آخر 10 مشاركات
1- لمن يسهر القمر- روايات أحلام القديمة- آن هامبسون (كتابة /كاملة)* (الكاتـب : جين اوستين333 - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          طوق من جمر الجحيم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : samar hemdan - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          281 - أميرة رغم عنها - صوفي ويستون **تصوير جديد** (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          و أَمَةٌ إذا ما ابتُلِيَت في شرَكٍ ما جنتَ *مميزة* *مكتملة* (الكاتـب : فاطمة عبد الوهاب - )           »          استسلمي لي(164)للكاتبة:Angela Bissell (ج1من سلسلة فينسينتي)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-06-18, 02:25 PM   #1291

قمر الليالى44

مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب

alkap ~
 
الصورة الرمزية قمر الليالى44

? العضوٌ??? » 159818
?  التسِجيلٌ » Feb 2011
? مشَارَ?اتْي » 18,208
?  مُ?إني » فى القلب
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Palestine
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » قمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond reputeقمر الليالى44 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   fanta
?? ??? ~
ياقارئا خطي لاتبكي على موتي فاليوم أنا معك وغداً في التراب فإن عشت فإني معك وإن مت فللذكرى وياماراً على قبري بالأمس كنت معك واليوم في قبري أموت ويبقى كل ماكتبته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطي دعا لي
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


قفلة شريرة
وفصل شرير
الغبى على طلع واطى وكاذب وفى الاخر يدرك انه احب اوركد
مكسيم ومايا الف مبروك الزواج رغم انى مش مرتاحة منك يا بلقيس
علىاشو ناوية فيهم؟؟؟؟؟
مراد انت مغرور لا يطاق ياريت امل اعطتك كف
مريم هل ماتت فعلا ؟؟؟؟
وكيف سيتصرف ادم؟؟؟؟؟
بانتظارالقادم


قمر الليالى44 غير متواجد حالياً  
التوقيع





رد مع اقتباس
قديم 25-06-18, 05:27 PM   #1292

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته منتظرين الفصل الاستثنائي اليوم وتسجيل حضور

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-06-18, 06:39 PM   #1293

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

حبيباتي... مساء الخير
بعد قليل ينزل الفصل الاستثنائي.....
كونوا بالقرب..


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-06-18, 06:56 PM   #1294

crazygirl-1995

نجم روايتي وعضو ة متألقة في علم النفس وتطوير الذات وعضوة نشيطة وفعالة في قسم الطب والصحة والقسم الأدبي و شعلة التسالي وفراشة التصميم الفضيةوفراشة متالقه في قسم الازياءوطالبة متميزة في دورة فن الخي

alkap ~
 
الصورة الرمزية crazygirl-1995

? العضوٌ??? » 208152
?  التسِجيلٌ » Nov 2011
? مشَارَ?اتْي » 4,811
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » crazygirl-1995 has a reputation beyond reputecrazygirl-1995 has a reputation beyond reputecrazygirl-1995 has a reputation beyond reputecrazygirl-1995 has a reputation beyond reputecrazygirl-1995 has a reputation beyond reputecrazygirl-1995 has a reputation beyond reputecrazygirl-1995 has a reputation beyond reputecrazygirl-1995 has a reputation beyond reputecrazygirl-1995 has a reputation beyond reputecrazygirl-1995 has a reputation beyond reputecrazygirl-1995 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   bison
¬» قناتك action
¬» اشجع ahli
?? ??? ~
لايخذل الله قلباً يتوكل عليه ولا يخذل الله يداً ترتفع إليه
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسجيل دخول بانتظار الفصل

crazygirl-1995 غير متواجد حالياً  
التوقيع


رد مع اقتباس
قديم 25-06-18, 07:18 PM   #1295

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

.
مساء الخير حبيباتي
موعدكم مع الفصل الاستثنائي من ايحاء الفضة..
هذه الفصول فصول تصاعد الاحداث وانتقال الأبطال لكشف الكثير من الحقائق ورد الصفعات ..
..
يلا نبدأ..
..
..
..
..

الإيحاء السادس عشر: ماذا بعد؟*
الأغنية لـ (كاظم الساهر)

