آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
17-06-18, 04:44 AM
| #1 | ||||||||
| نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب  
|  ,,العَتَمـةـْ(1) سلسلة رئحة الموت * مكتمله * العتمة ..,,(1) غلاف اهداء من rewaida  كنتُ أسمعُ نهيجكِ اللاهث خلفي .. كنت أدري أن دموعكِ تكاد تخنقكُ ,, لكني أمنعتُ صمتاَ لأدقَ بحروفيْ الخرساءُ حلقيْ المتشنجْ بكل الكلامِ الذي أردتْ دفعهُ في عيناكِ البنفسج,, عل بعض من غفرانكِ يمسني بعدَ هذا العذابْ,, حملتْ حقيبتي من أعلى خزانتي كما رغبتُ دوما لـأسافرـ....لكن شعور المرارة تفافم بلسانيْ؟؟ فصمتُ |||......... ..لم أشأ يا أمي أن أبكي و حان وقتُ الرحيل ,, لم أشأ أن أخسر شيءْ من رجولتي ْ لأذرف شيئاً من صمتيْ ملحاً باهتِ اللونِ,, كطفلٍ يكادُ أن يفقدَ والدتهْ لأنهُ كانَ فقطْ "سيء الطباعِ",, ...... ليتني شئتُ يا أميْ.. ليتنيْ ما رحلتُ و خلفيْ كل ذلكَ الشوقُ لك؟. ليتَ الطريقُ لفظنيْ لكِ ,, و ليتِ خطوطِ المحبةِ جمعتِ ألوان أحلاميْ الكبيرةُ أنذاكْ فجعلتْ لها إطارٌ أنت عنوانهُ,, ||||........ لملمتُ تلكَ الأشياء القليلةَ التي اشتريتْ,,,قميصٌ ابيضُ كخطاياي التي دوماَ ما منحها حبكُ لي كل البياضِ الكاذبْ.. سترة حكليةٌ لم تعجبكِ يومَ اشتريتها,, فقلت لي أنها " داكنةُ ",,,؟, (و يالا دكانةَ روحيْ حينما تركتكِ تنسجين الأمال الكاذبة ,, بعودةِ مذنبٍ لا يفغر لهُ "زلاتهُ العظيمة"؟,, إلا برصاصِ باردْ ,,,) و كثير من الخذلان الذي حملت طول حياتيْ.. عشرونَ عاما من اليتمِ قضيتْ و بعض سنينِ من السعادة التي نسيتْ,,, و رحلتْ,, ............ رحلتْ...... كتائه تعلقَ قلبهُ بوطنِ ..لم تكن لأي خارطة في العالم مقدرةٌ بأن تحملهْ,؟ و لا لونِ أن يخطهُ؟ أميْ.... كيف لكِ أن تحبي الإبن الجاحدِ الذي كنتهُ مثل اليوم ..و دائما ؟؟ كيف لكِ أن تنتظري كل ليلةِ بعدماَ تغربُ شمس أملك و تفتحُ مقابرُ الأسى بعينيكِ و تنهارُ دموعُ القنوطْ لتحفرَ ألما لا تنتهيْ ذاكرتهُ بحنايا وجهكِ الذابلْ ,تحت شجرة بيتنا "عودتيْ"..؟ كيفَ لكِ أن تعديْ لي حساء "شوربة" التي أحبُ ليلة كل سبتِ .. لأنني أحببتها دوما ..أحببت الوقتُ الذي كنت أقضيهِ تحت أنظاركِ ألتهم فيها تلك "الشوربة" و أنا أشكو لك شكوى الكذب عن البرد الذي كان يقلتنيْ ؟؟؟...... فكيفْ؟.... ليلةَ سفري و أنا أجمعُ أشلاء حزنيْ المتناثرة ,, صرختِ أنني لن ارحلْ عنكِ,, سألتكِ باستخفاف "لماذا؟" و حقدٌ أجوفٌ يلمعُ بجبيني المتعرقٌ... كنت أكرهُ ضعفيْ ,,, أكرهُ الاهتزاز العنيف بضربات قلبيْ و أنا أرى ألمكِ.. أكرهُ اليتمَ الذي مثلنيْ خمس و عشرون عاما من العوزْ و الحاجةِ,,,, و أكرهُ أنني وحيدكِ, كنت أكرهُ كونكِ لم تنجي غيري يحملُ طموحكِ الجميلة ...