آخر 10 مشاركات
طوق نجاة (4) .. سلسلة حكايا القلوب (الكاتـب : سلافه الشرقاوي - )           »          42 - وانطفأت الشموع - كارول مورتيمر ( إعادة تصوير ) (الكاتـب : عيون المها - )           »          رواية المخبا خلف الايام * متميزه و مكتملة * (الكاتـب : مريم نجمة - )           »          موسم الورد* متميزه * مكتملة (الكاتـب : Asma- - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          383 - همسات الندم - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          أميرتى العنيدة (87) للكاتبة: جين بورتر ..كاملة.. (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          366 - عروس الصقر - جين بورتر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          عروس من الخيال (75) للكاتبة: آنا ديبالو (الجزء 2 من سلسلة عرسان أرستقراطيين) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة ضمن سلاسل (وحي الاعضاء)

Like Tree229Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-18, 10:22 PM   #341

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


الفصل التاسع و العشرون
نهض أمير بصدمة عندما رأى خالد ، و توقف خالد مكانه في صدمة لا تقل عن خاصة الأخر ..
كان كل منهما ينظر إلى الأخر بعيون مشتعلة بالغضب و الغيرة ..
و لكن سرعان ما تحولت نظرات خالد إلى أخرى خبيثة ، و استمتاعه بلارا يزداد !
هتف إسلام بهدوء : " أنرت يا خالد ، مع أنك متأخر عن موعدك بكثير " .
لوى خالد شفتيه بعدم رضى ، لكنه هتف بأسف مصطنع : " أعذرني سيد إسلام ، ازدحام الطريق .. أنت تعلم " .
أومأ إسلام بتفهم ، ثم سأله بحيرة : " أين والداك ؟ "
والداه !
و هل لو كان والده يعلم بمجيئه إلى هنا كان سيتركه ؟
" لقد فضّلت أن آتي أولاً لحالي ، لنتحدث و نتفق على كل شئ ..
و في المرة القادمة سيحضرا والداي معي " .
يتفقوا !
هذا الشاب واسع الخيال ، أم يظن أنه آتي لأناس أغبياء ؟
أشار له إسلام باستخفاف ليجلس ، ثم قال :
" أعتقد أنك التقيت بالدكتور أمير من قبل " .
استرخى خالد في جلسته بوقاحة ، ثم قال بكذب و هو يضيق عينيه
: " حقاً ، لا أظن ذلك " .
لم تتغير نظرات أمير الغاضبة مما يحدث ، و مع ذلك ابتسامة استخفاف ارتسمت على شفتيه ، فمن الواضح أن خالد جاء ليلعب ، و بالتأكيد حيلته لن تنطلي على إسلام ..
هتف والد أمير بضيق : " هل يمكنني معرفة ما يحدث يا سيد إسلام ؟ "
تحدث إسلام بصراحة : " أعتذر منك سيدي ، و لكن صدقني أنا نفسي تفاجئت بهذا ..
فلقد هاتفني اليوم أخي و أخبرني برغبتكم في زيارتي ، و في نفس الوقت .. أخبرتني أبنتي برغبة صديقها في زيارتي أيضاً ..
و لم أعرف كيف أتصرف " .
ثم التفت إلى خالد و سأله : " على ما أظن أنك لازلت تدرس ، أليس كذلك ؟ "
هتف خالد ببساطة : " نعم سيدي ، أنا في الفرقة الثالثة " .
سأله إسلام باستغراب : " و كيف تعرفت على أبنتي ؟ "
رد خالد بنفس البساطة : " أنا أحمل مادتين من مواد الفرقة الأولى " .
تدّخل أمير حينها قائلاً بسخرية : " أعذرني يا سيد خالد ، و لكن مظهرك لا يدل أبداً على شاب في العشرين من عمره ، أعتقد أنك أكبر من ذلك " .
ابتسم خالد بمكر و قال : " نعم ، أنا في الثالثة و العشرين ، و سيادتك ؟ "
رد عليه أمير مدركاً غرضه من السؤال : " سبعة و عشرون ، أنا في نفس عمر علاء " .
خرجت لارا إليهم بملامح متوترة .. قلقة ، على الرغم من سعادتها بقدوم خالد .
تأملاها أمير و خالد ملياً ، و لكن كل بنظراته ..
فأمير كان ينظر لها بسعادة ممزوجة بالفخر ، فهذه الفتاة المرحة .. القوية .. و الخجولة في نفس الوقت ، ستكون له .
أما خالد فنظراته كان يغلب عليها الرغبة و الخبث ، متأملاً كل أنش في جسدها بوقاحة و شهوة .
و لم تخف نظراته هذه عن إسلام ، الذي ظهر الضيق على ملامحه و .. في نبرة صوته و هو يقول :
" تعالي يا لارا و حيي والدي أمير " .
تقدمت إليهما لارا مبتسمة بخجل ، فإن كانت تكره أبنهما و لا تستلطفه ، فهما بعيدا عن هذا ، و عليها أن تحترمهما .. كما علماها والديها ..
حيّت والدته بود ، فسحبتها الأخيرة لتجلس بجانبها و هي تقبلها و تحدثها بطيبة .
شعر خالد بانفلات الأمور من بين يديه ، فهتف مثبتاً وجوده ، بنبرة شغوفة أثارت مشاعرها : " أعذريني عالتأخير لارا ، ازدحام الطرق هو السبب " .
نبرته .. و نظراته الجريئة المتمعنة بها .. زادت من خجلها .. و جعلت وجنتيها تتوهج ..
" لا عليك ، لم تتأخر كثيراً " .
أرسل خالد إلى أمير نظرات متحدية ، تخبره بوضوح أن فرصه مع لارا قليلة ، إن لم تكن منعدمة ، و الدليل على هذا طريقة معاملتها الفظة له ، على عكس تعاملها اللطيف و الخجول معه .
جز أمير على أسنانه بقوة ، و بدأ يعد إلى العشرة بداخله ، حتى لا يتهور و .. يفقد لارا فعلياً .
كان إسلام يراقب كل ما بحدث أمامه بتركيز ، يتمعن في تصرفات لارا .. نظراتها .. ردات فعلها على كل حركة يقوم بها أمير أو خالد ..
و في نفس الوقت ، يراقب تصرفات أمير و خالد و طريقة تعاملهما معها ، يستشف كيف ينظر إليها كل منهما .
" هل والداك يعرفان بقدومك إلى هنا يا خالد ؟ "
تحدث خالد بثقة و كأن والداه يعرفان حقاً : " بالتأكيد سيدي ، و سيأتيان معي في المرة القادمة بمشيئة الله " .
جملته التي قالها أثارت استفزاز أمير بقوة ، فهو يبدو واثقاً من أنه سينال لارا .
التفت إسلام إلى أمير و سأله بفضول : " خالد يعرف لارا من الجامعة ، لذا طبيعي أن يأتي و يتقدم إليها ..
أما أنت ، فمتى رأيت لارا ؟
و ما الذي جعلك ترغب في الزواج منها ؟ "
تنحنح أمير ليزيل توتره ، ثم هتف بثقة : " تعلم قرب لارا من علاء ، و كان أحياناً يقص لي يومياتهما ، فأُعجبت بشجاعتها .. مرحها .. ثقتها بنفسها ..
و عندما رأيتها أُعجبت بمظهرها أيضاً ، و شعرت أنها ستكون المرأة المناسبة لحمل أسمي ..
كما أنني لا أحبذ اللعب و اللف و الدوران ، و لا تستهويني تلك العلاقات المندرجة تحت أسم الحب دون أي رابط رسمي " .
ابتسامة إعجاب كانت مرتسمة على وجه إسلام و أمير يتحدث ، و كانت ابتسامته تزداد اتساعاً كلما ألقى أمير المزيد من كلماته ..
أعجبته صراحة الشاب .. و ثقته في نفسه .. و مبادئه ..
كما أن أخلاقه لا غبار عليها ، فهو يعرفه منذ سنوات ، و يكفي أنه صديق شقيقه .
أما خالد ..
عاد بنظراته إليه .. يتأمله ملياً ، و شئ فيه لا يريحه ، يثير انقباض قلبه ..
" الأمر يحتاج إلى تفكير طويل ، و بحث دقيق ، سيلزمني الكثير من الوقت حتى أقرر مَن فيكما جدير بالحصول على أبنتي " .
نهض خالد و هو يقول بابتسامة لزجة : " و أنا متأكد من أنك ستختار مَن يفهمها و يفهم طريقة تفكيرها سيد إسلام ، و سأنتظر مكالمة سيادتك لتُعلمني بردك " .
أومأ إسلام قائلاً بهدوء : " و أنا أتوق إلى التعرف إلى والديك يا خالد " .
جملته أضفت إلى خالد مزيد من الثقة ، معتقداً أنه هكذا نال لارا ..
فأرسل إلى أمير نظرة أنتصار ، قبل أن يغادر المنزل ، واعداً نفسه بالحصول على فريسته الجديدة قريباً !
أغمض أمير عينيه بقوة ، و قد بدأ عقله يعمل بسرعة .. يفكر و يخطط كي لا تهرب لارا من بين يديه ..
انتبه على والده و هو يقول : " و أنا أيضاً سأنتظر ردك يا سيد إسلام ، و سواء قبلت أو رفضت .. سنظل أصدقاء " .
أعترض إسلام بقوة : " أسترح سيدي ، العشاء لم يُعَد بعد " .
شكره والد أمير بهدوء ، ثم قال : " لا داعي سيدي ، شكراً على كل ما قدمتموه إلينا " .
استمر إسلام في اعتراضه و قال : " و الله لن يحدث ، لن تغادروا إلا بعد أن نتناول الطعام ، أرجوك لا تحرجني " .
انزعجت لارا من تصرفات والدها ، فهو لا يدعو أمير إلى قضاء المزيد من الوقت و جلوسها معه فقط ، بل أنه أيضاً لم يفكر في دعوة خالد إلى العشاء كما يفعل مع عائلة أمير !
كادت أن تتهور و تُبدي اعتراضها على ما يحدث ، إلا أن والد أمير أنقذها دون أن يشعر من مأزق كانت ستلقي نفسها فيه .
" كما تريد سيدي " .
نهضت هبه و هي تقول : " دقائق و سيكون الطعام جاهزاً ..
تعالي لتساعديني يا لارا " .
نهضت لارا خلف والدتها و هي تتأفف بضيق و عدم رضى !
**********
تمدد على سريره متنهداً بقوة و خوف ، على عكس الحماس الذي كان يتلبسه قبل أن يذهب إلى إسلام ..
وجود خالد أقلقه ، مع أنه بعلم أنه غير مناسباً للارا ، و يظن أن إسلام قد لاحظ ذلك أيضاً ..
إلا أن فارق العمر الكبير بينه و بينها ..
و مشاعر الكراهية التي تحملها اتجاهه ..
و إعجابها بخالد الواضح للعيان ..
كلها أشياء من الممكن أن تؤثر على إسلام و تجعله يختار خالد عليه ، و وقتها سيخسر الفتاة التي خفق لها قلبه للأبد .
لذا عليه أن يتحرك .. يتصرف ، يفعل أي شئ يضمن به أن لارا ستكون له ..
و أن إسلام حتى لو فاجئه بقبوله لخالد ، يستطيع هو وقتها أن يُفسِد هذه الزيجة !
**********
استيقظت إثر رائحة غريبة تتسلل إلى أنفها ، فتحت عينيها .. فوقعت نظراتها على معطف بشار الذي يلتف على جسدها و يحميه من برودة الأجواء .
تذكرت أحداث ليلة الأمس معه فابتسمت بحالمية ، و هي تضم المعطف إلى صدرها أكثر ..
لتقفز من على سريرها عندما تذكرت حديث بشار بأنه سيأتي و يقلها إلى المطعم بنفسه ، فأخذت تجهز نفسها بسرعة ..
ربطت شعرها ربطة عشوائية و هي تخرج من غرفتها ، ثم وقفت عند سور السطح تنتظر مجيئه .
بعد دقائق .. لمحته يدلف إلى حارتها .. بهيئته الوسيمة .. و ملابسه ذات الماركة العالمية ، و التي تختلف عن ملابس القاطنين في الحي ..
تحركت بسرعة لتهبط إليه ، فوصلت و رأته يقف عند باب منزلها بحيرة .
" صباح الخير " .
" صباح النور ، كيف علمتي بقدومي ؟ "
أشارت ريناد إلى الأعلى و قالت : " لقد كنت أنتظرك " .
تنهد بشار بتفكير ، ثم قال : " هيا كي لا نتأخر " .
سارا بهدوء بسبب شرود بشار في أفكاره و .. مخططاته !
لتقطع ريناد صمتهما قائلة بامتنان : " شكراً على كل ما تفعله لي " .
التفت إليها بشار بابتسامة تزيده جاذبية و قال : " علام تشكريني ؟ "
أجابته بخجل : " على كل شئ ، بدءً من قبولك لعملي لديك مع أنني لست بالمؤهلات المطلوبة ، و حتى تحملك لإيصالي كل يوم إلى منزلي " .
كانا قد وصلا إلى سيارة بشار ، فوقف أمامها قبل أن تصعد و همس : " صدقيني ، أفضل ما فعلته في حياتي هو قبولي لكِ ..
أنتِ لا تعلمين ما تفعلينه بي " .
همست باستغراب : " ماذا أفعل ؟ "
اقترب منها بقوة ، و همس بعاطفة واضحة : " أ لا تعلمين حقاً ريناد ؟ ، أ لا تشعرين بما أشعر به ؟ "
أطرقت برأسها و وجهها قد أشتعل من الخجل ..
تشعر اتجاهه بالكثير ، أكثر مما يتخيل ، و لكن خجلها يمنعها عن التصريح بمشاعرها .
تابع بنبرة داعبت مشاعرها ، و جعلت قلبها يهفو بسعادة : " سأعتبر أن صمتكِ يعني أنكِ تبادلينني مشاعري ، لأنني لن أسمح بغير ذلك " .
ثم فتح لها باب سيارته و قال : " أصعدي جميلتي " .
صعدت بقلب يخفق بقوة دون أن تستطيع السيطرة عليه ، و وجه مشتعل .. متورد من الخجل ، ثم التفت بشار و صعد إلى مقعده ..
و قبل أن يقود ، انتبهت ريناد إلى أنها لازالت ممسكة بمعطفه ، تضمه إلى أحضانها بقوة ، فمدته إليه بخجل و هي تقول :
" لقد نسيته معي أمس " .
هز رأسه باعتراض و همس : " ابقيه معكِ ، ارتديه عندما تشعرين بالبرد و .. تذكريني حينها " .
عضت ريناد على شفتيها و هي تشرد في كلماته ، فلم تشعر به و هو يقترب منها و يهمس أمام شفتيها : " اجعليه يمنحكِ الدفء ، حتى أمنحكِ إياه بنفسي " .
تعالى تنفسها تأثراً بكلماته ، و فقدت القدرة على السيطرة على دقات قلبها ، و التي كانت عالية هي الأخرى .. حتى ظنت أنه يسمعها .
" لكن إنه " .
قاطعها واضعاً أصابعه على شفتيها : " كفي عن اعتراضاتك رينو ، فهي لن تجدي معي " .
رددت بذهول : " رينو ؟ '
رد و قد أدار محرك السيارة : " نعم .. رينو ، هذا ما سأدعوكِ به من اليوم " .
ثم بدأ يُحدّثها عن نفسه .. دراسته .. عائلته ، و كل ما يخصه .
" صحيح أنني لم أُرزق بأشقاء ، إلا أنني لدي أبن عم .. كشقيقي تماماً ، سأعرفكِ عليه قريباً ..
كما أنه سيخطب فتاة في عمركِ ، و أنا متأكد من أنكما ستكونا صديقتان " .
توسعت عينيها بعدم تصديق : " صديقتان .. ستعرفني عليه !
هل تقصد أنك ستعرفني على عائلتك ؟ "
هتف بشار بجدية : " و سأحدث والدتي عنكِ قريباً ، كي نتزوج " .
التفت إليها التفاتة سريعة ، ثم عاد ليقود سيارته و هو يقول بهدوء : " أم كنتِ تتخيلين أن علاقتنا ستظل هكذا طوال العمر ؟ "
لم تفكر في نهاية علاقتهما من قبل من الأساس ، بل لم تتخيل للحظة أنه من الممكن أن يبادلها مشاعرها ..
فأين هو .. و أين هي ؟!


