آخر 10 مشاركات
2 -عصفورة النار - مارغريت بارغيتر -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          القرصان الذي أحببته (31) للكاتبة الأخاذة::وفاء محمد ليفة(أميرة أحمد) (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          28- نغم إلى الأبد - راشيل ليندساى - كنوز روايات أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          مـــا أصعب الإبتعاد عنها *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : عيون الرشا - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          عانق اشواك ازهاري (2)*مميزة و مكتملة* .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree6009Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-18, 12:16 PM   #1561

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي


بإنتظارك عزيزتى لا تتأخرى علينا 😘

bobosty2005 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 12:28 PM   #1562

زهوري الحلوة

? العضوٌ??? » 323513
?  التسِجيلٌ » Aug 2014
? مشَارَ?اتْي » 689
?  نُقآطِيْ » زهوري الحلوة is on a distinguished road
افتراضي

تسجيل حضوروووووووووووووور

زهوري الحلوة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 01:01 PM   #1563

سوووما العسولة
 
الصورة الرمزية سوووما العسولة

? العضوٌ??? » 313266
?  التسِجيلٌ » Feb 2014
? مشَارَ?اتْي » 928
?  نُقآطِيْ » سوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond reputeسوووما العسولة has a reputation beyond repute
افتراضي

اين انتي ياشموسة منظرة ومتحمسة كتييير..

سوووما العسولة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 01:23 PM   #1564

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم



الفصل خلص وجاري مراجعته


موعدنا الساعة الثالثة بتوقيت القاهرة

أي بعد ساعتين ونصف من الآن بإذن الله تعالى



انتظروني وتقبلو تحياتي


شموسة


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 01:56 PM   #1565

حفصة عزوز

نجم روايتي وقاصة في قلوب أحلام وراوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية حفصة عزوز

? العضوٌ??? » 426673
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 458
?  نُقآطِيْ » حفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة shammosah مشاهدة المشاركة
السلام عليكم



الفصل خلص وجاري مراجعته


موعدنا الساعة الثالثة بتوقيت القاهرة

أي بعد ساعتين ونصف من الآن بإذن الله تعالى



انتظروني وتقبلو تحياتي


شموسة
بانتظارك شموستي ❤❤❤❤❤🌼


حفصة عزوز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 01:57 PM   #1566

حفصة عزوز

نجم روايتي وقاصة في قلوب أحلام وراوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية حفصة عزوز

? العضوٌ??? » 426673
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 458
?  نُقآطِيْ » حفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond reputeحفصة عزوز has a reputation beyond repute
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 77 ( الأعضاء 34 والزوار 43)
‏حفصة عزوز, ‏wild flower, ‏روحي أنا, ‏sama mohammad, ‏هبه رمضان, ‏زهوري الحلوة, ‏ربى ترك, ‏ام تالا و يارا, ‏مجنونة الطب, ‏Hagora Ahmed, ‏B.A.M, ‏alyaa elsaid, ‏noura 203, ‏abirAbirou, ‏غيوم ميسو, ‏رغيدا, ‏Noor Alzahraa, ‏nada alaa, ‏كياكيا, ‏كتكوته زعلانه, ‏ندى المطر, ‏منيتي رضاك, ‏فديت الشامة, ‏RABIBA, ‏غاده النصر, ‏سوووما العسولة, ‏سومة111, ‏jadayal, ‏سحرمجدي, ‏الود 3, ‏Bnboon, ‏qhoa sada, ‏lama.


حفصة عزوز غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 04:10 PM   #1567

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثاني والثلاثين

الفصل الثاني والثلاثين





هدر سيد بعنف وهو ينقض عليه " مالذي تقوله يا هذا !!"



امتقع وجه الطبيب شاعرا بالإهانة بينما وقف عمرو حائلا بينهما بسرعة ودفع سيد يلصقه في الحائط ويوبخه بخفوت " إهدأ يا سيد ودعنا نفهم"


صاح سيد بارتباك " ألم تسمع ما تفوه به الآن؟!!"


تدخل أمير يقول بلهجة متأثرة " ماذا تعني أنه لا يستجيب للإفاقة ؟ "



حدج الطبيب سيد بنظرة غاضبة ثم تكلم موضحاً " لقد أتانا المريض .... "


قاطعه سيد بانفعال " إسمه وائل .. وائل مجدي موريس فلا تحوله لمجرد مريض !! "



هدر صوت الحاج سماحة مقتربا منهم وقد حضر للتو" إخرس يا سيد ودع الطبيب يتكلم "



بلع سيد لسانه بينما قدم أمير إعتذارا صامتا للطبيب فأكمل " جاءنا المريض في حالة فقدان وعي وهبوط في الدورة الدموية فتم إسعافه .. ومن الواضح أنه قد ابتلع جرعة زائدة من المهدئات

"
جحظت عينا أمير يسأله بصوت هارب منه " هل تقصد أنه حاول الانتحار !!"


رفعت ماجدة رأسها من بين كفيها تطالع الطبيب بعينين جاحظتين عند سماع كلمة ( انتحار ).. من نفس جلستها الصامتة المشلولة منذ أن حضروه للمستشفى

.
رد الطبيب بهدوء ” لا أعتقد أنها محاولة للإنتحار فكما أفاد المسعفين في التقرير أنهم وجدوا بجانبه أنواعا من المهدئات والمنومات بالإضافة لأن الكمية التي وجدناها في معدته لا توحي بذلك .. على الأغلب أنه خلط توليفه من أكثر من نوع من الأدوية في رغبة عاجلة للسيطرة على إنفعال حاد أو إنهيار فتعارضت الأدوية مع بعضها وإدت إلى هبوط في الدورة الدموية "


قال عمرو " وكيف لا يستجيب للإفاقة رغم أنكم أسعفتموه ؟!"


رد الطبيب " من الممكن أن يكون المخ قد تعرض لنقص في الاكسجين قبل وصول المسعفين .. عموما هو حاليا تحت المراقبة الشديدة وسنقوم بمسح على المخ لنتأكد أنه لم يتضرر .. عن إذنكم "


تحرك الطبيب تاركا الجميع في حالة وجوم فعادت ماجدة تدفن رأسها في يديها بخرس متخفية تحت ذلك القناع المتخشب .


بينما إندفع سيد مبتعدا غير قادر على استيعاب الأمر أو تحمل الفكرة .. شاعرا برغبة في التحطيم .. في التكسير .. في الصياح بعنف في كل المارين من جانبه غير عابئين بأن صاحبه لم يستفيق .. أو لا يريد أن يستفيق ..


بعد دقائق اقتربت آية التي كانت تركن السيارة في الخارج وقد سبقها الحاج إليهم .. وأعطت المفاتيح لوالدها وسألته وهي تتطلع في الوجوه الواجمة في رعب " كيف هو؟ "
رد الحاج بلهجة حزينة " أسعفوه لكنه في غيبوبة ولم يستطيعوا إفاقته حتى الآن "


تغرغرت عيناها بالدموع ورددت " غيبوبة!.. أبيه وائل في غيبوبة!"


ثم تجولت بناظريها في الوجوه الواجمة أمامها ..فعمرو متشنج الملامح وقد أخرج سبحته يسبح ويحوقل .. وأمير يحك جبينه يقاوم رغبة في البكاء وبعض المعارف من شارع سماحة يشدون من أزره .. بينما ماجدة جالسة تدفن رأسها في كفيها ورغم عدم بكاءها كان منظرها مثيرا للشفقة.


إقتربت من عمرو تسأله في خفوت باكي " أين سيد ؟"
رد بتنهيده حزينة " لا أدري خرج غاضبا منذ قليل "


فخرجت تتلفت حولها وتبحث عنه في ساحة المستشفى .. حتى وجدته يجلس على أريكة رخامية خلف بعض الأشجار القصيرة يميل بجزعه للأمام مستندا بمرفقيه على فخذيه يحدق في اللا شيء .


اقتربت تتأمله .. ثم توقفت قليلا لتطيل الوقت وتملأ عينيها بصورته .. لتكمل بعدها السير نحوه في خطى بطيئة .. متأنية .. لتشبع منه ..
لقد مضى وقت ..
وقتا طويلا ..
أطول من أي مرة .. وأوجع من أي مرة .. ومع هذا فكرنفال القلوب والقبل والورود الحمر يتفجر حوله أكثر من أي مرة ..


توقفت بجواره .. وتوقف قلبها عن النبض حين رفع إليها وجهاً حزيناً مكفهراً من نوبة ضغط وشيكة ..ليجد شمسها تشرق من فوقه .. فتطلع إليها يقتبس من حضورها بعضا من النور ليضيئ مدينته التي أضحت تعيش في الظلام الحالك منذ أن حُجِبت عنه ..


