أن تتظاهـر بالامبالاة أكثر من ذلك ؟! .. أن تُخفـي حنانها عنهم وإن كان السبب موجع حد المـوت ... !
أقتـربت منها بهدوء، ومن ثم احتضنتها لتحتويهـا، تغمرها بحنان حرمتـها منه مسبقــًا، كعقـاب طُبق عليهم بسبب أب متهـور أبله، وأم عاقبت نفسها على موجات جنونية لم تكن بيدها يومًا ..
فجأة وجدتهـا تركض وتدمر كل شيئ طالته يدهـا، تنفث غضبها به، تدمره بدلاً من تدمير خلاياها داخليًا .. !
ظلت تصـرخ بهيستريا صدمت والدتها :
_ بس مش قاااادرة بس
لم تكـن تتخيـل يومًا أن بسببها هى تصل الى هذه الحالة !!؟
كادت تقترب منها مرة اخرى، إلا أن زينة دفعتها فجأة بعيدًا لتصطـدم بالأرضية بقوة جعلت رأسها تنـزف بدماء ..
لتُصاب "زينة" بهلع وهى تصرخ للنجدة :
_ ماااماااااااا !!!!!!

**********

_ يابنى روح شوف أختك بقالها 3 ساعات برة عند صاحبتها !!

هتـفت " عبير " والدة خلـود بتلك الجملة وهى تقـف بجـوار أخيهـا، تـلح عليه منذ قدومه ولكنه لا يبالـى، وكأنها شفافة لا تتحـدث، أو انها ترغب في التنزه، لأول مرة تستشعر العزلة والجفـاء بين اولادهـا، الاولى تضيع والاخر ينام بأريحية، أى اخوة هذه حبالها منقطعة لهذه الدرجة !!
تأفف بملل وهو يجيبهـا ببرود :
_ يووه يا ماما اتصلى بيها
اجابته على الفـور والضيق يعتلى قسمات وجهها :
_ أتصلت تليفونها مقفول !
رفـع كتفيـه وهو يتمدد براحة ويقول بلامبالاة :
_ أكيد بتتسنكح هنا ولا هنا مع شمس، ما أنتِ عرفاها لما يتجمعوا
هـز رأسها نافيـة وبدء صوتها يتهدج متابعة :
_ لأ لأ، قلبي مش مطمن، وحتى شمس ما بتردش عليا !
نظـر للجهه الأخرى وأشار لها بالخـرج، ثم هتفت بصوت أجش ؛
_ طب هبقي أشوفها لما أصحى ان شاء الله، اخرجى الوقتِ
صرخت فيه بغضب :
_ يابنى أنت معندكش دم، دى أختك !!!
زفـر مطولاً، بالرغم من كل شيئ كلمة والدته البسيطة تقيـده لتجعله يصمت، لولا ذلك لكان نهض وأبرحها ضربًا من شدة غيظـه، حاول تقيد لسانه السليط وهو يردف بحنق :
_ يوووه يا أمى سيبينى عايز أتخمد
_ نام، نام بس مش مسمحاك لو أختك جرى لها اى حاجة
قالت هذه الجملة وهى تتجـه للخارج، داعيـة الله أن ينجى أبنتها من اى شر، وبعدها ترمم علاقتهم من البدايـة وبطريقة صحيحة، لتجعل حبهم لبعض كأخوة يتوغل بدماء كلاً منهم بلا منازع ... !
بينما فتح هو عينـاه السوداء، لتظهـر نظرة لا يعرف معناها شخص عادى، ثم همس بصوت يكاد يسمع :
_ هى لسة شافت منى حاجة !!!!!!

*********

ظـلت "كريمـة" تسيـر ذهابًا وايـابًا، لا تخفي من جنبـات عقلها صورة أبنتها وهذا المخبول يحملها عنوة وكأنها شيئً ما للهو فقط، قرأت بين سطور عينيها الرمادية خـوف وقلق من المستقبـل، المستقبل القريب الذى سيحدده ذاك المجهول الذى أقتحم حياتهم فجأة ليقحمهم برغباته المميتـة، لمن تشكـو ؟؟
زوجها بالسجن !! .. ام اهلهم الذين تنقطع علاقتهم من الأسـاس !!؟ .. ام ابن اختها الذى توعد لهم منذ قليل !!!
بالتأكيـد يحيى هو ملجأهم الوحيـد، بالرغم ما فعله ولكنه سيظل يربطنا نفس الدم، وعلاقة لا تنتهى بسهولة ..
اومأت برأسها مؤكدة على ذاك الكلام وهى تتجه لهاتفها الصغير الموضوع على الأريكة ثم إلتقطته مسرعة لتتصل بيحيى، ليأتيها صوته المتهكم بعد ثوانى :
_ اية يا خالتى لحقت اوحشكم كدة !؟
_ يحيى مش وقته الكلام ده
_ امال وقته امتى، عايزة اية يا خالتى
_ عايزاك تيجى هنا بسرعة
_ لية ان شاء الله معقول عايزين تصالحونى وتجوزينى شمس
_ اوعدك هوافق على كل حاجة بس لو لحقتها !!
_ يعنى اية لو لحقتيها
_ يعنى تعالى بسرعة ارجوك مفيش وقت
_ سلام مسافة السكة
_ سلام

أغلقـت وهى تتنهـد ببعض الأرتيـاح على قرار وتصـرف قد ظنتـه صحيحًا فى هذا الوقـت فقط ... !