و أحلامكِ البسيطةَ.... صرختِ بأنك لم تسمحي بتعب و شقاء عقود من الزمن يضيعُ فقط لأنني أريد المهجر؟؟ و رددت عليكِ بشعور متلبدِ أنني لم أبقى ؟؟ .......دستُ بحذائيْ الجلديْ بيتكِ للمرة الأخيرةِ و صوتك يجلدنيْ ,, و أنا أرحلْ أرحلُ و أرحلُ ......ثم أرحلْ.... فصول الروايه الفصل الاول .... اعلاه الفصول من الثاني للسادس .... بالاسفل التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 23-06-18 الساعة 12:29 PM | ||||||||
|  |
|
17-06-18, 02:32 PM
| #2 | ||||||||
| نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب
| ..العتمـةَ...,,(2) غادرتُ الوطنُ ..أحملُ الخيباتْ و المآسي بحقيبةَ تهرىء قماشها ببضعِ خطواتٍ من البعدِ عنكِ ... غادرتهُ صغيراً ضائعاَ و في يديْ تذكرةُ عبورُ لعالمٍ من الجحيمْ... |||,,,,, خطوط السفرْ شلتْ يوم حملتُ بقاياَ رائحة وطنيْ في قميصي ْ المتسخْ بحنظلِ الغيابِ ...؟ و خرائطِ أحلاميْ تقطعتْ تحتِ أقدامِ الهاربينِ أمثاليْ.., أولئك الذين سافرَ بهم القدرُ معيْ ,,,بعيداَ عنكِ؟؟... أولئكَ الذين فضلوا فرنساَ على جحيمِ وطنٍ بهتت ملامحهُ الأبيةَ ,,,؟ تلكِ الوجوه الحالكةَ.. و تلكِ الأمانيْ الشاحبةَ ,,,تلكِ الخطاياَ القاتمةَ,, تلكِ الأحقادُ الغائرة بالأجسادِ الخائفة.,, تلكِ الهمهماتُ المخنوقةَ,, تلكِ الأعناق المنخفضةِ ,, تلكِ الهمم المخذولةَ ,,و تلكِ الكبرياءُ المغدورة ِ,, كلهاَ كانتْ تدفعنيْ لأغادرْ دونما رجعةَ... أغادرْ و لازلتُ أفعلُ ذلكِ ... ||||||||.... أميْ ...أنا رجلُ فقد كل كرامة زرعتِ في بسجنِ حقيرٍ تحت أنقاض الصحاريْ الحارةَ.... حملونيْ مسؤولية كل هذا الوطنُ الغارقْ... وزر تلكِ الأياديْ السوادءْ...الـ هباب الأسودُ العالق بترابِ بلاديْ.... حملونيْ غيابِ الشمس ... و شح الأمطارِ ... هروبِ الطيور الحالمةَ... و اختناقِ النفوسِ.... حملونيْ يتمَ البيوتَ الخاوية... لطخِ الدمِ في جدرانهاَ .. حملونيْ الأرواح المقتولة,,, و الاعناق المذبوحة باسم الرب و الدينْ... علقوا بعنقيْ الموتىَ الشهداءَ...و باعواُ وطنيتي و غيرتيْ بجرائدٍ جرداء كالصحراء التي عذبوني فيهاَ طويلاً؟.. يتناول فيها الصحفيون أمثالي عني كل ما هو لعنةَ.. جعلوا مني قاتلا مأجوراً ... يقتلُ أحلام أطفالهم ْ,,, يغتصبُ نسائهم... يبيع وطنهمُ .. و يشتري الألمِ لأهاليهمْ.... لم اتحملْ يا أميْ ... لم أتحملْ أن يشقَ صدريْ بعصي من حديدِ,,, لم أتحملْ أن يخطواَ على جسديَ آلاف من الندبِ التي لا تختفيْ,,, كرهتُ تلك الزنزانة الحقيرة َ...