آخر 10 مشاركات
قلعة بريتاني -ليف ميتشالز-عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          زوجة لأسباب خاطئة (170) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          قصر لا أنساه - مارغريت مايلز- عبير الجديدة -(عدد ممتاز ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          ثارت على قوانينه (153) للكاتبة: Diana Palmer...كاملة+روابط (الكاتـب : silvertulip21 - )           »          رواية واجتاحت ثنايا القلب (1) .. سلسلة ما بين خفقة وإخفاقة (الكاتـب : أسماء رجائي - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تشعلين نارى (160) للكاتبة : Lynne Graham .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          فى مهب الريح " متميزة " ... " مكتملة " (الكاتـب : الزينب - )           »          9 - قلب في المحيط - آن هامبسون - ع.ق (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-18, 05:36 PM   #791

شفاء النمرية

? العضوٌ??? » 382905
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 31
?  نُقآطِيْ » شفاء النمرية is on a distinguished road
افتراضي


تسجيل حضوووووور

شفاء النمرية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 05:50 PM   #792

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

..
مساء الخير حبيباتي... اشتاقيتلكم
يارب تكونون بخير.....
طبعاً كنت تقريباً رح اعتذر عن الفصل بسبب سفري خارج المدينة بس بصراحة ما قدرت اخليكم تنتظرون ولا حتى ساعة وحدة .....
الفصل نازل قبل وقتة بساعة وشوي لأن بصراحة مو ضامنة النت فقلت استغل الفرصة
الف الف شكر لكل من كتب تعليق وتناقشنا بالاحداث... باقي التعليقات ارجعلها بس ارجع من سفرتي.....
وللعلم ترة رغم كل القفلات ... اني احبكم
......
..........
......
قبل أن نبدأ تذكروا أن الحب هو الوحي الحقيقي الذي يجود به العمر مرة، وما دونه إيحاء البخل لأيامنا بكرمٍ مزيف...
...
...
...

الإيحاء الثامن: وحيد*
*الأغنية لـ (سيلين ديون)