******

ترتعـد أمامه، منكمشة فى نفسهـا وهو يحاصرها عند الحائط الذى احتواها ببرودته، قلبها وجسدها الذى اُهلك من ارتعاشاته كلما اقترب منها يطالبونها بالفرار حتمًا مهما كان الثمـن، ولكن أى فرار هذا وهو يحاصرها بذراعيـه المفتولتيـن، وعيناه القوية التى تخترقهـا لتمزقها من الداخل لأشلاء صغيرة مفتتـة، قرء الرعب والذعر بين سطـور عينيها، ولكن كأنه لؤلؤتيه يعكسون له ما تشعر به لتزيده نشـوة، بالرغم من احتراقه الداخلى إلا انه يظهر مجرد متماسك قوى راغب امامها، يتلبس قنـاع القوة في ثوانى بمهارة، خـرج صوتها متهـدج اثر الرعب الذى دب قلبها وهى تسأله بتوجس :
_ أنت هتعمل أية ؟
سـؤال غبى اظهر اجابته المميتة بالنسبة لها مرارًا وتكرارًا، شخص بحالته المرزية وعينيه الغامضة ترى ماذا يريد من فتاة فاتنـة اُغرم بعيناها من أول وهلة ؟!
اجابها بصوت هادئ بعض الشيئ :
_ أنتِ خايفة منى ؟
اومـأت برأسها بلا تردد، تتبعها تأكيد قوى :
_ جدًا جدًا
_ لية ؟؟
سألها بوضوح وترها أكثـر، لتجيبه بصوت مهدد بالبكـاء :
_ أنت اللي مخوفنى منك
اقتـرب منها اكثر، يستنشق رائحـة عطرها، دفـن رأسه في عنقهـا ليشعر برجفتها ولكنه لا يبالـى، فقد خدره حديث والدته المسموم عن العالم بأكمله ..
راحت تترجـاه بخوف :
_ لو سمحت سيبنى أمشي ارجوك
أبعد رأسه عنها لينظر في عينيها بنظرات باتت تكرهها، ثم اخذ يتلمس وجنتاها ليستشعر اشتعالهم وهو يقول :
_ أنا عايزك اووى
ثم صمت لبرهه يستعيد ما مر به في حياته وتابع بغموض :
_ أحنا اللي الاتنين محتاجين بعض الليلة دى عشان ننسي
هـزت رأسهـا نافيـة وهى تستطرد بصوت متوتر :
_ لا لا انا عايزة امشى
إحتـدت عينـاه بقسوة غريبـة، وفجأة اقترب منها يلتهم شفتيها بين شفتيها، يتذوق ما كان يتوق لأكله دائمًا منذ رؤيتها، ولكن بقسـوة، قسوة اخذها من عالمه ليبليها بها وهى لا ذنب لها ..
ابتعد عنها قليلاً مكملاً بأنفاس لاهثة :
_ قولت لك أنتِ الليلة ليا بس
ثم بدء ينزع ملابسـه بصورة سريعة تحت انظارها المذعورة وهى تكاد تفقد وعيها من شدة الصدمات عليها و.......

*********


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 05:14 PM   #27

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشـر

ظـلت ترتعـش تحت نظرات عينـاه الجافـة، تبادلا النظـرات لثوانـي، نظراتها كغزالة تخشي مفترسها وتترجـاه أن يرحمهـا، ونظراته كوحش كاسـر أراد الأنتقـام ولكن ضـل طريقه لتقع هى تحت أنيابـه ..
وهرولـت دموعهـا من بين لؤلؤتيها هربًا من نظراته المفترسة .. والجائعة !!
لم يرمـش ولو للحظـة، وكأنه حصن نفسه جيدًا قبل تلك المواجهات، ليصبح قلبه مغلف بالقســوة المميتـة ..
وللمـرة الألف ترجتـه بغير يأس :
_ أرجـوك سيبنـي .. أرجــــوك !!!!!
ولنفس عدد المـرات يجيبهـا ببـرود ثلجى :
_ لأ، أنا متأكد إنك عاوزانى زى ما أنا عايزك تمامًا
غمـز لها بطـرف عينيه متابعًا :
_ بس يمكن أنتِ مكسوفة شوية !
هـزت رأسـها نافيـة، وقــد عزمـت على هزهزة عرش رحمتـه ولو قليلاً بكلماتها، فقالـت مستعطفة :
_ أنت هتدمـر مستقبلي، أرجوك ارحمنى، فكـر إن ممكن يكون حد بيعمل كدة ف مراتك المستقبلية، أو اختك !!!
كلمتها الأخيـرة هى التى لمسته بحق، " زينـة" أيتخيـل أن يفعل بها شخص مثلما يفعل هو الان، لا لا لن يحـدث طالمـا أنا لازلت على قيد الحيــاة !!
قال لنفسه هكذا قبل أن يرفـع رأسه لينظر لها، ليجدها قد اردفت متحمسة لصمته :
_ اكيد ماترضهاش لحد من عيلتك، كما تديـن تــدان يا أستاذ مالك
_ مستحيل حد يقدر يعمل فـ أختى كدة
قالها بفم متقوس بسخرية ونبرة واثقـة ..
بينما نـزف جرحها هى بقوة، وكأنه يقول لها صريحة " أنتِ والدك بالسجن لن يحميكِ " ..
نظـرت له ولمعت عينيها بكسـرة هزته للحظات قبل أن تستطرد بحزن تعمقها :
_ عشان أنت معاها، لكن أنا ممعايش حد، معايا ربنــا
ظـل ينظـر لها لدقيقة .. اثنـان .. ثلاثـة، أى سحـر تستخدمه هى لتجعل قسوتـه تفـر مع نسمـات الريـاح، لتحتل عينيه نظرات الحيرة والقلق .. !
أبتعـد عنهـا قليلاً ليستعيد رباطة جأشـة، ثم أرتـدى قميصـه الذى خلعه منذ قليل، و زج القـتوم والخشونة في صوته وهو يقول :
_ أنا هأسيبـك دلوقـتِ لإنـك لسة مابقتيش مراتى، لكن أوعـدك أول ما تبقي مراتى ..
صمت برهه يدقق في أهدابهـا السوداء المنغلقة وأنفاسهـا المضطربة التى بدءت تتحلى بالهدوء الأن، ثم أردف بخبث :
_ مش هاسيـبك من تحت أيـدى
بدءت تفتـح عينيها ببطئ، قرر العفـوا عنهـا !! أصـدر فرمانه بالأفـراج عنهـا واخيرًا، ولكن ما عكر صفوها .. أنه إفراج مؤقت !!
بمجـرد أن إرتكـز بنظراتـه على لؤلؤتيـه، ومن ثم شفتيها المنتكزتيـن، لمعت عينـاه مرة اخرى وهو يقول مداعبًا :
_ ما تفكك، وأوعدك هتجوزك بكرة
ثم عـاد يقترب منها مرة اخـرى ليشعر بالقشعريرة التى تثبت له في كل مرة أنها ليست كغيرها ابدًا، ثم همس أمام شفتيها :
_ بس تبقي ملكى الليلة
_ مستحيل ..
قالتها بهمس مماثل، ولكن كان له اثـر واضح في إفتعال غضبه، فزمجر فيها :
_ قولت لك مش بمزاجـك يا حلوة
قطـع كلامهم المتناقض صوت رنيـن هاتف مالك الذى تأفف وهو يخرج الهاتف من جيب بنطالـه، ليرى المتصل "زينة" فأجابها بضيـق :
_ الوو اية يا زينة
_ الحقنى يا مالك بسرعة
_ في اية يا زينة
_ ماامااا يا مالك
_ انطقي مالها ماماا
_ ماما وقعت دماغها اتفتحت ومابتنطقش
_ ايييية، انا جاى حالاً