بتبع

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 10:24 PM   #342

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

مساءً
بعد رحيل جميع العمال ، و لم يتبقى في المطعم إلا رشدي و ريناد و بشار ..
اقترب رشدي منها و قال : " لقد انتهينا اليوم يا ريناد ، يمكنكِ الرحيل " .
بقت ريناد في مكانها حائرة ، فبشار قد شدد عليها صباحاً ألا تغادر إلا معه ، و الآن رشدي يأمرها بالرحيل !
ظهور بشار أمامها جعلها تتنهد براحة ، و ابتسامة حلوة ترتسم على شفتيها .
نظر رشدي إلى ما تنظر إليه ، ليعبس بتلقائية عندما رأى بشار .. سأله حالما اقترب منه : " ستغادر بُنيّ ؟ "
رد عليه بشار مبتسماً : " نعم عمي " .
ثم تابع و هو ينظر إلى ريناد : " جاهزة رينو ؟ "
أومأت ريناد ، ليقول رشدي باستغراب : " رينو ؟! "
ازدادت ايتسامة بشار و قال : " سأقلها إلى منزلها عمي ، إنه بعيد .. و الوقت تأخر " .
رفع رشدي حاجبيه بعدم رضى ، و مع ذلك لم يعترض ، فهو يدرك عند بشار ، و أنه لن يستمع أو يمتثل إلى أي ما يقوله !
خرجا بشار و ريناد من المطعم ، و نظرات رشدي تتبعهما ، و لسان حاله يقول :
" أتمنى أن يكون ما تفعله معها من باب الشفقة فقط بُنيّ " .
**********
وصلا إلى الشارع القريب من منزلها ، و قبل أن تترجل .. قال بشار : " خذي رينو " .
نظرت ريناد إلى يده الممدودة لها بأحد الهواتف النقالة باستغراب ، و سألته : " ماذا أفعل به ؟ "
رد بشار : " ابقيه معكِ ، كي نستطيع التواصل باستمرار " .
و تابع بصرامة : " و لا تنسي أنني لن أخضع لأي أعتراض " .
همست بحرج : " و لكنني لا أعرف كيف استخدمه " .
ابتسم بحنو و قال : " سأعلمكِ عليه غداً ، لا تقلقي " .
عقدت حاجبيها بتساؤل : " و العمل ؟ "
أجابها : " غداً إجازة ، فأنا أريد قضاء اليوم معكِ " .
و قبل أن تعترض كعادتها ، فتح الهاتف و هو يقول : " أنظري ، سأعلمكِ كيف تردين عليّ عندما أهاتفك " .
التقط هاتفه ، ليضغط على رقمها ، فيصدح هاتفها الجديد بصوت شيرين و أغنية كلي ملكك ، و تُنير شاشته بأسم ( بشاي )
ابتسم و هو يقول : " كنت سأسجل أسمي ب ( حبيبي ) ، و لكنني وجدت أن أسمى كما يخرج من بين شفتيكِ أفضل بكثير من هذه الكلمة " .
توردت وجنتيها بخجل ، فشاكسته كي تزيل هذا الجو : " سأتغاضى عن الأسم ، و لكن مَن أخبرك أنني أريد وضع هذه الأغنية لك ؟ "
رد بتذمر : " هل تريدين تغييرها ؟ "
هتفت بتفكير : " انا لا أستمع إلى الأغاني ، و لكن إن كنت تعرف وضع أغنية سبونج بوب كنغمة ، سأكون شاكرة لك " .
" سبونج بوب ؟ " ، قالها بعدم تصديق .
لتضحك بقوة على شكله ، ثم تقول لتثير غيظه : " نعم سبونج بوب ، ألا تعرفه ؟ "
هتف من بين أسنانه : " بلى أعرفه ، و لكنني مستغرب من أن فتاة في مثل عمرك تشاهد كرتون .. و تضع أغنيته نغمة لهاتفها ! "
هتفت بمرح : " و ما المشكلة في هذا ؟ ، ثم إنه الكرتون الوحيد الذي شاهدته في الدار و أنا صغيرة ، و قد تعلقت به بشدة " .
عبس بملامحه عندما ذكرت الدار ، و قد تذكر كل ما كانت تقصه عليه من معاناة لاقتها فيه ، فهتف بحنو :
" حسناً حبيبتي ، سأضع لكِ هذه النغمة غداً ، لأنها ليست لدي " .
عبوس ملامحه أحزنها ، فقالت بحذر : " بشار ، هل غضبت مني ؟ ، أنا كنت أمزح معك " .
نطقها لأسمه بلدغتها المميزة جعلته يبتسم تلقائياً ، ليقول بهدوء : " لست غاضب حبيبتي " .
همست بعدم اقتناع : " لا أصدقك ، إن لم تكن غاضب مني كنت صممت على ما تريده و لم تمتثل لرغبتي " .
ضحك بقوة ، ثم قال بخبث : " هذا بمثابة أعتراف منكِ أنكِ تحبين قراراتي ، و لكن خجلكِ ما كان يجعلكِ تعترضين " .
تمتمت بعدة كلمات متذمرة من تلاعبه بها ، قبل أن تترجل من سيارته ، غير مبالايه بنداءه لها .
تبعها و صوت ضحكاته تصدح في الأجواء ، و يقول من بينها : " رينو انتظري " .
لم تمتثل له ، ليُسرع من خطواته .. حتى وقف أمامها ، التقط أنفاسه بقوة .. ثم قال :
" هل ستجعليني أجري ورائكِ حتى منزلكِ ؟ "
قالت بغضب طفيف : " يا ليت ، حتى تتعلم ألا تتلاعب بي ثانية " .
ابتسم بقوة و قال : " لم أكن أتلاعب بكِ أقسم ..
أخبريني عما تريدين و سأنفذه ، لكن لا تغضبي " .
برطمت بشفتيها و هي تقول بحرج : " لا تغير النغمة " .
كتم ابتسامته بقوة و قال : " كما تريدين جميلتي " .
سارت أمامه ، ليتبعها و هو يقول : " لقد أخذنا الحديث و لم أعلمكِ كيف تستخدمين الهاتف " .
ليقرّب الهاتف منها ، ثم يقول : " أترين هذا الزر ؟ ، عندما أتصل بكِ .. تضغطين عليه لتفتحي الخط ..
أما إذا أردتي مهاتفتي فاضغطي هنا " .
أراها كيف تجري المكالمة و كيف ترد عليها ، ثم قال : " هذا يكفي ، و غداً سأعلمكِ أكثر ..
كما أننا سنذهب لمكان سوياً ، أرجو أن تحبيه " .
سألته بفضول : " إلى أين سنذهب ؟ "
هز رأسه بنفي و قال : " مفاجأة ، لن أصفح عنها مهما حاولتي ، لذا وفري جهودكِ " .
كانا قد وصل إلى منزلها ، فقال : " أصعدي و نامي جيداً ، لأن غداً يوم طويل " .
سألته بتبرم : " ألا يوجد أمل لإخباري ؟ "
هز رأسه مرة أخرى و هو يقول : " لا .. لا تحاولين " .
هتفت بحنق : " حسناً .. الغد ليس ببعيد ..
ليلة سعيدة " ، قالتها ثم صعدت إلى غرفتها ، تاركة إياه و ابتسامة عاشقة مرتسمة على شفتيه .
**********
دلفت إلى جامعتها بوجه مشرق و عيون لامعة ، فكان كل مَن يراها يدرك كم هي سعيدة ..
وصلت إلى صديقتيها ، فهتفت بحماس : " صباح الخير يا جميلات " .
نظرا لمياء و مروة لها باستغراب ، فمن النادر أن تأتي لارا إلى الجامعة بكل هذا الحماس ، دون أن تتذمر .
" خير يا لارا ؟ ، ما الذي حدث معكِ و جعلكِ سعيدة هكذا ؟ "
توردت وجنتي لارا و همست : " لقد أتى خالد أمس و طلب يدي من والدي " .
ابتسمت لمياء بسخرية و قالت : " جيد ، لم أكن أعتقد أنه جدي في هذا " .
عبست لارا بملامحها و قالت : " أنتِ هكذا ، لا تكفين عن ظلمه " .
رددت لمياء بذهول : " ظلمه !..، أنتِ حقاً بلهاء " .
تأففت لارا بقوة ، فنظرت مروة إلى لمياء بعتب .. مخبرة إياها بنظراتها ألا تعكر سعادة صديقتهما ..
ثم نقلت نظراتها إلى لارا و قالت بحماس : " اجلسي و اخبرينا بكل ما حدث ، و لا تنسي أدق أدق التفاصيل " .
جلست لارا و هي لازالت عابسة ، و قالت بضيق : " كانت كل الأمور ستسير بخير ، لولا مجئ هذا الفظ الطويل " .
عقدتا الفتاتين حاجبيهما ، و قالا في نفس الوقت : " ماذا ؟ "
تحدثت لارا بغضب : " أمير صديق عمي جاء ليطلب يدي أيضاً ..
أ تتصوران هذا ؟
مَن أدعوه بعمي ، يريد أن يتزوجني ! "
تسرب الحماس إلى لمياء ، و قالت بثقة : " كنت متأكدة من أنه يحبكِ ، مبارك لكِ يا صديقتي " .
تبعتها مروة قائلة و هي تغزها بمرح : " يا لحظكِ ، خطيبين في نفس اليوم ! "
تنهدت لارا بحالمية جديدة عليها و قالت : " خطيب واحد ، أنا لم أرى إلا واحد فقط ، هو مَن سرق قلبي و تعلقت به نظراتى " .
هتفت لمياء بحذر : " لا تصدميني و تقولي أن كل هذه الكلمات عن خالد " .
همست لارا بشغف : " و مَن غيره ؟ "
هتفت لمياء باندفاع : " أنتِ غبية ، أقسم أنكِ غبية ..
أ لا تنظرين حولكِ ؟ ، أ لا تسمعين ما يقولوه الطلاب عنه ؟ "
كان صوتها عالي كفاية ليصل إلى خالد الذي كان قريب منهن ..
فتأفف بقوة ثم همس : " هذه الفتاة لن ترتاح إلا عندما تُفسِد لي خططي " .
وقف أمامهن بابتسامته اللزجة ، و وجه حديثه إلى لارا فقال : " صباح الخير لارا ، هل يمكننا التحدث لدقائق ؟ "
ابتسمت لارا بخجل ، و همست : " أكيد " .
لم تكن تظن أن ما تفعله مخالف لأوامر والدها ، حيث كانت تعتقد أن طالما خالد خطبها فقد أثبت حُسن نيته لوالدها ، كما أنه بالتأكيد يريد أن يتحدث معها في موضوع يخصهما .
سارت معه حتى جلسا على إحدى الطاولات ، ليقول خالد :
" لارا ، بداية .. أود إخباركِ بشئ هام ؟ "
همست بتوتر و هي تعقد كفيها ببعضهما : " خير يا خالد ؟ ، أقلقتني " .
همس بنبرة مغوية : " لا تقلقي حبيبتي ، أنا أريد توضيح بعد الأمور لكِ ، حتى نبدأ حياتنا على نور كما يقولون " .
ثم تابع بكذب متقن : " لا أنكر أنني كان لدي الكثير من العلاقات من قبل ، لكن كل هذا انتهى فور أن رأيتكِ ، أنتِ سرقتي قلبي فجأة ، و أسقطيني في هواكِ دون أن أدري ..
فلم أجد نغسي إلا و أنا أبتعد عن جميع مَن عرفتهن ، و لا أستطيع رؤية غيركِ ، صدقيني أنا تغيرت بسببكِ .. على يديكِ " .
أطرقت برأسها و نبضات قلبها تعلو و تعلو متفاعلة مع كلمانه و غزله بها ..
ليتابع هو بنفس النبرة : " أنا أحبكِ لارا ، لا بل أعشقكِ ..
لا .. لا ، هذه الكلمات لا تصف ذرة مما أشعر به اتجاهكِ " .
تنفست بقوة ، ثم همست بخجل : " يكفي خالد أرجوك ، لا أحتمل كل هذا " .
التمعت عينيه بالخبث و قال : " عليكِ أن تعتادين هذه الكلمات حبيبتي ، فمنذ اليوم .. ستسمعينها كثيراً " .
و بجرأة ، ملس على شعرها .. و أزاح بعد الخصلات من على وجهها ، و هو يقول : " أقبلي الزواج بي " .
أطرقت بوجهها أكثر .. و ابتسمت بخجل ، في إجابة واضحة لعرضه ..
إلا أنه لم يكتفي بهذه الإجابة ، و اقترب منها .. حتى بات وجهه مقابل وجهها .. لا يفصل بينهما سوى إنشات صغيرة ..