لم يكن أكيدا لحظتها هل هي حقيقة أم أن عقله استحضرها ليخفف عنه الألم .. لكنه كان مرحبا حتى بالخيال .. فتكلم متأثرا كطفل صغير " وائل لا يرد علينا يويا .. لقد قرر أن يتركني هو الآخر ويرحل "


اغرورقت عيناها بالدموع ولم تستطع أن تمنع نفسها من أن تمد كفها تحتضن جانب وجهه الخشن .. فسرت الكهرباء في أعصابه ممتناً لهذا المنح العظيم .. ليغلق عيناه يستشعر كفها على خده بكل خلية في جسده .. متمنيا لو تكور بكلّيته بداخل كفها الصغير .. بينما همست آية بصوت باكي " حتى لو قرر إلانسحاب عليك المواصلة في إقناعه بالبقاء .. فأحيانا نحتاج للشعور بأننا مهمين عند من نحبهم حتى لو نعلم معزّتنا عندهم جيدا "


أومأ برأسه في طاعة وهو مازال مغمض العينين .. ثم أطبق بكفه على كفها لتشبث به يود لو يلصقه بوجنته للأبد .. ولم يدري بنفسه إلا وهو يطبع قبلة رقيقة في باطن كفها سرقت الروح منها .. فأيقنت بأنها ستفقد السيطرة على نفسها .. ستضعف وتستخدم تلك السلطة التي يدعي أنها تملكها عليه .. وقد تتوسله لما هو أكثر من ذلك.. فأجبرت نفسها على سحب يدها من تحت كفه ولم يجروء على الاعتراض ..


فتح عيناه مانعا نفسه من مد يده ليمسح دموعها ويحاول إعادة السيطرة على أعصابه وقال بخفوت " إياكِ والبكاء إن كنت تريدين مني أن أتحلى بالقوة.. فدموعك تضعفني يويا "


أومأت برأسها في طاعة ومسحت عنها الدموع ثم قالت وهي ترجع للخلف وتسحب روحه معها "سأرحل .. لابد أن أرحل .. لقد وعدتك ووعدت أحمد ألا أضعف .. وأن أكون ناضجة .. فأنا ما عدت طفلة أليس كذلك "


قالتها واستدارت تهرول إلى داخل المستشفى تطبق على قبلته في كفها .. بينما فركت سيد وجهه بكفيه يمنع نفسه من اللحاق بها وهو يتمتم " بل أنت أقوى مني ومن أخيك يا حبة القلب .. فكلانا يحمِّلك فوق طاقتك .. مجبرا.. "




***


راقبها في صمت وهي تتطلع حولها وكأنها تتأكد من أنها فعلا في الوطن تهز قدمها في عصبية تستعجل أن ينهي ضابط الجوازات إجراءات الوصول .


الإجراءات الأمنية مشددة وخانقة كادت أن تفقده صبره وتفقدها حماسها ..


وكأن المواطنين العائدين عملاء والضيوف إرهابيون .



خطواتها على أرض المطار .. أرض الوطن .. مرتبكة .. مترددة .. مشتاقة .. في الدقائق الأولى للخروج من بوابة الجوازات ..



ثم تتسارع وتيرتها من المشي إلى الهرولة .. جعلته يسرع الخطى خلفها ليحقها في صمت .. رغم أنين ركبته .. لا يريد أن يفسد عليها اللحظة..
لحظة العودة للأرض ..


خرجت بانة من باب المطار إلى بلدها ..
نظرت للشمس .. ربما تكون نفس الشمس في كل الدنيا لكنها ..
لكنه الآن شمس الوطن..


تطلعت باشتياق للسماء والأرض .. ربما تكونا نفسهما في كل الدنيا لكنهما ..
لكنهما الآن أرض الوطن .


سحبت قدرا كبيرا من الهواء في صدرها ربما نفس الهواء في الدنيا..
لكنهما رائحة الوطن .



استدارت إليه تقول" أنا أعرف أن للأماكن رائحة لكني لأول مرة أجد أن للأوطان رائحة أيضا "..


منحها ابتسامة متعاطفة فسحبت نفسا آخر وسألته " ألا تشعر أن للهواء هنا رائحة مختلفة ؟"..



أومأ برأسه .. فقالت له وقد بدت كمن رُدت إليه الروح " أنت أنفك حساس .. صف لي رائحة بلدي "


رسم ملامحها بعينيه ورد بهدوء " كرائحتك "


نظرت إليه بعدم فهم فرد مؤكدا" صدقيني ما أشمه في الهواء الآن نفس رائحتِك .. انت تحملين وطنك في قلبك يا قلب أحمد فعلقت بك رائحته للأبد ”


لمعت عيناها وقد أحبت تلك العبارة .. فتطلعت إليه بإمتنان ثم تطلعت حولها وأمسكت بذراعه بحماس " تعال نسير في الشارع أريد أن أطمئن على كل مكان أحببته "


رد عليها " أولا علينا ان نصل الفندق لنضع تلك الحقيبة الثقيلة .. وأنام قليلا فأنا لم أنم منذ أول أمس كما أن سيارة الأجرة تنتظرنا"


ورفع يده يشير لأحدهما .. فتطلعت أمامها لتجد رجلا يحمل لافتة عليها أسم (أحمد سماحة ) فسألته "من أين يعرفك؟"


رد ببساطة وهو يجر الحقيبة " العم غنيم دبر كل شيء الفندق والمواصلات وكل شيء ."


في السيارة كان يتطلع من النافذة تارة.. ويتطلع إليها وهي تخرج رأسها من نافذة السيارة تارة أخرى .. وكأنها تود أن تُمنح جناحين لتحلِّق بهما فوق بلدها تتفقد سلامة كل شيء ..
أخذت تشير له على بعض الأماكن على جانبي الطريق بفخر .. وتشرح له ما يحتاج للشرح .. ثم فجأة شهقت بصدمة .. فتطلع لما تتطلع إليه ليجدها تصرخ " هدموه .. هدموه الأغبياء .. هدموه "



وانفجرت في البكاء فتوتر أحمد الذي أخذ يهدئها بينما هي تدفن وجهها في كفيها وتبكي فسألها" أي مبنى هذا؟"


رد السائق بالنيابة عنها" كان مجمعا ثقافيا"


رفعت إليه وجهها المبلل بدموع الحسرة وقالت بلهجة بلدها " كان مجمعا ثقافيا يضم مكتبة بها أمهات الكتب .. كتب تراثية نادرة .. وملحق به متحفا يضم آثارا من حضارات مختلفة مرت على بلدنا ( وعادت للنحيب ) دمروه الأغبياء .. هدموا التاريخ الجهلاء "


ربت أحمد على ظهرها وأخد يتمتم ببعض عبارات التهدئة ثم قال" أتفقنا على أننا قد نقابل الكثير مما يحزننا يا بانة في هذه الرحلة فأرجوك تمساكي"


نظر إليهما السائق عبر المرآة الأمامية وقال " أنت لست مواطنا .. إنما هي من البلد هل أنتما متزوجان أم ماذا ؟"


حدجه أحمد بنظرة مخيفة وقصفه يقول " وما دخلك أنت .. أنظر للطريق أمامك" فانكمش السائق وبلع لسانه يتطلع للطريق أمامه في صمت.


***


خرج الطبيب يفرك جبينه بإنهاك يتبعه اثنين من مساعديه فتطلعت وجوه كلا من أمير وعمرو وماجدة وسيد إليه المتبقين في انتظار نتيجة الأشعة على المخ فتكلم عمرو يسأله في لهفة " طمئننا يا دكتور "


صمت الطبيب قليلا ثم أشار لمساعديه ليسبقوه وقال " حالة المخ جيدة جدا ولا يوجد في الأشعة ما يقلقنا وبالتالي لن نستطيع تحديد مدى تضرر المخ إلا بعد أن يستفيق .. وتلك هي المشكلة التي نواجهها حاليا .. إنه مستمر في الغيبوبة .. و قمنا بكل ما نستطيع أن نقوم به في هذه الحالات ( صمت قليلا يتطلع للوجوه المحدقة فيه ثم أكمل ) .. إفاقته من الغيبوبة ليس بيدينا .. ما بيدنا هو أن نضعه تحت الملاحظة وندعو الله لأن يستفيق "



سأله أمير بصوت هارب منه " وهل هناك تقدير طبي للمدة التي قد يظل فيها في الغيبوبة "


رد الطبيب وهو يهم بالمغادرة " هذا الامر غير خاضع لأي تكهنات هناك حالات أستفاقت بعد أيام وهناك حالات استفاقت بعد سنين وهناك .. ( بتر عبارته وتمتم ) نتمنى من الله خيرا .. سيكون تحت المراقبة وسأبلغكم بأي جديد "



فرك سيد رأسه يحاول السيطرة على موجة هياج جديدة فلحقه عمرو يقول بوجوم" تعال لنلحق صلاة الظهر يا سيد وندعو الله أن يمن عليه بالشفاء " وسحبه من يده نحو مصلى المستشفى بينما إقترب أمير من ماجدة مشفقا وجلس بجانبها يربت على كتفها " سيكون بخير بإذن الله .. تعالي لأوصلك للبيت لنطمئن على أمي فالبنات أخبروني أنها ليست بخير .. وكريستين ووالدتها غير قادرين على الاستمرار في منعها من الحضور "



سمعها تولول في خفوت" إذهب أنت هي ستحتاجك أكثر مني .. كما أني لن أتحرك من هنا قبل أن أطمئن عليه .. يكفي أني السبب دائما فيما يحدث له .. أنا السبب.. أنا السبب.."