كرهتَ وجوه الشباب الميتة َ... كرهتُ أن أرى كل يومَ ..يسقطُ رجل شريفٍ أهلكتهُ الوطنية ْ... بينما هم يقتلونَ خارجاً ... فرحلتُ يوم أفرجوا عن ما تبقى منيْ... يومَ أطلقوا ما تبقى منيْ... رحلتُ يوم ودعتنيْ نسائم تلك الصحراء القاسيةَ...و لفحتِ بشرتي الشاحبة بأسواط من نارٍ.. و أنا رجل بحرٍ يهوى رياح البحر المتوسطْ...... سأرحلُ دوماً التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 21-06-18 الساعة 10:13 AM | ||||||||
|
| |
|
17-06-18, 07:58 PM
| #3 | ||||||||
| نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب
| ...العـتمةَ,,,,,(3) بالغيابِ جراح الوطن التي غادرنا بها ,, تبدو مظلمةَ نازفة .. كبيرةَ الوقعِ على الضمائر الحية التي تبقتْ,, بالغياب شعور اليتمِ كان يغرق عظميْ حتى القاعْ,,, يشردُ ما تبقى عالق بحنجرتيْ... و يسحقُ كل ذرةِ شوق إذا ما ازداد نشيجي يتعالى بصمت لاهث أصداء روحي ْ .. بالغياب كنت أنتظرُ ظهوركِ على أسلاكِ الهاتفِ,,, أبقى مرابط لساعات عندِ غرف الجلوسْ و سيجارة تلو الأخرى أحاول جاهدا أن أحشو بها بقايا الذكريات الكثيرةَ خلفي ... شظاياَ الانتظار التي تبقتْ كأمل ضعيفَ ,,, كانت تسقط منيْ كل يومَ يمضيْ,,,, لأن أميْ لم تشكيْ لي بعدْ...غربتيْ... إن الغربة صعبة على من مثليْ...عصيةَ على إدراكي حتى و أنا أتجول كل يوم بين أزقتها أنثر ضجريْ و أرسمُ أحلاميْ التي فقدتْ على طرقاتهاَ الصماءَ... ||... ..قط لم تكن خياريْ يا امي ْْْ.. ...قط لم تكن خيارَ أحبهُ.. كما أنت ,,و وطنيْ... لقد حلمت بك و بالوطنْ...حلمت كثيرا أني أضمك لي و هو على صدريْ..و يا لا دهشة كان يتسعُ لكما أنتما الاثنين ؟ رغم أنه من فرقنيْ عنكِ..؟؟ حلمتُ بالكثير ...حتى وجهك العاتبْ و يداك المتعبتانَ ؟.,,, شنجكِ العجيبِ كلما ارتسم والديَ ماثلا أمامك في هيأتيْ,,و صوتكِ المحملِ بألف من أطيافِ الحنوِ.... أنظري ما فعلوهُ ب "رضوانَ" ...؟ قيدواُ ولدكِ لبلادِ باردةُ كئيبةَ.,,, أسكنوني بيتَ خشبيَ كرهتُ فرنسيتهُ البحتةَ..,, و طلبوا مني التزام الصمتِ كفضيلةٍ ,,,,و إلا ما لي غيرُ أن أعود لتلك الزنزانة المرعبةَ.... لستُ أخاف ...لم أكنْ لأخاف منهاَ ..؟. اتذكرين يوم وقعت من أعلى شجرة البيتَ ..فتكسرتْ كل عظامي تحت الأرض الصلبة َ ,,,أخبرت و انت تسرعين بي للمشفى أنني لن أخافَ الألمْ,,, و قد كنت محقاَ ,,,؟ ......... جاء اتصالكِ يوما خاطفا كالريحِ ...محملا بجمود و حقدٍ غريبْ.. صوتكِ كان منخفضا النبرةَ ميت الشعورْ ...و ذبذبات الضجيج القادمة من بعيدَ أعلمتني أنك لم تكوني بالبيتْ,,, -رضوانْ أنا في جنازة صديقكِ محمدَ ,,, لقد قتلَ صباح اليومَ بمقر عملهِ,,, أحببت أن أخبركَ عنهْ ,,لأنه تلقى الرصاصة الخطأ و هو في مكتبكِ ,,,كان يجب أن تموت أنت لا هو ,,,, هكذا كان جفاءكِ يحمل لي خبراً مثل هذاَ ...هكذا حملتنيْ موت صديقي الصحفيْ ؟,,,, تصببتُ ظلمة و أنا أسمع نشيجاً باكيا لوالدتهِ "زهيةَ",,, محرقاً و مؤملا بقدرِ كل الالم الذي حفر جب لا ينتهي عمقهُ بكيانيْ... و أظلمت دنيتيْ من جديد ,,,حينما أشهد سقوط رجل آخرْ.. التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 21-06-18 الساعة 10:13 AM | ||||||||
|
| |
|
18-06-18, 02:17 AM
| #4 | ||||||||
| نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب
| ...العـتمةَ,,,,(4) السـاعـةـ الحـاديةـ عشرْ..... تتراقصُ الستائرُ أمام البدر الواجمِ ..و أنا أرقبُ ارتجافها العذريْ,... ||..... تتهامسُ النسائمُ الهاربةُ من خلال الشق الطولي لنافذتيْ ,,, فتعبرُ دافئةُ عبقةُ الشذى برائحة التراب المبللْ.... و أنا أزرعُ رأسي في الأرضية الباردةَ.... ||.... يختنقُ حلقيْ و تتيبسُ عظامي المتراصةُ فوقَ جسديْ.... يضربُ صوتكِ الباكي يومَ رحيلي أعصابي النازفةَ.....,,, و الغصة الكريهةَ تتصاعدُ داخلي مُرةَ مرة و عذبةَ مرةَ,,,,,... كنتُ أظلمُ شعوراً ... روحيْ التي تنازعُ الخواء الكبير ,,, ذلك الذي أخذ يتجذر داخليْ بصخب و عنفْ.. غربتيْ تحاوطني من كلِ نافذة أقفُ أمامها َ...,,, و أوراق الذاكرةِ تحترقُ بحرارة الدموعُ التي كنت أقمعْ...مات صديقي يا لا الأمر الجلل؟؟..... مات رجلُ آخر من حياتيْ الفارغةَ,,, تركنيْ أنازعُ شقاءَ الوجودِ لحاليْ.... مات و رسائلهُ الحبيبةَ لم تصل بعدَ إلى منفايْ.... كم كنت يا أمي قاسيةَ مساء موتهِ...,, كم كان لك من صوتٍ و أنت تزفين لي شهادة رفيقيْ,,, و انت تضعينهُ محليْ,,,, أيعقلُ أنني كنت سأموت برصاص باردَ..؟ تشابهتُ كل تلكِ الأيام التي مرتْ فوق صفحة وجهيْ .. ذبلتْ ملامحي و اختفى الكبرُ و العلياء ...انطفأت نفسي تماما و أظلمتْ عينايَ دفعة واحدة دونما سببَ... تثاقلتْ خطواتيْ ,,فلم أعد أملكُ شيءً يا أميْ غير شوقٍ معذب لكِ.... نشيج ميازيب المطرِ يؤرقنيْ,,, و نوميْ قد أصبح متقطعاً أترينَ أي رجل أصبحتُ.؟؟...... توالت اتصالاتك الجافةَ علي طوال السنة التي أمضيتَ ,,,تخبرينني بتفاصيل مملة و أخرى قاسيةَ....