05-09-18, 09:32 PM
| #1371 | ||||||
| عضو ذهبي 
|  الفصل السادس والعشرون والاخير كالمعتاد يجلس نادر وريام في كافتيريا المستشفى والتي اصبحت بطريقة ما مكان للقاء فيما بينهم .. كان هناك القلة ممن بقيَّ في المكان خاصة مع انتهاء فترة الغداء .. فقد حلت اجواء الراحة والسعادة على الجميع بعد استيقاظ مالك وسماع الاخبار السعيدة التي تتعلق بصحته .. اما سعادة نادر بريام فهي لا تقل عن سعادته بعودة اخيه الى الحياة مجدداً .. قرب نفسه منها محتوياً يدها بين يديه قائلاً :ـ كيف اشكرك على وجودك قربي في تلك الفترة والتي كانت من اصعب الايام التي مرت عليّ في حياتي ابتسمت له بحب فاضاف متابعاً : لم تعطيني حتى الان موافقتك على الزواج بي ؟ رفعت كتفيها ونظرت اليه ثم ابتسمت بسرية وكأنها تخبئ شيئاً عنه وقالت بدلال اشعل النار في قلبه :ـ اممم .. ستعرفه عندما يحين الوقت اجابها قلقاً :ـ لا تقولي انك سترفضينني عند حضور عائلتي لخطبتك ضحكت بسعادة وقالت :ـ ألا تعتقد انك تستحق ؟ تنهد بعدها قائلاً :ـ لا اعلم لماذا ما زلت تتعبيني .. اعلم انني كنت صعباً معك وعاملتك بسوء الا انني شرحت لك لماذا .. ريام انا احبك .. لم اعتقد يوماً انني سأحب فتاة مثلما احبك .. سألته بغيرة حاولت جهدها ان لا تظهرها اليه :ـ وهل كان هناك الكثير ؟ لكنه استطاع ادراكها بسهولة مما اسعده حقاً فقال بصدق اعتمده معها منذ ان ذهب الى بيتها واخبرها كل شئ عن مشاعره :ـ لطالما كنت اتمتع بإقامة العلاقات لكن دون التورط بالحب .. الامر لم يكن بيدي .. كنت احب صحبة الفتيات الا ان قلبي لم يحب اي واحدة منهن .. اما معك كان الامر مختلفاً .. حالما نظرت اليك شعرت انك تؤام روحي ونصفي الاخر .. سألت نفسي دائماً كيف لشخص وبمجرد ان ينظر لاحدهم ان يشعر بكل هذا الحب بداخله اليه ومن النظرة الاولى .. لماذا يختاره دوناً عن الاخرين .. لم املك جواباً لهذا .. لذلك حبيبتي انا اخترتك منذ البداية واخبرك الان انني لم اعد اطيق الصبر والانتظار مثلما تفعلين معي .. اريحيني رجاءً لأول مرة تشعر بالراحة لكلماته .. وكأن الحاجز الاخير الذي كان بينهما قد ازيل نهائياً .. فقد كان غروره الدائم يزعجها ويقف حاجزاً بينهما فقالت وهي تقرر ان تفعل مثله وتصارحه بكل مشاعرها :ـ ألم يخطر ببالك انني احببتك ايضاً ومنذ البداية .. صحيح انني في اول يوم التقينا فيه كنت مشغولة وقلقة بالتفكير بوضع خالي الا انك تركت تأثيراً كبيراً عليّ وقتها .. وجئت في المرة التالية وانا على امل ان يحدث شيئاً بيننا .. الا انني رأيتك تتصرف بطريقة مختلفة ومغايرة عن اخر مرة التقينا بها .. تفاجأت يومها انك لا ترغب بأن اعمل عندك .. وسُعِدت بداخلي حين اصر خالي على بقائي في العمل لديك .. كنت افكر انه سيأتي اليوم ويحدث شئ بيننا وستُعجَب بي مثلما افعل انا .. قال بإستغراب وهو يبدو متسمراً بذهول :ـ لكن لم يكن يبدو عليك ذلك ؟ ابتسمت وردت :ـ ألم تفكر للحظة مالذي جعلني اتحمل كل ما فعلته لي .. كل الاذية والالم .. كنت استطيع بسهولة ترك العمل لديك والذهاب دون عودة تنهد نادر بسعادة وارتياح .. أخيراً شعر بالاطمئنان انها تبادله الحب .. صحيح انه سمعها بنفسه تخبر يوسف بحبها له ولكن عندما كان يستعيد تصرفاتها وبرودها كان يكذب نفسه لدرجة انه بدأ يشك ان كان ما سمعه ذلك اليوم حقيقة ام لا .. قال بصوتٍ عالي سعيد وملئ بالراحة :ـ حمداً لله .. ثم تابع بصوتٍ اوطئ يذوب رقة وحنان :ـ اشكرك حبيبتي على صراحتك .. وشكراً لإنك غفرت لي .. اااااه كم اتمنى لو كنا متزوجين الان واخذك الى مكان نكون فيه لوحدنا .. احتضنك وافعل ما .... قالت مقاطعة اياه بينما ترتجف بداخلها سعادة من كل ما يقوله لها :ـ ارجوك نادر .. اكملت بعدها محاولة تغيير الموضوع :ـ لم تخبرني ماذا فعلت بالنسبة لاولئك العمال ؟ تراجع بجسمه الى الخلف قليلاً وابتسم فاهماً طريقتها في تغيير الحوار واجابها بغزل تعشقه فيه :ـ كم احب طريقة امالة وجهك جانباً عندما تخجلين .. كيف كنت اعمى عن رؤية كل ذلك حين كنت قربي ..حبيبتي .. كم احبك قال بعدها مغيراً الحوار وهو يرى حرجها من كلماته :ـ الحقيقة لقد خيرت كل واحداً منهم بين مبلغ مالي او السكن في شقة تابعة لاحدى بناياتنا الحديثة دون مقدمة وبدون ايجار لمدة ثلاث سنوات اجابته ضاحكة :ـ دعني احزر ... كلهم اختارو الشقة اومأ لها نادر ضاحكاً وقال :ـ انهم يستحقون .. لقد بذلو جهداً كبيراً من اجل انقاذ اخي قاطع حديثهم مجئ يوسف مسلماً عليهم وهو يقول :ـ مرحبا جميعاً .. يبدو انني اقاطع شيئاً ما هنا وقف نادر وسلم عليه بمحبة وقال ضاحكاً :ـ انت دائماً تقاطع شيئاً ما اجابه يوسف غامزاً :ـ هل انت متأكد من كلمة دائماً هذه ؟ ضحك كلاهما فقالت ريام وهي ترفع حاجبيها بتفكير :ـ يبدو ان هناك سراً ما بينكما اجابها يوسف مطمئناً اياها وهو يفهم مقصدها تماماً :ـ لا تقلقي .. اسرارك في بئر معي .. ثم ابتسم ليتابع :ـ المهم كيف حالكم ومتى ... قاطع كلماته رنين هاتفه .. نظر اليه قليلاً وأعتذر بعدها منهم ليقف مبتعداً مجيباً عليه فأخرجت ريام الهاتف متذكرة شئ بخصوص العمل .. ضغطت على رقم من قائمتها الموجودة على هاتفها وقالت :ـ اهلاً هالة .. تعالي الى هنا واجلبي الاوراق معك .. ستجدينني في الكافتيريا سألها نادر ما ان اغلقت الهاتف :ـ ماذا هناك ؟ تنهدت بتعب وقالت :ـ هناك بعض الاوراق التي يجب ان اوقع عليها فطلبت من سكرتيرتي ان تجلبهم الى هنا .. انهى يوسف المكالمة وعاد للجلوس معهم مرة اخرى .. كان الجميع مندمجاً بالحديث والضحك الى ان شاهد يوسف الفتاة التي انقذها ذلك اليوم وهي تتلفت حولها وكأنها تبحث عن احدٍ ما .. سرعان ما افتر ثغرها عن ابتسامة ما ان لمحت ريام جالسة مع رجلين لم تنظر لملامحهما جيداً فجل همها وقتها ان تُنهي ما جاءت من اجله .... شعر يوسف بتسارع نبضاته جراء ما فعلته ابتسامتها لديه . هو لم يتوقع ان يراها هنا ولطالما فكر عن ما حدث لها بعد ذهاب ذلك الرجل .. تقدمت منهم وهي تبتسم لريام بمحبة جعلته يتساءل عن مدى معرفتهما ببعض .. اصفر وجه هالة ما ان رفعت رأسها ورأت يوسف جالساً قريباً من ريام .. شعرت بخوف تلقائي نتيجة تذكرها ما حصل لها ذلك اليوم .. تناثرت الاوراق لتسقط على الارض وهي تشعر ببرد يجتاح جسدها كله .. اقتربت ريام منها بسرعة ما ان رأت حالتها وشحوب وجهها ونزلت لتجمع الاوراق التي سقطت منها واجلستها بسرعة قريبة منهم وجلست هي ايضاً بعد ذلك .. قالت ريام معرفة اياها لهم :ـ هالة سكرتيرتي .. طبعاً تعرفين نادر فقد جاء لشركتنا عدة مرات وهذا يوسف صديق نادر .. ابتسم يوسف قائلاً :ـ ألستُ صديقاً لك ايضاً ضحكت ريام وقالت :ـ وصديقي كذلك .. اجاب نادر موجهاً كلامه لهالة :ـ يوسف صديق الجميع .. لديه تلك الطريقة التي تجعل الجميع يحبه .. لا اعرف كيف يفعل ذلك رفعت هالة رأسها ونظرت بإتجاه يوسف والذي كان على ما يبدو انه قد عرفها جيداً .. التقت نظراتهما .. تذكرت كيف دافع عنها وانقذها من ضرب مديرها السابق .. لكنه للأسف صدق ما قاله عنها ذلك اليوم .. آلمها ذلك واعاد لها الحزن من جديد فقررت الذهاب بسرعة قبل ان تخونها دموعها وتبكي حظها العاثر الذي جعل مديرها السابق يقول ما قاله دون وجه حق او ضمير وقفت بسرعة قائلة :ـ يجب علي ان اذهب الى العمل الان .. بالاذن تفاجأت ريام من وقوفها ورغبتها بالذهاب بهذه السرعة فأعترضت قائلة :ـ ابقي قليلاً .. سأتصل بالسائق لأيصالك هناك هزت رأسها رافضة متجنبة النظر الى جهة يوسف وقالت :ـ شكراً لك .. لكن لدي عمل كثير يجب ان اذهب لإنجازه ـ انتظري .. هذه الكلمة اطلقها يوسف فالتفت اليه الجميع بحيرة .. وقف قائلاً :ـ سأوصلك بطريقي .. يجب ان اذهب الى العمل انا ايضاً قالت هالة وهي تتلعثم من المفاجأة :ـ لا اعتقد .. لا اريد .. اقصد لا اجابها يوسف متعمداً المزاح لاحراجها :ـ لا تخشي شيئاً من الركوب معي .. تستطيع ريام ضمانتي ثم التفت لريام سائلاً :ـ أليس كذلك ؟ فهزت ريام رأسها له بموافقة وقالت :ـ بالتأكيد .. اضطرت هالة للذهاب معه خاصة حين اشار لها بالتقدم امامه .. حل الصمت بينهما طوال فترة سيرهم داخل ممرات المستشفى حتى وصلا باب الخروج .. التفتت اليه قائلة :ـ لست مضطراً لإيصالي .. انا سأذهب بالباص الى الشركة .. وداعاً بهت من سرعة ذهابها وقطب حاجبيه بحيرة وقال غاضباً :ـ انتظري .. التفتت اليه وهي واقفة مكانها فقال لها بإستنكار :ـ أهكذا تعاملين شخصاً انقذك يوماً ما من مأزق ؟ تطلعت اليه بعجز وقالت : وهل تَمُنُّ عليّ بإنقاذك لي اقترب منها سائلاً :ـ هل هذا ما فهمتيه من كلامي ؟ انا فقط حائراً حول تصرفاتك معي .. لماذا انتِ غاضبة مني بهذا الشكل ؟ ـ ألا تعرف السبب ؟ اجاب بحيرة سائلاً اياها :ـ وما هو السبب ؟ انفلتت اعصابها وقالت :ـ لأنك صدقت بسهولة ما قاله ذلك الرجل عني .. حكمت عليَّ بسرعة نظر لها مستغرباً موقفها السلبي منه وقال :ـ انت مخطئة .. انا لم اصدق حرفاً واحداً من كلامه ذلك اليوم .. تقدمت منه غاضبة وقالت بعنف :ـ بلا .. انت صدقته .. والا لماذا التزمت الصمت بعد كلامه عني وتشويهه لسمعتي هتف صائحاً بها :ـ وماذا تريدين مني ان افعل وانا اراه يريد اذيتك .. كان يجب عليّ اُن اصمت كي يُنَفِسُ شيئاً من غضبه نحوك .. لذلك تركته يعتقد انه الفائز وانني اقتنعت بما قاله لي .. المرة الماضية صدف انني كنت قريباً منك وساعدتك .. فماذا ان لم يكن هناك احد لينقذك منه المرات القادمة هزت رأسها بغير اقتناع وقالت :ـ لا اصدقك رفع رأسه الى السماء وهو يقول :ـ يا الهي .. ماذا افعل لتصدقينني .. لماذا رأسك يابس هكذا .. ـ ليس شأنك .. قرر ان يهادنها قليلاً فقال :ـ هل يجب علينا ان نناقش هذا الان ؟ وفي هذا المكان .. تعالي لنتحدث بالسيارة بينما اقوم بايصالك الى الشركة ـ لا اريد .. دعني وشأني .. لا اريدك ان تعترض طريقي مرة اخرى .. وداعاً شيعها بنظراته وهي تغادر المكان غاضبة .. تابعها حتى اختفت في احدى الباصات ذاهبة الى العمل بينما بقي متسمراً مكانه وهو يفكر بمبلغ عنادها وجمالها ************** بذات الوقت حضرت سمارة الى المشفى فرأت نادر وريام لوحدهما وكلاهما يعترف للاخر بمشاعره ويبدوان وكأنهما في عالم خاص بهما .. ـ ما شاء الله .. عصافير الحب التفتا نحوها بنفس الوقت وتطلعا اليها قليلاً بينما هي واقفة امامهم تكتف يديها وعلى وجهها ابتسامة خبيثة اجابها نادر :ـ يبدو انك اخذت دور مالك قهقهت سمارة وقالت وهي تجلس قربهم :ـ ألا يليق بي ؟ قبل ان يجيبها احدهم لمحت ريام زيد يقترب من طاولتهم وهو ينظر لسمارة نظرة خاصة اخجلتها .. سلم عليهم وجلس قربهم وعينيه ما زالت عليها ... استغلت ريام الفرصة لتقترب منها وتوشوشها في اذنيها قائلة :ـ اصبحت هادئة فجأة .. اين لسانك الآن ؟ لكزتها سمارة بخفة اسفل الطاولة قرب رجليها وقالت لها برجاء :ـ ريام .. ليس وقتك الآن ... ارجوك .. اخي هنا .. لا تفضحيني .. اجابتها بخبث :ـ اذن كفي عن احراجي امام اخيك رفعت سمارة يدها وقالت بصوت مسموع :ـ اعدك سمع كلمتها الاخيرة كلا من نادر وزيد الا انهما لم يستفسرا عن ذلك وعادو للحديث مجدداً فيما بينهم في علاقة تسودها المودة والاحترام . التعديل الأخير تم بواسطة warda baghdadia ; 05-09-18 الساعة 09:59 PM | ||||||
|  |
|
05-09-18, 09:38 PM
| #1372 | ||||||
| عضو ذهبي
| بعد شهر دخلت ريام الى شركة نادر بعد ما طلب منها ان تأتي اليه كي يخرجو سوياً فيما بعد .. رأت السكرتيرة الجديدة والتي كانت شابة لطيفة متزوجة ولديها طفل واحد .. وقفت مرحبة بها ما ان رأتها قائلة :ـ انه في غرفة الاجتماعات .. لقد طلب ان تدخلي اليه مباشرةً ما ان تصلي الى الشركة .. شكرتها ريام وتوجهت الى المكتب ... شعرت بمشاعر غريبة تنتابها وهي تدخل المكان .. بدا وكأن عمراً مضى منذ آخر مرة كانت فيها هنا .. فبالرغم من ان الغرفة هي نفسها الا ان نادر اجرى تعديلات كثيرة عليها جعلتها تشعر وكأنها تراها للمرة الاولى .. وقف نادر مرحباً بها ما ان دخلت واجلسها بالقرب منه على كرسي كان من الواضح انه هيأه لها قبل ان تأتي .. رحب بها المتواجدون هناك في الاجتماع بعد ان سلمت عليهم واعتذرت عن مقاطعتهم تكلم نادر قائلاً :ـ اكيد ان العديد منكم يعرف ريام لإنها كانت تعمل كموظفة هنا .. لكني اليوم طلبت منها المجئ كي اشكرها على عدة امور ... اولاً وقبل اشهر من الان وحين طلبت منها دراسة ملف شركة ( ؟ ) لتوريد المواد الأنشائية ومركزها خارج البلد .. كنا نفكر ان نتعاقد معها حينها .. اخبرتني حينها وبسبب اخلاصها لعملها انه من الممكن ان يسبب لنا هذا بخسائر كبيرة وذلك بسبب قضية رُفعَت ضد الشركة .. وطبعا مثلما عرفتم الآن ان حدسها كان صحيحاً ... الا انني كنت غاضباً منها بسبب سوء فهم حصل بيننا ذلك الوقت فنسبت كل جهدها وعملها الى سلوى حينها .. التفت اليها وقال :ـ انا آسف واعتذر منك امام الجميع بهتت متفاجئة لكنها حاولت تجاوز ارتباكها من قوله واعتذاره منها امام الجميع وابتسمت له شاكرة بمودة اما الجميع فقد اثنى على ذكاءها وحسن اداءها في العمل وهزو برؤوسهم موافقين على ما قاله فهم ما زالو يتذكرون ذكاءها وتفانيها في العمل .. تابع بعدها نادر قائلاً بعد ان امسك بيديها :ـ الامر الآخر وهو .. صمت لفترة وهو ينظر اليها بعشق يفصلها بعينيه ونسى نفسه للحظة فيها .. الى ان افاق على صوت احد الموجودين عندما نادى على اسمه .. فالتفت بعدها الى الحاضرين وتابع ما يقول :ـ ولأنها فتاة رائعة لا تحب ان تتكلم بمميزاتها او تتفاخر بذلك فهي لم تخبرني ابداً بفوزها بجائزة افضل تصميم هندسي للعام الماضي وتركتني اعرف ذلك بنفسي إستغرب الموجودين هذه المعلومة الجديدة وباركو لها وبدأ البعض منهم يتحدث عن سبب كلماته تلك .. اما البعض الاخر فقد أخذ يتساءل عن المناسبة التي يريد اعلانها لهم .. فقد بدو بنظراتهم المتلهفة لبعضهم البعض وهالة الحب الواضحة التي ترفرف حولهم وكأنهم على علاقة معاً قربها منه وقال هامساُ :ـ ما اطلبه منك الآن .. هل تقبلين ان اضع الجائزة في مكتبي هنا ؟ ليعرف الجميع اني فخور بك وبكل ما تفعليه نظرت ريام اليه بحب وقالت :ـ اكيد اقبل بناء على اوامره احضر رجلين ورقة الجائزة وهي موضوعة داخل اطار جميل .. ليقومو بوضعها خلف مكتبه .. وقال حينها :ـ كي يعلم الجميع انني فخور بحبيبتي .. شعرت ريام بالسعادة لأنه رد اعتبارها وعوضها عن كل ما عانته في الشركة ذلك الوقت وقالت له :ـ كيف جلبتها الى هنا ؟ هل اتفقت مع والدي على ذلك ؟ ـ انها والدتك .. لقد اصبحت الداعمة الاولى لي خاصة حين اخبرتها انني اريد ان اعلق الجائزة بمكتبي احتضنها بعدها مقرباً اياها منه امام الجميع الامر الذي استغربه غالبية الموجودين فقال لها ضاحكاً :ـ انظري اليهم .. الجميع مستغرب مما افعله التفت بعدها الى الحضور وقال :ـ الان اريد منكم الذهاب معي الى القاعة الرئيسية تفاجأت ريام حين دخولها القاعة الكبيرة والموجودة بشكل منفصل عن باقي الشركة بالزينة الموجودة في كل مكان والبالونات المختلفة الالوان والشرائط الحريرة التي تغطي القاعة كلها فالتفتت اليه سعيدة تحاول مداراة دموعها وهي تضع يدها على قلبها الذي شعرته ممتلئاً بالحب له والسعادة معه بعد ان جمع نادر الموطفين في الشركة والذين ظهرت عليهم علامات الاستغراب من الحدث رغم ان البعض منهم استطاع التخمين حول ما يحدث امامهم .. وقف بعدها امام