آخر 10 مشاركات
وبياض ثوبك يشهدُ (1) سلسلة في الميزان * مميزة ومكتمله * (الكاتـب : um soso - )           »          156 - الهروب من ليلة الزفاف - روايات ألحان (الكاتـب : MooNy87 - )           »          تحميل روايات جديده 2012 txt على جوالك موسوعه متكامله من الروايات (الكاتـب : MRAMY - )           »          شـقّ الـغَـمـام (الكاتـب : مدامع حزينة - )           »          أم العيال (1) سلسلة نداء صحوة *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : mooonat - )           »          7 - النبع الجاف - نبيل فاروق (الكاتـب : حنا - )           »          رواية وأنا مُذ عرفتُكِ والسرورُ يزورني كالغيمِ ظلّلَ خاطري وأقاما *مكتملة* (الكاتـب : غِيْــمّ ~ - )           »          أترقّب هديلك (1) *مميزة ومكتملة* .. سلسلة قوارير العطّار (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          عيناك كنهري أحزان(نزار قباني) (الكاتـب : الورد في الأكمام - )           »          إغواء البريئة (67) للكاتبة: جيني لوكاس .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree78Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-08-18, 08:47 AM   #31

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل (الثالث عشر)


السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
،

ملاحضه (سيتم إنزال الفصول كل خميس بإذن الله)
الجزء (الثالث عشر )
.
.
.
...لتسترسل بضعف : شعـ..ور النقص يلازمني وين ماأروح .. أشـ..وف صديقاتي كـيف هم عايشين حياتهم بطـ..ول بعرض أشـ..وف حنان وريـ..ـما كيف هي عايشه مددللـه .. ويوم شفتـ..ـها تبكي عشان شي سخـي..ف اه .. جلست اعدد الأشياء اللي كنت ابكي عليها ووللحين ابكي .. حتـ..ـى إنتي اشوفك كيف .. عايشه حياتك مبسوطه .. انا ماقول كيذا اني احسدك ولا احسدهم ولا أقول كيذا عشان أثير شفقتك .. لأ واللـ..ـه بـ..ـس عشان تعرفين قد إيش اشياء كثيرة كثيرة تاقف بطرقي عشان أتغـير .. اصلاً كيف اتغير ؟ هذا شي من الله ماراح يتغير !
!
كانت دموعها تغطي الوجنّتين وأنصبغ وجهها باللون الاحمر القاني ..
وتلك كانت ستبكي لأجلها ولكن تماسكت لتقول : كملي مريم كملي .. وانتي ماقلتي لي خصيص لانك تدرين قد إيش انا فاهمتك ! ومستحيل راح احس بالشفقه !
!
نعم تعلم جيداً كيف تمتلك هذة الصديقه القدرة على إمتصاص حُزنها كثيراً وكثيراً !
،
مسحت سيلان الدموع لتحكي : يعنـ..ـي اذا قلتي خلينا من سالفه محمد لأ يمكن محمد واللي صار احاول اشتغل تفكيري فيه عشان ماعدد الأشياء اللي تضايقني .. وبرضو أحـس بشئ يقطع قلـبـ..ـي والله ! احس يوم قالت لي حنان كأنه تقول لي انتي ماراح تنتهين من خوفكك وكوابيسك ! كأنه تقولي إنتي لو حاولتي مستحيل ! اصلاً على إي اساس يحبني ؟ وش يبي فيني اصلاً ؟؟ الله يـاخ.. استغفرالله ..
تنهدت لتُردف : صح السالفه له ثلاث سنين وثلاث سنين مو شـوّيه عجزت عجزت أتخطى .. اصلاً اتخطى إيش ولا إيش ؟ .. تدرين بعض الايام احس اني انانيه اقول اكيد لمياء تحس مثل احساسي بس ماتقول .. وانا جايتك افضفض .. وعمـ..ر اكيد بقلبه اشياء وأشياء .. والصغار اللي اذا شفتهم يكبرون بدون إمي وأبوي امـوت والله ! اقول على الأقل انا اعرف وجه ابوي ووجه امي بس همّ لأ ! ..
لم تستطع أن تُجابه مافي قلبها بالحديث !
ماتشعرة أعظم وربّ البريه !
لن تكفي الكلمات والأحرف بوصف ماتشعر به !
: وأرجـ..ـع .. وأقـ..ول ان محمد يحبني .. القشّـ..ـه التي قصمت ظهر البعير !
!
وهي تمسح دموعها وتتنهد ليخرج صوتها طبيعي : وهذا نص ماأحس فيه والله .. ويمكن اخواني يحسون أشدّ ماأحس فيه !
!
تلك إستمجمعت قواها وحِبالها الصوتيه لتستعين بالله وتتحدث لتقول : شوفي مريم أنا بكل كلامك ماراح ألومك ولا بكلمه وحدة ابداً ومقدرة شعورك وكل شي تحسين فيه .. بس !
: بس إيش ؟
:بس إنتي لازم تواجهين كل شي شوي شوي .. أول شي تواجهين خوفك وتواجهين نفسك اولاً .. بعدين تواجهين حياتك ! انا ماقول لك بيتغير كل شي بسرعه لأ بتاخذين وقت ططويل .. والاشياء الجيدة بتكون اصعب من الاشياء السيئه وأكبر مثال خوفك .. سهل جداً إنك تبكين وتندبين حظك بس إنك تتغيرين وتغيرين تفكيرك بيكون صعب !
إعتدلت في جلستها لتسترسل : خلينا أول شي على الخوف .. إنتي اللي صار لك عمّمتيه عليه بكل حياتك ! وأكبر دليل يوم تروحين المزرعه جاك شي ؟ أنحبستي؟ إنهرتي ؟
أجابت بهدوء : لأ ! حتى انا اقول لنفسي انه ماراح يصير شي .. بس مقدرت .. الاحداث تنعاد بمخي !
: اييوم عقلك يرسل إيحاءات ويذكرك ولانك ليل ونهار تفكيرين بهذا الشي طبيعي إنك بتخافين .. بس أسمعي مريم إنتي اجلسي مع نفسك شوي اسألي نفسك هل أنا بتغير ؟
لتقول برجاء : والله ودي مااخاف ودي ! بس ماقدر
: لا تقولين ماأقدر .. إنتي تقدرين وربي ماخلقك عشان ماتقدرين إنتي كامله الأعضاء والخُلق على إي اساس ماتقدرين ؟
!
شتت ناظريها لتقول : مادري ..
: شوفي امسكي ورقه وقلم وأكتبي كل الاشياء اللتي تخافين منه وغمضي عيونك وتخيلي إنك تعشين الاحداث المأساويه لمين تبكي .. بعدين قولي عادي عادي من كل قلبك .. بعدين تخيلي حياتك بدون خوف شلون هي جميله ومُريحه ! بمكان هادئ !
ضمّت نفسها بألم : والله اني ادعي ربي كل يوم إني مااخاف ادعي ربي إني يروح الخوف مني والله !
: يامريم ياعيني وش يقول الله تعالي ( : إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)
ربك يقول ياعبدي توكل وأعمل الاسباب وانا معك!
قولي يارب إني احاول فأعني احاول قد مااقدر اعني .. قبل ماتنامين واجهي عقلك قولي انا قريت اذكاري ووردي اليوم على إي اساس تجيني الكوابيس ! قولي إنك رحتي المزرعه ماصار شي كيف بيصير شي الحين مثلاً ؟
وبعدين يامريم إنتي لازم تسامحين نفسك وتسامحين محمد كلكم بشر ! أول شي تسامحين نفسك انك تحسين بالنقص ولا تبعدينه اكثر إنتي انسان وكل شخص يحس بالنقص وحتى انا وصديقاتك وريما ! يمكن انتي عندك اشياء ماهي عندهم !
ضحكت بسخريه : مثل إيش ؟
: إنتي ماتشوفين نفسك لمّا تدخلين لمكان كيف الشخص ينبهر فيك إنتي واخوانك ! شلون لبسكم مرتب على بساطتكم وكييف دخلتكم لها طلّه تبارك الرحمن وشلون إنتي قدرتي تربين اخوانك الصغار هذا اكبر إنجاز ! والله العظيم امهات ماقدروا ! ماشفتي نفسك إنتي شلون هدوئك وإسترسالك بالحديث تخّلي الواحد علطول ينجذب ! .. ولا عمر تبارك الرحمن يكفي عندك اخوي زي عمر والله العظيم ! يعني والله لو إي شخص غيرة اقل شي بيصير بينحرف للطريق السئ ! كيف هو يحاول قد مايقدر يصرف عليكم ويعيشكم ماأنتبهي ؟ .. إي شخص بيشوف شلون هو يسّوي عشانكم بينبهر وبيقولون يابختهم ! ربي عوضهم بأخو ! وبإخت بعد !
!
شقت البسمه طرّيقها الى الثغر العبوس لتقول : صدق ياأسيل .. فيني هالاشياء .. لتردف : صصادقه والله عمر الودّ ودّة يعطينا عيونه !
ردت الإبتسامه : شفتي كيف اذا شفتي وش عندك وحمدتي وبك شلون بتصير حياتك حلوة ! كل يوم اذا قمتي تذكري خمسه اشياء تحمدين ربك عليها وشوفي شلون حياتك بتتغير وماراح تفكير بالنقص ! وأذا حبيتي نفسك يامريم وغيرتي بنفسك راح تأثرين على أخوانك بالأشياء الأيجابيه شوي شوي ! حبّي نفسك اول شي .. طوري نفسك وتخلصي بخوفك .. انا مستعدة اعطيك حسابات تطوير الذات تدخلينها وشوي شوي بتتغيرين .. وطبعاً قبل كل شي وقبل كل هالكلام اللي قلته .. إيقني إيقان تااام إن خالقك سبحانه ماحطك بالمكان هذا الا هو رايد لك الخير ! ربي يشوفك من فوق وعارف نهاية الطريق ! موت أمك وابوك خيرة وقدر لازم ترضين فيه !
!
تنهدت بإنشراح : والله احس قلبي ارتاح ياأسيل ! .. بس محمد ماقدر اسامحه
ضحكت : رجعنا لطير ييليّ
:هههههههههههههههههههه !
: شوفي مثل ماقلت لك محمد بشر واخطأ ورب الاكوان يسامح على إي اساس حنا يالبشر مانسامح ؟ والشي الثاني لا تقولين ريما تبكي على شي سخيف لأ ! انتي عندك شي سخيف بس هي لأ ! ابداً ابداً يامريم لا تستخفين من حزن غيرك !
أطرقت رأسها لتقول : صح .. بس مادري احسني ماقدر
قالت بغضب : لاتقولين مااقدر لا أهفك بالنفجان
:ههههههههههههههههههههه طيب طيب بسم الله ! لتردف : بس ياأسيل بعض الأشياء ماتتغير !
: غيري تفكيرك تتغير حياتك خوذي هذي القاعدة .. إحتمال يامريم يصير شي بعدين لاتقولين وين كلام أسيل ومدري إيش انا بشر وماأعلم الغيب ورب العالمين هو مسيّر حياتي وحياتك .. وكل شي ربي يحطه بطريقك خيرة .. خلي ثقتك برب العالمين كبيييرة وان سبحانه هو أعلم فيك وأعلم بإخوانك وحياتكم سبحانه قادر يغير حالكم وحالنا بغمضه عين .. ادعي ربك ولو تأخرت الإيجابه ربي مايأخرها الإ لحكمه !
صمتت قليلا !
لتقول : ماودي تسكتين .. كلامك فيه راح عجيبه
إبتسمت : ومن قال لك بسكت اصلاً هههههههههه معجبني الوضع
ردت الإبتسامه لتقول : كلامك كله صح بحاول امش على اللي قلتي لي .. بس فكرت ليش محمد حبّني اصلاً ؟ والله ريما تطقني بصبع !
: من كثر مايفكر فيك ولاّ ؟
إزدرئت ريقها : يفكر فيني ؟
: ولاّ منزمان يحبك .. انتي مشكله الإستحقاق عندك صفر !
عقد حاجبيها : وش ذا الإستحقاق بعد ؟
: ههههههههههههههههههههههههه ههههههههههههههههههههه ، اصبري جاي الدور على الإستحقاق وتعرفينه ! أول شي نبدأ بخطوة تتخلصين من خوفك ! وبعدة كل شي شوي شوي ! .. وتذكري يامريم إنتي تقدرين ومافي إي شي يقدر يوقف بوجهك!

....................……........................ ......................…
استنشق الكثير والكثير من السيجارة .. الخامسة على مايبدو .. ونظرة باردة تعلو عينيه
..
واقف امام بيت خالته ينتظر أبن خالته صديق الطفوله والصبا والرشد ..
وهو يتأمل البيت بملل ..
اخيراً خرج وورائه ثلاث عبائات سوداء !
عقد حاجبيه واستقل ابن خالته ليجاوب عن سؤاله وهو يراهن يستقلن سيارتة ايضاً ،وصوته بالكـاء يخرج !
: بنودي خواتي وبنت عمي للسوق ، ازعجوني ومافيني حيل اسوق كل منك ومن هال##....!
إبتسم بضحكه وهو يومئ برأسه وهو يتلقى السلام من إبنتين خالته التي تُصبحان إختيه من الرضاع !
خالاته لايكفن عن هذة العادة ابداً لديه ثلاث خوات من الرضاع !
ولكنه شئ جميل بالنهايه !
لتسأل إحداهن :شلونك فهد
جاوب بهدوء: بخيير الحمدلله انتم شلونكم ؟
: طيبين الحمدلله
: إي سوق تبون؟
سِمع تهامس بالخلف وصوت حاد يخترق اذنه بقول: حلا قايله لك نبغى غرناطه !
لترد حلا : سُلاف انقلعي نبغى مارينا ولا شرايك ضحى؟
ردت ضحى الكبرى : عادي كيفكم
ليأتي الصوت الحاد مُعانداً: حلا يالزفت قايله لك أبي مية مرة غرناطه !
: سُـلاف تعرفين تنطمين ؟
ألتفت إبن خالته لهن بكامل جسدة ليقول بغضب وصوته بالكاد يخرج : إسمعن والله العظيم اذا مارسيتن على بر لا أنزلكم الحين بسرررعه شتبون !!!!
،
ذات الصوت الحاد : عزوز غرناطه !
: مارينا
:غرنا..
أوقف سيارته جانب الطريق وهو يرمي سيجارة ويشغل ثانيه : يالله اذا اتفقتوا خبروني !
: فهد ماعليك منهن امش نحطهن بالبطحى بنات ماينعطن وجهه !!!
:خلاص غرناطه !
،
إذن على قرار ذات الصوت الحاد!
شغل سيارتة ولا زالت سيجارة تعلو شفاة وهو يحادث ابن خالته : عزوز تبي أوديك المستشفى يعني ؟
: لا شرايك يعنيي حراراتي مرتفعه وحلقي يوجعني أروح الـبنك مثلا؟
إنفجر ضاحكاً ليقـول : ياحبيبي إنت اللي خسرت مالنا دخل !
إقتربت حلا بين المرتبتين لتستفر بضحكه : ليش فهد شسالفه !
: مالك دخل !
أجابها إخيها !
تجاهله ليقول : اخوك متحدينه تحدي وخسّر ! وانا والعيال غرقناه ثلج !
:هههههههههههههههههههههههه� �ههه
قال بغضب : ضاحكه بلايّا سنون !

،
توقفت السيّارة بسبب الإشارة الحمراء !
وصمّت لّف السيارة .. وسّعال إبن خالته يثير الصمت وَ صوت حاد سمعه يقول بإختناق:: حلا أنكتمت قولي لولد خالتك يوقف تتدخين
: افتحي النافذة !
فتحت النافذة قليلاً .. ولكن جاءها الاغلاق من التحكم بالأمام : حرانين تبغون اطول المكيف ؟؟
: لاا عادي
: قولي له يوقف سجاير !!!!
: سُلاف انطمي
: والله اذا انكتمت بالسوق ونكدت عليكم !!! مالي دخل
: شفيها هذي ؟
قالتها ضحى التي تجلس ورى اخيها !!
: انكتمت من الدخان ..
: فهد الله يعافيك وقف تتدخين ..
،
هو كان مستمع جيد لحديثهن وَ لكنه تساءل بجهل
: ليشش؟
: سُلاف فيها ربو
: من سُلاف ؟
تذوق الأسم بتلذذ غريب !
: هذي بنت عمي ناصر اللي قلت لك تو !
قالها عزوز متعجب !
: اهها .. طيب نوقف ليش مانوقف !
رمى السيجارة خارجاً وتعمد أن يفتح نافذتها ..
،
أم تلك عقد حاجبيها لتقول بإنزعاج: ولد خالتك سخييف !!
: هههههههه ليش؟
: يعننّي مايعرف اني معكم بالسيارة لتقول بنفس نبرته : من سُلاف !
ضحكت بخوفت : زينك ساكته بس
،
أطبقت فمّها بضيق !
ورائحه السيارة المتشبعه بالسجاير وعطر رجالي قوي جعلها تفتح النافذة اكثر لكيلا تقع مصير أزمه ربو حادة .. ولكن للمرة الثانيه أُغلقت تزامناً مع سيّر السيارة !
تأففت بضيق وشعور حارق حاولت ان تكتمه !
وشتتّ ناظريها بفضول حول السيارة الفارهه !
لتقول بصوت حاولت إن يكون خافت ولكن لم تستطع : ولد خالتك غني ؟ سيّارته ولا بالأحلام !
ردت تلك بخوفت اكثر : تدرين انه ماعندة وظيفه ولاشي .. بس مصادق له خويّ فلوووس وهو مهديه السيارة
قالت بصدمه لم تستطع إخفائها : أمّا عادد
: سُلاف وجع شفيك !
قالتها ضحى بنزق !
ردت: ولا شي !
رفعت حاجبها بإستنكار لتكمل عمليه النظر بفضّول ورفعت عيّنيها للمرأة الأماميه وهي تنظر لعّينيّ واسعه وحاجبان كثّيفان معقودان !
إزداد فضّولها وهي تريد إن تعرف لماذا عاقد حاجبيه هكذا !
وكأنه منزعج !
إمعنت النظر الى عيّنيه وكأنه ستحَل تلك العقدة !
تلاقت عينيه بعيّنها بغّته لينتفض قلبها خوفاً !
وشتتّ ناظريها هاربه من نظرة مخيفه !!!
،
توقفت السيارة أمام السوق الكبير لتترجل بسرعه وتتنفس الصعداء بسبب إختناقها في تلك السيارة !
،
امّا هو ادار سيارته عندما رأهن يدخلن السوق وهو يفكر بحدّيث من كانت خلفه !
إنزعج بسبب صدمتها !
وكأنها تزّيد حِمل عليه غريب غريب !
: شفيك ساككت ؟
: بنت عمك إسمها غريب ! سُلاف !
:فهيدانن إبعد عنها عارف حركاتك !
قال بحذر : هاه ؟
أسند رأسه بتعب : البنت صغيرة ومسكينه وتعتبر من محارمي .. إبعد تراني عاجنك وخابزك !
عقد حاجبيه بضيق أكثر ليقول : كل@@@ ، عشان قلت اسم البنت غريب سويت لي سالفه ! !
،
لم يعلق !
..
وهو إجتاحه ضيق غريب !
وعينيّ صغيرتين وحادتين لا زالتا عالقه في ذهنه
واسم غريب ولذيذ لا يقاوم ان ينطقه مِراراً وتكرارً في داخله .. سُلاف !
.................................................. ................
توارى مِن خلف الاعمدة لينطلق نحوى سيارته متجاهلا نداء صديقه !
ولكن لشّدة الأسف كان الأسرع حيث هرول ليمسك بمرفقه : خخخخاااالللدد !
!
إستنشق الكثير من الاكسجين ليزفرة بغلظه ويرد عليه بـ: هاه وش تبي ؟
ذاك إستنكر فعلته لأ بل منذ إسبوع ونصف وهو مستنكر أفعاله كلها !
رفع حاجبيه ليقول : شفيك إنت ؟
رد بغلظه : مافيني شي ..وخر بروح تعبان !
!
: لااا إنت مانت طبيعييي هاليوميننن !!!!
قضم شفتيه لينظر له وطنين تلك الكلمات أبى ان يفارقه ليتحدث بحلق جاف : محمد والله العظيم مالي خلق ولا خلقك وخرّ يديك بمشي الوالدة تبيني !
ترك مرفقه ليقول : خالد فيك شي ؟ الاهل فيهم شي ولا خبرتني ؟ لك اسبوع ماتنشاف لا بالاستراحه وحتى محاظرة الدكتور فهمي تجي اخر شي وتطلع اول واحد ! ادق عليك ماترد ارسل لك ماترد صدق شفيك ؟؟؟
!
نعم فهو منذ ذاك اليوم المشؤوم لا يستطيع النظر لوجهه صديقه !
لا يستطع رؤيته كمالسابق !
لا يستطيع إن يتحدث بإريحيه معه !
وأبسط مايمكنه فعله إن يختفي لِكيلا يراه !
وإن رأه صدفه يحاول إن ينصرف !
رد بهدوء : لا مافيني شي ولا الاهل فيهم شي ..يالله سلاّم !
دون حتى إن يرفع ناظريه وينظر لعينيه!
!
ذهب حتى بدون إن يعلق على كلامه !
هناك خطب ما في صديقه !
يشعر .. لا بل مُتأكد !
فخالد معه إينما ذهب !
يتقابلان صباحاً ويتودعان في الظهريه ليتقابلان مساءاً مرة أخرى !
إفتقده بشدةً !
فهو ليش كَ عمر الذي يختفي بسبب إنشغاله ليأتيهم بوجهه المكفهر وحديثه المتهكم وينصرف تارك قلوبهم تتآكل من إجله !
وليس كَ ياسر المنشغل بإصدقائه القدامى وقلهً مايراه !
!
رفع هاتفه ليتصل على عمر !
فهو على كثرة إنشغاله فإنه قد يعرف ماخطب خالد !
إجاب : هلا محمد شعندك ؟
تنهد : مافيه شلونك شخبارك ؟
قال بملل : شلونك شخبارك ؟ ارتحت ؟
إبتسم بسخريه : تقولها من ورى خشمك .. بخير وإنت ؟
: ماشي الحال .. شتبي ؟
: وينك إنت ؟
: بطريقي للبيت ليش ؟
: بس اسأل .. الا ماشفت خالد ؟
أجاب بإستنكار : خالد ؟ لا والله مفروض انا اللي اسألك عنه ليه ششفيه ؟
ليقول بحيرة أرهقته: مادري هاليومين احس فيه شي .. خالد اللي 24 ساعه وجهي بوجهه ... مايجي للأستراحه ولا اشوفه بالجامعه والمحاظرة اللي تجمعنا يجي أخر شي واول مايطلع هو .. حتى ماقدر ألحقه .. وتو يالله مسكته مايناظر لعيوني ياعمر .. احس فيه ششي والله ! مادري احسه يتهرب مني !
لم يعلق ليردف : ماقالك وشفيه ؟
: لا والله يامحمد اصلاً اخر مرة شفته قبل إسبوعين او اكثر مدري .. يمكن فيه شي بس مايقدر يقوله !
: مثل وشو مثل وشو ؟؟؟ وانا شدخلي يتهرب مني !
:مادري والله .. حتى انا احترت !
: يعني ماتدري وشفيه ؟
: لأ .. بس بجي للأستراحه اذا قدرت اليوم وبدق عليه ونشوف وش الوضع !
: زين .. مع السلامه
!
.................................................. ....................