ربت على كتفها وقال بتعاطف " لستِ السبب في شيء يا ماجدة .. عمرو حكي لي ما حدث .. وليتك أبلغتيني بهلوساته التي عادت لربما وجدنا حلا دون أن نصتدم معه .. "


رفعت له وجه بدموع متحجرة وهتفت " بل أنا سبب كل ما لحق به في حياته قديما وحديثا.. لو كنت قوية بشكل كاف لوقفت في وجه أمي قديما ورفضت الزواج منه .. لو لم أكن ساذجة وأتخيل أنه قد يحبني يوما ما لما أصبحت شوكة في خاصرته تؤرقه للأبد .. فرضوني عليه ولم أكن قوية لأحميه منهم برفضي هذا الزواج .. تحولت بسببهم لخنجر رشقوه في صدره فظل يحتضر به حتى الآن وأنا غير قادرة على فعل أي شيء "


ابتلع طعما مرا في حلقة ورد بمواساة " هذا الكلام غير صحيح يا ماجدة أنت لم تؤذيه أبدا .. وإنما كنت ضحية مثله .. كنتِ في التاسعة عشر من العمر وعمتي رحمها الله الكل كان يعلم بشخصيتها القوية .. ولا أعتقد أن أحد منهم كان يتوقع أن تتحول الأمور إلى هذا الشكل المأسوي .. ( صمت قليلا ثم أكمل ) ووائل نفسه رغم أنه أخي الكبير لكني أحمله جزءً كبيرا من مسئولية ما يحدث له في حياته .. لا أنكر أن ما تعرض له كان مريعا لكنه كان من الهشاشة النفسية ليستسلم .. ولم يرضى بقدره .. وقد ناقشته مرارا أن كلها اقدار .. ومن استسلم لقدره سيجزى عليه ".



عم الصمت قليلا ولم تجد ما تقوله فتمتمت وهي منكست الرأس " إذهب إلى الخالة أنجيل قبل أن تتهور وتخرج وحدها أنت تعرفها لا يقدر عليها أحد "


زفر أمير في استسلام وقال " سأذهب .. لكني لا أعرف ماذا سأخبرها عنه "





يتبع




Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 04:11 PM   #1568

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 2



كانت تشده من يده في حماس تتطلع للسوق القديم حولها ..

تتوقف عند بعض المحال تشرح له بعض الأشياء المختلفة عن بلده مستمتعة بدور المرشدة السياحية ..على الرغم من الحزن المترسب في القلوب .. فآلمه قلبه شفقة عليها .. وهو يراها بهذا الانطلاق الذي لم يراها عليه من قبل .. إنها كمن نفخت فيه الروح من جديد ..



حين وصلا للفندق ووضعا الحقائب شعر أنها لن تتحمل الانتظار طلبا لبعض الراحة والتقاط الانفاس مثله .. رغم أن كليهما لم ينم منذ ليلتين .. فلم يجد مفرا من أن يبدلا ملابسهما ويعودا للشارع .. وبالمرة يذهبا للقاء أحد أقربائها في السوق القديمة لسؤاله عما إذا كانت لديه معلومات عن عائلة .


عند محل كبير عمره من عمر أجيال مضت وقفت متوترة تسأل العامل عن صاحب المحل الذي غاب في الداخل يخبره صاحبه عن الضيوف .. فسمعت ضحكة أحمد لتستدير وتتطلع إليه تسأله " لماذا تضحك ؟"


رد وهو يأكلها بعينيه " منذ أن وطأت قدمك هنا وأنت تتحدثين بلهجتك حتى معي .. ووجودي هنا في بلدك مع رؤيتك أنت بكينونك فيها مع لهجتك فالأمر بالنسبة لي ( وصمت واضعا يده على قلبه ) .


سألته بقلق "هل شعرت أني غريبة عنك؟"


فسألها بابتسامة على وجهه" وهل شعرتِ بأني غريب عنك .. وأنا أقف هنا في السوق القديمة في بلدكم ؟"


تطلعت إليه قليلا وقد انتبهت لهذا الحدث .. إن فرحة رجوعها لوطنها شغلها قليلا عن هذا الحدث الفريد .. أن الكونت هنا ببلدها ! .. فتطلعت للمكان حوله .. ثم حدقت فيه .. فطالعها بتوجس لتمنحه إبتسامة مشرقة وتخرج هاتفها تفتح الكاميرا .. فوضع كفه أمامها في حرج يهمس " بانة نحن أمام الناس !! "



ردت بلهجة ذات مغزي " هل تتصور مع آية فقط"



استمر في الرفض لكنها استطاعت اقتناص صورة جيدة له وسط عدة محاولات فاشلة ثم قالت بصوت خافت " رحماك يا ربي من هذا الرجل الذي يفرض حضوره بقوة في كل مشهد من حولي "


اتسعت ابتسامته رغم إرهاق ملامحه البادي عليه فسألته " لم تخبرني كيف هو شعورك وأنا هنا في بلدي وأتحدث بلهجتي هل تشعرني فتاة أخرى "



فرد بلهجة متأثرة " بل أنها تكمل صورتك عندي .. تقربني من تفاصيلك أكثر .. كما أنك دوما حين تتكلمين بلهجتك أشعر برغبة حارقة في تقبيلك "


تخضب وجهها بالحمرة وازدادت ضربات قلبها قوة بينما مال برأسه إليها قليلا يهمس " وتنتابني مشاعر قليلة الحياء جامحة تجاهك "



همست موبخة " أحمد نحن في وسط الشارع !! "


رد باستنكار " ألا يستطيع الرجل التعبير عن مشاعره لزوجته همسا في بلدكم !! "


خروج رجل جامد الملامح إليهم يتطلع إليهم في استفهام جعل أحمد ينتبه ويعود للملامح الجادة بينما هتفت بانة بلهجة متأثرة " عمي حسين "



تطلع إليها الرجل لثوان ثم صاح بلهجة متفاجئة " بانة .. بانة الخازن .. أنت حية بنيتي "



اندفعت نحوه فربت على رأسها يتفحصها غير مصدق عينيه.. بينما مط أحمد شفتيه بامتعاض وهو يذكّر نفسه أن الرجل إبن عم والدها .. وأنه رجل عجوز.. لكن المعلومة لم تطفى شيئا من النار في صدره فتقدم يسحبها للخلف قليلا ويمد يده بخشونة للرجل يقول " أحمد سماحة زوجها وجئنا نسألك عن أية أخبار تخص والدها أو أخويها "


تطلع الرجل إلى بانة بمفاجئة وقال " هل تزوجت؟"


أطرقت برأسها بحرج أشعل غضب أحمد منها فسحبها أكثر خلفه بتملك ورد ببعض الجلافة " ألم تسمعني وأنا أخبرك أني زوجها هل عندك مشكلة؟"


بدل الرجل لهجته المتفاجئة ليقول باستدراك" أبدا يا بني لقد تفاجئت لا أكثر .. مبارك لكما ( ونظر لبانة يقول ) بالتأكيد هذا الخبر سيسعد أبا فراس جدا "


جحظت عيناه وسألته بصوت مرتعش " أبي !! .. هل أبي على قيد الحياة؟!"


رد الرجل بابتسامة "الحمد لله ..أطال الله في عمر استاذنا "


إلتفتت بانة لأحمد تتشبث بقصميه و رددت بعدم تصديق " أبي .. أبي عبد الله الخازن حي يا أحمد"


وسقطت مغشيا عليها بين ذراعيه .


***


دلفت إلى الغرفة خافتة الضوء تنظر من بعيد لجسده الممد على السرير .. تلوم نفسها ألف مرة أنها لم تخبر متخصص بشأن هلاوسه ..