-ننتمي كلينا الى ذات الوجع، هل يجعلنا هذا واحداً؟
-آدم ميلر
كان آدم قد استهلك سيجارته الخامسة وهو يعبر الأمتار القليلة أمام باب المشفى جيئة وذهاباً بقهر... كان يقوم بمقابلة مع عائلة لاجئة حين جاء للوالد خبر قتل ابنه في سوريا... الابن الذي كان قبلها بلحظات يخبره عن مدى فخره به وكيف انه لا يطيق صبراً حتى يلقاه .... لم يصمد الوالد أمام الفاجعة فإنهار مصاباً بسكتة قلبية بين يدي آدم الذي نقله فوراً الى المشفى... نظر آدم الى يديه بعد ان أطفأ سيجارته.. ارتجفت اصابعه قليلاً وهو يتذكر جسد الرجل العجوز الذي صاح بألم معجون بالغضب منادياً بإسم ابنه..... كم مرّ على يديه هاتين من فواجع؟ كم جريحاً حمل وهو يغطي اخبار الحروب والنزاعات... كم قتيلاً ساعد في دفنه... كم أم ثكلى حطت على كتفها يده تخفف عنها..... لم يعد يعرف، لقد فقدت الأرقام أهميتها يوم تجاوزت العشر بالنسبة اليه... صارت الوجوه وحدها ما يذكره ويرافقه كل دقيقة .... شعر بساقيه متعبتان جداً فجلس على المصطبة القريبة من البوابة.... وهمَّ باستلال سيجارة اخرى حين لمح مريم تسير نحو البوابة شبه راكضة....
تزحلق اسمها من بين شفتيه هاتفاً به دون وعي... استدارت اليه بدهشة بينما كان وجهها ينطق خوفاً:
-آدم
همست بينما كان يتقدم نحوها معيداً علبة السجائر الى جيبه ..
وقف أمامها وقال متسائلاً:
-خيراً، لمَ أنتِ هنا؟
عاد الخوف الصرف ليحتل ملامحها ماسحاً الدهشة ونظرت الى البوابة وهي تقول:
-جئت لأزور جارنا، لقد قال لي الرجل الساكن امام بيته بأنه تعرض لسكتة قلبية
قطّب:
-تقصدين العم رحيم
-أجل، من أين تعرفه؟
تنهد:
-لقد كنت اجري مقابلة معه، انا من احضرته هنا
سألته بلهفة قلقة:
-هل هو بخير؟
-ما زال في الداخل..
ارتعش صوتها وهي تسأل:
-ما الذي حدث له ليتعرض للسكتة؟
قال بحزن:
لقد جاءه خبر قتل ابنه
صاحت بصدمة:
-لا.. لا .... لقد كان ينتظره ... لقد قال انه سيأتي بعد شهر
أغمض ادم عينيه وجعاً... أجل لقد قال العم رحيم بأنه سيأتي بعد شهر وانه حضر له غرفته وجهزها كما انه وضع عينه على فتاة اراد ان يخطبها له ان اعجبته... لكن العم رحيم الذي خطط لكل شيء من أجل ولده لم يحسب ان للموت خطط أخرى....
تركته مريم لتدخل راكضة فلحقها بخطى ثقيلة... ها هو موت جديد يحتل مكان قطعة حية من روحه بينما يقف عاجزاً عن منعه او تلافيه..... لقد اختار ان يسلك هذا الطريق، وعليه ان يتحمل خساراته .....
تذكر قول والدته:
"لا تذهب يا آدم لأنك ستكتشف الوجه القبيح لهذا العالم وستنطبع ملامحه في عقلك الى الدرجة لا تجعلك ترى السلام حتى وان حدق فيك وجهاً لوجه"
كم كانت أمه محقة.... لم تكن تتكلم عبثاً بل كانت تدرك تماماً ما تقول.... وتوصل أن ادراكها هذا نابع من تجربتها الشخصية... فرغم كل السلام الذي يحيط بهم جميعاً في حياتهم الجميلة، ما زالت والدته حتى اليوم تتحدث عن الحرب كأنها حصلت البارحة وتبكي كل الذين فقدتهم كأنها شيعتهم لتوها الى قبورهم ..
على بعد أمتار منه كانت مريم تسأل موظفة الاستقبال عن رقم غرفة العم رحيم ثم تهرع نحو المصعد فتسارعت خطواته ليلحق بها....
في المصعد كان صوت انفاسها العالية يغطي مساحة الصمت الضيقة التي احاطتهما... كان يعرف بأنها تتألم مثلما يتألم هو وربما أكثر.. فلا بد انها تخيلت لو ان احداً من عائلتها كان مصيره يشبه مصير ابن العم رحيم
سألها بتوجس:
-هل لديكِ أحد من عائلتك في سوريا
هزت رأسها نفياً فتنفس الصعداء... لم يكن ليستطيع تحمل فكرة ان تخسر أحد افراد عائلتها.... كانت أرق من ان تحتمل خسارة كهذه...
حالما وصلا الى الطابق الذي تقع فيه غرفة العم رحيم خرجت مريم تلتفت يميناً ويساراً بحثاً عن رقم الغرفة
قال لها:
-الى اليمين مريم
