آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
21-03-18, 10:35 PM
| #11 | |||||||
| نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب 
|  اقتباس:
| |||||||
|  |
|
21-03-18, 10:38 PM
| #12 | ||||||||
| نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب
| اقتباس:
الله يبارك بيج ياعمري اقتباس:
الله يبارك فيك سوزي حبيبتي | ||||||||
|
| |
|
21-03-18, 10:39 PM
| #13 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 15 ( الأعضاء 3 والزوار 12) Roqaya Sayeed Aqaisy, شيماء 1990, Malak assl هلا ومية هلا بالعضوات والزوار | ||||||
|
| |
|
22-03-18, 07:54 PM
| #15 | |||||||||||
| مشرفة اسرة حواءوذات الذوق الانيق وفراشة متألقة،ازياء الحب الذهبي ..طالبة مميزة في دورة الخياطة جزء1وأميرة فستان الأحلام ولؤلؤة بحر الورق وحارسة وكنزسراديب الحكايات و راوي القلوب  
| الف مبروك ياروكا اشو هالملخص النارى بانتظار حكاية عروة وترف متابعاكى وبالتوفيق | |||||||||||
|
| |
|
23-03-18, 02:02 PM
| #16 | |||||||
| نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب
| اقتباس:
| |||||||
|
| |
|
23-03-18, 04:27 PM
| #17 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل الاول احتلال .......................... أحنّ إليكِ أُمي إذا جنّ الليل وشاركني فيكي صبحٌ جميل، أحنّ إليكِ أُمي صباحاً ومساءً وفي كل حين إليكِ أميل أُصَّبِر نفسي، أُمتّع طرفي بنظرةٍ على وجهك، أَطيل وأهفو للقياك في كلّ حين ومهما أقول وأكتب فيكِ قليل على راحتي كم سهرتِ ليالٍ ... وأوجعتي قلبك عند الرّحيل إذا ما افتقدتُ أبي برهةً غدوتِ لعمريَ أنتِ المعيلُ، بفضلكِ أمي تزولُ الصّعابُ ودعواكِ أمّي لقلبي سيلُ حنانكِ أمّي شفاءُ جروحي وبلسمُ عمري وظلّي الظّليلُ، .................... فتحت عيناها الزرقاويتان ببطىء ... ها هو صباح آخر يشرق عليها دون وجودها في المنزل ... ثبتت نظراتها على السقف المتشقق بفعل الرطوبة وهي تهمس بوجع يدمي القلوب .... ااااه والف ااه ... كيف خطفك الموت مني ..... كيف دفنتك بيدي يا أمي ..... كيف غسلتك قبل ان يشيعوك لمثواك الاخير ..... اجل رغم معارضة الجيران لذلك العمل الجريء والمرعب الا انها ابت .... قالت بجمود وعيناها متشربة حد الشبع بالحزن و الآلم على والدتها الحبيبة - انا اقوم بغسل امي .... لن يلمسها احداً غيري !!!!!! وهكذا فعلتها ......اماااه افتقدك بشدة لم تكن والدتها كبيرة في السن .... كانت تبلغ الخامس والأربعين من عمرها فقط ..... من هن في مثل سنها يتمتعن بالصحة والشباب الا والدتها المسكينة ... لا تعرف حقاً مالذي عجل بموتها ! أهو الفقر المدقع الذي يعيشون فيه اما ربما بسبب مصاب اخيها ؟! لكن لالا الفقر لم يكن السبب بل اخيها .. اجل ... هو السبب ... فبالرغم من قلة رزقهم الا انهم عاشو مستورين وسعيدين ... قانعين بما لديهم .. لكن بعد مصيبة روؤف ذبلت والدتها مباشرة كبرت فوق عمرها اعوام مضاعفة ...... ذبلت في غضون شهور .... بل في غضون ايام معدوات ......