تزرعين الشك في داخلي كلما تحدثت عن " أمالَ" ... تتحدثين باقتضاب عنها و كأنما لا تعرفين أنها المرأة التي أحببتُ ..كنت أهمس بصوت مخنوقٍ خذل -هل هي بخير يا أميْ... -بخير الحمد لله ,,,, كنت أسال مرارا ,,,و تكرار تعطيني نفس الجوابَ,,, الحلقة المفقودة بصوتكِ جعلتني أهاتفكِ كل يومَ ..أسألكَ ملهوفٍ إلى خبر ما ... تمنعتِ طويلاَ و كان لصمتكِ عبر الاسلاك الناقلة َ ,,وقعٌ شديدُ على صبريْ... صرخت مرة فيك يائسا قانطَ ...طلبتُ منك لا تزيدي وجعي بجفائك,,, بكيتُ بحرارة و نفسي ينطبقُ خاسئا فوقَ رئتيْ,,,, فلم ترحميني يا أميْ ,,,حتى و أنت تنفجرين بالبكاء مثليْ,,, -إنها أحسن مما على يرام ,,,, ستعتادُ الوضعْ.... - ما تقصدينهُ ألم أخبركِ أن تجعليهاَ تهاتفنيْ كلما مرت عليكَ صباحاَ ...؟؟. - لم تعدْ تفعلَ ذلكْ... -هل لا زالت غاضبة منيْ لرحيلي المفاجئ.... -و هل تكون الوحيدة التي يهمكَ انزعاجها ؟؟... -امي., -لا بأس ...هي لم تعد تملكَ ترف الانزعاج منك,,,, -ما تقصدين يا أميْ,,, أنت تخفينَ شيء... - أجمدتْ الغربةُ ذكائكَ ,,,أمال تزوجتَ و تنتظر طفلها بدلا من عودتكِ البائسةَ,,,, و ماتَ الرجلُ الذي داخلي ,,,سقط آخر مات العاشقُ الذي كنتهُ و الذي لم يأخذوه مني باسم الوطن في سجنيْ... فما تبقى لي غيركِ يا أميْ ,,, التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 21-06-18 الساعة 10:14 AM | ||||||||
|
| |
|
18-06-18, 03:32 AM
| #5 | ||||||||
| نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب
| العـتمةَ...,,(5) أنظرُ لانعكاس بقاياَ روحيْ القلقة على المرآة ,,,,,أبدو شاحباً هزيلا كرجلِ أكلهُ القلقُ و استبدَ فيه خوف الفقدانْ,,,, كرجلٍ لفظهُ الوطنُ بعيداً ,,,بعدما كان له ,," كل شيءْ" ,,, رجلٌ حملوهُ كل كتاباته الفخورة فوق جبينهِ عاراً و أرسلوا به لسجن في صحراء جافة ثم لبلاد غريبةَ كئيبةَ,,,, رجلٌ قُتل بكل يومِ عاشهُ صحفيْ يكتبُ الغبن و السقوط ْ,,, يلعنُ جهرا الحربَ الأهلية ,,,و يلعقَ سراً جراح وطنه بالشعرِ و الخواطرِ,,,, ترتجفُ أطرافي برداً لكني أمعنُ في صورتيْ و كأني أبحث عن مفقود لم يسقطْ مني بعدَ ,,, سحنتي الحالكةَ تزدادُ بؤساَ ,,,,و ملامحيْ يحفرُ شيء فيها يشبهُ الوجعَ.. لكنهُ أصبحَ جزءا منيْ,,,, أعصابي و رغم برودتها أحسبها تتمددُ و تتقلصُ غضباَ شاحب الشعورْ.... كنت قد امضيت أياما أحاول فيها أن أصل لكْ.,, لم تردي على واحدة من اتصالاتك ,,, أصبحتُ أكرهُ صوت الانتظار الذي أضاف خطاَ آخر من الشقاء لحياتيْ,,,, تفتكُ بي الظنونُ ليلا و نهاراً ..