ثم تقدمها فتبعته... لم يُسمح لهما بالدخول... الزيارة ممنوعة في وضعه الحرج لذلك جلسا امام الباب المغلق صامتين، كل منهما يحدق في هذا الباب ويفكر بالموت الذي يتربص بالعم رحيم كما تربص بإبنه
همست اخيراً:
-سوف يموت..
التفت اليها وقال مستنكراً:
-لا تقولي مثل هذه الاشياء.. سوف يعيش
هزت رأسها دلالة عدم الموافقة وقالت بحزن:
-أنا لا اقصد انه سيفارق الحياة، حتى ان نجا العم رحيم من الجلطة وعادت اليه صحته... فلن يعيد ذلك اليه ابنه.... سيكون ميتاً بكل الأحوال.... ان الحياة التي علينا ان نعيشها متعاملين مع حقيقة فقداننا لشخص عزيز هي موت بحد ذاته
أوجعه كلامها لصحته.. نحن لا نموت عندما تنتهي ايام عمرنا ويتوقف قلبنا فقط.. بل نموت كذلك عندما نخسر الذين نعيش الحياة من خلالهم .... ان الموت الفيزيائي يقتل الجسد لكن الروح لا تموت... تذهب الى عالم آخر وتبقى حية... أما موت الفقد فيقتل الروح ليُبقي على الجسد الذي يتحول الى آلة تقوم بوظائفها بدقة دون ان تملك شعوراً....
-هل فقدتِ أحداً؟
ابتسمت بمرارة:
-فقدت وطن.... هل هذا يعتبر ضمن الـ "أحد"؟
تحولت عيناه الى بركتي حزن، ماذا عساه يقول أمام جوابها القاتل....
همس:
-أنتِ تشبهين أمي
قطبت دون ان تزيح عينيها عن باب الغرفة
-كيف؟
ابتسم بشجن:
-أمي تتحدث عن العراق كأنه شخص... تعامله معاملة الرجل الأغلى والأحب الى قلبها، وكأنه حبيب بعيد او أخ راحل..... حين نذكر العراق أمامها ترتجف ملامحها، كأن اسمه يربكها مثل طفل ذكروا أمامه والده الذي يهابه ويجلّه في ذات الوقت... ثم يملأ الحزن صوتها، كأنها تستعيد مذاق الحرب والخراب بين حروف اسمه........ وأنتِ.... انت تشبهينها... تحملين من وطنكِ قدر ما تحمل من وطنها
سألته بعد ان تأملت في كلماته للحظات:
-وماذا عن والدك؟
ابتسم بحنان:
-ان والدي رجل يشبه الوطن تماماً
-أنت تبالغ
هز رأسه نافياً:
-صدقاً هو كذلك... يبدو قاسياً وصعباً مع الغرباء.. لكنه الأمان لمن يدخلون ضمن رعايته
رن هاتفها فقطع حديثهما.. التزم الصمت بينما كانت تتحدث الى والدها وتخبره بأنها لم تذهب اليوم للعمل شارحة الأسباب.... حالما انهت الاتصال سألها
-هل كل شيء على ما يرام؟
نظرت اليه.. ولأول مرة منذ رآها اليوم التقت عيناهما... ارتبك كليهما ... احساس بالقشعريرة عبر جسده ... ووقف مبهوتاً أمام جمال عينيها ونظرة الحزن التي تغشاها.. بينما بدت هي كمن نسي النطق... وقبل ان تجد حروفها... خرجت الممرضة من غرفة العم رحيم وهي تصيح بالتركية بكلمات لم يستطع ادم ان يتبينها لضعف لغته... لكن الرعب ارتسم على وجهه وهو يشاهد الطبيب يأتي راكضاً ويدخل... ثم حدث كل شيء بسرعة.....
خرج الطبيب بعد دقائق ليعلن وفاة العم رحيم ....... صرخة مريم من خلفه كانت صدى للصرخة التي دوت في روحه...... ها قد مات العم رحيم... وكأنه لم يستطع ان يتعامل مع حياة لا يعيش فيها ابنه ولم يستطع تحمل فكرة السير على سطح أرضٍ تدفن في بطنها وحيد قلبه .....
التفت الى مريم التي انهارت باكية وهي تصرخ بـ "لا" وتكررها مراراً..... ثم ودون وعي وجد نفسه يأخذها بين ذراعيه في محاولة لإسنادها ووجدت نفسها هي الأخرى تتعلق به كأنها تحاول ان تتشبث بشيء يصلب طولها بعد ان كسره خبر وفاة العم رحيم......
لملمها بين ذراعيه واختنقت صرخاتها داخل حضنه بينما شهقاتها الباكية بدموع أشد حرارة من الكبريت كانت تنخر صدره......... فجأة لم يعد يستطيع ان يسيطر على دموعه .... فنزلت رغم انف رجولته.... اسند ذقنه على أعلى رأس مريم واخذ يبكي معها.............
في تلك اللحظة كانا يقفان جسدين من وجع وخسارات ... يواجهان الموت متعانقين.. يبكيان بمرارة ليس لرحيل العم رحيم فقط... بل لكل هذا الخراب الذي يعم العالم...... يبكيان الوطن، والحرب، والفقد .....
*****************************


moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 05:52 PM   #793

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

*****************************
-أنجل
جاءها صوت جوزيف متعباً مما أثار فيها احساساً سيئاً
-يوسف.... ما به صوتك؟ هل أنت متعب؟
-انا "زينا" لا تقلقي
وكانت هذه من المرات النادرة التي لم تصحح له أنجل سوء عربيته التي قلبت كلمة "بخير" العراقية ذات صيغة المذكر الى مؤنث
سألت بقلق:
-ومراد؟
تنهد.. وتأكدت أن في الموضوع سوءاً فضاق قلبها
-لقد أُلقي القبض عليه
هتفت مرتاعة:
-ماذا؟ كيف؟
-قد لا تصدقين... لكنه فدى الفتاة التي تورط معها بنفسه
قالت بدهشة:
-هل انت جاد؟ هذا لا يبدو شيئاً يقوم به مراد
-أجل أعلم... لكنه فعلها، وهو الان في السجن
شهقت أنجل وهي تدرك معنى ان يكون رجل عربي في سجن الاحتلال
-وماذا عن المحامين؟
-لقد اوكلت السفارة الامريكية محامياً وذهب ليراه وحرص على التأكيد على سلامته ومحامونا يعملون بجهد.... لكن صخر في حالة يرثى لها.....
اتسعت عيناها حين مرت زنبق وأوركد في بالها
-يا إلهي ماذا ستفعل زنبق ان علمت.... وأوركد ستجن بالتأكيد
-لذلك اتصلت بكِ.... اريدكِ أن تلازميهما هذه الفترة
اجابت بتأكيد:
-بالطبع، سأكون معهما.. هل أنتَ بخير؟
صمت للحظة ثم أجاب
-لا أعلم أنجل، هذه المدينة تخنقني.. كأن الموت يسكن كل زواياها.... تاريخها مليء بالدم والحروب.. لا أعرف لماذا تذكرني بأيامي في الجيش
اجتاح انجل شعور بالشفقة على زوجها الذي لا يزال بعد كل هذا العمر يحمل وجع ذهابه الى الحرب
-يوسف، لا تذكر تلك الأيام لأنك لم تختر ان تعيشها... أما عن "يافا" فأنت محق.... ان الموت يسكنها.... فما زالت المدينة تذكر كل عربي تعذب وقتل فيها لتُحتل
همس بتعب:
-اشتاق لسلامك
-وأنا اشتاق وطني.... فعد بسرعة
شعرت به يبتسم وتخيلت ابتسامته المعوجة المحببة الى قلبها ...
قال اخيراً:
-يجب أن أذهب... اعتني بنفسك.. وابقي بقرب زانباك وأوركد
طمأنته:
-لا تقلق
ثم أضافت:
-أنا بإنتظارك جوزيف ميلر
سمعته يتنهد وعلمت بأن مناداتها له بإسمه الأمريكي لامست قلبه... لأنه لم ينس أبداً بأنها كانت ترى جوزيف ميلر جندي وعدو.... لذلك في كل مرة تناديه بهذا الإسم فهي تدرك بانه يعلم انها تخبره بشكل غير مباشر أنها تحب ذاك الجندي الذي كانه يوماً، ماحيةً بذلك حواجزهما القديمة....
قال أخيراً بصوت أجش:
-أراكِ قريباً، ملاك رعد
ابتسمت وهو ينطق اسمها العربي.... كانت هذه طريقتهما الدائمة لتذكير بعضهما بأن الحب الذي بينهما قائم رغم أنف الجنسية والعرق والحرب القديمة !
**********************************
شعر علي بالضياع وهو يراقب أوركد المنهارة في بكاء مرير دون ان يعرف ماذا عليه أن يفعل... هو لا يجيد المواساة ولا يجيد التخفيف عن أحد ... لكن منظرها الباكي جعل قلبه يتمزق حزناً... وجهها اللطيف الملامح كان غارقاً بين يديها الملونة الأظافر.. وشعرها القصير يلامس كفيها....
وضع يده على كتفها فشعر بعظمها الرقيق تحت اصابعه الطويلة... وحاول ان يتجاهل هشاشتها ويركز على مواساتها ... فقال بلطف:
-توقفي روري أرجوكِ.... سوف يخرج بلا شك...
لم يكن يعرف عمها مراد شخصياً لكنه يعرف مدى تعلق أوركد به... كان بالنسبة اليها صديقها صاحب القوى الخارقة.....
شهقت من بين دموعها:
-أنا خائفة عليه
حزنها الشديد زعزع قلبه..... وتمنى بصدق ان يفعل شيئاً ليزيح عنها وجعها
-لا تخافي... العم صخر لن يتركه بالتأكيد.... كما انه مواطن امريكي... جواز سفره يحميه .... توقفي عن البكاء أرجوكِ.....
هزت رأسها في الاتجاهين:
-لا أستطيع ان أتخيله في السجن، محبوس في حجرة صغيرة.... انه يكره الأماكن الضيقة.. فكيف بمكان ضيق ملئ بالغرباء المجرمين، ثم ان أمي منهارة تماماً
فكر علي في الخالة زنبق التي ما ان سمعت الخبر حين زارهم وجد عينيها منتفختان من البكاء واخبرته أوركد بأنها فقدت الوعي إثر انخفاض ضغطها....... كانت الخالة زنبق من أعز الناس على قلبه... فيها شيء يجعله ينبهر بها... ربما هو ذلك البطيء الذي تنطق به كلماتها او هو تردد حركاتها او ابتسامتها الحنونة التي تستقبله بها كلما حصل وتقابلا...... ورغم ان سنيناً تفصل لقاءاً عن آخر والخالة زنبق تتقدم في السنّ لكنها ما زالت تحمل نفس الصفات التي يتذكرها فيها وهي شابة..... الخالة زنبق تكبر بالأرقام فقط اما روحها فما زالت مثلما هي....
لم يتحمل أكثر من ذلك، أخذ وجه أوركد بين يديه كما كان يفعل سابقاً... لكنه اصابعه هذه المرة لم ترتطم بخدّين ممتلئين بل بعظام فك مرسومة بدقة مما جعل رعشة غريبة تنتابه..... أنّب نفسه .. هذه أوركد الصغيرة... الطفلة المدللة التي كبرت وهي تثق به ثقة عمياء... وهو لن يخون ثقتها لذلك عليه ان يضبط ايقاعات غرائزه.. هذه ليست امرأة عابرة .. هذه ليست ساندرا التي يستغلها.... هذه رفيقة الروح.....
مسح دموعها التي تسيل بلا انقطاع بينما تعلقت عيناها به.. شفتاها منفرجتان تخرج من بينهما شهقات متقطعة...
همس بحنان:
-توقفي عن البكاء روري... أعدكِ انه سيكون بخير..... متى أخلفتُ وعدي؟
عبست بطفولية فذكرته بأوركد السابقة:
-دائماً في الحقيقة
اصطنع تكشيرة:
-بالفعل... لكن وعد هذه المرة وعدي حقيقي
علقت وقد اغلقت حنفية الدموع في عينيها:
-ان لم تكن تلاحظ لقد وعدت هذه المرة ايضاً
ضحك:
-عليكِ أن تثقي بي
نظرت اليه نظرة اخترقت روحه..... لم يكن قد رآها على وجهها من قبل.. او لربما لم ينتبه اليها الا الآن... لكنها كانت نظرة كسهم من الحرير ... يقتل برفق
قالت وكأن الكلمات تخرج من كل قلبها:
-أنا أثق بك ليلو
لم يتكلم.... لم يستطع وان اراد... كانت لحظة غريبة .... وصوت هاتفه قطعها...
ازاح عينيه عنها بقوة ارادة واستل هاتفه من جيبه وقطب حين رأي اسم ساندرا.... كان قد نسي انه اتفق معه على ان تمر لأخذه من بيت الخالة زنبق ليسهرا...... فكر لثواني هل يلغي الموعد؟ هل يبقى مع أوركد؟.... لكن ساندرا سوف تتضايق وستدخل في نوبة شك... يكفيه ما سمعه منها من ايحاءات حول عدم براءة صداقته بأوركد وهو لن يستطيع ان يفقد ثقة ساندرا لأنها طريقه الى تحقيق ما يريد.......
حين اجابها كان قد اتخذ قراره... أخبرها بأنه قادم خلال دقائق.... نهض من مكانه وهو يقول معتذراً:
-روري، علي أن أذهب الآن.. لكنني سأزوركِ غداً.... أرجوكِ توقفي عن البكاء... سيكون عمك بخير...
بدت خيبة الأمل على وجهه جلية لكنه لم يكن يملك الوقت ليتعامل معها.... ساندرا تنتظره..... ابتسم لها وربت على كتفها بينما لم تقل شيئاً سوى "حسناً".....
حين خرج جلست أوركد في مكانها تشعر بخيبة أمل... كانت تتمنى لو أنه يبقى... لو انها تضع رأسها على كتفه تطالبه بالمواساة والحماية..... عادت افكارها الى عمها مراد وكانت على وشك ان تنفجر في البكاء مرة اخرى حين سمعاً طرقاً على الباب الرئيسي...
نهضت من مكانها بتثاقل ومشت لتفتح الباب.....
انفرج الباب عن رايان الترك وهو يرتدي تيشيرتاً قطنياً بلا أكمام وذراعيه المكشوفتين المفتولتي العضلات متشابكتان امام صدره في وقفة تحدي... بينما يلبس القبعة الرياضية بشكل عكسي .... وينظر اليها بشيء من الحدة
وقبل ان يتسنى لها ان تسأله عما يفعله هنا.. عاجلها سائلاً:
-أين كنتِ ليلة السبت؟
*********************************