همست بجمود وحرقة " كل ما جرى بسببك اخي " اغمضت عيناها المتورمة لبرهة ... تحاول اشغال عقلها بذكريات ولت ولن تعود ... علها تنسى قليلا مستقبلها المجهول التي لاتعرف حقاً ما يخبئ لها بين طياته الغامضة ! طرقات خافته على باب غرفتها انتشلها من دوامة افكارها العاصفة ... ليصلها صوت ريتاج الرقيق وهي تدلف للغرفة - اختي الخالة ام سمر جائت لزيارتنا تعالي لتستقبليها ! همست ترف بصوت مبحوح بالكاد يخرج من شفتيها - قادمة عزيزتي ... اذهبِ واعدي لها الشاي . اجابت ريتاج بطاعة وبصوت باهت لا روح فيه بينما وجهها الناعم ذابل كزهرة تفتقد الى الماء - حسنا لكن لا تتأخري ! وقفت بتكاسل ثم رتبت قميصها الأسود وتنورتها المجعدة التي تماثلها باللون .. و سارت بخطوات متثاقلة وكأنها عجوز قاربت على السبعين وليست شابة في الثالث والعشرين من عمرها ... موت والدتها كسر ظهرها ... وحطم حصون الأمان داخلها ... لكنها تحاول قدر استطاعتها اداعاء التماسك فقط من اجل شقيقتها الصغرى ريتاج ....المسكينة التي تيتمت وحرمت من حنان الأبوين وهي لم تتجاوز التاسع عشر من عمرها ... ريتاج هي اكثرمن عانت ولا زالت تعاني من فقدان والدتها .. فهي كانت قريبة جدا منها ... لاتنام ليلا الا بأحضانها ولا تخرج الا برفقتها ... ريتاج مثلت الطفولة البريئة الهادئة في المنزل وهي مثلت الاخت الكبرى التي تحاول تخفيف العناء عن والدتها وتحمل جزء من مسوؤلية المنزل الذي وقع على عاتقها رغماً عنها .... رسمت ابتسامة صغيرة على وجهها الشاحب وخرجت الى غرفة المعيشة وهي تقترب من جارتهم الطيبة قائلة بترحاب - اهلا وسهلا خالتي وقفت ام سمر بسرعة وهي تفتح ذراعيها لتعانقها بمودة ولطف - صباح الخير بنيتي .... كيف حالك ! اجابتها وهي تبادلها العناق ثم تبتعد عنها قليلا - الحمدلله يا خالة انا بخير شكرا على سؤالك ! قالت المرأة المسنة وهي تشعر بالحنان والشفقة على حال تلك الصبية القوية التي لاتزال بزهرة شبابها وهي تحمل كل هذه المآسي وحدها - لا تشكريني يا حبيبتي انت بمثابة سمر ابنتي .... تعالي يا ترف ... اجلسي قربي تقدمت ترف لتجلس قربها بطوعية واستسلام لتكمل السيدة مهجة كلامها - فقط لو تستمعي لكلامي وتوافقي على ان تعيشا معنا انت وريتاج الى حين .... قاطعتها ترف بنعومة - اشكر لك عرضك هذا خالتي ... لكننا مرتاحتان هنا صدقيني !!! قال ام سمر بحيرة وتعلثم فهي لم تكن تريد ان تذكرها بوالدتها - لكن يا ابنتي انتما وحيدتان .... ووالدتك ماتت قبل بضعة اسابيع ... وانا اعرف ان الشقة موحشة خاصة لمن فقد عزيزاً عليه .... يظل يترائ امامه الخيالات المرعبة والأصوات !!! هزت ترف رأسها بأبتسامة حزينة - اتمنى ان اسمع صوتها خالتي .... فعلا اتمنى ذلك .... لكن للاسف لايوجد .... حتى الاصوات والخيالات ترفض ان تزوني .... تنهدت بعمق وقالت مكملة كلامها بهدوء - لا تخافي انا آمنة تماما في منزلي كما اني لو احتجت لأي شيء سأتي واطلبها منك لاتقلقي ابدا غمغمت العجوز بأستسلام - كما ترغبين حبيبتي ... كما ترغبين ! ابتلعت ترف ريقها بصعوبة ثم فركت يديها بتوتر .... بدت وكأنها تريد ان تقول شيئاً ما لكنها مترددة ... قطبت ام سمر وقالت - مابك يا ابنتي هل هناك ما يشغلك !!! ابتسمت بحرج وقالت - لا اعرف ما اقوله لك خالتي ... لكن ... لكن .. اقصد .. ثم صمتت محرجة ... لتحثها المرأة بحنان - تكلمي يا ترف لا تخجلي من شيء انا بمثابة والدتك !!! قالت ترف بخجل وهي تضع خصلة من شعرها الأسود الطويل خلف اذنها - الحقيقة خالتي ... كنت اريد .. ان ... ان ..