آخر 10 مشاركات
في أروقة القلب، إلى أين تسيرين؟ (الكاتـب : أغاني الشتاء.. - )           »          عمل غير منتهي (85) للكاتبة : Amy J. Fetzer .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          1032- رجل صعب - كاي غريغوري -عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          1031 - الأمان في الحب - ساندرا فيلد -عبير دار نحاس* (الكاتـب : Just Faith - )           »          بركة الدار - (96)نوفيلا- بين جنون العشق وجبروت القدر - سما صافية*مميزة*كاملة&الرابط* (الكاتـب : سما صافية - )           »          عندما تنحني الجبال " متميزة " مكتملة ... (الكاتـب : blue me - )           »          409 - غدا لن ننسى - تريزا ساوثويك (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree229Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-18, 11:27 AM   #351

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي


ياسمين غرقت في عسل فريد، اكيد رانيا مش هتسيبها تهدد مكانتها،
لارا الحمقاء اتمنى أمير يقد في المقابلة دي يهز ثقتها في الموافقة
على خالد، اسيل تدلل وخلصي حقك بالكامل من طارق. يسلموووو
عالفصل الجميل


ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-18, 07:52 AM   #352

maekl

? العضوٌ??? » 362928
?  التسِجيلٌ » Jan 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,423
?  نُقآطِيْ » maekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond reputemaekl has a reputation beyond repute
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....روووووووووووعة الفصل وبمنتهى الجمال تسلم الأنامل التي خطت هذه الرواية الجميييلة وربي ميحرمنا منك ومن كتاباتك . براڤوا لأمير وأسلام لأتفاقهم والحد من خالد الوسخ ويارب يقدر أمير أن يميل مشاعر لارا أتجاهه..أيوه وأخيرا وقعت بالمصيدة ياأستاذ طارق في مصيدة حب سالي الجميل والذي سوف يحتويه أيضا ويارب تتعبوا وتذروا الويل مثل ما كانت تتمنى منه ولو لفتة حب … ومبروك لعلاء وزينة ورب يتمم عليهم وحمدلله على سلامتك ياليندا وربنا يعوضك بحب ينسيك حب علاء وترجع علاقتك مع والدك أجمل وأقوى …وأخيرا يارب تستر على المسكين ياسمين وتكفيها شر فري وزوجته … وسوف ننتظر الفصول الجاية ولي أحسها حيكون فيها أكشنات ووالرواية دتحلى أكثر فصل بعد فصل … وفقك الله ودمت برعايته

maekl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-11-18, 08:54 PM   #353

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي


مساء الورد
و اخيرا اسيل قررت تربي طارق و تعلمه الادب عشان يعرف قيمتها و الله عمها ده حتة سكرة
نشوى عرفت قيمة حياتها الجديدة وحيد و ولاده غيروا شخصيتها و تفكيرها
لارا و مقابلتها لامير يا ترى ممكن تديلو فرصة و لا الغباء هيشتغل و تاثير خالد اقوى من التفكير المنطقي
ياسمين واضح انها قررت تعيش حياتها و تنسى كل الوضع اللي هي فيه طالما مش بايدها اي حاجة


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
قديم 07-11-18, 10:27 PM   #354

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
Rewity Smile 3 star

فصل لايقال عنه
سوى انه مكتمل رغم المقطع القصير لكل شخصيه
لكن وفيتي حقه
اعجبتني اسيل وتلاعبها بطارق هي وعمها
واحببت مريم بتعاملها مع ليندا وكيف اجبرت والدها على
ان يكلمها
وتأثرت جدا باليندا ان شيئا بسيطا من والدها اثر بها هكذا
وعجيب والدها كيف يهتم بالجميع ويؤذي ابنته
بذنب ليس لها يد بهي بدل ان يحتويها واتمنى من زرجته الرائعه ان تجعله منتبه لابنته
وامير اتمنى لك كل التوفيق من كل قلبي
بصراحه رغم قد يقول البعض هذا شرير
لكن اتمنى عندما ينقذ امير لارا من خالد ان يتركها لكي تتعلم درسا ان ليس من يمطرك بكلمات فهو يستحقك
لااعلم كيف للنساء رجل له علاقات ويقول تركت الكل عندما احببتك
لا ياشيخ نزل عليك الوحي وراسن تبت
منتضري ابداعك وبالانتضار حبي😙😙
شكرا