-وكم كان انتمائي اليك... خداع !
-أوركد السالم


-لقد بدأتُ أفكر بأنك انتقلت الى ولاية اخرى...
رفع رايان عينيه عن التمثال الصغير الذي كان يشذب أطرافه فطالعه وجه أوركد المبتسم.... الوجه الذي لم يكن يريد أن يراه حتى لا يتأكد داخله ذلك الاحساس الذي يراوده عن قلبه كلما فعل...... هذه المرأة ليست له ... انها غارقة في حب رجل آخر وعلى ما يبدو ان شيئاً ما حصل بينهما اذ انهما كانا يبدوان ملتصقين ببعضهما يتبادلان نظرات غريبة بطريقة تعدت حدود الصداقة.... رؤيتهما معاً أطاحت بالجزء الخافق في يسار صدره.... لم يعجبه أبداً ما رأى.. ولم يشعر بالغيرة فقط... بل بعدم الراحة من ذلك الشخص المتعجرف المدعو علي .....
وليوفر على نفسه ذلك الشعور المزعج الذي يصاحب رؤيتهما بهذا التقارب توقف عن حضور السباقات كل ليلة سبت... كما انه غير وردية العمل في المقهى الى وقت متقدم من الليل حتى الفجر لئلا يحصل أي لقاء بينهما اذ ان أوركد ولسبب ما قررت ان تجعله صديقها ..... وهو لن يقدر على لعب هذا الدور... ليس والكائن اللزج يلاصقها اينما ذهبت وهي تبدو في غاية السعادة بذلك.....
نحى جميع أفكاره جانباً .. ورفع حاجبه بسخرية:
-وأنا ظننتكِ متزوجة الآن وطفل في حجرك
ضحكت لكن الجملة ما ان خرجت من فمه حتى اشعرته بالغضب لمجرد التفكير فيها.....
"توقف أيها الأحمق"... نهر نفسه بقوة.... هذه أوركد.. القادمة من طبقة مخملية لا تنتمي اليها... العاشقة لرجل آخر... التي تمتلك أجمل صوت غنائي وأكثر العيون تأثيراً على هذا الكوكب..... انها أوركد اللاذعة اللسان التي تبكي دوماً امامه كالأطفال..... أنها أوركد التي لا تخرج من باله كأنه صار ملعوناً بالتفكير فيها......
رمى التمثال بحدة على المنضدة ليقطع الطريق امام تلك الأفكار الخطرة فأجفلت أوركد وهتفت:
-ما بك يا رجل سوف تكسر التمثال
اعتذر منها:
-اسف... ما الذي جاء بكِ الى هنا؟
رفعت كلتا حاجبيها من طريقته المباشرة في السؤال:
-ما هذا الاستقبال الترحيبي... هل افقدتكَ العيشة وسط الأمريكان حس ضيافتكَ العربي
كتّف ذراعيه أمام صدره:
-توقفي عن محاولة اثارة حنقي ... لن تنفع معي الاعيبك الصغيرة
ضحكت بمرح:
-حسناً..... لقد اختفيت لشهرين كاملين... كلما راسلت اخبرتني بأنك مشغول.. وجدت نفسي اليوم مارة قرب الورشة فقلت لأقوم بمداهمة وارى ما الذي يشغل رايان العظيم
اشار الى الطاولة التي يعمل عليها:
-الكثير من العمل كما ترين
اقتربت واخذت تقلب في التماثيل مختلفة الحجم التي كانت نتنثر على الطاولة ....
-انت موهوب....
قالتها بصوت ناعم وصادق... وتساءل من اين ورثت هذا الصوت؟
اجلى حنجرته:
-شكراً
رفعت وجهها اليه:
-حسناً جئتكَ في أمرين.. الأول اريدك أن تصنع لي تمثالاً بحجم كف اليد او أكبر قليلاً على شكل راقصة باليه لديها اجنحة... زفاف أقرب صديقاتي غداً.... أريد أن تكون هذه هدية عرسها
رفع حاجبه بسخريه:
-ألم تأتي متأخرة قليلاً.... سيكون انجاز هذا صعباً
بدت الخيبة على وجهها وقالت بصدق:
-لقد وعدني علي بأن يجد هدية مميزة لها لكنه نسي تماماً في خضم دراسته .... لذلك اتيت اليك وأنا اعلم بأنك تستطيع ان تنجز المهمة.....
ثم رقت ملامحها واكتسى صوتها بنبرة رجاء:
-مايا مهمة جداً بالنسبة لي.. هل تستطيع مساعدتي؟
ورغم كرهه للجوئها لذلك الـ "علي" قبله لكنه لم يستطع ان يلمها... بالتأكيد سوف تلجأ لصديق طفولتها وحبيبها قبل أن تأتي اليه....
-حسناً.. سأفعلها لأجل صديقتكِ...
صفقت بانتصار وهي تهتف بسعادة:
-أنت رائع
كشر:
-أجل أعلم..... وما السبب الثاني؟
اخرجت دعوة من حقيبتها الصغيرة:
-أحب ان تحضر زفاف مايا.. انها من عائلة ميلر لا بد وأنك سمعت بها
هز رأسه موافقاً فعائلة ميلر مشهورة جداً كما ان صورها مع افراد هذه العائلة تحظى بضجة كبيرة على حسابها في الانستجرام...
سألها:
-ولماذا تقدمين لي دعوة، أنا لا أعرف أحداً منهم
ابتسم بتفاخر مصطنع:
-انت تعرفني انا...
ثم قالت بجدية:
-هذا الزفاف سيحضره شخصيات مهمة والكثير منهم يهتمون باقتناء الاشياء الجميلة والمميزة... وفكرت لربما هذه فرصة لتتعرف عليهم وتريهم بعض اعمالك لربما طلبوا منك ان تصنع لهم شيئاً....
لامس تفكيرها فيه قلبه... وخفق بحماقة سعيداً باهتمامها لكنه حاول ان يذكر نفسه بأن الأمر مجرد محاولتها لمساعدته بنية طيبة وليس لمكانة خاصة في قلبها...
اخذ الدعوة منها وقال:
-شكراً لكِ أوركد... هذا لطف منكِ.... سأحضر بالتأكيد
ابتسمت بسعادة:
-رائع واحرص على وجود بعض الصور لأعمالك لتريها لهم...
ثم انفرجت اساريرها وقالت بحماس:
-يا الهي كيف فاتني الأمر.... اسمع لماذا لا تقوم بعمل صفحة لك على الانستجرام تعرض فيها أعمالك... سأقوم بنشر حسابك في حسابي وسأضمن لك انتشاراً واسعاً
كان حماسها لعمله مؤثراً جدا.... رؤيتها مرحة، سعيدة، مهتمة وجميلة... جميلة جداً..... جعلت قلبه يتشقق
أبعد نظره عنها ليشتت أفكاره ويضبط ملامح وجهه لئلا تشي بما يجول في خاطره .... وتظاهر بأنه يرتب ادوات النحت على طاولته
-فكرة جيدة ... سأفعل ذلك بالتأكيد
بعد عشر دقائق من ثرثرتها اللطيفة تركته وقد أخذت وعداً منه بأنه سيحضر الزفاف وهديتها لصديقتها معه ......
حالما خرجت نظر خلفها وشعر بغصة مزعجة ...... تشابه غصة من ينظر الى القمر ويعرف بأن نصيبه من هذا الجمال رؤيته من بعيد فقط...