هل الاحلام لها دافع خفي في حياتنا؟
سألت نفسها وهي تفكر بالاحلام التي تراودها مؤخراً
والتي تتمحور حول شخص واحد !
: ريما شلونك؟
أفاقت من سرحانها على صوت والدها الذي أتى للتو من السفر وإجابت بإبتسامه : الحمدلله
إعتدل في جلسته وهو يأكل من الكعكعه التي زينتها خصيصاً لأجله : شلون الدراسه ؟ ..
:ماشي حاله .. الثانوي صعبه شوي
: بلاك ماجيتي للجامعه ! توك مشاورك ططويل !
قالها إخيها مهنـد بسخريه
: بنتي قدّها وقدود ولا ياريما ؟
إجابت بإبتسامه واسعه : إلا والله !
..
قاطعها مهند وهو يتحدث الى والدهم ليقول : يبه شفت التويتر الموضوع اللي يخص المستشفى اللي اطبق فيه ؟
جاوب والدة : اي اشوف وش سالفته؟
انحصر اهتاماهم أجمعهم الى مهند الذي أخذ يتحدث بنّهم : يوم الاربعاء كان عندي مناوبة ليليه جيت عادي والمستشفى فاضي مافيه احد وألقى مريض كبير بالسن حاطينه بالممرات وباين تعبان انا استغربت قلت ليش حاطينه والمستشفى فاضي ؟ دورت غرفه وحطيته فيها وشفت حالتته كان بس فيه هبوط بالسكر يعني مافي شي قوي الحمدلله المهم ... وكتبت له خروج من بكرى وشفت الدكتور اللي ماسك حالاته وكان ماهو فيه يعني بالليل .. يوم جاء الخميس رحت للدكتور وقلت له كيت وكيت ، تخيل وش قال؟
: وش قال؟
: قام شرشحني وحالتي لله وهددني وان بحط درجاتك بالميداني زفت ومدري إيش ! انا أنلخمت قلت يعني وش سويت انا؟
: طيب ليش هى يهاوشك الحمدلله والشكر؟
سألت والدتها بحمّيه
: اندري يمه ؟ اصبري اكمل .. ايه قلت له انا سويت واجبي يعني وشفت انه فيه غرفة فاضيه وحطيته
وقال من بأمرة ؟
: المهم اني تشرشحت وجادلت وحالتي لله ووصلت للشيطان الرجيم ..
: واي وش صار بعدين؟
: جاء مدير القسم وقال وش السالفه؟ وقلت له والحمدلله صار بصفي وقال اصلاً هذي مُبادرة حلوة من طالب تطبيق وعاد مدري من مصور الهوشه ..
قالت والدته بخوف: مصورينه؟؟؟
: ايه يمه والحمدلله يمكن خيرة مدير المستشفى قال نبغى تحقيق وحققوا معنا والحمدلله صار كل شي بصفي
تنهدت : اشوى ياربي لك الحمد
: اي اشوف صديقاتي يتكلمون عن الموضوع بس ماتوقعت انه انت
قال والدة : طيب الدكتور ليش حاطه بالممر؟
: إهمال منه ! ومايبغى احد يشوف اهماله
لتسأل : الحين مهند ليش تطبق من الحين ؟ اشوف حنان للحين ماطبقت!
: هذي مادة عندي مامنّه فايدة رئيس القسم قرر يحطه ميداني عشان نستفيد حنا !
: اها!

،
تركتهم وهو يتحدثون وجلست فوق الاريكه في اخر الصاله .. وهي تتصفح هاتفها !
!
تنهدت بضيق وهي تتذكر ماحدث !
ويبدوا إن عائلتها لم تلاحظ الضيق الذي يعتلي وجهها حتى الآن !
!
تحاول إن تتناسى ولكن لا تستطع !
تحـاول إن تحادث إبنت خالتها ولكن لا تقدر !
تشعر بحاجز شفاف بينها !
تحاول تلك إن تتحدث معها !
تلقي السلام عليها عندما تستقل السيّارة صباحاً لتودعها ظهراً !
وهيّ تشيح بوجهها الى النافذه وغصّه تعتلي حُنجرتها. !
تعدد الفروق بينها وبين إبنت خالتها !
وهي من ترجح الكِفه لها !
!
لم تزور جدّتها الأسبوع المـاضي لانها تخاف إن تراه هو !
فتنهـار !
وهاهو الأسبوع أوشك على الإنتهاء وهي مرغمه إن تذهب !
إيقظها من سرحانها صوت هاتفها معّلن عن رساله
( ريما شلونك ؟ )
تنهدت لترد على حنان إبنت خالتها ( ماشي حالي إنتي شلونك ؟)
!
( فاضيه بكلمك ! )
رفعت ناظريها لتستقيم : يمه بروح غرفتي تبين شي ؟
: لا !
!
إتجهت الى غرفتها لتتصل بـها : هلا حنان !
: هلا فيك .. شلونك اليوم ؟
تقّوس فمها للأسف لتقول بإستسلام : يعنـ..ـي !
ودمعه وحيدة إستقرت بين عينيها !
: ريما حبيبتي والله خلاص خلاص ! عشاني تكفين !
لتنهمر الدموع بغزارة : حنان والله العظيم إني ماقدرت اتخطى الموضوع اه كرهت نفسي وحياتي وكل شي ياليتني ماكلمته ياليييتتتت !
: ريما شقلنا هذا مكتوب ومقدر وخيرة لك والله العظيم عشان تنّسينه وتشّيلينه من بالك ! الحياة ماتتوقف على ان محمد مايحبك ولا إنتي توقفين حياتك خطأ والله !
: تقولينه حنان تقولينه لانك ماجربتي !
لتقول بإستنكار : اي انا ماجربت صح بس إنك توقفين حياتك وسعادتك عشان محمد هذا أكبر خطأ ! هذاني مشيّـ..ـت حياتي بعد سالـ..ـم الله يرحمه وامي مشت حياتـ..ـها وهذولا عيال خالتي سحر الله يرحمه مشّوا حياتهم ماوقفوه ابد! وإنتي تكرهين حياتك عشان شخص ! ماتوقعته منك !
!
مسحت دموعها لتقول : اسـفـ..ـه حنـ..ان صح كلامك بس ..
: بس إيش ؟
: بس والله قلـبـ..ـي يوجعني !
تنهدت لتتحدث بإقل حدة : والله ياريما انا مالومك بس لك اسبوع كامل وإنتي ياعين هلّي فادك ؟ مافادّ ! خلاص إنسينه بتحاولين مرة مرتين ثلاث لمين تقدرين! لازم تنسنيه وربي كاتب لك الافضل !
: إن شـاءالله !
قالتها بعدم إقتناع !
: وعلاقتك مع مريم ترجع زي أول اسبوع كامل وانا ساكته عن الموضوع ومشّيته عشان نفسيتك بس خلاص ستوب ! البنت شذّنبها ؟
: ذنبها إنه يحبّها!
قالت بنزق : لا والله ؟ صادق بكلامك ! من كل قلبك تقولينه ؟
لم تعـلق !
لتردف حنان بحدة : البنت جالسه تآكل نفسها بنفسها عشانك ! وإنتي تقولنه كيذا بكل بساطه ؟ فكّري زين ياريما مريم مالها ذنب !
: حنان بسكّر .. امي تبيني !
!
وهكذا أغلقت لتنفجر باكيه وهي تحتضن وسادتها !
حنان لا تشعر بها !
لا تشعر بالنّار اللتي تأكل قلبها !
لاتشعـر لاتشعر !
.................................................. ....................
.
.
.
أخبرتها سَلفاً جدتها بإنها ستزورهم بعد صلاة المغرب !
إنتهت من التنظيف مبكراً !
وهـي تعلم بإن جدتها ستلقي محاظرة طويله عريـضه عنّ امور يجب عليها وعلى لمياء إن تعرفنها !
وأشياء كثيرة بالكاد تستوعبها هي ولمياء !
،
سرحت شعرها وهي تتحدث بصوت عالي : لمياء بسرعه خلصي القهوة جّدتي شوي وتجييي
ليأتيها صوتها متذمراً : افففف سويتها لازم حاله إستنفار بالبيت اذا بتجي اففف!
قالت بضحكه : تعرفين جدتي لازم تحوس بالبيت وتلقي نظرة على الرّعيه !
إنتهت ولم تسمع ردّ من لميـاء !
خرجـت الى الصـاله !
ولا تزال بقايا بسمه على ثغرها .. ولكن إختفت عندما رأت المنظر امامها!
عقدت حاجبيها بخوف وضمت يديّيها غريزاً عندما رأت إخيها ناصر يترنح .. وذاكرتها العّصيه تذكرها بموقف ما !
بنفس المكان !
وبإختلاف الازمـان !
صرخت بعمق وهي تراه يسقط بتعب : نااصصصصصررررر !!!!!!!!!!
!
إختيها التي كانتا بالمطبخ خرجتها بخوف!
لتقف الصغيرة بمكانها !
ولميـاء تتقدم ببطئ !
: مريم ناصر شفيييهه !
إمّا هي كانت ترتجف وهي تحـاول ان توقظه ولكن لا جدوى !
: ناصر ناصصصررر .. صوص صصوص يمه يمه يييمه مات مات مثل ماماتتت إمي مات بيني يديني ممماتتتتت !
وهي تحتضنه بجزع !
إنتفضت لمياء تزامناً مع جـرس الباب الذي رن لتركض الصغيرة وتفتح الباب لتقول وهي تصرخ : ناصصصصرر مات ناصصصرررر ممممات !!!!
،
،
لاتعرف كيف حدث الأمر سريعاً !
وكيف هي وإختيها وجدتها و هو!
يقفون إمام الغرفه التي أُدخل فيها صغيرهم !
في المستشفى القريب من حيّهم !
!
لم تستـطع التمـاسك ولا الثبات في هذا الموقف !
المشهـد يُعاد ليشكل حُزن يأبي إن يفارقهم !
جدّتها تحتضن الصغيرة وهي تجلس على الكراسي الموضوعه وهي تقف بجانبه بابا الغرفه وبكاءها لم تستطع إن تكتمه !
ولميـاء كعادتها تقف أمامها مشدّودة تقضم شِفاها حتى تدّمي !
تعرف إختها جيداً لا تظهـر مشاعرها بلّ تكتمها حتى تصبح كالبركان لتنفجر لاحقاً !
بعكسها هيّ !
: يامريم قولي لا إله الا الله ماهنا الا الخير ياوليدي إستهدي بالله ! لتردف : دق على عمر يامحمد طّول!
: دقيت جاي بالطريق !
!
!
،
إمّا هو !
كمّن صُب عليها دلو ماء حـار !
إنتفض جزعاً عندما صرخت الصغيرة بالموت
ولا يعرف كيف دخل البيت ليرها تحتضن الصغير وبكاءها يدقّ حصون قلبه لتصبح كعادتها هباءاً منتثورا!
ولا يعرف كيف صرخ في وجهها لتتركه ويحمله الى سيّارته بسرعه !
وكيـف لحقت به هي وإختيها وجدته ليصلون اخيراً الى المشفى ويقف هو .. بإنهزام امام بكاءها لا .. بل أشبه بالعويل !
!
اه فقط لو يستطع التربيت على كتفيها المتدّليه بضعف !
أو فقط .. مواستها بكلمات تخفف من وطئ الموقف عليها !
اه .. لو يستطيع !
!
: محمـد !
رفع ناظريه ليرى إبن عمته يركض بإتجاههم وهو يرى الموقف ليسأل بجزع : وش صار وش فييهه نناصصصررر !!!!!
همّ بالتحدث لتسبقه هيّ : اه عممممـ.....ـررر ناصر طاح بين يديـنـ..ـييي مثل ماطاحت إمي اه ناصر ممات ممات !
!
إنتفض إخيها جزعاً ليقترب ويقول بحدة : مريم إستهدي بالله وش هالكلام ناصر مامات ناااصصصررر مامات تفهميننن !!!!!!!
!
: قلـته قبل بموت إبوي .. وحتى إمي .. بس ماتوا!
!
.................................................. ...
تمّ!


‏"من أخبرك أن صدري متين،
‏وأن ظهري جدارٌ لا يُهد ولا يلين؟
‏من أخبرك أن روحي لا يتعكر لونها،
‏ وأن قلبي لا يُكسر كجرةِ طين؟"م.ق


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-09-18, 04:48 AM   #32

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل (الرابع عشر)

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الفصل (الرابع عشر)
.
،
اللهم صل على نبينا محمد ❤
،
،
.
كـانت تنظر الى المشّهد الذي امامها بنظرة مختفله جداً !
تختلف عن نظرة إختها التي تبكي بجزع !
أو نظرت جدّتها التي تذكر الله طالبه منه تخفيف مايحدث عليهم !
وتختلف عن نظرة الصغيرة المليئه بالخوف .. والرهبه ..
..
نظرتها هي باردة شاحبه كّ شحوب وجهه إخيها منذ قليل !
لماذا تبكي تلك الحمقاء على شي حدثّ سلفاً وإنتهى ألمه ؟
فّ موت والدّيها كان أعظم شئ وأقوى ألم قد جربوة جميعها
أ موت الصغير .. شئ كبير ؟
لا .. بل ليرتاح ..
فالعيش على هذة الدُنيا .. شقّاء .. وسوّاد يلّف شمالها وجنوبها وشّرقها وغربها !
إذن ليرتاح .. صغيرنـ..ـا !
،
تحدثت ببرود عندما رأت إخيها مشدود ينفي حدوث شئ يجب عليهم الإعتياد عليه لتقول : قلـته
قبل بموت إبوي .. وحتى إمي .. بس ماتوا!
!
وهكذاً صمّت عمّ الارجاء لثواني وصدى كلماتها يتردد في الرواق الواسع .. حتى فتحت أبواب الغرفه المؤصدة وتخرج ممرضه لتقول : وين وليّ امر الطفل ؟
،
إقترب بعجز وهـو خائف .. نعم خائف : انا ..
قالت بسرعه : ياليت تتفضل معاي نسّوي الاجراءات والدفع عشان لازم نسّويه له تخطيط قلب وأحتمال وتنويم !
وإتجهت الى أخر الرواق .. لحقها بسرعه وورائه إبن خاله وهو يقول : لحضه شوي ياانيرس لحضه ..
توقفت ليتحدث : اول شي وش فيه بالضبط .. وبننقله مستشفى حكومي ..
: لحد الان ماعرفنا بس احتمال ضعف بنبضات القلب ولازم نسوي له تخطيط قلب بإسرع وقت وإحتمال نقله لمستشفى حكومي بيطول وبيأثر على صحته !
!
نظر إلى إبن خاله يستنجدة تحدث بخوفت : عمر بس توكل على الله وخلينا نكمل هينا .. وبعدين نراجع بالحكومي ..
تردد لثواني : بسس .. ليتحدث بضيق : طيب طيب يالله نكمل هينا بس اذا استقرت حالته بنطلعه لمستشفى حكومي ..
أومأت الممرضه برأسها لتتحدث : مثل ماتبي واول مانشوف وش فيه بالضبط راح نحوله لمستشفى حكومي ..واذا على التكاليف لا تخاف راح نراعيكم بالإسعار !
!
قضّم شفّتيه بحنق !
نعم فكّل مايجول بخاطرة ويجعله يتردد هو المال وَ المال!!
!
.. ليتحدث ابن خاله : عمر لا تضيقها نعين ونعاون اهم شي اخوك !
أجاب وهمّا يمشّيان خلف الممرضه : انتم ليش مارحتوا لمستشفى الحكومي طيب ؟
: عمرر الولد ميت بيني يدّينا مافيه اقرب مستشفى إلا هذا ! زين اللي لحقنا عليه !
مسّد جبينه بضيق : الله يستر بس لا يصير فيه شي قوي .. والله مانتحمّـ..ـل !
وضع يدة على كِتفه مواسياً : ماهنا الا كل خير ( قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ )
تنهد بضيق : ونعم بالله !
!
أنهى الإجراءات وعادا إلى حيث ماأتى عِندما رأتهما إقتربت وهي تضم يديها الى صدرها بتوجس لتسأل
: عمر ششصار ؟؟ وش فيه ناصر قلّ ؟
ذاك إرتد الى الخلف بنبضات هائجه !
وهو يرى الخوف يطّل من عينيها !
إما اخيها أجاب عليها : مادري يامريم .. للحين ماقالوا شي بيسون له تخطيط قلب وبعدين بنشوف !
: يعنّـ..ـي مامات ؟
!
ألم إجتاح القلب والأوردة والجهاز التنفسي ليتحدث بصعوبه : لأ
يارب !
ألطف فينا !
يارب ..
يارب ..
تحدث بعدما ألتقط انفاسه : محمد خذ خواتي وجدتي للبيت ..
لتعترض : لاا انا بجلس هينا ..
فرك صدغه ليتحدث بضيق : يامريم وش يجلسك ؟..
: لا عمر اكيد بيقوم وبيجلس يصيح وهو لحاله لاا والله مااروح !
تحدثت الجدّة بعدما ألتقطت أنفاسه من شدّ الخوف لتقول مطمئنه : ان شاءالله انه مافيه الا عافيه والله لا يفجعنا .. تنهدت بعدها لتردف : انا بروح انا ولمياء وسلومه وإنتي يامريم إجلسي اخاف يترقد الله أعلمً!
لتجيب بسرعه بصوت باكي: لااا ليش يترقد ؟؟
تنهد عمر بضيق : اذا بتجلسين تتبكبكين علي روحي معهم ماني بناقص !
أطرقت رأسها وتمتم بكلمات لم تصّلهم !
،
إستقامت الجدة وإنسلت الصغيرة من حظنها لتذهب بخطوات ركيكه إلى عمر : عمـ..ـر .. يعني نصوري مامات ؟ بيرجع يلعب معي بالبيت ؟
!
إنحنى إليها وهو يقول بإطمئنان : لا مامات ياسلومه وبيرجع معنا للبييت بعد شوي لا تخافين !
!
وهكذا إستدارت حيث جدّتها وتمسك بيدها لتتجهان الى الخارج !
لمياء كان واقفه بمكانها !
تحـاول تكذيب قولهم وتصديقه حدّسها !
لتتحدث بصوت خافت : انا بجلس بعد !
: لا روحي مع سلومه بتخاف.. انا اكفي ..
!
وهكذا إستدارت هي الاُخـرى بقلب ميّت !
!
تقدم محمد منه ليقول : بوديهم بيتنا وأرجع لك !
إعترض : لا مايحتاج ! ان شاءالله انه بسيطه !
: ان شاءالله .. اجل انتظر منك إتصال !
أومئ برأسه ..
وإتجه حيث خارج الرواق .. وقلبه لايزال ينظر لمن تؤمي رأسها بضعف !
إحتضانها والتربيت عليها .. لا تزال أُمنيه بعيدة المدى عن عالمه !
.................................................. ...
: لميـاء إنزلي جيبي اغراض لك ولسلومه بشنطه ..والشنطه الثانيه لناصر ومريم .. اخاف مريم تحتاج اغراض ..
نزلت بهدوء وخلفها الصغيرة .. لتتحدث بوجوم : ياربي تلطف بهم .. يارب ... والله شوفتهم تكسر الظهر .. البنات من جهه وعمر من جهه ..وكملت هالصغير عاد ..
،
.. لم يجدّ من الكلام ليواسي جدته .. بلّ هو من يحتاج المواساة !
،
لتردف ودمعه سقطه لتداريها بيدها المجعدة : والله مرات أقول لو إنهم يجون يسكنون عندي أطمئن لقلبي وأريح .. بس عمر عنننيد عنننيدد راسه يابس .. احاول اساعدة بالفلوس يقولي لأ أقوله .. اجي عندكم بالبيت يقول انت تتعبين .. هالولد مشقّيني والله مشقّيني .. اه ماتت سحر .. وخللتهم امامه عندي .. وياليتي حفظته ياليتي !
: ياجدتي يانظر عيني ومن قال انك مقصرة بحقهم ؟ والله انك مثل الام لهم .. بس على قولتك عمر عنيد ..
: اه بس .. هو البلا .. يحسبّنه يقدر على كل شي لحاله .. الواحد يبي احد معه يساعدة بالدنيا ، يحسبّنه يقدر على كل شي ..!
..
قطع حديثها فتح باب السيارة وركوب الفتاتان ..
.. وإتجه بسيارته الى بيتهم ..
: محمد ارجع للمستشفى وعط عمر هالشنطه اكيد مريم بتحتاج اغراض .. يله يالبنات انزلن ..
،
،
رؤيتها مرة أخرى في نفس اليوم ونفس الإنكسار فكرة ليست جيدة البته !
فهاهو يحاول إن يتشافى من رؤيتها هكذا ضعيفه !
وصوت بكاءها
اه يابكاءها ..
يدك حصون قلبه دكاً !
له جولات وصولات من بكائها ..
لن ينسـى إنهيارها تلك الليله .. وليله أخر كان شاهد على بُكاءها خِلسه !
ليأتيها اليوم ويكون الضربه القاضيه !
!
يريد ان يختلى بنفسه اكثر وقت ممكن
ليطمئن قلبه الذي ينبض بلا توقف وبهيجان!
يظن انه هو من توجد مشكله بقلبه وليس ذاك الصغير!
،