اسألك ماذا فعل كريم بشأن الحصول على اذن لزيارة اخي !!! ابتسمت ام سمر قائلة وهي تطمئنها - لا تقلقي ... اليوم ذهب منذ الصباح الباكر ... ربما هو الان بطريق العودة ... ما ان يصل سأتصل بك في الحال قالت ترف بأمتنان - شكرا ... شكرا يا خالة لا تعرفين كم احتاج لهذه الزيارة ... اريد ان ارى اخي بأي شكل !! اجابتها المرأة بطيبة - ستريه عزيزتي اطمئني واصبري دلفت ريتاج وهي تحمل صينية الشاي لتضعه امامها على المنضدة ... نظرت لها ام سمر وقالت بتسأل - لما لست في المدرسة عزيزتي ... هذا لا يجوز ... لقد تغيبتي عنها كثيرا وهذا قد يؤثر على مستواك الدراسي ! اجابت ريتاج بطفولية وصوت مرتجف وهي تجلس جانب شقيقتها - لا أريد الذهاب !! ثم اخفت وجهها بكتف شقيقتها بحركة طفولية وعفوية ... تنهدت ترف وقالت - لقد ذهبت البارحة صباحاً واجلت لها العام الدراسي ... فهي وكما ترين لا تريد الذهاب ! قالت ام سمر وهي توجه كلامها لريتاج بطيبة وبنبرة هادئة - لماذا تريدين تأجيل الدراسة حبيبتي ؟! صدقيني الدراسة والخروج والألتقاء بصديقاتك سوف يساعدك كثيراً على نسيان هذه ال ... قاطعتاها ريتاج وهي تقف وتهتف بقوة بينما دموعها تنزل على وجنتيها كحبات المطر - لن انسى امي ابداً ابداً!! ثم تركتهم ودخلت غرفتها تبكي بشهقات مسموعة وقوية .... قالت ام سمر بحرج - انا لم اقصد مافهمت كل غرضي هو ان تنسى وتعيش حياتها ... الحزن لا يجدي نفعا وهي .. صغيرة وما زالت ال ... قاطعتها ترف بمودة وهي تمسك يد جارتهم الطيبة تضغط عليها بلطف - اعرف ما قصدتي خالتي وانت محقة ... لكنها تنهدت واكملت بحزن وهي تسبل اهدابها الطويلة - لكنها وكما تعلمين كانت متعلقة بوالدتي كثيراً اومأت ام سمر هامسة بشفقة وتأثر -رحمها الله ظلا يتبادلان الاحاديث العابرة لعدة دقائق ... بينما ترف ترد عليها وتشاركها الحديث ببهوت وتعب فالأيام التي مضت ... امتصت ما بداخلها من طاقة ... لم تعد تشعر بشيء الا بلسعات الوحدة والكآبة التي باتت ترافقها كل يوم ... منذ القاء القبض على روؤف وهي منطوية وخجلة ... لا تمتلك القدرة على مواجهه الناس والجيران ... لا تعرف بما ترد على تسائلاتهم .... لتزداد الطينة بلة وفاة والدتها التي كانت مصدر الثقة والسند والأمان لها .... قالت ام سمر قبل ان تتركها و تستأذن - ان احتجتم لاي شيء وبأي وقت لا تترددي بطلبه فهمتي !!! وما ان غادرت حتى ذهبت الى الغرفة التي تتقاسمها مع شقيقتها الصغرى لتراها متكورة كالجنين وهي تبكي بأنين خافت جلست جانبها ومسدت على شعرها العسلي اللامع - كفى ريتاج لاتبكي حبيبتي التفتت ريتاج وقالت بينما عيناها الفضية المشوبة بشذرات ذهبية كانت متورمة من البكاء - اريد امي .... اريدها ... لا استطيع ان انساها !! نظر ترف لوجه شقيقتها الطفولي الناعم الذي لا يقل جمالا عنها ... فكلتاهما كانتا تحملان من الجمال ما يلفت الانظار لهما اينما تذهبان ... ترف تشبه والدتها الى حدٍ كبير حتى لون عينيها الزرقاء قد ورثته منها ... اما ريتاج فقد كان شبهها مزيج من والديها ....اخذت من والدها عيناه العسلية ولون الشعر المائل للشقرة بينما اخذت من والدتها بياض البشرة والوجه الطفولي الرقيق ... لتهمس بعينان دامعتان - وانا اشتقت لها ايضا ... لكن هذه سنة الحياة وارادة الله ولا نملك الحق بالاعتراض !! جلست ريتاج ثم ارتمت تبكي بقوة على كتف ترف التي اخذت تهدئها بكلمات لطيفة ... اااه ... ريتاج دموعها تنزل كالنار الحارقة على قلبها لكن ماذا بيدها ان تفعل ... الأم غالية .. غالية جداً خاصة ان كانت كوالدتها .... فهي لم تكن اماً عادية غير مبالية بأولادها ... بل العكس .. كانت نبعاً لا ينضب حنانه ابداً .. طيبة الى اقصى حد .. بريئة وعفوية .. لم تكمل تعليمها لكنها كانت ذكية وتعرف كيف تحل الامور وتتدبر شؤون ومصاريف المنزل ... على الرغم من انها ارملة ... الا انها كانت قوية وذات كبرياء ... والدتها كانت خليط من كل شيء ... طيبة .. حنان ... قوة ... رقة ... كبرياء ... والاهم من كل ذلك كانت تملك القناعة وعزة النفس ..