.................................................. ......


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-06-18, 07:20 PM   #1296

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

.................................................. ......
في اليوم التالي كاد قلب رايان ان يتوقف وهو يلمح أوركد تقف بجانب رجل طويل القامة في حفل الاستقبال ترتدي فستاناً اسوداً بحمالات رفيعة تنتثر عليه ورود من الدانتيل الزهري اللون مما كسر لون السواد بلمسة رقيقة ... شعرها القصير كان مجموعاً الى الخلف وشفتيها الجميلة مطلية بلون زهري يميل الى الدكنة .....
ليس من المفترض ان تكون جميلة هكذا... فكر وهو يضغط بأصابعه على العلبة الخشبية مميزة التصميم التي تحتوي على التمثال... في تلك اللحظة لمحته فأجبر نفسه على رسم ابتسامة عادية والتقدم نحوها...
-رايان
قالتها بنبرة سعيدة ..
-مرحباً أوركد....
قدم لها العلبة...
-هذه هي الهدية، يمكنك فتحها والتأكد من أنها تبدو كما في الصورة التي ارسلتها لكِ
امسكت بالصندوق الخشبي وقلبته بين يديها معجبة بتصميمه ..
-ان الصدوق وحده تحفة فنية....
لمعت عينيها وهي تنظر اليه:
-شكراً لك.....
ثم لمست اعلى ذراعه وقالت ببساطة دون ان تدرك تأثير هذه اللمسة الخفيفة على مشاعره التي على وشك الانفجار
-تعال أعرفك على بابا
هنا فقط تدخل الرجل الطويل الذي كان يراقب الحوار بصمت ... عيناه زرقاوان صافيتان.. وجهه حاد الخطوط وقد ألقى عليه نظرة تقييمية ....
بادرت أوركد:
-بابا هذا رايان الترك، الفنان الذي أخبرتكَ عنه
بالتأكيد أوركد لم تخبر والدها كيف التقيا فقد حذرته من ذكر أي شيء يتعلق بالسيارات
استطردت:
-رايان، هذا بابا... صخر السالم
صافح رايان والدها:
-تشرفت بمعرفتكَ سيدي
هز والدها رأسه بحركة ترحيبية رسمية:
-أهلاً بك رايان... لقد أخبرتني أوركد عن موهبتك.. وأنا أشكرك لمساعدتك اياها في صنع هدية لمايا
ابتسم رايان وقد استلطف الرجل المهيب الذي يقف أمامه
-لا بد ان أوركد بالغت في الوصف.. أنا لم أدرس النحت بل كان موهبة لدي وعلمت على تنميتها
بادله السيد صخر ابتسامته:
-الدراسة لا يمكن ان تخلق موهبة، لكن العكس صحيح
هز رأسه موافقاً:
-صدقت سيدي..
التفت والدها ينظر الى رجل ما الى يساره وقد عرف الرجل الذي يشير الى السيد صخر... انه جوزيف ميلر الشهير والد العروس.... استأذن والدها وذهب تاركاً اياهما معاً ولم يستطع رايان الا ان يلاحظ العرج الواضح في ساقه اليسرى...
تساءل اين علي فهو من المؤكد متواجد هنا في مكان ما وقبل ان ينطق بسؤاله بدافع الغيرة لا اكثر وجد أوركد تقطب وهي تهمس..
-يا الهي ما الذي جاء بهذه هنا؟
التفت حيث تنظر الى مدخل القاعة فوجد الفتاة المدعوة ساندرا تدخل وهي تتلفت حولها كأنها تبحث عن شخص ما وقد أدرك كلاهما ان هذا الشخص هو علي.....
تحركت أوركد بسرعة نحوها تحاول ان توقف فضيحة قد تحدثها ساندرا فما كان منه الا ان تبعها لأنه قد شهد من قبل جنون تلك الفتاة.... لكنهما قبل ان يصلا ظهر علي وسحب ساندرا الى الخارج بقوة ... مع هذا فقد ذهبت أوركد خلفهما وواصل هو اتباعها...
لكنها على باب القاعة وقفت فجأة .... وما هي الا لحظات حتى تصلب كتفيها وتسمرت في مكانها....
وقف خلفها وقال:
-أور...
لكنها وضعت اصبعها على فمها تطلب منه السكوت ففعل....
سمع صوت علي يأتي هاتفاً:
-لقد أخبرتكِ ساندرا بأنني أجبرت على ذلك
اعترضت ساندرا بصوت مجروح:
-لا يمكن ان تنتهي حكايتنا بهذه البساطة ... سأدخل وأخبر والدة أوركد بأنها كانت السبب في تدمير حياتي.. وأنك لا تحب أبنتها بل اضطررت للتمثيل عليها لأجل ان تعود الى هنا
شعر بأوركد تتمايل أمامه من هول ما سمعته .. هو نفسه كان يشعر بصدمة .... لكنه لم يفكر كثيراً وهو يتقدم ليمسك بخصر أوركد يسندها فما كان منها الا ان مالت على صدره كأنها ما عادت قادرة على ان تقف لوحدها.... تشبث بها وحاول ان يسحبها بعيداً لكنها قاومت وبقيت في مكانها
صاح علي حانقاً:
-هل أنتِ مجنونة؟ لقد أخبرتكِ القصة لتعذريني لا لتحطمي حياتي... عائلتي ستتبرأ مني إذا علمت ما فعلته بأوركد... وأنا لن اسمح لكِ بذلك هل تفهمين
قال اخر مقطع من جملته بتهديد واضح
فصرخت ساندرا:
-ايها الحقير
ثم بعد ذلك سمعا صوت الصفعة التي وجهتها ساندرا الى علي.....
ارتجف جسد أوركد بين يديه ... وشعر بكتفيها يرتعشان أثر موجة بكاء
همس لها:
-تحركي قبل ان يراكِ