و قال بابتسامة واثقة : " تقبلين ، أليس كذلك ؟
أسمعيني إجابتكِ حبيبتي " .
همست بكلمات متوارية : " سيخبرك والدي بردي " .
ليقول بإصرار : " الموافقة عليّ ، صحيح ؟ "
أبعدت وجهها المشتعل عنه ، و قالت برجاء : " يكفي خالد " .
ضحك بقوة ثم قال : " سأستمتع بخجلكِ كثيراً حبيبتي " .
وضعت يديها على وجهها .. تخفيه عنه ..
فأبعدها و هو يقول بمرح : " حسناً سأصمت ، و لكن لا تحرميني من رؤية ملامحكِ الجميلة " .
عضت على شفتيها بقوة .. تود لو أن تختفي من أمامه ..
أعتدل في جلسته ، ليتذكر ما جاء ليسألها عليه من الأساس ..
" كيف تُدعين لارا محمد و والدك ِيُدعى إسلام ؟ ، لقد تفاجئت عند معرفة أسمه ، و لكنني فضّلت أن أسئلكِ أولاً " .
تفاجئت مما يقوله ، فقد كانت تعتقد أنه فهم و استنتج لحاله عندما لم يسألها عن أسم والدها وقتما أعطته عنوان منزلها ، و لكن يبدو أنه وقتها لم يُركز في هذا ..
شحوب ملامحها و توترها الذي أتضح من حركة أصابعها أنبئه أن هناك أمر جلل ، فاستحضر كل تركيزه كي يستفيد من كل كلمة ستنطقها الآن .. مستقبلاً ..
همست لارا بتوتر : " أنا كنت ، لقد " .
أغمضت عينيها في حرج و قالت : " لقد كفلني أبي إسلام من دار الأيتام و أنا صغيرة " .
توسعت عيونه بصدمة مما قالته ، أخر ما كان يتوقعه أن تكون طفلة مجهولة .. يتيمة .. ابنة دار !
لقد توقع أن والدها توفى و انتقلت للعيش مع عمها أو خالها أو أي من أقاربها ، لكن هذا لم يخطر على باله أبداً !
لمعت عينيه بخبث ، هذه الفتاة كنز .. كنز سيستفيد منه كثيراً ..
أخرجته من أفكاره بنبرتها القلقة : " هل هذا سيؤثر على علاقتنا خالد ؟ "
أحتضن كفيها ليطمئنها ، و هتف بنبرة واثقة .. أراحت قلبها : " أنا أريدكِ يا لارا ، لا يفرق معي مَن والديكِ أو عائلتكِ ، كل ما يهمني هو أنتِ " .
تنفست براحة و همست : " شكراً خالد " .
ابتسم بسخرية لم تفهمها و قال : " لا تشكريني حبيبتي ، فقلبي هو الذي تعلق بكِ و لا يستطيع العيش من دونكِ " .
عودته لغزله أعاد لها توترها ، ففضلت أن تهرب منه ، فقالت بكذب : " محاضرتي ستبدأ ، عليّ الرحيل " .
نهض بدوره .. و ودعها قائلاً : " اهتمي بقلبي " .
ابتعدت عنه ، بينما عيونه مازالت مُعلقة عليها .. و ابتسامته الخبيثة تزداد و تزداد ..
" لقد سهلتي عليّ الكثير هكذا يا جميلة ! "
**********
عيونها لم تكف عن ذرف الدموع منذ أن عادت إلى منزل والديها .. منذ أن أخرجها وحيد من حياته بسهولة ..
لم تكن تعلم أنها تعلقت به و بأطفاله إلى هذه الدرجة ، لم تعلم أنهم أحتلوا جزء كبير من قلبها و حياتها إلا بعد أن خرجت من حياتهم ..
إنها حتى لم تهرع إلى طارق و تطلب منه العفو كما كانت تعتقد و تخطط و هي ملك لوحيد ، بل حبست نفسها في غرفتها و أخذت ترثي حالها ..
" كيف فعلت بي هذا ؟ ، كيف جعلتني لا أفكر إلا بك و بأولادك ؟
و أنا التي لم أحبكم يوماً " ، قالتها ببكاء و تعجب من حالها و مما يحدث معها !
يا إلهي .. إنها حتى تشتاق للمسانه ، لمساته التي كانت تنفر منها و تقاومها !
" لا تكذبي يا نشوى ، صحيح أنكِ كنتِ تقاوميه في البداية ، و لكنكِ سرعان ما كنتِ تستسلمين له ، عندما كان يلمس روحك و قلبك ! "
لا لا .. يا إلهي لا تريد هذا ، لا تريد أن تشتاق لوحيد ، لا تريد خيانة طارق !
" طارق !..، و أين طارق في حياتكِ يا نشوى ؟ ، هل أنتِ متأكدة من أنكِ تريدبنه ، تريدينه على حساب وحيد و أبنائه ؟ "
أغمضت عينيها بتشتت ، لا تفهم نفسها و مشاعرها ، تريده و لا تريده ، و لا تعرف ماذا تفعل !
**********
دلف إلى غرفتها بعد أن أخبرته زوجته أنها لم تأكل شيئاً منذ الصباح ، بل منذ أن عادت إلى هنا ..
أقترب منها و قد تفاجأ بشحوب وجهها و احمرار عينيها ، جلس بجانبها و همس :
" إلى متى يا نشوى ؟ "
نظرت نشوى إلى والدها بعيون تطلب النصح ، دون أن يفصح لسانها بذلك !
و فهم والدها نظراتها ، و سحبها إلى أحضانه ، ثم هتف بزهو : " كنت متأكد من أن وحيد هو الذي سيفهمكِ و يتسلل إلى دواخلكِ " .
صرّحت نشوى : " أنا لا أفهم يا أبي ، لا أعلم ما الذي أريده أو عليّ فعله " .
هتف والدها بتفهم : " هذا لأنكِ تقاومين ، لا تريدين الإعتراف بمشاعركِ ..
إن واجهتي نفسكِ و مشاعركِ ، ستعرفين ما يتوجب عليكِ فعله " .
ثم سحبها و هو يقول : " أما الآن فهيا لتأكلين ، فأنتِ ستحتاجين لكامل طاقتكِ الأيام القادمة " .
**********
صباح اليوم التالي
استيقظت بحماس كبير مع أنها لم تنم الكثير من الوقت ، لقد طبّقت نصيحة والدها ، و استغرقت الليل بطوله تفكر و تخطط ، بعد أن أعترفت لنفسها ماذا تريد .. و مع مَن ترغب في متابعة حياتها ؟!
ارتدت ملابسها بسرعة و غادرت المنزل .. متجهة إلى شقة زوجها !
فتحت المنزل بالمفتاح الذي لازالت تمتلكه ، لتتوقف لحظات تتأمل المنزل بشوق ، شوق كبير .. مع أنها لم تتركه إلا منذ ثلاث أيام فقط !
ابتسمت بحنين و هي تتذكر كل لحظة قضتها في هذا المنزل ، لتهتف بتصميم :
" مستحيل أن تنتهي الحكاية هكذا ، لن أسمح له بأن يُخرجني من حياته " .
انتزعت معطفها و هي تسمي الله و تبدأ في تنفيذ أول خططها ..
لتتوقف فجأة عندما رأت فتاة تخرج من غرفة وحيد ، ترتدي بنطال قطني يصل إلى تحت ركبتيها بقليل ، و سترة خفيفة .. بأكمام مثنية إلى منتصف ذراعها .. شعرها معقود و مع ذلك بضعة خصلات تغطي وجهها !
تجمدت في مكانها .. تنظر إليها بعدم تصديق ، و قلبها يصيح : " لا وحيد لا يفعلها ، هناك سوء فهم ، مستحيل أن يكون ما أفكر فيه صحيح ! "
نظرت إلى الفتاة و همست بخوف و ترقب : " مَن أنتِ ؟ "
**********
كانت تتأمل الفتاة التي تجلس أمامها بتمعن ، ببشرتها البيضاء الصافية .. و ملامحها الناعمة ، عينيها الناعسة .. و شفتيها المطليتين بأحمر شفاه نبيتي .
منذ أن أخبرتها والدتها أنهم دعوا هذه الفتاة و عائلتها في دعوة رسمية ظاهرياً ، لكن الغرض منها هو أن يراها مازن و يجلس معها ، لأنها أولى المرشحات ليتزوج منها ، و هي تشتعل من الغضب ، غضب لا تعرف سببه ، و لكنها أرجعته إلى كوَن مازن يحلل لنفسه ما يحرمه عليها !
فهو قد ظل ورائها و ضغط عليها حتى تترك سيف ، و ها هو اليوم يبحث له عن زوجة تملأ حياته و تبعده عنها ، كم هو أناني !
أشارت لها والدتها بعينيها .. لتفهم ما تريده منها ، فنهضت مجبرة لتحضر مشروب للضيوف ..
اقتربت من تلك الفتاة و التي من المفترض أنها ستكون زوجة شقيقها مستقبلاً ، لتقدم لها الكوب الزجاجي ، فتبتسم لها تلك الفتاة ابتسامة ناعمة مثلها ، زادت من غضب تسنيم !
عادت لتجلس مكانها بملامح عابسة .. غير راضبة لما يحدث ..
إلا أن أي من والديها لم ينتبها لها ، و كل ما كان يفعلاه هو الإندماج مع ضيوفهما و إلهائهما حتى يصل أبنهما و ينضم إليهم .
و ما هي إلا دقائق حتى دلف مازن إليهم .
هتف طه حالما رآه : " تعال يا مازن و حيي عمك أحمد " .
وقف مازن أمامهم و هتف بنبرة رسمية : " السلام عليكم ..
كيف حالك عمي ؟ "
هتفت هالة و هي تشير إلى زوجة السيد أحمد و أبنته : " و هذه السيدة رغد زوجته ، و صفاء أبنته " .
همست صفاء بابتسامة كبيرة : " صافي ، يمكنك منادتي بصافي " .
أبتسامة صغيرة ارتسمت على شفتي مازن و هو يقول : " مرحباً سيداتي " .
ثم تحرك ليجلس بجانب صغيرته ، و هو يلاحظ تجهم ملامحها الواضح ، فمال عليها و سألها بهمس : " ماذا بكِ صغيرتي ؟ "
رفعت تسنيم أكتافها بلا مبالاة ظاهرية و قالت : " لا شئ ، لا تشغل بالك بي ، ركز على موضوعك " .
عقد حاجبيه بعدم فهم ، و قرر أن ينفرد بها و يعرف ماذا يحدث معها فور أن بغادروا ضيوفهم .
كانت جلسة لطيفة ودية ، سيطر خلالها الحديث عن صافي و دراستها و اهتماماتها ، و أيضاً عن مازن و عمله و هواياته ..
فكان جلياً لمازن أن هذه الزيارة ليست رسمية كما يبدو ، و أن والديه لم يستمعا إليه و نفذا ما يريداه ، و مع ذلك صمت حتى لا يحرجهما أمام ضيوفهما ، و قرر أن يتفاهم معهما حينما يكونوا لحالهم .
مرت الزيارة على خير ، فبعد تناول وجبة العشاء بقليل من الوقت استأذن أحمد و عائلته للمغادرة ، على وعد من طه بزيارة أخرى قريبة .
فور أن غادروا ، التفت مازن إلى تسنيم و قال لها : " حبيبتي ما رأيك بسهرة ممتعة ؟ "
أومأت تسنيم له ، منتظرة أن يقول الجملة التي تتوقعها ..
" حسناً اذهبي و حضري الأغراض ، و أنا سأبدل ملابسي و آتي لأساعدكِ " .
كان ظنها في محله ، مازن يريد إبعادها ليتحدث مع والديهما بانفراد ، و هذا أثار شكوكها و فضولها !
تحركت إلا أنها لم تبتعد كثيراً ، حيث وقفت على مقربة من مازن و والديها .. تستمع إلى حديثهم !
**********
فور أن أختفت تسنيم ، هتف مازن من بين أسنانه : " لقد أخبرتك أبي أنني لا أريد الزواج هذه الفترة ، فلم يكن هناك داعي لذاك المسلسل الذي أجريتوه منذ قليل " .
تولت هالة الرد فقالت : " لِمَ يا حبيبي ؟
ماذا تنتظر ؟
ما الذي يجعلك ترفضه ؟ "
هتف بعناد : " ليس هناك سبب أمي ، أنا لا أريد الزواج و فقط " .
هتف طه بتهور : " بلى ، رفضك لا يعني إلا شئ واحد ، أن ما قاله سيف صحيح ..
أنك تحب تسنيم ! "