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-18, 10:02 PM   #355

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الفصل الحادي و الثلاثون
نهض من جانبها ليدلف إلى حمامه ، تاركاً إياها تضم نفسها و .. ابتسامة غريبة على ملامحها !
خرج بعد فترة مرتدياً كامل ملابسه ، ثم وقف أمام المرآه ليتأكد من مظهره ..
وصله همسها المرتبك من خلفه : " سنغادر ؟ "
أجابها و هو ينظر لها عبر المرآة : " أجل ، انهضي و ارتدي ملابسكِ بسرعة ، لا أريد أن أتأخر " .
تمطعت في نومها ، ثم قالت برقة : " هل لي بطلب ؟ "
منظرها خلال المرآة وجسدها الشبه عاري يتمدد في دلال ، جعله يلتفت إليها و الشهوة تملأ عينيه .
تابعت بدلال و هي ترى نظراته لها : " فريد " .
توسعت عينيه بدهشة ، لأول مرة تنطق اسمه مجرداً .. دون أن تسبقه بكلمة ( سيدي ) !
ابتلع ريقه بقوة و قال بشبه ابتسامة : " ماذا تريدين ؟ "
استراحت في نومها و قالت برجاء : " هل يمكننا قضاء الليلة هنا ؟ "
رفع أحد حاجبيه بعدم تصديق ، ليقترب منها .. و يسألها بشك : " هل تريدين قضاء الليلة معي .. في شقتي ، حلوتي ؟ "
أومأت بدلال ، لتسيطر عليه رغبته مرة أخرى ..
فنزع سترته و قميصه و مال مقبلاً عنقها برقة ، و هو يقول : " أمر حلوتي " .
ليأخذها معه مرة أخرى إلى عالمه الخاص .
**********
صباح اليوم التالي
توقف بسيارته على بعد مناسب من منزله ، ليهتف دون أن يلتفت إليها : " ترجلي " .
عبست بملامحها ، فها قد عاد إلى ملامحه الجامدة و نبرته الجافة مرة أخرى ، بعد الحنان الذي أغرقها به ليلة أمس !
الغريب أنها لا تريد الإبتعاد ، تريد أن تكون قريية منه .. بداخل أحضانه !
مع أنها تكره هذا ، تكره أن تحب كونها فتاته الخاصة التي تلازمه دوماً في الفراش ، إلا أنها لا تستطبع السيطرة على نفسها و رغبتها به ، شئ بداخلها يدفعها لأن تكون بأحضانه !
تنفست بقوة محاولة السيطرة على رغبتها المستعرة داخلها ، إلا أنها لم تستطع ، فاقتربت منه .. دافنة رأسها في أحضانه .. تشتم رائحته بقوة .
ثم ابتعدت عنه و ترجلت من السيارة دون أن تحدثه أو تبرر له ما فعلته !
ملس على شعره بتشتت حالما نزلت ..
ما بالها ؟
كيف تغيرت هكذا فجأة ؟
هل تخطط إلى شئ من وراءه ؟
هز رأسه بقوة نافياً أفكاره ، فياسمين أضعف من أن تخطط و تدبر للعب عليه !
إذاً ما السر وراء تصرفاتها الجديدة تلك ؟
أ يُعقل أن تكون أحبته ؟!
همس بذهول : " تحبني ، مستحيل ! "
**********
دلفت إلى القصر ، لتستقبلها ميرفت .. مبتسمة بسخرية ، و تقول : " ها قد عدتي ، اذهبي و ارتدي ملابس العمل بسرعة " .
سارت ياسمين إلى غرفتها و هي تفكر أنها ألقت بنفسها في قصر ساكنيه غريبي الأطوار !
ففريد تارة يعاملها بحنو و .. تارة يعاملها بشدة و جفاء ..
و ميرفت تتعامل معها بغرابة ، و رانيا ..
احتل الخوف ملامحها ، و همست بداخلها : " إن اكتشفت أمري لن ترحمني " .
دلفت و ارتدت ملابس العمل الرسمية .. و التي تبغضها بشدة ، ثم خرجت و بدأت تعمل في جد ، حتى لا تنال تقريعاً من رانيا أو ميرفت .
شعرت بدوار مفاجئ يهاجمها ، لتتوقف فجأة عن العمل .. و تغمض عينيها بتعب .
جلست على أقرب مقعد ، مستندة برأسها على ظهره و مغمضة عينيها بخمول .
رأتها ميرفت على هذه الحالة ، فاتجهت إليها ببرود و قالت بسخرية : " ما شاء الله ، هل تحتاجين إلى كوب شاي سيدتي ؟
أم تفضلين فنجان من القهوة ؟
أعتدلت ياسمين في جلستها ، و حاولت النهوض .. إلا أن الدوار منعها من ذلك ، فهتفت بوهن : " أشعر بالدوار ، الدنيا تلتف حولي " .
سألتها بنبرة غريبة : " بالتأكيد ترهقين نفسكِ ، أخبريني .. ماذا فعلتي أمس و جعلكِ متعبة إلى هذه الدرجة ؟ "
توترت ياسمين عندما سمعت سؤالها و الخوف احتل قلبها ، فماذا لو علمت أنها كانت تشارك سيدها فراشه ؟
هتفت بكذب : " من الممكن أن يكون السبب أنني قضيت يوم أمس بأكمله أبحث عن إحدى صديقاتي " .
ضحكة خفيفة .. مستهزئة صدرت عن ميرفت ..
الحمقاء .. لا تعرف أنها على علم بأنها قضت ليلتها مع السيد فريد ، و لكن صبراً .. سيأتي يوم و تحاسبها فيه السيدة رانيا على كل أفعالها !
" كفى دلالاً و انهضي و تابعي عملكِ ، لسنا متفرغين لكِ " .
ترجتها ياسمين قائلة : " صدقيني سيدتي .. أنا أشعر بتعب شديد ..
هل يمكنكِ أن تعطيني ساعة راحة ؟ "
هتفت ميرفت بغضب : " أ نمزح يا ياسمين ؟ ، ألم يكن أمس يوم أجازتكِ ؟ ، أم ستأخذين كل الأسبوع إجازة و راحة ! "
نهضت على الرغم مما تشعر به ، فقد أيقنت أنها مهما قالت لن تحصل على رأفة ميرفت ، فذهبت و تابعت عملها بصمت .
ابتسمت ميرفت بتشفي ، و تحركت لتخبر رانيا عما فعلته .
**********
دلف إلى القصر بعد كثير من الوقت .. قضاه في التفكير و تحليل ما تفعله ياسمين ، و لكنه فشل في تخمين أسباب ما تفعله !
وجدها أمامه .. تنظف إحدى القطع الأثرية .. المولع هو بها .
كان سيتحاهلها و يتجه إلى غرفته ليبدل ثيابه و يذهب إلى عمله ، إلا أن ترنحها جعله يتوقف و يراقبها بدقة .
ليلاحظ أنها كل عدة ثواني تتوقف .. مغمضة عينيها و واضعة يدها على رأسها .
سار باتجاهها ، و سألها باستغراب : " ما بكِ حلوتي ؟ "
التفتت إليه بعيون شبه مفتوحة ، و همست بتعب : " لا شئ سيدي ، أنا أعمل و فقط " .
نبرتها جعلت الخوف يتسرب إليه ، فمن الواضح أنها ليست بخير ..
هتف بنبرة قوية : " سألتكِ ما بكِ ؟ "
لن تخبره عن مرضها ، لن تخبره أن ميرفت أمرتها بمتابعة عملها على الرغم مما تشعر به ، خوفاً من أن تُعاقب هي في الأخير .
كادت أن تكذب عليه ، إلا أن الدوار عاد ليهاجمها بقوة ، فتمسكت بيده بقوة خوفاً من السقوط .
ضمها إليه و سألها : " ياسمين ، بما تشعرين ؟ "
ليصله صوت غاضب : " فريد ، ماذا تفعل ؟ "
اتجهت أنظار فريد إلى زوجته ، التي تقف أمامه بعيون تطلق شرارات من الغضب .. و جسد متحفز .
لم تهتز عضلة من جسده ، وقف أمامها بثبات .. و ياسمين مازالت في أحضانه .
أما ياسمين ، فارتجف جسدها في ذعر ، مدركة أن الحقيقة سُتكشف الآن ، و ستكون نهايتها على يد رانيا .
هتف فريد بثبات : " الفتاة متعبة ، غالباً تشعر بالدوار " .
ثم سحبها إلى أحد المقاعد لتجلس عليه .
حركت رانيا يدها بسخرية و هي تقول : " و أنت ذو القلب الطيب .. الحنون ، لم تستطع رؤيتها هكذا .. فضممتها إلى أحضانك " .
صاح بملامح جامدة : " احترمي نفسكِ و أنتِ تتحدثين معي يا رانيا " .
صاحت بنبرة لا تقل علواً عن نبرته : " عليك أن تقول هذه الكلمة لنفسك يا أسناذ " .
ثم التفتت إلى ياسمين و قالت بنبرة حادة : " و أنتِ كيف تجلسين أمامي و كأنكِ من سيدات القصر ؟!
انهضي و تابعي عملكِ " .
نهضت ياسمين بذعر ، و تحركت لتنفذ أمر سيدتها ، حامدة الله بداخلها أن الأمر سينتهي على هذا النحو .
إلا أن فريد رفض هذا ، حيث قال : " الفتاة متعبة ، و أنتِ تأمريها بمتابعة عملها ، يا لقلبكِ الكبير ! "
ليلتفت إلى ياسمين و يقول بنبرة لا تقبل الجدال : " اذهبي إلى غرفتكِ و ارتاحي " .
و تابع بحدة عندما وجدها لا تتحرك من مكانها : " اذهبي " .
انتفضت بخوف و ركضت إلى غرفتها منفذة أمره ، تاركة رانيا خلفها تشتعل من الغضب .
ابتسم فريد بسخرية ، ثم تحرك إلى غرفته ببرود .
جزت رانيا على أسنانها بقوة و همست : " تتحداني يا فريد ، سنرى مَن سيفوز إذاً " .
التفتت إلى ميرفت ، و قالت : " هاتفي رجالكِ ، سأجلس معهم في أقرب وقت ..
حان وقت التخلص من الفتاة ! "
**********
مساءً
عاد إلى قصره بعد أن أنهى جميع أعماله و هو يشعر بالإرهاق الشديد ، جلس على الأريكة .. و تنهد بقوة .
اقتربت منه إحدى الخادمات و سألته بنبرة رسمية : " أهلاً بعودتك سيدي ، هل تأمرني بشئ ؟ "
أزال ربطة عنقه بتعب ، و هو يسألها : " أين رانيا ؟ "
ردت بنفس نبرتها : " لقد ذهبت إلى حفلة صديقتها سيدي " .
ابتسم بسخرية ، كالمعتاد .. رانيا لن تتغير !
أشار للخادمة بالإنصراف بلا مبالاة ، فنفذت أمره بطاعة .
جالت نظراته المكان بحثاً عن حلوته ، ليعقد حاجبيه عندما لم يراها ..
هل يُعقل أنها مازالت متعبة ؟!
نهض بثقل و اتجه إلى غرفتها .. دون أن يراه أحد .
دلف ليجدها نائمة بعمق ، و الغطاء بالكاد يلمس ساقيها .
اقترب بخوف لم يعترف به ، و اسنقرت يده على جبينها .. مستشعرة حرارتها ، ليتنهد بارتياح عندما وجدها طبيعية .
مال عليها ليهمس : " ليلة سعيدة حلوتي " .
و قبلها بحنو قليلاً ما يستخدمه معها ، ثم دثرها بالغطاء جيداً ، و غادر غرفتها .
**********
" إلى أين تريدين الذهاب الآن ؟ " ، سألها بابتسامة جذابة .
تظاهرت بالتفكير قبل أن تقول بمشاكسة : " إلى البيت " .
توسعت عيونه بصدمة ، ليعبس بعدها بملامحه بعدم رضى و يقول : " لازال الوقت مبكراً على العودة إلى البيت " .
تحدثت برجاء و ملامح بريئة : " لنشتري بعض التسالي ، و نعد إلى البيت ، و نلعب الشطرنج كما كنا نلعب في الماضي ..
لقد اشتقت لهذه الأيام " .
شطرنج !
أ هذه نفس الفتاة التي أستهزأت منه صباحاً و من رومانسيته ، لأنه دعاها لتناول الطعام ؟
أ أصبحت لعبة الشطرنج .. لعبة رومانسية هذه الأيام ؟
" أنتِ تمزحين بالتأكيد " .
هزت رأسها بالنفي عدة مرات ، و ترجته قائلة : " هيا طارق ، أتوق حقاً للعب معك و .. هزيمتك " .
رفع أحد حاجبيه بسخرية و قال : " هزيمتي !..، أنتِ تثقين في قدراتكِ كثيراً يا صغيرة ، لدرجة أن تحلمي بالمستحيل " .
ابتسمت بثقة و قالت : " أنت لا تعرفني إذاً ، أنا لا أؤمن بالمستحيل ، و واثقة أنني سأستطيع هزيمتك " .
حرك رأسه باستخفاف و قال : " سنرى هذا لاحقاً ، لنختار الآن مكان لنذهب إليه " .
كررت بإصرار طفولي : " سنذهب إلى البيت و نلعب الشطرنج " .
" سنلعبها .. أقسم أننا سنلعبها ، إنها موحودة .. لن تطير " ، قالها بنفاذ صبر .
لتبتسم بانتصار و تقول : " إلى البيت إذاً " .
سارت أمامه .. دون أن تعطيه فرصة للإعتراض ، فتأفف بغضب .
" إنه حقاً ختام رومانسي ليومنا ، لا أصدق كم أنتِ فتاة رومانسية ! "، قالها باستهزاء و هو يسير بجانبها .
هتفت بشقاوة مقلدة إياه : " لدينا حياة بأكملها .. سترى فيها كم أنا رومانسية " .
لمعت عينيه فجأة ، لقد وقعت بلسانها ، اعترفت دون أن تدري أنها ستختاره .. ستكون ملكه .
" و أنا سأكون أكثر من سعيد لإستقبال هذه الرومانسية و .. مبادلتكِ إياها " ، قالها بشغف .
لتنتبه إلى ما قالته ، فتهتف بمراوغة : " هذا إن وافقت على الزواج منك يا دكتور " .
صعدا إلى سيارته ، ليميل عليها و يهمس : " لا مجال للإختيار يا صغيرة " .
ثم يقود سيارته .. متجهاً إلى منزله ، ليلعب مع حبيبته الشطرنج !