أطاعته وهي تستند كلياً عليه... مشى بها بصعوبة نحو الممر المؤدي الى الحمامات ... وهناك فقط استدارت أوركد اليه فمزقه العذاب الذي ظهر على وجهها .... كان يدرك انها تلقت طعنتين في قلبها الأولى طعنة صديق طفولتها والثانية طعنة حبيبها ..... شعر بالحقد نحو علي فهو لم يتخيل ان يكون على هذا القدر من السوء وسواد القلب... الاناني الحقير سوف يكيل له ما فعله بأوركد اضعافاً...
شهقت أوركد باكية....
-هل...هل.. هل سـ... سمعت؟
ثم امسكت بكتفيه تهزهما وهتفت بعذاب:
-قل بأنك لم تسمع.. قل بأنني توهمت.. قل بأن هذا كابوس...
ورغم كل وجعه على حالها لكنه لم يستطع ان يقول ما تريده....
فضربت صدره وهي تصيح:
-قل .. قل...
لكنه مع هذا لم يقل... وهذا ما قتله لأنه لم يستطع ان يخفف من عذاب صدمتها
عندما لم ينطق.. توقفت عن ضربه وهمست بخفوت:
-يا إلهي... لقد كان حقيقة
عندها فقط انهارت بين يديه مثل دمية محشوة بالقطن....
***************************************
كان جوزيف يراقب ابنته تراقص ماتيو شاعراً بغصة موجعة لفراقها... غداً صباحاً لن يستيقظ ليجدها على مائدة الفطور... لن تتراقص وتبعث في قلبه البهجة ليبدأ يومه بطاقة ايجابية..... لن يجدّل لها شعرها بعد الان الا نادراً.... لقد أخبرته بأن مكسم تعلم تجديل الشعر لأجلها... يبدو ان هذا الرجل العاشق لابنته قد نجح تماماً في أخذ مكانه... فحتى التجدّيل الذي كان مهمة محصورة به تعلمها مكسم هيمسوورث لينافسه فيها...
سمع صوت كايل:
-سوف تردي الرجل قتيلاً بنظراتك
قالها مشيراً الى مكسم الذي يراقب مبتسماً رقص زوجته مع عمها
ابتسم جوزيف:
-انه يأخذ اعز قطعة في جسدي... فكيف لا أود قتله
ربت كايل على كتفه:
-ولقد ظننت ان انجل هي قلبك...
ضحك جوزيف لمناكفة اخيه:
-انها قلبي والتؤام جزء منها...
علق كايل:
-تجيد قلب الأمور لصالحك
هز جوزيف رأسه:
-هذا ما تتعلمه عندما تتزوج امرأة مثل أنجل.. تجيد اللعب الغير نظيف واستغلال نقط الضعف
ارتفع صوت ضحكة كايل:
-اعترف إنك تحب ان تستغلك.. انه دلالك ما اوصلها الى هذه النقطة
انتقلت عيناه لتحط على انجل التي تنخرط في حديث مع زنبق:
-اعترف...
لمح بعدها صخر وهو يحادث شاب وسيم يرافق أوركد... فما كان منه الا ان اشار لصخر علّه يترك الشاب بسلام ليجد فرصته مع أوركد ... اذ انه ومنذ فترة لاحظ بأن أوركد تتعلق بعلي بشكل كبير.. ولسبب ما هو لا يرتاح لعلي... لربما لأنه دائماً يلمح نظرة الطموح الجائع في عينيه والتي يغفل عنها صخر وزنبق لتعلقهم به ومحبتهم له ......
...................................
على بعد بضعة أمتار كانت مايا تراقص عمها ضاحكة
غمز عمها وقال بنبرته الماكرة:
-أفكر في ان اراقصكِ لساعة فقط لأستمتع باختبار صبر مكسم الذي يبدو كالقط على صفيح ساخن، ينتظر بفارغ الصبر انتهاء الرقصة ليأخذ مكاني
قهقهت مايا:
-انت تستمتع بإغاظته
هز رأسه موافقاً بخبث مرح:
-جداً.... ان ليلى تحمل نفس جيناتي
التفت كليهما ليطالعا ليلي التي تراقص ابن عمها كايل بخطوات مضحكة
علقت مايا:
-لكن عليك ان تعترف انها تحمل ذوق "كيك" في الملابس
بان العذاب على تعابير وجه عمها:
-يا إلهي لا تذكريني بهذه الحقيقة... لم تورثها كيرا شعرها الأسود الجميل او نمشها المحبب بل اورثتها ذوقها السيء في الملابس
دافعت مايا عن كيرا:
-لكن عليك ان تعترف انها تحسنت بمرور السنين.... هل تذكر ذاك الثوب المخطط المنقط الذي حضرت به دعوة عشاء وزير الصناعة
ارتعبت ملامح عمها وهو يعود بذاكرته الى عشر سنوات حين اتحفته كيرا بإحدى قطعها الفنية في أحد اهم دعوات العشاء التي حضرتها شخصيات مرموقة من أهمها وزير الصناعة
-لا أستطيع ان امحو ذلك اليوم من ذاكرتي.. اعتقد انه كان اختبار حقيقي لحبي لها... اذ لولا حبي لها لكنت بالتأكيد طلقتها
تصاعدت ضحكة مايا:
-أنت لا تستطيع الاستغناء عنها
رفع حاجبه وهز رأسه موافقاً:
-هذه حقيقة... من يطعم بذلي الكريما إذا لم تكن كيرا في حياتي
كشرت:
-حسناً دعني أخمن بدل كيرا... برادا؟
-احسنتِ.... لقد بدأت معلوماتكِ تتحسن في مجال الموضة...
رفعت مايا كتفيها:
-مع وجود عم مثلك... لا بد لمعلوماتي ان تتحسن
شع حنان غريب من تقاسيم وجهه انعكس على صفحة وجهها فرقت ابتسامتها
قال لها بحب:
-سأفتقدكِ يا فراشتي
رمشت وكأنها تحاول السيطرة على دموعها:
-لن اغيب عنك
قبل جبينها بحنان.... وحين انتهت الرقصة قال:
-عليّ ان انسحب قبل ان يأكلني زوجكِ.....
ضحكت وهي تتراجع عنه ليتقدم مكسم في ذات اللحظة آخذاً يدها للرقصة التالية
نظر اليها عمها نظرة عابثة وهو يشير الى مكسم من خلف ظهره ... فما كان منها الا ان ضحكت ورمت قبلة هوائية اليه وبدأت تراقص زوجها
**********************************************