لا تعرف من اين جاء روؤف بكل هذا الكم من الحقد والقسوة واللامبالاة !!! حتى والده كانت طيباً وحنوناً هذا ما اخبرتها به والدتها بأحدى المرات ! تنهدت بحرارة وهي تدعو الله بسرها ان يمدها بالقوة والصبر على الايام المجهولة التي بانتظارها... هي تشعر بأن هناك امور سيئة ستحدث لكنها تصبر نفسها وتوهمها بأن كل شيء سيكون سيسير على مايرام بأذن الله ! ........................... نهاية الفصل الاول | ||||||
|
| |
|
23-03-18, 04:29 PM
| #18 | ||||||
| نجم روايتي وكاتبة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب
| الفصل الثاني احتلال بسم الله .................. الجلوس لساعات وساعات بين اربعة جداران في المنزل مع ذلك الصمت المدقع الثقيل و تلك الذكريات المؤلمة التي تدور حولها تكاد تصيبها بالجنون ..... شقيقتها ريتاج صارت تجلس طوال الوقت بغرفة والدتها تحتضن وسادتها تدفن وجهها به وتبكي .... تذهب لتخرجها من هناك ولا يمضي على خروجها ربع ساعة إلا وتسمع صوت الباب يفتح لتعود شقيقتها هناك من جديد ... لقد تعبت لا تعرف ماعليها فعله وهي وحيدة لا تملك عائلة وعشيرة قوية وحقيقية الا خالها المسكين الذي يكد ويعمل على اولاده الستة ! الواقع والعقل يقول بأنها يجب ان تشغل نفسها بشيء ما ... كأن تجد عملا لها .... بكل الاحوال هي يجب ان تعمل خاصة بعد ان حبس اخيها .... فالمال الذي بحوزتها بدأ بالنفاذ .... ارتفعت شفتها بشبح ابتسامة مريرة وهي تتذكره... روؤف اخيها الأكبر ... اخيها من جهة والدتها ... فقد تزوجت والدتها من والدها بعد ان توفي زوجها الاول تاركاً لها ولد واحداً وهو اخيها رؤوف .... اخيها بالأسم فقط ... مايربطه بهم هو اشتراكه بالام ... والذي يبدو ان هذا الرابط الذي يخنقه ويكبله لم يكن يعجبه ابداً ! دائما كان قاسيا ... مستهتراً ..... ناقماً على عيشتهم ... تتسأل داخلها بأستمرار ترى هل لو كانا يمتلكان نفس الاب كان سيعاملها هي وريتاج بنفس هذه القسوة والبرود ! هل كان سيبقى لا مبالياً ! لاتعرف حقاً هل هناك اخ يكره اخته لهذه الدرجة ! ربما كان مع ريتاج اقل قسوة .. لكن معها كان مختلف ... مختلف كثيراً ... فما ان يراها حتى ينظر لها بحقد وكره واضح جداً و منعكس عبر عينيه البنيتان الماكرتان ... وكأنها مرآة تظهر ما بداخله دون عناء او محاولة منه لأخفائه ! كم حاول ان يجعلها تترك الدراسة هي بالذات وقد كاد ان ينجح لعدة مرات بأحباط عزيمتها .. فقد تعبت من كثرة شجاراته المفتعله معها بسبب او ودونه ... تعبت من تسلطة .. سخريته الجارحة ... فرضه لرأيه عليها بكل اجحاف وعنجهيه ! لولا تشبث والدتها وحبها للدراسة وتشجيعها المستمر لها لما استطاعت ان تكمل تعليمها في المعهد التقني الطبي .... كانت تتدبر لها المال بشق الانفس فوالدتها كانت تعمل بخياطة العباءات النسوية البسيطة .... كما كان اخيها يعطيها القروش التي لا تسد احتياجات المنزل ويتركهم لايام عديدة دون معيل وسند .... والدتها كانت تحب روؤف حباً جماً ... لم تكن لترفض له طلباً الا فيما عدا موقفه من دراستها .. كانت تقول دائما بكل طيبة وبرائة - هذا اخيكم الاكبر وسندكم ... مهما يكن فهو لن يتخلى عنكم ابداً سيظل البيت عامراً بوجوده خيمة فوق روؤسكم ! وقد كان خير سند وخيمة يا اماه ! همستها ترف بمرارة ... كم من المرات حاولت افهامها بأن تكف عن تدليلة ... فهو ليس صغير لقد اصبح شابا في الخامس