أغلق الهاتـف، ثم ركض بإتجـاه الخارج تحت أنظـار شمس المدهوشة من طـوق النجاة الذى ظهر فجأة امامها، ليعود وهو يقول مسرعًا :
_ جهزى نفسك معاكِ لحد بكرة وراجعلك
ثم اكمل ركضه للخارج وهو يصيح فيها بحدة :
_ انجزى اطلعى عشان ماقفلش عليكِ
أفاقـت من دهشتها وهى تومئ مسرعة، تفـر هاربـة واخيرًا من براثـن الذئاب .. !

*******

طـوال الطريـق وهو يفكـر في كلام خالتـه، فكرة تثيـر الخوف والجنون بين جنبات عقله، وفكـرة تثير أطياف سعادته.. ستصبـح أعينها مكسورة ويتزوجهـا بوعدًا من خالته إن أنقذهـا، ولكن السؤال الموجه له الان، "هل سيصمت إن علم أن اخر شاركه فيهـا بهذه البساطة " !!؟
لا لا لن يحـدث ابدًا، وكلام خالته ما هو إلا عصـا لتزجه نحوها وتسترضيه ..
هذا ما قاله لنفسه وهو يترجل من سيارة الأجـرة بخطى مسرعة نحو الداخل، طـرق باب المنزل بقوة، فتحت له خالتـه، فسألها مسرعًا دون أن يعطيها فرصة :
_ أية اللي حصل يا خالتى ؟
أطـرقت رأسهـا بخـزى وهى تجيبـه بحـزن ظهر جليًا في نبرتها :
_ أخدها وطلع بيها
جحـظت عينـاه بصدمة، أخذهـا بالفعل !! سـرق حلمه من بين يديـه بهذه السهولة !! سرقه من عقله بأكمله بكل برود، نعم سرقها حتى من عقله، فيحيى لن يفكـر بشمس ابدًا إن مسسها غيره ..
والحاجـز الذى يحتمي به ذاك الرجل " مالك " هو إرادته في أمتلاك شمس، تلك الأرادة التى اعتقد يحيى أنه فقدهـا ..
وسألها مرة اخرى هادرًا فيها بحدة :
_ ميييين
رفعـت كتفيها وهى تقول بقلة حيلة :
_ ماعرفهوش، كل اللي أعرفه إنه الساكن الجديد وأسمه مالك جمال
مسـح على شعـره بقوة حتى كاد يختلعه متجاهلاً ذاك الألم وهو يلومها بغضب :
_ وسيبتيه !!
نظـرت له بطرف عينيها قائلة بضيق :
_ وأنا كان ف ايدى أية أعمله ؟
زمجـر فيها بغضب شابته الحدة :
_ تمنعيه، تقوليله لأ وتدافعى عن بنتك
هـزت رأسهـا وهى تقـول بحـزن :
_ هددنى، هددنى هيفضحها وأحنا ماحيلتنلش غير سمعتنا يا يحيى
لا لا .. تتعمـد إغاظتـه وحرقه رويدًا رويدًا بالتأكيـد، أى أم هذه التى تُفضـل الحفاظ على سمعتهم أكثر من أبنتها !! تحمى الوجه الخـارجى وتتـرك الأساس ليصدئ !!!
ظل يصرخ فيها بغضب هادر :
_ تقومى تسيبى بنتك عشان السمعة، ينعل أبو السمعة يا شيخة
رفـعت إصبعها في وجهه قائلة بتحذير :
_ أعرف كلامك وأنت بتكلمنى، دى بنتى أنا، يعنى أنا أكتر واحدة تخاف عليها، ومش معنى إنى طلبت منك المساعدة مرة إنك تعمل كدة يا ابن اختى !!
ظل يهـز رأسه نافيًا بهيستريـا، ثم قـال بنبرة تموج غضبًا :
_ بس مش هاسكت والله ما هاسكت
_ هتعمل أية يعنى يا ابن خالتى
سألته شمس التى دلفـت لتوهـا، سمعت كل حـرف من البدايـة، وصُدمـت .. صُدمـت فى والدتها الحبيبة التى تخشي على سمعتهم أكثر منها، ولكن طفح الكيل .. ودلفت !
نظـر لها يسألها بلهفة :
_ عمل لك أية الكلب ده يا شمس
سألتها أمها هى الأخرى وهى تقترب منها محتضنة اياها بتوجس :
_ عمل فيكِ حاجة يا بنتـي ؟
تختـلف أماكـن الألام والطعنـات، ولكن يبقي الألم كما هو موجـع، "مالك" برغبته فيها، و"يحيى" مثله تمامًا، و.. والدتها التى تخلت عنها ببساطة !!
كلهم يألمونها بشدة، ولكن الطرق إختلفت .. قلقت "كريمة" من إجابتها فقالت بخوف :
_ أوعي يكون حصل اللي ف بالى يا شمس ؟
لم تـرد ايضًا، وكأنها تتعمد اثارة شكوكهم فيها اكثر بصمتها هذا، فصاح يحيى بنـزق :
_ أخد اللي هو عايزه منك ورماكِ
نظـرت له فجأة تزجره بعينيها الرمادية التى إحتـدت فجأة وقالت :
_ قصدك اللي أنت كنت عايز تاخده قبله !
برقـت عيناه وأقترب منها ممسكًا بذراعيها يهزهـا بقوة :
_ يعنى أية ؟؟ يعنى أنتِ بقيتـي مدام شمس مالك جمال ؟
تقـوس فمهت بابتسامة ساخرة وتابعت :
_ لأ بكرة هنوثق عقد الجواز وابقي علي اسمه صحيح
كـاد يفقـد عقله في تلك اللحظات، ماذا تعى هى !! أصبحت لغيره وأنتهي الامر !!؟
زادت النيران إشتعالاً بقولها البارد ظاهريًا :
_ يعنى بكرة .. هبقي ليه ومعاه وللأبد !!!