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-06-18, 07:20 PM   #1297

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

**********************************************
انضم مراد الى زنبق وانجل وآدم حاملاً في يده كأس شراب بينما تتعلق بذراعه واحدة من عارضات الازياء...
نظرت اليه كل من زنبق وانجل بعدم رضا بينما تجاهل ذلك وهو يقول مبتسماً:
-آدم.. يا لها من مفاجأة سعيدة... لم أكن اتوقع أن تستطيع حضور العرس
ابتسم له آدم بترحاب:
-اهلا مراد.. في الحقيقية جئت من المطار الى هنا مباشرة.. اول البارحة كان معرضي وما ان انتهيت منه حتى بدأت استعدادات السفر لألحق بالعرس
-سعيد بأنك جئت...
كان مراد يتحرق شوقاً ليسأله عن أمل لكن آدم قال بحماس:
-في الحقيقة انا اخبأ لكم جميعاً مفاجأة.. خصوصاً أنتِ ماما..
رفعت أنجل حاجبها:
-ما هي؟
صحح لها ادم:
-بل من هي....
وقبل ان يعلق أحد استطرد آدم وهو ينظر الى مدخل القاعة
-أوه.. لا حاجة للإعلان عن المفاجأة اذ انها تقف على الباب
التفت الجميع نحو مدخل القاعة....... خفق قلب مراد بقوة كادت ان تخنقه.. تراخت يده من فورها وابعدت ذراع الفتاة التي كانت تتعلق بها.... كاد الكأس ان يسقط من بين اصابعه لولا انه تشبث به في آخر لحظة
على مدخل القاعة كانت أمل الصالحي تقف بكامل حضورها الطاغي ... ترتدي فستاناً من الشيفون الأخضر الداكن المائل الى السواد... برقبة عالية وأكمام طويلة شفافة .. بينما انساب الفستان ليغطي ركبتها .... شعرها مجموع الى الخلف ما عدا خصلتين احاطتا وجهها....
قبل ان يأخذ انفاسه كان ادم يترك المجموعة وسط شهقة انجل المتفاجئة:
-أمل؟
اتجه ادم نحو أمل وحياها:
-مرحباً أمل... هل ارتحتِ قليلاً
ابتسمت له... كان وجهها شاحباً قليلاً رغم الزينة الخفيفة التي وضعتها لكنه صار متعوداً على هذا الشحوب الذي لم يفارقها منذ اول لقاء لهما... وارجع السبب لحزنها على فراق والدها....
كانت قد قررت فجأة ان ترافقه لعرس مايا قائلة بأنها تريد ان تقابل والديه وتشكرهما وهي فرصة لأخذ عطلة لتستجم فيها وتريح اعصابها... لكنه عرف بأن السبب الحقيقي وراء ذلك هو علمها بتواجد مراد في الحفل... هو لا يعرف ما الذي حصل بينهما ولماذا سافر مراد تاركاً اياها ولماذا لم تتحدث عنه ابداً... لكن ما يعرفه ان العاطفة متورطة بشكل سيء في علاقة معرفتهما ...
قالت وهي تتشبث بحقيبتها الصغيرة:
-أجل لقد ارتحت وشكراً لك السائق كان ينتظرني حالما نزلت
أومأ لها:
-انتِ ضيفتي.. وعلي أن أدللكِ كما دللتني
ضحكت:
-وانا لن أقول لا...
اشار نحو والدته:
-امي هناك... تعالي لتسلمي عليها...
وقبل ان تتجه عينيها الى حيث اشار عرفت بأنه يقف هناك أيضاً..... الرجل المغرور الذي تخلى عنها ورحل..... الرجل الذي خاطرت ومنحته فرصة رغم كل الاختلاف بينهما فرفسها وهرب بجبن ..... وهي قادمة لتجعله يدفع ثمن غلطته... قادمة لتريه بأنها لا تهتم به مقدار ذرة.... قادمة لتصلح كبريائها وتكسر كبريائه
تبعت ادم بخطوات ثابته مرفوعة الرأس... لمحت المرأة التي تقف الى جانب مراد.... كانت تبدو جميلة ونحيلة وملتصقة به كعلقة وخمنت انها رفيقته الجديدة وبقدر ما المتها الفكرة بقدر ما منحتها طاقة عناد وقوة .... ان الكره حطب جيد لنار كبريائها التي تخطط لإبقائها مشتعلة .....
ما ان اقتربت حتى هتفت السيدة انجل:
-امل .. يا لها من مفاجأة
وتقدمت نحوها تعانقها بحب فبادلتها العناق بترحاب وهي تشعر بالسعادة لرؤيتها لأنها ورغم الظروف الصعبة التي التقتها فيها لكنها لن تنسى ابداً مساندتها اللطيفة....
-مرحباً سيدة أنجل... مبارك لمايا
بعد ذلك عرفتها على السيدة زنبق... التي بدت رقيقة جدا وتنطق كلماتها ببطيء يزيد مظهرها هشاشة ...
-انا زنبق... زوجة صخر..
اتسعت ابتسامتها وهي تصافحها بحميمية مدركة لعيون مراد التي تراقبها عن كثب لكنها تصرفت وكأنه غير موجود
-سعيدة بالتعرف اليكِ سيدتي... السيد صخر كان سنداً حقيقياً لي في محنتي
ذابت ملامح السيدة زنبق تعاطفاً:
-أنا اسفة لخسارتكِ
ابتلعت غصة:
-شكراً لكِ
ثم أخيراً حانت اللحظة الحاسمة.... استدارت نحو مراد..... مشطت بنظرتها وجهه المغرور الرائع... وحاولت بإرادة من حديد ان تتجاهل جمال خصلته الفضية التي عادت كما كانت .. وأمرت قلبها بأن يتوقف عن الخفقان السريع الذي سيؤدي الى افتضاح شوقها اليه...
رسمت ابتسامة باردة على وجهها... ابتسامة امرأة لم تذق معه طعم الخوف ولا الهرب ولا القبلة!