يتبع

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 10:25 PM   #343

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


شهقة قوية صدرت من تسنيم ، فسارعت بوضع كفها على فمها حتى لا تصل إلى والديها ..
ما هذا الذي يقولوه ؟ ، مازن يحبها هي !
كيف ؟!
إنها شقيقته ، طفلته التي تربت على يديه و في أحضانه ، بم يهذون ؟!
استرقت السمع أكثر ، و فضولها يزداد لمعرفة بقية المحادثة ..
صاح مازن بخفوت حتى لا يصل صوته إلى تسنيم : " أي حب أبي ؟ ، هل صدقت هذا المجنون ؟ "
هتف طه بنبرة قوية : " إن كنت لا تحبها ، أعطني سبباً واحداً لرفضك الزواج ؟ "
هتف بنفاذ صبر : " و هل لابد أن يكون هناك سبب ! " .
و شدد على كلماته : " أنا لا أريد أن أتزوج ، لست مستعد لتحمل مسئولية بيت و أسرة هذه الفترة " .
تدخلت هالة بحنو : " حبيبي ، هذا أفضل عمر لتتزوج فيه ، حتى أبنائك سيكون عمرك قريب من عمرهم و ستكونوا كالأصدقاء " .
تنهد مازن بقوة ، ثم قال بمراوغة : " كما تريدون ، و لكن أمهلوني بعض الوقت .. و بعدها سآتي أنا إليكما و أطلب منكما أن تبحثا لي عن عروس " .
( تبحثا لي عن عروس ) هذه الجملة زادت من ثقة طه اتجاه كلمات صادق من قبل ، و أيقن أن الطبيب كان على حق ، و أن مشاعر أبنه اتجاه تسنيم ليست بريئة ..
كما أيقن أن مازن يماطل في الموضوع الآن حتى ينساه هو و زوجته !
تابع مازن بهدوء : " و رجاءً لا تفتحوا معي هذا الموضوع حتى آتي أنا إليكما " .
ثم تحرك إلى تسنيم ، ليسهر معها كما وعدها .
**********
حالما رأته يقترب منها ، أسرعت إلى داخل المطبخ ، تنتظر مجيئه إليها بتوتر غير مفهوم .
دلف مازن إلى المطبخ و قال : " أريني .. ماذا حضّرتي ؟ "
وقف بقربها ليرى ما تفعله ، فانتفضت مبتعدة عنه ، و عيونها تجول في كل الأرجاء كي لا تنظر إليه .
عقد حاجبيه بعدم فهم من تصرفاتها ، و سألها بريبة : " ما بكِ تومي ؟ "
ردت بتلعثم : " لا شئ ، متعبة قليلاً و أريد أن أنام " .
و بعفوية اقترب منها يلمس على جبينها ، ثم قال : " ليس هناك حرارة ، بما تشعرين ؟ "
ارتجف جسدها من لمساته ، و أبعدت وجهها عن مرمى يده ، ثم قالت بارتباك : " ربما إرهاق ، سأذهب لأرتاح ..
ليلة سعيدة " .
و قبل أن تسمح لمازن بالحديث و الإقتراب منها أكثر ، أسرعت خارجة من المطبخ .. متجهة إلى غرفتها .
نظر في أثرها باستغراب ، يتسائل عما حلّ بها ، و لم يأتي في باله أنها استمعت لمحادثته مع والديه !
**********
أغلقت باب غرفتها .. لتقف ورائه ، بقلب ينبض بقوة و عدم تصديق ..
أغمضت عينيها متذكرة ما قاله والدها ..
هي و مازن !
تسارعت نبضات قلبها و هي تفكر في مازن كحبيب ، تخرجه من خانة الأخوة التي لطالما وضعته بها و تنظر له من جهة أخرى ، على أنه رجل يريدها !
وضعت يدها على قلبها لتهدأ ضرباته ، و هي تقول بذهول : " لا مستحيل .. إنه حلم ! "
**********
صباح اليوم التالي
قفزت من نومها و هي تشعر بلمسات حانية على جسدها ..
فهتف مازن بوجل : " بسم الله حبيبتي ، أنتِ بخير ؟ "
تنفست بقوة محاولة السيطرة على مشاعرها ، و طرد الخيالات التي تطارد عقلها ..
خيالات لمازن يقترب منها و يقبلها بحنو ، و هو يتمتم بعدة كلمات لم تتبينها ..
و أخرى لهما معاً على شاطئ البحر ، يمازحها و يشاكسها كعادته ، ثم يقبلها قبلة طويلة تنفذ إلى روحها ..
و أخرى و أخرى ، العديد و العديد من الخيالات ، لا تعلم أيهم يندرج تحت مسمى الخيال و أيهم لا !
تابع مازن بقلق عندما استشعر حالتها الغريبة : " تومي .. حبيبتي ، ردي عليّ ، بم تشعرين ؟ "
هزت رأسها تطرد كل ما يدور بعقلها من أفكار ، لتقع نظراتها على الغطاء المتلحفة به ، فتهمس بارتياب .. و صورة مازن يدخل إلى غرفتها و يقترب منها تترائى أمام عينبها :
" مازن ، هل دخلت غرفتي ليلة أمس ؟ "
رد بنبرة طبيعية : " نعم حبيبتي ، لقد دخلت لأطمئن عليكِ ، كما أن الجو كان بارداً ، فدثرتكِ بغطاء أخر " .
أغمضت عينيها و قلبها يرتجف بين ضلوعها ، مع أن تصرف مازن كان طبيعياً و كثيراً ما فعل هذا معها من قبل ، إلا أنها و منذ أن استمعت لما دار بينه و بين والديها أمس ، و هي أصبحت ترتاب من كل تصرف يصدر منه و تفسره على طريقتها !
ليتابع مازن بقلق : " ماذا يحدث معكِ حبيبتي ؟ "
نهضت من على سريرها بسرعة كي لا يقترب منها كما المعتاد ، ثم همست بارتباك : " لا تقلق أخي أنا بخير ..
سأبدل ملابسي و آتي في الحال " .
سار مازن باتجاه باب الغرفة ، و هو يقول : " لا تتأخري حبيبتي " .
خرج من غرفتها عابساً بملامحه بعدم رضى و .. تفكير ..
ما بها ؟
لِمَ يشعر أنها تتباعد عنه عن عمد ؟
هل عادت لتغضب منه بسبب موضوع سيف ؟
و لكنه كان يعتقد أنها نست هذا الموضوع أو على الأقل تناسته ، خاصة و هي تجاوبت معه أكثر من مرة بعد تلك الليلة و كأن ما حدث لم يحدث !
" أتعبتني معكِ يا تومي " .
**********
مررت نظراتها على تلك المرأة التي اقتحمت الشقة بدون استئذان بامتعاض و ملامح عابسة ، لترد على تسائلها باقتضاب :
" من المفترض أن أطرح أنا هذا السؤال سيدتي " .
صوت بداخل نشوى تعالى قائلاً : " اهدأي يا نشوى ، تسلحي بالصبر حتى تعرفين مَن هي ، و إن كان ما يدور في بالكِ صحيحاً ، فافعلي بها ما تشائين ! "
أخذت نفساً قوياً ، و قالت بهدوء أبعد ما يكون عنها في هذه اللحظة : " أنا السيدة نشوى .. زوجة السيد وحيد ، و أنتِ ؟ "
ردت الفتاة باستهزاء : " السيد وحيد ليس متزوجاً يا .. سيدة " .
تأففت نشوى بقوة ، و بدأ هدوءها الذي تدعيه في الانفلات ، لتقول بحدة :
" نحن لا نتناقش الآن عن حالة وحيد الإجتماعية ..
سألتكِ سؤالاً و أنتظر الإجابة " .
ابتسمت الفتاة باستخفاف ، و مع ذلك أراحت نشوى قائلة : " أنا المسئولة عن المنزل و أطفال السيد وحيد في غيابه " .
جاء دور نشوى لتبتسم براحة ، ثم قالت بمكر : " أي خادمة ؟ "
و أردفت بلا مبالاة : " يمكنكِ الرحيل ، لا حاجة لنا بكِ " .
سارعت الفتاة بالقول : " هل تطرديني ؟ "
تجاهلتها نشوى ، و أتتزعت حجابها ، ليتحرر شعرها و يستقر على ظهرها ، ثم نظرت إلى الفتاة بطرف عينيها و قالت :
" ألا زلتِ هنا ؟ ، ألم آمركِ بالمغادرة ؟ "
هتفت الفتاة بوقاحة : " أنا أعمل هنا بأمر من السيد وحيد ، و لن أغادر إلا عندما يأمر بذلك "
تجاهلتها نشوى للمرة الثانية و دلفت إلى المطبخ ، فظنت الفتاة أنها انتصرت !
لتعود نشوى بعد ثواني و في يدها سكين حاد !
اقتربت من الفتاة بملامح يغلب عليها الشر ، و همست بتهديد :
" أنتِ لا تعرفيني يا فتاة ، أنا مجنونة لا أبالي بشئ ، و أقسم إن لم تغادري الآن سأقتلكِ دون أن يرف لي جفن " .
أبتلعت الفتاة ريقها بخوف جاهدت كي لا يظهر على ملامحها ، و هتفت باستخفاف : " و هل تظنيني سأخاف من تهديدكِ ؟ "
همست نشوى بابتسامة جنونية و نبرة واثقة : " يمكنكِ الإتصال بسيدكِ و سؤاله عن مدى جنوني و جديتي في تهديداتي ، وقتها سينصحكِ هو بالهروب و الحفاظ على حياتكِ " .
" هذه الثقة لا تصدر إلا من إمرأة مجنونة حتماً " ، قالتها الفتاة بداخلها .
فآثرت الرحيل و النجاة بنفسها ، و بعدها ستتصل بسيدها و تخبره بكل ما حدث و تنفذ ما يأمرها به .
" سآخذ أغراضي و أغادر سيدتي " .
هتفت نشوى و هي تسير إلى غرفتها : " أمامكِ ثلاث دقائق " .
لتلتفت إلى الفتاة قبل أن تدلف إلى الغرفة و تردف : " و إياكِ و المجئ إلى هنا مرة أخرى " .
ثم دخلت و أغلقت الباب خلفها بقوة .. أفزعت الفتاة و جعلتها تلتقط أغراضها بسرعة و تغادر منزل وحيد .
**********
دلفت إلى المطبخ و بدأت في تحضير الوجبات المفضلة عند الطفلين بحماس ، و كل ثانية أو أثنتين تنظر إلى الساعة بلهفة و .. شوق لرؤيتهما .
ليحين أخيراً موعد عودتهما ، فأغلقت الموقد على الطعام و سارعت إلى الشرفة تنتظرهما .
ابتسمت تلقائياً حالما رأتهما يترجلا من الحافلة الخاصة بمدرستهما ، ثم ركضت لتفتح لهما الباب و تستقبلهما .
وصلا الطفلين إلى شقتهما ، ليتفاجآ بوقوف نشوى على بابها بدلاً من الخادمة التي جلبها والدهما لهما !
نظرات شوق من الصغيرة لمار اندفعت من عينيها اتجاه نشوى ، على الرغم مما فعلته الأخيرة معها ، فشد تيم على كف شقيقته بقوة ..مانعاً إياها من الإنطلاق إلى زوجة والدهما و الإنغماس في أحضانها .
" ما الذي أعادكِ إلينا ؟ ، ألم يطردكِ والدي من هنا ؟ "
لم تتفاجأ نشوى بما قاله ، فلقد كانت تتوقع هذا الإسنقبال من أبن زوجها الذي لم يتقبّل وجودها يوماً .
و كانت مستعدة له و تعلم كيف ستواجهه !
" فلتدلف أولاً ، و بعدها سنتحدث " .
هتف بعناد طفولي : " أنا لن أدلف طالما أنتِ موجودة ..
أين أبي " .
لم تُتعِب نفسها في التفكير و كيفية إقناع الصغير العنيد بالدخول ، حيث مدت ذراعها لتُمسكِ بقميص الصغير و تسحبه للداخل ، وسط صياحه و اعتراضاته .
و لكنها لم تبالي بأي ما يقوله ، و هتفت موجهة حديثها إلى لمار : " ادخلى و اغلقي الباب خلفكِ " .
نفذت لمار ما أمرتها به زوجة والدها ، ثم ركضت إلى حيث تجلس هي و شقيقها .
أبتعد تيم عن نشوى بعنف ، ليقول بغضب و وجه أحمر : " لِمَ عدتي ؟
نحن لا نريدكِ " .
تحدثت نشوى بهدوء ، و قالت كي تستميله : " انظر أنا سأتحدث معك على أنك رجل ، و أريدك أن تفكر في كلماتي جيداً " .
اعترض تيم بشدة : " لا أريد أن أسعمكِ " .
هتفت نشوى و كأنه لم يتحدث : " الرجال يستمعون .. يفهمون .. يفكرون ، ثم يقررون ، و لا يتخذون القرارات بسرعة ..
و أنت رجل كما يقولا والديك ، و بالتأكيد ستفعل هذا " .
استخدامها للفظ ( والديك ) مشيرة بطريقة غير مباشرة إلى والدته الراحلة ، كان له تأثير السحر على نفس الصغير ، حيث صمت مستمعاً إليها .
ابتسمت نشوى بثقة و قالت : " أعلم أنك لا ترغب في وجودي معكم ، و لكنني حقاً أود قضاء بقية حياتي بجواركم " .
قاطعها الصغير قائلاً بكره : " و نحن لا نريد ذلك ، لا نريدكِ في حياتنا " .
سألته بضيق : " لِمَ ؟ ، ما الذي يجعلك تكرهني هكذا و ترفض وجودي ؟ "
رد تيم بحزن : " لأنكِ أبداً لن تكوني والدتي .. لن تحتلين مكانها .. والدتي قد توفت ، و أنتِ مجرد دخيلة على حياتنا " .
و بالرغم من صعوبة كلماته عليها ، إلا أنها قالت ببساطة : " و ما تريده قد تحقق ، والدك قد طلقني و أخرجني من حياتكم ..
و أنا لم آتي إلى هنا اليوم كي أطلب العودة إلى حياته " .
سألها باستغراب : " إذاً لِمَ أتيتي ؟ "
هتفت بثقة : " جئت لأطلب العمل عندكم ! "
**********
دلفت إلى مكتب صديقتها ، و قالت بمرح : " صباح الخير يا عروس " .
نظرت إليها أسيل بحدة ، خاصة عندما نظرا إليها صديقتيها باستغراب و تساؤل ، فنهضت ساحبة ملك إلى الخارج ..
لتقول بحدة : " ماذا تريدين يا ملك ؟ "
أمالت ملك رأسها بحيرة و سألتها : " لِمَ تتحدثين معي بهذه النبرة ؟
هل أزعجتكِ في شئ ؟ "
هتفت أسيل بدهشة : " و تتساءلين ؟! ، أم تظنين أن ما فعلتيه كان طبيعياً " .
عقدت ملك حاجبيها بعدم فهم و قالت : " لا تتحدثي بالألغاز أسيل ، إن كنت أزعجتكِ في شئ فاخبريني به ..
و لكن ثقي أولاً أنني لم أقصد إغضابكِ " .
تنهدت أسيل بقوة و قالت : " ملك ، نحن صديقات منذ زمن ، و أنتِ تعرفين أدق أدق أسراري ، و لم أكن أتردد لحظة في إخباركِ إياها " .
قاطعتها ملك قائلة بصدق : " و أقسم أنني لم أفصح بأي من أسراركِ لأحد " .
قالت أسيل : " أعلم ذلك ، و لكنكِ فعلتي ما هو أفظع " .
تساءلت ملك بحيرة : " ماذا فعلت ؟ "
زفرت أسيل أنفاسها بقوة ، ثم قالت : " ما الهدف وراء مجيئكِ مع عائلتكِ إلى منزل عمي ؟ "
ردت ملك ببساطة : " أعتقد أن الهدف كان واضحاً ، أخي يريد الزواج منكِ " .
صاحت أسيل بنبرة قوية : " و لِمَ لم تخبريني بهذا من قبل ؟ "
" لم تأتي فرصة مناسبة " ، قالتها ملك بهدوء .
لتهتف أسيل بعدم رضى : " حقاً ؟
و كيف سمحتي بهذا و أنتِ على علم بحبي لطارق ؟ "
ردت ملك دون أن تفقد هدوءها : " لأن طارق يجب أن يخرج من حياتكِ ، عليكِ أن تنسيه و تبحثين عمن يسعدكِ و يفهمكِ " .
سألتها أسيل بسخرية : " و شقيقكِ هو هذا الشخص ؟ '
تحدثت ملك بصدق : " شقيقي أو غيره يا أسيل لن تفرق معي ..
كل ما أطمح إليه أن أراكِ سعيدة ، أن أراكِ تعيشين الحياة التي تستحقيها ، و التي لن تحصلين عليها طالما أنتِ تنتظرين التفات طارق لكِ و مبادلته لمشاعركِ ..
أعترف أنني أخطأت عندما لم أخبركِ عن رغبة كمال ، و لكن صدقيني وقتها لم أفكر إلا بكِ .. و أنا أرى مشاعره اتجاهكِ و رغبته الواضحة في متابعة حياته معكِ ..
رأيت أنه يتخذ خطوة .. استغرق طارق عدة سنوات و لم يفكر فيها حتى " .
" بل فكر ، فكر و اتخذ هذه الخطوة بفضل شقيقكِ يا صديقتي العزيزة " ، قالتها أسيل بداخلها .
لتبتسم إلى صديقتها و تقول : " لولا أنني أعلم صدق نيتك ، و أنكِ لم تفعلي هذا إلا بدافع حبكِ لي ، لم أكن لأمررها لكِ " .
بادلتها ملك الابتسام و قالت : " أي أنكِ لستِ غاضبة مني ؟ "
أجابتها أسيل بحذر : " لا ، و أرجو ألا تغضبي أنتِ عندما تعرفين بردي على عرض شقيقكِ " .
**********
جلست بجانب عمها لتسأله بخفوت : " عمي ، هل أبلغت كمال برفضي لعرضه ؟ "
أومأ محمد مجيباً : " نعم حبيبتي ، لقد أبلغت والده اليوم ، و أعتقد أنه قام بإبلاغه " .
صمتت .. و لكن بعينيها كان هناك الكثير من الكلمات ، لتحسم قرارها و تقول بعد دقائق : " هل لي بطلب عمي ؟ "
هتف بابتسامة : " آمري صغيرتي " .
همست بتردد : " هل بإمكاننا ألا نخبر طارق برفضي لعرض كمال ؟
أي أن ندعي أمامه أنني وافقت على الزواج منه ! "
انتهى الفصل، قراءة سعيدة