*********

وصـل المأذون مع ذاك الرجـل الذى يدعى " خليل " على عجالة من أمـره، فقد كان كل ما يتردد بعقله، أنه يساعد سيده في العمل على الأنتقـام ممن آذوه وبشدة وجعلوه مصدر إثارة للشفقة، فــ بعمره لن ينسي الأيـام التى عاصرها مع "مراد" وهو يـرى بعيناه تدميره النفسي وحالته المرزية، كانـت "خلود" تجلس شاردة .. واجمة، نظراتها تائهـة وكأنها تبحث عن النجـاة، وبالرغـم من أنها قررت الأستسلام أمام قدرها.. إلا أنها يصعب عليها وبشدة إخضـاع جميع حواسها وعقلها تحت تلك الفكـرة المشؤومة .. الزواج !!
جلس جميعهم على كراسي خشبية صغيرة أمام احدى المنضدات المتوسطة التى جلبها خليل، تفحصـت نظرات "الشيخ" المكـان ورأى "مراد" الدهشة فيهم، فقال متنحنحًا بهدوء حذر :
_ مش يلا يا شيخنا ولا أية ؟
اومـأ الشيخ بحـرج، ثم سارع مبررًا :
_ أصلى مستغرب يابنى تكتبوا كتابكم ف مكان زى ده !!
جـز على أسنانـه بغيظ، ثم رسم أبتسامة صفراء على ثغره قبل أن يرد بمرح مصطنع :
_ أه، أصلنا بنحب نكون مختلفين بقي
اومأ الأخـر مبتسمًا وقال بصوت هادئ :
_ ربنا يباركلكم يابنى
لا ينقصـه الحديـث عن هذا الزواج، يتغاضـي عنه ويحاول الإبتعـاد عنه بشتى الطـرق، ولكن بمجـرد الحديث عنه يشعر أنه مُجبر في التواجد داخل تلك الدائـرة اللعينـة !!! .. دائرة الخيانة، نعم فهو في نظره الان مجرد خائن لزوجته الراحلة، وإن كانت الحُجة بسببها ولها !!
بـدء "الشيخ" بكتب الكتاب تحت أنظـار كلاً من "خليل" و"مراد" الشاردة نحو تلك المسكينة الصامتـة "خلـود" ..
حتى سألهم "الشيـخ" جادًا :
_ فين الشهود ووكيل العروسة ؟
قال "خليل" مسرعًا وهو يشير للخارج :
_ اهم وصلوا يا شيخنا
دلف ثلاث رجـال .. ذوى ملابس أنيقة بعض الشيئ، ملامحهم هادئة لا يبدو عليها الإجـرام، وواحدًا منهم كبير بالعمر الي حدًا ما، يظهر ذلك شعيراته البيضاء ..
بدء كتب الكتـاب، و "خلود" لم تتفوه بكلمة قط، نظراتها موجهه للأرضية وكأنها تبحث عن شيئً ما فقط .. !
_ بارك الله لكما .. وبارك عليكما وجمع بينكما في الخيير
أستفاقـت على تلك الجملة التى كانت مثـل الخنجـر غُرزت فيها ببرود لتتركها تنزف دون علاج أو أطياف رحمة !!
أبتسم "مراد" ابتسامة شيطانية خبيثة وهو يرمق "خلود" بنظرات ذات مغزى، بينما هى كبحت شلالات دموعها بصعوبة، هتف خليل بشماته في خلود :
_ مبروك يا أنسة خلود
اومـأت دون أن ترد، فقال الشيخ مبستمًا :
_ بالرفاء والبنين ان شاء الله
أردف "مراد" مبتسمًا بمجاملة وهو يشدد على حروف كلماته :
_ إن شاء الله .. هنعزمك على سبوع الأطفال كمان يا شيخنا
حدقـت هى به وكأنها غير مدركـة لما يُقــال، السبب الرئيسي والذى دفعها للأستسلام هو التأكيد إن كانت مع هؤلاء الأناس ام لا، والان يرغب في الدخول والتعمق بين طيات حياتها اكثر .. !!
بل يرغـب في تكويـن روابط متينة بينهم وهى الأطفال !!!!!!
أى ورطـة أصبحت بها رباه !! ، مؤكد هذه فرصة للتكفير عن ذنوبي !
قالت هكذا في خواطرها التى مازالت تنـزف بلا توقـف، وكأن الحال تبدل، لا يتراقص قلبها فرحًا بزواجهم، ولكن يتراقص من الألم المتراكم عليه !!
فجأة أدركـت أن الجميـع ذهب ولم يتبقي سواهم، أبعـدت عيناها هربًا من نظراته الشماته، لتجده يقترب منها وهو يتشدق بصوت أشبه لفحيح الأفعي :
_ مبرووك يا ... يا مراتى
ملـس على وجنتها متغاضيًا عن تقـززه منها، ليهمس بخبث :
_ خايفة كدة لية، ده حتى الليلة ليلتنا يا عروسة !!!!!