-مراد...
مدت يدها تصافحه متجاهلة الدمية البلاستيكية التي تقف بجانبه ... لكنها القت نظرة مشمئزة على كأس الشراب في يده .. مما جعل يده ترتبك قليلاً.....
كانت جميلة .... أجمل من كل النساء اللواتي عرفهن.... الزينة الخفيفة لم تضفي لجمالها غير رونق خفيف..... لكنه أدرك بأنه يراها الأجمل لا لشكلها فقط بل لكل شيء يتعلق بها.....
هل هذا هو الشوق؟ هذا الشعور الحار كأن ماءاً ساخناً يجري تحت جلدك بدل الدم....
مدّ يده مأخوذاً يصافحها هامساً بصوت أجش غير مدرك لنبرته العاطفية:
-أمل
وقبل ان تخرج من شفتيه كلمة أخرى لمح في اصبعها خاتم خطوبة يستقر في قلبه حجر بلون البحر..... قطب بشدة وقد ظهرت علامات الشر على وجهه وعصر يدها بقوة سائلاً اياها بغضب:
-هل خُطبتِ؟
***********************************************
لملمت ساقيها وانكمشت على نفسها ثم التصقت بكتف أخيها الذي ما ان شعر بتوترها حتى أمسك بيدها وقال مطمئناً:
-سنكون بخير، وسنصل بسلام... فقط صلي
نظرت الى وجه أخيها الحبيب... رغم كل المشاعر الغاضبة التي تحملها داخلها لأنه تسبب في فراقها عن آدم لكن قلبها لم يستطع الا ان يفيض حباً وحناناً وهي تحدق في وجهه المبتسم رغم القلق البادي عليه مدركة محاولاته لجعلها تشعر بطمأنينة لم تكن هو يشعر بها.....
همست له:
-هل تذكر عندما كنت تشتري لي الشوكولاتة بكثرة وتجبرني بعدها ان أغسل أسناني بقوة..
ابتسم لها وقد تبادرت الى ذهنه تلك الأيام الجميلة:
-كان عليّ أن أوفق بين واجباتي كأخ ومبادئي كطبيب أسنان
وضعت رأسها على كتفه متعلقة بذراعه بكلتا يديها بينما قبل أعلى رأسها.... رغم كل تحفظ الأخ الشرقي لكنها تعرف كم انها عزيزة على قلب سيف... انها اخته الوحيدة التي يحرص عليها كما يحرص على روحه...... في سوريا كان لا يترك عطلة اسبوع دون ان يأخذها لنزهة... حتى عندما خطب "لانا" لم يؤثر ذلك في علاقتهما الاخوية... بل كانت لانا ترافقهما دائماً...... حدقت في البحر أمامها وتذكرت بغصة موجعة لانا ابنة عمها التي لم تتمتع بخطبتها لسيف الا بضعة اسابيع جاءها الموت بعدها ليسرقها في احدى غارات القصف...... وسيف لم يكن لديه وقت لينهار ويحزن فقد كان عليه ان يهرب بعائلته الى تركيا... كانت تراه يقف صلباً وقوياً يتخلى عن عيادته الصغيرة ويتماسك في مواجهة فقد لانا فقط ليسند والدها ويعبرا بهم جميعاً الى بر الأمان........
طافت عينها على ملامح والدها... التجاعيد التي أكلت وجهه لم تكن بفعل تقدمه في العمر بقدر ما كانت استغراقه في الفجيعة..... لقد خسر البيت الذي بناه بعرق جبينه... خسر عمله... خسر لوحات الموزاييك التي صنعها بروحه قبل اصابعه..... خسر الأمان لعائلته......
انتقلت عينها الى والدتها... هي الأخرى بدت وكأنها فقدت نصف جمالها الآخاذ بسبب الارهاق البادي على وجهها.... لم تكن هناك تجاعيد ظاهرة على بشرتها الناعمة الا بضع خطوط بسيطة لكن الاجهاد والتعب بدا جلياً على صفحة ملامحها....... لقد فقدت هي الأخرى ما عملت طوال حياتها لتبنيه... خسرت البيت الذي وضعت في كل زاوية منه روحها... خسرت مطبخها الحبيب... ادوات طبخها الأثيرة... الأواني التي ورثتها عن أمها وساعة الحائط الأثرية التي أخذتها عن بيتها القديم ... فقدت أحاديث الصباح مع جيرانها والتجمعات النسائية في مساء كل جمعة.......
ابتلعت غصة.... وتعلقت أكثر بأخيها..... ثم عادت الى واقعها المرير.... ها هي محشورة في مركب صغير وسط وجوه كالحة لا تعرفها لكنها تتشارك معها نفس قدر التشرد ونفس حلم الأمان...... لقد أخبرهم المهرب بأن القارب سيحمل ثمانية اشخاص فقط ولكنهم تفاجئوا بأن القارب يحمل الآن تسعة عشر شخصاً من ضمنهم ثلاثة أطفال...... برر المهرب هذا بقوله:
-لم أستطع تركهم خلفي، لقد توسلوا بي وأنا فعلتها في سبيل الله ..
كان الجميع يعلم بأنه فعلها في سبيل المال لا الله ... لكن لم يكن هناك مجال للاعتراض.. لقد انتظرت عائلتها لشهرين ليرتبوا امر سفرهم ويجدوا شخصاً موثوقاً يهربهم...
بعد لحظات اخذ القارب يتحرك... تلت صلواتها بصمت مغمضة العينين... وهي تفكر بأنها لن ستذهب الى ابن عمها.. ستتزوجه دون رضاها ... وسيصير آدم حلماً بعيداً لن تناله أبداً...... لقد ظنت حين فقدت الشام بأنها فقدت كل شيء... لكن فقد آدم كان فقداً يشبه فقد الشام... بذات الوجع والمرارة والغصة الحارقة في القلب...
همست:
-وداعاً