،
إنهيارها امامه بالمشفى جعله يتمنى لو انه عمر للحضه لو أنه يستطيع ان يطمئن قلبها الصغير ،ويربت على أكتافها !
ويرمي قُبلاته على عيناها المُبلله !
ووجها النحيـل سابقاً .. قد أصبح ممتلئ وعينّيها الواسعه لا زالت كمّا هي!
يالله !
لـم يعلم كيف حُفرت ملامحها بعقله بهذة السرعه !
كان عقله مشتت لم يسعّفه إن يبحـر في ملامحها التي أصبح أنضـج وأجمل.
ولكـن .. وللعجب قلبه كان بالمرصاد ، لن يفوت فرصه كهذة!
بدأ يسترجع ملامح وجهها الباكيه .. كمشهد من فِلم حزين بلقطه بطيئه تخطف الإنفاس !
هل الحزن البائس .. سرّ بجعلها تخطف الإنفاس هكذا ؟
،!
إبتسم بسخريه مريرة ليتحدث بخوفت : واقف اكثر من نص ساعه !
،
وإنطلق بسيارتة مرة اخرى متجه .. إلى ذاك الحُزن ذا الملامح الجميله !
،
هو حزيين بالطبع .. حزين من إجل عمر ومن إجل الصغير اللطيف .. حزين لإن صديقه مُتعب !
حزين لانها .. هي توجد في متهاهات الحُزن !
حزين .. لأجلهم جميعاً !
.................................................. ................
،
لم تستطع التوقف عن البكاء لهذة اللحضه !
تقسم إنه لا تقوى إن تكفّ دموعها وتصبح أقوى !
!
فمنذ إنهاء الإجراءات وتخيطيط القلب لصغيرهم ورؤيته هكذا بجسدة النحيّل ويرقد على السرير الأبيض كفيله بإنهيارها
وهي تحمد الله انّ ناصر حيّ يرزق !
ماذا ستفعل لو أنه مات؟
ستجن حينها !
ستفقد حياتها معه !
انهُ صغيرهم المحبب ، والغير مدلل
فحالتهم لا تسمح لهم بتدّليله ولو قليلاً !
صغيرهم الذي لا يتوانى ان يرسل قبلاته اينما كان !
ولا يتواني ان يحتضنهم جميعهم قبل ان يخلد الى النوم ..
صغيرهم المشاكس جداً
وصوت بيتهم ، وسعادته ..
،
انهمرت دموعها أكثر عندما تذكرت وجهه وهو ينظر الى الفراغ ويمسّك بقلبه ويعجز عن التنفس !
يالهي يالهي ألطف بنا !
ياألهي ارحم قلبه الصغير ، وإشف شفاءاً لا يُغادر سقما !
: يكفيّ يابنت الحلال يكفي !
رفعت ناظريها إلى إخيها مسّود الوجه لتحاول مسح سيّلان الدموع : عـجــ…ـزت والله !
!
تنهد بضيق !
هو ايضاً يتمنى لو يبكي !
يتمنى لو إن دموعه ترحمه وتسترسل على خدّة الحنطي!
يتمنى لو ينفث هذا الوجع ليصبح هباءاً منثورا !
يتمنى .. لو إن والديه هُنا !
يحملون عبء مايشعر به !
لو إن إبيه هُنا يمسك زِمام الأمور بدلاً عنه !
لو إنه والدته هُنا .. تخفف الوجع الكامن في صدورهم !
لو .. ولو ..
إستعاذ من الشيطان ليتحدث بصوت عميق : مريم يكفي الصياح .. وإن شاءالله مشكلته بسيطه ماهي قويه لا تـخافين !
!
: كـ..ـنت حاسه انه فيه شي .. يالله يتنفس اذا لعب مع سلومه يتعب علطول .. بس تعبان وبس يبي ينام ، كنت اقولهم بس ماصدقوني والله ! والله !
!
: اه ..مكتوب .. الحمدلله الحمدلله على كّل حال ! .. من متى وانتي تشوفينه كيذا ؟
: مـ..ـادري بس أخر إسبوعين اللي لاحضت اخر شي .. تخيّل ألقيه نايم بإي مكان .. ماياكل زين بس تعبان ..
تنهد : الله يطمن قلوبنا ولا يفجعنا !
!
طرقات الباب .. زعزت شحنّات الحزن المخزونه بالغرفه البيضاء !
ليدخل الطبيب وورائه الممرضه .. وهي إعتدلت في جلستها وأحكمت غطائها ..
: بشّر يادكتور ؟
: سوينا له تخطيط قلب .. فقط ..يحتاج فحوصات أكثر مثل الأشعه السيّنيه .. واشياء كثير بس مكلفه ..ومثل ماطلبتو راح نحول لمستشفى حكومي ويقومون بالجواب وإحتمال يكون هبوط بنبضات القلب ولكن من الفحوص تتأكدون ..
: طيب هبوط القلب قوّي .. يعني مرض خطير لا سمح الله ؟
: والله ماحب اطمنكم بزيادة ولا اخوفكم يعني .. بس نقول ان شاءالله انه مافي خطر عليه قوي .. بس احتاج اسأل الام وينه ؟
..
قال بجفاف حلق : متوفيه
تمتم : الله يرحمها .. بس هل الأم كانت في فترة الحمل كان معها دا السكري او إكتئاب او تاكل ادويه معينه ؟
إجاب : والله مادري يادكتور .. بس كان معها إكتئاب بعد ماجابت ناصر ..وهي توفت بمرض القلب !
أومئ برأسه : اها .. احتمال يكون المرض وراثي من عند الام ! او انه الام كانت تمر بمرحله إكتئاب في فترة حمله أو سبب ثاني .. واتمنى له الشفاء العاجل ..
،
مدّت له الممرضه ورقه لتقول : هذي ورقه تحويل لمستشفى حكومي
ليردف الطبيب : وياليت من الحين ترحون .. لانه المريض يحتاج لسرعه ! ، وراح تنقل سيّارة إسعاف لمدينه الملك فهد الطبيه بعد 15 دقيقه !
،
حديث الطبيب لم يكون مطمئن البته !
إرتدت فرائضهم خوفا !
وعمر يردد : لا حول ولا قوة الا بالله !
رن هاتفه ليّجيب : هلا محمد ؟
: وش صار طمنّي .. واي غرفه جاي ومعي اغراض!
: الحين بننّقله لمدينه فهد الطبيه .. شكل السالفه قوّيه !
إجاب بخوف : صادق !!
: والله .. الله يستر اوقف عند نفس بوابه الطورائ .. شوي وجاينك ! مع السلامه !
!
كانت تنتفض جزعاً !
وهي ترى وجهه الصغير شاحب ..
إنتظرا حتى دخل طاقم طبي وهم ينقلونه بعنايه !
تحدث احدهم : ياليت تستعجلون ونصير على نفس الوقت هناك .. واللي حاب يركب بالإسعاف
: لا بنصير وراكم بالسيارة ..
..
خرج الطاقم الطبي .. وهما خلفهما
ليقول بسرعه: بروح انهي كل الإجراءات وإنتي إنزلي عند باب الطوارئ سيارتي هناك ..
إجابت بالموافقه .. متناسيه الخوف الكامن بين أضلاعها .. حتى توقفت عند باب المصعد .. لترتد فرائضها الى الخلف .. دارت عينيها تبحث عن عمر ..ولكنه إختفى بين زِحام الأورقه الكثيرة ..
عضت شِفاها بـخوف .. لتقترب من إحدى الممرضات : لوسمحتـ..ـي وين الدرج ؟
: شوفي بعد المصعد امشي شوي تلقينه على يدك اليسار ..
إتبعت تعلمياتها بعدما شكرتها وهي تتنفس الصعداء على تصرفها السريع والمُبهر !
نزلت بهدوء .. حتى إنتهت وهيّ تلهث بتعب !
ياألهي .. انه مُتعب !
ولكن أفضل من مصعد مُغلق ومُخيف.
!
وقعت ناظريها عليه .. يجلس على إحدى الكراسي الموضوعه .. ويبدوا إنه لم ينتبه لها !
توترت أكثر .. لتجلس بعيدة عنه قليلاً بجانب إمرأتان !
!
يالله لتو تتذكر ماحدث !
وكيف هو دخل الى بيتهم وصرخ في وجهها!
ليأخذ ناصر من بيني يدّيها !
وإنهيارها أمامه !
يالله .. ..
مشاعر الكره والبغض التي تعصفها عِندما تراها .. قد تغيرت قليلاً .. لتذهب إلى مُنحنى أخر .. لا تعلم ماهيه تفسيرها .. !
لتضحك بسخريه : اجل يفكر فيني طول الليل .. يسستاهل لو هو كان نازله من الاصنصير بدون لا أتعب !
،
!
!
ياألهي أهو وقت تفكرين به بهذة الأمور ؟
هُناك اشياء أعظم !
وأكبر !
ويحك يامريم !
!
إنشغلت بتفكيرها بأخيها .. وصحته
وهي تدعو بسّرها لإجله !
!
رأت عمر يقف امام ذاك البليد وهو يبحث عنها .. ولكن إستقامت لتتجه حيث ماكانت يقفان .. لتقول بخوفت : عمر انا هينا ..
ولكن كان ينظر للجه الثانيه وهو يضع الهاتف على إذنه .. يبدو إنه يتصل بها .. هاتفها لم يكن موجود معها اصلاً !
لتقول بصوت أعلى : عمممررر !
!
ألتفت الإثنان عليها ..
وذاك الشعور الغريب أحسته يفرك أمعائها
ليتحدث اخيها : وينك انتي .. بسرعه يالله !
..
سارت خلفهما بخطوات بطيئه .. وهي تنظر الى كتف عمر فقط. !
لكيلا تضيع الطريق !
حتى وصلا الى السيارة !
إستقلت وبعدها إخيها .. ليأتي هو بعدما إختفى حاملاً معه شنطه تعرفها !
وفتح الباب الخلفي ليضعها ويتحدث : يالله عمر انا وراكم !
!
: وش هالشنطه ؟
لم تستطع كبت تساؤلها!
: اغراض لك ولناصر ..
لم تعلق ...
وسارت السيارة حيث المشفى !
.................................................. ...................
، ،
طوال الأسبوع المنصرم كانت خالاته وإخته مريم يتنابون عند ناصر بالمشفى .. وطوال هذا الأسبوع كان صغيرهم مجهّد لكثره الفحوصات التي يمّر بها !
وقلوبهم الوجله تكاد تُفلت مابين الأضلع !
!
وهاهو الآن امام الطبيب المختص ليّوافيهم بحالته متحدثاً : أول شي الحمدلله على سلامه الطفل ! ثانياً تم تشخيصه ثقب القلب بين البطينين وهو ثقب يصيب الجدار الحاجز بين البطين الأيمن والبطين الأيسّر .. ..
قاطعه وإبتسامه بلهاء تزين ثغرة : دكتور .. انا ماني فاهم وضحّ شوي !
!
كان هـو وحدة أمام الطبيب ذا النظارات السميكه!
كان هو وحدة ليستوعب الكمّ الهائل من المعلومات التي ليست شيقه ابداً!
تنهد الطبيب ليقول : إسمع ياأخ عمر .. راح احاول أبسط لك الموضوع قد ماأقدر وان شاءالله تفهم معي .. المريض ناصر وشّوف معي الأشعه ..
رفع ناظريه إلى الشاشه والطبيب يكمل : كان موجود الثقب عند الولادة ولكن حسب ماتبّين ماشخّص اثناء الولاده والثقب كان صغير جداً يمكن يتسكر مع الوقت .. بس بدأ يتوسع للمتوسط وإن شاءالله مافي خطورة كبيرةً! ويمكن هذا الشي وراثي وحسبّ ماقلتوا إن الوالدة توفيت بسبب مرض القلب فأكيد وراثي ! .. هذا الثقب بدأ يتوسع وبدأت هالاعراض على الطفل مثل صعوبه وتسارع في التنفس ،شحوب لون البشرة وغير الأعراض الاخرى وبعد الطفل مايزاد وزنه بالمعدل الطبيعي ! ..! .. راح نستمر معه بالعلاج حتى نشوف إستاجبه جسد المريض .. وبعّدها نشوف اذا يحتاج تدّخل جراحي اولا .. وإحنا ماراح نستعجل على الجراحه لان الثقب تقريباً ماهو كبير للحد اللي يخوفنا ! واهم شي تراعون صحه الطفل !
،
كان ينظر ببلاه !
ليكمل الطبيب : وراح نكتب له خروج الحين ..وصرف الادويه ضروري خلال اليوم ..وموعدنا بعد إسبوعين !
!
وهكذا خرج بعدما إنهئ الطبيب حديثه وإعطاءه وصفه ممتلئه من الخربشات الغير مفهومه !
!
تنهد بضيق !
وإتجه الى الغرفه الكئيبه التي يرقد فيها إخيه !
لّيفتحها بهدوء ويجدّ خالته سارة وأمل ليقول : تجهزوا كتب له خروج !
وألقى نظرة عليـه وهو شاحب الوجه وينام بعمق !
: طيب وش قال لك الدكتور عمر بالضبط ؟ طمنّ قلوبنا !
: بالسيارة اقولكم .. يالله بروح اصرف العلاج
!
عِندما خرج تحدث امل : وجهه مايطمن اخاف فيه شي قوي !
: والله مايندري ..من بدايه تعب ناصر ووجه مايطمن ! الله يستر يارب !
قامتا بلّم الأغراض سريعاً
: أصحيه ولا اشيله؟
لترد : لا صحيه يمشي افضل ، بس نصبر ليمن تجي الممرضه تشيل المغذي وهالحوسه
لتقول بتردد: سارة اخاف يصيح يبي مريم !
لتقول وهي تحكم الغطاء : لا اذا شاف عمر بيسكت اهم شي واحد من أخوانه !
!
إنتظرتا قليلاً حتى دخلت الممرضه وهي تحيّههن وتقوم بعمالها بتّفان !
بعدما إنتهت إقتربت لتوقظه بهدوء وكعادته سهل لين الطبّاع إستيقظ بسرعه وألبسه فردّتي حذاءه وخرجن الى خارج المشـفى ذا الرائحه الكريهة !
!
تقابلا هن وعمر وإتجهن الى السيّارة !
وبعدما إستلقن سألت الخاله سارة بقلق : هاه عمر ماقلت لنا وش صار ؟
تنهد بضيق : يقول ثقف بالقلب ..
: لاا صصاادقق!!!!!! ياربي رحمتك !
ليردف : وكان فيه من يوم صغير بس لان ماشخّص اثناء الولادة مادرينا وبدأ يكبر وهاللي تعب .. ويقول بنعطيه أدويه وبعدين بنشوف النتيجه !
تمتمت بإسى : الحمدلله على كلّ حال ..
لتردف الخاله أمل : الطفل لازم اول مايولد يكشفون على كل شي ..وعشان كيذا مادرينا .. زين اللي لاحقنا قبل لا يضيع من بين يدّينا !
ليستططرد بقيه التفاصيل : الثقب الصغير يمكن يتسكر مع الوقت .. بس يقول بدأ يتوسع للمتوسط ويقول إن شاءالله مافيه خطورة كبيرةً!
: طيب والسبب!؟
: احتمال وراثه من إمي !
لتجيب : ايه امك كان فيها قلب بس مادرينا الا صدفه تخيّل ! وهي كانت تتعب كثير بس كانت تحاول تخبّيه .. بس شفت ورقه المستشفى صدفه !
ليجيب بغصّه : كانت بايعه الحياة بعد إبوي اصلاً .. وقبل لا يموت وانا احسّ فيهم شي بس مادري وش بالضبط ! وبعدها توفى فجأه كيذا وهو بكامل صحته الله يرحمه ويغفرله أجمعين ..وبعد سنه .. هيّ توفت !
: امين .. كان إبوك يعرف اللي فيها بس توفى قبل لا يكمولون العلاج وبعدها هي إصابه إكتئاب والنفسيه كان بالحطيط بعد وفاته !
!
إحتد الصمت دقائق وهم يتذكرون تلك الأيام العصيبه وريّاح الحُزن على حالها يفتك إجسادهم .. كانت تقظم أظافرها حُزناً وصمتاً وتحبس نِفسها بغرفتها .. حاولو جميعهم إخراجها ممن إكتئابها ولكن لم يستطيعوا ! كان جُل ماتفعله النظر بلا مُبالاة وكأن هُناك حاجز زُجاجي يفصلها عن من حولها ... حتى قبيل وفاته بشهر لترجع إلى ذاتها القديمه وتلّبس ثياب الفرح البالي .. لتصدمهم برحيلها الفاجعّ!
:الله يرحمهم جميع ويغفرلهم ..
: امين ..
،
توقفت السيّارة امام بيتهم لينزلن وتحدث بتعب : انا بروح لشغلي اذا بغيتوا شي دقوا على محمد ولا إي احد مااضن اقدر إجي !
: طيب إنزل كل لك لقمتين على الإقل !
رد بالنفي : لا مايمدي .. يالله مع السلامه ..
،
وتوّجه بسيارته حيث مقرّ عمله !
ولحسن حظه المدير تساهل معه جداً خلال الاسبوع !
وبعد خروج إخيه لابدّ له من الرجوع حيث سابق عهدة !
،
هـو حزين .. وبائس .. وغمامه سوادء فوق رأسه !
وشعور بإنه لايستطيع تغير حالهم إلى إحسنه يقتله !
شعور إنه مكبّل اليدين هكذا .. أمر مروع بالنسبه له !
ولكن .. كعادته يلوذ بالصمت عند الحزن والقلق والخوف .. يخبئ حزنه بالصمت ذاته الذي حدث به كل شي ...
،
ترجلّ من سيارته متجهه الى مقرّ عمله !
حيث يعمل في أرقى الأسواق في إحدى المطاعم ذات الشعبيه الواسعه ..
إستلم عمله كمالعادة .. وقليل مايرتد الزبائن في هذا الوقت حتى بعد صلاة العشاء يكتض السوق !
!
أنهى صلاته العشاء في أحدى الاماكن الضيقه في المطعم
وسأل من يعمل معه : إلا هشام وينه ماشوف ؟
تحدث بلجه مكسرة : هذا روح جيش
تعجّب : يعني إستقال ؟
أجاب بالموافقه : يس .. من يومين وهو روح جيش عشان فلوس كويس !
!
تعجب !
ف هشام زميل له يعمل معه في المطعم !
ولم يرتاد الجامعه بسبب درجاته المتدّنيه !
.. تناسى أمر عندما تبين له في وجه الزحام شخص يعرفه ، وماهي خطوات حتى أتى امامه ليرحب به بحفواه : ياهلا والله بسالم
أجاب: هلا والله عمر وشلونك وشخبارك؟
: بخير الحمدلله إنت شلونك؟ وشلون عمي فهد و الاهل؟
إبتسم بهدوء : كلنا بخير يابي لك الحمد .. ماشاءالله تشتغل هينا أجل ! والحمدلله على سلامه أخوك !
: إي والله ، الله يسلمك يارب ، أمر على حسابي اليوم
ضحك : لا والله ماهي عليك ، مواعدين ناس بنعشّيهم .
:صدق ؟ اجل ماني بداخل بينكم ..
إبتسم وقال : دقيقه بنّادّيها الله يسلمك هذي إختي ماريّا عدت بااختبار وحالفه لا نعشّيّها كل واحد يوم
وإستدار .. تاركاً ذاك يتخبط !
....
رؤية أحد من أهلها شي يسعده ..
ولكـن إن يراها وحتى لو كانت الحجاب يغطي معالم وجهها سوى العينين !
كفيله بجعل دقات قلبي تتخبط!
وكفيله باأن ينسى ألم مرض أخيه
وتعبه !
وايضا تسّعدده لايام !
،
تنحنح ورتب هندّامه جيداً
وهو يرى سالم وهي ورائه تمشي على إستحياء غض بصره وانشغل بيديه
: وش تبغين ؟ عجزت إنطقها!
،
وصوتها بعد!!!
حتى أحلامه لم تكبر لتصل الى تلك الدرجه
إتى صوت رقيق ويضنه افضلل صوت سمعه لهذا اليوم في حيّاته
وهي تملى إليه ماتريد وتختمها ببيسي مثلج !
،
:153 ..
لا يعرف كيف نطق الارقام بسلاسه !
ذهبوا بعد ما أعطاهم الفاتوره !
وشعور يشعر يدغده في انحاء صدره!
،
وماهي دقائق حتى إتى أخها وأخذ الطلب ليقول : نشوفكم يوم الجمعه بإذن الله ..
إبتسم بسعادة غريبه : إن شاءالله !
،
،
تلك الدقائق من السعادة اللذيذه ذهبت!
ولكنّها ستبقى في ذاكرته لا مُحال!
.................................................. .................
.
.
.
دخل إلى البيت وهو يترنح من شدّة التعب !
يالله ..والدة يريد قتله بعمل الصارم !
فهو يذهب إلى المزرعه صباحاً ولا يأتي إلا مساءاً !
تاركاً ملذات الحياة ورائه بسبب إبيه !
وأبن خالته لا يكّف عن السخريه منه !
وحتـى عمله .. أصبح مستعبد من المهمات الكثيرة بسبب مايفعله !
ولشّدة الإسف لم يستطع إغضاب إبيه ومالديه سوا إن يرضخ بمضض !
توجّه الى غرفته ولكن والدته إستوقفته وهي تجلس في الصاله وتحادث أحدا ما في الهاتف ..
تنهد بضيق .. وجلس أمامها وهو ينتظر إن تنتهي مكالمتها الممله !
.. كان يغمض عينيه وهو يستمع لثرثرة والدته ولكن سمع إسم كان يؤرق نومه منذ إيام! ..
: وشلونها سُلاف يالطيفه عساها مرتاحه عندكم ؟؟ ... اي ياعمري الله يشفيه امه ويردة لها سالمه ... اي اييي اشوى اشوى .. اي عاد اذا رحنا المزرعه الاسبوع الجاي جيبيها معك ..زين فمان الله
!
واخيراً حادثته والدته لتقول: هاه شلون الشغل فيهدان ؟
بإبتسامه مليئه بالسرور !
قال بسخريه : ماشاءالله من حلاوته ماودي ارجع البيت !
ضحكت ملئي شدقيها ؛ والله سوات ابوك وش زينها شف وش حليلك تقوم مع الناس وتنام بالليل حتى وجهك صار وش زينه !
قال بملل: اي واضح .. المهم يمه وش كنتي تبين !
لّوت فمها بحنق من إسلوبه الجاف لتقول : مابي شي بس بشوفك وبسولف معك !
: يمه والله بي نوم حتى مقدر إسولف !
ليستقيم وهو يتثاوب : بروح أنام ...
لتقول بخيبه إمل صاحبة صوتها : طيب ماتبي عشا؟
: لااا كليت بالمزرعه ، وبعدها سأل : اقول يمه خالتي لطيفه عندها بنت إسمها سُلاف ؟
إجابت وميض حزن إرتسم على ملامح وجهها : لاا هذي بنت عمهم امها تعبانه ومسافرة تعالج وساكنه عند لطيفه !
: اها ..وعزوز شلون تتغطى عنه ؟
: مادري .. بس ماتوقع عزوز حسبت إخوها وإتوقع هي صغيرة مدري شكبرها .. وهي فترة وبتروح يعني !
ليستفسر إكثر : وطيب خوالها وينهم ؟
: مالها أحد بالرياض كلهم ماهم فيه هينا !
ليقول بتأكيد : وهي تجلس عند خالتي يعني ؟
لتقول بتعجّب : فهد وش فيك على الأسئله ؟
ليقول بتدارك : لا لا مافيني شي !
،
إبتسم بخّفه .. وإستدار حيث الدرج والى غرفته !
!
وميض تحدّي يبرق في عيّنيه !
اصبح الوصول لها ... أقرب ممّا يتصور !
،
وإم هي تتقاذف ألسنه الخيبه الحـارقه إلى صدرها بحسرة !
وهي تدعو بسّرها ، وتتحسر !
.................................................. ....................
،
،
طوال الأسبوع المنصرم كانت تترنح من شدّه الإرهاق والسَهر !
فإنها إما تكون عند إخيها وتكون مسيقظه طوال اليوم خوفاً من يفقد نفسه بغثة !
أو .. تتناوب هي وخالتها وتعود إلى البيت لتبقى ايضاً سَاهرة خيشه إتصال ما يخبرها بحدوث إمر !
!
وعندما أخبرتها خالتها مابه .. إطمئنت نعم !
لم تجزّع ولم تبكي مثلما كانت تعتقد لأ !
بل إطمئنت عندما عرفه مابه بالضبط !
ستعتني به جيداً .. متأكدة إنها ستسهر وتسهر اياماً أُخر من إجله !
وتلك الساعتان التي تنام فيها مرغمه ستكون وقود لإيام أُخر من إجل صغيرها !
فُ والله تشعر بإنه خارج من رحمها !
وتشعـر بألم ولادته كل ذا حين !
فهو .. ليس إخيه فقط .. بل إبنها إن صحّ التعبير !
وهـو في حجرها ينظر الى السقف بهدوء .. وخالاتها يقنعنها بشئ لن ترضخ له بالطبع !
والعِناد الذي في إخيه عمر .. إنتقل إليها !
لتقول بإصرار : لااا لو مدري إيش ماراح أجلس عند خوالي أو تاخذين ناصر ياخالتي .. أنا اخته واراعي له عادي !
لتقول الخاله سارة بمحاوله إقنعها : بس يامريم إنتي تتداومين وتتعبين أرحمي نفسك ششوي ! وبعدين على الاقل بس بالداومات وبالأجازة عندك !
لتقول بلا مبالاة : عاديي .. أغيب اذا تعب وونتناوب انا ولمياء بس تاخذينه ياخالتي لأ لو مدري إيش !
إشتعلت الخاله أمل غضباً : طيب على الأقل اجلسي عند امي .. فكري بإمي على الاقل ترها ماتنام الليل عشانكم اذا إنتم عندة بترتاح والله العظيم مريم فكري زين !
لتقول بتحدّ : وراحتي انا وإخواني هاه ؟؟ لاا واللي يسلمك جربت اعيش عندهم ووش شفت لاا والله ! وانا كم مرة اقولكم وصلو لجدّتي لا تخاف وش بيجينا طيب !
تنهدت سارة قائله : اصلاً لو أقنعناك وش بيقنع عمر !
: طيب وش السوات الحين !
: يالله ياخالتييييي وش سواته عادي ترى قلت لك تناوب انا ولمياء شدعوى .. ولا شرايك لمياء ؟؟؟؟؟
،
كانت تجلس معهم بصمت لتقول : انا مع مريم .. وهي صادقه تناوب عادي !
تنهدت امل : العائله كلها عناد بعناد !
: تتذكرين سحر سبحان الله طبق الإصل من العناد اللي فيها !
لم تعلقا .. لتقول بعدها : طيب انا عندي شور ..واذا ماطعتوني لتقول بتحدّ : لاا غصب عاد بتطيعوني مالي دخل !
: وشو؟
: شغالتي تجي عندكم لمين نهايه الدوام !
لترفض بعنف : لااااا لو مدري إيش ياخالتي يكفي السواق اللي يودينا ببلاش لااا مستحيل .. قلت لك والله عاد..
: مريم ترى والله العظيم بزعل وادق على ساميه تلعن جدفك !!!! مافكرتي بنا كلنا ؟ مافكرتي بسلوى وساميه اللي قلوبهم تتواكل غشانكم ! مافكرتي بس وبإمل اللي نحاول بكل شي وانتي واخوك على عنادةً! مافكرتي بإمي ياعيني هي .. ترى ماتنام الليل عشانكمم حرام عليك ! على الأقل الشغاله تراعي لناصر وانتي بالدوام .. وبعدين مافكرتي بمستقبلك إنتي ولمياء وكثرة غيابكم وبعدين ناصر طول هالأسبوعين يحتاج راعيه خاصه ! وإنتي ولمياء وراكم دوام ومستقبل والله لو انا وأمل نقدر تناوبنا بس صعبه عشان كيذا كايا شغالتي تجي كل صبح وترجع بعد العِشاء إفضل ومتأكدة ماراح تقول شي ! هي تحب ناصر وبتراعي له بعيونك ماعليك !
تنهدت بتعب: طيب طيب خلاص خلي الشغاله تجي بس نطلع من بيتنا مستحيل .. بس قولي لعمر قبل ! ..وهي بترضى طيب ؟
لتقول بهدوء : محلوله ماعليك .. كايا تحب ناصر وبترضى ..والنوم بإي مكان وش دعوى ..وعمر عاد يرضى غصبنً عليه !
.. لم تعلق ..
تعلم جيداً بإن اخيها لن يرضى !
ولكن .. تتمنى لو يرضى حقيقةً !
،
إتصال هاتفها إزعج الصغير قليلاً إلتقطه لترد بهدوء : هلا
ليأتيها إمرت خالهت : هلا والله بمريم شلونك ؟
إجابت : بخير الحمدلله .. وإنتي شلونك ؟ ؟
: بخير الحمدلله .. خالاتك بيطولون؟ !
:اي إتوقع ، حياك خالتي تعالي ؟
: ياعمري الله يحيك ، بس برسل مع محمد عشا لكم زينت وكثير ، وجدتك ماتشتهي اللحم وجابر بنام
لتقول بإحراج : طيب تعالي تعشي معنا مرة ازين لك ؟
لتقول : لا ماش مااحب اخلي محمد يتعشى لحاله مرة ثانيه إن شاءالله
لتتمت بلطف : ياعمري ياخالتي ماقصرتي الله يجزاك الجنه
:ماسويت شي حق وواجب ..
وهكـذا أغلقت
لتستفسر الخاله أمل : وش تبي نورة ؟
إجابت : بتجيب عشا مع محمد
: ياعمري ماتقّصر
لتُردف الخاله سـارة بحب : والله محمد اللي مايقصر ياعيني هـو ، اذا شفتيه تقولين أخو عمر طول الوقت معه .. والله ماأتمنى الا عبد المحسن يصير زّيه ولاا مهند بين كتبه والله ماهو لّمي
أطلقت الخاله امل ضحكه رنّانه : حرام عليك مهند فيه الخيـر والبركه بس دراسته ، ومحمـد ياما كان شقي بس سبحان الله تغير كثثييرر عن أول .. إحسه يشبه ابوي اكثر شي بطبعه
،
قضمت شِفاه بحنـق وهي تشعر بالغيض إتجاههن !
لتتحدث بنزق : واضضح الصدق بالمستشفى لازق عجزت أخذ راحتي !
: ههههههههههههههههه حرام عليـك
: هيّن عاد مريم إنتي ومحمـد مو يومكم صغّار متنافرين
نفخت هواء ساخن من شفتيها لتأكد : وحتـى الحين !
!
: بنزوجك إياه !
أطلقت صـرخه من إعماقها : لن شاءالله هذا اللي بقاء ! لتردف بسخريه : اخاف يجلس يقفل علي البيبان وينّساني !
إنفجرتا ضاحكتين لتتحدث لميـاء : تهقين خالتي والله لايقين لبعض خلينا نخطط نجمع راسين بالحلال
:هههههههههههههههههههههههه� �ههههههههههه
إبعدت الصغير بلطف ليتعدل وإعتدلت بجلستها لترفع السبّابه بغضب : والله لو هو اخر شخص بالدنيا ماخذيته ولو سمحتوا لا تفتحون هالسيرة معي تدرون إني اكرهه من كل قققلبييييي
عقدت حاجبيه الخاله أمل : شفيك مريم والله نمزح
كتفت يديها بتهكم : مااحب المزح الثقيل !
تنهدت الخاله سارة وهي تتثاوب بملل : والله الصدق لو يجي يخطب ريما ماراح أرفض ، يالله الجنّه احسه كل مايكبر يزيد غلاه بقلبي ! وانتي خلي كرهك لك
!
إرتد قلبها بنبضات عاصـفه عندما لّكئت خالتها الجرح الطـري ، لترتسـم خيبـه خفيه على شفّاف قلبها ليكون التجاهل هـو مايجب عليه فعله !
،
أغمضت عيّنيها لتفتحها بوجع ، وهي تتذكر تجاهل ابنت خالتها بسبـه !
من كان يُلاحقها بنـظرات فاضحه بالنسبه لها ، وخفيه للاخرين !
يجعلها تتلكئ في خطواتها وتصرفاتها يحكمها التوتر !
تمقـته ذلك البليـد !
فَ بسببه .. قطع إسترسالها في عمق الشعور قول لميـاء بسخريه : خـالتي شوفي ضاق صدرها شكلها غارت !
فتحت عيّنيها بوسعها لتستقيم بغضب : إنطمي اقققول الحمدلله والششكر !
تزامناً مع جـرس الباب مُعلن وصوله !
لتزيد إختها : روحي إفتحي الباب لزوجك المستقبلي ..
،
سارت بإتجاه غرفتها محمّله بغضب ناري لتقول : انقلعي إنتي افتحييه !
وَ صوت ضحكاتهن ثير غيّضها أكثر !
،
أغلقت ورائها الباب بغضب !
وهي تكتف يدّيها ، وتفكر بحديث أسـيل سابقاً ( مريم إنتي لازم تسامحين محمد هو بشر يغلط يصيب شي لابد منه هو أخطأ بحقك واعتذر هو اللي يقدر عليه سّواه وهو ماكان قاصد لك الاذيه ! الحين الخطأ منك إنك تلومنينه بكل يوم وكل مرة وتكرهينه أكثر سامحيه وإبدي بتغير نفسك للأفضل ، وإنسي الماضي ، حرام عليك تعيشينه بتأنيب ضمير أكثر من كيذا !)
،
تقاذفت الإفكـار برأسها مدمرة حصون التجاهـل !
هي تكرةّ تقرّ بذلك ، تمقته وتمقت تصرفاته اللعينه !
تكره حظـورةدائماً وابداً ليذكرها بفعلته الشنعيه التي لا زالت تلملم دمارها كلّ ذا حين !
،
ولن تستطيع إن تسـامحه حتـى لو أفصح بحبها له أكثر!
تصرفاته اللعّينه بالمشـفى لن تدك الحصـن المنيع لقلبها ، مهما حيّيـت !
!