أكان يتعين عليها استشارة طبيب نفسي ؟.. إن كل تمنته أن يكون سعيدا .. فهي تدرك جيدا أنه عاش فاقدا للاحساس بطعم كل شيئ .. حتى حين كان يخونها لم يكن سعيدا..
لم تعرف كيف علم سيد بالأمر ظنت أنها وحدها من تعلم بهلاوسه .. وحين اتصل بها تفاجأت بما يعلم ..
هل تكلم وائل عن مريم أمامه ؟


كلام سيد ليلتها على الهاتف أربكها .. بل رعبها .. هل كان سيواجهه كما قال ..؟




بعد مكالمة سيد الهاتفية نظرت في الساعة وقد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل لكنها لم يهمها.. فأكثر ما كانت تخشاه أن يقابل وائل بعد عودته من توصيل أحمد للمطار كما أخبرها أنه سيفعل .. فخرجت للشرفة تحاول التركيز على مبنى المقهى البعيد .. وخيل إليها أن أنواره مازالت مضاءة

..
ولم تدري بنفسها إلا وهي ترتدي ملابس للخروج وتسحب مفاتيح البيت وتنزل إلى الشارع ..اقتربت من المقهى الفارغ لتدخل على طأطأ الذي يقلب في قنوات التلفاز .. وقد استقام متفاجئا حين وجدها أمامه

..
سألته بوجهها الجامد" هل سيد صبرة في الخن؟" أومأ برأسه باندهاش فصعدت إليه عازمة أن تثنيه أن يواجه وائل بهلاوسه .. لكن حين أصر سيد على ذلك خافت أن ألا يتحمل الصدمة .. وأشفق قلبها عليه أن يتحمل تلك الحقيقة .. فوعدت سيد باستشارة طبيب نفسي أولا .



حين خرجت من الخن تلفتت حولها جيدا أن يراها أحد.. فلم تدرك تهورها بهذه الزيارة في هذا الوقت المتأخر إلا بعد ان خرجت في الشارع تتلفت حولها.. ثم اسرعت للمبنى قبل أن يلمحها أحد .. فالناس لا ترحم

.
لكنها فوجئت بوائل يفتح باب الشقة بعد وصولها بخمس دقائق فقط فحمدت ربها أنه لم يراها في الشارع في هذا الوقت وإلا لتعقد الموقف أكثر

.
لم تخرج إليه بل بقيت في غرفة البنات .. قليلا .. لكن شيئا ما كان يقلقها .. قلبها يلح عليها لتطمئن عليه .. فتسحبت تسترق السمع عبر باب غرفته فلم تسمع شيئا.. وقفت قليلا في تردد هل تدخل وتسأله إن كان يريد شئ أم تؤجل الاطمئنان عليه للصباح ؟ .. بعد عشر دقائق من التردد فتحت الباب بهدوء .. وانخلع قلبها حين وجدته مستلقي على السجادة فاقدا للحركة .. لتطلق صرخة أيقظت الشارع كله ..


ما أصعب أن تعيش مع رجل يهدد دوما بالرحيل
حتى لو كان تهديدا غير منطوق ! ..



ما أصعب أن تعيش مع شخص يقف على الحافة بين الحياة والموت .. فتكون معه كالسائر على خيط رفيع تخشى أن تثقل عليه فيسقط وترضى بوجوده الباهت في حياتك .. مذكرا نفسك أنه هذا أرحم بكثير من إختفاؤه منها .



سحبت ماجدة الكرسي إلى أقصى نقط في غرفة وائل بالمستشفى وكأنها حتى في غيبوبته لا ترغب في إزعاجه بوجودها الثقيل على قلبه .. وجلست في الظلام .. تراقب مؤشراء الشاشات أمامها .. التي تدعي أنه مازال حيا .


***


صاح أحمد بقلق " بانة أرجوك تماسكي وإلا سأحملك لأقرب مستشفى "..



حاولت التحكم في ارتعاشها ودموعها المنهمرة .. فلم تقدر .. فدفنت وجهها في صدره ..



فبمجرد أن سمعت أن والدها على قيد الحياة سقطت مغشيا عليها فتلقاها أحمد بين ذراعيه وحملها لداخل المحل يريحها على أريكة خشبية صغيرة استفاقت بعدها بدقائق ولم تتوقف عن البكاء بينما تبرع عدد من المارين بإحضار بعض العصائر..



تدخلت إمرأة فارعة الطول لتزيح أحمد ببعض الخشونة وانحشرت بجانبها على الأريكة الصغيرة تحمل في يدها الوصفة النسائية الشهيرة لتلك الحالات.. كوب ماء محلى بكمية هائلة من ملاعق السكر وأجبرت بانة على شربها .. ثم هدرت المرأة بلهجة البلد في المتحلقين حولهم " لما أنتم واقفون .. استفاقت الفتاة وانتهى الأمر شكرا للمساعدة "



تحرك الناس في تململ بينما قالت لبانة " هل هذا الفتى الوسيم زوجك ؟"


تنحنح أحمد بحرج .. بينما أومأت بانة من بين دموعها .. فربتت عليها المرأة قليلا وقالت " لا تبكي بنيتي ( ثم وجهت كلامها للحاج حسين ) هل هي قريبتك يا أبا حمزة ؟"


فأوما الرجل برأسه وقال " إنها إبنة الاستاذ الدكتور عبد الله الخازن يا أم حمزة "


ربتت المرأة عليها بحرارة أكثر وقالت " حبيبتي أنت من الخوازن إذن .. أهلا بك "


سألت بانة الرجل بلهفة " وفراس ورامز؟"



أطرق برأسه ولم يرد .. فقالت بانهيار " ماتا .. أليس كذلك ( وأمسكت بملابس أحمد ) ماتا يا أحمد "


تكلم أبا حمزة يقول " لا توجد عنهم أخبارا مؤكدة بنيتي حتى الآن "


فتدخل أحمد يسأله بهدوء" وأين عمي عبد الله الخازن الآن ؟"


رد الرجل " إنه في البلدة .. عاد مع من عاد من النازحين على الحدود منذ مدة"



سألت بانة بلهفة " ألا نستطيع الاتصال به ؟"



تنهد أبا حمزة ورد " للأسف أقرب شبكة هاتف من البلدة على بعد ثمانون كيلو مترا .. وأبا فراس طريح الفراش منذ مدة "


صاحت تسأله " ماذا به .. هل أبي مريض؟؟؟ "



تكلم الرجل بلهجة حزينة " لا أعلم بالتفصيل لكن السن والرحلة المرهقة بالتأكيد لهما أثر"



أطرق أحمد برأسه لا يعلم أيفرح لأن والد زوجته على قيد الحياة.. أم يحزن على حالته وحالة بانة المنهارة فقال" غدا إن شاء الله سنتوجه للبلدة "


قالت بانة بسرعة "بل اليوم .. الآن"



تفاجأة أحمد وتبادل النظرات مع أبي حمزة ثم قال " النهار أوشك على الرحيل يا بانة ولا أفضل أن نسافر في الليل فما فهمته أن المسافة طويلة"


تدخل أبا حمزة يقول" أجل بنيتي أنا أيضا لا أحبذ السفر ليلا فالأمور ليست مستقرة بعد.. انتظرا للفجر.. وسأتصل ببعض معارفي في أقرب بلدة بها هاتف ليذهبوا لأبي فراس ويزفوا له البشرى .. ( ووجه الكلام لزوجته ) أين الضيافة يا أم حمزة "



انتفضت المرأة تقول " ستكون جاهزة فورا "


دفنت بانة وجهها في يديها مستسلمة بينما إنتحى أحمد بالرجل قليلا يسأله" أين أستطيع شراء سلاح "


تطلع إليه الرجل في تساؤل فتكلم أحمد مفسرا " أريد سلاحا أدافع به عني وعن زوجتي فلم احضر مطواتي خوفا من إجراءات التفتيش في المطار "


فحرك أبا حمزة رأسه متفهما وقال " لا تقلق سأدبر لك واحدا "


***


النفق طويل ولا ينتهى ..



والضوء أبيض ساطع ولا يستطيع التحديد هل هو ضوءا طبيعيا أم صناعيا

..
لكنه ضوء قوي .. قوي ويزعج عينيه

..
والغرف..
الغرف كثيرة .. كغرف قصر كبير مضيء.. او كممر مستشفى كثير الغرف على الجانبين ..


لكن النفق ضيق المساحة بسقف منخفض يكاد يلمس رأسه.


هل يركب طائرة؟!! ..



إنه فوق السحاب !! هذا ما أدركه من بعض الفتحات التي على ما يبدو نوافذ صغيرة كطاقات نور

.
أين هو بالضبط؟؟؟


لا يهم هذا المكان مريح .. ويعجبه ..