يتبع

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-18, 10:03 PM   #356

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

في منزل محمد
أسرعت أسيل لإحضار لعبتها المفضلة ، ثم جلست أمام طارق و هتفت بحماس : " لنبدأ " .
هتف طارق بخبث : " لم نتفق بعد ، الفائز على ماذا سيحصل ؟ "
زمت شفتيها بتفكير ، ثم قالت : " ماذا تقترح ؟ "
أجابها بغموض : " من حق الفائز أن يطلب من الخاسر أي شئ ، و الأخير عليه تنفيذ هذا الطلب .. مهما كان " .
هتفت أسيل بحماس و .. ثقة من أنها ستكون الفائزة : " موافقة ، لنبدأ " .
هز طارق رأسه بحماس مماثل ، مفكراً أن اللعبة لن تكون سيئة إلى هذه الدرجة ، و أنها ستفيده كثيراً !
بدأ في ترتيب القطع ، ليشرعا في اللعب .
استندت أسيل بذقنها على كفها تفكر في حركتها القادمة بجدية ، حتى لا يفوز طارق عليها .
في حين أن عيني طارق تعلقت بها ، يتأملها بإعجاب .. و يُمني نفسه بالحصول عليها قريباً .
حركّت أسيل إحدى القطع ، ليزم طارق شفتيه بتفكير ، لقد أصبحت بارعة في هذه اللعبة حقاً !
و لكنه لن يسمح لها بأن تفوز عليه .
بعد عدة حركات أخرى ، ابتسم طارق بسعادة واضحة ، و قال بانتصار : " كش ملك " .
عبست أسيل بملامحها ، و قالت بتذمر طفولي : " لا ، أنت غشاش " .
رفع طارق حاجبيه باستنكار ، و قال : " أنا !..، ليسامحكِ الله " .
بعثرت أسيل القطع بعشوائية ، و هي تقول بغضب : " حسناً مبارك لك ، و لكنني سأهزمك المرة القادمة " .
ابتسم بغموض و قال : " لنرى المرة القادمة ما سيحدث ، أما الآن .. فهناك طلب عليكِ تنفيذه " .
انعقد حاجبيها بقوة ، لقد نسيت تماماً أمر هذا الشرط .
أمالت رأسها باستعطاف ، و قالت : " أنت لن تطلب مني شيئاً ، أليس كذلك ؟ "
هز رأسه باعتراض .. و ابتسامة جميلة تزين ملامحه ، و قال : " بل لن أُضيع هذه الفرصة من بين يدي " .
تأففت بقوة ، و كتفت ذراعيها ، ثم قالت ببرود : " أطربني بطلبك " .
كتف طارق ذراعيه هو الأخر ، و قال ببرود مماثل : " لا أريدكِ أن تتحدثي مع هذا الذي يريد الزواج منكِ مرة أخرى " .
هتفت بابتسامة مستفزة : " لا يجب أن يكون الطلب متعلق بحياة الإنسان الشخصية " .
صاح باندفاع : " لقد اتفقنا أن الخاسر عليه تنفيذ الطلب مهما كان ، و لم نضع أي شروط ..
أنتِ هكذا تخلين بشروط اللعبة ، و بالتالي لن ألعب معكِ ثانية " .
ضحكت بداخلها ، هل يراها طفلة ليهددها باللعب ؟
تابع طارق بتحذير : " لن تتحدثين مع هذا الشاب يا أسيل " .
لم تتمالك نفسها و انفجرت ضاحكة ، فهذا الشاب الذي يثير غيرته بهذه الطريقة ، ليس له وجود من الأساس !
زم شفتيه بقهر و قال : " علام تضحكين ؟ "
تمالكت نفسها ، و هتفت بابتسامة واسعة : " لا تهتم ..
حسناً كما تريد ، سأنفذ طلبك ، و أرجو ألا تندم عليه لاحقاً ..
سأصعد إلى شقتي ، أبلغ إلى عمي و خالتي سلامي عندما يعودا " .
غادرت شقته دون أن تسمح له بالإستفسار عن مقصدها ، لينظر في أثرها بحيرة ..
أندم على طلبي !
ماذا تعني بهذه الجملة ؟
**********
صعدت أسيل إلى شقتها و ما زالت ابتسامتها الجميلة تُزين شفتيها ..
تمددت على سريرها بعد أن بدلت ملابسها ، لتشرد في كل ما حدث معها طوال اليوم ..
بدءً من طلب طارق بقضاء اليوم معها ، ثم مواجهتها مع كمال في العمل ..
لا تنكر أنه كان متفهماً لرفضها ، و تمنى لها حياة سعيدة بلباقة ، إلا أنها لمست الحزن في نبرته و نظرة عينيه ..
و مع ذلك لا حيلة لديها لمساعدته و تلبية طلبه ، فقلبها لم و لن ينبض إلا لرجل واحد ، و لا يسعها إلا أن تتمنى لكمال حياة سعيدة .. مع إمرأة تحبه و يحبها .
و أخيراً مع طلب طارق الغريب ، عادت لتضحك بقوة و هي تتذكر نبرته الواثقة .. بخلاف نظراته المتوسلة .. ترجوها بأن تبتعد عن ذلك الشاب و .. تقبل به .
همست بشقاوة : " لازلت تحتاج الكثير من الوقت يا دكتور " .
ثم أغمضت عينيها .. تتخيل ماستفعله به الأيام القادمة ، حتى داهمها النوم و ذهبت إلى عالم الأحلام .
**********
نظرت إلى صورتهما و انهمار دموعها قد ازداد ، و هي تتذكر وقت التقطت لهما هذه الصورة رغماً عنه .
و بأصابع مرتعشة .. و قلب يأن رفضاً ، أكدت إزالة الصورة من على هاتفها ، كما عليها إزالتها من قلبها !
وضعت يدها على فمها .. شاهقة بعنف ، متذكرة كلمات أمير التي ألقاها عليها دون شعور منه .
" سيذهب السيد إسلام و زوجته للتقدم لخطبة زينة " .
انتهى ، انتهى كل شئ ، عليها أن تبتعد عن علاء ، تبتعد عنه نهائياً ، لن تكون سبباً في إفساد حياته !
دلفت مريم إلى الغرفة ، فقالت باستغراب : " أنتِ مستيقظة ! "
رفعت أكتافها ببرود ظاهري و قالت بنبرة مبحوحة : " كما ترين " .
لاحظت مريم إحمرار عيونها ، و لكنها تغاضت عنه و لم تسألها عن سبب بكاءها .
" تعالي و تناولي الطعام معنا إذاً " .
هزت رأسها بنفي و قالت : " ليس لدي شهية " .
تذمرت مريم قائلة : " كل مرة تخبريني بهذا ، متى يكون لديكِ شهية ؟ "
اقتربت لتسحبها قائلة : " لن أترككِ إلا عندما تأكلين " .
تنهدت ليندا باستسلام و نهضت معها ، فمهما أخبرتها لن تتركها حتى تنفذ ما تريده .
وصلا إلى غرفة الطعام ، لتجد ليندا والدها يجلس على رأس الطاولة ينتظرهما ، أو ينتظر مريم تحديداً .
لقد كانت تستغرب في أول زواجه حرصه على حضور جميع الوجبات ، لأنه لم يكن يفعل هذا مع زوجاته السابقات ، و كان يتجاهلهن كلياً ..
لكن عندما تزوج مريم اختلف الأمر ، و أصبح يقضي الكثير من الوقت في المنزل ..
لكن الآن و بعد أن علمت قصة عشقهما التي استمرت لسنوات ، زال هذا الأستغراب .
أجلستها مريم على المقعد المجاور لها و هي تقول بتحذير :
" ستأكلين كل طعامكِ ، اتفقنا ؟ "
أومأت بصمت ، لتشرع مريم في وضع الطعام أمامها .
اتجهت لزوجها لتضع له الطعام ، فأمسك بيدها مانعاً إياها .
" سأنتظر نادر " .
زمت شفتيها بحزن و قالت : " لا أظن أنه سيأتي ، لقد تأخر كثيراً " .
أتى صوت مرح من خلفها : " دائماً ما تظلميني يا أمي " .
نهض عاصم ليُرحب بأبن زوجته ، و اتجهت مريم إلى أبنها .. تعانقه بحنو .
سحبته معها و أجلسته على طاولة الطعام ، و قالت بلهفة : " لقد طهوت لك كل ما تحبه " .
همس بكلمات سعيدة لم تصل إلى مسامع عاصم و أبنته .
عادت مريم إلى عاصم لتضع إليه طعامه ، ثم اتخذت مقعدها بجوار ليندا ، و شرعوا جميعاً في تناول الطعام .
تبادل نادر مع والدته و زوجها الحديث المرح ، و أخذ يقص عليهما أطرف ما حدث معه في أخر دولة سافر إليها ، بحكم عمله كطيار .
شعرت ليندا بالغيرة منه و هي تراه يستحوذ على كامل انتباه والدها و زوجته ، و عاد إليها إحساس أنها بلا قيمة .. و أنهما لا يهتما بها .
لتغيم عينيها بحزن مفكرة أن الشخص الوحيد الذي يهتم بها قررت هي الإبتعاد عنه .
التفتت مريم إلى ليندا و ضحكتها تنير وجهها .. بسبب حديث أبنها المرح ، لتتوقف ضحكاتها و هي ترى الفتاة شاردة .. لم تمس من طعامها شيئاً .
ربتت على ظهرها و قالت بعتاب : " هكذا أنا سأغضب يا ليندا ..
لِمَ لا تأكلين ؟ "
مع أن جملتها كانت بسيطة .. بسيطة جداً ، إلا أنها بعثت السعادة إلى قلب ليندا ، فمريم تنتبه لها .. تهتم بها حتى في وجود أبنها !
أطرقت برأسها .. محاولة إخفاء أبتسامة تعبر عن كل خلجاتها ، و همست : " آكل " .
رفعت مريم حاجبيها باعتراض و قالت : " تظنيني طفلة ستضحكين عليها بكلمة !..، صحنكِ ما زال كما هو " .
لتتابع بجدية : " طالما تتحدثين معي كطفلة ، سأعاملكِ كالأطفال إذاً ، لن تنهضي إلا عندما تنهين الصحن " .
اتسعت ابتسامة ليندا بدلاً من كبحها ، و قالت بطاعة : " سآكله كله خالتي " .
و بالتدريج .. بدأت تندمج هي الأخرى في حديث نادر ، بل و تشاركهم الضحك ، و نست أمر علاء و خطبته !