ثم نزلت دموعها بصمت.......
..
..
بعد نصف ساعة شعرت بالمركب يختل... وبدأ يأتي ويذهب مع الموج بشكل غير متزن.... سرت همهمة بين الركاب .. ثم انشقت الهمهمة عن صرخة امرأة كانت تجلس أمامها وهي تقفر وتشير الى الأرض:
-الماء يتسرب الى القارب....
نهض الجميع من مكانهم مرعوبين ... واخذ القارب يهتز بشكل اقوى... تشبثت بخوف بذراع سيف الذي تمسك بها بقوة واحاط كتف والدته بذراعه الأخرى بينما يقف والدها في المقدمة كأنه يحميهم جميعاً.....
المكان الذي اشارت له السيدة لم يكن الوحيد الذي تسرب منه الماء... بل اخذ الماء يتسرب من عدة اماكن بينما صوت المهرب يدعوهم ليهدأوا... لكن أحدهم وجه له لكمة وكال له كل انواع الشتائم.....
لم تكن تعرف السباحة... سيف وحدة من يجيدها... والدها لم يمارس السباحة منذ شبابه وهو لم يختبر السباحة في مكان أعمق من بحيرة صغيرة كانت في قريته.. اما والدتها فلا تعرف ابداً......
ارتجفت لكنها لم تستطع ان تتحدث... كان الهلع ينتابها لكنها لم تجد صوتها.... فجأة كان القارب يهبط ببطيء في عمق الماء وسط صراخ الجميع.....
لم تعرف كيف حصل كل شيء بهذه السرعة وكيف وجدت نفسها تتذوق ملوحة الماء.... لكن ذراع اخيها كانت تسندها واخذت ذراعه الأخرى تجذف بينما والدها يحاول ان يسحب والدتها ويبقيها على سطح البحر....
صاح سيف:
-لا تخافي .. سأنقذك
وقد آمنت تماماً بما يقول.... اخذت دموعها تجري .. وهي تنادي على والديها....
الجميع كان مرعوباً... يحاولون ان يتعلقوا ببعضهم حتى لا يغرقوا بينما انقلب القارب في البحر بقوة خلقت موجة عالية اغرقتهم....
داخل العمق الأزرق كانت تستطيع ان ترى بعين من يواجه الموت، وجه آدم.... كان هذا آخر ما فكرت فيه قبل ان تسحبها ذراع اخيها الى اعلى السطح ....
اخذ اخوها يسبح بها...
سألته:
-ابي.. امي
قال لها بصوت مختنق:
-انهم ورائنا...
وقد صدقته .... لكنها لم تعلم بأن سيف قد شهد لتوه غرق كلا والديهما وحين حاول ان يمد يده للمساعدة هز والده رأسه رافضاً وقال:
-أنقذها.. سنلحق بكم
انفجر باكياً وهو يصيح:
-لا.. لا ...
كان يدرك ان والده يكذب .. لكنه مع هذا تحرك ليستل مريم من تحت الموجة ويأخذها على ذراعه ..... كان يعلم انه يقوم بأصعب خيار في حياته... لكن كلا والديه كانا يشيران اليها... كانت مهمته ان ينقذها... وهكذا استدار بوجه باكي واخذ يكافح الموج ليصل بمريم الى الساحل..... قرب الجرف هاجمتهما موجة عالية اخرى ... لم يستطع معها سيف ان يحفظ نفسه واخته فوق سطحها فأغرقته وحينما كان يعافر ليرفع مريم ارتطم رأسه بصخرة ناتئة شعر معها بالدماء تتدفق منه... لكنه حاول ان يبقى واعياً... عليه ان ينقذ مريم.... وحيدته مريم....
وقد فعل أخيراً.... اوصلها الى الساحل مغمىً عليها.... وضع رأسه على قلبها فسمعه يدق.... فشكر الله بهمسة خفيفة.... ثم بعدها شعر بالألم يتفاقم في رأسها..... نظر الى اخته... شاهد صدرها يرتفع وينخفض ببطيء... عندها فقط أغمض عينيه بسلام واخر ما التقطته حواسه... هو رائحة الياسمين في بيته في الشام ...........
********************************************
في اليوم التالي فتحت مريم عينيها خارجة بصعوبة من غمامات التشوش التي كانت تحيط بعقلها... بعد لحظات من عودة وعيها كاملاً.. هبّت جالسة دون ان تهتم بالدوار الذي اصابها حين فعلت....
تلفتت حولها تبحث عن عائلتها.... فلمحت آدم يجلس بجانب سريرها....
صاحت دون ان تفكر حتى بكيفية وجوده هنا:
-آدم، عائلتي... ماما، بابا وسيف.... اين هم.. اين؟
نهض آدم من مكانه واقترب منها ممسكاً بكتفها... وهو يقول:
-مريم اهدأي
صاحت:
-اين هم؟ هل هم بخير؟
صمت آدم غير قادر على الاجابة لكن العذاب على وجهه اعطاها الجواب
ارتجفت واخذت تبكي:
-لا .. لا تخبرني بأنهم... بأنهم..... أرجوك واحد فقط على الأقل
همست بلوعة:
-أنا آسف مريم.. آسف
ضرب الادراك عقلها وقلبها بقسوة لم تكن للكلمات قدرة على وصفها... كأنها انشقت الى نصفين.. كأن تمزقت الى اشلاء.. كأنها ... كأنها ماتت !
عند كلمة الموت.... استوعبت.... لقد مات أهلها ... ماتوا جميعاً....
عندها فقط أخذت تصرخ وتصرخ وتصرخ حتى فقدت صوتها غير شاعرة بآدم الذي يحتضها بشدة بينما تركله هي بقوة...... بقيت تصرخ لكن صوتها لم يعد يخرج من حنجرتها.... كانت انفاسها تضيع في صراخ صامت .....
في ذلك اليوم فقدت مريم والديها... وسيف.... وصوتها ... !
..
..
..
نهاية الفصل