noor elhuda likes this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-11-18, 10:27 PM   #344

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 14 ( الأعضاء 7 والزوار 7)
‏Aya-Tarek, ‏shammaf, ‏jojo123456, ‏najia najia, ‏نجوم1, ‏مون شدو, ‏ريما الشريف


Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-18, 04:40 AM   #345

ام رمانة

? العضوٌ??? » 353241
?  التسِجيلٌ » Sep 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,251
?  نُقآطِيْ » ام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond reputeام رمانة has a reputation beyond repute
افتراضي

فصل رائع، يسلموووووووووووو.
واسيل هتبدأ ترد لطارق ديونه🙌🙌


ام رمانة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-11-18, 12:55 PM   #346

manar.m.j

? العضوٌ??? » 425938
?  التسِجيلٌ » Jun 2018
? مشَارَ?اتْي » 472
?  نُقآطِيْ » manar.m.j is on a distinguished road
Rewitysmile24 star

فصل قصير😭
لكن ممتلىء بالاحداث
ههههههههههه يستحق طارق ماسيحدث له
صدقا يستحق بعض التأديب
احب نشوى وبقي يتنازل لها مما قلل من كرامته
اي شخص مثل نشوى عندما تتنازل له سوف يتعالى عليك
ثم يوقف حياته
يناس يراد لهذه الصفعات
اسلام ارجو ان تتمكن انت وامير من حمايت لارا الحمقاء😒
بشار اعترف اريناد هل سوف تتقبلها عائلته ؟؟
ومازن وتسنيم وما سيحدث
والعديد من الشخيصات غير موجودين
شكرا حبي😙😙


manar.m.j غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-11-18, 04:44 AM   #347

Khawla s
 
الصورة الرمزية Khawla s

? العضوٌ??? » 401066
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,978
?  نُقآطِيْ » Khawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond reputeKhawla s has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك ياقمر فصل مليئ بالاحداث

اسيل وطلعت داهيه وعرفت كيف طارق يتعلق فيها وظل اعترافه بالحب 😂
بشار وريناد واقترابهم من بعض وياترى عيلته رح تقبل فيها
مازن واااخ من مازن تسنيم سمعت الحوار بين طه ومازن وبلشت تبعد عن مازن
شو مصيرهم مع بعض
نشوى بلشت تحط عقله براسها وتبدا حياه جديدة وشكلها واقعه بحب وحيد وعرفت كيف تقنع ولاد وحيد ياترى شو رد وحيد علو رجوعها
لارا الغبيه ياريت اسلام يكشف حقيقة وخبث خالد الواطي حتى ماهتم انها يتيمه
بس عجبني الخطيبين وجاين مع بعض ونشوف مين رح يكسب 😂😂


Khawla s غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-11-18, 01:42 PM   #348

فلفلةة

? العضوٌ??? » 402638
?  التسِجيلٌ » Jun 2017
? مشَارَ?اتْي » 77
?  نُقآطِيْ » فلفلةة is on a distinguished road
افتراضي

،⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩ ⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤ ️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍😍🤗🤗🤗🤗🤗 🤗🤗