يتبع

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-18, 10:05 PM   #357

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

دلفوا إلى بيت بسيط بأحد المناطق الشعبية ، و مع ذلك كانا الدفء و .. الأناقة ينبعثا من كل زاوية فيه .
قدمت لهم أم زينة العصير ، و تبعتها أبنتها الصغرى بصحن ملئ بأشهى أنواع الحلويات ..
لتقول هبه : " لم يكن هناك داعي لكل هذا يا أم زينة " .
هتفت السيدة الكبيرة بابتسامة واسعة .. تعبر عن مدى فرحتها : " هذا أقل واجب يا سيدة هبه " .
ابتسم إسلام برزانة و قال : " تعلمين ما أتينا من أجله سيدتي ، نحن نطلب يد كريمتكِ زينة للزواج من أخي " .
لمعت عيني المرأة بسعادة و قالت : " شرف لنا يا سيدي ، لكن اسمح لنا ببعض الوقت للتفكير و السؤال عن الدكتور " .
هتف إسلام بهدوء : " لديكم كل الوقت الذي تحتاجوه سيدتي " .
تبعته هبه قائلة بفضول : " ألن نرى العروس ؟ "
قالت أم زينة : " ستروها بالطبع ..
يا قمر ، اذهبي و نادي شقيقتكِ " .
ركضت قمر إلى غرفتها التي تضمها هي و شقيقتها ، و هي تصيح : " حالاً يا أمي " .
دقائق و عادت قمر إلى الغرفة التي تضم الضيوف ، تتبعها زينة .. مطرقة برأسها بخجل .
همست بصوت بالكاد يُسمَع : " السلام عليكم " .
نهض علاء فور أن رآها ، و عبونه رغماً عنه أخذت تتأملها ، بدءً من كعب حذائها الأسود .. مروراً بالتنورة النبيتي الواسعة ، و بلوزتها البيضاء ، حتى حجابها المشجر الذي يلتف حول وجهها المتورد .. الخالي من الزينة !
عبست والدتها بملامحها ، فأبنتها حتى اللحظة الأخيرة لم ترد أرتداء الفستان الذي اختارته لها ، و لم تضع أي من أدوات الزينة على وجهها ، و أصرت أن تظهر أمام ضيوفهم بطبيعتها .
" و عليكم السلام ورحمة الله و بركاته " ، قالها علاء بإعجاب .
لكن نبرة صوته كانت مختلطة مع نبرة إسلام الهادئة .
نهضت هبه و ابتسامتها الجميلة تزين ملامحها ، و قالت : " يا هلا بالعروس " .
اقتربت منها زينة في خجل و قبلتها ، ثم تحركت لتجلس بجانب شقيقتها الصغرى .
هتف إسلام بحنو : " تأكدي يا أم زينة أنه إن كانت زينة من نصيب علاء ، فستكون مثل شقيقتي تماماً و لن يمسها أذى " .
هتفت والدة زينة بنبرة يشوبها الحزن : " أتمنى ذلك ، فزينة رحمة الله لي ، لقد وقفت بجانبي و دعمتني بعد وفاة والدها .. مع أنها لم تكن تعدت السادسة عشر بعد !
حتى أنها أجلت دراستها سنة كاملة من أجل رعاية شقيقتها الصغرى في ظل انشغالي بالعمل لتوفير لقمة العيش ..
هذا إلى جانب انهماكها في عملها من أجل الحفاظ على مستقبل شقيقيها و توفير المال اللازم لدراستهما .
لذا .. و بعد كل هذا ، أرى أنها تستحق أن تحصل على السعادة و الراحة " .
مع كل كلمة كانت والدة زينة تنطقها ، كانت عينا علاء تلمع بفخر ..
هذه فتاته .. المرأة التي اختارها ليتابع حياته معها ، و هو متأكد من أنها المناسبة له .. و مَن ستسعده .
لم يكن الفخر يراود علاء فقط ، فإسلام أيضاً كان يشعر بالفخر اتجاه الفتاة التي تحملت كل هذه الظروف الصعبة و دعمت عائلتها بكل قوتها ، و هذا لم يكن بغريب .. فبعد بحث مطول منه عن الفتاة و عائلتها .. علِمَ كم هي فتاة خلوقة و محترمة ، و أُعجِب باختيار شقيقه كثيراً .
هتفت هبه بإعجاب : " ما شاء الله .. حفظها الله لكِ ، و ليمدكِ بالعمر لرؤية أحفادها " .
تمتمت السيدة بلهفة : " اللهم أمين " .
**********
صعدت إلى سيارة زوجها ، و قالت بحماس : " إنها فتاة رائعة ، لقد أحسن علاء الإختيار " .
أومأ إسلام موافقاً على كلامها و قال : " ليجعلها الله من نصيبه ، فتاة جميلة و خلوقة و متواضعة ، سيشكلا ثنائي رائع " .
ثم التقط هاتفه .. ليُجري اتصالاً ، فهتفت زوجته بتخمين :
" ستُهاتف أمير ؟ "
أومأ للمرة الثانية و قال : " أجل ، لقد أوشكت الساعتين على النفاذ ، و عليه إعادة لارا إلى المنزل " .
قالت بحذر : " اتركه معها لمزيداً من الوقت يا إسلام ، عله استطاع إقناعها بالزواج به و جذب انتباهها " .
تحدث بنبرة لا تقبل النقاش : " و لا لدقيقة أخرى ، من الأساس خروجها معه خاطئ ، و لولا أنني أعلم أخلاقه جيداً ..
كما أعلم أن أبنتكِ بالتأكيد تحدثت مع خالد في الجامعة و لو لمرة ..
لم أكن لأوافق أبداً على هذه المقابلة ، لكن لابد أن يكون هناك تكافؤ في الفرص " .
هزت رأسها بيأس و قالت : " كنت جعلته يقابلها في المنزل .. أمام عينيك إذاً ، و منحته الوقت الكافي لإقناعها " .
ضحك بعدم اقتناع و قال : " بالله عليكِ يا هبه ، و كأنكِ لا تعرفين أبنتكِ ؟
وقتها كانت ستتعذر بمليون عذر ، و تنهض و تجلس كل دقيقة ..
و لم يكن يستطع التحدث معها لعشر دقائق على بعضها " .
قهقهت موافقة على حديثه ، حتى أنها لا تستبعد أن تُجلِس لارا إحدى شقيقتيها معها .. إن لم يكن الأثنتين ، لتحرج أمير و تمنعه عن الكلام بحرية .
خفتت ضحكاتها تدريجياً و سألته بفضول : " و ماذا عن خالد ؟
هل سألت عنه ؟ "
" من حسن حظنا أن هناك الكثير مما أعرفهم يقطنون في نفس الحي الذي يقطنه ، و لقد قمت بسؤالهم عنه ، كما طليت من بعد الأشخاص أن يسألوا عنه في الجامعة و يخبروني بما يعرفوه " .
فضولها قد ازداد و هو يخبرها بكل بساطة أنه قد سأل عن خالد بالفعل ، خاصة و أن أبنتها ميّالة إليه أكثر و .. تنوي على الموافقة عليه .
" و ماذا عرفت ؟ "
ابتسم بغموض و قال : " عندما تصلني كل المعلومات عنه ، و اتأكد من صحتها سأخبركِ ..
ثم أن الوقت لازال مبكراً على هذا الحديث ، فأنا لن أرد على أي من الشابين إلا بعد أن تنتهي اختبارات نصف العام ..