ru'a likes this.

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 05:53 PM   #794

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

*********************************
كانت عيناه مفتوحتان على اتساعهما... لم يعرف الوقت، لكنه خمّن بأنه قبل منتصف الليل اذ ان الاغاني لم تبدأ بعد..... الوقت في هذه الحجرة المظلمة والرطبة معدوم مثل الحياة تماماً.... فراشه القاسي كان يؤلم ظهره... لكنه بعد ثلاثة ليالي من الرقاد عليه اعتاده نوعاً ما... واعتاد معه ذلك الوجع الذي يبدأ بظهره وينتشر الى باقي جسده حين تنغرس في عضلاته وعظامه قضبان السرير الحديدة الرفيعة التي لا يفصلها الا فراش رقيق عن جسده.... رفع يده واخذ يهشّ بها البعوضة التي اقسمت ان لا تتوقف عن الطنين بجانب أذنه، ثم حين يأس أنزل يده واستسلم لإصرارها غير مبالٍ حقاً بصوتها الذي ينخر أعصابه ......... كان منهكاً كما لم يكن يوماً في حياته .... وتهيئ اليه بأن عشرات المطارق قد دقت عظامه خلال الثلاث أيام الماضية التي قضاها في السجن ..... مرر يده في شعره بحركة عفوية فلامس جلدة رأسه .... شعر بغصة تخنقه.... تذكر بأن شعره الرائع الذي لطالما تباهى به وأحبه بشكل خاص قد أجتثه موس الحلاقة هذا الصباح في حركة عقاب جديدة ..........
لم يتخيل وهو يدخل السجن أن الأمر سيكون بهذا السوء، هو لم يتعرض للتعذيب الجسدي لأن جنسيته الأمريكية تحتم على الحراس ان يبقوا جسده "سليماً"، والمحامي الذي أوكلته السفارة الأمريكية حرص على التأكيد على سلامته... الجميع يعلم بأنه مواطن أمريكي وكان ذلك كافياً لمنعهم من وضع إصبع عليه دون سبب ... لكن ذلك لم يمنعهم ابداً من اتباع اسلوب دنيء في جره للعقاب عن طريق استفزازه فيثيرون اعصابه فيتهور بفعل مجنون ويعاقب عليه بعدها..... لقد تعرض لتعذيب نفسي أشد قسوة من الضرب.... منذ دخوله الى هنا لم يناديه أحدٌ بإسمه... بل أطلقوا عليه اسم "العربي"، وكأنهم يذكرونه ويذكرون أنفسهم بدمائه ..... هو الذي لم يكن يوماً يعترف بعروبته ولا ينتمي إليها صار مجبراً على أن يتعامل مع حقيقتها.... هو الذي لم يكن يريد ان يكون طرفاً في النزاع المتوارث بين العرب والإسرائيليين، وجد نفسه في قلب هذا الصراع........ انه "العربي" والذي يحول بينه وبين التعذيب جنسيته الأجنبية لا أكثر.......
بدأ الأمر قبل ان يدخل التحقيق حيث توجب عليه ان يخلع كافة ملابسه عدا سرواله الداخلي ليتم تفتشيه يدوياً.... كان الأمر مهيناً جداً... ورغم كونه عارض ازياء اعتاد ان يكون جسده مكشوفاً لكن هذه المرة كان يشعر بالإذلال وهدر الكرامة... كأنه ليس بإنسان من حقوقه ان يكون محترماً ومصان الكرامة والكبرياء..... الأمر كان ثقيلاً على أي رجل... فما بال رجل بكبريائه وتعاليه ... كان ثقيلاً عليه جداً أن يجد نفسه تحت رحمة أشخاص يكرهونه... مكشوف تماماً لفجاجتهم... هو الذي يتهافت عليه العالم ويتمنى رضاه الجميع والذي قبل ان ينطق بأمر يُنَفذ صار محكوماً ببضعة أشخاص يفتشونه بفظاظة ليشعروه بأنه بلا قيمة......... ثم جاءت غرفة التحقيق الضيقة.. التي لم تكن تحتوي الا على طاولة ومقعد ضيق غير مريح وفي زاوية الغرفة استقر تلفاز قديم يعرض رجلاً يتحدث العربية بطلاقة ويشتم الاسلام والعرب بأفظع الألفاظ مما أشعره بأن داخله يغلي كمرجل وانتابته نزعة للضرب... فليس من حق أي أحد ان يهين دينه او يسيء اليه لكونه عربياً...... ومع هذا كان يدرك ان الأمر مجرد استفزاز وحاول قدر الامكان ان يسيطر على أعصابه...... لكن الاسئلة كانت تضغط عليه أكثر... تستفز اعصابه بجرأتها ووقاحتها... ثم جاء ذكر أمل..... سأله الضابط ان كان له علاقة بها... ان كانت عشيقته... ثم اخذت الأسئلة تزداد قذارة.... فأخذ الضابط يطلب تفاصيلاً عن عدد المرات التي تقرب اليها جسدياً ورفض أن يجيب على كلها بإصرار وغضبه يتزايد ثم كان تعليق الضابط الطامة الكبرى التي أطاحت بصوابه حين قال بخبث: "حسناً اذا كنت ترفض ان تجيب فحين نعتقلها سأجربها بنفسي واجد اجابات لأسئلتي"....... هنا لم يستطع مراد ان يتحكم بأعصابه فانفلت عقالها ونهض صائحاً
-ايها السافل
ولكم وجه الضابط بقوة..... وكان نتيجة هذا عقاب قاسي فلم يدخلوه الى السجن المشترك.. بل أفردوا له زنزانة خاصة... صغيرة الحجم حتى لا تكاد تسعه ان تمدد... لا نافذة فيها والرطوبة تأكل جدرانها الخانقة.... في البداية راح يضرب الباب ويصرخ ويطالب بحقوقه الانسانية ويهدد بجنسيته الأمريكية، لكن كل ذلك قابله الحراس بملامح وجه ساخرة وضحكات شامتة..... لم يكن يفهم العبرية ... لكنهم كانوا يعرفون بضع كلمات عربية.... كلها شتائم.... لقد شُتم بالأب والأم وانتهك هؤلاء القذرين عرضه بلسانهم وكان دمه يفور ويبدأ بالصراخ وركل باب الزنزانة والرد على شتائمهم فيمعنون في استفزازه ليتهجم عليهم... وهو الذي لم يتعرض يوماً لأي اهانة كان يستثقل كل هذه الاهانات القذرة فيفقد اعصابه ثم تأتي العقوبة.... كانت زنزانته فوق كل هذا باردة جداً.. والغطاء خفيف لا يمنح الدفيء والوسادة غير مريحة..... وكأن هذا لم يكفي... فحين ينتصف الليل يشغل الحارس موسيقى صاخبة وعالية من هاتفه الذكي ويقف قرب باب زنزانته ليمنعه من النوم فتنهار أعصابه تعباً وارهاقاً....... مضت عليه ثلاث ايام لم يذق النوم.... جسده منهار تماماً... عضلاته تؤلمه .. عظامه مسحوقة وعقله منهك... واليوم صباحاً تعرض لعقوبة جديدة حين كان يصطحبه الحارس الى الحمام وقال له:
-لقد رأيت صورة عشيقتك... انها مثيرة جداً... أنا وأصدقائي لعبنا القرعة منذ الآن على من ينام معها أولاً....
أدرك بأنهم علموا بعد موقفه مع المحقق أن أمل نقطة ضعفه فراحوا يستغلونها ورغم ادراكه هذا لم يستطع ان يضبط أعصابه فشتم الحارس واشتبك معه لاكماً اياه عدة مرات على وجهه.... فتم عقابه بحلاقة شعره.......
فكر بإرهاق بأن كل ذلك ليس لأنه متهم بجريمة قتل بل لأنه عربي.... هل يكره هؤلاء القوم العرب الى هذه الدرجة؟ من المفترض ان يكره من؟ أليست هذه الأرض هي للعرب أساساً، أليسوا هم من أسسوا دولة فوق دولة؟ فلماذا هذا الحقد السافر؟ أغمض عينيه... تمتم "يا الهي" وفكر بإستهزاء بأنه صار يفكر مثل أمل....... شع اسمها من بين افكاره الباهتة ... تلك الحمقاء هي السبب في كل ما فيه.... لولا أنه صار بطلاً لأول مرة في حياته وأنقذها لما وصل الى ما هو عليه الآن ... تلك الوقحة المجنونة العربية الشجاعة !..... لقد دعته بالـ "هجين"، أتراه محقة؟ أتراه هجيناً فعلاً.... لا يعلم... كل ما يعلمه انه يكره هذه الكلمة التي صفعته بها في اخر مرة....... واذا لم يمت هنا فسيخرج ليقول لها بأنها هي الهجيمة لأنها تحمل مثله دماءاً أجنبية وجواز سفر أجنبي... ثم يدق عنقها ويشتمها بشتيمة أكبر من التي وجهتها له في أول لقاء لهما................ ابتسم بمرارة... كم يبدو ذلك اللقاء بعيداً........
فجأة تعالى صوت موسيقى مزعج وصاخب اشبه بالصراخ.... شعر برأسه يكاد ينفجر.... انقلب على جنبه ووضع رأسه بين ذراعيه يصمّ أذنه دون فائدة عن الصوت المثير للأعصاب ومن جديد لامس الزغب الخفيف الذي آل اليه شعره ....... تكوّر على الفراش... وتمنى في تلك اللحظة ولأول مرة أن يموت.....
******************************
لوّح صخر بيده بعصبية ليطيح بالمزهرية عن الطاولة فتتشظى على الأرض بصوت مدوي ...
تقدم جوزيف يمسك بذراعه محاولاً الحدّ من ثورته
-اهدأ ساكر
صاح صخر وهو يشير الى المحامين:
-كيف أهدأ... ما فائدة هؤلاء الحمقى إذا لم يستطيعوا ان ينقذوا أخي حتى الآن
قال أحد المحامين وقد بان العبوس على وجهه:
-سيد صخر نحن نحاول جهدنا... الفتاة التي ساعدتها أمل ترفض ان تعترف.... وهذا متوقع.. هل تعرف كم الضغوطات التي قد تتعرض لها فتاة اسرائيلية لتشهد لصالح العرب؟..... كنا نعرف منذ البداية ان الموضوع صعب
هدر صخر في وجه المحامي:
-هل تعتقد ان ما تقوله يهمني؟ انا اريد ان يخرج أخي... بأي ثمن... حتى وان تحالفت مع الشيطان نفسه..... اخرج أخي والا اقسم ان اخرج روحك
قال الشطر الأخير وهو يمسك بتلابيب قميص المحامي.... لكن جوزيف جره بعيداً بقوة وهو يهتف في وجهه:
-هل جننت؟ عليك أن تهدأ لنجد حلاً
كان آدم الصالحي يراقب صخر السالم وهو في قمة ثورته ولا يستطيع حتى ان يتفوه بكلمة.... الوحش البشري قد ضحى بنفسه لأجل ابنته وهو لا يستطع الا ان يعجب به لجعل نفسه كبش فداء..... وهذا ما لم يكن متوقعاً منه .... وكل تصرف يقوم به صخر يبدو طبيعياً بالنسبة لرجل دخل اخوه سجون الاحتلال.........
اتجهت عيناه نحو امل التي ما زالت تلك النظرة الفارغة عالقة بعينيها.... منذ ان اتصلت به بصوت مرتجف تخبره ان مراد قد تم القبض عليه وهي على هذه الحالة من الجمود كأنها لم تستفق بعد من صدمة نجاتها ولا صدمة تضحية مراد لأجلها....... كانت تراقب بصمت كل شيء يجري أمامها في مخبئها الجديد الذي أمنه لها أحد محاميه بعد ان تتبعت الشرطة علاقة أمل بالجمعية والتي قادتهم الى كل الأعضاء فيه ومنهم رائد والذي بدوره قادهم الى معرفة بيت جده وبالتالي الى أمل الذي انكر بالطبع معرفته بأمر اختبائها في بيت جده ومع هذا فقد خضع لتحقيق مطول خرج منه صباح اليوم......... ورغم تلك النظرة التي تزرع الرعب في قلبه ايماناً منه ان ابنته تتعذب الى انه كان ممتناً لله جداً لأنه حفظ ابنته له مع انه يدرك ان في هذا انانية كبيرة لان سلامة ابنته كان ثمنها اعتقال مراد...... ومع هذا فالأب داخله لم يستطع الا ان يتنهد ارتياحاً لوجود ابنته أمامه.... لم يكن ليتخيل ماذا سيكون حاله لو اعتقلت شرطة الاحتلال أمل ..... أغمض عينيه بعذاب ثم فتحهما وتقدم نحوها وامسك بيدها وقبّلها بقوة وكأنه يبثها حبه ومساندته.... لكنها كانت جامدة تماماً ولم تنظر اليه حتى........