.................................................. ........................
،
،
،
عند عودة والدتها من بيت خالتها وحديثها عن إبناء خالتها شعرت بتأنيب الضمير !
وكيف هي تحقـد عليها بسبب تافه جداً ، بينما تلك تداري مصائبها كلّ ذا حين !
وكِلاهما بنفس السن تقريباً .. وإختلاف التفكير والظروف !
كيف هي بتفكيرها الساذج !
بينمّا تلك تفـكر كيف ستعتني بإخيها .. بدلاً من بتفكير بشئ سخيف مُسمّى بالحب !
ولكنها .. لا تعرف كيف سَتواجها!
كيف تكون معها عوناً بما حلّ بها !
خائفه من ردة فعلها ! بعكس حنان التي كانت معها طول ماكان إبن خالتها بالمشفى !
تحادثها وتطمئنها !
بينها هي ... .. تآكل نفسها بنفسها !
لم تزورهم بالمشفى وحتى بالبيت .. ممّا اثار استغراب والديها ولكن .. أقنعتهم بحجّه ما !
..
وهاهي بغرفتها والهاتف في حجرها ..
وفكرة الإتصال عليها .. أو لأ ..
تربكها ! .. والمواجهه صعبه بالنسبه لها !
هي سَ تواجها بالتأكيد !
ولكن .. ليس الان ..
وإجلت تلك الفكرة .. وإندست فيي فراشها طالبه النوم !
!
ولا زال الألم من ذاك الشخص .. يؤرق تفكيرها !
وأخذت عهداً على نفسها بإن إبنت خالتها وصديقتها ليس ذنب بماحدث !
وهـو!!!!
عضت شِفاها بألم ودمعه واحدة إسترسلت بضعف!
.................................................. ....................
،
،
هي ذات صدّاقات محدودة جداً !
لا تملك سوى صديقه واحدة في المدرسه ..
وَ صديقه واحدة عند عمامها !
وتلك الصديقه حفيدة عمها فهد .. سهى !
لا تعلم كيف .. أصبحن صديقتين بظروف قصيرة !
فّهي قليلاً ماتراه .. ولكن مّجرد ماتراها تنسى نفسها معها وتستمتع كثيراً !
هي بعكس ظروفها وبيئتها وحتى شخصيتها .. ولكن قلوبهما تألفت ..
وقد إتصلت عليها ودعتها الى بيت جدّها والذي هو عمّها .. وتسكن عندهم بسبب طلاق والديها منذ أشهر .. لترّفهان عن نفسهما كثيراً !
إستحبّت الفكرة كثيراً !
وحتى عندما أخبرت عمر راقت لها جداً وَ جداً بغرابه !
وحتى إنه إستئذن من عمله لإجلها مما اثار إستغرابها أكثر!
وحتى مريم حثتها أن تذهب وترفه عن نفسها !
!
وهاهي في السيارة متّجه الى بيتهم !
توقفت السيارة عند بييت عمه الكبير والجميل !
وحسّرة في قلبها خبئتها بصعوبه !
: متى تبين أجيك؟
: مممادري والله .. بس شف بدق عليك وأقطع اذا ماجاز لي الوضع وانت دق علي وكنت مستعجل وكيذا
ضحك : عز الله مايعجبك العجب ! واذا عجبك الوضع ؟
: اممم 12 كيذا
فتحت باب السيّارة ولكن توقفت عندما سمعت طرقات على نافذة عُمر ألتفت لترى إحدى أبناء عمها وعرفت بإنها سمّي والدها عندما حيّاه عمر بإسمه !
،
ترجلّت هي وأستدارت لتمر بجانب إبن عمها مرغمرة وتدخل الى الداخل ..
وإتجهت الى الباب الرئيسي وهي تنظر الى الحديقه الجميلة .. والخلابه وتتمتم : ماشاءالله !
دخلت الى البيت وكان هادئ جداً ! لم تعرف ماذا تفعل بالضبط ! فَ هي قبيل خروجها من البيت أخربتها بإنها ستأتي قريباً!
وقفت بتوتر !
،
إتصلت مرة مرتان لكن لا رد!
وإستصعبت ان تصعد إليها .. وايضاً وقوفها هُنا أصعب ..
: تبين أنادي لك سُهى؟
..
جفلت عندما سمعت الصوت ألتفت لتراه يقف بعيداً عنها قليلاً وإبتسامه لعوبه تزين ثغرة ..
..
تجاهلته وهي تعاود الأتصال مرة ومرتان !!!!
وهي تقطع شِفاها بإسنانها بحنق ..
: يابنت العم تبين أنادي لك سُهى؟؟ جاوبي تراني ماأخوف !!!
!
لم تردّ !
وهي ترتجف بخوف !
كان تضم يدّيها خوفاً وهي تسمعه يقول : شكلها طرماء !
لم تستطع السكوت أكثر همّت بالتحدث
ولكن أنقذها نزول ماريّا ابنت عمها وهي ترحب وتسلم عليها لتقول : شوفي المجلس هذاك ادخلي الحين جايتك سُهى !
ذهبت حيثما اشارت لها ماريّا .. ليأتيه صوته : ماريّا شكل صديقه سهى طرماء ياحرامم !
!
لم تستطع كبّت دموعها ابدا !
دخلت الى المجلس الواسع وإستندت الى الجدار وهي تمسح دموعها بقوة !
،
ليس الوقت ولا المكان مُناسب لإنفجار البركان المنحبس منذ قرابه الشهر !

،
فُتح الباب وهي لا تزال تحاول كبّت دموعها !
: هلااا والله حيّ ..
ولكن بتّرت عبارتها عندما رأت وجهها الباكي لتقول بخوف : لمييياءء ششششفيييككككك ؟؟؟؟؟
،
إنفجرت باكيه وإقتربت لتحضنها : لمياء بسم الله الرحمن شفيك خوفتيني والله !!!! ناصر فيه شي ؟؟؟ اهلك فيهم شيي ققوليييي !!!!
إبعدتها بلطف وهي تسمح دموعها بقوة : لـ…ـلا والله مافيـ…ـني شي بس ..
: بس إيش والله خوفتيني .. وهذا اول عزيمه شكلي بكنسل اذا الدعوة فيها صياح !
ضحكت من بين دموعها لتقول : انقلعي الشرهه على اللي يجيك !
: اجل قـوليي لييي وشش..
!
قطع حديثها طرقات الباب العنيفه .. فتحته بعنف لتجدّ عمها يقف وهو يحاول إختلاس النظر أغلقت الباب لتقول بلؤم : فارسس وش هالحركاتتتت !!!!
رفع حاجبه ليقول : بشوف صديقتك الطرماء حلوة ولا لا !
شهقت لتضربه بعنف : طرماء في عينك !!! لايكون قلت لها شي ؟؟؟
: والله هي خوافه وجلست ترتجف تقل بذبحها هالاشكال هذا تدرين ماحب يصيريون صديقاتك كيذا ابي وحدة شحّليلها تسولف وتاخذ وتعطي معي نوبربلومً!
تخصرت لتقول : لا والله ؟؟ اجل اخو صديقتي بطق معه سوالف مـث...
: عشان أذبحك !
: لا والله !
: والله !
لتقول بنفاذ صبر : إخلص وش كنت تبغى ؟؟؟؟؟
: عدّلي اسلوبي معك ولا مافيه عشا ياحلوة !!
: ههه لاا عاد حبيبي عمي فروسي تدرين انا اضيع بدونك !
: اننن اننن اقول الخلا ..
إحتضنته بلطف : فارررسسسسس !
تنهد : شسوي قليبي يحّب البنيات وش تبغون عشا؟
ضحكت : عز الله .. بعد صلاة العشاء تعال ولا ادق عليك اوكيه !
: اوكيه ياحب !
وإستدار الى الخارج ..
،
وإما تلك كانت تستمع لحديثهم ولا زالت تبكي !
هي لا تبكي لإن إبن عمها ضايقها !
هي تبكي من إجل عمر الذي حاربها لمدة !
هي تبكي من إجل كلامها القاسي له
تبكي من إجل ناصر وماحلّ به !
تبكي من إجلهم
تبكي والديها !
وتبكي وتبكي ...
دخلت سهى لتقول : للحين وانتي تبكين لمياء شفيك والله خوفتيني .. عمي فارس قالك شي اعرفه طبعه دفش شوي !
لتتحدث بصراحه : شفتي هالبكيه تراني حابستها من شهر تقريباً ! وتوّها تطلع هه من بركات عمّك !
إقتربت لتجلس بجوارها : ياعمري إنتي والله اذا البكاء يريحك إبكي ولا تكتمين !
إبتسم لتقول : لااا ابشرك طلع كل اللي بقلبييي !
لتقول بعدها : شفتي بركات عمي حلوة !
لتقول بصراحه : واضضح .. الصدق عمك كرهته من الحين اقولك !
إنفجرت ضاحكه : ترى هذا هو طبعه والله لو تشوفين اذا جاوا بنات خواله يارباه بس لّازق فيهم وعندهم !
قالت بنفور : ررجاءاً قولي له لايقرب اكره هالحركات مرة. !!
: ههههههههههههههههههه من عيوني ولا هم البنات مرة مبسوطات عليه !
: هو وش كبّرة اصلاً ؟
: اكبر منّنا بثلاث سنين تقريباً !
أومأت برأسها ..
،
تحدثتا كثيراً .. ومضى الوقت دون إن يشعرا حتى طُرق الباب وإنفتح ليظهر عمّها مُرحب بها : ياهلا والله حيّ الله من جانا وانا اقول ليشش البييت منّور اثاري بنت فارس فيه ؟
!
تغرغرت دموعها وإحتضنها ليقول : عزالله إنك ياسهى صادقتي ناس يحبهم قلبي !
!
تأثرت بقوة ولم تعلق .. إخذ يسألها عن إخوانها وصحّت إخيها وخرج بعدما أوصى حفيّدته لأجلها لتقول بغضب : اجججالي يالمياء جدي يوصيني عششانك اخر زمن !
ضحكت ملئ شدقيها : ياحياتي هوو اي عيوني اخاف انتي وعمك كل ماجيت بكيت منكم !
:ههههههههههههههههه اذا من عمي الله يستر ! والله لو تدرين يوم قلت لابوي وجدي مرة استانسوا وعطوني من الميه للأف اشتري لصديقتك والي تبون !
تأثرت بعمق لتقول : الله يحفظهم يارب !
: امميييننن!
،
تأثرت بقوة لإن عمها يذكرها بإبيها كثيراً !
ياألهي .. إن الشوق ينحر قلبي !
أرحمهما وإجمعني بهما في جنات عرضها كعرض السموات والإرض !
،
عادتا الى الجلـوس لتتحدث صديقتها مكّمله : عاد تدرين صح عمي فارس بثّر وثقيل طينه بس والله مايرضى عليى اصلاً الله يسلمك حنا بالبيت احزاب انا وفارس وماريا وسالم اذا جلسنا بمكان واحـد بدّت الحرب !
: ههههههههههههههههههههههههه ههههه ، وياسر ؟
عقدت حاجبيها بتفكير : شعرفك فييهه هاه ؟
تحدثت بملل : ياأفكارك الشاطحه ، لانه صديق عمر ويعني مرات اشوفهم مع بعض
: لاا هين ياسر ههههههههههه مع حزب جدتي
إنفجرت ضاحكة : وعمي ياحياتي ؟
: عمي صديق الجميع ، إمس تخيلي عمي سالم راح هو وماريا يتعشون وشوفيني انا بغيت اموت ، وفارس حلف يعوظني وإنتي معاي
لتقول بإستنكار : مع مييين ؟عمك هذا اللي باقي !
أنفجرت ضاحكه : هههههههههههههه والله عادي فكري فيها ، هو ياخذ طاوله وإحنا طاوله !
!
رنين هاتفها قطع حماسها بالحديث لتقول بضحكه : شوفي هذا هـو
وضعت السبيكر ليتحدث : سهى وش تبغين عشاء انتي وصديقتك الطرماء ؟
عقدت حاجبيها بنزق لتتحدث بطفوليه : ماني بطرماء !
إنفجرا ضاحكين
ليتحدث مابين ضحكته الخشنه : لا ابشرك مانتي بطرماء تعرفين تتكلمين !
عبّست بضيق لتستقيم وتتحدث بنزق: سهى اذا خلصتي ناديني بروح الحمام !
ليأتي صوته : افا يابنت العم قدر صوتي حمام ؟؟؟؟
،
عضت شِفاها بغضب من صوته المستفز لتخرج مغلقهً الباب بوقتها !
،
ألتقطت إنفاسها من شددةّ الضحك لتقول : فارـس اه هههههههههه استغفرالله .. ترى لمياء ماتحب هالحركات لا تحسبها زي جيهان وتهاني !
: مادري وش تبغين بالأشكال !
لتفصح عنّما في قلبها : عمي تدري إن هي اكثر انسانه احسها فاهمتني واحسني اسولف معها وانا ماحس بنفسي ، ترى جيهان وتهاني اللي تقول صادّقيهم عجزت أتقبلهم والله
أثـار الصمت لثواني .. لتردفت بحب : والله مدري شلون قلوبنا تالفت بسرعه ، يعني احسني افتح قلبي لها ومتأكدة إنها بتسمعني لانها تحبني مو فضول ! ، .. مدري شقول افهمني وخلاص ..
تحدث بتنهيدة : شنسوي عشانك بنتحمّل خلقتها الشينه شنسوي ؟ المهم أخلصي شتبغون ؟
: اصبر ادق عليك بعد شوي بشوف وش تبغى ؟
ليقول بصرخه مكتومه : اه تتشرط بعد عمتنا !!!! اوفف يالله إنتظرك !
،
إغلقت وإستقامت ذاهبه لتلك التي ستنفجر من شدّة الغضب ، ولا زالت بسمه عالقه بين شفتيها ..
.................................................. ...............

تم !
‏"هل تراقبني بشغف ؟ كما أفعل أنا .. لا أعتقد ، أنا دائماً من يبالغ"

ايما حسين likes this.

الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-18, 06:31 AM   #33

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل (الخامس عشر )
،
سبحان الله وبحمدة ، سبحان الله العظيم ❤


،

مستلقيه على سرير إبنت عمها وهي تمسح دمعه يتيمه وتقول بصوت مبحوح : يمه اشتقت لك
لم تريد أن تزيد مكيال الألم عليها !
ولكن هي .. فاض الشوق والله علليييم!
ليأتي صوت والدتها عبر الأثير يشّن هجوم عاصف على خلايها الدمعيه لتفيض المقل بسخاء : يانظر عيني وانا بعد اشتقت مرة اشتقت لك .. ربك كريم ياسُهى ككرر ييييممم
: الله يقــ..ـومـ.ـك بالسلامه وترجعون يارب
: امين يانظر عيني ، شلونك ببيت عمك مرتاحه ؟
إزدرت ريقها لتغطي نبرة البكاء بصوت طبيعي وتمسح الدموع بيدّيها الصغّيرتين : مرررتاحه فوق ماتتصصورين والله خالتي والبنات كلهم شايلين فوق روسهم وعمي ياحياتي بس امري وتدلليي وحتى عزوز بعد !
تنهدت براحه : الحمدلله الله يطمنك والله داريه فيهم راعيين أصل .. كحت بتعب لتقول : عاد سوسو ماوصيك خليك عاقله ومؤدبه وصلاتتتتكك عيوني اهم شي ولا تنزلين إلا وإنتي لفه الطرحه زين .. تحملي لمين يفرجها الله !
: إن شـ..ـاءالله يمه !
لتتحدث بتنهيدة مُتعبه : يالله جو النيرسز نكلمك بعدين وابوك يسلم علييكك كثير بس مايقدر يكلمك الحين!
: وانا بعد سلميلي عليه .. وقـ..ـولي مرة مرة مشتاقتله مرةة .. وكلكمممم بعد !
:وحنا ياضو عيوني .. يالله مع السلامه أستودعتك الله !
أغلقت بعدما إستودعتها رب الأكوان ايضاً
،
لتجهش ببكاء مرير !
ياألهي ألطف بجسد أمي !
صب عليها العافيه صباً يارب !
يارب إني لا أحتمل يارب !
عـانت والدتها قبل وولادتها من مرض مُزمن لتتشافى بعدها !
والأن يباغتها من حيث لم تحتسب ، يدك حصون المناعه دكاً لتصبح على شرفه الهـاويه !
وَذهابها هي ووالدها للعلاج إلى الخارج كان الحلّ الأصعب !
ليتركوها وحيدة ، وبائسه هُنا وحدها !
وعنايه عمها وزوجته وأولادة تتلقفها كل ذا حين !
ولكـن تجّدها غصّه بين بلاعيمها !
،
رساله أتتها جعلتها ترفع هاتفها بإرهاق لتمسح دموعها وتنطلق شهقه مابين شِفاها !
( مرحبا )
عقدت حاجبيها لتقول بتعّجب (اههلين من معاي ؟)
رد بجرأة (معاك فهد .. كيف الحال ؟)
،
إعتدلت بجلستتها وهي تشعر ببعض الإثارة والتساؤل (ومن فففههد ؟ وش تبغى ؟)
( ابغى اسولف معاك ممكن ؟)
،
نظرت لحروفه وترددت ماذا ترد !
إبتسمت بإثارة لتكتب وتمسح وتكتب وتمسح !
واخيراً ردت ب ( لأ دور وحده تسولف معاك مااحب هالحركات هذذي !)
بعدما تذكرت مراقبه الله لها !
ووالدتها متعبه وهي تتسلى مع هذا؟
لايصح !
أجاب (هههه توقعت ردت فعل أقوى .. من وحده صوتها حححاد بس إنكسحت شوي )
تدلى فكها قليلاً لتقول بإنبهار (إنت تعرفني ؟)
رد ( يمكن ؟)
زاد إستغرابها لتقول( شلون يمكن ؟ تعرفنني إيه ولا لا ! )
( قلت لك يمكن !)
،
عضت شِفاها بحنق لتقول ( شكلك فاضي وماعندك شي وبزععمك بتطقطق علي لاا ياحبيبي دورها على غيري ويلاا ضف وجهك قبل لا أصكك بلوك الحين.)
،
أجاب برد جعلها تستغرب أكثر وتشك بإنه يعرفها حقاً
(ههههههههههههههه هذا الكلام اللي أنتظرة منك والله تخيلته بصوتك الحاد !)
لترد (لا والله ؟)
( والله)
إستقامت لتجوب الغرفه ذاهباً وإياباً وهي متعجبه منه حقاً !
من هو ؟
ومن هو ليعرف صوتها الحاد!
هل صوتها حاد حقا ؟ ، لم تعرف الإ من هذا الشخص المجهول ! أو قد يكون كاذباً !
سُلاف !
يجب عليك الا تنجرفي ورائه أو ورائه من يجرحون قلوب الفتيات بلا رحمه !
لديك شئ أكبر وشئ أعظم !
لترد بحزم ( شكلك تبغى البلوك صح ولا لا ؟ )
ولكن فاجأها
( لأ )
وقفت في منتصف الغرفه لتقول ( طيب احترم نفسك )
( انا محترم نفسي ماقلت شي يغلط بحقك حتى الان !)
يثير جنونها هذا المجنون !
( اوكيه طيب، من الأخير إنت وش تبغى مني ؟)
( قلتك لك نسولف )
(طيب انا ماابغى ! )
(اوكيه براحتك ،، بس لا تسوين لي بلوك خلينا حبايب )
ردت بإستفهام ( ححححببببااايبببببببببب ؟؟؟؟؟ بإي صفه ؟ )ً
،
كانت تقضم شِفاها بحنق !
وهي تنتظر إجابته !
إنتظر دقيقه إثنتان ثلاث !
حتى خمس عشرة دقيقه لارد!
من يظن نفسه !
،
تحركت أصبعها فوق جهارها اللوحي لتذهب الي صفحته بالتويتر ولكن لا تغريدات .. لا اضافه ... فقط هي ..
همّت بالضغط على الحضر ..
ولكن .. شي ما .. جعلها ألا تفعل !
،
إستقامت حيث طرحتها الموضوعه جانباً لتلّفها حول وجهها الدائري الصغير بإتقان ، تحسباً لدخول إبن عمها عزوز .. لتخرج خارجاً حيث هم بالإسفل !
لتجدهم ملّتمين حول بعض بحميميه قتلتها وتتدثر بالحزن في إحدى الأراك المنفردة بالصاله الواسعه !
حثها عمها إن تقترب وتشاركهم قهوة السماء ولكنها تلصصت منه بإعجوبه وهي ترمي عليـه اعذار واهمه!
،
ليسألها عمّها بإسى : كلمتي إمك مشوين ؟
إطرقت برأسها وغصّه عصّيه تستغل مساحات حلقها !
!
فذبولها الواضح وإطراقت رأسها الضعيفه دليل على ذلك !
فإنها ذات مزاج ناري وضحكتها تشّع مِرحاً مابين جدران بيتهم ، ولكن سُرعان ماينجلي أثر محادثها لوالديها كل ذا حين !
لينقلب المزاج بفتعود لشخصيّتها ذات المراس الصعب وَ اللسـان الحـاد !
إزدرء عمها ريق بصعوبه : ربك كريم ياسُلاف إن شاءالله فترة وتعّدي قولي يارب !
نطقت بصعوبه وهيّ تمسح دمعه طفرت على خدّها الندي : يييياااارب!
!
تجلى الصمت في الإرجـاء ليقطعه دخول إبن عمها بفظاعه وهو يقول بصوته الجهوري : السسلاااممم علييييكممممممم !
إجابوه جميعهم لينزوي بجانب والدته بدلال !
لتتحدث طريدّته بفتور : اوووه جانا عاد دلوع الماما !
مدّ لـسانه بغيض : اووه يالغيور بدينا !
كشّرت بغيرة واضحه : اغاااارررر؟؟ ومن من ؟ من عزوز واااع
لتبعدة والدته بلطف وتقول : بدينا بالمعاند مدري متى تكبرون !
ليقول وهو يلتقط إحدى التمرات ويتلقفها فمه : والله يمه بنتك غيور وش نسوي فيها !
لتردد على مسامعه : الحين بالله لمى ماسوت بأمي مالزقت فيها زيك تجي إنتي تسوي كيذا !
!
لتركض الصغيرة ذات السبع أعوام وتحتضن والدتها لتردد: هذاني سويت زي مايسّوي !
إنفجر ضاحكاً ؛ لّقطييي وجهكك ! كررركككررر !!!
لتتحدث ضحى ببسمه : والله بزران !
لتعقد حاجبيها : ياربااه يعنيي بتخرج خلاص كبرتتت !!!
لتنقلب الدّفه ضد الكبرى حينما وقف بصف طريدته : ولاا ياليتها بعد تتخرج على وقتها كل سنه تاخذ صيفي عشان تتخرجج بدري يعنيي بكبّر بسرعه !
!
لتنفجر معهم ضاحكه !
لتقول الكُبرى بغيض : يبه شف عيالك !
: الحين بفّهم ضد بعض تو شلون قلبتوا على ضحى ؟
لتقول بدلال : شف يبه انا وعزوز بكيفنا واحد يدخل بينا نو نو !
لتتحدث والدتهم مُنهيه النقاش : اقول تراك يوم الجمعه بتودينا مزرعه رجل نورة !
عبّس بضيق : طيب وإبوي ؟
لينهرة والدة : وإنت شعندك ؟
ليقول بتأفف ؛ ماعندي شي بس فهد مايفضى الا الجمعه منزّمان عنه!
؛ هالفهد اللي غثيتنا فيه تجمعوا بالمزرعه يوم الجمعه وقّضينا !
،
قفز الإسم إلى عقلها ليطرد شرودها !
وميض إثارة إعتلى عيّنيها الصغيرتين والحادتين ك حدةّ صوتها لتسأل بتحايل : وش مزرعتة خالتي ؟
!
وكأنهم ينتظرون منها كلمه لتتلقفهم إعينهم الحانيه أو الشافقه كَ نظرتها !
لتقول : مزرعه رجل إختي تهبل تبارك الرحمن بنروح كلنا !
إطرقت برأسها ليسأل عمها : ودّك تروحين سُلاف ؟
!
سدّلت مِزاجيتها المتقلبه على خِصالها ليختبئ الحُزن خلف الستار حين موعدة !
لتستقيم وهي تربض بجانب عمها وتتحدث : اي معكم بغّير جو روتين المدرسه وااع !
إحتضنها عمها بلطف : وعسّاك شادة حيلك بالمدرسه بس ؟
لتنّفجر ضاحكه : مرة شادّة حيلي النسبه بالحطيط !
: يبه ورى ماتمشّطها بعقالك عشان تتأدب وتذاكر زين ؟
قالها بعدما إسند مرفقه على المركى !
لتقاطع عمّها بيدها : اصبر عمي بردّ عليه ! والله أشوف الضرب بالعقال ماخلاك تفلح !
إنفجرت الكبرى مع والديها لتقول : طارت جبهتكك كككاكككك
بسمت لّونت شفتيه ليقول : هذي ماينقدر على لّسانها!
مدّت لسانها بغيض وهي تتجاهله مركزه إنتباهها الى عمها الذي إستقام : هذا سُلاف بنت مازن الواحد يحسب حساب اي كلمه يقول لها !
ليردف :يالله لطيفه اذا بتروحين !
:وين يمه ؟
إستقامت خلف زوجها لتقول : سرّ !
: وراكم اليوم بس تطيرون جبهتي ؟
: لانك ملقوف !
!
حينما أقفى عمها وزوجته سألت : حلا بسألك صوتي حـاد ؟
عقدت حاجبيها : وش معنى هالسؤال ؟
تحايلت وهي تقول : لا بس وحدة من صديقاتي تقول صوتك حاد
تحدّثت الكبرى بوضوح : إنتي مو حاد مميز أعرف صوتك من بين ألف وحده حتى عزوز يعرف صوتك
تشفّقت لتسأله : صدق عزوز ؟
رفع ناظريه بعدما أغلق هاتفه ليقول : هاه ؟
لتستفسر مرةً أُخرى : انا صوتي حاد ؟ ولا مميز ؟
ليقول بملل : إنتي صوتك يخترق الاذن إختراق والله لو إنتي مابين مية مرة إدري انك انتي
لُتردف حلا بضيق : ولااا إسمع اذا تهاوشت مع لمى كأنك دجي عرس !
؛ ولا اذا قومتيني يارباه ودي إذبحك
!
إنفجرت ضاحكه لتقول : صدق ؟؟؟
: أجل كذب ؟
!
لم تعلق !
وهيّ تفكر بعمق !
هي ذكيه لم تتغافل عن ذاك المشوار الذي أوصلهم المسمى بفهد !
والذي يصبح صديق إبن عمها المقرب والذي يتغنى به ليلاً ونهاراً !
ولتربط ما .. حدث اليوم !
ولكنّها .. تتساءل مالذي يريدة منها ؟
وكيف وصلّ الى حسابها على برنامج التويتر ؟
!
وميض من إلاثارة يغلي مابين عيّنيها! !
.................................................. ................
،
ميّض أسى مرتسم على ملامحها الجـميله وغصّه تكومت في حلقها تحاول إلا تنفجر ثانيه.. وهي تضع ثيابها في شنطه صغيرة .. لتـذهب إلى عمتها الجوهرة فهي الحل الإنسب والأحنّ لتبيت لديهم إجازة نهايه الإسبوع !
فَ والدتها وكما العادة تصدمها بإفعالها التي تزيد مكـيال الإسى والضغط لديها !
.. لينفذ دلو الصبـر والإحتمال لينفجر بكميات هائله !
!
فسفرهم المفاجأ الى مدينه خوالها لرؤيه ابن خالتها الصغير .. كان الضرب القاضيه !
هي كانـت تحتاج رؤيته ورؤية إبنت خالتها !
ولكن دراستها الصعبه ..تستحيل عليها ذلك !
وتمطرها والدتها بضحكه ملتويه وعيّنين شامتتين
كان ذلك كّ خيط رفيع مابين تماسكها وإنهيارها لتنهار بعدما ودّعتهم صباحاً قبيل خروجها الى جامعتها التي بادت تكرها احياناً !
ولكـن .. ميّض الإصرار في عيّنيها والتحدّي أبى إن ينجلي وهي تتوعد .. نفسها أولاً إن لا تنهزم تحت الضغط الهائل وأن تثبت لوالدتها .. بإن قادرة يوما ماً على رؤيه الفخـر بين عينيها !
!
أطلقت تنهيدة بفتور وهي تلتقط هاتفها الذي أصدر رنينه محدثاً ضجيج في غرفتها الواسعه
: هلا هلوش
لتجيبها بمرح : هلاو فيج عيوني إطلعي حنا عند الباب
لتكون بعكس حماسها وتجيبها بصوت فاتر : طيب بلبس عبايتي وجايه .. بس ترى مثل ماقلت لك عندي مدرسه ..وشـ..
: اي ماعليك عارفه إنزلي ونتفاهم بالسيارة !
!
ألتقطت عباءتها لترتديها بعجله وتأخذ حاجيتها وتنزل متجه إليهم !
.. ايضاً مايزعجها وجودها في بيت عمتها بسبب إبنها ذا المزاج المتحّجر ... وتلك التكشيرة التي إرتسمت على وجهه ذاك اليوم لم تنسه !
ولكن .. للحاجه أحكام !
فعمها الذي يسكن بجوارهم .. ليس متواجد بسبب سفرة الدائم !
!
إستقلت السيارة لتسلم بهدوء وتتنفس الصعداء عندما رأت السائق لتّحييه : شلونك عـامر ؟
لـيجيبها بإقتضاب : الحمدلله !
: هاه حنان وين مكان مدرستك ؟
لتجيب : معي اللوكيشن .. والله داريه إني د..
قاطعتها بملل وهي تعيّ جيداً ماذا ستقول : حنان تكفين إستكتي صجيتي راسي ماتدرين شلون انا وامي وخواتي فرحانين بجّيتك
: ياعمري داريه .. بس حتى بكرى الصبح عندي من 10 لـ12 عشان الميد يوم الأثنين .. فعشان كيذا اقولك ادق على سواقي الجامعه
لترد عليها : يابنت الحلال وش فيك إنتي ؟ ماعليك بكرى بتلقين الصبح من يويدك ويجيبك اصلاً امي بتزعل اذا رحتي مع سـواق واخواني موجودين !
!
أثارت الصمـت لتشيح بوجهها الى النافذة !
وحـاجه تولدت بين ثنايها .. عندما هبطت ذِكراه الى روحها .. ليزاد مكيال الحُزن في قلبها المثخن بالألم !
لتتمتم بسّرها : الله يرحمك !
.. لو إن إخيها كان مـوجود .. لم تضطر لخوض هذي التعيقدات من الإحراجات اللاّمُنتهيه !
!
توقفت السيارة عِند المبنى القديم بعدما إرسلت موقعه إلى إبنت عمتها
لتسألها : متى تخلصين ؟
لتجيب بـ : 10 ونّص !
لتقول بتعّجب : الله 3 ساعات !
لتقول بتعب : شفتي ! شسوي وراي اشيـاء كثيرة لازم تنشرح عشان الميد !
: الله يوفقك ويسهل عليك يارب !
لتجيب بـ: آمين !
وتترجلت ذاهبـه إلى وجهتها !
،
حقاً عند دخولها وبدء المعلمه ذات الجنسيـه العربيه بالشرح لم تفقه ماذا تقول بالضبط !
وساعدها .. الملخصات المبسطه التي تتسهل عليها مراجعتها لِاحقاً !
!
رنين هاتفها عند إنتهاء المعلمه بدقيقه اثار إستغرابها لترد بـ: على الوقت ماشاءالله !
ليأتي صوتها المُقتضب : حنا واقفين ننتظرك !
!
نزلت للإسفل لتترجل السيّارة وهي تقـول : تكفين هلوش بمر الصيدليه باخذ بندول راسي بينفجر !
وهي تغمض عيّنيها وتفرك صدغها بتكـاسل !
..
اثار الصمّت إستغرابها لتفتح عيّنيها ليرتد قلبها مابين أضلعها خوفاً عندما تبين لها السـائق !
وتتلكئ الحروف في فمها .. ليكون الصمّت الحل الإنسب !
: ههههه ماعليك عندي بندول بالبيت ..
كان جواب ابنت عمها .. لتغطية الجو المشحون بالإحراج من قبلها ... والصمت من قبل إخيها !
!
ألصقت وجهها بالنافذة وهي تعض شِفاها بحرج !
حتى وصلت إلى البيت لتترجـل بسرعه فائقه متجهه الى غرفه إبنت عمتها ولكن كانت عمّتها بالمرصاد ، لترغمها على إكل العشاء برفقتها .. ودخوله إلى الغرفه وهي يحيّ والدته ..وخلفه إخته .. جعلها تنكمش بمكانها .. وَ تشيح بنظرها عنهما !
!
ياألـهي ماذا يُريد !
يستطيع الإنفراد بوالدته بعدما هي تذهب !
مالحاجه الى وجودة وهي تأكل !
تشعر بإن الطعام توقـف في مريئها مانع الهواء إن يصـل إليها !
لتختنق أكثر بعّدمـا تحدثت عمتها : حنان بكرى متـى وقت مدرستك الخصوصيه ؟
!
إنحبست الكلمات في چوففها وهي تحاول إستساغت تلك اللّقمه المنحبسه والإختناق كان في أوجّه !
: 10 ولا حنان ؟
أومأت براسها ..وهي تشكر إبنت عمتها في سرها !
: زين أجل الوليد قبل لاتروح لصـلاة الجمعه توديها مع هلا !
!
أخيراً حاولت إبتلاع تلك اللقمه العّصيه لترفع ناظريها إلى عمتها وتقول بحرج : لا عمتي مابي أكلف عليكم فيه سـواقي الجامعه يقدر يوديني !
لتقول عمتها بغَضب : وشهوو ! تروحين مع سواق لحالك لاا ياعيوني مايجوز والحمدلله الوليد حسبت إخوك وهلوش محرم لك !
!
تلّونت خدّيها بالإحمرار والغِطاء يكتم إنفاسها أكثر وتتلكئت الحروف بين شفتيها ليصعب عليها جمّعها وتكـوين جمله مفيدة !
لـيكون الإنسحاب الحل الإيسر لتستقيم وقشعريرة سرّت في أنحاء جسدها عنـدما تبين له وجهه المّشيح بعيد عنها .. لتحاول إن تكّون جمله مابين الإحرف الهاربه .. لتقـول : ان شاءالله !
وتفـر ..هاربه مابين سطوت حضروه الممّيته لقلبها !
!
دخلت الغرفه إبنت عمها ولحقتها بعد حيّن وهي تقول بغضب : حنان قايله لك إمي ماتحب السواقين
إبعدت الغِطاء عن وجهها .. لتلهث بوجوم وتقول : ليش ماقلت لي إنه هو بيرجعنا ؟ والله فششله وفوقها بكرى بيوديني تكفين أقنعي عمتي تكفيينن واللـ..
لتبتر عِبارتها وهي تجلس على حافه السرير لتقول : اذا أقنعتها من بيقنع الوليد ؟
لتقول بتوجسّ : ليش ؟
: شلون ليشش الوليد مستحيل يخلينا نروح مع سواقين وتبينه يوافق إنتي تروحين ؟
لتقول بفتور وهي تخلع عبائتها : اوكيه إنتم خواته بس أنا ماله دخل فيني يعني سـوري !
لتقول بسخريه : اصلاً إنتي ماشفتيه يوم تقولين بروح مع سواق ؟ شوّي ويذبحك !
عضت شِفاها بحنق وتخصرت : لا والله ! إسمحي لي هلا إخوك ماله داعي بحركاته هذي !
لتقف بصّف إخيها قائله : هو عندة حدود مايحب إحد يتعدها وماهو مقصر علينا بشي ومحترمين حنا هالشي !
: انا ماقول شي بكيفكم إنتم وإخوكم حرّين بس انا ماله سلطه علي وماله حق حتى يناظر لي بنظرات اللي بيذبحني على قولتك عشاني بروح مع سواق ! صح الخلوة محرمه مع رجل إجنبي بس للضرورة إحكام !
.. لم تعلم بإنت تتحدث بغضب وبفتور حتى نبهتها قائله : شفيك عصبتي حنان ؟ اقول كيذا عشان تعذرينه إن هو مايحبّ إي أحد يتعدا الحدود اللي هو حاطه !
: قصدك فارضها عليكم !
أشاحت بوجهها لتقول : وحنا راضين !
!
شتّمت نفسها بضيق بسرها وهي تدرك بإن قد تعدت حدودها في الكلام لتقول بتبرير: اسفـه هلا ماقصدت .. بس اخوك يذكرني بإمي وبحركاتها عشان كيذا إحسني تنرفزت شوي !
: وإنتي كالعادة تعددين حدودها!
!
عقد حاجبيها بضيق وهي تعيّ سير محور الحديث الذي إنجرف لمنحـدر تكرهه لتتحدث بحلق جـاف: صح عليك ! وكالعادة عشان حدودها اللي تحطها بطريقي تضايقني وماأتحملها أقفز من فوقها وأطيـح على وجهي
وأعقبتها بضحكه ساخرة !
!
نظرت له لتقول بأسف : وتدرين إنك بتطحين على وجهك ومستمرة تتعدينها ! حنا وخواتي نحترم الوليد فوق ماتتصورين ونقدّره يكفي إنه يسوي كل شي عشاننا وعشان راحتنا وسعادتنا وحنا من واجبنا على الإقـل نحترم الحدود اللي يحطها واللي ترضيـه بس أكيد مو على حساب إنفسنا ! فهمتي ؟
رفعت حاجبها الإيسر ورفعت كتفيها بلا مُبالاة : فهمت .. انا ماشيه بتعدد الحدود .. وراضيه وإنتي بكفيكم !
!
لتغير مجرى الحدّيث : خلود وينها ماشوفها ؟ وخواتك ليش ماجو اليوم خميس !
: خلود تعبانه بغرفتها ..واه خواتي بكرى بيجون من عصرهم عندك لا تخافين !
أطلقت ضحكه رنّانه لتقول : شكلي بودّع النوم عندكم !
: تحملي ماجيتي عندنا إلا بوكيند الله يعينك !
حضنت القرفصـاء جسدها النحيّل لتقول بشئ أدركته : تدرين اخوك يشبه ولد خالتي عمر أهم شي إخوانه يعني تخيلي يضغط على نفسه عشانهم !
: اللي أمه وابوه توفوا !
أطرقت راسها بحزن : إيه ..وفوق كيذا اخوه تعبان .. يعني حالتهم حاله !
: ياعمري .. الله يرحم حالهم ويساعدهم
تمّتمت بـ : آمين ..
،
إعتلت نبرة هاتفها لتلتقطه من شنطتها .. تقوس فمها للأسفل لتـرد .. وتتمنى لو إنها لا ترد ..ولكن ستعرف ماذا ستؤول إليه الأمور لو لم تُجيب والدتها : هلا يمه ..
: وينك ؟
تنهـدت : عند عمتي يعني ويني ؟
:يووك شكلك زعلانه ولاّ ؟
لتقول بسخريه : لـيش يمه يهمك زعلي يعني ؟
لتقول بضحـكه : متى عمرك رضيتي عشان يهمني زعلك ولا لا ..
عاد ذاك الشعور الذي تكره يقتحم جوانب صدرها لتقول بإقتضاب مغيرة مجرى الحديث : شلون جدتي وخالاتي وناصر ؟
: كلهم بخيير ويسلمون عليك .. وشلون عمتك ؟
: طيبه ..
: رحتي للمدرسه ؟
: إي
: وبكرى من بيوديك ؟
: هلا ووأخوها
: وله إخوين من؟
: الـولـ..ـد
: زين .. يالله مع السلامه !
!
رمت هاتفها جانبـاً .. وتقوس فمها للإسفل وهي تحتضن وجهها بين يديها لتزفر وجع يكّمن بين جوانب صدرها .. على إنظار إبنت عمها المتطلعه على الموضوع بإكمله .. !
.................................................. ..............
،
توقفت سيـارته أمام الإستراحه التي تجمعه بإصدقائه وبعض الزمـلاء .. بعدما إتفق هو وعمر ان يتقابلا بعد نهايه دوامه .. وسأله بتوجس ان كانت هُناك مشكله بينه وبين محمد .. التي لا زالا على حالهما !
ليرفض الأمر .. ووعدة بحـديث طويل سيكون بينهما .. ولكن رؤيته لسيـارة محمد المصطفه بجانب سيارة عمر.. جعلته يجلس في سيّارته لوقت أطول !
!
لا زال طنين تلك الكلمات يلاحقـه إينما ذهب وَ برج أحلامه الزائف يسقط من عُلايئه ليشكل دمار قاسي على فؤادة المثخن بإلم تلك الكلمات !
.. وذاك الوجهه ذا الملامح النّاعمه لا يزال عالق في ذاكرته جاعلاً التنفس مهمه صعبـه .. وكأنه يستنشق دُخان سامّ يضر كافه أعـضاءة !
لم يستطيع زيارة الصغير في المشفى ..خائفاً من مواجهه الاثنين معاً !
ويحترق .. فؤادة بغيرة ليـست بمحلّها بعدما عرف إن رفيقه أوصلهم إلى المشفى !
ويحترق أكثر .. لتفوح رائحته النّتنه بالأجواء !
ليكون .. الإختناق هو شعورة طوال تلك المدة !
!
ولكـن عليه إن يفكر ملياً !
إما الفوز بصديقه .. ودفن حُبه في أتربه فؤادة بحبّ خاسر!
وإما خسارة صديقه ... لا .. ليس هناك فوز ولا خسارة
بّكلتا الحالتين هو خاسـر !
،
.. مسح وجهه براحه يدّيه ، وإستل هاتفه من جيبّه مقرراً تجنب المواجه ليوم إخرى .. قد يكـون إستعد لها ودثّر خسارته وحُزنه جيداً !
.. ولكن طرقات على نافذته جعلته يجفـل ليتبين له وجهه إحدى زملائه متساءلاً عن وقفته هُنا .. ليترجل مغرماً !
ووجه واجـم .. وقلبه ينبض بتوجس !
!
بلل شفتيه ليدخل بجانب ذاك الزميل وهو يتحدث ولكن لا يفقـه بحديثه شيئا ، حتى ترأ له وجهيهما وهما يجلسان ويتحدثان بنّهم .. بعيدين عن البقيه !
وكمالعادة ..!
!
: السلام عليكم !
إستقام عمر : وعليكم السلام ..
إحتضنه بقوة ليتمتم : الحمدلله على سـلامه اخوك .. وإعذرني ماجيت أزورة !
إبتعدا عن بعضها ليقول برفق : معذور يابو صالح معذور !
: شلونك خالد ؟
إنتقلت عيّنيه لذاك الرابض وعينيه تدحّجه بعتب ، ليكمل جلستهما مُجيباً عليه : بخير الحمدلله .. وإنت ؟
رفع كتفيه : ماشي الحـال !
!
عمّ الصمت الثقيل على الأجـواء ، تاركاً توجس بقلبيهما !
ليقطعه عمر بغلظه : بفهم شفيكم إنتم ؟
تحدث محمد بسخريه : لا أبد سلامتك يابو فارس بس الإخ فجأه طنقر علينا بدون لا نعرف وش السبب !
!
بللت شفتيه للمرة الألف ، وتفرّ الحروف من إبجديته ليكون الصمت هـو جوابه !
ليزيد مكيال الصمت صديقه بقول : أكيد فيه سبب ! صدق خالد شفيك؟؟
خلل يديه بشعرة الكثيف ليحاول النطـق بشي يسعفه ليتنهد بإسى قائلاً : فيه سبب صح ..
: وشو ياخالد بالله ؟
إتاه صوته متشفقاً !
ليغميض عينيه ويفتحهما ويجعل عقله يمسك زمام السيطرة : انا متضايق هالفترة بسبب مااقدر أقوله ماقدرت أتخطاه للحين .. اصبروا علي ولا تشرهون علي ..
: أنا مضايقك ياخالد ؟
!
سقط قلبه بهاويه لا أرض لها !
ليصرخ بإلم جاعل أعضاءة تأنّ !
،
مد شفتيه : لا يامحمد ..
: أجل وشفيك ماتناظر لعيوني ؟ وشسالفه التهرب مني وهالحاله ..إنت متضايق ماشي ماقلنا شي .. بس تتهرب مني .. مدري ..
ليرفع كتفيه بعد فهم وعيّنيه مصوبه عليه!
،
زاد الحصـار عليه أكثر ليقول بتبرير : محمد لانك إنك اكثر شخص اقابله طول اليوم تحسب اني اتهرب منك بس انا متضايق من شي واذا ..
: إنحل ؟
أجاب بإسى : لأ .. ماراح ينحل .. بس اذا نسيت أو تخطيت بحاول ارجع مثل ماكنت .. وَ بس
: عجزت أقتنع !
!
ليكون الغضب الحل ليستقيم بغضب وهو يصرخ بهما : عاد والله صدقتوني ماصدقتوني بالطقاق .. فاضي جالس أبرر !
وإستدار .. بعاصفه غضب ليس لها تبرير !
تارك الإثنان ... يتوجسـان إكثر !
.................................................. ......……………
!
تملّل في جلسـته لينفث هـواء ساخر من شفتيه عـندما أمرة والدة بـ: قم فهد جب فناجيل من المطبخ !
!
إستقام وهو يكتم غيضه وعيّني إبن خالته تدحجه بسخريه .. تمنى لو يستطيع لكمه ليخرج غيظه !
خرج من الغرفه التي تجمّع خواله و أزواج خالاته .. بحديث حمّيمي .. وهو يتـجه إلى المطبخ الداخلي في مزرعته إبيه التي أصبح يمقتّها .. وتستحوذ على إستفزازة !
إنصياعه لإوامر إبيه أصبحـت لا تطاق ، وقيّدت حريته بمكابل من حديد !
ودّع السهر ، والمغامرات التي كـانت تمطر حياته بشغف !
ليندفن هاهُنا كَ مزراع أُمي لايفقه شيئاً، ولكن الحق عليه لم يتخد موقف صارم إتجاه والدة ، وكأنه يريد محّو الشك الذي يلاحقه إينما كان !
وحـتى رفقته .. أصبحوا يستبعدونخ من أكبر المهمات !
لو فمه بحنق وهو يشتم بغيض !
!
تسلّل صوت حـاد إلى قلبه قبل إذنيه ليجد نفسه منصاعاً ورائ ذاك الصوت بلا حول ولا قوة !
تحركت قدامه الى ذاك الصوت ليرتد الى الخلف مُختبئاً ورئ جـدار إحدى الاروقه !
: لمـى بلا سخافه أنا جيت قبلك .. شوفي فيه ألعاب ثانييه روحي ألعبـيي!!!
: لاااااا مالي دخل سُلاف انتي كبيرة ليش تلعبين مُرجيحه وخريييي !
رفعت حاجبيها بغيض لتشتمها : طيب شوي وأقوم وتلعبين ولا قومي يسوفيي ألعبي بداله !
لتقول الصغير بلا حول ولا قوة : يّسوفي يخوف !
إستنشقت كميه كبيرة من الهواء لتعرض عليها هدّنه : طيب إنتي روحي داخل وبعد 24 دقيقه تعالي وإخليك تلعبين لمين تطفشين !
تخصرت الصغيرة : مو تكذبين علي سلاف ترى أعرف حركاتك
تجاهلتها وهي تتمرجـح بمتعه وضحكتها الرنانه سلبت لُب قلبه : لااا ماأكذب ياهووووو بطييييرررر ههههههههههه
،
،
يالله !
كيف يكـون ذاك الوجه الصغير مُناقضاً لـ الصوت الحاد الرّنان !
هّربت نبضه من مكانها لتتلوها أُخريات وهو يراها تعّلو أكثر وكأنها ستصل حدود السّمـاء وضحكتها الرّنانه تزداد لينجرف قلبـه .. نحوى هاويه لا إرض لها !
لم يعيّ بنفسه وهو يختلس النظِر كفتى مُراهق حُرم من رؤيتة إبنت عمه التي يُحـب !
ولم يعيّ بنفسه وهـو يلاحقها بعّينيه وكأنه يُريد وشم ملامحها على شِغاف قلبه !
ولم يدرك .. بالإحساس السـافر الذي فاض في إنحاء صدرة ليجعله يطير نحـو السمـاء كَ جسـدها الصغير !
،
إخرجة من سكرته اللذيذة صوت هاتفه منذراً عن وقوفه الشاذ في هذا المكان !
ليستله من جيبه ويعود إدراجه بخيبه ، ويتمنى لو يظل أطول يتسرق النظر إلى متعه لحظيه !
إجاب : هلا !
إتاه صوت غليظ : هلا فيكك فهد ..وينك مختفي ..من طول الغيبات جاب الغانييممم !!!
بللّ شفتيه بتوتر : هلا والله بمرعي حيّ الله هالصوت
: الله يحيك ويبقيك .. وينك يافهد مالك شوفه ؟ ولاّ خلاص بطلت اللعب معنا ؟
ليقول بضحكه تبرير : هههه لا وين انا أقدر ؟ بس إنشغلت هالفترة مع الوالد و..
قطع حديثه : إسمع فهد .. تدري إنك شخص مهم بيننا ومستحيل نفرط فيك والكم مهمه إنت مانت موجود فقدتك ، وأبي الباقي تصير فيه وعلى عّينيّ ... جهز نفسك تاريخ 29 من الشهر الجّاي صفقه مهمه لنا !
!
وهكذا إغلق بعدما إنتهى من حديثه !
لوى فمه ورفع حاجيبه بتفكير ، وشعور النشوة يتخلل صدرة عندما سمع كلامه، يجب عليه مقابله مرعي وفهم التفاصيل لاحقاً !
إستدار حيث ماكان يريد الذهاب ، ويبدو إنه والدة ساخط من تأخرة !
،
دخل وبيـدة الفانجين ووضعها إمام والدة ليتحدث بنزق : بـدري !
لم يعلـق وربض بجانب إبن خـالته ..
: ليش تأخرت ؟
تنهد بعبث وخلل يدينه بشعرة ليفصح عنّمافي قلبه : شفّت لي شي خلانييي اه .. ساعه أتبلّم وماأحس بنفسسي يارباه ياعزوز
عقد حاجبيه بتعّجب : مجنون إنت ؟ وش اللي شفته وخلاك كيذا ؟
ضحك ليقول : يعني وين بتأخـر إمي مسكتني تحقيق من جاء ومن ماجاء تقلّ ماشافتني منزمان !
إنفجر ضاحكا ليدحجه بنظرة : علبالييي ..
رفع كتفيه بلا مُبالاة ..
: السـلام عليكم ..
رفع ناظريه الى إخـيه الذي ربض بجانبهم ، فهو ايضاً لم يسـلم من أوامر إبيه المقيته!
،
إستل هاتفه من جيـبه ليرسل رساله وإبتسامه عبّث تلّوين شفّتيه !
فالوصـول لِتلك الصغيرة كان أبـسط مما يظن !
: اقول فهد الأهلي الاسبوع الجـاي مع من مباراتهم ؟
:مع النصر
ضحك إخيه بسخريه : بنشـوف الطقطقه علـى أصوله !
دحجّه بنظرة إستخفاف !
لينفجـرا ضاحكين !
أعقب إبن خالته : شوف فهيدان من الحين نقول إنتم خسارين خاسسسرريينن !
: ماتعـرف تنطم إنت وياة ؟ نشوف من بياخذ الدوري !
: شوف حبيبي صح مستواكم حلّيو بس ماياصصل بمستوى الهلال !
لوى فمه بحنـق : إنتم كالوقت عدلوا مدربكم الخايس بعدين تعالوا !
!
إهتز هاتفه الذي في جيبه ليتسقيم واقفاً : وين فهد؟
رفع حاجبه الإيسر : مكالمه مهمه !
!
عندما إختفى من ناظريهما .. تحدث إخيه بسخرية: الله يستـر من هالمكالمه!
: والله يامحمـد عجـزت وانا أقنع فيه ، هـو بيودي نفسه بستّين داهيه ! ، وهو يرفع كتفيه بقلّه حيله !
تنهد بضـيق ، وكان الصمت هو جـوابه ..
،
إما هـو خـرج متعٌلعلاً بمكاله ، بينما السبب الرئيسي هو العبث مع تلك الصغيرة .
إنفجر ضاحكاً عندما قرأ ردها النّاري ، ليُردف بقـول : ( شفيك عصبتي ؟)
( ياأخ فهد ترضها لخواتك ؟؟؟ )
إجاب بلامُبالاه ( ماعنـدي خوات !)
( وحلا وضحى ولمى ؟)
( ماني مسؤل عنهم )
ألتمس الفتـور بين طيّات حديثها ( إنت وش تبي مني بالضبـط ؟ وكيف عرفت حسابي بالتويتر ؟)
ليجيب بتحـايل فهـو خبيـر بدّك حصـون الإناث وبجدّارة ( شلـون إمك ؟)
(ماشاءالله ولا استخبارات الله يحفضك ، وش تعرف عني بعد؟)
إنفجر ضاحكـا مرةً أُخـرى ، يالله هذة الفتاة تعجبه كثيـراً
( اكثر ماتتوقعين ، المهم شلون إمك ؟)
( يعنـي )
رفع حاجبيـه بتحد ( هذا السبب الرئيسي اللي يخليني ابغى نسولف مع بعض ، اتمنى اكون لك الشخص اللي تفضفضين له كل اللي بقلبك ويسمعها بقلبه قبل إذونه انا مابي أضرك أو إذيك ابداً ، واكيد إنتي مانتي مرتاحه عند عمك وتحتاجين واحد يسمعك !)
( ومـن قال لك إني مو مرتاحه ؟)
( محـد ، بس حتى لو كانوا يحبونك بس ماراح تزعجينهم بكل شوي بحـزنك ، وحتى بعض الايام راح تشوفين منهم اشياء تزعجك ومستحيل راح تقولين لهم وتحتاجين طرف خارجي تفضفضين له ، كّ انا مثلاً )
( عزوز يدري ؟)
رمـت عليه صاعقه حديثها لتثبت بإنها ليست ضعيفه البتةً ، مما يجعله يصرّ أكثر ( انا اذا حطيت شي براسي مايهمني لا أمي ولا أبوي موّ عاد عزوز )
( طيـب ربك ؟)
،
يارب الأكـوان هذة الفتاة عجـيبه !
تجعله يترقب ماذا ستقول !
أجـاب بتحـايل ( انا نيتي ماأذيـك ولا شي ، ونيتي اساعدك )
ليُردف عندما ألتمس حيرة في صمتها ( شرايك بمزرعةً أبوي ؟)
( حلـوة)
كتم صـرخه حماس ليبتسم بإنتصـار ، أول الغيث قطرة وتجاوبها معه دلـيل على هطول الأمطـار على حياته اليابسـه .
ويأخذ بعدهـا ملك الذئاب وبجدارة !
.................................................. .......