فهذه الأيام مهمة ، و يجب أن يكون تركيز لارا منصب على مذاكرتها فقط ..
و بعدها لكل حادث حديث ! "
أتصل بأمبر ، فوصله صوته النزق : " السلام عليكم يا سيد إسلام " .
رد بهدوءه المعروف : " و عليكم السلام يا أمير ..
من فضلك أعد لارا إلى المنزل الآن " .
جاءه اعتراضه القوي : " و لكن يا سيدي ، أنا لم .. " .
قاطعه بنبرة جادة : " لا أريد أن أسمع اعتراضات يا أمير ، لقد اتفقنا على ساعتين ، و لم يتبقى منهما إلا ربع ساعة ..
فمن فضلك بعد أن تنتهي أعد لارا إلى المنزل " .
تنهد بحنق و قد أدرك أن إسلام لن يستمع له ، فقال بمضض : " نصف ساعة و ستكون في المنزل " .
**********
حالما اقتربا من البيت ، هتفت بنبرة غريبة : " نوقف عند الصيدلية " .
هتف باستغراب : " لِمَ ؟ "
قالت و عينيها مثبتة عليه : " أريد شراء اختبار حمل " .
نظر إليها بصدمة ، و هتف بذهول : " حامل ، أنتِ ، حقاً ؟ "
همست بخفوت : " أعتقد ذلك ، الكثير من أعراض الحمل تحدث لي في الفترة الأخيرة ، كما أن " .
و صمتت في خجل ، ليفهم هو ما تريد قوله .
توقف عند أقرب صيدلية قابلته و ترجل ليشتري الإختبار .
ثم صعد مرة أخرى إلى سيارته ، و أعطاها إياه .. و قاد متجهاً إلى منزله .
دلفا للداخل ، فتحركت هبه أولاً إلى غرفة أبنتيها و اطمئنت أنهما نائمتان براحة .
ثم اتجهت إلى حمام غرفتها و .. بيدها الإختبار .
جلس إسلام على السرير بتوتر .. ترقب .. أمل ، ابتسامة واسعة على شفتيه و .. لسانه لا يتوقف عن الدعاء .
خرجت هبه بعد دقائق طويلة ، فنهض إسلام فور أن رآها ، و عيونه تسألها بلهفة .
هتفت بسعادة بالغة : " أنا حامل يا إسلام ، سنُرزق بطفل رابع " .
أحتضنها إسلام بقوة ، ناسياً كل ما مرا به في الفترة الأخيرة ، ناسياً حتى أخر مشكلة حدثت بينهما و كادت أن تؤدي إلى طلاقهما ، عاطفة الأبوة سيطرت على كل مشاعره هذه اللحظة .
فها هو سيُرزق بطفل أخر ، طفل ينير حياته و يُزيد من مسئولياته .
" مبارك لنا يا حبيبتي ، مبارك لنا " .
استكانت هبه في أحضانه بسعادة و راحة ، معتقدة أن هذا الطفل سيُزيل كل الخلافات التي كانت بينها و بين إسلام ، و لا تعلم أنه هو مَن سيحدد مستقبلها مع زوجها كيف سيكون !
**********
قبل ساعتين
صعدت معه إلى سيارته متأففة .. عابسة الملامح ، ليستقبل هو هذا بهدوء يُحسد عليه .
" لن آخذ من وقتكِ الكثير ، سنذهب إلى مطعم و نتحدث بهدوء ، و نحن نتناول وجبة العشاء " .
هتفت بوقاحة : " لا يوجد ما نتحدث فيه من الأساس يا دكتور " .
تجاهل حديثها بصبر و قال : " و بعد أن ينتهي الوقت المحدد سيكون لكِ حرية الأختيار ، و أنا واثق أنكِ على قدر كافي من الوعي لتحددي مستقبلكِ " .
ابتسمت بسماجة و قالت : " لا أحتاج إلى مدحك ، أنا أدرى الناس بمستقبلي .. و مع مَن أريد قضاءه " .
تجاهلها للمرة الثانية ، و قال و هو يصفّ سيارته : " لقد أخترت مطعماً قريباً ، حتى أستفيد من كل لحظة أقضيها معكِ " .
ثم ترجل من السيارة ، لتترجل خلفه .. مقلدة إياه بسخرية ، لتهمس بتنهيدة :
" يا إلهي ، أعني على هذه الساعتين " .
دلفا إلى المطعم .. ليستقبلهما النادل بابتسامة بشوشة : " أنرت المطعم سيد أمير ..
لقد تم تجهيز كل ما أمرت به " .
ابتسم أمير بامتنان و هتف : " شكراً محمد " .
أخذهما النادل إلى الطاولة التي قد حجزها أمير سابقاً .
كانت طاولة في زاوية منعزلة من المطعم ، بعيدة نسبياً عن صخب زواره .
سحب أمير مقعد لارا بلباقة لتجلس عليه ، فابتسمت بخجل من حركته .
التف ليجلس على المقعد المواجه لها ، و بدأ حديثه بابتسامة جذابة
: " سأعرفكِ على نفسي قبل أي شئ ..
كما تعرفين أُدعى أمير ، ابلغ من العمر سبعة و عشرون عاماً ، جراح قلب .. ماهر في عملي " .
قاطعته باستفزاز : " واثق من نفسك كثيراً يا دكتور ، و الثقة إلى هذا الحد في عملك شئ غير مستحب " .
ابتسم مستمتعاً بمبادلتها له الحديث ، بداية مبشرة !
" لنقول إذاً أنني ماهر إلى حد ما " .
ضحكت باستنكار و قالت : " المهم أن تكون ماهراً " .
ضحك على ضحكتها ، ثم قال بمرح : " مرضاي يشهدوا بهذا " .
و تابع متحدثاً عن عائلته : " والدي يعمل في شركة مرموقة ، لكن والدتي لا تعمل ، و لدي شقيقة وحيدة متزوجة و تحيا مع زوجها بالخارج " .
صمت ، ليحل الهدوء على جلستهما لبضع دقائق ، قبل أن يسألها بلطف : " و أنتِ ؟ "
ابتسمت بارتياب من لطافته الغير معتادة عليها ، و سألته : " أنا ماذا ؟ "
" أخبريني عن نفسكِ " .
استهزأت قائلة : " و كأنك لا تعرف عني شئ ! "
ابتسم بحنو و قال : " بل أعرف كل كبيرة و صغيرة في حياتكِ ، على الرغم من أنني لم أراكِ إلا من فترة قريبة ، إلا أنني أشعر أنني أعرفكِ منذ سنوات ، لهذا حرصت أن أجمع معلومات عنكِ " .
كتفت ذراعيها و سألته : " ماذا تريد أن أخبرك إذاً ؟ "
استند بذراعيه على الطاولة ، و هتف : " أريد أن أسمع لارا ، أرى ما بداخلها ، ليس ما تظهره هي للجميع " .
**********
توقفت في منتصف الطريق .. واضعة يدها على بطنها .. و تضحك بقوة .
" يكفي أرجوك ، لا أستطيع التحمل " .
سحبها إلى جانب الطريق ، و قال من بين ضحكاته : " يا مجنونة ، ماذا إن جاءت سيارة مسرعة و أخذتنا في طريقها ؟ "
رفعت نظراتها اللامعة له ، و قالت : " بالله عليك أنا المجنونة ! "
استنكر بمرح : " أنا المجنون ! "
هتفت بمشاكسة : " بالطبع ، فعلى الرغم مما فعلته و أنا في الدار لإثارة جنون مشرفاته ، إلا أنني لم أكن لأتجرأ على فعل واحدة مما فعلتها " .
عدّل ياقته بغرور و قال : " هذا أقل ما فعلته ، مازال هناك الكثير " .