أما هي فقد كانت في عالم آخر... تراقب ما يحدث بصمت غير ان داخلها يصرخ بعذاب.... عينا مراد وهو يسقط ارضاً اثناء اعتقاله ونظرته لها لم تفارق خيالها لحظة منذ ان دفع سلامته فداءاً لها....... هذا الرجل الذي ظنته مغروراً وتافهاً افتداها بنفسه..... الرجل الذي تهكمت عليه ونعتته بالهجين بقسوة دون ان تراعي مشاعر هو ذات الرجل الذي قدم نفسه قرباناً لها...... وبينما تجلس هي هنا بأمان يقبع هو في ظلمة السجن .... وهي تعرف ما يعني ان يدخل عربي سجن الاحتلال حتى لو كان يحمل جنسية اجنبية...... كلما مر الوقت كلما بات احتمال نجاته أقل.... لقد ظنت انهم وجدوا حلاً حين توصل المحامين الى حل بأن يجدوا الفتاة التي تعرضت للضرب من خلال كاميرات المراقبة ومحاولة اقناعها بالشهادة معها........ ولأن المشادة حصلت في مكان آخر فكانت كاميرات المراقبة ما تزال تحتفظ بالواقعة ... وهكذا وصلوا الى الفتاة.... وكان لديها بصيص أمل صغير بأن الفتاة قد تنقذها هي ومراد... لكن ها هو أملها ينطفئ.... الفتاة لا تريد التعاون معهم.... وهذا يعني ان مراد سيبقى معتقلاً بسببها......
نهضت من مكانها ودخلت الغرفة وحين حاول والدها اللحاق بها، أوقفته.... دخلت الغرفة واقفلت الباب ورائها ثم استلت الهاتف الذي اشتراه لها رائد واتصلت بأحد أصدقائها الذي له صلات قوية بقنوات اخبارية متعددة .......
بعد اقل من نصف ساعة كانت تستل هاتف والدها دون علمه من على المنضدة وتعود الى الغرفة..... ثبتت الهاتف على طاولة صغيرة وفتحت الكاميرا الأمامية واخذت تسجل مقطع فيديو....
"أنا أمل آدم أحمد الصالحي.... فتاة عربية تعود جذوري الى يافا..... (استلت السلسلة الطويلة حول عنقها ليظهر المفتاح المخبئ تحت البلوزة) ... هذا مفتاح بيتنا في يافا.... لقد هدمه المحتلين قبل سنوات طويلة ..... ورثت هذا المفتاح من جدي لأتذكر دوماً من أنا.... وأنا ما زلت اتذكر...... أنا امل وهذه مدينتي.... أنا أنتمي لكل حجر من هذه الأرصفة ولكل موجة من هذا البحر ولكل شجرة من هذه الحدائق..... انا جزء من هذا المكان الذي سُرِقَ مني ولم يُسمَح لي بأن أزور بيت جدي لمرة واحدة قبل ان يُهدَم......... انا فلسطينية.... ولأجل هذا فقط يصرون على جعلي قاتلة...... لكنني لست كذلك.... نحن لم نكن قتلة في السابق.... ولسنا قتلة الآن..... اننا لا نهاجم أحد.. بل ندافع حين يهاجمنا الآخرون...... وهذا ما حصل... لقد دافعت عن امرأة تتعرض للضرب في الشارع من قبل رجل متوحش..... ساعدتها لتهرب مما أغضب الرجل فلحقني أنا وضربني فدافعت عن نفسي.... أنقذني مراد السالم.... الذي لم يرَ من الأمر الا امرأة تتعرض للضرب... وكان شهماً بما فيه الكفاية ليفعل شيئاً وينقذني وبسبب هذا هو الآن في السجن...... لقد هربنا لأن الصحف نشرت بأننا حاولنا قتل الرجل دون سبب... لقد شوهوا الحقائق كما يفعلون دائماً.... لكن على العالم ان يعرف بأننا لم نعتدي عليه.. مراد السالم لم يكن له يد في أي شيء... انا التي طعنت الرجل دفاعاً عن نفسي...... انا المسؤولة عن كل شيء....... وإذا اراد العالم ان يعرف الحقيقة عليه ان ينظر الى ملابسات الحادث... ان يطالب بتسجيلات كاميرات المراقبة التي تم اخفائها ...... كما تم اخفاء عشرات الجرائم التي ترتكب بحقنا كوننا عرب .......... أنا أطالب العالم بأن يتحرك... أطالب الاعلام ان يستقصي الحقيقة... أنا أطالب بحقوقي وحقوق مراد...... وما لم تستطيعوا منح فلسطين اياه قبل سبعين عاماً، امنحوه لنا على الأقل... العدالة !"
حين أنهت أمل تصوير الفيديو، كانت دموعها تسيل دون حساب... قامت بإرسال الفيديو من هاتف والدها الى صديقها..... ومسحت الرسالة بعدها ..... خرجت من الغرفة وتركت الهاتف سراً حيث كان ... ورأت بأن السيد صخر قد هدأ قليلاً والسيد جوزيف يتحدث بعملية مع والدها....
اقتربت من السيد صخر وقالت بصدق:
-أنا أعتذر سيد صخر... أعتذر جداً
رفع السيد صخر وجهه اليها كان الشحوب يغطيه والقلق يسكن ملامحه.... كانت هذه المرة الأولى التي توجه له كلاماً شخصياً بعد اعتقال مراد وتوقعت ان يهّب على قدميه ويرميها بحمم غضبه، لكنه فعل عكس ذلك اذ قال
-لا تعتذري.. لم يكن ذنبك
اغرورقت عيناها بالدموع وهمست:
-سأنقذه، أعدك
لم يبدو وكأنه أعار كلامها أي اهتمام اذ قال بلا مبالاة:
-ان شاء الله...
قال جوزيف:
-علينا ان نذهب... لا يجب ان نبقى هنا مع امل... من الوارد جداً ان يتم تعقبنا.... كما أن علينا ان نقابل المحامي الذي أوكلته السفارة ليخبرنا بآخر التطورات
ثم وجه حديثه الى أمل:
-هل تحتاجين شيئاً صغيرتي؟
هزت رأسها نفياً.... ثم تقدم والدها واعتصرها بين يديه وكأنه يحاول دسها في صدره...
قال لها بثقة:
-سينتهي كل شيء قريباً
همست:
-أجل...
ثم نظرت اليه بعيون دامعة:
-أنا أحبك بابا... اعتني بنفسك
احتضنها من جديد وقبل جبهتها:
-وأنا احبك يا قرة عين بابا...
خرج المحامون ووالدها برفقة السيد صخر والسيد جوزيف... وظلت تنظر في إثرهم ببؤس.......
بعد أربعين دقيقة... كانت أمل تقف على باب مركز الشرطة وتقول للشرطي أمامها بالعبرية:
-انا أمل الصالحي، جئت لتسليم نفسي ....
.
.
.
نهاية الفصل