تمّ
‏كلانا
‏عالق
‏في
‏ذهن
‏الاخر. م.ق

ايما حسين likes this.

الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-09-18, 05:08 PM   #34

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺣﻴﻦ ﻳﺘﻌﻠّﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻚ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﻋﺪﻩ ﺗﻤﺎﻣًﺎ .. ؟ ! .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﺟﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ .. ؟ ! .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﺤﺪّﺙ ﻋﻨﻚ .. ﺇﻻ ﺑﺤﺠﻢ ﺍﻟﺠﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺮﻛﺘﻪ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﺛﻢ ﺗﺸﻌّﺐ ﺣﺘّﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺎﺑﻌﻲ .. ؟ ! .. ﻛﻠّﻤﺎ ﺳﻠﻜﺖ ﻃﺮﻳﻘًﺎ ﻟﻠﻀﻮﺀ .. ﻓﺎﺟﺄﺗﻨﻲ ﻇﻠﻤﺔ ﺭﺣﻴﻠﻚ .. ﻓﻼ ﺃﺭﺟﻊ ﻭﻻ ﺃﻣﻀﻲ ..

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 14-09-18, 05:56 PM   #35

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم اسلوبك جميل جدا والرواية مؤثرة جدا ولغتك وسردك جذابين احيييك اتمني لك التوفيق

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 14-09-18, 05:59 PM   #36

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم اسلوبك جميل جدا والرواية مؤثرة جدا ولغتك وسردك جذابين
اقتباساتك وخواطرك متميزة ومعبرة
ن احيييك اتمني لك التوفيق


modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
قديم 27-09-18, 06:58 PM   #37

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل (السادس عشر)