والعشرين لكن لافائدة .... لم تكن تستمع لها ... وهذه هي النتيجة لقد دخل السجن من هنا وسقطت والدتها طريحة الفراش من هنا .... تبكي عليه وتنوح ... الى ان توفيت بسبب ارتفاع مفاجئ في الضغط ... اغمضت عينيها واتكأت على السرير .... ماذا ستفعل !!! كيف ستحمي شقيقتها ؟! كلما تتذكر بأنها باتت وحيدة دون وسند وعزوة تصاب بالذعر والخوف لكنها لا تبين ذلك لكي لا تثير فزع تلك المسكينة !!! الان عليها ان تتحدث مع روؤف حتى وان كان وجوده من عدمه سواء هو سيبقى اخيها ... غدا ستذهب لتراه وتبلغه بوفاة والدتهم ولو انها متأكدة من انه لن يهتم فهو لطالما كان عديم الشعور بالمسوؤلية !!! تصرفاته لا تمت للنضوج بصلة وكأنه طفل صغير تائة لا يعرف مايريد ولا اي طريق يسلك !!! ابعدت الغطاء ثم توجهت لترى شقيقتها وكالعادة وجدتها تنام على سرير والدتها ... تنهدت بحزن وتقدمت لتجلس جانبها وهي تمسد ذراعها قائلة - ريتاج ... رتوجة حبيبتي انهضي لنعد العشاء معا همست ريتاج بطفولية - اتركيني ترف لا اريد شيئاً استغفرت ربها بسرها ثم سحبت نفسا عميقا لتقول بمحاولة منها لاقناعها - هيا ريتاج انت لم تأكلي شيئا منذ الصباح هيا انهضي تكورت صامته وهي تحتضن الوسادة اكثر ... وقفت ترف لتهتف وعيناها تذرف الدموع فهي لم تعد تحتمل كل ما يحصل معها - حرام ما تفعليه يا ريتاج فكري بي قليلا ماذا علي ان افعل !!! المال بدأ بالنفاذ واخيك مرمي في السجن وامي ماتت وانا وحيدة وانت لا تعينيني تتصرفين بطفولية ... لقد تعبت تعبت يالله هل انتحر لترتاحو جميعا اجيبي هل اقتل نفسي ؟! انفجرت بالبكاء وهي تخرج مسرعة الى غرفة المعيشة لتجلس على الاريكة تدفن وجهها بين يديها تجهش ببكاء مرير تهمس بصوت مبحوح ... اه يا امي لماذا لم تأخذيني معك لماذا !! لماذا علي ان احمل هذا العبئ الثقيل لوحدي ... لماذا حصل معنا كل هذا !! يا رب لما لم تأخذني بدلا عنها ... انا لا استطيع ان اتحمل ما يحصل لا استطيع !!! بعد مرور عدة دقائق شعرت بيد ريتاج على كتفها لتتقدم وتجلس جانبها ببطء قائلة بأعتذار - اسفة ترف ... اسفة سامحيني ... سأفعل كل ما تقولين لكن ارجوك لاتبكي وتحزني ! رفعت ترف وجهها المحتقن بسبب البكاء وقالت لها بأختناق - لا اريد منك شيئا الا ان تدرسي وتنجحي وتصبحي طبيبة لتحققي ما كانت تريده والدتنا ! اومأت ريتاج قائلة بخفوت - حاضر اختي اعدك سأحاول ان ادرس ! هتفت ترف بأصرار وهي تعتدل بجلستها - كلا لن تحاولي بل ستفعلين... وتعودين للدراسة ان شاءلله ! قالت ريتاج بأستسلام - حاضر اختي لكن حلفتك بالله لا تجبريني على مواصلة الدراسة هذه السنة دعيها للسنة القادمة ارجوك ! نظرت لها ترف بصمت ... كانت تزيغ حدقتيها لوجه شقيقتها الناعم الذي ذبل وشحب من كثرة الحزن والبكاء ... لتنهدت وهي تقول - حسنا لكن بشرط نظرت لها ريتاج بتسائل لتكمل ترف قائلة - تواصلي الدراسة في المنزل ... اعترضت ريتاج - لكن اختي ما الفائدة ثم ... ثم ... لقد اصبح هناك الكثير من المواد الدراسية المتراكمة و التي لا افهم منها شيئا قالت ترف بأستنكار - كيف تتسائلين مالفائدة !! الفائدة هو انك ستشغلين وقت فراغك ثم الدراسة المستمرة تزيد من مخزونك العلمي اما حجة تراكم الدروس فأنا سأشرح لك كل ما فاتك ... اتفقنا ؟! غمغمت ريتاج وهي تتلاعب بأصابعها - كما تريدين اختي وقفت ترف قائلة - هيا امامي الى المطبخ لنعد شيئا ناكله اومأت ثم وقفت لتتبع شقيقتها الى ركن صغير يقع في اقصى الشقة ... يحتوي على موقد و حوض لغسل الصحون مع مائدة صغيرة وكرسي