بعيدا عن الجميع



يتبع ..


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 04:17 PM   #1569

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 3



في اليوم التالي :



إن كان ما شاهدته بانة في العاصمة قد أبكاها فإن ما شاهداه بعد الخروج منها كان أشبه بالكابوس .. فمن خلال الحافلة الكبيرة الغير مريحة التي يستقلانها في رحلة شاقة إلى بلدها والتي أصر أبا حمزة أن يتخذونها وسيلة لتوصيلهم لأنها الأكثر أمانا من سيارة خاصة قد يتعرضان فيها للخطر بمفردهم شاهدا عبر النوافذ كم الدمار التي لحق بكل شيء ..



شيء مفجع أن ترى الدمار يحيط بكمن كل جانب..



حسرة ما بعدها حين تحاصرك مشاهد الخراب هنا وهناك ..



فتتزاحم المعضلات في ذهنك وتتساءل بعدم استيعاب ..



أهناك ما يستحق كل هذا ! ..



أهناك أمرا مهما بلغ أهميته يستحق سفك الدماء .. وتشريد الأسر .. والإطاحة بالإحلام .. وتخريب عمار الأرض ؟؟..



"أجئنا إليها لنعمرها أم لندمرها يا أحمد " قالتها بانة بقلب مقهور ولهجة متحسرة .



شبك أصابعه بأصابعها وقال بهجة هادئة رغم شعوره هو نفسه بالحسرة على ما يراه " بانة أرجوك لا تجعليني أتحامق باتخاذ قرار بالعودة .. بهذه الحالة ستنهارين "




أومأت برأسها في طاعة فهمس" حاولي أن تنامي قليلا أنت لم تنامي منذ ثلاث ليالي "




مسدت على ذراعه ورفعت وجهها إليه تقول " شكرا يا أحمد .. أعلم أنك تعبت جدا معي .. وأنك لم تنم أيضا .. وظللت طوال الليل بالشرفة تنتظر مثلي بزوغ الفجر .. أنا متحمسة لرؤية ابي لا أصدق أنه حى أشعر وكأني أحلم "




تكلم بصوت بدى عليه الإرهاق " وأنا سأطير من السعادة مثلك يا قلب أحمد لأنه حي ولأن الله قد جبر بقلبك وسترينه مجددا "



قالت بحماس " ستحبه جدا يا أحمد أنا أكيدة .. ليس لأنه أبي ولكنه أستاذا بالجامعة مشهودا له بالرقي والثقافة وكان له تلاميذته بالآلاف يودونه حتى بعد تخرجهم "



قال بهمس وهو يرسم ملامحها المرهقة " أنا أكيد من ذلك بونبونتي .. فمن علّم وربى فتاة مثل بانة الخازن التي عشقتها إلى حد الإدمان .. بالتأكيد شخصية عظيمة "




بعد تسع ساعات مرهقة بدأت عند الفجر وأنتهت والشمس في كبد السماء .. ترجلت بانة من الحافلة يتبعها أحمد الذي بدأت يعرج بقدمه بتوجع فسألته بقلق " هل ركبتك تضررت من الجلوس مدة طويلة "




أومأ برأسه وهو يقاوم الإحساس بالألم وأخذ يدلك ركبته ويثنيها ويفردها .. ثم سألها " هل تذكرين الطريق إلى بيت العائلة "



تطلعت حولها فلم تجد شئيا من آثر البلدة القديمة .. لم تجد حولها سوى صورة موجعة لحطام بلدة كانت عامرة بالبيوت المضاءة .. والمحال .. والزحام .. وضحكات الأطفال في الطرقات .. وصياح البائعين في الأسواق .. تنهدت وتذكرت أنها وعدته بأن تتماسك فقالت بتردد " سأحاول التذكر .. حتى ولو أصبحت حطاما فقلبي سيرشدني لأرض الخوازن "



***



هتف الفتى الصغير مقتحما الغرفة " لقد أتوا .. وجدت غريبين رجلا وأمرأة آتيان من أول الطريق يجران حقيبة سفر هما بالتأكيد .. رغم أني لا أعرف كيف تبدو بانة "..

ردت عليه إمرأة عجوز " إسمها الخالة بانة يا آدم فهي أكبر منك في العمر( ثم تطلعت للرجل العجوز الممدد على السرير وصاحت ) ماذا تفعل يا عبد الله؟؟!!!"




بمجرد أن سمع الفتى الصغير يهتف باسم بانة ودقات قلبه انفجرت تضرب بقوة في عظام صدره الشائخة .. حاول القيام بكل ما أؤتي من قوة ورد وهو ينهت " أريد أن أقوم .. ساعديني يا شكران "



دخل عليه اثنان من الرجال فقال أحدهما " ماذا تفعل يا أبا فراس "



رد مستمرا في المحاولة للقيام بصعوبة " أريد أن أقوم ساعدني يا حميد .. "



رد حميد " دعنا نخرج لاستقبال إبنتك أولا وستأتيك هنا لا داعي لإجهاد نفسك "



رد أبا فراس بحزم " لا .. أخرجوا له صقر يستقبلهما أولا "



ضربت شكران على صدرها تقول بجزع " صقر !! هل تريد من صقر أن يستقبلهم "



ونظرت لشاب ضخم الجثة قاسي الملامح وقد لمعت عيناه بتسلي رغم جمود ملامحه.. بينما رد أبا فراس " اسمعوا ما أمركم به .. صقر يستقبلهم أولا وبعد قليل يخرج إليهم حميد وشاكر.. وأحملوني إلى النافذة "



سأله حميد " لماذا ؟"



رد بوهن " أريد أن أراهم وهما آتيان من بعيد .. ولا ترهقوني بالحديث "



أشار حميد لصقر برأسه فتحرك يحمل جسد أبا فراس ويجلسه على مقعد بجوار النافذة في الغرفة الأرضية المطلة على الساحة الواسعة ..



فتطلع من النافذة بترقب يشعر أنه على وشك الإصابة بذبحة صدرية ..




منذ أن أتاه الخبر عند الفجر يبشره بأن بانة في الطريق لا يعرف كيف يصف شعوره ..



كيف يصف شعور أب سيقابل أبنته أخيرا بعد تركها تسافر إلى بلد غريب خوفا مما هو أفظع ولا يعلم ماذا حل بها ؟ ..



لا يعلم كيف يصف شعوره حين أخبروه أن من صعد على الطائرة ليلتها كانت بانة وحدها ..



كيف يصف شعوره وهو يبحث عن أولاده الثلاثة طيلة أربع سنوات .. لا يعلم هل فراس ورامز قد ماتا ودفنا ككلاب الطرق .. أم يعيشان في أحد السجون أم ماذا ؟..



ولا يعلم ماذا تفعل إبنته الشابة مع كلاب الطرق في بلد غريبة وكيف تتدبر أمرها ..




بعد المذبحة أصيب إصابة بالغة وحُمل مع الفارين إلى الحدود ليتجمعوا في ملاجئ للإيواء في البلدة المجاورة .. وحزنه على وطنه وبلدته وأبنائه الثلاثة عطل شفاؤه لثلاث سنوات ..



قد يستطيع التحمل بصعوبة وجع قلبه على الشابين لكن الفتاة .. إبنة قلبه .. كان القلق عليها أبشع عذاب .. ولم يكن في يده إلا الدعاء لرب العباد .. فكان يقضي وقته وهو طريح الفراش يصلي ويصلي ويقرأ القرآن ويدعو رب الأكوان أن يحفظ إبنة قلبه من شر اللئام .. ويدعو أن يصله خبر عن فراس ورامز ..




حين عاد منذ شهور للبلدة أرسل كل معارفه ليجوبوا المستشفيات والسجون يسألوا عن ولديه .. وكلما أكتشفوا مقبرة جماعية أسرع بإرسال من يبحث عن أشلائهم فيها ..

لم يكن يتخيل في ابشع كوابيسه أن يأتي عليه يوم يبحث فيه عن فلذات كبده وسط أشلاء الجثث في المقابر الجماعية ..

لكن أخيرا جاء الفرج من رب العباد .. وأكبر همه ستصل بعد قليل ..مرتعبا أن يسمع منها ما لا يطيق أن يسمعه عما تعرضت له وحدها ..




"ترى ماذا فعلت بك الأيام يا ابنة قلبي بعيدا عن جناح أبيك؟" .