السلام عليكن ورحمه الله وبركاته
(الفصل السادس عشر)
.
.
.
زفـرت تنهيـدة طويله وهي تنظـر لشاشه الحاسـوب برضى وتتمنـى لو يحوز على رضاء تلك الدكتورة سيئت الطبـاع ، إستقلت بتعـب على سريرها الوثير وهي تغمض عيّنيها وتفرك صدّغها بتمـهل ، الجلوس امام شاشه الحاسوب لثلاث ساعات أرهقها كثـيراً ، فدراستها مصممه ديكور تستلزم ذاك ..،
وإعتدلت في جلستها وهي تتثـاوب طالبه النوم ، ولكن صوت بوق السيّارة في الخـارج جعلها تنزع رداء التعب والسهد ، وتطل الى النافذة لّترى إبيـها يتـرجل من سيّارته بتعب ..
إتجهت الى خارج غرفتها والسعادة تطوقها والبسـمه تغطي شِفاها ، حتى تقابلت معـه وهو داخل الى الصاله ، ولكـن تلك الشقيه سبقتها بحنان والداها ، مدّت شفاها بحنق ، هذة الصغيرة أصبحت تستحوذ على مكانتها في هذا البيت كثيراً ممايجعل الغيرة تدب في قلبها المدلل ، ولكـن مكانتها عنده إبيها لا يعتليها احد ممايجعلها مطمئنه ..
: تعالي يابوك
إبتسـمت بسعادة لتتجه الى حضنه الدافئ والأجمل على قلبها لتقول برّقه : الحمدلله على السلامه ياروحييي ، توّ مانور البيت
أجاب وهو يتجه الى الاريكيه وكلتا الفتاتين يضمّهما في جناحه الواسع والمليئ بالحب : الله يسلمك ويخليك يانظر عيوني
لتقول الصغيرة بمشاكسه ؛ وانا ياجدي ماني نظر عيونك ولا بس ماريّا ؟؟؟
أطلق ضحكه : ههههههههههه كل وحدة لها عين ، ارتحتي ياسهى ؟
إبتعدتا عندما همّ بالجلوس لتجلس إحدهما امامه واُخرى بجانبه ، تحدثت بنزق : مشكله اللي يغارون !
،
سأل : وين امكم ؟
تحدثت الصغيرة : راحت لأمها مع سالم وكانت شوي وتجي بس شكل أمها غصبتها على الجلسه وتعرف عاد جدتي بتجلس تقول انتي ماتجين بس لازقه عن محسن ومن هالكلام
:هههههههههههههههههههههههه والشباب وينهم؟
: ابوي وياسر طالعيم وفارس نااييم من الظهر وعجزت عنه
: أركضي صحيه قولي ابوك جاء بسرعه
أستقامت لتقول : من عيييوووننييي ..
وإتجهت إلى غرفته في الطابق العّلوي ..
تحدثت هي عندما خلاّ المكان بهما: شلون السفرة يبه؟
إبتسم بمودة : الحمـدلله حلوة ، وتراني جبت لك شي يحبّه قلبك
أطلقت ضحكه سعيدة : ياحياتي يايبه كان ماكلفت على نفسك
ليطرب سمعها بحديث يجعلها تصلّ الى منازل الغيوم : اذا ماكلفت نفسي عشان نظر عيوني من اللي يستاهل ؟
،
: ياجعل عيني ماتبكيك ياروحييي
: ولا عيني يابوك ، شلونك مع الجامعه ؟ عشا دكتورة حسنيه رضت عنك ؟
مدّت شِفاها بفتور : لاا يبه تخّيل معطيتنا تكليف جلست عليه 3 ساعات !
: اوف اوف !!! يالله يابوك كلها فترة وتعدّي وبكرى تاخذين الشهادة وترفعين راسي
أبتسمت : ان شاءالله ..
،
أهتز هاتف أبيه الذي في جيبه وهي ترى تعابيرة السعيدة عندما رأى الأسم ليجيب بسرعه : هلا والله بعمر .. بخير يابوك وإنت شخبارك وشخبار ناصر ؟ الحمدلله الحمدلله ..على سلامته ..والله كنت مسافر وولكن زرته .. زين يوم الخميس ؟ .. زين كثر الله خيّرها ام جابر .. إبشر يابوك ..مع السلامه
تحدث بسرعه : من يبه ؟ً
وضع هاتفه في جيبه : عمر ولد عمك فارس ، عازمنا ببيت خواله بمناسه نجاح عمليه أخوة !ً خبري إمك
إطرقت برأسها .. ولم تعلق .
،
الضجيج في الأعلى وهروب الصغيرة من الدور الأعلى إليهم إزعجها .. لاتحب تصرفاتها المزعجه ابداً !
بينما والدها إبتسم عندما إختبأت خلفه .. وإخيها الإخرق يركض خلفها بفردةً حِذائه !
لتتحدث : جدي ششوف فارس بيضربني !
إسقط مابيدة وإقترب ليقبل رأس والدة وجلس بجانبه : عشان ابوي هالمرة ! الحمدلله على السلامه يالغالي !
: الله يسلمك ويخليك ، وش جاك عليه سهى ؟
تمللّ في جلسته : اسألها يبه ! ، وشلون سفرتك ؟
،
جلست الصغيرة بجانبها وهي تصرخ تدعو الخادمه : سرياتيي جيبي قهوة ششاهي
عقد حاجبيها بضيق : قصري صوتك تراك بنت !
!
إتت الخادمه تحمّل صينيه الشّاي والقهوة ووضعتها امامها ، وبدت الصغيرة تصب لهم
تحدث والدها إلى إخيها : وش العلوم اللي سمعتها من امك ؟
تثاءب بملل : عساها بس حشّت راسك ومانت مرافق !
رفع حاجبه بتفكير : والله مادري يافارس .. هينا الجامعات زينه !
تدخلت الصغيرة : يبه لاتوافق عليه ..صح هو شوي خايس بس بفقدة !
: اه عششان افتك من حنّتك وصراخككك !
علامه تّعجب إرتسمت فوق رأسها لتسأل بفتور : ماشاءالله وين بيروح اخونا بالله ؟
: بروح بعثه !
تدّلى فكّها قليلاً لتتحدث بغضب : يبه خيييررر مايروح !!!!
: شدخلك ؟
إستقامت بإنفعال : يبه الحين يومني بس فكرت أبتعث برى كلمم وقفتوا ضدي وهذا هاللي تو تفكير صغير ، بتوافقون عليه ؟؟؟؟
وضع رجله اليسرى فوق اليمنى وتحدث بإستفزاز : والله انا غير وإنت غيري !
،
عضت شِفاها بحنق !
وهي تريد ركله فمه الإخرق !
لتردف بغضب : يبه ترى والله ولدك توه صغير الحين ناشب لي على الطلعه والروحه والجّيه واخر شي يبتعث ! والله وطالت وشمخّت !
زاد مّكيال الاستفزاز : والله أنا ولد وإنت بنت !
قاطع حديثه قول والدة : مافيه فرق عندي يابوك ! بس إنتي الغاليه ويومني مابيك تروحين مابيك تبعدين عن عيني ، واذا بخاطرك هالبعثه بتصير !
!
يالله ، كيف كلامه أثلج صدرها!
وأزاح الغضّب عنها !
لتقترب منه وتقبل رأسه وتتحدث بحنيه : لا والله يايبه ماهي بخاطري ، ومدّامي ببعد عنك وش إبي فيها
،
وعادت الى مكانها ورفعت حاجبيها بمكر لأخيها الذي بدأت أمارات الغضب تعّلو مُحيّاه !
: بستخـير يافارس واشوف ، وإنت فكر زين وأستخير ونشوف وش يصير علينا .. يالله بروح أرّيح
أستقام لتتحدث هي بسرعه : يبه بكرى الصبح بفطر من صديقتي دلال عادي؟
إبتسم : عادي يابوك عادي ، معك فلوس ؟
،
: يبـ..
ألتفت والدة إليه ليتحدث بحّزم : كم مرة اقولك اذا ربي رزقك بنات هالوقت لك حكم عليهم ، إما بناتي مالك حكم !
!
كتمت صرخه إنتصار وهي تقبل رأس والدها مرةً أخرى : ياجعل عيني ماتبكيك ، معي فلوس لا تخاف
: زين !
،
قضم شِفتيه وإنتفخت أوداجـه غضباً وإستدارت لتتحدث ببرود : عشان مرة ثانيه ماتتدخل فيني ، و سالفه امس طنشتها بكيفي وماخبرت إبوي !
تحدث بصوت مكتوم : ممماريّا تراك بتندمين !!
تجاهلته .. وإتجهت الى الطابق العلوى .. وهي تحمّل رايه الإنتصار !
،
منذ الازل وعلاقتها بإخيها سيئه !
لاتُحب تدّخله المستمر في شؤنها وكأنه الوصي عليها !
وأفكارة المعقده.. تبغضّها .. بينما على نفّسه فالعكس تماماً !
فهاتفه ممتلئ .. بإرقام الفتيات !
تكرة تناقضه !
،
إنكمشت الصغيرة على نفسها عندما رأت غضب عمّها الأحب على قلبها !
نعم ..حتى هي تكرة تصرفاته .. ولكن تغفر له .. لانه يخاف عليها ..
وتكرة .. الحزازيات بينه وبين عمّتها المددلـله !
!
رنين هاتفها الذي كان بجانب عمها .. رفعه ليعقد حاجبيه وهو يرى الأسم المدّون ( الحب) ليتصرف بسرعه ويردّ .. وتصورات عقّله السيئه تضرب به بلا رحمه !
: هلاا سهى .. تراني مارديت عليك العصر كنت نايمه ومتضضضايقه فوق ماتتصورين .. لو اقدر طلعت كل اللي بقلبي وارتحت .. ههههه شكلي لازم اجي لبيتكم عشان اشوف عمك الشين واصيح ...
تدّلى فكه بصدمه .. وألتقطته من بين يدّيه ونظراتها تلومه : هلاا لمياء .. سوري طاح الجوال مني ماسمعت وش قلتي؟
!
وذّهبت الى غرفتها .. وتركته يلوم نفسه !
: عمك الششين .. سبحان الله اللي حط كرهها في قلبي !
!
وإستقام بضيق ليتجه الى غرفته .. وَ يكمل غيبوبه نومه !
.........................................
تتمايـل في مشّيتها حتى وصلت من تنظـر لها بإبتسامه كَ فراشه برّاقة تطير مابين حديقة الزهـور وتتنتقل مابين أكثر الزهـور جمالاً ، لتستنشق رحيّقها العطري في فصـل الربيـع الأخآذ ، وطغّت بسمة على شِفاة ملونه بلون الزهـر تُزيـد من إشارقه وجهها الوضّاح ، ترتدي فُستان ليّموني ملتف على جسـدها بطريقه رائعه ، و مزاجها الـوردي أكمل اللوحـه الفنـيه لتكون فائقه الجمـال .
،
دحجتها بنظرة لتقـول : اليـوم المـزاج عـالي العال ياحلوة ، ولا عشـانك في بيته ؟
عضّت شِفاها بغيِض وإنحنت لتجيبها بصوت مكتوم : أسيـل لا أهفك بالفنجـان اللي معـي !
أطلقت ضحكـه رقيقه : طيبب طيب بسم الله تراني أمـزح !
لّوت فمها ومدّت شِفاها بحمق : تـدرين إني اكره هالسيرة ، وإنتي اكثر انسـانه تدرين ليش بطير من الوناسه اليوم ! ، لا تخربين مزاجي بسيـرته !
وإعتدلت حيث ماكان جدّتها تشير اليها بإن تأتي !
إمسكت بطرف فستانها لتلتفت وتجبرها على الإنحناء برأسها وتهمس لها: اسفين ياحلوة ، ماعاد بنجيب سيرته مدامه بيخرب مزاجك الحلو ..
،
عادت البسـمه تلون شِفاها وهي تتجه الى جدّتها الجالسه في صدر المـجلس الواسع ، لتقترب وتهمس في إذنها : روحي لغرفتي تلقين العود بالدرج الاخير اللي عند سريري عطيه سارة تعطي جابر شوي ، وَيبخرون الحريم قبل العشاء
أومأت برأسها وإستدارت لتخـرج من المجلس المكّتض بالإقـارب
سبب مزّاجها الوردي على غيـر عادته يتطرق لسببين إحدهما ، نفسيـتها المتحسـنه كثيراً ، والسبب الآخـر هو نجـاح عمليه صغيرهـم بنسبه 100٪ !
يالله ، لا تعلم كيف مضـت تلك الفترة بسـرعه ، وهي تتأرجح مابين الخـوف عليه و التـرقب ، وجلـوسه في المشـفى لإسبـوع لإجل تلك العمليه و إنهيارها على شّرف الهاويه ، ليكرمهم سُبحانه بشفائه وعودة الروح الى بيتهم البائس ، ومن إجل مُناسبه رائعه كهذا حلفت جدّتها بأغلض الإيمـان إن تقـيم مأدبه عشاء بمُناسبه شِفائه .
.. كـانت تمشي بتمهّل وقبيل وصولها الى غرفه جدّتها رنّ هاتفها محدث ضجّه في سكينه روحـها
إبتسمت بودّ: حيّ الله هالصوت !
: الله يحيك ياعمري ، شلونك شخباركم ؟ لتُردف بخيبه : وششلون العزيمه ؟
إجابت وهي تتجه الى وجهتها : بخير الحمدلله وإنتم ؟ والعزيمه تجنن فاتتكم
: ياشينك مريم لا تقهريني تراني بلاّيا !
أطلقت ضحكـه لطيفه : عاد والله وش نسوي فيكم ؟ حنا مبسوطين من بيتحراكم لمين تجون
: والله كرهت الشرقيه بكبّرها ! المهم شلون ناصر ؟
فتحت الغرفه جلست على سرير جدّتها الوثير لتقول : هههههههههههه ياعمري ماتشوفينه كاشـخ بالثوب والشماغ وكل شوي يقول هذا عزيمتي وهذي عزيمتي
: هههههههههه ياعمري هو ، الحمدلله اللّي عدتّ بس
لتوافقها براحه: اي والله والله مضت ايام علينا تضيق الصدر ، الحمدلله .. إلا اقول وشفيه أكشن جديد ؟
: اه لا تذكريني من عقب كالموقف وانا كارهه عمتي بكبّرها !
: ههههههههههههههههههههههههه هههههههههه كل ماتذكرنا انا وريـما نضحك !
: اششوف فيكم يوم ، صح وينها ريما ؟
: فـوق بغرفه خالتي امل بلشانه بشعّرها ، يالله حنان باييي جدتي موصيتني على العود وانا جالسه اكلمك
: بـاي
،
فتحت الدرج العّلوي ، لتأخذّ العود الأصلي ، وإستقامت لتعود الى وجهتها .. تقابلت هي وريمّا لتتحدث : مريم حلو شعري؟
أومأت برأسها :يجنن
،
علاقتها بإبنت خالتها عادت كمّا كانـت بالنسبه للظاهر !
ولكـن .. تشعر بإن هنُاك حاجز شفاف بينهما لا يُرى بالعين المّجردة !
لم تتحدثا عنما حدث قطعاً ! ، وسارت الأمور كماعادتها !
كانت دائما تعدد بالفروق العشرة بينها وبين ريما ، وعقدة النقص تُلازمها عندما تراها .. ولكن الآن ولسبب لاتريد الإعتراف فيه .. تشعر بإنها الفروق التي تعددّها كل ذا حين بدأت تتقلص .. وكفّه الميزان ثقلت لصالحها لإول مرة !
،
بينما تلك .. كانت تأن وجعاً !
تعلّلت في شعرها .. بينما هي تنأى جُرحها الندي ، وتبكي حظها السئ !
لقد رأته اليوم .. في أبهى حُله يرتدي الثوب الأبيض الناصع والشماغ ليضيف وسامه على وجهه !
لتسقط حصون مقاومتها .. وتبكي بضعف !
،
بالكاد توقفت عن البكاء في غرفة الخاله أمل ، وبالكاد عدلت من شكلها ليكون طبيعي ..
تنهدت بضيق لتتجه إلى الدتها وخالتها لستاعدها في ماتبقى ..
،
.....
عندما إنتهت العزيمه ، خلّى المكان من الإقارب .. مدّت قدميها بتعب لتتحدث : اح الكعب كسر لي رجليني !
: بلاك يامريم ماصبيتي للحريم احمد ربك!
ضحكت : اي والله الحمدلله
تحدث إمرت خالها : بس والله ماشاءالله جوّ ناس واجد !
: والله ماقصرتوا كلكم شكراً يعني .. احس لازم اقول كيذا لانه اخوي لازوم المرة السنعه
:هههههههههههههههههههههههه� �هههههههههه ماسوينا شي والله ..واشكري امي ياحياتي هي
إبتسم بحبّ : اي والله عسا عمرها طويل

،،
ضجّ هاتفها للمرة الألف لهذا اليوم أجابت : هلا عمر
: متى بترحون ؟ ولا مطولين
: امم شوي يعني تونا وبكرى مافيه داومات
: حلو .. شلون العزيمه ؟
: تهبّل .. ألتفت الى إمرت خالها التي تحدثت : بيدخل راجح تغطوا !
إستقامت هيا ، بينما ريما سدّلت الغِطاء على رأسها وجلست في مكانها ، ولمياء إستقامت خلفها .. خرجت لتذهب الى الطابق العّلوي وتحديداً للغرفه الخاله أمل : وشلون ناصر عند الرجال
: ههههههههههههههههههههه ماتشوفينه فرحاانن حطه عمي محسن بوسط المجلس وكلّن يسلم عليه شوي ويطير
: ههههههههههههه صادق ياعمري هو ..ولا سلومه تقول انا بموت وسّوا لي عزيمه
: ههههههههههههه الغيرة ذابحته
: إي
،
الصمّت عمّ الاثير الذي يفصلها .. لتقطعه بتنهيده : كل ماشفته يركض مبسوط ومتعافي ، أحمدي ربي
تمتم : الحمدلله .. من جاء من عمامي ؟
رفعت حاجبها : بس عماتي ومرت عمي محسن
: وغيرهم ؟
: خوات مرت خالي ، وجيران جدتي وو ...
قاطعها بفتور : لا ماقصدي هذولا
عقدت حاجبيها : أجل من ؟
: امم .. مدري
: عمر شفيك ؟
تنهد ليتحدث بصوت مكتوم : ماريا بنت عمي جت ؟
!
تدّلى فكها بصدمه لتتحدث : عمر إنت للحين ..
قاطعها بفتور : اي للحين ... أخلصي جت ولا لا !
أطلقت ضحكه رنّانه : لحضه عمر خليني أستوعب ..هههههههه ماتوقعت والله للحين إنك تحبها !
: كلي٪## اخلصي جت ولا لا !
: للأسف لأ !
تنهد بإسى: صادقه .. تكفين مريم صيروا صديقات
:هههههههههههههههههههههههه� �هههههههههههه
: ضاحكه بلاّيا سنون
: يمه عمر الله يسعدك منزمان ماضحكت ! شوف صح هي شويه مغرورة .. بس بحاول أصير قريبه منها
: يحق لها والله
:هههههههههههههههههههه .. اقول عمر تدري أول مرة نكلم بعض وقت طويل !
: يالله عاد ضفي وجهك ..
وإغلق !
توقفت في مكانها .. لتبتسم .. لم تتوقع بإن حبّ الطفوله سيكبر مع إخيها !
عندما كانوا صغّار .. كان إخيها دائماً يحثّها بإن تصببح صديقتها مثلما فعل الان .. ولكنها لم تستطع لأن إبنت عمها كانت مدّلله حتى النُخاع .. وألتصاقها بجانب والدتها يمنعها من تكوين صداقه بينهما .. وحتى الآن تجدّها شخصيه مغروره وذات إنف مُتعال !
ستجرب .. من إجل إخيها
.. كـانت في غرفه الخـاله إمل القديمه .. وخرجت لتذهب للأسفل والغِطاء سدّلت عليها تحسباً لاي طارئ ..
إختنقت بغطاءها .. عندما رأته يهمّ بالصعود إلى الأعلى وبينما هيّ تهمّ بالنزول .. إطلقت للرياح ساقيها وإتجهت الى غرفه الخاله إمل بسرعه !
حتى سمّعته يغلق باب غرفته .. ويبدو بإنه رأها !
.. لأيهم إن كان عرفها أو لا .. سيتخبط قلبه بلا شك !
إبتسمت بسخريه .. وخرجت لتذهب للإسفل !
.................................................. ........
.
.
يالله .. لم يدّرك بإن يحبّ وطـنه ومن فيه لهذة الدرجه !
ولم يعلم بإنه لوطنه رائحه عطرة لا تشّوبها شائبه !
لـم يستطع إن يتجاهل حنينـه وَ دموع والدته .. وإشتاقه لتلك .. وأخذ إجازة ليتنعم بإحظان وطنه الغالي !
!
كان يجلس في جانب والدته الى تمسك بيديه وتقبّلها تارة .. وَ تضمها تارة ؛ متى بتروح راجح ؟
ضحّك : يمه تراني مالي يومين جاي ، لا تخافين مطّول إن شاءالله
لتتحدث عمته إمل بسخريه : نورة حرام عليك الولد إختنق
:ههههههههههههههههه بشبع منه يابنت الحلال !
سأل وعينيه لا تبـرح عن التي إمامه وتسدّل غطاء يسترها ، والشك يساورة أ قبله صادق إم لا : إلا جدتي وينها ؟
تحدث عمته سارة : نامت ياعمري تعبانه ..
أطرق برأسه .. ولم يعّلق !
: شلون امريكا راجح ؟ الحين برد ولا حر ؟
: هالوقت ربيع .. مادخل الصيف عندهم للحين
: والدراسه صعبه سهله ؟
: شوفي الدراسه يبي لها واحد جادّ .. تلعثم .. عندما رأها تخـرج وخيبه إرتسمت على ملامح وجهه !
ولا يزال الشّك يزوره .. إتكون هي أم لأ !
عض شِفاه بملل !
ليستفسر بغير صبر : إلا وين عيالك عمتي ؟
: الصغار ناموا اليوم خميس ، وريما اللي توّها قامت !
!
كاد قلبه يـصرخ بإنفعال ، ولكـن لملم الفضيحه بإتقان و ريم إبتسامه على ثغر !
الان .. وبهذة اللحضه قد إكتفى .. سينام مرتاح البال ..ورايه النصر تلّوح في قلبه !
.. قلبه عرفها .. لم يخطئ ولم يشـك !
أفلت يدّي والدته بلطف ليتحدث : يالله تبغون شي ودي إنام !
وإستقام لتتحدث والدته : نوم العافيه ياعيني ..
،
إتجه إلى الأعـلى ، وفتح غرفه أخوته ليـرى إخيه يهمّ بالخروج بعدما .. بدّل ملابسه
: وين محمد ؟
: للأستراحه بتخاويني ؟
اجاب : لا بنام .. إلا فهد ليش ماجاء ؟
رفع حاجبيه بضيق : مدري عنه ، بس شكله بيعاند إبوي لانه كرفه بالمزرعه كرف !
عض شفتيه بتفكير : عمره لايجي .. بس سوالفه هذيك للحين؟
رفعت كتفيه : مادري والله ياراجح .. اخوك ماينعرف وش وراه ! ، وانا تعبت منه !
تحدث بإنفعال : محمد شلون تعبت ؟ مفروض إنت وراه والله لو يصير شي ماراح يموت إلا امي وابوي !
: راجح ! ترى فهد رجال وهو أدرى بمصلحه نفسه ! حنا سوينا اللي علينا !
فكّ إزارير ثوبه : محمد من جدك ؟؟ ، ترى هو إخونا مستحيل نخليه يمشي ونصفق له !!! لازم نصير وراه عشان..
قاطعه بهدوء: راجـح والله انا معك ، ودي اليوم قبل بكرى يوخر عن هالطريق .. بس حنا ماندري وش وراه بالضبط ! ماندري لوين للحين معهم ولا ماندري ، وبعدين لو بيصر له شي هو بيتحمل حنا سوّينا اللي علينا ! ..
: بخبر إبوي
قال بحزم : إلا هذي ياراجح إلا هذي !!! بيعاندنا تراه أنصحك !
تنهد بضيق : وش نسوي طيب ؟ .. مستحيل اسكت انا !
: حاول فيه ولا أنا .. رفع كتفيه بقله حيله : سويت اللي علي !
،
وخـرج تاركه بمفـردة .. إستدار ليخـرج هو ايضاً ..
ودخل غرفته .. ليغط في نوم عميق ..
.................................................. ..................

:
،
،
حطت إبتسامه سخريه وهو ينظـر من علّو على أشـلاء قلـبه ، وحطـام حلـمه ، وخيبته ..
فهـو ك عادته آثار التناسـي لإجل غيـرة ، أو لإجل رفقه سيكون خاسـر اكثر لو فقدّها .
.. سيأتي يوم يرمرم أشلاء قلبه وحطام حلـمه ، سينسـى خيبته بإبتسامه نصّر !
ولكن .. متـى ؟
متـى يصبح النظـر لصديقه ليـس وجّع ؟
متى سيصبح إسمها لا يثير القنبله المتأهبه في أخر صدرة ، وتنفجر مرةً أخُرى جاعلةً من قلبها شظايّا يتاقذ في أضلعه ؟
متـى ستبهت لمهً عينيه عندما يتحدث إخيها بصفة الجمع لإخوته بينما هي تكون بالصدّراه في مخّيله !
متى ...؟
: أقولك عمر تأخر !
ألتفت لصديقه ، لينفث الوجع الكامن بصدره بتنهيدة خرساء : مادري عنه ، فجأه يقول ابيكم بموضوع عند سيارتكم بالاستراحه ويتأخر !
لّوى فمه الآخرى بتوجس : الله يستر وش بيغرد من مصايب !
،
لم يعلق وهو يـرى سيارته تنعطف بجانبهم ويترجل منها وهو يضع هاتفه على إذنه لينسل مابين شفّتيه إسم آثار القنبله المؤقته ليعود .. دمارها .. وتختنق انفاسه من دُخانها لينفثه بسعّال حـاد ،
إختلس نظرةً للذي بجانبه ويـرى الإمتعاض يلون وجهه ، وزاد مكيال خيبة أكثر !
: طيب طيب وش تبي لمياء بعد ؟ طيب مع السلامه !
،
أغلق هاتفه ووضعه بجيبه : السلام عليكم
: وعليكم السلام
شتت ناظريه وتحدث محمد : وش فيه عمر وش الموضوع اللي تقوله لنا ؟
تنهـد بتمّهل ، ومسح يدّة على وجهه وبلل شفتيه وو تحدث بصاعقه جعلتهما يتلحفان بالصمت بمحـاول الفهم : سحبت ملفي من الجامعه !
لُيـردف بعّدها : وبدخل العسكريه !
قال هو بعدم تصديق : صادق إنت؟
أومأ برأسه ليجيب بفتور : بكذب عليكم يعنـي ؟
: عمـر من جدك إنت ؟؟؟
تحدث بهجوم: رجاءاً لا تجلسون تتفلسفون على راسي وكل واحد يقول محاظرة ماهي بنافعتن انا خلاص قررت وإنتهى الموضوع وبعد إسبوعين بتبدأ دورتي ، انا جاي أخبركم بس
: وإخوانك ؟ .. تحدث بعدم تصديق !
نظر لعينيه بسخريه : وانا ليش اسوي كل هذا ؟ عشان منّ ؟ عشان اخواني !
: بتتركهم لحـالهم ...زفـر بغلظه وخلل يديه في شعره : عمر لحضه ومستقبلك ودراستك تروح هباء منثورا ؟؟؟؟؟
تحدث بألم ممزوج بسخــريه : ههههههههههه مستقبلي ودراستي ؟ ضحكتني يامحمد على اي مستقبل تتكلم وتقول ؟
تقدم خطوة إليه ليقول بصوت مكتوم: عمر ودراستك طيب ؟ ، انت اكثر واحد من بيننا هاوي الدراسه وش اللي تغير ؟
أجاب بلا مُبالاة: ماتغير شي ، انا احلامي وطموحاتي ومستقبلي كل يوم اشوف ينهدمون قدام عيوني ، ههههه اصلاً انتم احمدوا ربكم انني للحين عايش ..
،
صمـت ثقيل تشبعت به الأجـواء وصفير الرّياح عصف أفئدهم قبل اجسادهم !
ولكن رفيقه تحدث بسخريه : اسمح لي عمر اقول كلام بقلبي ولازم اطلعه ، انت مدري على إي اساس عندك قناعه انك سوبر مان بطل خارق تقدر تحل كل شي لحالك وتشوّوك على الوضع ، مدّ السبابه بصوت متهكم : بالله كل واحد من عمامك يقول ياعمر تخرج بس ووظيفتي عندك ! وإنت لا معند ماأتوظف بواسطه ! من إنت قلّ من إنت ؟ كل الناس تتوظف بواسطه !
صـرخ به لينفث مافي قلبه : محمد لا تقول كلام ماتعرف تثمنه ، انا جيت اقولكم بس مو عشان اشاوركم ولا انتظركم تلقون علي مواعظكم ومحاظراتكم علي وهواشكم ! تفهم !
مسـح على وجهه بفتور : عمر انا مثمن كلامي وقاصدة زين ! ابيك تعرف ان الحياة ماهي على كيفك !
ضحك بسـخريه مريرة : ومتى الحياة صارت على كيفي؟ انا مابي تصير على كيفي وماهي صايرة على كيفي ، وانا بس لي الحق اني أتصـرف مثل مابي ولا تسّوي فيها الناصح !
ليصرخ فيه : إذا كنت إنت مسؤول عن نفسك بس نقول ! بس وراك اخوانك !!! شلون بتتركهم ؟؟
شـدّ مقدمه شعره بغيض ليصرخ : اهه اكره ماعلي يجي واحد يقول سوا كيذا وافعل كيذا !!!! ، نظر لّكليهما ليستطّرد بغضب أهوج : انا اخواني مسؤول عنهم انتم مالكم دخل تفهمون ، لو ان شاءالله اذبحهم ! لاحد يجي يقول لي اخوانك واخوانك تفهمون ؟؟؟
قطع صُراخه ليتحدث بهدوء : عمر هدّ هدّ يابن الحلال ، معك حق وحنا مالنا شغل بإخوانك ، بس حنا مقهورين عشانك دراستك ! ، والله حسـافه!

آمـال رأسه ولوى فمه : والله لا انا اول واحد ولا أخر واحد مايكمل دراسته ، تبون طول السنين الباقيه اكرف ليل ونهار ؟ ، وبعدين الدورة كله ثلاث شهوراو اربع ؟
قال بريبه : طيب وش اللي غّيـر رايك ؟
،
رُسمـت إبتسامه خيبـه على عاتقه ليتنهد زافـر وجع كامن منذ فترة بين أضلعه : أبوي عليه ديـن ! .. تنهـد بأسي لينطق بوجعـه الذي أسهرة لعدةّ ليالي : واذا ماسددت بيروح علينا البيت ، لانه مرهون !
.
.
.
تمّ
....