*********

ترجـل "مالك" من سيارتـه مهرولاً بسرعة باتجـاه باب المنـزل، والقلق ينهش فيه دون رحمة، وجد الباب مفتوحًا وزينة تجلس بحوار والدتهم باكية تحاول إيقاف تلك الدماء التى تسيـل منها دون توقف بقطعة قماش صغيرة، وما إن رأت مالك حاى صرخت بهيستريـا قائلة :
_ ألحق ماما يا مالك
ركض بسرعة نحوهـا، وأمسك بمعصمها بجس نبضها، ليجدها ما زالت على قيد الحيـاة، ولكن .. النبض ضعيف .. !
_ النبض ضعيف !
قالها وهو يشرع بحملها دون تردد، ليسمع زينة تستطرد بهلع :
_ ماما هتروح مننا يا مالك
قال مالك مسرعًا وهو يقترب من سيارته :
_ عم محمد اجرى افتح العربية بسرعة
ركض "محمد" والذى كان خادم يقف بجوار زينـة، ليفتح باب السيارة ويضع مالك والدته فيها، وزينة بجوارها لم تتوقف عن البكاء للحظة، متناسية ألامها التى كانت تشعر بها منذ قليل !!
ادار مالك المقـود بسرعة متوجهًا لأحدى المستشفيات الخاصة بهم ..
ولم تكـف زينـة عن النواح، حتى ضرب مالك المقود بيه صارخًا بوجهها :
_ بس بقا كفاية يا زينة
هـزت رأسها نافية مرددة بجنون :
_ أنا السبب، أنا السبب عمرى ما هسامح نفسي ابدًا
أنتبـه مالك لحديثها وسألها بتوجس :
_ أنتِ السبب لية يا زينة ؟؟
لم ترد عليه وإنما ظلت تردد نفس الجملة بلا تـوقف، مما أثـار شكوك مالك الذى كان ينظر لها بين الحين والأخر، حتى قال في خواطره بحزن :
_ ياريت مايطلعش اللي فــ بالي صح يا زينة !!

***********

كـان صديق يحيى المدعـو " الشبح " يقـف في المنـزل الصغير الذى حدده خصيصًا لتلك الأعمـال التى تدمـر حياة الكثير مثل "شمس" ، يقف في غرفة ما صغيرة أمام جهاز الكمبيوتـر ويعمل على صور شمس بدقة شديدة ونظرات كادت تخترق ذاك الجهاز لتحصل على تلك الفتاة التى تثير غرائـزه، وبداخلـه شيئً اخر مختلف تمامًا عن ما قاله لصديقه "يحيى" دلف شابًا ما الى المنزل وأقترب منه قائلاً بهدوء :
_ أية يا شبح اول مرة اشوفك قاعد كل الفترة دى ادام شغل كدة
إبتلـع ريقه وهو يجيبه بخبث دفين :
_ أصله مش اى شغل، ده شغل مهم اوى
اقتـرب صديقه ينظـر على الجهاز، لتبرق عيناه متساءلاً بلمعة في عيناه :
_ مين الموزة دى ياض ؟
اجابه "الشبح" مبتسمًا بخبث ظهر جليًا في نظراته ونبراته الراغبة :
_ دى واحدة يحيى جابهالى اظبط صورها
غمـز له متابعًا بابتسامة لعوب :
_ أيوة ياعم يابختك بتمتع عينيك
اجابه الاخـر وهو يأخذ نفسًا عميقـــًا :
_ أنا مش بس همتع عينى بيها، ده انا همتع نفسي شخصيًا بيها
عقـد الأخر حاجبيه بعدم فهم، ولكنه لاحظ نبراته قبل نظراته وقد تأكد أنه لا ينتوى خيرًا ابدًا ..
فسأله مستفسرًا :
_ ازاى يعنى هتعمل اية ؟
تنهـد وهو يجيبـه بحماس :
_ هتعرف لما اجيبه واخد منها اللي انا عاوزه، وابقي اخليك تجرب !!!!!

**********


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-02-18, 05:16 PM   #28

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الحادى عشر

نظـر له الأخـر بعـدم تصديـق، سيجلـب الفريسـة له ويُقسمها مع غيره .. !
ومن قدم له هذه الفرصة من ذهب ؟! .. الأبلـه الذى يُدعي إبن خالتهـا ..
نظـر له بهدوء ثم قـال بصوت أجش :
_ لا يا عم مليش ف الحرام
رفـع "الشبح" حاجبه الأيسر وتابع متهكمًا :
_ لا يا راجل، امال ليك ف أية ؟
كـيف له أن يُطـبق شريعـة على شخـص حياته كالماء يطفـو فيه .. الحـرام فقط !
مصمص شفتيـه وهو يقول بحنق :
_ الحلال .. الحلال بس يا صاحبي
رمقه الأخر بريبة وهو يسأله :
_ مصاحبنى لية وأنت عارف إن عيشتى كلها حرام !
تنهـد وهو يقول بهدوء حذر :
_ المثل بيقولك أعرف صاحبك وعلم عليه
زمجـر فيه غاضبًا :
_ أنت عايز يعنى أنت دلوقتِ ؟
رفـع كتفيه وهو يردف بلامبالاة :
_ ولا حاجة، حبيت أنصحك، وبعدين أفرض البت دى متجوزة أو مخطوبة ، تفتكر لو عرفوا إن حد فبرك صورها كدة هيسكت ؟!
لم يرد عليه وإنمـا نظر على الجهـاز، وإن كان كلامه صحيح، ولكن السبيل الأصح بالنسبة له هو متعة نفسه فقط !!
نظر له مرة اخرى وهو يتشدق بــ :
_ مش مهم، مش هيقدروا يعملوا حاجة
ثقتـه الزائـده بنفسه هي من تقلقـه، يختـار الجـزء الذى يرغبـه فقط في حياتـه، ويُعتـم الجزء الذى يخبره أنه بشـر يتأثر كما يُؤثـر، وبهدوء حذر قال الاخر :
_ أنت حـر، بس أنا برة اللعبة دى
زم شفتيه متهكمًا :
_ جبــان
_ مش جبـان بس بخاف ربنا
قالها وهو يتجـه للخارج بهدوء، ليتابـع هو بحنـق :
_ على الله بس محدش يعرف هاا
نظـر له من فوق كتفيـه نظرة غامضة لم تريحـه، ليهتف بجدية :
_ سلام يا .. يا غريب
سيفسـد كل شيئ وأنتهي الأمـر، إن ناداه بأسمه الحقيقـي فهذا يعـد كتحذير لجدية الموقـف، وسقطـت كل محصناتـه أمام هجوم صديقه الوحيـد، فهو مؤمن لحد كبير بهذه الجملة ..
" خاف من صديقـك .. ولا تخف من عدوك"