رآها تظهر من بعيد تشير إلى بيت العائلة .. وبالرغم من قلبه الذي كاد أن يحطم صدره ليخرج لإستقبالها لكنه حاول التركيز على من يصاحبها فهذا هو سبب رغبته في رؤيتهما معا قبل الدخول عليه .. وإرسال صقر بالذات لإستقباله أولا ..فركز في لغة جسد ذلك الشاب الأسمر العضلي يستقرئها .. ولم يفته ذلك العرج الخفيف في قدمه .. يفترسه ويقيمه بتقييم أولي بنظرة رجل لرجل .. أو بنظرة أب لزوج إبنته .





في الخارج أشارت بانة للبيت رغم تهدم جزءً كبيرا منه ومن المبان التي حوله وقالت بصوت هارب منها "هذه هي أرض الخوازن.. ( ونظرت لأحمد بانفاس متسارعة) هذا هو بيتي يا أحمد بيت عائلتي .. وأنت هنا معي .. لا أصدق "




امسك بكتفيها وقال بهدوء " بانة تنفسي .. تنفسي بانتظام حبيبتي "



حاولت التنفس بصعوبة ثم تحركت في حماس.. فأمسكها من مرفقها بحزم لتطالعه بتساؤل فقال "إبق هنا بجانبي ولا تبتعدي عني .. سنسير معا ولا تتركي يدي "



سألته بعدم فهم" لماذا؟؟"




رد بهدوء " نحن لا نعلم من بالداخل وماذا سيفعلون معنا وأنت تدخلين عليهم بزوجك "



عقدت حاجباها وقالت "ماذا تعنى؟؟"




فرد عليها" لا أعني شيئا يا بانة لكني قلق فمن فضلك نفذي ما أقوله ".



لاح رجل ضخم من بعيد قاسي الملامح يتحرك نحوهم فشدها بحركة غريزية لتقف خلفه لكن بانة صرخت "عمي صقر .. إنه عمي يا أحمد أصغر اشقاء أبي "



أفلتت منه وجرت إلى الشاب الذي يقارب عمر أحمد أو أكبر بسنوات قليلة فاستقبلها بين ذراعيه وقد لاحت ابتسامة بدت غريبة مع قسمات وجهه القاسية .. فاشتعلت الغيرة في صدر أحمد غير مستوعب بعد أن يراها مع رجل غيره حتى لو كان عمها .. فاقترب منهم وسحبها بعيدا قليلا يقول" أحمد سماحة "



طالعه صقر ببرود بينما صاحت بانة تتركهما " سأذهب لأبي لا أقدر على الانتظار أكثر من ذلك"




غير أن ما قاله صقر لأحمد جمدها في نص المسافة وهي تسمعه يتحدث ببرود " لابد أن افتشك قبل أن تدخل إلى دارنا"




تفاجأ أحمد من لهجته العدائية وشم رائحة نية للاستفزاز فرد عليه بصرامة " ومن سيسمح لك بالتفتيش !!"




رد صقر " نحن هنا نفرض قوانيننا على كل الضيوف "

نظر أحمد في عينيه بتحدي وقال" هذه قونينكم أنتم لكنها لا تسري على أنا وزوجتي "



رد صقر " ومن قال أننا قد أعترفنا بأنها زوجتك؟"



تحركت بانة مسرعة نحوهما لكن قبضة أحمد انفجرت في وجه صقر قبل وصولها فزمجر الأخير بغضب بينما حالت هي بينهما تقف أمام أحمد تقول بصدمة " ماذا تفعل يا عماه إنه زوجي .. زوجي على سنة الله رسوله "..




سحبها أحمد خلفه بينما تخصر صقر متجاهلا تلك القبضة التي انفجرت في وجهه قبل ثواني وقال " أرني ما يثبت زواجكما"




هدر أحمد فيه وقد جُنت وحوشه " لن أريك شيئا وسأخذ ابنتكم معي وسنعود حيث أتينا "



أمسك صقر بذراع بانة الذي يسمك به أحمد وقال بصرامة " ومن سيسمح لك بأخذ إبنتنا معك "




في لمح البصر كانت مطواه أحمد مثبته عند رقبة صقر وهو يرد بصرامة " ستحتاج لأن تمشي على جثتي إذن لتصل إليها"




غطت بانة فمها بكفيها في ذهول وذهنها الذي لم ينم منذ ثلاث أيام لم يسعفها لأي شيء غير أن تردد في صدمة "ماذا تفعل يا عماه!!"




ضغط أحمد على المطواه المغروزة في رقبة صقر وقال بفحيح مرعب " إنزل يدك عن زوجتي "




ضيق صقر عيناه دون رد ودون أي تعبير فغرز أحمد المطواه أكثر في رقبته فشهقت بانة حين رأت خطا رفيعا من الدماء يسيل على المطواه وأحمد يقول من بين أسنانه بلهجة خطرة " قلت إنزل يدك عن زوجتي "



بدون تعبير رفع صقر يده عن بانة الذاهلة مشلولة الحركة بينما علّى أحمد صوته ليصل لوالد زوجته يقول " كنت أتمنى أن أقابلك يا عماه لكني مضطرا لأن آخذ زوجتي وأرحل مادمنا نُقابل بهذا الشكل المهين"




وشد بانة بعنف فتمتمت بخفوت ذاهل" ماذا يحدث يا أحمد ألن أرى أبي !!"



استدار إليها وألجمه ملامحها المصدومة وقد شعر أنها على وشك الإصابة بنوبة قلبية .. فانخلع قلبه شفقة على حالها وحاول التحكم في مشاعر الغضب التي تفتته إلى شظايا من الداخل وقال بخفوت وهو يتلمس وجهها بكفه وكأنه يلمسها لآخر مرة " أنا أيضا لا أفهم فهناك أمرا مريبا وغير منطقي يحدث لكني لن أحرمك من رؤية والدك .. ( وترك ذراعها ) إذهبي إليه "




تمتمت ذاهلة " وأتركك !!"




حدج صقر الواقف متخصرا من بعيد بغضب شديد ثم نظر إليها يقول " سأنتظرك هنا حتى ولو خيمت أمام بيتكم شهورا حتى تخرجي إلي " ..




سألته ببراءة " ألا تحمل ما يثبت أننا متزوجين"




أبتسم رغما عنه وضربها بخفة على رأسها يقول "يا حمقاء جواز سفرك مكتوب فيه أنك زوجة أحمد سماحة.. لكني لا أقبل لهجة التشكيك هذه فلستِ أنتِ من يُطلب منها تأكيدا على زواجها .. مادمت قد قلتِ أن هذا زوجي عليهم أن يصدقوك دون تقديم أدلة.. هيا إذهبي لأبيك وافهمي منه لما هذا العداء قبل أن ندخل حتى من الباب .. وأنا مرابط هنا ولن أتحرك إلا وأنا جثة هامدة"




اغرورقت عيناها بالدموع تتطلع إليه قليلا ثم حولت نظرها إلى عمها تحدجه بنظرة غاضبة .. وسحبت أحمد من يده بعصبية نحو البيت تقول لعمها بكبرياء " سأدخل بيت جدي أنا وزوجي أو أرحل أنا وهو "



وتحركت تسحب أحمد الذي يقفز قلبه من السعادة متخطية صقر الصامت نحو البيت قبل أن يخرج إليهم حميد وشاكر وقد صاح الأول في صقر موبخا " كفى يا صقر ليس هذا ما نستقبل به بنتنا وزوجها "




صاحت بانة بشموخ باك " هل ستطردنا أنت أيضا عمي حميد ؟"




فابتسم يمد يده لأحمد بملامح معتذرة يقول " لا تؤاخذ صقر إنه فظ قليلا لكنه لم يقصد الإهانة أنا حميد الخازن عم بانة "



مد أحمد يده للسلام على الرجلين بينما جرت بانة للداخل حين لمحه أبيها يطل من النافذة فاندفع نحوه وتبعها الباقين .





تسمرت عند باب الغرفة تطالعه غير مصدقة .. ففتح ذراعيه لها يهتف بلوعة أب على إبنته بعد أربع سنوات من الفراق تصارع المجهول " يا قلب أبيك يا بانة .. يا قلب أبيك "




دون أي كلمة جرت إليه لتنزل على ركبتيها وارتمت في أحضانه .. فضمها بقوة وهو يتردد " اللهم لك الحمد حتى ترضى.. ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا "




نشيجها العالي وارتعاشها في حضن أبيها تبكي بحرقة مزقا قلب أحمد فلم يستطع أن يتحمل وتحرك مخترقا عددا من المتجمعين عند الغرفة لم يتعرف على معظمهم ليخرج لساحة البيت يملا صدره المتخم بالمشاعر بالهواء ..




بعد بعض الوقت ..

يبكي وتبكي ..

يتفحصها وتتفحصه ..

يضحك وتضحك ..