‏"الأحلام هي الدموع
‏التي تبخّرت
‏قبل أنْ تسقط". | كارلوس أبيلا


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-09-18, 07:00 PM   #38

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة modyblue مشاهدة المشاركة
السلام عليكم اسلوبك جميل جدا والرواية مؤثرة جدا ولغتك وسردك جذابين احيييك اتمني لك التوفيق

وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته❤
شكراً للطف كلامتك عزيزتي 💕


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-10-18, 09:56 PM   #39

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,341
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل (السابع عشر)

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
،
سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر
،
(الفصل السابع عشر )

،
‏"من أخبرك أن صدري متين،
‏وأن ظهري جدارٌ لا يُهد ولا يلين؟
‏من أخبرك أن روحي لا يتعكر لونها،
‏ وأن قلبي لا يُكسر كجرةِ طين؟"
،
،
،
،
إمتلئت معدتـه من الحزن والأسى حتى أصابتها التخمـه ، فماعاد هُناك متنفـس لأكل رغيف السعادة والراحـه ، وَ السقوط في وحل الخيبه والخذلان ، و المقاومـه والنهوض في كل مرةً .. اصبحت مستحـيله .. فماعادت النفس تهوى ذلك ، وماعادت أضلاعه تُساعدة على النهوض .. و اصبـح التنفس على الرئتـين صعب ! حتى إعتدى القلب منـه .. واصابه الوجع !
،
أردف عندما لامس الصمت ، والحيرة في عينيهما و اطرق رأسه ينظر لحزب من النمّل الذي يمر بجانب حذائه : كنت ناوي ماأقولكم السبب .. رفع كتفيه بتشتت : يمكن .. عشان ابرر لكم .. ولا عشان .. اروح وانا متطمن على اخواني .. انا حاسب كل شي من ماحطيت هالفكرة براسي وحاسب كل شي .. اخواني ماراح يضيعون .. فيه خوالي ، وعمامي بعد ... وانتم لو يبغون حاجه أكيد بنصاكم وإنتم قدّها .. تنهد بوجـع ورفع ناظريه وأثارت حفيظته تلك النظرة التي تعّلو وجهيهما : انا ماأحتاج شفقه منكم ولا من إحد ! ويمكن السبب اللي يخليني مااقول لأحـد الشفقه ..
قاطعه خـالد بهدوء : عمر ! تدري انا ومحمد اخر الأشخاص اللي بنشوف لك بشفقه ! ، وإنت قدّها ياعمر قدّها ! وخيرة يمكن!
تنهد : يمكن ...
: طيب ابوك مديون من من ؟ .
كان مستند على باب سيّارته إعتدل بعدمّا إحس بالضعف .. ليقول : من واحد يعرف ابوي .. انا جيت اقولكم عشان ماتنصدمون .. وبروح لجدتي أقولها تجلس عند إخواني لمين إجي .. وان شاءالله تقتنع .. واذا بغت جدتي شي او بغّوا إخواني .. بتدق عليك يامحمد .. تحمّل لمين إجي !
عقد حاجبيه بضيق : وش هالكلام عمر ! اخوانك بعيوني بحطهم ! و
قاطعه بفتور : وإنت ياخالد بعطي جدتي رقمك إحتياط ، إنتم اللي اقدر امون عليكم ! وماأحس إن مثقل على إحد ثاني !
: عمر ليش إنت كيذا ؟
عقد حاجبيه بإستنكار : ليش وش فيني !
تنهد وخلّل يديه في شعرة ليقول بصوت مكتوم : لا جدّ عمر ! ليش دايم تحسسنا إنك ثقيل علينا ! ليش دايم تسكر إي ب..
قاطعه بهجوم : لاني من عمري 18 سنه وانا اشوف شفقه الناس بعيونهم ! لان كل
الناس اللي يساعدوني بشفقه ! انا ماأحتاج شفقه من أحد ! لا منكم ولا من إي احد ثاني ! انا قلت لكن أنتم بس عشاني مضطر !
ضحك بسخريه : ليش حنا إي احد ؟
تأفف بملل : محمد والله ماني رايق ! قلت لك أن اقدر احل أموري بدون لأحتاج لأحد !
: عزة النفس هذي مادري وين بتوديك !
!
عضّ شفتيه ليصرخ بوجهه : لا أبوك لا أبو اللي يطلب حاجه منك !!!!!!!!
رد الأخر بهجوم : شفت شفت !!!! والله طلبك أعز علي من قلبي !! بس إنت مشكلتك بنفسك !!!
!
وكأن الزمان يدور ليعود في نفس النقطه !
كل واحد منهما يريد إثبات أمر ! بينما الأخر رأسه كالصخر !
: عمر محمد !! وقت هواششكمم بالله ؟؟؟ ابد ماهو وقته !
نظر له محمد بحدة : ! لمتى إخونا بالله شايل كل شي على كتوفه ؟ لمتى ؟؟ لمتى وهو..
: محمد إنت ماعشت اللي عشته ! مامشيت بين الناس وإنت تحس بالنقص لان عيونهم تناظر لك بشفقه ! ، كل شي تسويه كل شي تتعب فيه تشوف شفقه الناس!!! انا ماأبي احد يتصدق علي بشي ! ماشكيت لك الحال ولا شكيت لهم ! .. وياليتي ساكت ولا قلت لكم ! !
!
تنهد بإسف وهو يدرك بإنه قام بفتح موضوع حساس بغير وقته : السموحه بو فارس ، شوي عصبت ! انت واخوانك بعيوني لا تخاف ورح وإنت متطمن !
!
رفع حاجبيه بغيض ، ولا زال هُناك إنفجـار يريد إخراجه على أحدهم ، ولكن صديقه إستسلم لو تمادى قليلاً لإنفجر عليه !
تقدم خطوة إلى الأمام : يالله فمـان الله !
وإستدار ، تاركاً الاثنان ينظران لكتفـه المتدللى بوجع !
!
أستقل سيّارته ، وتوجهه إلى وجهته الأخرى .. لا زال لثرثرة بقيه !
،
فمنذ إتصال إبن صديق والدة الذي توفى منذ قرابه الثلاث إشهر ، وإخباره بإن هُناك دين بينهما وإن لم يدفع .. سيذهب بيتهم !
وهو .. في حاله صمت موجع !
صمت يزيـد مكيـال الألم في جوفه ! ،أ غلقت الابواب في طريقه ، لم يستوعب وقتها ، ولم يعرف ماذا يفعل !
حتـى تقابل من زميله في العمل ليحدثه بشأن الخدمه العسكريه ، وكأن الله أرسله له ليبثق الأمل في حياته المظلمه !
، قام بتجهيز أوراقه وتقدّيمها .. وبالأمس تم قبوله ، ليذهب صباحاً ويسحب ملف الجامعي .. وقلبه ينبض حسرة !
إحلامه .. التي كانت يتحدث بها مع والدة ! اصبحت هباءاً منتثور !
حلمُه .. الذي أصبح طيّ النسيّان يلاحقه منذ بدايه هذا اليوم بعدما أخلى جميع مستحقاته الجامعيه ..
،
تنهد بضيق وتوقفت سيّارته إمام بيت جدته .. ولّفحة من حنين زارته .. وهو ينظر للبيت العتيق !
هـو من كانت يظن إنه يُجابه الأيام بالنصر المؤكد!
من يظن .. إنه يستطع متأملاً !
يلبس إدرعـه شديدة البأس !
وحتى الخوذة لم ينسـاة !
!
لتأتيه قنبله بغتّه !
لا يعلم هل هي من أمامه ؟
أو من خلفـه !
أو من السماء ساقطه ! !
!
لأ إنك مُخطئ ياهذا !
كانت سهام القدر الموجعه تأتيك كلاّ ذا حين !
.. وجراحها العميقه لم تندمل !
هناك آثارها في إنحاء جسمك !
أانت مندهش من تلك القنبله !؟
التى .. كانت تؤكد لك بإنها ستأتي يوماً ماً !
!
وماذا عن القنابل الاُخرى ؟
وماذا عن السِهام التي ستفتك جسمه مستقبلاً؟
هل يستطيع إن يقف على قدميه يجابه الأيام ؟
!
أما إنه سيصير كنجدي متخبط على سرير أبيض بذلّ كل ماعندة لإنتصار بلدة !
ولكنـها .. لم تنتصر !
!
فمنذ وفاة والديه .. وهو وحيد ، حزين ، واشلاء من قنابل تتقاذف على رأسه !
!
فتح الدرج الدرج الامامي ، لإخراج بعض من المحارم الورقيه ليمسح عرقه !
يبدو بإن خلاياه الدمعيه .. تشكلت على حبّات عرق من شدّ مايؤل به !
شدّة كتاب مرمي في أخر الدرج أخرجـه ، وهو يتذكر زوج خالته أب مُهند الذي اهداه ذلك الكتاب !
لم يعلم منذ متى وهو مركون بداخل ذاك الدرج ، تصّهرة أشعرة الشمس !
( قوة عقلك الباطن )
رفع حاجبه وقلبه بيديه الأثنتيـن ، وفتح أول صفحه ..
( إلى عمر الذي أعتبرة بمثابه إبن لي ، إتمنى أن تقرأ هذا الكتاب مرة ومرتان وحتى للمرة العاشرة.. حتى يستسيغه عقلك العنيد ، ويدخل الى قلبك وينور طريقك .. ابو مهند )
لامس قلبه كلامته ذاك الرجل ، الذي يعتبرة اخ كبير له !
وتصفح الصفحات واحد تلوى الأُخـرى ،
( غير تفكيرك تتغير حياتك )
جمـله عريضه .. شدّته .. وتمّعن فيها كثيراً و ضحك بسخريه مريرة !
ورمى الكِتـاب في مكانه !
: واذا الحياة مو راضيه تتغير ؟
،
ترجل من سيّارته وإتجه الى داخل البيت ، يبدو بإن الذكريات السيئه إختارت هذا اليوم بالذات لتزيد الأمر سوء !
مر بجانب ملحقه ، الذي شهد بؤسه ليالي طويله !
هذا البيت .. يمقتّه جداً .. ولولا جدّته ماوقعت رجلاه في إرضه !
.. جدته التي إستبشرت عندما إتصل بها عصراً عندما أخبرها بإنه يريد زيارته !
.. لوى فمه بحنق !
وإتجهه الى الداخل .. وطريق الباب ..
: هلاا والله بعمر !
إبتسم لراجح : هلا والله فيك وش الأخبار ؟
: بخير الحمدلله ، تفضل جدتي تنتظرك !
!
تجاذب أطراف الحديث مع إبن خاله ، وذكريات سيئه جداً جداً تمطرة بقسـوة !
،
سلّم على جدته وجلس بجانبها : عز الله بيجينا مطر مدام عمر جاء !
إبتسم بخفه : عسا عمرك طويل ياجدّتي ! ، انا جاي بقولك كلمتين وإمشي ..
!
إزدرئت ريقها بتوجس : الله يستـر وشو ؟
: طيب تقهوى ياعمر وبعدين ..
قاطعه بفتور : لا والله وراي اشغال ، وإردف: جدتي انا جاي أخبرك إن بدخل العسكريه بعد إسبوعين والدورة يمكن تاخذ 3 شهور أو 4 ، وأذا ماعليك أمر إبيك تجلسين عند إخواني مااقدر أروح وهم لحالهم !
: وكل هالسنين وإنت تطلع وماتجي إلا بأنصاص الليالي وش فرقه هالحين !
،
لم يتوقع هجوم كهذا منها ! وهذا ماينقصّه !
بللت شفتيه بضيق : اذا ماتبين تجلسين عندهم عادي قولي لي مايح...
أغمض عيّنيه بضيق عندما رأى عيّنيها تتلئلئ بدموع خفيه ، إقترب منها أكثر وقبّل يدّيها بحنيه : وشوله هالصياح ياعيني ؟
: بعذري ياعمـ..ـر وشنوحك تبي تدخل العسكريه ؟ لا تشاور ولا شي ! بـ..
قاطعها بنفس الحنّيه : ياجدتي والله فكرت وهذا أفضل شي ! يعجبك اني ادرس واشتغل بنفس الوقت ! هذا العسكريه كلها 4 شهور بالكثير ومع راتب زين يعيشني ويعيش إخواني وزيادة ، واذا ماتـ..
قاطعته : والله مادري عنك ياعمر ! إمري لله بجلس عندهم لمين ربك يفرجـه ..
: واذا جدتي ماتبين .. عادي
إفلتت يديه لتقول بغضب : ومن يجلس عندهم ؟ ولا عادي عندك تروح وتتركهم والله مايهمك !
ضحك : لا ويين ياجدتي .. اصبر علي ادري إني شوي معور قلبك إصبري .. ..
وإستقام قاصداً الذهـاب : طيب تعشّى عندنا عشاني ياعمر !
لوى فمه : والله وراي اشغال ياجدتي ، جيت اخبرك وإمشي !
: يعني شوفتي بس للحاجه !
!
يبدو بإنه جدّته تحمل في قلبها الكثيـر عليه ! ، : حشاك وش هالكلام ياجدتي ، باقي لي اسبوعين لا شغل ولا مشغله إبشري باللي يوم يجيك يتعشى عندك ، بس الحين وراي أشغال !
: الله يستر من هالأشغال ، بحفظ الله !
،
قبّل رأسها إعتذاراً ، وإتجهه الى الخـارج وراجح خلفه : جدتي شايله بقلبها علي وعليك !
ضحك بتنهيدة : وحتى إنت بعد !
رفع كتفيه : اي والله ، كل شوي تذكرني بديرة الكفر !
: ههههههههههههههههههههههههه ه ، يالله فمان الله
وضع يدّة على كتفه : إنت قدها عمر ، بتهون إن شاءالله !
!
إعتصر قلبه ألمـاً : إن شاءالله !
،
وخرج ، ليقابله خـاله !
: حيّ الله عمر ، تفضل !
هذا ماكان ينقّصه ، يمقت خـاله لدرجه إن يكرة تواجدهما بنفس المكان : زاد فضلك ، مشغول والله !
،
وهرول إلى سيّارته ، هارباً من عينيّ دامعتين ، وذكريات بائسه !

،
،
إدار المفتاح وفتح الباب بإرهاق ، وتقدم بخطوات ركيكه حتى الصاله ، وصراخ إخوته يسبّبه له طنين في إذنيه
: عمممممممممررررر
إقتربت الصغيرة منه وإحتظنته ، بادلها بلطف ، وأتى صغيرهم وهو يبعدها بعنف ويحتظنه بقوة : هههههههههههه شوي شوي صوص
،
: شعندنا عمر جاي هالحزة ؟
ألتفت الى إخته ، التي خرجت من المطبخ القريب جداً وَ تُمسك بملعـقه بكلتا يدّيها ! ، أبعد الصغير وعاودا اللّعب والإزعاج مرةً أُخـرى ، ورمى جسدة على الإريكه بإرهاق واضح !
: بس كيذا ..
رأها تقترب وتسأل بقلق : عمر فيك شي ؟
،
نظّر لهـا بتمعن !
طريدته التي تصغرة فقط بقليل .. الشبيه بوالدته خَلقاً ، وبالوالدة أخلاقاً ، التي إرتدت ثياباً تَكبرها بـ 20 سنه ضوئيه واطرافها تتدلى دائما!
: عمر شفيك تناظر كيذا ؟ ، خوفتني !
: وين لميـاء ؟
عقدت حاجبيها وربضت بجانبه : بالمجلس تذاكر ، عمر ..
أدار رأسها إليها وتمعّن في عينيها ، يالله وكأنها والدته ! ، خَلقاً وأمومتاً !
: هممم !
: تراك خوفتني ! وشفيككك ؟
إعتدل في جلسته : نادي لميـاء بقولكم شي
إرتعدت فرائضها لتقول بتوجس: والله عارفه في شي ! وإردفت : سسلومه روحي نادي لمياء بسرعه !
ركضت الصغيرة ، !
أفلتت الملعقه من بين يدّيها لتستفر أكثر : وش فيه ياعمر ، شي قوي ؟ والله قلبي بيطلع من مكانه !
:يابنت الحلال ماهنا الا الخير وش فيك !
أجابت بغّصه : ليش اللي يشوف وجهك كيذا يقول فيه خير ؟
إزدرء ريـقه بإسى ، ماذا لو أخبرها ماذا حدث !
ستبهت لمعهً عيّنيها مرة أُخـرى ، سَيتآكل الحزُن قلبها فتصبح وردة ذابله ! ، وهو لن يجرأ ابداً إن يُفقد الوردة برّيقها !
سيحتمّل كَ جلمود بائس ، من إجل بريق عيّنيها الذي بالكاد عاد !
،
: وش فيكم ؟
: إجلسـي لمياء ..
جلست الأخرى امامهم بتوجس وعقدت حاجبيها !
إبتسم بخفه ، لو أفصح عن الأمر لّاخبر تلك التي تشبه هو !
تنهدّ : بدخل العسكريه !
!
: صادق انت ؟
أومأ برأسه .. : انت تقول ولا تشاور ؟
: أقول ياست لمياء ! ودورتي تبدأ بعد أسبوعين
: وحنا عمر ؟
إنكمشت بعد سؤالها ليجيب عليها : وشفيكم إنتم ؟ جدتي بتجلس عندكم .. وَ كلها 4 شهور وإجي ان شاءالله !
: عمر لا إنت تمزح ! تقولها وكأنها عادي ! عمر من جدّك 4 شهور وحنا لحالنا بدون رجال ؟ ومدرستي من يوديني ويجيبني؟ ولا انا أخر من تفّكر فيه !
قال بصوت مكتوم : لأ يالمياء طبعاً مانسيتك ! لقيت سوّاق يوديكم كلكم لمين إجي للمدارس وأتفقت معه بكل شي !
: عمر طيب ليش ؟ ودراستك ؟
تحدث بهجوم : يالليل يالهدراسه اليي بلشتوني فيه ! انا مابي إدرس بكيفيي مابييييي !!!! عاجبك اني اكرف ليل ونهار !
: لا عمر .. مدري شلون تفكر ، بفهم شلون تتركنا وتروحً؟
صرخ : ترجع وتعيد بنفس السالفه !
أستقامت بغضب أهوج : لان بنجلس 4شهور نتشحد خالاتي وكل من هب ودبّ يتصدق علينا !
رمش ليحاول إن يستوعب : الحين انا ليش بدخل العسكريه ؟ ليش انا اكرف ليل ونهار مو عشان حضرتك ماتحتاج لأحد ! مو عشان أوفر لك كل اللي تبين ؟ مو عشششان ..... ..
،
مسّح وجهه براحه يدّيه ليضحك بسخريه : انا مادري ليش أناقش بزر ! ، انا قررت وإنتهى الموضوع !
: لاتنسى حنا لنا قرار بعد ، مو تقرر وتجي تقول !!!
،
تمّادت هذة كثيراً ، بلّل شفتيه ليتحدث بتهكم : هذا اللي ناقصني إجي أشاورك !
وإستقام بغضب مكتوم !
: عمر لحضه !
تخصّر بملل : نعم ؟
: ماعليك من كلامها ، واجلس نفهم أكثر .. يعني فجأه جيت وقلت بدخل العسكريه ! ليش .. لا مو ليش ، شتّت ناظريها : .. بس مدري يعني .. ماعمرك فكرت ولا طريت لنا .. والله عمر صعبه نجلس 4 شهور بدونك !
تنهد : ترى فترة مادري كم بالضبط ماراح أشوفكم .. وبعدها كل ويكيند انا عندكم .. ماعليك ، و..
: ودراستك عمر ؟
!
غصّه تكومت في حلقه .. : شسـوي !
ورفع كتفيه بقلةّ حيـله ، وإستدار حيث غرفته
: طيب ماتبي عشا ؟
أجاب رأسه بـ لأ .. وإستلقى على سريرة يداري بؤسه وألمـه !

،
بعدّمـا إغلق باب غرفته ، أجشهت ببكاء مكتوم ، وهي ترى حزن إخيها !
تعّلم جيداً ماهو حلمه الأزلي الذي كان يتغنى به قبل وفاة والديهم! ولكن لشّدة الضغوط التي على كاهله تراه تخلـى عنه !
رفعت ناظريها إلى تلك : وإنتي لازم تخربينها ! لازم تقولين له كلام يسمّ بدنه ! ، إنتي ماتشوفينه شلون هو تعبان ؟ ماتشوفين شلون كل شي على كتوفه وكل شي شايله عشانك ! ، بس سبحان الله مايفيد فيك لا خير ولا شر !
قضمّت شِفاها بحسرة ، وأستقامت تلك متوجهه إلى غرفتهم متحدّثه : حطي للاخواني عشا ، انا بنام !
،
أخويها كِلهما يفّران من حُزنهما ليغطان في سُبات عميق !
بينما هي .. إين تفرّ بهذا البؤس الذي تعيشه ؟
إين المفر .. من حياة تمقتها ؟
،
تخبطات لا مُنتهيه في داخلها ستؤديها بها الى الجنون حتماً!
.................................................� ��…………………
،
،
( سهى تحبينه ؟)
ماهو الحُب ياصديقه ؟
أيجعل قلبك كَ جرس إنذار يقرع كلاّ ذا حين بموسيقى عذبه ؟
أهو يجمّل الحُزن في العيون ؟
أهو .. لذيذ كالشعور الذي أستشعرة ؟
،
أما هو الغرق في بحر من السعّادة اللامُنتيه ؟
امّ الأطمئنان المفقود في المشاعر ؟
أمّ هو .. ثبات الذات .. وعلّوها إلى مساكن النجوم ؟
،
أمّ هو مشاعر تجدد كل يوم فماعادت تستطيع تفسيرها ؟
!
اذا كان هذا هو الحب !
فإنها غارقه لإخمض قدميّها !
..
بعد من التجاهل المستمر لعدّة الأيام وقعت في بئر السعادة اللامُنتيهه !
..
ومن عمق إنبهارها به ، تشعر بإن الكلمات العاديه منه تُقال لها لأول مرة ، ..
،
كتمّت ضحكـه سعيدة وهي تضرب الحروف بسرعه فائقه على جهازها اللّوحي : صصادق فهد ؟
: إي والله ، إنجلدت انا وعزوز لمين عضّينا الأرض وبعدّها رجعنا للبيت ورجل خالتي وأبوي كملوا علينا !
،
لم تستطع كتم ضحكتها من تحت الغطاء وإنفجرت !
: سسهى قصري حسك بنام !
: طيب ..
،
أجابت عليه : فهد تليشت من الضحك وحلا تهاوش
: مدامك ضحكتي هذا اللي يهمني !
!
غزت المشاعر الجيّاشه قلبها لتتنهد بسسمّه غارقه : ياحبيبي !
،
،
في الطرف الآخـر من المشهد !
، تلبكّت الكلمات في جوفه ، وهو يرى إنهمار مشاعرها الجيّاشه على روحه المُتيبسـه !
.. هي غارقه لانها صغيرة وهذا المشاعر جديدة عليها.
بينما هو متمرسّ على هذا الطريق ، لعوب ، ومتغطرس في الحب !
.. هذة الصغيرة تجعله متأرجح مابين المتعه وتأنيب الضمير !
تجعله يغرق في متعته .. متناسي بإنه هذة الصغيرة ليست كَ سائرها ممن يُحادث !
،
: يالله النوم ياشطورة ، بكرى وراك دوام !
: تصبح على خير ، اقرى اذكارك ولا تنسى الوتر ، إستودعتك الله .. بكرى أول ماأقوم اكلمك !
،
نهش تأنيب الضمير قلبـه ، هي نقيه شفّافه المشّاعر ، بينهما هو متكدس في ظلمه قلبه وأفعاله !

،
............
‏أحبّك.. وذلك كل ما يحتاجه المرء ليحيا
،
تمّ

ايما حسين likes this.

الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 25-10-18, 12:08 PM   #40

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
Elk

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:39 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.