ru'a likes this.

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 05:54 PM   #795

moshtaqa

نجم روايتي وكاتبة وقاصة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبطلة اتقابلنا فين ؟

 
الصورة الرمزية moshtaqa

? العضوٌ??? » 105077
?  التسِجيلٌ » Dec 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,935
?  نُقآطِيْ » moshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond reputemoshtaqa has a reputation beyond repute
افتراضي

قراءة طيبة حبيباتي

moshtaqa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 06:36 PM   #796

هديل ابو خيط

? العضوٌ??? » 403060
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 342
?  نُقآطِيْ » هديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond reputeهديل ابو خيط has a reputation beyond repute
افتراضي

مجنونه امل 😨😨😱😱😱😱😱 راحت تسلم حالها

هديل ابو خيط غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 06:39 PM   #797

سومة111
 
الصورة الرمزية سومة111

? العضوٌ??? » 119781
?  التسِجيلٌ » May 2010
? مشَارَ?اتْي » 535
?  نُقآطِيْ » سومة111 is on a distinguished road
افتراضي

دية قفلة ياشيخة انا مش هقدر استنى للاسبوع الجاي حرااااااااااام التشويق هيقتلني ويبقى ذنبي في رقبتك
الفصل رائع قليلة عليه يا بيلا بس القفلة صعبة اوي ياترى امل هيحصلها اية


مراد راجل اوي وأثبت أن العربي مهما اتغرب وأتربي بره هيفضل لما بتحط في موقف محتاج منة شهامة وجدعنة هيظهر معدنه الحقيقي

وغيرت على عروبته ودينة وبنات العرب ويظهر اصله مهما كان


سومة111 غير متواجد حالياً  
التوقيع
[rainbow]
soma
[/rainbow]
رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 06:50 PM   #798

Hager Haleem

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Hager Haleem

? العضوٌ??? » 359482
?  التسِجيلٌ » Dec 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,301
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Hager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond reputeHager Haleem has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يا خراااااااااابي 😭😭😭😭😭😭
حرام عليكي بقى ايه القفلات المنيله دي 😭
كده البت هتروح في شربة مايه و هيعلقوها .... يا اختى مراد يستحمل ما هو راجل إنما هي مينفعش تتسجن خالص
الزفت على بقى عايز الضرب والله لأن اوركد دايما كانت واقفه معاه و يوم ما تحتاجه هي جنبها يسيبها و يروح للي ما تتسمى 😒😒😒
الفصل رهييييييييييب بيلا و عايزين اقتوبااااااااااااس و النبي بسرعه عشان اطمن على أمل 😔😔😔😔😔😔


Hager Haleem غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 07:00 PM   #799

suhair soso

? العضوٌ??? » 383667
?  التسِجيلٌ » Oct 2016
? مشَارَ?اتْي » 276
?  نُقآطِيْ » suhair soso is on a distinguished road
افتراضي

اه يا بيلا شو هاد حرام عليكي ...انا كيف بدي اصبر للاسبوع الجاي

suhair soso غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-04-18, 07:08 PM   #800

ام زياد محمود
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية ام زياد محمود

? العضوٌ??? » 371798
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 5,462
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » ام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond reputeام زياد محمود has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   sprite
¬» قناتك nicklodeon
?? ??? ~
اللهم ان كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه او ظلم ظلمناه أو فرض تركناه او نفل ضيعناه او عصيان فعلناه او نهي أتيناه أو بصر أطلقناه، فإنا تائبون إليك فتب علينا يارب ولا تطل علينا مداه
افتراضي

تسجيل حضور
لذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 99 ( الأعضاء 37 والزوار 62)
‏ام زياد محمود, ‏fatma ahmad, ‏cadbury chocolate, ‏لوشة العزاوي, ‏suhair soso, ‏esraa elsayd, ‏maha elsheikh, ‏mayna123, ‏داليا انور, ‏zainab atta, ‏Hager Haleem+, ‏زهرورة, ‏najla1982, ‏Omar_1, ‏ام البنوتة, ‏شفاء النمرية, ‏Gigi.E Omar, ‏moshtaqa+, ‏وردة شقى, ‏سومة111, ‏بشري كمال, ‏Hadaldal, ‏@شمعة الجلاس@, ‏ام ياسر., ‏ايتن اسامة, ‏Hanan anz, ‏Gogo01, ‏zozonabeel1, ‏Fatima hfz, ‏khaoulouta, ‏مريومة 999, ‏jasme, ‏Saku Hana, ‏رزان عبدالواحد, ‏د/عين الحياة


ام زياد محمود غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.