ru'a likes this.

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-06-18, 07:21 PM   #1298

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

قراءة طيبة حبيباتي

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-06-18, 07:43 PM   #1299

ميريزااد

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية ميريزااد

? العضوٌ??? » 341336
?  التسِجيلٌ » Apr 2015
? مشَارَ?اتْي » 2,005
?  نُقآطِيْ » ميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond reputeميريزااد has a reputation beyond repute
افتراضي

😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭😭 😭

ميريزااد غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-06-18, 07:53 PM   #1300

زهرورة
عضو ذهبي

? العضوٌ??? » 292265
?  التسِجيلٌ » Mar 2013
? مشَارَ?اتْي » 2,283
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » زهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond reputeزهرورة has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته البارت اكثر من رائع اخيرا الغشاوة الي على عين اوركيد انزاحت وعرفت علي على حقيقته هو انا مابقول أنه سيئ بس هو عشان طموحه ممكن يعمل اي حاجة بس انا متأكدةةانه بيحبها بس هو مش حيعرف ده الا لما حيحس أنه حيخسرها..مراد تستاهل أيوة ياامل ياحبيبتي ربي وكمان تشرب منكر اخص عليك واحد صايع نفس اشوفه غيران ويشد شعره من الغيره بدل ماهو عاملي فيها طاووس بس ياترى هي ليست خاتم كدة عشان تغيظه اكيد ده لأنه أما بشخصيتها مستحيل ترمي نفسها وتتجوز اي حد لمجرد انها تقهره ..مايا الله يستر يارب الفرح يدوم ..ومريم ياحرام خسرت كل عيلتها وكمان صوتها الله يعينها بس موقف صعب جدا وللاسف ده الواقع الي صار والي بيصير للان ..البارت جميل بارك الله فيكي ودمتي سالمة

زهرورة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:16 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.