********

لكل فعل رد فعـل، لكل تهديـد ذعر وخوف ورهبـة .. كلماتـه لم يذهب مفعولها هباءً، وإنمـا عملتها مراحل الرعب مرحلة مرحلة، ولم يغلـب هو في كشفـه، فقد كان يلمع بوضوح في حدقتاها، وأين ذهـبت شجاعتها تلك ؟!
مع أهداب الرياح .. زجتهـا نحو حافة الدمار وتركتهـا وحيـدة بين براثن شخص لا يرى سوى بريق .. الأنتقـام !!
كست نبراتها الذعر وهي تسأله :
_ أنت عايز مني اية ؟
تقـوس فمه بابتسامة ساخرة ارادت اختلاعها من ثغره، ليقول بعبث :
_ هكون عايز منك إية يعنى ؟
وكأنه يعيد عليها نفس السؤال لتتخبط في حيرتهـا أكثـر، وبأعين اُرهـقت من كثرة الدموع التى باتت سخونيتها تقليدية عليها أردفـت متوسلة :
_ لو سمحـت .. كفاية أنا تعبـت، أنا بتعاقب على حاجة ماعملتهاش، بشيل ذنب مليش يـد فيه والله حرام !
لمَ يلتمـس الصدق في نبراتهـا ؟! .. لمَ يستشعـر حزنهـا وآلامها كالمرأة المعكوسة أمامـه ؟! لمَ يجتاحه شعور بالشفقة نحوها !!
تغاضـي عن كل هذا وهو يتابع ببرود :
_ منا قولت لك قضاء وقـدر
لم تـرد، نعم الصمت أفضل حل الأن، الصمت هو الذى لن يزيد الوضع سوءً .. ؟
أمرهـا بصوت جـاد :
_ قومي
قالت متساءلة بتوجـس :
_ هنروح فين ؟
جذبهـا من مرفقهـا بقوة وهو يستطرد بنزق :
_ هتعرفي، بطلي أسئلة كتير !
تأففت متابعـة :
_ أمال أمشي وراك زى الحمارة كدة !!؟
هـز رأسه نافيًا ثم أجابها بسماجـة :
_ تؤ تؤ، امشـي ورايا زى أى زوجة مطيعة
كان لكلماتـه أثر واضـح عليها، ذكرتهـا لما هي فيه .. بوضعهـا، واخيرًا .. بأنها زوجـته ... !! وآه من تلك الحـروف التى قيدتهـا بحبال تخنقها مع الوقـت !
لم تـرد فقـال هو بغموض :
_ هنروح شقتـي، وإياكِ تعملى شوشرة
وايضًا لم تـرد، وكأنها تعاهدت أن تصمت، يكفيها إهانـات وألم !!
إستقلا سيارتـه وعينيها تجـوب المكـان، وكأنها تسأله بحيرة " أين أنـا ؟ "
ولكن الإجابـة من " مراد " الذى إستشف حيرتها :
_ مش هتعرفِ أحنا فين، ريحِ نفسك
بعد فتـرة الاثنـان فيها صامتـان .. نسمـات الهواء المشحونـة تعبر عن حالة التوتـر فقط.. وصلا امام منزله، منطقـة هادئـة بعض الشيئ، ليست بواسعة الثراء وليست بمنطقة للفقـراء ..
ترجـلت من السيـارة وهي تسير بجـواره، لا تعرف الخـوف أم التوتر يأكلها،!!
دلـفـا إلي البناية تحت أنظـار حارس العمارة، الذى رحب بمـراد مسرعًا :
_ أهلاً أهلاً مراد باشا
اومـأ "مراد" بهدوء ثم أكمل سيـره بجوار خلود حتى وصلا أمام المنزل، أخرج المفتاح من جيبه ثم فتح بهدوء، أشـار للداخل قائلاً بسخرية :
_ خشي برجلك اليمين يا عروسة !
لم تعيـره أدني أهتمام وهي تدلـف بهدوء، أنتبهت لغلقـه للباب فقال هو بحـدة جدت عليها الأن :
_ هتقعـدى ف الأوضة دى
قالها وهو يشير لأحدى الغرف الصغيـرة، وفجأة أقتـرب منها، وقربـه ما أسوءه.. يجعل الدمـاء تفر هربًا منها وقلبها يعلن خضوعـه بين جنباته مرتعدًا .. !
فهتفت هي بقلق :
_ لو سمحـت أبعد كدة
ظـل ينظـر لحلكتيهـا اللامعـة، تجتاحـه رغبـة في الأقتـراب منها لمجرد ذعرها فقط !!
وإن كـانت رغبتـه غريبة بعض الشيئ، تنتشـر بداخله أكثر مع كل دقيقة تمر !
همس بقـوة غريبة اجتاحته :
_ مش هقرب لك دلوقتِ لإني مليش مزاج ليكِ دلوقتِ
وبنظـرة تمحصتها من رأسها لأمحص قدميهـا.. ونظـرة جعلتها تلعـن إستسلامها لذاك القـدر وقدومها معه قال متهكمًا :
_ بس وقت ما أحـب .. هاخد حقوقي كـزوج !
إتسعـت حدقتا عينيها من إعترافه الصريح والوقـح !! لا يخجـل .. لا يتردد .. يعلنها صريحـة دون أن يغلفها ببعض الغموض حتى !! .. أصبحت وكأنهـا في حفرة عميقـة تود إبتلاعها دون تردد ..
لم ترد على تصريحـه وأستطردت بتوجس :
_ طب وآآ وأهلي ؟
سألها دون تردد بجدية :
_ مالهم أهلك
نظرت له متابعة بحـزن توغل نبرتها :
_ أكيد هيستغربوا غيابي، ومش بعيـد يبلغوا الشرطـة
قهقه بسخريـة، كل محاولاتها للحماية منه لا تجـدى نفعًا، تحتمي منه بشيئ يخترقه بسهولة !
أستغربت هي من ضحكه فسألته بضيق :
_ بتضحك على أية ؟
رفـع كتفيـه وهو يقول بلامبالاة :
_ البوليس ميقدرش يعمل لى حاجة
وقـف أمامهـا تمامًا ليظهر فارق الطـول بينهمـا، ثم همس بما أزهلها للحظات :
_ مينفعش يروحوا يشتكـوا من الشرطة للشرطة !!!