ضيقت عينيها بمرح و قالت : " لقد كنت شقي كثيراً بشايي ، سأخاف منك " .
ضحك عالياً ، لدرجة أن بعض المارة نظروا إليهما باستغراب .
لتهمس بتذمر : " علام تضحك ؟ "
تمالك نفسه بقوة ، و سألها : " ماذا قولتي ؟ "
أمالت رأسها بضيق و قالت : " هل تضحك عليّ ؟ "
عاد ليضحك مرة أخرى ، لتتحرك من أمامه بغضب .
فتبعها قائلاً : " أنتظري رينو " .
نظرت إليه بنصف عين ، و قالت بمضض : " ماذا تريد ؟ "
أمسك بيدها و همس : " لم أكن أقصد ، و لكن ( بشايي ) التي نطقتيها كانت جميلة .. جميلة جداً " .
لقد كان يضحك على لدغتها !
" و من كثرة جمالها ضحكت عليها ، أليس كذلك ؟
لكن أتعلم ، هذا خطأي ، لأنني قضيت الكثير من الوقت .. أفكر في أسم خاص أدعوك به " .
همس بعشق : " ألا تعلمين أن أكثر ما أعشقه فيكِ هو لدغتكِ ؟
و أعشق أسمي لأن به حرف ( الراء ) فيخرج من بين شفتيكِ مختلفاً .. بنكهة مميزة " .
همست بوجه متورد : " أنت تبدأ في إثارة خجلي " .
مال عليها و همس بنفس نبرته : " كما أعشق خجلكِ ، و وجهك الذي يتورد من أي كلمة أقولها لكِ " .
وصلهما صوت غاضب من جانبهما : " أستغفر الله .. أستغفر الله ..
ألا تخجلان من فعل هذه الأشياء في الطريق العام ؟!
أستغفر الله ، شباب هذه الأيام لم بعد لديهم حياء و لا يعرفون دين " .
و تابع طريقه و هو يستغفر بصوت عالي ، و يتذمر بضيق من حال شباب هذه الأيام .
أبتعد بشار عن ريناد ، و قال بلوم : " أعجبكِ هكذا ؟
لقد نسيت نفسي و أين نحن بسببكِ ، و ها هي النتيجة ، الناس تشكك في أخلاقي " .
سألته ببراءة : " لِمَ أستغفر هكذا بشار ؟ ، ماذا فعلنا نحن ؟ "
و تسألين أيضاً ، يا لبرائتكِ !
" أنسي ما قاله ، أريد أن أطلب منكِ طلباً هام " ، قالها بجدية .
لتنظر له بفضول و تقول : " ماذا ؟ "
هتف بجدية : " لا أريدكِ أن تناديني ( بشار ) مرة أخرى " .
رفعت حاجبيها بتعجب ، و قالت : " كيف ؟! "
قال بنفس الجدية : " كما سمعتي ، توقفي عن منادتي بشار حتى نتزوج ، فأنتِ لا تعلمين ما تفعلينه بي عندما تنطقين أسمي " .
أبتسمت بمرح و سألته : " و بما أناديك إذاً ؟ "
" أي شئ " .
رفعت أحد حاجبيها متسائلة : " مثل ؟ "
صمت مفكراً ، ليقول بعد لحظات : " ناديني بيشو ، على الأقل هذا الأسم ليس به حرف الراء " .
همست مرددة : " بيشو .. بيشو " .
لتسأله بشقاوة : " و ماذا عن العمل ؟ ، هل سأدعوك ببيشو أمام العمال ؟ "
تنهد بقوة و قال : " اكتفي وقتها بسيدي ، ثم أنني سأفاتح والدتي في أمرنا خلال اليومين القادمين ..
و بعدها .. سأستمتع بسماع أسمي من شفتيكِ و .. تذوقه ! "
توردت وجنتيها مرة أخرى ، و مع ذلك هتفت بمرح : " بيشو .. و رينو ، أحببت أسماءنا " .
سحبها و هو يقول : " و أنا أحبكِ أنتِ أكثر " .
ثم نظر إليها و سألها : " أخبريني ألا تشعري بالجوع " .
ملست على بطنها و قالت : " بعد وجبة السمك التي تناولناها وسط البحر ، شعرت أنني لن آكل حتى الغد ، لكن بعد اللعب في مدينة الملاهي و السير كل هذا الطريق ، بدأ الجوع يداهمني " .
" حسناً جميلتي سآخذكِ إلى فرع من فروع مطعمي ..
إنه الفرع المفضل عندي ، و كنت لا أبقى في غيره ، و لكن وجودكِ في الفرع الأخر جعلني أقلل من ذهابي إليه " .
هتفت بحماس : " واو ، هيا .. هيا لنذهب إليه " .
قهقه على حماسها ، و أخذها إلى مطعمه الأخر .
**********
كان الطريق إلى المطعم لا يخلو أيضاً من أحاديث بشار المرحة ، و قصه لكل مغامراته الطفولية ، مستمتعاً برؤبته لضحكات حبيبته و لمعان عينيها .
" يكفي .. أرحمني " ، قالتها و هما يدلفان إلى مطعمه .
ليأتي صوت النادل : " مرحباً بك سيد بشار " .
ابتسم له بشار بتواضع و قال : " كيف حالك يا محمد ؟ "
رد محمد : " بخير حال سيدي ، منذ زمن لم نراك ، أشتقنا لك " .
سار برفقة ريناد للداخل و هو يقول : " و أنا أيضاً أشتقت لكم ..
كيف حال العمل ؟ "
هتف محمد بنبرة رسمية : " جيد جداً سيدي ، و كأنك موجود " .
هتف بشار و نظراته تجول المطعم : " هذا ما أنا واثق منه " .
ثم التفت إليه و تابع : " أريدك أن تجهز طاولة خاصة لنا " .
أنتبه محمد إلى الفتاة البسيطة التي ترافق سيده ، ليسأل بنبرة رسمية : " ألن تجلس في مكتبك ، سيدي ؟ "
نفى بشار بحركة برأسه ، و قال : " لا أريد طاولة في زاوية هادئة ، و لا أريد أي إزعاج " .
" حسناً سيدي " ، قالها ثم سار أمامهما إلى حيث يريد بشار .
كانت ريناد تتأمل كل شبر في المطعم بحماس و إعجاب ، لتشد بشار من قميصه ، و هي تقول بمرح :
" انظر .. انظر ، هذه الفتاة .. شعرها يشبه شعر فتاة كانت معي في الدار ، كنا دائماً ما نشدها منه .. و هي تقاوم البكاء ، و في أغلب الأحيان كانت تُعاقب هي .. مع أنها لم تكن المخطئة " ، قالتها و هي تشير إلى إحدى الفتيات .. الجالسة في إحدى زوايا المطعم مع شاب ما .
" و تقولين أنني الشقي !..، من الواضح أنكِ كنتِ أشقى مني بكثير " ، قالها و هو ينظر إلى الفتاة التي تشير عليها .
لينتبه إلى أبن عمه الجالس معها ، فييتسم و يقول لريناد : " تعالي مني " .
سحبها إلى الطاولة التي يجلس عليها أبن عمه ، و نظرات ريناد معلقة على الفتاة التي تجلس عليها ، و كلما اقتربا منها .. ازدادت نبضات قلبها بغرابة !
قال بشار بخبث : " جاء اليوم الذي نجلس فيه مع الفتيات يا دكتور " .
نهض أمير ليضم أبن عمه ، ثم قال بمشاكسة بعدما أبتعد عنه : " جيد أنك تتذكر أن لك أبن عم ، منذ متى لم نلتقي " .
لينظر إلى الفتاة التي ترافقه و يقول بمكر : " لكن أعتقد أنني أدركت سبب اختفائك " .