و أكرهُ كونيْ عاجز على العودة َ ,,,لأنني أخاف الموتَ كثيراَ... عيناي الخضراوين ..اخذ الأرق ينسجُ فوقها صفحات من الجوع لكِ اميْ,,, صدري المليء برائحتكِ الزكيةَ يذبل و ترتخي عضلاتهُ المشدودةَ...أنحفُ أمام ناظري و يغور اللحم بعظاميْ الهزيلةَ,,,,, كم أحتاجُ أن أضمكِ لي يا أميْ,,,, صوتُ المياهِ الدفقةَ يبعث دوما في ما يشبهُ الارتخاء لكنني عبثا وقفتُ تحتهاَ أرتجفُ خوفا لا برداً كما ظننتُ,,,, جاءني صوتكِ بعدها بأيامِ طويلةَ ,,,بأيامِ ضنينةٌ كلفتنيْ مئات من السجائر المحروقة .... كان صوتكِ متعباً نازفاً ....و أنا كنت أكثر تعباً منكِ ... أخبرتني أنك مرضت فقررت تمضية أيام غيابكِ عني ببيتِ جديْ,,,, صرخت ملتاعا أنني كدت أن أموتَ رعباً من فكرة حدوث مكروه لكِ... -عندما سافرت لم تملك تلك الفكرة المرعبة عن حدوث مكروه لي فم الذي تغير يا ولديْ؟؟... -تغير كثيرا يا أميْ..., .......لم أعدْ أكتب شيئاَ منذ أن نفيتُ بصمتٍ إلى هنا ,,,أعمل نهاراً و أسهرُ ليلاً بإحدى حانات المدينة التي مكثت .. لم أكن قديسا يا أمي لأحب فقط أمال ,,,كانت الفرنسيات الشقراوات يحببن كثيرا عقدي و سحنتي العربيةَ,, , يتوددن لي كثيراً ...يمنحني الكثير من المزايا التي أثارت حسد الرجال هناَ.... و أنا لم أكن لأصدِ جميلةَ تنسيني حروق الجمر القابعةُ بجوفيْ,,,, ولا تطالبني كما طالبني الوطن و أنت و أمال .... كنت أصطحبُ كل فترة معي إحداهن لبيتي ,,,,و شعور الممل يفيض مني كل حركة منيْ... قط إحداهن لم تشبه أمال....؟؟؟.....لأنني لم أكن لألمس المرأة التي أحب أبداًْ....؟ رغم أنه أعرف كم يؤلمكِ أن أمارس الرذيلة بحجةِ الغربةَ,,,, لكن ما تبقى مني كان حاجتي الجسدية فقطَ.... ْ||||..... اتصلت بي في إحدى الليالي التي تكون فيها إحداهن جنب سريري ,,,في مهمة محددة لإخمادِ سأمي ,,,,,لم أرد على أول ثلاث رنات منك ِ.... كنت غارقا في نشوى الكاذبة َ,,,, لكن صوتِ ميلينا الضجر تضرعني لأرد على المتصل المزعجْ,,,, رفعت سماعة الهاتفِ لأذني ,,,صدمني صوتكِ الباكيْ,,,, و تقبض روحي شيء يشبهُ الموتْ,,, رفعت نفسي فوق سريري بصعوبة بالغةَ... كنت تقولين الكثير و انا أسعى لاهث متعرق الجسد لأفهم منكِ... طلبتُ منكِ أن تتصلي بعد ان تهدئي ريثما أحضر نفسي لسقطة أخرى .,و لأجد لألم جديد مكان في قلبيَ,,,, لكن قلتِ ما قتل آخر ما تبقى منيْ....و لم تمنحني فرصة لملمة أشلاء نفسي العارية أمام ميلينا ,,,, -لقد توفيت أمال أثناء مخاض الولادة ...ماتت و في بطنها طفل اشتاق العالمَ ... و ماتت رجلٌ آخر يومهاَ...لقد كان رجل أمال الخائنَ ,,,مت امام جسد مليينا المكشوفَ,,,, التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 21-06-18 الساعة 10:14 AM | ||||||||