********

كـانـت كما هي، تنظـر لهم بغيظ لم يشفي بعد، وبنظرات ملؤوها الكره ليحيى، يحيى الذى كاد يفقـد عقله أمام هـول كلماتهـا، يحيى الذى صدمـه الواقع وحتم عليه خسارتهـا فجأةً وابدًا !!
عينـاه مهددة بأنـدلاع ثورة حارقة ستحرق من أمامها حتمًا، ووالدتها ...
والدتها التى كانـت تقف مذهولة للحظات، الذئاب تود الإنقضاض على فريستهم التى كانت تحتضنها هي لتحميها !!
واخيـرًا هتف يحيى بغضب جامح :
_ يعنى أية هتبقي ليه ومعاه !
رفعت كتفيها ببرود متعمده إحراقه أكثر :
_ يعنى زى ما سمعت يا يحيى
أقتـرب منها يصيح فيها بحدة إعتادتها منه :
_ لأ ماسمعتش ومش هسمع، أنتِ هتبقي ليا أنا بس، سواء برضاكِ أو غصب عنك
رفعـت حاجبها الأيسر متهكمة :
_ فعلاً ؟
سينفجـر بوجهها من يمنعه عنها حتمًا إن ظلـت هكذا، زجرها بعنف قائلاً :
_ بطلي برودك ده بقا
زالت قنـاع البرود وظهر إحتقان وجهها وهى تبعد يده بقوة كالوباء وتردف :
_ أوعي تفكر إني حباه هو كمان، لأ خالص أنا كرهاكم أنتم الاتنين، بس المضطر يركب الصعب زى ما بيقولوا، أنا بين ناريـن، إما النار دى او دى، وللأسف أنا هختار ناره هو
ثم سألته بنبره أشبه للصراخ :
_ عارف لية ؟
لم يرد عليها بالطبع .. أين لسانه ليرد عليها من الأساس !! لقد لجمته الصدمة وقيدته من شراسة القطة التى كان يعتقدها ستظل خاضعة مهما حدث !!
تابعت هي والألم يزحـف لنبرتها رويدًا رويدًا :
_ لإني لسة مشوفتش منه حاجة وحشة، لكن للأسف انت شوفت منك كل الوحش
هنا هتفت والدتها بعد طول صمت مسرعة :
_ طب يلا نسافر
عقدت شمس حاجبيها متساءلة ببلاهة :
_ نسافر فين ؟!!!
قالت مسرعة :
_ نسافر البلد، هناك محدش يعرفنا، ومش هيقدر يوصلنا الباشا ده او غيره
هـزت رأسها نافية وهي تغمغم بحزن :
_ وبابا !!
أجابتهـا بهدوء حذر :
_ أبوكِ اساسًا ف السجن ومش بنشوفه غير كل فين وفين، لكن أنتِ دلوقتِ مستقبلك أهم
هـزت رأسها نافيـة وهتفت بإصرار :
_ لأ مستحيل أسافر وأسيب بابا هنا وهو ممكن يأذيـه
ثم أبتسمت بسخرية :
_ وأنا اصلاً مستقبلي ضايع خلاص
ماذا عساها أن تفعل ؟! .. طالما رأت تلك اللمعة اللعينة في عينيها فهي لن تفعـل !
وهنا نطـق يحيى بجدية :
_ انا اصلاً مستحيل أخليكم تمشوا، إما اسافر معاكم
قالت شمس بضيق يشوبه السخرية :
_ اهو شوفتي .. قولت لك متعقدة من كل حته ومش هنعرف نهرب من الديابة دى
رفعـت إصبعها مشيرة في وجه يحيى :
_ بس تاكد أنى عمرى ما هكون ليك، وهعافر بكل جهدى لإني مبقاش لغيرك بردو !! .. والبركة فيكم كرهتوني في صنف الرجالة كله
زمجرت فيها والدتها بغضب :
_ بس يا شمس أسكتِ، لو مش هنسافر يبقي هتتجوزى يحيى
جحظـت عيناها، وكأنها ما زالت لم تتخيل تصرفـات والدتها التى تدفعها للجنون !!
ثم غمغمت :
_ أنتِ بتسكتينى أنا يا امي، بدل ما تقوليله بنتي مش حته اوضة هتشوفوا مين اللي هياخدها
صمت والدتها .. والصمت يجعلها تثـور وتثـور، وإن كان الغضب له رائحة لكانوا اشتموا رائحـة الحريق بداخلها !
ضربت والدتها كف بـكف وهي تلعن نفسها بضيق :
_ ياريتني كنت قبلت عرضه وبعت له الشقة، ياريتنى سمعت كلامـه
نهرتها شمس بحنق :
_ وأنا كنت مستحيل أخليكِ تعملى كدة
تأفف يحيى قبل أن يحذرها بحدة :
_ بلاش تلعبي معايا يا شمس عشان هتندمى
عقـدت ساعديها وقالت ببرود :
_ انا بحب أنـدم ملكش دعوة
هز رأسه وقال بتوعد شرس :
_ ماشي يا شمس ماشي بس إفتكرى إني حذرتك
اومـأت بلامبالاة، لم تكن تعلم نوايا ذاك الشخص الذى سيوديها للجحيم حتمًا.. في حين إنطلق هو للخارج والشياطين تتقافـز أمامه ..