التفت بشار إلى ريناد ، و قال معرفاً : " أمير أبن عمي ، أخبرتك عنه من قبل " .
كانت نظراتها لازالت معلقة على تلك الفتاة الجالسة ، و شئ بداخلها يخبرها أنها هي .. لارا !
ليتابع موجهاً حديثه إلى أمير : " ريناد " .
هتف أمير بلباقة : " سعيد برؤيتكِ سيدتي " .
غمز بشار بمرح ، و أشار بعينيه إلى لارا ، و قال : " ألن تعرفنا ؟ "
" لارا خطيبتي " .
تحدثت لارا قائلة باعتراض : " لم أصبح .. " .
ليقاطعها همس ريناد : " لارا " .
حدقت لارا بتلك الفتاة التي لم تلتفت إليها منذ أن أنضمت إليهما ، و إحساس غريب يتسرب إليها !
لتنطق دون وعي : " ريناد ؟ "
سارعت ريناد تقول بصوت قريب من البكاء : " أنتِ لارا ..
التي كانت معي في دار الأيتام " .
شهقت لارا بعدم تصديق ، و رددت بسعادة : " ريناد .. يا إلهي ، أنتِ ريناد " .
نهضت لتحتضنها ببكاء ، غير مبالية بالمكان .. أو الأشخاص المحيطين بها .
" يا إلهي .. لا أصدق ، أنتِ ريناد حقاً ، لم أكن أظن أنني سأراكِ ثانية " .
تأثرا كلاً من بشار و أمير بلقائهما ، لكن الأول أنتبه إلى النظرات الفضولية الموجهة إلى الفتاتين ، فسحب ريناد برفق ، و قال :
" لنذهب إلى مكتبي أفضل " .
مسحت ريناد دموعها و هي تأومأ موافقة على اقتراحه ، ليتجهوا الأربعة إلى مكتب بشار .
استوقف أمير بإشارة من يده ، بعد أن دلفتا الفتاتان إلى الداخل .
" أعتقد أنهما بحاجة إلى أن يجلسا لحالهما " .
أومأ أمير بفهم ، ليدفعه بشار و هو يقول : " لنجلس و نتحدث ، هناك الكثير من الأمور التي أريد معرفتها " .
**********
حالما أُغلِق عليهما الباب ، سألتها ريناد بعتاب : " لِمَ يا لارا ؟
لم تأتي إلينا منذ أن أخذتكِ تلك العائلة ..
أنسيتينا ؟ ، أم أن الحياة هي مَن أنستكِ إيانا ؟ "
ترجتها لارا ببكاء : " سامحيني ، لم أستطع ..
كنت عندما أفكر في الدار .. مجرد تفكير ، أُصاب بالخوف ، خوف من أن أفقد تلك العائلة التي أمتلكتها فجأة ..
كنت أشعر أنني إن ذهبت إليه لن أخرج منه ، سأعود للحبس و التعذيب و الجوع مرة أخرى " .
جلست على الأرضية ، و هتفت بتأنيب : " كنت أنانية و جبانة أعلم ، تركتكما أنتِ و ياسمين دون أن أسال أو أطمئن عليكما ، و لكن أقسم أنني لم أنساكما قط ..
حتى تسنيم ، كنت أتذكرها دائماً ، و أدعو أن تكون العائلة التي أخذتها مثل عائلتي ، و أن تحيا مثلما أحيا أنا " .
جلست ريناد أمامها و دموعها تهطل بغزارة ، لتبتسم من بين بكاءها و تقول : " لا .. لا تبكي ، أنسي الأمر ، حتى لو كنتِ زرتينا ، لم يكن باستطاعتكِ فعل شئ لنا ، على العكس ، بعدكِ عن ذلك الدار أفضل " .
سألتها لارا بلهفة : " أ يعني أنكِ لستِ غاضبة مني ، تسامحيني ؟ "
ضربتها ضربة خفيفة على رأسها ، و قالت بمزاح : " و منذ متى و نحن نغضب من بعضنا يا غبية ؟
نحن لسنا صديقات أو أخوات ، ما بيننا أكبر من ذلك بكثير " .
هزت لارا رأسها ببتسامة ، و سألتها بشوق : " و ياسمين ، أين هي ؟
هل هي بخير ؟ "
تجهم وجه ريناد و هي تتذكر صديقتها الضائعة ، التي لا تعرف عنها شئ منذ أشهر .
لتعاود دموعها السقوط ، و هي تقول بخوف : " لا أعلم ، لقد خرجت من الدار بعد خروجي بأسبوع ، و من وقتها و أنا لم أراها ..
أنا خائفة عليها كثيراً ، فهي ضعيفة .. و لن تستطيع مواجهة هذا العالم لحالها " .
أحاطت وجه صديقتها ، و هتفت بقوة متأصلة في شخصيتها : " لا تخافي ، سنبحث عنها و نجدها ، ليست هي فقط ، بل تسنيم أيضاً ..
لقد ولى زمن الخوف ، و حان وقت إجتماعنا من جديد ! "
**********
" تباً لك يا بشار تباً " ، قالها أمير بغضب .
ليرفع بشار حاجبيه متسائلاً بدهشة : " ماذا فعلت لك ؟ "
طرق أمير الطاولة بعصبية ، و قال : " لقد قضيت ساعة كاملة في إقناع والدها كي يوافق على خروجها معي ..
و ها هو الوقت المحدد لنا يكاد ينتهي و أنا لم أجلس معها سوى دقائق قليلة " .
رفع يده بتحذير و هتف : " أقسم إن لم توافق على الزواج بي و أخترت ذلك الغبي ، لن أرحمك " .
قال بشار بدهشة : " و ما ذنبي أنا يا رجل ؟
مز أين لي أن أعرف أنها كانت صديقة ريناد في الدار ؟
ثم يُفترض بك أن تسعد لأنها أجتمعت بصديقة عمرها عن طريقك " .
هتف أمير من بين أسنانه : " و هل صديقة عمرها ستقنعها بالزواج بي ؟ "
ثم أشار بيده ، و قال بحدة : " أصمت ، لا أريد سماع حرف منك ..
لأرى ماذا سأفعل الآن " .
دقائق و تعالى رنين هاتفه ، ليتنفس بقوة .. و يفتح الخط قائلاً : " السلام عليكم يا سيد إسلام " .
تبادل معه الحديث و هو يقبض على كفه بقوة ، حاول جاهداً بأن يحصل على موافقته في الجلوس مع لارا فترة أطول ، إلا أن إسلام رفض الطلب قبل أن يُطلب حتى ، ليستسلم هو و يغلق الخط .
نظر إلى بشار و هتف بحنق : " أقسم أنني لن أسامحك " .
ثم نهض و ذهب إلى لارا ، كي يأخذها إلى منزلها ، و بداخله يقسم أنه لن يستسلم و يتركها .. مهما حدث !
**********
بعد عدة أيام
عاد إلى منزله بلهفة ، فاليوم قد أنتهت صغيرته من أداء أختبارها الأخير ، و حصلت على إجازة منتصف العام ..
و هو قد وعدها أن هذه الإجازة ستكون مختلفة ، سيقضيا معاً وقتاً رائعاً ، و سيحقق لها كل مطالبها ، و عليه أن يبدأ في تنفيذ وعده .
اتجه إلى غرفتها بحماس ، و هو يخطط إلى يومهما الأول .
طرق على بابها و انتظر قليلاً ، ليعبس بملامحه عندما لم يأتيه ردها ..
فتح الباب و دلف ، ليُفاجأ بالغرفة مرتبة ، و صغيرته ليست بها !
خرج ليبحث عنها ، و هو يصيح :
" تومي .. تومي ، أين أنتِ ؟ "
وصله صوت والده الهادئ : " تسنيم .. رحلت " .
انتهى الفصل قراءة سعيدة