الحضور وقال :ـ اليوم هو مناسبة خاصة جداً بالنسبة لي .. قد لا تعلمون انني ومنذ ان رأيت ريام عشقتها من اول مرة .. وقد تم عقد قراننا ليلة امس وجعلت مني ريام حبيبتي ومالكة قلبي رجلاً فخوراً سعيداً عندما وافقت على الزواج مني فشكراً لها بسرعة ارتفعت الاصوات من النساء والرجال مهنئة كلاهما .. فالبعض من الرجال بدأ يصفر بصوتٍ عالي والبعض الاخر صفق لهم سعيداً .. نادى احد الحاضرين قائلاً انه يريد الذهاب الى البيت مبكراً اليوم بهذه المناسبة ضحك الجميع فقال نادر لهم :ـ موافق .. اذنت لمن يريد الذهاب الا انه وبرغم من ذلك لم يذهب اي احداً منهم وبقي الجميع ليتمتع بالحفل الجميل اتت العاملة بعدها ومعها قطعة كبيرة دائرية من الكيك عليها اسماءهم وقلب صغير يتوسطه خاتمين احتفالا بالمناسبة .. استدارت ريام اليه وهي فرحة سعيدة بوجوده في حياتها وحبه لها ونظرت اليه وقالت بعاطفة :ـ شكراً على كل شئ قربها اليه من جديد محتضناً اياها وقال :ـ بل الشكر لك لانك اعدتي لي سعادتي وراحة بالي بعودتك لي وموافقتك على الزواج مني ... ************** التعديل الأخير تم بواسطة warda baghdadia ; 05-09-18 الساعة 10:06 PM | ||||||
|
| |
|
05-09-18, 09:41 PM
| #1373 | ||||||
| عضو ذهبي
| تمر شهران منذ الحادثة ويحضر مالك الى بيت قمر .. كان ما زال يسير بمساعدة العكاز الا انه بدا افضل من اي وقت مضى ... كل هذا لانه يشعر بالسعادة بوجود قمر في حياته وعودتها اليه .. فبعد خطبتهما اصبح دائم الحضور لأهلها .. شعر مالك بالسعادة بينهم ووجد عندهم الجو العائلي الذي يحبه وبدورهم عاملوه وكأنه ابناً لهم ... وحدها ندى من ابدت مُعارَضتها له في البداية الا انها سرعان ما غيرت رأيها بعد رؤيتها لسعادة اختها وللحب الذي يجمع بينهما احضرت قمر له قطعة من الكيك كانت قد عملتها بنفسها من اجله مع كأس من العصير .. ثم وقفت بعيدة عنه وهي تبتسم قائلة :ـ الجميع غادر ليتركنا لوحدنا اشار لها بالجلوس قربه على الصوفا وقال :ـ اقتربي واجلسي هنا هزت قمر له رأسها رافضة وهي تبتسم قائلة :ـ لن افعل .. لا اثق بالجلوس قربك .. اصبحت وقحاً جداً معي ضحك مالك على كلماتها وقال عندما رآها قد جلست فعلاً بمسافة عنه :ـ يا لك من شريرة انت تعرفين انني ما زلت اجد صعوبة في المشي والا لكنت قد سحبتك نحوي مُجبراً اياك على الجلوس قريبا مني .. نظرت اليه وتذكرت الحادث .. ارادت ان تقول شيئاً الا انها صمتت لتظهر عليها علامات الحزن والتفكير فقال لها :ـ ماذا هناك حبيبتي ؟ ـ لا شئ ـ هيا حبيبتي اخبريني .. ألم نتفق انه لا توجد اية اسرار بيننا ؟ ترددت قليلاً ثم شجعت نفسها لتقرر سؤاله قائلة :ـ اردت فقط ان اسألك كيف حصل الحادث افتر ثغره عن ابتسامة واجابها :ـ وهل كل هذا التردد لأجل ذلك فقط ؟ ام انك تقصدين انني تعمدت ان اموت ؟ طالعته بقلق وبررت قائلة :ـ انا .. انا اسفة .. لكنني لا زلت اتذكر عندما قلت لي حينها انك لا تريد الحياة بعيداً عني ـ وما زلت لا اريدها بعيداً عنك .. لكن ان اذهب الى الموت بإختياري فهذا شي آخر.. تابع بعد فترة صمت يفكر فيها كلاهما بما حدث يومها وقال :ـ عندما ذهبت من عندك وانا اشعر باليأس من انك ستتزوجين وتتركيني .. توقف قليلاً عن الكلام واحس بما شعر به وقتها من حزن والم .. اكمل قائلاً :ـ كان اسوء يوم في حياتي .. ذهبت وانا اقود السيارة دون ان اركز حقاً الى اين اتجه .. كل تفكيري في ذلك الحين كان عنكِ انتِ ويبدو انني لم انتبه الى علامة ممنوع الدخول لاني فجأةً وجدت نفسي اسير عكس الاتجاه وسيارة النقل تتجه نحوي .. حاولت تفادي الاصطدام الا ان ذلك كان صعباً جداً .. لم اعي الا وانا لا استطيع اخراج قدمي .. والباقي تعرفينه ـ الحمد لله ان كل شئ انتهى على خير تنهد بعدها بملل وقال :ـ لكن متى يأتي اليوم الذي اتخلى به عن هذا العكاز اللعين لأستطيع ان افعل معك ما اريد واسته قمر بالقول :ـ لم يتبقى سوى اسابيع قليلة وتتخلص منه .. ثم فكرت قليلاً لتسأله قلقة :ـ هل ما زالت قدمك تؤلمك ؟ اجابها بصراحة :ـ تؤلمني قليلاً فزعت من كلماته وقالت وهي تقترب منه :ـ ولماذا لم تخبرني ؟ كل هذا بسبب حفلة عقد القران .. اخبرتك انه لا داعي لذلك وأنه من الممكن ان تؤذي قدمك مجدداً .. لكنك اصريت على ذلك ـ انا بخير لا تقلقي هكذا الحت عليه :ـ هيا فلنذهب الى الطبيب .. هيا قم ارجوك امسكها ضاحكاً وقال وهو يجلسها قربه :ـ لا داعي للطبيب .. انا بخير .. صدقيني مهما آلمتني قدمي فانا لا اهتم مطلقاً .. اشعر انها ضريبة رجوعك الي .. كل شئ لا يهمني عداك وضعت رأسها مستندة عليه وهي تتنهد بسعادة .. فكرت قليلاً ثم رفعت رأسها بعد قليل وقالت وهي تضربه على كتفيه قائلة :ـ ايها الكاذب .. انت تريدني فقط ان اجلس قريباً منك .. أليس كذلك ؟ ضحك مالك مقهقهاً وقال :ـ لن اخبرك الحقيقة ... صحيح لقد تذكرت .. لماذا دعوت سامي الى الحفلة .. ألم اخبرك انني لا اريده هناك قطبت قمر حاجبيها قائلة :ـ لكنه اخ علي .. من غير الممكن ان لا ادعوه الى الحفلة .. كما انه لم يتحدث اليّ مطلقا هناك اعترض مالك بالقول :ـ لكنه كان يراقبك طوال الحفلة ابتسمت قمر وكأنها تذكرت شيئاً مسلياً فسألها مالك بغيرة :ـ لماذا تبتسمين ؟ اجابته قمر :ـ لأنني تذكرت الفتاة التي رمت عليه كأس العصير ـ لقد كانت جميلة جداً صاحت قمر غاضبة منه :ـ مالك !!!! ابتسم مالك وقال ويده تداعب خدها برقة :ـ انا لا احب ولا ارى فتاة غيرك .. فلا يوجد اجمل من حبيبتي تنهدت قمربحسرة :ـ اتمنى ان يقع سامي في الحب ـ حبيبتي لا تشعري بالذنب هكذا .. فالحب ليس بإختيارنا .. الا انني اعتقد فعلاً انه اعجب بتلك الفتاة .. كان هذا واضحاً عليه ايدته قمر قائلة :ـ نعم .. لقد بدا وكأنه وقع في غرامها .. لقد سمعت انه سأل عنها كثيراً في الحفل وحاول التحدث معها ـ ما يهمني ان يبتعد عنك .. فأنت لي انا .. هيا حبيبتي فلنذهب لغرفتك كي نأخذ راحتنا معاً هزت قمر كتفيها بدلال وقالت له :ـ كلا ـ قبليني اذن ـ مالك ارجوك ... قد يأتي احداً من اهلي ويرانا ـ حبيبتي ارجوك .. قبلتك تشعرني بالحياة ... وكأنها طعم الشهد ـ حسنا .. قربت فمها منه وقبلته بسرعة على خده ثم حاولت الابتعاد مغادرة الا انه سرعان ما امسك بها مقبلاً اياها بشغف فضاعت معه طويلاً .. اخيراً تركها بعد ان احتاج كلاهما للتنفس .. لكن بقيت عيون كل منهما معلقة بعيني الاخر . *************** جلست ملتصقة به على الصوفا تضع رأسها في حضنه بينما يداعب نادر شعرها ممسكا به ليقربه من انفه ويبدو عليه الاستمتاع الشديد .. ابعدت ريام رأسها قليلاً عنه وقالت :ـ لا افهم ما سر اعجابك الشديد بشعري اجابها نادر وهو مازال يرفض ابتعادها عنه :ـ من اول يوم رأيتك فيه وانا احلم ان ارى شعرك منسدل على كتفيك هكذا .. ان افتح ظفيرتك واداعب شعرك واشمه مثلما افعل الآن .. ارجعت رأسها على كتفيه مجدداً فاحتضنها بقوة .. فقالت :ـ وهل حققت احلامك الآن ؟ ـ كلا ابعدت ريام نفسها بسرعة لتسأله باستغراب :ـ كلا ؟ ـ احلامي هي ان تنامي قربي ويفترش شعرك وسادتي فآخذ حريتي بفعل ... قاطعته ريام بعد ان ضربته بخفة قائلة :ـ يكفي ارجوك .. لقد اصبحت جريئاً جداً ضحك نادر وقال :ـ متى سيأتي يوم الزفاف ؟ لم اعد اكتفي بعقد القران ـ لكننا عقدنا قراننا منذ شهر فقط .. هل لحقت ان تكتفي رفعها عنه قليلاً ثم اوقفها ليعود ويضعها على رجليه ... قربها منه بأن احاطها بيديه وقال :ـ لن اكتفي منك مطلقاً .. احبك .. دائماً .. لكنني ومنذ ان رأيتك قبل اشهر وانا احاول ان اسيطر على مشاعري .. لم اصدق انك اصبحت لي اخيراً .. حبيبتي دعينا نقدم موعد الزفاف فلم اعد اتحمل اكثر هزت ريام رأسها وقالت :ـ كلا .. اريد ان اتمتع كغيري بفترة خطوبة طويلة تنهد نادر وقال :ـ الصبر يارب .. ضحكت ريام بعدها لتعود الى احضانه من جديد ************ مشت سمارة على طول الشاطئ علها ترى زيد .. فقد اصبح البحر مكان لقائهم الخاص حتى لو لم يتفقو فيما بينهم على ذلك .. اخيراً لمحته جالساً لوحده .. كان يبدو عليه الهم والتفكير .. سارعت للإقتراب منه قلقة عليه .. تقدمت نحوه بخفة من الخلف خشية ان يراها .. وضعت يداها على عينيه وقالت بهمس محاولة قدر الامكان تغيير صوتها :ـ من انا ؟ امسك يدها مديراً اياها امامه وهو يقول :ـ ومن غير حبيبتي ضربت الارض بقدمها بدلال وقالت :ـ كيف عرفت ؟ دائماً تعرف من انا ... ابتسم بحزن وقال :ـ بت اعرف كل شئ عنك ... خطواتك ... عطرك ... طريقة كلامك .. همساتك .. كل شئ قطبت حاجبيها وجلست بالقرب منه قائلة :ـ ولماذا تقولها بهذا الحزن ؟ ـ سمارة .. انا احبك جدا إلا انني .. حثته على الكلام قائلة :ـ اخبرني .. إلا انك ماذا ؟ بدا مهموماً وهو يقول :ـ منذ ايام وانا افكر بمصيرنا .. لا اعتقد ان والديك سيرضو أن يزوجوك بشخصاً مثلي ... فانا لست من مستواكم المادي .. وضعت يدها على فمه مقاطعة اياه وقالت :ـ لا تقل ذلك ارجوك .. انا احبك .. وعائلتي باتو يعرفون جيداً كل شئ عنك .. عائلتك .. شجاعتك ... اخلاقك .. حتى انني سمعت اخي نادر قبل ايام يشيد بك وبذكائك امام عائلتي .. لقد قال بالحرف انه يتنبأ لك بمستقبل لامع وانه سيعرض عليك عملاً جيداً ما ان تُنهي دراستك اعترض على قولها :ـ لكن ما زال هناك فارقاً كبيراً بيننا امسكت يديه قائلة :ـ عائلتي لم يعودو يفكرو بتلك الطريقة .. انقاذك لي ذلك اليوم .. وما حدث لمالك وقمر كل هذا غيرهم .. وبصراحة لقد اخبرت امي قبل ايام بمشاعري نحوك اطرق زيد برأسه مفكراً ثم سألها بلهفة :ـ وماذا قالت ؟ اخبريني ارجوك ـ اممم .. لم تبدو لي ممانعة .. وقد اخبرتني انك شخص جيد .. لكن عليك اولاً ان تُنهي الجامعة وتعمل .. ثم نفكر بعدها بالخطوة القادمة امسك زيد يدها بين يديه بحنان وسألها :ـ وهل ستنتظريني ؟ انه وقت طويل قبل ان انهي دراستي واحصل على عمل واثبت نفسي لك ولعائلتك .. قاطعته قائلة بدفء :ـ سأنتظرك لآخر العمر .. أنا لا اتخيل حياتي بدونك .. انت هو من اريد .. منذ اول يوم رأيتك به عرفت انك ستكون مالكاً لقلبي ـ وماذا لو تقدم لك شخص ملائم وفيه كل المواصفات التي يطلبها والديك رفعت كتفيها بلامبالاة وقالت :ـ لا يهمني .. تنهد براحة وقال :ـ لقد ارحتني كثيرا .. منذ ايام وانا لا استطيع النوم بسبب افكاري هذه .. كنت قلقاً وانا افكر انه من الممكن ان يتقدم لك شخصاً اخر يكون مناسباً اكثر مني وتكوني زوجة له ـ كل هذا لا يهمني .. انا احبك انت وسأنتظرك لآخر العمر ـ وانا بدوري اعدك ان انجح كي اكون جديراً بك قربت نفسها منه وامسكت يده وقالت :ـ احبك زيد وسأنتظرك طوال حياتي امال رأسه بالقرب منها وقال :ـ وانا احبك ياروح زيد إنتهى الفصل التعديل الأخير تم بواسطة warda baghdadia ; 05-09-18 الساعة 10:19 PM | ||||||