فلفلةة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 09:54 PM   #349

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي


الفصل الثلاثون
ابتسم محمد مشجعاً أفكار أبنة أخيه ، فعلى أبنه أن يُعاقَب على كل لحظة آلمها بها ، و مع ذلك قال :
" لا نستطيع فعل هذا صغيرتي ، لأن ادعائنا بهذا أمامه يتطّلب منا زيارات و اتفاقات بيننا و بين عائلة كمال " .
ارتسم الإحباط على ملامح أسيل ، ليقول محمد بمكر : " و لكن بإمكاننا الإدعاء أنكِ رفضتيه لأن في حياتكِ رجلاً أخر ! "
ابتسمت أسيل فجأة بحماس و قالت : " هل يمكننا فعل هذا ؟ "
هتف محمد بثقة : " أكيد ، أفهمي جيداً ما سأقوله و نفذيه " .
**********
دلف طارق إلى منزله مساءً ، ليرى أسيل تجلس على مقعد منعزل في إحدى الزوايا .. تتحدث في هاتفها بهمس .
" السلام عليكم " .
تظاهرت أسيل بالتوتر حالما رأته ، و أغلقت هاتفها فوراً ..
لترد بارتباك مصطنع : " و عليكم السلام ، متى عدت ؟ "
توترها بعث الشك إلى طارق ، فاقترب منها و هو يقول : " الآن " .
و تابع متسائلاً بعد أن جلس على ذراع مقعدها : " مع مَن كنتِ تتحدثين ؟ "
أصبح توترها حقيقي و هي تشعر به قريباً منها .. يكاد يكون ملتصقاً بها .
فردت بتلعثم : " مع صديقتي " .
لتنهض بعدها و تردف : " سأصعد إلى شقتي ، لا تنسى أن تعطي عمي علاجه " .
و قبل أن تتحرك قال : " هل أبلغتي كمال برفضكِ ؟ "
التفتت إليه أسيل و قالت باستهزاء : " واثق كثيراً من رفضي ؟ "
أجابها ببتسامة : " لا خيار أخر لديكِ حبيبتي " .
زمت شفتيها و قالت بعبوس : " أولاً ، لا تدعوني بحبيبتي ..
ثانياً ، أخبرتك أكثر من مرة أنك لست مسئول عني ، و أنني حرة في اتخاذ قراراتي " .
اقترب منها و .. بجرأة وضع أصابعه على شفتيها ، و همس : " لا تزمي شفتيكِ هكذا ، لأن هذا يُغريني لفعل أشياء لا أستطيع فعلها الآن " .
سارت عدة خطوات للخلف ، لتقول باعتراض واهي : " احترم نفسك يا طارق " .
رسم البراءة على ملامحه و هو يقول : " ها أنا محترم ، و الدليل أنني لا أفعل ما يدور في عقلي " .
زفرت أنفاسها بقوة ، محاولة السيطرة على نفسها و مشاعرها بأكبر قدر ممكن ، حتى لا تخرب خطتها و هي مازالت في بدايتها !
تدخّل محمد حينها ، مخلّصاً إياها من هجوم طارق على مشاعرها ..
" هل هاتفتيه حبيبتي ؟ "
تحدثت أسيل بخجل ، كان سببه الحقيقي حديث طارق معها : " نعم عمي ، و أخبرني أن تحدد الموعد الذي تريده و هو سيكون أمامك " .
جلس محمد و قال بابتسامة غامضة : " جيد ، سأُبلغكِ بالموعد غداً لتخبريه به " .
تساءل طارق بريبة ، يشعر أن هناك ما يحدث وراء ظهره : " عمن تتحدثون ؟ "
هتف محمد بلا مبالاة ظاهرية : " هناك مَن يريد مقابلتي من أجل أسيل " .
رمش طارق بعينيه بعدم فهم و قال : " لم أفهم ، ما بها أسيل ؟ "
تحدث محمد بابتسامة ماكرة : " كنت أظنك ذكي يا دكتور ..
إنه يريد أن يقابلني ليطلب يدها مني " .
هتف طارق بغباء : " يد مَن ؟ "
لم تستطع أسيل تمالك نفسها ، فصدحت ضحكاتها عالية .. مستمتعة .
نظر إليها طارق بعيون غاضبة .. مشتعلة ، ثم أعاد نظراته إلى والده و قال : " هل تمزح أبي " .
هتف محمد بهدوء : " هل أبدو أمامك كذلك ؟ "
اتسعت عينا طارق و قال بحنق : " أليس من المفترض أنه لا يجوز خطبة على خطبة ؟
كيف ستقابل هذا الرجل و أنا طلبت يد أسيل قبله ؟ "
ضرب محمد جبهته بخفة متظاهراً بالتذكر ، و قال : " نعم صحيح ، لقد طلبت يدها في نفس اليوم الذي جاء فيه كمال " .
لينظر إلى أسيل و يسألها : " ما رأيك صغيرتي ؟
هل توافقين على الزواج من طارق ؟ "
اقتربت أسيل و جلست بجانب عمها ، لتهمس في أذنه بعدة كلمات لم يستطع طارق سماعها ..
ربّت محمد على ظهرها بحنو و قال : " حسناً حبيبتي ، أصعدي إلى شقتكِ " .
تحرك طارق ليمنعها ، ليأمره محمد قائلاً : " اجلس يا طارق ، أريد أن أتحدث معك " .
جلس طارق مجبراً ، ليقول محمد بحنو : " تعلم يا حبيبي أن الزواج نصيب و أن الإنسان .. " .
قاطعه طارق بضجر : " لا داعي لهذه المقدمات أبي ، أخبريني ما قالته لك أسيل " .
" بحياة أسيل رجل .. تعرّفت عليه و هي في بريطانيا من خلال الإنترنت ، و عندما عادت إلى هنا تقابلا و .. " .
قاطغه مرة ثانية قائلاً بغضب : " و أنت توافق على هذا أبي ؟ "
" طالما أن الرجل محترم و هدفه الزواج ، لِمَ لا أوافق ؟ " ، قالها محمد بهدوء أشعل نيران داخل طارق .
ليتوسله قائلاً : " و لكن أبي أنا أريدها .. أحبها ، و لا أتخيل حياتي من دونها " .
هتف محمد بسخرية : " الآن أدركت هذا ؟
أ تتذكر منذ سنوات ؟ ، أخبرتك أن تفكر ملياً قبل اتخاذ أي قرار ، و أن أسيل هي أنسب الفتيات لك ..
و لكنك أعترضت وقتها بكل قوة و أخبرتني أنك لن تراها سوى أخت لك " .
لينهض و يقول بندم : " كنت غبي أبي ، لم أكن أراها سوى طفلة ، و لكنني أدركت و تيقنت أنني لا أستطيع العيش بدونها " .
لوى محمد شفتيه بعدم رضى و قال : " بعد ماذا يا أحمق ؟
بعد أن تحركت مشاعرها لأخر " .
هتف من بين أسنانه : " لا تقل هذا يا أبي ، أسيل لي أنا ، و لن تكون لسواي ! "
ابتسم محمد بغموض و قال : " لنرى كيف ستفعل هذا يا دكتور " .
قطب بعدم فهم و هتف : " ماذا تقصد أبي ؟ "
ليقول محمد ببساطة : " الأمر بيد أسيل ، و أنا لن أضغط عليها ..
فعليك أن تحارب لتسترجع مشاعرها اتجاهك ، و تنسى هي هذا الذي يريد نيلها " .
ابتسم طارق بحماس و ثقة و قال : " ستجدها قريباً تأتي إليك ، و تخبرك بقبولها الزواج بي ! "
**********
صباح اليوم التالي
استيقظت على طرقات على باب منزلها ، نظرت إلى ساعتها .. لتعبس بملامحها بضيق .. عندما تجدها السادسة صباحاً !
" تُرى مَن سيأتي إليّ الآن ؟ " ، قالتها باستغراب و هي تنهض ، لترتدى الروب فوق ملابس النوم ، و تذهب لتفتح الباب .
تسمّرت مكانها و هي ترى طارق يقف أمامها ، فيتمكن منها الهلع لدرجة ألا تلاحظ ابتسامته المرتسمة على ملامحه .
" طارق ، ماذا حدث ؟ ، هل عمي بخير ؟ "
انمحت الابتسامة عن وجهه تدريجياً ، ليقول باستغراب : " نعم بخير ، لا داعي للقلق " .
تنهدت بقوة ، ثم هتفت بحيرة : " ما الذي جاء بك في هذا الوقت إذاً ؟ "
عادت الإبتسامة لترتسم على ملامحه و هو يقول : " جئت لآخذك لنتناول الفطور سوياً في الخارج " .
عبست بملامحها و قالت بحنق : " حقاً ؟ ، و هل هذا وقت مناسب لتدعوني لتناول الطعام ؟
لقد أوقعت قلبي ، و كنت أظن أن هناك مكروه حدث لعمي " .
عبس بملامحه هو الأخر و قال بضيق : " عملي يبدأ في التاسعة ، فأي وقت مناسب تقترحيه سيادتكِ لأدعوكِ فيه ؟ "
تأففت بقوة و قالت : " بإمكانك دعوتي على الغذاء أو على العشاء ، أو أي وقت لا يثير ذعري " .
لتنتبه إلى الحماقة التي تفوّهت بها فتتابع بحنق : " هذا إن كنت سأقبل دعوتك من الأساس " .
ابتسم متجاهلاً أخر ما قالته ، و قال : " هذا بالفعل ما سأقوم به صغيرتي ..
سنقضي اليوم سوياً و سنتناول جميع وجباتنا في الخارج " .
ابتسمت بسخرية على الرغم من موافقة قلبها على عرضه : " و مَن أخبرك أنني سأوافق على ذلك ؟ "
اتسعت ابتسامته و همس : " قلبي " .
تنفست بقوة محاولة إزاحة تأثيره و تأثير كلماته عليها ، و قالت باستهزاء : " اعتذاراتي لقلبك إذاً ، فأنا لست موافقة على الخروج معك " .
لم يستسلم طارق و هتف : " حسناً اقبلي دعوتي لتناول الإفطار فقط " .
ردت بكلمة واحدة .. قاطعة : " لا " .
ليقول بمحاولة أخرى : " الغذاء " .
فيأتيه نفس الرد : " لا " .
فيهتف برجاء : " العشاء " .
" لا " .
زفر أنفاسه بضجر و قال : " لا .. لا ، أ لا تعرفين سوى هذه الكلمة ؟ "
ابتسمت بشقاوة و قالت : " نعم " .
تنهد براحة و قال : " ها أنتِ نطقتيها أخيراً " .
هزت رأسها بمشاكسة و قالت : " و لكن ليس موافقة على عرضك يا دكتور " .
سألها بتهديد لم تدركه : " أنتِ ترفضين الخروج معي إذاً ؟ "
أومأت ببتسامة ، ليتابع : " متأكدة من ذلك ؟ "
أومأت مرة أخرى ، لتحتل الصدمة ملامحها و هي تجده يجلس على الأرض .. أمام شقتها ، و يقول بعناد : أانسي إذاً أن تخرجي من هنا " .
همست بعدم تصديق : " ماذا ؟ "
رفع رأسه .. لتلتقي نظراتهما ، و قال : " لا خروج للعمل .. أو لأي مكان ، إلا بعد أن تخرجين معي " .
زمت شفتيها و قالت بانزعاج : " كُفّ عن هذه التصرفات الطفولية طارق ، فلا فائدة منها " .
رفع أكتافه بلا مبالاة و قال : " لن أتحرك من مكاني إلا عندما توافقين على قضاء اليوم معي " .
فهددته قائلة : " إن لم تغادر الآن سأتصل بعمي و أخبره عما تفعله " .
قهقه بقوة قبل أن يقول : " هل أنا طفل صغير لتهدديه بوالده ؟
ثم اطمئني والدي هو مَن أخبرني أن أحارب للحصول عليكِ " .
ابتسمت بسخرية و قالت : " و هل بأفعالك هذه تنفذ ما قاله ؟
بربك إنها مجرد دعوة لتناول الطعام ! "
ابتسم ببساطة و قال : " أنتِ ترينها مجرد دعوة ، و لكنني أراها بداية لنا .. أفصح فيها عن مشاعري .. و أنال موافقتك للإقتراب منكِ " .
هتفت باستهزاء : " و لكنها ليست بداية رومانسية على الإطلاق ، و أخشى أن يؤثر هذا على هدفك " .
هتف بوعد : " لا تقلقي حبيبتي ، ستكون هناك العديد من اللحظات الرومانسية التي سنعيشها ، بل أن حياتنا ستكون مفعمة بتلك الرومانسية التي ترغبين بها ..
و لكن لأحقق هدفي ، عليّ الإستفادة من كل دقيقة في حياتنا ، و ألا أفوّت لحظة .. فيقترب فيها منكِ ذلك الأحمق و ينال قلبك " .
ابتسمت باستفزاز ، و قالت مثيره حنقه : " لقد نال قلبي بالفعل يا طارق ، و ما تفعله لن يجدي نفعاً " .
نهض بعنف .. ليقف أمامها بأعين مشتعلة بغضب ..
و مع ذلك صدحت نبرته هادئة .. واثقة : " قلبك ملكي يا أسيل ، و لن يستحوذ عليه غيري .. مهما فعل " .
أمالت رأسها و هتفت بأسف : " كم أشفق عليك ! "
ليبتسم لها و يهمس : " اشفقي على هذا الذي يحلم بحبكِ و لن يناله صغيرتي " .
عبست بملامحها و قالت بحنق : " أخبرتك أكثر من مرة أن تكف عن دعوي بصغيرتك " .
مازالت ملامحه محتفظة بذات الإبتسامة و إن كانت نغمة عاشقة تخللت نبرته : " أبداً لن أكف عن هذا ، فأنتِ طفلتي التي وجدتها فجأة متعلقة في عنقي ..
و صغيرتي التي أحبتني من كل قلبها ، و كنت أنا أحمق فلم أنتبه إلى مشاعرها ..
و فاتنتي التي سحرتني بجمالها و تصرفاتها ، فجعلتني أنتبه أخيراً إليها " .
رمشت بعينيها بخجل و قد توردت وجنتيها ، ما باله أصبح لا يتوقف عن إلقاء كلمات الغزل عليها .. و التلاعب بمشاعرها ؟
أردف برجاء : " اذهبي و بدلي ملابسكِ أسيل " .
همست باستسلام : " و لكني سأذهب إلى عملي " .
ابتسم متفهماً و قال : " سنتناول الطعام و بعدها سأوصلكِ إلى عملكِ ، و بعدها آتي لآخذكِ و نتناول طعام الغذاء و نقضي باقي النهار سوياً " .
أمسكت بالباب لتغلقه بعد أن قالت : " أنتظرني عند عمي ريثما أتجّهز " .
هبط طارق الدرجات و ابتسامة كبيرة تزين ملامحه ، قاسماً بداخله أن يقضي يوماً رائعاً مع حبيبته ، و يجعلها تنسى ذاك الذي يرغب في الزواج منها .
**********
دلف إلى منزله بتعب و الإرهاق بادي على ملامحه ، جالت عينيه المكان يبحث عن الفتاة المسئولة عن المنزل في غيابه ، إلا أنه لم يراها ، فتعالى صوته قائلاً :
" سالي .. سالي ، أين أنتِ ؟ "
ليفاجئه صوت ساخر يأتي من خلفه : " ما شاء الله ، و اسمها سالي أيضاً !..، كان عليّ تلقينها درساً قبل طردها " .
هز وحيد رأسه مكذباً الصوت الذي وصل إلى أذنيه ، مقنعاً نفسه أنه يتخيل !
تحركت نشوى لتصبح أمامه ، تنظر في عينيه ، و تهمس بصوت رقيق .. خجول : " اشتقت إليك " .
لم يكن هناك مجال للشك في وجودها في منزله !
ازداد عبوس ملامحه ، و انعقد حاجبيه بقوة ، ليقول بضيق : " ما الذي أتى بكِ إلى هنا يا نشوى ؟ "
ردت عليه ببساطة : " لقد عدت إلى بيتي ، فليس من اللائق أن أتركه كل هذه المدة " .
تعالى صوته و هو يقول : " أي بيت ؟ ، أ نسيتِ أنني قد طلقتك ؟ "
تفضن وجهها بالألم و هي تقول : " بالطبع لن أنسى ، و هل هذا شئ يُنسى ؟ "
هتف بسخرية لاذعة : " و طالما أنكِ تتذكرين ، لِمَ أتيتي ؟ "
رفعت وجهها بثقة و قالت بنبرة ثابتة : " ما أعلمه أن للمطلقة عدة ، تقضيها في بيتها ! "
صاح بعدم تصديق : " ماذا ؟ "
ابتسامة كبيرة ارتسمت على شفتيها و هي تقول : " ما سمعته يا سيد وحيد ، أنا سأقضي شهور عدتي هنا " .
صاح وحيد بتشتت : " نشوى لا تمزحي معي ، غادري و ارحميني ، يكفي ما بي " .
ظهرت الشفقة في عينيها و هي ترى ملامحه المجهدة ..و عيونه المظللة بالسواد .. و ذقنه الكثيفة ، لتهمس بحزن : " ماذا يحدث معك يا حبيبي ؟ "
تأفف بقوة قبل أن يقول : " منذ متى و أنا حبيبك ؟ ، ألست أنا مَن كنتِ تنفري من لمساته ؟ ، ما الذي تغير ؟ "
تغير الكثير !..، لقد أحبته .. لا تعلم كيف و لا متى و لكنها أحبته ، و تريد أن تقضي ما تبقى من حياتها معه و مع أولاده .
تجاهلت كل ما قاله و هتفت : " برضاك أو لا ، أنا سأمكث هنا يا وحيد " .
تنهد بقوة ثم همس بتعب : " نشوى ، أرجوكِ لا تتعبيني أكثر ، أخبريني ما جئتي من أجله و غادري " .
رفعت كتفيها ببساطة و قالت : " لقد أخبرتك بالفعل ، جئت لأمكث هنا ، و طفليك موافقان على هذا " .
هتف بذهول : " ماذا ؟ ، طفلاي ؟ "
ليُفتح باب غرفة الصغيرين ، و تظهر من خلفه لمار .. بملامحها البريئة .. المتوسلة لوالدها بأن يرضى بعودة نشوى إليهم ، على الرغم من كل ما فعلته معها الأخيرة !
و تيم بملامحه المقتضبة و التي يظهر فيها لمحة من عدم الرضى ، إلا أنه صمت مجبراً ، فنشوى لم تترك له فرصة للأعتراض !
لقد قضت معه الكثير من الوقت ، حاولت إقناعه بكل الطرق ..
فتارة تخبره أن ما حدث مع لمار كان رغماً عنها و أنها كانت متعبة جداً يومها .
و تارة تخبره أنها ستعيش معهما كخادمة و فقط ، و لن تقترب من والده أبداً ، حتى أنها لن تنام معه في نفس الغرفة !
محاولات و أحاديث و وقت كثير استغرقته نشوى في إقناعه ، ليمنحها موافقته أخيراً بامتعاض ..
لتتنفس براحة واعدة نفسها بأنها ستنال حب هذا الصغير و ستعود إلى وحيد رغماً عن أنف الجميع !
**********
نظر وحيد إلى طفليه باستغراب ، و سألهما بعدم تصديق : " أنتما موافقان على عودتها ؟ "
أومأت الطفلة في حماس خجول ، في حين أن تيم قال بنبرة صارمة لا تتناسب مع صغر سنه :
" ستبقى كخادمة ، هي مَن قالت ذلك ! "