واحد ... ما ان وضعت ابريق الشاي على الموقد حتى سمعت صوت جرس الباب يرن بالحاح قالت لريتاج - اكملي انت ريثما ارى من في الباب ارتدت وشاحها بسرعة ثم اتجهت ووقفت خلف الباب قائلة - من ؟!!! اتاها صوت ام سمر وهي تقول - انا عزيزتي افتحي الباب لدي ما اخبرك به فتحت الباب بسرعة وقالت - اهلا خالتي تفضلي اجابتها بلطف وهي تعدل من وضع عبائتها السوداء فوق رأسها - كلا حبيبتي لا يحتاج الامر للدخول لقد جئت لاخبرك ان كريم سيأخذك غدا لرؤية اخيك ! هتفت بسعادة حقيقية - حقا خالتي !!!! اومأت المرأة الطيبة مؤكدة - اجل عزيزتي لقد حصل على اذن للزيارة وسيأخذك بنفسه غدا الساعة العاشرة صباحا فتهيئ لذلك !! قالت ترف بأمتنان صادق - شكرا لك خالتي واشكري كريم ايضا ... لا اعرف لولا وجودكم لجانبي كيف كنت سأتدبر امري !!! ربتت على كتفها قائلة بطيبة - لا داعي للشكر انت ابنتي ووالدتك كانت من اعز الصديقات واقربهن لي ... تصبحين على خير اغلقت ترف الباب واعادت المزلاج الى مكانه واتكأت عليه قائلة بهدوء وحزن ... - غدا سأفهم كل ما جرى لك سيد رؤوف ولنرى ماذا ستفعل عندما تعرف بوفاة والدتنا !! .......................... ........................................ اسيقضت مبكرا وبنشاط بعد سلسلة من الاحلام المتقطعة والمزعجة ... تناولت فطورها ثم ارتدت ملابس الحداد المتكونة من بلوزة سوداء مع تنورة واسعة و سترة صوفية بنفس اللون ... لفت الحجاب حول رأسها بأحكام وجلست قرب ريتاج التي كانت تغط بنوم عميق - ريتاج عزيزتي ... ريتاج استيقضي لاتكلم معك التفتت ريتاج ناحيتها وهي تفتح عينا واحدة قائلة بنعاس - ماذا هناك ترف ! اجابتها بهدوء - سأذهب لزيارة روؤف في السجن حاولت الجلوس وهي تقول وقد توثبت حواسها فرغم كره روؤف لهما الا انها كانت تحب اخيها جدا - خذيني معك ارجوك !!! اجابت ترف بهدوء وجدية - ليس الان ريتاج سأذهب وحدي هذه المرة ثم اعدك بأن أأخذك في المرة القادمة ان سنت لي الفرصة ! ارجعت ريتاج رأسها على الوسادة وقالت بخيبة امل - حسنا كما تشائين وقفت ترف وهي تضع حقيبتها على كتفها وقالت مؤكدة - لا تفتحي الباب لاي احد فهمتي الا لجارتنا ام سمر وان اضطررت فأفتحي الشراعة فقط ! اومأت ريتاج وهي تتثائب لتعود مرة اخرى للنوم ..قبلتها ترف من جبينها قبل ان تتجه الى خارج الشقة . ................ .................................... ماان اغلقت الباب حتى سمعت صوته الرجولي وهو يقول بلطف وحب لم يخفى عليها ابداً - صباح الخير ترف !!! رسمت ابتسامة على شفتيها واستدار لتنظر لأبتسامته الهادئة الرزنة .. عيناه البنيتان .. وجهه الرجولي ذو التقاسيم الحادة ... لتجيبه بلطف - صباح الخير كريم ...كيف حالك ؟! اجابها وهو يتقدم ناحيتها قليلا - الحمدلله .... اذن هل انت جاهزة !! اومأت قائلة - اجل ... شكرا لك لقد اتعبتك معي .... لن انسى معروفك ابداً اجابها قائلا بغيرة وحمائية بدت واضحة لها جدا كما ان اهتمامه المبالغ به اربكها للغاية - لا داعي لتشكريني ترف ... فأنا بكل الاحوال لم اكن لادعك تذهبين الى تلك الاماكن وحدك مطلقا اومأت بأبتسامة ثم تبعته بصمت ... استقلا سيارة اجرة ... طوال الطريق كانت صامته تنظر للشوارع المزدحمة بشرود .... نساء رجال اطفال شيوخ يسيرون كأنهم مجرد خيالات لا روح فيها ... بجمود ... وسرعة ... وكأن سيرهم بهذا الشكل هي مجرد لقطات تصور لفلم تلفزيوني .... ترى بما يفكرون .... هل هم مثلها محملون بتلك الهموم التي لاتعرف لها حلا !!!! تنهدت بصمت وملامحها حزينة ومتوترة .... كل شخص يحمل بين دهاليز قلبه الكثير من الاسرار والمتاعب والهموم التي لا تنتهي فلا الفقير مرتاح ولا الغني مرتاح ايضا كلاهما يحملان نوعا من البؤس .... حتى لو بشكل غير مباشر !!!! رغم شحوبها كانت فاتنة ورائعة الجمال .... فكر كريم بذلك وهو يراقبها من المرآة الجانبية للسيارة .... وجهها الابيض الذي اصبح الان شاحب قليلا بسبب حزنها على والدتها كان ولا زال نقيا ورائعاً ... انفها صغير ..