********

_ يعني أية مخدتيش بالك يا زينة ؟؟؟!
قالها مالك الذى كان وجهه محتقـن، وعينـاه توحي بكم غضبه اللانهائى، وهو يدب على الحائط أمام الغرفة التى ترقد فيها والدتـه، وزينة لم تكـف عن البكـاء والنحيب، لا تعرف تبكِ حزنًا على والدتها أو حزنًا على السبب الذى جعلها تفعل ذلك في والدتها الحبيبة !!
وما اغضبه بحق وجعل الدماء تتصاعد في أوردته هو هذيانها وعدم إجابتها على اسئلته ..
أقتـرب منها يسألها مرة اخرى بصياح :
_ إنطقي قولى أية اللي حصل ؟
أجابته من بين شهقاتها بنفس الأجابة التى تثير جنونه :
_ قولتلك معرفش يا مالك معرفش
جـز على أسنانه بغيظ مكبـوت ثم قال حادًا :
_ يعنى متعرفيش وأية اللي عمل في الڤيلا كدة ؟
_ يووه يا مالك أسكت بقا
قالتها وهي تنظـر للجهه الأخرى بقلق، إن علم مالك سينهـدم كل شيئ فوق رأسها، ولكن الغاية تبرر الوسيلة ..
ولكن غايتها في المخدرات لا تبرر إيذاؤوها لوالدتهـا هكذا !!؟
نظـر لها مالك بتوعد وهمس :
_ بس قسمًا بالله لو عرفت إنك السبب ف اى حاجة يا زينة ما هسكـت وهنسي إنك أختي
نظـر له بصدمـة .. وتناسـت تمامًا ما كانت تخشـاه وهي تصيح فيه :
_ ماتلومنيش اصلاً وانت السبب
برقـت عيناه وإحتـدت وهو يسألها بتوجس :
_ انا السبب لية ؟؟
لم تـرد فزمجـر فيها عاليًا :
_ انا السبب لية يا زينة انطقي ؟
زفـرت قبل أن تجيبه بصوت أعلى منه متناسيه كل شيئ.. كل شيئ سيدمرها هى اولاً :
_ ايوة انت السبب لأنه عايز ينتقم لأخته منك ف بيردهالك فيا انا !!
سألها مرة اخرى بملامح واجمة :
_ اخته مين ويردهالي ازاى !!
اجابته متهكمة :
_ اخته الي انت وهمتها بالحب وإنتحـرت بسببك
هـز رأسه نافيًا بصدمة، غفلت عن عقله تلك التى تقول ..
" كما تديـن تـدان "
وكانه القاضي يسأل فقط فسألها بتوجس :
_ عمل فيكِ حاجة يا زينة ؟؟
لم ترد .. صمتت ونظرت للأرضية بسكون غريب أثار جميع معانى الخوف في قلبه الجامد ولأول مرة ..

********

في السجـن كـان صابر ممدًا على فراشـه، ملامحه اصبحـت واجمة وذابلـة، وقد تكونت الهالات السوداء تحت عينـاه، كان يتنفس بصعوبة شديدة، يضع يده على جسده الذى أصبح هزيل بسبب تضاعف المرض عليه وامامـه احدى الرجـال ينظـر له بهدوء وهو يلتقط أنفاسـه الأخيـرة، حاول صابر الحديث بصعوبة وقال :
_ حمدى
اجابه المدعو بحمدى مسرعًا :
_ اهدى يا عم صابر عشان ماتتعبش أكتر
تنـفس بصعوبة وهمس بوهن :
_ انا خلاص شكلي هموت
أمسك بيده وهز رأسه نافيًا بهدوء :
_ لا متقولش كدة أنت هتبقي كويس
هـز "صابر" رأسه نافيًا وتابع بصوت جاهد في إخراجه :
_ قول قــ قول لشمس بنتى لو حصل حاجة إنى كاتبلها ورقة هتفهم منها كل حاجة
اومـأ الأخر وهو يحثه على الحديث :
_ فين .. فين يا عم صابر؟
_ في الخزانة اللي فيها هدومـي
قالها وهو يبتلع ريقه بإزدراء ثم استطرد :
_ قولها تخلى بالها من نفسها، لان الناس دى بتدور على الفلاشة اللي ممكن تلف حبل المشنقة حوالين رقبتهم
ثم صمت برهه وتابع توصياته :
_ وأوعى يبيعوا البيت عشان لو باعوه آآ
لم يكمل جملته وظل يلهث بشدة واخر جملة تردد بها صوته :
_ قولها إنى بريئ وماقتلتش حد وهما اللي اتهمونى فيها
وخرجـت روحه لربها، تاركـة ذاك الجسد الذى اُهلكت بداخله .. بهذه الدنيا الذى ظلمته مرارًا وتكرارًا ..
مسح حمدى على وجهه وقد ظهرت شبح ابتسامة شيطانية على ثغره وهمس :
_ ربنا يرحمك يا عم صابر .. للأسف كان معاك حق بس مين هيعرف بقاا !!

*********

كـان مالك يسير متجهًا لداخل البنايـة، وعينـاه تشـع غضبًا جمًا، تتقافـز دقاته ليهدء عليها قليلاً ولكنه غاضب .. غاضب وغضبه لن يطفأه إلا شيئً واحدًا، زواجه من تلك الفتاة ليثبت لنفسه أنه يفعل ما اراده .. أنه رياح شديدة غاضبة لا يتحداه اى شخص .. يرغب في اى شيئ يهدء غروره .. وفجأة وجد يحيى يقطع طريقه ببرود فصاح فيه غاضبًا :
_ ابعد من وشي دلوقتِ أحسن لك
هـز رأسه نافيًا ببرود وقال :
_ لا لا عيب عليك ده انا جاى لك ف خدمة
سأله مالك بنفاذ صبر :
_ خدمة اية ؟
اخـرج يحيى ظرف به صور لشمس من جيبه ثم مد له يده قائلاً بخبث :
_ مش واجب بردو تسأل على اللي هتتجوزها يا برنس
نظـر له مالك بطرف عينيه ثم اخذ الظرف في لمح البصر يفتحه لتتسـع حدقتا عيناه بصدمة بالغة و.....

******


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 12:06 AM   #29

عهد الحر
 
الصورة الرمزية عهد الحر

? العضوٌ??? » 305991
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,579
?  نُقآطِيْ » عهد الحر is on a distinguished road
افتراضي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

عهد الحر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-02-18, 03:34 PM   #30

مون شدو1

? العضوٌ??? » 384183
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 222
?  نُقآطِيْ » مون شدو1 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا علي الرواية

مون شدو1 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:59 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.