|
| |
|
18-06-18, 04:12 AM
| #6 | ||||||||
| نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب
| العتـمةَ...,,,,(6) مرتْ سنتانَ ,,,,, الشارعُ امتلأ ضجيجا صاخباً ...هتافاتٌ و احتجاجٌ عنيف ,,, تتراص الأجساد الرجولية الغاضبةَ ...و قلبيَ يضربُ أسوار صدريْ فرحةَ ,,,, لقد عدت لوطني فجأة كما رحلتْ ,,,, لم أعلم ما حدث لي سوى أنني استيقظت صباح الأمس و في داخلي حاجة ماسة للتمردْ,,, شوق وطني غالبني ,,,و صوت أمي الرتيبُ كان يدعوني سرا للعودةَ,,,, لم تعدْ أمي غاضبة كما كانت مني أول الفراقْ,,,,, لقد تفهمت تماما عجزي عن رؤيتها تبكي جثتي المغدورة َ,,,,,تعرف أنني لا أهاب الموت ,,,و أنني مستعدٌ لتلقيهِ بصدر رحبْ ,,, و اصبحت تعرفُ سبب الهجرِ ,,,, أنني ما كنت لأتزوج أمال ثم أتركها تترمل بمجتمع تقطعت أحلامه في الأمان ..... و أنه ما كنت أعرض أحد من عائلتي لانتقام الإرهاب منيْ.,,,, كانت ساحة العاصمة ممتلئة ب أصحاب "السلفية" المحتجينَ,,,, طلاب الثانوية المشدوهين للأعداد الضخمة من المطالبين بالحكم و التاريخ.... النساء الخائفات الجاريات إلى بيوتهن ,,,الأطفال المرعوبين من المنظر الشديد العنف ,,,, كان المنظر مؤلما ممزقا لكل أحلام الجزائر الكبيرة إبان الاستقلال ...لكل تلك الشعارات التي طردنا بها فرنسا في مطلع الستينات....و التي أصبحت سلاحا لنقتل بعضنا البعض باسم الوطن في منتصف التسعينات ,,,, لم أخبر أنني سأعود يوم هذه الاحتجاجات العنيفة ,,,كانت لترفضَ فرصتيْ ... تعالت الأصوات الغاضبة ,,,,و تداخلت الوجوه حولي ,,,, كان هناك شجار دامي بين القوات العسكرية و بعض من المجموعات المخربة ...لم أشأ أن أقحم نفسي بين هذا البؤس ,,,كنت لأريد أولا لقاء أمي ,,, لكنني لمحتُ فتاة صغيرة تقف وسطهم,, تضم لصدرها حقيبتها المدرسية و تبكي .... ضاعت بين الزحام و هي تبكيْ ,,,تصدقين يا أمي تبكي مثلكِ تماماً,, يشحب وجهها و تنهار عيناها مغلقتان في دموع مدرارة .... ترتجفٌ عظام فكها الرقيقةُ ,,,,, مثلك تماما و انا رجل مزقته طوال ثلاث سنوات ملامحُ وجهك الباكية المتخفية عنيْ,,,, لم أتحمل أن تخفيها عني الأجساد الميتة تلك ,,,فهرعت نحوها أضمها لصدري ,,, تكور جسدها داخلي يصرخ بالخوف...,, الخوف الذي لازمني طوال حياتي ..... أبعدتها عن الزحام نحو منطقة آمنة,,,, لكن منظرنا لم يكن ليعجب النفوس المريضة ,, لم