فمها الوردي الطبيعي بلونه على شكل قلب ممتد ومستعد للتقبيل .. شعرها الذي تخفيه تحت الحجاب متأكد بأنه حريري و ناعم الملمس حتى لو لم يلمسه او يره .... لكنه سيلمسه حتما سيفعل ذلك قريبا عندما يتزوجها .... ولم يتبقى الكثير .... قريبا ستكون زوجته وهو مصمم على ذلك !!! يكفي انتظارا فقد انتظر طويلا ... منذ فترة مراهقتها وهو منجذب اليها ليتحول هذا الانجذاب الى حب ... بكل مرة يحاول ان يتقدم لخطبتها يحصل شيء .... في البداية كانت تدرس ثم اكملت تعليمها في المعهد وبعدها سجن اخيها المستهتر ثم اخير موت والدتها المسكينة ... فقط فليمر فترة مناسبة على حزنها وبعدها لاقوة ستمنعه عنها !!!! ....................... ................................... وصلا الى المكان الذي سجن فيه اخيها وقد كان عبارة عن بناية كبيرة جدا وشاهقة العلو... ارتجف جسدها عندما لاحظت نظرات الحراس التي يلقوها ناحيتها حين سارت بالقرب منهم ... لكن وجود كريم معها بث داخلها بعض الطمئنينة .... وقبل ان تدخل الى المكان الذي خصص للقاء المساجين مع اهاليهم قال لها كريم بهدوء - انا سأنتظرك هنا لربما لديكم ما تقولاه لبعضكم وانا لا اريد التطفل !! شعرت بالخجل الشديد من لطفه وكرم اخلاقة هي بالفعل ارادت ان تتكلم مع اخيها على انفراد ولم تكن تريد احراجة بأخباره هذا الكلام همست بأمتنان - شكرا لك كريم !! دلفت الى داخل قاعة كبيرة فيها عدة مصاطب للجلوس ... كانت يوجد في الجهة اليمنى من القاعة رجلان وامرأة متشحة بالسواد من الواضح انهم حضرو للزيارة ايضا .... ذهبت الى مصطبة بعيدة نسبيا عن البقية وجلست بتوتر وهي تنقل نظراتها في المكان .... اه منك يا روؤف بسببك دخلت الى اماكن لم اكن ادخلها حتى في الحلم ! لم يمضي سوى دقائق ... ليدلف رؤوف وقد بدى شاحب الوجه نحيل الجسد الى حد كبير .... التفت حوله يبحث عنها بعينيه وما ان لمحها حتى قطب حاجبيه وتوجه لها بسرعة وقبل ان تقف لتسلم عليه همس وهو يجلس جانبها - غبية بلهاء مالذي تفعلينه هنا !!!! اجابته بنبرة لائمة وهي تنظر له بعتاب - اهكذا تسلم على اختك بعد غياب شهران !!! قال بذات النبرة الحادة - لماذا اتيت !!! هل جئت لتتشمتي بي !!! نظرت له بدهشة وتعجب ثم قالت بحده تماثل حدته - اتشمت بك !!! هل تراني قليلة الاصل لاتشمت بك !!! انت اخي ... اخي .... افهم ذلك ما يؤذيك يؤذيني .... كرامتك من كرامتي !!!! حوقلت بخفوت ثم تنهدت بعمق واكملت بلهجة ساخرة - الن تسأل عن والدتك !!!! بهتت ملامحه وشحب وجهه ثم نقل نظراته الى ملابسها السوداء التي انتبه لها فجأة ... ليبتلع ريقه قائلا بتوجس - ك.. كيف .. هي امي !!! اجابته بحزن وعيناها مليئة بالدموع - لقد توفيت قبل اسبوعين يا اخي وسندي !!! لاتعرف هل حقا لمحت تلك اللمعة التي تنبئ بتساقط امطارا من الدموع ام انها بدأت تتوهم !!! همس بحشرجة ... - يا الهي ... ياالهي ... كيف حصل هذا اجابته بنبرة مرتجفة - ارتفاع حاد ومفاجئ في ضغط الدم !!! صمت وهو يعصر قبضتيه على ركبتيه ... نظر امامه لعدة دقائق ... بينما تصاعدت وتيرة انفاسه بدى وكأنه يحاول كبح شهقته ... لكن منذ متى ورؤف يشعر بالحزن بل منذ متى وهو يمتلك مشاعر انسانية كالبشر العاديين !!! مسح وجهه بيديه وقال بهمس يأس - الى رحمه الله يا اماه .... الى رحمه الله ثم استدار اليها قائلا بنبرة فارغة لا روح فيها - هل اتيت بمفردك !!! اجابته بهدوء - كريم احضرني الى هنا ... كثر الله خيرهم لم يتركوني لا هو ولا عائلته منذ وفاة امي الى الان !! اومأ بصمت .... ظلت تتجاذب معه اطراف الكلام لفترة قصيرة قبل ان تتركة وتغادر وقلبها يعتصر الما من اجله ... حتى لو كان قاسيا عليهم ... حتى وان لم يشعرهم يوما بحبه وحنان فهو سيظل مهما يكن اخيها الوحيد ........................... ..................................... بحثت عن عمل في كل مكان ... لم تبقي مكتباً او شركة الا وسالتهم ...لكن للاسف لم تجد سدت كل الابواب في وجهها .... حسنا ليست كلها في الواقع .... فقد وجدت عملا في احدى المطاعم تعمل في غسل الصحون وكادت ان توافق الا ان نظرات المدير وكذلك نظرات الطاهي الضخم ارعبتها جدا ... المطعم لم يكن يحوي على عنصر نسائي ابدا ولو قبلت العمل كانت لتكون الفتاة الوحيدة بين مجموعة من الشباب المفتولي العضلات .... فقط فكرة ان تختلي معهم بمكان واحد ارعبتها وجعلت جسدها يرتعش خوفاً !!!! عضت على شفتها بحرج شديد قبل ان ترفع يدها وتضغط على الجرس الخاص بشقة جارتهم ....سمعت صوت ابنتها سمر تهتف قائلة - قادمة ... قادمة تراجعت الى الوراء وهي تفرك يديها بخجل وارتباك شديد ... لكن ماذا ستفعل الى من تلتجئ !!! يجب عليها ان تطلب المساعدة من كريم والا سينتهي بها الامر بالموت جوعا هي وشقيقتها فالمال نفذ منها كمان ان الطعام في المنزل قد نفذ لاتملك ثمن الشاي ولا السكر ولا حتى ثمن شراء رغيف من الخبز ... فتحت سمر الباب لتستقبلها بأبتسامة متكلفة وهي تقول ببرود - اهذه انت !!!! اهلا وسهلا !!! اجابتها ترف بحرج شديد - كيف حالك سمر اسفة جئت بوقت غير مناسب اومأت قائلة ببرود - لاعليك والان تكلمي مالذي تريدينه بالضبط !!! نظرت ترف لوجه سمر كانت تماثلها بالعمر ... لاتعرف لما تكن لها الكره والحقد لهذه الدرجة !! فسمر حقا لم تكن قبيحة الشكل بتاتا بل شكلها كان مقبولا ... عينان بنيتان ... وجه مائل الى السمرة ... شعر بني طويل .... لكنها ورغم ذلك كانت كلما تلتقيان تسمعها كلاما مسموما حاقدا مبطن بالخبث والغيرة !!!! لعنه الله على الفقر .... لولا العازة والحاجة لما اضطرت لان تطرق ابواب الناس طلبا للمساعدة .... وكأنها متسولة .... فتحت فمها لترد عليها غير ان صوت كريم وصلها وهو هتف من الداخل قائلا بترحاب حار - اهلا اهلا ترف ... تقدم ونظر لشقيقته التي ابتعدت بملامح متشنجة ليكمل قائلا بأستغراب - لما انت واقفة عند الباب تفضلي الى الداخل ... هيا ترف !!! اومأت والخجل يكاد يفتك بها بينما وجهها الناصع تحول لكتلة حمراء اللون ... دلفت الى داخل الصالة الصغيرة .... فمنزلهم ايضا كان قديما بعض الشيء ...لكن افضل حالا من شقتهم المتصدعة ... جلست على الاريكة ... ولم يمض الا ثوان قليلة لتسمع صوت والدته وهي تهتف بترحاب وحب - اهلا ياابنتي .... لقد نورت المنزل !!! ماذا تشربين ؟! هزت رأسها نفيا وقالت - شكرا لك يا خالة لكني جئت اليكم بطلب ............................ .................................. نهاية الفصل الثاني قراءة ممتعة | ||||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
53Likes
.png)
العرض العادي