يتبع

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-11-18, 09:56 PM   #350

Aya-Tarek

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 420321
?  التسِجيلٌ » Mar 2018
? مشَارَ?اتْي » 516
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » Aya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond reputeAya-Tarek has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك rotana
افتراضي

ردد وحيد بذهول : " خادمة ! "
لينقل نظراته إلى نشوى بعدم تصديق ، فيُفاجأ بابتسامتها الواثقة و نظراتها المليئة بالتصميم .
تحدثت نشوى بحماس : " تيم .. لمار ، هيا لننهي باقي واجباتكما حتى تناما " .
ازداد اندهاش وحيد و هو يراها تأخذ طفليه و تعود بها إلى غرفتهما .. مغلقة الباب عليهم .
ارتمى على مقعده بقوة ، و أخذ عقله يسترجع ما حدث بعدم تصديق !
نشوى عادت إلى هنا مرة أخرى ، شئ لا يصدقه عقل ، صحيح أنه خلال زواجهما قد أدرك مدى عنادها و تنفيذ ما تريده مهما كان ، إلا أنه لم يكن يتوقع أنها ستعود إليه مرة أخرى ، خاصة و هي لم تبح له بحبها من قبل .
" لم تعد فقط يا وحيد ، بل إنها تحاول جاهدة استمالة قلبي طفليك من جديد ، و الحصول على حب تيم .. حتى تضمن بقائها معكم إلى الأبد " .
ابتسامة خفيفة ارتسمت على شفتيه ، و قلبه كان يرفرف سعادة دون أن يدري ، لقد اشتاق لها هو أيضاً ، مع أنه حتى الآن لا يعترف بأنه أحبها ، إلا أنه أشتاق لها !..، و قد أرجع هذا على أنه شوق لوجودها في حياته و مشاكستها الدائمة له !
انتبه على خروجها من الغرفة و اقترابها الكبير منه ، حتى أصبح لا يفصل بينهما إلا بعض أنشات صغيرة .
تحدثت بنبرة قوية على الرغم من نعومتها : " لا زال بيننا حساب على تلك الفتاة التي سمحت لها بدخول بيتي في غيابي ..
و ليكن بعلمك أنني هددتها بالقتل لو رأيتها هنا مرة أخرى " .
تحركت من أمامه قبل أن تسمح له بالتعليق على كلماتها ، ليضحك وحيد بذهول و هو يتمتم : " مجنونة ! "
نهض ليدلف إلى غرفته و يبدل ملابسه ، أخرج أغراضه و وضعها على الطاولة ، ليلاحظ بأن بطارية هاتفه قد فرغت ، فوضع الهاتف على الشاحن و فتحه .. لتنهال عليه عدة مكالمات و رسائل من سالي ، لم يكلف نفسه بإلقاء نظرة عليها ، فما تحتويه كان معروفاً .
أرسل إليها رسالة قصيرة تحتوى على عدة كلمات مختصرة يعتذر منها خلالها عما حدث و يخبرها أن تأتي إلى مكتبه غداً لتحصل على مستحقاتها .
ثم أخذ ملابسه و دلف لينعم بحمام دافئ .
خرج بعد دقائق من غرفته ، ليصله صوت نشوى عالياً من المطبخ ، فتحرك إلى هنا .. ليجدها جالسة تُطعِم لمار بيدها .. و تيم يجلس بجانبها و يتناول طعامه بهدوء !
لازالت تفاجئه بأفعالها ، أ يعقل أن كل هذا من أجل أن تعود إليهم ؟
هل أحبتهم إلى هذه الدرجة ؟!
حالما رأته نشوى نهضت من مكانها بسرعة .. بعد أن همست للصغيرة بعدة كلمات ، فأومأت لها الأخيرة موافقة بسعادة .
وضعت الطعام في الصحون ، ثم نظرت له باستغراب عندما رأته لازال واقفاً في مكانه .
" ألن تأكل ؟ "
أنتبه وحيد على نفسه ، فتحرك ليجلس على مقعده و يبدأ في تناول طعامه .
كان يُلقي كل فترة نظره لطفله الهادئ و طفلته السعيدة ، و كأن ما حدث من نشوى لم يحدث .
" هل لازلتِ غاضبة من نشوى يا لمار ؟ "
عبست نشوى بملامحها و قد أغضبها حديث وحيد عن هذا الموضوع ثانية ، لقد قضت وقتاً عصيباً في إقناع الطفلين و رجائهما لينسا ما حدث ، و الحديث في هذا الموضوع مرة أخرى من الممكن أن يُعيد إلى تيم عناده و يجعله يرفض عودتها .
تسرب شعور بالراحة إليها عندما وجدت صمت تيم ، و سمعت لمار تقول : " لا أبي ، لقد أعتذرت أمي كثيراً و أخبرتني كم كانت مُتعبَة يومها " .
( أمي ) على قدر ما كانت تكره هذا اللقب من قبل و تبغضه ، على قدر ما أصبحت تحبه هذه الأيام و تشتاق إلى سماعه ، و كم فرحت عندما وجدت لمار و بعد كل ما حدث .. ما زالت تدعوها بأمي .
أنهى تيم طعامه في نفس الوقت الذي قالت فيه لمار : " لقد شبعت " .
مسحت نشوى فم الصغيرة بحنو ، ثم قالت : " إلى النوم إذاً " .
نهضا الطفلين معها ، و كذلك وحيد ليتابع أفعال طليقته الغريبة .
توقف تيم قبل أن يدلف إلى غرفته ، و سأل نشوى بشك : " أين ستنامين ؟ "
ردت عليه نشوى بثقة : " سأنام في غرفة الضيوف ، لا تقلق " .
و مع أنه كان هناك بعض الشك اتجاهها ، إلا أن تيم دلف إلى غرفته لينام .
أطمئنت نشوى على أنهما غفيا ، لتخرج من غرفتهما بعد أن أغلقت الضوء ، و تذهب إلى المطبخ لتغسل الصحون .
تبعها وحيد سائلاً إياها باستغراب : " لِمَ تفعلين هذا يا نشوى ؟ "
ردت هامسة دون أن تنظر إليه : " لأن نشوى بدونكما لا وجود لها يا وحيد ..
نشوى التي تقف أمامك الآن أنت مَن صنعتها ، صنعتها بحزمك في التعامل معها .. في نفس الوقت الذي كنت تحنو فيه عليها ، صنعتها برقي أخلاقك و تسامحك لأخطائها حتى التي لا تُغتفر منها !
لقد اكتشفت نشوى جديدة على يديك ، فتاة لم أكن أعرفها من قبل .. و لكنني تعرفت عليها بسببك " .
التفتت إليه لتقول بابتسامة : " سأصارحك بشئ ، لقد أخطأت خطأ كبير في حق طارق و عائلته ، و مع إنني كنت أحبه وقتها ، إلا أنني لم أخضع و أعتذر عما فعلته ، بل رفضت بكل دلال و ثقة أنه سيعود لي يوماً ..
أما أنت فقد علمتني تحمل المسئولية ، جعلتني أفعل المستحيل لأعود إليك ، على الرغم من أنني لم أفعل هذا المستحيل من قبل " .
أطرق برأسه و همس بأسف : " سامحيني .. لم يكن عليّ أن أترككِ ترحلين بعد أن علمت ما منعكِ عن حضور الحفل ، لكن بكاء لمار و تصرفات تيم " .
صمت ليرفع رأسه و ينظر في عينيها بضعف : " أطفالي أغلى ما لدي يا نشوى ، الأمانة التي تركتها بسمة لي ، لا أستطيع جرحهما أو إدخال الحزن إلى قلبهما " .
على الرغم من أن ذكره لزوجته قد بعث الغيرة إليها ، إلا أنها سألته بلهفة : " إن أخبرك تيم أنه يريدني هنا أم له ، ستُعيدني إليك " .
ابتسم مشجعاً إياها و قال : " أنا واثق من أنكِ قادرة على هذا يا نشوى " .
ثم اقترب و بدأ في غسل الصحون ، لتسأله نشوى بضيق : " ماذا تفعل ؟ "
رد ببساطة : " أساعدكِ " .
سحبت منه الصحن و قالت : " شكراً لا أحتاج لمساعدتك ، اذهب و ارتاح .. فأنت من الصباح في العمل " .
و قبل أن يعترض ، تابعت بمرح : " ثم أنني أخشى أن يستيقظ تيم و يرانا ، وقتها سيظن أنني متهاونة في عملي ، و من الممكن أن يطردني " .
ضحك بقوة ، لتتأمل ضحكته بإعجاب و قلب ينبض بعنف ، و قد أعلن عشقه لهذا الرجل أخيراً .
" حسناً ليلة سعيدة ..
و أنتِ لا تسهري و اتركي هذه الصحون للغد " .
خرج من المطبخ و عينيها تتابعه بعشق ، لتهمس بوعد : " لن تُعيدني إليك من أجل أولادك فقط يا وحيد ، سأفعل المستحيل كي تحبني ، و تعترف أنك غير قادر على الحياة بدوني ! "
**********
دلفت إلى منزلها بعد عدة أيام قضتها في المشفى ، كانت ملامحها شاحبة .. و جسدها قد نقص وزنه .. و ظهر عليها الضعف و التعب .
وقعت نظراتها على والدها ، الذي كان يجلس .. يقرأ في جريدته بلا مبالاة .
كم تمنت أن يأتي لزيارتها في المشفى ، تراه حتى لو لدقيقة واحدة ، تشعر بخوفه و .. رغبته في الإطمئنان عليها .
إلا أن هذا لم يحدث ، فلامت والدتها كثيراً على المعاناة التي تحياها بسببها .
فما ذنبها هي في كل أفعال والدتها ؟
وقفت مريم جانب ليندا ، تنظر إلى زوجها بتحذير و توعد ، فلقد تركته لفترة كافية ليفكر و يحدد ما يريده .
تأفف عاصم بداخله من نظرات زوجته و تهديدها له ، فنهض مجبراً و اقترب من أبنته ، ليقول بجفاف : " حمداً لله على سلامتكِ " .
توسعت عيون ليندا بعدم تصديق ، و ابتسامة صغيرة ارتسمت على ملامحها .. سعيدة بجملة والدها .. حتى و إن كانت نبرته معها جافة !
إلا أن مريم لم تكتفي بهذا ، و رفعت أحد حاجبيها دليل على عدم رضاها ..
ليعبس عاصم بملامحه ، قبل أن يقترب من أبنته و يقبل وجنتيها ..
شهقت ليندا بقوة و الدموع تجمعت في عينيها ، لأول مرة يقبلها والدها ، بل لأول مرة يكون قريب منها هكذا !
ابتسمت مريم برضى ، أدخل الراحة إلى قلب عاصم ..
فهو لم يفعل كل هذا إلا من أجلها ، خوفاً من أن تتركه !
مالت مريم على ليندا و همست : " لنصعد إلى غرفتكِ لترتاحين حبيبتي " .
أومأت ليندا بابتسامة ، فساعدتها مريم في الصعود ، في حين أن عاصم وقف في مكانه و نظراته تتابعهما .
**********
دلفا إلى الغرفة ، لتقول مريم بابتسامة : " بدلي ملابسكِ ريثما آتي ، أم أنكِ تحتاجين مساعدتي ؟ "
هزت ليندا رأسها بنفي و قالت بهدوء : " لا ، شكراً لكِ " .
خرجت مريم من الغرفة ، لتشرع ليندا في تبديل ملابسها بتعب ..
و بعد أن أنتهت ، تمددت على سريرها .. ناظرة إلى سقف غرفتها بشرود .
كم هي طيبة هذه المرأة !
لقد قضت معها أيأمها في المشفى دون أن تتذمر ، و لم تتركها للحظة واحدة .
لأول مرة لا تشعر باليتم ، لا تشعر أن والدتها توفت منذ سنوات ، فوجود مريم بجانبها .. و حنانها الذي غمرتها به ، شعرت أنها والدتها ، أن هناك مَن يخاف عليها و يهتم لأمرها .
إنها حقاً مختلفة عن كل مَن تزوجهن والدها من قبل !
دقائق و عادت مريم و هي تحمل في يدها صينية عليها مختلف أنواع الطعام .
جلست أمام ليندا و قالت : " حان موعد تناول الطعام " .
اعترضت ليندا بوهن : " ليس لدي شهية خالتي " .
هتفت مريم بصرامة و هي تأخذ ملعقة مليئة بالأرز : " خالتكِ لن تقبل أي أعتراضات ، يجب أن تأكلي لتعود صحتكِ كما كانت ، أ لا ترين كم أصبحتِ شاحبة ؟ "