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-18, 06:17 PM   #358

موضى و راكان

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية موضى و راكان

? العضوٌ??? » 314098
?  التسِجيلٌ » Mar 2014
? مشَارَ?اتْي » 6,242
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » موضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond reputeموضى و راكان has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك max
?? ??? ~
سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

و اخيرا أجتمعتا فتاتان من دار الايتام و تلاقيا بصدفة غير متوقعة ريناد و لارا

ياسمين غالبا حامل و ربنا يتقذها من انتقام رانيا

تسنيم و رحيلها المفاجىء هل تعلم اسرتها الى اين رحلت أم تركت لهم رسالة بذلك

فصل جميل




موضى و راكان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-18, 08:57 PM   #359

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
Rewity Smile 3 star

رائع 😘😘😘😘
ياسمين بدأت تحصل على قلب فريد
لكن اظن انه لازال ستواجه مصائب من زوجته دنيا
وخاصه اذا كانت حامل؟؟
طارق ياعيني
وين كانت هاي الرومانسيه 😒😒😒
ناس ميفيد الا العين الحمره
نشوى من الجيد رؤيتها تصبح افضل
لكن لاتهمني😏
لكن ان يصبح افضل من ان لايصبح
علاء الف مبروك الخطوبه
واسلام وهبه تهاني الحاره ❤
واخيرا ريناد ولارا التقن
بس مسكين علاء 😂😂😂
بس استفاد من ابن عمك وريناد 😎
ليندا صدك تعاطفت وياها محد اهتم بيها ومن اهتم بيها علاء رادت الاحتفاظ بيه
ليس كما كانت توهم نفسها حب
لا انها تريد.يذكرها دائما
ولذلك كانت تفرض نفسها بحياته لانها تريد دوما احد ان يراها ويحس بها


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-18, 07:46 AM   #360

Nona eldeeb

? العضوٌ??? » 422102
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 27
?  نُقآطِيْ » Nona eldeeb is on a distinguished road
افتراضي

بالتوفيق ان شاء الله

Nona eldeeb غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:46 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.