أتمكن من النظر في وجهها من جديد... فلقد اخترق صوت رصاص مسامعي ,,,كدوي طبول قوي,,,, رفعت رأسي نحو الشارع الأخر ,,رأيت ضباب كثيفا ,,,هبابا اسوداً ,,,, و تناثرت شظايا الرصاص لتصيب عيناي ..... آخر ما جربت يا أمي ,,,,, كانت العتمة َ,,,,, فقدت بصري بلمح البصر ؟؟....... أظلمت الدنيا حولي فجأة ,,,,و سال خط دماء ساخن عبر وجهي ,,,,, جزعتُ كثيرا ,,,و صرخت ألماً ,,, لكنني كنت مع موعد فقد آخر حينما اخترق شيء ساخن صدري ...مزق جلدي ولحمي,,,, و طارت روحي في السماء تشهد الموتَ من حوليْ ...... قبل أن أموت لمحتكُ في غمرة الظلام الذي أصاب عيناي ..... جميلة كما أحبك يا أمي ,,, .. كان ظلما أن أجرب العتمة قبل موتيْ,,,,, ........ رضوان _الجزائر (1995) الـعـتـمةَـ تمتـــ بقلم ماري الشام .... هذه القصة هدية لوالدتي حفظها الله لي التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 21-06-18 الساعة 10:15 AM | ||||||||
|
| |
|
18-06-18, 05:49 AM
| #7 | ||||
 
| ماذا عساني أقولُ؟! لوْلا أنكِ صديقتي وأنَّ الدعوة قدْ تُستجاب،لدعوتِ عليكِ!! أبكيتيني فجأة حتي أنّي لا أعلمُ ما أريدُ قوله! جزء ما بالقصةِ يذكرني بشيء ما لا أحبُ تذكره. "كانَ ظُلماً أنْ أجربَ العَتمةَ قَبَلَ موْتي,,,,,". ما أجمله من توقيع. حفظَ اللهُ لكِ الوالدة وحماها برحمتِه من كلِ شر  ...أشكرُها لأنها أنجبتْ قلماً مثلكِ ماري.لكنْ لديّ سؤال...لِما العام (1995) ؟! | ||||
|
| |
|
18-06-18, 11:38 AM
| #8 | |||||||||
| نجم روايتي ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي ومُحيي عبق روايتي الأصيل وأميرة رسالة من القلب
| اقتباس:
إيكاروس الجميلة لا أبكاك الله على غالي .... 1995 لأنها فترة التسعينات شهدت بالجزائر عشرية سوادء إختلط فيها الحابل بالنابل ,,,,و أخذ الأخ يقتل أخيه بسبب أو بدون ,,, العشرينة السوداء للجزائر رغم أنني لم أعشها إلا أن والدتي رحمها الله عايشتها بكل آلامها و جرائمها الفظيعة ,,,,, شكرا لمرورك ... | |||||||||
|
| |
|
18-06-18, 12:27 PM
| #10 | ||||
| نجم روايتي  
| كل سنهانت طييبه حفظ الله امهات المسلمين ورحم الله امي وامهات المسلمين وفي ابداع حزين تشكلت كلكاتك فجسدت معانة شعب وصرخة الم وبداءت بالرحيل وتعاقب الفقد حتي العتمه والرحيل الاخير وكم هوصعب اغتراب الانسان ف وطن وعن وطنه دعواتي لك ولوالداتك من انجبت مبدعة قلمها نابض بالحياة والالم احييك دومتي متميزة | ||||
|
| |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
.png)
العرض العادي