منفصلان عما حولهما ..




طالعته تتأمل تفاصيله وقالت من بين دموعها التي لا تريد أن تتوقف " لقد أصابك الشيب يا أبي .. كيف سأزوجك الآن كما كنت أخطط دوما "



اتسعت إبتسامته وقال وهو يمسد على رأسها " أمازلتِ تذكرين .. عموما إن كنتُ قد أصابني الشيب فإنتِ بسم الله ما شاء الله ازدت جمالا أهو الزواج السبب "




أطرقت بحرج وتمتمت بارتباك " علي أن أقص عليك ظروف زواجي يا أبي "



قاطعها يقول " سأسمع منك كل شيء حلوه ومره جميله وقبيحه.. لكن علي أنا أقابل ذلك الأسمر الذي انسحب للخارج وتركنا "




صاحت بغضب تقول وكأنها تذكرت " مالذي فعله عمي صقر.. هل شاهدت ما حدث معنا في الخارج؟!!!"




علا صوته الواهن يقول" آتوني بالضيف لم أرحب به " ثم استدار إليها بعينين لامعتين ورد " نعم شاهدت كل شئ "



ضيقت عيناها قليلا ثم هتفت بعدم تصديق " مازلت ماكرا يا أبي .. لقد كاد أحمد أن يقتله "



يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 02-09-18, 04:23 PM   #1570

Shammosah

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Shammosah

? العضوٌ??? » 413617
?  التسِجيلٌ » Dec 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,909
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Shammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond reputeShammosah has a reputation beyond repute
افتراضي 4

تنحنح أحمد يدخل متحرجا وشعر بمشاعر غريبة ..فلم يتوقع أن مقابلة والد الزوجة أمر له رهبة بهذا الشكل .. فعلاقته بالعم غنيم لم يكن فيها هذا الشعور بالرهبة الذي يشعر به الأن وكأنه في لحظة تقييمية .. يريد أن يعطي انطباعا جيدا عن نفسه ويريد أن تفتخر به بانة ...


ولم يتوقع أبدا أن يأتي عليه يوم يشعر فيه بالإرتباك أمام أي شخص أو أن يهتم بأن يترك عنده إنطباعا جيدا .



تحرك نحوه ومد يده وهو يستشعر فيه مزجا بين رائحة الحاج سماحة ورائحه بانة مختلطا برائحة هذا البلد فقال بلهجة دافئة " أحمد سماحة زوج إبنتك "



ابتسم له أبا فراس بدفء .. يتفحصه مليا بنظرة إعجاب حاول إخفائها ثم سلم عليه .. فمال أحمد على رأسه يقبلها باحترام ..



أشار له أبا فراس فجلس على المقعد المقابل لتهتف بانة بحماس " هذا أحمد سماحة يا أبي "



فرد أبيها بلهجة مشاكسة " عرفنا أنه أحمد سماحة دعيني أتعرف عليه بنفسي "



تخضبت بالحمرة وتبادلت نظرات خجلة مع أحمد وكأنها تعرفه على حبيبها وليس زوجها .. بينما ابتسم أحمد في حرج وشعر أنه بدأ يتعرق فقال أبا فراس " أخبرني عنك يا أحمد "


استمر الحديث بينهما لبعض الوقت .. في البداية كان أحمد مرتبكا رغم أنه دارى ذلك ببراعة لكن مع الوقت بدأ يشعر بالألفة والراحة أكثر .. ويزداد إعجابه بوالد زوجته الذي لم يكن لديه شك أنه رجلا مميزا حتى قبل أن يقابله .. وما أسعده أن بانة كانت تندفع كثيرا للرد بالنيابة عنه على أسئلة ابيها له .. فيوبخها أبيها بلطف كل مرة .. فجمع ثلاثتهما وقتا دافئا بجوار النافذة .. أبا فراس وأحمد متقابلين بينما بانة تفترش الأرض بجوار مقعد أبيها متعلقة بذراعه كقطة ملتصقة بصاحبها .



حين جاء وقت العشاء تجمعت العائلة كلها على منضدة واسعة في الساحة .. وتعرف أحمد على باقي أفرد العائلة فعلم أن عبد الله كبير أخوته الذكور وأن ثلاثة منهم فقط الموجودين أما الأربعة الباقين فواحد منهم في مدينة أخرى مع عائلته وثلاثة خرجوا من البلد مع عائلاتهم وقت الحرب ..


أما أكبرهم فهي العمة شكران الأخت الكبرى للذكور الثمانية إمرأة مسنة فقدت زوجها منذ سنين وكان لها ابنا وحيدا استشهد وزوجته في القصف الذي تعرضت له البلدة من ثلاث سنوات ولم يبق سوى حفيدها آدم .. وأما حميد شاكر لديهما أبناء من الشباب والبنات لم يحصد عددهم بعد لكنهم كثيرون .. ومنهم المتزوج ولديه أطفال..



تأملهم أحمد ببعض من البهجة أن وجد أخيرا أثرا من آثار الحياة في وسط هذا الدمار .. وتأمل بانة المرابطة بجانب أبيها تأبى أن تتحرك من جانبه .. وقد أخرجوا له أريكة صغيرة يجلس عليها فطالعها ببعض من الغيظ والغيرة .. رغم أنها بدت شخصا آخر.. شخصا مشحونا بالطاقة رغم الحسرة عما حدث لأخويها ولبلدها .


نقر على ساقه أخرجه من شروده في أصناف من الطعام أمامه على المنضدة الضخمة ليجد طفلا من الأطفال .. فتطلع إليه بتساؤل ليقول الطفل " أجلسني "


تلفت حوله يبحث عن كرسي إضافي بينما قال الطفل وهو يشير لحجر أحمد " بل هنا"



تنحنح أحمد بحرج وتبادل النظرات مع بانة بينما تدخل صقر يقول بخشونة للطفل " تعال هنا سأجلسك على حجري"



رد الفتى بعند" لا .. بل أريد أن أجلس بجوار زوج الخالة بانة"



ابتسم أحمد ورفع الطفل على حجره بينما تكلمت شكران من بين اسنانها المفقودة " أتركه يا صخر يجلس كما يريد أرجو ألا ينزجع أبننا أحمد منه .. عموما هي بشرة خير .. سيأتيك مثله عن قريب "



ابتسم لها أحمد وتبادل النظر مع بانة مجددا فهو لا يعرف كيف يتعامل مع الأطفال ثم سأله وهو يعطيه قطعة من الفطائر " ما اسمك؟"


فتكلم الطفل وهو يأكلها " آدم سهيل"


ربت أحمد على رأسه بينما قامت بانة تقترب منه ووضع بعض الطعام أمام أحمد تقول " هذه الأصناف لا تختلف كثيرا عن الطعام الذي أنت تحبه .. بينما هذا ( ووضعت طبقا آخر ) وهذا أطباق أعتقد أنه يتناسب ذوقك ".



رفع وجهه إليها وقال بصوت مجهد " شكرا بانة الخازن نشكر كرم الضيافة .. عندي سؤال هل تتضمن ضيافتك خدمات من أنوع أخرى"



تخضبت بالحمرة وقرصته في ذراعه موبخة.. قبل أن تعود لتلتصق بأبيها من جديد .





بعد العشاء انضمت بانة لأبيها في غرفته وشعر أحمد أنها تريد الاختلاء به .. وبرغم من إحباطه وإجهاده إلا أنه قبل دعوة لجولة مع بعض ابناء العموم في البلدة .. بينما استمع عبد الله بقلب متألم حكاية بانة وما حدث لولديه وكيف تحكمت الاقدار في أن تسافر وحدها وما مرت به واضطرارها لتمثيل دور الذكر ولقائها بأحمد ..
وأخبرته برغم من خجلها كيف عذبت أحمد بزواجها منه وعن مشاعرها التي مزقتها كثيرة بالذنب تجاه عائلتها .
أخبرته بكل شيئ .. وكأنها تفرغ من صدرها هما ثقيلا .. وكلما أخرجت ما في قلبها كلما شعرت أنها أخف ..



واستمع والدها إليها في صمت كما عودها ..
وقيم وحلل ..
فرح وبكى ..
وشكرا الله كثيرا رغم كل شيئ.


بعد أن أنتهت من حديث الذكريات تكلم " أعتقد أن مشاعرك المزوجة بعد زواجك يا بانة كانت إحساسا بالذنب تجاهنا .. ولن يزورك هذا الاحساس إلا إذا شعرت أنك سعيدة مع هذا الرجل"..