ثم قربّت الملعقة من فمها و هي تقول : " افتحي فمكِ " .
استسلمت ليندا لما تريده ، فخلال الأيام السابقة أدركت مدى جدية مريم و عدم امتثالها إلا لما تريده .
أطعمتها مريم بحنو ، و بعد أن أنتهت مسحت لها فمها ، ثم جعلتها تستلقي و لحفّتها بعد أن قبلتها .
نظرت إليها ليندا بحيرة ، و سألتها بما يُشغِل عقلها منذ أيام : " لِمَ ؟ "
ابتسمت لها مريم و سألتها بهدوء : " لِمَ ماذا ؟ "
هتفت ليندا بحزن : " لِمَ تعامليني هكذا ؟
لِمَ لا تكرهيني مثلما يكرهني والدي ؟
ألست أنا أبنة الفتاة التي فرقتكما من قبل ؟ "
جلست مريم على طرف سرير أبنة زوجها ، و همست ببتسامة : " صحيح أن والدتكِ حرمتني من حب حياتي ، و لكنكِ لا ذنب لكِ في هذا ، و ليس من العدل أن أحاسبكِ على شئ لم ترتكبيه ..
كما أنني أحمد لله على ما حدث " .
نظرت لها ليندا بعدم تصديق ، لتأومأ مريم مؤكدة كلماتها ، و تقول ببتسامة : " صحيح أنني عشت أيام صعبة عندما افترقنا أنا و والدكِ ، و لكن الله لم يتركني .. و رزقني برجل أخر منحني حبه و حنانه ، كما رزقني بنادر أبني ، أفضل ما حصلت عليه في هذه الدنيا " .
سألتها ليندا بفضول : " هل أحببتيه ؟ "
أجابتها مريم قائلة : " تقصدين والد نادر ؟ ، لا أنكر أنه كان رجل بكل ما تحمله الكلمة من معني ، قليل مَن رأيتهم في مثل رجولته و شهامته ..
و لكن والدكِ ملك قلبي للأبد ، و لم أستطع أن أحب غيره ، مع أنني حاولت .. يشهد الله أنني حاولت ، و لكن جميع محاولاتي باءت بالفشل .
و مع ذلك أنا لم أخن والد نادر يوماً ، لقد دفنت حبي لعاصم في أعمق أعماق قلبي ، و أقسمت ألا أفكر فيه حتى لو عن طريق الخطأ ، ليس لأنني لا أريد خيانة زوجي فقط ، بل لأن ربي سيغضب عليّ إن كنت فعلت ذلك ..
و هكذا يا صغيرة ، قضيت حياتي مع زوج يحترمني و يحبني ، و كننت أنا له الإحترام كذلك .. و لم أشعره يوماً بعدم حبي له ، بل إنني لو كنت أحببته لم أكن لأتعامل معه كما كنت أتعامل ، حتى توفاه الله و هو راضي عني و يشهد بأخلاقي ، و ترك لي أجمل هدية ؛ نادر " .
ابتسمت ليندا و قالت بانبهار : " أنتِ إمرأة رائعة ، ليتني أكون مثلكِ " .
ملست مريم على شعرها و هتفت برقة : " بل ستكونين أفضل مني حبيبتي " .
تحولت أبتسامة ليندا إلى أخرى ساخرة و قالت : " لا أعتقد ذلك " .
مالت مريم عليها .. لتنظر في عينبها و تقول بثقة : " طالما أنتِ حريصة على علاقتكِ بربك .. و قريبة منه ، فثقي أنه سيكون بجواركِ دائماً ، و يمنحكِ السعادة التي تستحقينها " .
ثم قبلتها على جبينها و تابعت : " ارتاحي الآن ، و عندما تستيقظين .. سيكون لنا حديث طويل سوياً " .
و كأن ليندا كانت تنتظر تلك الجملة ، فأغمضت عينيها .. و استسلمت للنوم الذي يداعب أجفانها .
**********
" رتبي المكان جيداً يا قمر ، نريد أن يظهر البيت بمظهر لائق ، يليق بشقيقتكِ الطبيبة " .
تحدثت قمر بحماس : " ها أنا أفعل يا أمي ، لا تقلقي .. سيكون كل شئ على ما يُرام " .
تحركت السيدة الكبيرة و التي تناهز منتصف الأربعينات إلى إحدى الغرف الصغيرة ، دلفت إليها .. فأصدرت شهقة عالية قبل أن تقول :
" ألم ترتدي ملابسكِ بعد يا زينة ؟ "
ابتسمت زينة بقوة و قالت : " أهدأي حبيبتي ، لا زال الوقت مبكراً على مجيئهم " .
زمت المرأة شفتيها و هي تقول بعدم رضى : " ليس مبكراً ، سرعان ما سيمر الوقت و ستجدين الضيوف قد أتوا " .
سارت زينة إلى والدتها لتحتضنها من الخلف و تقول بثقة كي تُطمئنها : " لا تقلقي يا أمي ، ثم أنه مجرد فستان سأرتديه بسرعة و لن يأخذ وقتاً " .
تحررت منها والدتها و قالت بتذمر : " بل سترتدين أجمل الفساتين و .. ستتزينين ، يجب أن يروكِ في أجمل إطلالاتكِ .. و تبهريهم " .
همست زينة بمرح : " أجمل إطلالاتي !..، جيد أن علاء رآني أكثر من مرة في المشفى على طبيعتي ، حتى لا يتهمنا فيما بعد أننا خدعناه "
سألتها والدتها بفضول : " ماذا تقولين ؟ "
ابتسمت زينة باستسلام ، فوالدتها لن تتركها إلا عندما تنفذ ما تريده ، و ليس هناك داعي لكل هذا النقاش .
" أقول أنني سأبدأ في تجهيز نفسي في الحال ، المهم أن ترتاحي يا أجمل الجميلات " .
عبست والدتها بملامحها و قالت بتوتر : " سأرتاح عندما يصل شقيقكِ و معه الأغراض ، لا أعلم لِمَ تأخر هكذا " .
صدح حينها رنين جرس الباب ، لتتنهد براحة و تقول : " الحمد لله ، ها قد أتى " .
أسرعت إلى الخارج لتراه ، في حين أن زينة هزت رأسها بقلة حيلة و قالت : " ستكون ليلة طويلة " .
**********
أغرق نفسه بعطره .. ثم أرتدى ساعته ، لينظر في المرآة .. و يبدأ في تعديل رابطة عنقه ، و ابتسامة جميلة تزين ملامحه ، فاليوم أسعد يوم في حياته ، اليوم سيتقدم لخطبة الفتاة التي تسللت إلى قلبه دون أذن و نالت إعجابه .
تأكد من هيئته ، ليلتقط هاتفه و يتصل بصديقه .
" أين أنت يا أمير ؟ ، أسرع .. لا أريد أن أتأخر بسببك " .
صمت قليلاً ثم قال : " حسناً سننتظرك بالتأكيد ، فإسلام لن يغادر إلا بعد أن تغادرا أنت و لارا " .
أغلق الخط .. ثم التقط مفاتيحه ، ليخرج من شقته متجهاً إلى شقة شقيقه ، ليأخذه هو و زوجته و يذهبوا إلى عروسه .
**********
ضربت الأرض بقدمها بقوة ، و تذمرت قائلة : " لا أريد .. لا أريد ، أريد أن أذهب معكم " .
استقبل إسلام تذمرها بثبات و قال : " ستخرجين معه يا لارا ، فأنا قد أعطيته كلمة و لن أتراجع فيها " .
هتفت بحنق : " ليست مشكلتي ، لقد وافقت دون الرجوع إليّ ، و أنا لا أرغب في الخروج معه " .
تنهد بقوة قبل أن يقول بحكمة : " عليكِ أن تخرجي معه يا لارا ، كي تفهمين شخصيته و تعرفين أكثر عنه ، هي مجرد جلسة سيتحدث فيها معكِ .. لتحددين بعدها مَن تريدين " .
و هل ستفكر لتحدد ؟
لقد حسمت قرارها ، و لن تختار سوى خالد !
و لكن إن أخبرت والدها بختيارها دون أن تجلس مع هذا الأمير فمن الممكن ألا يتقبل قرارها ، لذا عليها أن تخضع لقراره و تخرج مع هذا الفظ الطويل ، كي لا يكون حجة عليها فيما بعد .
" سأخرج معه من أجلك فقط أبي " .
أبتسم إسلام و حرك شعرها بمشاكسة و هو يقول : " هذه هي أبنتي " .
تحدثت لارا بعبوس : " و لكنني لن أجلس معه لوقت طويل ، هي ساعة لا أكثر " .
هتف بهدوء : " لقد أتفق معي على ساعتين " .
تأففت بخفوت و قالت : " حسناً " .
خرجت حينها هبه من غرفتها و قالت : " أنا جاهزة " .
تأملها إسلام بإعجاب واضح و همس : " ما كل هذا الجمال ؟ "
توردت وجنتيها في خجل و لم ترد عليه .
طرقات على باب الشقة جعلت لارا تركض بسرعة و هي تقول بمرح : " سأفتح أنا للعريس " .
لتعبس بملامحها عندما فتحت الباب و ظهر أمامها أمير ، فقالت بضيق : " هذا أنت " .
ابتسم أمير فور أن رآها ، و عينيه خانته و قد بدأت تتأملها في إعجاب و .. عشق !
وقف إسلام خلفها ليحيي أمير مبتسماً ، ثم قال بإعجاب : " في موعدك تماماً يا أمير " .
رد له أمير ابتسامته ، و هتف باستنكار واضح : " و كيف لي أن أتأخر يا سيد إسلام ! "
جاءه صوت من خلفه : " أقسم إن كنت تأخرت لم أكن لأتركك " .
ضحك عالياً و هو يلتفت ، ليضم علاء بقوة ، و يقول بفرحة حقيقية : " مبارك لك يا صديقي ، سعيد من أجلك " .
ربت علاء على ظهره و قال : " بارك الله فيك يا صديقي " .
ابتعد عنه أمير و قال بمرح : " سآخذ أنا عروسي و نغادر ، كي لا تقول أننا نأخرك " .
ازداد عبوس لارا و هي تسمع كلمة ( عروسي ) تخرج من فمه ، لتقول بداخلها : " في أحلامك أيها الفظ " .
هبطا سوياً و صعدا إلى سيارة أمير ، ليتنهد براحة !
فبعد تفكير طويل قرر ما عليه فعله ..
و أوله أن يبحث وراء هذا الخالد ، و يأتي لإسلام بالدلائل التي تثبت أن هذا الشاب غير مناسباً لأبنته .
و لكن هذا وحده لا يكفي !..، فعاد ليفكر مجدداً في طريقة مناسبة يقترب بها من لارا و يجعلها تتقبله على الأقل ، فهو لن يستطيع التزوج من الفتاة دون هذا !
لذا بمكالمة بسيطة إلى إسلام طلب منه أن يجلس مع لارا لحالهما ، كان يظن أنها بسيطة .. إلا أن إسلام أثبت له عكس ذلك .. برفضه القاطع لهذه المقايلة ، و قد عانى كثيراً في إقناعه ..
ليستغل وجود خالد مع لارا في نفس الجامعة و رؤيتها له باستمرار .. على عكسه ، و يخبره أنه من حقه أن يتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها غريمه .
و هكذا رضخ إسلام إلى رغبته !
ليبدأ هو ثاني خطواته في الحصول على لارا !
**********
ابتعد عنها مشدوهاً .. لا يصدق ما يحدث معه !..، تأملها ملياً .. بجسدها المشتعل و .. الذي يظهر عليه لمساته بوضوح .. و وجنتيها المتوردتين ، فارتسم الذهول على ملامحه .
لأول مرة تكون هكذا ، راغبة به كما يرغب هو بها !
لأول مرة يشعر أنها تسلمه روحها قبل جسدها !
لأول مرة تبادله لمساته بأخرى راغبة .. تواقة للمزيد !
مال عليها مرة أخرى .. ليطبع عدة قبلات على وجهها ، و هو يقول من بينها : " كنت أظنكِ لذيذة عندما لمستكِ من قبل ، إلا أنني كنت مخطأ ، ففي كل مرة تزدادين جمالاً و لذة " .
تأوهت ياسمين بنعومة مستمتعة بكلماته التي يلقيها عليها ، ليتابع فريد بشغف : " هذه أفضل ليلة أقضيها معكِ ، لا أظن أنه سيكون هناك أفضل منها ، إلا إذا فاجئتيني كعادتكِ " .
دفنت ياسمين رأسها في أحضانه ، و أغمضت عينيها مستسلمة للمساته لها .. و مستمتعة بما يلقيه عليها !
انتهى الفصل، قراءة سعيدة

duaa.jabar and noor elhuda like this.

Aya-Tarek غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:30 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.