|
| |
|
05-09-18, 11:14 PM
| #1376 | ||||||
| عضو ذهبي
| الخاتمة بعد خمس سنوات صباح جميل اشرق على الجميع حيث الجو بدأ بالتحسن معلناً انتهاء الشتاء لتحل نسمات الربيع الدافئة والتي تزامنت مع اشعة الشمس التي كانت تلوح في الافق . كما في كل يوم جمعة اجتمعت الصديقات الثلاثة مع العائلة حيث كل اسبوع يكون اللقاء عند مالك او نادر .. اليوم كان الملتقى عند مالك وقمر .. وبما ان الجو بدا ربيعيا قرر الجميع الجلوس خارجاً في حديقة المنزل وان يكون الغداء في الهواء الطلق . كان الجميع قد حضرو اليوم ومن ضمنهم خال ريام انور الحداد وزوجته نهى التي طمأنهم الاطباء انها اصبحت بصحة جيدة وانهم تمكنو من استئصال الورم نهائياً لكنه ما زال يسافر معها كل ستة اشهر من اجل القيام بفحص دوري للاطمئنان على وضعها .. بدا سعيدا بشفائها خاصة بعدما اخبروه الاطباء ان نسبة عودة المرض اليها مرة اخرى تكاد تكون معدومة ... حضر الغداء ايضاً كلّاً من عائلة قمر وريام مثل العادة الا انهم وكما في كل مرة يذهبون باكراً ما ان يطمأنو على اولادهم متعللين بالتعب والكبر .. اما والدي نادر فقد سافرا قبل ايام في رحلة استجمام الى الخارج ... بذهاب الاهل مبكراً يبقى الاخرون يتحدثون ويتسامرون حتى يحين المساء عادت ريام بذاكرتها لليلة امس حين خرجت مع قمر من ملجئ الايتام وتفاجأت عندما رأت سلوى امامها .. استدارت لقمر التي التفتت لها مستغربة ايضاً كانت سلوى تحمل طفلة بين ذراعيها وطفل اخر يقارب الثلاث او الاربع سنوات يمسك بتنورتها وهو يحمل لعبة في يديه تقدمت منهما وقالت بصوت متحشرج :ـ انا اسفة انني جئت اليكما بدون موعد الا انني اردت للاعتذار منكما لما فعلته في الماضي .. انا لا استطيع النوم وانا افكر بكل ما ارتكبته بحقكما .. ارجوكما سامحاني واريحا بالي حل الهدوء لفترة ثم اخيراً تطوعت قمر بالإجابة قائلة :ـ ما فعلته بنا من تشويه لسمعتنا ليس قليلاً ابداً .. لا يغفر بسهولة .. لقد عشت لايام طويلة اصارع فيها المرض والقهر والظلم مما فعلتيه عم الصمت للحظات بعد كلماتها .. قالت سلوى وهي تنكس رأسها الى الاسفل :ـ انا ايضاً عشت ظروفاً صعبة .. كنت ضحية زوجة الاخ القاسية والاخ ضعيف الشخصية .. ضروف حياتي واعتنائي بأمي المريضة جعلني قاسية حقودة انظر بعين الكره لكل شخص مرتاح لم يعش مثل ظروفي .. انا لا اقول انني لم اخطئ .. كلا .. انا اعترف بخطأي وذنبي لكني التمس منكم مسامحتي كي اعيش بسلام وراحة مع عائلتي .. انا لم اعد استطيع النوم منذ اشهر .. احاول ان انسى دون جدوى ردت ريام :ـ لكن لماذا الان ؟ ما حصل كان منذ عدة سنيين اطرقت سلوى برأسها واجابت بخجل :ـ منذ ان ولدت ابنتي وانا لست مرتاحة .. اخاف ان يحصل لها ما فعلته بكم .. اشارت بعدها الى سيارة متوقفة بعيداً عن المكان وقالت :ـ ان ظافر هناك يجلس في السيارة بإنتظاري وهو يخجل ان يأتي اليكم لطلب السماح .. ارجوكم سامحوني .. بل سامحانا انا وهو .. الحياة غيرتنا كثيراً فجأة اخرجت من حقيبتها كيس متوسط الحجم وقالت :ـ هذا هو المبلغ الذي اخذناه من جراء بيعنا للمشروع .. لم نعد نريد ان نعيش بمال حرام .. نريد ان نربي اولادنا على المال الحلال .. ثم تحشرج صوتها واجهشت بالبكاء نظرت قمر وريام احداهما الى الاخرى وردت ريام اخيراً :ـ انت قلت بنفسك انه مال حرام .. مالذي نفعله به اذن توسلت سلوى اليهما وقالت :ـ ارجوكما ضعوه في اي مكان يستحق .. اي مشروع او لأي شخص يحتاج للمساعدة .. لقد علمت انك مسؤولة عن هذا الدار .. لماذا لا تأخذي المال وتضعيه في اي شئ يحتاج اليه الصغار ردت قمر بتأثر :ـ حسناً سنفعل بكت سلوى من سعادتها وقالت :ـ شكراً لك .. وانت ريام ؟ ـ اذا كان الله يغفر الذنوب والخطايا فمن اكون انا كي لا افعل غصت سلوى بالبكاء مجدداً وقالت وهي تبدو غير مصدقة :ـ هل هذا يعني انكما سامحتماني حقاً .. حتى ظافر .. تطلعتا اليها وقالتا تقريباً بصوت واحد :ـ نسامحك ونسامح ظافر جلست تبكي من تأثرها .. الا انها صمتت بعد قليل حين استمعت لبكاء ابنتها الصغيرة وقالت بسعادة :ـ لقد ارحتما بالي .. اشعر وكأنه شيئاً ثقيلاً قد انزاح من على صدري .. شكراً لكما كثيراً .. يجب ان اذهب الان ـ انتظري .. قالتها ريام فتوقفت سلوى واستدارت نحوها تستمع اليها :ـ هل انت سعيدة ؟ انا اسفة ان كنت قد اخطأت بتزويجك من ظافر بهذه الطريقة ابتسمت لها سلوى وهزت رأسها قائلة :ـ شخص مثلك لا يجلب سوى الخير .. حتى وان كنت تريدين الانتقام منا وقتها .. لكن هناك اشخاص في هذه الحياة مهما فعلو لا يكون الخير الا بهم وعن طريقهم وانت من هذا النوع .. كان الامر صعباً في البداية لكن حين نعاشر شخص في بيته ومع عائلته سنعرفه بالضبط ونفهم حقيقة شخصيته واخلاقه .. احب ظافر الان .. احببته حين رأيت تصرفاته مع امه واخته .. لم يتخلى عني بعد ان طردني اخي من بيته .. لقد اهتمت اخته وامه بي كثيراً .. شعرت انني اعيش مع عائلة حقيقية .. حتى امي توفيت وهي سعيدة .. لقد رماها اخي وزوجته عندي بعد سنة واحدة من زواجنا .. لكن عائلة ظافر اهتمو بها وكأنها من العائلة .. على الاقل حين ماتت امي كانت مطمئنة علي .. شكرا لكما .. يجب ان اغادر الان بعد مغادرتها قالت قمر بصوت حزين :ـ سبحان الله الذي يُغير ولا يتغير .. ما رأيك ان نشتري ملابس صيفية وعدة العاب لأطفال الدار فسيفرحون كثيراً ابتسمت لها ريام وقالت :ـ وانا فكرت بذلك ايضاً ثم تحركو بإتجاه السيارة وبدأتا تتحدثان عن دار الايتام الى ان قالت قمر وهي تتنهد براحة :ـ الحمد لله على وجود ام فاطمة هناك لتشرف عليهم .. فهي تعرف كل ما يحدث وتخبرنا به قهقهت ريام ضاحكة وقالت :ـ ان الجميع يخافها ويحبها في وقت واحد .. لكنها خير من استأمنها عليهم ـ وكيف لا تفعل وانت كنت اول من ساعدتها على الشفاء .. وبعدها مالك الذي فعل ما بوسعه من اجلها .. ـ حمداً لله انها تعافت نهائياً بفضل الله واصبح لها عملاً في الدار يعينها على صعوبات الحياة ومتطلباتها نفضت ريام عنها ذكرياتها بعد ان رأت قمر قادمة نحوها لتجلس بتعب بالقرب منها وهي تقول :ـ متى الد هذا الطفل كي ارتاح .. اشعر بإرهاق كبير اجابتها ريام مواسية اياها :ـ حبيبتي كلها ايام قليلة وتلدين طفلك .. اضافة ان هذا ليس طفلك الاول تأففت قمر وقالت :ـ اشعر ان ملك ما زالت صغيرة .. كنت اتمنى ان تصبح اكبرقليلاً قبل ان انجب طفلاً اخر .. لكن مالك يصر عليَّ ان انجب طفل اخر .. ضحكت ريام وسألتها :ـ ماذا قال هذه المرة حينما علم بانك حامل بصبي ابتسمت قمر بحب لتذكرها مالك حين اخبرته بجنس الطفل .. كان يصر عليها ان يأتي معها للفحص الا انها قررت ان تفاجئه هذه المرة .. فقالت :ـ لقد فرح جداً حينما علم بذلك .. فهو يقول دائماً ان ملك تحتاج لأخ يحبها ويحميها حينما تكبر .. انه يحب الاطفال كثيرا هزت ريام رأسها بتفهم وقالت :ـ افهم وضعه تماماً .. لا تنسي ان مالك كان طفلاً وحيداً لذلك هو يتمنى عائلة كبيرة .. اعترضت قمر بالقول :ـ لكنك لم تكوني وحيدة تماماً بوجودنا .. أليس كذلك اومأت ريام برأسها موافقة وقالت :ـ بالتأكيد .. الا انني اتفهم وضعه فوالدي نفسه طلب مني ان انجب عدة احفاد اليه فهذا اقل شئ افعله من اجله .. اخبرني انه لطالما تمنى ان احظى بعدة اخوة .. اندهشت قمر لتسألها باستغراب :ـ ولكن .. محمد وآية مازالو صغاراً .. تابعت قمر حين لمحت تعابير ريام الهادئة وقالت :ـ لا تقولي انك حامل مجدداً ـ لست متاكدة حتى الآن الا انني اظن ذلك احتضنتها قمر مهنئة وقالت :ـ الف مبروك .. من الرائع ان يتربو اطفالنا سوية ـ شكراً لك .. صحيح لماذا لم تأتي ندى اليوم ـ لم تستطع ندى ان تحضر مع زوجها واولادها والسبب ان زوجة سامي قد انجبت اليوم تؤام من الصبيان لذلك فقد ذهبو جميعاً للتهنئة مازحتها ريام بالقول :ـ ما زلت اتذكر سامي .. الان يبدو وكأن زمناً طويلاً مضى منذ ان طلبك للزواج ضحكت قمر وقالت :ـ الحمد لله انه وجد الحب الحقيقي .. لقد تنبأ له مالك بذلك منذ حفلة عقد قراننا .. اخبرني قبل فترة انه ارتاح اخيراً منه ضحكت ريام بسعادة بينما تتجه عينيها على نادر تتأمله بحب وتجيبها قائلة :ـ انه يغار عليك ... تساءلت قمر قائلة :ـ وكيف حال يوسف وهالة ؟ ألم يأتيا حتى الان من السفر هزت ريام كتفيها واجابت :ـ يقول نادر ان هذا حاله دائماً .. يفتح فروعاً لشركته في الخارج ثم يضع من ينوب عنه وبعدها يعود الى البلد فكرت قمر قليلاً ثم قالت :ـ لولاك لما تعرف على هالة التفتت اليها ريام وقالت وهي تضع يدها عليها :ـ ألم اخبرك سابقاً ؟ اااه يبدو انني قد نسيت .. لقد اخبرني نادر انه كان قد التقاها سابقاً ..... واكملت لها القصة قطبت قمر حاجبيها سائلة :ـ لكنهم تأخرو كثيراً حتى تزوجو هزت ريام رأسها بموافقة على كلامها وقالت :ـ نعم فقد اشترطت عليه ان يكبر اخويها قليلاً قبل ان تتزوج ... تابعت بعدها ضاحكة وقالت :ـ المسكين لقد صبر عليها كثيراً فقد اخبرني نادر انه اتصل به احد الايام طالباً مساعدته بالتقرب منها ضحكت قمر ملء شدقيها وقالت :ـ الحب وما يفعله بالبشر تنهدت ريام براحة وردت :ـ من كان يتوقع اننا سنعيش كل هذه السعادة ـ الحمد لله .. يبقى فقط ان يتزوج زيد وسمارة ... اجابت ريام :ـ كم انا فخورة بزيد .. لم اتوقع انه خلال سنوات قليلة فقط استطاع بناء نفسه وان يصل بالشركة الى هذا المستوى امسكت قمر يد ريام وقالت :ـ كل هذا بفضلك .. انت من دعمتيه منذ البداية .. هزت ريام راسها لها وقالت نافية :ـ كلا ..هو من استطاع ان يحقق ذلك النجاح .. اعترضت قمر بالقول :ـ لكنها كانت فكرتك ان يكون له جزء من الارباح السنوية للشركة ـ شخص بذكاءه لا يمكن ان يكون عمله لقاء راتب عادي فقط .. صحيح انني سلمته الشركة ليديرها الا انه استطاع النجاح لوحده ايدتها قمر بالقول :ـ منذ استلامه للمناقصة في شركة ( ؟ ) العالمية وهو يخطو بنجاح ... بالمناسبة اين هما ؟ لقد تأخرا جداً ـ اتمنى ان اعرف مالذي ستقوله سمارة حين تعلم بمفاجاة زيد قاطعتها قمر :ـ لقد اتو اخيراً سلم الجميع عليهم وجاءت سمارة راكضة اليهن وهي تبكي قائلة :ـ لماذا لم تخبروني احتضنتها قمر وقالت :ـ انها لحظة زيد .. كيف نفسد عليه مفاجأته لك جلست سمارة وهي تقول :ـ كم احبه ... التفتت بعدها الى ريام وتابعت :ـ ايتها الخبيثة .. طوال هذه الفترة وانتي تسأليني عن شكل التصميم الذي اريده لبيت احلامي .. كيف كان لي ان اعلم انك تقصدين بيتي ... شكراً لك سألتها ريام وهي تمسك بيدها :ـ هل انت سعيدة ؟ اجابتها سمارة بابتسامة :ـ جدا .. لم اكن يوما اكثر سعادة ... كما انني سعيدة جدا انك اخترت موقع الفيلا قريباً منكم وفي نفس الشارع قاطعتهما قمر قائلة :ـ ارى ان زيد يريد التحدث للجميع .. التفت الجميع اليه واغلبهم يعرفون عن ماذا سيتحدث .. فقال زيد بإبتسامة :ـ في الحقيقة انا اشكركم جميعا لما فعلتموه من اجلي ... ايمانكم ودعمكم لي جعلني اعمل بجهد حتى اكون عند حسن ظنكم بي ... سمارة .. اعلم انك انتظرتيني طويلاً وآمنت بي .. اتمنى ان تكون مفاجأتي لك اليوم قد اعجبتك ... كما انني اتمنى ان تكون مفاجأتي الاخرى ستعجبك ايضا التفتت سمارة مستغربة من كلامه وما عناه بالمفاجاة الثانية ... تقدم نحوها وسلمها ظرفاً صغيراً طالبا منها ان تقوم بفتحه ثم عاد لمكانه ناظراً اليها ... اخذته سمارة وهي تحاول ان تتنبأ بمحتواه الا انها ما ان قرأت الورقة والتي كانت عبارة عن بطاقة زفاف تحتوي على اسماءهم وعليها تاريخ الزواج والذي جعله يصادف في عيد ميلادها حتى عادت سمارة للبكاء مجدداً وذهبت اليه راكضة واحتضنته قائلة :ـ احبك .. اعشقك .. اجابها وهو يعتذر منها محتضناً اياها :ـ بل انا من اعشقك ... صحيح اننا قد عقدنا قراننا منذ عامين الا انني اعتذر كثيراً لأنك انتظرتني طويلاً صاح نادر به قائلاً :ـ يكفي زيد .. اترك اختي .. لن اسمح لك بإحتضانها في فترة الخطوبة .. ايده مالك قائلاً :ـ هذا صحيح انتظرو حتى موعد الزفاف رفعت كلا من ريام وقمر حاجبيهما وقالتا بصوت واحد :ـ ولماذا لم تلتزمو انتم بهذه الشروط ... ام ان الامر يقتصر على زيد فقط وقبل ان يجيب احداً منهم جاءت ملك راكضة لقمر وهي تبكي قائلة :ـ ماما ان محمد يلاحقني دائماً وهو يجبرني على حل شعري .. أجابها محمد بطريقته الطفولية :ـ ولكني اكره الظفيرة ... احب ان ارى شعرها منسدلاً على اكتافها كي العب به التفتت ريام الى نادر وقالت ضاحكة :ـ من شابه اباه ... ضحك نادر على كلماتها واجلس ابنه في حضنه وقال :ـ ولدي الغالي الذي يشبهني ويحمل جيناتي الرائعة اخذ مالك ابنته وحملها عالياً وهو يقول :ـ دع ولدك يبتعد عن ابنتي .. سوف لن تنفعه جيناتك الرائعة ... بل عليه ان يثبت لي انه يستحقها فعلاً .. ضحك الجميع على كلماته واستمرت الاحاديث الى وقت متأخر من المساء في جلسة يسودها التفاهم والحب . انتهت التعديل الأخير تم بواسطة warda baghdadia ; 05-09-18 الساعة 11:42 PM | ||||||
|
| |
|
05-09-18, 11:18 PM
| #1377 | ||||||
| عضو ذهبي
| في النهاية اقول انا لست كاتبة بل مجرد هاوية احببت ان اخوض غمار التجربة والحقيقة لقد تعلمت الكثير منها فأن تقرأ وتكتشف وتنتقد اخطاء الاخرين في الكتابة شئ وان تكتب وتكون الناقد لنفسك بذات الوقت فهذا شئ اخر شكر لمتابعيني واتمنى ان تكون روايتي قد اعجبتكم شكراً لكل من دعمني وشجعني وقرأ لي شكراً لكل تعليق ولايك وحضور ونقد اشكر جميع المشرفات لما قامو به من مساعدة وخاصة غاليتي وحبيبتيUm soso دمتم بخير | ||||||
|
| |
|
05-09-18, 11:21 PM
| #1378 | ||||||
| عضو ذهبي
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 60 ( الأعضاء 17 والزوار 43) warda baghdadia, Znnno, منيتي رضاك, Nourbarbar, ملك بيتي, باسم محمد ابراهيم, lucyman, هبوش 2000, fazh, cersten, dr kareem, درة البحر2, Iman-H-Alakurt, Immortal love, kittyhala, بنت الورد+, أناقه فتاه | ||||||
|
| |
|
05-09-18, 11:47 PM
| #1379 | |||||||
| عضو ذهبي
| اقتباس:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته الف شكر حبيبتي على مديحك ورأيك في الرواية منورتني يا غالية  | |||||||
|
| |
|
06-09-18, 12:01 AM
| #1380 | ||||
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 75 ( الأعضاء 32 والزوار 43) رانيا مصطفى, shoter1, Gigi.E Omar, Nourbarbar, missliilam, cersten, Fatimafo, رحمة هشام, عاشقة من فلسطين, zezo1423, halimayhalima, nada mbrk, ملك بيتي, سماح الطيبة, kittyhala, Popolh, سحرمجدي, غرام العيون, عكروكه, منيتي رضاك, darling, ghanyarji, Immortal love, imane mona, Reemo.B, باسم محمد ابراهيم, هبوش 2000, fazh, dr kareem, درة البحر2, Iman-H-Alakurt, بنت الورد | ||||
|
| |
 |
| الكلمات الدلالية (Tags) |
| romance story |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
26Likes
العرض العادي