اطرقت برأسها في حرج .. فمسد على شعرها الذي أخبرتها منذ قليل أنها اضطرت لتعريته وقصه لتحمي نفسها وقال " أنا فخور بك يا ابنة الخوازن .. ولا أعتقد أن هناك على وجه الأرض أبا في مثل فخري .. أبنته غلبت رجالا بشوارب في رباطة الجأش والكبرياء .. أختارت الطريق الأصعب ..رغم أنه لن يلومها أحد لو أختارت الأسهل .. حافظت على نفسها وكرامتها وكرامة أبيها وعائلتها .. ( صمت قليلا يفكر ثم أكمل ) لقد استجاب ربي لدعائي فبعث لك ذلك الأسمر ليفعل معك من الشهامة والعشق ما يثلج صدري ويخفف من همومي"



فسأله "هل أعجبك يا أبي؟"



مط عبد الله شفتيه ممتعضا قليلا ثم رد " لا أنكر أني شعرت بالغيرة والضيق أنه خطف ابنتي وتزوجها قبل أن أقابله .. لكنه ( وغمز بعينه ) أعجبني جدا "



دفنت بانة رأسها في حضنه تتشمم رائحته في تأثر فقال أبا فراس بمكر وهو يبعدها عنه برفق " لكن هذا لا يعني أنه سيحصل عليك بسهولة .. فأبيك على قيد الحياة .. وأنت هنا عند الخوازن لست هناك عند السماحية "



طالعته بعدم فهم وقبل أن يجيب طرق أحمد على الباب المفتوح فقال له " تعال يا ولد .. هل تعتقد أنك ستحصل على إبنتي بسهولة ؟"


طالعه أحمد بعدم فهم ثم تبادل النظرات المتسائلة مع بانة ليكمل أبا فراس " لابد أنه أقيم لكما حفلا بمناسبة عودة إبنتي .. فخري واعتزازي .. واعرف الناس بزوج ابنتي وأعلن زواجها "



حدقت فيه بانة متفاجئة فأكمل " وذلك سيكون يوم الخميس القادم .. وحتى هذا اليوم كل منكما سينام في غرفة مستقلة .. وكأني سأزف ابنتي إليك يوم الخميس "


رفع أحمد حاجبا وردد باستنكار "نعم !! " فنظرت له بانة .


رد أبا فراس بتحدي " هل لديك مانع ؟!! " فنظرت له بانة .


رد أحمد باعتراض " طبعا لدي .. إنها زوجتي بالفعل .. فلم أُحرم منها خمسة أيام كاملة.. فالناس يعلمون أنها متزوجة .. أو جاءت متزوجة بالفعل " فنظرت بانة لأحمد.



رد أبا فراس بغيظ " وأنا حُرمت من أن أسلّم إبنتي لزوجها .. أكثيرا علي هذه الفرحة !!" فنظرت له بانة .


تكلم احمد باستنكار " وما دخل ذلك في أن في أن يبيت كل منا في غرفة مستقلة !! " فنظرت له بانة .


رد أبا فراس يقارعه " كيف سأشعر بشعور الأب الذي يزوج ابنته وهي تنام معك في نفس الغرفة .. ألأا تقدر مشاعري " فنظرت له بانة .



رد أحمد بحنق " ولماذا لا تقدر مشاعري أنا أيضا أنا زوجها !! " فنظرت له بانة.



صاح أبا فراس بصوت واهن " هل هذا اعتراض منك على ما اقول ؟؟؟!! " فنظرت له بانة.


أطرق أحمد برأسه وتمم بخفوت من بين أسنانه " من الواضح أن العائلة كلها لديها مشاكل مع الزواج !! "


صاح أبا فراس " ماذا قلت يا ولد !!"



رفع أحمد رأسه يقول باستلام " قلت كما يقول الحاج سماحة .. لله الأمر من قبل ومن بعد .. أين سأنام ؟"


رد أبا فراس بارتياح " جهزي له غرفة يا بانة" إسألي إحدى نساء البيت عن غرفتكم ( ثم استدار لأحمد يضغط على الحروف ) أو التي ستكون بعد يوم الخميس "


طحن أحمد ضروسه وسأل بفضول " وأين ستنام ( وضغط على الحروف ) زوجتي ؟"


أتسعت ابتسامة ماكرة على وجه أبا فراس ورد " في حضن ابيها بالطبع ( ثم تمتم بإعياء ) هيا يا بانة أسرعي وجهزي الغرفة هذا الولد اتعبني من الجدال .."


تبادلت انة النظرات بينهما قليلا ثم تحركت بانة إلى خارج فهم أحمد للحاق بها ليقول أبا فراس بصرامة " أنت .. انتظر حتى تأتي هي فتذهب أنت .. قلت لا تختلي بها حتى يوم الخميس " ..


جز أحمد على أسنانه بينما صدرت ضحكة مكتوبة من بانة وهي تمر من أمامهف حدجها بنظرة متوعدة قبل أن تخرج .. للتغير لهجة أبا فراس للجدية وقال بهدوء " إغلق الباب وتعال "



عقد احمد حاجبيه ونفذ بنظرات متسائلة فتكلم الأول بلهجة جادة " بانة أخبرتني بكل شيء .. عن حياتها في بلدك .. وعنك وعما فعلته من أجلها.. وعن مشاعر الذنب الذي عذبتك وعذبت نفسها بها .. وأنا فخور بابنتي رغم كل شيء لكني أريد أقول لك ( ومد يده ليسلم على أحمد فمد الأخير يده ليمسكها ويكمل ) بارك الله فيك يا ولدي وسترك فوق الأرض وتحت الأرض.. لقد كنت أصلي ليال كاملة ليحفظ الله إبنتي فاستجاب لي بظهورك في حياتها " ..



شعر أحمد بالمفاجئة و بالحرج .. فجلس بجانبه على السرير وقال " أنا لم أتزوج بانة لافعل خيرا يا عمي أنا احب ابنتك "


رد أبا فراس وهو يربت على ركبته " أعلم .. ولهذا أنا ممتن لك أن رضيت بأن تتزوجها بشروطها .. وتحملت ما تحملت منها بصبر يجعلني مطمئنا عليها معك "


فسأله أحمد بحنق صبياني " هل ستتخلي إذن عن شرطك يا عماه"



رد أبا فراس بلهجة ماكرة " ثق بي .. أنا فهمت من بانة شكل العلاقة الزوجية التي جمعت بينكما لهذا دعني أتصرف في الأمر بطريقتي "



اطرق أحمد برأسه .. فطرقت بانة ودخلت تقول " الغرفة جاهزة يا أحمد "



تحرك نحو الباب وقال " ألن تأتي لتريني طريق الغرفة "


رد أبا فراس بحزم" بل ستصف لك المكان وإذا ضللت الطريق تستطيع أن تسأل أحد الشباب بالخارج "


تململ أحمد في الخروج .. ثم أمسك بطرف كمها يهمس " ماذا لو نام والدك وأتيت إلىّ خمس دقائق فقط "


جاء صوت أبا فراس " تصبح على خير يا أحمد"



كتمت بانة ضحكة متسلية .. ووصفت له طريق الغرفة فحدجها بنظرة متوعدة قبل أن يغلق باب الغرفة وراؤه بغيظ .


جرت كالأطفال تتكور بجانب ابيها .. الذي تحرك لينام على جانبه بصعوبة يتوسد ذراعه فتوسدت ذراعها هي الأخرى وسألته " عمتي شكران تقول أنه بحاجة لعملية جراحية "


أومأ برأسه يقول" أجل لقد حجزنا موعدها بعد ثلاثة اسابيع"



مسدت على شعر الأبيض تتأمله وقالت" لا أصدق حتى الآن .. أشعر أني بحلم لا أريد أن استيقظ منه "


ابتسم والدها بحنان فسألته بلهجة متألمة " الا يوجد أي أخبار عن فراس ورامز؟!"



تنهد في ألم وقال " مازال البحث جاريا .. أتمنى من الله أن يمن علي برجوهم سالمين "


صمتت قليلا ثم هبت فجأة تقول "نسيت أن أفرش فوطة نظيفة على وسادة أحمد "


حدجها أباها بنظرة ماكرة فقالت " صدقني يا أبي إن لديه حساسيه أنف .. ولهذا أحمل معي فوطا تريحه اثناء النوم ابدلها كل يوم بواحدة نظيفة .. لديه حساسية شديدة من الغبار .. وخاصة في الأماكن الذي هو ليس معتادا على النوم فيها .. "



ابتسم لها ابتسامة صفراء ثم " أعطيها لأحد من الشباب يدخلها له .. وإياك أن تقتربي من الغرفة"



قالت بإحباط " أبي قد يغضب مني"



رد ببعض الصرامة الأبوية " نفذي يا بانة"



يتبع


Shammosah غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
رومانسية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:39 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.